منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  حسين الرواشدة لا نرى الا أنفسنا ..!

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  حسين الرواشدة    لا نرى الا أنفسنا ..! - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حسين الرواشدة لا نرى الا أنفسنا ..!     حسين الرواشدة    لا نرى الا أنفسنا ..! - صفحة 2 Emptyالإثنين 30 أبريل 2018, 7:43 am

خـيـبـة المجتمـع اســوأ..!
حسين الرواشدة

فيما مضى كنا نسأل: كيف سقطت الحكومات- مثلا-  في امتحان الشفافية والعدالة و”النزاهة”؟ اما الآن فقد صار بوسعنا ان نتساءل بمرارة: كيف سقطت مجتمعاتنا في امتحان “النزاهة” والنظافة وفي امتحان “الاقتراع” الحر والارادة الحرة والتنافس البعيد عن العصبيات والمصالح الضيقة؟ هل المشكلة في “الناس” ام في بعض النخب والموظفين، في “القانون” والمراسيم ام في “التقاليد” والمفاهيم، في النفوس ام في الفلوس، في المناخات العامة التي افرزت هذه الاشكاليات ام في المقررات التي سمحت بها وغضت الطرف احيانا عنها؟
“مشكلتنا” مع الحكومات مهما كانت اخطاؤها اهون بكثير من “مشكلتنا” مع المجتمعات، يمكن ان ننتقد الحكومات وان نعارض سياساتها لكن ماذا لو اخطأت المجتمعات او ضعفت وتراجعت؟ ماذا لو انحدرت في سلوكياتها واخلاقها؟ ماذا لو تحول “نخبها” الى موظفين او متفرجين؟ هل يمكن ان نطالب بترحيل المجتمعات واستبدالها؟ هل تجدي الانتقادات في اصلاحها؟ هل تستطيع السياسة -وحدها - ان تصوّب مسارها؟ ام ان المشكلة اكبر مما نتصور واخطر؟
اعتقد اننا لم نملك الشجاعة -بعد - للاعتراف بان الامراض التي تعاني منها مجتمعاتنا قد استفحلت واوشكت ان تصبح مزمنة، وبأننا نعاني من تحولات قيمية وانكسارات اخلاقية، لم تفلح الحلول السياسية والاقتصادية ولا حتى الدينية في مواجهتها، واذا كانت الانتخابات البرلمانية الاخيرة قد كشفت جوانب “مفزعة” منها، فان ذلك لا يعني انها اعراض طارئة او متعلقة “بموسم” تشتبك فيه اصوات الناس في الصناديق وفي الحسابات فقط، فهي موجودة ومتغلغلة في دواخلنا.. والانتخابات او غيرها من الموسم ليست اكثر من دالات “كاشفة” عليها تضيئها وتخرجها الى السطح او تفتح “قروحها” فتسيل وتفرز ما نراه ونسمع عنه.
ابسط ما يمكن ان نفعله هو ان نتوجه الى الحكومات بالنقد والى السياسات بالادانة والرفض، لكن المشكلة -كما اعتقد - ابعد من ذلك، فالمجتمعات هي المسؤولة -اولا - عن هذا التدهور الذي اصابنا، خذ مثلا :  مؤسساتنا الثقافية والدينية هي “الغائبة” الابرز عن معالجة امراضنا، ومراصدنا الاجتماعية التي استقالت من وظيفتها هي المعنية بالبحث عن اسباب ازماتنا السلوكية.. واذا كانت حكوماتنا قد اخطأت احيانا او اخطأ بعض موظفيها، فان مجتمعنا بما يشتمل عليه من نخب واحزاب وقوة سياسية واجتماعية ومواطنين بسطاء قد اخطأ -ايضا -.
لا تسألني: كيف؟ او لماذا؟ او اين تكمن “المشكلة؟ ولا تقل ان ما يطفو على المجتمع من افرازات هو نتاج افعال السياسة او حصاد خيبات الاقتصاد.. اعتقد ان المسألة تحتاج الى ابعد مما يمكن ان تختزله هذه التساؤلات او ما يطرح على هامشها من اجابات. فخيبة المجتمع في نفسه هنا اسوأ واخطر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  حسين الرواشدة    لا نرى الا أنفسنا ..! - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حسين الرواشدة لا نرى الا أنفسنا ..!     حسين الرواشدة    لا نرى الا أنفسنا ..! - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 01 مايو 2018, 6:35 am

ثـرثـرة في الشارع ..!
حسين الرواشدة


هل تشعر بالتعب؟ سألني ودون ان يسمع مني اية اجابة اسهب في الحديث، قال: منذ ايام وأنا أراقب مجموعة من العمال في احدى الورشات، يبدأون عملهم في السابعة صباحا ويمكثون فيه حتى الخامسة مساء، خطر في بالي ان اسألهم فيما اذا كانوا يشعرون بالتعب والارهاق اثر هذا العمل الشاق الذي يستهلك اجسادهم، الغريب ان احدا منهم لم يلتفت الى سؤالي، لقد ظلوا مشغولين بما هم فيه، وحين الححت عليهم بالسؤال نظر اصغرهم سنا اليّ وقال: لم اشعر، بالتعب الا حين ذكرتني فيه.
هل تشعر بالتعب؟ سألني مرة اخرى، لم ينتظر كالعادة اية اجابة، وقال: عدت لبعض خبراء الصحة فذكروا لي ان التعب هو عرض من اعراض المرض، وبدلا من ان ننشغل بهذه الاعراض ونبحث لها عن معالجات، فالمهم ان نضع أيدينا على المرض، العمل ليس مرضا، غالبا ما يكون الفراغ هو المرض، اشعر - احيانا - بان المواطن في بلادنا متعب تماما، وحين أفتش عن المرض لا استطيع ان أعرفه، هل هو تعب سياسي؟. على فكرة السياسي اكثر الناس شعورا بالتعب، واعراضه عليه دائما واضحة، نقص في الطاقة، رغبة غير محدودة في النوم، صداع مستمر، ضعف في العضلات، تردد دائم، اكتئاب وتقلب في المزاج، مشاكل في الذاكرة، صعوبات في الانتباه وضعف في التركيز، دافعية ضعيفة.
تنهد صاحبنا ثم اضاف: هل تشعر - مثلي - بالتعب؟ امس حاولت ان اخرج الى الشارع، سألت كل من صادفني: الشباب العاطلين عن العمل، الرجال الذين ادمنوا الجلوس في المقاهي، النساء اللاتي ذهبن للتسوق، الاطفال الذين شردهم الجوع والفقر.. كان ردهم مخيبا لكل توقعاتي، لم استطع ان افهمه للوهلة الاولى، قالوا: نحن التعب.. هل يشعر التعب بنفسه؟. دخلت لأول عيادة صادفتني على قارعة الطريق، كانت اللافتة تشير الى ذلك، سألت الطبيب عما اذا كان يراجعه اشخاص يشعرون بالتعب؟ توجس الرجل من السؤال، لكنه ابتلع داخله زفرة لم يستطع ان يخرجها ، قال: لا.
عدت متعبا من المشوار هل كنت متعبا حقا؟ فاستسلمت للنوم، لكن اشباح التعب داهمتني، لم اكن أتصور ان للتعب قبائل وفصائل ورجالا بكامل عدتهم جاءوا لكي يحذرونني من مغبة النبش في موضوعهم.. سألتهم فيما اذا كان لهم رابطة او جمعية او... ، اكتشفت بان لهم سلطة كبيرة ونفوذ اكبر، وبلاد شاسعة يعبثون فيها كما يشاؤون.
هل تشعر انت بالتعب؟ شعرت بأن دوري في الاجابة قد جاء، وصار ضروريا ايضا، طلبت منه بالحاح ان يتوقف لأقول له شيئا، حاول ان يتملص من طلبي، وضعت اصابعي في آذاني لكي اشعره انني مضطر لايقاف ارساله، اقسم عليّ ان اتركه ليقول كلمة واحدة فقط، وافقته بامتعاض، قال: اكثر ما يتعبني هو الصمت، ولهذا فأنا دائم الكلام، حتى وانا نائم.
لم اجد لدي رغبة في الكلام، انتبه الرجل الى وجهي وكأنه استغرب صمتي بعد طول الحاح لكي أتكلم، سأل: هل تشعر بالتعب ؟ تركته دون ان انبض بكلمة..وحاولت ان اكتم صرخة عالية ترددت في اعماقي: صحيح لماذا اشعر بالتعب؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  حسين الرواشدة    لا نرى الا أنفسنا ..! - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حسين الرواشدة لا نرى الا أنفسنا ..!     حسين الرواشدة    لا نرى الا أنفسنا ..! - صفحة 2 Emptyالجمعة 04 مايو 2018, 10:41 am

اهدنا الصراط المستقيم
حسين الرواشدة

ما هو السبيل الى الهداية، وكيف نكون مع المهتدين؟ هذا السؤال نردده في كل وقت، وأحوج ما نكون الى تذكرة ونحن نستقبل شهر رمضان الفضيل، فهذا الشهر الذي اقترن بالتوبة يفترض ان يكون مدخلا لكل مسلم، بل وكل انسان نحو الهداية والاستقامة.
ورد مصطلح الهداية في القرآن الكريم عشرات المرات، على اكثر من خمسة وعشرين وجهاً، جاء احيانا بمعنى الدلالة او دين الاسلام او المعرفة، وتارة بمعنى الارشاد او التوفيق او الالهام، ويردد المسلم في كل يوم وليلة في صلاته اكثر من سبع عشرة مرة قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم وفي مطلع سورة البقرة يخبرنا الله تعالى بأن هذا القرآن هدى للمتقين، ثم يخبرنا في السورة نفسها انه هدى للناس أجمعين.
الهداية، بالطبع، مرتبطة بالله تعالى الذي اعطى كل شيء خلفه ثم هدى ولا يمكن لأحد - حتى الانبياء - ان يهدي الناس الا بمشيئة الله تعالى انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ولكن ثمة انواعاً من الهداية: هداية الفطرة التي وضعها الله في الكائنان كلها، وخص الانسان المكلف بها وهديناه النجدين وهداية الدلالة والبيان والارشاد يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام والمقصود هو القرآن، ثم وانك لتهدي الى صراط مستقيم والمقصود رسوله، ثم هداية التوفيق والالهام والسداد اهدنا الصراط المستقيم وثمة هداية الى الجنة والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل اعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم وهداية الى النار فاهدوهم الى صراط الجحيم .. الخ.
قلنا ان الهداية الهية بامتياز، لكن الانسان مطالب بالبحث عنها والسعي اليها وايجاد ما يلزم من الوسائل والطرق لتحصيلها، فاذا ما استهدى زاده الله هدى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للايمان ومصادر الهداية متعددة منها الوحي والعقل والحواس، ويبقى الوحي أهمها، لأن الخطأ وارد في المصادر الاخرى اما التنزيل فثابت وصحيح، وحسب الانسان ان يجاهد في دنياه بما اعطاه الله من امكانيات وبما سخره له في الكون من موجودات، لينال الهداية ويفوز بنعمتها يا عبادي كلكم ضال الا من هديته، فاستهدوني أهدًيكُمّ .. وعليه فالاستهداء بالايمان وبالعمل الصالح وبالتقرب الى الله بالصدقات والنوافل، وبالنظر والتأمل في الكون هو واجب الانسان وهو يبحث عن الهداية.. او يتمنى ان يكون مع المهتدين.
ربما يختلف اتباع الاديان في تحديد مفهوم النجاة والهلاك وغالبا ما تسود النظرة الاقصائية التي ترى الآخر ملعونا وترى مصيره الى الجحيم، لكن الاسلام يحدد هذا المفهوم، فالانسان -اولا - هو عبد لله تعالى وقد كرمه الله لمجرد انه انسان، وهدايته مرتبطة بالله تعالى الذي ترك له حرية الاختيار “إنا هديناه النجدين إما شاكرا وإما كفورا”. وحسابه ايضا متعلق بالخالق فقط “ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين”.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  حسين الرواشدة    لا نرى الا أنفسنا ..! - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حسين الرواشدة لا نرى الا أنفسنا ..!     حسين الرواشدة    لا نرى الا أنفسنا ..! - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 08 مايو 2018, 10:47 am

بطيخة تتدحرج في الشارع
حسين الرواشدة

هل لدينا أخبار جديدة؟ بالطبع نعم والا لما خرجت علينا الصحف ووسائل الاعلام الاخرى بطبعاتها ونشراتها على مدار اليوم ، لكن المؤكد أن هذه الاخبار - في معظمها - اجرائية وفنية ، أخبار تسيير أعمال إن شئت الدقة ، المسؤولون يتفقدون أعمال مؤسساتهم كالعادة ، المواطنون يشكون من ارتفاع الاسعار، وبعظهم يعتصم احتجاجا ، آخرون يعانون من  نقص الخدمات او عدم توفرها كالعادة ، ويناشدون المسؤولين - كالعادة طبعا -بمعاينة واقعهم وحل مشكلاتهم، الخبراء الاقتصاديون يحذرون من تداعيات الانكماش الاقتصادي والاعتماد على جيب المواطن ومن المديونية وعجز الموازنة - هل اقول كالعادة ايضاَ - ؟ ثمة اخبار عربية مفجعة: اقتراب موعد نقل السفارة الامريكية للقدس ،الحرب في سوريا واليمن والعراق ..، انتخابات لبنان ، هل هذه جديدة ايضاً؟.
كلها أخبار تسيير اعمال: على صعيد الأمة لم يعد ثمة خبر يثير الدهشة والاهتمام ، الناس الذين كانت تدفعهم مثل هذه الاخبار للغضب ، معظمهم ماتوا ، وبعدهم ماتت السياسة ، الدنيا تحولت الى  بطيخة  كبيرة كما تصورها  الدكتور احمد الزعبي في قصته التي درسناها ايام كنا  نتعلم  في جامعة اليرموك ، البطيخة تتدحرج في الشارع والناس يركضون خلفها ، انهم مشغولون بمصالحهم وهمومهم فقط ، ولهذا فأخبار “الرغيف “ وما يفرزه من اعتصامات واضرابات  يطالب اصحابها بحقوقهم وتحسين رواتبهم  ومكافحة الفساد الذي استحوذ على ارزاقهم هو العنوان الوحيد لحركة الناس ، الاحزاب والقوى السياسية استقالت ايضاً ، هل كانت الاستقالة من السياسة الشرط الاول لاشهار ميلادها؟ المجتمع الذي كان يعتمد على نفسه ، يزرع ويعمل ويأكل من تعبه ، استقال ايضاً وأصبح مشغولاً بأخبار البورصة واجراءات الحكومة التقشفية ومخصصات الدعم الاجتماعي.
هل ينتظر الناس  خبراً  كبيراً يمكن ان يثير اهتمامهم؟ زمان كانت اخبار مثل تعديل الحكومات او تغييرها ، محاكمة المسؤولين او عزلهم ، حوادث السير التي تخلف وراءها عشرات الضحايا ، الحروب والتفجيرات والاعمال الارهابية ،  طوابير المشردين والمهجرين ، توقعات حدوث زلزال ، انقطاع المطر لسنوات طويلة ، تشغيل الجميع ، وتفتح سلسة طويلة من الاحاديث لرواد المجالس والصالونات ، الآن تغيرت الصورة ، لم يعد ثمة ما يثير الدهشة او الاستغراب ، ولا حتى الخوف ، هل يفعل غياب السياسة كل هذه الافاعيل ، هل نحن سعيدون بغياب الناس عن قضاياهم ، هل تراجعت قيمنا  الانسانية ( دعك من مشتركاتنا العربية والاسلامية والوطنية)  الى هذا الحد ، واصبح شعار الانسان الصمت والقبول والاستسلام لليأس ، او همّ المواطن الوحيد المطالبة بتحسين ظروفه المعيشية فقط ، ماذا عن هموم الوطن الكبرى .. هل غابت كما حدث لهموم الامة ايضا.
الاخبار في العادة تفصح عن حيوية المجتمع ، عن عافيته وقدرته على الابداع ، عن الصحة النفسية والاجتماعية والسياسية التي يتمتع بها الناس ، وحين يصبح  الروتين  حاكماً لحياتهم ، ومعياراً لواقعهم ، تتحول سجالاتهم وأخبارهم الى مجرد روتين ، ويبدو السؤال عن التجديد والجديد مشروعاً بامتياز ، فما هو الجديد الذي يمكن ان يشغل الناس الذين هربوا للانشغال بالوهم والنميمة ، او بتصفية الحسابات بمنطق منزوع من الاخلاق او  استقالوا حتى من الانشغال بأي انشغال؟،لا اعرف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  حسين الرواشدة    لا نرى الا أنفسنا ..! - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حسين الرواشدة لا نرى الا أنفسنا ..!     حسين الرواشدة    لا نرى الا أنفسنا ..! - صفحة 2 Emptyالإثنين 14 مايو 2018, 7:56 am

فراغ يبحث عمن يملؤه
حسين الرواشدة

سألت أستاذا جامعيا معروفا ومتخصصا في علم الاجتماع: هل لدينا بحوث علمية معتبرة ترصد التحولات النفسية والاجتماعية والقيمية التي أصابت الشخصية الأردنية وغيرت أنماط تفكيرها وسلوكها كما نجد ذلك في دول قريبة نشطت مراصدها الاجتماعية البحثية في هذا المجال؟.
 قال لي: لا يوجد في مكتبتنا “الوطنية” كتاب واحد عن “الشخصية الاردنية”، أما الابحاث التي تقدم في جامعاتنا حول هذا الموضوع فقليلة، وهي لغايات “الترقية” فقط، ثم اضاف: اتذكر بأنه عرض عليّ قبل سنوات بحث واحد، وقد اتفقت لجنة التحكيم على رده لأنه لا يلبي الشروط العلمية.
غياب البحث العلمي الاجتماعي عن تقديم التشخيص لكثير من الظواهر التي طرأت على مجتمعنا، وعن تقديم الاقتراحات والحلول الممكنة لها، ترادف - أيضا - مع غياب لدور الحكومات في وضع هذا الملف على قائمة أولوياتها، فالوزارات التي أنشئت “للتنمية الاجتماعية” اختزلت مهمتها في مواجهة قضايا محددة، وبآليات تقليدية: الفقر مثلا، والحالات الانسانية والمساعدات والمعونات... الخ، اما الوزارات المعنية بالتوجيه والتربية وترشيد الوعي الديني والثقافي فقد ظل خطابها - كما هو - ولم يستطع - للاسف - اقناع “الاجيال” الجديدة من الشباب ولا ان يؤثر فيهم، لنجد انفسنا بالتالي امام قيم جديدة لم تلد بالشكل الطبيعي من سياقاتنا الدينية والثقافية، وامام سلوكيات لم نعهدها حتى في بداية تأسيس الدولة، وامام حالة عامة من الشعور بالاحباط، وشيوع ثقافة “الانتقام” وامتداد وتنامي ظاهرة “العنف”، وهذه كلها امراض اجتماعية اصابت انفسنا اولا، وقوّضت امن مجتمعنا ثانيا، واجهزت على مفاهيم الحداثة والعقلانية التي تصورنا - للحظة - اننا امسكنا بها.
كيف نشأت هذه الانسدادات الاجتماعية، ولماذا؟..  هذا يحتاج الى مراصد اجتماعية تكشف لنا عن الحالة، تشخيصا ووصفا، وتقدم لنا ما يلزم من اقتراحات لحلها، ويحتاج - ايضا - الى مقررات واجراءات حكومية ومجتمعية لتطويقها ووضع البدائل الممكنة لتجاوزها.
ومع ذلك، دعونا نجتهد في ذلك ولعل اول ما يخطر الى البال اننا مجتمع “متدين” بمعنى ان الدين هو الباعث الاول لقيمنا وسلوكنا، لكن هل استطاع “تديننا” ان يساهم في بناء هذه التحولات التي طرأت على قيمنا ومسلكنا، او في تحصيننا من الانحراف والانجراف واليأس وغيرها من الامراض، الجواب بالتأكيد معروف، فانماط التدين التي يمارسها شبابنا للاسف لم تسعفهم في تحقيق ذلك، والاسباب مفهومة.. اما من يتحمل المسؤولية فهي مراصدنا الدينية التي اشرنا سلفا الى ان خطابها لم يتطور تبعا للتطورات التي حدثت في مجتمعنا وعن قوله أيضا، والمسألة لا تتوقف عند قيمة التدين المغلوط، وانما ثمة عقلانية مغشوشة وثمة تعبئة سياسية وفنية مبالغ فيها، هذه الاخيرة تحشد طاقات الشباب وترفع وتيرة حماسهم نحو هدف مجهول، وحين يريدون تفريغ هذه “الطاقة” لا يجدون الا “العنف” طريقا لها. التعبئة هذه من اسوأ وسائل التحريض، ونحن للاسف نمارسها في خطابنا الديني، والفني والسياسي. دون ان ننتبه الى مكان تفريغها.. ومآلات انفجارها، والقنوات المناسبة لايصالها للهدف المطلوب.
باختصار، ثمة “فراغ كبير يقف وراء ما نعانيه من مشكلات وانسدادات اجتماعية، سواء تمثلت هذه المشكلات بالعنف او الانتقام او الانسحاب من العمل او الامراض النفسية او الجنوح للانتحار.. الخ، هذا الفراغ لا يقتصر على غياب “العلم” وبحوثه، ولا المؤسسات ومقرراتها واجراءاتها، ولا المجتمع بمؤسساته البديلة، وانما يتجاوز ذلك الى “غياب” الفكرة الموّحدة، والقيمة الفاعلة، والنموذج الحيّ، والانشطة المحركة، والرموز الملهمة، والمرجعيات المعتبرة القادرة على الاستيعاب والاحتواء والتأثير، وقبل ذلك الخطاب العملي القادر على اقناع الشباب “تحديدا” والتأثير فيهم، سواء أكان هذا الخطاب دينيًا أم علميًا أم سياسيًا.
في العادة، هذا الفراغ يبحث عمن يملؤه “لا تسأل” كيف”، ويولد الاحباط، ويدفع الى التزاحم، ويغذي “الهوى” داخل النفس ويعيق مرور “شحنات” الطاقة الفاعلة، بما تحتاجه من قيم فاضلة، ويكدس الشعور بالانكفاء او الافراط، بالحماسة... وهذه تكفي لانتاج ما هو أسوأ من العنف.. هذا الذي يعاني منه مجتمعنا الآن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  حسين الرواشدة    لا نرى الا أنفسنا ..! - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حسين الرواشدة لا نرى الا أنفسنا ..!     حسين الرواشدة    لا نرى الا أنفسنا ..! - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 15 مايو 2018, 6:26 am

لا نملك الا الغضب
حسين الرواشدة

كل ما رشح عربيا عن جريمة نقل السفارة الامريكية الى القدس منذ اعلان ترامب وحتى اليوم (موعد التنفيذ) كان موشحا - ليس اندلسيا بالضرورة - بالغضب: المسيرات والاعتصامات والتظاهرات التي خرجت احتجاجا في شوارعنا كان عنوانها الغضب، البيانات التي صدرت من كل اتجاه، رسميا وشعبيا، كانت تدور حول الغضب، لغة التحليلات التي نظمها الخبراء ومقاولو التعليقات الساخنة كانت تفيض بالغضب ايضا.
ترى ، هل تمتلك امتنا غير هذا الرصيد الضخم من الغضب، هل عجزت عن ولادة سلالة اخرى خالية من (كروموسومات) الغضب، هل اصبح قدرنا ان نغضب.. ونغضب حتى ننفجر، وماذا يفيد الغضب؟. الم نغضب حين هزمنا في 48 وانتكسنا في 67، وحين جنحنا الى السلام كضرورة، والى تسليم واشنطن مفاتيح القضية والى انتظار هدم الاقصى والى تدمير غزة، والى اخر المسلسل الذي كان الاحتلال بطله الفاعل.. ونحن على الشرفات نتقطع من القهر والغضب.
ليس صحيحا ان ثروتنا الوحيدة مجمدة في بنوك “الغضب” او انها وقت الضرورة تسيل كالمياه الجارية لتسدد فواتير الدفع العاجل والشيكات الممهورة باسم مداراة الخجل والحرج، لدينا اكثر من غيرنا ثروات طائلة يمكن ان ترغم رؤوس غيرنا على الانحناء والتواضع حين يتعاملون معنا، لدينا اوراق وارصدة هائلة من السياسة الى الاقتصاد، يمكن ان نطرحها على طاولة المقايضة لينصت غيرنا الى اصواتنا المبحوحة، لدينا علاقات علنية واخرى سرية مع هذا الاحتلال حتى قبل مؤتمر مدريد وحتى قبل قرار جامعة الدول العربية، انهاء المقاطعة غير المباشرة من الدرجتين الثانية والثالثة “1994” مع اسرائيل، علاقات سياسية وتجارية وسفارات ومكاتب، واتفاقيات وعهود.. يمكن ان نستخدمها بدون غضب للضغط على هذا الكيان وانتزاع التزامه واحترامه لحقوقنا، ولدينا ايضا معابر يمكن ان نفتحها بلا قرار من مجلس الامن لفتح شرايين الحياة على اهلنا في غزة.
لا نحتاج لمزيد من الغضب وانما لمزيد من العمل والتضحية والتعب، لمزيد من الفهم والحركة والشجاعة، لخيارات واقعية تعكس قدرتنا على الدفاع عن ذاتنا وكرامتنا، بخطوات جادة تقنع الاخرين باننا ما زلنا احياء.. واقوياء.. ومصرين على الرد بالمثل، والتعامل بذات المكاييل.. والخروج من دائرة “الاستهانة” وطلاق منعطف التوسل والتنديد والغضب، واعتناق مبدأ “البادئ اظلم”.
ان نشعر بالغضب فهذا يعني اننا ما زلنا احياء، ولا تزال مشاعرنا تنبض وتتحرك وتتفاعل، لكن المشكلة هي اننا “ادمنا” على هذا الاحساس، ووقفنا عند حدوده، ولم نتجاوزها الى ما يفترض من فاعلية وانتاج.. او من “غضب فاعل”: يتحرك على الارض ويؤثر ويقنع الاخرين بان “الحمرة” لا تقتصر على العيون والحناجر فقط، وانما الاعمال والردود ايضا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  حسين الرواشدة    لا نرى الا أنفسنا ..! - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حسين الرواشدة لا نرى الا أنفسنا ..!     حسين الرواشدة    لا نرى الا أنفسنا ..! - صفحة 2 Emptyالأحد 03 مارس 2019, 10:57 am

حسين الرواشدة
"الفساد" حين خرج من "المناهل"..!


في «الازمات» فقط يمكن ان نرى صورتنا بوضوح، بلا رتوش ولا مكياج، فمن تجول في العاصمة خلال «الشتوة العابرة» رأى بعينيه كيف تحولت شوارعنا الى بحيرات ومستنقعات، وكيف خرجت المياه من «المناهل» على شكل «نوافير»، وكيف «غرقنا» جميعا في «شتوة» لم تكن مفاجئة ابدا.

حين تحدّق في صورة عمان مع «الشتوة» الاخيرة، وفي تصريحات المسؤولين عن «المستور» الذي انكشف،هل تصدق بأنه لا يوجد لدينا شبكة كاملة للصرف الصحي، وبأن ما لدينا الان ليس اكثر من «توصيلات» انتهى عمرها الافتراضي، هل يعقل ان «تغرق» عمان في ساعات دون ان تتحرك آليات الامانة لشفط المياه من الشوارع؟ هل تصدق بأن كل المليارات التي صبت في الأمانة ومشروعاتها ( 534 مليونا موازنة الامانة) لم تحرك مسؤولا للتفكير في بناء شبكة صرف تتناسب مع معدل هطول الامطار في بلادنا، اين ذهبت مئات الملايين التي دفعها أهل العاصمة دون أن يروا أثرا من خدمة؟.

هل كنا بحاجة فعلا الى هذا المشهد لكي نعرف انفسنا ونكتشف «اوجاعنا»..؟ ربما، فقد اتاحت لنا هذه «النعمة» الربانية فرصة لا تتكرر كثيرا لكي نكتشف اين اصبنا وأين اخطأنا؟ كيف نفتح طرقنا وشوارعنا المسدودة وكيف نغلق «المسارب» امام المياه التي تسربت الى بيوتنا ومحلاتنا؟ والاهم كيف نخرج من انسدادات السياسة والادارة العامة التي اورثتنا كل هذا اليأس والفوضى والارتباك.

لا اتحدث فقط عن «الطقس» وما فعله بنا، وانما اقصد ما فعلته بنا الادرة العامة والسياسة ايضا على مدى الاعوام المنصرفة، واذا كان الطقس قد كشف لنا ما فعلناه بأنفسنا، ابتداء من هذا الاهمال الذي تسبب في «غرق» عمان، مدينتنا الجميلة، الى «الفساد» الاداري الذي خرج هذه المرة من «المناهل» وقنوات الصرف الصحي والانفاق، الى اختفاء بعض المسؤولين عن الميدان، فان ما كشفته السياسة ايضا يحتاج الى وقفة اطول.

حين ندقق في «الطقس السياسي» الذي اراد البعض ان يبقيه دائما ملبداً بالغيوم والازمات، نكتشف بأن بلدنا لا يحتمل «قيراطا» من الفوضى، فقد غرقنا جميعا في «شتوة» لم تستمر الا يومين، فكيف - لا قدر الله - لو تحولت الى زلزال او عاصفة او بركان، والسؤال هنا لا يتعلق بما فعله «الناس» وانما بما فعله بعض المسؤولين الذين يريدون جر البلد الى «الاستعصاء»، وبما فعله «الفساد» في بنى المجتمع وبنى الشوارع والمدن، وبما فعله غياب المحاسبة والمساءلة حين تسود لغة «الملاومة» بين اطراف لم تستطع ان تتحمل مسؤولياتها فتوجهت الى تحميل المواطنين اعباء اهمالها وتقاعسها عن العمل.

حين ندقق ايضا في «طقس الادارة العامة» سنكتشف ما فعلته بنا التعيينات التي انزلت بعض المسؤولين بـ»بالبرشوت»، وما فعلته معايير الواسطة والمحسوبية التي اقصت الكفاءات واكرمت الاقرباء والاصدقاء واصحاب الحظوة، مشكلتنا هنا في فساد الادارة الذي خرج من قمقم غياب العدالة في التوظيف، وغياب المنطق في الاداء وتحمل المسؤولية،وغياب الاخلاص في العمل.

في مرآة «الشتوة» العابرة، على صعوبتها ومرارة شعورنا «بالخيبة» على الاموال التي هدرت لبناء «المصارف» دون ان نرى لها اثراً، وعلى «الايام» الجميلة التي كانت فيها عمان واخواتها يقفن «كالطيور» اسابيع امام موسم «الثلج» والامطار الغزيرة، في تلك المرآة رأينا «سخرية» الاردنيين التي عبرت عن افضل ما لدينا، ورأينا صورة رجل الامن والدفاع المدني والدرك وهم يقومون بواجبهم الانساني، ورأينا صورة «اعلامنا» الحقيقي الذي خرج من زحمة «التمجيد» وتوزيع بطاقات الشكر الى معترك العمل بالتعبير عن نبض الشارع ونقل معاناته ونقد الذين قصروا بحق المجتمع واساءوا لحقوق الناس.

امامنا فرصة ثمينة للمقاربة بين ما فعلته بنا «ازمة» شتاء عابرة وبين ما فعلته بنا «ازمة» سياسة وادارة عامة، ومع انه من الصعب فك الاشتباك بين الازمتين الا ان ما كشفته لنا الاولى من «كوارث» يمكن ان يفيدنا في تجاوز الثانية، كما ان ما تركته لنا الاولى من دروس يمكن ان يعيننا في التماس الحلول المناسبة لطي صفحة الاخرى.. فهل بوسعنا ان ننظر مرة اخرى في المرآة لنرى صورتنا في الازمتين؟

  حسين الرواشدة    لا نرى الا أنفسنا ..! - صفحة 2 P_1157tyfau1




  حسين الرواشدة    لا نرى الا أنفسنا ..! - صفحة 2 D0gBvPMX0AAcQFt


  حسين الرواشدة    لا نرى الا أنفسنا ..! - صفحة 2 D0gBZdqXcAUWxgh
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  حسين الرواشدة    لا نرى الا أنفسنا ..! - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حسين الرواشدة لا نرى الا أنفسنا ..!     حسين الرواشدة    لا نرى الا أنفسنا ..! - صفحة 2 Emptyالأربعاء 16 أكتوبر 2019, 9:06 am

تونس تتكلم بالعربي الفصيح ..!
تصر تونس على ان تُلهمنا من جديد، في المرة الاولى اطلقت شرارة «التغيير» بعد ان احرقت نيران القهر جسد «البوعزيزي» فامتد الحريق لكي يصنع «ربيعا» عربيا يتجدد كل يوم..

وفي المرة الثانية اطلقت «صافرة « الديموقراطية بعد ان ودع الناس هناك منطق الخوف من تزوير «اصواتهم» ومنطق الاستقالة من السياسة والمشاركة فتصالحوا مع بلدهم ومستقبلهم وقرروا ان يحتكموا الى الصناديق.

من يدقق في المشهد التونسي كما كشفته «الانتخابات» الاخيرة التي افرزت  قيس سعيد  رئيسا سيدرك على الفور ان «ثورة الحرية والكرامة» لم تسقط نظام الاستبداد فقط، وانما اسقطت معه افكارا – اوهاما ان شئت-  سممت اذواق الناس واذهانهم ايضا.

اسقطت فكرة «عزوف الناس عن المشاركة» بذريعة انهم لا يؤمنون بالصناديق او انهم غير ناضجين لممارسة الديمقراطية، واسقطت فكرة «العنف» الاجتماعي الذي استخدم كفزاعة لتفصيل الديمقراطية المطلوبة على مقاسات جاهزة ومحددة، واسقطت فكرة الانتصار لطرف دون اخر على حساب الانتصار للوطن، وهي التهمة التي الصقت بالاحزاب لطردها من دائرة «التعددية» والوطنية لكي يظل الحزب الواحد منفردا بالسلطة والحكم ، كما اسقطت ايضا فكرة «المؤامرة» التي تقف خلف التغيير  وفكرة «الفوضى» التي سيفضي اليها التغيير.

اذا كانت صورتنا في  عصر» حروبنا الاهلية»  التي رفعت البنادق مع المصاحف – وآسفاه – قد افزعتنا، فإن صورتنا الاخرى في مرآة اخواننا التوانسة تدهشنا وتسعدنا وتلهمنا ايضا، فبعد مخاضات طويلة تقلبت فيها تونس بين فصول الضجيج والهدوء وتغلبت فيها على منطق الخوف والانانية والاستعلاء،  اصبح بمقدورنا  -اليوم- ان نتعلم  من تجربة اشقائنا، اولا – درس  «التوافق»  حين يكون حلاً لمشكلاتنا، وثانيا –  درس»التنازل»  حين يكون قوة لا ضعفا، وثالثا  – درس  «الانتصار «  حين نجرد حسابات الربح والخسارة فنجد اننا نخسر لما ينتهي صراعنا على الحاضر أو الماضي إلى «تضييع» المستقبل، ونكسب حين تتقدم مصلحة «الجماعة الوطنية» على مصالح الجماعات والأحزاب والتيارات، ورابعا – درس الشراكة و»التعددية» اذ  يلتقي العلماني مع الليبرالي مع الإسلامي على طاولة واحدة بعيداً عن صراع «الملفات» الإقليمية وإغراءات «الاستحواذ» على السلطة.

 تقول لنا تونس، وهي تتحدث بالعربي الفصيح انه لا يمكن للاخرين – مهما كانت قوتهم ومهما اشتد كيدهم ومكرهم – ان يعبثوا  او يتدخلوا او ينتصروا الا  اذا انحنت الظهور لهم، فالدول  والاوطان مثل الاجساد قد تهاجمها الامراض ولكنها لا تتغلغل في اوصالها  ولا تشل حركتها  اذا كانت محصنة وتتمتع بما يلزمها من عافية.

يمكن للإنسان العربي الذي «تعب» من الاحتجاجات ويأس من سطوة الانقلابات وأوشك أن يفقد أمله في «التغيير»، وللشعوب التي لا تزال تخرج لاسترداد حرياتها وحقوقها، كما يمكن لكل المتشوقين إلى «الحرية» والعدالة أن يحدّقوا في صورة «تونس» الجديدة وأن يستلهموا من تجربتها مدداً للأمل والهمّة والإصرار.

نحتاج الى استحضار صورة تونس»الخضراء» وانتخاباتها الديمقراطية  لعلها تعوضنا عن صور «العواصم» الحمراء التي لوّنها الدم، وتطرد من عقول اجيالنا وقلوبهم كوابيس الخوف والاحباط ، وتبدد هذا الغبار الكثيف الذي حوّلنا الى احصائيات من القتلى واللاجئين في اوطان تحولت الى سجون وتوابيت ومقابر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  حسين الرواشدة    لا نرى الا أنفسنا ..! - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حسين الرواشدة لا نرى الا أنفسنا ..!     حسين الرواشدة    لا نرى الا أنفسنا ..! - صفحة 2 Emptyالسبت 26 يونيو 2021, 10:17 am

هذا خطأ كبير أرجو أن نستدركه

حسين الرواشدة

ما حدث في عالمنا العربي هو أن السلطة استأثرت بكل شيء، ولكي تضمن استمرارها وتحافظ على امتيازات النخب التي تدور في فلكها، توجهت إلى تأميم المجتمع وإخضاعه، وبدل أن تستثمر فيه وتنميه، تعمدت تجفيفه وتجريفه، وانشغلت بالعبث في نواميسه، سواء من خلال إشاعة الكراهية بين مكوناته، أو تهجير كفاءاته، أو ضرب رموزه أو إفقاره.

تحت سطوة الإحساس بالقهر انفجر المجتمع، وكان يمكن أن نشهد تحولات جادة وصحيحة في إطار إعادة بناء العلاقة بينه وبين السلطة وصولا إلى تأسيس الدولة، لكن هذا الانفجار أفضى (لأسباب داخلية وخارجية) إلى حالة من الفوضى كان عنوانها العنف والتطرف ، وبالتالي خسرنا فرصة «التصحيح» ، وأصبحنا أمام مرحلة من الهدم ، وأخشى أن أقول بأنه لا يوجد في الأفق على المدى المنظور، مع غياب الكتلة التاريخية القادرة على إنتاج مشروع البناء، أية بارقة أمل لاستنهاض المجتمعات مرة أخرى، او توجيه الجسد للخروج من الفوضى والتوحش واليأس إلى التعقل والتصالح ، او تكرار واقعة الانفجار بصورة أفضل وإرادة اكبر.

في ظل تفكك المجتمع ، كان طبيعيا أن تنهار الدولة بسرعة، وان يتسيد المشهد «الفاعلون» الذين عانوا بشكل او بآخر من قهر السلطة، سواء أكان هؤلاء يمثلون ميليشيات ذات ولاءات ممتدة، او طوائف تشعر بالمظلومية والتهديد،او نخب سياسية وجدت أن مصالحها تتقاطع مع بقاء الوضع على ما هو عليه وان التغيير سيجردها من امتيازاتها، فيما وجد الآخر ، الإقليمي والدولي، ان ثمة فراغا نشأ بعد سقوط الدولة فسارع إلى ملئه، وما كان ذلك ليتم بهذه الصورة المفزعة لو أن المجتمعات تتمتع بما يلزم من عافية، او أنها محصنة اجتماعيا وثقافيا لمواجهة عواصف الكراهية المحملة على مراكب الدين والطائفة والمذهب، وقبل ذلك مركب السياسة.

إن كثيرا من الأسئلة التي نتداولها اليوم حول غياب الحكماء او انتشار جراثيم التطرف ، او ضعف المؤسسات التي تشكل بنية الدولة ، او تراجع أصوات الاعتدال ، او جنوح الشباب نحو الوقوع في غواية التوحش، او ما يحدث من انشقاقات داخل الأحزاب والحركات ، وغيرها من أسئلة الفوضى التي أنتجت المشهد المفزع الذي نراه يتمدد في عالمنا العربي ، كلها لها إجابة واحدة وهي ان مجتمعاتنا أصبحت»مريضة» تماما، وبالتالي فان العقاقير التي نصرفها من اجل معالجتها تذهب بنا إلى صيدليات التخلف وربما التشظي و الصدام ، والسبب هو أن ما أنجزناه على امتداد العقود الماضية انصب في «خانة» القبض على روح المجتمع وزرع الألغام داخله وتحويله إلى مجرد «هياكل» مفرغة من مضامينها، وأجساد تتحرك بلا استبصار وبلا آمل ..وبلا رؤوس أيضا.

الآن لا بد أن ننتبه إلى أن المهمة التي يتوجب على الدول القيام بها ، خاصة لمن نجا من» تسونامي « الفوضى والانكسار، هي النظر بعيون مفتوحة إلى المجتمع،لا لفهم حركته فقط، وإنما للحفاظ على وحدته وتماسكه، ونزع الألغام التي وضعت لكي تفجّره، وتحريره من الخرافات والأوهام التي أشغلناه بها، ثم الانتقال فورا من مرحلة التجريف التي استهدفته إلى مرحلة التنمية الحقيقية والبناء الجدي والشراكة العادلة.

أخشى ما أخشاه أن يتصور البعض أن الاستمرار في «تصفية» قوى المجتمع وتفكيك مؤسساته هو الضمان للحفاظ على استمرار الدولة واستقرارها..وهذا خطأ كبير أرجو أن نستدركه وان لا نقع فيه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
حسين الرواشدة لا نرى الا أنفسنا ..!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
» إلــى أيـــن نحـــن ذاهـبــون..؟!حسين الرواشدة
» كيف نحمي أنفسنا من التسمم بالعفن؟
»  لماذا نتحدث مع أنفسنا وما الاكتئاب المبتسم؟
» الدكتور حسين عمر توقه
»  صدام حسين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: اردننا الغالي :: شخصيات اردنيه-
انتقل الى: