سيرة ذاتية
قابوس بن سعيد[1]
(1359هـ ـ ) (1940م ـ )
سلطان دولة عُمان (1970م ـ )
[rtl]وُلد السلطان قابوس بن سعيد في 18 نوفمبر 1940، في مدينة صلالة، عاصمة إقليم ظفار، بجنوب عُمان. من أسرة بوسعيد، التي تأسست عام 1744. والدته هي ابنة أحد زعماء أبرز القبائل، في ظفار، وعندما بلغ السادسة من عمره، بدأ مسيرته التعليمية في مدارس عُمان، وظل بها إلى أن أكمل تعليمه الأساسي. وسافر بعد ذلك للدراسة في المملكة المتحدة، والتحق هناك بأكاديمية ساند هيرست العسكرية، في سبتمبر 1960، وتخرج فيها في أغسطس 1962، ضابطاً برتبة ملازم في سلاح المشاة، وأمضى فترة من الخدمة العسكرية مع القوات البريطانية المرابطة في ألمانيا الغربية، ولدى عودته إلى بريطانيا، التحق بدورة دراسية في حقل الخدمة المدنية والإدارة العامة (جامعة أوكسفورد وكلية بدفورد). وقام بجولة زار فيها بعض دول العالم، قبل عودته إلى سلطنة مسقط وعُمان عام 1966، ليُسهم في بنائها ورفعتها. [/rtl]
[rtl]وكان والده قد حرص على أن تسير كل الأمور بالطريقة التي سار بها الآباء والأجداد من قبل. وعندما عاد السلطان قابوس من إنجلترا بدأ باقتراح الوسائل والمشاريع التي يمكن أن تحقق تقدم البلاد، ورفاهية الشعب العُماني. ولكن والده لم يوافق على هذه المشاريع. وعكف قابوس بعد ذلك على دراسة الفقه والشريعة الإسلامية على أيدي نخبة مختارة من العلماء والفقهاء، كما درس التراث العربي والإسلامي بتمعّن، إضافة إلى التراث الغربي والعالمي ككل. [/rtl]
[rtl]رأى السلطان قابوس، أن أحوال البلاد سيئة، ومعيشة الناس ضيقة فقيرة، فناقش أباه كثيراً حول تغيير الوضع، والنهضة بمستوى القطر، ودفعه نحو التقدم والمعاصرة، فتخوف أبوه من ذلك وآثر الوضع القائم، فلم يجد السلطان قابوس بداً من تسلم مقاليد الحكم بنفسه. وكان ذلك في يوم 23 يوليه عام 1970م. ووقف الشعب العُماني خلف هذه الحركة وأيدها وساندها. [/rtl]
[rtl]عكف السلطان قابوس منذ توليه مقاليد السلطنة، على إدخال أسباب التطور وإنشاء مؤسسات الدولة العصرية. وأحاط نفسه بنفر من الخبراء والمستشارين، لوضع الدراسات، وإعداد البنية التحتية، من أجل تنظيم مرافق الدولة، وإطلاق مسيرة التنمية، والاستفادة من عائدات النفط، على الوجه الأكمل. فأقام المجلس الاستشاري للدولة عام 1981، انطلاقاً من مبدأ الشورى في تسيير دفة الحكم. فبدأ بتكوين سلطة تنفيذية، مؤلفة من جهاز إداري، يشمل مجلس الوزراء والوزارات المختلفة، إضافة إلى الدوائر الإدارية والفنية والمجالس المتخصصة. [/rtl]
[rtl]ومن أولى الوزارات التي أسَّسها السلطان قابوس بعد توليه مقاليد الحكم مباشرة وزارة الخارجية. فقد أسَّسها بعد فترة قصيرة من توليه الحكم عام 1970م محققاً بذلك روابط وصلات بالعالم الخارجي مبنية على أسس مدروسة. وفي 29 سبتمبر 1971، انضمت عُمان إلى جامعة الدول العربية. [/rtl]
[rtl]وقد أوضح السلطان قابوس الخطوط الرئيسية لسياسته الخارجية، وذكر أنها مبنية على حسن الجوار مع جيرانه وأشقائه، وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية، وتدعيم علاقات عُمان معهم جميعاً، وإقامة علاقات ودية مع سائر دول العالم، والوقوف مع القضايا العربية والإسلامية، ومناصرتها في كل المجالات. [/rtl]
[rtl]وأوضح بأنه يؤمن بالحياد الإيجابي ويناصره. وقام بإرسال بعثات دبلوماسية تمثل عُمان في أغلب أقطار العالم، كما فتح أبواب عُمان أمام البعثات الأجنبية، وأُنشِئَتْ فيها القنصليات والسفارات، والهيئات الدولية والإقليمية. [/rtl]
[rtl]حققَّت سياسة السلطان قابوس الاستقرار والأمن، وهما الدعامتان الأساسيتان لبناء الدولة، ولتحقيق تنميتها الاقتصادية والاجتماعية. [/rtl]
[rtl]بعد أن أَمَّن السلطان قابوس سياسته الخارجية، وأقام علاقات وُديّة، مع معظم أقطار العالم، اتجه إلى الجبهة الداخلية، وعمل على رفعتها. وقد شهدت عُمان خلال عهده نهضة سريعة، في سائر المجالات. فأنشأ المدارس في كل أرجاء البلاد، وجعلها للجنسين، البنين والبنات، وأنشأ جامعة قابوس. وأنشأ العديد من المستشفيات، والعيادات والمراكز الطبية، في كل أرجاء عُمان، وأمدها بكل احتياجاتها من أطباء، ومعدات وأدوات وأدوية، ووسَّع إنتاج البترول وطوَّره، وأنشأ مصانع تكرير النفط في البلاد. إضافة إلى مصانع الإسمنت، ومصانع تعليب الأسماك والتمور، وغير ذلك من المنتجات. وشجع المزارعين، وعمل على تطوير طرق الزراعة، ونقلها من الطرق التقليدية القديمة، إلى الطرق الحديثة، التي تعتمد على الآلات والمعدات الحديثة، وقدَّم المساعدات للمزارعين، ليتمكنوا من استغلال الأرض، واستثمارها ليتحقق لعُمان الاستقلال الغذائي، فأصبحت البلاد تُنتج معظم ما تحتاجه من غذاء، ويُصدر ما يفيض عن حاجتها طازجاً أو بعد تعليبه إلى البلدان المجاورة. [/rtl]
[rtl]وازدهرت التجارة في عهد السلطان قابوس، في المجالين الداخلي والخارجي. وارتبط ازدهار التجارة، بتطور المواصلات التي تنقل المنتجات الزراعية من مناطق الإنتاج إلى سائر أرجاء عُمان، وإلى الخارج. كما تقوم وسائل المواصلات، بنقل المنتجات الصناعية، من وإلى الدول المجاورة، وبقية الأقطار الآسيوية والأفريقية، والغربية ـ خاصة إنجلترا وفرنسا وأمريكا. [/rtl]
[rtl]وارتبطت عُمان بشبكة من المواصلات البرية والبحرية، كما تم إنشاء موانئ بحرية وجوية للاتصالات الداخلية والخارجية. وتم افتتاح ميناءين كبيرين، هما ميناء قابوس في مطرح وميناء ريسوت في المنطقة الجنوبية. [/rtl]
[rtl]وفي عام 1981م، انضمت عُمان إلى مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وحقق السلطان قابوس بذلك تعاون بلاده، مع بقية دول الخليج، في المجال الدفاعي المشترك، وفي تحقيق المشاريع الاقتصادية المختلفة. [/rtl]
[1] موسوعة السياسة، ط2، 1990، ج4، ص715 ـ الموسوعة العربية العالمية، ط2، 1999، ج18، ص9.
|
وُلد السلطان قابوس بن سعيد في 18 نوفمبر 1940، في مدينة صلالة، عاصمة إقليم ظفار، بجنوب عُمان. من أسرة بوسعيد، التي تأسست عام 1744. والدته هي ابنة أحد زعماء أبرز القبائل، في ظفار، وعندما بلغ السادسة من عمره، بدأ مسيرته التعليمية في مدارس عُمان، وظل بها إلى أن أكمل تعليمه الأساسي. وسافر بعد ذلك للدراسة في المملكة المتحدة، والتحق هناك بأكاديمية ساند هيرست العسكرية، في سبتمبر 1960، وتخرج فيها في أغسطس 1962، ضابطاً برتبة ملازم في سلاح المشاة، وأمضى فترة من الخدمة العسكرية مع القوات البريطانية المرابطة في ألمانيا الغربية، ولدى عودته إلى بريطانيا، التحق بدورة دراسية في حقل الخدمة المدنية والإدارة العامة (جامعة أوكسفورد وكلية بدفورد). وقام بجولة زار فيها بعض دول العالم، قبل عودته إلى سلطنة مسقط وعُمان عام 1966، ليُسهم في بنائها ورفعتها.
وكان والده قد حرص على أن تسير كل الأمور بالطريقة التي سار بها الآباء والأجداد من قبل. وعندما عاد السلطان قابوس من إنجلترا بدأ باقتراح الوسائل والمشاريع التي يمكن أن تحقق تقدم البلاد، ورفاهية الشعب العُماني. ولكن والده لم يوافق على هذه المشاريع. وعكف قابوس بعد ذلك على دراسة الفقه والشريعة الإسلامية على أيدي نخبة مختارة من العلماء والفقهاء، كما درس التراث العربي والإسلامي بتمعّن، إضافة إلى التراث الغربي والعالمي ككل.
رأى السلطان قابوس، أن أحوال البلاد سيئة، ومعيشة الناس ضيقة فقيرة، فناقش أباه كثيراً حول تغيير الوضع، والنهضة بمستوى القطر، ودفعه نحو التقدم والمعاصرة، فتخوف أبوه من ذلك وآثر الوضع القائم، فلم يجد السلطان قابوس بداً من تسلم مقاليد الحكم بنفسه. وكان ذلك في يوم 23 يوليه عام 1970م. ووقف الشعب العُماني خلف هذه الحركة وأيدها وساندها.
عكف السلطان قابوس منذ توليه مقاليد السلطنة، على إدخال أسباب التطور وإنشاء مؤسسات الدولة العصرية. وأحاط نفسه بنفر من الخبراء والمستشارين، لوضع الدراسات، وإعداد البنية التحتية، من أجل تنظيم مرافق الدولة، وإطلاق مسيرة التنمية، والاستفادة من عائدات النفط، على الوجه الأكمل. فأقام المجلس الاستشاري للدولة عام 1981، انطلاقاً من مبدأ الشورى في تسيير دفة الحكم. فبدأ بتكوين سلطة تنفيذية، مؤلفة من جهاز إداري، يشمل مجلس الوزراء والوزارات المختلفة، إضافة إلى الدوائر الإدارية والفنية والمجالس المتخصصة.
ومن أولى الوزارات التي أسَّسها السلطان قابوس بعد توليه مقاليد الحكم مباشرة وزارة الخارجية. فقد أسَّسها بعد فترة قصيرة من توليه الحكم عام 1970م محققاً بذلك روابط وصلات بالعالم الخارجي مبنية على أسس مدروسة. وفي 29 سبتمبر 1971، انضمت عُمان إلى جامعة الدول العربية.
وقد أوضح السلطان قابوس الخطوط الرئيسية لسياسته الخارجية، وذكر أنها مبنية على حسن الجوار مع جيرانه وأشقائه، وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية، وتدعيم علاقات عُمان معهم جميعاً، وإقامة علاقات ودية مع سائر دول العالم، والوقوف مع القضايا العربية والإسلامية، ومناصرتها في كل المجالات.
وأوضح بأنه يؤمن بالحياد الإيجابي ويناصره. وقام بإرسال بعثات دبلوماسية تمثل عُمان في أغلب أقطار العالم، كما فتح أبواب عُمان أمام البعثات الأجنبية، وأُنشِئَتْ فيها القنصليات والسفارات، والهيئات الدولية والإقليمية.
حققَّت سياسة السلطان قابوس الاستقرار والأمن، وهما الدعامتان الأساسيتان لبناء الدولة، ولتحقيق تنميتها الاقتصادية والاجتماعية.
بعد أن أَمَّن السلطان قابوس سياسته الخارجية، وأقام علاقات وُديّة، مع معظم أقطار العالم، اتجه إلى الجبهة الداخلية، وعمل على رفعتها. وقد شهدت عُمان خلال عهده نهضة سريعة، في سائر المجالات. فأنشأ المدارس في كل أرجاء البلاد، وجعلها للجنسين، البنين والبنات، وأنشأ جامعة قابوس. وأنشأ العديد من المستشفيات، والعيادات والمراكز الطبية، في كل أرجاء عُمان، وأمدها بكل احتياجاتها من أطباء، ومعدات وأدوات وأدوية، ووسَّع إنتاج البترول وطوَّره، وأنشأ مصانع تكرير النفط في البلاد. إضافة إلى مصانع الإسمنت، ومصانع تعليب الأسماك والتمور، وغير ذلك من المنتجات. وشجع المزارعين، وعمل على تطوير طرق الزراعة، ونقلها من الطرق التقليدية القديمة، إلى الطرق الحديثة، التي تعتمد على الآلات والمعدات الحديثة، وقدَّم المساعدات للمزارعين، ليتمكنوا من استغلال الأرض، واستثمارها ليتحقق لعُمان الاستقلال الغذائي، فأصبحت البلاد تُنتج معظم ما تحتاجه من غذاء، ويُصدر ما يفيض عن حاجتها طازجاً أو بعد تعليبه إلى البلدان المجاورة.
وازدهرت التجارة في عهد السلطان قابوس، في المجالين الداخلي والخارجي. وارتبط ازدهار التجارة، بتطور المواصلات التي تنقل المنتجات الزراعية من مناطق الإنتاج إلى سائر أرجاء عُمان، وإلى الخارج. كما تقوم وسائل المواصلات، بنقل المنتجات الصناعية، من وإلى الدول المجاورة، وبقية الأقطار الآسيوية والأفريقية، والغربية ـ خاصة إنجلترا وفرنسا وأمريكا.
وارتبطت عُمان بشبكة من المواصلات البرية والبحرية، كما تم إنشاء موانئ بحرية وجوية للاتصالات الداخلية والخارجية. وتم افتتاح ميناءين كبيرين، هما ميناء قابوس في مطرح وميناء ريسوت في المنطقة الجنوبية.
وفي عام 1981م، انضمت عُمان إلى مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وحقق السلطان قابوس بذلك تعاون بلاده، مع بقية دول الخليج، في المجال الدفاعي المشترك، وفي تحقيق المشاريع الاقتصادية المختلفة.
[1] موسوعة السياسة، ط2، 1990، ج4، ص715 ـ الموسوعة العربية العالمية، ط2، 1999، ج18، ص9.