منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الجيش الإسرائيلي وصناعة أمة الشركات الناشئة ! – تقرير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الجيش الإسرائيلي وصناعة أمة الشركات الناشئة ! – تقرير Empty
مُساهمةموضوع: الجيش الإسرائيلي وصناعة أمة الشركات الناشئة ! – تقرير   الجيش الإسرائيلي وصناعة أمة الشركات الناشئة ! – تقرير Emptyالخميس 08 نوفمبر 2018, 6:11 pm

من قلب الكيان الصهيوني.. الجيش الإسرائيلي وصناعة أمة الشركات الناشئة ! – تقرير


مازلنا نحاول التعمُق فى فهم ظاهرة ريادة الأعمال التقنية فى إسرائيل مع كتاب Start-Up Nation : The Story of Israel’s Economic Miracle، وقد سبق وأن تناولنا أهم الأسباب والعوامل التى جعلت من الشركات الناشئة قاطرة نمو للاقتصاد الإسرائيلي، بحسب رؤية الإسرائليين أنفسهم..

غير أن هناك عامل آخر مهم ذكره المؤلفان فى كتابهما، يلعب دوراً أساسياً فى هذا المجال، وهو (جيش الدفاع الإسرائيلي، ونظام التجنيد الإلزامي فيه). لا يخفى على أحد أن إسرائيل تُولِي اهتماماتِها الأولى لجيشها، حيث ينسب مؤلفا الكتاب تصاعد دور الصناعات التكنولوجية في الاقتصاد الإسرائيلي إلى الدور المحوري للجيش الإسرائيلي في المجتمع..


لاسيما فيما يتعلق بكسر الحواجز الطبقية والهيراركية التقليدية المبنية على التفاوت في توزيع الثروة والنفوذ السياسي، ودوره كمؤسسة معنية بالتطوير التكنولوجي، وتدريب الشباب المجندين على استخدامها في العمليات العسكرية، بما يفرز عدداً كبيراً من المبتكرين والباحثين في مجالات التكنولوجيا المختلفة، يستفيد منها بصورة مباشرة الاقتصاد الإسرائيلي.

التجنيد الإجباري فى نهاية الدراسة الثانوية

الطالب الإسرائيلي الذي ينهي دراسته في المدارس الثانوية يختلف عن نظيره في جميع دول العالم تقريباً، فهو لا يبحث عن الجامعة التي سيلتحق بها، أو التخصص الجامعي الذي سيرتاده، وإنما يبدأ فى الاستعداد للالتحاق بقوات الاحتياط في الجيش لمدة ثلاث سنوات للشباب وسنتين للفتيات.
ويبذل قصارى جهده في مرحلة الاختبارات المبدئية ليتم اختياره في إحدى (وحدات النخبة) في الجيش التي عادة ما يتسم اختيارها للمجندين الجدد بانتقائية شديدة مماثلة لما تقوم به الجامعات العالمية مثل (هارفارد) و(ستانفورد)، وهو ما يعزز فرص التحاقهم بالشركات الكبرى بعد نهاية فترة خدمتهم العسكرية، حتى إذا لم يلتحق بعض الشباب بوحدات النخبة في الجيش، فإن مجرد امتلاك الخبرة العسكرية يساهم في تعزيز فرصهم لشغل وظائف في مختلف قطاعات الاقتصاد الإسرائيلي.

فرقة Talpiot العسكرية

تعتمد نظام التجنيد الإجباري بالخدمة العسكرية في سن 18 (بعد انتهاء الدراسة الثانوية)، وهي فرقة خاصة في الجيش الإسرائيلي تجمع بين العلوم العسكرية والتكنولوجية هي فرقة Talpiot – تالبيوت، حيث تستقطب في كل عام 2% فقط من خريجي الثانوية، ومن بين هؤلاء المتقدمين يتم قبول 10% فقط بناءً على نتائج اختبارات فائقة الصعوبة، ويتمتع من يُقبَل بهذا النظام بدرجة عالية من الذكاء.
ويرى الكاتبان أن الجيش الإسرائيلي يساهم في توفير مساحة فريدة داخل المجتمع الإسرائيلي، يبدأ في إطارها تكوين شبكات من العلاقات الشخصية والعملية بين الشباب المجندين من مختلف الخلفيات الثقافية والدينية والعرقية..
يلتقي في إطارها الشاب اليهودي من أصل إثيوبي والمهاجر الإيراني وشباب الحضر ممن يقطنون ضواحي تل أبيب والريفيون من سكان الكيبوتسات، ويعملون سويًّا لمدة سنتين أو ثلاث سنوات تليها مدة تتجاوز 20 عاماً في الاحتياط الذي يتم استدعاؤه أثناء المواجهات العسكرية، ومن ثم يكون الجيش جامعة أكثر انضباطًا من الجامعات المدنية.


وقد لوحظ اتجاه العديد من مخرجات الجيش وخاصةً خريجي فرقة Talpiot إلى البدء بمشاريعهم الخاصة، فأصبحوا رواد أعمال مشهورين وأسسوا شركات مثلMetaCafe ، Compugen والعديد من الشركات الأخرى التي أصبحت تتداول في أسواق الأسهم الأمريكية. إحدى هذه الشركات شركة مدرجة تسمى Check Point في سوق ناسداك، واليوم تُقَيَّم بـ 5 مليار دولار، وأخرى تم الاستحواذ عليها من قبل شركة PayPal  بـ 169 مليون دولار.
وفي السياق ذاته فإن المؤسسين الثلاثة لشركة (كمبيوجين -Compugen ) الإسرائيلية المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية قد التقوا سويّاً في الجيش الإسرائيلي، وبدأت فكرة الشركة من استغلال المعادلات الحسابية في تحليل التسلسل الجيني وكشف الأمراض الوراثية..
وتم استقطاب حوالي 25 من المتخصصين في علم الرياضيات البحتة من المجندين السابقين في الجيش؛ ليتم إنشاء الشركة في وقت لم يكن العالم قد توصل بعد لاكتشاف خرائط الجينوم البشري وتطبيقاتها الطبية، وقد قامت شركة ميرك Merck الأمريكية العملاقة بشراء كمبيوجين Compugen في عام 1994 لتعطي دفعة قوية لمجال التكنولوجيا الحيوية في إسرائيل.
لذلك ستجد أثناء بحث الشركات الإسرائيلية عن خبرات للعمل فى القطاع الخاص، فإن الخدمة العسكرية توفر المعيار الحاسم الموحد، حيث تدرك هذه الشركات كل ما يعنيه أن يكون المتقدم لشغل الوظيفة خدم في إحدى وحدات النُخبة.
يمثل الاقتصاد الإسرائيلي المرحلة النهائية التي يمر بها المواطن بعد مرحلة الخدمة العسكرية والتعليم الجامعي، ومن ثم يستفيد الاقتصاد من الخبرات المتنوعة التي اكتسبها من انخرطوا في الخدمة العسكرية في مختلف وحدات الجيش.
وبالإضافة إلى الخبرات التقنية تستفيد الشركات من المهارات الإدارية التي اكتسبوها، مثل القدرة على الابتكار والعمل الجماعي وحل المشكلات والعمل تحت الضغط والقدرة على القيادة، مما يجعل الشاب الإسرائيلي وفق ما يراه المؤلفان أكثر نضجاً من نظيره الأمريكي؛ لأنه تعرض لخبرات مختلفة في العشرينات من العمر جعلته يدرك قيمة الوقت ومعنى الجدية، ناهيك عن التجارب الشخصية التي يكون فيها الشاب معرضاً للموت في أي لحظة في ساحة القتال.

تدعيم الصناعة المدنية بالتقنيات العسكرية

الثقافة السائدة في قطاع الأعمال الإسرائيلي، تركز على تعدد المهارات البينية، التي تجمع بين التخصصات المختلفة، مما يعزز الطلب على بحوث التطوير التكنولوجي، والتي عادة ما تعتمد على التوفيق بين التقنيات التي تم تطويرها في مناطق مختلفة من العالم، وفي نطاقات معرفية مختلفة للحصول على منتج متميز.
على سبيل المثال فإن قيام شركة بيل كام PillCam الإسرائيلية في عام 2001م بابتكار كاميرا دقيقة لا يتجاوز وزنها أربعة غرامات، على هيئة كبسولة يتم ابتلاعها، وتحتوي على وسائل بث ومجسات، يمكنها إرسال مقاطع فيلمية من داخل جسم الإنسان؛ للإسهام في تشخيص الأمراض، والتطبيقات الطبية المختلفة، ارتبط بإعادة توظيف نظم الاستشعار والتصوير الدقيق المستخدمة في الطائرات المقاتلة المتطورة، وأسهم ذلك الابتكار في تعزيز مكانة الشركة على المستوى العالمي، وتسجيل أسهمها في مؤشر ناسداك للصناعات التكنولوجية بالولايات المتحدة.


النظرة المجتمعية للمجند الإسرائيلي

وتختلف رؤية المجتمع الإسرائيلي والأمريكي للخدمة العسكرية، فبالنسبة للأمريكيين فإن مجرد اعتبار الجيش مؤسسة للتدريب على العمل في قطاع التكنولوجيا ومجالات البحوث والتطوير يعد مثار المقولات المثيرة للدهشة والاستغراب. في حين يمكن لقطاع الأعمال الإسرائيلي تقبل ذلك بسهولة لمعرفته الطابع المميز للجيش الإسرائيلي الذي يجعله مختلفاً عن أي مؤسسة عسكرية في العالم.
ومن أهم تلك الخصائص أن سلسلة القيادة في الجيش ليست هرمية هيراركية، وإنما مسطحة مما يسمح بتطوير علاقات وثيقة بين قادة الوحدات والمجندين في تنفيذ التدريبات، أو العمليات العسكرية، وهو ما يتوازى مع اتجاه القيادات لتفويض السلطات والصلاحيات للمستويات الأدنى، مما يجعل كل مجند قادر على اتخاذ القرار الملائم للظروف المحيطة خلال العمليات العسكرية، ويكون مجبراً من ثَمَّ على الابتكار والارتجال كي يحقق الهدف المطلوب من جانب القيادات.
ولا يقتصر دور الجيش على تجنيد الشباب، وتدريبهم على العمل الجماعي، وإنما يشمل تحطيم الهيراركيات المجتمعية والفوارق الطبقية بين المواطنين، فالجيش الإسرائيلي لا يعول كثيرًا على تقديس القيادة والطاعة العمياء للأوامر، وإنما يركز على ثقافة تحقيق الأهداف بغض النظر عن الوسائل، فالمستوى القيادي في الجيش محدود العدد للغاية، مما يعني أن سلسلة الأوامر قصيرة، وتقوم بالأساس على تفويض السلطة والمبادرة الفردية من جانب المجندين الأقل رتبة. وفي قوات الاحتياط تبدو تلك السمات أكثر وضوحاً، لاسيما غياب الهرمية والتدرج في عملية صنع القرار، فالهيراركية تختفي عندما يوجه ضابط احتياط يعمل والده سائق تاكسي الأوامر لمجند يمتلك والده ملايين الدولارات، وعندما يقوم ضابط شاب عمره 23 عاماً بتدريب عمه البالغ من العمر 50 عاماً..
هذا التقارب المجتمعي يساعد على خلق حلول غير تقليدية لمختلف المشكلات، ويقلل من أهمية رتبة الفرد المقاتل في قوات الاحتياط، ومن ثم يسهم في تعزيز أواصر الصلة بين الجميع تحت مظلة الجيش.
وأخيراً لا نسعى لتمجيد جيش الإحتلال الإسرائيلى بأى حال من الأحوال، وأنما هى محاولة لقراءة الأوضاع من الداخل، علنا نستفيد من التجربة..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الجيش الإسرائيلي وصناعة أمة الشركات الناشئة ! – تقرير Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجيش الإسرائيلي وصناعة أمة الشركات الناشئة ! – تقرير   الجيش الإسرائيلي وصناعة أمة الشركات الناشئة ! – تقرير Emptyالخميس 08 نوفمبر 2018, 6:17 pm

 ماهي الأسباب التى جعلت من إسرائيل أمة للشركات الناشئة؟! – تقرير
إسرائيل منذ نشأتها وهى حالة مختلفة تستحق الدراسة، بالنظر إلى نشأتها المصطنعة في بيئة عدائية، كمحتلة للأراضي الفلسطينية، وانخراط جميع مواطنيها في جيش الدفاع، فضلاً عن كونها بوتقة لصهر ملايين المهاجرين من جنسيات وعرقيات مختلفة..
وهو ما انعكس بطبيعة الحال على الاقتصاد الإسرائيلي، لتصبح إسرائيل إحدى أكثر المناطق التجارية سخونة في العالم.
في الجزء الأول من المقال تحدثت عن الشركات الناشئة ودورها الفعّال في الاقتصاد الإسرائيلي..
والآن نستكمل حديثنا عن كتاب “Start-up Nation: The Story of Israel’s Economic Miracle”، حيث كشف مستشار السياسة الخارجية السابق لدى الحكومة الأمريكية دانيل سنور، والمحرر الصحفي الإسرائيلي ساول سينجر في كتابهما المشترك، أهم الأسباب التى جعلت الشركات الناشئة معجزة الاقتصاد الإسرائيلي، وهى كالتالي:
الجيش الإسرائيلي وصناعة أمة الشركات الناشئة ! – تقرير 1769
غلاف كتاب Start-up Nation

المعتقد الديني والحلم الصهيوني

تقوم الهوية الإسرائيلية على عنصرين هما (المعتقد الديني اليهودي، و الحلم الصهيوني)، حيث أن المعتقد اليهودي يشجع الإيمان بالتطور و المسؤولية الشخصية، ويقوم على التعلم و ليس على المناسك..
فضلاً عن أن الحلم الصهيوني قائم على فكرة أن إسرائيل لم تؤسس من أجل أن يجلس اليهود الضالون وسط آلاف الفلسطينيين الغاضبين في الخليل، ولكن لتكون مكاناً آمناً ليجتمع اليهود معاً ليبدعوا أشياء جديدة للعالم.
لذلك نجد أن بنيامين نتينياهو يروج دائماً لفكرة أن إسرائيل ستصبح هونج كونج الشرق الأوسط، مع وجود منافع اقتصادية تمتد إلى جميع أنحاء العالم العربي.

الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي

لن يأتي التقدم من دون علم، لذلك تكمُن قوة نظام التعليمي الإسرائيلي في تركيز الجامعات الإسرائيلية على الشراكة مع نظيراتها الدولية، في مجالات النانو تكنولوجي والتكنولوجيا الحيوية والطاقة المتجددة والهندسة الوراثية وتطبيقات الحاسب الآلي..
بالإضافة لظهور ثلاث جامعات إسرائيلية في قائمة أفضل ١٠٠ جامعة في العالم وهم (الجامعة العبرية في القدس، ومعهد التكنولوجيا (التخنيون)، ومعهد وايزمان)، وكما يصل المجموع إلى ست جامعات في قائمة ٥٠٠ الجامعة الأفضل في العالم، كما أن نسبة الحاصلين على شهادة جامعية من الإسرائيليين هي 45%.
فبحسب إحصائيات اليونسكو لعام 2008م، تنفق إسرائيل على البحث العلمي ضعف ما تنفقه الدول العربية مجتمعةً، اذ يبلغ 9 مليار دولار، كما تنفق ما نسبته 4.7% من الناتج القومي ما يمثل أعلى نسبة إنفاق في العالم كله، فيما تنفق الدول العربية 0.2% من دخلها القومي.
ولعل هذا ما يفسر السبب فى أنه ما بين الأعوام 1980م و 2000م سجلت مصر 77 براءة اختراع و سجل السعوديون 171 براءة اختراع في الولايات المتحدة. ولكن إسرائيل سجلت 7652 براءة اختراع!

الهجرة إلى الداخل وطبيعة المهاجرين

نشأة إسرائيل المعتمدة على المهاجرين من شتى دول العالم، كانت إحدى عوامل النجاح الاقتصادي لديهم؛ فقديماً (تحديداً عام 1948م) كان عدد سكان إسرائيل 800.000 نسمة، ولكي تقوم دولة اقتصادية وعسكرية، لا بد من زيادة عدد سكانها من المواطنين اليهود، فسمحوا بالهجرة إلى داخل إسرائيل (من أصحاب الاختصاص والخبرة من الهند وأثيوبيا وروسيا)، حتى وصل عدد سكان إسرائيل إلى 8 مليون، ينتمون لأكثر من 70 دولة.
وخلال الفترة من عام 1990م الى عام 2000م هاجر أكثر من 800.000 روسي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي إلى إسرائيل، معظمهم مبدعون ومن حملة الدكتوراة خصوصاً في الطب والرياضيات والفيزياء، ويتميزون بالمخاطرة، وهو ما تتطلبه ريادة الأعمال.

دعم المشروعات الصغيرة

حرصت إسرائيل على دعم المشروعات الصغيرة، وتزويد أصحابها بالبحوث التطويرية لأعمالهم في مجال التكنولوجيا، والتي تعتبرها إحدى مشاريع البنية التحتية، وذلك من خلال توفير باحثي العلم والمهندسين المختصين بهدف إنجاح هذه المشروعات وتصدير منتجاتها للخارج، حيث تميزت هذه الأعمال بالابتكار في زمن انعدام الابتكار في الولايات المتحدة الأمريكية.
تُعدّ إسرائيل عاصمة ثانية للتكنولوجيا العالمية بعد الولايات المتحدة، وهناك العديد من الأمثلة على الابتكارات الإسرائيلية، فتكنولوجيا الهاتف المحمول تم تطويرها في مركز شركة “موتورولا” البحثي في إسرائيل..
كما طورت مايكروسوفت نظام تشغيل ويندوز NT بالكامل في فرعها الإقليمي هناك، وتم تطوير تكنولوجيا البريد الصوتي Voice mail  في إسرائيل، وصنّعت إسرائيل طائرة تجسس صغيرة، وسيارة تعمل بالطاقة الشمسية، كما صُنع الطبق الشمسي الأكبر في العالم في مركز “بن جوريون” الوطني للطاقة الشمسية.

التحول إلى التكنولوجيا بدلاً من السياسة

إن معظم اليهود قد تخلوا أو أُجبروا على التخلي عن الزراعة في العصور الوسطى؛ وقد عاش أحفادهم معتمدين على ذكائهم منذ ذلك الوقت، فقد هاجروا في كثير من الأحيان بطموح و دافع المهاجر، وقد تجمعوا حول مناطق التقاطعات العالمية، و استفادوا من التوتر المستمر و الموجود في مثل هذه الأماكن.
والأمر المتناقض هنا هو أن إسرائيل لم تكن أقوى عندما كان اليهود في الشتات بحالة قوة كبيرة، وعوضًا عن البحث و التجارة، فقد أُجبر الإسرائيليون على تكريس طاقاتهم من أجل القتال و السياسة.
ولكن هذا الأمر تغير بعد إصلاحات بنيامين نتينياهو الاقتصادية، ووصول ملايين المهاجرين الروس، وحالة الركود في عملية السلام قد أدت إلى حصول تحول تاريخي، فمعظم الإسرائيليين الأكثر دهاء قد تحولوا إلى التجارة و التكنولوجيا و ليس إلى السياسة، وقد كان لهذا أثر مفكك على الحياة العامة لإسرائيل، ولكن كان هناك في المقابل أثر تنشيطي على اقتصادها.
فتح الأبواب أمام الاستثمار الأجنبي

التسهيل على المستثمر الأجنبي مهم، ويلعب دورًا رئيسيًا في اقتصاد الدول، شركة Cisco العملاقة افتتحت مركزًا للأبحاث والتطوير في إسرائيل مع 700 موظف، وبعدها استثمرت في 10 شركات إسرائيلية صغيرة قائمة في مجال التكنولوجيا بمقدار 1.2 مليار دولار..
وفي سنة 2008 استقطبت إسرائيل ما يقارب ملياري دولار بين مستثمرين وشركات عالمية، حتى تجاوزت معدل المتوسط للاستثمارات الأجنبية في بريطانية وألمانيا في ذلك الوقت.
ويمثل قطاع الشركات الناشئة التقنية كمغناطيس جاذب للأموال والخبرات العالمية والأمريكية، لاسيما من كبرى الشركات التقنية العالمية، مثل آبل وإنتل وجوجل وغيرها، حيث لديها فروع ومكاتب أبحاث وتطوير في إسرائيل.
اقتباس :
هل تعلم أن الممثل الهوليوودي اللامع، ليوناردو دي كابريو، هو مستثمر في Mobli، وهو موقع إسرائيلي منشأ للتشارك الاجتماعي النقال للصور والفيديو!
وفيما يتعلق بمعدل تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر في القطاع التكنولوجي في إسرائيل فإنه يفوق بحوالي 30 ضعف نظيره في جميع الدول الأوروبية، بينما وصل معدل الاستثمار المحلي المدني في القطاع التكنولوجي إلى 4.5% من الناتج المحلي الإجمالي..
وهو أعلى معدل للاستثمار المدني في العالم لاسيما إذا ما ذكرنا أن معدل الاستثمار المدني في القطاع التكنولوجي لا يتعدى 3.2 % من الناتج المحلي الإجمالي في اليابان و2.7% في الولايات المتحدة الأمريكية.
انعكس ذلك التطور المتصاعد للمجال التكنولوجي على معدل النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي الذي بدأ في التصاعد منذ عام 2000م ليصل إلى 7.5% وباستثناء عام 2002م الذي انخفض فيه معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي ليصل إلى 1.3% تحت تأثير انتفاضة الأقصى الفلسطينية، فإن المعدل لم ينخفض عن 4% بين عامي 2004م و 2007م حتى مع بداية الأزمة المالية العالمية التي أثرت سلباً على الاقتصاد الإسرائيلي كغيره من الاقتصادات العالمية .

وفرة رأس المال المخاطر

يوجد أكثر من 3800 شركة حديثة مبتكرة وصاعدة في إسرائيل، ويرجع الكتاب ذلك إلى وفرة رأس المال المخاطر/ الجريء Venture Capital، فقد استثمر هذا النوع من المستثمرين في إسرائيل خلال عام 2008م فقط أكثر من 2 مليار دولار، وهذا رقم يفوق ما تم استثماره في بريطانيا، أو في فرنسا وألمانيا معاً.
كما تحتل إسرائيل المرتبة الأولى على مستوى العالم (طبقًا لتقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لعام 2012م) من حيث نسبة وفرة الـ Venture Capital التي اجتذبتها مشروعاتها الى إجمالي الناتج المحلي في الفترة من عام 1988م الى 2001م.
اقتباس :
هل تعلم أن عدد شركات التكنولوجيا الإسرائيلية المسجلة في بورصة الناسداك أكثر من أي بلد آخر (أكبر من عدد الشركات الأوروبية، الصينية و الهندية معاً)، ماعدا الولايات المتحدة والصين. ففي عام 2009م تصاعد عدد الشركات الإسرائيلية المسجلة في مؤشر الصناعات التكنولوجية الأمريكي ناسداك NASDAC إلى حوالي 65 شركة، وهو أعلى عدد للشركات الأجنبية في المؤشر بالمقارنة مع حوالي 45 شركة كندية، و6 شركات يابانية، و5 شركات بريطانية، و3 شركات هندية.

الجيش الإسرائيلي وصناعة أمة الشركات الناشئة ! – تقرير 27

مبادرات حكومية لدعم الشركات الناشئة

أنشأت الحكومة الإسرائيلية برنامجاً لتمويل الشركات الناشئة يُدعى (يوزما) وهو يعني بالعبرية (مبادرة)، برأس مال 100 مليون دولار في سنة 1992م؛ لإنشاء 10 صناديق استثمارية لتأسيس شركات محلية بمشاركة مستثمرين آخرين من الخارج.
وكل صندوق يتكون من ثلاث جهات، مستثمرين مخاطرين إسرائيليين متدربين (الهدف تعليمهم الحرفة)، شركة استثمار مخاطر أجنبية، وشركة استثمارية تقليدية أو بنك إسرائيلي، وعلى جميع هؤلاء المستثمرين توفير 16 مليون دولار كرأس مال للصندوق الاستثماري، وبالمقابل يقوم برنامج (يوزما) بإضافة 8 مليون دولار للصندوق.
وكان صندوق Gemini Israel هو أول صندوق استثماري يؤسس عن طريق برنامج يوزما، وكانت أولى استثماراته في شركة (أورنا بيري)، حيث تم استثمار مليون دولار في عام 1993م. تم بيع الشركة في عام 1995م، وحقق جميع المستثمرين ربحاً كبيراً من هذه الصفقة وصل إلى ثلاثة أضعاف المبلغ الذي استثمروه خلال عامين فقط.
وسبب تهافت المستثمرين على هذا البرنامج، هو أن البرنامج ينسحب تماماً من الصندوق في حالة نجاحه، فبإمكان الشركات الاستثمارية شراء أسهم الصندوق بنفس السعر الأصلي، وبهذه الطريقة تعود جميع الأرباح للمستثمرين فقط، وتخرج الحكومة من الصورة.
وفي خلال 5 سنوات حتى سنة 1997م أسست 10 شركات، استطاعت جمع استثمارات بلغت 200 مليون دولار، وبعد هذه الخطوة وصلت الشركات المحلية إلى 240 شركة حتى سنة 2009م، واليوم تدير هذه الصناديق رأس مال بلغ 3 مليار دولار، وتقوم بدعم مئات الشركات الناشئة في إسرائيل.

المقاطعة الاقتصادية والعزلة بين جيرانها

يقول يوسي فاردي والذي يعد من أبرز شخصيات صناعة التكنولوجيا العالية الإسرائيلية: “إن الأبوين الحقيقين للتقنية الإسرائيلية المتطورة هما: المقاطعة العربية وشارل ديجول، لأنهما فرضا علينا الحاجة لتطوير الصناعة”. وقد أكد المؤلفان هذا المعنى عندما ذكرا مقولة لأحد الإسرائيليين يقول فيها: “كلما حاولت حبسي، كلما سأثبت لك أني قادر على الخروج وتخطي حواجزك”.
فيشير مؤلفى الكتاب إلى أن وجود إسرائيل وسط بحيرة من العرب الذين يقاطعونها اقتصادياً كان له بالإضافة إلى الآثار السلبية العديدة آثاراً أخرى إيجابية على الاقتصاد الإسرائيلي؛ فقد أجبرهم ذلك على تسويق منتجاتهم خارجياً، مما جعلهم يركزون على القطاع التقني الحديث ومنتجاته الرقمية، والتى يسهل تسويقها في الأسواق البعيدة وشحنها بسهولة، لذا لم تقتصر على الاتجاه للأسواق الأمريكية والأوروبية فحسب بل اتجهت كذلك للصين.

الجدل والمثابرة والمناظرات الحامية

لدى الإسرائليين صفة غريبة ساهمت فى نمو الشركات لديهم، وهى (خوتزبه)، أى (الوقاحة) بالعربية، وهو مبدأ منتشر في الثقافة الإسرائيلية، ويعتبرونه طريقة حياة، ويقصد به المثابرة والجدل وتحدي كل من الرؤساء، ومواجهة الموظفين للمدراء، وعدم قبول آرائهم إن كان فيها خلل أو خطأ.
حيث أن المناظرات الحامية هي أفضل وسيلة لديهم لحل المشاكل، وذلك في أي مكان سواء في المنزل أو في المدرسة أو فى العمل وحتى في الجيش، غير مهتمين برتب الضباط وقادة الجيش، أو حتى العلاقة بين الرئيس والمرؤوس، حتى إن الجنود أجبروا قائداً عسكرياً على التنحي بسبب أخطائه.
حيث يستطيع أي جندي في الجيش الإسرائيلي أن يجادل من هم أعلى منه رتبة، كما يمتلك صلاحية كبيرة للتصرف في أوقات الأزمات، دون انتظار الأوامر من الرتبة الأعلى، هذه الصلاحية جعلت كل جندي إسرائيلي ينهي خدمته الإلزامية، ويعود إلى حياته المدنية متمتعاً بحس المبادرة والمخاطر، وهو ما تحتاجه الشركات الناشئة.
وهناك العديد من الأمثلة التى أوردها المؤلفان للتدليل على تمكن الإسرائيليين عبر (خوتزبه) من تسويق أفكارهم وإقناع الممولين بها، ففي فرع  Intel-إنتل في إسرائيل قام فريق من المهندسين الإسرائيليين بابتكار تصميمًا جديدًا لـ Centrino رقاقة المعالج للمعلومات، تميزت هذه الرقاقة بصغر حجمها، وانخفاض حرارتها عند التشغيل وسرعتها، وعرضه على الشركة الأم المتخصصة في أجهزة الكمبيوتر العالمية، والتى رفضت بدورها الفكرة، لكن الفريق الإسرائيلي استمر في الجدال والمثابرة لإقناع رؤساء الشركة بالفكرة، وبالفعل تم إنتاج المعالج وحقق أرباحاً عالية، واليوم يشكل حوالي 50% من إيرادات شركة Intel.
الجيش الإسرائيلي وصناعة أمة الشركات الناشئة ! – تقرير 3481
المقر الإقليمى لشركة إنتل فى إسرائيل
كل هذا بينما نحن العرب مشغولون بالأحاديث النظرية والصراعات الإيديولوجية العقيمة، فنجد أن الكثيرين من أصحاب العقول المُغلقة يفسرونها بأنها مؤامرة على العرب والمسلمين، بدلاً من الاعتراف بأنها خطة لتحقيق رؤية مُستقبلية، واستراتيجية بناء وتطوير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الجيش الإسرائيلي وصناعة أمة الشركات الناشئة ! – تقرير Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجيش الإسرائيلي وصناعة أمة الشركات الناشئة ! – تقرير   الجيش الإسرائيلي وصناعة أمة الشركات الناشئة ! – تقرير Emptyالخميس 08 نوفمبر 2018, 6:34 pm

الشركات الناشئة ودورها الفعّال في الإقتصاد الإسرائيلي! – تقرير

يقول الزعيم والفيلسوف الصينى Sun Tzu – صن تزو، في كتابه ذائع الصيت فن الحرب:
اقتباس :
من يعرف عدوه ويعرف نفسه يقود مائة معركة بدون خطر، أو خوف من النتائج، ومن لا يعرف عدوه ولكنه يعرف نفسه فقد يحرز نصرًا أو يلقى هزيمة، ومن لا يعرف عدوه ولا يعرف نفسه يكون في دائرة الخطر في كل معركة
فمعرفة العدو ودراسة وإحصاء إمكاناته، ومحاولة ألقاء نظره عليه من الداخل هو أمر مُهم للغاية، ولنا في سيرة الرسول الكريم أسوة حسنة، أذ أنه سأل احد الغلمان المأسورين قبل المعركة:- )كم تنحرون كل يوم؟)؛ وذلك بهدف معرفة عدد تقريبي للأعداء. وهذا درس نبوى مُهم للذين يظنون ان الأسباب المادية والاحصائية والمعلوماتية لا أهمية لها في المعركة.
ورغم حرصي على تناول كل المواضيع التي أكتبها بعيداً عن المحظورات الثلاثة (السياسة والدين وكرة القدم)، والتى قُمت بوضعتها لنفسى منذ خرجى من الجامعة، بدء مسيرتى المهنية فى كمحررة إقتصادية..
إلا أنني أجد نفسي اليوم في حاجة ماسة للخروج عن قوقعة الوهم التي يعيشها معظمنا فيها، متصديين لكل ما لا يتناسب مع معتقداتنا الفلسفية، وفي بعض الحالات توجهاتنا السياسية، فى محاولة لأكتشاف أسباب تقدم وتفوق العدو الإسرائيلى.
فالمعروف عن اليهود عمومًا أنهم جماعة مُنجزة. إنهم يشكلون 0.2% من مجموع عدد سكان العالم، ولكن 54% من بطولات الشطرنج في العالم، و 27% من الحائزين على جائزة نوبل في مجال الفيزياء، و 31% من الحائزين عليها في المجال الطبي هم من اليهود.
إن اليهود يشكلون 2% فقط من سكان أمريكا, و لكنهم يشكلون 21% من الهيئات الطلابية، و 26% من المكرمين في مركز كينيدي, و 37% من المشرفين على جوائز الأوسكار، و 38% من كبار المحسنين في مجال الأعمال، و 51% من الحائزين على جائزة بولتزر في مجال قصص الخيال العلمي.

كما أن المراجع للشأن الإسرائيلى سيجد أن الواقع المعاصر يدل علي أن عدونا اللدود يعمل بجد ونشاط مثيران للإنبهار والرعب في آن واحد في مجالات الإبتكار، والتكنولوجيا، والإنترنت، والتقنية، وريادة الأعمال، حيث حققت الكثير رغم التحديات التي تواجهها، وعزلتها عن جيرانها، وتعرّضها لـ 3 حروب مؤثرة.
لقد تم تصنيفها في المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة من حيث عدد الشركات المدرجة في نازداك. إن إسرائيل مع وجود ما يقارب الـ 8 ملايين فرد فيها تجتذب رأسمال أكبر من رأسمال المال الذي تجتذبه فرنسا و ألمانيا مجتمعتين..
كما إن لديها تكنولوجيا متوفرة لكل فرد فيها أكثر من جميع الدول الموجودة على وجه الأرض لحد الآن. إنها تقود العالم في مجال البحوث المدنية و تطور الانفاق الفردي.
كما أنه خلال العام الماضى فقط 2014م اشترت الصين شركات إسرائيلية بنحو 4 مليار دولار، أكبرها شركة (تنوفا) لمنتجات الألبان، وشركة (فينيكس) المتخصصة في توفير خدمات الأمان..
وفى نفس العام كما قامت شركة (Rakuten)  اليابانية المتخصصة في التجارة الإلكترونية بالاستحواذ على تطبيق المحادثات الشهير (Viber)، والذى قام بتطويره المطور الإسرائيلى (Talmon Marco) بصفقة تقدر قيمتها بـ 900 مليون دولار، فضلاً عن أنه خلال الشهور القليلة الماضية (تحديدًا يناير 2015م فقط)، بلغت حصيلة بيع عدد من الشركات الناشئة Start-Ups الإسرائيلية أكثر من ٨٢٥ مليون دولار.

الجيش الإسرائيلي وصناعة أمة الشركات الناشئة ! – تقرير 1766
حصيلة بيع عدد من الشركات الناشئة خلال يناير 2015م

كل هذا جعل إسرائيل تتفاخر دومًا بأنها (أمة الشركات الناشئة)، حيث تملك أكبر كثافة شركات ناشئة عالميًا، وأكبر عدد من الشركات الناشئة في الشرق الأوسط، وتتميز تلك الشركات بصغر الحجم، مع تحقيق طفرات متتالية فى الوضع الإقتصادي هناك، لما تحققه من إنتاج بنسبة عالية، ومردود مالي ضخم.
فمن أهم ملامح نهضة الإقتصاد الإسرائيلى الإهتمام برواد الأعمال وتدريبهم وتطوير مهاراتهم وتوفير مصادر التمويل اللازمة، لتحويل الأفكار إلى شركات ومشاريع مربحة، مما جعل الشركات الناشئة الإسرائيلية تشكل بذلك قوة إقتصادية.
[size]
فالمراجع لتاريخ إسرائيل الإقتصادى سيكتشف أنه مر يبين نهضتين يتوسطهما مرحلة ركود وتضخم أسعار. النهضة الإقتصادية الأولى تمت بين عام 1948م وعام 1970م حيث تضاعف الدخل القومى الإسرائيلى أربعة أضعاف، أما النهضة الثانية بدأت عام 1990م ولازال الإقتصاد ينمو حتى يومنا هذا.
[/size]
والفرق بين هاتين النهضتين، أن الأولى كانت راجعه لسياسات الحكومة الإقتصادية، التى أدت إلى إنعاش الإقتصاد، أما الثانية فكانت لريادة الأعمال والشركات الناشئة الخاصة دور كبير فيها. والنتيجة كانت واضحة، الإستثمار الجريء هو الفتيل الذي أشعل حريق ريادة الأعمال في إسرائيل.
ألست معي أن الأمر بات يستحق وقفه للتأمل والدراسة، لأدراك الأسباب التى أدت لذلك؟!. ولكن ما لفتني مؤخرا مستوى عدم إطلاع العرب، على ما يجري في إسرائيل!، قد ينتقدني البعض، ولكن إذا كان لهذه الكلمة صدى بسيط لدى المعنيين، فلا بأس ببعض الإنتقادات.
إسرائيل بالنسبة لنا هي العدو والمحتل والقاتل والمتأمر. كل هذا صحيح، ولكن ما نجهله هو أن إسرائيل أيضًا نموذج في ريادة الأعمال وتحديدًا في قطاعي التكنولوجيا والاتصالات.
وفى هذا الصدد كان لي فرصة الاطلاع على كتاب (والذى سنتاوله اليوم بالفحص والدراسة)، قام بتأليفه يهوديان أمريكيين، ويحمل أحدهما الجنسية الإسرائيلية، حيث جاء الكتاب برؤية ذاتية من قلب إسرائيل؛ لتحليل السمات المميزة لتقدم الإقتصاد الإسرائيلي، ودور ريادة الأعمال Entrepreneurship التي جعلت منه إقتصادًا رائدًا في سنوات معدودة..
رغم التحديات التي واجهوها، وتعرّضه لـ 3 حروب مؤثرة؛ لذلك فهذا الكتاب يستحق القراءة والتأمل ودراسة كل حرف فيه، لأنه يطلعنا على أهم أسباب تقدم إسرائيل، من وجهة نظر الإسرائيليين أنفسهم، ومن منطلق المنطق القائل (اعرف عدوك”)، اسمحوا لي أن أشارككم ببعض ما قرأت.
فقد قام كلًا من (دان سينور – Dan Senor) مستشار السياسة الخارجية السابق لدى الحكومة الأمريكية، والمؤلف المشارك معه (ساول سينجر- Saul Singer) المحرر الصحفي الإسرائيلي، فى نوفمبر عام 2009م بنشر كتاب ينقسم الكتاب إلى أربعة أبواب، كل باب يحتوي على عدة فصول، يُدعى ( Start-up Nation: The Story of Israel’s Economic Miracle – أمة ناشئة: قصة معجزة إسرائيل الإقتصادية).
[size]
الجيش الإسرائيلي وصناعة أمة الشركات الناشئة ! – تقرير 2579[/size]
Saul Singer & Dan Senor

مما تسبب فى وأثارة ضجة إعلامية كبيرة سواء فى الأوساط العالمية أو الإسرائيلية، ليتم ترجمته لعدة لغات أخري، والجدير بالذكر هُنا أن للكتاب باع لا بأس به مع الترجمة للعربية، بدأت بالمدون عماد المسعودى، عام 2010م عندما قام بنشر مُلخص مُترجم للعربية له..
[size]
هذا بالعودة لمضمون الكتاب، نجد أنه يتحدث عن دور الشركات الناشئة Start-Up Business فى نهضة الإقتصاد الإسرائيلى منذ نشأتها عام 1948م حتى اليوم بمعلومات حقيقية وتاريخية، عبر إستخدام القصص عن الشركات ورواد الأعمال..
[/size]
لشرح أسباب جعلها مركزاً للإبداع من حيث روح الشركات، فإستطاعت أن تصبح Start-Up Business Nation   أو أمة الشركات الناشئة، مما جعل الكتاب يأتى بمحاولة للإجابة على تساؤل رئيسي ومحور جوهري يستحق التأمل، إلا وهو:
اقتباس :
كيف إستطاعت هذه المحتلة الصغيرة، المؤسسة منذ 60 عامًا فقط، والتى يصل عدد سكانها لما يقارب الـ 8 ملايين نسمة، بما لا يتجاوز إجمالي عدد سكانها العدد الإجمالي لسكان ولاية نيوجيرسي الأمريكية، يسكنون مساحة تقل عن 2 بالألف من مساحة العالم العربي، ولا تتمتع بوفرة في الموارد الطبيعية، وتتواجد في بيئة عدائية، أن تحقق هذه النجاحات الإقتصادية المذهلة في القطاع التقنى والتكنولوجي، وتمتلك عدد شركات تكنولوجية مسجلة في ناسداك أكبر من جميع الدول الأوروبية واليابان وكوريا الجنوبية والهند والصين مجتمعين؛ لتصبح بذلك مقصدًا للريادة الأعمال، وأمة الشركة الناشئة؟، كيف تمكن قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي تعزيز قدرة الإقتصاد الإسرائيلي على النمو؟

الجيش الإسرائيلي وصناعة أمة الشركات الناشئة ! – تقرير 3478
الكتاب فى هذا الصدد مليء بقصص اللقاءات على المستويات كافة؛ لجلب كبار المستثمرين والصناعيين في العالم للإستثمار في إسرائيل، سواء في إنشاء صناعات جديدة أو الإسهام في صناعات قائمة، أو في وضع القوانين والآليات الحافزة لقيام الإسرائيليين أنفسهم بإنشاء الشركات، وبدء الأعمال ذات النوعية التي تستقطب الممولين والمستثمرين، والتي توفر الطلب عليها بصورة لا غنى عنها.
اقتباس :
وقبل البدء بتناول الكتاب، أود فقط التنويه والتأكيد على أنى لا أسعى اطلاقًا لتمجيد إسرائيل أو التهليل والترويج للتجربة الإقتصادية الإسرائيلية بأي شكل من الأشكال، ولا أتبنى أيًا من أفكار ذلك الكتاب، وأنما أتناوله من باب أعرف عدوك، فإسرائيل كما هو معروف للجميع هي العدو التقليدى القابع على الحدود فى انتظار أى فرصة للقضاء علينا، مما يستوجب علينا محاولة الوقوف على آخر تطوراته.

سعى الكتاب للربط بين النشأة التاريخية لإسرائيل، والدور المجتمعي واسع النطاق لجيش الدفاع الإسرائيلي، والخصائص الديمغرافية لمجتمع المهاجرين الإسرائيلي، وما يرتبط بها من تعددية ثقافية، وما حققه الإقتصاد الإسرائيلي من نجاح لاسيما في المجال التكنولوجي، بما جعلها أحد أهم مراكز الصناعات التكنولوجية المتطورة على مستوى العالم، وجذب إليها فروع التطوير التكنولوجي لشركات عالمية كبرى مثل إنتل وجوجل ومايكروسوفت.
وهو ما كان له أكبر الأثر في زيادة الإستثمارات في قطاع تكنولوجيا المعلومات في إسرائيل إلى حوالي تريليون دولار في فترة وجيزة للغاية منذ بداية الألفية الجديدة، ولذا فإن مؤلفي الكتاب قد آثروا أن يصفوا إسرائيل بأنها دولة للعقول a State of Minds وحالة تستحق الدراسة، وليست مجرد دولة تقليدية.
فنجد إن هذا الكتاب، يتحدث عن دور إسرائيل في إيجاد البيئة والظروف الواقعية التي تؤدي إلى انطلاق الأعمال ونجاحها، وخاصة تلك المتعلقة بالتنافس الحالي في العالم، والقائمة على إيجاد الشركات التي تدير الأعمال الخاصة بالتقنية وما يتعلق بها، وهي التي أضحت في الوقت الحالي أكثر الأعمال نجاحاً وأكثرها طلباً؛ بسبب ارتباط معظم مفاصل الحياة المعاصرة بها. ويتضح ذلك في كثير من الإجراءات والآليات التي أوجدتها إسرائيل في الداخل؛ لاستقطاب الأعمال والاستثمارات من الخارج.
ولعل الجانب المهم من الكتاب، هو الآليات التي تعتمدها إسرائيل في تأهيل مواطنيها؛ ليكونوا قادرين على الريادة في الأعمال، ولديهم القدرة على الابتكار والإبداع والمنافسة في العالم، من خلال القانون الذي يشجعهم، ومن خلال إيجاد المنافسة الحادة بين الشبان، وخاصة بالتحاقهم بالجيش الذي يعدهم للنجاح في الحياة على المستويين الشخصي والمهني، ومن خلال إيجاد الصناديق التمويلية لبدء الأعمال واستقطابها، والقدرة الفائقة على التنظيم والتسويق، في عالم يتميز بالمنافسة الشديدة التي ينجح فيها صاحب القدرة الفعلية على الإبداع والتسويق.
وبسبب قوة الإقتصاد، فإن إسرائيل قد تجاوزت الأزمة المالية العالمية بشكل معقول، فما كان على الحكومة أن تنقذ بنوكها، أو أن تقوم بفتح باب الانفاق قصير الأجل، وعوضًا عن ذلك, فقد استخدمت الأزمة من أجل تقوية مستقبل الإقتصاد طويل الأمد من خلال الإستثمار في البحوث و التطوير و البنية التحتية، و قد قامت بزيادة بعض الضرائب الاستهلاكية، ووعدت بأن تقوم بتخيض الضرائب الأخرى على الأجلين المتوسط والبعيد.
كانت هذه مقدمة سريعة عن الكتاب، وأهم ما يطرحه من أفكار وموضوعات، ولنا لقاء قريب مع عرض أهم الأسباب التى جعلت الشركات الناشئة قاطرة الإقتصاد الإسرائيلى..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الجيش الإسرائيلي وصناعة أمة الشركات الناشئة ! – تقرير Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجيش الإسرائيلي وصناعة أمة الشركات الناشئة ! – تقرير   الجيش الإسرائيلي وصناعة أمة الشركات الناشئة ! – تقرير Emptyالخميس 08 نوفمبر 2018, 6:34 pm

أمة ناشئة: قصة معجزة إسرائيل الإقتصادية).

 ( Start-up Nation: The Story of Israel’s Economic Miracle – أمة ناشئة: قصة معجزة إسرائيل الإقتصادية).

رابط تحميل الكتاب

http://almsaodi.com/wp-content/uploads/2010/02/Israel_Arabic.pdf


الترجمة الكاملة لكتاب أمة الشركات الناشئة

 نسخة الكترونية للكتاب 

https://drive.google.com/file/d/0BxIBcQCWDQJjV3MwTDV4X2RtaDA/view
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الجيش الإسرائيلي وصناعة أمة الشركات الناشئة ! – تقرير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قراءة في تقرير معهد الأمن القومي الإسرائيلي
»  سيناريوهات "سيئة" تقلق الجيش الإسرائيلي في غزة.. ما هي؟
» الجيش الإسرائيلي.. القدرات والتسليح الأميركي
» استراتيجية الجيش الإسرائيلي لعام« 2018»
»  إدراج الجيش الإسرائيلي على قائمة "العار"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث عسكريه-
انتقل الى: