التاريخ على أبواب القدس ومراكش وتونس..
مدن عربية ما زالت تحتفظ بأسوارها العريقة
كانت المدن العربية في السابق مُحاطة بأسوار حصينة من أجل توفير الحماية والأمان لرعاياها، وكذلك من أجل صدِّ هجمات الغزاة، ولكن تغير الوضع مع التطورات التاريخية.
لم تعد فكرة السور والأبواب جيدة؛ إذ تبيَّن أن توفير الحماية والأمان عملية أكثر تعقيداً من أن توفرها جدران حجرية، وبعدها اختفت الكثير من الأسوار والأبواب ولكن ظلت بعض المدن العربية تحتفظ بها استعراضاً وافتخاراً بتاريخها، ونستعرض معاً في التقرير بعض هذه المدن.
1- مدينة مراكش - المغرب
بُنيت مدينة مراكش المغربية، أو المدينة الحمراء، عام 1071-1072م، وكانت هذه المدينة عاصمة لدولة المرابطين، ومن بعدها دولة الموحدين، وقد انتشر في تلك الحقبة التاريخية بناء القصبات المحصنة بالأسوار والأبراج والأبواب الحصينة، وذلك للدفاع عنها ضد هجمات الغزاة.
كانت مراكش تملك في السابق أكثر من 14 باباً تاريخياً، اندثر الكثير منها، ولم يبق سوى
باب "أكناو"، وهو الباب الرئيسي للقصبة الموحدية، وأُسِّس في عهد السلطان الموحدي "عبدالمؤمن بن علي الكومي"، وأشرف على ترميمه المعماري الفرنسي شارل ميسو في بداية ستينات القرن العشرين.
"أكناو" هو اسم أمازيغي، ويعني باللغة العربية "الأبكم"، ويذكر أن مدينة مراكش التاريخية تُعد من ضمن ثمانية ممتلكات لدولة المغرب مُسجلة في لائحة
التراث العالمي لليونسكو.
2- مدينة مكناس - المغرب
شُيّدت مدينة مكناس المغربية من قبل المرابطين خلال القرن الحادي عشر؛ بهدف جعلها مؤسسة عسكرية، ثم أصبحت بعد ذلك عاصمة للبلاد في عهد المولى إسماعيل (1672-1727م)،
مؤسس الدولة العلوية، ومكناس اسم أمازيغي يعني باللغة العربية "المحارب".
ومن أشهر أبواب مدينة مكناس "باب المنصور"، الذي شيده السلطان مولاي إسماعيل، وأكمل بناءه ابنه مولاي عبدالله عام 1732م، ويعد من أضخم أبواب المدينة المغربية وأكثرها إبداعاً هندسياً، وهناك أيضاً باب مراح، الذي يعتبر من الأبواب التاريخية للعاصمة الإسماعيلية المشيدة
بعد العهد العلوي.
3- مدينة تونس- تونس
من أصل 24 باباً تاريخياً كانت تملكها مدينة تونس قبل عدة قرون، استطاعت المدينة الحفاظ على خمسة أبواب فقط لا تزال قائمة إلى الآن، واندثرت أغلب أبواب المدينة جراء التطورات التاريخية التي شهدتها، وأما الأبواب الخمسة التي ما زالت قائمة حتى الآن فهي:
1- باب البحر: وقد شُيد هذا الباب في
عهد الأغالبة، ويقع حالياً في السور الشرقي لمدينة تونس، قُبالة بحيرة تونس، مما يُسهل الحركة بين المدينة والمرفأ في البحيرة، وهناك بعض المعتقدات التي تذكر أن مياه البحر كانت تصل إليه، ولكن هذا لم يحدث أبداً، وإنما سُمي بباب البحر، لأنه يُفتح في اتجاه البحر.
2- الباب الجديد: بُني في عهد السلطان يحيى الحفصي عام 1278م، وقد تضرر هذا الباب خلال الحقبة الباشية الحسينية في الربع الثاني من القرن الثامن عشر، وجُدد في عهد علي باي بن حسين عام 1869م، ويُعرف أيضاً باسم باب الحدادة لأنه ينفذ إلى سوق الحدادة.
3- باب سعدون: بُني هذا الباب عام 1350م، بجانب باب السويقة وسُمي بهذا الاسم تيمناً برجل صالح يُدعى سيدي أبو سعدون كان يسكن بالقرب منه في القرن الخامس عشر، ويُفتح هذا الباب على طرق كل من مدينة باجة وبنزرت والكاف.
4- باب الخضراء: شُيد هذا الباب عام 1320م على شكل قوس بسيط، ويقع شمال مدينة تونس، وقد هُدم وأُعيد بناؤه على شكله الحالي عام 1881م، وذلك لتسهيل التبادلات التجارية ونُسب اسمه إلى إحدى مدن تونس.
5- باب العسل: بُني في العهد العثماني، وسمي بهذا الاسم على لقب عائلة بني عسل، وهي عائلة غنية كانت
تسكن قرب الباب.
عَرفت مدينة تونس خلال تاريخها سورين، أحدهما سور داخلي وهو البوابة الأولية للمدينة والذي شُيد في عهد دولة الأغالبة، وضم هذا السور خلال بداية بنائه خمسة أبواب هي: باب البحر، باب سويقة، باب الجزيرة، باب أرطة، باب قرطاجنة، كما كان هناك أيضاً سور خارجي للمدينة وضم بابين هما: باب الجزيرة من الناحية الجنوبية وباب سويقة من
الناحية الشمالية.
4- مدينة القدس- فلسطين
بُني سور مدينة القدس بفلسطين في العهد الكنعاني، وتعرَّض هذا السور للدمار على أيدي القوات الإسرائيلية المحتلة أكثر من مرة، ويأتي السور على شكل شبه المنحرف، وله أربعة وثلاثون برجاً، أشهرها برج كبريت وبرج اللقلق.
ولسور مدينة القدس سبعة أبواب مفتوحة، وأربعة أبواب مغلقة، والأبواب المفتوحة هي:
1- باب العمود: شُيد في عهد السلطان سليمان القانوني العثماني، ويقع في منتصف الحائط الشمالي لسور القدس.
2- باب الساهرة: باب بسيط البناء بُني في عهد السلطان سليمان القانوني العثماني، ويعرف أيضاً باسم باب "هيرودوتس".
3- باب الأسباط: بُني أيضاً في عهد السلطان سليمان القانوني العثماني، وسُمي أيضا باب القديس وباب الأسود؛ وذلك لوجود أسدين على جانبي مدخله.
4- باب المغاربة: يُعد أصغر أبواب القدس ويقع في الحائط الجنوبي لسور القدس.
5- باب النبي داود: بُني أيضاً في عهد السلطان سليمان القانوني العثماني ويُطلق عليه أيضاً باب صهيون.
6- باب الخليل: يُسمى أيضاً باب يافا، ويقع في الحائط الغربي لسور القدس.
7- باب الحديد: فُتح عام 1898م، بعد زيارة الإمبراطور الألماني "غليوم الثاني" للقدس، ويقع الباب في الجانب الشمالي للسور.
أما الأبواب المغلقة فهي:
1- باب الرحمة: الذي يؤدي مباشرة إلى الحرم الإبراهيمي، ويعود إنشاؤه إلى العهد الأموي وسُمي بالباب الذهبي لشدة جماله.
2- الباب الواحد: شُيد في زمن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، ويقع في الحائط الجنوبي لسور القدس.
3- الباب المزدوج: يتكون من بابين يعلو كل منهما قوس، ويؤدي إلى الحرم مباشرة ويقع في الحائط الجنوبي للسور، وبُني في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان الأموي.
4- باب المثلث: يتكون من ثلاثة أبواب تؤدي إلى الحرم، ويقع في الحائط الجنوبي، وشُيد أيضاً خلال حقبة حكم الخليفة
عبد الملك بن مروان.