هل نملك إستراتيجية لمواجهة حكومة اليمين؟
10/04/2019
أشرف صالح
بعد فوز اليمين في الكنيست , ومن ثم تتشكل حكومة اليمين , ومن اليمين الى اليمين سيزداد الأمر سوءاً , وخاصة بعدما خرج إلينا كاتس أحد أعضاء الليكود , ووزير حكومة اليمين القادمة , ليقول لنا أن الحكومة القادمة ستطبق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية والمستوطنات , وذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة , مؤكداً أن الحكومة القادمة ستكون إئتلاف يميني بإمتياز , وقال نتنياهو نفس الكلام قبل أيام في تصريح لصحيفة يسرائيل هيوم.
هذه التصريحات ليس غريبة ولا جديدة لمن يتابع سلوك إسرائيل , فمنذ إندلاع الإنتفاضة الثانية "الأقصى" إنتهت قضية التسوية بالنسبة لإسرائيل , ومضت أعوام وأعوام ونحن كفلسطينيين مكانك سر , ولا نملك إستراتيجية جديدة لمواجهة إسرائيل , ولا زلنا في مرحلة الوصف لسلوك إسرائيل , وكأننا سنحضر رسالة دكتوراة في الشأن الإسرائيلي , أو سنؤلف كتاباً عن تاريخ إسرائيل , فكل ما نراه سياسياً وإعلامياً هو بيانات شجب وإستنكار , وهذا بالطبع يتزامن مع بيانات صراعاتنا الداخلية , فتعودنا أن نجد في الصحيفة الواحدة عدة بيانات إستنكار , والتي منها ضد إسرائيل , والغالب هي بيانات أحزابنا ضد بعضها البعض.
للأسف الشديد وبعد سنوات طويلة من الصراع لا زال البعض يراهن على عودة المفاوضات , والبعض الآخر يراهن على التغيرات الإقليمية , والبعض الآخر يراهن على الدعم الخارجي , والبعض الآخر يراهن على الإدارة الأمريكية كلما تغيرت وجاء رئيس جديد , والبعض الآخر يراهن على قرارات الأمم المتحدة والتي إسرائيل لا تقيم لها وزناً , فكل هذه المراهنات أثبتت فشلها ولكن هنا مشكلة , فمن الذي يملك الجرئة ويقول للآخر أن رهانه قد فشل , لا أحد , فنحن لحتى الآن لا نملك إستراتيجية واضحة وجديدة لمواجهة أي حكومة سواء يمينية أو يسارية.
إن المرحلة القادمة والحكومة القادمة ستكون مرحلة الفصل , حيث سيلعب نتنياهو على المكشوف , وخاصة أنه حاز على ثقة الناخب الإسرائيلي بعدما كاد أن يسقط أمام الرأي العام بسبب تهم الفساد , وأيضاً بسبب مفاوضاته الغير مباشرة مع حماس , ولكن من الواضح جداً أن نتنياهو نجح أن يجمع الأصوات وخاصة بعد تصريحاته عن تهويد الضفة وحماية المستوطنات.
المطلوب من القيادة الفلسطينية والأحزاب أيضاً , أن تضع إستراتيجية جديدة لمواجهة تهويد الضفة وإقامة دويلة إقتصادية في غزة , والإستراتيجية الجديدة لا تعني التصريحات والخطابات والإستنكارات , ولا تعني أن يتصرف كل حزب على حذا كما في السابق , إنما تعني إستراتيجية مدروسة وموحدة وقابلة للتنفيذ.