منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 التعددية الدينية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

التعددية الدينية Empty
مُساهمةموضوع: التعددية الدينية   التعددية الدينية Emptyالثلاثاء 09 أغسطس 2016, 9:49 am

عماد عبد الرحمن
التعددية الدينية (1)

التعددية الدينية %D8%A2%D8%B1%D8%A7%D8%A1_%D9%81%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9__2_

كلامنا في التعددية الدينية ليس في المجال السياسي ــ أعني مجال تقبل الآخر واحترامه والاعتراف بأنه موجود وله حقوق ــ فهذا بحث في التعايش فهو بحث عملي سياسي له أروقته السياسية وله مجاله في كتب الفقه الإسلامي والسياسة الشرعية، وإنما بحثنا في التعددية الدينية كبحث من مباحث فلسفة الدين بحث في البنية المعرفية في الأديان.
فالتعددية الدينية تعني تعدد مصادر المعرفة وتعدد طرق الهداية وإمكانية وجود أكثر من طريق للوصول للحق فالحق ليس محصورا في دين معين بل كل دين حق إذا هو بحث في تفكيك مركزية الطريق إلى الله .
التعددية؛ هي نقل التمحور حول الدين الحق إلى التمحور حول الحقيقة المتعالية، فلا يوجد دين هو حق وما سواه باطل، فيجب علينا أن نعيد النظر في هذه الفكرة، فالحق هو المتعالي فقط إذ لا حقية مطلقة في دين معين، وإنما الحقية هي في المتعالي، والأديان يجب أن تتوجه للمتعالي لا إلى التمركز حول نفسها وإلى نسبة الحق لنفسها وحرمان الآخرين منه ورميهم بالضلال والكفر.
وهذا يقودنا إلى النظر إلى معنى الدين عند هؤلاء القائلين بهذه الفكرة؛ فالدين هو عبارة عن تجربة التفاعل مع المتعالي، فالتدين موجود بدواخلنا وفي طبيعتنا كبشر، وحين يحاول الإنسان تغذية هذه الحاجة إلى الدين يتفاعل مع المتعالي ويكوّن تجربة، هذه التجربة تؤثر فيها الجماعة والنظم والأفكار والتقاليد وتتفاعل لتكون تجربة دينية، ثم تنصبغ هذه التجربة بتقاليد وعادات وطقوس، كل هذا يكون الدين، يقول جون هيك فيلسوف علم اللاهوت إن "الأديان العظمى في العالم هي استجابات مختلفة لذات الحقيقة المتعالية المحتجبة بذاتها عن أي إدراك بشري، إلا أنها مع ذلك حاضرة في وجودننا ونتعرف عليها ونتفاعل معها عبر نظم دينية متعددة تتضمن كل منها نصوصا مقدسة وتجارب روحية ونظم ومعتقدات وذاكرة دينية جمعية وتعابير ثقافية وقوانين وعادات وأشكال فنية تشكل بمجموعها كيانات دينية تاريخية ذات طبيعة معقدة وشاملة وتعبر عن استجابات بشرية متنوعة للحقيقة الإلهية القصوى"، إذن فالدين هو تفاعل مع الحقيقة المتعالية كما يقول الفيلسوف إيرنست تروليش إذ أن "الدين" برأيه "يعتمد على الشروط الفكرية والاجتماعية وحتى القومية التي يتواجد فيها" .
فالخلاصة؛ أن الدين تجربة، وتحكم هذه التجربة الظروف التاريخية والاجتماعية كما يقول هيك "فمعرفة الله هي انعكاس للعلاقة البشرية مع الله في ظرف تاريخي واجتماعي خاص".
أما الله؛ فلا يوجد دليل عقلي على وجوده أو براهين منطقية، لكن يمكن تجربة الله واختبار وجوده عن طريق الأحاسيس الإيمانية، وهي تجربة لا تقل أهمية عن التجربة الفيزيائية بل كلا التجربتين لهما نفس الأهمية وهي برهان على وجود الله أو الحقيقة المتعالية، حيث يقول هيك إن "التجربة الدينية هي السبيل الوحيد للتعرف على وحي الله وعلى سبيل اكتساب الإيمان".
ويضيف أيضا "أوصاف الرحمة والحب والعدل ليست مجرد أوصاف لذات الله بل هي أوصاف ننسبها لله في سياق علاقتنا معه".
ويعتبر هيك أن هناك ثلاث بنى للتجربة البشرية؛ الأولى التجربة الطبيعية (الفيزيائية) التي لها علاقة في تواصل الإنسان مع الطبيعة, والثانية هي التجربة الاجتماعية والتي لها علاقة بتواصل الإنسان مع الإنسان, والثالثة التجربة الإلهية (الروحية) التي لها علاقة بين الإنسان والمتعالي فالتجربة الدينية هي شكل من أشكال المعرفة عند الإنسان، كما يقول .
وبناءً على أن الدين هو تجربة، فهذه التجربة تتأثر بالمجتمع والبيئة المحيطة وتتفاعل معها فينتج الدين، وبما أن المجتمعات والبيئات متعددة فالدين أيضا متعدد وكلها طرق يجب أن تتمحور وتتمركز حول المتعالي بتعددها واختلافها ولا يوجد دين واحد كله صواب ففي "كل دين هناك خطأة وهنالك قديسين"، فكيف يحق لدين أن يدعي أن الخلاص لا يوجد إلا فيه وحده فلا يحق "لأي دين من الأديان الكبرى في العالم تأكيد تفوقه على غيره من الأديان"، كما يقول هيك .
إن السمة الطبيعية للبشر هي التعدد فالمجتمعات متعددة والثقافات متعددة، فالتعدد هو السمة الطبيعية بل والمنطقية للوجود الإنساني، فالدين متعدد لأنه ظاهرة طبيعية ملاصقة للطبيعة الإنسانية نفسها .
يقول الفيلسوف إرنست تروليش إن "التعدد الثقافي يقتضي تعدد وحي الله (...) وإن لكل ثقافة حضارية خاصة دين خاص (...) فالأديان الكبرى هي تعبير عن وعي ديني يتبع أنماط ثقافية خاصة والحضارات المتعددة تتطلب وحيا متعددا لها (...) فتجربة المقدس متعددة ولكن عمقها واحد وهو الحب".
والذي يولد في مجتمع معين ينصبغ بكل ما في هذا المجتمع؛ من أفكار وعادات وتقاليد وثقافة وتاريخ، فمثلا من يولد في مجتمع مسيحي يجب أن يكون مسيحيا يقول تروليش "لا نستطيع أن نعيش بدون دين ومع ذلك فإن الدين الوحيد الذي يمكن لنا أن نعتنقه هو المسيحية لأن المسيحية نهضت معنا وفينا وأصبحت جزءا من كينونتنا" .
وبناءً على ذلك فكيف يحق لدين ما حصر الخلاص فيه فقط والحكم على كل من هو خارج هذا الدين بالعذاب الأبدي بل كل دين هو طريق موصل للخلاص، فالتعددية الدينية هي التخلي عن التفسير التقليدي الأحادي للدين الذي يرى أن التعددية مظهر انحراف سلوكي وعقائدي أو مكابرة عن قول الحق وهو دين الله الواحد، فهكذا تفسير يغيب الأبعاد التاريخية والمؤثرات الاجتماعية والتربوية في قبول أو صناعة الحقيقة الدينية .
يقول جون هيك "من المستحيل القول بأن فرصة الخلاص قد منحت فقط لهؤلاء الذين ولدوا في بلاد معينة وفي فترة معينة من التاريخ فهذه الفكرة ليست دينية ولا يمكن دعمها أخلاقيا" .
وأخيرا نقول، إن جون هيك عندما أسس لنظريته أسس لسقوطها فهو يرفض الدليل العقلي والبراهين المنطقية من أجل الهروب من ردها في حال اصطدمت نظريته مع الدين الذي يثبت أنه الحق بهذه الأدلة والبراهين، ولكن هذا الهروب لا يفيده لأن التجارب البشرية التي يتلكم عنها هي محكومة بالعقل والمنطق وإلا لتضاربت في نفسها. فهو إذا لم يبرهن على أن الشيء هو هو في نفسه (الهوية) فكيف يستطيع في علم الفيزياء دراسة خواص الأشياء ويميزها عن بعضها ويستفيد منها، وإذا لم يمشي مع القوانين القائلة بأن النقيضين لا يجتمعان معا ولا يرتفعان معا فالعدد إما فرد وإما زوج ولا يمكن أن يكون العدد لا هو فرد ولا هو زوج ولا أن يكون العدد زوجيا وفرديا معا.
فقانون التضاد يقول بأن الضدين لا يجتمعان معا ويمكن أن يرتفعا معا فالشيء إما أسود وإما أحمر ولا يمكن أن يكون أسود وأحمر في نفس الوقت ولكن يمكن أن يكون الشيء لا أسود ولا أحمر، بأن يكون أصفر مثلا فإذا لم يتمش مع هذه القوانين العقلية والمنطقية فسيكون كلامه في التجربة الاجتماعية والدينية والفيزيائية متناقضا يضرب بعضه بعضا إذا كان العقل يثبت وجود الله بطريقة لا يمكن ردها (وسنأتي على هذه الأدلة في مقال خاص بعد هذه السلسة في التعددية الدينية) فلماذا الإنكار، لكن الإنكار الذي اتبعه هيك هو من أجل ألا نلزمه عن طريق الأدلة العقلية بوجود دين واحد هو الحق وما سواه باطل .
ثم إن القول بأن الأديان الكبرى هي مجرد تجربة وتفاعل هذه التجربة وتأثير المجتمع عليها وتأثير العادات والثقافات والقوانين عليها فهذا قول ينقضه الواقع ويبطله بل إن الواقع مخبر بعكس ذلك؛ فمحمد صل الله عليه وسلم جاء بثورة على كل النظم والقوانين والثقافات السائدة في مجتمعه وكذلك سيدنا المسيح عليه السلام؛ جاء بثورة ضد كل هذه الأنظمة والثقافات والقوانين السائدة والمسيطرة في مجتمعه ولذلك حورب وقوتل كل نبي ولم يتقبل المجتمع دعوتهم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

التعددية الدينية Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعددية الدينية   التعددية الدينية Emptyالثلاثاء 09 أغسطس 2016, 9:50 am

التعددية الدينية (2)


عماد عبدالرحمن
يرجع أصحاب فكرة التعددية الدينية أهمية الفكرة إلى النظام العالمي الجديد؛ بمعنى أننا بحاجة إلى التعددية كون العالم أصبح كقرية صغيرة منفتح على بعضه، وأصبحت الحضارات المختلفة تتفاعل مع بعضها تفاعلا حيا وأصبح من السهل أن تطلع كل أمة على التجارب الروحية عند الأمم الأخرى والاستفادة منها، بينما كانت في القديم تعيش كل حضارة وكل أمة في معزل عن باقي الحضارات والأمم مما يجعل من الصعب الاستفادة من هذه التجارب.
ويدعي الفيلسوف البريطاني في علم اللاهوت جون هيك أن "الأديان الكبرى نشأت في العصر المحوري"؛ أي أن الأديان تأسست داخل وحدات تاريخية مستقلة ومنعزلة بعضها عن بعض بحيث تكون المعرفة داخل أي تقليد ديني بالأديان الأخرى معدومة، لأن كل دين نشأ في بيئة وظروف تاريخية مختلفة ومنعزلة تجعل مسألة اطلاع الأديان على بعضها شيء غير موجود، وهذا ما يجعل الدين يتمحور حول نفسه في كل حضارة ويفرض أن الخلاص معه وأن غيره محروم من الخلاص الأبدي.   
ويقول "فالواقع المعاصر يضطرنا إلى التسليم أولا إلى بوجود تجارب روحية مع المتعالى ــ  بعد أن اطلعت كل أمة على باقي التجارب الروحية في الأمم السابقة ــ ومن ثم فعلينا التسليم أيضا بوجود قديسيين وصوفيين ومفكرين وقادة روحيين في كل الأديان وخاصة الأديان الكبرى في العالم وهذا يستدعي بلورة لاهوت جديد ينسجم مع هذا الكم الهائل من التجارب الروحية والمعلومات الغنية عن النظم الدينية المتعددة في العالم".
حيث يؤكد هيك على أن "المعرفة الجديدة تحرك أسئلة تثير القلق وتدفع إلى بناء لاهوت أديان جديد"، وهذا الاهوت يعترف بكل التجارب وصحتها ولا يحصر الحق في تجربة معينة، ويجعل تمحور الأديان حول المتعالي لا حول نفسها وعلى الكل التخلي عن القول التقليدي بأن الحق معه وغيره خارج مدار نعمة الله ولا يحق له الخلاص بل هو معذب ولا نجاة إلا معه.
ويضيف "فالإشكالية ليست إشكالية لاهوتية فحسب بل هي مشكلة أخلاقية يؤدي عدم مراعاتها إلى تداعي منظومة الأديان القيمية وتشوش حقيقة الله المحب للبشر".
وأقول إن هذا الكلام لا يخرج إلا من رجل غير مطلع على التاريخ وغير مطلع على الديانات الكبرى كما يسميها، فالإسلام قد اطلع على باقي الديانات وهو في مهده أي من عصر النبي محمد ــ صل الله عليه وسلم ــ، فالنبي عليه السلام عاش مع اليهود في المدينة المنورة واطلع على دينهم وتبعه بعض اليهود، وهو أيضا قد احتك في نصارى العرب وأقام بينه وبينهم نقاشات وجدال في أمور هي من أصل الدين وقد سجل المصحف الشريف هذه الأسئلة والحوارات والنقاشات في عدد من الآيات، والقرآن أيضا ناقش عقائد اليهود والنصارى وعبدة الأوثان والصابئة وعبدة النجوم والكواكب، بل إن الإسلام ناقش مختلف طوائف النصارى القائلين بعقيدة البنوة و اليهود القائلين بنفس العقيدة، كما ناقش عقيدة التثليث عند بعض طوائف النصارى أو القائلين إن المسيح هو الله، وهذا يدل على أن الإسلام كدين مطلع على أدق التفاصيل في الديانات الكبرى بل وحتى على ديانات انقرضت، فدعوى عدم الاطلاع على التجارب الروحية السابقة التي يقول بها هيك وغيره منقوضة من أساسها.
وأما النصارى فهم مطلعون على الديانة اليهودية بل هم يؤمنون بالعهد القديم وهو التوراة كتاب اليهود وهكذا فالدارس للأديان يعلم مدى اطلاع الأديان على بعضها البعض.
بل والدارس للتاريخ يعلم أن المسلمين حكموا العالم واطلعوا على كل الديانات التي فيه، وترجموا الكتب ولديهم علم يسمى الفرق والأديان، كتب فيه من القديم علماء مسلمون كبار والنصارى أيضا قبل مجيء الإسلام كانت امبراطوريتهم تحكم نصف العالم واطلعوا على كثير من الأديان وبعد ظهور الإسلام احتك النصارى بالمسلمين بحضارات ومدن كثيرة مما يجعل كل فريق مطلع على ما عند الآخ .
فهذه الدعوة وهي عدم الاطلاع على التجارب الروحية ساقطة من أساسها لأدنى متأمل في التاريخ أو في الديانات.
أما المشكلة الأخلاقية التي يتحدث عنها هيك والقائمة على أن الله رحيم فكيف يكتب الخلاص لدين معين، حيث يقول أيضا "هل القول بأن الذين ولدوا بنحو الصدفة واللا إختيار خارج بيئة مسيحية, وذهابهم إلى الجحيم وتقدير الله للأقلية من البشر الذين صادف أنهم ولدوا مسيحيين بأنهم وحدهم ينالون فرصة الحياة الأبدية هل هذا يتناسب مع عدل الله الذي يفترض به أن يعطي البشر فرصا متكافئة ومتساوية لتحصيل طرق الخلاص وهل هذا أيضا منسجما مع حب الله اللا محدود للبشر ومع رغبته في خلاص جميع البشر (...) وهل يعقل بأنه بمجرد ولادتنا في قسم خاص من العالم أن نكون مستحقين لشرف المعرفة الكاملة للحقيقة الدينية في حين لو أننا ولدنا في مكان آخر لكان لدينا معرفة جزئية للحقيقة (...) فمن المستحيل القول بمنح فرصة الخلاص فقط لهؤلاء الذين ولدوا في بلاد معينة وفي فترة معينة من التاريخ فهذه الفكرة ليست دينية ولا يمكن دعمها أخلاقيا".
هكذا يقرر هيك وكأن الإنسان مجبر على اتباع دين واحد هو الدين الذي وجد عليه آباؤه أو الدين الذي يكون في منطقة ولادته ومن أين أتى بالجبرية هذه وكأن الله لم يمنح الإنسان العقل وجعله في دار اختبار، فيلسوف علم اللاهوت هيك في كل كلامه يستثني العقل ولا يتحدث عنه أبدا ويجعل الإنسان مجبرا في كل شيء، وهذا شيء مخالف لطبيعة الإنسان وللواقع، فالإنسان لديه عقل ويستطيع من خلاله الحكم على الدين الذي نشأ عليه هل هو صواب أو لا وأين الحق وخاصة بأن هذه الأسئلة تكثر في ذهن الإنسان، فالتشكك والأسئلة دائما تثور في عقل الإنسان وخاصة في أمر يهم مصيره الأبدي كمسألة الدين، فعلى الإنسان التفكير وتقرير مصيره بنفسه، أما الإنسان الذي لم يصله الدين الحق فهذا معذور عند الله كما هو معلوم في كتب العقائد الإسلامية.
من المعلوم أن الإنسان مُيز عن الحيوان بالعقل، فإذا هو لم يستخدم هذا العقل من أجل مصيره الأخروي ونجاته الأبدية فأي فائدة للعقل إذا كان الإنسان يتحكم فيه منشؤه ومكان ولادته في تقرير مصيره الأبدي وخلاصه النهائي، فنحن نسأل هيك ما ميزة الإنسان عن الحيوان بعد ذلك، ولكننا نرى هيك في كل أطروحته يبتعد عن العقل والتفكير المنطقي ليستطيع التهرب من مناقشة أرائه بأسلوب منطقي عقلي صحيح، ولكن أنى له هذا هيهات فكل أفكاره هي إما مخالفة للواقع كما رأينا أو مخالفة للعقل والمنطق وطبيعة الإنسان التي ميزته عن الحيوان.
ذلك فنحن هنا نناقش التعددية الدينية ومن يقول بها، في سلسلة من المقالات التي نريد من خلالها وضع حد للحداثيين القائلين بالعددية الدينية التي على أساسها يسقطون فيها حق الإسلام كدين كامل خاتم حوى ما قبله من الشرائع لخلاص الإنسان في حياة الآخرة، وهذا من عدل ربنا تعالى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

التعددية الدينية Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعددية الدينية   التعددية الدينية Emptyالثلاثاء 09 أغسطس 2016, 9:51 am

التعددية الدينية (3)

عماد عبدالرحمن
إن مما يواجه فكرة التعددية الدينية هي حقيقة المتعالي ما هو، إذ إن كل دين يصف الإله بأوصاف مختلفة تجعل حقيقته مختلفة عن حقيقة ما يؤمن به الدين الآخر فالإسلام يؤمن بالتوحيد وعدم مشابهة الخالق للمخلوق وعدم تجسد الخالق أو حلوله أو وحدته بالعالم، بينما نجد بعض الأديان يؤمن بالتعددية في الآلهة وهناك من يؤمن بالتعدد في الإله كالنصرانية وهكذا كل دين لديه تصور مختلف عن الإله، وهذا يعني نقض فكرة التمحور حول المتعالي كما يدعيها "هيك" وإذا كانت فكرة الإله مختلفة فبالتالي يكون الدين مختلف ويكون الحق في واحد من هذه الأديان لأن الإله الحق واحد ودينه الذي يصفه بحق سيكون واحد من هذه الأديان المختلفة فالخلاص سيكون في ذلك الدين فقط لا غير.
هذه إشكالية تواجه فكرة الفيلسوف جون هيك في التعددية الدينية فهو نفسه ينادي إلى التمحور حول المتعالي الواحد فكيف يكون واحدا والإيمان به وبحقيقته وحتى بوحدته أو تعدده مختلف من دين لآخر.
حاول هيك حل هذه المشكلة وقام بتجربة الأديان الأخرى والاتصال بهم وطرح ثلاث احتمالات :

  1. أن أسماء الإله هو إشارة إلى تعدد أنطولوجي للآلهة بمعنى وجود حقيقة إلاهية واقعية لكل اسم من هذه الأسماء.
  2. أن تكون إحدى المعتقدات تعبد الله كحقيقة واقعية في حين يعبد الأديان صورا خيالية لا حقيقة لها.
  3. أن الأديان تعبد كائنا إلهيا واحدا ولامتناهيا في غناه وكماله ويتجاوز قدرتنا على إدراكه أو الإحاطة بأوصافه الحقيقية .

نرى أن الاحتمال الأول والثاني لا يخدمان فكرة جون هيك فقام باستثنائها وبقي الاحتمال الثالث وهو في نظر هيك يخدم فكرة التعددية، بل وهو الواقع في الأديان كلها من وجهة نظره يقول هيك : "عندما تزور أماكن العبادة في الأديان غير المسيحية تتفاجأ بأن شيئا واحدا يحصل فيها كما يحصل في الكنيسة وهو أن البشر يفتحون عقولهم على حقيقة عليا يعتقدون بأنها خالقة للكون ومدبرة للحياة وتتطلب منا سلوكا أخلاقيا واحدا رغم الإختلاف في الترتيب والتعبير والشكل".
نجد أن هيك هنا وصف أفعال الله ولم يصف ذاته عندما قال أنه أي الإله خالق الكون فهو أعتقد أنه حل المشكلة في حين هو لم يفعل شيئا بل حتى أفعال الإله هي مختلفة في بعض الديانات فهناك إله خلق الخير وهناك إله خلق الشر وهناك إله خلق الكون ولا يتصرف به بل هناك آله أخرى تتصرف وتخلق أيضا بل هناك أفكار تقول أن الإله لا يخلق بل يوجد عنه الأشياء بطريق العلة فهل هذا إله واحد وهل هذا الاختلاف يعبر عن إله واحد هذا عجيب من رجل مفكر وفيلسوف كهيك ثم هو لم يحل أصل المشكلة وهي حقيقة الإله وهو في الاحتمال الثالث يضع تعريفا ووصفا للإله يختلف معه فيه كثير من الديانات بل أغلبها.
يقول هيك : "الأديان العظمى في العالم هي استجابات مختلفة لذات الحقيقة الواحدة المحتجبة بذاتها عن أي إدراك بشري فالاختلاف في التعبير هو اختلاف في التجربة وفي طبيعة العلاقة مع المتعالي وليس اختلافا في ذات الحقيقة الإلهية الواحدة التي تتفق جميع الأديان على واقعيتها رغم الإختلاف في تسميتها أو في الإشارة إليها".
نحن في أصل الإشكال مع هيك لا نتكلم عن تسمية الإله أو الإشارة إليه بل في حقيقته وكيف تكون حقيقة الإله واحدة عند دين يؤمن بالتوحيد ودين يؤمن بالتعدد وكيف يكون الإله المنقسم في نفسه هو نفس الإله الأحد وهذا أمر خطير في حقيقة الدين وفي أين الحق لأن الإله المنقسم أو الآلهة المتعددة هي ليست آلهة في الحقيقة بل هي خرافات إذا وضعت أمام الدليل العقلي على حقيقة الله .
وتقرير ذلك نقول أنه لو كان هنالك آلهة متعددة للزم أن لا يوجد شيء من العالم للزوم عجزهم حينئذ وعدم وجود شيء من العالم باطل بالمشاهدة فبطل عدم كونه واحدا فلو كان هناك إلهان مثلا لأمكن اختلافهما بأن يريد أحدهما وجود شيئ والآخر عدمه وحينئذ يلزم عجزهما لأنه لا يمكن أن ينفذ مرادهما معا لأنه يلزم عليه اجتماع النقيضين وهو الوجود والعدم في شيء واحد في نفس الزمان والمكان،  ولا يمكن أن ينفذ مراد أحدهما دون الآخر لأنه يلزم عليه عجز الذي لم ينفذ مراده والآخر إله مثله فلزم عجزه أيضا وإن قلتم أنهما يتفقان فنعرض لهما الجوهر الفرد وهو الجزء الذي لا يتجزأ من المادة فإما أن يوجده أحدهما أو لا يوجداه للنتاقض ونرجع إلى ما سبق وإن فرضنا اقتسامهما في خلق شيء فيلزم عجزهما لأن الأصل في الإله أن تكون قدرته عامة التعلق أي أن يوجد هو كل شيء لأن الذي لا يوجده خرج عن قدرته لأن قدرة الآخر منعته من الإيجاد وهذا عجز وهو مناف للألوهية .
وهكذا أنت ترى أنه لا يمكن أن يكون الاعتقاد بوجود إله واحد كوجود إلهين فهيك لم يحل المشكلة ولا الاعتراض المتوجه إليه فهو لم يبحث في حقيقة الإله وإنما بحث في توجه البشر لقوة عظمى أو تكلم عن ما يخلقه الإله وهو هذا العالم والكل يقول أن الإله أو الآلهة خالقة فهو لم ينظر إلى نفس المشكلة ولم يحل الإشكال وبذلك يبقى السؤال موجها إليه ما هو المتعالي الذي يفترض أن تتمحور حوله كل الأديان وكيف تتمحور حول شيء لم يُتفق على حقيقته أو هو شيء واحد أو أشياء مختلفة فهيك في جوابه يصادر على المطلوب بل لا يبحث فيه أصلا .
ونلاحظ هيك يعبر عن الإله الذي يجب أن تتمحور حوله الأديان بأنه الحق الذي لا يمكن وصفه ولا يمكن حده وهو فوق العقل الإنساني فالإنسان لا يدرك حقيقة الإله ثم يأتي بنصوص من جميع الأديان ويتكئ عليها ليقول أن الأديان تتجه لنفس الإله الواحد المعبود ولكن الحقيقة الصارخة أن كل الأديان قامت بوصف الإله وقالت بعضها بأنه متعدد أو منقسم وأخرى قالت بأنه واحد لا يتعدد ولا ينقسم وإذا وجدنا بعض النصوص في بعض الأديان تشير إلى أن الإله لا يمكن وصفه أو حده ثم وجدنا بعض النصوص تصفه أو تقول إنه متعدد أو منقسم فهذا يدل على تناقض داخل هذه الأديان وهو بالتالي يدل على بشرية مصدرها ويدل على أنها ليست أديان حق من الله .
ولكن جون هيك يلاحظ هذا الإشكال ويحاول الإجابة عنه فيقول "نحن لا نصف الله في ذاته بل نصفه في سياق علاقتنا به"، فهو يريد أن يقول أن الله لا يوصف بل الذي يوصف هو تجربة الإنسان نفسها مع الله وهذا حقيقة مخالفة لاعتقاد الأديان كلها فهي تصف نفس الذات الإلهية فهي لا تصف أفعاله فقط،  فمن وجهة نظر هيك الرحمة مثلا ليست هي وصف لعلاقتنا مع الله كما يقول هيك أي أنها ليست وصفا حقيقيا للذات الإلهية ولكن نحن من باب النقاش نترك هذا الوصف من باب التنزل ونسلم لهيك ذلك ولكن كيف يمكن أن نقول أن التعدد وصف لعلاقتنا مع الله وليس وصفا لحقيقة الله وكيف يفسر الجدل في الدين المسيحي عن حقيقة الله في مباحث الأنطولوجي وهل هو المسيح أم أن المسيح هو ابن الله وهل هو ثالوث أم ماذا.
في هذا المبحث لم يوفق جون هيك مع أنه من أهم مباحث علم الأديان او المتفيزيقا وهو ما يسمى الأنطولوجي ولكنه لم يجد حل من أجل أن تنسجم نظريته في تعدد الأديان بل إننا نكاد نجزم أن هذا المبحث هو المقتل في هذه النظرية ومنها نستطيع رد كل ما يقول جون هيك بإثبات إله واحد بصفات معينة ونقض كل دين يخالف ما نتوصل إليه بالطريقة العقلية المنطقية وبالتالي تنهار نظرية جون هيك كاملة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

التعددية الدينية Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعددية الدينية   التعددية الدينية Emptyالثلاثاء 09 أغسطس 2016, 9:52 am

التعددية الدينية (4)


عماد عبد الرحمن
إن من أهم ما يجب طرحه في فلسفة التعددية الدينية فكرة ما هو الدين؛ هل الدين إلهي؟ بمعنى أنه صادر عن إله هذا الكون، ولا أقصد بالصدور فيوضات روحانية فحسب بل المقصود أن الله هو من يوحي بكل هذه الشرائع والمعتقدات بكل وضوح وقصد إلى النبي المرسل، أم أن الدين مجرد شعور وفيوضات يقوم النبي بتفسيرها بطريقته وحسب فهمه وحسب مخزونه الثقافي بمعنى أوضح نفي مصدرية الدين الإلهية؟
إن بعض الفلاسفة يعتقدون أن النبوة أمر كسبي يأتي عن طريق الترقي في الرياضات الروحية، وليس أمرا وهبيا من الله لرجل من البشر يصطفيه، إن هذه الفكرة تنفي كون الدين من الله أصلا بل هو من عمل بشر مميز من أفراد إستثنائيين روحانيين.
جون هيك عندما يطرح طرق المعرفة البشرية الثلاث وهي كما أشرنا إليها سابقا الطريقة الفيزيائية التجريبية (الطبيعية)، وطريقة التجربة الاجتماعية، وطريقة التجربة الإلهية الروحية؛ فالإيمان هو شكل من أشكال المعرفة التجريبية عند هيك إذا ليس هو أمر وهبي من الله بل يحصل عليه الإنسان عن طريق التجربة واختبار المتعالي بل هو يذهب إلى مدى أبعد من ذلك فيقول "ومن الممكن القول أنه في مرحلة جديدة في التطور البشري ظهر داخل كل الثقافات القديمة المختلفة وبنحو متواز أفراد إستثنائيون شكلوا قنوات عبور نحو وعي ديني جديد وبداية في تشكيل أديان الوحي كنمط جديد من الإستجابة للحق الأعلى" .
فهو يرى أن التطور البشر؛ أي تطور الوعي البشري وبدء نظر الإنسان لنفسه كفرد وتطلع الإنسان إلى الأفضل في العصر المحوري؛ فهيك يقسم العصور بالنسبة للأديان إلى العصر ما قبل المحوري والعصر المحوري والعصر ما بعد المحوري، ففي العصر ما قبل المحوري كان البشر ساذجين وكان الخوف وحب السكون والبقاء هو هاجسهم فكانت الأديان بدائية ناشئة من تخيل الإنسان للإله الغاضب الذي يجب أن نسترضيه.
وفي العصر المحوري تطور فكر البشر تدريجيا وأصبح البشر يتطلعون إلى الأفضل وإلى حياة أفضل مما هم يعيشون فيه فتشكلت أديان تواكب هذا التطور لدى الوعي البشري، وبدأت فكرة الخلاص تتمحور في فكر البشر وهكذا في العصر ما بعد المحوري تشكلت أديان هي استمدت مما قبلها فكان العصر المحوري هو بمثابة التمهيد الفكري لظهور الأديان الكبرى في العالم، وكان العصر ما بعد المحوري هو مبدأ الأحداث الضخمة التي أطلقها أفراد إستثنائيون في جميع الثقافات وبنحو متزامن تقريبا، بحسب تعبيره.
ويقول هيك نحن "لا نتحدث عن انقطاع حاد مع الماضي ولكن عن حركات جديدة هيأت لوعي ديني جديد ومهدت لتشكيل أديان العالم الكبرى مع بقاء الكثير من عناصر الماضي القديم حاضرة بعناد داخل هذه الأديان حتى يومنا هذا".
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه أمام هذا التقسيم للتاريخ, ماذا يقول هيك عن الأديان التي ظهرت في العصر ما قبل المحوري وكانت لديها فكرة الخلاص والحياة الأبدية وأثبتها التاريخ كدين نوح ويوسف في مصر الذي قضى على الرتابة والسكون كما يصفها هيك وغيرهم من الأنبياء عليهم السلام أظن أنه لا جواب أمام هيك عن هذا السؤال.    
إذن فانطلاقا من قول هيك فإن فكرة التعددية أصلا لا تصح ولا تكون فكرة مقنعة بالقول إن الدين هو وحي من الله، لأن الحديث بأنه من الله يجعل الدين الحق واحد وبالتالي فالخلاص لا يكون إلا في هذا الدين الموحى من الله، وإذا كانت الأديان كلها من الله وكلها حق فلماذا هذا التناقض الواضح بينها، فالذي يقول بالتعددية ينبغي عليه القول بأن الأديان نتاج بشري متأثر بالوضع الاجتماعي السائد.
إن فكرة التعددية لكي تستقيم وتنسجم يجب أن يكون الدين هو صنع بشري بامتياز وهو نتاج تفاعل مع المتعالي وإلا كان الحق واحد لأن ما كان من عند الله يكون واحدا؛ وإلا لتناقض الإله ولكن بالقول أن الدين صنع بشري وإنتاج فكر بشري مستمد من أفكار قبله ومن تفاعلات عند الشخصيات المتميزة والأفراد الإستثنائيون بهذا القول فقط تنسجم فكرة التعددية الدينية ويتقبل كل دين من الأديان الآخر على أنه حق ويمكن له الخلاص.
ويقول هيك الأديان الكبرى "لم تأت بشيء جديد ومختلف؛ بل كانت مستندة من ناحية بنيتها الخلاصية إلى التقليد الديني الجديد الذي تأسس في فترة العصر المحوري، فالبوذية جاءت من تيار الهندوسية, والكونفوشوسية والطاوية جاءتا من التقليد الصيني، واليهودية كانت ممهدة للمسيحية ومجموع التقليد اليهودي ــــ المسيحي كان أيضا ممهدا لمجيء الإسلام وهكذا".
يقول الفيلسوف إيرنست تروليش إن "الأديان الكبرى هي تعبير عن وعي ديني يتبع أنماطا ثقافية خاصة ... يعتمد الدين على الشروط الفكرية والاجتماعية وحتى القومية التي يتواجد فيها".
ويقول هيك عن الأديان الكبرى "هي استجابات بشرية متنوعة للحقيقة الإلهية ... وإن الاختلاف في التعبير عن المتعالي هو اختلاف في التجربة؛ والتجربة هي متأثرة بالبيئة التي ينشأ فيها الدين".
ولا أدري إذا كانت الأديان هي مجرد أحداث أطلقها أفراد إستثنائيون وهو مجرد إنتاج بشري هل يبقى لفكرة الخلاص أي معنى؟ برأيي أن فكرة الخلاص لم يعد لها أي معنى ولا داعي أن يكرر هيك مقولته بأن الناجين من البشر ـــ إذا قلنا أن الحق واحد من الأديان ـــ هم فئة قليلة وذلك يتنافى مع رحمة الإله ويسبب مشكلة أخلاقية داخل الأديان ولا ننسى هنا أن نشير إلى أن هيك كان يتصور الإله كالبشر فمعنى الرحمة هي الرقة والعطف والحنان والميل النفساني وهو يؤدي إلى القول بتأثر الإله من البشر وهذا يتنافى مع فكرة الإله فالإله لا يتأثر بل يؤثر فقط فإذا تأثر أصبح لديه ضعف ولكن معنى الرحمة الصحيح هو إرادة الخير والثواب لمن يستجيب لأمر الإله أو هو فعلا الإثابة على فعل الخير الذي يفرضه الإله على البشر.
فلا داعي للقول بالمشكلة الأخلاقية التي صدع بها هيك رؤوسنا، ثم نعود للقول بأن فكرة الخلاص مع القول ببشرية الأديان لا داعي لها، بل أصبح الاعتماد عليها من أجل طرح فكرة التعددية هو مجرد سفسطة لا داعي لها فأي خلاص ومن أين يأتي الخلاص، من بشر فانين ذهبوا ولم يعد لهم وجود وليس لهم تأثير في هذا الكون، أم من فكرة بشرية ...!!!
ولكن هيك يذهب أبعد من ذلك في تفسير الدين فهو يجعل كل فكرة تتمحور حول حقيقة عليا وتسعى لتحقيقها والتكيف معها والاتصال بها هي دين؛ فالعلمانية بل والشيوعية هي أديان لها حق الخلاص، فهيك يعرّف الدين بأنه عبارة عن الموقف والميل تجاه موضوع أو وضعية معينة بعبارة أخرى يصبح الدين فعل تأويل وتفسير من المتدين للموضع "أ" والحكم عليه بأنه "ب" بعد توسيط جملة من مبادئ يعتقد بها والتموضع في وضعيه علائقية معينة مع "أ" .
ويقول "التجربة الدينية تعني تكيف الإدراك وتعديل الوعي بنحو يتناسب مع مبادئ ذات دلالة"؛ وبهذا القول ينحل الدين نهائيا ويصبح جميع البشر ناجين ولديهم حقية الخلاص وبهذا يصبح التدين بدين مرتبط بإله أو عدم إرتباطه بإله واحد بل لا داعي لأن يكون الشخص مرتبطا بدين معين فكل لديه الخلاص ويصبح الدين مجرد ثقافة موروثة تحدد أصل الإنسان الجغرافي والثقافي لا غير وليس له أي دلالة موضوعية.
وبهذا التقرير يتضح مدى خطورة القول بالتعددية الدينية ومدى خطورة هذه الفكرة عندما تطرح على الشباب المسلم في بلادنا الإسلامية من أناس ينتسبون إلى الدين وإلى الملتزمين بالدين وبالتجديد "الشيوخ أو العلماء أو المفكرون"، هم يتسمون بهذه الأسماء فنجد المفكر الفلاني يدعو إلى وحدة الأديان في جبهة واحدة وإلى المساواة بين والمسلم وغيره من أصحاب الديانات الأخرى.
وذاك آخر هو مفكر وعالم يقول بأن اليهود والنصارى في الجنة أو أن الدين هو الحب! الحب للبشرية؛ وهكذا تجري أفكار التعددية الدينية داخل عالمنا الفكري الإسلامي ولكن ببطئ وبتستر حتى لا تُفضح من أول الطريق ولكن على شبابنا المسلم أن يكون واعيا لكل ما يطرح أمامه من أفكار والرجوع في تقيم هذه الأفكار إلى الفهم الصحيح للدين الذي عليه الأمة من مئات السنين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
التعددية الدينية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المجتمعات الدينية - الدروز
» أبناؤنا والتربية الدينية
» كيف يدير المسلمون اختلافاتهم الدينية؟
» الحروب الدينية في اوروبا .. وواقعنا العربي – تقرير
» الدولة المدنية والدولة الدينية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث دينيه-
انتقل الى: