ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: الثورة العربية ضد الخلافة العثمانية الأربعاء 25 مايو 2016, 11:36 pm | |
| |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: الثورة العربية ضد الخلافة العثمانية الخميس 26 مايو 2016, 12:09 am | |
| الشريف حسين ملكا على الحجاز5 من شعبان 1334 هـ = 7 من يونيو 1916م الشريف حسين يعلن نفسه ملكًا على الحجاز وينفصل عن الدولة العثمانية، بعد وعود الإنجليز له بتنصيبه ملكًا على العرب، في حال إعلان ثورته على العثمانيينهشام عبد المنعمإنَّ الناظر لأحداث التاريخ الإسلامي خاصة في فترات الاستضعاف والعدوان الأجنبي يرى أن البلاء الواقع على هذه الأمة يأتي من قبل غفلة كثيرة من أبناء المسلمين عن الطريق المستقيم الذي رسمه المولى عزَّ وجلَّ، ووضحه في كتابه العزيز خاصة فيما يتعلق بعلاقة المسلمين مع أعدائهم من اليهود والنصارى، فأوتي كثير من المسلمين من هذه الغفلة عن السنن الإلهية والغفلة عن مخططات الأعداء، وما يضمرونه تجاه أمة الإسلام، وهذه قصة واحد من كبار هؤلاء إن لم يكن كبيرهم وأميرهم؛ لأنه جلب على نفسه وأمته وتاريخه العار، ومن حيث لا يدري مهّد السبيل أمام اليهود للدخول وتدنيس البقاع المقدسة، وما زالوا -لوقتنا الحالي- جاثمين على صدورنا، لا نستطيع دفعهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.الحجاز وحكم الأشراف:تطلق كلمة الأشراف على آل بيت النبي صل الله عليه وسلم بفرعيه الحسني والحسيني، وقد أُمرنا بحب آل بيت نبينا عليه الصلاة والسلام، ووصانا بذلك الحبيب محمد صل الله عليه وسلم، وكان الأشراف يحكمون منطقة الحجاز [مكة والمدينة وما بينهما] في العصر الثاني لـ الدولة العباسية، بعد سقوط الدولة العبيدية والتي كانت تسيطر على الحجاز والشام إضافة لمصر. وكانت أسرة "قتادة" تحكم الحجاز منذ عام 598هـ، وهي من الفرع الحسني وعمل زعماء تلك الأسرة لكل من يخضع الحجاز لسلطانه، إذ عملوا لـ الأيوبيين والمماليك، وعندما زالت دولة المماليك في مصر على يد العثمانيين عام 923 هـ، أرسل الشريف "بركات الثاني" شريف مكة مفاتيح الحرمين الشريفين إشعارًا بالتبعية واعترافًا بالخضوع له، ومن نسله كان صاحبنا في تلك الصفحة الشريف حسين فهو الحفيد الحادي عشر للشريف بركات الثاني.تولى الشريف حسين شرافة مكة سنة 1326هـ، وكان قبل ذلك عضوًا في مجلس النواب العثماني أيام السلطان عبد الحميد الثاني، وكان السلطان عبد الحميد يتخوف منه، لذلك عمد على إبقائه في مجلس شورى الدولة في استانبولليمنعه من العودة إلى مكة، وكان يقول عنه: "إنًَّ الشريف حسين لا يحبنا إنه الآن هادئ، وساكن، ولكن الله وحده ماذا يمكن أن يفعله الشريف غدًا؟".لذلك لم يتم تعيين الشريف حسين أميرًا على مكة إلا بعد خُلع السلطان عبد الحميد الثاني، وتولي الاتحاد والترقي الحكم، وعندما علم السلطان عبد الحميد الثاني الخبر قال كلمته الشهيرة: "لقد خرجت الحجاز من يدنا، واستقل العرب وتشتت ملك آل عثمان بتعيين الشريف حسين أميرًا على مكة المكرمة، ويا ليته يقنع بإمارة مكة المكرمة وباستقلال العرب فقط، ولكنه سيعمل إلى أن ينال مقام الخلافة لنفسه". فجاءت هذه الكلمة مطابقة تمامًا لما في نفسية الشريف حسين.الشريف حسين والاتحاد والترقي:رغم أن رجال الاتحاد والترقي هم الذين عملوا على إرجاع الشريف حسين لإمرة مكة، ومن ثم الحجاز إلا أنه كان على خلاف دائم معهم فلم يكن معجبًا بهم ولا مقتنعًا بأسلوبهم خاصة أنَّ معظمهم صغار السن وهو شيخ بالنسبة لهم ولشدة الاتحاد والترقي على رجال القومية العربية، وكان جمال باشا من أشدهم، وقد قبض على بعض عملاء الإنجليز من العرب بالشام أيام الحرب العالمية الأولى، وحاول الشريف حسين التوسط في شأنهم بأن أرسل ولده فيصل للقاء جمال باشا الذي أعدم هؤلاء العملاء، وكان أن يقتل فيصلاً لولا أنه هرب مما جعل الشرف حسين شديد البغض للاتحاد والترقي خاصة والدولة العثمانية عامة.الشريف حسين والإنجليز:يرجع اتصال الشريف حسين بالإنجليز إلى فكرة أطلقها الشيخ جمال الدين الأفغاني في رسالة أرسلها إلى العميل الإنجليزي "بلفت" وفها خطة لإقصاء الخلافة عن الأتراك "العثمانيين" وإعلان الشريف حسين أمير مكة على المسلمين، وقد قام بلفت بدوره برفعها إلى وزارة الخارجية الإنجليزية التي رأت فيها فرصة سانحة لهدم الخلافة، وكان الشريف حسين وقتها في استانبول، فضغط الإنجليز على حكومة الاتحاد والترقي لتعيين الشريف حسين أميرًا على مكة.ولكن لماذا الشريف حسين بالذات؟ يرجع ذلك لعدة أسباب منها:1- النسب الشريف الذي يرجع إليه الشريف حسين؛ لأنه من آل البيت مما يعطيه ثقل معنوي عند عموم المسلمين وخصوصًا الشيعة والصوفية، وكانت الطرق الصوفية موالية للسلطان عبد الحميد.2- طموح الشريف حسين ورغبته الشديدة في الزعامة ليس للحجاز فقط بل للعالم الإسلامي كله.3- بغض الشريف حسين للعثمانيين عمومًا وللاتحاديين خصوصًا. بعد أن استأثروا لأنفسهم بكل المناصب ونحّوا العرب تمامًا من كافة مناصب الدولة.4- ظهور تيار القومية العربية كتيار مضاد للقومية التركية وتأثر حسين بتلك التيارات.المؤامرة الإنجليزية:عندما شعر الإنجليز أن الشريف حسين هو رجلهم المنشود لفك عرى الخلافة الإسلامية أخذوا في التآمر لاستغلالهوذلك على النحو الآتي:1- توثيق العلاقة مع الشريف حسين بتبادل الزيارات والمعونات السخية له.2- وعود إنجليزية خادعة للشريف حسين بجعله خليفة على دولة عربية مستقلة والعجيب أن انجلترا تستدل على وعودها الكاذبة بنص حديث الرسول صل الله عليه وسلم: "الأئمة من قريش".3- ترسيخ فكرة الخلافة في المراسلات المتبادلة بين الطرفين والتي عرفت "حسين – ماكاهون" و"ماكماهون" هو المندوب الإنجليزي في مصر، وكانت هذه الرسائل كلها تملق وتزلف كاذب لخداع الشريف حسين واستغفاله، وفي وسط الكلام تدس كلامًا غامضًا لا يتضح فيه إلا سوء نية الإنجليز وهاكم مثلاً على تلك الرسائل الخادعة يوضح ما قلناه:"بسم الله الرحمن الرحيم: إلى ساحة ذلك المقام الرفيع ذي الحسب الطاهر والنسب الفاخر قبلة الإسلام والمسلمين معدن الشرف وطيد المحتد سلالة مهبط الوحي المحمدي الشريف بن الشريف صاحب الدولة السيد الشريف حسين بن علي أمير مكة المعظم زاده الله رفعة وعلاءً.. آمين.. ثم يختم رسالته بقول: "إن جلالة ملكة بريطانيا العظمى ترب باسترداد الخلافة على يد عربي حميم من فرع تلك الدوحة النبوية المباركة" ثم يختم خطابه بالتاريخ الهجري، وهكذا نرى النفاق والمداهنة والخداع في هذا الخطاب الذي كان هو وأمثاله سببًا لوقوع الشريف حسين في تلك المكيدة، وكانت هذه الرسائل تصل من ماكماهون إلى حسين عن طريق رجل مصري اسمه علي حسين روحي، وهو رجل مرتد كافر يدين بـ البهائية، وكان أبوه موظفًا في دار المندوب الإنجليزي، والإنجليز دائمًا شديد الثقة بأمثال هؤلاء المرتدين من البهائيين والقاديانيين ويعتمدون عليهم في أعمالهم السرية ببلاد المسلمين. ويعلق الدكتور محمد حسين رحمه الله على هذه الرسائل بقوله: إن هذه الرسائل بها ظاهرتين بارزتين: أولهما: أن إدراك الشريف حسين للمسألة العربية هو من وجهة نظر إسلامية خالصة، وثانيهما: إن الإنجليز يمالقونه ويداهنونه ويجارونه في مطامعه وأحلامه، ولكنهم لا يبذلون له وعودًا صريحة ولا يجيبونه إجابة واضحة ويكتفون بالإحاطة إلى رسائل شفوية يبلغها حامل الرسائل فيما لا يريدون أن يتقيدوا فيه بوعد مكتوب".الشريف حسين والثورة العربية:أخذ الإنجليز في تحريض الشريف حسين على إعلان الثورة على الدولة العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى ودخول الحرب على جانب انجلترا وفرنسا، وبالفعل يشرب الشريف حسين المقلب والخديعة ويعلن الثورة العربية في 9 شعبان 1335 هـ، الموافق 10/6/1916م، والهدف الذي كان لا يعلمه حسين هو استدراج العرب المسلمين لحرب الأتراك المسلمين لتدمير القوة الإسلامية وفتح الطريق أمام اليهود لـ احتلال فلسطين.الشريف حسين يرسل ولده فيصل بن الحسين بتخطيط وتوجيه من العميل الإنجليزي "لروانس" بجيوش كثيرة من عرب الحجاز والأعراب والبدو لقتال العثمانيين ببلاد الشام وتنتهي هذه المعارك بالقضاء على الجيش الثالث والسابع والثامن العثماني الذي كان يقوده كبير الخونة مصطفى كمال أتاتورك الذي فرق أرض المعركة وترك جنوده لمصيرهم المحتوم.تمادى فيصل في عدوانه على الدولة العثمانية، وقام بتحريض لورانس بتدمير خط سكة حديد "المدينة - دمشق" وكان طوله 1308كم والذي شيده السلطان عبد الحميد الثاني.الشريف حسين ومعاهدة سايكس بيكو:في الوقت الذي كانت انجلترا تخدع الشريف حسين، وتستدرجه لفك عرى المسلمين، كانت على الجانب الآخر تعقد اتفاقية سايكس ـ بيكو مع فرنسا لـ تمزيق العالم الإسلامي وتقسيم تركة الخلافة بينهم.الانقلاب الشيوعي الروسي عام 1336هـ - 1917م يذيع اتفاقية سايكس بيكو مميطًا اللثام عن المؤامرة الإنجليزية الفرنسية الروسية، وقائد الجيش العثماني ببلاد الشام جمال باشا يبعث برسالة إلى الشريف حسين يحذره من المؤامرة فماذا كان رد الشريف حسين ؟كان تصرف الشريف حسين يدعوا حقًا للتعجب ويبرهن على غفلة هذا الرجل حيث أرسل بصورة رسالة جمال باشا للإنجليز يستفسر منهم عن حقيقتها كأنهم ملائكة مصدقون لا يكذبون ولا يخدعون؟ فجاء رد الخارجية الإنجليزية بالإنكار وصدق حسين ولا عجب.ولكنه أفاق على صدمة هائلة جاءت في صورة وعد بلفور وإعراض الإنجليز عنه وتحولهم إلى ابنه فيصل.نهاية الشريف حسين :بلغ الشريف حسين منتهاه في الغفلة وعدم الفهم للأحداث والدوافع لخطط العدو فاندفع بكل قوته في خدمة أغراض العدو حتى لما صدر وعد بلفور لليهود وانتشر خبره بين الناس، أرسل حسين بكل سذاجة لانجلترا يستفسر عن صحة الخبر فأرسلت انجلترا أحد مسئوليها وهو الكولونيل باست برسالة للشريف الساذج لتستكمل خداعه قائلة: إن الحكومة البريطانية لن تسمح بالاستيطان اليهودي في فلسطين إلا بقدر ما يتفق مع حرية السكان العرب من الناحيتين السياسية والاقتصادية. وقد صدَّق الشريف حسين مقولة بريطانيا التقية الشريفة! وقال لهم: إنه ما دامت الغاية من وعد بلفور هو أن تهيئ لليهود ملجأ من الاضطهاد، فإنه سيبذل كل نفوذه ليساعد في تحقيق تلك الغاية، والتي أصبحت بعد ذلك واقعًا أليمًا نتجرع مرارته ليومنا الحالي.كما قلنا من قبل: إن فهم الشريف حسين للثورة كلها كان من وجهة نظر إسلامية، ولكنه أوتي من قبل غفلته بمخططات الأعداء ومن قبل أطماعه في الزعامة والقيادة، وهذا الفهم الإسلامي للقضية جعل الإنجليز ينصرفون عنه بعد استنفاذ الغرض منه تمامًا واتجه الإنجليز لولده فيصل الشاب الثائر في نفس الوقت، والذي تم تجهيزه من قبل العميل الإنجليزي الشرير لورانس، مما أحنق الوالد عل ولده وساءت العلائق بينهما خاصة في نهاية الحرب العالمية، وجهر حسين بكراهيته لكل ضباط العرب الذين كان الإنجليز يحتضنونهم ويقربونهم، مثل موادي نوري السعيد، والخير سيكون له دور بارز في العراق بعدها.تعرض الشريف حسين لعدة هزائم متتالية من السعوديين وتزعزعت مكانته في الحجاز، وليعزز تلك المكانة أخذ في معاداة الإنجليز والجهر بذلك، وعادى ولده فيصل الذي ارتمى بكليته في أحضان الإنجليز وعلا شأنه على أبيه، وحاول حسين تعزيز مكانته فقام بالهجوم على منطقة تُربة الموقع التابعة للسعوديين ولكنه هزم هزيمة منكرة سنة 1337هـ، وانسحب ابنه القائد عبد الله، ثم عاود القتال سنة 1343هـ، فهزم هزيمة منكرة أجبرته على التنازل عن حكم الحجاز لابنه "علي" ورحل الحسين من مكة إلى العقبة حيث أصر الإنجليز على نقله إلى جزيرة قبرص ليكون تحت مراقبتهم، وهناك ظل في غم وهم شديدين حتى أصيب بالمرض العضال فنقلوه إلى مدينة عمان سنة 1350هـ، وهناك وافته المنية ليموت وهو متوج كأمير . |
|