احادعاهام فى مقاله "الحقيقة من فلسطين"
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومى، ج ا، ص 69"
احاد هاعام فى مقاله "الحقيقة من فلسطين" (*)
سنة 1891 كانوا عبيدا فى بلدان الدياسبورا، وفجأة وجدوا أنفسهم وسط حرية بلا حدود، بل وسط حرية لا رادع لها ولا يمكن العثور عليها الا فى تركيا وحدها. ولقد ولد هذا التحول المفاجىء فى نفوسهم ميلا إلى الاستبداد، كما هى الحال "حين يصبح العبد السوء سيدا، وهم يعاملون العرب بروح العداء والشراسة فيمتهنون حقوقهم بصورة معوجة ولا معقولة، ثم يوجهون لهم الاهانات دون مبرر كاف ويفاخرون بتلك الأفعال رغم كل ذلك .. نحن نفكر بأن العرب كلهم من الوحوش الهمج الذين يعيشون كالحيوانات ولا يفقهون ما يدور .."
(*) نقلا عن كتاب "الصهيونية وحقوق الانسان العربي" للدكتور أسعد رزوق.
تحذير احادهاعام من استيطان اليهود لفلسطين
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 الى عام 1949، وزارة الارشاد القومى، ج 1، ص 67"
تحذير احادهاعام(1)
من استيطان اليهود لفلسطين(*)
ابريل سنة 1891 لقد اعتدنا على الاعتقاد بأن جميع العرب رجال بدائيون يعيشون فى الصحراء وانهم لا يرون ولا يفهمون ما يجرى من حولهم. لكن هذه غلطة كبيرة فان العرب وخاصة سكان المدن منهم يرون ويفهمون ما نفعله وما نبتغيه في فلسطين لكنهم لا يقابلون هذا بعمل مضاد ويتظاهرون بأنهم لا يلاحظون شيئا ذلك لأنهم لا يرون فى الوقت الحاضر فيما نفعله الآن أى تهديد لهم فى المستقبل.
ولكن اذا ما تطور الأمر فى فلسطين الى درجة زحفنا على المجال الحيوى للمواطنين الأصليين فانهم لن يتخلوا عن مكانهم بسهولة.
(*) نقلا عن كتاب THE BALFOUR DECLARATION" بقلم ليونارد شتاين
(1) احادهاعام AHAD HA-AM كلمة عبرية معناها "واحد من الشعب" واسمه الحقيقى آشر زفى جنسبرج ASHER ZVI GINSBERG وكان يوقع على مقالاته باسم آحادهاعام. ولد سنة 1856 وتوفى سنة 1927 وقد ولد فى اوكرانيا من أسرة ثرية ارستقراطية وتأثر باعمال بيساريف ونشر مقالا بعنوان " ليس هذا هو الطريق " سنة 1885 ردا على قرارات المؤتمر الصهيونى الاول، اذ كان يرى ان الطريق هو فى احياء الثقافة اليهودية لكن جماهير الحركة الصهيونية كانت تعارضه فى هذا الراى وفى رايه القائل بان استيطان فلسطين يأتى باسلوب تدريجى وبحذر شديد. وبالرغم من ذلك فان وايزمان كان يستشيره اثناء مفاوضاته مع الانجليز تمهيدا لاصدار وعد بلفور واهم ما نشره مقال بعنوان "الدولة اليهودية والمشكلة اليهودية" سنة 1897 قال فيه "لقد انقضت عدة اشهر منذ انعقاد المؤتمر الصهيونى لكن اصداؤه لازالت تتردد فى الحياة اليومية وفى الصحافة. ومنذ ان عاد اعضاء الوفود وهم يبهرون اسماع الرأى العام بالمعجزات التى ستتم والشعب (اليهودى) متلهف الى سماع هذه الآمال. ثم قال متنبئا بما ستكون عليه هذه الدولة اليهودية فى المستقبل: ان التاريخ يحدثنا عن فلسطين ايام حكم هيرودس وانها كانت دولة يهودية لكن ثقافتنا القومية كانت موضع احتقار. وقد بذل الحكام الرومان كل ما فى وسعهم لاقتلاع هذه الثقافة .. وغرس الثقافة الرومانية مكانها. وهكذا ستكون هذه الدولة اليهودية الجديدة انها ستنشر الموت وتجلب العار على شعبنا".