سناء طوطح
قال أفلاطون يوماً ما بأن " الجهل أصل كل شر"
فالجهل من أكبر الألغام المزروغة في بلادنا، والتي تلقي بنتائجها و أثارها على كل ما هو عنصر ضعيف في المجتمع، والمرأة التي تعتبر البنية الأساسية لتقدم المجتمع، ما زالت تعاني ما كانت تعانيه في مختلف الحضارات من حضارات الإغريق و الرومان..الخ ، وبالرغم من التقدم الهائل الذي يشهده العالم ككل
في شتى المجالات والأصعدة ما زال الجهل متفشياً في مواجهة المرأة، فما زالت المرأة أسيرة للعادات والتقاليد البالية البعيدة كل البعد عن مختلف العقائد ومنها الإسلام الذي كفل للمرأة حقوقها، حيث خاطب الله سبحانه وتعالى المرأة في كتابه الكريم بمثل ما خاطب الرجل وساوى بينهم من حيث القيمة الإنسانية والروحية، ونهى عن العديد من العادات والتقاليد المجحفة بالمرأة، فقد ساوى الإسلام بين المرأة والرجل في أداء العبادات، كما ساوى بينهم في القوانين المدنية والجزائية فكل منهما محفوظ النفس والعرض والمال، كما كفل لها حق التعليم فنص على أن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، كما منحها الحق في العمل والتملك وغير ذلك من الحقوق.
وقد منحت المرأة في العالم الحديث الحقوق و الحريات التي تصعد وتترقي بها، مع العلم بأن تلك الحقوق والحريات تختلف باختلاف سياسة كل بلد، ففي البلدان الديمقراطية نجد أن المرأة قد حصلت على حرية كاملة في مختلف الميادين، و قد تناولت حقوق المرأة الكثير من الإعلانات والمواثيق الدولية التي
أصبحت متعارفاً عليها من قبل العوام في كل مجتمع، كما كفلت معظم دساتير العالم على حقوق المرأة وخاصة حق المساواة بينها وبين الرجل، وعقدت الكثير من المؤتمرات ومن أقدمها مؤتمر مكسيكو سيتي لعقد الأمم المتحدة للمرأة: المساواة والتنمية والسلم عام 1975، وقد جاء في مؤتمر بكين " بلوغ الهدف المشترك، المتمثل في تحقيق المساواة بين الجنسين في مختلف أنحاء العالم". وغير ذلك الكثير من ما تم التوصية عليه في الكثير من المؤتمرات الدولية والإقليمية التي عنيت بشأن المرأة.
كل هذا وما زالت المرأة تعاني وتدفع فاتورة جهل والدها و أخاها وزوجها وابن عمها وابن خالها ، ولم يتبق إلا أن يأتي الجار لكل يتدخل بشؤونها الخاصة بها، أيها الرجال سيأت ذلك الوقت الذي ستدركون من خلاله أن المرأة مثلها مثل الرجل خلقها الله عز جلاله، ولها عقل وقلب كما للرجل، ادرك تماما على سبيل المثال أن الرجل قد يقلق على المرأة إن كانت ابنته، زوجته، أخته كما العكس صحيح في حال ذهاب أحدهم إلى نزهة ما او عمل فمن ذلك الباب قد أخبر أبي أو زوجي أو أخي بأنني ذاهبة لذلك (المشوار)، ولكن استغرب وبشدة حول الحكمة من أخذ إذن أحدهم لكي أذهب لكي أبتاع شيئاً ما. الفتاة تعلمت وقد اصبحت مهندسة أو محامية أو طبيبة، وما زال اخاها او والدها أو زوجها يصدر قراراً لها بأن لا تتاخر عن الساعة الرابعة عصرا على سبيل المثال، ما ذنب المرأة ما ذنب المرأة أن تبقى أسيرة لجهل هؤلاء!.
ويا للهول حينما تتعرض إحدى النساء للطلاق الذي يعتبر جريمة لدى البعض، ولكي تعيل نفسها تقرر أن تتوجه للبحث عن عمل ما يكن سنداً لها من ناحية مادية وحتى معنوية فهي تندمج مع المجتمع بعد مسلسل القال والقيل الذي واجهته من لحظة ما قبل الطلاق إلى لحظة الله أعلم، فحينها يقفز أحد الأخوة ويقل لها لا تعملين إلا بارتداء الحجاب، أما من دون عمل فحسناً لا إجبار على الحجاب(لا مخافة من الله ولكن تأليه للعادات والتقاليد(صنم العادات والتقاليد)، و أخ اخر ينفجر غلم من تحته و يحلٌق ويقول لا والف لا، مطلقة وتعملين، ما ذنب المرأة أن تدفع فاتورة جهل هذا الاخ أو الأب.
وما هذا الا مثال بسيط حول ما تعانية الفتيات والنساء الغير متعلمات منهن والمتعلمات، لا أدري ما الحل بالفعل، ولكن ما ذنب المرأة أن تدفع فاتورة الجهل، وكون لا مال لها لدفع الفاتورة(فلم تحصل على النفقة بعد من المجرم الاخر في حياتها)، فتدفعها من صحتها وسعادتها وراحة بالها وأخيراً تنهار، شكرا لك أيها الأب والأخ والزوج على هذا العقاب الظالم للمرأة للمرأة التي انجبتك، للمرأة التي تأكل أنت من جسدها لكي تأتي لهذه الحياة لكي تحطمها بالنهاية، انتم أكلين للمعروف.