ما تُفرّقه السياسة تجمعه “احتياجات الطاقة”: هل بدأ الشيخ عبدالله بن زايد يمهد لورقة “وساطة” في محور دمشق- تل أبيب؟: مزرعة ضخمة للطاقة الشمسية في صحراء الأردن بتمويل إماراتي واقتراح أمريكي والمُستفيد إسرائيل ومحاذير من مُقايضة العصر الكهرباء مُقابل الماء”
يدفع المبعوث الأميركي للمناخ، جون كيري، باتجاه توقيع اتفاقية بين إسرائيل والأردن والإمارات لبناء مزرعة ضخمة للطاقة الشمسية في الصحراء الأردنية، حسبما قال مسؤولون لموقع “أكسيوس”.
وأفاد الموقع الأميركي “أكسيوس” أن هذا المشروع الضخم يعد أكبر تعاون إقليمي بين إسرائيل والدول المجاورة لها، إذ ستتولى شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”، المملوكة للدولة، بناء المزرعة وبين أنها ستوفر مزرعة الطاقة الشمسية الممولة من الإمارات، الطاقة المتجددة لإسرائيل، التي ستبني بدورها محطة تحلية مياه للأردن على أراضيها قبالة ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وتحتاج إسرائيل للطاقة النظيفة لكنها لا تملك الأراضي المناسبة لإنشاء مزارع طاقة شمسية بعكس جارتها الأردن، مما دفع كيري بالتوسط في المحادثات التي وصلت لصيغتها النهائية، امس الثلاثاء.
في المقابل، يحتاج الأردن إلى المياه، ولكن يمكنه بناء محطات التحلية في الجنوب النائي من البلاد، في حين أن الساحل الإسرائيلي أقرب للمراكز السكانية الكبيرة في الأردن.
ومن المرجح أن توقع الاتفاقية، الاثنين المقبل، في دبي بحضور وزيرة الطاقة الإسرائيلية، كارين الحرار، ووزير المياه الأردني محمد النجار ووزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان، بالإضافة إلى المبعوث الأميركي للمناخ.
ويبدو ان كواليس المفاوضات حول هذا المشروع تضمنت وحسب تقارير اعلامية ودبلوماسية رفع شعار اسرائيلي بعنوان” الكهرباء مقابل الماء ” بمعنى ان الجانب الاسرائيلي يلعب سياسيا ويقايض حاجة الاردن الحادة والملحة للمياه لتوفير فائض تحتاجه اسرائيل من الكهرباء ايضا.
وقد نبه لهذه المعادلة معبرا عن خشيته الناشط النقابي الاردني البارز ميسرة ملص عندما المح في تغريده له لتلك المقايضة استنادا الى معادلة الكهرباء مقابل الماء ضمن اتفاق لم يعلن بعد عن تفاصيله الرئيسي والرسمية بين الاردن واسرائيل.
وكانت وزارة المياه الاردنية قد اعلنت في وقت سابق الاتفاق مع الجانب الاسرائيلي على تزويد الاردن بحصة مائية جديدة مقابل المال بطبيعة الحال مع ان النقابي المتابع ملص كان من اوائل الذين لفتوا النظر الى ضرورة تنشيط الاتصالات في مجال التعاون المائي بين الاردن وسورية مع لفت النظر الى الاتفاق مع الاشقاء السوريين على تقاسم حصة من مياه نهر اليرموك مجددا بعد استئناف العلاقات مقابل تنشيط مشروع تصدير الكهرباء الاردنية الى لبنان عبر الاراضي السورية.
[size=20]جلالة الملك عبدالله الثاني يستقبل سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي في دولة [rtl]#الإمارات[/rtl] العربية المتحدة [rtl]#الأردن[/rtl]
His Majesty King Abdullah II receives #UAE Minister of Foreign Affairs and International Cooperation Sheikh Abdullah bin Zayed Al Nahyan[/size]
ويبدو ان الاردن في العديد من المجالات يلتحق بترتيبات الإمارات المتنامية مع اسرائيل خصوصا بعد التقارير المتعلقة بتمويل مشاريع في مجال الطاقة المتجددة وبعد الزيارة المهمة التي قام بها وزير خارجية الامارات الشيخ عبد الله بن زايد الى دمشق خلافا لما تردد في التقارير عن مشاركة الاردن في مناورات طيران عسكري مع اسرائيل والامارات.
الاهم بالنسبة لأوساط دبلوماسية غربية مطلعة هو تفسير وزارة الخارجية الاردنية لزيارة الوزير الاماراتي للعاصمة السورية فقد تحمل معها بعض الافكار بعنوان فتح المجال مستقبلا لانضمام سورية الى عملية سلام وتفاوض يمكن ان تعيد تسليط الاضواء على الصراع العربي الاسرائيلي.
ويتردد هنا تحديدا ان ابو ظبي تبدو مستعدة للتقارب اكثر مع دمشق ومع تركيا ايضا وتسعى لبلورة موقف يمكنها من وساطة سياسية ودبلوماسية بين سورية واسرائيل عند لحظة الاقتراب من ما يسميه دبلوماسيون غربيون بالتسوية الشاملة.
وهو أمر يبدو ان عمان حتى الان لا تعارضه خصوصا وان ملف الطاقة اصبح لاعبا ورقما اساسيا بين جميع دول المنطقة بما في ذلك الكيان الاسرائيلي وعلى اساس ما ألمح له دبلوماسي مصري رفيع المستوى مؤخرا وهو يشير الى ان احتياجات الطاقة بين الفرقاء في الاقليم قد تقرب ما ابعدته السياسة وتؤسس لمستجدات مهمة.