عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: الانتخابات الرئاسية الأميركية 2024 الإثنين 14 أكتوبر 2024, 9:49 am
الانتخابات الرئاسية الأميركية في ظل توترات سياسية عالمية، والحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، تراجع التركيز خارجياً على الانتخابات الرئاسية الأميركية المقرر عقدها الشهر القادم، غير أن السباق المتقارب بين دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري، وكامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي، يلقي بظلاله على الأوضاع الداخلية في البلاد في ظل تخوفات الناخبين وقضايا تثير اهتمامهم، على غرار الاقتصاد والهجرة والحرب في غزة وحقوق المرأة والإجهاض، وغيرها.
ما هو موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية؟ ستُعقد الانتخابات الرئاسية الأميركية هذا العام في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني، وسيتولى الفائز مدة ولاية تصل إلى أربع سنوات تبدأ من 20 يناير/ كانون الثاني 2025.
من هم المرشحون الرئاسيون حالياً؟ توجد في بطاقات الاقتراع ثمانية أسماء: دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري، وكامالا هاريس عن الحزب الديمقراطي، وهما المرشحان المتنافسان فعلياً على هذه الانتخابات. إضافة إلى مرشحة الحزب الأخضر جيل ستاين، ومرشح حزب العدالة للجميع كورنيل ويست، ومرشح الحزب الليبرتاري تشيس أوليفر، ومرشح الحزب الدستوري راندال تيري، والمستقل روبرت كينيدي جونيور، الذي تقدم للترشح في الانتخابات الأميركية تحت اسم حزب نحن الشعب، ومرشحة حزب الاشتراكية والتحرر كلوديا دي لا كروز.
بعض هذه الأسماء يوجد في عدد محدود من الولايات البالغ عددها 50 ولاية، بالإضافة إلى مقاطعة كولومبيا (العاصمة واشنطن) التي يحق لها التصويت في انتخابات الرئاسة فقط، ولكن لا يحق لها التصويت في مجلسي النواب والشيوخ ولا يوجد ممثلون لها.
لماذا سيكون التنافس فقط بين ترامب وهاريس؟ يمثل ترامب وهاريس الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة، إذ فاز دونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، فيما تمثل كامالا هاريس الحزب الديمقراطي، وقد يؤثر وجود المرشحين الآخرين في بعض الأحيان في خسارة أحد المرشحين خاصة في الولايات المتأرجحة، حيث إن نسبة قليلة من الأصوات تؤثر على فرص فوز المرشحين الرئيسيين.
ما هو التصويت المبكر؟ يطلق مصطلح التصويت المبكر أو التصويت الغيابي أو التصويت بالبريد على هؤلاء الذين يصوتون مبكراً بالبريد أو إلكترونياً، وليس في يوم الانتخابات، وحدّدت أغلبية الولايات الموعد النهائي لطلب بطاقة الاقتراع بالبريد قبل أقل من أسبوعين من يوم الانتخابات. ويختلف الموعد النهائي لإرسالها من ولاية إلى أخرى، فيما حُدد الموعد النهائي لإعادة بطاقات الاقتراع بالبريد لـ32 ولاية، من بين 50 ولاية، في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، أي يوم الاقتراع. وتجاوز عدد ناخبي التصويت المبكر في انتخابات 2020 التي فاز بها الرئيس جو بايدن، أكثر من 100 مليون من إجمالي 158 مليونا و383 ألفا.
لمن يصوت الناخبون يوم الانتخابات الرئاسية؟ يصوت الناخبون في الانتخابات الرئاسية الأميركية في الـ50 ولاية ومقاطعة كولومبيا مباشرة للمرشحين الرئاسيين الذين تظهر أسماؤهم على بطاقات الاقتراع، والمنافسة ستكون بين دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري وكامالا هاريس عن الحزب الديمقراطي. غير أن هذا التصويت الشعبي المباشر لا يحدد نتائج الانتخابات، وإنما يحدده المجمع الانتخابي، ولدينا سوابق فوز مرشح بالتصويت الشعبي المباشر وخسارة الانتخابات الرئاسية، ومثال على ذلك ما حصل مع هيلاري كلينتون التي فازت بالتصويت الشعبي لكنها لم تفز بالرئاسة لأن المجمع الانتخابي لم يصوت لها. هذا يعني أن الناخبين يقررون الانتخابات على مستوى الولاية وليس على المستوى الوطني.
ما هو المجمع الانتخابي الذي سيجتمع لاحقاً لاختيار الرئيس؟ المجمع الانتخابي هو الطريقة الأميركية في انتخاب الرئيس، التي لا تشبه النظام الانتخابي في أي دولة أخرى في العالم، وضعه من يطلَق عليهم الآباء المؤسسون للولايات المتحدة، عندما صاغوا الدستور في عام 1797، وذلك كحل وسط بين الانتخاب الشعبي المباشر واختيار الرئيس عبر تصويت الكونغرس. وكل ولاية لديها عدد معين من أصوات المجمع الانتخابي يعتمد بشكل ما على عدد سكانها، وإجمالي هذه الأصوات 538 صوتا، إذ تحصل كل ولاية على عدد أعضاء يساوي عدد ممثليها في مجلسي النواب (435) + الشيوخ (100)، بالإضافة لثلاثة مقاعد لمقاطعة كولومبيا، وبالتالي الفائز هو المرشح الذي يفوز بـ 270 صوتا أو أكثر.
هذا النظام لا يجعل كل الولايات متساوية وذات نفس القدر من الأهمية في الانتخابات، فهناك ولايات معروف مسبقاً أنها ستصوت للديمقراطيين مثل كاليفورنيا ونيويورك، وهناك ولايات معروف أنها ستصوت للجمهوريين مثل تكساس وفلوريدا، لذا يركز كل حزب على هذه الولايات غير المحسومة مسبقاً، والتي تصوت تارة لجمهوريين وتارة لديمقراطيين، ويطلق عليها ساحة المعركة أو الولايات المتأرجحة، وبالتالي يركز ترامب وهاريس على هذه الولايات المتأرجحة.
ما هي الولايات المتأرجحة في هذه الانتخابات؟ في هذه الانتخابات الرئاسية الأميركية، الولايات المتأرجحة هي بنسلفانيا وجورجيا وميشيغان وويسكونسن وكارولينا الشمالية وأريزونا ونيفادا. ويبلغ إجمالي عدد أصوات المجمع الانتخابي للولايات المتأرجحة التي تحدد نتيجة الانتخابات، 93 صوتا تمثل الولايات السبع، أكبرها ولاية بنسلفانيا 19 صوتا، وأقلها نيفادا ستة أصوات. وتظهر الأرقام أنه في حال إجراء الانتخابات اليوم، فإن الأصوات المضمونة لترامب في المجمع الانتخابي تقدر بـ213 صوتا، مقابل 232 لمصلحة هاريس، وذلك في طريق الوصول إلى 270 صوتاً لتأمين الفوز بانتخابات الرئاسة، ما يعني حاجة الأول إلى 57 صوتا من هذه الولايات المتأرجحة، مقابل حاجة الديمقراطيين إلى 38 صوتا.
من سيمكنه التصويت في هذه الانتخابات؟ كل مواطن أميركي عمره 18 عاما فأكثر يُعتبر مؤهلا للتصويت في هذه الانتخابات، غير أن معظم الولايات باستثناء داكوتا الشمالية تشترط التسجيل مسبقا قبل التمكن من التصويت، وكل ولاية لديها مواعيد خاصة للتسجيل طبقا لقانونها.
كم عدد الذين سجلوا ويحق لهم التصويت رسميا؟ لم تعلن الأرقام الرسمية بعد، إذ يتواصل التسجيل في بعض المناطق، والإحصاء في عدد آخر، وستعلن الأرقام قبل الانتخابات.
متى سنعرف نتيجة الانتخابات واسم الفائز؟ عادة يتم الإعلان عن الفائز ليلة الانتخابات، لكن الأمر استغرق بضعة أيام في الانتخابات الرئاسية الأميركية 2020 لفرز جميع الأصوات، خاصة في ظل تشكيك الجمهوريين في التصويت المبكر، وحتى اليوم لا يعترف كثير من الجمهوريين بنتائجها، ومن المتوقع أن يتكرر الأمر نفسه في الانتخابات الحالية من قبل الجمهوريين. وسيجتمع المجمع الانتخابي في كل ولاية في ديسمبر/ كانون الأول، لإقرار النتائج وإرسالها إلى الكونغرس، على أن تكون هناك جلسة في 6 يناير/ كانون الثاني المقبل، لإقرار الفرز الرسمي، ويترأس الجلسة نائب الرئيس وهو في هذه الحالة كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية للرئاسة. ويعقد حفل التنصيب في يناير 2025 أمام الكونغرس.
باراك أوباما قلق من تصويت الرجال السود
وجّه الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما من ولاية بنسلفانيا المتأرجحة، أول من أمس الخميس، رسالة قوية إلى الناخبين "الرجال" من أصول أفريقية، من أجل التصويت لمرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية كامالا هاريس، وذلك في أول دخول رسمي له على خط حملة هاريس الانتخابية، قبل أقل من شهر على موعد الانتخابات المقرّرة في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. ودعا أوباما، من ولاية بنسلفانيا المتأرجحة، الناخبين الرجال السود للتصويت لهاريس، متسائلاً عن أسباب تردّدهم، ومعرباً عن دهشته من إمكانية ذهاب بعضهم للتصويت للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، فقط لأنهم لا يرغبون بالتوصيت لانتخاب سيّدة رئيسة للولايات المتحدة.
باراك أوباما يهاجم دونالد ترامب ويصوّب باراك أوباما بخطابه من بيتسبورغ، على ظاهرة مقلقة للحزب الديمقراطي، اتضحت مع الانتخابات الحالية، وربما برزت خلال السنوات الأربع الماضية، من ولاية جو بايدن، حيث يشهد الحزب تململاً في صفوف قاعدته من الملوّنين أو الأقليات، وهجرة أصوات منها للحزب الجمهوري، بسبب ما يمكن وصفه بـ"الإحباط" من سياسات الديمقراطيين، لا سيما الاقتصادية منها.
أكدت حملة ترامب أن شعبيته تتحسن لدى الناخبين السود
هذا الأمر حضر بقوة في كلمة باراك أوباما الأولى المباشرة في مركز انتخابي، في بيتسبورغ، حاصراً المعركة ليس مع الجمهوريين بل مع شخص ترامب نفسه، الذي قال إنه "ملياردير انشغل طوال حوالي عقد (منذ تسلمه السلطة) بمتاعبه فقط"، واصفاً إياه بالرجل "المجنون"، و"المنقطع عن المواطنين العاديين". كما شبّه أوباما خطابات ترامب الطويلة في التجمعات الانتخابية بـ"خطابات الزعيم الكوبي (الراحل) فيدل كاسترو".
وأقرّ الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما بأن المعركة هذا العام متقاربة جداً، لا سيما فيما يواجه الأميركيون ارتفاع الأسعار، لكنه تساءل قائلاً إنه لا يفهم "كيف من الممكن أن يفكر أحدهم بأن دونالد ترامب بإمكانه تحسين الأمور". وبنسلفانيا هي ولاية فاز بها أوباما في 2008 و2012، لكن ترامب ربحها (على هيلاري كلينتون) في 2016، ثم عاد بايدن ليفوز بها على ترامب في 2020، ولكن بفارق ضئيل جداً من الأصوات (0.72%).
وتعرف بيتسبورغ بصناعة الفولاذ، فيما كان ترامب قد زار، الأربعاء الماضي، مدينة سكرانتون، حيث نشأ بايدن في بنسلفانيا، ومنها تعهد باستمرار "الحفر ثم الحفر"، في إشارة إلى استخراج النفط. ولاحقاً، توجه ترامب، الخميس، إلى ديترويت، عاصمة قطاع صناعة السيارات في ميشيغن، وهي ولاية أخرى متأرجحة، تواجه فيها هاريس صعوبة في جذب أصوات الجالية العربية والمسلمة بسبب الدعم منقطع النظير الذي قدّمته الإدارة الأميركية لإسرائيل في عدوانها على غزة، ثم لبنان.
ومن ميشيغن، كشف ترامب عن المزيد من سياساته الاقتصادية التي تتبنى "الحمائية"، متعهداً بفرض المزيد من الضرائب على استيراد السيارات المصنعة في الخارج إذا ما عاد إلى البيت الأبيض. واعتبر الرئيس الجمهوري السابق أن ديترويت "منهارة" اقتصادياً، وأنه إذا ما وصلت هاريس للسلطة فقد "تصبح كل الولايات المتحدة ديترويت".
وصف أوباما ترامب بالمجنون والمنقطع عن المواطنين
وأكدت حملة ترامب، في وقت سابق، أنه "يبلي بلاء حسناً مع الناخبين الرجال السود"، في وقت تتقدم فيه هاريس عليه في الحصول على أصوات النساء من أصول أفريقية، بحسب ما تظهر استطلاعات الرأي. ووصف أوباما ترامب بالرئيس "المجنون الذي يحاول بيع نسخ من الإنجيل"، ويتبنى نظريات المؤامرة، وقال إنه يرفض أن تكون هناك "أعذار" لدى الناخبين الرجال من أصول أفريقية للتصويت لترامب، وأنه شخصياً، وهو أول أميركي من أصول أفريقية يتبوأ منصب الرئاسة في الولايات المتحدة، ولولايتين (2008 – 2016)، لديه "مشكلة" في ذلك لأنه "يجعله يعتقد"، وهو يتحدث إلى الرجال "مباشرة"، بأنهم "لا يشعرون بأنهم قادرون على التصويت لامرأة لتكون رئيسة للولايات المتحدة"، مشدداً على "جهوزية" كامالا هاريس للمنصب، حيث وصفها بأنها "زعيمة قضت حياتها في النضال بالنيابة عن الأشخاص الذين يحتاجون إلى صوت وفرصة، وهي مستعدة لهذا المنصب".
ويكثّف المرشحان للرئاسة، هاريس وترامب، لقاءاتهما في الولايات المتأرجحة السبع، وهي أريزونا ونيفادا وميشيغن وبنسلفانيا وجورجيا وكارولينا الشمالية وويسكونسين.
إحباط من الديمقراطيين ووجد تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، ونشر في الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، أن "إحباط الناخبين الرجال من أصول أفريقية من الحزب الديمقراطي يفتح باباً لترامب للنفاذ منه". وأوضحت الصحيفة في تقريرها أن المواطنين من أصول أفريقية يتلقون في الولاية رسائل عبر البريد تحذرهم من التصويت لهاريس، وهي أول مرشحة رسمية "ملوّنة" للرئاسة في تاريخ البلاد عن الحزبين الرئيسيين تحصل على ترشيح حزبها لخوض السباق (هي من أصول أفريقية – هندية)، لكونها "قيادية فاشلة"، ولديها أفكار "ليبرالية جداً تتعلق بالإجهاض ومكافحة الجريمة"، فيما يتبنى ترامب، وفق هذه الرسائل، "أجندة منطقية". وحذّرت "نيويورك تايمز" من أن تصويت الرجال من أصول أفريقية "لا يضاهيه في أي انتخابات سوى تصويت النساء من أصول أفريقية"، في إشارة إلى توجههم بكثافة للإدلاء بأصواتهم في رئاسيات أميركا وانتخابات الكونغرس.
لكن الصحيفة نبّهت إلى أنه هذا العام هناك عدد أكبر من الرجال من أصول أفريقية، تحت سنّ الـ50، أعربوا بحسب استطلاعات الرأي والمحادثات معهم، عن انفتاحهم للتصويت لترامب، أو "البقاء في المنزل"، أي عدم التصويت، وهو سيناريو قد يكون له تأثير كبير على نتيجة الاقتراع في الولايات المتأرجحة، ومنها جورجيا. وبحسب الصحيفة، فإن "المحبطين" يرون أن "الحزب الديمقراطي لم يعد يعمل من أجلهم"، مضيفين أن "مستوى معيشتهم بقي هو ذاته في العهود الديمقراطية والجمهورية"، لافتين إلى أن "شراء منزل، أو افتتاح عمل خاص، أو إعالة عائلاتهم تزداد صعوبة كل عام"، ما "يجذب الشباب السود لترامب"، وفق الصحيفة.
وكان استطلاع أخير للرأي، أجرته جامعة "هوارد" (جامعة خاصة في واشنطن)، قد وجد أن 82% من الناخبين من أصول أفريقية في الولايات المتأرجحة السبع سيصوتون لهاريس، مقابل 12% منهم اختاروا ترامب. لكن الاستطلاع وجد أن 21% من الناخبين الرجال من أصول أفريقية، تحت سنّ الـ50، يدعمون المرشح الجمهوري. وهناك أيضاً 7% منهم يفضلون مرشحاً آخر للرئاسة غير ترامب وهاريس.
مؤتمر بواشنطن يناقش حرب غزة ومعضلة تصويت العرب بين هاريس وترامب نظم المركز العربي في واشنطن، الخميس، المؤتمر السنوي التاسع "انتخابات 2024 وحرب غزة"، والذي ناقش فيه الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 في ظل السياسة الأميركية تجاه حرب غزة، وآثار نتائج الانتخابات على الديمقراطية وحقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والقانون الدولي والنظام العالمي القائم على القانون، والجغرافيا السياسية الإقليمية والتحالفات المتغيرة، ومستقبل السياسة الخارجية الأميركية، ومستقبل الديمقراطية الأميركية، والتغييرات المحتملة في القوة والنفوذ العالميين للولايات المتحدة في ضوء السياسة الأميركية تجاه حرب إسرائيل على غزة.
وقال البروفيسور بجامعة كولومبيا جيفري ساكس، في المؤتمر الذي عقد في واشنطن، تعليقا على الاقتراح الأميركي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، إن الولايات المتحدة ليست لديها استراتيجية لمنع الانفجار والتصعيد في منطقة الشرق الأوسط قبل الانتخابات الأميركية، مضيفا أن كل الاقتراحات تطالب بوقف مؤقت لإطلاق النار ولا تحاول إزالة أسباب الأزمة، خاصة في ظل استمرار إسرائيل في الإصرار على رؤيتها لإسرائيل الكبرى.
من جانبها، قالت مستشارة الرئيس السابق باراك أوباما، داليا مجاهد، في كلمتها إنها تعتقد أن الناخبين المسلمين هم الذين منحوا جو بايدن الفوز في الانتخابات الرئاسية السابقة بعد التصويت له في ولايات ميشيغن وبنسلفانيا وجورجيا، مضيفة أن آخر استطلاعات الرأي بين العرب أشار إلى أن نحو 17% من الناخبين لم يقرروا بعد، و13% يقولون إنهم لا يخططون للتصويت على الإطلاق، وأشارت إلى أنه رغم أن السياسة الخارجية عادة لا تقرر نتيجة الانتخابات، إلا أنها هذه المرة تقرر تصويت المسلمين الذين يختلفون عن كل من الديمقراطيين والجمهوريين في ما يهتمون به في هذه الانتخابات، إذ يهتمون بالسياسة الخارجية، مؤكدة أهمية المسلمين بالولايات المتأرجحة.
أما مدير المركز العربي الأميركي في واشنطن جيمس زغبي، فأشار إلى أن العدوان الإسرائيلي على غزة يؤثر على التصويت العربي الأميركي، لافتا إلى أن غالبية الأميركيين ليسوا مسلمين، وغالبية الناخبين المسلمين ليسوا عربا، ومعظم هؤلاء هم الأميركيون من أصول أفريقية أو آسيوية، وقال إن قضية غزة حاسمة لدى نسبة كبيرة من الناخبين، وإن الديمقراطيين بحاجة للحفاظ على تحالفهم للفوز.
وردا على من هو الأفضل للعرب والمسلمين، قال "مع الجمهوريين ليس لدينا حلفاء، ولكن مع الديمقراطيين لدينا حلفاء في مجتمع السود والمجتمع اليهودي التقدمي واللاتينيين وفي جميع أوساط الديمقراطيين، ولدينا مؤيدين في ما يخص كل القضايا، بدءا من الهجرة والكفاح من أجل العدالة حتى الحريات المدنية، وبالطبع على الديمقراطيين اتخاذ القرار الصحيح في ما يخص الحرب في غزة والوضع الحالي في لبنان، ونقول لهم لا تلومونا إذا خسرتهم، ولا أريد أن أرى ما سيحدث للأجيال المقبلة حال فوز الجمهوريين".
وقالت سارة ليا ويتسون، المديرة التنفيذية لمنظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي، إنه لا يبدو أن الديمقراطيين سيختارون الاهتمام بحقوق الفلسطينيين وحقوق الإنسان في المنطقة وبالإبادة الجماعية في غزة إلا في حال خسارة الانتخابات الرئاسية المقبلة، مضيفة أنها تشعر بخيبة أمل كبيرة من أن منظمات حقول الإنسان تتجاهل الانتهاكات التي تحدث.
حملة غير ملتزم بميشيغن: الناخبون العرب سيقاطعون الانتخابات الرئاسية إلى ذلك، أوضحت داليا حداد، عضو المؤتمر الوطني الديمقراطي وحركة "غير ملتزم بميشيغن، أنه من خلال عملها مع الناخبين في الولاية فإنه من الواضح تماما بالنسبة للعرب الأميركيين في الولاية أنهم لن يصوتوا حتى للطرف الثالث، مثل جيل ستاين أو كورنيل ويست، وإنما الغالبية قررت عدم الخروج للتصويت في الانتخابات على الإطلاق.
بدوره، قال المدير التنفيذي لمنظمة "أميركون من أجل العدالة في فلسطين"، الكاتب أسامة أبو ارشيد: "نفهم في ما يخص الانتخابات الرئاسية أن ترامب ليس بديلا أفضل من كامالا هاريس ويشكل تهديدا لمجتمعنا وللأقليات وإعادة الحظر على المسلمين، كما يشكل تهديدا للقانون الأميركي، لكننا أيضا نواجه معضلة أخلاقية أخرى عندما يتعلق الأمر بالمرشحة الديمقراطية التي رفضت تمييز نفسها بطريقة موضوعية عن بايدن عندما يتعلق الأمر بالإبادة الجماعية في غزة، ولذا يتصارع المجتمع المسلم والعربي والفلسطيني مع هاتين المعضلتين".
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: الانتخابات الرئاسية الأميركية 2024 الأحد 27 أكتوبر 2024, 11:15 am
رجال الرب في المكتب البيضاوي.. كيف تؤثر الكنيسة على الانتخابات الأميركية؟
على الرغم من أن الدستور الأميركي يفصل بين الكنيسة والدولة، إلا أنه لم يفصل الدين عن السياسة
اقتباس :
"أنا فخور بأن أعلن اليوم أن حملتنا الانتخابية قد حظيت بتأييد القساوسة ورجال الدين في كل من المقاطعات الـ99 للولاية. أعتقد أن هذا أمر غير مسبوق".
*تصفيق* "شكرا جزيلا لكم. الرب معنا، أليس كذلك؟"
دونالد ترامب، خلال تجمع لحملته الانتخابية في سيوكس سنتر بولاية أيوا في يناير/كانون الثاني الماضي
في الثالث عشر من يوليو/تموز الجاري، وأثناء مؤتمر انتخابي في ولاية بنسلفانيا، أطلق شاب أبيض في العشرين من عمره النار على الرئيس الأميركي السابق، ومرشح الرئاسة الحالي عن الحزب الجمهوري، دونالد ترامب. يقول المختصون إن ثلاثة أعشار من الثانية فصلت ترامب عن الموت، وإن الرصاصة لو انحرفت بضعة مليمترات لأصابته في مقتل، ولكانت أميركا قد انحرفت إلى كارثة ربما تصل إلى الاقتتال الأهلي. أما العديد من رجال ونساء الكنيسة في الولايات المتحدة، فلم يروا المسافة ولا التوقيت، لكنهم رأوا يد الله تحمي مرشحه وتبارك مساعيه. فبعد ساعات من إطلاق النار الذي بدأت السلطات الأميركية في التعامل معه باعتباره محاولة اغتيال، نشرت بولا وايت، وهي داعية إنجيلية ومستشارة سابقة لترامب، منشورًا على منصة إكس مع صورة ترامب يحميه "المسيح"، قالت فيه: "لقد كذبوا بشأنه، وافتروا عليه، حاولوا عزله، وحاولوا سجنه، والآن يحاولون قتله. لكن الله معه! ادعوا من أجل الرئيس دونالد ترامب وعائلته". https://x.com/Paula_White/status/1812280224379519277 قبل أسبوعين من ذلك الوقت، وبينما كان الرئيس الأميركي جو بايدن يتحضر للمناظرة التلفزيونية أمام ترامب في 27 يونيو/حزيران، جمعت بولا وايت عددًا من كبار القساوسة ورجال الدين في مكالمة "طارئة" مدتها أربعون دقيقة للدعاء من أجل أن ينصر الله ترامب على عدوهما بايدن. لكن المفارقة أن ترامب ليس السياسي الأميركي الوحيد الذي يستفيد من دعم رجال الدين، فقد سبق لبايدن نفسه (عدو الله من وجهة نظر أنصار ترامب المتدينين) أن استفاد من الدعم المعلن لـ1600 قس ورجل دين خلال انتخابات عام 2020 التي فاز خلالها بالرئاسة مقصيا ترامب من البيت الأبيض، فيما وُصف بأنه أكبر مبادرة دينية لدعم مرشح ديمقراطي في التاريخ الأميركي الحديث. وسط سجالات الديمقراطيين والجمهوريين ومنافسات الساسة والمرشحين، يقف رجال الدين إذن مثل رمانة الميزان، يساعدون المرشحين، ويصادقون الرؤساء، ويعظونهم ليس فقط للحفاظ على مصالح الأمة الأميركية، التي يقول قَسَم الولاء لها الذي يردده الجميع، بداية من طلاب المدارس حتى رؤساء الجمهورية، إنها "أمة واحدة تحت عين الله"، بل لمصالحهم هم أنفسهم كذلك في كثير من الأحيان. وهو ما يدفعنا إلى تسليط الضوء على طبيعة التفاعل بين الدولة والدين في أميركا، من أجل الجواب عن سؤال مهم هو: هل يمكن وصف الولايات المتحدة بأنها دولة "علمانية" حقًّا؟
الدين في خدمة الانتخابات
الرئيس الأميركي السابق "ريتشارد نيكسون" (يسار) والقس "بيلي غراهام" (شترستوك)
اقتباس :
"أقدر بشدة الإلهام والإرشاد الروحي الذي قدمته لي. وبالإضافة إلى ذلك، كانت نصائحك السياسية حكيمة أكثر من أي رجل آخر أعرفه. لقد أخبرت أصدقائي مرارا أنك عندما انخرطت في خدمة المسيحية، فقدت السياسة أحد أعظم مُمارسيها المحتملين"
المرشح الجمهوري الأسبق (والرئيس لاحقا) ريتشارد نيكسون، في رسالة إلى القس بيلي غراهام عقب هزيمته أمام جون كينيدي في الانتخابات الرئاسية عام 1960
خلال السنوات الأخيرة، ساعد تأييد القساوسة المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة وغيرها من المناصب التنفيذية والتشريعية على بناء جسور مع شرائح مختلفة من الناخبين، خاصة أولئك الذين يعتبرون الدين جزءا لا يتجزأ من حياتهم اليومية. ويدرك كبار الساسة الأميركيون أن تأييد القساوسة ورجال الدين لأي مرشح ليس مجرد إعلان رمزي، بل هو تأكيد على أن القيم والمبادئ التي يمثلها المرشح تتماشى مع تلك التي تهم المتدينين في المجتمع. كما أن دعم القساوسة يمكن أن يعزز مصداقية المرشح ويضفي طابعا أخلاقيا ودينيا على حملته؛ مما يعزز جاذبيته للناخبين المتدينين. لذلك، غالبا ما يأخذ السياسيون الأميركيون بعين الاعتبار التوجهات الدينية لناخبيهم؛ فيسعون إلى كسب دعم القادة الدينيين وتأمين تأييد الجماعات الدينية، إلا أن الأمور لم تكن على هذا النحو في البداية. صحيح أن من يسمّيهم التاريخ الأميركي بـ "الآباء المؤسسين" للولايات المتحدة، مثل جورج واشنطن وتوماس جيفرسون، كانوا متأثرين بالمبادئ الدينية، لكنهم حاولوا الحفاظ على الفصل بين الكنيسة والدولة. كان واشنطن عضوا في الكنيسة الإنجليكانية وكان يتردد على الكنيسة بانتظام، وكان جيفرسون من أتباع الربوبية، إذ كان يؤمن بوجود خالق ولكنه رفض الإيمان بالمعجزات في المسيحية والأديان عمومًا. وعلى الرغم من اختلافاتهما الدينية، اتفق الرجلان على الدفاع بقوة عن الفصل بين الكنيسة والدولة. ويتضح ذلك في دعمهما للتعديل الأول الذي يضمن حرية الدين. ولكن في القرن التاسع عشر، وبدءًا بالرئيس أبراهام لينكولن، اتخذت الأمور منحى آخر، حيث كان لينكولن من أوائل الرؤساء الذين طلبوا الإرشاد الروحي في أوقات الأزمات رغم علاقته المعقدة مع الدين من حيث كونه نظامًا تراتبيًّا. وقد سار على نهج لينكولن رؤساء آخرون مثل فرانكلين روزفلت ثم رونالد ريغان وجورج دبليو بوش، فتحدّثوا عن إيمانهم ومعتقداتهم علنًا باعتبارهما جزءًا من شخصياتهم العامة، وغالبا ما كانوا يطلبون المشورة من القيادات الدينيين. على الرغم من أن الدستور الأميركي يفصل بين الكنيسة والدولة، فإنه لم يفصل الدين عن السياسة. بل على العكس من ذلك -بحسب المؤرخ الأميركي غاري سميث- مثّل الدين جزءًا لا يتجزأ من الحياة السياسية الأميركية؛ لذا كان الفصل بين الدين والسياسة شبه معدوم عمليا في الولايات المتحدة. وعلى الرغم من إقرار "تعديل جونسون" عام 1954، الذي يحظر على الكنائس والمؤسسات الدينية الأخرى المشاركة في الأنشطة السياسية أو القيام بحملات انتخابية لمرشحين سياسيين، فإن التعديل لم يحظر على القساوسة المشاركة السياسية بكافة أشكالها باعتبارهم ممثلين لأنفسهم وليس لكنائسهم. لا عجب إذن أن هناك قائمة طويلة من رجال الدين البارزين ممن طبعوا بصمة واضحة على مسيرة أميركا السياسية، وفي مقدمتهم القس الإنجيلي بيلي غراهام.
قساوسة بيض
كان بيلي غراهام (يسار) من أكثر الشخصيات الدينية الأميركية تأثيرا في القرن العشرين (شترستوك) كان غراهام من أكثر الشخصيات الدينية الأميركية تأثيرا في القرن العشرين، ليس فقط في المجال الديني، ولكن أيضا في الساحة السياسية. وُلد غراهام في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني 1918، وبدأ حياته المهنية واعظا متجولا في سنّ مبكرة. ومع مرور الوقت، اكتسب شعبية هائلة من خلال البرامج الإذاعية والتلفزيونية، التي بشر عبرها بالقيم المسيحية، ليصبح فيما بعد أحد أبرز وجوه الحركة الإنجيلية. اشتهر غراهام بعلاقته الجيدة مع مختلف الرؤساء الأميركيين، من هاري ترومان إلى دونالد ترامب، حيث كان يقدم لهم الإرشاد الروحي والنصائح السياسية. وعلى الرغم من ادعائه عدم الانخراط في السياسة، فإن حضوره السياسي أوضح من أن يُنكر، ولننظر مثلا إلى دوره إبان حملة الانتخابات الرئاسية لعام 1960، ودعمه للمرشح الجمهوري ريتشارد نيكسون ضد منافسه الديمقراطي [url=https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2014/10/26/%D8%AC%D9%88%D9%86-%D9%83%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%AF%D9%8A#:~:text=%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3 %D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3 %D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D9%88%D9%86 %D9%84%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA %D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9,%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%87%D8%8C %D9%88%D8%A3%D9%88%D9%84 %D9%83%D8%A7%D8%AB%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%83%D9%8A %D9%8A%D8%B4%D8%BA%D9%84 %d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b5%d8%a8.&text=%D9%88%D9%84%D8%AF %D8%AC%D9%88%D9%86 %D9%81%D9%8A%D8%AA%D8%B2%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%84%D8%AF %D9%83%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%AF%D9%8A %D9%8A%D9%88%D9%85,1917 %D9%81%D9%8A %D8%A8%D8%B1%D9%88%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%86 %D8%A8%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A9 %D9%85%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D8%B4%D9%88%D8%B3%D8%AA%D8%B3.]جون كينيدي[/url]. وقتها، التقى غراهام مع نورمان فنسنت بيل وقادة بروتستانت آخرين في سويسرا لوضع إستراتيجية لإفشال حملة كينيدي من أجل ضمان انتخاب نيكسون ومنع كاثوليكي روماني (كينيدي) من أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن علاقة غراهام بكينيدي أصبحت أفضل بعد فوزه، فإن نيكسون ظل السياسي المفضل لديه. وفي عام 1972، أيد غراهام حملة نيكسون للفوز بولاية ثانية (حصل نيكسون على ولايته الأولى بعد فوزه في انتخابات عام 1968) في الانتخابات الرئاسية ضد منافسه جورج ماكغفرن. لم يكن غراهام مجرد جملة اعتراضية أو نغمة شاذة في تاريخ التفاعل الديني السياسي في الولايات المتحدة، فهناك قائمة طويلة من رجال الدين الذين أدّوا دورا سياسيا وأيدوا مرشحيهم المفضلين عبر توظيف الخطاب الديني. فعلى سبيل المثال، قام القس الإنجيلي والمبشر التلفزيوني بات روبرتسون بدعم رودولف جولياني في الانتخابات الرئاسية التمهيدية للحزب الجمهوري لعام 2007. وقد مثل ذلك الدعم صدمة للجمهور؛ إذ كان جولياني (وهو كاثوليكي روماني) من أشد الداعمين لحقوق الإجهاض وقضايا المثليين، وهو موقف مناقض تماما لموقف المسيحيين المحافظين ومن ضمنهم روبرتسون. غير أن هذا القس الذي هو مؤسس ورئيس شبكة الإذاعة المسيحية، برر تأييده لجولياني قائلا إنه يعتقد أن "القضية الأساسية هي الدفاع عن شعبنا ضد شهوة الدم لدى الإرهابيين الإسلاميين"، مشيدا بجولياني باعتباره "محافظا ماليا حقيقيا"، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز". القس الإنجيلي والمبشر التليفزيوني "بات روبرتسون" (وكالة الأنباء الأوروبية) وكذلك، دعم روبرتسون دونالد ترامب في السباق الرئاسي عام 2016 ضد هيلاري كلينتون، وحتى بعد فضيحة تسريب "أكسيس هوليوود" الذي حوى تعبيرات "بذيئة" من ترامب اتجاه النساء في أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، ظل روبرتسون وفيا لدعمه للمرشح الجمهوري. وعلى نطاق أوسع، يمكن اعتبار القس روبرتسون أحد المهندسين الرئيسيين للقاعدة الجماهيرية للحزب الجمهوري حاليًّا، حيث قاد الكثير من الإنجيليين البيض المحافظين إلى تحويل بوصلتهم من الحزب الديمقراطي نحو الحزب الجمهوري، وفق روبرت جونز، مؤسس معهد أبحاث الدين العام، ومؤلف كتاب "نهاية أميركا المسيحية البيضاء" الصادر عام 2016. في الحقيقة، كان لدى روبرتسون، وهو للمفارقة نجل سيناتور ديمقراطي من ولاية فرجينيا، تطلع لأداء دور سياسي أكبر بكثير مما حققه بالفعل. وفي أعقاب نشاطه البارز في دعم حملة المرشح الجمهوري رونالد ريغان ضد الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر عام 1980، خاص القس الطموح بنفسه الانتخابات الرئاسية التمهيدية للجمهوريين عام 1988، إلا أن مسيرته السياسية الشخصية لم يُكتب لها النجاح. ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، لم يتمكن روبرتسون من إقناع أتباعه المسيحيين الملتزمين بدعمه بالقدر الكافي لإحداث تأثير في قرار المؤتمر الجمهوري في ذلك العام. ويقول روبرت جونز، في تصريحات لـ"سي إن إن"، إن القس روبرتسون بالتأكيد يمثل "حقبة شديدة الأهمية في السياسة الأميركية الحديثة، حيث استطاع المساهمة في دمج المحافظين الإنجيليين البيض مع الحزب الجمهوري". مثال آخر على انخراط رجال الدين في السياسة الأميركية هو القس الإنجيلي جون هاغي، مؤسس منظمة "مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل". لطالما ارتبط اسم هاغي باليمين الأميركي المؤيد للصهيونية، وقد أثنى على سلسلة من المرشحين الجمهوريين للرئاسة وأيدهم، بمن فيهم دونالد ترامب في عام 2020. ويدعم هاغي إسرائيل بشدة، وكان من أوائل الحاضرين عندما نقلت السفارة الأميركية إلى القدس عام 2018. ولكن هاغي نأى نسبيا بنفسه عن ترامب، مفضلا إلقاء صلاة في حفل إطلاق حملة نيكي هيلي (منافسة ترامب على ترشيح الحزب الجمهوري). وفي عشية الانتخابات التمهيدية للحزب في نيو هامبشاير، نشر هاغي مقالا في صحيفة كريستيان بوست يتضمن انتقادات ضمنية لترامب من دون ذكره بالاسم.
وآخرون سود
يعد "مارتن لوثر كينغ الابن" أبرز قادة حركة الحقوق المدنية منذ منتصف الخمسينيات، وهو في الأصل قس وابن قس، وزعيم لكنيسة سوداء (غيتي) ليس من نافلة القول التأكيد على أن الانخراط السياسي للقساوسة الأميركيين لم يقتصر على الإنجيليين البيض فقط، فقد كانت الكنائس السوداء أو الكنائس الأفروأميركية (وهي كنائس بروتستانتية عادية لكنها تميزت على أساس عرقي) سباقة في الاشتباك السياسي دفاعا عن حقوق السود في زمان الفصل العنصري. كانت الكنيسة السوداء هي المكان الوحيد الذي يمكن للسود أن يحشدوا فيه الناس وينظموا أنفسهم ويشعروا بأن لديهم شيئا من القوة والتأثير. بالطبع، لا يمكن المرور على هذه الحقبة دون ذكر [url=https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2010/12/5/%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D9%86-%D9%84%D9%88%D8%AB%D8%B1-%D9%83%D9%8A%D9%86%D8%BA#:~:text=%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B6%D9%84 %D9%88%D8%AE%D8%B7%D9%8A%D8%A8 %D9%88%D8%B1%D8%AC%D9%84 %D8%AF%D9%8A%D9%86 %D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A,%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D9%8A%D9%86 %D8%B9%D9%84%D9%89 %D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82%D9%87%D9%85 %D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9 %d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%86%d9%8a%d8%a9.&text=%D9%88%D9%84%D8%AF %D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D9%86 %D9%84%D9%88%D8%AB%D8%B1 %D9%83%D9%8A%D9%86%D8%B9 %D9%8A%D9%88%D9%85,%D8%A8%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A9 %D8%AA%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%B3%D9%8A %D9%81%D9%8A %D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA %D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9.]مارتن لوثر كينغ[/url] الابن، أبرز قادة حركة الحقوق المدنية منذ منتصف الخمسينيات وحتى اغتياله عام 1968، وهو في الأصل قس وابن قس، وزعيم لكنيسة سوداء. وفي الوقت الحالي، لم تعد كنائس الأميركيين من ذوي البشرة السمراء دورا للعبادة فقط، بل أصبحت مراكز سياسية للديمقراطيين، إذ أيد معظم القساوسة السود المرشحين الديمقراطيين على مدى العقود الماضية. أكثر من ذلك، حاول العديد من القساوسة السود خوض غمار السياسة بأنفسهم لكن الرياح لم تأت غالبا بما تشتهي سفنهم. وكانت أبرز التجارب في ذلك من نصيب القس جيسي جاكسون الذي حاول الفوز ببطاقة الترشح الرئاسي عن الحزب الديمقراطي عامي 1984 و1988، لكنه فشل في كلا المرتين. وقد كثف جاكسون جهوده لتسجيل المزيد من الناخبين السود وزيادة تمثيل الأقليات واتُّهم في غضون ذلك بتحويل خطب الأحد إلى تجمعات انتخابية واستخدام كنائس السود لجمع الأموال. ورغم إخفاقه السياسي، اكتسب جاكسون شهرة باعتباره أحد أفضل الخطباء المؤثرين في السياسة الأميركية. بحسب مقال للكاتبين جيريمي شوارتز وجيسيكا بريست، فإن بعض الجماعات المحافظة ترى أن كنائس السود أكثر نشاطا سياسيا من نظيراتها لدى الإنجيليين البيض، ولكنها لا تخضع للتدقيق الشديد بموجب تعديل جونسون. وللمفارقة، كان الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، أبرز أولئك الذين استفادوا من حشد السود الديني في حملته الرئاسية، حيث كانت أصواتهم حاسمة لفوزه في الانتخابات التمهيدية في ولاية جنوب كارولينا وإحياء ترشحه في هذا الوقت. وفي فترة لاحقة، استفاد بايدن من دعم 350 من رجال الدين الذين حشدوا أصوات أنصارهم لتأييده ونائبته كامالا هاريس "بحثا عن قيادة أكثر أخلاقية" من إدارة ترامب الحاكمة آنذاك. من المؤكد أن تأكيد القادة الدينيين للمرشحين السياسيين لا يأتي بدون ثمن. وفي معظم الحالات، لا بد أن يوافق رجل الدين على سياسة المرشح ومواقفه، وربما يطالبه ببعض المواقف أو التصريحات من أجل تأييده علانية، وفي المقابل، يجلب القساوسة العديد من رعاياهم وأتباعهم، ليصبحوا بعد ذلك قاعدة جماهيرية للتصويت للمرشحين المدعومين. ومثلما شهدنا في حالة هاجي، يمكن في بعض الأحيان أن يغير رجال الدين مواقفهم من المرشحين الذين دعموهم سابقا بسبب تغير المصالح، وتبدل الأحوال.
"لقد أراد [ترامب] بصدق أن يسمع ماذا يقول الرب… أن يجعل أميركا عظيمة حقا هو أمر حقيقي بالنسبة له، وليس مجرد شعار"
الداعية الإنجيلية بولا وايت، خلال لقاء مع صحيفة الغارديان عام 2019.
قبل المناظرة الرئاسية الأولى بين ترامب وبايدن في 27 يونيو/حزيران الماضي، اجتمع عدد من الشخصيات الإنجيلية البارزة في مؤتمر هاتفي "طارئ" للصلاة من أجل ترامب. وقد رتبت الداعية الإنجيلية بولا وايت، مستشارة ترامب السابقة، اجتماع الصلاة من خلال مجلسها الاستشاري الوطني للإيمان. وقد نشرت منظمة "شفعاء من أجل أميركا" على منصة إكس تسجيلا صوتيا للمكالمة التي استمرت 40 دقيقة. وكان من بين القادة الدينيين الذين صلوا خلال المؤتمر الهاتفي جاك غراهام، راعي كنيسة بريستونوود المعمدانية في تكساس، وجنتزن فرانكلين، راعي كنيسة فري تشابل في غينسفيل في جورجيا. كما تحدث أيضا الحاخام بنحاس تايلور، المدير التنفيذي لتحالف الإيمان الأميركي. تعد بولا وايت، أو بولا ميشيل وايت-كاين، تحديدا من الأسماء التي لا يمكن تجاهلها في الدائرة الداعمة لدونالد ترامب، وهي داعية تلفزيونية أميركية مؤيدة لما يُعرف بـ"لاهوت الرخاء"، وهو اعتقاد مثير للجدل ينظر إلى الإيمان على أنه وسيلة لتحقيق الأمان والرخاء. التحقت وايت في وقت مبكر بمدرسة الكتاب المقدس في كنيسة الرب الوطنية في فورت واشنطن بولاية ماريلاند. وعلى الرغم من أنها لم تتخرج، إلا أنها رُسّمت كاهنة غير طائفية من قبل زعيم الكنيسة تي إل لوري. سياسيا، شغلت وايت منصب رئيسة المجلس الاستشاري الإنجيلي لحملة دونالد ترامب الانتخابية لعام 2016، وألقت خطاب الدعوة في حفل تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني 2017، وهي أول قسيسة تؤدي الصلاة في حفل تنصيب رئيس أميركي. وعلى الرغم من أنه لم يكن لدى وايت أي لقب أو منصب رسمي في البيت الأبيض، فإنها أدّت عدة أدوار مهمة. فبعد أن ساعدت على تشكيل مجلس إنجيلي لترامب خلال الحملة الانتخابية، أصبحت الرئيسة الفعلية لمجموعة تضم حوالي 35 قسا إنجيليا وناشطا ورؤساء منظمات مسيحية يقدمون المشورة لترامب. أبعد من ذلك، كانت علاقة وايت بعائلة ترامب جيدة للغاية. فبحسب صحيفة واشنطن بوست، قال إريك ترامب، نجل ترامب، إن بولا امرأة رائعة وصديقة رائعة للعائلة، وإنها مصدر إلهام لكل من يعرفها. وعندما وقعت محاولة اغتيال ترامب في 13 يوليو/تموز الحالي، كتبت النص الذي أشرنا له في بداية التقرير. يستفيد ترامب أيضا من دعم القس روبرت جيفريس أحد أبرز قساوسة الكنيسة المعمدانية التاريخية في تكساس، وهي كنيسة تضم 14 ألف عضو، تعرضت لحريق مؤخرا. وبعيدا عن تأثيره في رواد كنيسته، فإن جيفريس مبشر تلفزيوني تبث برامجه ومواعظه في مئات المحطات التلفزيونية والإذاعية داخل الولايات المتحدة وخارجها. كان جيفريس من أوائل القادة الإنجيليين الذين دعموا ترامب خلال انتخابات عام 2016، وحث القس المسيحيين على التصويت له قائلا: "لا يوجد مرشحون مثاليون، ولكننا نصوّت حسب السياسات. وإذا أخذنا نظرة للعالم، أعتقد أننا سنعرف كيف نصوت". وفي تصريحات لوكالة أسوشيتد برس العام الماضي، أوضح القس أن المسيحيين المحافظين يواصلون دعم ترامب بشكل كبير بسبب سياساته التي تتماشى مع تعاليم الكتاب المقدس. وعندما سئل جيفريس عام 2018 عن الادعاءات المتعلقة بسوء السلوك الجنسي الموجهة ضد ترامب الذي يُزعم أنه دفع "أموالا طائلة" لإبقاء تلك القصص بعيدة عن أنظار الصحافة، أجاب جيفريس بأنه حتى وإن كانت الادعاءات صحيحة، فذلك لا يغير من دعمه لسياسات ترامب. قبل ذلك في العام نفسه، كان جيفريس من أبرز المتحدثين في افتتاح السفارة الأميركية لدى إسرائيل في القدس مؤكدا أن ترامب "يقف على الجانب الصحيح من التعاليم الإلهية فيما يتعلق بإسرائيل". وفي أعقاب محاولة اغتيال ترامب مؤخرا، نسب جيفريس نجاة الرئيس السابق خلال التجمع الحاشد في بنسلفانيا إلى "عناية الإله".
المزيد من الداعمين
اقتباس :
"إنها حقا معركة بين الخير والشر. هناك شيء ما على الرئيس ترامب يخشاه العدو: يُدعى المسحة".
القس هانك كونمان، أثناء حديثه في برنامج "فلاش بوينت" الإخباري عن التهم الجنائية التي يواجهها ترامب، الصيف الماضي.
إذا أردنا أن نشير إلى جميع القساوسة الذين دعموا ترامب خلال فترة رئاسته الأولى أو أولئك الذين يدعمونه خلال حملته الحالية، فسوف نحتاج إلى ما هو أطول بكثير من هذا التقرير، لكن القس هانك كونمان أحد الأسماء التي لا يمكن تجاهلها بكل تأكيد. كان كونمان من أبرز الأصوات التي استمرت في ترديد مزاعم ترامب بشأن تزوير نتائج انتخابات عام 2020 التي فاز بها جو بايدن على الرغم من دحض هذه الادعاءات من قبل مجموعة واسعة من القضاة ومسؤولي الانتخابات في الولايات والأجهزة الاستخبارية وحتى بعض المقربين من ترامب نفسه. وفي العام الماضي (2023) شاركت مجموعة المراقبة "رايت وينج ووتش" (Right Wing Watch) مقطعا على منصة إكس من حديث لكونمان حول الانتخابات، اقترح فيه على متابعيه أن يعيدوا التفكير في إيمانهم الشخصي (personal theology) إذا كانوا يثقون في النتائج ويعتقدون أن بايدن فاز بنزاهة. وجاءت تصريحات كونمان ردا على الحجج التي ادعى أنه سمعها والتي تقول إن رجال الدين الذين توقعوا فترة رئاسية ثانية لترامب كانوا مخطئين. هانك كونمان هو كبير قساوسة كنيسة "رب المضيفين" في أوماها، نبراسكا، ومؤسس "خدمات صوت واحد" (One Voice Ministries) وهي منظمة غير ربحية مخصصة لتلقين التعاليم المسيحية يديرها مع زوجته بريندا، وهو أيضا كاتب ومقدم برامج تلفزيونية. ويدّعي القس الإنجيلي أنه يتلقى "نبوءات إلهية" ومن أشهر نبوءاته، التي تصدرت عناوين الصحف، فوز ترامب على بايدن في انتخابات 2020. ولكن حتى مع خسارة ترامب، لم يتوقف كونمان عن الاعتقاد بأنه سيستعيد منصب رئاسة الولايات المتحدة، مدعيا أن الرب سعيد تنصيبه. وكشف أيضا أنه رأى حلما عن جو بايدن وهو يحتفل بفوزه، وأنه رأى الشيطان مع بايدن في ذلك الحلم. غالبا ما يصوّر كونمان الأحداث الجارية، داخليا وخارجيا، على أنها مظاهر لمعركة روحية بين الخير والشر، وتؤثر نظرته هذه في تفسيره للقضايا السياسية والاجتماعية، بما في ذلك التحديات القانونية التي يواجهها ترامب (حيث يرى أن ترامب هو الخير المرسل من الرب للشعب الأميركي، لمحاربة الشر). وتعكس تصريحات كونمان نظرة بعض الدوائر الإنجيلية إلى الأحداث السياسية من خلال عدسة الحرب الروحية. وإذا مددنا الخط على استقامته، يظهر اسم القس والمبشر التلفزيوني مارك بيرنز الذي وصفه ترامب نفسه بأنه كان رفيقه منذ بداية حركة "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى". لا عجب إذن أن بيرنز حظي بدعم ترامب خلال الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الجمهوري لمقعد مجلس النواب عن المنطقة الثالثة في ولاية جنوب كارولينا في يونيو/حزيران الماضي رغم أن هذا الدعم لم يؤهله للفوز، لتصبح تلك الضربة الثالثة لحلمه بالوصول إلى الكونغرس بعد فشله في انتخابات عامي 2018 و2022. القس والمبشر التلفزيوني "مارك بيرنز" (شترستوك) كان بيرنز من أوائل المؤيدين لترامب خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016، وبحلول عام 2023، أصبح عضوا في مجلس إدارة "قساوسة من أجل ترامب"، وهي مجموعة إنجيلية مؤيدة للمرشح الجمهوري. وقد وصفت مجلة "تايم" بيرنز بأنه ”قس دونالد ترامب الأبرز“، واختارته مجلة "ياهو نيوز" ضمن 16 شخصا شكلوا نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2016. ولكونه من أصحاب البشرة السمراء، غالبا ما يوصف بيرنز بأنه "مبعوث ترامب إلى مجتمع السود في أميركا"، وقد منحه تأييده لترامب مكانة دينية وسياسية لم يحظ بها في أي وقت سابق. ولكن بعيدا عن هذه العلاقة النفعية، سبق لبيرنز أن أكد أن موقف ترامب المدافع عن "العقيدة المسيحية التي تتعرض للهجوم" هو ما جعله يعجب به ويدافع عنه، في مواجهة الاتهامات بالكراهية والتمييز. https://www.facebook.com/watch/?ref=embed_video&v=437706938584993
قساوسة في ركاب الديمقراطيين
اقتباس :
"يشعر القادة الدينيون السود بخيبة أمل كبيرة في إدارة بايدن بشأن هذه القضية [الحرب الإسرائيلية على غزة]".
القس تيموثي ماكدونالد، كبير قساوسة كنيسة فيرست أيكونيوم المعمدانية في أتلانتا، خلال حديثه مع صحيفة "نيويورك تايمز".
من المؤكد أن النصيب الأكبر من "التجييش الديني" في الحياة السياسية الأميركية هو من نصيب الإنجيليين البيض المؤيدين عادة للحزب الجمهوري وتوجهاته المحافظة، لكن ذلك لا يعني أن الديمقراطيين لا يحظون بنصيبهم الخاص من الداعمين الدينيين. وسبق أن أشرنا إلى الدور الذي أداه رجال الدين والكنائس السوداء في دعم بايدن ضد ترامب خلال انتخابات عام 2020، لكن هذا الدعم لم يعد على حاله كما يبدو. السبب الرئيسي وراء ذلك -على الأرجح- هو موقف بايدن من الحرب الإسرائيلية على غزة، ودعمه للإبادة، وهو ما أفقده الكثير من التعاطف في صفوف الديمقراطيين بما يشمل رجال الدين ذوي البشرة السوداء. وقد ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في وقت سابق من هذا العام أن تحالفا من القادة الدينيين السود بدأ الضغط على إدارة بايدن من أجل الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار -وهي حملة حفزها جزئيا أبناء رعيتهم الذين يشعرون بالأسى المتزايد بسبب معاناة الفلسطينيين، وينتقدون استجابة الرئيس لها. وقد أصدر أكثر من 1000 قس أسود، بالنيابة عن مئات الآلاف من المصلين في جميع أنحاء البلاد، بيانا يطالب بوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع، وفي اجتماعات مع مسؤولين في البيت الأبيض، قدم القساوسة "حججا أخلاقية" لبايدن وإدارته للضغط على إسرائيل لوقف عملياتها العدوانية في غزة، التي قتلت آلاف المدنيين. بالتزامن مع ذلك، قام مئات القساوسة بإرسال رسائل مفتوحة إلى السياسيين الديمقراطيين، ونشروا إعلانات على صفحات كاملة في الصحف الوطنية مثل نيويورك تايمز، للضغط من أجل وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية والمطالبة بإطلاق سراح جميع "الرهائن" المحتجزين في غزة. وكان القس تيموثي ماكدونالد من جورجيا، إحدى الولايات المتأرجحة الرئيسية، من أوائل القساوسة الذين وقعوا على الرسالة المفتوحة لوقف إطلاق النار. وأشار ماكدونالد إلى أنه سيكون من الصعب إقناع الشعب بالعودة إلى صناديق الاقتراع والتصويت لبايدن بسبب سياسته اتجاه الحرب. وكما تشير استطلاعات الرأي، واجه بايدن علامات لتراجع الدعم بين الناخبين السود، الذين كانوا على مدى أجيال القاعدة الانتخابية الأكثر ولاءً للديمقراطيين، وهو ما انعكس على أدائه في استطلاعات الرأي أمام ترامب، وساهم -ضمن عوامل عديدة- في الضغوط التي مورست عليه للانسحاب من السباق الرئاسي المرجح أن تخوضه الآن نيابة عن الديمقراطيين نائبته كمالا هاريس. وفضلًا عن رغبة الحزب الديمقراطي في طرح وجه أكثر حيوية قادر على الاشتباك مع ترامب أكثر من بايدن الذي تحوم الكثير من الشكوك حول قدراته العقلية، فإنه يأمل أن هاريس، أو أي مرشح ديمقراطي آخر، سوف يكون قادرا على استعادة دعم الناخبين المستائين خاصة من السود والمسلمين قبل الذهاب إلى الاقتراع الحاسم في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: الانتخابات الرئاسية الأميركية 2024 الأحد 03 نوفمبر 2024, 3:57 pm
واشنطن بوست: الناخبون أمام أسوأ خيارات في تاريخ الولايات المتحدة
قال الكاتب جورج ويل في عموده بصحيفة واشنطن بوست إن الخيارات المتاحة في الانتخابات الرئاسية لعام 2024 بين المرشح الجمهوريدونالد ترامب والمرشحة الديمقراطيةكامالا هاريس هي الأسوأ في تاريخ الانتخابات الأميركية. ووصف الكاتب ترامب بأنه "بركان من الأفكار العشوائية ونوبات الغضب"، في حين اعتبر هاريس غامضة ومتعددة القناعات، مما يعني أنها قد تتخلى عن معتقداتها الجديدة بالسهولة نفسها التي هجرت فيها نهجها التقدمي السابق. وأكمل ويل انتقاده اللاذع للحزب الديمقراطي قائلا إن خداعه الشعب بشأن حالة الرئيس جو بايدن النفسية والعقلية استمر حتى فُضح أمره في يونيو/حزيران الماضي، حينها، وبسلاسة من لا يهمه سوى التمسك بالسلطة قدم أعضاء الحزب مرشحة يمكنهم تطويعها بسهولة لتناسب احتياجاتهم، وجعل فريقها "المرونة" جزءا من حملتها الانتخابية، وأبقاها في الأغلب بعيدة عن المواجهات العلنية الصعبة، ولم يسمح لها بالمشاركة إلا في مقابلات بسيطة. وكان قرار هاريس البارز الوحيد كمرشحة اختيارها شريكها تيم والز الذي وصف نفسه بـ"الأحمق"، وهو "وصف أكثر دقة من تعليقاته المستهترة" بشأن قضايا مهمة، حسب تعبير الكاتب. وبرأي الكاتب، فقد قدمت الانتخابات الرئاسية الـ59 في الماضي مرشحين متواضعين، مع وجود بعض المرشحين "غير الشرفاء"، لكن مرشحي هذا العام هم الأسوأ على الإطلاق، وكل ما على المراقب فعله هو "معاينة وعود المرشحين الغريبة وصمتهم المقلق عن قضايا مهمة" خلال حملاتهم الانتخابية.
وفشل المرشحان -وفق الكاتب- في تقديم رؤى واضحة أو مفهومة لسياستهم الخارجية، وبينما وعد ترامب بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية "في غضون 24 ساعة" بدون أي شرح لكيفية فعل ذلك استمرت هاريس في استخدام لغة مبهمة عند مناقشة حرب إسرائيل على غزة، فلا هو مقر بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدو للولايات المتحدة، ولا هي واضحة بشأن موقفها من "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها". ومن ناحية الاقتصاد، لم يقدم ترامب أو هاريس حلولا حقيقية لمشكلة الدين الوطني الذي زاد بمقدار 1.8 تريليون دولار في السنة المالية السابقة، كما يرغب كلاهما في إلغاء السياسة المفيدة التي وضعها ترامب، والتي تحد من اقتطاعات ضرائب الولاية والضرائب المحلية من ضرائب الدخل الفدرالية، ومن شأن هذا التغيير أن يفيد بشكل غير متناسب الأثرياء الذين يعيشون في الولايات ذات الضرائب المرتفعة. وقال الكاتب إن ترامب وهاريس يُجمعان على أن الديمقراطية الأميركية في حالة من الفوضى، إذ يقول ترامب إن الانتخابات "مزورة"، وتقول هاريس إن حماة الديمقراطية -بمن في ذلك الدستور والكونغرس والمحاكم والشعب- ضعيفون، وهي الوحيدة القادرة على منع ترامب من هدم الديمقراطية الأميركية. واختتم الكاتب مقاله بأن على الحزبين الشعور بالخزي لما فعلاه بالبلاد، وعلى كليهما البدء في التخطيط لانتخابات 2028 لتجنب تكرار خيارات هذا العام السيئة.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: الانتخابات الرئاسية الأميركية 2024 الإثنين 04 نوفمبر 2024, 1:32 pm
مولد عالم جديد غداً.. ديمقراطية أمريكا بـ هاريس وترامب قد تدفع العالم الى الهاوية لم يتبق سوى اقل من 24 ساعة على انتخابات القرن. الناخب الامريكي سينتخب الخل أو الخردل في الانتخابات الاكثر إثارة للجدل بين المرشحين والناخبين معا. لهذا ليس غريباً ان يصنف أمريكيون هذه الانتخابات بأنها الاكثر اهمية واثارة داخلياً وخارجياً منذ الحرب الأهلية سنة 1864م. عربيا لا نتحدث عن الافضل لنا، بل عن السيئ والأسوأ. في الحقيقة الجدل يقع في العالم العربي حول من هو اسوأ من صاحبه، دونالد ترامب ام كاميلا هاريس. لهذا الخامس من الشهر الحالي سيشهد اتساع حفرة عميقة أو ردمها في التاريخ الامريكي اولا والعالمي ثانيا. وليس غريبا ان يقال بعد مئة عام ان هذا اليوم كان ولادة عسيرة لنظام عالمي جديد طردت فيه امريكا نفسها بالقوة من السيطرة شبه الكاملة على العالم. لقد فرش ترامب قبل الانتخابات لنفسه مشروعه الخاص في حال لم يفز،هو قال ببساطة ان نتائج الانتخابات الرئاسية ستكون بين مرشحين: ترامب وترامب والا لن تسلم امريكا، وستزول اسرائيل وستقع البشرية في حرب عالمية مدمرة. المرشح الرئاسي السابق دونالد ترمب الذي خسر أمام منافسه الرئيس الحالي جو بايدن سنة ٢٠٢٠ وبقي سنوات بعدها يعترض على النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية الأمريكية ولم يقر بالهزيمة امام بايدن واعتبر ان الرئاسة قد سرقت منه والى كتابة هذه السطور لايزال دونالد جي ترامب يدافع عن روايته بسرقة الانتخابات الرئاسية، معربا عن اعتقاده ان السبب في عدم فوزه هو انها قد تسرق منه مرة اخرى، لهذا أعلنت السلطات الاميركية عن انتشار الحرس الوطني الأمريكي في شوارع المدن الأمريكية في ظاهرة لم تشهدها الولايات المتحدة الاميركية من قبل. الصحيفة الأوسع انتشاراً واشنطن بوست كتبت في صفحتها الاولى "أزرار الذعر والطائرات بدون طيار والقناصة لحماية الانتخابات عالية المخاطر". الإقبال الواضح والكبير على التصويت الذي تشهده المدن الأمريكية من خلال صناديق البريد دليل كبير على الطحن بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي. لقد صوت اكثر من ٧٠ مليون أمريكي عبر صناديق البريد ويتوقع ان يصوّت اكثر من ١٨٠ مليون ناخب في المجمل وستكون الأكثر اثارة على الإطلاق، فقد صوت ١٥٥ مليون ناخب في الانتخابات الرئاسية عام ٢٠٢٠ وكانت الأكثر على الإطلاق في الانتخابات الأمريكية. المرشحان العدوان في طرحهما وبرنامجهما الانتخابي في كل شيء من الاقتصاد والهجرة والحدود والإجهاض وغيرها، لا يتفقان إلا على بند واحد: الحفاظ على اسرائيل وأمنها، كيف نساعد القتلة على مواصلة القتل؟ هذا ما يتفق عليه المرشحان. ربما سيكون اكثر صعوبة في الكشف كالعادة عن النتائج ومن سيسكن البيت الابيض في اليوم التالي، الخوف واضح على شاشات التلفزة الأمريكية ان تعود أحداث السادس من يناير ٢٠٢١ باحتلال مبنى الكابيتول هيل من قبل مناصري ترامب والتي أدت إلى ما يسمى بالفتنه التي قادت الى محاكمة الرئيس ترامب عن مشاركته بما يسمى بالفتنة، الخوف الداخلي في الولايات المتحدة الأميركية والذي يراقبه العالم الخارجي ويلتقط انفاسه على نظرية الصحفي الراحل الكبير كريستوفر ديكي أنه إذا اصاب الرشح امريكا فان العلم كله سيصاب بالإنفلونزا. خارجياً، هناك حروب أشعلت في العالم وكان الولايات المتحدة الأميركية تعلن وقوفها من دون حياء او مواربه مع جهه ضد الاخرى، بدأت حرب أوكرانيا مع الدب النووي الروسي والذي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية والناتو الوقوف مالياً وعسكريا مع أوكرانيا وفرض جميع ما تيسر من عقوبات على روسيا، والحرب الروسية الاوكرانية بالمختصر لها وجه نظر روسية بإبعاد الناتو عن الحدود الروسية اما وجهة نظر امريكا كما كشف الكاتب بوب وودوود في كتابه الاخير "ألحرب" ان بايدن كان يقول ان روسيا تريد ابتلاع دوله اوكرانيا في يوم وليلة،اما الحروب الاخرى والتي لا تحتاج إلى استفسار فهي منطقة الشرق الاوسط، بعد احداث السابع من اكتوبر استعرت المنطقة، اصبح هنالك اكثر من حرب مع إسرائيل من غزه الى لبنان إلى اليمن إلى العراق إلى سوريا إلى الصدام الاقليمي والكبير مع ايران، الولايات المتحدة الامريكية عبر مبعوثيها لم تحاول جديا إلى إطفاء نيران مشتعلة قادها كما يزعم خليفه النبي داوود رئيس وزراء اسرائيل بيبي نتنياهو بل على العكس من ذلك كان هنالك جسر جوي امريكي بالدعم العسكري من قنابل ذكيه إلى صواريخ غبيه راح ضحيتها عشرات الالاف في غزه ولبنان، ينتظر شعوب الشرق الاوسط بفارغ الصبر الى الانتخابات الرئاسية الأمريكية ببصيص امل لوقف اله الحرب الاسرائيليه المدعومة مالياً وعسكرياً من الولايات المتحدة الأمريكية. بعد اقل من 48 ساعة سيكون هناك رئيساً يفترض ليس فقط للولايات المتحدة الاميركية بل للعالم أجمع بحاجة إلى ضبط ساعته إلى عهد ما قبل الحروب والقتل والدمار إن بقي ضمير إنساني يتعاطف مع أشلاء اطفال لم ينعموا باقل الحقوق مما أقرته منظمات دولية ،ساعات قليلة صعبة على العالم افتراضيا سنرى من سيقود العالم وفي أي اتجاه ستتلاطمه أمواج المحيط الهادئ، كيف ستقود امريكا نفسها والعالم الى هاوية اكبر ام الى السلام والأمل والحرية والمساواة شعار مارتن لوثر كينغ الذي للاسف تتجاهله الادارة الأمريكية فيما يخص طفلهم المدلل اسرائيل على حساب حتى اعز أصدقائها في المنطقة.