منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب! Empty
مُساهمةموضوع: النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب!   النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب! Emptyالأربعاء 20 مارس 2019, 5:33 pm

النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب!





النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب! %D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%83%D8%A8%D8%A9-e1463262814920



بدأت الهجرة اليهودية إلى فلسطين وتسليحهم قبل عام 1937م، بدعم من بريطانيا التي كانت تحكم المنطقة. وقامت ثورات مناهضة ومقاومة ورافضة للاحتلال الإنجليزي وللهجرات اليهودية، أوهمت بريطانيا العرب آنذاك برغبتها بتحقيق العدل في فلسطين ووافق زعماء العرب على ذلك بحجة حفظ سيل الدماء فتم إيقاف الجهاد فحدثت النكبة الفلسطينية!
قلة الخبرة العسكرية للمجاهدين جعلتهم يوافقون على مطالب الحكومات العربية بوقف القتال وركنوا للوعود بخروج بريطانيا وتحقيقها العدل، ولولا هذا التدخل لكانت بذلك نهاية وجود الإنجليز في فلسطين.

نوايا التقسيم لدولتين

في 7\7\1937 أصدرت اللجنة الملكية توصياتها بتقسيم فلسطين إلى دولتين: واحدة يهودية والثانية عربية تدمج مع الأردن، كان هذا القرار غير متوقع لدى العرب ومغايراً للوعود التي تلقوها من صديقتهم بريطانيا على زعم قولهم، فقد كان المتوقع بأن تقوم دولة فلسطينية مسلمة تحت حكم العرب والإسلام مع وجود اليهود فيها، وحفظ حقوقهم ومعيشتهم تحت حكم المسلمين.
عادت وقتها مجموعات المقاومين والمجاهدين للجهاد وكان منهم كتائب القسام، وكان حينها أيضًا عبد القادر الحسيني وأمين الحسيني، كانت المقاومة على أشدها حتى بدأت بريطانيا بطلب الدعم من جيوش وأسلحة، ولم يفلح معها ذلك، فقامت بخداع العرب بأنها سحبت إعلانها بتقسيم فلسطين، ولا بد من أنها لاقت رفضًا همجيًا من قبل اليهود فقاموا بعمليات اغتيال للضباط الإنجليز ونسف مراكزهم وبدأوا بمهاجمتهم وطردهم من فلسطين، حاولت بريطانيا إقناعهم بأن كل ذلك خدعة وأنها ما زالت على وعدها لهم لكن الأمر لم  يفلح كثيرًا، وقد بلغ وقتها تعداد جيش اليهود 60 ألفًا، وبدأوا بنشر قضية طرد الإنجليز من فلسطين وبناء دولتهم حسب رغبتهم، وبالوقت الذي يختارونه وليس لأحد أن يقرر ذلك، وأعلنوا أن دولتهم من النهر إلى البحر.

القرار المشؤوم

بعد إصدار لجنة الأمم المتحدة توصياتها بإنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين في 3\7\1947 وتقسيمها إلى دولتين عربية ويهودية ووضع القدس تحت إشراف دولي، قوبل القرار بالرفض من الطرفين، غير أن رفض اليهود كان من جهة وضع القدس تحت الإشراف الدولي.
أعلنت بعدها بريطانيا في اليوم السادس من شهر 9 لعام 1947 إنهاء انتدابها لفلسطين، على أن تسحب قواتها في 15\5\1948، وبالطبع أعلنت أمريكا موافقتها وكذلك روسيا، ووافقت الوكالة اليهودية أيضًا. أما الهيئة العربية فقابلت ذلك بالرفض، وحرك هذا القرار الحركات الجهادية بشكل أوسع، عمّت الثورات فلسطين وكانت المقاومة عارمة، وكثرت عمليات الاغتيال للإنجليز واليهود ودعمت الدول العربية المجاهدين بالأسلحة والعتاد.
شارك بالجهاد والثورات بعد قرار التقسيم في عام 1947م مجموعات من الإخوان المسلمين في مصر، فقد قام الإمام حسن البنا بتحريك المجاهدين إلى فلسطين وكان ذلك في زمن الملك فاروق حيث اتجه قرابة عشرة آلاف متطوع مسلحًا من الإخوان المسلمين فتصدى لهم الجيش المصري ومنعهم من دخول فلسطين، تراجع الإمام خوفاً من حدوث صدام بين جيشين مسلمين، إلا أنه لم يستسلم فقام بتسريب المجاهدين سراً إلى فلسطين.
النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب! 90877-55628085629
أُصدر القرار رقم 181 المشؤوم بتقسيم فلسطين إلى دولتين من قبل الأمم المتحدة في عام 29\11\1947 في نيويورك، وبدعم من أغلبية الأمم المتحدة حيث وافق الثلثان على القرار، ورسمت خريطة التقسيم لتجعل لليهود 54% من أرض فلسطين و46% للعرب، بينما كانت نسبة اليهود سكانيا آنذاك 32% أما العرب فكانوا يشكلون 68% من السكان وكانوا يملكون 93,5 من أرض فلسطين. وبدأت الدعوة للهجرة ولتكثيف الهجرات اليهودية لفلسطين، واحتدمت حينها الثورات والمقاومة بين الطرفين اليهودي والفلسطيني، وأعلنت أمريكا بحظر السلاح على الدول العربية حتى لا يتسرب للفلسطينيين.

أحداث النكبة والخيانة

إن مصطلح النكبة يعبر عن الكوارث الناجمة عن الظروف والعوامل الطبيعية مثل الزلازل والبراكين والأعاصير، بينما النكبة الفلسطينية كانت عملية تطهير عرقي وتدمير وطرد لشعب أعزل وإحلال شعب آخر مكانه؛ حيث جاءت نتاجاً لمخططات عسكرية بفعل الإنسان وتواطؤ الدول، ما تعرضت له فلسطين وشعبها منحها الحق في أن يطلق على ما عانته مصطلح النكبة! فلم تكن النكبة فقط تشريد وقتل وطرد، بل كانت من الأساس استحواذ على بلد مسلمة مباركة، القضاء على قضية قبل القضاء على شعب أعزل.

قرار الانسحاب

بعد إعلان قرار الانسحاب الإنجليزي من فلسطين في نفس اليوم أعلن المجلس اليهودي بإعلان قرار إنشاء دولة يهودية مستقلة في اليوم التالي في السادس عشر من مايو، وظهرت وقتها ومن قبل ذلك أيضاً مجموعة تسمى الهجانة وهي مجموعة متطرفة لها من الأعمال الإرهابية نصيب كبير في قتل الشعوب والتنكيل بهم والتلذذ بطريقة قتلهم وتشريدهم.
النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب! %D8%A3%D8%AD%D8%AF-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%A7%D9%86%D8%A9-2-e1463258649189

عبد القادر الحسيني يغرد منفردًا

النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب! %D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%8A
فلنعد قليلاً إلى ما قبل إعلان الدولة اليهودية في الخامس عشر من مايو، حينما علمت الدول العربية بقرار بريطانيا بالانسحاب وتقسيم فلسطين: ذكرنا أن اللجنة العربية رفضت ذلك وقامت بتسليح المجاهدين إلا أن وقتها كان القائد “عبد القادر الحسيني” مسؤولاً ومشاركاً في جماعات المجاهدين والمقاتلين، ذهب حينها للجامعة العربية وطالب بدعمه بالجيش والسلاح إلا أنه قوبل برفض منهم، واستهزاء من بعضهم على قدرته على المقاومة بسلاح شبه رديء لا يملك المجاهدون غيره، لم يتلقى دعماً من الدول العربية التي كان البعض منها مازال تحت وطأة الاحتلال والآخر يناضل لنيل الحرية، قابل  هناك اللجنة العسكرية حيث طالبته بعدم افتعال تصرفات فردية وأن الجامعة قد أوكلت قضية فلسطين للجنة عربية عسكرية عليا، وطالبوه بعدم الذهاب نحو القسطل القرية التي حاصر فيها اليهود بـ 56 مقاتل فقط، كان رده على اللدنة المتخاذلة بأن قال:
اقتباس :
“إنني ذاهب إلى القسطل وسأقتحمها وسأحتلها ولو أدى ذلك إلى موتي، والله لقد سئمت الحياة وأصبح الموت أحب إلي من نفسي من هذه المعاملة التي تعاملنا بها الجامعة، إنني أصبحت أتمنى الموت قبل أن أرى اليهود يحتلون فلسطين، إن رجال الجامعة والقيادة يخونون فلسطين”.
وقال أيضاً بعد ما رآه من ترنح من مواقف الجامعة العربية:
اقتباس :
“نحن أحق بالسلاح المخزن من المزابل، إن التاريخ سيتهمكم بإضاعة فلسطين، وإنني سأموت في القسطل قبل أن أرى تقصيركم وتواطؤكم”.
كانت الجماعات التي قاومت وساندت المجاهدين في فلسطين قليلة، تخلفت الجيوش العربية عن المساعدة والدعم خوفاً من افتعال صراع وتصادم مع بريطانيا وكان هذا قبل انسحابها من فلسطين، وكان أحد العوامل الأخرى أنه كان في قيادات الجيوش العربية ضباط إنجليز وجيوش كذلك وبالطبع لن يسعوا للعمل لصالح العرب وتحرير فلسطين.
وعلى ذلك أيضاً كانت نوايا العرب تكن بمساندة الفلسطينيين والثوار لكن كان قولها بأنها ستنتظر انسحاب بريطانيا ولن تقوم بأي فعل قبل 15\5، كانت الشعوب تشعل مظاهرات عديدة في العالم العربي والإسلامي على دعم المجاهدين وتحرير فلسطين؛ تحت ضغط هذه الثورة أصدرت بعض البلدان سوريا ولبنان إصدار قرار بإرسال قوات إلى فلسطين فور انتهاء الانتداب البريطاني، وكذلك مصر والعراق، وأكدوا على عدم دخولهم قبل انسحاب بريطانيا وإنهاء الانتداب.

حَدَث النكبة

بعد كل هذا التخاذل وعدم أخذ الأحداث على محمل الجد، عدم وجود الحنكة والخبرة العسكرية، توالى الوقوع في نفس الأخطاء والتأمل بالغرب والتأمين والتصديق المتكرر لهم، التأجيل الدائم لمقاومة الاحتلال وانتظار تحقيقهم للوعود الخادعة التي أملوا العرب بها، عدم وجود من يحلل الواقع جديا لاتخاذ اللازم والحذر من أعداء الدين والأمة؛ كان لكل ذلك آثار وخيمة فكان ضياع فلسطين، تهجير الشعب وقتل الكثير وطردهم وتشريدهم.
انتهج الاحتلال نهجاً قذراً في قتل الشعب؛ فكان لا يحمل شيئاً من الرحمة، ارتكب المجازر وقتل الصغار والكبار، كان يقطع الأجساد بالسكاكين، واستخدمت القنابل والأسلحة والبنادق، يشقون بطون النساء الحوامل، ويقطعون الأجساد من المنتصف ويقتلون العائلات جميعاً دفعة واحدة بالرصاص بإيقافهم على الحائط ورشهم جميعاً كباراً وصغاراً، وغير ذلك الكثير. وتعد مجزرة صبرا وشاتيلا أكبر شاهداً على ذلك، وكان يفر آلاف البشر من رعبهم من سماع تلك الأحداث والمواقف، فمن أصل 800 ألف عربي كانوا يعيشون في المناطق المحتلة لم يبقى سوى 165 ألف بسبب الذعر الذي أصابهم.

Embed from Getty Images




بهذا حدثت النكبة وضاعت فلسطين. استقبلت الكثير من الدول العربية الفارين من فلسطين لعلها تمسح من عار تخاذلها شيئًا، والآن يمر على ضياعها ونكبتنا جميعاً 68 عام مازال فيه تخاذل من العرب والمسلمين في شتى بقاع الأرض، ولن تعود إلا باتباع نهج الله وطريقه المستقيم، بامتثال أمر الجهاد واتباع سنة نبي الهدى صل الله عليه وسلم ثم الصحابة والتابعين والفاتحين، بعدم الركون والخضوع والتهاون، بترك التذلل لأعداء الله والأمة، بفهم القضية واستيعابها جيداً وإعداد العدة والعمل لأجلها في سبيل الله لاسترجاع الأقصى الشريف وكرامة الشهداء ومسح عارنا طوال تلك السنين، لإرهاب أعداء الله.
اقتباس :
“وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ”.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب! Empty
مُساهمةموضوع: رد: النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب!   النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب! Emptyالأربعاء 20 مارس 2019, 5:36 pm

من دروس نكبة فلسطين: حرية الشرق في مفهوم الغرب-
الجزء الأول



تحرير البلاد من أهلها والأملاك من أصحابها

كان شعار الحرية أو التحرير هو التبرير الذي قدمه الغرب دائما كلما أراد العدوان على الشرق منذ الحملة الفرنسية على مصر، فمن تحرير المصريين من استبداد المماليك، إلى تحرير سوريا من نير محمد علي باشا، إلى تحرير المنطقة من تجارة الرقيق، والقضاء على القرصنة في خليج البصرة وساحل شمال إفريقيا، إلى تحرير العرب من استبداد الأتراك، إلى تحريرهم من استبداد حكامهم الذين لا يروقون للغرب، إلى تحرير الكويت، ويدلنا تاريخ الفكر الصهيوني عن معنى هذا التحرير الذي كان الغرب يقصد جلبه للشرق وأنه ليس سوى تحرير البلاد من أهلها ليكون الغربيون أحراراً في استغلالها استغلالاً يختلف حسب اختلاف المصالح سواء بسلب الأرض أو نهب الثروات أو استغلال المواقع، وأن التحرير الحديث لا يختلف عما فعله الفرنجة الصليبيون الذين”حرروا القبر المقدس” ليستولوا بهذا الشعار على بلادنا، وتقدم الصهيونية حالة نموذجية للاستغلال الذي مارسه الغرب في عموم بلادنا بأشكال متباينة تحت ذريعة التحرير، يقول الدكتور بشارة خضر في كتابه أوروبا وفلسطين من الحروب الصليبية حتى اليوم:
اقتباس :
عادت فكرة الحرب الصليبية من جديد في بعض الحلقات الأدبية والسياسية مع توطيد الوجود الأوروبي في الشرق بعد حرب القرم (1853-1856) ، إما مباشرة لحساب المسيحيين أو بصورة غير مباشرة لحساب اليهود
ومن أمثلة ذلك رواية دانيال دوروندا (1876) لجورج إليوت والتي يكرس فيها البطل حياته لإعادة تكوين المركز القومي اليهودي، وهي رواية معروفة في الأوساط الأدبية، وفي نفس السنة نشر إدوارد هور كتابا عنوانه “روما، تركيا والقدس”: أطلق فيه العنان لكرهه للمسلمين، مؤكدا أن “دمار المسلمين هو أمل اليهود، وأن فلسطين ستتحرر من النير العثماني وستناط بمالكيها الشرعيين، المتحدرين من إبراهيم“، وكتب جيمس نيل الذي عاش في فلسطين في سبعينيات القرن التاسع عشر في الموضوع نفسه.
وعلى الجانب الأمريكي من المحيط الأطلسي كانت نسبة كبيرة من أمريكيي القرن التاسع عشر تؤمن بأن قيام دولة يهودية في فلسطين شرط لازم لعودة المسيح وحلول العصر الألفي السعيد، وأن القضاء على الدولة العثمانية شرط لعودة اليهود إلى فلسطين، ومن ثم فإن القضاء على كيان المسلمين شرط “لتنوير العالم وتحريره”.
وقد دعت الشاعرة اليهودية إيما لازاروس التي كتبت الشعر المدون على تمثال الحرية إلى عودة اليهود إلى فلسطين (1881) وذلك بتكوين:
اقتباس :
“وطن لمن لا وطن لهم، وهدف للحائرين، وملجأ للمضطهدين، ودولة لعديمي الهوية في ذلك القطر العربي”
تماماً كما ارتبط تكوين الملجأ الأمريكي لمضطهدي وحائري أوروبا بإبادة شعوب القارة الأمريكية، وهو ارتباط وثيق بينالحرية المزعومة والاضطهاد الحقيقي ، وكانت لازاروس “من أشد مؤيدي الاستعمار التنويري، وكانت تتطلع إلى اليوم المنتظر الذي تغزو فيه أوروبا الشرق الأوسط، فتزيح بذلك عن الولايات المتحدة عبء تحرير الأرض المقدسة.
 

وشاطرها إيمانها في نفس الفترة القس الإنجيلي دي ويت تالماج الذي زار فلسطين سنة 1889 وبداخله كراهية للعنة الأمم، هذا العجوز قديم الأزل، أي الإمبراطورية العثمانية، وكان يكن أيضا كراهية للإسلام الذي ندد به بصفته غير أخلاقي بالنسبة للحضارة الغربية كما يقول المؤرخ الأمريكي الصهيوني مايكل أورين: “إن تالماج كان مهتماً بصورة أساسية بالتحرر” وإن “مفهومه للدولة اليهودية كان شبيهاً بمفهوم إيما لازاروس” ولكنه اختلف معها فيمن سيقوم بمهمة “التحرير”، “ففي حين افترضت الشاعرة أن أوروبا ستخلص فلسطين من العثمانيين، آمن القس بأن أمريكا يجب أن تقود العالم في استخلاص الأرض المقدسة من براثن الإسلام”.

Embed from Getty Images




وبهذا يكون مفهوم تحرير فلسطين لدى الغرب يعني تخليصها من العرب الفلسطينيين في الوقت الذي يعني تحريرها لدينا أن نخلصها من الصهاينة، وهذا التناقض الذي ينطبق على حرية فلسطين ينطبق أيضا على حرية بقية أقطار الشرق العربي الإسلامي بمشرقه ومغربه حيث يجب أن تسود الرؤى والمصالح الغربية المختلفة والمتفاوتة، فكيف يمكن أن يتفق الطرفان العربي والغربي على مفهوم هدف الحرية؟

الحقوق الاستعمارية لا تقتصر على فلسطين

وليس من الغريب أن يتحدث الغربيون عن الشرق بصفته ملكاً من أملاكهم كما لاحظ ذلك حليفهم الملك فيصل الأول ابن الحسين وهو يصارع للحصول على استقلال سوريا التي اتفق الحلفاء فيما بينهم على كونها من نصيب فرنسا في اتفاقية سايكس بيكو “التي عالجت شئون البلاد كأنها ملك خاص أو سلعة من السلع” كما قال فيصل-عندما كان ما يزال أميراً-في ندائه للمجلس الأعلى لمؤتمر الصلح في باريس سنة1919.
النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب! %D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%83-%D9%81%D9%8A%D8%B5%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84-%D8%A8%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-e1463220677750
ويخطئ من يظن أن نظرية “الحقوق” الغربية في بلاد الشرق تقتصر على أطماع الصهيونية في فلسطين، إذ عندما غزت فرنسا بلاد الشام بعد الحرب الكبرى الأولى (1914-1918) كانت تستند إلى حقوقها التاريخية في هذا البلد فضلاً عن مصالحها التجارية والاستعمارية، وكانت تحاجج بريطانيا، المترددة بين وعودها المتناقضة لكل من العرب واليهود والفرنسيين، بالمطالبة بهذه الحقوق التي تعود جذورها إلى حروب الفرنجة الصليبية، والتي لا تقتصر على ما شاع في الفترة الاستعمارية من استخدام شعار “الرسالة الحضارية” الفرنسي وشعار “عبء الرجل الأبيض” البريطاني اللذين يؤهلان المتحضر ويعطيانه حقاً في إخضاع من هم أقل حضارة منه للأخذ بأيديهم نظريًا نحو المدنية والحياة العصرية، وعملياً لأخذ ما في أيديهم كما صرح بذلك شعار “القدر الجلي” الأمريكي في نفس الفترة بلا مواربة.

“القدر الجلي”: الإبادة شرطاً للحرية

“القدر الجلي” جعل الإبادة شرطاً للحرية واستبق أحداث القرن العشرين في الشرق بتمثيلها بدقة في القرن التاسع عشر في الغرب “إن الثروات القابعة منذ دهور طويلة تحت القمم المكللة بالثلج لجبالنا، قد وضعتها العناية الإلهية لمكافأة الأرواح الجريئة التي يتجلى قدرها في تكوين طليعة الحضارة، على الهنود أن يتنحوا أو أن تقهرهم موجة الهجرة المتقدمة والمتزايدة باستمرار، إن مصير السكان الأصليين مكتوب بأحرف شديدة الوضوح، إن الحاكم الغامض الذي حكم بسقوط روما حكم أيضا بالفناء على رجال أمريكا الحمر”
النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب! %D8%A5%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%86%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D8%B1
ورغم هذه اللغة الإبادية فإن موسوعة الغرب الأمريكي تشير إلى أن أكثر مؤيدي”المصير الجلي” حماساً واحتقاراً لحقوق الآخرين-من منظور الأجيال اللاحقة-“اعتقدوا أنهم كانوا يتصرفون بشكل مثالي وأن ما كان مفيداً للأمريكيين كان مفيداً للجنس البشري عموما”، وما زالت نفس التبريرات القديمة حية إلى هذا اليوم عند قطاع أمريكي عريض يرى في”عصر النور والحرية والديمقراطية” أن إبادة السكان الأصليين في أمريكا عمل “مبرر” نال العالم منه “ثقافة الحرية التي أعطت الكرامة والسيادة للإنسانية”.
ويذهب التطرف المتغطرس مدى بعيداً حينما يرى أحد الكتاب المشهورين -هو كريستوفر هيتشنز الذي احتفى به يوما المفكر الفلسطيني الأمريكي الراحل إدوارد سعيد وشاركه التأليف في نقد الصهيونية (كتاب لوم الضحايا) قبل أن ينقلب من اليسار إلى اليمين ويحتفي به المحافظون الجدد-أن “من لا يحتفل بإبادة سكان أمريكا الأصليين إنسان يكره إنسانيته، إنه مخبل، جاهل، بليد، أما الذين ينظرون إلى الإبادة نظرة نقدية فهم رجعيون متخلفون لأن التاريخ لا يصنع إلا بمثل هذه الفظاعات، ولهذا فإن التذمر من ذلك لا معنى له لأنه كالتذمر من تحول في المناخ….ثم إن هذه الإبادة تستأهل التمجيد والافتخار لأنها كانت سبباً في تحسين الوضع الإنساني”.
وهي صورة دالة عن مدى “التقدم” الذي حصل في الفكر الأمريكي منذ زمن الإبادة نهديها لمثقفينا المولعين بتقليد سادتهم الغربيين والذين يذرفون الدموع على أطلال المحرقة النازية ويقبلون بتميز الدم اليهودي عن دماء بقية البشر أملاً بالحصول على التعاطف الغربي مع المأساة الفلسطينية أو بمجرد الرضا الغربي ويبالغون في استجداء الغرب بالحفر في أحافير التاريخ العربي والإسلامي لوصمه وإدانته إثباتاً لإنسانيتهم المزعومة، كما أنها صورة نموذجية لطريقة انقلاب المفاهيم في مراكز القوة المادية حيث تتحول الجريمة إلى فضيلة، وهي دليل جديد في موضوعنا وهو طريقة تحول مفهوم الحرية إلى عملية استعباد تحث عليها المصالح المادية.
ومفهوم القدر الجلي الذي تطور منذ سنة 1840 عن مفاهيم التوسع الامبراطورية السابقة في التاريخ كان “نسخة أكبر وأكثر تطرفاً من ادعاء البيوريتان (المتطهرين) بأن الرب منحهم حقاً في أرض الميعاد الجديدة (أمريكا)”، وكما طبقه الأمريكيون على بلاد الهنود الحمر ليستولوا عليها، ساق المبشرون نسخة معدلة منه ليطبقوها في نفس الفترة على الشرق العثماني مستهدفين جذب الأرواح والأذهان قبل أن تتطور مصالحهم المادية.
مستهزئين بالإسلام بصفته “ديناً رجعياً مضللاً”، ورافضين “كل صور المسيحية الشرقية بصفتها متخلفة وعفا عليها الزمن”، عاملين على “إعادة” اليهود إلى فلسطين “عودة لم تكن لتفيد اليهود وحدهم، بل الإنسانية جمعاء”، وقد عينت الحكومة الأمريكية وكلاء قنصليين في ست مدن فلسطينية “مما جعله أكبر تمثيل لبلد غربي في المنطقة” واستخدم المبشرون في بلادنا نفس أساليب غطرسة القوة المستخدمة مع الهنود الحمر في أمريكا، وكانت دوافع الإرساليات الأمريكية في الشرق متطابقة مع دوافع عموم الأمريكيين الذين عدوا أنفسهم منفذي القدر الجلي وحملة ثمار عصر النهضة والثورة الصناعية وحاملي لواء الديمقراطية ، تماماً كما يحدث اليوم عندما تغير قدرنا الجلي بتطور المصالح الأمريكية في بلادنا التي لم يكن المبشرون الأوائل الطيبون فيها سوى طليعة الاستعمار القادم في إثرهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب! Empty
مُساهمةموضوع: رد: النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب!   النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب! Emptyالأربعاء 20 مارس 2019, 5:40 pm

[rtl]من دروس نكبة فلسطين: حرية الشرق في مفهوم الغرب-[/rtl]

[rtl]الجزء الثاني[/rtl]

رأينا في الجزء الأول كيف أن الغرب يستطيعون إلباس العبودية ثوب الحرية، وكيف ارتكب اليهود المجازر في حق العرب بمساعدة الغرب ومثقفيه-كما يدعون-وأن الهدف ليس فقط فلسطين بل هو إبادة جماعية للعرب والمسلمين، ورأينا معًا إلى أين وصلنا نتيجة خيانة الحكام العرب.

بعذر أو دون عذر، بلادنا من حقوق الغرب

وبالعودة إلى فرنسا فإنه رغم بعد الشقة بينها وبين سوريا لم يكن هناك بعد الحرب الكبرى الأولى ما يمنع من اختلاق ارتباطات تاريخية واهية تذكرنا بارتباطات الصهاينة التي لم يكن الدافع إلى تحقيقها غير المصالح الاستعمارية تمامًا كما في الحالة الفرنسية وفي حالة “الحقوق” التاريخية الإيطالية في ليبيا والتي تعود إلى أيام الإمبراطورية الرومانية، ولكن في أماكن أخرى كالجزائر مثلًا لم يمنع افتقاد هذه الأبعاد التاريخية، والتي سيجري اختلاقها في زمن قادم بروية من أحافير الوندال، والسلتيين، من اختلاق حجج فورية عند اللزوم وإن كانت أوهى من بيت العنكبوت.
كضربة من مروحة الداي حسين باشا (1827) والتي ألحقت إهانة لا تغتفر بالشرف الفرنسي، فرد الفرنسيون على ضربة الريش هذه بحرب صليبية ضروس ضمت الجزائر إلى البر الفرنسي أكثر من 130 عامًا، وقد ضمت فرنسا الجزائر الأرض دون الجزائر الشعب الذي لم ينله من الضم سوى المعاناة التي حصدت مليونًا ونصف المليون شهيد في سنوات ثورة التحرير فقط، أما العدد الإجمالي فزاد عن سبعة ملايين من الضحايا في مجمل سنوات الاحتلال. وظل مستثنى من الدخول في الجنة التي صنعها المستعمِرون لأنفسهم على أرضه ليتمتع بها الأوروبي وحده، حتى لو لم يكن فرنسيًا ، دون صاحب الأرض.
النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب! %D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1
في مثال صارخ للرغبة في تحرير الأرض من سكانها لصالح الأغراب عنها: يشير المؤرخ الاقتصادي شارل عيساوي إلى أنه
اقتباس :
في سنة 1912 كان خُمس المستوطنين الأوروبيين في الجزائر من الفرنسيين في الوقت الذي كان فيه أربعة أخماسهم من إسبانيا وإيطاليا ومالطا وبقية السواحل الأوروبية المتوسطية
وهو ما يذكرنا بتساهل الكيان الصهيوني في توثيق الهوية اليهودية للمستوطنين الأغراب الذين يجلبهم من خارج فلسطين، أو لتهويد شعوب بعيدة في سبيل ملء فراغه السكاني وحل مشكلته الاستيطانية) وهو ما لم تستطع محاولات الترقيع الإنسانية التخفيف من غلوائه حتى ولو بضم أعداد رمزية من الجزائريين إلى المواطنة الفرنسية مقابل تأبيد الاحتلال الفرنسي كما جاء في قانون بلوم فيوليت زمن حكم الجبهة الشعبية اليساري (1936-1937) .

لحظات الاعتراف وكشف الحساب

وكانت هذه هي نفس السياسة الاستئثارية المغلفة بدعاوى الحرية التي تعامل بها الحلفاء معنا لحظة انتصارهم في الحرب الكبرى الأولى التي خاضوها في الميدان الشرقي بزعمهم بهدف وحيد هو: “التحرير التام والنهائي للشعوب التي طال ظلم الأتراك لها، وإقامة حكومات قومية وإدارات قومية تستمد سلطتها من الإرادة المستقلة والاختيار الحر يعبر عنه السكان الأصليون”كما جاء في تصريح بريطاني-فرنسي مشترك في 7/11/1918.
ورغم الوعد الصريح بالاعتراف بالحكومات القومية “بمجرد تأليفها” فإن الفرنسيين والبريطانيين لم يفوا بوعدهم وساروا خلف مصالحهم الأنانية، وبهذه المفارقة أقر مستشار الرئيس الأمريكي ويلسون في سنة 1919 بعد رفض الأوروبيين تطبيق حق تقرير المصير-الذي نادى به رئيسه-على بلادنا، فقال :
اقتباس :
“بالرغم من الدعاية بشأن تحرير الأعراق المضطهَدة، فإن البريطانيين والفرنسيين يعملون فقط من أجل مصالحهم في الشرق الأدنى”
وهي نبرة لا نسمعها إلا نادرًا وذلك إذا اختلف اللصوص فيما بينهم، أو إذا تحدثوا إلى أنفسهم في لحظات الاعتراف النموذجية، أو إذا وصلت بهم الثقة بالنفس إلى درجة لا يخشون فيها التحدي. وقد اعترف وزير الخارجية البريطانيالسابق اللورد كيرزون بذلك أثناء توزيع الغنائم بين الحلفاء تحت عنوان الانتداب الذي يُفترض أنه لصالح تحرير الشعوب الضعيفة والذي جعل سعادتها وتقدمها “وديعة مقدسة في يد العالم المتمدن” كما جاء في المادة 22 من ميثاق عصبة الأمم، فقال هذا الوزير موضحًا أن بلاده تدخل المنافسة الاستعمارية دفاعًا عن مصالحها وليس مصالح الضعفاء (1919):
اقتباس :
“علينا أن نلعب لعبة حق تقرير المصير بأي ثمن، لأننا نعرف في قرارة أنفسنا أننا سنستفيد من ذلك أكثر من أي طرف آخر”
فعقب عليه المستشار العسكري للرئيس ويلسون بسخرية لاذعة فضحت الأثرة البريطانية، وإن كان ذلك لأنها تنافس السياسة الأمريكية :
اقتباس :
“أينما كان الانتداب يغطي آبار نفط ومناجم ذهب فإن بريطانيا العظمى ستحصل عليه، وسنطلب من الولايات المتحدة أن تقوم بالانتداب على كل أكوام الحجارة وتلال الرمال المتبقية”.

“الحقوق” الاستعمارية ما زالت سارية إلى اليوم

وهذا الأمر ليس من مخلفات الماضي الاستعماري، فما زالت الإمبريالية الغربية بعد نهاية الحقبة الاستعمارية وتغير طرق الهيمنة تعد ثروات الشرق الطبيعية حقًا طبيعيًا لها وجد بطريق الخطأ الجيولوجي تحت باطن الأرض الشرقية ولا بد من تصحيح ذلك، ولم يتورع كبار مسئوليهم مثل كارتر وكيسنجر عن الإشارة إلى “خطأ الرب” في ذلك، ولهذا لا يتحرج ساسة الغرب من الحديث عن نفط العرب بصفته “نفطنا” أي نفط الغربيين كما صرح بذلك الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون أثناء أزمة الخليج التي اندلعت سنة 1990.
وقد تصرف الغرب آنذاك وفقا لهذا المفهوم وكان هياجه مركزًا على ألا يستحوذ العراق على احتياطي نفطي ضخم واتخذ ساسته من تحرير الكويت ستارًا وهميًا لنواياهم؛ ولهذا لم يكن من الغريب أن يؤدي “تحرير الكويت” إلى تدمير العراق تدميرًا شاملًا، لأن الحرية التي كان يمكن تحقيقها بطرق عديدة أخرى-كمبادرة الأمير سلطان مثلًا-لم تكن الهدف بقدر تحقيق الأطماع التي كان الدمار العراقي هو سبيلها الوحيد.

Embed from Getty Images




وهذا الجشع هو ما تدل عليه أفعال الغربيين دائمًا إذ توضع سياسات تتجاهل الحقوق الجمعية لبلادنا بل تتجاهل وجودنا وتدعي وجود “الفراغ” في المنطقة منذ مغادرة الجيوش البريطانية، وهو فراغ على الولايات المتحدة أن تملأه في تكرار لفكرة الأرض بلا شعب التي لا تعترف بوجود بشري يملأ العين الغربية سوى الوجود الغربي، ولا ينحصر تطبيقها على فلسطين وحدها، ولذلك تشن الحروب علينا للاستيلاء على أراضينا “الفارغة” لإقامة كيان غربي غاصب فيها أو لضمان تدفق ثرواتنا الطبيعية التي وجدت في هذا “الفراغ” ويحتاج إليها ويسير بها الاقتصاد الغربي.
وتحت عنوان التحرير تتحقق المصالح الغربية ولو احتاج الأمر إلى تدمير أوطان نائية وسحق شعوب آمنة بدعوى تحريرها ولكن المراقب الحصيف لا تخطئ عينه أن من تحرر هي البلاد من أهلها والأملاك من أصحابها، وإلا كيف يمكننا أن نصدق أن عملية “تحرير” العراق هي نفسها إبادة نصف مليون من أطفاله (حتى سنة 1996) مع سبق الإصرار والترصد الأمريكي والدفاع عن ذلك الإجرام وكونه مؤدٍ إلى “الحرية”، على رؤوس الأشهاد، وذلك حتى يتبدل الأمر بالمقاومة بفعل سنة التدافع.

الاستنتاج : سهولة قلب مفهوم التحرير إلى حقيقة الاستعباد

ارتباط الحرية بالاستعباد أو حتى اعتمادها عليه ليس أمرا مستهجنًا في حضارة الغرب ولا هو أمر قليل الحدوث فيها أيضًا، فالأمريكي مثلا اكتشف أن عمل الإفريقي كأرض الهندي كان موردًا حيويًا للأمة الأمريكية الوليدة، ولهذا قام أصحاب المصالح بالتأكيد على أن وعود أرباب الثورة الأمريكية بجنة الحرية والمساواة لم تكن تتصف بالمساواة، وأنها لا تشمل جميع البشر، وذلك لأنها كانت مؤسسة على اضطهاد الآخرين، فالأمريكي لم يكن حرًا في اضطهاد الهندي والإفريقي وحسب، بل كان الاستيلاء على أرض الهنود وما تطلبه من إبادة ونهب شرطًا رئيسًا لإقامة صرح مجتمع الديمقراطية والمساواة-بين البيض طبعًا-ولهذا شرعوا في سلب حرية السكان الأصليين فور حصولهم هم على حريتهم من بريطانيا بعد الثورة الأمريكية.
وكذلك أسست بقية الأمم الغربية ديمقراطياتها على استغلال الآخرين وتصدير المشاكل إليهم، كما كان الاستيلاء على جهد الأفارقة، وما تطلبه ذلك من عنف واستعباد، شرطًا رئيسًا لبناء مجتمع المزارعين البيض الأحرار ، وأصبح سكان الجنوب الأمريكي مع الوقت “يرون في تمسكهم بنظام الرق تعبيرًا عن حقهم في الحرية” ولا مانع أيضًا من ادعاء أفضلية هذا النظام للعبيد أنفسهم، أليس ما هو خير للأمريكي هو خير للعالم أجمع، كما سيتكرر ذلك في التاريخ الذي سيأتي فيما بعد؟
النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب! %D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7-3
لقد كان الأمريكي انتقائيًا في تعامله مع حرية الآخرين وإنسانيتهم بما يفيد مصالحه الذاتية وحدها، وأوضح مثل على ذلك الطريقة التي تعامل بها مع إنسانية العبيد في مساومات دستور الثورة الأمريكية : فالعبيد يحسبون من البشر عندما يكون ذلك في مصلحة قوة الجنوب التمثيلية في المؤسسة الحاكمة ولا يحسبون بشرًا عندما تكون إنسانيتهم ضد مصالحه لو أُعطوا هذا الصوت ليعبروا عن أنفسهم، فولايات الجنوب “تريد تعداد الرقيق ضمن سكانها، ليس تمثيلهم بل تعدادهم فقط، بحيث أن العبد يساوي الأبيض، حتى تزيد نسبة تمثيلها في مجلس النواب“، ولهذا تصادر وزن العبيد البشري لصالحها فقط دون مصالحهم وتدخل في جدال مع نظيراتها الشمالية التي ترفض بدورها هذه المعادلة ولكن حرصًا على نفوذها الذاتي أيضا وليس على حرية العبيد أو إنسانيتهم وتصل المساومة بين الآباء المؤسسين لحرية العالم إلى عد الإفريقي ثلاثة أخماس إنسان دون صوت (!)
اقتباس :
وما زال “تحرير” الشرق مرتبطًا باضطهاد أبنائه وسلبهم بل إبادتهم إذا لزم الأمر في ميزان العدالة الأمريكية كما اتضح ذلك جليًا من النموذج العراقي.

الخلاصة

كما كان الإفريقي بشرًا عندما يريد الأبيض ذلك وليس بشرًا عندما يرفض السيد ذلك، وتصادر حريته وإنسانيته لصالح سيده دون نفسه، نظر الغرب وما يزال إلى حرية الشرق وإنسانية أهله من زاوية نظرياته المتعلقة بالحقوق الغربية في هذه المنطقة والتي تسمو على حقوق أهل البلاد في بلادهم، وهذه الأفضلية تؤكدها نظريات الحقوق التاريخية والرسالة الحضارية وعبء الرجل الأبيض والقدر الجلي التي يسند بعضها بعضًا ويملأ بعضها فراغ البعض الآخر ومازال مفعولها يُسيِّر السياسة رغم زوال عصر الاستعمار.
إذ يرى أصحاب التفوق الحضاري أن الهيمنة على الغير ونهبه–مع ادعاء تحريره وتحضيره-من حقوق هذا التفوق الذي تدعمه القوة المسلحة التي لا حرج عليها فيما تفعله كما يشهد بذلك التاريخ المظلم للاستعمار، وحتى لو عادت بنا في بعض الأمثلة المعاصرة إلى عهد الاحتلال العسكري الذي تحول-بألاعيب الحواة المبتدئين من تلاميذ مدرسة المارينز-إلى تحرير لبلادنا، ولكن حقائقه المرة أوضح من أن تخطئها العين أو تخطئ فهم المقصود بهذا التحرير؛
اقتباس :
ولهذا فإن علينا أن نعي جيدا أن تحرير بلادنا-من وجهة النظر الغربية- لا ينفصل عن “الحقوق” الغربية في هذه البلاد وفي ثرواتها ومواقعها الهامة وفي الهيمنة عليها، لصالح القاصرين من أبنائها طبعا (!) وإذا كان اضطهاد الأفارقة في الولايات المتحدة قد فقد شيئًا من دوافعه النفعية فإن المصالح في بلادنا ما زالت قائمة وما زالت تدفع باتجاه ادعاء تفوق الحقوق.

مراجع

1-صوفي بيسيس، الغرب والآخرون: قصة هيمنة، دار العالم الثالث، القاهرة، 2002، ترجمة: نبيل سعد.
2-بسام العسلي، المقاومة الجزائرية للاستعمار الفرنسي (1830-1838)، دار النفائس، بيروت، 1986.
3-Charles Issawi, An Economic History of the Middle East and North Africa, Routledge, London, 2010, p. 82.
4-يوجين روجان، العرب من الفتوحات العثمانية إلى الحاضر، كلمات عربية للترجمة والنشر، القاهرة، 2011.
5-دكتور حسن صبري الخولي، سياسة الاستعمار والصهيونية تجاه فلسطين في النصف الأول من القرن العشرين، دار المعارف بمصر، 1973.
6-د. وهيب أبي فاضل، موسوعة عالم التاريخ والحضارة، نوبليس، 2007.
7-عبد الحي يحيى زلوم، حروب البترول الصليبية والقرن الأمريكي الجديد، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2005.
8-باسيل يوسف بجك، العراق وتطبيقات الأمم المتحدة للقانون الدولي (1990-2005)، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت،2006.
9-جاك بنوا ميشان، الملك سعود: الشرق في زمن التحولات، دار الساقي، بيروت-لندن، 2010، ترجمة: نهلة بيضون.
10-جيف سيمونز، التنكيل بالعراق: العقوبات والقانون والعدالة، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 12/ 1998.
11-Colin G. Calloway, The American Revolution in Indian Country, Cambridge University Press, 1995.
12-دان لاسي، مولد أمة، دار الآفاق الجديدة، بيروت.
13-Edmond S. Morgan، American Slavery، American Freedom، History Book Club، New York, 2005.
14-د. محمد النيرب، المدخل في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية: الجزء الأول حتى 1877، دار الثقافة الجديدة، القاهرة، 1997.
15-مايكل أورين، القوة والإيمان والخيال: أمريكا في الشرق الأوسط منذ عام 1776 حتى اليوم، كلمة، أبو ظبي، وكلمات عربية للترجمة والنشر، القاهرة، 2008، ترجمة: آسر حطيبة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب! Empty
مُساهمةموضوع: رد: النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب!   النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب! Emptyالأحد 23 مايو 2021, 11:03 am

تحميل كتاب النكبة الفلسطينية والفردوس المفقود نسخة مصورة كاملة
http://tahasafeer.blogspot.com/2010/10/blog-post_3179.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب! Empty
مُساهمةموضوع: رد: النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب!   النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب! Emptyالأحد 23 مايو 2021, 11:03 am

إيمان عسكر قصة فلسطين واحتلالها من قبل إسرائيل في أغنية قصيرة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب! Empty
مُساهمةموضوع: رد: النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب!   النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب! Emptyالثلاثاء 12 أكتوبر 2021, 10:46 am

النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب! 1633756250-7014-9



بعد التهديد..الحكومة الإسرائيلية تنشر وثائق تؤكد الرواية الفلسطينية حول النكبة

 بعد التهديد بالتوجه إلى المحكمة، اضطرت الحكومة الإسرائيلية إلى كشف بضعة ألوف من الوثائق التي أخفتها منذ قيامها، وتؤكد فيها الرواية الفلسطينية حول أحداث النكبة الفلسطينية والقائلة إن مئات ألوف الفلسطينيين الذين رحلوا عن وطنهم في سنة 1948 تعرضوا لعملية طرد ولم يهربوا بسبب الخوف فقط.

وتحتوي هذه الوثائق على تقارير عديدة تبين أن التنظيمات الإسرائيلية العسكرية التي احتلت المناطق المخصصة للفلسطينيين حسب قرار التقسيم، نفذت الكثير من العمليات التي تعتبر "جرائم حرب"، حسب القانون الدولي.

وقد بادر إلى نشر هذه الوثائق يوم السبت، معهد "عكفوت" وتعني "تقفي الأثر"، وهو معهد بحوث ونشاط عملي إسرائيلي متخصص في "بحث الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني على أسس جديدة تقوم على كشف حقيقة الروايات التي تؤجج الصراع والبحث عن حقائق تتيح تخفيف وتسوية الصراع"، كما يقول مديره العام ليئور يفنة.

ويضيف: "في إسرائيل يوجد قانون يفرض حظراً على نشر الوثائق السرية لفترة تتراوح بين 15 و90 سنة. فعلى سبيل المثال تحفظ وثائق الجيش ووزارة الأمن 50 سنة. ووثائق المخابرات الداخلية (الشاباك) والخارجية (الموساد) لمدة 90 سنة. وهناك بند في القانون يتيح إبقاء هذه الوثائق سرية إلى زمن غير محدود. وقد أقيمت لهذا الغرض لجنة وزارية في كل حكومة. وهذه اللجان مشلولة عادة ولا تحظى بالاهتمام. على سبيل المثال فإن حكومة نفتالي بنيت لم تقم هذه اللجنة بعد».

لكن معهد «عكفوت»، طلب كشف الوثائق، حسب القانون الذي يجيز كشف الوثائق السرية، مؤكداً أن السرية المفروضة منذ أكثر من 73 عاماً ليست واقعية ولا منطقية ولا تتلاءم مع مبادئ حرية المعرفة وحقوق الإنسان. واتهم قادتها «اللجنة الوزارية لشؤون السماح بالاطلاع على مواد أرشيفية سرية» بأنها تعمل على عكس تسميتها وتفرض رقابة وتعتيماً على الوثائق وتمنع نشرها، من دون وجه حق. ورفض المعهد تبريرات الحكومة حول أضرار النشر، وقال إن «الحقائق تبقى حقائق وتأجيل نشرها لا يغير من طبيعتها ولا آثارها». وأضاف: «التستر على الجرائم لا يضع مصاعب أمام المؤرخين فقط، وإنما له تأثير حقيقي على الخطاب الأكاديمي، العام والسياسي داخل إسرائيل في أيامنا، وغايته الحفاظ على سردية عاقرة ومشوهة للدولة حول أسس الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، ومن هنا تأثيرها الشديد والحاسم على الأفق لإنهائه».

في ضوء ذلك، وافقت الحكومة على كشف قسم كبير من هذه الوثائق، التي تتعلق بالأساس بعمليات التنظيمات العسكرية الصهيونية التي اشتغلت في طرد الفلسطينيين من بيوتهم وقراهم وفي ملف وزارة الأقليات في الحكومة، التي عملت سنة واحدة في تهجير الفلسطينيين ومنعهم من العودة.

ومن الأمثلة على هذه الوثائق تقارير تتعلق بمذبحة دير ياسين الشهيرة، التي تم ارتكابها في 10 أبريل (نيسان) 1948، قبل شهر من قيام إسرائيل، التي أرادوا لها أن تكون نموذجاً يخيف العرب ويدفعهم إلى الرحيل. فاقتحم القرية نحو 130 عنصراً من تنظيم «ايتسل» انضم إليهم لاحقاً عدد من التنظيمات الصهيونية الأخرى، وراحوا يقتلون كل من يلتقوه في الشارع. وحسب الرواية الفلسطينية، دخل المعتدون قرابة الساعة الثالثة فجراً، تتقدمهم سيارة مصفحة، وانقضوا على بيوت القرية. وفوجئ المهاجمون بنيران القرويين التي لم تكن في الحسبان وسقط من اليهود 4 قتلى و32 جريحاً. فطلبوا نجدة فحضرت لمساعدتهم فرقة من «الهاجاناه»، التنظيم الرسمي في قيادة الحركة الصهيونية، فسحبوا الجرحى وراحوا يطلقون الرصاص بلا تمييز. واعتقلوا مجموعة من الرجال وقاموا بتعذيبهم ثم عرضوهم أمام الناس وهم ينزفون دماء. وقد بلغ عدد القتلى الفلسطينيين أكثر من 300 (حسب الرواية الإسرائيلية لم يزد عدد القتلى على 110).

وقد طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول، ديفيد بن غوريون، تحويل التقارير عن هذا الحدث إلى الأرشيف السري، لأنها تنطوي على معلومات حول طرد العرب، وهدم بيوت عربية، وعمليات نهب، وسطو، واغتصاب وقتل ارتكبها عناصر «الهاجاناه»، لا تخدم مصالح إسرائيل. وصدرت أوامر شبيهة حول المذكرة التي طلب بن غوريون من باحثين إسرائيليين إعدادها حول «أسباب هروب اللاجئين في 1948»، وذلك لأن النشر سيؤثر «على مفاوضات مستقبلية مع الفلسطينيين أو على قرارات مؤسسات الأمم المتحدة المتعلقة بقضية اللاجئين». وكذلك اتخذوا القرار نفسه بشأن إفراغ الجليل من سكان عرب وعللوا الأمر بأن الوثائق تحتوي على «أوصاف لأحداث مرعبة»، نشرها قد يتسبب بضرر سيلحق بأمن الدولة وعلاقاتها الخارجية.

وكتب أمين المحفوظات لتبرير عدم كشف الوثائق في سنة 1985، أن طرد الفلسطينيين نفذه «قادة مرموقون في المستوى السياسي الإسرائيلي». وأضاف أن «الأمور ليست لطيفة غالبا». إلا أنه أيّد كشف هذه الوثائق، وأشار إلى عدم وجود ذريعة لإغلاقها ومنع الجمهور من الاطلاع عليها. لكنه لم يفعل شيئاً من أجل تنفيذ ذلك، وإنما نقل الموضوع إلى اللجنة الوزارية، التي قررت، كما هو متوقع، أن تبقى الملفات سرية، بحجة التخوف من المس بعلاقات إسرائيل الخارجية.


النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب! 1633756250-6888-9
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب! Empty
مُساهمةموضوع: رد: النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب!   النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب! Emptyالثلاثاء 12 أكتوبر 2021, 10:47 am

حاكم كاليفورنيا يعتمد منهجاً يتبنى الرواية الفلسطينيّة بشأن النكبة "والصهيونية حركة عنصرية"


 اعتمدت ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة قانوناً جديداً يجعل الدراسات العرقية أحد المتطلبات للتخرّج من المدرسة الثانوية، وضمنها تدريس منهج يتبنى الرواية الفلسطينيّة بشأن النكبة، ويعتبر الحركة الصهيونية حركة عنصريّة. بعد صراع بدأ في شهر مارس الماضي.
ووقع حاكم ولاية كاليفورنيا غريفين نيوسوم، القانون الذي أقره برلمان الولاية، وبذلك أصبح القانون نافذاً بدءًا من هذا الأسبوع، حيث يهدف القانون لمساعدة الطلاب على فهم "صراعات الماضي" والحاضر ومساهمات السود والآسيويين واللاتينيين والسكان الأصليين، ويوجد في المنهاج بنداً يتيح فيه القانون للمناطق التعليمية تبني مناهج خاصة بها تشمل مناهج الأمريكيين الأصليين واللاتينيين والأفارقة الأميركيين وغيرهم من الجماعات التي عانت من العنصرية والتهميش في أمريكا، ومن ضمنها منهاج أعدته شركة خاصة غير ربحية يتبنى الرواية الفلسطينية للنكبة ويعتبر الصهيونية حركة عنصرية ويتيح التدريس حول حركة مقاطعة إسرائيل.
ودعا حاكم ولاية كاليفورنيا غريفين نيوسوم في قراره إلى استخدام المنهاج الرسمي للدراسات العرقية المسمى دليل مناهج الدولة المنقح والمكتمل للدراسات العرقية، حيث تتيح دورات الدراسات العرقية للطلاب تعلم قصصهم الخاصة - وتلك الخاصة بزملائهم في الفصل.
كما بيّن نيوسوم في بيانٍ له، أنّ الدراسات العرقية ستساعد في توسيع الفرص التعليمية في المدارس، وتعليم الطلاب عن المجتمعات المتنوعة التي تشكل كاليفورنيا، وتعزيز المشاركة الأكاديمية والتحصيل الدراسي للطلاب.
يُشار إلى أنّ نيوسوم تعرّض لضغوطٍ كبرى من أجل إسقاط هذا القانون، كما وطالبت اللوبيات الصهيونية نيوسوم للتحرّك واستخدام الفيتو، حيث أصدرت منظمة "مبادرة أمشا"، وهي منظمة أميركية تعرف نفسها على أنها لمراقبة معاداة السامية ومقرها سانتا كروز، رسالة مفتوحة موجهة إلى الحاكم تدّعي أنها حشدت المئات من الناجين من الهولوكوست ضد القانون ولمطالبته بإسقاطه، لكنّ القانون حظي بتأييدٍ واسع داخل التجمعات الحزبية للسود واللاتينيين والآسيويين وجزر المحيط الهادئ والأمريكيين الأصليين في الولاية.
وفي آذار (مارس) الماضي، وافقت إدارة التعليم في كاليفورنيا على منهج للدراسات الإثنية لطلاب رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر يمكن للمدارس اعتماده طواعية. يسعى إلى تعليم الطلاب نظرة أكثر تنوعًا في التاريخ. لا تؤثر هذه الخطوة على الجيل القادم من الطلاب فحسب، بل يمكن أن تستمر في التأثير على المناطق التعليمية في جميع أنحاء البلاد.
وبعد إنهاء الجدل الذي استمر لسنوات والذي غالبًا ما يكون مثيرًا للانقسام حول الدورات الدراسية للدراسات الإثنية في مدارس K-12 في كاليفورنيا، وافق مجلس التعليم بالولاية بالإجماع على منهج نموذجي لتوجيه كيفية تاريخ ونضالات وإسهامات الأمريكيين الآسيويين والسود واللاتينيين والأمريكيين الأصليين - والعنصرية والتهميش التي عانوا منها في الولايات المتحدة - سيتم تدريسها لملايين الطلاب.
يتبنى المنهج الجديد منهجًا للدراسات العرقية يركز على المجموعات الأساسية الأربع ولكنه تطور لاستيعاب مجموعة واسعة من الخبرات، بما في ذلك دروس عن المجتمعات اليهودية والأرمينية والسيخية في الولايات المتحدة.

على الرغم من استمرار ظهور الانتقادات، تتوج الموافقة على المناهج الدراسية لمدة عامين من المناقشات الصعبة والاحتجاجات وإعادة الكتابة حول المجموعات التي يجب تضمينها وكيفية تقديم قصصهم. تم التشهير بالمسودات بالتناوب لكونها دعاية يسارية أو الاستسلام لأجندات اليمين، والدفاع عنها باعتبارها توفر وسيلة أساسية للطلاب الملونين ليروا أنفسهم ينعكسون في مناهج المدارس العامة. يأتي في وقت يبحث فيه اختصاصيو التوعية عن دروس واستراتيجيات ملموسة للتصدي للعنصرية.
جاء التصويت النهائي لمدة أربع سنوات، وأربع مسودات و 100000 تعليق عام بعد أن فرض قانون الولاية على المعلمين إنشاء منهج دراسات عرقية نموذجي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
النكبة بين مكر اليهود والغرب وتخاذل العرب!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  العرب والغرب والإنسان الفلسطيني
»  العرب والغرب و"قنافذ شوبنهاور"
» علم الآثار الفلسطيني القديم ميدانا لعلاقات العرب والغرب
» غزة بين صهاينة اليهود وصهاينة العرب
» العرب اليهود :  تجارة ومال في العهود الاسلامية الاولى والوسطى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: قصة قضية فلسطين :: اهم الاحداث-
انتقل الى: