منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  الموسوعة الصحية المصغرة العقاقير التخدير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعة الصحية المصغرة العقاقير التخدير    الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Emptyالأحد 17 أبريل 2016, 7:52 pm

العقاقير



 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير BOlevel14674   مقدمة
 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير BOlevel14675   المبحث الأول: صناعة العقار والدواء
 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير BOlevel14676   المبحث الثاني: تأثير الأدوية وأنوعها
 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير BOlevel14673   الجداول
 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير BOlevel14672   الصور
 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير BOlevel14671   الأشكال
 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير BOlevel14670   المصادر والمراجع


       

مقدمة

عرف الإنسان الأمراض منذ قديم الأزل، وعانى من آلامها، وذاق الكثير من ويلاتها. ويدرك المؤمن أن المرض هو من عند الله، يبتلي الله به من يشاء من عباده ليكافئهم على الصبر عليها. وفي مرض نبيّ الله أيوب u العظة والعبرة. كذا يوقن المؤمن أن الشفاء من هذه الأمراض هو من عند الله.

]وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ[ (سورة الشعراء: الآية 80).

وإذا كان الله قد جعل الشفاء معجزة عزز بها بعض رسله، فقد خلق، سبحانه وتعالى، لكل داء دواء، وجعل لنا السمع والأبصار والأفئدة، حتى نلتمس لكل داء دوائه، إذ لم ينزل الله داء إلا أنزل له شفاء. وفي هذا الصدد، يقول الرسول r ]‏مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً[ (صحيح البخاري: الحديث الرقم 5246).

وفي الواقع، لم يأل الإنسان جهداً في البحث عن الشفاء، منذ بدء الخليقة؛ فكانت رحلته شاقة في تيار المجهول، ومليئة بالأخطاء، والخزعبلات، والشعبذات. لكنه أخيراً، اهتدى إلى أول طريق الشفاء. عندما اكتشف قدرة بعض النباتات على قتل الطفيليات الخارجية، وإيقاف المغص، وتسكين الآلام. وعليه تُوّسع في استخدام العقاقير الشافية، واكتشف مزيداً من الأعشاب والمنتجات الحيوانية التي تَشْفِي من الأمراض، أو تقي الجسم من حدوثها.

وقد توصل القدماء المصريون، إلى معرفة أسرار عديد من المواد الكيميائية، الموجودة في النباتات، وفي صخور الأرض، فاستخدموها في علاج مرضاهم، وتحنيط موتاهم. ويدل على ذلك، البرديات الطبية التي سجلت فيها مئات الوصفات الطبية. مثل: بردية كاهون، وبردية إدوين سميث، وبردية إيبرس، وبردية هيرست، وبردية لندن، وبردية برلين.

كذا اكتشف الصينيون مئات العقاقير الشافية، التي مازال أغلبها يستخدم حتى الآن ودونوها، فيما عرف بـ "دستور الأدوية" عام 3000 قبل الميلاد. ومن أشهر علماء الصيدلة في الصين آنذاك هو شن تونج الذي ألف كتاباً مشهوراً تحت عنوان "بن تساو".

كما عرفت الحضارة السومرية في الشرق الأوسط عام 2000 قبل الميلاد، العقاقير الشافية. ودونت وصفاتها، في لوحات صلصالية.

أما علماء الإغريق، فقد قدموا كماً هائلاً من الاكتشافات في مجال التداوي بالأعشاب الطبية. فها هو أشهر علمائهم أبقراط[1]، يكتشف أكثر من 230 عشباً طبياً. وهاهو العالم الإغريقي ثيوخراستوس، يكتشف أن عصير نبات الخشخاش، له مقدرة هائلة، على تسكين الآلام.

أما الرومان، فكانوا أول من قام بافتتاح صيدلية، وكتابة أول تركيبات طبية، تحدد كمية كل عشب مجفف، أو عصارته، في البلسم. كذا حفل عصر الرومان، بعلماء، مثل: جالينوس، الذي أَلّف 98 كتاباً، في الطب والصيدلة، صارت مرجعاً لعمليات التداوي بالأعشاب الطبية، والعقاقير الشافية. ومن كتب الطب التي ترجمت للعربية كتاب "الترياق ضد السموم" (اُنظر شكل غلاف الترجمة العربية)، المنسوب لجالينوس، والذي ترجمه إلى العربية يحيى بن البطريق.

ويذكر التاريخ للعرب أنهم كانوا أول من أسس الصناعات الصيدلية، فكانوا يجلبون بعض الأعشاب من الهند، ثم يقومون باستخراج العقاقير الشافية منها لعلاج المرضى.

ومع بزوغ فجر الحضارة الإسلامية، حدثت طفرة في علوم: الكيمياء، والطب، والصيدلة. وبرز في هذا المجال علماء كثر، من أبرزهم: جابر بن حيان[2]، وحنين بن إسحاق[3]، وأبو بكر الرازي[4]، والزهراوي[5]، والبيروني[6]، وابن سينا[7]، وابن البيطار[8]، وداود الأنطاكي.

ونتيجة لهذه النهضة العلمية الكبرى في مجال الصيدلة، فصل العباسيون مهنة الصيدلة عن مهنة الطب، فصارت علماً مستقلاً بذاته، بما شجع كثيرين على التفرغ الكامل لتركيب الوصفات الطبية وتجريبها. وفي الوقت نفسه، أنشأ العباسيون آلاف الصيدليات والمعامل الدوائية، لتحضير الوصفات الطبية، تحت رقابة وإشراف الدولة حينئذ. كما كان العباسيون هم أول من ابتدع فكرة إنشاء صيدلية في كل مستشفي.

كما كان المسلمون هم أول من أسس مدرسة للصيدلة في العالم. وكان على طالب الصيدلة، أن يدرس الدساتير الطبية، وعلوم الكيمياء، والطب، والنبات، واستخراج العقاقير. وكان من التقاليد المتبعة آنذاك أن يرتدي الصيدلي زياً أبيضاً حين يمارس المهنة. ولما كانت مهنة الصيدلة، من المهن السامية، ألف أبو المنى داود بن أبى النصر، الذي عاش في القرن السابع الهجري، كتاباً أسماه "منهاج الدكان ودستور الأعيان"، تحدث فيه بإسهاب عن الصفات التي يجب أن يتحلى بها الصيدلي، مثل: الأمانة، وحسن الخلق، والدين، والعلم، والخوف من الله، والبعد عن الشعبذة والدجل طلباً للشفاء.

وخلف الصيادلة المسلمون، وراءهم ميراثاً هائلاً من الكتب القيمة، التي تتناول، بإسهاب، طرق تحضير الدواء من النباتات، والأعشاب الطبية، والحيوانات، والمعادن. ومن أهم هذه الكتب كتاب "تَذكرة الألباب" لمؤلفه ابن داود. وهو الكتاب الذي وصف فيه استخدام ورق السكران، لتحضير المخدر الموضعي، و بذر الخلة، لعلاج أمراض القلب، وبذر المقدونس، لعلاج احتباس البول. أما كتاب "الرحمة في الطب والحكمة"، لمؤلفه داود ابن أبي النصر، فهو يصف بعض العقاقير المستخدمة، في علاج أمراض الثعلبة، والبهاق، وآلام المفاصل والظهر، وضيق التنفس، والكبد والطحال، وحصى المثانة، والبواسير، والبول المدمم، والحروق.

أما في أوروبا، فقد انفصلت مهنة الصيدلة عن الطب، في القرن الحادي عشر الميلادي؛ أي بعد 300 عاماً من تجربة المسلمين. وفي ذلك الصدد، دُعِيَ عدد كبير من علماء المسلمين، لتدريس العلوم الصيدلية، في جامعات أوروبا.

ومع التقدم المحرز في علم الكيمياء، في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، استطاع العلماء اكتشاف المئات من العقاقير المستخرجة من النباتات، في صورة نقية. فاستخدمها الإنسان، وتُجُنِّبَت، بذلك، الآثار الجانبية للمواد الكيمائية الأخرى، الموجودة في النبات. وخلال القرن العشرين الميلادي، حدثت ثورة تقنية، أدت إلى تحسين طرق استخراج العقاقير، من مصادرها الطبيعية، فاكتشفت معظم الأدوية الأساسية

[1] 460 ـ 377 قبل الميلاد

[2] 460 ـ 377 م

[3] 737 ـ 813 م

[4] 865 ـ 925 م

[5] 936 ـ 1013 م

[6] 973 - 1048 م

[7] 980 ـ 1037 م

[8] 1197 ـ 1248 م



 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Fig01





عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الأحد 17 أبريل 2016, 8:06 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة العقاقير التخدير    الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Emptyالأحد 17 أبريل 2016, 7:58 pm

المبحث الأول

صناعة العقار والدواء

أولاً: العقار والدواء

العقار هو المادة الشافية التي تستخلص من أصل طبيعي، مثل: النباتات، والكائنات الدقيقة، والحشرات، والكائنات البحرية، والثدييات. ومن العقاقير ما يستخرج من صخور الجبال، مثل: أملاح الحديد، المستخدمة في علاج الأنيميا، وأملاح الذهب، المستخدمة في علاج التهاب المفاصل.

والعقار قد يكون مادة كيميائية واحدة، مثل: الأتروبين، الذي يستخرج من نبات ست الحسن، أو قد يتكون من عدة مواد، مثل: زيت كبد الحوت، الذي يحتوي على عديد من الفيتامينات.

وتقدم بعض العقاقير الوقاية من بعض الأمراض، مثل: عقَّار الكينين (Quinine) (أُنظر صورة لحاء شجرة السنكونا)، المستخرج من لحاء شجرة السنكونا، والذي يقي من مرض الملاريا. كما أن من العقاقير ما يستخدم في تشخيص بعض الأمراض، مثل: عقَّار الكوراري (Curare) (اُنظر صورة عقار الكوراري)، الذي يستخدم في تشخيص مرض ارتخاء العضلات المزمن. (Myasthenia gravi).

وهناك بين الدواء، والعقار، علاقة عموم وخصوص، إذ كل عقار دواء، وليس كل دواء عقاراً. فمن الأدوية ما يستخلص من مصادر طبيعية ومصادر غير طبيعية، مثل: التتراسيكلين، الذي يستخدم في علاج الأمراض البكتيرية. أما لفظ العقار فمخصوص بالأدوية المستخلصة مادتها الفعالة، من مصادر طبيعية، مثل: المورفين، الذي يستخلص من نبات الخشخاش (اُنظر صورة نبات الخشخاش)، ويستخدم مخدراً قوياً ومسكناً للآلام، والديجوكسين، الموجود في أوراق نبات قفاز الثعلب (اُنظر صورة نبات قفاز الثعلب)، ويستخدم في علاج بعض أمراض القلب، والرزربين (Reserpine)، الذي يستخلص من جذور نبات الراولفيا (Rauwolfia serpentine)، ويستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم، والأتروبين، وهو يستخرج من نبات شوكة التفاح (Thorn Apple) (اُنظر صورة نبات شوكة التفاح)، ويستخدم الأتروبين في علاج حالات المغص. ونبات البَنْج، الذي يستخرج منه شبيهات الأتروبين وله خصائص مخدرة (اُنظر صورة نبات البنج)، كما توجد العديد من النباتات التي تستخدم في علاج أمراض الإنسان (اُنظر جدول النباتات الشائع استخدامها في العلاج من الأمراض).

وهناك عقاقير تستخلص من أصول حيوانية، مثل: الببسين (Pepsin)، وهو إنزيم يستخلص من الحيوانات الثديية، ويستخدم في حالات سوء الهضم. أما الأنسولين (Insulin)، الذي يستخرج من بنكرياس بعض الحيوانات الثديية، فقد أنقذ الملايين من مرضى السكر. وكذا الهيبارين الذي يستخلص من أنسجة الرئة، وأغشية أمعاء الأغنام والثيران. ويستخدم مضاداً لتخثر الدم.

كما تستخرج بعض العقاقير من الحشرات، مثل: النحل، وسرطانات البحر، التي تمدنا بأدوية مانعة للتجلط، ومثبطة لسموم بعض الكائنات الدقيقة.

وهناك عقاقير تستخلص من البكتيريا والفطريات، ففطر الأرجوت (اُنظر صورة فطر الأرجوت)، الذي يصيب سنابل القمح، يفرز مادة "قلويدات الأرجوت" (Ergot Alkaloides)، التي تستخدم لوقف النزيف في الإنسان. كذا تستخدم إفرازات الميكروبات السبحية، لإذابة الجلطة الدموية، في حالات مرض احتشاء القلب.

ثانياً: تعاطي العقاقير والمستحضرات الدوائية

والعقار في صورته الطبيعية قد يكون غير مستساغ. كما أن تركيزه داخل النبات قد يختلف، من وقت لآخر، وفقاً للظروف المناخية التي تؤثر على النبات. ولذلك، تصنع العقاقير، في شكل مقبول للمريض، من خلال "المستحضر الدوائي" أو "الدواء". وقد يكون الدواء مكوناً من عقار واحد أو أكثر.

وكان الصيادلة، على مدى العصور السابقة، يقومون بتحضير معظم ما يبيعونه، من مستحضرات دوائية، في صيدلياتهم. ولكن مع بداية القرن العشرين، ظهرت الصناعة الدوائية الحديثة، كذا اكتشف عديد من الأدوية، التي يتطلب تحضيرها، وتصنيعها أجهزة خاصة. لذا، تكونت شركات دوائية عملاقة، استطاعت أن تقدم المستحضرات الدوائية في صور، سهلت من تعاطيها، وتداولها، وتخزينها، ونقلها.

ويوجد لكل دواء 3 أسماء؛ الاسم العلمي، الذي يعطى فكرة عن التركيب الكيميائي للمستحضر، بطريقة مفصلة. وهو غالبا ما يكون طويلاً وصعباً، والاسم الكيميائي، وهو الاسم المتعارف عليه في دساتير الأدوية المعروفة باسم الفارماكوبيا، والاسم التجاري، الذي يطرح به للتداول.

وتعطي بعض شركات الأدوية رقماً كودياً، لكل نوع من أنواع الأدوية التي تنتجها. وهذه الأرقام تختلف من شركة إلى أخرى، حيث تضع كل شركة على منتجاتها أرقاماً كودية مستقلة بها. وعلاوة على هذا الرقم الكودي، هناك رقم قومي لكل دواء، وهو رقم تسجيل الدواء، لدى السلطات الصحية المختصة، للترخيص بإنتاجه وتداوله. وأي مستحضر دوائي، لابد أن يكتب عليه رقم التشغيل، وتاريخ الصنع، ونهاية الصلاحية.

وتعد الصورة، التي يطرح بها المستحضر الدوائي، للبيع في الأسواق، هامة للغاية. ولهذا، يجب أن تتم على أسس علمية سليمة، وبعد أن تجرى عليها اختبارات معملية مكثفة. وعموماً تأخذ معظم المستحضرات الدوائية عدة صور، فتكون: إما في صورة أقراص، أو حوافظ جيلاتينية صلبة (كبسولات)، أو حوافظ جيلاتينية رخوة، أو شراب معلق، أو مستحلب، أو أقماع، أو مراهم، أو كريم، أو نقط للأذن أو الأنف أو العين، أو مستنشقات، أو سائل معد للحقن (اُنظر صورة عقاقير الفم) و(شكل الطرق المختلفة لإعطاء الدواء).

ويتناول الإنسان الدواء بطرق مختلفة (شكل الطرق المختلفة لإعطاء الدواء)، أشهرها عن طريق الفم. وتكون الأدوية في هذه الطريقة على شكل أقراص مختلفة الأحجام والأشكال. وفي بعض الأحيان، يغلف كل قرص بمادة لا تتأثر بالوسط الحَمْضي للمعدة، إلا أنها تذوب في الوسط القلوي الموجود في الأمعاء، فتتحرر المادة الفعالة ليتم امتصاصها عبر الخملات. أما العقاقير ذات الطعم غير المستساغ فإنها تغلف بمادة حلوة المذاق.

وأحياناً يوضع مسحوق المادة الفعالة داخل غلافين مصنوعين من مواد طبيعية كالنشا أو الجيلاتين، وهو ما يعرف بالكبسولة (Capsule). وتذوب هذه الكبسولة في القناة الهضمية، ويمتص الدواء.

أما العقاقير التي تذوب في الماء، أو في المذيبات العضوية، فيتناولها الإنسان شراباً، بعد تحليتها، وخلطها بمكسبات النكهة. وهناك عقاقير تتداول على هيئة أملاح فوارة، تذوب في الماء قبل تناولها. أما العقاقير التي لا تذوب في الماء، فتتعاطى في صورة مستحلب أو معلق.

وعادة ما يكون الهدف، من إعطاء المستحضر الدوائي عن طريق الفم، هو الحصول على تأثير موضعي للدواء، في المعدة والأمعاء، مثل: الأدوية المطهرة للأمعاء، أو المضادة للحموضة. وهذه الأدوية لا تمتص بواسطة أغشية المعدة والأمعاء، إلا بكمية بسيطة جداً.

وأكثر من 80 % من العقاقير، يتناولها الإنسان عن طريق الفم، سواءً أكانت سائلة أم صلبة.

وينصح بتناول الدواء، مع قليل من الماء، قبل الأكل، لضمان سرعة امتصاصه. وأحياناً أخرى، ينصح بتناوله، بعد الأكل، لتلاشي تأثيره الضار على أغشية المعدة، كما في حالة الأسبرين، الذي يسبب قرحة المعدة.

وعند تناول الدواء بالفم، يستغرق امتصاصه من 15 ـ 60 دقيقة، ليصل إلى أقصى تركيز له في حدود ساعة أو ساعتين. وينصح بزيادة جرعة المادة الفعالة، لتعويض الكمية الكبيرة من الدواء، التي عادة ما تستهلك في الكبد، نتيجة لعملية التمثيل الدوائي.

وهناك أنواع من العقاقير التي توضع تحت اللسان، فتُمْتَص عبر غشاء الفم المخاطي، لتدخل إلى الدم، مباشرة فيكون مفعولها سريعاً، فمثلاً هناك أقراص النيتروجليسرين المستخدمة في علاج الذبحة الصدرية، حيث توضع تحت اللسان، فتصل المادة الفعالة إلى الدورة الدموية بعد حوالي دقيقتين من استحلاب القرص، فيحدث تأثيره الطبي، إذ يلعب عامل الوقت دوراً هاماً في إنقاذ حياة المريض في هذه الحالة.

وهناك عقاقير أخرى تستعمل استعمالاً خارجياً على الجلد، مثل: المراهم، والعجائن، واللبخات، ويشترط فيها أن تكون ثخينة القوام، فإن ذلك أدعى لثباتها فوق الجلد، ليسهل امتصاصها.

وهناك كذلك العقاقير الطيارة التي تتناول عن طريق الاستنشاق، حيث تمتص بسهولة، بواسطة الغشاء المخاطي للأنف أو الفم، لتصل إلى الدورة الدموية والأنسجة مباشرة، حيث تمتص بواسطة الشعيرات الدموية، الموجودة في الحويصلات الهوائية، في الرئة.

أما العقاقير غير الطيارة، فيفضل أن ترش في الفم مباشرة، من خلال بخاخات، مثل أدوية الربو، التي تدخل مع هواء الشهيق إلى الرئة، فتحدث تأثيراً موضعياً لتوسيع الشعب الهوائية، أثناء الربو.

وهناك عقاقير يفضل تناولها عن طريق حقنها في الوريد، وبخاصة إذا كانت من الأنواع التي تتسبب في تهييج أغشية القناة الهضمية، أو تلك التي يصعب امتصاصها من خلالها. وتعد طريقة الحقن من أسرع الطرق لإحداث الدواء أثره، حيث يصل الدواء مباشرة إلى الدم، الذي ينقله بدوره إلى الأنسجة المقصودة به في لحظات معدودة.

ويكون الحقن في الوريد ببطء شديد، ولا سيما إذا كان العقار هو أحد أملاح الكالسيوم، حتى لا يحدث أثراً ضاراً، كما يفضل ـ بشكل عام ـ الحقن البطيء، لتخفيف تركيز الدواء عبر الدم.

وقد يسبب الحقن مع طول الاستعمال جلطة في الدم، على نحو ما يحدث مع المحاليل المعوضة التي قد يستمر تعاطيها شهوراً طويلة. وقد يحقن الدواء تحت الجلد، فيما يعد من أفضل طرق الحقن، إذ تساعد على امتصاص المادة الفعالة ببطء، ولذا تستخدم هذه الطريقة في إعطاء المواد ذات المفعول الطويل الأجل.

أما المراهم و القطرات، فتوضع على الجلد وفي العين أو الأنف، وتمتاز بأنها تعطي مفعولاً موضعياً عالي التركيز، من دون الحاجة لامتصاصها في الدم.

كذا يعد الشرج أحد الطرق الشائعة لتناول الدواء، ومن الأشكال التي تستخدم معه، الأقماع الشرجية (اللبوس)، أو الحقن الشرجية، أو المراهم الشرجية. ويفضل تناول الدواء من خلال هذا المنفذ، إذا كان من الأنواع المهيجة لأغشية المعدة، أو عند تعذر البلع، أو في حالات القيء المتواصل،  أو العلاج الموضعي للبواسير، أو الالتهابات الشرجية.  وعادة ما تصنع الأقماع الشرجية من زبدة الكاكاو محتوية بداخلها على المادة الفعالة لتسهيل ذوبانها فيه، بمجرد ملامستها لجدار الشرج، الذي تكون درجة حرارته أعلى من درجة حرارة ذوبانها.

وهناك طرق أخرى غير تقليدية، لتناول الأدوية والعقاقير، مثل: الحقن في المفاصل، أو الجلد، أو الأنف، أو في الغشاء البلوري للرئة. ويلجأ إليها في حالات خاصة جداً.

وفي الآونة الأخيرة برزت الحاجة ملحة إلى استحداث أنماط جديدة من العقاقير، تُمَكِّن الإنسان من الحصول على تركيز منتظم وثابت للعقار في الدم، ولفترات طويلة.

فمثلاً دواء النيتروجلسرين، المستخدم في علاج الذبحة الصدرية، يتم تصنيعه على هيئة "لصاقة طبية تلتصق بالجلد"، وتحتوي هذه اللصاقة على الجرعة المطلوبة من العقار، محاطة بطبقة متبلمرة تسمح بمرور العقار من خلالها بمعدل ثابت. وبذلك يحصل الإنسان على تركيز منتظم وثابت في الدم.

ثالثاً: صناعة المنتج الدوائي

رحلة العقار من مصادره الطبيعية، حتى يبلغ مقصده داخل جسم الإنسان، رحلة شيقة، تسترعي الانتباه وتدعو إلى التأمل؛ فقبل أن يصل المستحضر الدوائي إلى المريض، يمر بسلسلة من المراحل، تبدأ بتجميعه من مصادره الطبيعية، ثم التخلص من المواد الكيميائية الأخرى، الموجودة في المصدر، ثم تقنين المادة الفعالة. وقلما يتناول المريض المادة الفعالة، في صورتها المجردة في العلاج. وتقوم الشركة المنتجة، وفقاً لنوعية العقار وكيفية تعاطيه، بصناعته في هيئة: أقراص، أو كبسولات، أو حقن، أو مراهم، أو غيرها.

وخلال هذه العملية، تضاف بعض المواد غير الضارة، إلى المادة الفعالة، لكي تحول إلى مستحضر دوائي. فمثلاً، عند تحضير الأقراص، يضاف سكر اللبن لزيادة الوزن، وماد صمغية لتمنع تفتت القرص.

وتعد صناعة الأدوية وتسويقها، من أكبر الأعمال التجارية، في عديد من البلاد، وتحتل الولايات المتحدة الأمريكية الصدارة في هذا المضمار.

وقبل أن يصل الدواء إلى المريض، يجب أن يمر بسلسلة من الاختبارات، للتأكد من مأمونيته وفاعليته (اُنظر صورة اختبار فاعلية العقاقير وسلامتها).

فعند طرح الدواء في الأسواق، لأول مرة، لابد من إجراء عديد من التجارب، على خلايا وأعضاء حيوانية، مستزرعة معملياً (Tissue Culture). ثم تجرى تجارب مماثلة على حيوانات صغيرة، مثل: الفئران، والأرانب، وعند نجاح التجارب المعملية، فإن الأدوية تجرب على القردة، والنسانيس.

ثم تُقيَّم النتائج، بعد ذلك، لمعرفة كيفية عمل هذا الدواء، وآثاره الجانبية. فإذا تم التحقق من مأمونية الدواء، وفاعليته، تعطي السلطات الصحية المختصة، للشركة المكتشفة، الإذن بتجربته على الإنسان. فيختبر الدواء، أولاً، على مجموعة من المتطوعين الأصحاء. وعند نجاح التجارب، تأتي مرحلة اختبار الدواء الجديد في مجموعة من المرضى.

وعلى ضوء هذه التجارب، تُقَدَّر الجرعات المناسبة التي يتعين على المريض تناولها. وعلى جانب آخر، تجدر الإشارة إلى أنه مهما بلغت درجة الاختبارات والتجارب الأولية دقة وحرصاً، قد لا تكتشف بعض الآثار الجانبية الضارة، وغير المتوقعة في الدواء المستخدم. ومن أهم العوامل التي تساعد على احتفاظ المستحضر الدوائي بجودته هي طريقة تخزينه. أما تاريخ الصلاحية المدون على المستحضر، فيتم استنباطه، وفقاً لظروف تخزين مثالية. وعلى ذلك، فإن أي مخالفة لهذه الظروف، قد تعجل بفساد المستحضر الدوائي.

وعلى الرغم من أن كلا المملكتين؛ النباتية، والحيوانية، مازالتا تزخران بملايين العقاقير التي لم يُمَط اللثام عنها بعد، فقد تمكن العلماء، بفضل التقنية الحديثة، من تصميم عقاقير أخرى من غير هذين المصدرين الطبيعيين، بتخليقها كيميائياً. والفضل في هذا يعود إلى العالم الألماني الشهير فالر (Wahler)، الذي تمكن، عام 1828، من تحضير مادة اليوريا العضوية، من بعض الأملاح الكيميائية، الموجودة في معمله. وكان العلماء يعتقدون قبل هذا الاكتشاف، أنه لا يمكن إنتاج مواد عضوية، إلا بواسطة كائنات حية. ومنذ ذلك التاريخ، استطاع العلماء تخليق أكثر من مليوني مادة كيماوية جديدة، غير موجودة في الطبيعة. وعندئذ بدأ التوسع في استحداث أدوية جديدة، عن طريق التخليق الكيماوي.

وفي هذا الصدد، نجح العالم الألماني بول إيرليخ (Paul Ehrlich)، في تخليق مادة قاتلة للجراثيم أسماها "أرسفنابين". بعد إجراء 605 تجربة فاشلة، ثم نجح في المحاولة "606 "، وبعد هذه التجربة، توالت الاكتشافات، إذ نجح العلماء في تخليق هرمونات بأسعار زهيدة، بدلاً من استخراجها من الحيوانات. كما استطاعت شركات الأدوية تخليق مركبات قاتلة للجراثيم، ومضادات للهستامين، وأدوية لقرحة المعدة، مثل دواء زانتاك (Zantac)، والأسبرين.

وعلى الرغم من الفائدة العلاجية العظيمة، التي حققتها الأدوية المخلقة كيميائياً، ودورها في إبراء كثير من الأمراض الخطيرة، فإن الكثير منها ينطوي على آثار سامة ومدمرة، مثل الأصباغ، ومبيدات الحشرات، والمنظفات.

كذا يشكك كثير من الأطباء والصيادلة في مدى مأمونية استخدام هذه الأدوية، ويحذرون مما قد تجلبه من آثار جانبية يصعب التنبؤ بها، مقارنة بالأعشاب الطبية التي استخدمت، من دون أضرار تذكر، على مدى عصور طويلة.

وحديثاً، ومع التوسع في استخدام التقنية الحديثة، تمكن العلماء من عزل بعض جينات الإنسان ـ بعد التعرف عليها ـ المسؤولة عن توجيه الخلايا، لإفراز هرمونات قاتلة للجراثيم، وقد نجح العلماء ـ بعد ذلك ـ في زرع هذه الجينات داخل بعض أنواع البكتيريا، كي تقوم بتصنيع الهرمونات، التي تصنعها خلايا الإنسان، في الظروف الطبيعية. ثم تنقى هذه الهرمونات، مما يكون قد علق بها، أثناء عملية التصنيع، وتستخدم في علاج المرضى الذين تعجز خلايا أجسامهم عن إفراز هذه الهرمونات.

وحديثاً عمل العلماء على ابتكار أشكال دوائية جديدة، تختلف عن الأشكال المعهودة في السوق، مثل الأقراص والكبسولات. فمثلاً تم تصميم مضخة صغيرة، تحتوى على هرمون الأنسولين تزرع بعملية جراحية بسيطة داخل جسم المريض بالسكر فينطلق منها الأنسولين بمعدل ثابت ومنتظم وبذلك لا يحتاج المريض إلى أخذ الحقن يومياً.

كذا تمكن العلماء، من تحضير مستحضرات دوائية، لها خاصية قتل الخلايا السرطانية، إلا أنها ليست كغيرها من المستحضرات، فهي تحتوي على مادة مرنة (Lectin)، تتعرف على جدار الخلية السرطانية، فتلتصق بها، ويتحرر الدواء الذي يقتل الخلية السرطانية دون غيرها.

ومن المأمول أن يشهد المستقبل القريب مزيداً من الأدوية والعقاقير تكون أكثر أماناً وفعالية في إيقاف المرض.

رابعاً: الدواء داخل جسم المريض

بعد أن يتناول المريض الدواء، يقوم الجسم بامتصاصه، وتوصيله إلى مجرى الدم، ومنه إلى سائر أعضاء الجسم، ويدخل في خلاياها، ويحدث تأثيره الشافي.

أما الأدوية، التي تستعمل خارجياً، مثل: المراهم، وقطرات العيون، وبخاخات الأنف، فإنها تحدث تأثيرها من دون حاجة إلى الوصول إلى الدم.

وأول مراحل الدواء داخل جسم الإنسان، هي الامتصاص؛ ومعناه أن يتمكن الدواء من الوصول إلى الدورة الدموية. وتعتمد سرعة امتصاص الدواء على درجة ذوبان مادته الفعالة في السوائل، وحجم جزيئاته، والكمية المتناولة.

وبعد امتصاص الدواء، تقوم الدورة الدموية بتوزيعه على جميع الأنسجة والخلايا، بالإضافة إلى بلازما الدم وسوائل الجسم الأخرى. وتظل جزيئات الدواء في التجول من خلية إلى خلية، ومن نسيج إلى آخر، ثم تستقر في النهاية، حيث تحدث أثرها.

وتبدأ مرحلة تفاعل الجسم مع الدواء في الكبد. ففي بعض الأحوال، تكسر خلايا الكبد الدواء فتحيله إلى مادة أخرى، أكثر قدرة على إحداث الأثر المطلوب. وفي أحوال أخرى، يزيد الكبد من قابلية الدواء للذوبان في الماء، ومن ثم يتخلص منه، عن طريق الكليتين.

وتحدث معظم الأدوية آثارها عبر تغيير نشاط خلايا الجسم؛ فبعض الأدوية لها القدرة على التحكم في نشاط الخلية وتحديد سرعتها وبطئها. ولا يؤثر الدواء على جميع خلايا الجسم، وإنما تقوم الأدوية بالتأثير على نوع واحد، أو أكثر، من الخلايا موجود في نسيج عضو واحد، عن طريق اتحاد الدواء بمستقبلات معينة ((Receptor، موجودة على سطح الخلايا المقصودة بالأثر (اُنظر شكل اختلاف تأثير العقاقير).

وتحدث بعض العقاقير أثراً شافياً مطلوباً على خلايا معينة، في حين تسبب آثاراً ضارة على خلايا أخرى. فمثلاً، يصف الأطباء عقار المورفين لتسكين الآلام الشديدة بسبب قدرته على الوصول إلى خلايا الدماغ عبر الحبل الشوكي، بما يؤدي إلى فقدان الإحساس بالألم. ولكن المورفين في الوقت نفسه، يصل كذلك إلى أعضاء أخرى، ويقوم بالتأثير على خلاياها، الأمر الذي يؤدي إلى القيء والإمساك وانخفاض سرعة التنفس.

وبعد أن يحدث الدواء أثره المطلوب يقوم الجسم بالتخلص من المتبقي منه، عن طريق الأمعاء، أو الكليتين، أو العرق، أو عن طريق هواء الزفير، من الرئة.

وتتفاوت مقدرة الجسم ـ سرعة وبطأً ـ على إخراج الدواء الزائد عن الحاجة، فمن الأدوية ما يتم إخراجه سريعاً عن طريق الكلى. ومنها ما يتحد مع بروتينات بلازما الدم، فلا يتخلص الجسم منها إلا متأخراً، وقد تظل بالجسم عشرات السنين.

وقد يسبب تراكم الدواء أمراضاً بالكبد والكلى. كما في مرض الفشل الكلوي الذي يسببه تراكم الدواء في الكلى، حتى سريع المفعول منها، كذلك في مرض الفشل الكبدي الذي ينتج عن تراكم الأدوية التي يتخلص منها الكبد (اُنظر شكل الجرعة الشافية والسامة).

وتعد معرفة مدة بقاء الدواء داخل الجسم من الأمور الضرورية جداً، في العلاج، وتحديد الجرعة الملائمة له. فمثلاً: عقار الديجيوكسين، المستخدم في علاج أمراض القلب، يتم التخلص منه ببطء شديد. ولهذا، تعطى جرعات صغيرة منه، على فترات زمنية متباعدة. وهناك مواد كيميائية تتراكم في العظام، مثل التتراسيكلين، وفي الدهون، مثل المبيدات الحشرية، وسوائل التخدير.

ولهذا السبب، يحدد الأطباء أن تؤخذ كمية معينة كل يوم، أو أسبوعياً، أو شهرياً بحسب طول فاعليتها في الجسم.

وقد ظهر، في الآونة الأخيرة، علم يبحث في توقيت تناول الدواء، يسمى "كرونوفارماكولوجيا" (Chronopharmacology) أي "علم توقيت الدواء".

ويتعرض هذا العلم، للتوقيت المناسب، الذي تتفاعل فيه خلايا الجسم، مع الدواء، ويُقَدِّر أنسب أوقات اليوم لتناول الدواء. ومن الطريف، أن جسم الإنسان يقاوم تأثير الأدوية أثناء الليل؛ لذا، تقل فاعلية الأدوية ليلاً. فمثلاً، وجد أن مفعول مضادات الهستامين، المستخدمة ضد الحساسية، ومركبات الكورتيزون، أقوى نهاراً.  أما مخدر الأسنان الموضعي فإن مفعوله يظل لمدة 32 دقيقة إذا أخذ أثناء ساعات الظهيرة، أما إذا أخذ بعد الساعة السابعة مساءً فإن مفعوله يستمر لمدة أقصر.

جدول
النباتات الشائع استخدامها في العلاج من الأمراض



الدواعي
اسم النبات الشائع
سرطان الدم
عين القط
تسكين الآلام
الصفصاف
التخدير
الخشخاش
ارتخاء العضلات
الكوراري
إحتشاء عضلة القلب
إصبع العذراء
مرض النقرس
الدحلاج
أمراض العيون
لوبيا كلابار
السرطان
السواك
الربو
الإفدار الصيني
الربو
الشاي
ضيق التنفس
عرق الذهب
قرحة المعدة
العرقسوس
الالتهابات
لبير
مدر للبول، وعلاج ضغط الدم
شوك الجمل
الحمى والآلام الصدرية
اللصف
التهاب العين
رتم
آلام المثانة
السكران
مسكن للآلام المعدية
ربيجان
الاضطرابات المعوية
الجعدة
ملين
هاندكوك
التهاب الحالب
المطرقة


 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Fig02

 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Fig03.gif_cvt01
 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Fig04.gif_cvt01
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة العقاقير التخدير    الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Emptyالأحد 17 أبريل 2016, 8:04 pm

المبحث الثاني

تأثير الأدوية وأنوعها

أولاً: تأثير الأدوية على بعضها بعضاً (Drug-Drug Interactions)

هناك معلومات ضرورية يجب أن يلم بها الطبيب قبل أن يصف العلاج لمريض، منها أن يعرف نوع الأدوية الأخرى التي يتناولها مريضه لدواعي مختلفة، وسبب ذلك أنه قد تحدث تفاعلات بين العقاقير المختلفة التي يتناولها المريض عند تعاطيها متزامنة. وقد يؤدي تناول أدوية مختلفة التأثير في وقت واحد إلى حدوث مضاعفات، قد تصل في بعض الأحيان إلى الوفاة.

ويبدأ هذا التفاعل بين عقارين فور خلط بعضهما ببعض، فعلى سبيل المثال، إذا خلط محلول يحتوى على الكورتيزون مع آخر يحتوى على الهيبارين، فإن كلا منهما يُضعف فاعلية الآخر مباشرة. ولذا، لا ينصح بتعاطيهما معاً في حقنة واحدة. كذا تضعف مادة فوسفات الكالسيوم من فاعلية المضاد الحيوي المسمى بالتتراسيكلين؛ حيث تكون معه مركباً معقداً، لا تستطيع الأمعاء امتصاصه.

وتوجد بعض الأمثلة للتنافر الدوائي المشهورة لدى الأطباء، نظراً لما سببته من مضاعفات خطيرة، بعضها أودى بحياة المرضى. ومن هذه الأمثلة، ما يلي:

1. يعمل دواء البروبانثيلين على إبطاء حركة الأمعاء، ومن ثم فإنه يسبب إبطاءً في امتصاص الأدوية الأخرى التي يأخذها المريض، في وقت تعاطي البروبانثيلين.

2. تحد أملاح الحديد، التي تؤخذ في حالات فقر الدم، من امتصاص بعض المضادات الحيوية، مثل: التتراسيكلين. ولذا، وجب أن يؤخذا غير متزامنين.

3. يؤدي تناول دواء كولي سيتارامين إلى تكوين مركب معقد مع الأحماض المرارية في الأمعاء مما يتسبب في:

أ. إعاقة امتصاص الفيتامينات التي تذوب في الدهون، مثل فيتامينات (A),(D),(K),(E).

ب. يمنع امتصاص الأدوية المانعة لتخثر الدم، التي تعطى للإنسان عند حدوث انسداد شرايينه التاجية المغذية لعضلة القلب.

ج. يمنع امتصاص مستحضرات الديجيتاليا الهامة، في علاج ضعف عضلة القلب.

4. تتنافس بعض الأدوية فيما بينها، على الاتحاد ببروتينات الدم. ويخضع ذلك الاتحاد لقوانين خاصة، تحدد مقدار الدواء الملتصق، ومقدار ما ينطلق منه حراً. وهذا الأخير هو المسؤول عن الفاعلية الدوائية، وما يحدث من آثار جانبية ضارة، بسبب زيادته في الدم عن حد معين.

فعلى سبيل المثال، إذا أخذ دواء الكورتيزون والتولبيوتاميد، في وقت واحد، فإن الكورتيزون يسبب تحرر مادة التولبيوتاميد، الكامنة باتحادها مع بروتينات الدم، التي تقوم بدورها، بخفض نسبة الجلوكوز في دم المريض، إلى درجة خطيرة وقاتلة (اُنظر شكل دور الاتحاد مع زلال الدم).

أما إذا أخذ الكورتيزون مع عقار الورفرين، فإن ذلك يتسبب في حدوث نزيف داخلي، يودي بحياة المريض.

5. وقد تؤثر بعض التفاعلات الدوائية، على عملية نزع سمية الدواء، والتخلص منه، بإخراجه من الجسم. فمثلاً يؤدي التعاطي المستمر لدواء الباربيتيورات، إلى كساح، ولين في العظام؛ حيث يحث الباربيتيورات الجسم على تكسير فيتامين (D) والتخلص منه.

6. ومن المعلوم أن الأدوية المدرة للبول، تزيد من إخراج الأدوية في البول، فضلاً عن زيادة إخراج الأيونات المعدنية، التي يحتاجها الجسم. ومن هذه الأمثلة، نقص البوتاسيوم الحاد، الذي ينشأ من الاستخدام المستمر للأدوية المدرة للبول. وإذا كان تناول مدرات البول مقترناً بتناول الديجيتاليس، المعالج لهبوط عضلة القلب، أدى ذلك إلى عواقب وخيمة، تصل إلى الوفاة.

غير أن هناك أدوية يعضد تعاطيها متزامنة من تأثير كل واحد على حدة، حيث تنتج هذه التفاعلات خليطاً مطلوباً لإحداث الأثر العلاجي.

وفي هذا السياق، تقوم بعض المضادات الحيوية، بالقضاء على الجراثيم، التي تسبب ارتفاعاً في درجة حرارة الجسم. فإذا ما تناولها المريض مع الأسبرين، فإن الأسبرين يساعد على خفض درجة حرارة الجسم، حتى تقضي المضادات الحيوية على الجراثيم نهائياً. كما يتحسن شعور المريض، لأن الأسبرين يخفف من الآلام والحمى في وقت واحد. ولما كانت المضادات الحيوية تقتل بكتيريا الأمعاء، التي تمد الجسم بمعظم احتياجه من فتيامين (B)، فإن إضافة هذا الفيتامين إلى مجموعة الأدوية التي يتناولها المريض تقوم بإزالة الأثر الجانبي لتناول المضادات الحيوية.

ومن هذا المنطلق، يصير سلوكاً ضاراً أن يضيف المريض دواءً، أو يستغني عن آخر، من دون الرجوع إلى الطبيب.

ثانياً: تأثير تعاطي الدواء على نتائج الاختبارات المعملية

تؤثر عديد من الأدوية على نتائج التحاليل الطبية، ولذا ينبغي على المريض ذكر الأدوية التي يتناولها بدقة، وأن يتبع إرشادات الطبيب بالإقلاع عن تناول بعضها، قبل أخذ العينات لتحليلها.

فمثلاً، يؤثر الكورتيزون، وأدوية منع الحمل، على نسبة الجلوكوز في الدم، وعدد الصفائح الدموية. لذا، ينبغي إيقاف الدواء، قبل إجراء التحليل للكشف عن نسبة الجلوكوز أو عدد الصفائح، بفترة كافية.

ثالثاً: تأثير الدواء على أمراض متعددة

وإذا كان للدواء أثر شافٍ بإذن الله، على معظم الأمراض، فإنه يجب معرفة أثر الدواء الموصوف لمرض معين على مرض آخر يعاني منه المريض. فمثلاً، إذا كان هناك مريض يعاني من مرض الربو، وفي الوقت ذاته، يشكو من اختلال في القلب، فلابد من انتقاء الدواء الملائم لهذه الحالة، من بين مجموعة من الأدوية المتوفرة لعلاج الربو. فمثلاً، دواء الفنتولين يوسع الحويصلات الهوائية في رئات مرضى الربو، من دون أن يؤثر على القلب، ولذا فهو دواء مناسب، في مثل هذه الحالة.

وقد يسبب دواء مثل الهيبارين، المانع لتخثر الدم، ارتفاعاً خطيراً في مستوى السكر، في دم مريض السكر، كذلك يمكن أن يتسبب في أنزفة داخلية.

كذا يحظر استخدام عقار البروبرانولول المستخدم لعلاج اضطراب دقات القلب مع مرضى السكر.

رابعاً: تفاعلات الدواء مع الغذاء

لوحظ أن لبعض المواد الغذائية تأثيراً كبيراً على فاعلية عديد من الأدوية. فمثلاً لوحظ أن شرب اللبن يضعف من فاعلية أدوية الروماتيزم، والتهاب المفاصل. وذلك لما يحتويه اللبن من عناصر معدنية، مثل: الكالسيوم، والماغنسيوم.

كما يُمنع الذين يعالجون من الفطريات، من تناول الأغذية الدسمة؛ إذ إن العقاقير المضادة للفطريات، تتفاعل مع الدهون، مكونة مواد أخرى، تحدث خللاً في وظائف المخ والكلية والكبد.

ويعتمد الحصول على الأثر المطلوب من الدواء، على المريض، الذي يلتزم بتناول الدواء، في المواعيد المحددة، مع اتباع النظام الغذائي الذي يقرره الطبيب.

خامساً: الأدوية والمسنون

ينبغي أن يكون هناك فاصل زمني كافٍ بين جرعات الأدوية التي يتناولها المسنون وذلك حتى يتمكنوا من إخراجها بكفاءة تامة، مع عدم الإضرار بالكليتين.

والمريض المسن الذي يتناول الأدوية النفسية، يجب أن يحد من تعاطي العقاقير العلاجية الأخرى لأنها قد تقلل من قدرة الأدوية النفسية على الاتحاد مع بروتينات الدم، وبذلك يكون تأثيرها على الجسم ساماً.

والمسنون أكثر حساسية للأدوية المهدئة أو المنومة، والمسكنات القوية التي يمكن أن تؤثر على جهازهم التنفسي، أو الأدوية المهدئة التي قد تسبب لهم هبوطاً حاداً في ضغط الدم، وعليهم تجنب أدوية الحساسية مع المهدئات، لأنها تزيد من مفعولها.

وعند وصف الأدوية للمسنين يسمح لهم بتناول أقل الجرعات أولاً، ثم تزداد تدريجياً حسب استجابة المريض للدواء.

سادساً: الأدوية والرشاقة

زاد في السنوات الأخيرة تناول عقاقير طبية بغرض فقدان الوزن، إما عن طريق فقدان الشهية، وإما بتقليل امتصاص السكريات، عن طريق القناة الهضمية. ومن أهم العقاقير المستخدمة في هذا الصدد عقاقير الأمفيتامينات (Amphetamines)، التي تقلل من حساسية مركز الشهية، وعقاقير البيجونيدات (Biguanides)، التي تقلل من امتصاص الأمعاء للسكريات. وينتج عن استخدام هذه الأدوية آثار جانبية فضلاً عن أن تأثيرها محدود في التخلص من السمنة، كما أنها قد تؤدي إلى الإدمان فتزداد شهية الأكل ويزداد الوزن، وقد يعتري الشخص القلق والأرق. ومن ثم لا ينبغي أن تُتَناول هذه الأدوية، إلا تحت إشراف طبي دقيق.

سابعاً: الأدوية والحمل

تقوم المشيمة بحماية الجنين من كل المواد الكيمائية، والتي قد تؤثر على مراحل نموه الطبيعية. إلاّ أنه يوجد عديد من العقاقير، القادرة على النفاذ إلى الجنين، عبر المشيمة. فمثلاً، وجد أن أجنة الأمهات اللاتي يتعاطين المهدئات العصبية، مثل البروميدات (Bromides)، يصيرون مدمنين لهذه الأدوية. كما وجد أن تعاطى مادة اليود أثناء الحمل. يحدث قصوراً في الغدة الدرقية للجنين. كما وجد أن استخدام المضاد الحيوى، تتراسيكلين، أثناء الحمل يلون عظام الجنين وأسنانه. والحامل ينبغي عليها تجنب المنومات، والعقاقير المحتوية على الكورتيزون، في شهور الحمل الأولى، والأقراص المعالجة لمرض البول السكري، طوال فترة الحمل حتى لا ينخفض مستوى السكر في دم الجنين.

وقد وجد الأطباء أنه ينبغي على السيدة الحامل التوقف عن تناول مدرات البول مثل اللازكس (Lasix)، ومغلقات مستقبلات بيتا الأدرينالينية، مثل: الاندرال، ومعظم المضادات الحيوية، والأدوية المضادة للتجلط، ليس فقط لما لها من آثار ضارة على صحة الجنين، بل لما يسببه بعضها من تشوهات خلقية.

ثامناً: الأدوية والرضاعة

لبن الأم هو ترجمة يومية، لما تتناوله الأم من أطعمة، ولما تتعرض له من مواد كيماوية. فمثلاً، وجد الأطباء أن الأم، التي تتناول الأدوية المهدئة، المحتوية على أملاح البروميد، تسبب لرضيعها نعاساً مستمراً، والأمهات اللاتي يتناولن الأدوية المضادة لتجلط الدم، مثل: الورفرين (Warfarin)، يسببن لأطفالهن الرضع طفحاً جلدياً، ونزيفاً في أماكن متعددة. أما الأدوية المسكنة للصداع النصفي، مثل: مادة الأرجوت، ومشتقاتها، فإنها تسبب إسهالاً حاداً للرضيع، وفقدان للإحساس، وقد يتطور الأمر إلى حدوث الغرغرينا في الأطراف.

وعلى الأم اتخاذ الحذر الشديد، عند تناول أدوية المغص المحتوية على الأتروبين، والمسهلات والمضادات الحيوية، ومضادات الحساسية، حيث أنها تفرز في لبنها، ومنه تصل إلى الجنين، في جرعات، قد تكون سامة.

تاسعاً: الأدوية والأسنان

من أهم أدوية الأسنان بنج الأسنان، وهو من مادة البروكايين، المضاف إليه الأدرينالين. ونادراً ما يسبب هذا الدواء حساسية لوجود الأدرينالين به، إذ يضاف إليه لمنع النزيف عند الخلع، بسبب قدرته على إحداث انقباض الشعيرات الدموية. أما مرضى القلب، الذين يتعاطون المهدئات، أو الأدوية المخففة لارتفاع ضغط الدم. فإن هذه الأدوية تزيد من مفعول الأدرينالين عندهم.

ولا خوف على مرضى السكر، وبخاصة الذين يعالجون بالأنسولين، من بنج الأسنان الموضعي. لكن المريض الذي يتناول الأدوية المضادة للتجلط، قابل لأن يتعرض لحدوث نزيف بعد خلع الأسنان. ولذا، لا تعطى له مسكنات، كالأسبرين، بعد الخلع، ويفضل إعطاؤه الباراسيتامول، أو الكودايين. كما ينبه على مريض السكر، عدم استعمال الأسبرين قبل الخلع، حتى لا يحدث سيولة في الدم. وهناك عديد من الأدوية، تسبب تلفاً بالأسنان (مثل سبارين، ولارجاكتيل، ونيورازين، وبروماسيد، والتتراسيكلينات)، والأدوية التي تعالج مرضى باركنسون (الشلل الرعاش)، ومضادات الحساسية، ومخفضات الضغط العالي، والأدوية المضادة للتقلصات.

عاشراً: الأدوية والأعشاب الطبية

انتشرت، في الآونة الأخيرة، ظاهرة العلاج بالأعشاب الطبية، تحت شعار العودة إلى الطبيعة (اُنظر صورة الأعشاب الطبية)، فصارت الأعشاب الطبية تباع في محلات البقالة والعطارة على الأرصفة، دون رقابة من السلطات الصحية. الأمر الذي يمكن أن يشكل خطراً كبيراً (اُنظر صورة تجارة الأعشاب الطبية).

وقد نال نبات الجنسن الصيني شهرة عالمية في السنوات الأخيرة، فصار يباع في صورة مشروب ساخن يشبه الشاي، أو مربى، أو كبسولات، أو شراب. وقد اكتشف وجود مادة به تشبه الاستروجينات الأنثوية، ومن ثم لوحظ على الرجال الذين يكثرون من تعاطيه تضخم أثدائهم، وكذا لوحظ أنه يسبب حالة من الإدمان، وإثارة الأعصاب، والتوتر العصبي، وارتفاع ضغط الدم.

وأنوية المشمس أو الخوخ، التي يعتقد أنها تعالج السرطان، قد تسبب حالة من التسمم، لوجود تركيز عالٍ من مادة الأميجدالين بها.

أما بذور الخروع، التي يُستخلص منها الزيت، فهي غير ضارة ولكن إذا طحنت تكون سامة لوجود مادة الريسين(icin) بها. وقد وجد بالكاري الهندي[1]، مادة تخفض السكر في الدم، وتزيد مفعول أدوية السكر، لدى مرضى السكر.

كما يباع عشب، اسمه ماتنيه، على أنه نوع من أنواع الشاي الطبي، للتداوي من أمراض متعددة. إلا أن كثرة تناول هذا الشاي، تسبب تليفاً بالكبد، قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان. أما زيت نبات سسافراس (Sassafras)، الذي يتداول بكثرة للتخلص من الغازات بالمعدة، وللعلاج من الروماتيزم، فإنه يسبب هو الآخر، سرطاناً في الكبد.

وعلي الجانب الأخر، توجد أعشاب طبية شائعة آمنة الاستعمال، مثل: الينسون، والكراوية، والنعناع، والقرفة، والزنجبيل، وحلفا البر، والشمر.

أما الحنظل، والسِنامكى، وجوزة الطيب، والأعشاب المجهولة، التي يصفها العطار، يمكن أن تسبب في كارثة علاجية، خصوصاً إذا تم تناولها مع دواء علاجي. ولهذا، أصدرت منظمة الصحة العالمية عدة تحذيرات دولية، بخصوص استعمال الأعشاب الطبية، دون إشراف طبي، نظراً لخطورتها على صحة الإنسان (اُنظر صورة تجارة الأعشاب الطبية).

حادي عشر: أنواع الأدوية

يمكن تصنيف الأدوية بطرق مختلفة بحسب قوامها؛ صلبة، أو سائلة، أو غازية، أو بحسب طريقة تعاطيها؛ مثل: البلع، أو الاستنشاق، أو الحقن، أو بسبب تركيبها الكيميائي. ولكن علماء الأدوية يقسمونها حسب تأثيرها الرئيسي في الجسم، مثل: الأدوية المؤثرة على القلب، والأوعية الدموية، أو الأدوية القاتلة للجراثيم، أو مضادات الحساسية، وهكذا.

ويعد الأسبرين والمضادات الحيوية، من أكثر الأدوية شيوعاً على الإطلاق.

1. الأسبرين (Asprin)

الأسبرين هو أكثر الأدوية استخداماً كمسكن للآلام، وخافض للحرارة، كما أنه يستخدم معالجاً للالتهابات. والمادة الفعالة هي مادة السلسلات، الموجودة، بكثرة في أشجار الصفصاف (اُنظر صورة ورق نبات الصفصاف)، وبعض النباتات الأخرى. وقد عرف القدماء أثر هذه المادة في تخفيف الآلام.

أما أقراص الأسبرين المستخدمة، في وقتنا هذا، فهي مصنعة من حَمْض السلسليك الاستيليني، وهو مادة مُخَلَّقة معملياً، تستخدم كدواء، منذ عام 1899.

والأسبرين دواء فعال في تخفيف الصداع، وآلام العضلات، والمفاصل، إلا أن تأثيره محدود لتسكين آلام الأحشاء الداخلية. ويعتقد أن تسكين آلام المفاصل، نشأ من مقدرة الأسبرين على تخفيف التهابات المفاصل التي تنشأ عنها هذه الآلام. والأسبرين يمنع تكوين البروستاجلاندينز (Prostaglandins)، التي يعتقد أنها تسبب الصرع، وتسبب زيادة لزوجة الدم، بما يؤدي إلى تكوين الجلطة الدموية.

وليس للأسبرين آثار جانبية كبيرة، إذا استخدم بجرعات معقولة، إلا أن تعاطيه بكميات كبيرة يمكن أن يؤدي إلى نزيف، وقرحة في المعدة. كما أن تعاطي الأسبرين، بكميات كبيرة، ولفترات طويلة، يسبب، أضراراً شديدة، في الكليتين، قد تؤدي، أحياناً، إلى الوفاة.

ويحذر الأطباء من إعطاء الأسبرين للأطفال المصابين بفيروسات الأنفلونزا، أو الحصبة الألمانية، حيث إنها قد تؤدي إلى الوفاة.

2. المضادات الحيوية (Antibiotics)

المضادات الحيوية هي مواد تفرزها بعض أنواع من البكتيريا والفطريات، التي لها المقدرة على قتل، أو تثبيط نمو الجراثيم. والمضادات الحيوية هي أكثر الأدوية شيوعاً لعلاج الإنسان من معظم الأمراض المعدية، أو مضاعفاتها. ويضيف العلم، كل يوم، جديداً في مجال المضادات الحيوية. ومن أحدث هذه الاكتشافات، استعمال بعض المضادات الحيوية، لتحقيق الشفاء التام، من بعض الأورام السرطانية.

ويذكر التاريخ للقدماء المصريين، أنهم أول من اكتشف استخدام العفن في علاج الجروح، إذ كانوا يضعون مسحوق العفن الموجود على الخبز، أو قماشاً مبللاً بماء البرك الراكد الآسن، على الجروح فتشفى. وفي منتصف القرن التاسع عشر، لاحظ العالم الفرنسي لويس باستير (Louis Pasteur)، أن ميكروب الجمرة الخبيثة، القاتل للإنسان والحيوان، لا يستطيع النمو في المعمل، إذا تلوثت الآنية، التي تحتويه بالعفن الموجود في الجو، والتربة الزراعية. وتوصل إلى النتيجة عينها في الوقت نفسه، العالم الإنجليزي ويليام روبرتس (William Roberts)، الذي كتب مندهشاً في عام 1874، أن أنواعاً كثيرة من البكتيريا، لا تنمو في وجود فطر البنسيليوم Penicillium) (glaucum. وظل هذا الاكتشاف حبيس الكتب القديمة، حتى عام 1928؛ حين لاحظ العالم الإنجليزي سير الكسندر فلمنج (Alexander Fleming)، أن أحد الفطريات من نوع البنيسيليوم (Penicillium notatum) يفرز مادة، أطلق عليها "بنسيلين"، قادرة على قتل البكتيريا الموجودة حولها (اُنظر شكل اكتشاف البنسلين). وقد أيقن فلمنج أن لمادة البنسيلين مقدرة على علاج أمراض الإنسان، إلا أن صعوبة تنقية مادة البنسيلين من العفن، حالت دون قيامه بمزيد من التجارب.

وفي أواخر الثلاثينيات، قام العالمان الإنجليزيان إرنست شين (Ernst Chain)، وهوارد فلوري (Howard Flory)، بتنمية فطر من نوع البنيسيليوم (Penicillium chrysogenum) في صورته النقية (اُنظر صورة فطر البنيسيليوم)، ثم استخلصا كميات صغيرة من مادة البنسيلين. وكان أول من شُفي باستخدام البنسيلين هو رجل شرطة إنجليزي، كان مصاباً بحمى بكتيرية.

وفي عام 1944، أجرى العالم الأمريكي سلمان واكسمان (Selman Waksman)، عدداً من التحاليل على 10.000 عينة، أخذت من التربة، تم خلالها عزل عديد من البكتيريا والفطريات. ولاحظ واكمان ومساعدوه أن أحد هذه الفطريات، هو فطر الإستربتوميسيس، يفرز مادة قاتلة للبكتيريا، أطلق "الإستربتوميسين" (Streptomycin)، وقد كان لاكتشاف هذه المادة ضجة كبيرة، في ذلك الوقت، نظراً إلى قدرتها على قتل بكتيريا السل، فاستخدم في علاج الدرن الرئوي (اُنظر صورة فطر الستربتوميسين) و(صورة فطر التيراميسين).

ثم توالى اكتشاف المضادات الحيوية، بعد ذلك، حتى صار عددها الآن 70 مضاداً حيوياً مستخدماً في علاج أمراض الإنسان، فضلاً عن تمكن العلماء من تخليق عدد كبير من المضادات الحيوية كيميائياً.

ويروق للبعض أن يصف المضادات الحيوية بأنها "معجزة العقاقير". وذلك بسبب استخدامها، في علاج الأمراض البكتيرية، التي عانت منها البشرية طويلاً، مثل: السل، والتهاب الأغشية السحائية، والزهري، والعدوى بالبكتيريا السبحية، والعنقودية. كما تم اكتشاف مضادات حيوية أخرى، تستخدم حالياً في علاج الدوسنتاريا الأميبية، والأمراض الفطرية.

وتقتل المضادات الحيوية، البكتيريا الضارة بالإنسان، عن طريق عملية كيميائية، يمنع فيها المضاد الحيوي، هذه البكتيريا من بناء جدارها الواقي. في الوقت الذي لا يؤثر فيه المضاد الحيوي على خلايا الإنسان، نظراً إلى اختلاف تركيب جدر هذه الخلايا كيميائياً عن مثيلتها في خلايا البكتيريا والفطريات، أو تحول دون تكاثرها أو تخليق البروتين اللازم لها، وإنتاج الطاقة.

وبعض المضادات الحيوية تقتل البكتيريا، عن طريق إيقاف بعض أنشطتها الحيوية، مثل: بناء إنزيم هام، أو جزء معين، من أجزاء الخلية. ولحسن الحظ أيضاً فإن المضادات الحيوية، لا تؤثر على أنشطة خلايا الإنسان.

إلا أنه ظهرت أنواع من المضادات الحيوية، تستطيع أن تتدخل في انقسام خلايا البشر، عن طريق منعها لانقسام المادة الوراثية د ن أ (DNA). وقد استغل الأطباء هذه الخاصية الفريدة، فصارت بعض المضادات الحيوية العلاج الأمثل، لبعض سرطانات الدم.

وتعتبر المضادات الحيوية من أكثر العقاقير أماناً، إذا استخدمت طبقاً للإرشادات الدوائية المرافقة لها. إلا أنه، للأسف، توجد بعض الآثار الجانبية، للاستخدام المتكرر، للمضادات الحيوية.

وتعتبر حساسية بعض المرضى للمضادات الحيوية، من أخطر الآثار الجانبية المحتمل حدوثها. وتتراوح أعراض الحساسية من طفح جلدي خفيف، إلى ارتفاع في درجة الحرارة. إلا أنه، في بعض الحالات، قد تؤدي الحساسية، إلى إيقاف التنفس، ثم الوفاة المفاجئة، عقب تناول المضاد الحيوي.

ويعد البنسيلين من أكثر المضادات الحيوية المعروفة بإحداثها حساسية قاتلة، قدرت بحوالي 10 % من المرض الذين يتعاطونه، لأول مرة.

ولا تستطيع المضادات الحيوية التمييز بين البكتيريا الضارة أو النافعة، فهي تقتل كليهما بنفس الكيفية. ولذا فإنه من الواجب تعاطي الفيتامينات، عند تناول المضادات الحيوية بطريق الفم، إذ أنها تقتل بكتيريا الأمعاء النافعة، التي تمد الإنسان باحتياجاته من بعض الفيتامينات، مثل مجموعة فيتامين (B).

وقد يسبب تناول المضادات الحيوية أضراراً جسيمة، فمثلاً: يسبب الستربتوميسين فشلاً كلوياً لدى بعض المرضى، كذا يسبب صمماً دائماً مع مرضى آخرين.

والاستعمال الصحيح للمضادات الحيوية لا يتأتى إلا عن طريق إجراء اختبارات حساسية للميكروب المسبب للمرض، لمعرفة أكثر المضادات فعالية، ضده. ولإجراء هذا الاختبار، تعزل البكتيريا من جسد المريض على منابت خاصة، ثم تضاف على هذه المنابت أقراصاً صغيرة، كل قرص مشبع بمحلول أحد المضادات الحيوية، فتنمو البكتيريا في جميع أنحاء المنبت، إلا بجوار الأقراص المشبعة بالمضادات الحيوية (اُنظر شكل اختبار حساسية الميكروبات). وعليه يستخدم المضاد الحيوي الذي سبب أكبر تثبيط لنمو البكتيريا، في علاج المريض. وهذه الوسيلة هي الطريقة العلاجية السليمة الوحيدة، وأن ما عداها يمكن أن يؤدي إلى تناول عشوائي للمضاد الحيوي، بحيث لا يؤدي إلى الأثر المطلوب.

وتعد مناعة الميكروبات المختلفة ضد المضادات الحيوية من الظواهر الشائعة. وتنشأ عندما يفرز الميكروب إنزيمات تحطم المادة الفعالة، في المضاد الحيوي، أو يغير من قدرة المضاد الحيوي على النفاذ داخله. وبعض الميكروبات لها قدرة على ضخ أهداف تبادلية، لتضليل المضاد الحيوي، وبعضها الآخر يتحور، ليغير طريقة تمثيلها للدواء بداخلها، لتفادي فاعليته وتأثيره القاتل عليها. وقد تضع بعض الميكروبات إنزيمات بديلة، ليتفاعل معها المضاد الحيوي، بعيداً عن إنزيمات الميكروب نفسه.

وقد تنتقل مناعة الميكروبات، ضد مضاد حيوي بذاته، إلى مضاد حيوي آخر يتشابه معه في الأساس الكيميائي، أو يتشابه معه في طريقه التعامل مع إنزيمات الميكروب نفسه.

وتختلف طريقة تحضير المضادات الحيوية اختلافاً بيناً ، فهناك مضادات حيوية حديثة، تحضر من العفن الذي ينمو على الخبز أو الجبن (اُنظر شكل مصنع المضادات الحيوية)، وبعضها الآخر يخلق، بإجراء عمليات إحلال في السلسلة الجانبية في الجزيء، لجعلها ملائمة لتناولها عن طريق الفم، بدلاً من الحقن في العضل أو الوريد بطريقة آمنة، أو لجعلها أطول مفعولاً. كما أمكن تخليق بعض المضادات الحيوية تخليقاً صناعياً كاملاً، فأمكن توفيرها وتخفيض سعرها.

وتعطى المضادات الحيوية على هيئة شراب، أو كبسولات، أو أقراص، أو أقماع شرجية (لبوس)، أو حقن في العضل أو الوريد، أو تدهن كمراهم، أو كريمات، أو تعطى كنقط في الأذن، أو قطرة للعين، أو مس للفم.

وتؤخذ المضادات الحيوية، بصفة عامة عند خلو المعدة، لتسهيل، وإسراع امتصاصها. ويستثنى من هذا الكلورمفينكول، الذي يتناوله المريض بعد الأكل، وعلى الرغم من أن التتراسيكلين والأرثرسلين يكون مفعولهما دائماً أفضل إذا تعاطاهما المريض قبل الأكل، إلا أنهما يُعْطيان بعد الأكل لأنهما يسببان تهيجاً لأغشية المعدة.

ثاني عشر: الآثار الجانبية للدواء

تسبب معظم الأدوية آثاراً جانبية ضارة، تؤثر على كفاءة بعض الأجهزة الأخرى في جسم الإنسان. ويعرف الأطباء هذه الآثار، ويفضل معظمهم إعلام المريض بها، حتى

لا يفاجأ بها بعد تناول الدواء. وقد درجت شركات إنتاج الأدوية على أن ترفق مع الدواء نشرة تحوي معلومات عن تركيب الدواء، ودواعي استعماله، وآثاره الجانبية، حتى يكون المريض على بينة من أمره عن تناوله.

وفيما يلي بعض الأمثلة للآثار الجانبية وأثرها على كل جهاز (اُنظر شكل الآثار الجانبية للاستخدام الخاطئ للأدوية).

هناك أدوية تؤثر على الجهاز الهضمي، مثل بعض المسكنات، وأدوية السرطان والسكر؛ حيث تولد هذه الأدوية إحساساً بالغثيان وقيء. كما تسبب أدوية الروماتيزم نزيفاً وقرحة المعدة. أما أدوية السكر، مثل: الجلوكوفاج، الذي يقلل من كفاءة الأمعاء وقدرتها على الامتصاص. كذا الأدوية المعالجة لارتفاع الضغط، والمضادات الحيوية، تسبب إسهالاً، يصعب التحكم فيه أحياناً. وعلى النقيض، يسبب الأتروبين، والكودايين، وأدوية علاج مرض الشلل الرعاش، إمساكاً شديداً.

وهناك نوع من الأدوية يؤثر على الجهاز التنفسي، مثل حبوب منع الحمل، التي تسبب انسداداً في أوعية الرئة الدموية. كذا تسبب المنومات والمخدرات هبوطاً في سرعة التنفس.

وهناك نوع ثالث يسبب صداعاً، مثل الإندوسيد، والفياجرا. وهناك أدوية كثيرة تسبب اكتئاباً نفسياً لمتعاطيها، مثل: الأدوية التي تعالج ارتفاع ضغط الدم، والكورتيزون، والإندوسيد.

أما العين، فلم تسلم من الضرر، نتيجة استعمال بعض الأدوية، لفترات طويلة. فالكلوروبرومازين، مثلاً، يسبب عَتَمةً في عدسة العين ((Cataract. أما استخدام الإنفرانيل، لفترات طويلة، فقد يؤدي إلى انفصال الشبكية في بعض المرضى.

كما أن هناك أدوية تسبب صمماً وطنيناً في الأذن، ودواراً (Vertigo)، مثل: الجنتاميسين، والستربتومايسين، وأملاح الذهب، والسلسلات، والكينين، والكيندين، والإدكرين، واللازكس إذا حقن سريعاً في الوريد.

ومن الأدوية ما يسبب هشاشة ونخراً بالعظام، مثل: الهيبارين، مع طول الاستعمال، وهناك أدوية أخرى تسبب التهاب المفاصل، مثل: الباراميزان (PAS)، المستخدم في علاج الدرن. وهناك أدوية تسبب فقر الدم، نتيجة للنزيف في الجهاز الهضمي، مثل: مشتقات البيوتازون، والإندوسيد، والأسبرين بجرعات كبيرة. أما الأدوية المدرة للبول، فغالباً ما تقلل من تركيز البوتاسيوم في الدم.

ومن الملاحظ كذلك أن بعض الأدوية تلون الجلد، مثل: ميباكرين، وسبارين، ودوجماتيل، وستلازين، وموديتين، ومللريل، وتراي لافون، وحبوب منع الحمل، والمعادن الثقيلة كالرصاص، والزرنيخ، وإيبانوتين. وهذه الأدوية تصبغ جلد الوجه على وجه الخصوص. لهذا يحبذ للمرأة، إذا استعملت هذه الأدوية، أن تقوم بوضع مساحيق عازلة ثقيلة على الوجه، لمنع تفاعل أشعة الشمس معها.

كما أن هناك أدوية تسبب حب الشباب (Acne)، وقشراً في فروة الرأس (Seborrohea) كالهرمونات الأندروجينية، والاستيرويدات القشرية، وأملاح البروميد، واليود.

وهناك أدوية تعمل على انتشار وغزارة الشعر، كالأندروجينات، والاسترويدات القشرية، والإيبانوتين، وأدوية معالجة ارتفاع ضغط الدم، مثل الديازوكسيد (Diazoxide).

وهناك أشخاص يعانون من الحساسية عند تعرضهم للشمس، وبعد تناولهم بعض الأدوية، مثل: السلفا، فتظهر بعد ساعة أو ساعتين، حساسية في الأجزاء المكشوفة، مثل: الوجه، أو الرقبة، أو الساعدين، أو الساقين؛ فيصاب المريض بالتهابات جلدية عنيفة (إكزيما).

ومع تعرض المرضى، الذين يتناولون التتراسيكلين، للشمس، تصاب أظافرهم بالفطريات، بما يؤدي إلى انسلاخ الظفر عن الجلد وظهور غيره بدلاً منه.

والعطور تصبغ الجلد كذلك، عند تعرض صاحبها للشمس؛ لهذا لا توضع على الأجزاء المكشوفة من الجلد، وكذا مزيلات العرق لها نفس التأثير، حيث تظهر بقع داكنة على الجلد، بعد التعرض للشمس.

وعندما يتعرض المريض للشمس، بعد تناول المضادات الحيوية، والمنومات، والجريزوفولفين، والمهدئات، وأدوية الشلل، فإن الوجه يحتقن، كما تظهر بقع حمراء على الجسم.

ويؤدي الإفراط في استعمال القطرات، أو الرشاشات الموضعية، التي تستعمل لإزالة الاحتقان الأنفي، إلى حدوث انتكاسة في حالة المريض، لتعود إلى أشد مما كانت عليه.

كذا يؤدي الإفراط في تناول بعض الفيتامينات، مثل فيتاميني (A) و(D)، إلى أعراض جانبية سيئة. فمثلاً، تؤدي كثرة استعمال فيتامين (A) إلى صداع، وآلام في العظام والمفاصل، والخمول، والأرق، وتقشر الجلد. كذلك يؤدي استعمال جرعات كبيرة من فيتامين (C)، إلى زيادة ترسيب الأملاح في البول، بما قد يؤدي إلى تكوين حصوات في الكلى، أو المثانة.

العقاقير الشافية والأدوية المخلقة هي نعمة هدانا الله إليها، ليتحصل الشفاء بإذنه. بيد أنه على الرغم من أثرها الشافي، إلا أن لها آثاراً جانبية عديدة، من الممكن تحاشيها. ولذا، ينبغي توخي الحذر الكامل عند تعاطي بعض الأدوية في نفس التوقيت، أو مع بعض الأدوية التي لا تتفق وحالة المريض.

وتوجد بعض القواعد في استعمال الأدوية، ينبغي على كل شخص الالتزام الكامل بها، مثل:

·   لا تجعل نفسك طبيياً أو صيدلياً، تصف الدواء لنفسك، ولغيرك.

·   لا تتناول دواءً وُصف لإنسان غيرك، إلا بعد استشارة الطبيب.

·   اتبع جميع الإرشادات الموجودة في النشرة المرفقة مع الدواء.

·   حاول معرفة المزيد عن الأدوية التي تستخدمها.

·   التزم بالتعليمات التي أمرك بها الطبيب، بشأن تعاطي الدواء.

·   أخبر طبيبك بأي أعراض سابقة، عانيت منها، بسبب الأدوية.

·   يجب على المريض التخلص من الأدوية المتبقية بعد العلاج.

·   يجب على المريض أن يبحث عن تاريخ انتهاء صلاحية الدواء، والتخلص من القديم منه.

·   يجب على المريض أن يبلغ طبيبه، فور حدوث آثار جانبية للدواء.

·   يجب أن تحفظ الأدوية في مكان مأمون، وبعيداً عن متناول الأطفال.

·   يجب على المريض إخطار الطبيب بوجود حساسية ضد علاج معين، حتى إن لم يسأله الطبيب.

·   مراعاة مواعيد تناول الأدوية وأنواع الغذاء.

·   تعاطي الخمر والمخدرات يؤدي إلى تداخلات خطيرة، تهدد الحياة، أو تقلل من فاعلية بعض الأدوية. فينبغي على المريض الإقلاع عنها أثناء المرض.

·   يجب على المريض معرفة أن المداومة على تعاطي كميات كبيرة من بعض الأدوية، مثل الامفيتامينات، والبربيتيورات، قد تؤدي في حالات كثيرة إلى الإدمان، فلا ينبغي تناولها إلا عند الضرورة.

[1] وهو من الأعشاب التي تضاف إلى الأطعمة بكثرة في الهند

 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Fig05.gif_cvt01


 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Pic10
 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Pic12

 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Fig06.gif_cvt01

 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Pic13

 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Pic14

 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Pic15

 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Fig07.gif_cvt01

 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Fig08.gif_cvt01

 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Fig09.gif_cvt01
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة العقاقير التخدير    الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Emptyالأحد 17 أبريل 2016, 8:10 pm

التخدير


 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير BOlevel14666   مقدمة
 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير BOlevel14667   1. التخدير العام (General Anaesthesia)
 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير BOlevel14668   2. التخدير الموضعي (Local Anesthesia)
 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير BOlevel14669   3. التخدير الشوكي (Spinal Anesthesia)
 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير BOlevel14665   الصور
 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير BOlevel14664   الأشكال
 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير BOlevel14663   المصادر والمراجع


       

مقدمة

عندما سئل آلاف العلماء والأطباء عن أعظم اكتشاف طبي أفاد البشرية في الألف عام الأخيرة، كانت إجاباتهم واحدة؛ هو "التخدير". فقد أحدث التخدير ثورة في عالم الطب والعلاج، وجعل ما كان مستحيلاً بالأمس، ممكناً اليوم. وكان الطبيب والشاعر الأمريكي أوليفر هوتون (Oliver U. Hotune) هو أول من أطلق على التخدير اسم (Anaesthesia) وهي كلمة إغريقية معروفة، تعني: فقدان الإحساس.

وقد بحث الإنسان بحثاً دؤوباً، منذ أزمنة سحيقة، عن طريقة لتسكين الآلام ليتمكن من هم على دراية ببعض فنون الطب من التدخل الجراحي. وأسفر هذا البحث عن اكتشاف بعض العقاقير، ذات الأصل النباتي، والتي تقلل من الإحساس بالألم، بل وتجعل المريض يغيب عن وعيه. ومن بين هذه العقاقير ظهر الأفيون(Opium) (اُنظر صورة حصاد نبات الأفيون)، والقنب (Hemp) (اُنظر صورة ورقة نبات القنب)، واليبروح (Mandrake) (اُنظر صورة نبات اليبروح). ولكن أياً من هذه الأنواع لم يثبت جدارته في قتل الآلام نهائياً، فهي ضعيفة التأثير عند استخدامها بتركيزات صغيرة، أما التركيزات العالية منها، فإنها غالباً ما تفضي إلى الموت.

وكذلك جُربت المشروبات الكحولية لإحداث التخدير المطلوب، لكن استخدامها شابه كثير من القصور حيث عاود المرضى الإحساسُ بالألم والوعي، عند أول استخدام لمشرط الجراحة. الأمر الذي عقد الأمور، فضلاً عن غياب طرق التعقيم السليمة، التي تمنع من حدوث العدوى بالجراثيم القادرة على قتل الإنسان.

ولهذه الأسباب كلها كان إجراء العمليات الجراحية لاستئصال الأطراف، عند حدوث كسر مضاعف، أو لفتح خراج كبير، يتم بتقييد حركة المريض، سواءً بالإمساك به جيداً، أم بربطه إلى مناضد العمليات الجراحية. واقتصر هذا النوع من العمليات على تلك التي يمكن إجراؤها، في وقت وجيز جداً، لا يتعدى دقائق معدودة. وعلى الرغم من ذلك، فقد مات كثير من المرضى، أثناء هذه العمليات الجراحية، من جراء الألم الرهيب، والخوف، والصدمة العصبية.

إلا أن جهود الإنسان لم تكُفّ عن إيجاد وسيلة لتخدير مرضى العمليات الجراحية. فابتكرت طريقة تعتمد على وضع الجزء المصاب، الذراع مثلاً، في ثلج مجروش، ومع هبوط درجة الحرارة، يبدأ المريض بفقدان الإحساس تدريجياً في هذا الجزء؛ بحيث يُسمح عندئذ بإجراء عملية جراحية سريعة.

كذلك أجريت بعض العمليات الجراحية، بعد إيقاف، أو إبطاء الدم الوارد إلى العضو. ويكون ذلك بوضع رباط محكم ضاغط حول الفخذ مثلاً؛ حيث يعمل على منع وصول الدم إلى الأعصاب الموجودة بها، ومن ثم إحداث فقد جزئي للإحساس في الرجل بأكملها، الأمر الذي مكن الأطباء من إجراء بعض العمليات الجراحية السريعة.

ومن الطرق القديمة، التي استخدمت لإحداث فقدان بالإحساس، ضرب الإنسان بمطرقة في منطقة خلف الجمجمة، فيفقد الإنسان وعيه، لفترة وجيزة.

كذا استخدم بعض الأطباء طريقة أخطر، تمثلت في خنق المريض، حتى يفقد وعيه، نتيجة لعدم وصول الدم إلى المخ. وعندئذ يقوم الأطباء بإجراء العملية الجراحية، التي غالباً ما يعود المريض إلى وعيه خلالها.

واستخدم الإنسان التنويم المغناطيسي (Hypnosis) كذلك لإحداث التأثير، حيث يوحي كل من الطبيبُ والمنومُ، للمريضَ أنه لن يعاني من أية آلام، وبهذا يختفي الإحساس بالألم حتى يصحو المريض. لكن وجد أن هذه الطريقة لا تصلح للعمليات الجراحية الكبيرة، فضلاً عن أنه ليس بالإمكان تنويم كل مريض بنجاح.

أما الصينيون القدماء، فقد توصلوا إلى طريقة للتحكم في الألم، تعتمد على الوخز بالإبر، وهي طريقة مازالت تستخدم، حتى الآن، في الشرق الأقصى، وجنوب شرق آسيا، وبعض البلدان الأخرى.

ويعتقد الصينيون في وجود 14 ممراً، على طول الجسم، تقسم الجسم إلى مناطق. وأن هذه الممرات مسؤولة عن الإحساس والتحكم، في وظائف جميع الأعضاء والأنسجة الموجودة بين الممرات. كما يعتقد الصينيون أنه عند غرز الإبر، مع لفها بسرعة كبيرة، في نقاط خاصة، على طول الممرات الطولية حول مكان العملية الجراحية وبقائها لفترة طويلة فإن ذلك سيصاحبه شعور بالخَدَر أو التثاقل، يكون من القوة بحيث يمكن للطبيب من إجراء عملية جراحية، يظل فيها المريض، في وعيه، يشعر بألم بسيط، أو لا يشعر بألم، على الإطلاق (اُنظر شكل أماكن غرز الإبر الصينية).

وتبدأ قصة أدوية التخدير الحديثة، في أواخر القرن الثامن عشر. ففي عام 1776، اكتشف الكيميائي بريستلي (Priestly) غازاً، أطلق عليه غاز أكسيد النيتروز ((Nitrous Oxide. وبعد عشرين عاماً من هذا الاكتشاف، اكتشف بريستلي وصديقه همفرى دافي (Humphry Davy) أن لهذا الغاز خاصية تخفيف الآلام في المرضى.

وفي أوائل القرن الثامن عشر اكتشف العالم مايكل فاراداي (Michael Faraday) أن استنشاق الأثير (Ether)، وهو سائل يتحول بسرعة إلى غاز، عند تعرضه للهواء الجوي، يسبب فقدان الإحساس بالألم.

وفي هذه الأثناء، اكتشف بعض الناس أن استنشاق كلٍّ من أكسيد النيتروز والأثير معاً، يمنح إحساساً رائقاً محبباً، ويجعل الإنسان في حالة مرحة. ولذا أقيم عديد من الحفلات أطلق عليها حفلات الأثير المرحة (Ether Frolic)؛ حيث تميزت بالعبث واللهو.

ويرجع الفضل، في استخدام أكسيد النيتروز في التخدير، إلى أطباء الأسنان، الذين كانوا على احتكاك يومي مع الألم، الذي يسببونه لمرضاهم، عند خلع أسنانهم. إذ لاحظ طبيب الأسنان الأمريكي هوريس ولز (Horace Wells) أن أحد المترددين على حفلات الأثير المرحة، التي كان يستنشق فيها أكسيد النيتروز، قد جُرِحَ جرحاً كبيراً إلا أنه لم يشعر بألم. وفي اليوم التالي قرر ولز فوراً أن يقوم بإجراء تجربة على نفسه، فقام باستنشاق غاز أكسيد النيتروز ثم قام أحد زملائه الأطباء بخلع ضرس له، فلم يشعر ولز بالألم.

وتحمس ولز لهذا الاكتشاف، فقدم طلباً لعرض اكتشافه في المستشفي العام لولاية ماساشوسيتس (Massachusetts General Hospital)، الموجود في مدينة بوسطن الأمريكية. وفي يوم العرض، اجتمع حشد كبير من الأطباء والطلاب، وقام ولز بإحضار مريض له، يود خلع أحد أسنانه، إلا إن المريض صرخ من الألم، أثناء قيام ولز بعملية الخلع، فباءت دعوى ولز بالفشل الذريع.

وإذا كان النجاح لم يحالف ولز، إلا أنه حالف صديقه، ويليام مورتون (William Morton)، الذي كان يدرس الطب. وكان مورتون على دراية بغاز أكسيد النيتروز ومحاولات ولز معه. كما كان أيضاً على علم، بما للأثير من خواص خافضة للألم، ومفقدة للإحساس، لذا عكف مورتون على إجراء تجارب في تخدير الحيوانات بالأثير. وبعد أن تيقن من نجاحها، وأن الحيوانات تعود لوعيها، بعد فترة تطول أو تقصر، حسب جرعة الأثير الذي تعرضت لها، قام مورتون بإجراء تجارب عديدة على نفسه، تعلم منها أموراً كثيرة عن الأثير، وخواصه، وتأثيره على الإنسان.

وفي عام 1846، تقدم مورتون بطلب، لعرض نتائجه، وتجربتها على مريض، تُجْرى له عملية جراحية، في المستشفى العام لولاية ماساشوسيتس، التي باءت فيها تجربة ولز بالفشل.

وفي يوم التجربة 16 أكتوبر 1846 احتشدت غرفة العمليات في هذه المستشفى، والتي تعرف حالياً باسم قبة الأثير (Ether Dome) تخليداً لهذا اليوم، بالمئات من رجال الصحافة والإعلام الذين ملئوا الدنيا ضجيجاً بأن طالب طب في الصف الدراسي الثاني يدعي القدرة على منع الشعور بالألم عن المرضى، أثناء إجراء العمليات الجراحية. كذا احتشدت غرفة العمليات بأساتذة وطلبة الطب، وبلفيف كبير من الأطباء، الذين وفدوا من كل صوب وحدب، لتعلم مزيد عن التخدير.

وعند حلول وقت إجراء العملية الجراحية، دخل القاعة السيد جلبرت أبوت (Gilbert Abbott)، وهو المريض الذي ستُجْرى له العملية الجراحية، ومعه الجراح الشهير، في ذلك الوقت، الدكتور جون وارين (John Warren). الذي قام بتجهيز عدة رجال أشداء لإمساك المريض وربطه إلى منضدة العمليات عند الحاجة تحسباً لفشل تجربة مورتون، أو عدم حضوره. وبالفعل لم يحضر مورتون في الوقت المحدد. وانتظر الجميع ومرت الدقائق بطيئة متثاقلة حتى نفد صبر الجراح، الذي تحدث إلى الحشد قائلاً: يبدو أن السيد مورتون لديه أشياء أخرى تشغله عن المجيء، وهنا ابتسم الحاضرون، في حين انكمش المريض على منضدة العمليات خوفاً. وما إن شمر الجراح عن ساعديه، وتناول المشرط، وشرع في إجراء العملية. حتى دخل مورتون إلى القاعة غارقاً في عرقه، فقد كان يسابق الزمن، طوال هذه الفترة لابتكار جهاز، يستطيع به المريض أن يستنشق الأثير، أثناء الجراحة.

وتعجب الجراح عندما رآه، لكنه تراجع للوراء، وقال لمورتون متهكماً "حسناً يا سيدي، هاهو ذا مريضك مستعد لأن تفعل به ما تريد". وبهدوء وبرود شديدين شرع مورتون في عمله، وسط نظرات الحاضرين المملوءة بالدهشة والتعجب (اُنظر صور استخدام غاز الأثير للتخدير).

وبعد دقائق معدودة من استنشاق الأثير، فقد المريض وعيه، وعندئذ نظر مورتون إلى الجراح، وتحدث إليه بنفس الصيغة التهكمية قائلاً: "حسنا يا دكتور وارين، هاهو ذا مريضك مستعد، لأن تفعل به ما تريد".

وبدأت العملية، ولم يتوجع المريض، إذ كان في سبات عميق، وكان تنفسه طبيعياً، ونبضه منتظماً، وعندما انتهى الجراح وارين من عمليته، التفت إلى الحاضرين الذين كانوا في ذهول وصمت مطبق، كأن على رءوسهم الطير قائلاً: أيها السادة.. إن ما رأيناه اليوم حقيقة وليس خدعة. وقيل أن الجراح ذهب، بعد ذلك، إلى السيد مورتون وانحنى أمامه، مقبلاً يده قائلاً: "إن هذه لحظة لن ينساها التاريخ ولن ينساك معها". كذا صرَّح الجراح الذائع الصيت، دكتور هنري بيجلو (Henry Bigelow)، قائلاً: "إن ما رأيناه اليوم سينتشر في العالم أجمع، وسيستمر حتى نهايته".

وانتشرت أنباء هذا النجاح بسرعة البرق، وفتح الطريق إلى الجراحة الحديثة، بلا ألم؛ حيث انتشرت في جميع أنحاء العالم، وحتى يومنا هذا.

وعلى الرغم من هذا النجاح المذهل، لم تتحقق لمورتون السعادة، والرضا الذي كان يتوقعها. فقد ادعى أستاذه تشارليس جاكسون، أنه هو الذي اقترح عليه استخدام الأثير بدلاً من غاز أكسيد النيتروز كما أن الطبيب كروفورد لونج (Crowford Long) كان قد أجرى تجربة ناجحة مماثلة، قبل تجربة مورتون بأربع سنوات قام فيها بتخدير مريضه جيمس فينال (James Fennial)، بواسطة استنشاق الأثير، ثم أزال ورماً، كان في عنقه، دون ألم. ولم يعلن لونج عن نتائج تجربته، في ذلك الوقت، ولم يحاول أن ينشر نتائج أبحاثه، إلا في عام 1849، وبعد أن ملأت أصداء نجاح مورتون الآفاق.

لذا، لم ينجح مورتون، في تسجيل اكتشافه المخدر لكنه تمكن من تسجيل جهاز التخدير؛ حيث قرن باسمه في كتب التاريخ. ثم مات مورتون، بعد ذلك، كمداً، بسبب الهجوم القاسي الذي شنه عليه معاصروه. غير أن، مواطنو مدينته بوسطن قاموا بتشييد تمثال لمورتون بالقرب من مقبرته تقديراً لكشفه العظيم حيث دونوا عليه:

"إلى ويليام مورتون مخترع التخدير، الذي كانت قبله العمليات الجراحية نوعاً من العذاب وصارت بعده شفاءً بلا آلام، إليه يرجع الفضل في معرفة العلم كيف يستطيع إيقاف الآلام"

أما كرفورد لونج، فقد نال أيضاً حظه من الشهرة بسبب اكتشافه، فقد أقيم له متحف، في مسقط رأسه، في مدينة جيفرسون، بولاية جورجيا، كما أن تمثاله يمثل ولاية جورجيا في مبني الكونجرس الأمريكي، حيث تضع كل ولاية رمزاً، لأكثر ما تعتز به على مدى تاريخها.

وبعد اكتشاف الأثير واستخداماته، تسارعت الخطى للبحث عن المزيد والأفضل من أدوية التخدير. ولم يبد الدكتور الإنجليزي جيمس سمبسون (James Simpson) ارتياحه لاستخدام الأثير لتسببه في التهاب الأغشية الرئوية. وفي أثناء بحثه عند البدائل لهذا الغاز، اكتشف أن للكلورفورم تأثيراً مخدراً. فاستخدمه في عام 1847، في توليد سيدة، فلم تعاني من أية آلام، ثم صار استخدام الكلورفورم شائعاً بعد عام 1853، عندما استخدمته الملكة فيكتوريا، أثناء ولادتها لطفلها السابع.

ومنذ ذلك الوقت، اكتشفت وطورت أدوية تخدير عديدة: لكل منها خواصه المنفردة. ويمكن للأطباء اليوم أن يتخيروا من بينها ما يناسب المريض أو العملية الجراحية المزمع إجراؤها.

ويعرف التخدير على أنه فقدان للإحساس، وخصوصاً فيما يتعلق بالألم، في مجمل الجسم أو جزء منه. والتخدير نوعان: تخدير عام، وتخدير موضعي، والمواد الكيميائية التي تعطى للمريض كي تسبب تخديراً يطلق عليها المخدرات، أو المبنجات[1].

[1] نسبة إلى نبات البنج، الذي تستخرج منه مادة مخدرة

 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Pic01

 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Pic02
 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Pic03

 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Fig01
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة العقاقير التخدير    الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Emptyالأحد 17 أبريل 2016, 8:15 pm

1. التخدير العام (General Anaesthesia)

يعرف على أنه فقدان الإحساس في سائر الجسم، ويتزامن فقدان الإحساس مع فقدان الوعي.

ولا يعود المريض إلى حالته الطبيعية، إلا بعد توقف إعطاء المبنجات. ويكون ذلك بطريق استنشاقها أو حقنها أو ابتلاعها.

وغالباً ما تكون المبنجات العامة، التي يستنشقها المريض، من الغازات، أو من السوائل التي تتحول إلى غازات. وتخلط الغازات المبنجة مع غاز الأكسجين، أو الهواء الجوي، ثم تدفع بعد ذلك في جهاز خاص بمعدل سريان ثابت، فيستنشقها المريض، الذي يبدأ في الدخول، في مرحلة التخدير تدريجياً (اُنظر شكل النظام الدائري للتخدير باستخدام الغازات).

وقد أجرى عديد من الأطباء أبحاثاً على تأثير المبنجات على المريض وما هو أنسب وقت تبدأ فيه العملية الجراحية، بعد استنشاق المخدر. ويعد أبرز هؤلاء الأطباء، جون سنو (John Snow)، الذي عاش في القرن التاسع عشر، وقد وصف سنو أربعة مراحل للتخدير كما يلي:

·   المرحلة الأولي: فقدان الإحساس بالألم.

·   المرحلة الثانية: الهلوسة وفقدان الوعي الجزئي.

·   المرحلة الثالثة: فقدان الوعي الكامل، ويمكن عندها البدء في إجراء الجراحة.

·   المرحلة الرابعة: مرحلة فقدان رد الفعل المنعكس.

ويوجد أربعة أنواع من المبنجات الشائع استخدامها، في التخدير العام، عن طريق استنشاقها:

أ. غاز أكسيد النيتروز (الغاز المضحك) (اُنظر شكل غاز أكسيد النيتروز)، فكان أول المواد الكيميائية، على وجه الإطلاق، التي اكتشفت مقدرتها على إحداث التخدير في الإنسان. ودرجة ذوبانه في الماء قليلة جداً، وهو، لذلك، لا يستخدم وحده في التخدير، ولكنه يخلط مع غازات أخرى.

ب. الهالوثان ((Halothane (اُنظر شكل غاز الهالوثان): وهو سائل شفاف عديم اللون، و له بخار ذو رائحة طيبة، وغير مهيجة، وهو أكثر المبنجات العامة استخداماً، في الوقت الحاضر. وتأثيره المخدر على المريض سريع ومقبول. كما يمكن للمريض أن يفيق سريعاً في خلال ساعة واحدة بعد انتهاء العملية الجراحية. ويستنشق المرضى عادة بخار الهالوثان، مع الأكسجين، مع مزيج من الأكسجين وأكسيد النيتروز.

وقد اكتشف الهالوثان، في إنجلترا، عام 1951، واستخدم، لأول مرة، في العمليات الجراحية، عام 1956، في الولايات المتحدة. وقد اشتهر شهرة واسعة، منذ ذلك الحين، وصار حالياً هو المقياس الذي يتم به الحكم على قوة المبنجات المستنشقة. والآثار الجانبية للهالوثان تكاد لا تذكر، لذا يعد من أكثر المبنجات أماناً.

ج. الإنفلورين (Enflurane) (اُنظر غاز الإنفلورين): بدأ استخدام الإنفلورين منذ عام 1972. وهو متشابه مع الهالوثان في خواصه التخديرية إلى حد كبير. وليست له آثار جانبية، سوى بعض التشنجات، التي تصاحب مرحلة الإفاقة من التخدير.

د. الأيزوفلورين (Isoflurane) (اُنظر شكل غاز الإيزفلورين): هو أكثر المبنجات قبولاً لدى المرضى، إذ أن المريض يعود لوعيه بسرعة كبيرة، من دون الشعور بدوران أو غثيان اللذين يصاحبان استخدام كل من الهالوثان والإنفلورين. وتتشابه خواص الأيزوفلورين مع خواص كل من الهالوثان والإنفلورين.

كما أن هناك عديداً من المبنجات العامة التي تعطى للمريض عن طريق الحقن في الوريد. ومن أكثر هذه المواد شيوعاً الثيوبنتال (Thiopental)، التي اكتشفها لندي (Lundy) عام 1935. وتتميز هذه المادة بقدرتها على إفقاد المريض وعيه خلال عشرين ثانية، إلا إن مفعولها قصير الأجل، لا يتجاوز 30 دقيقة، ولهذا السبب فإن هذه المادة تُعطى أولاً، ثم يبدأ تخدير المريض باستنشاق الهالوثان، أو غيره.

كما تسبب بعض المهدئات، مثل الفاليوم (Valium)، تخديراً عاماً، إذا أعطيت في جرعات كبيرة، إلا أنها لا تستخدم لهذا الغرض، وإنما يأخذ المريض جرعات صغيرة منها، وهو ذاهب إلى غرفة العمليات، فتهدئه، وتجعله في حالة استرخاء.

ويلجأ أطباء التخدير، إلى إعطاء المريض، مجموعة من الأدوية، لتُزيد من فاعلية المبنجات ولتقلل من آثارها الجانبية، بما يساعد على إنجاح العملية الجراحية. وتشمل هذه الأدوية المسكنات، مثل: المورفين، والتي تُقْدِر المريض على تحمل الآلام الحاصلة التي تكون أثناء، وعقب العملية الجراحية. كما يعطي الأطباء مواد تسبب استرخاءً في العضلات، فلا يتحرك المريض أثناء إجراء العملية الجراحية، ومواد توقف القيء، ومواد أخرى لتقليل إفرازات اللعاب والجهاز التنفسي، لئلا يختنق المريض. كل هذه الأدوية، بلا شك، تساعد على الإبقاء على حياة المريض، وتجنبه الآثار الجانبية.

وأثناء التخدير العام تتم مراقبة ردود أفعال المريض، من قبل طبيب التخدير، كما يقاس ضغط دمه، ومعدل التنفس، وعدد ضربات القلب، ما دام في العملية.

ويعتقد العلماء أن المبنجات العامة، تحدث التخدير، عن طريق منع الخلية العصبية من استخدام مصادر الطاقة الموجودة في داخلها، فتضعف، ولا تستطيع نقل الإشارات العصبية. كما أن هناك أنواعاً من المبنجات العامة، التي تستطيع منع مرور الإشارة العصبية، من خلية إلى أخرى، في مناطق التشابك العصبي.

  الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Fig02
 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Fig03
 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Fig04

 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Fig05

 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Fig06




       

2. التخدير الموضعي (Local Anesthesia)

وهو فقدان الإحساس بالألم، في جزء معين من الجسم، فيما يظل المريض مدركاً لما حوله. ويوضع المخدر الموضعي على المكان المراد إزالة الإحساس منه، أو يحقن حول العصب، المغذي للمنطقة المطلوبة. ويستخدم الأطباء التخدير الموضعي في إجراء عمليات العيون، والأنف، والفم، والجلد، والأسنان.

وتاريخياً، يعد الكوكايين، المستخرج من أوراق شجيرة الكوكا، التي تنمو في أمريكا الجنوبية (اُنظر صورة أوراق شجرة الكوكا) و(صورة أورق شجرة الكوكا والكوكايين) و(شكل التركيب الكيميائي للكوكايين)، أول المخدرات الموضعية. وكان أول من استخرج مادة الكوكايين في صورة نقية هو الألماني ألبرت نيمان (Albert Nieman) عام 1860. وعندما قام نيمان بتذوقها شعر بأنه فقد الإحساس في لسانه وشفتيه، ومن وقتها ذاع صيت الكوكايين بحسبانه مخدراً موضعياً. وفضلاً عن فقدان الإحساس، يسبب الكوكايين انقباضاً في الشرايين الصغيرة الأمر الذي يعمل على تقليل النزيف، أثناء الجراحة.

والكوكايين هو أحد أملاح حمض البنزويك ولذلك بذل العلماء مجهوداً كبيراً لتخليق مواد كيميائية، لها أثر الكوكايين المخدر، لكنها عديمة السمية ولا تسبب إدماناً. وقد كللت هذه الجهود بالنجاح عام 1892 بعد أن تمكن العالم أينهورن (Einhorn) ومساعدوه من تخليق مادة البروكاين،  وأعقبها تخليق مادة اللايدوكاين (Lidocaine) عام 1946، والتي صارت معياراً لقياس المبنجات الموضعية الأخرى.

وتقوم المبنجات الموضعية بالاتحاد مع مستقبل (Receptor) موجود على جدر الخلايا الإنسان والحيوان. وبذلك، تتحكم في نشاط هذه الخلايا، بوجه عام، وفي نفاذيتها لأيونات الصوديوم، بوجه خاص. ويحدث التخدير نتيجة لأن المبنجات الموضعية تعمل على منع حدوث الإشارة العصبية وانتقالها، عن طريق التحكم، في دخول وخروج أيونات الصوديوم، عبر الغشاء الخلوي.



 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Fig07






       

3. التخدير الشوكي (Spinal Anesthesia)

وهو نوع يتم فيه تخدير منطقة كاملة من الجسم، وهي المنطقة السفلية، ويتم هذا النوع من التخدير بواسطة حقن مخدر موضعي، داخل سائل النخاع الشوكي، من خلال الثقب الموجود، بين

الفقرات القطنية. بما يؤدي إلى فقد الأجزاء السفلى من الجسم الإحساس بالألم، مع بقاء المريض واعياً.

واستحدث هذا النوع من التخدير، على يد الطبيب السويسري بير (Bier)، عام 1899. وهو يستخدم بكثرة، في حالات الولادة، وأثناء إجراء العمليات على الساقين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة العقاقير التخدير    الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Emptyالأحد 17 أبريل 2016, 8:17 pm

الأتروبين

هو أحد الأدوية التي شاع استخدامها قديماً وحديثاً، وهو يستخرج من أوراق نبات ست الحسن (اُنظر شكل نبات ست الحسن)، أحد نباتات العائلة الباذنجانية Solanaceae)) واسمه العلمي هو أتروبا بلاَّدونا (Atropa belladonna) وكلمة بلادونا هي اختصار لعبارة " لا بلاَّدونا " (La Bella Donna) باللغة الإيطالية، وتعني السيدة الرائعة الحسن. وترجع هذه التسمية لاستخدام عصارة هذا النبات في مستحضرات التجميل في الأزمنة القديمة، حيث كان يستعمل لإحداث اتساع في حدقة العين الذي كان يعد مظهراً من مظاهر جمال النساء آنذاك. أما كلمة أتروبا، فهي إشارة إلى أتروبس (Atropos)، أحد الرموز الوثنية الإغريقية التي كان الإغريق يعتقدون أنها تقوم بقبض الأرواح، وقد شبهوا به هذا النبات لما له من تأثير سام قد يودى بالحياة.

كما يتواجد الأتروبين في نباتات أخرى عديدة، كلها تنتمي إلى العائلة الباذنجانية، مثل: نبات شوكة التفاح Thorn) (Apple، والداتورة (Datura stranonium) وقد استخدم الإنسان هذه النباتات منذ عصور سحيقة لتأثيرها المنشط، كما استخدمها في التراكيب السحرية في العصور الوسطى بأوروبا.

والأتروبين يتكون من قاعدة التروبين (Tropin) المتحدة مع حمض التروبيك (Tropic Acid) بواسطة رابطة عضوية قوية.

ويستخدم الأتروبين في العصر الحالي دواءً لتخفيف الآلام الحادة المصاحبة للمغص الكلوي. ويشيع استخدامه لدى أطباء العيون، لتأثيره في اتساع حدقة العين، بحيث يتيسر لهم بعد ذلك فحص قاع العين. كما أن له أثراً يكاد يكون سحرياً في علاج التسمم بالمبيدات الحشرية، والكيماويات السامة المحتوية على مركبات الفوسفور العضوية، بالإضافة إلى العديد من الاستخدامات الأخرى التي سيأتي ذكرها فيما بعد.

وقد احتار العلماء في فهم كيفية عمل الأتروبين على أجهزة الجسم المختلفة، فإذا استخدم موضعياً كان له تأثير مخدر. أما إذا تعاطاه المريض بالفم، كان له تأثير منشط. وكلا التأثيرين من فعل الأتروبين على الجهاز العصبي. أما إذا وُضعت قطرات منه على العين، فإنه يسبب ارتخاءً في العضلة الدائرية العاصرة لحدقة العين فتتسع. وعلى النقيض من ذلك يسبب الأتروبين انقباضاً في العضلة العاصرة للمثانة البولية؛ ولذا يستخدم في علاج حالات التبول اللاإرادى. ويسبب الأتروبين كذلك ارتخاءً في العضلات اللاإرادية الموجودة في جدار الأمعاء، والجهاز البولي، والتنفسي؛ ولذلك فإن من أكثر استخداماته شيوعاً استخدامه في حالات المغص المعوي والكلوي، كما أنه مفيد في حالات الربو الشعبي.

ومقدرة الأتروبين على وقف إفرازات الغدد القنوية جعلته عَقّارًا مثاليًّا يعطى قبل التخدير الكلي، فيقلل من إفرازات الجهاز التنفسي واللعاب التي قد تسبب التهابًا رئويًا، يخشى حدوثه بعد العمليات الجراحية. كما أن الأتروبين ينشط عضلة القلب؛ وبهذا يحميها من التأثير المثبط لها من معظم المواد الكيميائية المستخدمة في التخدير.

ومعظم تأثيرات الأتروبين تُعزى إلى مقدرته الفريدة في المنافسة مع مادة الأستيل كولين (Acetyl  Choline)، وهي مادة تُفرز عند التقاء الأعصاب مع أنسجة الجسم، وتتحد مع مستقبلات خاصة على سطح الخلية، فترسل تلك المستقبلات إشارة إلى داخل الخلايا، فتحثها على أداء وظيفة معينة. وبعد انتهاء المهمة يتم التخلص من مادة الأستيل كولين بواسطة إنزيمات خاصة. وإذا تعرض الإنسان لسموم تحتوي على مركبات الفوسفور العضوية مثل: المبيدات الحشرية، أو غازات الأعصاب المستخدمة في الحروب لديها، توقف هذه السموم نشاط الإنزيم المسؤول عن التخلص من الأستيل كولين، الأمر الذي قد يؤدى إلى إحداث شلل في عضلات التنفس أو توقف القلب. وتعاطي الأتروبين في هذه الحالات ينقذ حياة المريض؛ إذ يتحد الأتروبين مع مستقبلات الأستيل كولين ويضاد تأثيره فيعود الإنسان إلى سابق عهده.

والأتروبين سريع الامتصاص، سواء استخدم موضعياً أم عن طريق الحقن، أم عن طريق الفم. ويستمر تأثير الأتروبين لساعات قليلة تتراوح من 2 ـ 6 ساعات. وللحصول على تأثير متصل ومستمر للأتروبين يراعى تكرار تعاطيه كل 4 ـ 6ساعات.

وعلى الرغم من مميزات الأتروبين إلا أن له مضار عديدة، فقد يكون سامًّا إذا تعاطى منه الإنسان جرعات زائدة. وقد يعاني بعض المرضى ـ عقب تناول جرعات كبيرة من الأتروبين - من عدم القدرة على رؤية الأشياء القريبة، مع وجود زغللة الأمر الذي قد يصيبهم بفزع عصبي حيث يثار المخ، وتبدأ نوبات من الهلوسة والجنون يعقبها إغماء قد يستمر حتى وفاة المريض.

كذلك فإن استمرار اتساع حدقة العين لفترات طويلة بعد تعاطيه يصيب الإنسان بنوبات فزع وخوف من الضوء المبهر، إذ يفقد القدرة على تنظيم مرور الضوء الداخل إلى شبكية العين عن طريق تغيير قطر الحدقة.

ومن الطريف أنه يمكن الكشف عن حالات التسمم الناتجة عن الأتروبين عن طريق أخذ بضع قطرات من بول المصاب، ثم وضعها في عين حيوان معملي فتتسع حدقته على الفور.

 
 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Fig01.gif_cvt01
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة العقاقير التخدير    الموسوعة الصحية المصغرة  العقاقير  التخدير Emptyالسبت 12 يناير 2019, 5:28 pm

 تحميل كتاب علم التخدير - Lecture notes. Clinical anaesthesia   



Lecture notes
Clinical anaesthesia

Matthew Gwinnutt
Carl L. Gwinnutt


5th Edition




كثير من الناس تعرف ان المجالات الطبيه تعتبر من المجالات المهمه جدا في حياة الإنسان، نقدم لكم كتاب يشرح التخدير 
(بالإنجليزية البريطانية: Anaesthesia)
(بالإنجليزية الأمريكية: Anesthesia)
التخدير يعتبر عملية استخدام الأدوية القادرة على محاصرة الوجع و الإحساس بالألم بصورة أساسية .

تستعمل مادة التخدير لمساعدة المريض على الخضوع للإجراءات الطبية، والعمليات الجراحية دون ألم
أو معاناة .

ويوجد ثلاثة أسس للتخدير

حيث الهدف الرئيسي من استخدام مادة التخدير :

1- عمليه تنويم المريض اي فقدان مؤقت للوعي مع فقدان الذاكرة لفتره زمنيه معينه.
2- تسكين الاحساس بالألم (حيث تقلل من الإحساس،إرتخاء العضلات.
من حيث الاهداف توجد أهداف كثير جدا لكن يعتبر هذا الهدفين من أهم الأهداف 


يوجد انواع كثيره من التخدير :


تخدير عام: اي فقدان الوعي بشكل كامل ، وفقدان عام للإحساس يشمل كامل الجسم.

تخدير موضعي: اي فقدان الاحساس في اجزاء معينه في الجسم ، ويتميز هذا النوع بأن المريض يكون واعئ للجراحه .

نقدم لكم كتاب يشرح التخدير بشكل كامل ومفصل وبنسحتة الخامسه


Clinical Anaesthesia


نبذة عن الكتاب


يوفر مقدمة شاملة إلى المبادئ الحديثة والممارسات التخدير لطلاب الطب ، المتدرب أطباء التخدير والممرضات وغيرهم من العاملين في القطاع الصحي مع أطباء التخدير. هذه الطبعة الخامسة بالكامل تحديث لتعكس التغييرات في الممارسة السريرية والمبادئ التوجيهية المعدات والأدوية.

وتشمل السمات الرئيسية:
• دليل شامل في دور طبيب التخدير
• مقدمة الجوانب الأساسية طب التخدير
• تغطية التطورات الأخيرة داخل التخصص ، بما في ذلك 
كامل لون الرسوم البيانية والصور الفوتوغرافية فضلا عن الأهداف التعليمية في بداية كل فصل ، فهم المعارف والمهارات في أساليب التخدير ، مما يسمح ثقة نقل المعلومات في الممارسة السريرية.

هذا الكتاب للمبتدئ من حيث الشكل والمحتوى .
الكتاب الذي يغطي نطاق تخصصنا بإيجاز كميه هائله من طب التخدير .
وشملت ايضا الموضوعات التي تعكس دور أوسع نطاقا من التخدير الحديثة مثل المحيطة بالجراحة الطبيب على وجه التحديد قبل الجراحة خطر التقسيم ، إدارة الألم بعد العملية الجراحية و غير تقني المهارات الضرورية من أجل ممارسة التخدير





حجم الملف : 9.84 MB
عدد الصفحات : 196






42kctpcpunkc4el/Lecture+notes.+Clinical+anaesthesia.pdf
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الموسوعة الصحية المصغرة العقاقير التخدير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان
»  الموسوعة الصحية المصغرة جهاز المناعة
» الموسوعة الصحية المصغرة التهاب الجيوب
» الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها
» الموسوعة الصحية المصغرة اﻻذن العين القلب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الصحة والغذاء-
انتقل الى: