لماذا فلسطين ليست قضيتنا؟
مياح غانم العنزي
من حيث العقيده سمي المسجد الأقصى لبعد مسافته عن المسجد الحرام ، اما تسميته ببيت المقدس اي المطهر والمنزه ، ومن اسمائه ايضا الارض المباركه ،وكل هذه الأسماء ذكرت بالقران الكريم ،المسجد الاقصى قبلة المسلمين الاولى ،وثاني مسجد يبنى على الارض بعد الكعبه المشرفه ،اخبرنا الله عز وجل ان المسجد الاقصى مبارك وان ما حوله مبارك ببركته ،أسري بالرسول صلى الله عليه واله وسلم الى المسجد الاقصى في الاسراء والمعراج ،بشر الرسول الكريم بفتح المسجد الأقصى ،يعد المسجد الاقصى احد المساجد الثلاث التي يشد إليها الرحال ،حيث قال الرسول صل الله عليه واله وسلم
لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد ،المسجد الحرام ومسجد الرسول محمد صل الله عليه واله وسلم والمسجد الاقصى
كما اجمع علماء الشريعه الاسلاميه على استحباب زيارة المسجد الاقصى والصلاة فيه ، كما اخبرنا الرسول صل الله عليه واله وسلم ان أجر الصلاة في المسجد الاقصى مضاعف وان المسجد الاقصى ارض المحشر والمنشر
ومن حيث العقيده أيضا : الدفاع عن الارض والعرض والدين واجب عقائدي وهو حق مشروع ولأن فلسطين ارض عربيه محتله وعرض شعبها والذي هو عرضنا يتعرض للإعتداء وديننا يتعرض لهجوم إذن من الواجب العقائدي الدفاع عن الارض والعرض والدين في فلسطين
كما أن اي امة بالعالم لا تقبل ان تهان كرامتها وتذل ونحن كأمة عربيه واسلاميه لا نقبل ان تهان كرامتها ويدنس المحتل اراضينا دافعنا عنها ثمانين عام وسندافع عنها على مدى تعاقب الأجيال ،وان هذا الدفاع ستتوارثه الأجيال ،إنها ليست ارض عاديه حتى يمكن ان تموت القضيه وتذوب في فرض واقع معين لا يمكن تغييره مع التطورات والضغوطات السياسيه وتبدل الانظمه الحاكمه والمصالح الدوليه والداخليه ،فما دام هذا الدين الحنيف باق إذن هدف التحرير باق ايضا لأنها كما ذكرنا اعلاه مرتبطه بالدين (العقيده) ، إذن لماذا فلسطين ليست قضيتنا ؟ على كل من يدعي انه عربي ومسلم ويقول ان فلسطين ليست قضيته ،عليه مراجعة مفهومه عن العقيده والكرامه ويرى بدقه في أي خانة وضع نفسه
الأقصى جزء من عقيدتنا وارض فلسطين جزء من كرامتنا وبالتالي نحن ندعم تحريرهم بغض النظر عن الأسماء والقيادات والفصائل الفلسطينيه ،نرحب بمن يدافع عن الأقصى لكن هذا المكان المقدس ليس ملكا لأحد معين ،وبالتالي إن كانت هناك تصرفات غير جيده من قبل بعض الاسماء او الرموز او الفصائل الفلسطينيه فهذه لا شأن لها بموقف كل مسلم وعربي من القضيه الفلسطينيه والمسجد الاقصى حيث لا يمكن تحميل القضيه والمسجد الاقصى وزر اخطاء بعض البشر
نحن لا نعادي العالم بل العالم هو من يعادينا ،سنترك التاريخ ونتكلم عن العالم بعد ان اخذ العبره من الحربين العالميتين حيث تم انشاء مجلس الامن والامم المتحده وأتفقت دول العالم اجمع ومنها الدول الكبرى على تحقيق ودعم الأمن والسلم الدوليين وارساء العداله في كل انحاء الكره الارضيه
وبعد ذلك ان خططت الدول الكبرى (والتي هي نفسها وقعت على ميثاق الامم المتحده ومجلس الامن) لجمع كل عصابات الصهاينه والذين شتتهم الله في اصقاع الارض ،جمعهم على ارض دولة فلسطين والتي كانت دوله قائمه ذات علم وعمله وشعب وحدود ،احتلوا دولة فلسطين وارسلوا لها عصابات الصهاينه والمجرمين العنصريين الحاقدين من اليهود ليكونوا كيانا محتلا دائما لأرض فلسطين،ثم اجتمعوا هم انفسهم واصدروا قرارا في مجلس الامن يطلب من هذه العصابات انهاء الاحتلال
والى يومنا هذا لم يلتزم الكيان المحتل بقرارات مجلس الامن والشرعيه الدوليه وينهي الاحتلال ،والعجيب ان الدول التي كانت من مؤسسين الشرعيه الدوليه هي من تدعم الاحتلال وبقوه وعلى رأسها امريكا بل وتقول ان من حق المحتل ان يدافع عن احتلاله (عن نفسه)وليس من حق المحتله ارضه الدفاع عنها ومقاومة المحتل (غزه) تصف المحتل بالدوله والذي يقاوم ويدافع عن ارضه ارهابي في موقف لا يتوافق مع اي من المنطق والعقل وقرارات الشرعيه ،إذن نحن العرب عندما ندعم مقاومة الاحتلال (غزه) فإننا نستند الى قرارات الشرعيه الدوليه والقوانين الارضيه والسماويه كافه ،لكن على ماذا تستند الدول التي تدعم احتلال الكيان الصهيوني لدولة فلسطين ؟ لا جواب الا انها تستند الى نهج الإجرام والعصابات وقانون الغاب ومعاداة الانسانيه والاديان السماويه وقوانين الشرعيه الدوليه
هكذا هو الامر بكل بساطه ، حيث يعيش العالم في عبث وسطوة الدول الكبرى بغياب كامل للعداله وسيطره كامله للمصالح وان كانت على حساب حياة الانسان والعدل وخراب الدول وتشريد شعوبها ،سيف فيتو مسلط على رقاب الشعوب وكيل بمكيالين وازدواجيه بالمعايير والحكم والجلاد واحد ،لكن الثابت تاريخيا لم يهزم شعب يرفض الإحتلال والذل والتخلي عن العقيده حتى وان كانت حكوماته متخاذله، ولهذا يا هذا ، لماذا فلسطين ليست قضيتنا ؟بل هي قضيتنا جزء من عقيدتنا وكرامتنا وشرفنا ومهما كانت الظروف فالأمة ولاده للأشراف ،لافظة للخونه والجبناء والذيول
كاتب كويتي