مقدمة
أدرج الإنعاش القلبي الرئوي ضمن نطاق الخدمات الصحية بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1966م حينما عقدت الأكاديمية الوطنية للعلوم ومركز الأبحاث القومي مؤتمرها الأول عن الإنعاش القلبي الرئوي وأوصى بأن يقوم كل الأطباء العاملين في الحقل الصحي بتطبيق الضغط الخارجي على الصدر حسب تعليمات جمعية القلب الأمريكية .
ومن هذا المنطلق توالى تطبيق التطورات الحديثة ونتائج الأبحاث من خلال المؤتمرات الخاصة بجمعية القلب الأمريكية التي وصلت إلى أعلى المستويات في السنوات الأخيرة.
أما عن الإنعاش القلبي الرئوي بالمملكة فكان أول الغيث قطرة حين بدأ تدريسها نظرياً لطلبة كلية الطب بجامعة الملك سعود أو ماكانت تسمى جامعة الرياض سابقاً في عام 1979م وفي عام 1982م قام الدكتور / محمد سراج مع ثلاثة زملاء من كلية الطب أثنان منهم غير سعودين بحضور دورة بشركة آرامكوا وحصلنا على شهادة كمدربين في سبل المحافظة على الحياة الأساسية وفي عام 1983م بدأت بالأتصال ثم زيارة جمعية القلب الأمريكية الأمر الذي أدى إلى عقد أول دورة للإنعاش القلبي الرئوي في ربيع 1984م تحت أشراف قسم الدراسات العليا الطبية بكلية الطب – جامعة الملك سعود . وكان عدد المشاركين ( 24 مشتركاً ) حصل ثمانية عشر منهم على شهادة ( مدرب ) في الإنعاش القلبي الرئوي بشقيه ( الأساسي والمتطور ) ويعتبر هذا التاريخ هو مولد الإنعاش القلبي الرئوي بالمملكة فأستمر نشاط التدريب بكلية الطب ومستشفى الملك خالد الجامعي لعدة سنوات حتى أنشئت جمعية القلب السعودية في عام 1987م ومن ثم قامت بتحمل مسؤولية برامج التدريب وقام مركز التدريب خلال الخمس عشرة سنة الماضية بإنشاء أكثر من 80 مركزاً لبرامج الإنعاش القلبي والرئوي للتدريب على سبل المحافظة على الحياة الأساسية و14 مركزاً لبرامج الإنعاش القلبي للتدريب على سبل المحافظة على حيوية القلب المتطورة . ويبين الجدول المرفق رقم ( 1 ) بعض نشاطات هذه المراكز في أرجاء المملكة .
وقد قام قسم التخدير بكلية الطب – جامعة الملك سعود بمجهودات حثيثة في أدراج هذه البرامج ضمن مواد كلية الطب وكلية طب الأسنان وكلية العلوم الصحية التطبيقية بجامعة الملك سعود بجانب نشاطات مختلفة أخرى منها وضع وتنفيذ برامج للإسعافات الأولية للعاملين بقطاعات قوى الأمن والمواطنين وأجهزة التعليم ووضع برنامج تدريبي متكامل لفنيي الخدمات الطبية الإسعافية الطارئة للعاملين بجمعية العلال الأحمر السعودي وذلك من خلال دراسة بعنوان ( تطوير الخدمات الطبية الطارئة ) والتي قامت اللجنة الوطنية لسلامة المرور التابعة لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالموافقة عليها ورعايتها ويبين الجدول رقم ( 2 ) نشاطات قسم التخدير .
أصدرت جمعية القلب السعودية 105 ألف شهادة من خلال نشاط مركز التدريب والمراكز العديدة التابعة لها بالمملكة . علماً بأن مركز التدريب الرئيسي الوطني بمستشفى الملك خالد الجامعي والذي يتبع لجمعية القلب السعودية ركز خلال تلك الفترة على تدريب المدربين لهذه المراكز ولا شك أن كثيراً من هؤلاء المدربين والمراكز فقدوا صلاحية أستمرار عقد وتنظيم البرامج الأساسية أو المتطورة وذلك لعدة أسباب منها على سبيل المثال :
- أن غالبية المدربين من أصل أجنبي إضافة إلى نسبة عالية منهم قد سافروا خلال الفترة السابقة .
- عدم أستمرارية المساندة الأدارية أو المالية لهذه المراكز وخاصة في السنوات الخمس الأخيرة .
- قلة المدربين والمشرفين على هذه المراكز من فئة الأطباء السعوديين .
- عدم توفر وأستمرارية سكرتارية منفصلة وأجهزة مساندة .
أصدرت جمعية القلب السعودية خلال السنوات الماضية نشرات وكتب للهيئات الصحية بالمملكة لمن يرغب في أنشاء مراكز التدريب ووضعت اللوائح والأنظمة الخاصة لذلك . لقد تركزت أغلب مراكز التدريب التي أنشأت بالمستشفيات الحكومية الأخرى ولكن في الأونة الأخيرة أبدت كثير من المستشفيات الخاصة رغبتها أنشاء مراكز تدريب خاصة بها وهذه من منطلق حرص البعض منهم على تطبيق أنظمة ولوائح الأعتراف التي تطالب بها المستشفيات بالدول الغربية للإعتراف بهذه المراكز علماً بأن عدد مراكز التدريب بمستشفيات وزارة الصحة كان ضئيلاً بجانب أن العديد من هذه المراكز لم تتمكن من الأستمرار في عقد وتنظيم برامجها للأسباب التي ذكرت سابقاً .
أخذت وزارة الصحة على عاتقها مؤخراً دراسة التقرير المفصل والدراسة المقدمة من قبل
أ.د / محمد سراج عن برامج الإنعاش القلبي الرئوي بالمملكة لمدة خمسة عشر عاماً والتي أشتملت على تحاليل مفصلة للوضع الحالي ونقد بناء وطرحت الدراسة عدة أقتراحات جوهرية لدراستها وابداء مرئياتهم ومحاولة تطبيقها من خلال الهيئة السعودية للتخصصات الصحية التي سوف تصدر تراخيص مزاولة المهنة بالمملكة ونصحت الدراسة أن تقوم الوزارة نفسها بإنشاء مراكز تدريب خاصة بها بمناطقها الصحية المختلفة كجزء هام من أعمال أقسام التعليم الطبي المستمر بكل مستشفياتها أو الإعتماد على الجمعيات التخصصية الصحية أو الشركات الخاصة في إنشاء هذه المراكز وذلك بناء على أن أعداد المراكز الحالية والخاضعة للجمعية ليست كافية وغير متوفرة بكل المناطق وأن بعض هذه المراكز لديها طاقة بشرية محدودة من المدربين وبالتالي لايمكنهم تدريب الأعداد المطلوبة من فئات التمريض والفنيين العاملين في الأقسام المواجهة للمواطنين في أقسام الأسعاف والعمليات وغيرها كما أنه يصعب عليهم تدريب . ومجموعة الأطباء المتخصصين والذين يكونون فريق الإنعاش القلبي الرئوي في المستقبل مثل أخصائي طب الباطنة وطب التخدير وطب الحوادث وطب العائلة وطب الأطفال وأطباء الأسنان . الذين يكونون أعداد كبيرة لاتستطيع المراكز الموجودة والفعالة القيام بتدريبهم خلال السنتين أو الثلاث سنوات القادمة أو حتى خلال الخمس سنوات القادمة .
ركزت جمعية القلب السعودية أهدافها على تدريب كثير من فئات المجتمع – إما من خلال برامج مركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر – أو برامج يقوم بها المركز طوال فترة الدراسة لطلبة الجامعة ( الجوالة ) أو العاملين بالشركات الخاصة أو منسوبي الأمن العام والدفاع المدني وغيرهم وتعتبر دورات التدريب الموجهة إلى هذه الفئات محدودة ويفضل أن يقوم كل مركز تدريب على عقد وتنظيم برامج المواطنين على نطاق أوسع .
قامت الجمعية بتطبيق البرنامج المعد من قبل الدكتور / محمد سراج والخاص بجمعية الهلال الأحمر السعودي لرفع مستوى العاملين وتخريج فئات جديدة منهم بهذه الجمعية تعرف بفني الخدمات الطبية الطارئة وذلك في منتصف الثمانينات ثم أوقف البرنامج ولكن والحمد لله بدأ تنفيذه أخيراً منذ خمس سنوات مضت ولكن تحت أشراف أقسام معينة وأعضاء هيئة التدريس بكليات الطب و أستشاريين من المؤسسات الصحية بمناطق مختلفة بالمملكة وقد تمكن الخريجون للخدمات الطبية الطارئة من تطبيق سبل الخدمات الإسعافية الطارئة بمكان الحادث وأثناء عملية النقل وذلك بتطبيق الإنعاش القلبي الرئوي وأعطاء المحاليل الوريدية والأوكسجين وفي بعض الحالات يقوم الفني بإعطاء صدمات كهربائية بجهاز خاص يستطيع تشخيص حالات الرجفان البطيني أو التسرع البطيني بدون نبض بمريض فاقد الوعي ثم يطلب من الفني إعطاء الصدمة الكهربائية ويمكن تكرارها لعدة مرات وتعتبر المجهودات الحديثة التي يقوم بها العاملين بجمعية الهلال الأحمر خطوة جيدة وصورة مستقبلية مشرقة بأذن الله تعالى .
أجريت دراسة شاملة على وضع برامج الإنعاش القلبي الرئوي بالمملكة العربية السعودية .
وشملت الدراسة على توصيات وأقتراحات هامة لوضع الخطط المستقبلية لنجاح برامج التدريب وأستمرار نشاطات هذه المراكز ومنها :
1- الأعتراف الرسمي بجمعية القلب السعودية كهيئة رسمية وحيدة لهذه البرامج وضرورة التعميم على جميع الهيئات الصحية والأطباء العاملين بالمملكة الحصول على شهادة في الإنعاش القلبي الرئوي ذات فاعلية قبل حصولهم على رخصة مزاولة العمل .
2- إدخال هذه البرامج ضمن برامج الزمالات المختلفة بالجامعات وشهادات التخصص الخاصة بالهيئة السعودية للتخصصات الطبية لبعض التخصصات مثل : الباطنية – التخدير – الجراحة – الحوادث – الأطفال – النساء والولادة – طب العائلة وطب الأسنان .
3- إدخال هذه البرامج ضمن برامج التدريس لطلبة وطالبات كليات الطب وطب الأسنان وكلية العلوم الطبية التطبيقية .
4- إدخال برامج الإسعافات الأولية والإنعاش القلبي الرئوي وسبل المحافظة على الحياة الأساسية ضمن مواد العلوم والصحة للمرحلة الثانوية بمدارس المملكة العربية السعودية .
5- تطبيق تدريب السائقين على الإسعافات الأولية والإنعاش القلبي الرئوي ضمن برامج ( سبل المحافظة على الحياة الأساسية ضمن التدريب الخاصة الذي يؤهلهم الحصول على رخصة القيادة السعودية .
6- تدريب جميع الفئات العاملة بقوى الأمن وغيرها على الإسعافات الأولية والإنعاش القلبي الرئوي برنامج سبل المحافظة على الحياة الأساسية .
7- إستخدام أجهزة الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية ووضع برامج تثقيفية وتعليمية وعمل حملات أعلامية منتظمة ومستمرة وغير محددة بفترة زمنية معينة .
8- تكوين لجنة وطنية لأختيار جوائز لكل المسعفين الذين قدموا خدمات جليلة في أنقاذ وأسعاف المصابين .
9- إنشاء مجلس عربي أو خليجي للإنعاش القلبي الرئوي تكون مهمته الأشراف على البرامج المحلية ووضع النظم واللوائح الخاصة بهذا الأمر
وقد تم بحمد الله إنشاء لجنة وطنية للإنعاش القلبي الرئوي أواخر عام 1999م تحت مظلة جمعية القلب السعودية برئاسة أ . د / محمد سراج وعضوية عدد من الأطباء الإستشاريين المتخصصين في مجال القلب والإنقاذ والإسعاف والتخدير من الجامعات السعودية ووزارة الصحة والمؤسسات الصحية الأخرى بالمملكة مهمتها وضع النظم والبرامج واللوائح والجداول للإنعاش القلبي الرئوي بكافة أنحاء المملكة العربية السعودية مع تحديث البرامج والمقررات لتواكب التطور العلمي السريع . مع إستمرار التعاون الوثيق بين جمعية القلب الأمريكية وجمعية القلب السعودية . الذي بدأ أنشائها ولايزال مستمراً لتبادل الخبرات والمعلومات والتجارب وجميع أنواع المعرفة .