أيهما الصادق عباس أم الطيراوي أم كلاهما يضللان؟
ينطلق النقد بالتعريف بالمصدر ثم بمكونات المادة الاعلامية ثم بشرح الفكرة العامة لهذه المادة و بيان نقاط ضعفها و قوتها ثم نقضها او اقرارها, و لا يعد ابداء الرأي مباشرة نقدا..
أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء توفيق الطيراوي على أن أمريكا هي العدو الأول للشعب الفلسطيني لأنها تدعم "إسرائيل" في ظلمها علينا، وقال "علينا قبل أن نضرب إسرائيل بالأحذية أن نضرب عملائها بالأحذية"...إن من يمنع أن يقال العدو "الإسرائيلي" بأنه عدو هو نقيض للوعي الوطني وثوابت الشعوب المحتلة، وعليهم الرحيل، وشدد على أهمية التعليم وبناء جيل وطني قادر على المقاومة والرفض....وأكد أن حركة "فتح" لم تلق بندقيتها جانبا، فهي منذ انطلاقتها رائدة المشروع الوطني الفلسطيني وستبقى كذلك.
وفي الوقت نفسه كان رئيس السلطة الفلسطينية يتحدث في الدومينيكان قائلاً: "قبلنا اقامة دولة على مساحة 22% والان يلاحقوننا بالاستيطان والجدار الذي بنوه على اراضينا بعد ان قتلوا القائد الإسرائيلي الشجاع اسحق رابين وتاهت عملية السلام"، وقال عباس: "يريدون منا أن نتطرف، يريدون منا أن نطلق النار ولكننا لن نفعل ولن ننجر وراء دعوات الصحف العبرية لمواجهة ثالثة". وسبق لعباس أن صرح قائلاً: "أن علاقتنا جيدة مع امريكا لكن الأخيرة حليفة لإسرائيل".
مقارنة خاطفة لتصريحات الطيراوي وعباس تظهر التناقض الواضح بينهما، فهل تصريحات الطيراوي للاستهلاك المحلي ولتضليل الرأي العام في فلسطين بينما تصريحات عباس موجهة لقادة الدول التي يجوبها رغباً ورهباً؟
عن أي عدو يتحدث الطيراوي؟! هل عمن وصفهم عباس بأنه لا يريد نزع الشرعية عنهم وأنه يبحث عن شرعية للعيش بجوارهم؟! أم عن الذين يعطونه وزملاءه وأزلام السلطة بطاقات VIP؟! وعن أية بندقية يتحدث؟! هل بندقية الخشب التي استبدلتها المنظمة والسلطة ببندقية البارود المزغردة؟! أليس كل من يطلق رصاصة في عرف الطيراوي –وهو كان على رأس جهاز أمني غارق في التنسيق الأمني- هو مجرم خارج عن الصف الوطني لا يخدم مصالح الشعب الفلسطيني العليا؟!! أليس وقف "التحريض" في المدارس والمساجد ووسائل الإعلام ضد يهود هو أحد انجازات السلطة التي تغنى بها عباس وفياض في نيويورك من قبل؟! وعن أي مشروع وطني يتحدث الطيراوي هل هو مشروع عباس بإقامة دويلة على 22% ؟! هل لهذا انشئت المنظمات وخاضت ما يسمي بالكفاح المسلح عقوداً؟! ولماذا يواري الطيراوي في تصريحاته عندما يتحدث عن المقاومة والرفض؟ أي مقاومة هذه وما شكلها؟!! وإذا كانت أمريكا عدواً فلماذا لا تنزع السلطة يداً من طاعة؟!
أسئلة كثيرة لا تحتاج لإجابة فإجابتها واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ولن يفلح الطيراوي وأقرانه في تضليل أهل فلسطين بعنترياتهم الكاذبة ومعاركهم الوهمية وفرقعاتهم الإعلامية فلن تُحجب الشمس بغربال.
وهي أقوال وتصريحات لا تكاد تطلع عليها شمس حتى يصرح رئيس السلطة بنقيضها مما كان يعتبر في عرف المنظمات الفدائية "خيانية" وبات في سياسة السلطة وجهة نظر بل أشد فلا وجهة غيرها، وباتت المحاسبة على "خيانة" الأمس أمراً محرماً في عرف السلطة دونه الكبت السياسي والحظر الإعلامي والزج بالسجون لكل مخالف أو منكر.
ألا فلتعلم السلطة ومن يعضدها من التنظيمات أن حبل الكذب قصير وأن التضليل والخداع ما عاد ينطلي على أحد فهذا زمن النور بإذن الله، فلقد بزغ فجر الأمة ولكن هؤلاء في سباتهم غافلون.
سؤال يتكرر كلما جد جديد :
من سيحرر فلسطين ؟ من سيحرر المسجد الأقصى ؟
وعليه أجيب : لن يحرر فلسطين والمسجد الأقصى أحد ممن زعم أنّ التنازلات مفاوصات !
ولن يحرر فلسطين والمسجد الأقصى من اعتبر التحرير في المفاوضات والتنازلات !
ولن يحرر فلسطين والمسجد الأقصى هؤلاء الكاتمون على أنفاس الأمة، المجيرون دماء الشهداء وآهات الأمهات لمنافع آنية.
ولن يحرر فلسطين والمسجد الأقصى أصحاب المغامرة الطائشة المتعلقة بطلب العضـويةٍ لدولة فلســطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة بحجم قنّ دجاج على حدود 1967م.
ولن يحرر فلسطين والمسجد الأقصى من انتهج غيرالاسلام له طريق !
ولن يحرر فلسطين والمسجد الأقصى أحد ممن قتل الغلام وأسموه شهيد !!!
وهنا سيسأل سائل عمن قتلوا الغلام وأسموه شهيد؟
فأقول وبالله تعالى المستعان:
...... واليك الحكاية من البداية للنهاية :
قالوا وأعلنوا :الحياة مفاوضات! قلنا لهم:
بل قد حولتموها لتنازلات وخيانات
ــــــــ
يُحْكى أنَّ:
دخل حمار مزرعة رجل
وبدأ يأكل من زرعه الذي تعب في حرثه وبذره وسقيه؟
كيف يُـخرج الحمار؟؟
سؤال محير ؟؟؟
أسرع الرجل إلى البيت
جاء بعدَّةِ الشغل
القضية لا تحتمل التأخير
أحضر عصا طويلة ومطرقة ومساميروقطعة كبيرة من الكرتون المقوى
كتب على الكرتون
يا حمار أخرج من مزرعتي
ثبت الكرتون بالعصا الطويلة
بالمطرقة والمسمار
ذهب إلى حيث الحمار يرعى في المزرعة
رفع اللوحة عالياً
وقف رافعًا اللوحة منذ الصباح الباكر
حتى غروب الشمس
ولكن الحمار لم يخرج
حارالرجل
'ربما لم يفهم الحمار ما كتبتُ على اللوحة'
رجع إلى البيت ونام
في الصباح التالي
صنع عددًا كبيرًا من اللوحات
ونادي أولاده وجيرانه
واستنفر أهل القرية
'يعنى عمل مؤتمر قمة!
صف الناس في طوابير
يحملون لوحات كثيرة
أخرج يا حمار من المزرعة
الموت للحمير
يا ويلك يا حمار من راعي الدار وتحلقوا حول الحقل الذي فيه الحمار
وبدءوا يهتفون
اخرج يا حمار. اخرج أحسن لك
والحمار حمار
يأكل ولا يهتم بما يحدث حوله
غربت شمس اليوم الثاني
وقد تعب الناس من الصراخ والهتاف وبحت أصواتهم
فلما رأواالحمار غير مبالٍ بهم رجعوا إلى بيوتهم
يفكرون في طريقة أخرى
في صباح اليوم الثالث
جلس الرجل في بيته يصنع شيئاً آخر
خطة جديدة لإخراج الحمار
فالزرع أوشك على النهاية
خرج الرجل باختراعه الجديد
نموذج مجسم لحمار
يشبه إلى حد بعيد الحمار الأصلي
ولما جاء إلى حيث الحمار يأكل في المزرعة
وأمام نظر الحمار
وحشود القرية المنادية بخروج الحمار
سكب البنزين على النموذج
وأحرقه
فكبّرالحشد
نظر الحمار إلى حيث النار
ثم رجع يأكل في المزرعة بلا مبالاة
يا له من حمار عنيد
لا يفهم
أرسلوا وفدًا ليتفاوض مع الحمار
قالوا له: صاحب المزرعة يريدك أن تخرج
وهو صاحب الحق
وعليك أن تخرج
الحمار ينظر إليهم
ثم يعود للأكل
لا يكترث بهم
بعد عدة محاولات
أرسل الرجل وسيطاً آخر
قال للحمار
صاحب المزرعة مستعد
للتنازل لك عن بعض من مساحته
الحمار يأكل ولا يرد
ثلثه
الحمار لايرد
نصفه
الحمار لا يرد
طيب
حدد المساحة التي تريدها ولكن لا تتجاوزه
رفع الحمار رأسه
وقد شبع من الأكل
ومشى قليلاً إلى طرف الحقل
وهو ينظر إلى الجمع ويفكر
فرح الناس
لقد وافق الحمار أخيراً
أحضر صاحب المزرعة الأخشاب
وسيَّج المزرعة وقسمها نصفين
وترك للحمار النصف الذي هو واقف فيه
في صباح اليوم التالي
كانت المفاجأة لصاحب المزرعة
لقد ترك الحمارنصيبه
ودخل في نصيب صاحب المزرعة
وأخذ يأكل
رجع أخونا مرةأخرى إلى اللوحات
والمظاهرات
يبدو أنه لا فائدة
هذا الحمار لايفهم
إنه ليس من حمير المنطقة
لقد جاء من قرية أخرى
بدأ الرجل يفكر في ترك المزرعة بكاملها للحمار
والذهاب إلى قرية أخرى لتأسيس مزرعةأخرى
وأمام دهشة جميع الحاضرين وفي مشهد من الحشد العظيم
حيث لم يبقَ أحد من القرية إلا وقد حضر
ليشارك في المحاولات اليائسة
لإخراج الحمار المحتل العنيد المتكبر المتسلط المؤذي
جاء غلام صغير
خرج من بين الصفوف
دخل إلى الحقل
تقدم إلى الحمار
وضرب الحمار بعصا صغيرة على قفاه
فإذا به يركض خارج الحقل ..
'يا الله' صاح الجميع ....
لقد فضحَنا هذا الصغير
وسيجعل منا أضحوكة القرى التي حولنا
فما كان منهم إلا أن قـَـتلوا الغلام وأعادوا الحمار إلى المزرعة
ثم أذاعوا أن الطفل شهيد !!
.لعنهم الله أجمعين