منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الأبناء وفن اتخاذ القرار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الأبناء وفن اتخاذ القرار Empty
مُساهمةموضوع: الأبناء وفن اتخاذ القرار   الأبناء وفن اتخاذ القرار Emptyالأحد 20 أكتوبر 2024, 8:05 pm

الأبناء وفن اتخاذ القرار 11-1684663025









الأبناء وفن اتخاذ القرار
هل قلت لطفلك: أنا سأشتري لك لعبة تحبها؟ هل قلت له: أنا سأشتري لك ملابس تعجبك؟ لماذا لا 


تجعل طفلك يستلم المقود ويتخذ قراراته بنفسه؟ امنحه فرصة اتخاذ القرارات!


اجعل طفلك – مثلًا- ينتخب لنفسه لعبة أو كتابًا أو بعض الملابس.. بالطبع، قد يخطئ الطفل في 


اختيار الصنف المناسب، لهذا يأتي دورك كمرشد يقلّم القرار الخاطئ ويشذبه، ستكون أنت له عينًا 


ثالثة تبين له الإيجابيات والعيوب في اختياراته، ستتقمص دور لسان المزمار وشرطي المرور في 


التنقيح ومسكه بيده للاختيار الصائب، ومع مرور الوقت سيتمكن هذا الطفل من بلوغ القرار السليم 


بصورة مباشرة.


إننا ننصح بمدح اختياراته، والتفاعل الحقيقي في إبراز نقاط قوة ما ينتخبه، لمنحه مزيدًا من الثقة 


فيما يمارسه من أدوار، ولنعزز بناءَ شخصيته.. لا تكسر مرآة ثقته بنفسه.. فمثلًا: نشير إلى جمال ما 


اختاره، ونتحدث عن الألوان الزاهية المنتقاة، ثم نمسك ببطاقة السعر، ونثني على السعر التنافسي 


المدوّن، ونبين له إيجابيات لم تخطر له على بال فيما اختاره!.


ثم يأتي دور الترشيد بلفت نظره إلى عيوب المنتج كضعف الجودة، وبقية السلبيات التي تحسم عدم 


الشراء. ونعيد دورة التبضع بالطريقة ذاتها حتى نصل إلى المنتج الجيد، وإن استدعى الأمر زيارة 


عدة متاجر، الهدف من هذه السياحة التسوقية ليس صفقة ناجحة فقط، بل نجاح بناء شخصية 


معتمدة، وفرق كبير بين الأول وبين الأخير.


بعض الأبناء يخشى الوقوع في بئر الخطأ، وقد يفزع من الأخطاء أو يصيبه الرهاب فينكمش على 


ذاته، وهذا ما يخلق في داخله الشخصية المترددة التي تمنعه من الإقدام


العملية ستكون بسيطة وسهلة إذا استخدمنا صعود السلم التدريجي نحو ذروة الاستقلالية، العملية 


تحتاج لمزيد تأمل، ومزيد من التجارب والإشراكات.. نعم، ينبغي التريث لاختيار التجربة الملائمة 


لشخصية الطفل، ولا ننصح بالمقارنة بين الأشقاء، فلكل شخص كيانه وشخصيته وتفرده، 


فالشخصيات متباينة وأصابع اليد غير متساوية، وإليك السؤال: هل جربت استشارة أبنائك يومًا؟ هل 


أشركتهم في حلقة نقاش؟ هل دعوتهم لعقد اجتماع يهمهم؟ لماذا نستصغر مواهب أطفالنا؟


أنا شخصيًا أتعلم من بعض أطفالي وطلابي العديد من الأمور!. لماذا ننظر إلى صغير السنّ نظرة 


دونية، ونغفل عن رجاحة بعض آرائه؟


بعض الأبناء قد يفاجئك برد عجيب ومستغرب، وقد نتعجل الحكم على مشورته، إلا أن هذا الرد 


العجيب قد يكون هو الصائب!
يحكى أن رجلًا كان يعيش في قرية جبلية، وحينما فقد جواده جاءه الناس يعزونه، فقال لهم: وما 


أدراكم أنها مصيبة؟ وبعد أيام عاد الجواد ومعه قطيع كبير من الخيول البرية، فهُرع الناس إليه 


يهنئونه، فقال لهم: وما أدراكم أنها مسرّة؟ وبعد أيام كُسرت رجل ابنه وهو يدرب واحدًا من تلك 


الخيول، فلما عزّاه الناس، قال لهم الرجل: وما أدراكم أنها مصيبة؟!.


مرّت أيام قليلة وإذا بطبول الحرب تقرع، وعلى إثر تلك الحرب قتل جميع من شارك، وسلم ابنه من 


الموت المؤكد لإصابته! هل نعلم أن رأي أحد أبنائنا أحيانًا ورأي هذا الحكيم يخرجان من مشكاة 


واحدة؟ فلماذا نستبق الأمور قبل التمحيص؟


بعض الأبناء يخشى الوقوع في بئر الخطأ، وقد يفزع من الأخطاء أو يصيبه الرهاب فينكمش على 


ذاته، وهذا ما يخلق في داخله الشخصية المترددة التي تمنعه من الإقدام، بينما نجد أن التعلُّم عبر 


المحاولة والخطأ يشكل واحدة من إستراتيجيات التعليم، فكبير السن لم يمتلك الخبرات الغزيرة إلا من 


خلال العديد من المحاولات التي فشل حتمًا في بعضها.


لهذا، ينبغي أن تتسع صدورنا حينما يخطئ الأبناء، ولا يعني هذا الخطأ أو ذاك نهاية العالم.. نحتاج 


أن ننظر إلى التجارب الفاشلة نظرة إيجابية، فالكهرباء لم تولد إلا بعد مخاضات الفشل المتوالية، 


المهم أن تصل السفينة إلى الميناء الصحيح، وإن تناهبتها الزوابع والأعاصير في بعض لقطات 


الرحلة.


هناك فرق بين متابعة الأبناء وبين محاصرتهم، البعض يتحول إلى طائرة عمودية بوليسية مخصصة 


للمراقبة من طراز هليكوبتر، يشدد الخناق لمراقبة أبنائه، فلا يسمح لهم حتى باقتراف الخطأ الطفيف، 


فكيف سيتعلم هذا الابن مذاق الألم


المستبصر لأحوال أمتنا يرى أن الأبناء في الأعم يرفلون في الدلال، وهذه المعيشة لا تولد النتائج 


الطامحة.. عليه، يلزم الآباء والمربين قلب الصفحة، وأخذ الأبناء باليد، يلزمنا قطع الطريق بهم إلى 


الضفة الصحيحة، ولنبدأ بالتشخيص.


السهر والكسل والتساهل في إنجاز المهام، ذلك لا ينتج عنه جيل يتحمل الأعباء، والأب في الأسرة 


كصاحب الشتلة، إن أهملها ذبلت وذوت وماتت في أقرب وقت، والمطلوب منه رعاية ابنه والصبر 


على المعاناة في تنشئته، فالأولاد هم زروع الحياة وبساتينها، فلماذا يصبر الفلاح لإنتاج محاصيله، 


ولا نصبر على أهم ما نصدّره للعالم؟!


أبناؤنا فلذات الأكباد ومهج القلوب، أفنلقي بهم كما تصنع السلاحف ببيضها، أم نرعاهم كما ترعى 


الطيور فراخها؟ الصواب أمر بين أمرين، فالإنسان مواسم.. موسم للرعاية والبناء، وموسم للاعتماد 


على النفس والانطلاق، ولا يكون القارب قويًا ومتينًا إلا بالصناعة المحكمة، والبرهان هو اختبار 


البحر؛ فإذا صمد القارب عرفنا جودة الصانع، فماذا يرقب من أهمل رعاية أبنائه؟


لا تتشاءم، فما زال الطريق مبكرًا للحكم عليه.. يجدر بنا استعارة حنجرة الديك المبكر لنصيح في 


وجداننا "حي على الصلاة"، العبادة لا تنحصر في الصلاة فقط، وخير ما يُتقرب به إلى الله الولد 


الصالح، فلماذا لا نفتح الصفحة الآن، ونضع النقاط على حروفنا المهملة؟


قد نستطيع قراءة الكلمات من غير نقاط، ولكن تقييد الكلمات بنقاطها له حكمة، وإليك المثال: اقرأ 


الكلمة التي بين القوسين (حبر)، بدون نقاط نجهل المعنى، فقد تكون الكلمة: (خبز)، أو (جبر)، أو 


غير ذلك. عليه، من المهم وضع نقاط التربية في مكانها الصحيح.


هناك فرق بين متابعة الأبناء وبين محاصرتهم، البعض يتحول إلى طائرة عمودية بوليسية مخصصة 


للمراقبة من طراز هليكوبتر، يشدد الخناق لمراقبة أبنائه، فلا يسمح لهم حتى باقتراف الخطأ الطفيف، 


فكيف سيتعلم هذا الابن مذاق الألم؟ السقوط في المشكلات يطور شخصية الأبناء، وفي التجارب علم، 


وبها يتعلم الطفل المناعة الذاتية، فهل سنرافق الأبناء كالظلّ مدى الحياة؟


عليه، ينبغي عدم التدخل في كل شيء حتى في أصغر الصغائر، فلنفسح لهم فرصة اتخاذ القرار، 


أبناء اليوم يتّكلون على آبائهم وأمهاتهم في كل شيء، حتى في اختيار الملابس اليومية، لا يدري ماذا 


يجب أن يأكل، وما الذي ينبغي أن يرتديه!. وهذا سلب سافر لحرية الأبناء، ومصادرة فاقعة.. نخطئ 


ونظن أننا نحسن الصنيع!


الصرامة في القرارات تكتم الأنفاس، وتولد العقد، وتجعل الأبناء مجرد أحجار على رقعة شطرنج، 


يحافظون على وثنيتهم إذا لم تحركهم أصابع القدر


الاستبداد في التربية، والدلال الزائد، من أهم ما تعانيه الأسر المعاصرة.. بعض الأسر لها نظام أبوي 


صارم، لا ننكر أن هذا النظام المفروض له محاسنه، إلا أنّ من أبرز المساوئ الهيمنة وسلب حرية 


الأبناء، والنتيجة شخصية مهتزة لا تستطيع اتخاذ القرار حتى في أبسط أمورها، شخصية أبسط ما 


يقال عنها أنها لا تثق بنفسها، وتستمد الثقة من وهج العيون المحيطة بها فقط.


التوجيه الزائد يعدم روح المسؤولية لدى الأبناء، هشاشة نفسية متربعة على قلوب الصغار، تستمر 


حتى الكبر! أحدهم بلغ الستين من العمر، ولا يزال يحتاج إلى قرارات والديه، لا يزال يعيش الطفولة 


رغم كونه جَدًّا! هل هي طرفة؟ لا هي حقيقة مؤلمة، وعلينا أن نتفطن لما تجنيه أيدينا من الهيمنة 


البطريركية الأبوية، إن جاز لنا التعبير.


الصرامة في القرارات تكتم الأنفاس، وتولد العقد، وتجعل الأبناء مجرد أحجار على رقعة شطرنج، 


يحافظون على وثنيتهم إذا لم تحركهم أصابع القدر.. هل أبناؤنا أراجوزات نحركها في مسرح الحياة 


بخيوط وفق رغبتنا؟ ثم ماذا سيحدث لو تمرد الأراجوز على رغبة صاحبه؟ يُشنق؟ يعدم؟ أم تسقط 


المقصلة على عنقه؟


الصواب فتح الحرية للأبناء في مضامير مقننة ليتعلموا فن اتخاذ القرار السليم، فلسنا دائمين لهم، 


وما دائمٌ إلا وجهه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الأبناء وفن اتخاذ القرار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عقاب الأبناء فن ومهارة
» روبرت مالي: «أنصح الرئيس عباس بترتيب البيت الداخلي الفلسطيني قبل اتخاذ
» دلال الآباء يفسد الأبناء
» القرار 194
» تنشئة الأبناء على الشعور بالمسؤولية وتوليها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الحياة الاسريه والامومة والطفولة :: تربية الابناء-
انتقل الى: