العتوم تكشف عن تجاوزات وتشوهات في مناهج مدرسية (فيديو)
عقدت النائب عن كتلة الإصلاح ظهر يوم الخميس، مؤتمرا صحفيا في مجلس النواب استعرضت فيه عددا من التجاوزات في مناهج الكتب المدرسية.
واستعرضت النائب خلال المؤتمر الصحفي، تجاوزات في بعض المناهج خصوصا لمادتي الرياضيات والعلوم لطلبة الصفين الأول الأساسي والرابع الأساسي.
وتطرقت إلى تشوهات كثيرة في المناهج لها انعكاسات خطيرة على بنية الطالب وشخصيته ومعرفته، فيما تطرقت إلى تجاوزات مالية كبيرة بعملية طباعة وكلف كتب مدرسية.
وحذرت النائب من خطورة فضل إدارة المناهج عن وزارة التربية والتعليم، معتبرة بأن ذلك سيكون بمثابة “كارثة” على المناهج بحال لا يتم مواءمة بين الجهتين.
وأكدت العتوم على ضرورة معالجة ما وصفته بالتشوهات والخلل في المناهج الدراسية الأردنية، لا سيما مناهج الصف الأول والصف الرابع الأساسي وعدم تناسبها مع سن الطالب، وانعكاس ذلك على بنية الطالب وشخصيته ومعرفته، إضافة إلى تجاوزات مالية كبير في عملية إعداد هذه المناهج وطباعتها، حيث حذرت من استمرار توجه الحكومة لفصل عملية تأليف وإعداد المناهج بمركز مستقل.
وأشارت إلى وجود خلل حقيقي وعميق في عملية التخطيط الشامل والمتأني للتعليم ، والتي ظهرت جليا في التعديلات التي تمت عام 2016، واستكملت في الفترة الأخيرة على كتب الرياضيات والعلوم للصف الأول والرابع التجريبية لعام 2019 / 2020، وهذا ما حذرنا منه منذ بداية توجه الحكومة لفصل عملية تأليف واعداد المناهج بمركز مستقل وتم تقديم العديد من المداخلات والمذكرات النيابية بهذا الخصوص .
وأستعرضت العتوم عدداً من مواطن الخلل والتشوهات في مناهج الصفين الأول والرابع بعد إطلاعها على هذه المناهج وتلقيها العديد من الملاحظات من المعلمين والمعلمات في الميدان وخبراء تربويين، مشيرة إلى أنها توجهت بسؤال نيابي إلى وزير التربية والتعليم حول عملية إعداد المناهج ومسؤولية وزارة التربية عن ذلك.
كما أكدت العتوم إرسالها لكتاب حول هذه الملاحظات إلى رئيس الوزراء، ولقاءها مع نائب رئيس الوزراء رجائي المعشر لبحث هذا الملف معه، معبرة عن املها في قيام جهد نيابي جمعي من خلال اللجان والكتل النيابية لمتابعة هذا الملف وعدم استنزاف الوقت من قبل الوزارة لمعالجة هذا الخلل.
وجددت العتوم مطالبتها بإيجاد آلية واضحةٍ و محددة لتوحيد جهود إدارة المناهج في الوزارة و مركز المناهج الوطني إن لم يكن العودة إلى إدارة المناهج بشكل مطلق إذ أن تاريخ إعداد المناهج في وزارة التربية و التعليم كان و ما زال يعتبر الأميز على مستوى العالم العربي ولا يحتاج لأكثر من تصحيح الانتكاسات التي مني بها في السنوات الثلاث الأخيرة .
وبحسب العتوم بلغت تكلفة الكتب الجديدة والتي تم طرحها لمادتي الرياضيات والعلوم (4) ملايين دينار، فيما أن التأليف والطباعة وبأفضل جودة لا تكلف في الأردن أكثر من مئة ألف دينار تقريبا .
وأشارت العتوم إلى أن الكتب الجديدة 2019 /2020 هي تأليف شركة بريطانية ولا يوجد فيها أي إشارة إلى مراجعة وطنية أردنية بأي شكل من الأشكال , سواء من حيث تدقيق المحتوى، أو المراجعة، أو التحرير، إلا قرارُ الوزارة باعتماد قرار المركز الوطني للمناهج، وقرار مجلس التربية والتعليم لتدريس هذه الكتب، وأن
هذه الكتب الجديدة التجريبية نظمت على أساس نظام التعليم البريطاني، حيث أن الطالب يتعرض هناك لسنتين دراسيتن قبل الصف الأول، ويُبنى كتاب الصف الأول على المعارف السابقة لما تم طرحه، سواء في كتب الصف الأول أو في كتب الصف الرابع.
وفيما يلي أبرز الملاحظات التفصيلية على المناهج بحسب ما أوردتها العتوم:
إن كتب العلوم والرياضيات التي تم طرحها لهذا العام الدراسي 2019 /2020 للصفين الأول والرابع ( التجريبية ) ، كان من المقرر أن تقوم على أساس التخطيط الشامل و المتكامل بين المناهج و التدريب ، وبتتبع الإجراءات التي تمت لتوزيع الكتب و التدريب عليها، نجد أن توزيعها تم خلال الثلث الأخير من شهر آب لسنة 2019، و تدرب المعلمون على الكتب الجديدة خلال الفترة من 26 و 27 من نفس الشهر، أي في الأسبوع الأول من العام الدراسي الحالي ، أما المشرفون فقد تم تدريبهم قبل تدريب المعلمين بأيام، وهذا يعني أن الكتب لم تُطرح قبل 20/8/2019، حتى أن بعض المُشاركين من المعلمين لم يكونوا يملكون الكتاب المقرر أثناء الدورة التدريبية التي أخذوها.
بالمقابل فقد أطلــــــقت الوزارة عام 2018 برنامج ( RAMP) لتدريب معلمي الصفـــــــوف الثلاثة الأولى لمهارات الرياضيات والقراءة لكتب الرياضيات واللغة العربية طُبعة 2018 ولمدة سنتين، وكان من المتوقـــــــــــــع استمرار العمـــــــــــــل بهذا البرنامج التـــــــــــــــدريبي لغاية 2019 /2020 ، مدة البرنامج (75) ساعة و يعادل دورة المعلمين الجدد أو دورة ( ICDL) .
مع الإشارة إلى أنه ومنذ بداية العطلة الصيفية قامت وزارة التربية والتعليم بتوزيع الكتب المدرسية نسخة 2018 ليتم العمل بها لهذا العام الدراسي 2019/2020، وهي مازالت في مستودعات المديريات والمدارس وهذا يعني أيضا هدر بمئات الآلاف من الدنانير.
بمقارنة النهجين السابقين يبرز التساؤل الأول حول الفرق بين الإعداد لطرح الكتب بين العام الماضي وهذا العام ؟ والتساؤل الآخر ما مصير الجهود المبذولة في هذا البرنامج إشرافا وتدريبا وإنفاقا عليه لمدة سنة ؟ بالإضافة إلى الملفات ومئات من أوراق العمل الخاصة بكل معلم، وكذلك دليل الأنشطة المتميز لمادتي الرياضيات واللغة العربية (قراءة) خلال الفترة السابقة، والتي ذهبت كلها أدراج الرياح، كيف تذهب هذه الجهود سدى؟ وكيف بكل بساطة تضيع الملايين وتهدر؟ ومن المسؤول عن هذا الهدر والتشتت؟ وهذا أحد الإثباتات على ما استفتحنا به حديثنا، والذي يتضح لنا من خلاله العشوائية في التخطيط والتنفيذ، والهدر المستمر للمال العام، والأهم هو أثر كل ذلك سلبا على أبناءنا الطلبة على مقاعد الدراسة، وعلى العملية التربوية برمتها.
والمستغرب في الأمر أن هذا القرار المتخذ من قبل الوزارة جاء بعد 30 / 5 / 2019 في الوقت الذي تعلم فيه الوزارة أن الكتب الدراسية فعليا مطبوعة وموزعة على المدارس وبعض الكتب صدر قرار اعتمادها بعد 23/7/2019.
جاءت الكتب الجديدة معزولة عن محتوى الكتب الأخرى التي تدرس لنفس الصف، و كذلك بمعزل عن المحتوى السابق للمناهج ( الكتب الدراسية )، و إذا كان الأمر يتعلق بتأليف كتب للصف الأول و الرابع ضمن سلسلة الكتب التي ينوي المركز طرحها، والاستمرار في إنتاج السلسلة التعليمية من الكتب المقررة على أساس الإحلال أولا بأول، فقد نتج خلل كبير بهذا النهج ؛ لأن مركز المناهج إذا كان قد اعتمد على إطار عام للمناهج أعده المركز الوطني، فإنه قد أدخل كتابين من إطار أعد بمعزل عن الإطار المعمول به حالياً في وزارة التربية والتعليم، والذي يعمل به لكافة الكتب المدرسية.
الملاحظات التفصيلية :
1- لابد من الالتفات إلى أن كتاب الرياضيات للصف الأول لا يتناسب مطلقا مع مستوى الطالب الذي يأتي ليتعلم في سنته الأولى ، فالوحدة الأولى في كتاب مادة الرياضيات ودرسها الأول تحديدا الصفحة الأولى ( إتقان قراءة وكتابة الأرقام من 1 إلى 100 ) تشكل تعجيزا للمعلم وتسبب إحباطا للطالب، ولا يُمكن تحديد المدة الزمنية لإنجاز هذه الدروس، وإمكانية الخروج منها بشكل متقن للطلبة، لأنه يبنى عليه كل مراحل التعليم اللاحق، ولا يصح أن يكون هذا الدرس بأي حال من الأحوال هو بداية التعلم في الكتاب، إذ أنه من المنطق الاعتماد على الصورة و إفراد كل عدد بنشاطات يتعلم منها الطالب قراءة وكتابة الرقم بشكل متقن ، وأما الدرس الثاني ( الصفحة الثانية ) فهو درس عد اثنينات و خمسات وعشرات، وترتفع الصعوبة في الكتاب لتطالع فيه عناوين الدروس ( تقريب الأعداد ،أصغر وأكبر ، التقدير ، الكسور ، القيمة المنزلية ، مقارنة الأعداد ، تصنيف الأعداد …. ) ، كل مفهوم من هذه يعتبر جديدا ومستحدثا، وإضافة إلى مستوى الصعوبة الملحوظ في كتاب الرياضيات الجديد ( 2019 ) فهو لم يراعي عدد أيام الدوام الفعلي إذ يحتوي على (
وحدات ، وأما كتاب الرياضيات 2018 فيحتوي على (4) وحدات فقط .
2- بلغت تكلفة الكتب الجديدة والتي تم طرحها لمادتي الرياضيات والعلوم (4) ملايين ( كما وصلني ) وهذا رقم مُبالغ فيه وكبير جدا إذا علمنا إن التأليف والطباعة وبأفضل جودة لا تكلف في الأردن أكثر من مئة ألف دينار تقريبا .
والسؤال المهم هنا أين الانسجام والتنسيق والتخطيط والتكامل بين ما تم طرحه من قبل الوزارة لعام 2018 من كتب وبرامج تابعه لها وما بين ما تم طرحه من قبل مركز المناهج؟ وكيف يمكن الموائمة والتنسيق والتخطيط بشكل جيد بين هيئتين تعملان على نفس الفئة التعليمية طلبة المدارس الحكومية وقد ظهر تقاطعهما والخلل في عملهما في أول خطوة وأصبحت الكتب مثل أُحجية لا يمكن تركيبها معاً.
3- لم تراعي الكتب الجديدة للصف الأول أن هؤلاء الطلبة يأتون من مستويات تعليمية مختلفة، فمنهم من تمكن من الدراسة في الروضة لسنة أو أكثر، ومنهم من لم يحصل على فرصة الدراسة في الروضة لأسباب اقتصادية أو جغرافية أو غيرها .
4- كيف يمكن معالجة الفجوة الكبيرة فيما تعلمه الطالب في الروضة حول الأرقام وما تم طرحه في الصف الأول ؟ و كيف يمكن شطب المعرفة المتراكمة لطلاب الروضة أو تعديلها ؟.
5- إن اللغط الذي نتج عن اعتماد رسم الأرقام بالعربية أو الهندية في كتاب مادة الرياضيات للصف الأول يعتبر مُعضلة كبيرة لمن سبق ودرس في الروضة إذ أن سنتين دراستين في الروضة لن نستطيع إزالتها أو محوها من عقلية الطالب بمجرد فتح الكتاب الجديد لطرح الطريقة الجديدة في التعليم .
6- إذا كانت الأرقام في الرياضيات كما يُقال يُراد بها تعويد الطالب على الكتابة بالرسم العربي فمنذ متى تُكتب اللغة العربية من الشمال إلى اليمين ؟ وكيف يمكن حل معضلة الطالب الذي تعلم كتابة الأرقام سابقا ( على فرض انه درس روضة ) باللغة الإنجليزية ليعود ليعتبرها عربيه .
7- إن وجود تعارض بين كتب مواد الرياضيات واللغة العربية والتربية الإسلامية أو الكتب الأخرى من حيث الأرقام ففي كتاب الرياضيات كانت الأرقام بالرسم العربي وفي كتاب التربية الإسلامية وغيره بالرسم الهندي وهذا يُشكل خللاً كبيراً حيث أن السور القرآنية في كتاب التربية الإسلامية أرقامها هندية وكذلك كل تفاصيل الصلاة والوضوء في كتاب التربية الإسلامية، فهل يجب أن يعود المعلم أثناء تدريسه التربية الإسلامية إلى تدريس الأرقام بالرسم الهندي ، وهذا بحد ذاته يُعتبر خللاً كبيراً ؟
وإذا كان المطلوب أن يكتب الطالب الرقم بالرسم العربي في الرياضيات والمطروح في الكتب الأخرى لنفس الصف هو الرسم الهندي للرقم فمن المسؤول عن تدريس الطالب الأرقام بالرسم الهندي ؟
8- احتوت الكتب على تمارين إثراء باللغة الإنجليزية ، الإثراء في كتب الصف الأول الأساسي مفردات وجمل بواقع 13 صفحة ، وفي الصف الرابع مفردات وجمل وفقرات بواقع 18 صفحة فمن المكلف بطرحها وتدريسها؟ هل هو معلم الصف الأول والرابع لمادتي العلوم والرياضيات أم هي تداخل مع معلم اللغة الإنجليزية ؟ أم هي ترف في الكتاب على سبيل التجديد وبهجة التطوير ؟
9- كلا الكتابين الرياضيات والعلوم للصف الأول تكتظ صفحاتهما بالمعلومات بطريقة تفوق قدرات وإمكانات الفئة العمرية لهذه المرحلة وتخالف مطلقا جاذبية الكتاب والاعتماد على الصورة أكثر في هذه المرحلة العمرية .
10- تظهر الصعوبة في محتوى مادة العلوم حيث يبدأ الكتاب بوحدة البيئة يتعرض الطالب فيها لمفردات نتساءل عن مدى مواءمتها لطلابنا والإعداد لها بتعلم قبلي ومثال على ذلك : البيئة الصناعية ، البيئة الجافة ، التكاثر وأنواعه والمصطلحات المذكورة الأخرى دون تدرج في البناء المعرفي ، فهل الوحدة الأولى (البيئة) هي أسهل وأبسط من الوحدة الثانية (جسم الإنسان) والتي كان من الأفضل والأقرب لقدرات الطالب أن يـبدأ بها .
11- في منهاج الرياضيات للصف الرابع ، كان قرار وزارة التربية والتعليم في اعتماد الكتاب بعد 23/ 7 / 2019 فأي إعداد وتدريب يتم بهذا الشأن إذا كان بين القرار وبين العام الدراسي ما يقارب ثلاثة أسابيع ؟، وأما المهارات المتعلقة بالكسور وأنواعها والمهارات الحسابية عليها تقريبا وترتيبا ومقارنة والأشكال ثنائية الأبعاد وثلاثية الأبعاد والزوايا والموقع والحركة فإلى أي درجة بنيت على المعرفة القبلية .
12 – إن الكتب الأربعة التي نتحدث عنها تعاني صفحاتها زخما بالنسبة للفئة العمرية المطروحة لها وبالذات العلوم فهل يتخيل احد أن يدرس الطالب في الصف الأول صفحه بها ما يقارب ال 90 كلمة في أسبوعه الدراسي الثاني ؟ هل يعقل انه أتقن حروف وكلمات كتاب اللغة العربية المقرر لصفه ؟ هذا ما نتحدث عنه ، وهو غياب التكامل بين الكتب للصف نفسه وعدم البناء على القدرات .
وأما علوم الرابع فليس بأحسن حالا إذ يصل عدد كلمات بعض الصفحة إلى 170 كلمة فأي زخم وأي جاذبية في هذه الصفحات ؟
13- الصور الموجودة في الكتب بالرغم من محاولتها الموائمة لواقع الطالب وثقافته العربية والإسلامية إلا أنها لم توفق بذلك مطلقاً ، حيث كانت الصور لأشخاص أجانب أو بيئات أجنبية .
14- هذه المعضلات وغيرها لا يتطرق لها دليل المعلم المتعلق بالكتابين الجديدين ولا يعطي طرقا ولا يقترح زمنا متوقعا لانجاز المادة في هذه الكتب .
15- وجود كتابين احدهما كتاب الطالب والآخر كتاب التمارين فهو يرفع مستوى المعاناة من وزن الحقيبة المدرسية . التي يعاني منها الطالب أصلا وخاصة أن الآف الطلبة يسيرون على الأقدام وهم يحملون حقائبهم ذهابا وإيابا .
16- إن القول أن هذه الكتب تجريبية هو استهانة بمخاطرة التجريب على ما يقارب 400 ألف طالب وكان الأولى والأحرى أن يجرب على صفوف محددة أو مدارس معدودة كعينة تجريبية إن كان ولابد.
https://www.facebook.com/albosala.media/videos/938283623220468/