منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 أحصنة طروادة الإيرانية لحِصار السعودية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75827
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

أحصنة طروادة الإيرانية لحِصار السعودية Empty
مُساهمةموضوع: أحصنة طروادة الإيرانية لحِصار السعودية   أحصنة طروادة الإيرانية لحِصار السعودية Emptyالجمعة 30 سبتمبر 2016, 12:25 am

أحصنة طروادة الإيرانية لحِصار السعودية

د. سعد الدين إبراهيم 

في الأساطير الإغريقية أن مدينة طروادة كانت معروفة بين المُدن اليونانية بنزعتها العسكرية العدوانية، تجاه المُدن الإغريقية الأخرى المُجاورة. وفي إحدى جولات صراعها مع مدينة أثينا، موطن سُقراط وأفلاطون وأرسطو اتخذت أثينا تحوطاتها الدفاعية، بتحصين أسوارها، وتقوية أبواب المدينة الأربعة. فلجأت طروادة إلى خدعة استراتيجية كُبرى، وهي تصنيع حُصان خشبي كبير، اختفى في جوفه عدد من مُقاتلي طروادة الأشداء. وحينما طرق الحصان بحافره إحدى بوابات المدينة المُسالمة وفتحت للحصان الخشبي الذي كان يتحرك على عجلات، ودخل الحصان الخشبي الكبير، انفتح جوفه، وخرج منه المُقاتلون الذين فاجأوا أهل مدينة أثينا المُسالمة، ونجحوا في احتلالها. ومنذ ذلك الحين (القرن الثالث عشر قبل الميلاد)، أصبح تعبير حصان طروادة كناية للخديعة الاستراتيجية. ويُشير إلى ما أصبح يُشار إليه في الوقت الحاضر "بالخلايا النائمة"، أو "الطابور الخامس"، في إشارة إلى زرع عُملاء، أو جواسيس لأحد الخصوم، داخل وطن أو مُعسكر خِصم آخر. 
وهو ما يأخذنا إلى جوهر مقال هذا الأسبوع، حول الاختراقات الإيرانية لعدد من البُلدان العربية. فرغم أن إيران هي بلد إسلامي شرق أوسطي، وذو حضارة فارسية قديمة تعود إلى عام 539 قبل الميلاد، وعُرفت تاريخياً باسم فارس، وعُرف سُكانها الأوائل باسم الفُرس، وفي عهد الأسرة الساسانية، وخاصة مع الملك كورش (سايروس)، نشأت إمبراطورية مُترامية الأطراف، من موقع إيران الحالي، شرقاً، إلى مصر غرباً. وكانت تلك المملكة إحدى أكبر وأقوى مملكتين في زمانها. وتنافست وتصارعت مع الإمبراطورية الإغريقية إلى عهد الإسكندر الأكبر. 
والمهم لموضوعنا أن هذا الإرث الإمبراطوري الفارسي، ظل جزءاً راسخاً في العقل الجمعي الفارسي، حتى بعد هزيمتهم العسكرية على يد المسلمين الأوائل في معركتي القادسية (651 ميلادية) ونهاوند (655 ميلادية)، وظلوا على إحساسهم بالتكبُر على جيرانهم، وخاصة نحو القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية. ولم يتركوا فُرصة لإضعاف الحُكم العربي، إلا وانتهزوها. من ذلك، إسهامهم في إسقاط حُكم الأمويين، والانتصار للعباسيين، الذين فتحوا للفُرس أبواب السُلطة في بلاط خُلفائهم، إلى أن تنبّه الخليفة العباسي هارون الرشيد، إلى دسائس ومؤامرات مستشاريه الفُرس، فانقلب عليهم، فيما عُرف بنكبة البرامكة (786-809م). وهو الأمر الذي لم تغفره العناصر الفارسية، فتحالفوا مع المغول لإسقاط دولة العباسيين، وعاصمتهم الزاهرة، بغداد، عام 1258 ميلادية. 
ورغم مرور قرون عديدة، ومياه كثيرة تحت جسور المنطقة، المُمتدة من شبه الجزيرة الهندية إلى شبه الجزيرة العربية، إلا أن الأمة الفارسية، ظلت تبث في أعماق أبنائها، نفس روح الكبرياء بتاريخهم، ونفس روح الاستعلاء على جيرانهم، وخاصة من العرب. ومن ذلك اعتبار كل البُلدان المُجاورة (العِراق، وسورية، والبحرين، والكويت، وقطر، والإمارات، واليمن) مناطق حيوية، يجوز، بل يجب أن تكون سداحاً مداحاً للنفوذ الإيراني المُباشر أو غير المُباشر.
وليس لدى الإيرانيين أي حياء في الإفصاح عن مطامحهم، أو مطامعهم. وكما تحدث قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري مؤخراً، بأن بلاده تُسيطر بالفعل على مقاليد الأمور تماماً في أربعة بُلدان عربية (العِراق وسورية، ولبنان، واليمن)، وأنها تستهدف ثلاثة بُلدان أخرى، لم يذكرها بالاسم صراحة. ولكن أغلب الظن أنها تشمل السعودية والإمارات وسلطنة عُمان!
ولا تتردد إيران في استغلال الدين والطائفة والمذهب لتجنيد الأتباع والمُناصرين. وقد فعلت ذلك بالفعل مع حزب الله وحركة أمل في لبنان، خلال العقدين الماضيين. كما فعلت نفس الشيء مع عائلة الأسد (حافظ، ثم ابنه بشّار) في سورية، بإعلان الطائفة النصيرية كفرقة شيعية شرعية. وتحت هذا الغِطاء، قدمت دعماً بالسلاح والأموال لآل الأسد، ومكّنتهم من حُكم سورية، طيلة العقود الأربعة الأخيرة. 
وحينما انتفض الشعب السوري، ضمن ثورات الربيع العربي، ضد نظام الأسد، دخلت إيران الإسلامية الشيعية إلى جانب النظام، من خلال حزب الله اللبناني في البداية، ثم تدخلت مُباشرة، خلال العامين الأخيرين، بحوالي عشرين ألف مُقاتل، عبروا الحدود من إيران، إلى العِراق، ومن الأخيرة مُباشرة إلى سورية. 
وقد فعلت إيران نفس الشيء في اليمن، من خلال حركة عبدالملك الحوثي، وأنصاره من الطائفة الزيدية، أكثر الطوائف الإسلامية قُرباً إلى المذهب الشيعي. وهو الأمر الذي أطال الحرب الأهلية في اليمن، والتي دخلت بدورها، مثل سورية عامها الخامس.
كما لم تتردد إيران في دعم حركة داعش، التي سمّت نفسها بالدولة الإسلامية في العِراق الشام. والتي يُقال أن بذورها الجنينية كانت في أفغانستان، وشجّعت إيران مُقاتلين من تنظيم القاعدة، على دخول العِراق، والتمركز في منطقة الموصل، والتمدد غرباً، وليس شرقاً، لزعزعة استقرار تلك البُلدان العربية، وإضعافها، حتى تصبح لقمة سائغة، يسهل للدولة الفارسية التهامها في لحظة مستقبلية سانحة.
وهنا لا بد من التذكر بأن الفُرس هم الذين اخترعوا لعبة الشطرنج التي يستخدم اللاعب فيها أخطاء الخِصم، لإضعافه، ومُحاصرته، ثم لإسقاطه في النهاية، بإجباره على الاستسلام، والإقرار بالهزيمة (كِش ملك).
والملك الذي يبدو أن الفُرس يُحاولون حِصاره في هذه المرحلة، هو السعودية، ملكاً وحكومة وشعباً. ولا يخفى ذلك على أي مُراقب حصيف. فمنذ الثورة على نظام الشاه رضا بهلوي، لم يُخفِ آيات الله، الذين سيطروا على مقاليد الأمور في طهران، 1979، مُخططاتهم. ولأنهم يُدركون أن أحد أركان شرعية النظام السعودي هو رعايته وحمايته للأماكن الإسلامية المُقدسة في مكة والمدينة، التي يحج إليها المسلمون كل عام، فقد دأبت السُلطات الإيرانية بتدبير، وحض الحُجّاج الإيرانيين خصوصاً، والحُجّاج الشيعة عموماً، على التظاهر، وإشاعة الفوضى أثناء مواسم الحج. ولجأت السُلطات السعودية لمواجهة ذلك، بتحجيم عدد الحُجّاج الوافدين من إيران. وردت السُلطات الإيرانية، بالمُطالبة بضرورة تدويل الأماكن المُقدسة الإسلامية في مكة والمدينة، أي نزع السيادة السعودية المُنفردة على إقليم الحجاز.
بتعبير آخر، تهدف إيران من وراء هذه المُناورات والمؤامرات على النظام السعودي الحاكم، زرع مزيد من أحصنة طروادة، حول وداخل قلب المملكة العربية. ويبدوا أن مُخابرات النظام الفارسي، يشعرون أن لهم حصاناً في المنطقة الشرقية من المملكة، ولهم حصان آخر في تهامة، على الحدود اليمنية في أقصى الجنوب الغربي للمملكة. وبإشاعة القلاقل في الحجاز، والمُطالبة بتدويل الأماكن المُقدسة، تكون قد زرعت حصان طروادة ثالثا. 
والجدير بالمُلاحظة هنا، هو تلك الاستمرارية الفارسية العنيدة في بسط النفوذ والسيطرة الإمبريالية على الجيران من ناحية، وحسم الصِراع المذهبي بين السُنّة والشيعة من ناحية أخرى. ففي لحظة تاريخية سابقة، حينما احتد الصِراع بين النظام الصفوي الحاكم في إيران، والإمبراطورية العثمانية في الأناضول، اختار الصفويون المذهب الشيعي كعقيدة رسمية لنظام حكمهم، إمعاناً في تعميق خطوط الفصل والاختلاف مع مُنافسهم الإقليمي العثماني في القرن السادس عشر الميلادي.
وهكذا، تعود نفس النزعة الفارسية الاستعلائية التوسعية، التي تستخدم كل أدوات الشطرنج الإقليمي لتحقيق مآربها. فلا حول ولا قوة إلا بالله.
وعلى الله قصد السبيل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75827
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

أحصنة طروادة الإيرانية لحِصار السعودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحصنة طروادة الإيرانية لحِصار السعودية   أحصنة طروادة الإيرانية لحِصار السعودية Emptyالأربعاء 10 يناير 2024, 11:12 pm

أحصنة طروادة الإيرانية لحِصار السعودية RTXBFR78









"ستاكسنت".. حصان طروادة الذي أدخله عميل هولندي لمحطة نطنز النووية الإيرانية


لم تثر وفاة المهندس الهولندي إريك فان سابين في حادث دراجة نارية في 16 يناير/كانون الثاني 2009 على طريق الشارقة دبي أي شبهة جنائية في حينه. ارتابت زوجته من مغادرته المستعجلة والمرتبكة لطهران قبل نحو أسبوعين من الحادث المريع الذي كسرت فيه رقبته، لكنها لم تشك في أن الحادث قد يكون مدبرا.


كانت زوجة فان سابين الإيرانية وعائلته الهولندية يجهلون تماما حياته المزدوجة التي حرص على إخفائها، لكن موته المفاجئ أثار تساؤلات حتى لدى مسؤولي جهاز المخابرات والأمن العسكري الهولندي "إم آي في دي" (MIVD)، والمخابرات العامة الهولندي "إيه آي في دي" (AIVD)، وقد تشكك بعضهم في أن يكون فان سابين "دفع ثمنا باهظا" لأنشطته السرية في إيران التي تمت برعاية المخابرات المركزية الأميركية وجهاز الموساد الإسرائيلي وبمساعدة المخابرات الهولندية نفسها.


في منتصف عام 2008، أكدت إيران أن محطة نطنز النووية تعرضت لعملية تخريب، وقد عرف لاحقا أن العملية التي عطلت آلاف أجهزة الطرد المركزي تمت بسلاح رقمي جديد يدعى "ستاكسنت" (Stuxnet) في شكل فيروس تم زرعه داخل المفاعل، وحتى ذلك الحين لم يتم الكشف عمن زرعه. وكان فان سابين خارج الصورة تماما لأكثر من 16 عاما، حتى كشف تحقيق لصحيفة هولندية أنه كان المسؤول عن عملية التخريب الممنهجة.


أحصنة طروادة الإيرانية لحِصار السعودية Natanz
منشأة نطنز النووية كانت هدفا لعدة عمليات تخريبية 


بين الموساد والسي آي إيه
ويزعم التحقيق الاستقصائي الذي أجرته صحيفة "دي فولكس كرانت" الهولندية أن فان سابين الذي كان يعمل في شركة "تي تي إس" (TTS) في دبي، والتي كانت تنقل معدات ثقيلة إلى إيران، تم تجنيده من قبل المخابرات الهولندية، وكان جزءا من عملية سرية نفذتها المخابرات المركزية الأميركية والموساد الإسرائيلي استهدفت محطة نطنز، حيث تتم عمليات تخصيب اليورانيوم الرئيسية.


واعتمدت الصحيفة في التحقيق الذي استمر العمل عليه طوال عامين على معلومات حصلت عليها من 43 شخصا، بينهم 19 من أجهزة المخابرات "إيه آي في دي" (جهاز المخابرات العامة والأمن الهولندي) و"إم آي في دي" (جهاز المخابرات والأمن العسكري الهولندي)، إضافة إلى مسؤولي الموساد والمخابرات المركزية الأميركية وزوجته وأقاربه.


ولسنوات طويلة، بقيت طريقة نقل الفيروس (البرمجية الخبيثة) إلى داخل منشأة نطنز غير معلومة. ولمحاذير أمنية لا يرتبط المجمع النووي الإيراني بأي اتصالات بالإنترنت مع العالم الخارجي، وفي عام 2019 كشفت صحيفة "دي فولكس كرانت" الهولندية بالاشتراك مع موقع "ياهو نيوز" الإخباري الأميركي أن مسؤولي "سي آي أيه" والموساد ومسؤولين من جهاز المخابرات العامة والأمن الهولندي "إيه آي في دي" قد نسقوا للقيام بهذه العملية.


ويرجح أن نشاط المهندس إريك فان سابين في شحن المعدات الثقيلة إلى إيران وتركيبها عبر شركة شحن المعدات الثقيلة "تي تي إس" في دبي قد لفت انتباههم، حيث قامت المخابرات الهولندية بتجنيده.


ولا يؤكد التحقيق أن فان سابين كان يعلم أن المعدات التي ينقلها إلى مفاعل نطنز تحتوي على الفيروس، وقد ذهبت تلك الحقيقة مع موته الذي بدا غامضا، لكن المصادر التي اعتمد عليها التحقيق تجمع أنه كان على علم بالغرض من العملية، وهي تخريب البرنامج النووي الإيراني.


وتشير الصحيفة إلى أن موت فان سابين كان يعني أن الأميركيين والإسرائيليين لم يعودوا بحاجة إلى خدماته بعد أن زرع الفيروس الذي أمكن نشره والتحكم فيه لاحقا، ومن الممكن أيضا أن المهندس لم يعد قادرا على مواصلة عمله في المفاعل.


وفي ديسمبر/كانون الأول 2008، غادر المهندس البالغ من العمر (36 عاما) دبي إلى طهران لمدة 10 أيام مع زوجته الإيرانية لزيارة عائلتها، ولكن بعد يوم واحد فقط عاد الرجل -الذي وصفه زملاؤه أنه اعتاد العمل في مواقف مرهقة وتحت ضغط كبير- إلى دبي بشكل مفاجئ ومستعجل، وقالت زوجته "إنه كان مستاء للغاية، وأصر على الرحيل فورا"، ولقي حتفه بعد ذلك في الحادث بين دبي والشارقة.
أحصنة طروادة الإيرانية لحِصار السعودية H_56821293العملية استهدفت أجهزة الطرد المركزي في مفاعل نطنز النووي 


حصان طروادة
تشير المصادر إلى أن المخابرات الهولندية جندت إريك فان سابين عام 2005، ليعمل بعد ذلك في شركة النقل "تي تي إس" العالمية في دبي، ثم انتقل بعد ذلك إلى مجموعة الجابر قبل أن يعود مجددا إلى"تي تي إس"، وتؤكد تلك المصادر وزملاء سابقون له إنه أثناء وجوده في شركة النقل "كان في الوضع المثالي لإيصال معدات غربية متخصصة إلى إيران".


وفقا للتحقيق، كان مألوفا في ذلك الوقت أن يتم استخدام دبي للتهرب من العقوبات الغربية إلى إيران، ويقول بيتر كناب، مدير شركة "تي تي إس" "لقد قمنا بأعمال تجارية في إيران في وقت لم يكن مسموحا بذلك رسميا"، وقامت شركته بتزويد إيران بمعدات وقطع الغيار لصناعة النفط والغاز، على حد قوله.


لم يكن كناب على علم بالأنشطة السرية المرتبطة بالعمل المخابراتي لموظفه الهولندي، لكنه "مقتنع بأن إريك كان بإمكانه القيام بذلك، فقد كان مغامرا يسافر كثيرا، ولم يكن يخاف من تجربة الأشياء"، على حد تعبيره.


ووفقا للتحقيق، استطاع فان سابين عام 2007 أن يقوم بالمهمة المحفوفة بالمخاطر في المحطة النووية شديدة الحراسة، الواقعة على بعد 300 كيلومتر جنوب العاصمة طهران، وهناك ركب معدات حاملة لبرمجيات خبيثة وجهت ضربة موجعة لبرنامج الأسلحة النووية الإيراني. وتعطل ما يقارب من ألف جهاز طرد مركزي ضروري لتخصيب اليورانيوم، وهو ما أخر البرنامج النووي الإيراني لعدة سنوات، وفق التقديرات الغربية.


أحصنة طروادة الإيرانية لحِصار السعودية 55eac37c-a624-4d4e-b693-6e21429df898
رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية السابق رضا غلام آغا زاده داخل منشأة نطنز  عام 2008 


لعبة الخداع
وسبقت العملية السرية التي تم تنفيذها بالتعاون مع وكالة المخابرات المركزية الأميركية والموساد الإسرائيلي، سنوات من الإعداد، منها العمل على تطوير الفيروس، الذي كلف أكثر من مليار دولار.


وقد أعطى الرئيسان الأميركيان جورج دبليو بوش (2001-2009) وباراك أوباما (2009-2017) الإذن باستخدام السلاح الرقمي في إيران، حسبما أفادت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها، وكان الهدف تدمير أجهزة الطرد المركزي، دون أن تدرك إيران من أين جاء التخريب.


وقد تسببت البرمجية الخبيثة عمليا في إغلاق صمامات أجهزة الطرد المركزي في وقت محدد سلفا، وتم تعديلها لاحقا من قبل الأميركيين والإسرائيليين في ربيع عام 2009. وكانت النسخة الأحدث قادرة على الانتشار تلقائيا، ولم يعد يتطلب استخدام عنصر بشري لإيصاله إلى النظام التقني للمحطة.


وأشارت الصحيفة إلى أنه في الفترة التي سبقت المرحلة الحاسمة من العملية، عُقد اجتماع غير معلن في مقر جهاز المخابرات والأمن العسكري الهولندي في ضاحية شيفينينغن بمدينة لاهاي. وتم بالفعل ترشيح المهندس فان سابين من قبل المخابرات العامة الهولندية للقيام بالعملية.


وتقول مصادر استخباراتية هولندية إن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية آنذاك مايكل هايدن المسؤول عن عملية "ستاكسنت" في الولايات المتحدة، عقد اجتماعا بمقر جهاز الاستخبارات العسكرية الهولندية عام 2006، وتحدث هايدن عن "مهمة سرية للغاية" كان ينفذها الجهاز دون تحديدها بدقة.


ويذكر أحد المصادر أن هايدن قال إنه من الضروري إدخال "مضخات المياه" إلى المجمع النووي الإيراني، وهي تتضمن "إنجازا تقنيا" من شأنه أن يضمن -بمجرد تركيب مضخات المياه- أن أجهزة الطرد المركزي الإيرانية "ستتعطل بشكل أكبر"، وقال هايدن-بحسب المصدر- إن هذه التكنولوجيا كلف تطويرها ما بين مليار وملياري دولار.


كان الحديث يدور حول تخريب النظام التقني للمجمع النووي الإيراني في نطنز، فقد بنى الإيرانيون منشأتهم النووية تلك تحت طبقة سميكة من الخرسانة تحت الأرض، ودون اتصال بالإنترنت بالعالم الخارجي خوفا من الهجمات السبرانية. ولهذا السبب كان الأميركيون والإسرائيليون بحاجة إلى شخص يمكنه إدخال الفيروس إلى النظام التقني للمفاعل، ووجدوا ضالتهم في المهندس الهولندي الذي جندته مخابرات بلاده.


لم ينكر مدير وكالة المخابرات المركزية السابق مايكل هايدن اللقاء المذكور مع نظيره الهولندي، لكنه أشار إلى أنه لا يستطيع تأكيد ما إذا كان الفيروس التخريبي قد دخل بالفعل إلى المجمع الإيراني عبر مضخات المياه الموردة. في حين قال مدير المخابرات العسكرية الهولندية السابق بيتر كوبيلينز، الذي اجتمع مع هايدن، عندما سئل أن "ذاكرته ليست نشطة" ليسترجع ما دار بالمحادثة.


يؤكد التحقيق أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية لم يخبر نظيره الهولندي أن مضخات المياه تحتوي على فيروس "ستاكسنت"، ولم يعرف ضباط المخابرات الهولنديون المشاركون في العملية أيضا أن الفيروس كان مخبأ في المعدات التي ذهبت إلى منشأة نطنز.


كانت المخابرات الهولندية تدرك أنها تشارك في عملية لتخريب البرنامج النووي الإيراني، لكن جهاز المخابرات العامة الهولندي لم يعرف أبدا أن الأميركيين والإسرائيليين يريدون استخدام سلاح رقمي جديد لهذا الغرض، وثبتوه بواسطة العميل الهولندي إريك فان سابين. ويقول أحد موظفي جهاز المخابرات العامة والأمن "لقد أدركنا ذلك في وقت لاحق.. كان ينبغي علينا طرح المزيد من الأسئلة".


من جهته، علق مصدر استخباراتي للصحيفة بقوله "لقد استغلنا الأميركيون.. كان عملا من أعمال الحرب".


وفي عام 2019، خلص تحقيق داخلي لجهاز المخابرات العامة الهولندي حول الموضوع إلى أن "سلسلة الأدلة غير مكتملة"، ولا يظهر في أرشيف الجهاز أن العميل فان سابين هو الذي زرع فيروس "ستاكسنت" في محطة نطنز، أو أن المعدات التي أحضرها إلى نطنز تحتوي على الفيروس المدمر.


أحصنة طروادة الإيرانية لحِصار السعودية Natanz
صورة قمر صناعي عن قرب لمبنى تضرر من حريق في منشأة نطنز النووية في نطنز


دون علم السلطات
وبعد مرور 16 عاما على العملية، لم يفصح جهاز المخابرات العامة الهولندي عن أي تفاصيل للعملية، وجاء في رده على أسئلة صحيفة "دي فولكس كرانت"  "نحن لا نصدر أبدا بيانات حول الأمور التي يمكن أن تكشف شيئا ما عن أساليب عملنا". كما لم ترد وكالة المخابرات المركزية على الأسئلة المتعلقة بمضخات المياه وعدم إبلاغ نظرائهم الهولنديين بالخطة كاملة.


ويزعم التحقيق أن المسؤولين السياسيين الهولنديين لم يعلموا بأي شيء إطلاقا عن دور جهاز المخابرات في تخريب البرنامج النووي الإيراني، ومنهم رئيس الوزراء آنذاك جان بيتر بالكينينده الذي رد على الصحيفة بقوله "أنا دائما متردد في النظر إلى الوراء عندما كنت رئيسا للوزراء، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن أحافظ على السرية بشأن هذا الأمر، ليس فقط خلال فترة رئاسة الوزراء، ولكن أيضا بعد ذلك".


وعندما تم إطلاق فيروس "ستاكسنت" في عام 2007، لم تكن هناك اتفاقيات أو قواعد دولية لاستخدام الفيروسات التخريبية، ولم تضع الأمم المتحدة معايير (غير ملزمة قانونيا) لقواعد العمل في المجال الرقمي إلا في عام 2015، ووفقا للأمم المتحدة، فإن مهاجمة البنية التحتية الحيوية غير مسموح بها.


واتهمت إيران إسرائيل أكثر من مرة بتخريب أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز، آخرها في أبريل/نيسان 2021، حين أعلنت أن المنشأة النووية قد تعرضت إلى "عمل إرهابي نووي"، كما اتهمتها أيضا بتنفيذ تفجيرات وعمليات اغتيال لعلماء في المجال النووي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
أحصنة طروادة الإيرانية لحِصار السعودية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: التاريخ :: عبر التاريخ-
انتقل الى: