منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الفوضى الخلاقة تهزّ عرش الديموقراطية الأمريكية..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الفوضى الخلاقة تهزّ عرش الديموقراطية الأمريكية..  Empty
مُساهمةموضوع: الفوضى الخلاقة تهزّ عرش الديموقراطية الأمريكية..    الفوضى الخلاقة تهزّ عرش الديموقراطية الأمريكية..  Emptyالإثنين 11 يناير 2021, 9:43 am

عدوى الفوضى الخلاقة تهزّ عرش الديموقراطية الأمريكية.. الاربعاء المظلم ونهاية مذلة لرئيس سخر ولايته لفرض قطار التطبيع واذلال العرب.. بعد الصدمة.. بايدن يتسلم بلدا مقسما ومستقبل الجمهوريين على المحك


كثيرة هي نقاط الاستفهام التي افرزها المشهد الانتخابي في الولايات المتحدة احد اقدم الديموقراطيات في العالم بعد غزوة الكونغرس اوواقعة الكونغرس التي وصفها البعض بأنها كانت اخطرعلى امريكا من هجمات 11 سبتمبر، ولكن يبقى السؤال الاكثر الحاحا بعد الانسحاب المهين والسقوط المدوي للرئيس الامريكي دونالد ترامب وفشل كل محاولاته لقلب نتائج انتخابات 2020 كيف سيكون المشهد في ظل ادارة خلفه الديموقراطي بايدن الذي يتسلم بلدا مقسما مفككا مفتوحا على كل السيناريوهات؟ لا خلاف ان ترامب سيبقى في سجلات المؤرخين عنوان الشعبوية الرسمية والتطرف والعصرية ولكن وهذا الاهم ستظل اهم واكبر انجازاته لصالح الحليف الاسرائيلي وسيحسب له انه لم يدخر جهدا طوال سنوات حكمه الاربع في دعم وتعزيز مكانة ناتنياهو واستغلال ضعف وهشاشة وانهيار المشهد العربي لإهانة دول عربية وفرض مكانة لإسرائيل بينها لتزداد قوة ونفوذا وتتحول الى شريك استراتيجي بدعوى تطويق الخطر الايراني وسيعلن وقبل اسابيع من هزيمته الانتخابية انطلاق قطار التطبيع المجاني ويدفع الى ذلك كل من الامارات والبحرين والمغرب وسوف لن ينسحب ترامب من المشهد قبل ان يلتحق السودان بركب التطبيع المجاني.. والمثير انه في الوقت الذي كان العالم يتابع  احداث الاربعاء الدامي وانتهاك الكونغرس الامريكي من انصار ترامب كان السودان يعلن اتفاق التطبيع برعاية وزير الخارجية الامريكي بومبيو..
طبعا لا احد يتوقع ان تتراجع الادارة الجديدة بقيادة جو بادين عن اتفاقات سلفه ولكن الاكيد ان ما حققه ترامب لإسرائيل يتجاوز كل ما تحقق لهذا الكيان منذ نشأته..
حتى هذه اللحظة لا احد بإمكانه ان يتنبأ بما يمكن ان يقدم عليه ترامب قبل انتهاء ولايته وتسليم السلطة لمنافسه جو بايدن ولا احد يمكن ان يضمن عدم انسياق ترامب الى شن حرب جديدة قد تكون ضد ايران او  حليفتها سوريا او حزب الله يورط فيها سلفه في الايام المتبقية له في البيت الابيض..
اصوات كثيرة ارتفعت داخل الكونغرس تطالب بتفعيل الفصل 25 من الدستور وإقالة ترامب تجنبا للأسوأ وهو مطلب يظل قائما في انتظار ما يمكن ان تؤول اليه الاحداث اذ وبرغم اقرار ترامب بنهاية ولايته فانه يرفض الاقرار بهزيمته الانتخابية..
مشهد سريالي
مشهد سريالي ما كان  للباحث الامريكي صموئيل هنتغتون ان يتوقعه وهو يحدد صراع الحضارات القادم وإعادة تشكيل النظام العالمي الجديد لمؤلفه العالم السياسي الأمريكي صامويل هنتنغتون حول صراع  الحضارات الكبرى المُشاركة في الحرب الباردة، كرد ّ مباشر لما قدمه تلميذه فرانسيس فوكوياما من أطروحة تحت عنوان “نهاية التاريخ والإنسان الأخير”…
مشهد لم يتوقعه امهر الخبراء والمتتبعون لتطورات الاحداث في امريكا. وسيظل موعد 6 جانفي 2021 محفورا لا في ذاكرة الامريكيين فحسب ولكن ايضا في ذاكرة العالم وهو يستفيق على وقع احداث اقتحام الكونغرس التي وصفها البعض بغزوة الكونغرس لتدشن امريكا العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين على وقع “يوم مظلم” على حد تعبير مايك بنس نائب الرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي لم يصر على رفض نتائج الانتخابات الامريكية فحسب ولكنه اصر وهنا مكمن الخطر على تحريض انصاره على النزول الى الشارع واستعادة النصر الانتخابي المسروق وذلك قبل ساعات فقط على تصديق الكونغرس على فوز الديموقراطي جو بايدن بنتيجة الانتخابات الرئاسية بفارق واسع على منافسه الجمهوري رجل المال والأعمال دونالد ترامب الوافد حديثا على عالم السياسية. وقد يكون ترامب توقع او لم يتوقع ان ينزل انصاره بذلك العدد وبتلك الهمجية لاقتحام مقر الكونغرس ويدوسوا على رمز الديموقراطية الامريكية ويعبثوا على طريقة دول العالم الثالث وأعداء الديموقراطية بهيبة ومبادئ وقيم الاباء المؤسسين للدولة الامريكية في مشهد غير مسبوق حتى خلال الحرب الاهلية.. كل ذلك تحت انظار العالم المشدوه والمشدود الى الاحداث المتواترة من العاصمة السياسية واشنطن التي ستعلن حظر التجول تجنبا للأسوأ بعد سقوط اربع ضحايا في احداث الاربعاء الاسود.
وإذا كان قادة دول الاتحاد الاوروبي ومعه قادة الدول الديموقراطية قد اجمعوا على التنديد ورفض العنف غير المسبوق في الكونغرس الامريكي واعتباره تهديدا واضحا لقيم الديموقراطية فان دولا اخرى وبينها ايران والصين اعتبرت ان ما حدث يكشف الديموقراطية الامريكية العرجاء ولا يسمح لأمريكا بانتقاد غيرها فيما تعمدت روسيا الصمت معتبرة ان ما حدث شان داخلي وهو موقف ستشترك فيه مع اغلب العواصم العربية التي اختارت عدم التعليق على ما حدث بتحريض من الرئيس المتخلي دونالد ترامب الذي اكد انه خاسر سيئ بعقلية دكتاتورية ترفض خيار الصندوق رغم انه خسر كل الدعاوى القانونية التي رفعها امام المحاكم لقلب النتائج لصالحه..
الديمقراطيون يستعيدون المشهد..
ولعل ما لم يتوقف عنده الكثيرون مع اندلاع احداث الكونغرس انه في الوقت الذي كان انصار ترامب يتدفقون الى الشارع ويطوقون مبني الكابيتول كان الديموقراطيون يكسبون ورقة الهيمنة على البيت الابيض والكونغرس وذلك لأول مرة منذ عشر سنوات بعد فوز
العضو الديموقراطي جون أوسوف والقس رافائيل وارنوك الديمقراطي في جورجيا، في العبور الى مجلس الشيوخ، ما أعطى الرئيس المنتخب جو بايدن السلطة لإصدار تشريعات شاملة وليبرالية ودفع الترشيحات الوزارية دون دعم الجمهوريين، وسيكون الانقسام الحزبي في مجلس الشيوخ 50-50 مع كسر نائب الرئيس المنتخب كامالا هاريس الأصوات المتعادلة.
ترامب خاسر سيئ..
وفي خطوة لتجنب خروج مهين بعد ان ارتفعت اصوات من الكونغرس تطالب بتطبيق الفصل 25 من الدستور وإقالة الرئيس ترامب من مهامه  ومنعه من الترشح مجددا في سباق 2024  وذلك قبل ايام على تدشين منافسه بايدن البيت الابيض لجأ الرئيس المتخلي دونالد ترامب، إلى محاولة التدارك باستعمال الحساب الشخصي لمساعده دان سكافينو، بعد ايقاف تويتر وفايسبوك موقعه الشخصي لنشر تغريدة تعهد خلالها بانتقال “منظم” للسلطة في 20 جانفي، بعد ليلة دامية على وقع هجمات انصاره الى الكونغرس.. والطريف ان ترامب الذي اعلن العداء للإعلام والإعلاميين اختار على مدى السنوات الاربع الماضية التخاطب مع الامريكيين عبر حسابه على “تويتر” لنقل رسائله الى الداخل والخارج او لمهاجمة خصومه او اعلان ما حققه من اتفاقات لصالح اسرائيل مع شركائها الجدد..
ورغم اعلانه بان انتقال السلطة سيكون سلميا في 20 جانفي فانه لم يعترف بهزيمته الانتخابية ولكنه اعترف بنهاية ولاية اولى في تاريخ الرئاسة، و”أنها مجرد بداية معركتنا لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”. وقد اجمع نواب ديموقراطيون وجمهوريون على ان ما حدث اول امس تدنيس لمبنى الكابيتول وإراقة لدماء الأبرياء وتهديد للديموقراطية..
وحملت الصحف الامريكية الصادرة امس الرئيس ترامب مسؤولية العنف والفوضى فى الشارع الأمريكي، بعد دعوته انصاره  للتظاهر في واشنطن، احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية
قبل 13 يوماً من انتهاء ولايته..
هل يتم عزل ترامب؟
بالتزامن مع الاحداث الدموية المتسارعة كشفت شبكة “سي بي إس” الأمريكية أن محادثات بين مسؤولين أمريكيين حول استخدام التعديل الخامس والعشرين فى الدستور الأمريكي، والذي يتم بموجبه عزل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية من منصبه، وبحسب الشبكة الأمريكية، دعم مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية تلك المناقشات لمواجهة حالة الفوضي التي تسبب فيها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب “.
ويبدو انه تم تشريك نائب الرئيس ترامب مايك بنيس في المشاورات لاتخاذ اجراء استثنائي وإعلان الكونغرس ان ترامب غير قادر على أداء واجباته كرئيس. وقد بادر بنيس الى التنديد بمشاهد الفوضى والعنف والإعلان صراحة ان المتظاهرين والمحتجين لم يفوزوا بالانتخابات.
وقد يكون ترامب تلقى الرسالة حيث شكر انصاره الذين وصفهم “بالوطنيين العظماء” على الحضور ودعاهم الى الانسحاب والعودة الى بيوتهم دون ان يدين ما اقدموا ويحثهم في نفس الوقت على “تذكر هذا اليوم إلى الأبد!”.. ويبدو ان سباق الاستقالات في صفوف مساعدي ترامب انطلق بالتوازي مع الاحتجاجات مع توقع المزيد في الساعات القادم..
الديموقراطية في العالم مريضة
بالأمس وفي اعقاب يوم دام صوت أغلبية أعضاء مجلس النواب الأمريكى، برفض اعتراض حلفاء الرئيس دونالد ترامب على تأكيد فوز الديمقراطى جو بايدن بولاية بنسلفانيا فى انتخابات الرئاسة، في محاولة أخيرة إما لإلغاء فوز بايدن أو تأجيل المصادقة عليه.
ومنح ترامب منافسه بايدن فرصة تاريخية لمخاطبة الامريكيين بصوت حكيم  قبل تدشين البيت الابيض واعتباره ان  الاعتداء على الكونغرس اعتداء على الشعب وعلى الديمقراطية وعلى من يحميها وعلى أقدس المؤسسات الأميركية. مطالبا الجميع بالانسحاب من الكونغرس والسماح للديمقراطية بأن تأخذ مجراها. ووصف بايدن المحتجين بالتطرف والخروج عن القانون..
كما دعا بنس ترامب إلى التحلي بالمسؤولية والخروج لإيقاف الفوضى، مؤكدا أن التصديق على نتائج المجمع الانتخابي يجب أن يكون مقدسا للديمقراطية الأميركية.
وبمصادقة الكونغرس على انتخاب بايدن رئيسا يخسر ترامب كل فرصه في البقاء في البيت الابيض مع كل ما يعنيه اصراره على رفض النتائج من خروج مهين له بعد فشله  في قلب النتائج بعد خسارته اكثر من 60 دعوى قضائية رفعها في المحاكم للتشكيك بصحة نتائج الانتخابات، كما أن طلبات إعادة فرز الأصوات في عدة ولايات، أدت إلى النتيجة ذاتها: فوز بايدن…
صعود وسقوط  ترامب المدوي يعكس جملة من الحقائق وأولها ان الديموقراطية في العالم مريضة وان القوة الاولى في العالم ليست بمناى عن كل الامراض والعلل السياسية التي تلوث المشهد السياسي في اكثر من بلد وان الاسباب تكاد تتشابه حتى وان اختلفت التأثيرات والنتائج فالمال السياسي الفساد واللوبيات المؤثرة والإعلام المتنفذ يسير المشهد ويدير لعبة الانتخابات.. وقد كشفت الاحداث الاخيرة في واشنطن ان ما كان يحدث من انقلابات على السلطة ومن رفض لنتائج الانتخابات في دول افريقية وآسيوية ليس حكرا على الانظمة الدكتاتورية بعد الاربعاء الدامية في واشنطن.. ولكن مع اختلاف مهم وجب الانتباه له وهو ان المؤسسات الديموقراطية والأصوات الحكيمة كانت مهيأة لرفض الانقلاب الشعبي لأنصار ترامب.. ولعل الايام القادمة تكشف المزيد عن مصير الحزب الجمهوري وما اذا كان مستعدا لإعادة تقييم ما حدث او ما اذا كانت الشعبوية الرسمية خيارا..  الارجح ان الرأي العام الامريكي لا يمكن ان ينساق الى تشويه وتدمير الديموقراطية التي اجتمع حولها الاباء المؤسسون قبل قرنين من الزمن.. صورة امريكا وتجربتها باتت محاطة بالكثير من الشكوك وسيكون من الصعب ان يكون للموقف الامريكي من التجارب الانتخابية صوتا نافذا قبل تصحيح المسار والاعتراف بالأخطاء وبان وصول ترامب الى السلطة كان كارثة على الامريكيين وعلى العالم..
ولكن وجب الانتباه ايضا الى ان من سبقوا ترامب في رئاسة البيت الابيض لم يكونوا اكثر رأفة بهذا العالم او اكثر احتراما والتزاما بالعدالة الدولية وبحق الشعوب في تقرير المصير والمتأمل في المشهد العربي والنزيف الحاصل من فلسطين الى سوريا والعراق ولبنان واليمن ومالي والصومال يدرك عمق الاخطاء الامريكية ودورها في  تدمير المجتمعات وتخريب الاوطان وانتهاك حرمة الشعوب..
ترامب الرئيس الذي خدمه العرب فأهانهم..
بنهاية مرحلة حكم ترامب وفشله في البقاء في السلطة لولاية ثانية يكون الرئيس الامريكي المتخلي سجل صعود الشعبوية وفتح المشهد السياسي امام التطرف الرسمي والفوضى الهدامة وتداعياتها وهو الذي فرض طوال سنوات حكمه سياسة داخلية وخارجية بلا ضوابط او ثوابت ففشل في تطويق جائحة كورونا في بلاده بما جعل امريكا تتصدر قائمة الدول الاكثر ضحايا منذ ظهور الفيروس بوفاة اكثر من ربع مليون امريكي وإصابة عشرين مليونا اخرين بسبب استهانته بالخطر وإنكاره للفيروس واعتماده خيار مناعة القطيع قبل ان يدرك حقيقة المشهد.. ويصح القول ان ترامب الذي وعد الامريكيين بانجازات كبرى افلح في دور لم يسبقه اليه غيره من الرؤساء الامريكيين وهو خدمة اسرائيل ورعاية مصالحها وتهيئة الارضية لعقد الاتفاقات والشراكة والتطبيع مع الدول العربية بعد ان احكم قبضته على الفلسطينيين وجمد المساعدات المخصصة لهم وجفف منابع الاونروا وأغلق سفارة فلسطين في واشنطن ونقل سفارة بلاده من تل ابيب الى القدس متجاوزا بذلك كل القرارات الدولية والاتفاقات التي تقضي بتدويل القدس ..والحقيقة انه اذا كان لا احد ينكر ان الادارات الامريكية المتعاقبة دأبت على سياسة الدعم والتأييد لإسرائيل ولسياسة الاستيطان والتوسع والتهويد والاحتلال فان ترامب سخر ولايته لرفع العزلة على اسرائيل وتوقيع شراكات جديدة ما كانت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة لتحلم بها في السابق وقد تجند ترامب لإطلاق قطار التطبيع بعد اعلانه صفقة القرن وتبنيه اتفاقية ابراهام.
لقد عزز ترامب القناعة بعد اربع سنوات من حكمه أنه لا وجود لديموقراطية عريقة ومحصنة امام محاولات العبث والفوضى وان للسلطة وجه اخر سيئ حتى في الانظمة الديموقراطية عندما تنتصر لدى الحاكم الرغبة في التفرد بالحكم فيسقط في فخ الاغراءات ويتحول الى عبد لها..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الفوضى الخلاقة تهزّ عرش الديموقراطية الأمريكية..  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفوضى الخلاقة تهزّ عرش الديموقراطية الأمريكية..    الفوضى الخلاقة تهزّ عرش الديموقراطية الأمريكية..  Emptyالإثنين 11 يناير 2021, 9:44 am

ألافضل وألاسوأ في السنوات الأربع التي تولى فيها ترامب رئاسة الولايات المتحدة

نشرت صحيفة الصانداي تليغراف تقريرا عن أفضل وأسوأ اللحظات في السنوات الأربع التي تولى فيها ترامب رئاسة الولايات المتحدة بداية من لحظة تنصيبه عام 2017 حتى حملة ترشحه لولاية ثانية عام 2020.

يقول التقرير إن فترة ترامب ستبقى واحدة من أكثر الفترات إثارة للجدل في تاريخ الولايات المتحدة بدءا من الحشد الذي حضر حفل التنصيب حتى لقائه مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون مضيفا إن “ترامب شق طريق في فترة رئاسته بالخداع والحيل وبشكل فريد من القيادة التي صدمت حتى أكثر مراسلي البيت الأبيض خبرة”.
ويشير التقرير إلى أن فترة ترامب شهدت محاولة نادرة لمحاكمة الرئيس بغرض خلعه من منصبه علاوة على وباء عالمي نادر تفشي في العالم بأسره وضرب الولايات المتحدة في العام السابق للانتخابات وحتى الآن وإذا أضفنا إلى ذلك تسريب مكالمته مع سكرتير مجلس ولاية جورجيا في محاولة لقلب نتيجة فوز جو بايدن بالانتخابات وأصوات الولاية.
ويضيف التقرير “كل هذا أدى إلى الفوضى التي شهدتها البلاد في النهاية بعدما اقتحمت عصابة غاشمة من مؤيدي ترامب مبنى الكونغرس في منطقة كابيتول هيل في محاولة لمنع إقرار نتائج الانتخابات الرئاسية”.
ويواصل “بعد هذه الأحداث العنيفة تعهد ترامب للمرة الأولى بانتقال سلمي للسلطة”.
ويذكر التقرير أن أفضل لحظات ترامب في السلطة كان منها إصدار الأوامر بشن غارات على سوريا عام 2018 لمحاولة وقف هجمات نظام الأسد على الشعب السوري وعلى النقيض كان من بين أسوأ لحظاته تلك التي وقع فيها مرسوما رئاسيا بعد أسبوع من تنصيبه لمنع مواطني سبع دول ذات غالبية إسلامية من دخول البلاد.



أسبوع كارثي ينهي أحلام ترامب بالسيطرة على الحزب الجمهوري

نشرت صحيفة الإندبندنت أنلاين مقالا للكاتب المختص بالشؤون الأمنية والعسكرية باتريك كوبيرن بعنوان “أسبوع كارثي ينهي أحلام ترامب بالسيطرة على الحزب الجمهوري”.

يبدأ كوبيرن مقاله بتعبير تشبيهي قائلا “الفئران الجمهوريون يهجرون السفينة المريحة” مشيرا إلى أن ترامب أنهى فترة مريحة بالنسبة للنواب الجمهوريين في مبنى الكابيتول حيث يقع مقر الكونغرس بمجلسية النواب والشيوخ.
ويقول كوبيرن إنهم “يتظاهرون بكل نفاق أن غزو مقر الكونغرس من قبل أنصار ترامب المتطرفين هو فقط الذي كشف لهم إخفاق الرئيس” لكن معارضيه الأكثر شراسة يتهمونه بمحاولة تنظيم انقلاب وإصدار تعليمات قاتلة لأنصاره ويقارنون تلك الكارثة بإشعال النيران في واشنطن عام 1814 من جانب البريطانيين وهجوم بيرل هاربور عام 1941.
ويعرج كوبيرن على السهولة التي تم بها احتلال مقر الكونغرس لفترة من الوقت في ظل وجود ألفين من عناصر التأمين والحماية تصل مخصصاتهم المالية سنويا إلى 339 مليون دولار كما أن بعض مقاطع الفيديو التي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت أن بعض عناصر الأمن سهلوا لأنصار ترامب الاقتحام.
ويقول كوبيرن إن الجميع يقارنون بين تعامل الشرطة المسالم مع أنصار ترامب الذين اقتحموا البرلمان وبين تعاملهم العنيف مع أنصار حركة “حياة السود مهمة” مضيفا “لقد كان الانحياز العنصري للشرطة الأمريكية موجودا في الأخبار بشكل دائم لكنه لم يكن أبدا بهذا الشكل السافر”.



 تقاعس شرطة “الكابيتول” ضد المقتحمين كان مقصوداً

لم تكن هذه انتفاضة ضد حكومة استبدادية، بل كانت انتفاضة ضد حكومة متعددة الثقافات. رد فعل الشرطة الهادئ على تلك الانتفاضة يُظهر أنه عندما يتعلق الأمر بالانخراط في أعمال عنف ضد الدولة، فلن يخسر مرتكبو الجرائم البيض شيئاً.
فيما يلي ترجمة لمقال نشرته مجلة “ذا أتلانتيك” حول ازدواجية معايير الشرطة في التعاطي مع المتظاهرين وفقاً لمعايير عرقية، تُظهر تفوق العرق الأبيض على حياة السود:
ما شاهده الأميركيون على شاشات التلفزة، الأربعاء الماضي، لم يكن مجرد تمرد على الديمقراطية الأميركية، بل كان أيضاً تعبيراً عن سيادة البيض.
عندما اقتحمت حشود من مؤيدي الرئيس الأميركي دونالد ترامب مبنى الكابيتول لنهب المكاتب، وإرهاب المشرعين، وعرقلة التصديق على الانتخابات الرئاسية، قوبلوا باستعراض ضعيف للقوة من قبل شرطة الكابيتول، الذين كانوا مسؤولين عن قمع التمرد.
وفقاً للتقارير، أصيب أكثر من 50 ضابطاً، وانتشرت على الإنترنت لقطات مصورة للاعتداء الجسدي الذي قام به مثيرو الشغب. إلاّ أنّ عناصر الشرطة ردوا على العديد من أعمال العنف بضبط النفس الشديد أو الاستسلام التام.
في حالات أخرى، كان لعدم استعدادهم عواقب وخيمة: قتلت الشرطة امرأة، وتوفي 3 آخرون، وتوفي ضابط متأثراً بجراحه.
هذا وانتشرت مقاطع فيديو تظهر جانباً آخر من المشهد، وهو نوع من الصداقة بين المتمردين والشرطة: إذ تظهر إحدى اللقطات المنتشرة، أحد المشاغبين يأخذ صورة مع ضابط داخل قاعات الكابيتول، بينما يصور آخرون الشرطة ترافق بهدوء المتمردين خارج المبنى الذي اقتحوه للتوّ.
هذه المشاهد تقدّم تناقضاً صارخاً مع ما شهدته الأمة من الشرطة قبل أشهر فقط، خلال احتجاجات حركة “حياة السود مهمة”: أُطلق على المتظاهرين السلميين حينها الغاز المسيل للدموع.
وفقًا لوكالة “أسوشيتيد برس” ، علمت شرطة الكابيتول بالتهديد المحتمل لأحداث الشغب قبل أيام من وقوعها ، لكنها رفضت عروض المساعدة من الحرس الوطني ومكتب التحقيقات الفيدرالي.
كما قال مسؤولون إنهم أرادوا تجنّب استخدام القوة الفيدرالية ضد الأميركيين ، كما فعلوا هذا الصيف (أي صيف عام 2020 بعد مقتل جورج فلويد).
إن اختيار رفض المساعدة وسط التحذيرات من التمرد هو أمر مزعج: لماذا افترض مطبقو القانون أنهم سيواجهون عنفاً من قبل المتظاهرين الذين كانوا يسيرون من أجل “حياة السود” في حزيران/ يونيو 2020 ، لكنهم يعتقدون أن حشداً كبيراً من البيض المتطرفين المؤيدين لترامب والمؤمنين بنظريات المؤامرة سيبقون سلميين؟
هذا الاختلاف في رد فعل الشرطة صدم الكثيرين الذين انزعجوا من المعايير المزدوجة.
لكن وحشية الشرطة ضد الأميركيين السود وتقاعس الشرطة تجاه الأميركيين البيض ليست شيئاً شاذاً مفاجئاً. هذا هو الوضع الراهن.
يمكن إرجاع نشأة الشرطة الأميركية الحديثة جزئياً إلى مؤسسة العبودية المتوارثة وعقيدتها المتعصبة على تفوق البيض.
في نص كتبه المؤرخ “ويليام دو بوا” عام 1903 بعنوان “أرواح الشعب الأسود” ، جاء فيه أن “نظام الشرطة وُضع للتعامل مع السود وحدهم، ويفترض ضمنياً أن كل رجل أبيض هو بحكم الواقع عضواً في تلك الشرطة”.
إيديولوجيات الشرطة الأميركية المصممة لمنع حرية وحرمان السود وحماية مصالح البيض لا تزال قائمة في نظام الشرطة اليوم.
ففي كانون الأول/ ديسمبر 2020 ، كشف تقرير استقصائي مؤلف من 111 صفحة عن إدارة شرطة نيويورك أن احتجاجات “حياة السود مهمة” العام الماضي قد أسيء التعامل معها بشكل صارخ من قبل الضباط. التقرير ، الذي أجرته وكالة “إشراف المدينة”، أكد ما شاهده ملايين الأميركيين بعد مقتل الأميركي الأفريقي جورج فلويد في 25 أيار/ مايو: اتسمت ردود فعل الشرطة أثناء الاحتجاجات السلمية بـ “الإنفاذ المفرط” وانتهاك حقوق التعديل الأول.
ومع ذلك، قبل شهر واحد من وفاة فلويد ، في 30 نيسان/ أبريل 2020 ، شاهدت البلاد المحتجين البيض، بعضهم كان مدججاً بالسلاح ، يتدفقون أمام مبنى الكابيتول بولاية ميشيغان للاعتراض على أوامر البقاء في المنزل، ما أدى إلى وقوع حادث بسيط من قبل جنود شرطة الولاية واعتقال اثنين فقط.
وصف “دو بوا” أحداثاً مثل هذه على أنها جزء من “نظام العدالة المزدوجة، الذي أخطأ مع الجانب الأبيض بالتساهل المفرط “.
بعد تمرد المئات الأربعاء الماضي، والذي أدى إلى استقالة رئيس شرطة الكابيتول، تم حتى الآن اعتقال 82 شخصاً فقط. تعطي هذه الحقائق مصداقية لفكرة أنه عندما يتعلق الأمر بالشرطة الأميركية فإن العواقب تنقسم إلى خطوط ملونة.
إن هجمات المشاغبين على مبنى الكابيتول ليست بالأمر “غير المسبوق” بقدر ما تتوافق مع تاريخ أميركا في رد الفعل العنيف للبيض تجاه المساواة العرقية وحق البيض في السيطرة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ليس من قبيل الصدفة أنه في اليوم نفسه الذي وقعت فيه أعمال الشغب، تم انتخاب أول أميركيّين من السود واليهود لمقاعد مجلس الشيوخ في ولاية جورجيا.
لم تكن هذه انتفاضة ضد حكومة استبدادية. كانت انتفاضة ضد حكومة متعددة الثقافات.
ويشير رد فعل الشرطة، الهادئ والمدروس والمتسامح، على تلك الانتفاضة إلى أنه عندما يتعلق الأمر بالانخراط في أعمال عنف ضد الدولة، فلن يخسر مرتكبو الجرائم البيض شيئاً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الفوضى الخلاقة تهزّ عرش الديموقراطية الأمريكية..  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفوضى الخلاقة تهزّ عرش الديموقراطية الأمريكية..    الفوضى الخلاقة تهزّ عرش الديموقراطية الأمريكية..  Emptyالإثنين 11 يناير 2021, 9:44 am

دروس اقتحام الكونغرس القاسية

تعليقا على اقتحام الكونغرس الأمريكي الأربعاء الماضي، عبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عن أملها بأن “يتجاوز الشعب الأمريكي الصديق هذه اللحظة المأساوية بكرامة”.

ولفتت زاخاروفا الانتباه إلى أن النظام الانتخابي الحالي في الولايات المتحدة الأمريكية قديم، ولا يفي بالمعايير الديمقراطية الحديثة، ويخلق فرصاً لانتهاكات عديدة، ما جعل الإعلام الأمريكي أداة للنضال السياسي، وهو ما كان إلى حد كبير سبباً في الانقسام المجتمعي الواضح الآن في الولايات المتحدة الأمريكية.
على الجانب الآخر أدان الرؤساء السابقون باراك أوباما وجورج دبليو بوش وبيل كلينتون وجيمي كارتر الاقتحام، وتنوعت التعليقات على المشهد بأنه “مقزز ويحزن القلب”، و”يليق بنتائج الانتخابات في جمهورية من جمهوريات الموز وليس في جمهوريتنا الديمقراطية”، و”سيذكره التاريخ على أنه لحظة عار وخزي كبير”، و”كان الاقتحام نتيجة كارثية لسياسات بث السموم وانتشار المعلومات المضللة”، وأشار البعض بأصابع الاتهام إلى الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، وخطابه أمام مؤيديه قبل الاقتحام، ومطالبته نائبه، مايك بنس، بمعارضة المصادقة على نتائج الانتخابات، والذي ردّ عليه بنس، بأنه يتعدّى صلاحياته.

لكن ما حدث عقب الاقتحام، ثم استئناف الجلسة، والبيانات التي ألقاها أعضاء المجلس، أكدت على مدى رسوخ المؤسسات الديمقراطية الأمريكية، واعتزام القائمين عليها الدفاع عن الدستور الأمريكي، وقيم الديمقراطية.

من جانبه أعلن دونالد ترامب، أنه “ساخط إزاء أعمال العنف وانعدام القانون والفوضى”، التي سببها أنصاره، ودعا الأمة الأمريكية إلى “المصالحة وتضميد الجراح” في هذه اللحظات الحرجة من تاريخها، وتعهد بانتقال “منظم” للسلطة في 20 يناير، دون أن يذكر اسم الرئيس المنتخب، جو بايدن.
وعقب واقعة اقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي، علّقت مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، “تويتر”، “إنستغرام”، “سناب تشات” حسابات الرئيس الأمريكي، حيث أعلن مارك زوكيربرغ، الرئيس التنفيذي لـ “فيسبوك” أن حسابي دونالد ترامب على موقعي “فيسبوك” و”إنستغرام” سيظلان محظورين إلى أجل غير مسمّى، ولمدة “أسبوعين على الأقل”، وأعلن “تويتر” عن تجميد حساب الرئيس الأمريكي على منصته لمدة 12 ساعة، ومن ثم اغلقه نهائياً لانتهاك قواعد الاستخدام المتعلّقة بالنزاهة المدنية في إجراءات غير مسبوقة لجأت إليها مواقع التواصل الاجتماعي.
كذلك طالب مشرعّون أمريكيون بتفعيل التعديل 25 من الدستور أمريكي لتنحية الرئيس بشكل فوري من منصبه قبل أسبوعين من انقضاء فترة ولايته، حيث دعا زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، السيناتور تشاك شومر، إلى عزل ترامب فوراً نظراً لأن “ما حدث في مبنى الكونغرس كان تمرّداً دعا إليه ترامب، وهو رئيس لا ينبغي أن يبقى في منصبه يوماً واحداً”.
لقد تراكمت التحليلات والرؤى والاجتهادات في الصحف والمواقع الإعلامية المختلفة، التي حمل بعضها تصورات عن أن الوضع في الولايات المتحدة الأمريكية يكاد ينهار، وأن البلاد أمامها خمس سنوات فقط، تدخل بعدها في “فوضى” و”حرب أهلية”، وأن كل مقاييس الديمقراطية الأمريكية مزورة، وتنبأت بعض التحليلات بمصائر لا يعلمها إلا الله وحده.
إن هذه الظروف غير العادية، والتي كانت متوقّعة، وخلقتها بعد أربع سنوات إدارة ترامب الخالية من أي ضمير، والعاجزة عن تحمّل أي مسؤولية سياسية على المستوى الداخلي أو الخارجي للولايات المتحدة الأمريكية، وهذه المرحلة المؤسفة في تاريخ السياسة الأمريكية قد انتهت، وانتهت إلى غير رجعة.
ويذهب البعض إلى الاعتقاد بان الجمهوريين قد فقدوا فرصتهم للوصول إلى السلطة على المستوى الفدرالي للأبد. وهذا يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية، الدولة النووية العظمى، التي تحمل على عاتقها دور أساسي، لا يستطيع أحد إنكاره، في تحديد المستقبل السياسي والاقتصادي للعالم، والذي نبني عليه جميعاً آمالاً كبيرة، منذ بداية هذا العام، ربما يكون بإمكانها الآن أن تبدأ أخيراً في تحسين الأجواء الدولية لمواجهة التحديّات الجديدة التي يواجهها العالم صحياً وبيئياً واجتماعياً.
فالعالم أصبح معرضا لقضايا لا تميّز بين عربي أو روسي أو أمريكي أو صيني، والجائحة التي أصابت البشرية منذ عام مضى، وكذلك تلوّث الطبيعة والفقر والجهل والمرض الذي يعاني منه ملايين البشر حول العالم، هي مشاكل تؤثر علينا جميعاً، وقد علّمتنا ثورة الاتصالات وانتقال الصوت والصورة بنظام البث المباشر “أونلاين”، و”الستريم” على مواقع التواصل الاجتماعي أن التشرد والبحار وبرد الجبال وقفر الصحراء والكوارث الطبيعية تبتلع البشر بصرف النظر عن عرقهم وأصلهم وديانتهم ولون بشرتهم، وجدران الفصل العنصري والأسلاك الشائكة بين البشر، حتى في أرقى دول العالم، مصيرها الانهيار والفشل.
فهل يجوز استمرار ذلك على كوكب الأرض، في لحظة تاريخية علمية فارقة وتقدم علمي وفضائي، تمكّن فيه الإنسان من سبر أغوار البحار والفضاء، واستطاع منذ 75 عاماً التوحّد من أجل قهر النازية وتأسيس هيئة الأمم المتحدة بتاريخ 24 أكتوبر 1945 في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، والتي تتضمن أهدافها الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، وحماية حقوق الإنسان، وتقديم المساعدات الإنسانية، وتعزيز التنمية المستدامة، ودعم القانون الدولي.
يوافق يوليو المقبل الذكرى الثلاثين لحل معاهدة الصداقة والتعاون والدعم المتبادل “حلف وارسو” التي تأسست عام 1955، والذي تلا انتهاء الأنظمة الشيوعية الأوروبية، وتفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991. وبينما تدخلت منظمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” عسكرياً في البوسنة من 1992 إلى 1995، ثم في وقت لاحق يوغوسلافيا عام 1999، زادت أعضاء دول الحلف من 12 دولة أصلية إلى 30 دولة عضو، آخرها كان دولة الجبل الأسود في 5 يونيو 2017، ومقدونيا الشمالية في 27 مارس 2020، في الوقت الذي يعترف فيه الحلف بالبوسنة والهرسك وجورجيا كأعضاء يطمحون للانضمام.
لقد رغب الاتحاد السوفيتي من حلّ حلف وارسو العسكري لإنهاء الصراع الأيديولوجي بين الشرق والغرب، بين الشيوعية والإمبريالية، ووقف سباق التسلّح النووي، وبدا لوهلة أن الأمور تسير على ما يرام، على الرغم من بطء الإجراءات، وعدم التوصّل إلى اتفاقيات هامة للحد من صراع التسلّح وإيجاد أرضية مشتركة لمعالجة الكثير من القضايا العالقة والمختلف عليها دولياً، إلا أن أجواء الانفراج والتعاون الدولي دائماً ما تركت لدى الأطراف أملاً بمستقبل سلمي للبشرية كافة.
لكن، وفي نفس الوقت، كانت بعض القوى، والتي تمثّل لوبي واضح في أروقة السلطة الأمريكية والعالمية على حد سواء، تحاول عرقلة التقدم نحو علاقات دولية عادلة تحترم قوانين ومفاهيم وفلسفة هيئة الأمم المتحدة في مراعاة حقوق جميع الدول والحفاظ على سيادتها وحق شعوبها في تقرير المصير. ويبدو أن هذا اللوبي قد وضع على رأس أولوياته الضرب بعرض الحائط كل الجهود والمفاهيم الأممية بهدف الهيمنة على العالم، والسيطرة على الموارد، وتوجيهها لمصلحة المؤسسات والهياكل العابرة للقارات، ولا زال اللوبي يضع من بين أهدافه تغيير الوضع حتى في روسيا، والقضاء على قدراتها العسكرية وإمكانياتها الدفاعية ومكانتها الدولية.
إن ما مر به الشعب الأمريكي منذ أيام في واشنطن، يعد هزيمة لفكرة ترامب، وفكرة اللوبي الذي يسعى لتلك الهيمنة. وقد واجه ذلك اللوبي وعلى رأسه دونالد ترامب المؤسسة الديمقراطية الأمريكية، التي قالت كلمتها بأنه “لا عودة للوراء”، وسوف تحترم الأمة الأمريكية تاريخ ديمقراطيتها الراسخة التي تمتد لمئتي عام مضت، والتي تسعى لمسيرة بشرية نحو الأفضل، حتى وإن اختلفنا مع بعض تفاصيلها أو أفكارها أو آلياتها.
إلا أن أغلبية المجتمع الأمريكي، بما فيهم الجمهوريين، ممن لم يدركوا بدايةً إلى أين يجرّهم هذا اللوبي، على مدار أربع سنوات، سوف ينتصرون بقيادة “غريمهم”، جو بايدن” لقيم الديمقراطية الحقيقة، التي يؤمن بها المجتمع الأمريكي. فهل يمكن أن يتمنى المرء أن تتحلى الإدارة الأمريكية الجديدة بقدرٍ عالٍ من المسؤولية والإدراك الرفيع للتضحيات التي قدمتها موسكو على مدار ثلاثين عاماً في خدمة البشرية والبيئة والطبيعة والفضاء والإنسان على كوكب الأرض، وهل يمكن أن تقوم الإدارة الأمريكية الجديدة باتخاذ خطوات جريئة كتلك التي اتخذتها موسكو قبل ثلاثين عاماً، وأن يرافق هذا تعديل في كافة الاتفاقيات، بما فيها الاتفاقيات العسكرية للأسلحة الاستراتيجية والتجارب النووية التي ألغتها الإدارة المنتهية؟
وهل تدرك الولايات المتحدة الأمريكية الآن، بعد ما أصابها من تراجع في سياساتها الخارجية وطبيعة علاقاتها مع حلفائها، ضرورة التخلي عن بقاء حلف الناتو العسكري، والقواعد العسكرية التي تزيد عن 100 قاعدة عسكرية موّزعة في جميع أنحاء العالم، خاصّةً بعدما أصبح من الواضح أن المجتمع الأمريكي “لا يريد العودة للوراء”.
لقد انتقلت الصور المذهلة لاقتحام “محراب الديمقراطية الأمريكية” عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى كافة أنحاء الكرة الأرضية، وانطبع في ذاكرة البشرية يوم السادس من يناير عام 2020، كبقعة سوداء في تاريخ الديمقراطية الأمريكية. وعلى الرغم من جميع الأخطار التي لا تزال محدقة بالديمقراطية الأمريكية، وبالأمة الأمريكية، وبالولايات المتحدة الأمريكية ككيان سياسي متماسك، إلا أنه “ربّ ضرّة نافعة!”
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الفوضى الخلاقة تهزّ عرش الديموقراطية الأمريكية..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة
» الديموقراطية في الإسلام
» فضيحة جديدة في الجهاز القضائي تهزّ إسرائيل
» “ما من قوة” في العالم يمكنها أن تهزّ دعائم الأمة الصينية
»  الديموقراطية التوافقية... المحاصصة الطائفية القومية... وخطرها على الدولة العراقية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات :: مقالات في السياسة الدولية-
انتقل الى: