منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 صحف عبريه

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالسبت 18 مارس 2017, 5:36 pm

18.03.2017

مقالات وتقارير
تقرير الجرف الصامد لن يتعامل مع المسألة المركزية التي يجب ان تهم إسرائيل.
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان تقرير مراقب الدولة حول عملية الجرف الصامد، الذي يتوقع نشره، ان شاء الله، في نهاية هذا الشهر، مع انتهاء الفصل الحالي من جولات رئيس الحكومة في العالم، سيثير اهتمام الجمهور بثلاثة امور مركزية للحرب: الأداء الخاطئ للمجلس الوزاري المصغر اثناء الحرب، عدم الاستعداد الكافي من قبل الجهاز العسكري لتهديد أنفاق حماس والفجوات الاستخبارية بشأن تطور التهديد الناشئ من غزة. على خلفية المسودات الكثيرة للتقرير ، التي تم تسليمها للجهات المعنية، ومن هناك تسربت الى وسائل الاعلام، يبدو أن اغلبية الحقائق والاستنتاجات التي يتضمنها اصبحت معروفة للجمهور. على المستوى السياسي سيشكل التقرير ذخيرة في الصراع بين "البيت اليهودي" و"الليكود" على خلفية امكانية تفكك الائتلاف الحكومي بسبب التحقيقات مع نتنياهو.
إلا أن التقرير لن يناقش، كما خطط المراقب منذ البداية، المسألة المركزية التي يجب أن تشغل اسرائيل. على فرض أنه ستقع في المستقبل جولات اخرى مع المنظمات الارهابية والعصابات التي تنشط في اوساط الجمهور المدني وتوجه الصواريخ نحو مواطني اسرائيل، بشكل خاص، يجب على اسرائيل أن تعرف أنها قادرة على الانتصار في مواجهة كهذه. الوزيران افيغدور ليبرمان ونفتالي بينت يشددان، لاعتبارات سياسية، على أن المواجهة القادمة يجب أن تنتهي بالحسم ضد حزب الله وحماس. ولكن من دون الانجرار وراء اقوالهما وحتى من دون الدخول الى مسألة ما هو الحسم في الحرب ضد تنظيم ليس دولة، من الجدير الاعتراف بالواقع: منذ أكثر من عقد زمني (وهناك من سيقولون عدة عقود) لا ينجح الجيش الاسرائيلي في انهاء معركة بانتصار واضح.
لقد انتهت الانتفاضة الثانية في صيف 2005 تقريبا، بنجاح اسرائيل في كبح ارهاب الانتحاريين الذي قادته حماس، فتح والجهاد الاسلامي. وقد كبد هذا الصراع اسرائيل خسائر كبيرة (اكثر من ألف قتيل) وتعميق الانقسام السياسي في مسألة مستقبل المناطق. كما انه قاد الى قرار رئيس الحكومة اريئيل شارون، اخلاء المستوطنات في قطاع غزة وفي شمال السامرة تحت طائلة الضغط الدولي والعمليات الارهابية. وفي الوقت نفسه ساعد نجاح العمل ضد الارهاب الفلسطيني الجيش في اقناع نفسه بأنه مستعد جيدا للمواجهة القادمة. وعندما اندلعت بعد سنة في لبنان اتضحت الفرضية الخاطئة. ورغم الاضرار الكبيرة التي سببها الجيش الاسرائيلي لحزب الله، فقد وجد صعوبة في تنفيذ مخططاته العسكرية البرية على الأراضي اللبنانية بشكل ناجع أو صد نار الكاتيوشا حتى انتهاء الحرب.
بعد عامين ونصف، مع رئيس اركان جديد وجهاز اعلامي متطور (ولكن ايضا مع ايهود اولمرت كرئيس للحكومة)، خرج الجيش الاسرائيلي الى عملية "الرصاص المصبوب"، العملية الأولى من بين العمليات الثلاث في القطاع. وهنا ايضا تلقت حماس ضربة شديدة، لكن المناورة البرية الاسرائيلية في القطاع كانت محدودة جدا في حجمها، وكان التوقع الاساسي من القادة هو الامتناع عن تلقي عدد كبير من المصابين. وتم تسويق العملية للجمهور على انها نجاح واصلاح لأضرار حرب لبنان الثانية. لكن، عمليا، وعلى الرغم من أن الجيش عاد الى التدرب بشكل أساسي وتهيئة نفسه للمعركة بشكل منظم، الا انه لم يجرب في غزة التحدي التنفيذي بشكل حقيقي.
في العام 2012، مع نتنياهو كرئيس للحكومة واهود براك كوزير للأمن، اكتفت اسرائيل بالعملية الجوية لمدة اسبوع (عملية "عمود السحاب")، وامتنعت عمدا عن التوغل البري في القطاع. ومرة اخرى، رغم أن حماس تعرضت للضرر (اغتيال قائد الاركان احمد الجعبري، وتدمير غالبية صواريخ الفجار الايرانية الصنع التي كانت بحوزتها)، إلا أن المعركة كانت بعيدة عن الانتهاء بخسارتها، بالنسبة لها. الاستعداد الاسرائيلي، بوساطة مصرية، للموافقة على تقليص الحزام الامني قرب الحدود، من 500 متر الى 100 متر فقط داخل الاراضي الفلسطينية، وضع مصاعب امام عمل الجيش الاسرائيلي من اجل الكشف عن حفر الانفاق الهجومية.
لقد شكلت الأنفاق تطورا استغلته حماس في الحرب التالية، "الجرف الصامد" في العام 2014. وحينها ايضا كانت النتائج متباينة في افضل الحالات. صحيح أن حماس لم تحقق أي هدف من الاهداف التي حددتها لنفسها، كرفع الحصار عن غزة أو انشاء الميناء، لكن اسرائيل حاربت مدة 51 يوما ولم تنجح بتدمير منظومة الصواريخ في القطاع، وتسببت فقط بضرر مؤقت لمشروع الانفاق الهجومية. وكبقية المعارك انتهت عملية "الجرف الصامد" بالتعادل الكئيب.
هذه الامور معروفة جيدا بالنسبة لأعضاء هيئة الاركان. في الجلسة التي عقدها في حينه رئيس الاركان بيني غانتس، فور  انتهاء العملية، انتقد بعض المشاركين فيها سلوك الجيش في الحرب بشكل بالغ، بينما فضل البعض الآخر الصمت، رغم اعتقادهم المماثل. التحقيق الذي اجراه سلاح الجو حول الحرب، بعد عدة أشهر، اعترف بالفجوة الصعبة في معالجة الصواريخ. أما تحقيق هيئة الاركان الذي قاده الجنرال يوسي بيكر في قضية الانفاق، فقد وجد اخطاء شديدة في معالجة  الجيش الاسرائيلي لهذا التهديد طوال السنوات الماضية. وفي مجال الانفاق يبدو أن الجيش الاسرائيلي قام فعلا بعدة بخطوات ستحسن الجاهزية الاسرائيلية: البدء في انشاء العائق الهندسي والتكنولوجي الباهظ التكلفة حول السياج الحدودي في القطاع (الذي لم تثبت نجاعته حتى الان) وتطوير نظرية عسكرية لمواجهة التهديد، وتدريب الوحدات الخاصة ومضاعفة وحدة الهندسة المسؤولة عن ذلك، ثلاث مرات.
في المقابل، مجد أن الصورة، أمام اطلاق الصواريخ، بعيدة عن أن تكون مشجعة. المشكلة الاساسية تتعلق بإمكانية اندلاع حرب غير متوقعة مع حزب الله في الشمال. حسب التقديرات الأخيرة فان حجم الصواريخ التي يملكها حزب الله يصل إلى حوالي 80 ألف، الامر الذي سيصعب على منظومة التصدي في الجيش الاسرائيلي مواجهة التهديد. حتى بعد ضم منظومة العصا السحرية في نهاية العام الحالي، كطبقة وسطية بين منظومتي السهم والقبة الحديدية، لن يكون الرد الدفاعي كاملا. يمكن التكهن بأن عدد الصواريخ الدفاعية لدى اسرائيل يقل عن صواريخ حزب الله، ناهيك عن ان تكلفتها الباهظة، لا تسمح بإنتاجها بشكل غير محدود. سيضطر الجهاز الامني الى ادارة منظومة التصدي الصاروخي بشكل جيد، كي تتمكن من مواجهة مخطط الضربة التي يسود التكهن بأن حزب الله سيوجهها لإسرائيل، والتي تشمل اطلاق اكثر من ألف صاروخ وقذيفة يوميا نحو الجبهة الداخلية اثناء الحرب، بعد الضربة الأولى التي ستكون أكبر من ذلك.
الثمن المرافق
في مواجهة تهديد الصواريخ من القطاع، المحدود في حجمه ومداه، طورت اسرائيل ردا مثيرا، تصل ذروته الى اسقاط 90 في المئة من الصواريخ، كما فعلت منظومة القبة الحديدية في "الجرف الصامد". لكن التحدي اللبناني أكبر بكثير. الحرب مع حزب الله ستسبب سقوط الكثير من الضحايا وتدمير البنى التحتية في الشمال والمركز، حتى وان كانت الاضرار التي ستصيب حزب الله ولبنان أكبر من ذلك. في هذه الظروف سيتم تفعيل ضغط جماهيري على الحكومة والجيش لاستخدام القوة غير المتكافئة ضد حزب الله. هذه الخطوة محتملة، لكنه سيرافقها ثمن التعرض للانتقاد الدولي(كما في تقرير غولدستون بعد "الرصاص المصبوب)، وربما، يؤدي ذلك، أيضا، الى توتر مع روسيا التي تنظر، الآن على الاقل، الى حزب الله كجزء من التحالف الذي تقوده دعما لنظام الاسد في سوريا.
حزب الله، وحماس، بشكل أقل، وجدا حلا يلتف على التفوق الاسرائيلي في النار الدقيقة، في التكنولوجيا والاستخبارات، من خلال توسيع القدرة على الحاق الضرر بالجبهة الداخلية. اسرائيل تعرض حلولها الخاصة وفقا “لنظرية الضاحية” التي طورها رئيس الاركان غادي آيزنكوت، عندما كان قائدا للمنطقة الشمالية في العام 2008، والتي تتحدث عن تدمير شامل لبنى حزب الله التحتية وحتى التوصية بالحاق ضربات بالغة بالبنى التحتية في لبنان. إلا أنه ليس واضحا ما هي النظرية التي ستتبناها الحكومة وهل سيكون لها تأثير عملي. الجانب الايجابي في هذا الواقع يكمن في حقيقة ان التعادل الاستراتيجي، الذي يدرك فيه كل طرف حجم الاضرار المحتملة التي قد يسببها له الطرف الثاني، يساعد على ابعاد الحرب القادمة. الادراك الاسرائيلي لإمكانية التورط تكبح غريزة المغامرة المحتملة من قبل المستوى السياسي وتبقي على الحرب ضد حزب الله كخيار أخير فقط.
وتظهر علامات الاستفهام، ايضا، في  مسألة الحل الهجومي للصواريخ. عمليا، يبدو أن الجيوش الغربية التي تتخبط في هذه المسألة، منذ الفشل الامريكي والبريطاني في صيد راجمات السكاد العراقية التي أطلقت الصواريخ نحو تل ابيب في حرب الخليج في العام 1991، لم تحقق اختراقا منذ ذلك الوقت. وفي "الجرف الصامد" في غزة، أيضا، فشلت الجهود النارية في تدمير الصواريخ. نتائج صيد راجمات الصواريخ في غزة كانت ضعيفة. وتم التوصل الى وقف الحرب في النهاية، دون تحقيق انتصار اسرائيلي، فقط بعد استنزاف حماس وتكبدها لخسائر كبيرة في المعركة التي دار جزء كبير منها حول الانفاق. في محاولة لصيد الاهداف الحساسة في الوقت المناسب، كراجمات الصواريخ التي تطل للحظة طفيفة من داخل الأرض، او الخلايا التي تسارع للاختفاء بعد اطلاق النار، تم تحقيق نتائج جزئية فقط. وقد حدث ذلك في منطقة اصغر بكثير من المنطقة اللبنانية التي لم ينشأ فيها أي تهديد صاروخي حقيقي مضاد لطائرات سلاح الجو.
كما ان التوغل البري في "الجرف الصامد" كان محدودا في حجمه ونتائجه. فنتنياهو وغانتس ووزير الأمن في حينه، موشيه يعلون، لم يرغبوا بحرب برية للقضاء على نار الصواريخ. وأمروا بتنفيذ عملية محدودة، في عمق لا يتجاوز كيلومترين، من أجل معالجة الانفاق بعد الضغط الجماهيري الذي ظهر مع اتضاح خطورة التهديد. الاهداف المحدودة والغامضة التي حددها المستوى السياسي، الانجازات الجزئية ضد الانفاق على الارض، الوساطة المصرية التي يمكن اعتبارها خاطئة ومنحازة، بين اسرائيل وحماس (من الممكن ان القاهرة كانت ترغب باستمرار الحرب وتكبيد حماس خسائر اخرى)، والى جانب ذلك الفجوات في التحليل الاستخباري لنوايا حماس اثناء الحرب – كل هذا جعل من الصعب على الجيش الوصول الى نتائج مرضية، ايضا حسب معايير هيئة الاركان.
لقد سيطر الجيش على منطقة صغيرة قريبة من الجدار، وراوح مكانه فيها، منتظرا التوجيهات من المستوى السياسي، والتي لم تصل. لقد امضى الجيش الاسابيع الاخيرة للحرب وهو ينتظر وقف اطلاق النار. يبدو أن هذه التجربة المخيبة، التي مر بها كنائب لرئيس الأركان في حينه، شجعت آيزنكوت بعد انتخابه لرئاسة الاركان على صياغة وثيقة استراتيجية تضمنت توقعات الجيش للتوجيهات المفصلة من المستوى السياسي اثناء الحرب.
ضابط خدم في منصب رفيع اثناء "الجرف الصامد"، يقول ان المناورة البرية كانت مترددة وجزئية. "سيطرنا على قطع صغيرة من الأرض ومن ثم دخلنا في ركود، لأنه لم يكن هناك وضوح حول الوضع النهائي الذي سعى اليه المستوى السياسي. حتى رئيس هيئة الأركان العامة لم تكن لديه رغبة في التعمق في قطاع غزة". وهذا ما دل عليه الاستعراض العسكري الذي تم عرضه امام المجلس الوزاري المصغر خلال الحرب، والذي توقع سقوط 500 قتيل اسرائيلي في عملية احتلال القطاع وتكلفة سنوية تبلغ 10 مليارات شيكل لمواصلة السيطرة عليه.
وكما حدث بعد "الرصاص المسكوب"، عاد الجيش وباع لنفسه وللجمهور رواية التصحيح على أساس الحملة البرية المحدودة لتصفية الأنفاق. وتم الادعاء بأن اسرائيل اثبتت اثناء الحرب ضد الانفاق بأنها لا تخاف من مواجهة خصومها على الأرض، رغم اكتظاظ المنطقة والثمن الباهظ نسبيا في الاصابات. ولكن في نظرة حكيمة، حارب الجيش في غزة داخل منطقة صغيرة ومحدودة، ضد عدو ادنى منه، دون ان يطلب من قواته تفعيل كل مركبات الحرب الشاملة.
التحدي الجوي
لقد تغيرت الاحوال قليلا، في عهد آيزنكوت والذي عاد كرئيس للأركان لإيلاء أهمية كبيرة للمناورة البرية، وقام بعدة خطوات من اجل تحويل الموارد المطلوبة لتحسين قدرة الوحدات البرية. رسميا، يهتم الجيش، خلال كل لقاء وكل خطاب علني، بتأكيد ثقته بأنه يكفي شحذ القدرات، في الجو والاستخبارات والبر والدفاع الجوي، من أجل انزال ضربة ساحقة بحماس وحزب الله. لكن هذه الامور ستخضع عمليا للاختبار فقط اذا اندلعت حرب اخرى في الشمال.
منذ عدة سنوات يعرض سلاح الجو نفسه كحل لمشكلة الصواريخ اللبنانية. ولكن السؤال هو اذا كان السلاح الجوي الذي يواصل الاعتماد على الطائرات الحربية، كأولوية، لا يشكل جزء من المشكلة، رغم قدراته الكبيرة. اسرائيل لم تدرس بجدية كاملة البدائل الممكنة، باستثناء التزود المكثف بالطائرات غير المأهولة، وتطوير صواريخ أرض – أرض مكثفة، من انتاجها، كما اقترح وزير الأمن افيغدور ليبرمان في الآونة الاخيرة.
عمليا، وعلى الرغم من حرف الموارد بشكل تدريجي الى الطائرات غير المأهولة والطائرات الحربية، يواصل سلاح الجو الحصول على ما يريد. وبصفته اللاعب البيروقراطي، الأكثر تنظيما، نجح باحباط كل محاولة لعرض حل للمشكلة لا يعتمد على وجود محارب في مقصورة القيادة – وذلك من دون ان يثبت قدرته على تحقيق صد النيران حين يجري الحديث عن مستودع كذلك الذي يملكه حزب الله.
لا يوجد أدنى شك بأن سلاح الجو حقق تطورا بالتكنولوجيا الهجومية، والتي تتيح له شن هجمات اكبر من الماضي، خلال وقت محدود. حتى حقيقة العمل المشترك مع الاستخبارات ومع القيادة الشمالية شهدت تقدما ملموسا. هل يكفي هذا لاحباط النيران من مناطق القصف الكبيرة في لبنان؟ هل ستتمكن القبة الحديدية ومنظومات التصدي الاخرى من تحقيق ما يكفي من الامن والهدوء على الجبهة الداخلية؟ هذه تساؤلات لا تزال غالبيتها مفتوحة.
مستودع الصواريخ والقذائف لدى حزب الله، والى جانبه صعوبة اختراق المجموعة المكثفة من العبوات والصواريخ المضادة للدبابات في جنوب لبنان، والمنطقة المكتظة بالبناء في غزة، هي التحديات التي ستواجه اسرائيل اذا اندلعت الحرب مستقبلا، في لبنان او في القطاع. بطبيعة الأمر، لا يكشف الجيش للجمهور مخططاته العسكرية لمثل هذه السيناريوهات. المسألة التي ستبقى معلقة في الهواء هي، اذا كان يكفي شحذ القدرات القائمة وحرف الثقل قليلا بين المجال الجوي والمناورة البرية، من اجل توفير حل ساحق للمشكلة التي ستواجه الجيش الاسرائيلي.
حاليا، لا تبدو هذه المسائل ملحة على الجبهة الشمالية. حزب الله لا يزال يعمل على استعادة قوته بعد الخسائر التي تكبدها في الحرب السورية، ويبدو انه معني بالامتناع عن حرب شاملة مع اسرائيل. الخطر الأساسي للحرب بقي كامنا في امكانية حدوث خطأ، خاصة في مسألة الجهود التي يبذلها حزب الله من اجل تهريب الاسلحة من سورية الى لبنان، ونية اسرائيل المعلنة منع ذلك. في غزة، الواقع أقل استقرارا. ظاهرا تبدو المصلحة المعلنة لحماس هي مواصلة عملية التقرب من مصر وضمان تسهيل الحركة، الأمر الذي سيخفف من الضغط الاقتصادي الضخم على القطاع. لكن البيان الذي صدر هذا الاسبوع عن فوز يحيى سنوار في انتخابات قيادة حماس في غزة، لا يمكن اعتباره انباء جيدة بالنسبة لإسرائيل.
فسنوار هو عدو قوي لإسرائيل، يملي خطا حربيا لا يساوم، بشكل يفوق سابقه اسماعيل هنية. تأثير الجناح العسكري سيكون منذ الان اكبر من الماضي. حتى اذا تم انتخاب هنية لرئاسة المكتب السياسي لحماس، حسب غالبية التوقعات، من المشكوك فيه انه سيتمكن من فرض سيادته على سنوار ورفاقه في الجناح العسكري. ويجب ان ننظر الى التصريحات الحربية الاخيرة التي اطلقها نفتالي بينت ويوآب غلانط بشأن غزة، على هذه الخلفية، وايضا، على خلفية الاستعدادات المتواصلة سنويا في الجيش لاحتمال وقوع تصعيد.
ومع ذلك، حتى لو افترضنا ان الجيش شحذ مخططاته العسكرية على جبهة القطاع، بعد دخول وزير الامن الذي يكثر من الوعظ على اسقاط سلطة حماس خلال المواجهة القادمة – يبدو ان هذه المهمة ستكون اكثر تعقيدا مما يتخيله بعض وزراء المجلس الوزاري المصغر. ففي حالة القطاع، بشكل خاص، تتعلق المصاعب في الحاجة الى تمشيط وتطهير الأرض من الخلايا الارهابية، اكثر من مواجهة المنظومات الدفاعية لدى حماس، خلال عملية السيطرة ذاتها.
أنت تفهم ذلك. صحيح؟
تكتب كارولاينا لاندسمان، في "هآرتس" ان العام 1948 له مغزى بالنسبة لكوستاريكا بقدر لا يقل عنه بالنسبة لإسرائيل. فبعد بضعة اشهر من اعلان الدولة، الغوا الجيش هناك. وفي المؤتمر الصحفي مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب، ذكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باستخفاف كوستاريكا كنموذج للدولة الفلسطينية التي يريد رؤيتها أمام ناظريه، حين كان يحاول تخيل حل الدولتين.
ذات مرة كانت أندورا – وهي ايضا دولة مستقلة وسيادية بلا جيش – هي النموذج. أما الان فهذه هي كوستاريكا. التغيير، كما يمكن التكهن، هو في المجمل العام، محاولة للحديث بلغة ونماذج يفهمها ترامب. فمن سمع عن أندورا، هل اصبحنا اوروبيون؟
كان يبدو طوال حديث نتنياهو، ان عدم فهم ترامب شكل له فرضية عمل. ومن أجل ايقاظه من الوهم العقاري، وكأن النزاع هو تجاري “فقط”، شرح له كما يتم الشرح للأمريكيين: الصينيون يسمون صينيين لانهم من الصين. واليابانيون يسمونهم يابانيون، واليهود يسمونهم يهودا لانهم جاؤوا من يهودا. ربما يكلف بيبي نفسه خلال المؤتمر التالي بشرح سبب تسمية الفلسطينيين بالفلسطينيين.
في المرة القادمة، يمكن ايضا تحديد كل موضوع الكارثة لدى ترامب. يبدو أنه لا يفهم مطلقا بان الكارثة وقعت قبل قيام دولة اسرائيل. فقد قال: "لا يمكنني تخيل دولة اخرى اجتازت الطريق الذي اجتازته ونجت منه في مواجهة الجينوسايد"
من جهة اخرى، ستكون ذلك تفاهة بالنسبة لبيبي: قبل، بعد، ماذا يهم في واقع الامر. كل شيء تجارة، أليس كذلك؟ أو كما صاغها هو بنفسه “صناعة الصفقة”. “صناعة الصفقة” تلك التي املت، كما يبدو، سكوت نتنياهو في كل ما يتعلق باليهود الامريكيين، الذين يعانون من مظاهر لاسامية جديدة. “صناعة الصفقة” تلك، التي سيضطرون في اطارها للاكتفاء بوعود ترامب بانهم سيحبونهم.
لقد امتنع ترامب عن الاعراب عن تأييده لشرطي نتنياهو لاتفاق السلام: الاعتراف بالدولة اليهودية والسيطرة العسكرية الاسرائيلية على كل المنطقة. لقد تجاهل ترامب مسألة السيطرة العسكرية. وقد غفر له ذلك في ضوء التلميح الى اتفاق اقليمي محتمل، يضم الكثير من الدول الكبرى والجميلة والرائعة. اذا كان المقصود اعادة رسم الخريطة، يمكن تأجيل النقاش حول الجيوش.
ولكنه اوضح جيدا موقفه بالنسبة للاعتراف بالدولة اليهودية: لقد اكتفى باعتراف فلسطيني بدولة اسرائيل. "عليهم أن يعترفوا بإسرائيل – سيتعين عليهم عمل ذلك. لا أمل في عقد صفقة اذا لم يكونوا مستعدين للاعتراف بدولة عظيمة وهامة جدا، جدا"
صحيح ان هذه كلمات “فقط”، ولكن هذا لا يشبه ما يطالب به بيبي الفلسطينيين. دائما يمكن القول ان ترامب جاهل وغبي ولا يفهم ما هو الفرق بين طلب الاعتراف بدولة اسرائيل، كما فعلت منظمة التحرير الفلسطينية، مصر والاردن، وبين الفخ الفكري الذي طبخه نتنياهو وتسيبي لفني بشكل خاص من أجل عرقلة كل اتفاق، والذي بات معظم الجمهور الاسرائيلي عالقا فيه اليوم: الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.
من جهة اخرى، قد لا يكون غبيا وليس جاهلا على الاطلاق. ربما يفهم جيدا هذا الفخ. ربما يفهم الفرق بين اليهود ودولة اسرائيل ويعلم بيبي كيف ينشغل فقط بشؤون الدولة التي يترأسها. فلديه ابنة يهودية، صهر يهودي وأحفاد يهود. يمكن الصراخ بانه لا سامي الى ما بعد غد، وهذا لن يكون صحيحا. هذان بكل بساطة أمران لا يتفقان معا.
يمكن لرئاسة ترامب ان تكون فصلا علاجيا بالنسبة لليهود: بدء بموقفهم من ذكرى الكارثة، واستمرارا باستخدامهم للاسامية، وانتهاء بعدم استعدادهم للموافقة على حدود محددة حول هويتهم السياسية.
ام كل المؤامرات
يكتب ناحوم برنياع، في "يديعوت أحرونوت" انه عندما يقوم رئيس دولة اجنبية بزيارة البيت الابيض، يقف الرئيسان في الغرفة الشرقية، تحت ثريات البلور، ويقرأ كل واحد منهما تصريحه ويجيب على اسئلة المراسلين. اثنان منهم امريكيان واثنان من الاجانب. وفي العادة يتم اعطاء الأولوية لمحطات التلفاز التي تبث الحدث. ويتم كل شيء بالاتفاق والتنسيق المسبق.
لكن ترامب كسر هذا التقليد. فالمراسل والمراسلة اللذان منحهما حق توجيه السؤال هما صحافيان مقربان. المراسل يعمل في شبكة التلفاز المسيحية، التي يملكها بات روبرتسون، وهو واعظ تلفزيوني مسيحي. والمراسلة تعمل في “تاون هول. كوم”، وهو موقع دعائي محافظ. أحد العناوين الرئيسة في الموقع الذي ظهر أول أمس تحدث عن اقالة مايكل فلين، رئيس مجلس الامن القومي في ادارة ترامب. وزعم الموقع أنه حصل على سبق صحفي هادر: فلين أقيل من منصبه ليس لأنه كذب بخصوص علاقته مع السفير الروسي، بل لأن رجال ادارة اوباما تآمروا سرا على اسقاطه. وقد قرروا اسقاطه من اجل منع ترامب من الغاء الاتفاق النووي مع ايران.
هذه القصة لا تدعمها أي أدلة. وهي ليست واقعية ايضا. فقد حرر عهد ترامب العالم من هذين الأمرين المزعجين. والحقيقة هي إن ترامب نفسه، الشخص الذي نفذ الاقالة، قال في المؤتمر الصحفي إن فلين هو رجل رائع، تمت اقالته من قبل اشخاص خائبي الأمل، من انصار كلينتون. في صيغة 2017 من اسطورة ملابس الملك الجديدة، ترامب ليس الملك، بل الخياط.
المراسلون الذين يقومون بتغطية ترامب استشاطوا غضبا. وكانت لديهم عدة أسباب جيدة للغضب، من بينها المس بقوانين اللعب، بالكرامة المهنية والأنانية، لكنهم غضبوا بالذات لأنه لم يتم طرح السؤال المركزي في الجدول اليومي. وتدعي جهات في الاستخبارات الامريكية أن المحادثات الهاتفية بين مقر ترامب الانتخابي والسفارة الروسية لم تنته بالمحادثات بين فلين والسفير. فقد اجرى مسؤولون آخرون محادثات، تعتبر حسب القانون الامريكي، مخالفة جنائية.
الحديث هنا لا يدور عن مخالفة تقنية أو قانون قديم (قانون لوغان)، الذي لم يطبق أبدا. فالادعاء هو أن اجهزة الاستخبارات الروسية تسللت الى منظومة حواسيب كلينتون وحزبها، وسرقوا ونشروا مواد أثرت على نتائج الانتخابات. اذا كانوا فعلوا ذلك بالتشاور مع ترامب فان الحديث يدور عن سرقة الانتخابات، بل وأخطر من ذلك، عن الخيانة.
هذه النظرية، بالطبع، هي أم المؤامرات. اليسار يشتبه بأن الرئيس هو جاسوس روسي، والرئيس يشتبه بأن اليسار هو جاسوس ايراني. رؤساء الاجهزة الامنية، بما في ذلك الـ "اف. بي. أي" يتهمون قيادة الادارة، والقيادة تتهم رؤساء الاجهزة الامنية. وهؤلاء يتآمرون للقضاء على اولئك. واشنطن لم تشهد حربا كهذه منذ ايام السيناتور مكارثي في بداية الخمسينيات.
في العام 1998، وصل نتنياهو، خلال ولايته الاولى لرئاسة للحكومة، الى واشنطن، لالتقاء الرئيس كلينتون. وقد طال اللقاء، وأعلن كلينتون عن استراحة من اجل تناول الطعام. ولم يقم بدعوة نتنياهو لتناول الطعام معه. لكن السبب الحقيقي للاستراحة كان الورقة التي تم ادخالها لكلينتون في منتصف اللقاء، والتي جاء فيها أن الـ "سي. آي. ايه" ينوي كشف قصة الغرام بين كلينتون ومونيكا ليفينسكي. لقد كانت تلك اللحظة هي الاكثر صعوبة على مدى السنوات الثمانية من ولايته. لقد اقصى كلينتون نتنياهو عنه.
بعد الاستراحة عاد كلينتون ليناقش نتنياهو في الشؤون الاسرائيلية، وكأنه لم يحدث أي شيء. هذا الامر حدث لترامب أول أمس. ففي ظل النعمة الرسمية والمديح المتبادل، والاحتضان، وقف رئيس في ضائقة، رئيس خائف.
وكان هناك رئيس آخر. أسلاف ترامب كانوا يصرون على الفصل بين المراسم لدى زيارات القادة، والتي تجري بحضور زوجتيهما، وبين لقاء العمل. في الصالون يتم استقبال الضيوف، وفي غرفة العمل، الغرفة البيضوية، يعملون. حتى جاء ترامب. فلقد حظيت زوجة رئيس الحكومة الاسرائيلية بصورة في المكان الذي لم تحظ نساء أخريات بالتقاط صورة لهن فيه.
اشربها
فيما يتعلق بموضوعنا: السهولة التي القى فيها ترامب الى سلة القمامة بعشرات السنين من التأييد الامريكي لحل الدولتين، لا يجب أن تزعزعنا، فبطريقته السطحية والفظة، وضع اصبعه على لب المشكلة: اذا أراد الطرفان دولتان فليتفقا على دولتين. واذا أرادا دولة واحدة فليتفقا على دولة واحدة، لا يجب أن تعلمهم امريكا ما هو الجيد لهم.
لو كان ترامب يعرف اكثر لكان قد ادرك بأن الطرفان اختارا بالفعل الخيار الثالث وهو عدم الاتفاق. لقد روى له نتنياهو أول امس عن التنازلات التي يبدي استعداده لتقديمها من اجل السلام. انه جيد في هذه القصص. كما حدثه عن قصة الغرام السرية بينه وبين الانظمة في السعودية ومصر والاردن ودول النفط. ولكن السلام الاقليمي لن يكون بدون ترتيب موضوع فلسطين. والترتيب لن يتم بدون تنازلات.
يجب أن يشعر اليمين الاستيطاني بالرضا: حل الدولتين الذي نازع ومات قبل سنوات، دفن رسميا أول أمس في البيت الابيض. البيت الأبيض هو المكان الصحيح: فهناك تم الاعلان رسميا عن ولادته – في مراسم احتفالية في ايلول 1993 – وهناك من المناسب أن يتم دفنه.
السؤال هو ما هو البديل. هناك عدة افكار تتراكض لدى اليمين، من الكونفدرالية (الوزير اوفير ايكونيس) وحتى التسوية العملية (الوزير السابق كوهين اورغاد). لن يتمكن أي واحد منهم من منع سير اسرائيل على الطريق نحو الأبرتهايد.
لقد تحدث ترامب أول أمس كالمتحمس لإقحام رأسه ورأس نسيبه في المفاوضات، هذه الحماسة يجب أن تقلق المستوطنين. فهي تحمل معها التوقع بتليين مواقف اسرائيل وكبح البناء في المستوطنات. ضم معاليه ادوميم أو غوش عصيون لا يناسب هذه التصريحات. وكذلك البناء المكثف على الجبل. أكبر المؤيدين للشعب اليهودي يطالب بالمرونة. كيف يمكننا رفض ذلك.
السؤال الاهم هو ايران. ترامب ونتنياهو لم يتحدثا كثيرا عنها في المؤتمر الصحفي، باستثناء التنديد بالاتفاق النووي الذي وقعه اوباما. يجب على نتنياهو العودة الى البلاد مع انجاز ما على هذه الجبهة. بدون ايران سيبقى مع الاهتمام الذي منحه ترامب لسارة – هدية جميلة، ولحسن الحظ فهي قانونية. من المؤسف أنه لا يمكن احتساؤها.
بين الشخصين الواقفين على المنصة كان رئيس حكومتنا هو الأكثر لبقا، والأكثر وضوحا والأكثر رسمية. سارة نتنياهو قالت ذات مرة إن زوجها يمكنه أن يكون رئيسا للولايات المتحدة. وقد أثبت ترامب أنها محقة.
الشمال الجديد
الطريق الترابية التي تحتضن الجدار الحدودي مع لبنان كانت تلمع أول أمس، بسبب خيوط الشمس بين المطر والمطر. في هذه الفترة من السنة يكون الجليل أجمل من أي وقت آخر: الاخضر اكثر اخضرارا، البني أكثر بني. في الأشهر الأخيرة غيرت المعدات الثقيلة التابعة للجيش الاسرائيلي، المنظر الطبيعي. فقد تم شطر المنحدرات في منتصفها، وتولد جرف يتراوح ارتفاعه  بين ثمانية وتسعة و12 مترا كما هو الحال في الكسارات. لقد تم اقتلاع الشجيرات واخراجها من المكان. تجريف وكشف، هذه هي المصطلحات العسكرية لمثل هذا العمل. من يتجول على طول الجدار يمكنه أن يرى حجم التغيير. في البلدات القريبة من الجدار أقيمت جدران اسمنتية مرتفعة تفصل بين المنازل والحدود.
هذا الاستعداد الجديد يعكس تغييران هامان. الاول، الدفاع. والثاني توفر المال. رغم أن تهديد الحرب ليس مؤكدا وليس فوريا، إلا أن الجيش الاسرائيلي يستثمر ملايين الشواكل في اعادة ترتيب الحدود مع لبنان وسوريا (كنت افضل استثمارها في ترميم الاوضاع الاجتماعية للبلدات الفقيرة وجذب العائلات الشابة ودعم المزارعين وتحسين الصحة والتعليم، لكن الامر لا يعمل هكذا).
الافتراض هو انه عندما تندلع الحرب فان عشرات آلاف المواطنين الاسرائيلي أو أكثر، سيتوجهون نحو الجنوب في الوقت الذي سيصعد فيه الجيش الاسرائيلي الى الشمال. ومن اجل التغلب على الاختناق في حركة السير يقوم الجيش الاسرائيلي بشق مئات الطرق الترابية في الجليل. هذه ستكون الطرق البديلة في حالة الطوارئ..
كل شيء بدأ بحزب الله. “قوة الرضوان” في حزب الله، المنظمة كوحدات وفرق، تم تشكيلها من اجل استهداف المواقع القريبة من الحدود – البلدات والمواقع العسكرية. تشكيل هذه القوة يعكس المرحلة الرابعة في تطور حزب الله: حتى الانسحاب الاسرائيلي من لبنان في العام 2000 كان حزب الله منظمة عصابات، وبعد ذلك تحول الى تنظيم نصف عسكري حتى حرب لبنان الثانية في 2006، وبعد ذلك الى تنظيم عسكري. وفي العام 2012 شكل “قوة الرضوان” لنقل الحرب القادمة الى داخل اسرائيل. حرب الصواريخ ايضا تغيرت: اطلاق الصواريخ في الحرب القادمة سيكون أكثر تركيزا وأكثر دقة، وهو لديه طائرات بدون طيار ورعاية ايرانية.
يخدم في قوات حزب الله حاليا، 8 آلاف مقاتل في سورية. وقد قتل 1.700 من مقاتليه في الحرب الاهلية هناك، وأصيب الآلاف. وخلافا لما نشر مؤخرا، لم يسيطر حزب الله أو الجيش السوري على المنطقة الحدودية مع اسرائيل. التنظيم الابرز الذي يسيطر على طول حدود هضبة الجولان هو "احرار الشام"، وهو منظمة اسلامية. وفي جنوب الهضبة وبالقرب من التقاء الحدود يعمل تنظيم آخر، هو جيش خالد بن الوليد، (شهداء اليرموك سابقا) الذي ينتمي لداعش. والعمليات على طول الحدود في حالة انخفاض.
سورية هي حساء يغلي وفيه كل شيء. حرب بين السنة والشيعة، بين الجهاد العالمي وخصومه، بين قوى عظمى اجنبية، بين قبائل وطوائف، بين محليين واجانب. في قرية واحدة تستطيع اربع منظمات مسلحة التحارب فيما بينها، اثنتان منها تعمل على اساس ايديولوجي واثنتان على اساس طائفي. الحرب الاهلية لم تبدأ كحرب دينية، لكنها أصبحت هكذا. في اسرائيل يعتقدون أنه لو لم تتحول الحرب الى حرب بين السنة والشيعة، لكانت قد انتهت منذ زمن.
الجهة الوحيدة التي تنظر نحو اسرائيل هم اولئك السكان الذين لا توجد لديهم مشاعر سياسية، ليس ضد الاسد وليس معه. وتصل اليهم اسرائيل من خلال المساعدات الانسانية. في البداية كانت العلاقة سرية. كل من وصل الى المستشفى في البلاد اعتبروه خائنا عند عودته. وبالتدريج أصبح هذا الامر مكشوفا. المعالجون في المستشفيات يقولون إنه لا حاجة الى شطب الكلمات العبرية المدونة على الدواء الذي يأخذونه معهم الى البيت.
هناك ضباط في الجيش الاسرائيلي تذكرهم هذه الصلة بالتحالف بين السكان اليهود والقبائل الشيعية في اصبع الجليل قبل مئة سنة. لقد انتهى ذلك التحالف في قضية تل حي، احدى الكوارث الشديدة التي سقطت على الاستيطان اليهودي. سنرى الى أين سيتدحرج التحالف الحالي.
اليساري الجديد
من بين جميع السياسيين في اسرائيل، أوري اريئيل هو آخر من كنت سأشتبه فيه. اريئيل (65 سنة) من حزب "تكوماه"، التيار الديني المتزمت في "البيت اليهودي"، ووزير الزراعة، هو الرمز اليميني في الحكومة. انه ليس فقط الاكثر تطرفا بين الوزراء، فحس، بل ايضا الاكثر خبرة وكفاءة. ضرره كبير.
اريئيل بالذات، قام هذا الاسبوع بطرح خطة خمسية للوسط البدوي تدعو الحكومة لاستثمار 3 مليارات شيكل لتحسين البنى التحتية وتخصيص قطع ارض للبناء الدائم. اصدقاء اريئيل لا يصدقون. وأنا ايضا، ولست صديقه، وجدت صعوبة في التصديق. ذهبت اليه لاستيضاح هذا الامر.
"عندما تحلق فوق النقب تلاحظ ظاهرة غريبة"، قال، "هناك يعيش ربع مليون شخص ولا توجد بركة سباحة واحدة. في كل بلدة في النقب تجد بركة الا لدى البدو. في رهط يعيش بين 75 و 80 ألف شخص، لا يوجد ملعب لكرة القدم. هؤلاء الاشخاص هم مواطنون مثلك ومثلي، وليس من المعقول أن لا يحصلوا على كل ما يحصل عليه أي مواطن".
اذا لم أكن مخطئا، قلت له، أنت من أفشل القانون الذي اقترحه بني بيغن في 2013 لتنظيم اراضي البدو. هل صحيح أنك ذهبت للاعتذار منه؟.
"هذا غير صحيح”، قال، "خلال النقاش الذي جرى في الحكومة على القانون قمت بطرح عدد من الشروط وتوصلنا الى اتفاق. وعندها انتقل القانون الى اللجنة الداخلية في الكنيست، التي كانت ترأسها ميري ريغف. وقرر بيغن ومندلبليت بأنني معارض على الرغم من أنهما لم يسمعا رأيي. ليس بسببي تلاشى القانون في اللجنة".
قرار الحكومة يتجاهل مشكلة الاراضي، الفيل الضخم يتواجد في الغرفة، قلت له.
"في النصف الثاني من العام 2017 سنقوم بسن قانون يحل مشكلة الملكية”، قال اريئيل، “المدعون سيحصلون على اراضي أقل مما اقترح عليهم بيغن وعلى مال أكثر. وأنا اعتقد أنهم سيوافقون. فهم يدركون أن الوقت ليس في صالحهم".
اريئيل يملك كنزا لم يملكه بيني بيغن. مكانته على هامش اليمين الراديكالي تمنحه حصانة من الانتقاد. بيغن فريسة سهلة "سأتغلب على المعارضة"، قال اريئيل، "أنا لا أنافس في انتخابات تمهيدية".
15 في المئة من البدو يطالبون بالملكية على الارض. لن يقوم أي بدوي بشراء ارض تعود ملكيتها لشخص من عائلة اخرى أو حمولة اخرى. اريئيل يوافق على ذلك. فهو يريد تحسين وضع الـ 85 في المئة الآخرين وتنفيذ ذلك على اراضي الدولة.
"سيتم اقامة بلدة بدوية جديدة قرب شقيب السلام، على مساحة 7 آلاف دونم من اراضي الدولة، الامر الذي سيمكن الدولة من استعادة 60 ألف دونم. لا توجد طلبات بالملكية. صادقنا على بلدتين جديدتين. وفي العام 2017 سنقوم بتسويق اراضي لأربعة آلاف وحدة سكنية، كل واحدة على نصف دونم أو أقل.
"اغلبية الشباب البدو يريدون العيش ضمن حياة منظمة في بلدة منظمة. انهم ليسوا جيل الآباء ولا يريدون العيش في خيمة تقوم في مكان ما. في كل سنة هناك 2.500 حالة زواج في هذا الوسط. والبدوي لا يتزوج اذا لم يكن له مكان للسكن".
رئيس قسم الميزانيات امير ليفي كان لاعبا مركزيا في المصادقة على الميزانية. والرئيس ريفلين ساعد على ذلك. قلت لريئيل انني تحدثت مع رئيس بلدية رهط، طلال القريناوي، فرحب بهذا المال.
"المال ليس الاساس"، قال، "الانجاز هو توفير الحلول القانونية للناس".
يئير معيان، رئيس سلطة تنظيم الاراضي، يعمل مع اريئيل. ومعا يجريان محادثات في ثلاث دوائر – رؤساء السلطات المحلية والجمهور الواسع واصحاب التأثير. وكما فعل بيني بيغن في حينه، ينتقلان من بيت الى بيت.
ما هو رايك بما حدث في أم الحيران، سألت. لماذا لم تؤجلوا الهدم؟.
"في لحظة معينة، يجب أن يتم الاخلاء، فلا يوجد خيار آخر”، قال، “لكن الشرطة عملت هناك بشكل غير صحيح”.
حسب رأيك ورأي سموطريتش، زميلك في الحزب، العالم ينقسم الى يهود وعرب. المستوطنة غير القانونية في النقب يجب هدمها، والمستوطنة غير القانونية في الضفة يجب تقديسها. العربي دنس الى حد لا تستطيع المرأة اليهودية الرقود الى جانب زوجته في المستشفى.
"هذا ليس أنا"، قال اريئيل، "هذا ليس البيت الذي نشأت فيه (اريئيل من مواليد كيبوتس بيت تسفي للمتدينين)، هذا يناقض مع قناعتنا كيهود. البدو هم مواطنون مئة في المئة. ما الذي سيحدث اذا لم نعالج قضاياهم، هل سيتبخرون؟ هل سنقوم بطردهم؟".
نظرت الى حائط المكتب، كانت معلقة هناك صورة لرحبعام زئيفي رئيس حزب الترانسفير. “نحن نضر بأنفسنا”، قال اريئيل، "عندما يكون الوضع سيئا عندهم يتجندون للجيش أقل، نحن نفقدهم في سوق العمل في المجتمع الاسرائيلي، ونخلق اعداء لنا".
قلت له، قم بالمقارنة بين الشتات البدوي في النقب والشتات اليهودي في الضفة. كيف يتم اخلاء البدو وكيف يتم اخلاء البؤر الاستيطانية؟.
"ماذا؟"، سأل، "ألم يتم اخلاء مستوطنين؟ صحيح أننا عارضنا. ولكن عندما تقرر المحكمة العليا ينتهي الأمر".
حل الدولتين: النهاية
يكتب شلومو تسيزنا، في "يسرائيل هيوم" انه جرى في واشنطن، هذا الاسبوع، الدفن الرسمي لاقامة دولة فلسطينية حسب صيغة اوسلو. دولة سيادية، مع جيش، سيطرة على الارض، مجال جوي أو خط حدودي. “دولة واحدة، دولتان، ما تقررونه أنتم”، قال الرئيس الامريكي دونالد ترامب، فشطب بجرة قلم، ثماني سنوات ولاية سلفه، براك اوباما. في حينه كان الشعار واضحا ومعاكسا: دولتان، هكذا قررت. لقد انتخب ترامب وهو يعلن، "انا سأنفذ الامور بشكل مختلف. انا اتنافس على منصب رئيس الولايات المتحدة وليس رئيس العالم. عندي، أمريكا اولا”. وهذا الاسبوع، الى جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حقق وعدا انتخابيا آخر له.
لقد تصرف ترامب كصديق قديم ومنح نتنياهو هدية مجانية أمام الجميع: تصريح نوايا يحدد انه سيتم حل هذا النزاع فقط بالتسوية، ليس بالضغوط من قبل القوة العظمى الاقوى في العالم. وتذكر رئيس الوزراء، هذا الاسبوع، لقاء كان له قبل نحو سنتين مع نائب الرئيس السابق، جو بايدن. في حينه أوضح انه لن يتنازل أبدا عن السيطرة الاسرائيلية على يهودا والسامرة. فصرخ بايدن: “ما تعرضه عليهم ليس دولة سيادية”. فأجابه نتنياهو: “سمها كما شئت. ولكن هذا كل ما أعرضه”.
نتنياهو لا يريد دولة واحدة مع الفلسطينيين، ولكنه أيضا ليس مستعدا لمنحهم دولة سيادية بين النهر والبحر. “لا أريد أن أحكم مليوني فلسطيني. لست معنيا بان يكونوا رعايا لنا، ولكني أيضا لست معنيا بان أكون عرضة لاستقرارهم المهزوز. لقد انهارت دول قوية في المنطقة، ومن دخل كان الاسلاميون المتطرفون مع أعلام بلون أخضر (حماس) أو بلون اسود (داعش)”، شرح نتنياهو. وبعد هذا التفسير، غادر بايدن وتوقفت المفاوضات مع الفلسطينيين.
لقد كانت مسألة “الدولتين” هي اللغم المركزي لنتنياهو خلال رحلته الى واشنطن هذا الاسبوع. فرئيس البيت اليهودي، الوزير نفتالي بينت حذر من أنه اذا واصل نتنياهو التمسك بحل الدولة الفلسطينية، فسيهز الامر الائتلاف الحكومي ويؤدي الى هزة ارضية. ومع أن نتنياهو امتنع عن القول بانه تراجع عن مبدأ الدولتين الذي تعهد به في خطاب بار ايلان قبل نحو ثماني سنوات، الا انه في النهاية ارضى بينت ومعظم وزراء الليكود ولم يذكر على الاطلاق موضوع اقامة الدولة الفلسطينية.
خلال اللقاء المغلق كرر نتنياهو على مسمع ترامب المبدأ الذي قاله لاوباما ايضا خلال لقائه الاول معه: اريد اتفاقا نزيها مع الفلسطينيين وانا مستعد للتسوية. ويجب على الطرف الاخر ايضا التسوية. وقبل كل شيء، الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود في حدود ما. ثانيا، اسرائيل ستبقى وستسيطر على كل المنطقة لضمان امنها. نتنياهو قال ذلك، وترامب صدقه. هذا بالضبط ما تغير في البيت الابيض.
الولايات المتحدة برئاسة ترامب تقف الى يمين اسرائيل، توضح للفلسطينيين بان الانجازات ينبغي اكتسابها في المفاوضات فقط، وفقط اذا ما توصل الطرفان الى تسوية. ترامب لم يتحدث عن انهاء الاحتلال ولا عن اخلاء المستوطنات. وبمفاهيم يعرفها من عالم الاعمال التجارية، يريد صفقة جيدة لا يشعر بها كل الاطراف بانهم حمقى.
خلافا لاوباما "مؤيد الضعفاء"، وصل ترامب الذي يؤمن بان لأصحاب القوة توجد امكانية لفرض تسوية نزيهة. في نهج "دولة، دولتان، ما تريدون" الذي اعلنه ترامب، من الواضح أنه ليس لديه مذهب منظم للتفاصيل اليومية بين النهر والبحر. لا في موضوع قانون التسوية ولا بالنسبة لضم معاليه ادوميم.
مصالح قومية
لقد اعدت طواقم العمل جملة من القضايا للقاء الزعيمين. نتنياهو شدد على تأييد فكرة نقل السفارة الى القدس، وطلب اعترافا أمريكيا بضم هضبة الجولان، واقترح أن يدرس الامريكيون تخفيف شروط الافراج عن جونثان بولارد، بحيث يتمكن من زيارة اسرائيل.
وامام الموقف الثابت للجامعة العربية والفلسطينيين، بأنهم لن يتنازلوا عن انسحاب اسرائيلي الى خطوط 1967، يسود الانطباع بان ترامب يقف في الجانب الاسرائيلي. كل اسلافي ارادوا جلب السلام لهذه البلاد، قال ترامب، أنا استطيع النجاح في تحقيق ذلك.
في كل فرصة اخرى، كان يمكن لقول رئيس جديد بانه سيسره كبح البناء في المستوطنات، وانه يتوقع تقديم تنازلات على طريق السلام (حين يتبين في يوم اللقاء بان رئيس جهاز الاستخبارات الامريكي التقى ابو مازن في رام الله)، ان يتم تفسيره كضغط غير مناسب على اسرائيل من جانب الادارة الامريكية. لكن هذا ليس صحيحا هنا، ليس هذه المرة. لقد طلب نتنياهو الاصغاء الى المعزوفة وليس الى الكلمات. وقد رفض التفصيل وطلب ابقاء التفاصيل غامضة.
"امضيت 35 سنة في هذه المدينة، واشنطن"، قال رئيس الوزراء ولخص: "صدقوني، هذه هي الادارة الاكثر ودية لإسرائيل. التقيت في حياتي الكثير من الرؤساء وانا اقول لكم بمسؤولية انه لم يكن صديق أكبر لإسرائيل من الرئيس ترامب. هذا يوم جديد للعلاقات بين اسرائيل و الولايات المتحدة".
لقد تحدث نتنياهو مع ترامب، ايضا، في موضوعين جوهريين آخرين: التهديد الايراني وما يجري في سورية. في الموضوع الاول، أوضح ترامب انه لن يسمح لايران بانتاج سلاح نووي. وفي الموضوع السوري، اعلنت اسرائيل انها غير مستعدة لتقبل التواجد الايراني. ولخص نتنياهو قائلا: "لم يكن هناك تقريبا أي مجال لم نر فيه الأمور بمنظار واحد، وهكذا فانه اذا كان ترامب يريد دراسة هذا الموضوع العيني للمستوطنات، فان مصلحتنا الوطنية تستدعي بذل هذا الجهد".
فضلا عن الجوهر، برز خلال الزيارة الاستقبال الحار لرئيس الوزراء وعقيلته سارة. "لقد خرجوا عن أطوارهم لإظهار ذلك"، اعترف نتنياهو، بعد اللقاء الذي استهدف خلق كيمياء أولىة بين الزعيمين. وقد انعكس ذلك ايضا في لقاء الزوجتين، نتنياهو – ترامب. في الغرفة البيضوية كانت الاجواء عائلية ولقاء العقيلتين، سارة وملينيا، بفستاني السهرة، أثار للفضول. وبرز التعامل الودي من قبل ابنة الرئيس ايفانكا، مع الزوجين نتنياهو. واذا لم يكن هذا كافيا، فقد منح ترامب خلال المؤتمر الصحفي معاملة خاصة لسارة نتنياهو.
لقد وقف ترامب الى جانب نتنياهو وهاجم الاعلام الذي “ينتج انباء زائفة”، على حد قوله. اما نتنياهو، الذي يدير معارك مشابهة بنفسه، فقد ابتسم ابتسامة طبيعية وطويلة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالأحد 19 مارس 2017, 7:47 pm

19.03.2017

مقالات
حادث اطلاق النار بين اسرائيل وسورية: الاسد يحاول تغيير شروط اللعب.
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان حادث اطلاق النار الخطير الذي وقع فجر الجمعة بين اسرائيل وسورية، يعكس، كما يبدو، محاولة من قبل نظام الأسد لتغيير شروط اللعب غير الرسمية. تلك الشروط التي عمل الطرفان وفقا لها (حسب منشورات اجنبية) طوال السنوات الخمس الأخيرة. هذا تطور خطير، رغم ان دلائل هذا التوجه برزت خلال الاشهر الأخيرة، وفي هذه المرحلة لا يبدو انها ستقود الى مواجهة اوسع بين الأطراف. توازن القوى العسكرية بين اسرائيل وسورية واضح، ومن المشكوك فيه ان دمشق معنية بجر اسرائيل للحرب، التي يمكن ان تدمر كل الانجازات التي حققها النظام خلال الاشهر الأخيرة.
حسب المعروف حتى الآن، قامت طائرات سلاح الجو الاسرائيلي بقصف اهداف سورية (هذه هي المرة الاولى التي تعترف فيها اسرائيل بهجوم كهذا منذ بداية الحرب الاهيلة). وردا على ذلك، تم إطلاق صواريخ من سورية باتجاه الاجواء الاسرائيلية. وكما يبدو فقد كانت صواريخ "اس. ايه 5"، وهي صواريخ مضادة للطائرات، من الطراز الروسي القديم. ولم تصب هذه الصواريخ الطائرات الاسرائيلية، لكنه تم تشخيص احدها في اجواء غور الأردن، شمال القدس. وقام الجيش بتفعيل منظومة الدفاع الجوي واطلق صاروخ حيتس لإسقاط الصاروخ الذي كان يتحرك باتجاه الجنوب. وتم تفعيل صافرات الانذار في غور الأردن، وسمع دوي الانفجار في منقطة القدس وموديعين. وسقطت شظايا صاروخ التصدي الاسرائيلي في الأراضي الأردنية.
لقد اندلعت الحرب الأهلية في سورية، في مثل هذا الأسبوع، قبل ست سنوات. ومنذ بداية 2012، يجري نشر تقارير حول هجمات سلاح الجو الاسرائيلي ضد قوافل الأسلحة التي يجري نقلها من سورية الى حزب الله في لبنان. وقد اكدت اسرائيل بأنها ستعمل على احباط القوافل التي تشمل نقل اسلحة تعتبرها تخرق التوازن". وكما يبدو فان المقصود الصواريخ الدقيقة، الصواريخ المتطورة المضادة للطائرات، وصواريخ شاطئ – بحر. لكنه على الرغم من ذلك، لم تتطرق اسرائيل، حتى صباح امس الاول الجمعة، الى الهجمات مباشرة.
حسب منشورات في وسائل الاعلام العربية، فقد تعرضت قوافل السلاح للهجوم اثناء تحركها داخل الأراضي السورية، وفي حال دخولها الى الاراضي اللبنانية تصبح آمنة، لأن اسرائيل امتنعت عن مهاجمتها هناك. من جهتها تجاهلت سورية، بشكل عام، الهجمات التي استهدفت القوافل على أراضيها. واضاف ارسال الطائرات الحربية الروسية الى سورية في خريف 2015، عاملا آخر للتعقيد. وقد سارعت روسيا واسرائيل الى تشكيل آلية مشتركة بهدف تقليص مخاطر المواجهة الجوية غير المرغوب فيها. والى جانب ذلك نشر الروس منظومات الرادارات في شمال سورية، التي يمكنها رصد الطائرات الاسرائيلية منذ اقلاعها من مطارات سلاح الجو، حتى تلك الواقعة في شمال النقب.
وحسب وسائل الاعلام العربية، فقد غيرت اسرائيل قليلا من طابع عملها منذ ذلك الوقت: فالهجمات على قوافل ومستودعات الأسلحة في سورية تتواصل، لكن اعمال القصف تتم من بعيد، أي ان الطائرات الاسرائيلية تطلق الصواريخ اثناء تحليقها في الاجواء الاسرائيلية، او حسب عدة منشورات اجنبية، من فوق البحر المتوسط، الى الغرب من الشواطئ اللبنانية. كما تم تسجيل تغيير في النشاط العسكري الاسرائيلي على الحلبة الشمالية. وقال رئيس طاقم سلاح البحرية، العميد درور فريدمان، هذا الاسبوع، في لقاء اجرته معه اذاعة الجيش، ان سلاح الجو يضطر احيانا الى الغاء عمل عسكري، بسبب المسافة القريبة بينه وبين سلاح البحرية الروسي.
بعد زيارة ناجحة اخرى لدى بوتين
منذ ايلول الاخير، تقوم سورية بين الحين والاخر، بإطلاق صواريخ مضادة للطائرات باتجاه الطائرات الاسرائيلية، خلال الهجمات التي تشنها اسرائيل (في اعقاب تسلل نيران الحرب السورية الى هضبة الجولان). اما التغيير الذي شهده الحادث الاخير فيتعلق بالرد الاسرائيلي. لقد تسلل صاروخ سوري مضاد للطائرات الى الاجواء الاسرائيلية، وكان يمكن لسقوطه ان يهدد حياة المدنيين. وقاد قرار اسقاطه بواسطة صاروخ حيتس الى حادث جوي لم يكن بالإمكان التستر عليه. فقد استيقظ الكثير من المواطنين الإسرائيليين على دوي الانفجار والصافرات، ولذلك جاء البيان الرسمي الاسرائيلي.
اعتراض الصاروخ المضاد للطائرات يعتبر حدثا استثنائيا في حد ذاته. لقد تم تطوير صواريخ حيتس من اجل التصدي لصواريخ أرض – ارض. وفي السنوات الاخيرة تم تطوير منظومة حيتس2 لكي تعالج تهديدات الصواريخ المضادة للطائرات. ومع ذلك، يبدو ان سلاح الجو سيفحص الان ما اذا كان هناك مبرر عسكري كامل لعملية التصدي الاستثنائية، ولأول استخدام عسكري لصواريخ حيتس تقوم اسرائيل بالتبليغ عنه رسميا.
يمكن الافتراض بأن اطلاق الصاروخ السوري المضاد للطائرات جاء لكي يلمح لإسرائيل بأن امكانية التجاوز من قبل نظام الاسد للهجمات الاسرائيلية لن تبقى كما هي. النجاح الذي يحققه الاسد في الاشهر الاخيرة، وفي مقدمتها احتلال حلب، اضاف، كما يبدو، الثقة بالنفس لدى المستبد السوري. وسيكون على اسرائيل ان تقرر الان، ما اذا كانت الحاجة – احباط نقل اسلحة لحزب الله – تبرر المخاطرة بإسقاط طائرة حربية اسرائيلية  وتطور مواجهة واسعة مع سورية.
هناك سؤال مثير حول ما اذا تم تشخيص الطائرات الاسرائيلية بمساعدة رادارات صديقتنا الكبرى الجديدة روسيا، بعد اسبوع تماما من عودة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من موسكو، اثر زيارة ناجحة لدى الرئيس بوتين. يمكن التكهن بأن اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية ستهتم ايضا بفحص مسألة ما اذا كان القرار السوري بالرد قد اتخذ بالتنسيق مع شركاء ورعاة دمشق: روسيا، ايران وحزب الله.
من يدير الجيش
تكتب صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان دعوة حاخامات التيار المركزي في الصهيونية الدينية لشبان وشابات المتدينين الى الامتناع عن الانضمام الى الوحدات القتالية المختلطة في الجيش، طالما لم يتم فيها ضمان ترتيبات الفصل بين النساء والرجال، يثير السؤال حول من الذي يدير الجيش الاسرائيلي.
الطريقة المناسبة لبلورة سياسة القوى البشرية في الجيش، خاصة ترتيبات الخدمة المشتركة للنساء والرجال، تتم من خلال التوجيه السياسي من قبل الحكومة والتشريع في الكنيست. هذا هو المتبع في كل ديموقراطية. ولكن ليس لدينا. لقد تبلورت في اسرائيل منذ سنوات، سياسة مرفوضة، يقوم الجيش بموجبها بإجراء مفاوضات، عادة بعيدة عن اعين الجمهور، مع الحاخامات الذين يترأسون المدارس الدينية المنضوية ضمن الترتيب الخاص، والكليات العسكرية الدينية. وتشترط هذه المؤسسات استعدادها لتوجيه طلابها للخدمة في الوحدات القتالية بموافقة الجيش على ترتيبات خدمة تلائم تفسير الشريعة. وفي حال تردد الجيش بالتجاوب مع المطالب، يهدد الحاخامات بتوجيه طلابهم للخدمة في الاطر الأقل مطلوبة للجيش، كوحدات المتدينين او الوحدات غير القتالية.
لقد خدم هذا الطابع الثيوقراطي الحاخامات بشكل جيد حتى الان. بل ان امر الخدمة المشتركة الذي تم صياغته مؤخرا، يطرح قاعدة للمس بمكانة النساء في الجيش باسم مبادئ الشريعة. لكن هذا الأمر لا يكفي الحاخامات، والان يدعو حتى المعتدلين من بينهم، وكذلك الحاخاميات، الشبان والشبات الى الامتناع عن الخدمة في الوحدات المقاتلة المختلطة، حتى وان كانت احتياجات الجيش تحتم ذلك.
لقد شرح الحاخامات بأنه "لم نعثر حتى الان على حلول لكيفية تطبيق الفصل المطلوب". وبتعبير اخر، انهم يقولون: نحن من يجب ان يمنح التصريح للجيش بأن امر الخدمة المشتركة يتفق مع تفسير الشريعة. وطالما لم نصدر هذا التصريح، سنوجه الشبان الذين يدرسون لدينا للخدمة في مجالات اخرى من خلال استغلال تأثيرنا عيلهم.
هذا التوجه، يعني عمليا، تحدي مبادئ السيطرة على الجيش في مجتمع ديموقراطي. من المناسب ان يتفرغ وزير الأمن للفصل فبهذه العقدة المستعصية بين الحاخامات والجيش، العقدة الاكثر اهمية حتى من خطابات الحاخام ليفنشتاين.
رياح المواجهة
يكتب اليكس فيشمان، في "يديعوت أحرونوت" ان الاحداث العسكرية الأخيرة، على الجبهة السورية وعلى جبهة غزة، رغم عدم وجود أي صلة بينهما، تشير الى عملية تقصير المسافة نحو المواجهة المسلحة. الهدوء النسبي على امتداد الحدود خلال السنوات الأخيرة، والذي تحول الى رمز للاستقرار الامني ولقدرات الردع الاسرائيلية، بدأ بالتآكل.
المنطق الذي وقف حتى الان وراء النشاط العسكري الاسرائيلي على امتداد الحدود يحدد انه يجب عمل كل شيء من اجل منع المواجهة العسكرية. وهكذا تبلورت معادلة، عملت اسرائيل، في احد شقيها، في نهاية الأسبوع، من اجل منع تسلل اسلحة طويلة المدى ودقيقة من سورية الى حزب الله، واصابت قواعد وقدرات حماس في القطاع. وفي الشق الثاني من المعادلة ذاتها، عملت اسرائيل بشكل لا يدفع العدو الى الزاوية ويحتم عليه الرد بشكل يقود الى مواجهة شاملة. الا ان اسرائيل تضع بنفسها هذه المعادلة، خلال الاسابيع الأخيرة، في اختبار متطرف. يبدو ان احد لدينا لن يشعر بالأسف اذا عاد جدول الاعمال الامني لاحتلال عناوين الصحف.
يمكن الفهم من احداث نهاية الأسبوع في الشمال بأن اسرائيل تهاجم في سورية ليس فقط لكي تصد قوافل الأسلحة الايرانية الموجهة لحزب الله. إسرائيل تظهر وجودها في سورية، ايضا لكي توضح للروس في الأساس انه لن يتم أي اتفاق في سورية من دوننا.
حسب بيان الجيش السوري، هاجم سلاح الجو الاسرائيلي مطار "تي 4"، بين حمص وتدمر، وهي منطقة حساسة بشكل خاص بالنسبة للروس، لأنه في الآونة الاخيرة فقط، انتهى هناك هجوم ناجح للجيش السوري بدعم روسي مكثف. الهجوم الجوي والتصدي للصاروخ السوري الذي تم اطلاقه ردا على الهجوم، رفع سقف الرهان الذي تطرحه اسرائيل على طاولة البوكر السورية. نحن نقترب خطوة اخرى من التدهور العسكري على الجبهة السورية. الطرفان صعدا على شجرة عالية ويتمسكان بمواقفهما.
لا يمكن لإسرائيل النزول اليوم عن الشجرة، لأنه حسب مفهومها، فان كل مظهر ضعف من جانبها سيدفع مصالحها الى الهامش، وستحصل على الإيرانيين في هضبة الجولان، وعلى رصيف ايراني في ميناء اللاذقية. وسيحول هذا الرصيف تزويد السلاح لحزب الله من تسلل الى فيضان.
اذا لم تنزل سورية عن الشجرة وواصلت تهديد حرية العمل الاسرائيلي ضد قوافل الأسلحة لحزب الله، فستصبح المواجهة العسكرية مع جيشها – ليس فقط في هضبة الجولان، وانما في العمق السوري، مسألة غير مستحيلة.
ليس مفاجئا ان الروس يبثون هدوء الاعصاب، فمثل هذه الأحداث يمكن ان تؤثر بشكل بعيد على الاتفاق الذي يسعون الى تحقيقه في سورية. السفير الاسرائيلي في موسكو ما كان سيتم استدعاءه عشية يوم السبت، لو لم يسد القلق والغضب الاستثنائي في الجانب الروسي. ليس من المستبعد ان الروس يشعرون بفارق كبير بين ما سمعوه من نتنياهو خلال اجتماعاته بالرئيس بوتين وبين السلوك الاسرائيلي على الأرض. الأمر لم يعد مجرد عدم فهم عسكري يناقش في اللجنة المشتركة للجيشين الاسرائيلي والروسي، او بين وزارتي الأمن. الحديث هنا عن ازمة سياسية.
في الجيش يفحصون اليوم بشكل تراجعي مسألة اطلاق صاروخ حيتس الذي اعترض الصاروخ السوري. الحديث عن اجراء لم يستغرق اكثر من ثانيتين: منذ لحظة تشخيص طيران المجسم الباليستي باتجاه اسرائيل وحتى اطلاق صاروخ الاعتراض. احد المعايير الرئيسية التي يجري اعتمادها لدى اتخاذ القرار، هو ان لا يشكل اطلاق الصاروخ خطرا على طائرات سلاح الجو في الحلبة. ما يعزز الافتراض بأنه تم اطلاق الصاروخ السوري باتجاه هدف معين، لكن تلك لم تكن طائرات سلاح الجو الاسرائيلي. فهي كانت قد غادرت المكان.
كمبدأ عام، فان اطلاق الصاروخ السوري المضاد للطائرات، من طراز "اس 200" المطور، الذي باعته روسيا مؤخرا لسورية، يعتبر غريبا. فصاروخ "اس 200" هو صاروخ ثقيل، يصل مداه لمسافة 300 كلم، وليس معدا لاعتراض طائرات حربية مناورة. لقد نشر خبراء الجيش الروسي مؤخرا بأن اسرائيل تقوم بتفعيل منظومات حربية الكترونية تصيب البطاريات السورية "بالعمى" المطلق وتشوش منظوماتها اللاسلكية.
حسب ما نعرفه فان الروس لم ينقلوا الى السوريين اي معلومات حول الهجمات الاسرائيلية، ولذلك ليس من الواضح الجهة التي استهدفها الصاروخ السوري. في سلاح الجو الاسرائيلي يفحصون الآن ما هو الجسم الذي اسقطته منظومة "حيتس". ليس من المستبعد ان يكون شظية كبيرة من صاروخ "اس 200" الذي انفجر في الجو بعد فشله بإصابة الهدف. وليس من الواضح ايضا من الذي اصدر الأمر في سورية. ليس من المستبعد ان لا يكون الأمر قد صدر عن القصر الرئاسي. ربما تكون القيادة العسكرية السورية قد تبنت إطلاق الصاروخ بشكل لاحق.
لم يكن لدى الجيش الاسرائيلي أي تحذير مسبق بشأن اطلاق الصاروخ السوري باتجاه اسرائيل. لقد انتظرت طواقم تفعيل منظومة حيتس 2 طوال سنوات الاختبار الحقيقي، وقد نجحوا فيه. والحديث هنا، ايضا، عن انجاز تكنولوجي مثير للصناعات الاسرائيلية. فحيتس 2 اعترض مجسما باليستيا على مسافة اكثر من 100 كلم، خارج حدود إسرائيل. توجد هنا رسالة واضحة للإيرانيين بشأن اليوم الذي سيقررون فيه إطلاق صواريخ شهاب على اسرائيل.
في غزة تم تسجيل ارتفاع كبير في عدد الصواريخ التي اطلقتها تنظيمات سلفية باتجاه اسرائيل. وهذه حقيقة تستغلها إسرائيل لكي توسع نشاطها الجوي ضد القواعد العسكرية الحاسمة في القطاع. لكن لعبة البينغ بونغ هذه تلتقي في غزة اليوم مع عملية الاستبدال الكبيرة للقيادة. يحيى سنوار الذي سيترأس حماس منذ نيسان المقبل، هو تلميذ عبدالله عزام، المعلم الروحي للقاعدة. صحيح انه يتخلى عن مظاهر السجن والعمل السري، ويرتدي بدلة خلال زياراته للمؤسسات المدنية في القطاع، لكنه ليس ملتزما لرموز الاعتدال السياسي التي تبثها قيادة حماس في دول الخليج.
في إسرائيل يقدرون ان عدم رد حماس على الهجمات الجوية لا ينبع من اعتدال سياسي وانما من السبب البسيط وهو ان حماس لم تستكمل بعد استعداداتها لجولة حربية اخرى. لكن هذا الأمر لا يضمن في حال تسبب الضغط الاسرائيلي بإظهار قادة حماس بشكل ساخر، او التسبب بإصابات، ان لا يجر حماس الى جولة مسلحة مع الوسائل الحربية التي تمكنت من مراكمتها حتى الان.
الولايات المتحدة عادت الى الشرق الأوسط
يكتب البروفيسور ايال زيسر، في "يسرائيل هيوم" انه لم يمض 100 يوم على دخول ترامب الى البيت الأبيض، الا ان الشرق الاوسط بدأ يشعر بالفرق. لقد عادت الولايات المتحدة للقيام بدور فاعل في المنطقة، والاهم من ذلك، عادت واشنطن للوقوف الى جانب حليفاتها وصديقاتها التي تخلت عنهم طوال السنوات الثماني الأخيرة. لقد اصبح من الواضح للجميع مرة اخرى، ان الولايات المتحدة تجيد تمييز من هم "الأخيار" ومن هم "الأشرار" في المنطقة، وتنوي العمل من اجل اصدقائها وضد اعدائها.
السر العلني السائد هو انه في انحاء الشرق الاوسط تم استقبال انتخاب ترامب، "آكل المسلمين" و"عدو الاسلام"، بتنفس الصعداء، لا بل بفرح علني. لقد شبع حلفاء الولايات المتحدة من المرارة خلال فترة اوباما الذي ادار لهم ظهره في محنتهم القاسية، بل لم يتردد في توجيه الانتقادات الثاقبة لهم الى حد التشكيك بشرعية الانظمة التي يقفون على رأسها.
ميل اوباما الواضح الى الحركات الاسلامية في المنقطة، كالإخوان المسلمين في مصر، والى جانب ذلك، مغازلته لإيران، التي سعى الى مصالحتها واسترضائها على امل ان يتمكن من منعها من مواصلة مشروعها النووي، بل ربما تخفيف وكبح جهودها لتقويض الاستقرار في الشرق الاوسط – هذا كله خلق فجوة لا يمكن جسرها بين واشنطن وصديقاتها التاريخية. وقد استنتجت تلك الدول ان الامريكيين فقدوا معرفتهم القليلة بمشاكل الشرق الاوسط، ناهيك عن القول بأنهم فقدوا أي علاقة بالواقع في المنطقة.
ترامب لا يشعر بأنه ملتزم بسلم قيم ادارة اوباما، الذي استخدمته للحكم، وفي الواقع "لصلب" اصدقائها وحلفائها – خاصة وان سلم القيم هذا توقف عند ابواب سورية، الدولة التي تركتها الادارة الأمريكية تئن، وبشكل ادق تركتها تحت رحمة بشار الأسد ورفاقه من موسكو وطهران.
لقد تكهن الكثير من الناس بأن ترامب لن يسارع للعمل في الشرق الاوسط، المنطقة التي لا يعرفها وليس ملتزما بالتدخل الأمريكي الفوري فيها، سيما ان اوباما ترك خلفه القليل جدا من مجال العمل لمن سيخلفه في المنطقة. ولكن لبالغ المفاجأة، جاء قرار ترامب مختلفا، ويلاحظ خلال الأسابيع الأخيرة حدوث نشاط امريكي لا يذكر مثله منذ سنوات.
في الأسبوع الماضي، زار البيت الأبيض، ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وسارع المقربون منه الى الاعلان بأن لقائه مع ترامب شكل نقطة تحول تاريخية في العلاقات بين البلدين، لأنه للمرة الاولى منذ سنوات، يتفق الزعيمان في مسألة الخطر الايراني الذي يهدد المنطقة، والحاجة الى مواجهة جهود الدولة لزعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط. وبالمناسبة، هذا الأصوات تسمع ايضا في القاهرة وانقرة.
وارسل ترامب المزيد من الجنود الامريكيين الى سورية، بهدف ترسيخ السيطرة الأمريكية في شرقي الدولة في مواجهة داعش وتوجيه ضربة قاضية له، ولكن ايضا، لكي تشكل قوة مضادة للوجود الروسي، وخاصة للوجود الايراني في سورية. اما على الحلبة الاسرائيلية فيسعى ترامب لدفع محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، ليس بما يتفق مع الشروط المسبقة التي يطرحها ابو مازن.
الخطوة الأمريكية مقابل اسرائيل والفلسطينيين هي جزء من خطوة شاملة لدفع التعاون الاقليمي، الذي يدعو اليه الرئيس المصري منذ عدة اشهر، والذي سيدفع تحركا نحو دفع العلاقات بين اسرائيل والعالم العربي من حولها، وكذلك دفع تفاهمات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية.
ربما لا يعرف ترامب المنطقة حتى العمق، لكنه يتمتع بأحاسيس رجل الاعمال الذي يريد النجاح. من الممكن جدا ان يثبت، كما الرئيس الروسي بوتين في سورية، انه لا حاجة لأن تكون وسيطا محايدا لكي تتمكن من دفع اتفاق، وانما يمكن دفع تفاهمات واتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين، ايضا، عندما لا تخفي صداقتك لإسرائيل، وان المهم هو انه لا حاجة لأن يتفق الاتفاق مع سلم العدالة الاوروبية او سلم ادارة اوباما، وليس ملزما بأن يقول امين للبكاء والنواح الفلسطيني، وانما دفع مصالح الجانبين.
الأيام ستقول ان كان ترامب سيحقق فعلا التغيير الذي يتطلع اليه في المنطقة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالثلاثاء 21 مارس 2017, 8:06 pm

21.03.2017

مقالات
يجب منع التصعيد في الشمال
تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان السيناريو معروف: قلق ازاء احتمال اندلاع مواجهة على الجبهة الشمالية، او حدوث تضخم عسكري، يسود الشعور به في الجبهة الداخلية، ويجر الى نشاطات يفترض فيها منع التضخم. لقد حدث هذا في 1967 وفي 1973، في المعارك الجوية بين الجيشين الاسرائيلي والسوري، والتي اتضح خلال اسابيع قليلة بأنها كانت مقدمة لحربي الايام الستة ويوم الغفران. ويمكن لهذا الأمر الحدوث الان ايضا، في اعقاب الصدامات بين سلاح الجو الاسرائيلي وقوات الدفاع الجوي السورية، ولذلك يتطلب ادارة سياسة موزونة ومدروسة، من اجل منع الحرب على الجبهة الشمالية.
هذا يبدأ بـ"المنع" (عمليات قصف تكتيكي من قبل الطائرات) ضد اسلحة ذات اهمية خاصة، وبشكل خاص ضد صواريخ ارض – جو التي يمكنها اسقاط طائرات سلاح الجو، وصواريخ بر – بحر، التي تهدد سفن سلاح البحرية والبنى التحتية كميناء حيفا، مجمع الامونيا، وحقول الغاز. اسرائيل تفضل الرد بوجبات صغيرة ضد الأسلحة التي يمكن العمل ضدها بقوة في الحرب الكبيرة. النجاح في معركة كهذه يكون جزئيا، ومن شروطها الصمت، لكي لا يتم تحدي الرئيس السوري بشار الاسد وزعيم حزب الله حسن نصرالله، على الدفاع عن كرامتهما بواسطة عمليات مضادة.
لكنه تم في الآونة الأخيرة خرق هذه التفاهمات الصامتة، مع تزايد التدخل الروسي الى جانب نظام الأسد. لقد انقذ الروس الأسد من السقوط، وفي المقابل جددوا وعززوا وجودهم في قطاع الشاطئ بين اللاذقية وطرطوس، حيث يريدون انشاء قاعدة بحرية لهم. كما تتطلع ايران الى السيطرة البحرية في المنطقة ذاتها. وكان هذا الموضوع هو جزء من المحادثة التي اجراها رئيس الحكومة نتنياهو مع الرئيس الروسي بوتين في مطلع الشهر.
وبالذات بعد هذا اللقاء، وفي خطوة يمكن تفسيرها كتنسيق اسرائيلي – روسي، قامت اسرائيل بشن هجوم آخر على قافلة اسلحة موجهة لحزب الله، وبعد اطلاق صاروخ مضاد للطائرات من الأراضي السورية باتجاه الطائرات الاسرائيلية، وتسلله الى الأراضي الاسرائيلية قام الجيش بإسقاطه بواسطة بطارية "حيتس" في منطقة غور الاردن. واظهر هذا الهجوم اسرائيل وكأنها تنوي التصعيد. وامس الاول، تم تنفيذ عملية اغتيال ضد احدى الجهات المعادية لإسرائيل في سورية، واتهمت وسائل الاعلام العربية اسرائيل بالمسؤولية عن العملية. واضيفت الى هذه التلميحات، خطوة متشددة من جانب روسيا التي استدعت السفير الاسرائيلي لمحادثة توضيح في وزارة الخارجية.
لقد اجادت اسرائيل حتى اليوم، التهرب من التدخل في الحرب الاهلية السورية، التي يشارك فيها الروس والامريكيين والاكراد والاتراك وايران وحزب الله والقاعدة وداعش. وبرعاية الفوضى تم تنفيذ هجمات المنع. لكنه يبدو ان الأمر تعقد الآن، وعل اسرائيل موازنة خطواتها جيدا لكي تمنع اندلاع الحرب.
بعد كوريا الشمالية جاء دور ايران
يكتب موشيه ارنس، في "هآرتس" ان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلارسون، تطرق خلال زيارته في الأسبوع الماضي الى كوريا الجنوبية، لخطة الصواريخ والمشروع النووي في كوريا الشمالية، وحذر من ان "سياسة التسامح الاستراتيجية الامريكية وصلت الى نهايتها". وقال ان كل الخيارات مطروحة على الطاولة، بما في ذلك القضاء العسكري على القدرات الباليستية والنووية لشمال كوريا.
يبدو اذن، ان السنوات التي سلمت الولايات المتحدة خلالها بالسياسة المغامرة والمستفزة لكوريا الشمالية، تقترب من نهايتها. وكان تطوير الصاروخ الباليستي العابر للقارات والذي يمكنه الوصول الى الولايات المتحدة، بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.
كيف يرتبط هذا كله بإسرائيل؟ فبيونغ يانغ تبعد مسافة 8000 كلم تقريبا عن القدس، الا انه يسود الشعور بتأثير ضررها منذ سنوات في المنطقة. فقد باعت شمال كوريا المعلومات النووية لإيران، وبنت مفاعل نووي في سورية، وزودت تكنولوجيا الصواريخ الباليستية لأعداء اسرائيل في الشرق الاوسط. ويرجع مصدر الكثير من التهديدات التي تواجه اسرائيل حاليا الى كوريا الشمالية.
هذه الدولة ليست الوحيدة في العالم التي يسيطر عليها نظام "مجنون" يحاول الحصول على اسلحة نووية على امل ان توفر له الحماية من العقاب، وايضا يقوم بتصدير معلوماته الفتاكة. الثيوقراطية الايرانية تنتمي الى الفئة ذاتها. فايران لا تصدر المعلومات التكنولوجية فقط الى اذرعها في الشرق الاوسط، وانما تشجع النشاط الارهابي في المنطقة كلها. لقد قال براك اوباما طوال سنوات، ان كل الخيارات مفتوحة في موضوع المشروع النووي الايراني، لكنه في نهاية الأمر وافق على مفاوضة ايران على اتفاق لم يقض على قواعدها النووية ولم يفكك مستودعاتها الصاروخية. وبشكل يشبه تهديده لبشار الأسد كي يردعه عن استخدام السلاح الكيماوي، اتضح ان تحذيراته لإيران ايضا، كانت واهية. لقد سلم اوباما بمواصلة حيازة ايران لقواعد نووية يمكن ترميمها وتفعيلها خلال فترة وجيزة.
لكن الأمر لا يعتبر نهاية الطريق بالنسبة لإيران: فرفع العقوبات في اعقاب الاتفاق سمح لإيران بالاستثمار في تدعيم حزب الله، وزيادة تدخلها في الارهاب وتعزيز قوتها كدولة تطمح لأن تكون قوة عظمى مهيمنة في الشرق الاوسط. نأمل، كما يحدث بالنسبة لكوريا الشمالية، ان تعيد واشنطن فحص سياستها ازاء ايران.
هناك لاعب "مجنون" آخر في الشرق الاوسط، هو حزب الله. فمثل ايران، يلتزم هذا التنظيم الشيعي بتدمير اسرائيل. ويتم تمويل وتسليح وتدريب قواته من قبل الايرانيين. وزعيمه حسن نصرالله على اقتناع بأنه بفضل اكثر من 100 الف صاروخ يوجهها نحو اسرائيل، حقق المناعة ذاتها التي تطمح اليها كوريا الشمالية بمساعدة الصواريخ النووية والصواريخ طويلة المدى. صواريخ حزب الله لا تحمل رؤوس نووية حتى الان، ولكن حتى وهي مزودة برؤوس تقليدية، فإنها قادرة على التسبب بدمار بالغ جدا في اسرائيل والتسبب بخسائر ثقيلة في صفوف الجمهور المدني. ويمكن لنصرالله الاعتقاد بأن مستودع اسلحته يساوي قنبلة نووية صغيرة.
في مثل هذه الحالة، ويجب قول ذلك، كان سلوك الحكومات الاسرائيلية على مختلف اجيالها، هو الذي سمح للتنظيم ببناء مستودعه الصاروخي، على امل انه رغم تطور مداها ودقتها، الا ان التنظيم سيمتنع عن استخدامها. صحيح ان هناك فائدة من عمليات وقف قوافل الصواريخ والمعدات الحربية التي ترسلها ايران الى حزب الله في لبنان، لكن هذا لا يحل المشكلة.
من المهم لفت انظار الولايات المتحدة الى تهديد صواريخ حزب الله لاستقرار المنطقة. هنا ايضا حان الوقت لإعادة التقييم.
اتحاد البث ام لا – الانتخابات على الأبواب
يكتب يوعاز هندل، في "يديعوت احرونوت" ان نتنياهو قرر التوجه للانتخابات. حتى اذا تم توقيع التسوية بينه وبين وزير المالية، كما هو متوقع، وحتى اذا تم اقصاء عدة اشخاص، فقط لأنه يتخيل بأنهم ضده. هذا القرار جميل فعلا في وقته، لكنه لا يختفي بفعل اتفاق التسوية. وكما في قصة استر، في ذلك السبت، لم يستطع الملك النوم، وقلق مستشاروه، وعمت الشائعات، وتولدت الازمة الحالية. ما الذي فعله اتحاد البث ورؤسائه له او للمقربين منه؟ لا شيء. هناك حاجة الى معيار كبير من فقدان الخجل لكي يتم الادعاء بأن الحديث عن خلاف بين اليمين واليسار. اذا كان هناك خلاف، فهو بين اطياف اليمين: بين الذين يدعمون قول نعم امام كل كلمة يقولها نتنياهو، وبين اولئك الذين يدعمون، معاذ الله، بينت ورجال اليمين الآخرين.
اتحاد البث هو مجرد ذريعة غير مقنعة. فصل المستخدمين يهم نتنياهو كما يهمه الثلج الماضي. بل على العكس، بالنسبة لنتنياهو هناك اشخاص من المفضل اقالتهم حسب التفاهمات الجديدة. السيطرة على الاتصالات هي اسفين، أيضا – لأنه يصعب السيطرة على الاعلام حتى لو تم التدخل في تعيين المدراء. المتوفر الان هو قرار مدروس، اذا لم يتم تنفيذه الان، فسيتحقق في الازمة القادمة- وعندها سيصبح اكثر اقناعا.
في الليكود يشعرون بالضغط من الانتخابات، حتى اولئك الذين يقولون امين لنتنياهو. ربما كان هذا كافيا لاقناع نتنياهو بإنهاء الازمة، لكن هذا لا ينهي شيئا. القرار الذي اتخذه يوم السبت هو الخطوة الهامة. لقد تخبط نتنياهو، اهتز، ندم، وقرر في نهاية الأمر. ليس بشأن اغلاق الاتحاد وانما بشأن الأمر الحقيقي – الانتخابات. من يختلق ازمة امام اكثر شريك مستقر لديه في الائتلاف، يقامر على وجود هذا الائتلاف، ومن يقامر على وجوده، يقصد تفكيكه.
المنطق الذي يقف وراء القرار ليس واضحا لأحد، بما في ذلك ميري ريغف التي تم ارسالها لمنح لقاءات مرتبكة بين تأييد ورفض. الانتخابات تعني خسارة القائم: حكومة يمينية مستقرة مع فجوات ايديولوجية صغيرة واجراءات حكومية كان من المهم البدء بها.
اضيفوا لذلك ان الانتخابات تعني خرق وعد نتنياهو ببناء مستوطنة جديدة لمن تم اخلاؤهم من عمونة، (لأنه من ذا الذي سيتعامل مع مواضيع حساسة خلال الحملة الانتخابية)، وتذويب فكرة فرض السيادة على معاليه ادوميم (لأنه من سينشغل في السياسة في مثل هذا الوضع)، وفي الأساس اقامة اتحاد البث العام (الذي يعتبر ظاهرا السبب الرسمي لكل الأزمة). واضيفوا الى ذلك التبذير الضخم لأموال الجمهور، وستحصلون على سلسلة من الخسائر.
لكن ما يبدو وكأنه خسارة يمكن ان يتحول من خلال نظارات ساخرة الى مكسب. باستثناء التحقيقات التي تشوش جدول اعماله، والتخوف من تقديم لائحة اتهام ضده، ومن تآمر الذين يسعون لاستبداله، توجد، كما يبدو، لدى نتنياهو رغبة قوية بعدم التعامل مع الوعود التي لا يرغب بتنفيذها، خلال الأشهر القريبة.
لقد حدث المتوقع. اسرائيل لم تقل للإدارة الامريكية الجديدة ما الذي تريده في غياب السلام، ولذلك قررت الادارة قول ما تريد. ومن دون الانتخابات سيضطر نتنياهو لمواجهة خيبة الامل المبررة التي يشعر بها مستوطنو عمونة سابقا، وخيبة شركائه في البيت اليهودي، وخيبة كل من توقع بأن يلتزم بالوعود التي نثرها. حسب مفهوم نتنياهو، فان هذه الوعود تسقط في كل دورة جديدة. لقد اقام الاتحاد وقرر بعد ذلك الغائه، وكان ضد الدولتين للشعبين ومن ثم اصبح مؤيدا. وعد بتغيير طريقة الحكم وابقاها كما هي. واذا وعد قبل الانتخابات بحدوث تغيير دراماتيكي امام ادارة ترامب، فانه لن يحدث أي شيء بعدها.
صحيح انه تكمن مخاطرة كبيرة في التوجه للانتخابات. التاريخ يعلمنا بأن المفاجآت في يوم الانتخابات لن تتكرر بشكل متواصل. الاحزاب مثل شينوي والمتقاعدين وكديما ويوجد مستقبل، تعلمت ذلك على جلدها. لقد كان الليكود بمثابة مفاجأة الانتخابات الاخيرة. وفرص نجاح نتنياهو بإعادة الـ30 مقعدا في انتخابات قادمة ليست كبيرة. فلماذا يتوجه للانتخابات اذن؟ هكذا، بدون سبب.
بين المخاطر الكامنة في الانتخابات ورغبته بشطب ديونه الشخصية لجمهور الناخبين وتأجيل التحقيق لعدة اشهر، قرر نتنياهو اختيار الامكانية الثانية. الازمة الحالية سيتم حلها بصيغة بهلوانية خاصة، بقطع الرؤوس الذي يعتبر فضيحة في حد ذاته، لكنه لا يمكن اخفاء بذور التفكير التي تم زرعها في دماغ نتنياهو. الانتخابات على الأبواب، بوجود الأزمة او بدونها.
"التوتّر على الحدود الشمالية: أهمّية روسيا"
يكتب البروفيسور ايال زيسر في "يسرائيل هيوم" انه صدر هذا الاسبوع  بيانان عن وزارة الخارجية الروسية في موسكو. الأول هو بيان رسمي يؤكد استدعاء سفير إسرائيل لدى روسيا، خلال الأسبوع الماضي، إلى جلسة توبيخية  بعد قيام سلاح الجو الإسرائيلي بتنفيذ هجمة على الأراضي السورية، ومهاجمة قافلة سلاح إيرانية موجهة إلى حزب الله. أما البيان الروسي الثاني فكان بأن مبنى السفارة الروسية في دمشق، قد تضرر بسبب رشقة صواريخ أطلقها المتمردون تجاه مركز المدينة، كجزء من هجمة شاملة استهدفت مواقع النظام السوري شرقي العاصمة، على مسافة ربع ساعة من القصر الرئاسي، الذي يتواجد فيه بشار الأسد.
ربما يقول البعض بأن هجمة المتمردين في مركز دمشق كانت تعبيرا عن النزعات الأخيرة  في تلك البلد، ولكن الواقع يقول إن الميدان نفسه لا يزال يشهد بأن القوة لا تزال لدى هؤلاء، وبأن هناك حاجة الى الوقت والمجهود الكبيرين لإنهاء الحرب في تلك الدولة. وبناء على ذلك، يتضح بالطبع بأن الأسد لا يزال غارقا حتى أذنيه في ذلك الصراع الذي لا يتوقف مع أعدائه، ولذلك من الصعب الافتراض بأن وجهته حاليا هي فتح جبهة نشطة مقابل إسرائيل.
ورغم ذلك كله، فإن الهجمة الإسرائيلية، التي تم شنها، في نهاية الأسبوع الماضي، في سورية، وتم في أعقابها تصفية ناشط من الميليشيات المحلية الموالية لنظام الأسد في هضبة الجولان، وهي عملية نسبها الإعلام العربي إلى إسرائيل أيضا، أثارتا قلقا ازاء احتمال اندلاع الحرب على امتداد الحدود الشمالية. أما الحقيقة فهي أنه ما من جديد في الأحداث السورية. فإسرائيل تقوم منذ سنوات طويلة، بحسب تقارير الإعلامين العربي والأجنبي، بمهاجمة قوافل السلاح المتوجهة من إيران إلى حزب الله. الاستثنائي في نهاية الأسبوع الماضي هو أن السوريين  قرروا استخدام صاروخ استراتيجي مضاد للطيران، حتى وان كان صاروخا قديما، ضد المقاتلات الإسرائيلية، بل والمفاخرة بأنهم تمكنوا من إصابة احدى الطائرات. من الصعب بمكان فهم ما الذي يقف خلف الرد السوري الاستثنائي هذا، ولكن البيانات الإسرائيلية، في أعقاب هذا الرد، تشير إلى أن إسرائيل مصرة على مواصلة العمل بحسب الحاجة، وبحسب مصالحها، ضد شحنات الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله، وضد أي مجهود إيراني أو مجهود من قبل حزب الله، لتعزيز قوتيهما ووجودهما في هضبة الجولان، وتحويل الهضبة إلى قاعدة تنطلق منها الهجمات ضد إسرائيل.
في مواجهة هذا الإصرار، لا يمكن النظر بالفعل إلى بشار الأسد باعتباره خصما يحسب له حساب. وهو غير قادر على الاستمرار في إطلاق هذه الصواريخ، التي في غالبيتها قديمة وغير دقيقة، ضد المقاتلات الإسرائيلية المهاجمة، ولكن أية محاولة من طرفه لاستخدام منظومات سلاح متقدمة أخرى يملكها، ستؤدي إلى تدميرها بالكامل بواسطة المقدّرات العسكرية الإسرائيلية المتقدمة.
 بشار الأسد ليس هو المهم في هذه المعادلة، فالقرار الاستراتيجي لم يعد في يديه منذ زمن طويل. حزب الله يلعب دورا في المعادلة السورية، إلا أننا نكتشف بأن نصر الله يواصل تجاهل الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية وكأنه لا علاقة لها بمنظمته ولا تستدعي رده. إنه ليس راغبا في اندلاع النار. ما يهم هنا  أكثر من اي شيء تقريبا، هو روسيا، التي تسعى إلى منع وقوع اشتباك بين حليفاتها وصديقاتها في المنطقة: إسرائيل من طرف، وللمفارقة: حزب الله وإيران من الطرف الآخر. إلا أن على الروس أن يفهموا بأنهم طالما لم يكونوا قادرين على الضمان بأن هضبة الجولان، إن عادت إلى قبضة بشار الأسد، لن تكون تحت سيطرة إيرانية أو سيطرة حزب الله، فإن قدرتهم على ضمان الهدوء على المدى البعيد ستكون  محدودة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالخميس 23 مارس 2017, 8:30 am

هيا إلى الحرب


هآرتس

 تسفي برئيل

 صادف يوم أمس رأس السنة الإيرانية "النيروز"، الوقت الذي يتساوى فيه الليل والنهار. لا يوجد مثل هذا العيد للتبشير بالربيع، الذي بعده سيأتي الصيف ومعه عادة تأتي الحرب. كل حرب ستكون مناسبة لنا. ضد حماس، ضد حزب الله أو في سورية ايضا، مع بقشيش التورط مع روسيا. لا يوجد مثل الحرب من اجل تجنيد القومية وتفكيك تهديد الانتخابات وبقاء رئيس الحكومة في كرسيه.
التحذيرات الموسمية تم اخراجها من الجارور، رئيس الشباك فتح رزنامة الاعياد ولاحظ أنه مكتوب فيها بأن حماس ستنفذ عمليات قبل عيد الفصح، وفي القيادة الشمالية يُعدون خطة عمل ممكنة أمام حزب الله، والى جانب كل تحذير كهذا يوجد تحفظ مناسب: "لا أحد من الاطراف يريد البدء في الحرب". التحذير والتحفظ في نفس الوقت. وفي لحظة واحدة يتم نسيان كل الاحتمالات التي فسرت حتى الآن إلى أي حد حزب الله ضعيف ومصاب، ولماذا الصلة الآخذة بالتزايد بين مصر وحماس هي ضمانة مناسبة لمنع التورط في المواجهة.
ليس هناك أي رغبة في الحرب. حماس لن تكسب من استئناف إطلاق النار على إسرائيل، ليس في عيد الفصح أو في "لاغ بعومر" أو عيد نزول التوراة. فنتائج عملية الجرف الصامد بينت لها أن الحرب مع إسرائيل لن تضمن النجاح في الساحة الفلسطينية أو العربية. سيطرتها على غزة مطلقة تقريبا، والتيارات السلفية لا تهددها فعليا. وحسب رأي إسرائيل هي تعتبر السيد، ومن هنا فانها المسؤولة عن الهدوء. اضافة إلى ذلك، بفضل اعتراف إسرائيل بسيادتها، نجحت حماس في خلق توازن ردع، ووضع جدار قوي أمام طموح إسرائيل في القضاء على قيادتها.
على الصعيد السياسي نجحت حماس في وضع محمود عباس في زاوية الرافض الفلسطيني الذي يضع علاقة السلطة الفلسطينية مع الولايات المتحدة ومع مصر في موضع الخطر بسبب تصميمه على عدم المصالحة مع حماس أو الموافقة على استبداله بمحمد دحلان. استئناف الصراع العنيف مع إسرائيل ليس فقط لن يعطي حماس افضلية استراتيجية، بل من شأنه أن يحطم الوضع القائم المريح.
حزب الله ايضا يتصرف بناء على ميزان الردع، الامر الذي يسمح له بتحسين وضعه السياسي في لبنان. تدخله في الحرب السورية لم يمنعه من فرض تعيين الرئيس اللبناني ميشيل عون في تشرين الاول الماضي، وهو يقود الصراع نحو قانون الانتخابات الجديد من اجل الانتخابات التي ستجري أو تؤجل للمرة الثالثة، في أيار القريب. وهو ليس بحاجة إلى جبهة عسكرية اخرى مع إسرائيل التي من شأنها أن تعزز خصومه.
ايران التي تقترب ايضا من الانتخابات في أيار ليس لها سبب عقلاني لتحريك حزب الله أمام إسرائيل الآن، حيث أنها تخوض صراع سيطرة في سوريا أمام روسيا التي سمحت لإسرائيل حتى الآن بالعمل بشكل حر ضد قوافل السلاح من سورية إلى لبنان. وليس واضحا اذا كانت سياسة روسيا ستتغير بعد الضربة الإسرائيلية الاخيرة، لكن هذه المفارقة ليست فقط لإسرائيل، بل ايضا لايران وحزب الله، حيث أن المبادرة إلى مواجهة مع إسرائيل من شأنها ترجيح كفة روسيا في صالح إسرائيل.
 حسب حزب الله أو حماس أو ايران أو روسيا فان إسرائيل فقط لديها الآن اعتبار عقلاني للخروج إلى الحرب، لا سيما على خلفية لعبة الانتخابات. هذه بالضبط هي اللحظة التي مطلوب فيها من الجهات العقلانية، مثل الجيش الإسرائيلي والشباك والاجهزة الامنية الاخرى، الكشف عن وكبح كل خطأ سياسي لجر إسرائيل إلى حرب اخرى. بدل التحذيرات الزائدة التي قد تشعل الحرب يفضل وقف اعداد القلوب لـ "الحرب التي لا خيار فيها". يجب علينا التذكر أن الانتخابات ليست سببا شرعيا للحرب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالخميس 23 مارس 2017, 10:11 am

"هآرتس" تكشف معادلة غرينبلات حول النشاط الاستيطاني

تل أبيب: طلبت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بواسطة مبعوثه الخاص، جيسون غرينبلات، خلال لقاءاته مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ومستشاريه، الأسبوع الماضي، أن توقف إسرائيل أعمال البناء الاستيطاني خارج الكتل الاستيطانية فقط.
 وكانت الإدارات الأميركية السابق، وخاصة إدارة باراك أوباما، تندد بالاستيطان داخل الكتل الاستيطانية وخارجها، وتؤكد أن الموقف الأميركي، الرسمي على الأقل، يعارض الاستيطان في الأراضي المحتلة ويقوض احتمالات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة 'هآرتس" العبرية مساء الأربعاء، عن مصدر إسرائيل مطلع على مضمون المحادثات التي أجراها غرينبلات، قوله إنه خلال هذه المحادثات، أوضح المبعوث الأميركي أن إدارة ترامب معنية بتقييد ملموس للبناء في المستوطنات في الضفة الغربية.
وأضاف هذا المصدر أن المعادلة التي اقترحها غرينبلات شملت موافقة أميركية صامتة على البناء في مستوطنات القدس المحتلة وداخل الكتل الاستيطانية بحجم يتم تنسيقه بين إسرائيل والولايات المتحدة، وألا تُنفذ أعمال بناء خارج الكتل الاستيطانية.
ووفقا للصحيفة، فإن نتنياهو تحفظ من الاقتراح الأميركي وخاصة من تجميد البناء بشكل علني خارج الكتل الاستيطانية، بزعم أنه يعتبر أنه سيكون من الصعب تمرير اقتراح كهذا في حكومته على ضوء معارضة الكثيرين من وزراء حزبه، الليكود، وحزب 'البيت اليهودي' لهذا الأمر.
وأضافت الصحيفة أن الجانبين لم يتوصلا إلى تفاهمات بهذا الخصوص وقررا مواصلة التداول حول معادلات مختلفة خلال محادثات جارية بين مستشاري نتنياهو وغرينبلات في واشنطن هذا الأسبوع.
وكان نتنياهو قال لصحافيين يرافقونه في زيارته إلى الصين إنه تم تسجيل تقدم ملموس في المحادثات التي جرت في الأيايم الأخيرة بين طواقم إسرائيلية وأميركية بشأن تفاهمات تتعلق بالبناء في المستوطنات. وأضاف نتنياهو أن المداولات في واشنطن لم تنته لكن طرأ تقدما سيطلع عليه لدى عودته إلى إسرائيل. 
وقال نتنياهو للصحافيين في بكين أمس إن البناء في المستوطنات في القدس ليست جزءا من المفاوضات مع واشنطن، التي بدأت أول من أمس في البيت الأبيض.
وقال نتنياهو "أنا لا أبحث في موضوع البناء في القدس. هذا لا يدخل في المعادلة أبدا. وأنا مستعد لأن أبحث وأبحث عن معادلة متفق عليها بشأن البناء في ( الضفة الغربية). وهناك تناقض في وجهات النظر مع الأميركيين. ولذلك التقيت مع المبعوث الأميركي جيسون غريبلات مرتين وأرسلت وفدا إلى واشنطن من أجل التوصل إلى تفاهمات'.
ونقلت الصحيفة عن موظف إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن أحد المواضيع المركزية التي سيبحثها الوفد الإسرائيلي في واشنطن هو رغبة حكومة نتنياهو بإقامة مستوطنة جديدة لصالح المستوطنين الذين تم إخلاؤهم من البؤرة الاستيطانية العشوائية 'عمونا'.
ووفقا للموظف الإسرائيلي، فإن غرينبلات تحدث خلال محادثاته في إسرائيل، الأسبوع الماضي، عن 'إبطاء' البناء الاستيطاني كمبدأ أساسي في التفاهمات بين الجانبين. لكن المعادل التي تقف خلف هذا التعبير ليست واضحة.




صحيفة تكشف عن مطالب ترامب من عباس

صحف عبريه - صفحة 4 3_1485398823_4447

واشنطن – سعيد عريقات : ذكرت صحيفة القدس المحلية اليوم الأربعاء( 22 آذار 2017) أن فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب المخصص لسلام الشرق الأوسط يضع الرتوش الأخيرة على "مسودة ورقة نقاط" سيطرحها الرئيس ترامب على الرئيس الفلسطيني محمود عباس عند استقباله له في البيت الأبيض أواسط شهر نيسان المقبل لاستئناف مباحثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية "دون شروط مسبقة، أو فرض أراء محددة على أي من الطرفين" بحسب مصدر مطلع.
وتتناول "ورقة النقاط" التي يعدها فريق ترامب المكون من صهره، جاريد كوشنر، مسؤول الملف، وستيف بانون، مستشار ترامب الاستراتيجي، وسفير ترامب إلى إسرائيل ديفيد فريدمان (الذي صادقت عليه لجنة العلاقات الخارجية غي مجلس الشيوخ يوم 9 آذار الجاري) وجيسون جرينبلات، مستشار الرئيس للشؤون القانونية، ومبعوثه الخاص الذي زار إسرائيل والأراضي المحتلة الشهر الجاري والتقى كل من الرئيس محمود عباس ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، مجموعة من الشروط التي "يريد الرئيس (ترامب) من الفلسطينيين القبول بها مبدئياً قبل أن تباشر الولايات المتحدة جهودها لإطلاق مفاوضات تقود في نهاية المطاف لتحقيق السلام بين الطرفين وتحقيق الاستقلال للفلسطينيين والأمن المستدام لإسرائيل"، إلى جانب "ضمان برنامج دعم مالي وتقني أميركي قوي ومميز للفلسطينيين، مقابل قيام الطرف الفلسطيني بمحاربة الإرهاب ووقف التحريض ضد إسرائيل بشكل كامل والعمل مع إسرائيل بشراكة حقيقية خاصة في المجال الأمني".
وتعيد اقتراحات "ورقة النقاط" الحياة لفكرة "الدولة الفلسطينية المؤقتة على ستين بالمائة من الضفة الغربية" التي تطرحها إسرائيل بين فترة وأخرى، حيث كان رئيس وزراء إسرائيل الاسبق ارئيل شارون قد أقنع الرئيس الأميركي السابق جورج دبيو بوش بإيجابيتها "كخيار مرحلي" عام 2002 (ووجدت طريقها في /خارطة الطريق/ التي أعلنها الرئيس بوش في خطاب له يوم 24 حزيران 2002 ومن ثم اكتملت يوم 4 حزيران 2003 في مدينة العقبة الأردنية).
يشار إلى أن كلا من الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ووزير الجيش إيهود باراك حاولا إقناع الرئيس الفلسطيني عباس بقبول هذه الفكرة التي كان قد ابتكرها شارون لتأجيل البحث بحل الدولتين والابتعاد عنه بالكامل دون نجاح .
وتعطي فكرة "الدولة المؤقتة" حيزا من الحركة للرئيس الأميركي ترامب الذي قال أثناء مؤتمره الصحفي المشترك مع نتنياهو في البيت الأبيض يوم 15 شباط الماضي من أنه يقبل بـ"حل الدولة الواحدة أو حل الدولتين اذا ما اتفق الطرفان على ذلك" وفي الوقت ذاته "تأخذ بعين الاعتبار مبادئ المبادرة العربية" بما فيها إنهاء المطالب الفلسطينية والاعتراف بإسرائيل على أنها الوطن القومي للشعب اليهودي، والاعتراف بأن القدس عاصمة إسرائيل، بما يشمل الأحياء اليهودية في شرقها، وإلغاء موضوع حق العودة عن جدول العمل".
وبحسب المصدر فإن الفريق "تحدث واستقصى الحكمة والمعرفة من شخصية أميركية مخضرمة عملت طويلاً في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، الذي أشار إلى محاسن فكرة الدولة المؤقتة ، حيث أنه في اللحظة التي يتم فيها الاتفاق على هذا المبدأ ، سيصبح النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بصورة أوتوماتيكية مجرد نزاع عادي على الحدود، ما يفسح المجال للولايات المتحدة العمل مع كيان فلسطيني بشراكة (وإن كان مؤقتاً) وثبوت كون هذا الكيان سيشمل قرابة أربعة آلاف كيلومتر مربع، ما سينهي الجدل والخلاف بشأن المستوطنات في جميع المناطق".
وتشمل الإستراتيجية التي يتم تنقيحها حالياً، خلق تحالف عربي إسرائيلي جديد في مواجهة إيران "العدو المشترك لإسرائيل والعرب" وانهاء القطيعة بين الدول العربية وإسرائيل ، وتبادل زيارات وفود سياسية وتجارية عربية إلى إسرائيل، ووفود سياسية وتجارية من إسرائيل إلى الدول العربية، كمقدمة للاعتراف المتبادل بشكل كامل.
كذلك سيطالب الرئيس الأميركي ترامب الفلسطينيين بـ "وقف كافة المساعي في المحافل الدولية بما في ذلك محاولات الانضمام إلى وكالات الأمم المتحدة المختلفة، والكف عن التهديد بالتوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية".
في المقابل، سيتعهد الرئيس الأميركي ترامب للرئيس الفلسطيني عباس بإطلاق مسار سياسي جديد، و"آفاق مقايضة جديدة يشرف عليها شخصياً، تشمل وقف تمدد المستوطنات، وتعليق نقل السفارة الأميركية إلى القدس، طالما كانت المفاوضات قائمة بشكل مباشر بين الطرفين، برعاية الولايات المتحدة، وتدخل للأردن ومصر لحل أي أزمات قد تطرأ بين الجانبين أثناء المفاوضات".
وبحسب المصدر فإن "ورقة النقاط لا تتناول بشكل مباشر موضوع حل الدولتين إلا في إطار العمل نحو هذا الهدف ".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالثلاثاء 28 مارس 2017, 7:35 pm

28.03.2017


مقالات
هل تواجه اسرائيل خطرا وجوديا؟
يكتب موشيه ارنس، في "هآرتس" ان المؤتمر الذي عقد في كلية نتانيا في الأسبوع الماضي، احياء لذكرى رئيس الموساد الاسطوري مئير دغان، الذي توفي في العام الماضي، وفر لقادة الجهاز الامني، في الماضي والحاضر، فرصة لمناقشة التهديدات التي تواجه اسرائيل. واستمع الحضور الى مواقف رئيس الاركان غادي ايزنكوت، ورئيس الموساد يوسي كوهين، ورئيس الموساد السابق تمير بيردو، لكن مواقفهم لم تكن متشابهة.
مثل غيره من الاسرائيليين الكثر، كان مئير دغان يعاني من هاجس ذكرى الكارثة. لقد كان يضع في مكتبه صورة لجده وهو يركع امام الجنود الألمان، قبل قتله. وكرس حياته لإبعاد المخاطر عن دولة اسرائيل، والاهتمام بأن لا يقف الشعب اليهودي عاجزا مرة اخرى. كان هدفه الأساسي كرئيس للموساد هو وقف المشروع النووي الايراني. ومن الطبيعي ان كوهين، رئيس الموساد الحالي، وصف ايران بأنها اكبر تهديد يواجه اسرائيل اليوم.
النظام الثيوقراطي الايراني الذي يملك صواريخ باليستية ذات مدى متوسط، ويقترب جدا من القدرة على انتاج رؤوس نووية لها، اقسم على ابادة اسرائيل، وهو فعلا يشكل تهديدا حقيقيا. لكن هل يعتبر هذا التهديد وجوديا؟ هل يمكن ان نتصور سيناريو تشطب فيه ايران اسرائيل عن وجه الخارطة – ام ان المقصود تهديد يمكن احباطه بواسطة الردع، المعتمد على قدرة اسرائيل على الرد في كل الظروف؟ هل يسود حقا ميزان رعب بين ايران واسرائيل، على غرار ذلك الذي ساد بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، ومنع التدهور نحو الابادة المتبادلة؟ رونالد ريغن لم يشعر بالارتياح مع ميزان الرعب ويجب على قادة اسرائيل عدم الشعور بالارتياح مع ميزان كهذا ازاء ايران. يجب ابداء اليقظة بشكل دائم، وهذه هي مهمة كوهين.
مهمة ايزنكوت هي معالجة التهديدات المباشرة لإسرائيل، ومستودع الصواريخ الكبير لدى حزب الله، هو بلا شك تهديد كهذا. فرصة مهاجمة حزب الله لإسرائيل بواسطة الصواريخ والقذائف ليست مستبعدة، ومن الواضح ان الضرر الذي يمكن ان يسببه هجوم كهذا سيكون ضخما. ليس مفاجئا ان حسن نصرالله متأكد من تحقيق المناعة امام أي هجوم اسرائيل ضد مستودعات اسلحته. كان يحظر على اسرائيل السماح لحزب الله بتطوير قدرات كهذه، ولكن ما دامت قد اصبحت قائمة – فإنها تشكل اكبر تحدي يواجه الجيش الاسرائيلي وقائده. يجب ان نتذكر بأن اوامر حزب الله تصل من طهران، ولذلك فان التهديدات التي تشكلها ايران وحزب الله ترتبط ببعضهما البعض.
حسب ادعاء بيردو، فان الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني هو التهديد الحقيقي الوحيد لوجود اسرائيل. اذا لم ننفصل عن الفلسطينيين، ستكون نهاية اسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية. هذا الادعاء نسمعه منذ سنوات من اليسار الاسرائيلي الذي يدعم حل الدولتين، ومن قبل المنتقدين الغربيين لإسرائيل. لكن الحقائق لا تدعم ذلك. قبل حرب الأيام الستة، ساد في اسرائيل الشعور بالخطر الوجودي. لكن الامر ليس كذلك اليوم. النبوءة المتشائمة التي يطرحها بيردو تقوم على تكهنات بعيدة المدى، ودقة هذه التكهنات، مثل كل التكهنات بعيدة المدى، مشكوك فيها. مع ذلك، يجب ان تذكرنا بمدى اهمية دفع دمج الجمهور العربي في إسرائيل، بشكل فاعل، في المجتمع والاقتصاد. من الواضح تماما ان عرب اسرائيل لا يشكلون خطرا على الدولة، واستمرار دمجهم في اسرائيل حيوي لها.
لقد واجهت اسرائيل الخطر الوجودي عندما هوجمت من قبل الجيوش العربية  عشية حرب 1948. خلال الايام التي سبقت حرب الأيام الستة، وخلال اليومين الاولين من حرب يوم الغفران ساد فيها مرة اخرى الشعور بالخطر الوجودي. لكنه منذ قيامها يبدو بقاء دولة اسرائيل مضمونا.
ما الذي اصاب غلعاد اردان؟
تكتب نيطاع احيطوف، في "هآرتس" انه عندما شغل غلعاد اردان منصب وزير شؤون البيئة، كان سلوكه عميقا، اساسيا وذكيا. لقد فضل الموضوعية على الانشغال الموضعي بصغائر السياسة، حتى وان لم يقصد تولي منصب وزير شؤون البيئة. وكما يحدث للكثيرين الذين يحصلون "رغم ارادتهم" على هذه الحقيقة، كرس اردان نفسه للموضوع. ايضا عندما تسلم منصب وزير الاتصالات، خلف انطباعا ايجابيا. واظهر الشجاعة السياسية عندما قرر تفكيك سلطة البث وتأسيس الاتحاد.
بعد الانتخابات الأخيرة تم تعيين اردان وزيرا لشؤون الامن الداخلي، ووزير الشؤون الاستراتيجية ووزير الاعلام. ومنذ ذلك الوقت يصعب التصديق بأن المقصود الشخص نفسه. لقد اختفت الموضوعية والاستقامة، وبدلا منها ظهر الغضب، التحريض والشعبوية. لقد اتهم جمهورا بأكمله بالحرائق، وسارع الى فرض الحكم على يعقوب ابو القيعان قبل فتح التحقيق، ومؤخرا، بشرونا بأنه يقيم مستودع معلومات استخبارية يضم قوائم سوداء للأشخاص الذين يدعمون المقاطعة.
عندما انتقدت افتتاحية "هآرتس: هذه الخطوة، كتب اردان على صفحته في الفيسبوك، ان "صحيفة هآرتس، منقطعة عن الواقع في البلاد"، ووعد بمواصلة "العمل لكي يدفع الثمن كل الذين يريدون القضاء على اسرائيل كدولة يهودية".
ما الذي حدث لأردان خلال الفترة التي انقضت منذ كان وزيرا لشؤون البيئة. يبدو انه هو ايضا، اصبح اسير التفكير الشائع في صفوف السياسيين من اليمين والمركز، والذي يقول انه من اجل التملق لناخبين محتملين يجب تنفيذ الاعمال التالية بحرص:
1. استهداف عرب اسرائيل ونواب القائمة المشتركة وتوجيه التهم القاسية اليهم، واظهار الكراهية الحقيقية، المتوحشة ازاء العرب عامة. اردان ورفاقه يعتقدون انهم اذا اظهروا الغضب، الذي يلمح الى العنصرية الخفية ازاء العرب، فان مصوتي اليمين سيلاحظون لديهم الكراهية المتقدة في نفوسهم هم، وهذا سيسهل عليهم.
2. التحدث باللهجة الدينية المعززة. ليس المقصود لهجة التوراة المتزمتة، وانما رشق مصطلحات تعبر عن التأثر الحقيقي والقبلي بالنسبة لليهودية، واظهار المشاعر العميقة ازاء المراسم اليهودية الجماعية، وبشكل خاص، تلك التي تتطرق الى الشعب اليهودي. مثال على ذلك من صفحة اردان على الفيسبوك: "اليوم سأقرأ المزامير مع الجنود وافراد الشرطة الذين يحرسون مغارة المكبيلاه (الاسم العبري للحرم الابراهيم – المترجم) التابعة لنا ويتذكرون دائما من يساعدهم في الأعلى على الحراسة. تأثرت".
3. مهاجمة اليساريين بالعنف اللفظي، وبشكل خاص تلويث سمعة تنظيمات حقوق الإنسان (التي يجب تسميتها "تنظيمات يسارية"). الديموقراطية للضعفاء، وحقوق الانسان لأعداء اسرائيل. وبالمناسبة، فان من يملي اللهجة في هذا الموضوع هو "الظل"، الذي ينافسه يئير لبيد.
4. انتقاد وسائل الاعلام. هذه المرحلة تتم بأفضل شكل اذا كانت المستهدفة صحيفة "هآرتس". من هذه الناحية اردان ولبيد منظمان – في اللحظة التي تعرضا فيها للانتقاد من قبل "هآرتس"، حصلا على ختم "اليمين الحلال".
المشكلة الكامنة في المراحل الأربع، هي انه عندما يتصور هؤلاء السياسيين ان الناخبين هم اناس يتعطشون للدم، ويطالبون المنتخبين التهجم الحيواني على من يعتبرونه عدوا، فانهم يخسرون جمهورا كبيرا لا يتفق مع "الظل" من جهة، ومع "بتسيلم" من جهة اخرى. انهم يتخلون عن الكثير من الاسرائيليين الذين كان سيسرهم وجود يمين عقلاني مستقيم وموضوعي هنا، تماما كما كان اردان في صورته السابقة.
حماس تتعطش للانتقام – لكنها حذرة
يكتب العميد احتياط، د. موشيه "إلعاد"، في "يسرائيل هيوم" ان تعيين القائد العسكري يحيى سنوار لرئاسة حركة حماس في غزة، والاغتيال المفاجئ للمسؤول الرفيع في الحركة مازن فقها، ونية اسرائيل بناء سور يحرم حماس من عقارها الاستراتيجي الأساسي – الانفاق، باتت ترفع مقياس التصعيد وتخلق صورة المواجهة القريبة. ولكن هل نقف فعلا على حافة مواجهة عنيفة وقاسية.
يمكن لسنوار ان يظهر كزعيم صارم، قاسي ومتعطش للانتقام من اسرائيل، ولكن من دون دعم دولي او عربي، سيتردد في خوض مغامرة حربية مع اسرائيل. ولذلك يمكن التكهن بأن سنوار سيكون دكتاتور عقلاني. اختفاء الدكتاتوريين، كصدام حسين في العراق، ومعمر القذافي في ليبيا، وصالح في اليمن، ومبارك ومرسي في مصر، هو مثال مفيد على ان كل دكتاتور بقي اليوم على كرسيه يدرس خطواته لكي لا يجد نفسه يسير على دربهم. اضف الى ذلك، انه خلافا لتنظيمي القاعدة وداعش، تريد حماس التحول الى دولة. لقد اقامت سلطة، وتبني دولة وتنوي ترسيخ سلطتها. واذا لم تضمن دعم دول ما لها، واذا لم تضمنها السعودية وقطر (اللتان تم التلميح مؤخرا الى تقربهما من اسرائيل) اقتصاديا، فانه لن تكون هناك أي فرصة بأن يختار المواجهة الواسعة على الجبهة.
بلغة عسكرية بسيطة، ما يحدث بين اسرائيل وحماس هو ردع. كلمة حماس هي اختصار لعبارة حركة المقاومة الإسلامية، وحركة المقاومة والردع هما امران متناقضان. قلب نشاط هذا التنظيم هو العمل الارهابي، مضايقة مواطني العدو واستنزافهم. حماس تخضع للردع منذ ثلاث سنوات، وهي فترة زمنية طويلة في المصطلحات الاقليمية. كما ان حزب الله، المقاومة اللبنانية، يحذر من الانجرار الى مواجهة مع اسرائيل منذ 11 عاما. لدى حماس من تتعلم منه. هذا يعني انه منذ الآن، ليست حماس لوحدها تخضع للردع، لأنه اذا تم ردع حماس فانه يتم ردع انصارها. الدول المانحة – الولايات المتحدة، دول اوروبا والدول العربية الثرية، التي وعدت بإعادة اعمار القطاع بمبلغ 3.3 مليار دولار – تلمح طوال الوقت لقادة القطاع بأن طقوس "ازمة – اعمار– ازمة" يجب ان تنتهي في وقت ما. قلة التبرعات في الجولة الاخيرة، التي تشير الى توجه تقليص الدعم، تم استيعابها جيدا لدى قادة حماس.
الردع ينبع من عدة اسباب: الاول، مشاهد الدمار التي خلفتها عملية الجرف الصامد في 2014، لا تزال طرية ومذكورة جيدا. لقد دفعت الحركة المتزمتة ثمنا باهظا للمغامرة التي قادتها – عشرات الاف البيوت المدمرة، غضب كبير في اوساط السكان بسبب خسائرهم، وازمة اقتصادية صعبة اصابت الجميع.
الثاني، الان بالذات، حين بدأ القطاع بالعودة الى الحياة، حين تم ازالة "الحصار" الذي اندلعت الازمة الاخيرة بسببه، ظاهرا، وفي الوقت الذي تصل فيه يوميا الى القطاع شاحنات ضخمة تدفع بكل احتياجات القطاع الغزي، هل من المناسب المبادرة الى ازمة؟ في الوقت الذي بدأ فيه عمال غزة يعملون في اسرائيل، وفي الوقت الذي يجري فيه البناء في غزة اكثر من الماضي، وهذا كله من دون تدخل تركي، ومن دون حاجة الى الضغط، ومن خلال التعاون الفعلي بين اسرائيل وحماس، هل هذا هو الوقت المناسب لضرب هذا كله؟ حتى سنوار يفهم بأن هذا ليس الوقت المناسب.
ثالثا، استبدال القيادة الذي تم مؤخرا في حماس لا يسمح لأي من القادة الاسلاميين بالادعاء بأنه ناضج، مستعد وجاهز لجولة عنف اخرى مع اسرائيل. يجب على هنية، وعلى سنوار وضباطه "دراسة المواد" قبل ان يقرروا الخطوات العملية.
التوقعات بـ"صيف ساخن" طبيعية، لكنه ليس من المناسب لحماس الانجرار الى مواجهة عنيفة في هذه المرحلة. ومع ذلك، يمكن لحماس ان ترد بالذات بوسائل وادوات لم نعرفها. في الضفة الغربية ايضا، يتمتع التنظيم بقوة تكفي لكي يفتح سلسلة من العمليات، شريطة أن لا يورط قطاع غزة في مواجهة جديدة. بل يمكن للتنظيم ان ينقل نشاطه الى الخارج، كما فعل حزب الله الذي رد في اكثر من مرة على عملية اسرائيلية بتنفيذ عمليات ضد اسرائيليين وضد يهود ابرياء في مجتمع دولي ما، في صحراء سيناء او في كل موقع سياحي يتواجد فيه الإسرائيليين بشكل مكثف.
تألق ترامب
تكتب اورلي ازولاي، من واشنطن، لصحيفة "يديعوت أحرونوت" انه في اللوبي الفخم لبناية المكاتب في جادة برودوي في نيويورك، يوجد بيانو اسود، ومنذ ساعات الصباح تعزف على اوتاره عازفة موهوبة تمتع المحامين الكبار في المدينة وزبائنهم الذين يمشون وكأنهم سادة العالم. الناجحون فقط، الأذكياء والأغنياء هم وحدهم الذين يسمحون لأنفسهم بمكان كهذا، ذو الشبابيك الشفافة التي تطل على ناطحات السحاب في منهاتن.
ديفيد فريدمان، الذي صادق مجلس الشيوخ قبل عدة ايام، رسميا، على تعيينه كسفير للولايات المتحدة في اسرائيل، انتظرني في الطابق العلوي، عندما حضرت لإجراء لقاء معه قبل عدة اشهر من الانتخابات. انه مختص باعلان الافلاس، واكبر زبون له هو دونالد ترامب. الاثنان يسيران معا منذ 30 سنة. لقد رافق فريدمان ترامب في عشرات قضايا اعلان الافلاس، وهو الذي رافق ايفينكا في إجراءات التهود وسافر معها الى اسرائيل، عندما رغبت بشراء فندق في تل ابيب ووضع لافتة على مدخله تحمل اسم ترامب (وهو ما لم ينجح في النهاية). لقد كان دائما في محيط العائلة – محامي، صديق، ومن عرف فعلا حجم عزلة ترامب. لقد شاهد الرجل الذي يعمل وسط الضجيج ورنين الهاتف، كيف ينهي يومه بدون اصدقاء، وكان دائما مستعدا للإصغاء له طوال سنوات.
عندما قرر ترامب المنافسة على الرئاسة، فوجئ فريدمان بشدة لكنه سره الانضمام الى الطاقم كمسؤول عن الحملة الفوضوية بشأن الارتباط مع اليهود ودولة اسرائيل. وخلال اللقاء بيننا عرض امامي جدار العائلة: صور من الألبوم الخاص معلقة على الجدار، الاولاد الذين يضع قسم منهم قلنسوات ويقيمون في المستوطنات، الزوجة الجميلة المولودة في كندا. رجل لطيف الحديث، صاحب رأي، مطلع، متعدد المواهب. رجل يعرف كيف يتحدث بلهجة تل ابيب، المدينة التي يقول انها اكثر ما يحب في العالم، والضليع باللهجات في الخليل اليهودية – ويفترض فيه الآن الربط بين العالمين.
كنت اعرف ان فريدمان يميني في آرائه، لكنني لم اعرف الى أي حد مضى: ما قاله بدا وكأنه البرنامج السياسي لمستوطني بيت ايل – لا للدولتين، لا للتسوية، لا للاتفاق، دولة واحدة بين الأردن والبحر؛ ضم الضفة؛ القدس الموحدة عاصمة اسرائيل الى الأبد. انه لم يعتبر ذلك أبرتهايد، ولم يفكر بأن الاحتلال هو ظلم وانما تصحيح تاريخي. عندما سألته ان كان يتخوف من انه في الدولة الواحدة لن تقوم دولة يهودية – ديموقراطية، استل وثائق مع ارقام تقول انه لا يوجد أي وضع يصبح فيه العرب غالبية في الدولة اليهودية. وفي مناسبات اخرى، كان اكثر تطرفا: لقد وصف رجال "جي ستريت" بأنهم "كافو"، وقال عن اوباما بأنه "القى بإسرائيل للكلاب".
الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة، ذات الاغلبية الليبرالية، تفاعلت برعب مع تعيينه. لقد وقعوا عرائض ضده وادعوا ان دخوله الى المنصب يعني كارثة. وعندها جاء الانقلاب، ولا احد يعرف القول ما اذا كان ذلك مسرحية او يقظة: لقد جلس فريدمان خلال جلسة الاستجواب له في مجلس الشيوخ ونفض عنه كل ما قاله في الماضي. فجأة اصبح يدعم حل الدولتين، اعتذر عن شتم رجال جي ستريت، وبدا معتدلا كما لو كان من سلام الان. يمكن تسميته  بالانتهازي. انا بالذات ارى فيه براغماتي. رجل يعرف كيف يصبح مرنا. ولذلك فانه الرجل الصحيح في المكان الصحيح. اذا كان هو الذي يعتبر لحما من لحم المستوطنين يمكن ان يتغير، ويصبح اكثر هجوميا، على حد قوله، عندما سيأتي الى المستوطنين ويقول انه يجب التنازل لأنه لا يوجد حل آخر الا الدولتين.
لقد اعلن ترامب وسط ضجيج كبير بأنه سيحقق السلام، وبدأ بشكل اكثر هادئا التوضيح لإسرائيل بأن الاحتفال في المستوطنات انتهى. منذ الان سيكون فريدمان هو بوقه، وليس هناك من هو افضل منه لنقل البشرى للمستوطنين، لأنه منهم. اذا كان هو قد انقلب، فلربما يستطيع قلب قسم منهم. فجأة يبدو تعيينه بمثابة تألق.
الأردن يحتجز مواطنا عربيا من النقب بسبب حيازته لأدوية لتسكين الألم
تكتب صحيفة "هآرتس" ان الأردن يحتجز منذ اسبوعين المواطن العربي الاسرائيلي كمال ابو لطيف (60 عاما) من رهط. وقال ابناء عائلته انه اعتقل على المعبر بسبب العثور في حوزته على مسكن للآلام من نوع ترامادكس، بدون وصفة طبية. وجاء من وزارة الخارجية الاسرائيلية انها تعرف بموضوع اعتقال ابو لطيف، وان السفارة الاسرائيلية في الأردن تعالج الموضوع.
وكانت السلطات الاردنية قد اعتقلت ابو لطيف في 15 آذار، بعد العثور بحوزته على 19 حبة ترامادكس للاستخدام الشخصي، وهو دواء مصادق عليه في اسرائيل وحصل عليه ابو لطيف بواسطة وصفة طبية، لكنه لم يحمل الوصفة معه. وقال شقيقه لصحيفة "هآرتس"، انه بعد يوم من اعتقال شقيقه، سافر الى الأردن لعرض الوصفة الطبية امام السلطات الأردنية، لكن ذلك لم ينفع.
وقال الشقيق: "انهم يتعاملون مع هذا الدواء كمخدر، وهو لم يحمل الوصفة معه. وبعد عدة ايام عدت الى الأردن مع وصفة اخرى مترجمة الى العربية، لكنهم لم يصدقوها ايضا." وقال ان كمال يتناول هذه الحبوب منذ عام 2004، لمعالجة آلام الظهر والساقين. وحسب وثائق عرضتها العائلة على "هآرتس" فقد اقتنى هذا الدواء عدة مرات، كان آخرها في الشهر الماضي.
يشار الى ان ترامادكس هو الاسم التجاري لمادة ترمادول، وهو من الادوية المستخدمة لتسكين الألم الأفيوني، وهو غير مخدر. وحسب تقرير منظمة الصحة العالمية  (WHO) لعام 2014، فان حبوب ترمادول في الأردن تخضع للمراقبة القومية.
مشعل: "الحركة استجابت للتحدي الذي طرحته اسرائيل باغتيال فقها"
تكتب "هآرتس" ان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، اتهم امس الاثنين، اسرائيل باغتيال مسؤول حماس مازن فقها، وقال ان الحركة استجابت للتحدي الذي طرحته اسرائيل باغتياله يوم الجمعة، مضيفا ان المعركة ضد العدو الصهيوني هي حرب طالما كان الاحتلال قائما.
وكان مشعل يتحدث في بث تم نقله خلال مراسم اقيمت في غزة تخليدا لذكرى فقها، بمشاركة الآلاف، يتقدمهم قادة حركة حماس اسماعيل هنية ويحيى سنوار وخليل الحية. وقال ان اغتيال فقها هو رسالة الى حماس وقيادتها، مفادها انه يمكن اصابتهم في قلب غزة. واضاف: "هذا تحدي كبير بالنسبة لنا، ينضم الى الحساب المفتوح بيننا. اذا كانت اسرائيل تريد تغيير شروط اللعبة فنحن نتقبل ذلك".
وحسب مشعل فان قيادة حماس لم ترتدع من ميزان القوى بينها وبين اسرائيل: "الحرب بيننا وبين العدو الصهيوني تدار على شكل موجات: هم يقتلون منا ونحن نقتل منهم، وفي النهاية سننتصر".
نتنياهو سيسمح بدخول الوزراء والنواب الى الحرم القدسي بعد رمضان
تكتب "هآرتس" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قرر السماح بزيارة الوزراء واعضاء الكنيست بشكل تدريجي الى الحرم القدسي، اذا سمحت الظروف الأمنية بذلك، فور انتهاء شهر رمضان في اواخر شهر حزيران. وكانت الحكومة قد منعت دخول الوزراء والنواب الى الحرم القدسي منذ 18 شهرا في اطار محاولة منع التصعيد في المكان.
واتخذ نتنياهو هذا القرار في نهاية النقاش الذي اجراه امس الاثنين، في موضوع الحرم القدسي، تمهيدا لعيد الفصح العبري وشهر رمضان الذي سيأتي بعده. وشارك في الجلسة وزير الامن الداخلي غلعاد اردان، ورئيس الشاباك نداف ارغمان، والقائم بأعمال رئيس مجلس الامن القومي يعقوب نيجل، وقائد الشرطة في لواء القدس يورام هليفي.
وقال نتنياهو انه اذا كان تقييم الشاباك والشرطة بعد شهر رمضان ايجابيا، فسيتم تجديد الزيارات، وسيسمح بدخول الوزراء والنواب لفترة اختبار، ووفقا لقيود تحددها شرطة القدس. وفي هذه الاثناء لن يسمح بدخول النواب خلال عيد الفصح العبري وشهر رمضان.
طائرات حربية اسرائيلية واماراتية تشارك معا في مناورة في اليونان
كتبت "هآرتس" ان طائرات سلاح الجو الاسرائيلي بدأت، امس، تدريبا مشتركا في اليونان، مع عشرات الطائرات التابعة لجيوش اجنبية. وقال بيان رسمي صدر عن سلاح الجو اليوناني، انه تشارك في المناورة طائرات من اسلحة الجو في اسرائيل والولايات المتحدة والامارات المتحدة وايطاليا. ويحمل الشعار الرسمي للمناورة،  اعلام الدول المشاركة الى جانب عبارة "Act With Awareness". وتحمل المناورة التي يفترض ان تنتهي يوم الخميس المقبل، اسم INIOHOS 2017. وتظهر في الصور التي تم التقاطها في التدريب، طائرات اف 16 التابعة لسلاح الامارات المتحدة الى جانب طائرة شحن امريكية في قاعدة سلاح الجو اليوناني.
وقال سلاح الجو الأمريكي انه ارسل 12 طائرة اف 16 C، وطاقم يضم 220 فردا. وحسب تقرير للجيش الامريكي فان المناورة تقود الى تعزيز منظومة العلاقات بين الدول و"تحافظ على الجاهزية المشتركة وعلى قدرات العمل المتبادل".
يشار ان هذه ليست المرة الاولى التي يتعاون فيها سلاح الجو الاسرائيلي مع سلاح الجو الاماراتي، ففي السنة الماضية، شاركت طائرات اسرائيلية في مناورات "ريد فلاج" في الولايات المتحدة، والتي شاركت فيها طائرات من باكستان واتحاد الامارات واسبانيا. ولا توجد بين اسرائيل والامارات المتحدة علاقات دبلوماسية، لكن وسائل اعلام اجنبية، تنشر بين الحين والآخر، عن اتصالات غير رسمية، او لقاءات تبقى سرية.
الكنيست توافق على عدم تفعيل قانون مصادرة الأراضي الخاصة حتى صدور قرار المحكمة العليا في الالتماس ضد القانون
ذكرت "هآرتس" ان الكنيست ابلغت المحكمة العليا بموافقتها على اقتراح المستشار القانوني للحكومة، عدم الاقدام على مصادرة اراضي (فلسطينية) بقوة قانون المصادرة، الى ما بعد صدور قرار المحكمة العليا بشأن الالتماسات التي تم تقديمها اليه لإلغاء القانون. وكان المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت، قد اقترح هذا الترتيب في 12 اذار، ردا على الالتماسات ضد القانون الذي يسمح بمصادرة الاراضي الفلسطينية التي اقيمت عليها مستوطنات. ولم يرد المحامي هرئيل ارنون، الذي يمثل الدولة في الالتماسات على هذا الاقتراح.
وكانت الكنيست قد صادقت على هذا القانون بغالبية 60 نائبا. وبعد عدة أيام قدمت 17 سلطة محلية فلسطينية في المناطق وثلاث تنظيمات لحقوق الانسان – عدالة، يوجد قانون وجمعية حقوق المواطن – التماسين ضد القانون.
وطلب الملتمسون من المحكمة العليا اصدار "امر مؤقت وجارف" يمنع استخدام القانون لمصادرة الاراضي او القيام بأعمال مسح تمهيدا لتطبيقه، حتى صدور قرار عن المحكمة. لكن المستشار القانوني للحكومة عارض هذا الطلب واقترح من جانبه ان تتواصل اعمال الطاقم الذي يفحص حجم الاستيطان القائم على اراضي فلسطينية خاصة، بينما يتم تعليق مصادرة الاراضي الى ما بعد صدور قرار المحكمة.
ويوم الاحد ابلغت الكنيست، بواسطة المحامية كيرن دهاري بن نون، المحكمة بأنها توافق على اقتراح مندلبليت. وجاء في الرد انه "لا مكان لتأجيل تنفيذ قانون رئيسي اقرته الكنيست قبل البت في الادعاءات ضده، ومع ذلك، تعتقد الكنيست ان الترتيب المقترح ينطوي على موازنة بين المصالح المختلفة المتعلقة بالموضوع، خاصة الحاجة الى احترام رغبة الغالبية التي تم سن القانون بناء عليها، بما ان المقصود ليس تجميدا كاملا يمنع الالتزام بالجدول الزمني الذي حدده القانون".
وكتبت المحامية باسم الكنيست: "يقترح الحفاظ على الوضع القائم من حيث عدم القيام بأعمال تسجيل او انتزاع حقوق على الأرض او تخصيصها او تخطيطها، ومن حيث عدم تنفيذ اجراءات تطبيق القانون والاوامر الادارية التي صدرت بشأن البناء غير المرخص في المستوطنات. والى جانب ذلك يقترح عدم تجميد عمليات الفحص المطلوبة حسب البند الثالث للقانون، من اجل فحص الحقائق المتعلقة بحجم الاستيطان على الاراضي والذي بني ببراءة او بموافقة الدولة".
كما قدم المستشار القانوني للحكومة، امس الاول، رده على الطلب، وكرر فيه موقفه. وكتب المحاميان عنار هيلمان ويونتان بيرمان، باسم المستشار ان مندلبليت يعتبر القانون غير دستوري و"هناك موانع قانونية لدفعه ويمكن لتطبيقه ان يقود الى مصاعب اخرى".
نتنياهو: " اسرائيل ستدافع عن نفسها امام الافتراء والمقاطعة".
تكتب "هآرتس" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قال في خطاب مسجل تم بثه امس الاثنين، في مؤتمر اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة (ايباك)، ان دولة اسرائيل ستدافع عن نفسها "ليس فقط في ساحة الحرب الحقيقية وانما أيضا في ساحة الحرب الاخلاقية". وقال: "سندافع عن انفسنا امام الافتراء والمقاطعة".
وقال نتنياهو ان اسرائيل ملتزمة بالعمل مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب من اجل التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين ومع كل الدول العربية المجاورة لإسرائيل، واشار الى ان "اسرائيل ستقف متأهبة ودائما مستعدة للدفاع عن نفسها". وطالب السلطة الفلسطينية بوقف تمويل الارهاب والاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.
واثنى نتنياهو على العلاقات مع الولايات المتحدة وادارة ترامب الذي اعلن دعمه لإسرائيل. وقال ان اتفاق المساعدات الأمنية الذي تم توقيعه مع ادارة اوباما بقي كما هو رغم التقليصات في الميزانية التي عرضها ترامب.
وقال رئيس المعارضة ورئيس المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ، امام المؤتمر، انه يجب التقدم في العملية السلمية مع الفلسطينيين، وانه ساد لديه الانطباع خلال اجتماعه بمبعوث ترامب، جيسون غرينبلات، بأن الرئيس يلتزم بالتوصل الى اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين". كما قال هرتسوغ ان التهديد الإيراني هو موضوع لا جدال فيه وان ايران تشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل.
وامس الاول، قال نائب الرئيس الامريكي، مايك بينس، امام المؤتمر ان ترامب يدرس بجدية نقل السفارة الامريكية الى القدس. لكنه لم يوفر تفاصيل اخرى حول المقولة المقتضبة التي حظيت بتصفيق حاد في القاعة.
وهذه هي المرة الاولى التي يتطرق فيها مسؤول رفيع في الادارة الى موضوع نقل السفارة ، بعد ان كان الناطق بلسان البيت الابيض شون سفايسر قد اعلن في كانون الثاني الماضي، بأن "الموضوع لا يزال في المراحل الاولى لعملية اتخاذ القرار".  اما الرئيس ترامب فقد قال في اخر مرة تم سؤاله فيها عن الموضوع انه لا يزال من المبكر مناقشته.
وحسب بينس فان ترامب يلتزم بدفع اتفاق سلام عادل بين اسرائيل والفلسطينيين، وان هذا الاتفاق سيحتم على الجانبين تقديم تنازلات.  مع ذلك قال بينس ان الادارة لن تساوم على امن اسرائيل. وحظي بتصفيق حاد حين قال ان ادارة ترامب "ملتزمة بدون اعتذار لإسرائيل" وانها لن تسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي. واضاف بينس انه من المتوقع اداء السفير ديفيد فريدمان لليمين امامه هذا الأسبوع كي ينتقل لشغل منصبه في اسرائيل.
ريفلين يرفض العفو عن اولمرت
تكتب "هآرتس" ان رئيس الدولة رؤوبين ريفلين، قرر امس، رفض طلب العفو عن رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت. وكتب الرئيس في قراره ان الظروف الخاصة لأولمرت التي طرحت في طلب العفو، ومن بينها "حقوقه كشخص شغل مناصب رفيعة في اسرائيل"، كانت امام ناظري المحكمة حين حكمت عليه.
وكتب ريفلين ان صلاحيات العفو الرئاسي ليست محكمة استئناف على قرار المحكمة، والعكس صحيح، لم يتم التوصل الى وجود مكان للاستجابة للطلب، وإطلاق سراحه نهائيا من السجن. مع ذلك اشار ريفلين الى ان اولمرت سيقف امام لجنة اطلاق السراح والتي ستناقش طلبه بعد امضاء ثلثي العقوبة.
وقال ريفلين انه اذا صودق على اعفاء اولمرت من الثلث المتبقي من العقوبة بعد انتهاء فترة الثلثين، فانه سيدرس بالإيجاب الغاء مكانة "اسير محرر بترخيص" والتي تفرض قيودا على من يتم اطلاق سراحهم قبل انتهاء محكوميتهم. وتختلف هذه الشروط بين اسير واخر. فرئيس الدولة السابق موشيه كتساف، مثلا، فرض عليه التواجد في بيته في ساعات الليل والمشاركة في برنامج تأهيل والخضوع للتعقب خلال فترة الثلث المتبقية من الحكم.
يشار الى ان اولمرت امضى حتى الان فترة 13 شهرا في السجن من اصل 27 شهرا فرضت عليه، في ملفات تالينسكي وهزيراع وهولي لاند، وتشويش الاجراءات في ملف هولي لاند. ويمكنه التوجه الى لجنة اطلاق السراح لتخفيف محكوميته بعد ثلاثة اشهر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالثلاثاء 28 مارس 2017, 7:37 pm

28.03.2017


مقالات


اسرائيل تحذر رعاياها من التواجد في سيناء وتركيا
تكتب "هآرتس" ان رئيس طاقم مكافحة الارهاب ايتان بن دافيد، اعلن امس الاثنين، بأنه تم تشديد التحذير بشأن السفر الى سيناء، وانه يجري التفكير بإغلاق المعبر الحدودي في طابة، اذا توفرت معلومات استخبارية عينية حول التخطيط لعمليات. كما دعا بن دافيد الاسرائيليين المتواجدين في تركيا الى مغادرتها فورا.
وقال ايتان بن دافيد خلال لقاء مع الصحفيين انه تقرر شحذ التحذير بسبب "تهديد خطير بتنفيذ عمليات ضد السياح في سيناء، خاصة الاسرائيليين، خلال الفترة الحالية". ويسود التقدير لدى طاقم مكافحة الارهاب بأن مئات الاسرائيليين يتواجدون في سيناء الان، ويتوقع وصول عشرات الاف في عيد الفصح العبري. وكان قد وصل الى سيناء خلال الاعياد العبرية في تشرين الماضي بين 17 و20 الف سائح اسرائيلي.
وقال ان التحذير من السفر لا يزال الاشد خطورة، لكنه تم تغيير نصه بسبب نشاطات ذراع الدولة الإسلامية في المنطقة. وعلى سبيل المثال، يشير بن دافيد الى قيام التنظيم بنشر الحواجز في بداية شهر آذار، للبحث عن سياح وجنود مصريين في وسط سيناء، وقال: "هذه مسألة تقلقنا جدا".
وقال رئيس طاقم مكافحة الارهاب انه في ضوء النشر الذي ينسب لإسرائيل شن هجمات في سيناء، هناك ارتفاع في محفزات الانتقام من الاسرائيليين. وقال ان "حقيقة وجود الاسرائيليين هناك يثير القلق المضاعف. نحن نتعقب ما يحدث وليست لدينا رغبة بالصراخ: ذئب، ذئب. نحن نؤمن حقا بأن التهديد خطير".
وقال بن دافيد ان اسرائيل ستدرس اغلاق معبر طابة اذا وصلت معلومات استخبارية عينية. مضيفا ان هذا الأمر يؤخذ في الاعتبار.
وردا على سؤال حول امكانية قيام حماس بالانتقام على خلفية التقارير التي تتهم اسرائيل باغتيال مازن فقها، قال بن دافيد انه لا توجد تحذيرات او معلومات عينية حول قدرة حماس على تنفيذ عمليات في الخارج.
وتكتب "يديعوت احرونوت" في هذا السياق ان رئيس الطاقم اوصى الاسرائيليين بعدم السفر الى تركيا، ومن يتواجدون هناك بمغادرتها فورا. لكن التحذير من السفر الى تركيا لا يشمل مطار كمال اتاتورك في اسطنبول الذي يصل اليه الكثير من الاسرائيليين كمحطة عبور الى عواصم مختلفة في العالم.
وبالنسبة للأردن ومصر، وعلى الرغم من تواجدهن في درجة منخفضة من التهديد، بفضل التعاون بين الجهات الاستخبارية الا ان طاقم مكافحة الارهاب ينصح بعدم السفر اليهما.
وبالنسبة لتهديد الارهاب الشيعي من جانب ايران وحزب الله، قال بن دافيد ان هذا التهديد لم يختف عن الخارطة، لكنه اليوم اقل من السابق.
استثناء العرب من المشاركة في مؤتمر العقارات في الجنوب!
ذكرت "هآرتس" انه لم يتم دعوة أي مندوب من المجتمع العربي في اسرائيل للمشاركة في مؤتمر العقارات في جنوب البلاد، والذي سيقام في الاسبوع المقبل في كريات ملاخي. وسيشارك في المؤتمر الذي ينظمه معهد غازيت – غلوب والمركز بين المجالي في هرتسليا، 16 شخصية، بينهم وزير البناء والاسكان يوآب غلانط، ورؤساء مدن وممثلين حكوميين.
رئيس بلدية رهط طلال القريناوي قال معقبا: "يؤسفني هذا الأمر. لا اعرف ما الذي يجب عمله مع امر كهذا. هذا يعني عدم الاهتمام بالقطاع العربي، نحن لسنا قائمين بالنسبة لهم".
وقالت المديرة العامة لمعهد غازيت –غلوب لأبحاث العقارات، افرات طولوكوفسكي، انه "عندما تم النظر الى احضار شخصيات مركزية من السياسة القطرية، يبدو اننا فوتنا موضوعا هاما. ولذلك، ومن خلال التشاور الداخلي بين الشركاء، قررنا العمل على دعوة متحدث واحد على الأقل من رؤساء السلطات المحلية العربية والبدو، خلال الأيام القريبة. هدف المؤتمر هو وضع المناطق الطرفية في المركز.  السلطات المحلية العربية والبدوية هي دعامة هامة في المناطق الطرفية ويسرنا اعطاء منصة لممثل عنها".
الشرطة الفلسطينية تعيد جنديا اسرائيليا دخل قرية سعير بالخطأ
تكتب "يسرائيل هيوم" ان جنديا اسرائيليا اصيب بجراح طفيفة، امس، عندما دخل نتيجة خطأ الى قرية سعير الفلسطينية قرب الخليل. فبعد دخول الجندي بالشاحنة التي كان يقودها تعرض للرشق بالحجارة، وقامت قوة من الشرطة الفلسطينية التي تواجدت في المكان بإخراج الجندي وتسليمه للجيش، بالتنسيق مع الادارة المدنية.
وتم نقل الجندي الى المستشفى حيث تبين انه اصيب بجرح طفيف في جبينه.
يشار الى ان قوات الشرطة الفلسطينية في بلدة عقربا قرب نابلس، سلمت الجيش، امس الاول مواطنين اسرائيليين دخلا الى القرية عمدا. وتم تسليمهما للشرطة للتحقيق.
مطالبة ريغف بوقف دعم مسلسل يتحدث عن الاسرى الامنيين
تكتب "يسرائيل هيوم" ان منتدى العائلات الثكلى بعث امس، برسالة الى وزيرة الثقافة ميري ريغف يطالبها بوقف الدعم للمسلسل التلفزيوني "مجدو" الذي اعدته قناة "يس دوكو" (يس الوثائقية) عن الأسرى الأمنيين في سجن مجدو. وكتبت العائلات في رسالتها انه "يجري وصف المخربين بأنهم يعيشون داخل علبة كبريت ويعانون وهو امر لا يتقبله العقل. المخربون في السجون الاسرائيلية يتمتعون بامتيازات وجودة حياة افضل من أي اسير آخر، وقد افزعنا اكتشاف ذلك".
وقال المدير العام لحركة "ام ترتسو" (اليمينية) متان بيلج، والذي يرافق منتدى العائلات الثكلى ان "المجتمع الاسرائيلي الذي يقدر ويلتزم امام العائلات الثكلى اللواتي فقدت اعز ما تملك، لا يجب ان يمول من جيبه مسلسلات تؤطر المخربين كأبطال مأساويين".
وجاء من شركة "يس": "نحن نحتضن العائلات الثكلى. قناة "يس دوكو" تطرح على الجدول العام برامج كثيرة ومنوعة وتعرض الواقع المعقد كما هو، وهكذا ايضا "مجدو" الذي تعقب على مدار سنة ما يحدث في السجن الامني في اسرائيل".
بيتان يصر على الغاء اتحاد البث
تكتب "يسرائيل هيوم" انه رغم التقييم في الجهاز السياسي بأنه سيتم في نهاية الأمر التوصل الى اتفاق بين رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ووزير المالية، موشيه كحلون، في موضوع اتحاد البث العام، الا انه يبدو حتى الان بأن الاتصالات بين الجانبين عالقة وليس من الواضح ما اذا سيبدأ الاتحاد البث في 30 نيسان.
واذا تم التوصل الى اتفاق يحتم تعديل القانون، فانه من المتوقع ان يطلب من الكنيست المصادقة على تأجيل اخر لبدء البث من اجل المصادقة على الاجراء القانوني الجديد.
وكان قادة الاحزاب الدينية قد اوضحوا يوم الاحد معارضتهم لتبكير موعد الانتخابات بسبب الخلاف على اتحاد البث. ويوم امس قال النائب موشيه غفني (يهدوت هتوراة) "اننا لا نعتقد ان الانتخابات هي الأمر الصحيح، ولكننا لا نخاف منها. اذا الح الأمر سنذهب للانتخابات. ليس لدينا مشكلة مع ذلك، بل بالعكس ربما يكون هذا في صالح تحسين قوتنا حسب الاستطلاعات".
من جانبه اتهم رئيس الائتلاف النائب دافيد بيتان (ليكود) قادة الاحزاب الدينية بأن معارضتهم للتوجه للانتخابات تجعل وزير المالية موشيه كحلون يصر على رفض اغلاق اتحاد البث، لأن معارضتهم تضعف تهديد نتنياهو بتبكير موعد الانتخابات. وقال ان "موقف الاحزاب الدينية يؤجل انتهاء الأزمة. الصراع هو ليس على الاتحاد وانما على قدرة "الليكود" على التأثير. ليس من المعقول ان يمرر كحلون كل قانون يريده، بينما يجب على "الليكود" محاربة "كلنا" و"البيت اليهودي" على كل قانون يريد تمريره".
كما اتهم بيتان رفاقه في "الليكود" الذين يعارضون تبكير موعد الانتخابات، وقال ان "بيان الاحزاب الدينية وبيانات وزراء في الليكود، كيسرائيل كاتس، هي التي تمنع التسوية، لأنها تمنح الدعم لكحلون الذي يفهم بأن رئيس الحكومة يهدده بمسدس فارغ".
وقال بيتان انه "اذا قام كحلون وقال انه يؤيد ما يريده الليكود فلن تجري الانتخابات، والليكود يريد اغلاق الاتحاد".
تحويل 71 مليون شيكل للمستوطنات
تكتب "يسرائيل هيوم" انه بعد نقاش عاصف ومعارضة النائب ستاف شفير (المعسكر الصهيوني) صادقت لجنة المالية البرلمانية، برئاسة موشيه غفني، على تحويل ميزانيات بحجم 71 مليون شيكل للمستوطنات. ومن بين الميزانيات التي تقرر تحويلها، 15 مليون شيكل لتدريع حافلات الركاب التي تنقل المستوطنين في الضفة، وتحويل 27 مليون شيكل لدعم المستوطنات، من بينها 4.51 ميلون شيكل لمستوطنة معاليه ادوميم.
تراجع تأييد اليهود للانسحاب واقامة دولة فلسطينية
تكتب "يسرائيل هيوم" انه تم تسجيل تراجع تدريجي في استعداد الجمهور اليهودي في اسرائيل للموافقة على الانسحاب في اطار اتفاق يشمل اقامة دولة فلسطينية، حسب ما يستدل من استطلاع للمركز المقدسي لشؤون الجمهور والدولة، الذي يترأسه د. دوري غولد.
وحسب الاستطلاع، فانه في الوقت الذي وافق فيه 60% من الجمهور اليهودي في عام 2005 على الانسحاب، فقد انخفضت النسبة هذا الشهر الى 36% فقط. ويتبين من نتائج الاستطلاع ان 10% فقط من اليهود يوافقون على تسليم الحرم القدسي للفلسطينيين، مقابل معارضة 83% لخطوة كهذه. وقال 79% انهم يريدون بقاء القدس موحدة، مقابل 15% لا يولون لذلك أي اهمية.
وبالنسبة لغور الاردن، قال 81% انه من المهم في كل اتفاق ان تواصل اسرائيل السيطرة على السيادة في غور الاردن. وقال 8% فقط انهم يعتقدون بأن الأمر ليس مهما. وقال 69% انهم لا يثقون بنشر قوات دولية في غور الاردن.
يشار الى ان الاستطلاع الذي اجرته شركة "مدغام، برئاسة مينا تسيماح، شمل 521 مواطنا يهوديا.
 
مقالات
هل تواجه اسرائيل خطرا وجوديا؟
يكتب موشيه ارنس، في "هآرتس" ان المؤتمر الذي عقد في كلية نتانيا في الأسبوع الماضي، احياء لذكرى رئيس الموساد الاسطوري مئير دغان، الذي توفي في العام الماضي، وفر لقادة الجهاز الامني، في الماضي والحاضر، فرصة لمناقشة التهديدات التي تواجه اسرائيل. واستمع الحضور الى مواقف رئيس الاركان غادي ايزنكوت، ورئيس الموساد يوسي كوهين، ورئيس الموساد السابق تمير بيردو، لكن مواقفهم لم تكن متشابهة.
مثل غيره من الاسرائيليين الكثر، كان مئير دغان يعاني من هاجس ذكرى الكارثة. لقد كان يضع في مكتبه صورة لجده وهو يركع امام الجنود الألمان، قبل قتله. وكرس حياته لإبعاد المخاطر عن دولة اسرائيل، والاهتمام بأن لا يقف الشعب اليهودي عاجزا مرة اخرى. كان هدفه الأساسي كرئيس للموساد هو وقف المشروع النووي الايراني. ومن الطبيعي ان كوهين، رئيس الموساد الحالي، وصف ايران بأنها اكبر تهديد يواجه اسرائيل اليوم.
النظام الثيوقراطي الايراني الذي يملك صواريخ باليستية ذات مدى متوسط، ويقترب جدا من القدرة على انتاج رؤوس نووية لها، اقسم على ابادة اسرائيل، وهو فعلا يشكل تهديدا حقيقيا. لكن هل يعتبر هذا التهديد وجوديا؟ هل يمكن ان نتصور سيناريو تشطب فيه ايران اسرائيل عن وجه الخارطة – ام ان المقصود تهديد يمكن احباطه بواسطة الردع، المعتمد على قدرة اسرائيل على الرد في كل الظروف؟ هل يسود حقا ميزان رعب بين ايران واسرائيل، على غرار ذلك الذي ساد بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، ومنع التدهور نحو الابادة المتبادلة؟ رونالد ريغن لم يشعر بالارتياح مع ميزان الرعب ويجب على قادة اسرائيل عدم الشعور بالارتياح مع ميزان كهذا ازاء ايران. يجب ابداء اليقظة بشكل دائم، وهذه هي مهمة كوهين.
مهمة ايزنكوت هي معالجة التهديدات المباشرة لإسرائيل، ومستودع الصواريخ الكبير لدى حزب الله، هو بلا شك تهديد كهذا. فرصة مهاجمة حزب الله لإسرائيل بواسطة الصواريخ والقذائف ليست مستبعدة، ومن الواضح ان الضرر الذي يمكن ان يسببه هجوم كهذا سيكون ضخما. ليس مفاجئا ان حسن نصرالله متأكد من تحقيق المناعة امام أي هجوم اسرائيل ضد مستودعات اسلحته. كان يحظر على اسرائيل السماح لحزب الله بتطوير قدرات كهذه، ولكن ما دامت قد اصبحت قائمة – فإنها تشكل اكبر تحدي يواجه الجيش الاسرائيلي وقائده. يجب ان نتذكر بأن اوامر حزب الله تصل من طهران، ولذلك فان التهديدات التي تشكلها ايران وحزب الله ترتبط ببعضهما البعض.
حسب ادعاء بيردو، فان الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني هو التهديد الحقيقي الوحيد لوجود اسرائيل. اذا لم ننفصل عن الفلسطينيين، ستكون نهاية اسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية. هذا الادعاء نسمعه منذ سنوات من اليسار الاسرائيلي الذي يدعم حل الدولتين، ومن قبل المنتقدين الغربيين لإسرائيل. لكن الحقائق لا تدعم ذلك. قبل حرب الأيام الستة، ساد في اسرائيل الشعور بالخطر الوجودي. لكن الامر ليس كذلك اليوم. النبوءة المتشائمة التي يطرحها بيردو تقوم على تكهنات بعيدة المدى، ودقة هذه التكهنات، مثل كل التكهنات بعيدة المدى، مشكوك فيها. مع ذلك، يجب ان تذكرنا بمدى اهمية دفع دمج الجمهور العربي في إسرائيل، بشكل فاعل، في المجتمع والاقتصاد. من الواضح تماما ان عرب اسرائيل لا يشكلون خطرا على الدولة، واستمرار دمجهم في اسرائيل حيوي لها.
لقد واجهت اسرائيل الخطر الوجودي عندما هوجمت من قبل الجيوش العربية  عشية حرب 1948. خلال الايام التي سبقت حرب الأيام الستة، وخلال اليومين الاولين من حرب يوم الغفران ساد فيها مرة اخرى الشعور بالخطر الوجودي. لكنه منذ قيامها يبدو بقاء دولة اسرائيل مضمونا.
ما الذي اصاب غلعاد اردان؟
تكتب نيطاع احيطوف، في "هآرتس" انه عندما شغل غلعاد اردان منصب وزير شؤون البيئة، كان سلوكه عميقا، اساسيا وذكيا. لقد فضل الموضوعية على الانشغال الموضعي بصغائر السياسة، حتى وان لم يقصد تولي منصب وزير شؤون البيئة. وكما يحدث للكثيرين الذين يحصلون "رغم ارادتهم" على هذه الحقيقة، كرس اردان نفسه للموضوع. ايضا عندما تسلم منصب وزير الاتصالات، خلف انطباعا ايجابيا. واظهر الشجاعة السياسية عندما قرر تفكيك سلطة البث وتأسيس الاتحاد.
بعد الانتخابات الأخيرة تم تعيين اردان وزيرا لشؤون الامن الداخلي، ووزير الشؤون الاستراتيجية ووزير الاعلام. ومنذ ذلك الوقت يصعب التصديق بأن المقصود الشخص نفسه. لقد اختفت الموضوعية والاستقامة، وبدلا منها ظهر الغضب، التحريض والشعبوية. لقد اتهم جمهورا بأكمله بالحرائق، وسارع الى فرض الحكم على يعقوب ابو القيعان قبل فتح التحقيق، ومؤخرا، بشرونا بأنه يقيم مستودع معلومات استخبارية يضم قوائم سوداء للأشخاص الذين يدعمون المقاطعة.
عندما انتقدت افتتاحية "هآرتس: هذه الخطوة، كتب اردان على صفحته في الفيسبوك، ان "صحيفة هآرتس، منقطعة عن الواقع في البلاد"، ووعد بمواصلة "العمل لكي يدفع الثمن كل الذين يريدون القضاء على اسرائيل كدولة يهودية".
ما الذي حدث لأردان خلال الفترة التي انقضت منذ كان وزيرا لشؤون البيئة. يبدو انه هو ايضا، اصبح اسير التفكير الشائع في صفوف السياسيين من اليمين والمركز، والذي يقول انه من اجل التملق لناخبين محتملين يجب تنفيذ الاعمال التالية بحرص:
1. استهداف عرب اسرائيل ونواب القائمة المشتركة وتوجيه التهم القاسية اليهم، واظهار الكراهية الحقيقية، المتوحشة ازاء العرب عامة. اردان ورفاقه يعتقدون انهم اذا اظهروا الغضب، الذي يلمح الى العنصرية الخفية ازاء العرب، فان مصوتي اليمين سيلاحظون لديهم الكراهية المتقدة في نفوسهم هم، وهذا سيسهل عليهم.
2. التحدث باللهجة الدينية المعززة. ليس المقصود لهجة التوراة المتزمتة، وانما رشق مصطلحات تعبر عن التأثر الحقيقي والقبلي بالنسبة لليهودية، واظهار المشاعر العميقة ازاء المراسم اليهودية الجماعية، وبشكل خاص، تلك التي تتطرق الى الشعب اليهودي. مثال على ذلك من صفحة اردان على الفيسبوك: "اليوم سأقرأ المزامير مع الجنود وافراد الشرطة الذين يحرسون مغارة المكبيلاه (الاسم العبري للحرم الابراهيم – المترجم) التابعة لنا ويتذكرون دائما من يساعدهم في الأعلى على الحراسة. تأثرت".
3. مهاجمة اليساريين بالعنف اللفظي، وبشكل خاص تلويث سمعة تنظيمات حقوق الإنسان (التي يجب تسميتها "تنظيمات يسارية"). الديموقراطية للضعفاء، وحقوق الانسان لأعداء اسرائيل. وبالمناسبة، فان من يملي اللهجة في هذا الموضوع هو "الظل"، الذي ينافسه يئير لبيد.
4. انتقاد وسائل الاعلام. هذه المرحلة تتم بأفضل شكل اذا كانت المستهدفة صحيفة "هآرتس". من هذه الناحية اردان ولبيد منظمان – في اللحظة التي تعرضا فيها للانتقاد من قبل "هآرتس"، حصلا على ختم "اليمين الحلال".
المشكلة الكامنة في المراحل الأربع، هي انه عندما يتصور هؤلاء السياسيين ان الناخبين هم اناس يتعطشون للدم، ويطالبون المنتخبين التهجم الحيواني على من يعتبرونه عدوا، فانهم يخسرون جمهورا كبيرا لا يتفق مع "الظل" من جهة، ومع "بتسيلم" من جهة اخرى. انهم يتخلون عن الكثير من الاسرائيليين الذين كان سيسرهم وجود يمين عقلاني مستقيم وموضوعي هنا، تماما كما كان اردان في صورته السابقة.
حماس تتعطش للانتقام – لكنها حذرة
يكتب العميد احتياط، د. موشيه "إلعاد"، في "يسرائيل هيوم" ان تعيين القائد العسكري يحيى سنوار لرئاسة حركة حماس في غزة، والاغتيال المفاجئ للمسؤول الرفيع في الحركة مازن فقها، ونية اسرائيل بناء سور يحرم حماس من عقارها الاستراتيجي الأساسي – الانفاق، باتت ترفع مقياس التصعيد وتخلق صورة المواجهة القريبة. ولكن هل نقف فعلا على حافة مواجهة عنيفة وقاسية.
يمكن لسنوار ان يظهر كزعيم صارم، قاسي ومتعطش للانتقام من اسرائيل، ولكن من دون دعم دولي او عربي، سيتردد في خوض مغامرة حربية مع اسرائيل. ولذلك يمكن التكهن بأن سنوار سيكون دكتاتور عقلاني. اختفاء الدكتاتوريين، كصدام حسين في العراق، ومعمر القذافي في ليبيا، وصالح في اليمن، ومبارك ومرسي في مصر، هو مثال مفيد على ان كل دكتاتور بقي اليوم على كرسيه يدرس خطواته لكي لا يجد نفسه يسير على دربهم. اضف الى ذلك، انه خلافا لتنظيمي القاعدة وداعش، تريد حماس التحول الى دولة. لقد اقامت سلطة، وتبني دولة وتنوي ترسيخ سلطتها. واذا لم تضمن دعم دول ما لها، واذا لم تضمنها السعودية وقطر (اللتان تم التلميح مؤخرا الى تقربهما من اسرائيل) اقتصاديا، فانه لن تكون هناك أي فرصة بأن يختار المواجهة الواسعة على الجبهة.
بلغة عسكرية بسيطة، ما يحدث بين اسرائيل وحماس هو ردع. كلمة حماس هي اختصار لعبارة حركة المقاومة الإسلامية، وحركة المقاومة والردع هما امران متناقضان. قلب نشاط هذا التنظيم هو العمل الارهابي، مضايقة مواطني العدو واستنزافهم. حماس تخضع للردع منذ ثلاث سنوات، وهي فترة زمنية طويلة في المصطلحات الاقليمية. كما ان حزب الله، المقاومة اللبنانية، يحذر من الانجرار الى مواجهة مع اسرائيل منذ 11 عاما. لدى حماس من تتعلم منه. هذا يعني انه منذ الآن، ليست حماس لوحدها تخضع للردع، لأنه اذا تم ردع حماس فانه يتم ردع انصارها. الدول المانحة – الولايات المتحدة، دول اوروبا والدول العربية الثرية، التي وعدت بإعادة اعمار القطاع بمبلغ 3.3 مليار دولار – تلمح طوال الوقت لقادة القطاع بأن طقوس "ازمة – اعمار– ازمة" يجب ان تنتهي في وقت ما. قلة التبرعات في الجولة الاخيرة، التي تشير الى توجه تقليص الدعم، تم استيعابها جيدا لدى قادة حماس.
الردع ينبع من عدة اسباب: الاول، مشاهد الدمار التي خلفتها عملية الجرف الصامد في 2014، لا تزال طرية ومذكورة جيدا. لقد دفعت الحركة المتزمتة ثمنا باهظا للمغامرة التي قادتها – عشرات الاف البيوت المدمرة، غضب كبير في اوساط السكان بسبب خسائرهم، وازمة اقتصادية صعبة اصابت الجميع.
الثاني، الان بالذات، حين بدأ القطاع بالعودة الى الحياة، حين تم ازالة "الحصار" الذي اندلعت الازمة الاخيرة بسببه، ظاهرا، وفي الوقت الذي تصل فيه يوميا الى القطاع شاحنات ضخمة تدفع بكل احتياجات القطاع الغزي، هل من المناسب المبادرة الى ازمة؟ في الوقت الذي بدأ فيه عمال غزة يعملون في اسرائيل، وفي الوقت الذي يجري فيه البناء في غزة اكثر من الماضي، وهذا كله من دون تدخل تركي، ومن دون حاجة الى الضغط، ومن خلال التعاون الفعلي بين اسرائيل وحماس، هل هذا هو الوقت المناسب لضرب هذا كله؟ حتى سنوار يفهم بأن هذا ليس الوقت المناسب.
ثالثا، استبدال القيادة الذي تم مؤخرا في حماس لا يسمح لأي من القادة الاسلاميين بالادعاء بأنه ناضج، مستعد وجاهز لجولة عنف اخرى مع اسرائيل. يجب على هنية، وعلى سنوار وضباطه "دراسة المواد" قبل ان يقرروا الخطوات العملية.
التوقعات بـ"صيف ساخن" طبيعية، لكنه ليس من المناسب لحماس الانجرار الى مواجهة عنيفة في هذه المرحلة. ومع ذلك، يمكن لحماس ان ترد بالذات بوسائل وادوات لم نعرفها. في الضفة الغربية ايضا، يتمتع التنظيم بقوة تكفي لكي يفتح سلسلة من العمليات، شريطة أن لا يورط قطاع غزة في مواجهة جديدة. بل يمكن للتنظيم ان ينقل نشاطه الى الخارج، كما فعل حزب الله الذي رد في اكثر من مرة على عملية اسرائيلية بتنفيذ عمليات ضد اسرائيليين وضد يهود ابرياء في مجتمع دولي ما، في صحراء سيناء او في كل موقع سياحي يتواجد فيه الإسرائيليين بشكل مكثف.
تألق ترامب
تكتب اورلي ازولاي، من واشنطن، لصحيفة "يديعوت أحرونوت" انه في اللوبي الفخم لبناية المكاتب في جادة برودوي في نيويورك، يوجد بيانو اسود، ومنذ ساعات الصباح تعزف على اوتاره عازفة موهوبة تمتع المحامين الكبار في المدينة وزبائنهم الذين يمشون وكأنهم سادة العالم. الناجحون فقط، الأذكياء والأغنياء هم وحدهم الذين يسمحون لأنفسهم بمكان كهذا، ذو الشبابيك الشفافة التي تطل على ناطحات السحاب في منهاتن.
ديفيد فريدمان، الذي صادق مجلس الشيوخ قبل عدة ايام، رسميا، على تعيينه كسفير للولايات المتحدة في اسرائيل، انتظرني في الطابق العلوي، عندما حضرت لإجراء لقاء معه قبل عدة اشهر من الانتخابات. انه مختص باعلان الافلاس، واكبر زبون له هو دونالد ترامب. الاثنان يسيران معا منذ 30 سنة. لقد رافق فريدمان ترامب في عشرات قضايا اعلان الافلاس، وهو الذي رافق ايفينكا في إجراءات التهود وسافر معها الى اسرائيل، عندما رغبت بشراء فندق في تل ابيب ووضع لافتة على مدخله تحمل اسم ترامب (وهو ما لم ينجح في النهاية). لقد كان دائما في محيط العائلة – محامي، صديق، ومن عرف فعلا حجم عزلة ترامب. لقد شاهد الرجل الذي يعمل وسط الضجيج ورنين الهاتف، كيف ينهي يومه بدون اصدقاء، وكان دائما مستعدا للإصغاء له طوال سنوات.
عندما قرر ترامب المنافسة على الرئاسة، فوجئ فريدمان بشدة لكنه سره الانضمام الى الطاقم كمسؤول عن الحملة الفوضوية بشأن الارتباط مع اليهود ودولة اسرائيل. وخلال اللقاء بيننا عرض امامي جدار العائلة: صور من الألبوم الخاص معلقة على الجدار، الاولاد الذين يضع قسم منهم قلنسوات ويقيمون في المستوطنات، الزوجة الجميلة المولودة في كندا. رجل لطيف الحديث، صاحب رأي، مطلع، متعدد المواهب. رجل يعرف كيف يتحدث بلهجة تل ابيب، المدينة التي يقول انها اكثر ما يحب في العالم، والضليع باللهجات في الخليل اليهودية – ويفترض فيه الآن الربط بين العالمين.
كنت اعرف ان فريدمان يميني في آرائه، لكنني لم اعرف الى أي حد مضى: ما قاله بدا وكأنه البرنامج السياسي لمستوطني بيت ايل – لا للدولتين، لا للتسوية، لا للاتفاق، دولة واحدة بين الأردن والبحر؛ ضم الضفة؛ القدس الموحدة عاصمة اسرائيل الى الأبد. انه لم يعتبر ذلك أبرتهايد، ولم يفكر بأن الاحتلال هو ظلم وانما تصحيح تاريخي. عندما سألته ان كان يتخوف من انه في الدولة الواحدة لن تقوم دولة يهودية – ديموقراطية، استل وثائق مع ارقام تقول انه لا يوجد أي وضع يصبح فيه العرب غالبية في الدولة اليهودية. وفي مناسبات اخرى، كان اكثر تطرفا: لقد وصف رجال "جي ستريت" بأنهم "كافو"، وقال عن اوباما بأنه "القى بإسرائيل للكلاب".
الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة، ذات الاغلبية الليبرالية، تفاعلت برعب مع تعيينه. لقد وقعوا عرائض ضده وادعوا ان دخوله الى المنصب يعني كارثة. وعندها جاء الانقلاب، ولا احد يعرف القول ما اذا كان ذلك مسرحية او يقظة: لقد جلس فريدمان خلال جلسة الاستجواب له في مجلس الشيوخ ونفض عنه كل ما قاله في الماضي. فجأة اصبح يدعم حل الدولتين، اعتذر عن شتم رجال جي ستريت، وبدا معتدلا كما لو كان من سلام الان. يمكن تسميته  بالانتهازي. انا بالذات ارى فيه براغماتي. رجل يعرف كيف يصبح مرنا. ولذلك فانه الرجل الصحيح في المكان الصحيح. اذا كان هو الذي يعتبر لحما من لحم المستوطنين يمكن ان يتغير، ويصبح اكثر هجوميا، على حد قوله، عندما سيأتي الى المستوطنين ويقول انه يجب التنازل لأنه لا يوجد حل آخر الا الدولتين.
لقد اعلن ترامب وسط ضجيج كبير بأنه سيحقق السلام، وبدأ بشكل اكثر هادئا التوضيح لإسرائيل بأن الاحتفال في المستوطنات انتهى. منذ الان سيكون فريدمان هو بوقه، وليس هناك من هو افضل منه لنقل البشرى للمستوطنين، لأنه منهم. اذا كان هو قد انقلب، فلربما يستطيع قلب قسم منهم. فجأة يبدو تعيينه بمثابة تألق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالسبت 01 أبريل 2017, 10:25 am

01.04.2017


مقالات وتقارير
السلطة لا تمارس العنف والجمهور لا يتهمها بالخيانة
تكتب عميرة هس، في "هآرتس" ان لجنة التحقيق الفلسطينية الرسمية أوصت بمحاكمة ضابطين رفيعين في الشرطة الفلسطينية بسبب مسؤوليتهما عن قمع التظاهرة الاحتجاجية التي جرت في البيرة في 12 آذار. كما توصي اللجنة بتقديم الضابطين، احدهما قائد شرطة لواء رام الله، والثاني قائد القوات الخاصة في الشرطة، الى المحكمة التأديبية. وهذه التوصية هي واحدة من بين 23 توصية توصلت اليها لجنة التحقيق التي اقيمت بتوجيه من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبأمر من رئيس الحكومة ووزير الداخلية رامي الحمدلله. وفي المقابل، أثنت اللجنة على محافظ بيت لحم واجهزة الامن هناك، حيث امر المحافظ قوات الشرطة بشكل واضح بضبط النفس خلال مظاهرة جرت في المدينة، وقامت قوات الشرطة بتفريق المظاهرة بقوة معتدلة رغم تدهورها الى رشق الحجارة والزجاجات الحارقة والعبوات الانبوبية على مركز الشرطة. وتدعو لجنة التحقيق النيابة العامة الى التحقيق في احداث بيت لحم ومحاكمة المتظاهرين الذين مارسوا العنف.
وهذه هي المرة الاولى التي تقوم فيها لجنة تحقيق فلسطينية رسمية بنشر توصياتها كاملة، ولذلك حظيت بالثناء. وتم نشر تقرير اللجنة الممتد على 35 صفحة، يوم الاحد الماضي، بعد اسبوعين من عمل اللجنة. وتتفق هذه الشفافية ايضا مع الدعوة الى احترام عمل الصحفيين واظهار المسؤولية والاخلاص لعملهم من جانب الناطقين الرسميين ووسائل الاعلام الرسمية. ولذلك فان احدى التوصيات التي وردت في التقرير هي دعوة الحكومة الى تسريع سن قانون حرية المعلومات. وقد وقع رئيس الحكومة رامي الحمدلله، يوم الاربعاء، على كل توصيات اللجنة المتعلقة بالحكومة ووزارة الداخلية، المسؤولة عن الاجهزة الامنية، ووعد بتنفيذها. وتتعلق توصيات اخرى للجنة بمجلس القضاء العالي (جهة ادارية في الجهاز القضائي) ووسائل الاعلام الرسمية والاحزاب الفلسطينية.
يشار الى ان التقرير فحص احداث مظاهرتين وقعت الأولى، غير العنيفة، امام مجمع المحاكم في البيرة، والثانية، العنيفة، في بيت لحم، احتجاجا على مواصلة محكمة الصلح الفلسطينية النظر في الاتهامات ضد ستة مشبوهين بحيازة اسلحة غير قانونية  وتعريض حياة المواطنين للخطر. احد هؤلاء هو باسل الأعرج، من قرية الولجة، الذي تهرب طوال عدة اشهر من قوات الجيش الاسرائيلي والشاباك، وقد عثر حرس الحدود والجيش على مكانه في البيرة وقام بقتله في السادس من آذار. وحسب بعض الروايات فقد قتل عندما رفض تسليم نفسه وقام باستخدام السلاح. وحسب روايات اخرى، منها رواية لجنة التحقيق، فان قوات الجيش الاسرائيلي قامت “بإعدامه بدم بارد”. وكان الجيش الاسرائيلي قد اعتقل اربعة متهمين آخرين في ايلول 2016، ومنذ ذلك الحين وهم يخضعون للاعتقال الاداري في اسرائيل.  ولم يمثل في المحكمة الفلسطينية الا المتهم السادس. وكانت المخابرات الفلسطينية قد اعتقلت الستة من قبل بتهمة حيازة بندقية قديمة، وبعد إطلاق سراحهم اعتقلت اسرائيل اربعة منهم ومن ثم قتلت الاعرج.
واعرب المتظاهرون عن غضبهم لاستمرار محاكمة الشبان في المحكمة الفلسطينية، رغم تأجيل النقاش عدة مرات بسبب عدم حضور المتهمين (المعتقلين في اسرائيل) واختباء الأعرج. وحسب تقرير لجنة التحقيق فقد تم شطب الدعوى ضد الاعرج في صباح 12 آذار، قبل بدء المظاهرة، أي بعد ستة ايام من قتله. وتنتقد اللجنة الجهاز القضائي بسبب مواصلته النظر في دعوى ضد معتقلين في اسرائيل وضد قتيل، واوصت بفحص ظروف النقاش الذي جرى في المحكمة في 12 آذار. وشجب مجلس القضاة توصية اللجنة وادعى انها "تدخل غير قانوني في عمل الجهاز القضائي ومحاولة لاسترضاء الرأي العام".
واشارت اللجنة التي ضمت المدير العام لوزارة الداخلية الجنرال محمد منصور، ومدير المفوضية الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان عامر دويك، ورئيس نقابة المحامين، المحامي حسين شبانة، الى ان التحقيق الذي اجرته على مدار الساعة، طوال اسبوعين، شمل 30 شاهد عيان من المشاركين والصحفيين والمحامين والاكاديميين وغيرهم. كما التقت اللجنة مع رئيس الحكومة بصفته وزير الداخلية، ومع القائد العام للشرطة وقائد قوة الامن القومي ومحافظ بيت لحم، لسماع اقوالهم. كما شاهدت اللجنة كل افلام الفيديو التي نشرت وغيرها مما لم ينشر، وتسلمت كل الاوامر التي اصدرتها اجهزة الامن خلال الاحداث. ويستدل من تقرير لجنة التحقيق بأن شرطة رام الله اقامت لجنة فحص داخلية بعد المظاهرة وعاقبت عدة افراد من الشرطة الذين مارسوا القوة المفرطة – بما في ذلك احد افراد الشرطة الذي استخدم صاعقا كهربائيا غير متوفر بين المعدات المسموح بها في الشرطة الفلسطينية.
ويعد التقرير بالحصانة الكاملة لشهود العيان الذين تم سماع افادتهم، كما يعد بعدم الاشارة الى اسماء الضالعين في الاحداث واصحاب المناصب المذكورين في التقرير، بما في ذلك رجال الامن. لكنه حسب المعلومات المتوفرة، فان قائد شرطة محافظة رام الله هو عبد اللطيف القدومي، الذي شغل هذا المنصب في السابق، وتم نقله الى محافظة اخرى لمدة عامين، بسبب قمع مظاهرة اخرى (ضد زيارة شاؤول موفاز لديوان عباس). وقد نشرت عدة وسائل اعلام اسمه واسم قائد قوات الامن القومي نضال ابو دوحان، الذي يحظى بالثناء في التقرير. فهو تواجد كالقدومي في مظاهرة البيرة، لكنه حافظ على المرونة وفضل تمديد المفاوضات مع المتظاهرين لكي يتفرقوا من دون مواجهات.
في مقدمته يقتبس التقرير من اعلان الاستقلال الفلسطيني، الذي كتبه الشاعر الراحل محمود درويش، حول طابع الدولة الفلسطينية كديموقراطية برلمانية تحترم الحقوق الانسانية للمواطنين وحقوقهم السياسية والدينية. كما يشير التقرير الى المعاهدات الدولية التي وقعت عليها دولة فلسطين والتي تلزم باحترام الحق بالاحتجاج والتنظيم. وحسب القانون الفلسطيني لا حاجة للحصول على تصريح من الشرطة من اجل تنظيم تظاهرة، لكنه يجب تبليغها قبل 48 ساعة لكي تستعد مسبقا للحفاظ على النظام. خلال تظاهرة 12 آذار لم يتم تبليغ الشرطة مسبقا، فتسببت مظاهرة البيرة بإغلاق شارع رئيسي في المدينة. وتم تفريقها بالهراوات وقنابل الغاز والصوت والاعتداء على الصحفيين. واصيب تسعة متظاهرين فاخضعوا للعلاج في المستشفى. وفي بيت لحم تم إطلاق النار في الهواء واستخدام قنابل الغاز فقط بعد لجوء المتظاهرين الى العنف واحراق نقطة حراسة، واصابة عدة رجال امن بالحجارة.
ويتطرق التقرير الى مشاعر الاحباط في صفوف الجمهور الفلسطيني، خاصة الشبان، بسبب انسداد الافق السياسي، وبسبب مقاييس البطالة. ويتطرق التقرير الى مشاعر فقدان الامن الشخصي بسبب نظام الاحتلال الاسرائيلي واعتداءاته اليومية خاصة على مخيمات اللاجئين، والاعتقالات وما يسمونه الاعدام. وجاء في التقرير ان مشروع الاستيطان يثير لدى المواطنين الخطر على وجودهم ووجود اولادهم في هذا البلد. وكتب في التقرير ايضا، ان الاحباط نشأ ايضا بسبب الانقسام السياسي الداخلي وعدم اجراء انتخابات. كما كتب في التقرير ان الاحتلال الاسرائيلي يبذل كل ما في وسعه من اجل احراج "المؤسسات الرسمية لدولة فلسطين" وعرضها كضعيفة وفاقدة للسيطرة ومن اجل اثارة الفوضى.
ويعبر التقرير عن تفهم اللجنة للصعوبات التي تواجهها قوات الامن الفلسطينية بسبب القيود الاسرائيلية، ويذكر بالتحديات التي تواجه قوات الامن، كانتشار السلاح غير المرخص في اوساط المواطنين، ونمو خلايا للجريمة المنظمة وخاصة تجارة المخدرات والسيارات غير المسجلة. وكتب في التقرير ان التحديات السياسية في البلاد وفي المنطقة والاحتلال القاسي تحتم اظهار المسؤولية على مستوى عال والوحدة الوطنية.
هذا هو الاساس السياسي-العاطفي الذي سمح لمن كتبوا التقرير بالتعامل مع المظاهرات التي يقف في خلفيتها اتهام السلطة الفلسطينية والشرطة الفلسطينية بالخيانة، وبالتعاون الذي قاد الى اعتقال اصدقاء الأعرج وقتله. لا يوجد اتهام أشد خطورة من ذلك. والتقرير يسمح لنفسه بانتقاد من يوجهون هذا الاتهام، ويطلب من الأحزاب عدم الوصول الى الاتهام بالخيانة. وفي الوقت ذاته، يحث السلطات على اظهار التفهم والحساسية نحو الجمهور الذي يعيش في حالة طوارئ دائمة وغير طبيعية.
من بين التوصيات الأخرى للحكومة ولوزارة الداخلية: تعويض الصحفيين الذين اصيبوا خلال التظاهرة في البيرة، اصدار اوامر دقيقة ومفصلة بشأن استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل مراقب، وشراء مكبرات صوت للشرطة من اجل اصدار اوامرها للمتظاهرين، والتزود بأشرطة تفصل بين المواطنين وحركة المواصلات. كما توصي اللجنة بضمان حقوق النساء بالمشاركة في التظاهرات من دون السخرية منهن (وذلك بعد قيام المؤيدين للشرطة والمتماثلين من فتح بالسخرية من النساء المشاركات، على الشبكة الاجتماعية).
الطريق الى الرياض تمر عبر رام الله
يكتب شاؤول اريئيلي، في "هآرتس" ان التصريحات المتواترة حول الحاجة الى “حل اقليمي” للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني والتي يطلقها اسرائيليون ضالعون في العملية، ويسعون الى تسوية الصراع، تنبع من عدة أسباب: انها تعبر عن الرغبة في التغلب على ضعف الفلسطينيين عقب الانشقاق الداخلي بين م. ت. ف وحماس، التطلع الى التدخل النشط والملزم من قبل الدول العربية بتحقيق الاتفاق، في تطبيقه والحفاظ على استقراره،  والأمل بعلاقات تجارية واقتصادية مع أسواق كانت حتى الان مغلقة في وجه الاسرائيليين، ومأسستها كجزء من التطبيع مع العالم العربي.
مقابل ذلك، فإن التصريحات المشابهة التي يطلقها رئيس الوزراء وبعض الوزراء تعبر عن رغبة في الامتناع عن حل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني وفقا لصيغة الدولتين. والهدف هو: استغلال مصالح بعض الدول العربية ومخاوفها من التهديد الايراني، وجعلها تفرض التسوية على الفلسطينيين أو تعمل على حفظ الوضع الراهن معهم – دون أن تدفع إسرائيل الثمن المطلوب لتحقيق تسوية مستقرة تكون مقبولة على الفلسطينيين.
أماني رئيس الوزراء هذه منقطعة عن تاريخ الصراع ومنظومة القيود في العالم العربي ازاء الفلسطينيين. والأخطر من ذلك، فان السعي الى تحقيقها من شأنه أن يعيد إسرائيل والفلسطينيين الى نقطة البداية التي يراوح فيها الصراع منذ سنوات كثيرة: “إما كل شيء أو لا شيء”.
كما يحدث للقيادة الفلسطينية اليوم، هكذا وجد المفتي الحاج أمين الحسيني نفسه بعد الحرب العالمية الاولى في موقف متدني خلال المواجهة مع الحركة الصهيونية، التي كانت منظمة جيدا ونالت دعما دوليا واسعا. لقد كان المعسكر الفلسطيني الذي ترأسه منقسما، منشقا ومصابا بالفساد. وكان معزولا في الأساس، لان الدول العربية كانت منشغلة كل منها بشؤونها. ولذلك فقد سعى المفتي الى تجنيد العالم الاسلامي لمساعدة عرب فلسطين، بادعاء أن اليهود يسعون الى هدم المسجد الاقصى وإقامة الهيكل على خرائبه، وانه بعد احتلال فلسطين سيتوجهون لاحتلال المنطقة بأسرها.
لكن عرب فلسطين لم يقصدوا منح الدول العربية الحق بتمثيلهم مقابل مساعدتها لهم. فتشكيل اللجنة العربية العليا، في 1936،  ضمن صدارة الفلسطينيين حتى حرب الاستقلال. وبسبب رفضهم لقرار التقسيم في 1947، وخروجهم للحرب من اجل الغائه، واجتياح  الجيوش العربية لأرض اسرائيل، صودر من الفلسطينيين الحق بتمثيل أنفسهم. ولم يتم اشراكهم في اتفاقات الهدنة ولا في مؤتمر المصالحة في لوزان. ومع أن المصريين اقاموا “حكومة عموم فلسطين” في غزة برئاسة المفتي، الا ان الملك عبدالله انتزع لنفسه الحق في تمثل الفلسطينيين مع ضم الضفة في 1950.
لقد تغير الواقع بعد تبلور القيادة الفلسطينية الجديدة. فمع سيطرة عرفات على م. ت. ف في 1969 تم تثبيت مبدأ “القرار المستقل”. أي ان الفلسطينيين يطالبون باتخاذ كل القرارات المتعلقة بهم بشكل مستقل، وفقا لمصالحهم وليس وفقا لمصالح الدول العربية. وجاء قرار الجامعة العربية في 1974، بتأييد من الملك حسين، بالاعتراف بـ م. ت. ف كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وقرار الملك حسين الغاء ضم الضفة الغربية في آذار 1988، ليستكمل الانقلاب في موضوع تمثيل الفلسطينيين. وأدى اعتراف م. ت. ف في نهاية ذاك العام بقرار الامم المتحدة 181 و 242 الى الاعتراف الأمريكي بحق التمثيل أيضا، وفي 1993، اعترفت اسرائيل هي الاخرى بمنظمة التحرير في إطار اتفاقات اوسلو. اعتراف الامم المتحدة في 1974 بمنظمة التحرير الفلسطينية كعضو مراقب فيها، تحول في 2012 الى اعتراف بفلسطين داخل حدود 1967 كدولة مراقبة، بتأييد 138 دولة.
لقد اسهمت اتفاقات السلام مع مصر وبعد ذلك مع الاردن، واتفاقات اوسلو مع م. ت. ف، بوضع الفلسطينيين في مقدمة المسرح السياسي. فقد اعترفت الجامعة العربية ومؤتمر الدول الاسلامية بالاتفاقات التي وقعتها م. ت. ف. ومنحت مبادرة الجامعة العربية بالفعل إطارا لاتفاقات السلام بين اسرائيل والعالم العربي، لكن ذلك يشترط بتسوية الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني وفقا للمعايير التي يتقبلها المجتمع الدولي و م. ت. ف. صحيح أن مكانة محمود عباس وم. ت. ف منوطة بتأييد الدول السنية المعتدلة وهو يدفع لها بين الحين والاخر ضريبة، مثل الاتفاق الذي وقعه في آذار 2013 مع الاردن، والذي يعتبر الملك عبدالله الثاني هو “الوصي على الماكن المقدسة في القدس… لا سيما الحرم الشريف”، وصاحب الصلاحيات “بتمثيل مصالح” الأماكن المقدسة. لكن هذا تم من دون التنازل عن البند القائل بان “حكومة دولة فلسطين، بصفتها المعبرة عن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، تملك الحق في السيادة على كل جزء من اراضيها، بما في ذلك القدس″.
يعرف عباس بتراجع مكانة القضية الفلسطينية، كما أجاد التعبير عن ذلك الصحافي محمد آل الشيخ في صحيفة “الجزيرة” السعودية في كانون الثاني من هذا العام: "الأمر الآخر الذي يجب على الفلسطينيين أن يستوعبوه، أن عرب اليوم غير عرب الأمس، وأن القضية الفلسطينية تراجعت مكانتها لدى الإنسان العربي، فلم تعد قضيته الأولى، فهناك حروب أهلية طاحنة حقيقية في أربع دول عربية، كما أن الحرب على الإرهاب المتأسلم هو الهمّ (الأول) الذي يقض مضاجع العرب بلا استثناء".
ولكن عباس، مثل باقي الزعماء العرب، يعرف أيضا بان “الشارع العربي” بكل تياراته لن يوافق بسهولة على قبول اتفاقات سلام وتطبيع مع إسرائيل دون تسوية الفضية الفلسطينية، ومن شأن هذا الامر ان يقوض الاستقرار في كل المنطقة.
يخشى عباس بالفعل من “مؤامرة” بين الادارة الامريكية، اسرائيل وبعض الدول العربية في ما يسمى “مفاوضات اقليمية” تأتي على حساب الفلسطينيين، في ما يشبه محاولة الامريكيين في السنة الماضية، التي أفشلها نتنياهو. وقد اضطر هو و م. ت. ف مؤخرا، الى مواجهة مؤتمرات مختلفة تهدد مكانتهما السياسية، مثل “مؤتمر دعم الانتفاضة” في طهران، مؤتمر اسطنبول الذي تحدى م. ت. ف و “مؤتمر الفلسطينيين في اوروبا”، الذي تنظمه حماس ويتوقع انعقاده في منتصف نيسان في روتردام. من الجهة الاخرى، فان بيان وزراء خارجية الجامعة العربية عشية القمة العربية، التي افتتحت في عمان أول أمس، والذي يتبنى مبادرة الجامعة العربية في 2002 كأساس للمفاوضات، عزز جدا مكانة عباس. كما أن المحادثة الهاتفية القصيرة التي اجراها مع الرئيس الامريكي رسخت مجددا مركزيته كعنوان سياسي.
تقف اسرائيل أمام فرصة غير مسبوقة للتأثير على تصميم الواقع الشرق أوسطي، قبل أن يتبلور وفقا للميول التي وصفت أعلاه والتي ستتمثل نتائجها في تخليد الصراع ودفع اهداف ايران، تركيا وقطر (بشكل مباشر أو بواسطة أذرعها: حماس، الجهاد الاسلامي الفلسطيني وحزب الله). ضعف م. ت. ف لن يخفي القضية الفلسطينية. والاسوأ من ذلك هو أنه سيسرع فقط نقل القيادة لحماس، التي يمكن ان تغير ميثاقها قريبا. لكن هذا لن يجعلها شريكا لاتفاق دائم. اسرائيل ملزمة بالصحوة والحرص على مصالحها. فالطريق الى الرياض، الى دول الخليج ودول اخرى يجب أن تمر عبر رام الله.
اجتماع القمة العربية اثبت ان هدفه الأساسي واحد: حل القضية الفلسطينية
يكتب تسفي برئيل في "هآرتس" ان استقبال الملك الاردني عبد الله الثاني لملك السعودية سلمان، اثار الاستغراب الكبير، هذا الأسبوع، عند حضوره للمشاركة في مؤتمر القمة العربية. فبالاضافة الى المراسم العسكرية الفخمة، تم اطلاق 21 قذيفة مدفعية، وهو جدث غير متعارف عليه بتاتا في القمم العربية. وكرست الصحيفة السعودية الدولية “الحياة” مقالا كاملا لهذا الموضوع، تضمن تفسيرا تاريخيا لتقاليد إطلاق المدفعية. لكن يبدو أن تفسير هذا الاستعراض لا يكمن في التاريخ، بل في الاتفاق الذي تم التوقيع عليه بين السعودية والاردن، والذي ينص على قيام المملكة الغنية بمساعدة جارتها ببضع مليارات من الدولارات لإنقاذها من الازمة الاقتصادية.
كالمعتاد في القمم العربية، كانت اللقاءات والتفاهمات بين الزعماء، هذه المرة ايضا، أهم من جلسات المؤتمر التي كانت الخطابات خلالها متوقعة. كمنتدى عام للعرب، توقفت الجامعة العربية منذ سنوات عن لعب دورها كاطار لحل المشاكل والصراعات في الشرق الاوسط. وتكمن اهميتها، طالما كانت قائمة، في خلق الاجماع العربي الذي يعتمد على القاسم المشترك المنخفض جدا، وليس في صياغة حلول براغماتية. ويترسخ هذا الاجماع في موقفين اساسيين: حل سياسي للمشكلة الفلسطينية وكبح تأثير ايران.
في العام 2002 تم تثبيت المبادرة العربية التي اقترحتها السعودية كأساس لحل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، وهي المبادرة التي تم تبنيها من قبل الامم المتحدة والادارات الامريكية، بما في ذلك ادارة ترامب الذي أرسل الى القمة، وبشكل استثنائي، مبعوثه الخاص جيسون غرينبلات. المبادرة العربية مشمولة في البند الاول من ضمن 15 بندا يتضمنها البيان الختامي للمؤتمر، وتؤكد من جديد الاستعداد للتطبيع مع اسرائيل مقابل الانسحاب الكامل من المناطق المحتلة. فالتطبيع لم يعد منذ زمن كلمة نابية يحظر ذكرها. ويفترض استخدامها بأنها قد تغري اسرائيل بشكل ملموس وليس تطويقها فقط. قبل المؤتمر ببضعة ايام انتشرت تصريحات، بما فيها تصريحات الامين العام للجامعة العربية احمد أبو الغيط، تتحدث عن مفاجأة في القمة من قبل الفلسطينيين وبعض الدول العربية، لا سيما السعودية- مفاجأة تعني استعداد العرب لإعادة صياغة معادلة “الارض مقابل السلام”، وبدلا منها “دولة فلسطينية مقابل السلام”. أي التنازل ولو بشكل مؤقت عن طلب الانسحاب من هضبة الجولان.
لقد كان هذا هو الطموح الذي اشار اليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عندما التقى، هذا الشهر، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ولكن قبل يومين من افتتاح القمة، أوضح عباس أنه لا ينوي طرح خطة أو مبادرة جديدة أو طلب “تعديل” المبادرة العربية. وهكذا عادت الصيغة المتفق عليها منذ العام 2002 والتي تطالب بانسحاب اسرائيل الشامل والكامل الى حدود الرابع من حزيران 1967، كشرط للتطبيع. وفي الوقت ذاته، تم رفض الأصوات التي ارتفعت خلال السنوات الاخيرة من قبل زعماء وحركات راديكالية تطالب بإلغاء المبادرة العربية أو اعادة صياغتها من جديد دون أن تشمل التطبيع. واعادت السعودية والدول العربية الاخرى، (باستثناء سوريا التي لم تشارك)، المصادقة على الصيغة الاصلية التي يمكن لادارة ترامب استخدامها كرافعة سياسية اذا رغبت بذلك.
من سوريا الى ليبيا
ترامب لم يطرح بعد خريطة طريق سياسية للحل الذي يراه، باستثناء التصريح الذي يعبر عن توقه لعقد "صفقة" تؤدي الى الحل خلال فترة زمنية قصيرة. ولكنه حطم الى درجة كبيرة الصورة التي تقول بأن ادارته ستسحب يدها من الصراع، وعلى الاغلب ستؤيد موقف اسرائيل، ليس فقط أنه لا يوجد تفاهم بعد حول صيغة البناء المسموح به في المستوطنات، بل من المتوقع أن يبقى مبعوثه لأيام طويلة في المنطقة من اجل التشاور مع الزعماء العرب والفلسطينيين والاسرائيليين حول السبل الممكنة لدفع المفاوضات.
 اللقاء الهام التالي يتوقع ان يتم يوم الاثنين القريب بين ترامب والرئيس المصري الذي سيصل الى واشنطن، بعد أن سمع غرينبلات موقف السعودية من وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وبعد أن ذاب الثلج بين مصر والسعودية، والذي أثر على العلاقات بينهما في الاشهر الماضية.
لقد افاد مراقبون في القمة إن السيسي والملك سلمان شوهدا وهما يدخلان الى احدى الغرف، بالذات عندما ألقى الرئيس القطري خطابه. بين قطر ومصر تسود علاقات عداء وكراهية. وهناك من فسر خروج السيسي من القاعة كتظاهرة مهينة. ولكن هذا التحليل استبدل بالأمل بأن ينجح الملك السعودي بالذات، في التقريب بين الدولتين من اجل تقوية التحالف العربي والتي لم يثبت حتى الآن نجاعته في كبح ايران.
اذا كانت الدول العربية قد نجحت بالتوصل الى اقتراح متفق عليه بشأن الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني، يشمل التزاما عربيا واسلاميا (لقد تبنت الدول الاسلامية باستثناء ايران، المبادرة السعودية)، فان الوضع أكثر تعقيدا في الموضوع الايراني. بعض الدول العربية، مثل قطر والكويت والامارات ولبنان والعراق وسوريا بالطبع، لديها علاقات قوية مع ايران. ومن الواضح للسعودية ايضا، أن حل مسألة الحرب السورية يحتاج الى موافقة ايران. وأن كل موافقة كهذه ستكون مشروطة بموافقة العرب على استمرار ولاية الاسد.
صحيح أنه لم يذكر في البيان الختامي للقمة العربية اسم الاسد، ولم يتم التحدث مباشرة عن طبيعة النظام المطلوب في سوريا، لكنه اشار الى قرارات مؤتمرات جنيف وقرار الامم المتحدة 2254 من العام 2015، كمصدر موثوق لحل الازمة السورية. ويمكن أن نلاحظ في ذلك حدوث تغيير في الموقف العربي الذي يلائم نفسه للوضع الميداني، والتدخل الروسي الناشط الذي يواصل تأييد الاسد، والاعتراف بأن ايران ستكون جزء من الحل. معنى هذا أن رغبة اسرائيل في الانضمام الى تكتل عربي معتدل معادي لايران ومؤيد للولايات المتحدة، ليست واقعية بالضرورة. ايضا لأن الدول العربية لا تجد أي صلة بين الصراع الاسرائيلي الفلسطيني وبين مواقفها من ايران، وايضا، بسبب الخلافات حول العلاقة مع ايران.
من المفارقة ان هناك تفاهمات بين الدول العربية وايران، وبين ايران والولايات المتحدة، حول الحرب ضد داعش وضد التنظيمات الاسلامية الراديكالية، كجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) والتي تعتبرها ايران والولايات المتحدة منظمات ارهابية. يمكن للسعودية، حاليا، تخفيض مستوى مخاوفها من امكانية تبني ادارة ترامب لإيران على حسابها. كما سبق واشتبهت بنية اوباما عمل ذلك. ولكن، في المقابل، فان التحالف الذي شكلته السعودية والذي تشارك فيه تركيا التي تدير علاقات تجارية واسعة مع ايران، لا يمكن ان يضمن القضاء على ايران – خاصة وأن روسيا، التي حصلت هذا الاسبوع على تصريح ايراني باستخدام قواعدها لمهاجمة اهداف في سورية، باتت تعتبر بشكل متزايد حليفتها في الشرق الاوسط.
تمسك روسيا في الشرق الاوسط لا يقتصر على سورية وايران فقط. فقد تم خلال هذا الشهر الحديث عن نشر قوات روسية في منطقة الحدود بين مصر وليبيا، وتعزيز العلاقات بين الكولونيل خليفة حفتر، قائد “الجيش القومي الليبي”، وهو ليس جيش ليبيا، وبين الحكومة الروسية. وقد نفت روسيا قيامها بنشر قوات في ليبيا، لكنها اشارت الى انها تعمل من اجل “ضمان الهدوء في الدولة”. كما تتطلع عيون موسكو الى حقول النفط الليبية وفرص الاستثمار في هذه الدولة المفككة، التي تدار من قبل حكومتين وبرلمانين وليس لها جيش موحد يمكنه العمل باسمها.
تعزيز العلاقات التجارية والعسكرية بين روسيا ومصر، التي يتوقع قيام روسيا ببناء مفاعل نووي فيها لتوليد الكهرباء، والعلاقات العسكرية بين مصر وبين الكولونيل حفتر، تسحب من ايدي السعودية احتكار التأثير، الذي تسعى اليه، على الوطن العربي. رغم ان العمل المصري -الروسي في ليبيا لا يخص ايران بشكل مباشر، فان التحالف القوي بينهما يزيد من تخوف السعودية من انحراف مصر نحو الحل حسب رغبة روسيا في سورية وفي مناطق اخرى في الشرق الاوسط.
هذه التحالفات هي نوع من الخطوات التي لا تستطيع الجامعة العربية، كمجموعة، التدخل فيها أو التأثير عليها. وتحل مكانها تنسيقات وتفاهمات جزئية بين دولتين او اكثر من الدول العربية، دون أن تعكس هذه التنسيقات موقفا عربيا موحدا. اذا كان يكفي في السابق تجنيد دولة عربية واحدة أو دولتين، كمصر أو السعودية، لدعم الموقف الامريكي، فان التطورات في السنوات الاخيرة، تخلق تحديا اكثر تعقيدا، أمام من يرسمون السياسة في الغرب أو في روسيا. من هنا، أصبح مفهوم “الخط المؤيد للغرب” مسألة عفا عليها الزمن ولا يعكس الواقع السياسي في الشرق الاوسط، وليس فيه فقط. فمفهوم “الغرب” لا يمثل بالضرورة موقفا موحدا للولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي – وهذا الانقسام سيزداد كما يبدو في عهد ترامب. اذا كان الأمر كذلك، فان تسويق “تحالف عربي مؤيد الغرب” تكون فيه اسرائيل شريكة، هو في الوقت الحالي مجرد عملة كلامية وليس استراتيجية واقعية.
هو أسكتوه، اما هي، فلا
تكتب سمدار بيري، في "يديعوت احرونوت" ان مطار المزة العسكري في دمشق يمتد على مساحو عشرات الكيلومترات. هذا هو أحد اكثر الأماكن المحمية في سورية بعد قصر الشعب، الذي يسكنه الرئيس الأسد. من هنا تحلق الطائرات الحربية في طريقها لقصف المراكز السكانية في سورية، وفيه تهبط شحنات الأسلحة والمعدات الحربية القادمة من طهران، وهناك، كما يبدو، تتواجد، ايضا، عدة منشآت حساسة لروسيا وحزب الله والحرس الثوري الايراني.
يمكن الافتراض بأن اصحاب التصاريح البالغة السرية هم من يسمح لهم بالاقتراب من مباني الحرس الثوري الايراني في المطار. الى احد هذه المباني دخل "رئيس اركان" حزب الله مصطفى بدر الدين في ليلة 12 -13 ايار في العام الماضي. وفي صباح اليوم التالي تم العثور على جثته ممددة على ارضية الباطون الباردة. لقد ترك بعد موته الكثير من علامات الاستفهام: من كان يعرف عن وجود الرجل الثاني في حزب الله، وقائد قوات التنظيم المحاربة في سورية، داخل هذا المبنى؟ هل كان لوحده؟ وما الذي بحث عنه هناك؟
في الأيام الأولى بعد الاغتيال، لف الصمت الامين العام لحزب الله، وفقط بعد ارسال نعش بدر الدين، المحكم الاغلاق (لمنع فحص الجثة) لدفنه في بلدته الجبير في جبال لبنان، وبعد ان ارفق طبيب من حزب الله شهادة الوفاة (التي تبين لاحقا بأنها مزورة)، نشر الناطق بلسان حزب الله نصا رسميا: "التكفيريون (الاسم المهين لتنظيمات المتمردين في سورية) اطلقوا صاروخا قتل "ذو الفقار"، وهو احد الألقاب الكثيرة التي استخدمها.
وسارع المتمردون الى نشر نفي. واوضحوا بأن أقرب مكانين الى المطار، تستخدمهما المعارضة للسلطة يقعان على مسافة 20 كلم من هناك، في قريتي دير العصافير وتل دكوة. وجاء في البيان: "لا نملك صواريخ تصل الى هذه المسافة ولم نعرف بتاتا بأن "ذو الفقار" يتواجد في المطار، وباستثناء ذلك، فانه في الأسبوع الذي وقعت فيه عملية الاغتيال لم يحدث أي نوع من تبادل النيران بيننا وبين قوات النظام". كما اهتمت المعارضة بنشر صورة الموقع بعد عملية الاغتيال، ولم تظهر على جدران المبنى آثار اختراق صاروخي.
وخلافا لعادته بمرافقة كل عملية اغتيال تستهدف احد مسؤولي حزب الله، بإلقاء خطاب تهديد يتم بثه على الشاشات الكبيرة في حي الضاحية في بيروت وعلى قناتي المنارة والميادين، فقد انتظر نصرالله اربعة أيام حتى القى خطاب الرثاء لبدر الدين، والذي اتهم خلاله المتمردين. لكنه لم يكن مقنعا. وقال خبير مخضرم في شؤون حزب الله ان "نصرالله تعمد عدم اتهام اسرائيل كي لا يضطر الى الزام نفسه وتنظيمه بالرد. اكثر امر مريح بالنسبة له هو تحميل المسؤولية لـ"عصابة ارهابية".
وكأن أول من غرد على تويتر عن "كذبة نصرالله الكبرى"، عباس حطيط، رجل الدين الشيعي الكبير الذي أصر على "تصفية بدر الدين داخل العائلة"، وجاءت في اعقابه الصحفية ماريا معلوف، التي صرخت بنصرالله "لا تبعنا اكاذيب. نحن نعرف أن يداك ملطخة بالدم. نحن نعرف، ايضا، انك كنت شريكا في مؤامرة الاغتيال". ماريا معلوف التي تقدم برامج في تلفزيون بيروت وتعمل صحفية مستقلة في صحف الخليج الفارسي، معروفة بأنها عشيقة ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري وقائد الفيلق الرابع. وبفضل علاقاتها مع القيادة، لفتت تغريدتها الأنظار وخلقت موجات من الشائعات.
ويؤكد تحقيق شامل ودراماتيكي نشرته قناة "العربية" قبل اسبوعين، ادعاءات حطيط ومعلوف. وحدد التقرير بأن بدر الدين لم يقتل بفعل صاروخ للمتمردين وانما تم اغتياله في اطار مؤامرة بين حزب الله والحرس الثوري الايراني.
13 هاتفا خليويا و20 عشيقة
لكي نفهم لماذا سقط نجم بدر الدين في عيون الايرانيين، يجب العودة الى ما قبل عامين. عندما تم تعيين قاسم سليماني، قائد وحدات النخبة في الحرس الثوري "القدس"، ممثلا شخصيا للزعيم الروحي الايراني في سورية، طلب ضم حزب الله اليه كقوة مساعدة. وحاول نصرالله وبدر الدين المعارضة، واشتكى نصرالله من على شاشات الضاحية بأن "الكثير من جنودنا يرجعون بالأكفان"، وكشف لأول مرة عمق تدخل حزب الله في القتال الى جانب الجيش السوري.
لقد كان هذا الأمر هو مركز الخلاف بين بدر الدين وسليماني. وحسب وسائل الاعلام اللبنانية، فقد طلب سليماني في شباط 2016 من بدر الدين نقل الاف جنود حزب الله من منطقة الجنوب الى حلب. وحاول بدر الدين مناقشة سليماني قائلا "لكن حلب لا تهمنا"، الا ان سليماني أصر: "محاربو حزب الله المدربين يمكنهم حسم المعركة لإعادة حلب لسلطة بشار". ورد بدر الدين: "قوات جزب الله لن تكون العمال السود الذين سيقتلون بدلا من الحرس الثوري. اريد قوات حزب الله جاهزة لمواجهة اسرائيل". لقد كان بدر الدين يعرف الأرقام: خلال سنوات تدخله الأربع في سورية فقد حزب الله حوالي 2500 محارب فيما اصيب حوالي 7000 من جنوده، الأمر الى قاد الى "تظاهرة النعوش" التي اجرتها الأمهات والأرامل امام مقر التنظيم في الضاحية.
"لقد اصيب سليماني بالجنون" يقول احد المسؤولين اللبنانيين. وحذر بدر الدين من ان حياته في خطر. وقال له: "لست معتادا على مجادلتي او رفض اوامري". وكعقاب على ذلك اوقفت ايران تحويل رواتب محاربي حزب الله لمدة شهرين.
لكن الأمر لم ينته بالعقوبة الاقتصادية. وحسب تحقيق "العربية"، في ليلة 12 -13 أيار 
2016، دخل اربعة رجال الى مبنى الباطون في المطار العسكري في دمشق: قاسم سليماني وحارسه المرافق، وبدر الدين وحارسه ابراهيم جزيني، قريب عائلته. وفي مرحلة معينة شوهد سليماني وهو بخرج من البناية الى سيارته سوية مع حارسه. وحسب التحقيق فقد استل جزيني مسدسا مزودا بكاتم للصوت واطلق عيارين قاتلين على رأس بدر الدين.
وكشف خبير لبناني انه خلال اللقاء الذي سبق عملية اغتيال بدر الدين، ساد الغضب على خلفية مناقشة انتشار قوات حزب الله في سورية. فقد قال بدر الدين لسليماني بإصرار: "اريدهم في هضبة الجولان. حان الوقت لكي تقدم القوات الايرانية ايضا، الشهداء في سورية". وعندها أشار سليماني الى الجزيني وخرج من المكان بسرعة، وعندها تم اطلاق العيارين.
لقد اتصل معد التحقيق في قناة العربية، بالدكتور محمد داغر، الطبيب الذي ظهر توقيعه على شهادة الوفاة المزورة لبدر الدين. ويسمع في التسجيل صوت معد التحقيق وهو يتوجه الى الدكتور داغر باسمه ويتلقى تأكيدا بأنه يتحدث معه، ولكن عندما طرح معد التحقيق سؤالا حول الحالة التي وصلت فيها جثة بدر الدين – ممزقة جراء اصابته بصاروخ او كان رأسه مخترقا برصاص مسدس – تم اغلاق الهاتف. وفي رده على التقرير قال حزب الله: "لا يستحق الرد على كومة من الأكاذيب والافتراءات".
لقد كان بدر الدين (55 عاما) رجل التناقضات. كان شخصية حيوية، بعيد عن صورة القائد الميداني في حزب الله، لكنه عمل في الظلال، من دون ان يترك أثر (اذا لم نأخذ في الحسبان حيازته لـ13 هاتفا خليويا، حسب شبكة "سي. ان. ان". بدر الدين لم يحصل أبدا على جواز سفر رسمي، اسمه لم يكن مسجلا في وزارة الداخلية اللبنانية، وشقة الملذات التي امتلكها في حي الملاهي الليلية والكازينوهات في جونييه، تم تسجيلها باسم شخص آخر. لقد كان "سامي عيسى" صاحب شبكة المطاعم ومحلات المجوهرات، وكان "الياس فؤاد صعب" عندما اضطر الى تسجيل نفسه لدى نزوله في الفنادق خارج لبنان. وكان "جوجو" بالنسبة لعشيقاته العشرين اللواتي شوهدن معه، ما اثار غضب قائد الحرس الثوري، قاسم سليماني. وهو ايضا "ذو الفقار"، الاسم الحركي الذي تبناه في حزب الله، على اسم سيف الامام علي الشيعي.
نشأ بدر الدين في بعبدا، على مشارف بيروت، وكذلك في جنوب لبنان. وحسب ادعائه فقد درس العلوم السياسية في الجامعة الامريكية في بيروت، لكنه لم يتم العثور على أي اسم من اسمائه او القابه في سجلات الجامعة. نسيبه، عماد مغنية (الذي كان متزوجا من سعدى شقيقة بدر الدين)، كان من احضره الى حزب الله. ويقول محلل لبناني ان "نصرالله لم يتحمله، لكن مغنية، الذي كانت مكانته قوية جدا، اهتم بترقية بدر الدين وحاول في المقابل كبح سلوكياته الماجنة، خاصة بعد قيام "جوجو" بشراء يخت خاص، وتنقل بين الملاهي الليلية في سيارة مرسيدس تبهر النظر".
بعد اغتيال مغنية في 2008، طلب بدر الدين وراثة منصبيه: رئيس قسم "العمليات" و"المسؤول عن عمليات حزب الله في انحاء العالم". لكن مجلس الشورى في حزب الله، بقيادة نصرالله، رفض تسليمه كامل صلاحيات ومناصب مغنية. ولذلك اضطر للاكتفاء بلقب "رئيس الأركان" وبين الحين والآخر بادر الى عمليات خارج لبنان، تم كشف بعضها واحباطها قبل تنفيذها.
في عام 2010 عاد اسمه الى العناوين عندما اتضح بأنه المسؤول عن اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري قبل خمس سنوات من ذلك. فلقد اصدرت المحكمة الخاصة في لاهاي امر احضار ضده، وفي 2013، ارسله نصرالله الى سورية من اجل منع تسليمه. وبرز اسمه على القوائم السوداء لأجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة وفرنسا والامارات. ولكن، حسب ما يقول الخبير اللبناني، "تخوف بدر الدين طوال السنوات من اسرائيل. لقد كان متأكدا من ان الموساد يلاحقه، وان لديه مخططا لاغتياله بواسطة عملاء في لبنان"، خاصة في ضوء حقيقة وقوفه وراء العملية في بورغاس في عام 2012، التي قتل خلالها ستة اشخاص بينهم خمسة اسرائيليين.
لكنه في نهاية الأمر لم يتم اغتياله من قبل اسرائيل، وكما يبدو ليس بأيدي المتمردين، ايضا. والان، مع نشر التحقيق يطرح السؤال: كيف وصلت كل هذه المعلومات الحساسة بالذات الى قناة التلفزيون السعودية؟ المحللون يتكهنون بعنوان واحد. "الموساد الاسرائيلي وحده الذي يتعقب كبار المسؤولين في حزب الله، كان يمكنه الحصول على المعلومات وتحويلها الى "العربية"، كما يدعي رجال اعلام في العالم العربي. واذا لم يكن هذا كافيا، فقد كشف رئيس الاركان غادي ايزنكوت، في الاسبوع الماضي، خلال محاضرة في كلية نتانيا ان "نتائج التحقيق الذي نشرته العربية تلامس المعلومات المتوفرة لدينا". ولخص مصدر رفيع في الجهاز الامني القضية قائلا: "كما في مسلسل 'آل سوبرانو'، قامت المافيا الايرانية ومافيا حزب الله بتنفيذ عملية اغتيال داخل العائلة".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالسبت 01 أبريل 2017, 10:26 am

01.04.2017

مقالات وتقارير


تراجع نصرالله
في أعقاب تصريح ايزنكوت سمعنا روايتين: حسب احداهما، كان نصرالله شريكا في عملية الاغتيال، بل "تبرع" بحارسه الشخصي، الذي اطلق النار على رأس بدر الدين. ولكن حسب الرواية اللبنانية فان نصرالله لم يعرف بأنه سيتم اغتيال رئيس الأركان خلال اللقاء الليلي. وقال مصدر في لبنان: "لقد وقع عليه الأمر فجأة. نصرالله استوعب الرسالة، ولذلك لم يستطع العثور على الكلمات المناسبة لرثاء بدر الدين في يوم جنازته. اتهامه للتكفيريين، المتمردين، تم تفنيده على الفور.  نصرالله لم يكن من محبي بدر الدين، لكن اغتياله اوقعه في مأزق. لقد شكلت العملية رسالة واضحة وحادة بالنسبة له: كل من يحاول مجادلة سليماني، سيتلقى عيارا او يتم تحييده بطريقة اخرى. سليماني لا يوافق على مجادلته، وبالنسبة له فان حزب الله ليس جسما مستقلا وانما "جيش سليماني" في سورية بقيادة الحرس الثوري الايراني". والدليل على ذلك، كما تدعي المصادر اللبنانية، هو انه بعد اسبوعين من الاغتيال اخرج حزب الله كتيبة "رضوان" من جنوب لبنان وارسلها الى حلب بأمر من الايرانيين.
على هذه الخليفة قررت الصحفية اللبنانية ماريا معلوف كتابة تغريدتين ثاقبتين على تويتر. "اذا كانت اسرائيل تريد السلام فعلا، فلماذا لا تساعد على التخلص من نصرالله؟" كتبت، ومن ثم حددت اقوالها في تغريدة ثانية: "اذا كانت اسرائيل تعتبر نصرالله عدوا، فلترسل طائرة لتصفيته وتحل مشاكلنا جميعا".
معلوف لا ترتدع من التهديدات، حتى عندما وقف ضابط سوري كبير امام الكاميرات، ولوح بالرشاش وقال: "هذا ما يجب عمله لهذه الزانية الخائنة". هذا الأسبوع تلقت استدعاء للمثول امام محكمة بيروت بتهمة التحريض على القتل والتآمر مع العدو (اسرائيل) ومحاولة تقويض الاستقرار في لبنان. لكنها تحظى بمئات التعقيبات المؤيدة. الكثير منهم يكتبون، دون ان يتخوفوا من كشف اسمائهم: "لقد كشفت الوجه الحقيقي لنصرالله".
قلة فقط يعرفون ان معلوف انتقلت قبل ستة اشهر الى امارة دبي. من هناك لا تتخوف من استفزاز نصرالله وجماعته. وبدلا من المثول امام المحكمة في بيروت، يوم الثلاثاء، قدمت دعوى ضد نصرالله بتهمة المشاركة في قتل بدر الدين والمسؤولية عن قتل مئات محاربي حزب الله في سورية، والاختطاف والاغتصاب وسلسلة طويلة من جرائم الحرب. وتصر خلال اللقاءات المتلفزة على التأكيد: "لست عميلة للموساد ولا اعمل مع الاسرائيليين. يقولون انه من المتوقع فرض حكم الاعدام علي ويحذروني من ان نصرالله يعد خلية لاغتيالي. انظروا الى اين وصل هذا الشخص الحقير: انه يعلن الآن الحرب على تغاريد تويتر بدل ان يحافظ على حياة محاربيه والتوقف عن اجبار شبابنا على الموت في دولة اجنبية".
مصلحة ارهاب
يكتب نداف شرغاي، في "يسرائيل هيوم" ان مازن فقها، المحرر في صفقة شليط، خطط لتحويل عيد الفصح القريب الى حمام دماء لمواطني اسرائيل. فقها الذي ارسل في 2002 مخربا انتحاريا لتفجير حافلة الركاب على خط 361 بالقرب من ميرون، وقتل تسعة اسرائيليين، كان يطمح لتنفيذ عمليات قاسية مشابهة في اقرب فرصة، لكنه لم يتمكن من ذلك. فقد تم اغتياله ليلة السبت الماضي بواسطة اربع عيارات اطلقت من كاتم للصوت، قرب بيته في غزة. وحسب منشورات اجنبية وفلسطينية، فان اسرائيل هي المسؤولة عن الاغتيال. شريك فقها عبد الرحمن غنيمات الذي طرد معه الى غزة في اطار صفقة شليط لا يزال حيا.
العديد من خلايا حماس التي كشف عنها الشاباك خلال الأشهر الأخيرة، كانت نتاج عمل او تفكير فقها وغنيمات مع محررين اخرين في الصفقة، والذين نسقوا نشاطهم، على مدار فترة طويلة، مع مسؤول اخر في حماس، صلاح عاروري، الذي تواجد حتى الآونة الأخيرة في تركبا، وتم حاليا، وبفضل الضغط الاسرائيلي والامريكي ابعاده الى قطر. طاقم الضفة في حماس الذي يتركب في غالبيته من محرري صفقة شليط، سعى الى ابعاد بصماته عن غزة، لكي لا يسقط حربا اخرى على رؤوس اهالي غزة، الذين لم ينتعشوا بعد من اضرار الجرف الصامد.
درة التاج في العمل الذي خطط له طاقم الضفة، كان يفترض ان يكون عملية اختطاف اخرى لجندي او مواطن، كما في حالة غلعاد شليط. الهدف المعلن هو إطلاق سراح رفاقهم الذين لم يتحرروا في اطار الصفقة، وبقوا في السجن الاسرائيلي. ومنذ إطلاق سراحهم من السجن، لم يتوقف من تم طردهم في اطار صفقة  شليط الى غزة، عن التفكير والتخطيط بعمليات اختطاف، على أمل ان ينجحوا بتكرار الانجاز الكبير الذي حققته حماس في عام 2011: اطلاق سراح 1027 اسيرا، بينهم الكثير من الملطخة اياديهم بالدم، والذين كانوا، حسب حماس، مسؤولين بشكل جماعي عن قتل 569 مواطنا اسرائيليا – مقابل جندي اسرائيلي واحد – غلعاد شليط.
في اسرائيل يعترف اليوم، المؤيدون والمعارضون لصفقة شليط، بأنها لم تضخم محفزات الارهاب، فقط، وانما انعشت صفوف قيادة حماس. فالقيادة الجديدة للتنظيم تمنح الدعم المطلق لطاقم الضفة في مخططاته لتنفيذ عمليات، خاصة الاختطاف. القيادة الجديدة للتنظيم، كطاقم الضفة، غنية بالشخصيات التي جلست لسنوات طويلة في السجن الاسرائيلي. هذه الشخصيات التي يتفوق مستوى التزامها بإطلاق سراح الرفاق الذين بقوا في السجن، على التزام القيادة السابقة.
الاختطاف كهدف رئيسي
يحيى سنوار، الذي كان شقيقه محمد ضالعا في عملية اختطاف شليط في حزيران 2006، حكم عليه في 1989 بالسجن المؤبد لأربع مرات متتالية بسبب دوره في تخطيط وتنفيذ عمليات واختطاف جنود. لقد واصل سنوار التخطيط للعمليات واختطاف الجنود، بما في ذلك اختطاف الجندي نحشون فاكسمان، من داخل السجن. وكان ضالعا في تخطيط سلسلة من العمليات التي اسفرت عن قتل اسرائيليين، وقتل فلسطينيين اشتبهوا بالتعاون مع اسرائيل.
بعد 22 سنة في السجن الاسرائيلي، تم اطلاق سراح سنوار في صفقة شليط، وفي احد تصريحاته العلنية النادرة، دعا الجناح العسكري لحماس، وكل التنظيمات الفلسطينية، للعمل فورا على اطلاق سراح "كل الاسرى الفلسطينيين المتبقين في السجن". بل ان سنوار ذكر بعض الأسماء، ومن بينها اسم حسن سلامة الذي حكم عليه بالسجن المؤبد 46 مرة متتالية، بسبب مسؤوليته عن قتل عشرات الاسرائيليين في العمليات الانتحارية.
قضية الأسرى ممزوجة، ايضا، بالحمض النووي لخليل الحية، نائب سنوار، وكذلك الوسيلة – اختطاف جنود بهدف تحقيق ذلك. لقد كان الحية عضوا في الطاقم المفاوض في صفقة شليط، وفي العام الماضي صرح علانية بأن "حماس ستواصل بذل الجهود لاختطاف جنود اسرائيليين بهدف استبدالهم بالأسرى الفلسطينيين المعتقلين في سجون اسرائيل".
الشخص الاخر الملتزم بشكل لا يقل عن الحية بمواصلة الارهاب ومحاولة الاختطاف هو روحي مشتهى، محرر آخر في الصفقة، الذي اندمج في قيادة حماس الجديدة الى جانب سنوار. لقد امضى مشتهى 24 سنة في السجن الاسرائيلي من اصل سبع مؤبدات فرضت عليه بسبب قتل متعاونين مع اسرائيل. وليس صدفة ان حماس سلمته ملف الأسرى. مشتهى، ايضا، يكثر من الحديث عن الحاجة لاختطاف المزيد من الجنود الاسرائيليين من اجل تحقيق "صفقة شليط ثانية".
التزام قادة حماس المحررين في اطار صفقة شليط، بمواصلة محاولات الاختطاف لا تغيب عن اعين قادة الاجهزة الأمنية في اسرائيل. لقد سبق وشارك محررو الصفقة في عدة محاولات اختطاف تم احباطها: خلية من بيت لقيا في لواء بنيامين التي خططت لاختطاف اسرائيليين، بل اعدت مغارة لاحتجاز المخطوفين؛ خلية حماس في السامرة التي مول لها المحررون في صفقة شليط في غزة عملية اختطاف؛ مطرود اخر في اطار صفقة شليط قام بتجنيد نشطاء حماس في المزرعة الشرقية لاختطاف اسرائيليين؛ او بطاقة الذاكرة التي احتوت على توجيهات بتنفيذ عملية اختطاف، والتي تم ارسالها الى البلاد من قبل عمر ابو سنينة، احد المطرودين في اطار الصفقة، الى ابناء عائلته في الضفة الغربية.
هذه العمليات وغيرها عشرات المخططات للاختطاف، التي فكرت فيها مجموعة المحررين في صفقة شليط، تم احباطها من قبل اسرائيل.
50% عادوا للقتل
كلما مر الوقت يتضح مدى ثقل الضرر الذي سببته صفقة شليط، تماما كما حذر المعارضون لها مسبقا، على اساس التجربة في صفقات او لفتات سابقة. الأضرار تتراكم وتمتد على عدة مجالات: اغناء وتعزيز قيادة الارهاب بدماء جديدة مشبعة بالمحفزات المتزايدة لمواصلة الكفاح المسلح، العمليات والاختطاف؛ تدعيم الأجواء في الشارع الفلسطيني في غزة وفي الضفة لصالح خيار الارهاب؛ تحويل المحررين الى ابطال ونموذج للتقليد؛ وانشغال مباشر او غير مباشر لكثير من المحررين بالإرهاب، سواء بتنفيذ عمليات او الانتماء للتنظيمات والتحريض والمساعدة.
البروفيسور بوعاز غانور، رئيس معهد سياسة مكافحة الارهاب في المركز بين المجالي في هرتسليا، يقول ان "السياسة الليبرالية الاسرائيلية في تحرير الارهابيين من السجون، سواء في اطار الصفقات لتحرير المخطوفين، او في اطار الاتفاقات السياسية، أدت في السابق، وتؤدي في الحاضر، الى اضرار ملموسة. ويذكر غانور بتصريحات رئيس الشاباك السابق يورام كوهين، الذي قال على خلفية صفقة شليط في 2011، ان حوالي 60% من الارهابيين المحررين يعودون للنشاط والمشاركة في عمليات الارهاب بعد اطلاق سراحهم". واليوم تقدر الجهات الأمنية بأن نسبة المحررين في صفقة شليط الذين عادوا مباشرة او غير مباشرة، لدوائر الارهاب تصل الى 50%، وتم اعتقال اكثر من 100 منهم مجددا.
"يمكن اعادة عودة الكثير من المحررين الى النشاط الارهابي لعدة اسباب"، يقول غانور. "الظروف التي تم في ظلها اطلاق سراح الارهابيين من السجن في صفقات لتحرير المخطوفين تشير الى 'نجاح' عمليات الارهاب، بل تخلق التزاما معينا من جانب المحرر ازاء التنظيم الذي عمل لإطلاق سراحه. وخلافا لمحاولات اعادة تأهيل المخالفين الجنائيين خلال فترة امضاء عقوباتهم في السجن وبعدها، فان الأسرى الامنيين لا يملكون محفزات التأهيل، ويعودون الى البيئة الداعمة للنشاط الارهابي الذي عوقبوا بسببه. بل انهم يحظون بتشجيع من الجمهور بسبب عملياتهم. ويتحول الارهابيون المحررون الى نموذج للتقليد والنجاح في صفوف الشبيبة، ويحظون بالتقدير والاحترام، وفي أحيان كثيرة يحصلون على تعويضات مالية من جانب الجهات المؤيدة للإرهاب".
في الجهاز الأمني يقولون ان محرري صفقة شليط يتحملون حتى الآن، مباشرة او غير مباشرة، المسؤولية عن عشرات العمليات ومحاولات تنفيذ عمليات، لكنهم عمليا يتحملون مسؤولية اكبر من ذلك. لقد كان لمحرري الصفقة حتى الان دور مباشر في عمليات قتل خلالها سبعة اسرائيليين. في ليلة عيد الفصح، قبل ثلاث سنوات، تم بالقرب من كريات اربع اطلاق النار على ضابط الشرطة باروخ مزراحي وقتله. وكان القاتل زياد عواد احد محرري الصفقة، والذي كان معتقلا في السابق بتهمة قتل متعاونين فلسطينيين.
في حزيران 2015، قتل بالقرب من دوليف، داني غونين في عملية اطلاق للنيران نفذتها خلية مخربين، كان احد اعضاؤها، اسامة اسعد، تاجر السلاح، من المحررين في صفقة شليط. وفي نهاية الشهر ذاته قتل ملاخي روزنفلد، في عملية اطلاق للنيران قرب شفوت راحيل، نفذتها خلية قام بتفعيلها احمد نجار، المحرر في صفقة شليط، والذي كان ضالعا في السابق بسلسلة من عمليات اطلاق النيران التي اسفرت عن قتل ستة اسرائيليين.
وفي تموز الماضي، قتل في عملية اطلاق للنيران الحاخام ميخائيل مارك من عتنئيل، فيما اصيبت زوجته وولديهما. وكان القاتل محمد الفقيه من محرري صفقة شليط، والذي قتل في وقت لاحق خلال مواجهة مع قوات الامن. وقد اعتقل الفقيه في السابق وادين بالتخطيط للعمليات في اطار الجهاد الاسلامي.
لكن العملية الأبرز التي كان متورطا فيها احد محرري الصفقة، هي بلا شك العملية التي بادر اليها محمود القواسمة: اختطاف وقتل الفتية الثلاثة في غوش عتصيون. وكما هو معروف فقد تحولت تلك العملية الى استراتيجية وكانت لها ابعاد كبيرة، فقد ولدت تسلسل الاحداث التي قادت الى الحرب الشاملة مع حماس: في البداية كانت عملية "عودوا يا اخوتنا" في الضفة، في محاولة للعثور على الفتية المخطوفين، وبعد ذلك، اطلاق قذائف مكثف من قبل حماس على الجنوب، وفي نهاية الأمر كانت عملية الجرف الصامد التي منيت حماس خلالها بضربات قاسية جدا، وقتل خلالها 68 جنديا وخمسة مدنيين، واصيب 1620 جنديا و837 مواطنا اسرائيليا.
وقائع الدم
تجربة اسرائيل مع المخربين المحررين – من قبل صفقة شليط – تجربة مريرة. في اطار الصفقات واللفتات وتبكير موعد الافراج، ومخططات اخرى، اطلقت اسرائيل منذ عام 1985، سراح اكثر من 12 الف مخرب. وقد قتل مئات الاسرائيليين على ايدي الكثيرين من هؤلاء المحررين، واصيب حوالي 3200 اسرائيلي.
لقد تحول الـ 1150 محررا في صفقة جبريل (ايار 1985) الى العامود الفقري للانتفاضة الاولى. وحسب معطيات رسمية من وزارة الامن، تبين من فحص عينة شملت 238 مخربا اطلق سراحهم في اطار صفقة جبريل ان 50% منهم، 114 مخربا، عادوا لممارسة الارهاب. وانضم اكثر من نصف الـ7000 مخرب الذين تم إطلاق سراحهم بعد اتفاقات اوسلو، الى تنظيمات الارهاب الفلسطينية، وشاركوا في الانتفاضة الثانية. كما عاد العشرات من محرري صفقة تننباوم الى دائرة الارهاب. وحتى نيسان 2007، قتلوا 37 اسرائيليا. والان المحررين في صفقة شليط.
من بين العمليات التي تم تنفيذها او تخطيطها من قلب المخربين بعد اطلاق سراحهم من السجن الاسرائيلي، يمكن احصاء العملية الانتحارية في فندق بارك في نتنياهو، التي اسفرت عن قتل 30 شخصا، والعملية على مفترق كركور، التي اسفرت عن قتل 14، والعمليات في مقهى مومنت (11 قتيلا)، ومقهى هليل في القدس (سبعة قتلى). كما ان كريم عويس الذي تم اطلاق سراحه في 2001 كلفتة ازاء الفلسطينيين قتل في السنة نفسها ميخال مور ونوعام غوزوبسكي، وارسل مخربة انتحارية الى شارع الملك جورج في القدس فقتلت ثلاثة اسرائيليين واصابت 81.
عباس بن محمد السيد، الذي اطلق سراحه في 1996، هو المسؤول عن العملية الانتحارية في شارع هرتسل في نتانيا في 2001، والتي قتل خلالها ثلاثة، ومحمد جاد خليل، الذي كان معتقلا في السلطة الفلسطينية واطلق سراحه، تسلل الى مستوطنة حمرا في الغور (شباط 2002) وقتل ثلاثة من سكانها – ميري اوحانا وابنتها ياعيل والرائد ماجوس مكونان. الامثلة كثيرة، ولا تتسع هذه المقالة لنشرها.
تجربة اسرائيل السيئة مع المخربين المحررين لا تتوقف على من نفذوا العمليات، وانما ايضا على من تحولوا الى قادة للتنظيمات الارهابية. من الشخصيات المعروفة، باستثناء سنوار وفقها، الذين استبدلوا السجن الاسرائيلي بمواقع قيادية، كان الشيخ احمد ياسين الذي اغتاله سلاح الجو في اذار 2004، صلاح شحادة، رئيس الجناح العسكري في حماس، الذي ارسل المخرب الذي قتل خمسة فتية من طلاب الكلية العسكرية في عتسمونة، وتم اغتياله من قبل الجيش خلال الانتفاضة الثانية، عبد الله قواسمة، قائد الجناح العسكري لحماس في الخليل، المسؤول عن الكثير من العمليات، ومن بينها عملية التسلل الى مستوطنة ادورا في نيسان 2002، وقتل اربعة اشخاص، بينهم دانئيل شفتي ابنة الخامسة.
هذا الأسبوع ذكّرنا مصدر امني مخضرم في مكافحة الارهاب، كيف حرف قادة النضال من اجل شليط الرأي العام الاسرائيلي نحو تأييد إطلاق سراحه. "بواسطة حملة دعاية مكثفة، ميزانية ضخمة، تشبيه المصير المتوقع لشليط بمصير رون أراد، وكذلك من خلال عرضه كأسير يتعرض للتعذيب ومعتقل في بئر." ويدعي المصدر انه "لم يكن لقسم كبير من هذا العرض ما يستند اليه".
ويعتقد المصدر الرفيع نفسه ان نشاط طاقم النضال لإطلاق سراح شليط "نجح بتشويش الرأي العام في البلاد واضعاف موقف القيادتين العسكرية والسياسية، التي اغلقت عيونها امام النتائج المتوقعة لإطلاق سراح الاسرى. عندما زار الرئيس الأمريكي بوش الابن اسرائيل في 2008، وطلب طاقم شليط الالتقاء به، شرح لهم الامريكان انه في الولايات المتحدة لا يلتقي الرؤساء مع ابناء عائلات المخطوفين، لكي يتسنى لهم اتخاذ قرارات مدروسة ومنطقية. اذا لم يتم استخلاص العبر بالنسبة للسلوك في حالات مشابهة مستقبلا، سنشهد، معاذ الله، نتائج مشابهة" قال محذرا.
وفوق هذا كله يحلق تهديد الأنفاق، التي ترى حماس بأن حفرها يهدف الى دفع استراتيجية الاختطاف. اغتيال فقها يوم السبت الماضي، سواء نفذته اسرائيل ام لا، من شأنه ان يحث حماس على محاولة استخدام انفاقها خلال الربيع الحالي.
من المهم القول انهم في اسرائيل يمتنعون عن التطرق الى اغتيال فقها، لكنهم يحافظون على اليقظة والتأهب العالي في ضوء امكانية محاولة حماس الرد في الجنوب، في قطاع يهودا والسامرة او ضد اهداف يهودية واسرائيلية في الخارج. رئيس شعبة الاستخبارات السابق، عاموس يدلين، حذر هذا الاسبوع من ان حقيقة نسب الاغتيال لإسرائيل يمكن ان تقود الى جولة حرب اخرى في غزة. وقال: "لا اعرف من فعل ذلك، لكنه يمكن لحماس ان تقرر بأن اسرائيل هي التي نفذت الاغتيال في غزة، ويمكنها الرد. ونحن سنرد على الرد، وبسرعة يمكن ان نجد انفسنا داخل مواجهة اخرى".
صحيح انهم يعملون من وراء الكواليس في اسرائيل، لكي لا يتحقق هذا السيناريو المتشائم، ولكن كما اثبتت حالات سابقة مشابهة، لا يتعلق كل شيء بنا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالأحد 02 أبريل 2017, 4:20 pm

02.04.2017


مقالات
رؤيا نهاية اليمين: المجلس الوزاري اليميني، تاريخيا، قرر تقييد الاستيطان والمستوطنون يصمتون
يكتب براك ربيد، في "هآرتس"  ان رئيس الحكومة لم يختر مساء الخميس صدفة لعقد جلسة المجلس الوزاري السياسي – الأمني التي ناقشت الاتصالات مع الولايات المتحدة في موضوع كبح البناء في المستوطنات. فالوزراء يشعرون بالتعب بعد اسبوع من العمل، وصحف يوم الجمعة على وشك الاغلاق والجهاز السياسي كله يخفف من نشاطه لمدة يومين. التوقيت المناسب هو كل شيء في الحياة.
لقد اهتموا في ديوان رئيس الحكومة، يوم الخميس، بإجراء التصويت على اقامة مستوطنة جديدة لسكان عمونة، في مرحلة مبكرة من الجلسة، لكي يتمكنوا من اصدار بيان يبلور الرواية المريحة جدا من ناحية نتنياهو في عناوين صحف الصباح. اما بشأن القرار الأقل مريحا لنتنياهو من ناحية سياسية، فقد تم تبليغه لوسائل الاعلام في الساعة الواحدة والنصف ليلا، بعد ارسال الصحف للطباعة.
وعندما استيقظ المستوطنون وانصارهم في الصباح، اكتشفوا بأنه خلال نومهم، قرر نتنياهو والمجلس الوزاري الأشد يمينية في تاريخ دولة اسرائيل، التطوع لفرض قيود على البناء في المستوطنات. صحيح ان الحديث عن تغيير كبير عن فترة اوباما الذي كانت ادارته معادية للاستيطان، لكنه اذا اخذنا في الاعتبار ان من يسيطر على الحكومة هو لوبي المستوطنين وانه يجلس في البيت الأبيض دونالد ترامب، ويسيطر الحزب الجمهوري على الكونغرس – فقد كان قرار المجلس الوزاري لافتا للنظر.
وبشكل لا يقل عن ذلك كان لافتا للنظر رد مجلس المستوطنات الذي لم يتضمن حتى كلمة انتقاد واحدة لقرار نتنياهو، بينت، ليبرمان ورفاقهم فرض قيود ملموسة على البناء في المستوطنات. لا يوجد طريقة لوصف ذلك الا رؤيا نهاية اليمين. لا ترتبكوا. لو كان هرتسوغ وليفني في السلطة وقاما بهذه الخطوة، لكن كل انصار المستوطنات قد خرجوا للتظاهرة، وكان كل لوبي المستوطنين في وسائل الاعلام قد احرق تويتر بالتغاريد. ولكن بدلا من ذلك، حصلنا على تفسيرات اعتذارية وأسافين. الوحيد الذي تمتع بما يكفي من الاستقامة للاعتراف بالواقع هو النائب بتسلئيل سموطريتش، الذي كتب على حسابه في تويتر في الصباح ان "اليمين اعور بإرادته".
مرة اخرى اتضح في نهاية جلسة المجلس الوزاري ليلة الخميس/ الجمعة، ان كل الاحتفالات والآمال وتوقعات اليمين بأن يكون ترامب هو المسيح الذي سيبشر برؤيا ارض اسرائيل الكاملة، تحطمت على ارض الواقع. واتضح ان تصريحات الحملة الانتخابية فارغة المضمون، وخاب الأمل بنقل السفارة الى القدس في اول يوم لترامب في البيت البيض، وتراجعت احلام ضم المناطق. مقارنة بتوقعات المستوطنين من ترامب، يتضح ان سلوك ادارته في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني، وخاصة في موضوع البناء في المستوطنات، كان مفاجأة استراتيجية بالنسبة لليمين.
ليس خلال وردية ترامب
قرار المجلس الوزاري بشأن كبح البناء في المناطق والمبررات التي اقنع نتنياهو من خلالها وزرائه بالموافقة عليه، اوضحت انه في عهد ترامب ايضا، يتم تحديد سياسة البناء في المستوطنات، في نهاية الأمر، في البيت الابيض وليس في ديوان رئيس الحكومة في القدس. ترامب الذي يصر ويلتزم بشكل شخصي بمحاولة التوصل الى اتفاق سلام اسرائيلي – فلسطيني، لا يريد للمستوطنات بأن تعيق تحقيق الصفقة النهائية.
لقد وافق البيت الأبيض على استيعاب انشاء مستوطنة جديدة لمستوطني عمونة، ولم يشجب قرار بناء 2000 وحدة اسكان في المناطق، ولم ينعت المستوطنات بأنها غير شرعية. وكانت رسالة الادارة الأمريكية هي انه على استعداد لتجاوز هذه القرارات بالادعاء انه تم اتخاذها قبل ولاية ترامب. لكنهم في المقابل، اوضحوا في البيت الأبيض، انه منذ الآن وصاعدا، ستتغير شروط اللعب، ولن تتمكن اسرائيل من البناء كما تشاء.
قرار المجلس الوزاري لن يؤدي الى تجميد الاستيطان، لكنه سيبطئ بشكل ملموس اجراءات التخطيط والبناء، وسيقلص عدد وحدات الاسكان الجديدة التي سيتم بناؤها، وسيقيد انتشارها في انحاء الضفة الغربية. وحسب السياسة الجديدة، فان لجنة التخطيط في الادارة المدنية التي تصادق على مخططات البناء في المستوطنات ستنعقد مرة كل ثلاثة اشهر فقط، وليس مرة كل اسبوع كما هو متبع. وكل ما سيحتاج نتانياهو وليبرمان لعمله من اجل تأخير البناء هو الغاء انعقاد اللجنة مرة كل ثلاثة شهور بهذا الادعاء التقني او ذاك.
هذا القرار ينطوي، ايضا، على انجازات ليست قليلة لنتنياهو – لا يوجد تجميد رسمي وكامل للبناء في المستوطنات، وظاهرا، لا توجد قيود على البناء في الاحياء اليهودية الواقعة وراء الخط الأخضر في القدس، ولا يوجد أي تمييز بين البناء في كتل المستوطنات والبناء في المستوطنات المعزولة. من دون هذه الامور كان نتنياهو سيواجه صعوبة شديدة في اجتياز "امتحان زامبيش"، على اسم رئيس ذراع الاستيطان في مجلس المستوطنات، وتمرير السياسة الجديدة في ائتلافه الحكومي.
أضف الى ذلك، ان البيت الأبيض طلب من نتنياهو العودة الى التفاهمات بين الرئيس الاسبق جورج بوش ورئيس الحكومة الأسبق اريئيل شارون، التي تحدد بأن البناء سيتم فقط داخل مناطق البناء في المستوطنات. وقد رفض نتنياهو ذلك – وبشكل خاص بسبب حقيقة عدم وجود احتياط للأرض في المناطق المبنية. ونجح نتنياهو في نهاية المطاف بتحديد سياسة "اقل من تفاهمات بوش – شارون"، بحيث يمكن البناء الى جانب خط مناطق البناء، وبهذا الشكل زيادة عدد المستوطنين وتوسيع مناطق نفوذ المستوطنات.
في المقابل، لن تسمح السياسة الجديدة بضم مستوطنات الى اسرائيل، ولن تسمح بالبناء في المنطقة المتنازع عليها E1 التي تربط بين معاليه ادوميم والقدس، ولن تسمح بتشريع بؤر غير قانونية وتحويلها الى مستوطنات جديدة. صحيح ان نتنياهو حصل على موافقة صامتة من قبل الادارة الأمريكية ببناء المستوطنة الجديدة لمستوطني عمونة، ولكن في الوقت الذي سيستمر فيه بناء هذه المستوطنة لمدة سنة على الأقل، فان القيود على البناء ستسري ابتداء من اليوم الاحد.
غموض خطير
عمليا، سيتم تحديد حجم البناء الذي سيقام على الأرض، حسب تفسير البيت البيض وديوان رئيس الحكومة للسياسة الجديدة. فقرار المجلس الوزاري غامض بما يكفي لكي يسمح لنتنياهو ببناء الكثير اذا رغب بذلك، او عدم البناء بتاتا اذا لم يرغب البيت الابيض بذلك. لكن هذا الغموض قد يتضح بأنه سيف ذو حدين – تفسير مختلف من الجانب الاسرائيلي او نشر مناقصة للبناء في توقيت حساس، كما حدث في اكثر من مرة سابقا، يمكن ان يقود بسرعة الى ازمة توقعات ومواجهة مباشرة بين الأطراف.
يكمن الضعف الأساسي في سياسة المستوطنات الجديدة في عدم وضوح ما اذا ستدفع ولو بمليمتر واحد تحريك العملية السلمية. بالنسبة للفلسطينيين والدول العربية فان القيود التي تفرضها حكومة اسرائيل على البناء في المستوطنات لا تلامس الحد الأدنى من السقف الذي يسمح باستئناف المفاوضات. يمكن الافتراض بأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن عبدالله، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذين سيلتقون الرئيس ترامب خلال الاسبوعين القريبين، سيقولون له ذلك بشكل واضح. قلد اثبت ترامب حتى الان انه نجح بردع نتنياهو وبينت لكي يوافقان على تقييد البناء في المستوطنات. والسؤال هو هل سينجح بردع عباس او منحه أي انجاز اخر يقنعه باستئناف المفاوضات. اذا لم يتم ذلك، من المؤكد ان ترامب قد يرجع لنتنياهو ويطالبه بجولة اخرى من التنازلات.
لكي يقيم اولادكم في منطقة عوريف الخلابة
تكتب عميرة هس، في "هآرتس"، ان الهاتف رن في الساعة السابعة من صباح يوم الجمعة. وسأل المتصل "هل انت نائمة"، ولم ينتظر الجواب. "ربما تحضرين الى عوريف؟ هناك مزارع ذهب يوم امس لحراثة ارضه فطرده الجيش. نحن نريد العودة الى هناك اليوم. هل تنضمين الينا؟" اعتذرت. صحيح ان عوريف، القرية الواقعة جنوب نابلس، على مسافة 45 دقيقة سفر من البيرة، ولكن في صباح يوم الجمعة انا في اجازة من الاحتلال.
ولكن، ها هي الفجوة غير المحتملة بين بساطة الكلمات وبين الصرخة الصامتة للمضمون. انتم، القراء الذين لا تقرؤون، تقولون انه يتم ارسال الجنود الى الضفة الغربية للحفاظ على امننا. انتم مخطئون وتضللون بإرادتكم وبدوافع الراحة والربح. الجنود يتم ارسالهم الى الضفة لكي يواصلون إخلاء الأراضي من اجل اليهود، لكي يتمكن اولادكم واحفادكم من الانتقال للسكنى في المنطقة الخلابة لقرية عوريف ومئات القرى الأخرى. ولكي يختفي شبانهم عن انظارنا، يغادرون الى الأردن، او على الأقل، ينسون الأرض ويبحثون عن عمل في التنظيف في نابلس واريئيل.
مقابل كل سرقة رسمية للأراضي يتم اعلانها (الادارة المدنية، الوكالة القومية للسرقة والطرد، اعلنت يوم الاربعاء عن الف دونم من اراضي قري سنجل ولُبن الشرقية وقريوت والساوية، بأنها "اراضي حكومية") تقع كل شهر عشرات الحالات التي لا يتم التبليغ عنها، والتي يقوم خلالها الجنود بطرد المزارعين والرعاة من اراضيهم. وبواسطة منع العمل في الأرض، يعد الجيش والوكالة القومية للسرقة، اراضي القيصر المستقبلية.
سواء كنت في اجازة من الاحتلال ام لا، اتصلت على الفور بالمزارع م.س، الذي كان على وشك الخروج الى ارضه، لكي افحص معه عدة تفاصيل اخرى. ومن ثم اتصلت بالناطق العسكري للسؤال عن سبب قيام الجنود بمنعه من العمل في ارضه في اليوم السابق. وقلت للجندية اللطيفة في مكتب الناطق العسكري، بأن المحادثة للنشر. فقالت لي: سنعمل على الموضوع. قلت لها شكرا، فقالت: بكل ترحاب. بعد ذلك طلبت مني معرفة اسم المستوطنة المجاورة للأراضي. فكتبت لها عبر تطبيق ووتس آب: "المستوطنة غير القانونية في منطقة يتسهار، بما في ذلك البؤر غير القانونية وغير المرخصة في المنطقة". وتنازلت عن ذكر توراة الملك.
بعد ساعتين من ذلك عرفت بأنه في هذه المرة، ايضا، احبط جيشنا البطل عملية الحراثة التي سعى اليها فلاح في الخامسة والخمسين من عمره، من عوريف. او الأصح القول ان جنودنا اطاعوا اوامر قائدهم الأعلى، اليهودي الملتحي والمسلح والذي لا يسمى غادي (تقصد غادي ايزنكوت رئيس الأركان - المترجم). زخاريا ساده، الباحث الميداني في جمعية حاخامات لحقوق الانسان، كتب لاحقا: انه وصل مع المزارع، سائق التراكتور، عضو في المجلس المحلي، وعدد من رجال القرية، الى الأرض. مجمع مياه القرية يتواجد في طرف هذه القسيمة. بيوت القرية على مسافة 200 متر. وعندها نزل من تلة "لهباه"، احدى بؤر يتسهار التي فرضت وجودها على مسافة 600 م، مركز الامن الجاري في الجيش ومعه ثلاثة جنود.
"وكان مركز الامن الجاري في الجيش هو الذي بدأ بطرد المزارع، فيما نفذ الجنود اوامره"، كتب ساده. ويظهر الشريط الذي التقطه، احد الجنود وهو يلوح بيديه ويطرد الفلسطينيين من المكان. "هيا، خلص، روح الى بيتك، ما معك رخصة. الى البيت. من يتكلم العبرية". ورد عليه ساده: "هذه منطقة ب، أنت تعرف بأنك تخرق القانون". فقال الجندي: "طيروا من هنا. ما هي الصلة. لقد وقع هنا حادث. قمتم بعمل ممنوع". واستغرب ساده: ما هو الممنوع، وعندها فتح جندينا الشجاع عينين كبيرتين، كأنه لا يصدق بأن الخاضع يجادل: "هل تعرف أين حرثت؟؟ في منطقة ممنوعة. هناك"!!!
الكثيرون منكم سيستنتجون بأن الجندي يعرف عما يتحدث. صحيح. الجندي يعرف ان عليه اطاعة قائده الأعلى الذي لا يسمى غادي، والذي نزل من التل، من يتسهار وهو يحمل توراة الملك في يده. بأوامر منه، منع الجيش سكان عوريف من حراثة اراضيهم في المنطقة المعرفة بأنها منطقة ب (بالإضافة الى مناطقهم في "ج" المدفونة وراء سور من التنكيل والغزو). وكل هذا لكي تتمكنون غدا، ايها اليهود الأعزاء، المشبعين بالدعم والاحتضان، من اقامة تل العفن هناك.
بعد ظهر يوم الجمعة، نزلت مجموعة ضمت حوالي 25 مستوطنا، بينهم ملثمون، الى قطعة الأرض نفسها، واقتربت بشكل مهدد من بيوت عوريف. وقام جنودنا الرائعين، اولادنا الساحرين بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع: لا، لم يطلقوها باتجاه المهاجمين الذين كان بعضهم ملثمين، وانما باتجاه شبان القرية الذين خرجوا للدفاع عنها في مواجهة الغزاة. بعد ذلك، نشر المستوطنون اكذوبة ان "قواتنا تلاحق العرب الذين حاولوا التسلل الى حي لهباه في يتسهار".
وجاء من الناطق العسكري ردا على منع العمل في الأرض، ان "الدخول الى الأرض المقصودة تم تقييده مؤقتا بسبب معايير امنية في المنطقة. قوات الأمن ستضمن استمرار الحراثة في المكان في الموعد الذي سيتم تنسيقه مع اصحاب الارض، بما يتفق مع احتياجاتهم والاحتياجات الأمنية".
وبلغة مدنية: "تقييد الدخول" – يعني اعترافهم بأن الأرض تابعة للقرية. "معايير امنية" – تعني تهديد المستوطنين ومطالبهم. "احتياجات امنية" – تعني مستوى تقدير الجنود والقادة للمستوطنين والخوف منهم. "موعد سيتم تنسيقه مع اصحاب الأرض" – تعني في حرب الاستنزاف التي يديرها جيشنا ضد المزارعين الفلسطينيين حول تنسيق دخولهم الى اراضيهم – والهدف هو ان يتم استنزافهم فيتخلون عن ذلك. وعندها ستنبت الأرض الاعشاب، وادارة السرقة والطرد ستعلن عنها بأنها ارض حكومية وتسرقها لإقامة عمونة اخرى. "بشكل مؤقت" – تعني الى الأبد.
يقطعون الغصن بقوة الذراع
يكتب الوزير الاسرائيلي سابقا، ايلي يشاي، في "يسرائيل هيوم" انه عندما تم تأسيس كتيبة "ناحل" للمتدينين، ثار نقاش عام في قطاع المتدينين. وفي حينه تم عرض الادعاء بأن الجيش سيبذل كل شيء، وسيتعاون معنا من اجل تجنيد المتدينين، ولكن عندما يتحول التجنيد إلى أمر اعتيادي، سيتم ازالة كل التنسيقات وسنرى القطار المعادي للمتدينين يمس بالشبيبة المتدينة بكل قوة. وفي المقابل ادعى المؤيدون بأن الجيش هو اكثر مكان ملائم للشبيبة التي تتجند فيه.
العاصفة الأخيرة في مسألة خدمة النساء اعادتني الى ذلك النقاش. حسب ما افهم فإننا نشهد عرضا مختلفا جدا، يحاول فيه اصحاب الصلاحيات العسكرية – الأمنية، توسيعها واجبار جنود الجيش على العمل خلافا للقيم اليهودية والدينية التي تقوم عليها الدولة، من خلال استغلال ساخر للطاعة العسكرية. يجب على الجيش العمل وفقا للأوامر. لا توجد ديموقراطية في الجيش وهذا هو الصواب، ولكن في اللحظة التي ينتزع فيها وزير الأمن حرية الحسم في مسائل هي فوق الجيش وتتعلق بهوية الدولة، فانه يقود الى صدام مباشر ويخلق انتفاضة لا نعرف من سينقذنا من نتائجها.
شبيبة المتدينين تتخبط، من ينظر من الجانب الى الهجوم غير المكبوح على الحاخام ليفنشتاين – الذي اشرف على تثقيف اجيال من المحاربين – يقول لنفسه: ما شأني بهذه المشكلة. اذا كان الجيش يتعامل هكذا مع الجمهور القومي المتدين، المخلص جدا له – والذي يعرض اعلى نسبة من التجنيد – ويدوس قيمه من دون حوار ونقاش موضوعي، فأي مصير ينتظرني.
صرخة الحاخام ليفنشتاين موجهة الى القيادة الرفيعة في الجيش التي بدأت بتنفيذ الطابع المرفوض للخلط بين الشبان والشابات لغير اهداف عسكرية – وهو طابع يخلق التوتر الزائد.
في الماضي، نظم رئيس الحكومة وجبة على شرف الرئيس الروماني يون الياسكو. وتواجدت هناك مع وزراء آخرين. وقد فاجأنا الياسكو عندما قال انه يرى في اسرائيل الشعب المختار، فقط لأنه لا يوجد أي تفسير منطقي للنجاح الذي حققته الدولة بسرعة النيزك. اعتقدت في حينه انه لو صدر مثل هذا التصريح عن مسؤول اسرائيلي لتم على الفور دمغه بختم عنصري، ولكن عندما نسمعه من زعيم اجنبي يجب ان يوقظنا. وقد أضاف وقال "ان التوراة هي التي حافظت عليكم طوال التاريخ". من اللطيف الاعتقاد بأن ذلك التصريح كان اطراء يهدف لوضعنا فوق العنصر البشري والربت على الاكتاف. لكن ليس الأمر هكذا. هذا التصريح يعبر عن المبدأ الذي يحملنا منظومة قيم مختلفة ومسؤولية خاصة، تقوم على قيم الهوية اليهودية.
ظاهرا يبدو ان مسالة الهوية اليهودية المتجددة تخضع لنقاش عميق. هل يمكن حسمها بأمر عسكري؟ ليبرمان يعتقد ان الجواب نعم، انا متأكد بان الجواب لا. توجهت الى رئيس الحكومة وطلبت تدخله في الشرخ المتعمق بين عالم التوراة والجيش العزيز. يسرني انه وعد بالتدخل في الأزمة. الحوار مناسب، ولا يزال هناك مكان لمناقشة كل مسألة، لكنه لا مكان للوحشية المفترسة. لقد تصرف المستشار القانوني بشكل جيد حين منع ليبرمان من اجراء استجواب للحاخام  ليفنشتاين. هناك مكان لدعوة حاخامات الصهيونية الدينية لمناقشتهم وسماع موقفهم واتخاذ قرار.
المفتاح في الداخل
تكتب سمدار بيري، في "يديعوت احرونوت" ان اللقاءات الجانبية التي جرت على هامش القمة العربية في الأردن، مثيرة اكثر بمئة مرة من البيان الختامي. عندما قرأ الامين العام للجامعة العربية القرارات السبعة عشر، التقطت الكاميرات ثلاثة حكام (رؤساء اليمن وجيبوتي والكويت) وهم يغوصون في نوم عميق. في تلك اللحظات وقف طابور طويل لدى المبعوث الأمريكي الخاص. لقد حضر جيسون غرينبلات للعمل على مدار الساعة في الجانب الأردني من البحر الميت. والنتيجة: الرئيس المصري السيسي هبط في واشنطن امس للقاء عمل منظم مع ترامب. وفي منتصف الأسبوع سيصل ملك الأردن عبدالله، وفي نهاية الشهر سيصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
رسميا، كما يدعون في الجانب العربي، فان مفاتيح اعادة تحريك العملية السياسية باتت في الداخل. سافروا بسلام. فبعد ان ازالت القمة العربية الغبار عن مبادرة السلام السعودية، لم يتبق الا ادارة المحرك. وستأخذ مصر على عاتقها دور القيادة، والأردن يجري تعريفه "كشريك رئيسي"، واسرائيل تتمسك بدور الهامس على التل. هكذا، يشمر طاقم ترامب عن ساعديه لتركيب طاولة العمل. وهذا هو سبب كون ابو مازن آخر المدعوين الى البيت الأبيض. ملك المغرب وحده، الذي فقد الاهتمام بالقمم العربية، تهرب من دون الاعتذار. رئيس المخابرات الأردنية فيصل شوبكي، الذي جعل الملك يقفز في اللحظة الأخيرة ويقوم برحلة محرجة للاستجداء في قصر الملك في الرباط، دفع الثمن بوظيفته وتم فصله.
الأمور عالقة في القدس. عندما يرد نتنياهو على المبادرة العربية بقرار انشاء مستوطنة بديلة لمستوطني عمونة، ينفجر العرب. لقد شطب الحكام العرب التطبيع من القاموس. منذ الان قالوا "المصالحة التاريخية" مع كل العرب مشروطة بموافقة اسرائيل، او ان ترامب يجبر نتنياهو على تقبل حل الدولتين وتلتزم اسرائيل بالانسحاب الكامل الى حدود 67. بكلمات اكثر بسيطة، عندما يبدأ اليمين بالضغط، سيكون لدى العرب حجة: عمق التعاون من الجانب العربي سيماثل عمق التنازل الاسرائيلي. كلما تحصن نتنياهو وتنازل له ترامب، سيبقى الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني عالقا.
وهناك جانب آخر، لا يقل اهمية عن اللقاءات في البيت الأبيض. عندما يشير المحللون لدى السيسي الى "الكيمياء الجيدة" التي نشأت مع ترامب، فانهم يقصدون مصلحة اقتصادية. مع او بدون تحريك العملية السياسية، يمنع السماح بسقوط مصر. ليس سرا ان مصر عالقة في ضائقة اقتصادية. لا يجب ان تكون خبيرا كبيرا لكي تقدر بأن الحشود الغاضبة والجائعة يمكن ان ترجع الى الميادين. ويسود مثل هذا الوضع في الأردن، ايضا. خلافا لأوباما، لا يتأثر ترامب من اوضاع حقوق الإنسان في منطقتنا. انه ينظر الى الأرقام، واسرائيل تساعده لكي يفهم بأن على الادارة دعم الأنظمة.
لقد شاهدنا الرئيس المصري، في لحظة درامية، يغادر قاعة القمة العربية عندما بدأ حاكم قطر بإلقاء خطابه. لم يكن هذا الخروج مجرد اشارة الى "العصبية" السائدة بين البلدين. من المهم ملاحظة التدخل الامريكي من وراء الكواليس، محادثات التوبيخ التي حظي بها نجل الملك السعودي، والتي قادت الى المصالحة بين الملك سلمان والسيسي. ها هي الصفقة الدائرية: اذا كان جلالة الملك السعودي معنيا بالتعاون مع ادارة ترامب، واذا كان يحلق فوق رؤوس الجميع ظل التهديد الايراني، يجب على السعودية التجند وتقديم حصتها. هنا، على هامش القمة، نجحوا بإعادة ارساليات النفط الى مصر، وعلى الطريق سيتم فتح المحفظة ومساعدة ملك الأردن، ايضا.
المتشائمون لا يتواجدون لدينا فقط. صحيح انهم لم يطلقوا تهديدات، لكن رئيس الحكومة نتنياهو تلقى ضربة كبيرة من ملك الأردن. لقد أصر عبدالله على التحذير من ان "اسرائيل تتآمر على جهود السلام". كما يبدو الأمر، فان ترامب بدأ يستوعب بأنه تلقى صفقة معقدة. في الوقت الذي يبحث فيه مستشاروه عن صيغة، نوصي بقلب الترتيب: تحرير السدادة السياسية بواسطة الخبز والزبدة. مشاريع اقتصادية اولا، نوع من التجند الميداني، وعندها فقط فتح الطاولة وجلب الاطراف حولها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالإثنين 03 أبريل 2017, 8:59 am

لا «رياض» بدون «رام الله»
صحف عبرية
Apr 01, 2017

تنبع التصريحات المتواترة عن الحاجة إلى «حل اقليمي» للنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني والتي يطلقها إسرائيليون ضالعون في المسيرة ويسعون إلى تسوية النزاع، من عدة أسباب: فهي تعبر عن الرغبة في التغلب على ضعف الفلسطينيين عقب الانشقاق الداخلي بين «م.ت.ف» وحماس، التطلع إلى التدخل النشط والملزم من الدول العربية بتحقيق الاتفاق، في تطبيقه والحفاظ على استقراره، والأمل بعلاقات تجارية واقتصادية مع أسواق كانت حتى الان مغلقة في وجه الإسرائيليين، بحيث تتثبت كجزء من التطبيع مع العالم العربي.
مقابلها، فإن التصريحات المشابهة التي يطلقها رئيس الوزراء وبعض من الوزراء تعبر عن رغبة في الامتناع عن حل النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني وفقا لصيغة الدولتين. الهدف: استغلال مصالح بعض الدول العربية ومخاوفها من التهديد الإيراني، والعمل على أن تفرض التسوية على الفلسطينيين أو تعمل على حفظ الوضع الراهن معهم ـ دون أن تدفع إسرائيل الثمن اللازم لاقامة تسوية مستقرة تكون مقبولة من الفلسطينيين.
أماني رئيس الوزراء هذه منقطعة عن تاريخ النزاع ومنظومة اضطرارات العالم العربي بالنسبة للفلسطينيين. وأخطر من ذلك، فإن السعي إلى تحقيقها من شأنه أن يعيد إسرائيل والفلسطينيين إلى نقطة البداية التي يراوح فيها النزاع لسنوات عديدة: «إما كل شيء أو لا شيء».
مثل القيادة الفلسطينية اليوم، بعد الحرب العالمية الاولى كان يوجد المفتي الحاج أمين الحسيني في موقف دون في مواجهة الحركة الصهيونية، التي كانت منظمة جيدا ونالت دعما دوليا واسعا. فالمعسكر الفلسطيني الذي وقف هو على رأسه كان منقسما، منشقا ومصابا بالفساد. وكان بالاساس منعزلا لان الدول العربية كانت منشغلة كل منها بشؤونها. ولما كان الحال هكذا فقد سعى المفتي إلى تجنيد العالم الاسلامي لمساعدة عرب فلسطين، بدعوى أن اليهود يسعون إلى هدم المسجد الاقصى وإقامة الهيكل على خرابه، وانه بعد احتلال فلسطين سيتوجهون إلى احتلال المنطقة بأسرها.
ولكن عرب فلسطين لم يقصدوا منح الدول العربية الحق في تمثيلهم مقابل مساعدتها لهم. فتشكيل اللجنة العربية العليا، في 1936، ضمن صدارة الفلسطينيين حتى حرب الاستقلال. وكان رفض قرار التقسيم في 1947، وخروجهم إلى الحرب لالغائه، واجتياح الجيوش المرسلة من الدول العربية إلى بلاد إسرائيل، صادر من الفلسطينيين الحق في تمثيل أنفسهم. فلم يتم اشراكهم في اتفاقات الهدنة ولا في مؤتمر المصالحة في لوزان. ومع أن المصريين اقاموا «حكومة عموم فلسطين» في غزة برئاسة المفتي، الا ان الملك عبدالله أخذ لنفسه الحق في تمثل الفلسطينيين مع ضم الضفة في 1950.
تغير الواقع بعد أن تبلورت القيادة الفلسطينية الجديدة. فمع سيطرة عرفات على «م.ت.ف» في 1969 تثبت مبدأ «القرار المستقل». أي ان الفلسطينيين يطالبون بأخذ كل القرارات المتعلقة بهم بشكل مستقل، وفقا لمصالحهم وليس وفقا لمصالح الدول العربية. وجاء قرار الجامعة العربية في 1974، بتأييد من الملك حسين، بالاعتراف بـ «م.ت.ف» كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، والغاء الحسين ضم الضفة الغربية في آذار 1988، فقد أكملوا الثورة في موضوع تمثيل الفلسطينيين. وأدى اعتراف «م.ت.ف» في نهاية ذاك العام بقرار الامم المتحدة 181 و 242 إلى إعتراف أمريكي بحق التمثيل أيضا، وفي 1993، اعترفت إسرائيل هي الاخرى بها في إطار اتفاقات اوسلو.
إن اعتراف الامم المتحدة بـ م.ت.ف كمنظمة مراقب فيها في 1974، تحول في 2012 إلى اعتراف بفلسطين في خطوط 1967 كدولة مراقب من جانب 138 دولة.
اتفاقات السلام مع مصر وبعد ذلك مع الاردن، واتفاقات اوسلو مع م.ت.ف، وضعت الفلسطينيين في مقدمة المسرح السياسي. فقد اعترفت الجامعة العربية ومؤتمر الدول الاسلامية بالاتفاقات التي وقعتها م.ت.ف. ومنحت مبادرة الجامعة العربية بالفعل إطارا لاتفاقات السلام بين إسرائيل والعالم العربي، ولكن هذه مشروطة بتسوية النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني وفقا للمعايير المقبولة من الاسرة الدولية و«م.ت.ف». صحيح أن مكانة محمود عباس و«م.ت.ف» منوطة بتأييد الدول السنية المعتدلة وهو يدفع لها بين الحين والاخر ضريبة، مثل الاتفاق الذي وقعه في آذار/مارس 2013 مع الاردن، وبموجبه فإن عبدالله الثاني هو «الوصي على المواقع المقدسة في القدس… ولا سيما الحرم الشريف»، وصاحب الصلاحيات «لتمثيل المصالح» في المواقع المقدسة. ولكن هذا دون التنازل عن البند القائل ان «حكومة دولة فلسطين، بصفتها المعبرة عن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، لها الحق في السيادة على كل جزء من اراضيها، بما في ذلك القدس».
إن عباس على علم بهبوط شعاع القضية الفلسطينية، مثلما أجاد في التعبير عن ذلك الصحافي محمد الشيخ في صحيفة «الجزيرة» السعودية في كانون الثاني من هذا العام: «أمر آخر على الفلسطينيين أن يفهموه هو أن عرب اليوم ليسوا عرب الأمس وانه طرأ تراجع في مكانة المسألة الفلسطينية لدى العرب. فهي لم تعد المسألة الاولى في سموها بالنسبة لهم، إذ توجد حروب أهلية مدمرة في أربع دول عربية. اضافة إلى ذلك، فإن الحرب ضد الارهاب الاسلامي المزعوم، هي القلق الاول الذي يقض مضاجع كل العرب دون استثناء».
ولكن عباس، مثل باقي الزعماء العرب، يعرف أيضا بأن «الشارع العربي» بكل تياراته لن يوافق بسهولة على قبول اتفاقات سلام وتطبيع مع إسرائيل دون تسوية المسألة الفلسطينية، ومن شأن الامر ان يؤدي إلى هز الاستقرار في كل المنطقة.
يخشى عباس بالفعل من «مؤامرة» بين الادارة الأمريكية، إسرائيل وبعض الدول العربية في ما يسمى «مفاوضات اقليمية» تأتي على حساب الفلسطينيين، في ما يشبه محاولة الأمريكيين في السنة الماضية، والتي أفشلها نتنياهو. وقد اضطر هو و«م.ت.ف» إلى أن يواجها في الفترة الاخيرة اجتماعات مختلفة تهدد مكانتهما السياسية، مثل «مؤتمر دعم الانتفاضة» في طهران، مؤتمر اسطنبول الذي تحدى «م.ت.ف» و«مؤتمر الفلسطينيين في اوروبا»، الذي تنظمه حماس وسينعقد في منتصف نيسان في روتردام. من الجهة الاخرى، فإن بيان وزراء خارجية الجامعة العربية قبيل القمة العربية، التي افتتحت في عمان الأربعاء، والذي يتبنى مبادرة الجامعة العربية في 2002 كأساس للمفاوضات، عزز جدا مكانة عباس. كما أن المكالمة الهاتفية القصيرة له مع الرئيس الأمريكي ثبتت مجددا مركزيته كعنوان سياسي.
تقف إسرائيل أمام فرصة غير مسبوقة للتأثير على تصميم الواقع الشرق أوسطي، قبل أن يتبلور هذا وفقا للميول التي وصفت أعلاه ونتائجها ستكون تخليد النزاع وتقدم اهداف إيران، تركيا وقطر (بشكل مباشر أم من خلال فروعها: حماس، الجهاد الاسلامي الفلسطيني وحزب الله). فضعف «م.ت.ف» لن يخفي المسألة الفلسطينية. والاسوأ من ذلك هو أنه سيسرع فقط الانتقال إلى قيادة حماس، الكفيلة بأن تغير قريبا ميثاقها، ولكن هذا لن يجعلها شريكا لاتفاق دائم. إسرائيل ملزمة بالصحوة والحرص على مصالحها. فالطريق إلى الرياض، إلى دول الخليج ودول اخرى يجب أن تمر في رام الله.

شاؤول أرئيلي
هآرتس 31/3/2017
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالثلاثاء 04 أبريل 2017, 8:16 pm

04.04.2017


مقالات
          ابنوا بدل أن تهدموا
•         تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان الكنيست ستعقد يوم غد الاربعاء جلسة خاصة خلال عطلتها، للتصويت في القراءتين الثانية والثالثة على مشروع القانون الذي يسمى "قانون كمينيتس" والذي يهدف الى تشديد تطبيق القانون والعقوبة على البناء غير المرخص. ويتضمن مشروع القانون زيادة فترة عقوبة الاعتقال القصوى على مخالفات البناء الى ثلاث سنوات، ولا يميز بين مخالفات البناء التي تهدف الى تحقيق ارباح اقتصادية وبين البناء الذي يتم من دون أي مفر آخر، ويدعو بشكل خاص الى تقليص رأي المحكمة وقدرتها على التدخل، في صالح وحدة تطبيق قانون التنظيم والبناء في وزارة المالية – ما يعني ان المسار الاداري سيحظى بالأولوية على حساب الموازنة والكوابح.
•         في نص القانون الذي بادرت اليه وزارة القضاء، لم يكتب بشكل واضح، ان تشديد العقوبة يستهدف بالذات الجمهور العربي في اسرائيل، لكنه من الواضح للجميع ان ابعاده ستؤثر بشكل خاص على البلدات العربية، لأنه بين عامي 2012 و2014، كان 97% من اوامر الهدم الادارية التي صدرت تستهدف مباني في هذه البلدات، ناهيك عن ان القانون يجري تقديمه من قبل حكومة تسارع الى دفع قوانين التمييز، مثل قانون المؤذن، قانون المصادرة، قانون الاقصاء، وقانون الولاء في الثقافة.
•         لا جدال في انه يجب معالجة مشكلة البناء غير القانوني في كل القطاعات؛ وان على مواطني اسرائيل المحافظة على القانون؛ وان نص القانون كتب بشكل مهني. ولكن الى جانب ذلك، لا يستحق سن هذا القانون، لأنه ينشغل فقط في تطبيق القانون من دون ان يوفر علاجا عميقا للمشكلة نفسها – ضائقة الاسكان في البلدات العربية – ومن دون اعداد خرائط التنظيم.
•         اضف الى ذلك ان الحكومة حددت في الماضي، بأن تمويل تطبيق القانون سيكون على حساب الميزانيات المعدة لتطوير البلدات العربية. ولذلك يثور الاشتباه بأن هدف هذا القانون هو زيادة التنكيل بالمواطنين العرب ومواصلة سياسة التحريض الحكومية ضدهم.
•         لو كانت وزارة القضاء معنية فعلا بحل مشكلة البناء غير المرخص، لكان من المناسب اولا تنفيذ الخرائط الهيكلية للبلدات العربية التي صودق عليها، والمسارعة الى المصادقة على تلك التي لم يصادق عليها بعد، وزيادة عدد لجان التخطيط الناشطة في هذه البلدات، وبعد ذلك فقط، الاعلان عن تشديد القانون.
•         في الوقت الذي يشكل فيه الجمهور العربي نسبة 20% من مجمل السكان، الا ان مناطق نفوذ البلدات العربية تمتد على 2.5% فقط من مساحة الدولة. وفي المقابل فان اجراءات المصادقة الحكومية على مخططات البناء في الوسك العربي تستغرق عشرات السنوات. الدمج بين هذه العوامل وغياب البديل التنفيذي يقود الى نقص في وحدات الاسكان، ويزيد من حجم البناء غير المرخص. مشروع القانون لا يهدف الى حل المشكلة وانما الى مراكمة المصاعب امام الجمهور الذي يعيش في ضائقة.
          أي تحسين مقارنة بأوباما
•         يكتب موشيه ارنس في "هآرتس" : ما الذي يمكن قوله في هذه المرحلة حول العلاقات بين ترامب واسرائيل؟ انها جيدة. يمكن حتى الوقوع في الاغراء والقول انها "جيدة جدا". اولا، الأجواء. أي تغيير بعد ثماني سنوات حكم اوباما.
•         من لا يزال يتذكر حتى الان، خطاب اوباما في القاهرة، عندما اعلن بأنه يجب على اسرائيل وقف كل بناء في المستوطنات؟ من يتذكر الاضطرابات التي رافقت زيارة نائب الرئيس جو بايدن الى اسرائيل، عندما علم بأنه تمت المصادقة على مخططات البناء في مناطق القدس وراء خطوط الهدنة؟ او التوبيخ الذي تلقته اسرائيل من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون؟ لقد حدد هؤلاء جميعا نغمة السلوك خلال السنوات الثماني التي جاءت بعد ذلك، السلوك الذي وصل الى قمته في الأمر غير المسبوق الذي اصدره اوباما الى السفيرة الامريكية في الأمم المتحدة، بعد ان تم انتخاب ترامب، بعدم فرض الفيتو على قرار شجب اسرائيل. لقد عرفت العلاقات بين اسرائيل وواشنطن الكثير من الخلافات، لكنها لم تشهد ابدا شيئا يشبه ما حدث خلال هذه السنوات الثمانية. قارنوا ذلك بالمودة التي اظهرها ترامب وزوجته ازاء نتنياهو وزوجته خلال زيارتهما الى واشنطن.
•         "النغمة تحدد الموسيقى" – ولكن الموسيقى تغيرت ايضا. نيكي هايلي، التي عينها ترامب سفيرة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، اعلنت انه "مرت الأيام التي كان يمكن فيها لكم اسرائيل في الأمم المتحدة". لقد قيلت هذه الكلمات من قبل سفيرة اقوى دولة في العالم والتي تمول 22% من ميزانية وكالات الامم المتحدة ونشاطاتها. لا يمكنها بالطبع تغيير حقيقة وجود غالبية مباشرة بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لكل قرار ضد اسرائيل، لكنه يمكن لنا الاعتماد والتأكد بأنه منذ الان سيتم فرض الفيتو على كل قرار يجري تقديمه الى مجلس الامن، وأن منظمات الامم المتحدة ستحذر عندما تفكر بقرارات ضد اسرائيل.
•         قبل عدة أيام قال نائب الرئيس الامريكي مايك بينس، انه "بعد عشرات السنوات من الحديث عن نقل السفارة الى القدس، يفكر الرئيس الامريكي ترامب بجدية في هذا الأمر". من الواضح ان السفير الأمريكي الجديد ديفيد فريدمان، لن يعارض ذلك.
•         ربما، بالنسبة لإسرائيل يكمن أهم تغيير حدث بعد استبدال السلطة، في توجه ترامب نحو ايران. الجنرال جوزف فوطال، قائد القيادة المركزية الامريكية، قال مؤخرا للجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، ان ايران تجسد احد اكبر التهديدات للولايات المتحدة اليوم، بل انها زادت من تدخلها في الشرق الاوسط، وبذلك تقوض الاستقرار في المنطقة. يمكن الافتراض بأن رأي هذا الجندي المهني يشبه رأي ادارة ترامب بإيران.
•         لقد سبق وعرّف وزير الدفاع جيمس ماتيس، ايران بأنها اكبر ممول للإرهاب في العالم. وقال خلال لقائه مع وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، ان ايران تواصل السلوك كمصدرة للإرهاب. وعندما ذكره صحفيون بقوله في 2012 بأن المخاطر الثلاث التي تهدد الولايات المتحدة هي "ايران، ايران، ايران"، قال ماتيس ان سلوكها لم يتغير منذ ذلك الوقت.
•         قارنوا هذه الأمور بتوجه اوباما ازاء ايران. قبل عامين اطلق البيان الغريب الذي قال فيه ان "ايران يجب ان تكون وستكون قوة عظمى في المنطقة". لقد رفض الاعتراف بدعمها للنشاط الارهابي، وفاوضها حول الاتفاق النووي من وراء ظهر اسرائيل، وهو يعرف ان اسرائيل ستكون المستهدفة بالصواريخ الايرانية المسلحة برؤوس حربية نووية.
•         مقابل ذلك سنرى الان بأن الولايات المتحدة واسرائيل ستقرآن من الورقة ذاتها حين تفكران بطريقة معالجة ايران. وهذا مريح جدا. صحيح انه لم تمض مئة يوم على ولاية ترامب، لكن الامور تبدو في هذه الأثناء غير سيئة.
          لقاءات بروح متفائلة
•         يكتب البروفيسور أيال زيسر، في "يسرائيل هيوم" ان اللقاء الذي جرى في واشنطن بين الرئيس ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، امس، فتح موسم حجيج قادة العالم العربي الى البيت الأبيض. ففي اعقاب السيسي سيصل، غدا، الملك الأردني عبدالله، وفي وقت لاحق من هذا الشهر يتوقع وصول رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن.
•         يصعب التقليل من اهمية هذه اللقاءات، ففي نهاية المطاف، امتنع السيسي عن زيارة البيت الابيض خلال فترة الرئيس اوباما، وللدقة، كان الرئيس اوباما هو الذي امتنع عن دعوته للزيارة. ليس مفاجئا ان مصر ابتهجت وفرحت، امس، في ضوء ما وصف في القاهرة بـ"شمس ترامب التي اشرقت مجددا على العلاقات المصرية الامريكية بعد سنوات طويلة من الظلام". لقد عادت واشنطن، اذن، لأداء دور مركزي ورائد في الشرق الاوسط، كما يليق بالقوة العظمى التي تحافظ على تواجد عسكري كبير في المنطقة وتساعد الكثير من الدول العربية بمليارات الدولارات. وبهذا الشكل ستعمل على احلال النظام والتناسق في خارطة الشرق الاوسط التي سعت روسيا لبلورتها من جديد، من خلال الاعتماد على ايران. فروسيا لا تستطيع حقا منافسة الولايات المتحدة على قلوب الدول العربية، ولا تملك الموارد الاقتصادية التي تملكها واشنطن، ولا حتى القوة والوجود العسكري القريب من قوة واشنطن، وباستثناء ذلك، تحمل موسكو على ظهرها السنم الايراني.
•         يصل القادة العرب الى ترامب بعد اسبوع من انتهاء قمة الجامعة العربية. كما هو معروف فان اهم انجاز للقمة هو حقيقة عقدها، وبمشاركة كبار الزعماء في العالم العربي، بعد سنوات طويلة من الشلل والفشل في اعقاب اندلاع "الربيع العربي" وانهيار الكثير من الدول العربية.
•         الا ان انعقاد القمة العربية لا يدل بالضرورة على وحدة الصف، ولا حتى على اتفاق حقيقي في كل القضايا المطروحة على الجدول. فالدول العربية مختلفة بينها في المسائل السورية والعراقية واليمنية، وتواجه مصاعب في صياغة رؤية موحدة ضد ايران. ولهذا، فضل المشاركون دفع ضريبة شفوية للموضوع الوحيد الذي يستطيعون الاتفاق عليه وهو القضية الفلسطينية. ولكن عندما تحدث الملك الأردني عاليا عن كون القضية الفلسطينية مسألة مركزية، وعمليا الوحيدة بالنسبة للعرب، اختار الملك استضافة نقاشات القمة في موقع سياحي معزول على شاطئ البحر الميت وليس في العاصمة الأردنية عمان، بسبب تهديد ارهاب داعش الاسلامي. وكما هو معروف فان هذا التهديد هو التهديد المركزي الذي يواجه الاردن حاليا، ولا توجد له أي علاقة بمسألة الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني.
•         عشية لقاء السيسي وترامب، تم النشر بتوسع بأن القادة العرب قرروا التعاون معا من اجل الضغط على الرئيس الأمريكي للعمل على استئناف محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين على اساس مبادرة السلام العربية، لكنه من المشكوك فيه صحة هذا التقرير. والدليل عل ذلك هو ان المتحدثين الرسميين للحكومة المصرية عادوا واكدوا بأن السيسي سيناقش مع ترامب مشاكل مصر، التي تركز كلها على محاربة الارهاب والمصاعب الاقتصادية المصرية. وفي المقابل، تشعر مصر على المستوى الاقليمي، بالقلق ازاء محاولات ايران التسلل الى العالم العربي وترسيخ سيطرتها.
•         امام مجمل هذه التحديات تبرز اهمية اسرائيل كشريك استراتيجي مخلص ومهم، تحافظ مصر على التعاون الوثيق معه. مصر والاردن معنيتان بضمان، بل بدفع وتعميق التعاون الاستراتيجي مع اسرائيل. والولايات المتحدة تتمتع بدور هام في ترسيخ التعاون الاقليمي، لتعزيز هذا التحالف الاستراتيجي الذي يتعمق في المنطقة امام التهديدات المشتركة التي تواجه اسرائيل والدول العربية. من شأن هذا التحالف المساعدة على دفع الحوار بين اسرائيل والفلسطينيين، شريطة الا يتحول لرهينة لنزوات الفلسطينيين، والى ارتقاء وهبوط في الحوار بين القدس ورام الله.
•         الدمج بين صاحب البيت الجديد في البيت الأبيض واليقظة العربية في مواجهة التحديات التي تواجه دولا مثل مصر والاردن، هو الذي يضمن بداية جديدة في العلاقات بين اسرائيل والفلسطينيين على اساس التعاون المشترك والعميق بين اسرائيل والعرب.
          لا توجد ايديولوجية، يوجد برايمرز
•         يكتب يوعاز هندل، في "يديعوت احرونوت" انه عشية التاسع من آب 1929 هاجم العرب في ارض إسرائيل اليهود، بعد وصول مجموعة من أعضاء "بيتار" الى حائط المبكى، وهم يحملون علما ولافتات، للتظاهر من اجل حق اليهود بالصلاة هناك. لقد كانت أحداث الشغب في تلك السنة، نتاج ادعاء المفتي الحسيني بأن اليهود يريدون الاستيلاء على الحرم القدسي الشريف. وقتل خلالها 133 يهوديا، لكن الاستيطان العبري، العلماني – الاشتراكي، والحضري بغالبيته، لم يوجه انتقادا للمصلين.
•         خلال العقد التالي، بدأ أبي احيمائير واوري تسفي غرينبرغ، مؤسسا "تحالف البلطجيين"، تقليدا منظما، بالنفخ بقرن الكبش (الشوفار) قرب حائط المبكي مع انتهاء يوم الغفران. وصعد غرينبرغ بنفسه الى جبل الهيكل (الحرم القدسي) وخرج متأثرا. وواصل هذا التقليد رجال "ايتسل" و"ليحي" -  المصدرين الأيديولوجيين لحركة حيروت التي اسسها مناحيم بيغن، وتحولت بعد التحالف مع الليبراليين المستقلين، الى حزب "الليكود".
•         في عام 2017 يخرج رئيس الائتلاف من حزب الليكود، دافيد بيتان، عبر الاذاعة العسكرية، بهجوم على زميله في الكتلة يهودا غليك، بسبب جدول اولويات خاطئ: "كل ما يهمه هو الدخول الى جبل الهيكل، وليس الانتخاب لليكود". وادعى انه تبشيري مهووس. وجاء هذا كله فقط لأن غليك تجرأ على قول شيء تنبعث منه رائحة غير جيدة في هوس الانشغال بقسم الاخبار وتحقيقات اتحاد البث العام. هل رأى أي واحد من الاباء الايديولوجيين لليكود بوسائل الاعلام هدف "الجدار الحديدي" (جابوتنسكي كان صحفيا، غرينبرغ شاعرا، وكلهم كتبوا مقالات وتحليلات)؟ هل رأى أي واحد منهم في الانتخابات هدفا ايديولوجيا، او ربما رأوا في جبل الهيكل، الذي يستهتر به بيتان،  تعبيرا صهيونيا؟
•         دائما كان هناك وجهان للصهيونية. الاول تبشيري رأسه في السماء ويهمه وضع رؤية يصعب تنفيذها. دولة يهودية، مملكة، استقلال، نمو اقتصادي كبير، اجراس المسيح بصيغة الحاخام كوك. والجانب الثاني كان الصهيونية العملية: الضغط الدبلوماسي، وفقا لطريقة هرتسل، التسوية الاقليمية حول قرار التقسيم، وفقا لبن غوريون، والمناورة السياسية وفقا لبيغن.
•         لا شك ان غليك هو جزء من الصهيونية  التبشيرية. انه يرى في جبل الهيكل هدفا دينيا. "لأن بيتي معبد يدعو كل الشعوب". انا، في المقابل، اعتبر نفسي انتمي للصهيونية العملية، ولذلك فان ما يحدث في جبل الهيكل اعتبره رسالة سياسية وامنية اشكالية جدا. لا يوجد عملي من دون تبشيري. اذا كان غليك تبشيري لأنه يريد الصلاة في جبل الهيكل بما يتفق مع حرية العبادة المتبعة في دولة ديموقراطية، فأنا تبشيري لأنني اريد ان نتوقف عن تسويق السيادة المزيفة.
•         دولة اسرائيل تتخلي بأياديها عن جبل الهيكل. الوقف يسيطر على كل ما يحدث هناك، والنتيجة هي ان احد المواقع الدينية والأثرية الأكثر اهمية في العالم يدار كما في دول العالم الثالث. الوقف ينفذ اعمال حفريات بدون مراقبة، وما تبقى لمحبي القدس والآثار هو الأمل بأن يتم في مشروع "عيمق تسوريم" الذي يتم فيه غربلة الأتربة التي يتم اخراجها من الجبل، العثور على ادلة لم يتم تدميرها. في هذه الأيام يجري تجنيد اموال من الجمهور لأنه لا توجد ميزانية حكومية لحفريات الانقاذ.
•         تقرير مراقب الدولة الذي كتب في بداية الدورة الثانية لنتنياهو، لم يتم نشره حتى اليوم، لأنه يحرج الحكومة الاسرائيلية. افترض ان موشيه ديان، ايضا، الذي قال عن جبل الهيكل "لماذا نحتاج الى هذا الفاتيكان؟"، كان سيصرخ لو كان يعرف ما الذي يمكن عمله مع الأدلة الأثرية الأكثر اهمية في العالم لتعليم الديانات السماوية.
•         باستثناء القانون والنظام، تدمير الآثار والحكم، اطلت مسألة حقوق الإنسان ايضا امام التمتمة الحكومية. شخص مثلي، يؤيد حرية العبادة لنساء حائط المبكى في الساحة الاسرائيلية، في الجهة الجنوبية للحائط، لا يمكنه تجاهل رغبة اليهود بالصلاة في جبل الهيكل. اذا كانوا يمنعون ذلك لأسباب أمنية، فليقم رئيس الحكومة ويقول ذلك بصوت مرتفع. وبالمناسبة، لقد صادقت الشرطة على دخول النواب الى الجبل منذ مطلع السنة، لكن نتنياهو منع ذلك. الوحيد الذي يطرح الموضوع بين الحين والآخر هو غليك.
•         ميري ريغف التي ادارت نقاشات ساخنة حول جبل الهيكل انقلبت. بدل التساؤل عما يساويه جبل الهيكل ان لم نكن نسيطر عليه، تركز على اتحاد البث. رجال بيتار يصمتون (كما في كل امر). وبيتان؟ ذلك اليساري. تبشيري. ما الذي يمكن قوله عن شخص تتركز كل ايديولوجيته حول يوم البرايمرز. وماذا كان سيقول اوري تسفي غرينبرغ عن ذلك؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالخميس 06 أبريل 2017, 11:25 am

06.04.2017


مقالات
الهجوم الكيماوي في سورية: دليل على الفشل المتواصل لإدارتين امريكيتين.
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" انه لم تمر سوى عدة ايام بين البيان الامريكي الذي يشتم منه تغيير السياسة بشأن مصير النظام السوري – "اقصاء الأسد لم يعد في مقدمة جدول اولوياتنا" كما قالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي – وبين الاشتباه باستخدام النظام للسلاح الكيماوي (صباح امس) في هجوم فتاك. الهجوم الذي استهدف محافظة ادلب في شمال غرب سورية، والذي قتل خلاله عشرات الأشخاص، ربما يكون استثنائيا في طابعه- ولكن ليس في نتائجه. فالنظام يذبح كل اسبوع تقريبا، المئات من ابناء شعبه، وغالبيتهم من المدنيين، بوسائل "مشروعة" ظاهرا؛ من القصف المدفعي وحتى القاء البراميل المفخخة من الطائرات والمروحيات.
من المؤكد ان تصريح هايلي، الذي يندمج في تلميحات سابقة لإدارة ترامب، أسهم في تعزيز الثقة الشخصية لدى نظام الأسد، الذي يتواجد، في كل الأحوال، في مرحلة ارتقاء معنوي منذ استكمال احتلال حلب في اواخر كانون الاول الأخير. لكن مذبحة ادلب لا تزال تشير الى فشل الادارة الأمريكية السابقة، ادارة اوباما. في تموز 2013، بعد ذبح الأسد لأكثر من الف مواطن في هجمات الغاز على اطراف دمشق، التي خضعت لسيطرة المتمردين، اعلن اوباما بأن الاسد اجتاز الخط الأحمر ووعد بهجمات عقابية ضد النظام.
وبعد ذلك قام الرئيس بالانعطاف الشهير وتوصل لاتفاق مع روسيا على تفكيك مستودعات الأسلحة الكيماوية في سورية، والذي تم في اطاره تدمير حوال الف طن من السلاح الكيماوي. موقف اوباما لم يكن مجرد انعطاف، وانما شكل تراجعا ملموسا، لأنه خلال ذلك المحت الولايات المتحدة بأنها لا تنوي المخاطرة في سورية، وفي الواقع شقت الطريق نحو تدخل اكبر من قبل قوات اخرى، في مقدمتها روسيا.
الهجوم الذي تم تنفيذه صباح امس، والذي استخدم خلاله غاز الاعصاب سارين، يدل على ان تطبيق اتفاق تفكيك السلاح الكيماوي لم يكن كاملا. لقد قدرت اجهزة استخبارات غربية، من بينها اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، في السابق، بأنه تم اخراج ما يتراوح بين 95 و99% من مستودعات السلاح الكيماوي في سورية وتدميرها. لكن استخدام السلاح الكيماوي لا يزال شائعا، وبين الحين والآخر يستخدم النظام اسلحة كيميائية معيارية ومحظورة، كما يستخدم على فترات متلاحقة مواد غير محظورة في جوهرها، وفقا للمعاهدات الدولية (كمادة الكلور). وفي المقابل، تنشر تقارير، ايضا، حول هجمات مشابهة من قبل المتمردين.
في صيف 2014، وعلى خلفية انخفاض التهديد الكيماوي لإسرائيل، قررت الحكومة وقف توزيع الاقنعة الواقية للمواطنين. وكان ذلك يعني تحمل مخاطرة مدروسة، نبعت من مصاعب مالية ومن الرغبة بتحويل الموارد المطلوبة للاحتياجات الأخرى. لكن الهجوم الأخير في ادلب يمكن ان يعيد طرح علامات الاستفهام حول سياسة الحماية الاسرائيلية.
ويتعلق السؤال المهم الآخر بدور روسيا في اتخاذ القرارات المتعلقة بشن الهجمات. لقد قدمت موسكو الدعم الكامل للرئيس السوري في كل أفعاله، وقادت الغارات الجوية القاتلة التي قلبت الموازين لصالح النظام في سورية وقادت إلى استسلام المتمردين في حلب وغيرها من المدن. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، هو هل تم اشراك الروس في قرار الأسد العودة إلى شن الهجوم بالأسلحة الكيميائية.
في 2013، اقترحت موسكو اتفاق تفكيك الأسلحة الكيميائية من اجل انقاذ الأسد من غضب واشنطن – والتسوية التي تم التوصل اليها ازالت فعلا عن الجدول الهجوم العقابي الامريكي. لكن الروس يواصلون منذ ذلك الوقت التعامل بشكل متسامح مع الخطوات القاتلة التي يلجأ اليها الخاضع لحمايتهم، بما في ذلك هجمات كيميائية. في عام 2002، عندما سيطر ارهابيون مسلمون على مسرح في موسكو واختطفوا مئات الرهائن، استخدمت قوات الكوماندوس الروسية بنفسها نوعا من الغاز غير المعروف خلال عملية تحرير المخطوفين، ما ادى الى قتل عشرات الرهائن – غالبيتهم كما يبدو، قتلوا بسبب الغاز.
في الشهر الأخيرة، تقلص اهتمام المجتمع الدولي بما يحدث في سورية، على خلفية الدراما السياسية في الولايات المتحدة والاستقرار المعين الذي طرأ على مكانة نظام الأسد. ولكن القتال واعمال الذبح تتواصل عمليا، حتى وان كانت بحجم اصغر من السابق. بالنسبة لإسرائيل، يكمن هنا درسان. الاول، هو انه حتى عندما تعد الترتيبات الدولية بتفكيك اسلحة الدمار، يجب التعامل بشكل متحفظ مع ذلك وعدم الثقة بشكل كامل. والثاني، ان العلاقات المتحسنة مع الرئيس الروسي بوتين، وقنال التنسيق اليومي مع موسكو، لا يمنحان اسرائيل الحصانة امام ابعاد الاحداث في سورية.
على المدى الطويل، تكمن في الدعم العسكري والسياسي الذي تقدمه موسكو لنظام الأسد، محفزات اسرائيلية، لأنه يستتر وراء ظهر الطاغية السوري، ايران وحزب الله. ويمكن لاستمرارية نجاحات الاسد، بدعم روسي، ان تقود الى خطوات سلبية اخرى من وجهة نظر اسرائيل، وفي مقدمتها وجود رجال حزب الله والحرس الثوري الايراني على امتداد الحدود السورية في هضبة الجولان.
رجاء ترامب، بالقوة فقط
يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" ان الرئيس دونالد ترامب يحدد ترتيبات الاحتلال الجديدة، من دون مفاوضات او شروط مسبقة. حسب اوامر الادارة الأمريكية يمنع بناء مستوطنات جديدة، ويجب "كبح" البناء في المستوطنات القائمة. كما سيتم فرض قيود على البناء في القدس، ويجب على اسرائيل القيام بـ"لفتات" ازاء الفلسطينيين، تؤثر بشكل فوري على وضعهم الاقتصادي.
لقد تم ترجمة هذه الأوامر من قبل اسرائيل بشكل ملائم. اذ امر بنيامين نتنياهو بتقليص نشاط لجنة التنظيم والبناء العليا في الادارة المدنية، والتي تصادق على خرائط البناء. وبدل ان تجتمع مرة كل اسبوع، ستجتمع مرة كل ثلاثة اشهر. لا حاجة حتى للتكهن بـ"الرد الصهيوني الملائم" الذي كانت ستحظى به ادارة اوباما لو قامت بوضع قيود مشابهة على اذرع اسرائيل الطويلة.
لماذا تبتلع اسرائيل ريقها امام ترامب، وتعض على لسانها وتحني رأسها مطيعة، رغم انه لا احد يعرف، بما في ذلك رئيس الحكومة، ما هي الخطط السياسية للرئيس الأمريكي، وما اذا كان لديه مخطط واحد اصلا؟ لأن ترامب، مقارنة بأوباما، لا يجري مفاوضات مع حكومة اسرائيل ولا يشعر بالالتزام بقرارات الامم المتحدة او خارطة الطرق. ترامب يمضي حاليا وراء نزوته بالعثور بسرعة على صفقة "تاريخية" بين اسرائيل والفلسطينيين. يبدو ان المقصود نوع من نزاع التسلية الذي يجب ان يحقق نهايته لصالحه.
ترامب لا يلوح بإصبعه مهددا اسرائيل، ولكن اذا حكمنا عليه وفقا لسلوكه امام حلف شمال الأطلسي، او امام الأمم المتحدة، فانه سيكون على نتنياهو الفهم بأن المعادلة الواضحة كالبلور، هي ان من يحصل على اموال امريكية يجب ان يدفع المقابل. من يريد من سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة، نيكي هايلي، بأن تصد كل هجوم على اسرائيل، سيضطر لتزويدها بذخيرة يمكن تسويقها. الفيتو الأمريكي سيكون له بطاقة ثمن.
ترامب يستمتع من الصورة التي نجح بترسيخها عميقا. بلسان لطيفة، انه زعيم غير متوقع. وبلغة مفهومة اكثر، يجري الحديث عن زعيم مصاب بجنون سياسي. لا يمكن طرح ادعاءات ضده، فقد كانت له معلمة ممتازة. اسرائيل هي التي استمتعت طوال سنوات بصورة الدولة المجنونة التي يفضل بأن يحذر منها العالم، وبشكل خاص، دول الشرق الاوسط. ترامب يقدر جيدا قوة التهديد والتخويف. هكذا ادار اعماله، وهكذا بدأ ولايته امام عدد من زعماء العالم، كحكام المكسيك وكندا واستراليا او اليابان.
صحيح انه يتعامل في هذه الأثناء، مع اسرائيل عامة، ومع نتنياهو خاصة، كما يتعامل مع الكباد الحساس، لكن هوس نتنياهو يعمل لساعات اضافية، وربما بحق هذه المرة. يمنع التسبب بغضب ترامب، يحذر رئيس الحكومة. يجب تنسيق كل شيء مع الولايات المتحدة، يقول افيغدور ليبرمان، بل حتى نفتالي بينت يحني رأسه امام الثور الأمريكي. يمكن لأوباما ان يحسد ترامب فقط.
المفارقة هي ان الرئيس الأمريكي الجامح بالذات، الذي لا يولي اهمية للقيم الليبرالية، ولا يعتبر العنصرية كلمة فظة، يمكن ان يصبح أمل اليسار الاسرائيلي، لأنه نجح بتخويف اليمين. وربما لا توجد مفارقة بتاتا، وانما توجه واقعي نشأ في اقبية الاستراتيجية الاسرائيلية التي حددت دائما بأن العرب يفهمون القوة فقط. ربما يفهم اليهود ايضا، ما هي القوة الان.
ولكن، قبل الانجراف في التحمس امام استعراض العضلات من قبل ترامب، من المهم سماع ما يقوله بالضبط. حتى الان حدد فقط ما هو الاحتلال المقبول من وجهة نظره. لكن اللفتات للفلسطينيين ليست سلاما، وكبح البناء ليس مفاوضات، والوضع الراهن لا يزال ساريا. ولذلك، لا يمكن لأي معبود امريكي استبدال انتفاضة اسرائيلية تملأ الساحات، وتوضح لحكومة الشر ان زمنها انتهى، وانه لا يمكن خداع كل المواطنين طوال الوقت. نتنياهو لا يجب ان يخاف من ترامب، وانما من الجمهور الاسرائيلي، الذي يجب ان يتعلم من ترامب كيف يصبح مخيفا.
فشل اوباما، اختبار ترامب
يكتب بوعاز بيسموط، في "يسرائيل هيوم" انه في قصة الرعب السورية تم اختراق الكثير من الخطوط الحمراء وقتل عدد اكبر من الاولاد. في قصة الرعب السورية هناك الكثير من الناس الأشرار، وقلة من الناس الأخيار، والكثير جدا من المدنيين المساكين. في قصة الرعب السورية هناك، ايضا، عالم ينظر من الجانب وهو يتألم لمعاناة الأمس، ويقلق على مصير جيل الغد، ويتجاهل الاموات في سورية اليوم.
في قصة الرعب السورية، يوجد في الأساس الكثير من الألم والمعاناة التي لا تهم فعلا احد، رغم وجود رئيس متوحش (بشار الاسد) يذبح ابناء شعبه منذ ست سنوات، ويتلقى المساعدة في ذلك من روسيا وايران وحزب الله، وبشكل لا يقل رهابة – يحصل على ضوء امريكي أخضر، لكي يبقى في القصر.
في قصة الرعب السورية، لدينا، ايضا، اكبر اخفاق للرئيس الأمريكي السابق اوباما، وكذلك الاختبار الكبير للرئيس الجديد ترامب.
اذا كانت هناك بقايا من الاخلاق في العلاقات الدولية الساخرة، فان بقاء الاسد يسبب لها التبخر في الرياح، في خضم غيوم الغاز الكيماوي الذي يطلقه على ابناء شعبه. اوباما يتحمل جزء من المسؤولية عن الهجوم الكيميائي ضد الشعب السوري. اما الهجوم الذي حدث امس، فقد وقعه زعيم العالم الحر الجديد، دونالد ترامب. المأساة السورية يمكن ان تشكل فرصة كبرى لترامب. يمكنه اعادة امريكا الى مكانها الطبيعي على حساب الأسد، روسيا وايران.
عندما اندلع "ربيع الشعوب العربي" في 2011، كان من الواضح ان ما يحدث في سورية لا يشبه ما يحدث في مصر واليمن وليبيا أو البحرين. فلسوء حظ مواطني سورية، تدخلت في حربهم الكثير من الدول، سواء بشكل مباشر او غير مباشر: السعودية، قطر، تركيا، ايران، روسيا وحتى اسرائيل. من الواضح ان كل دولة اهتمت بمصالحها وبشكل اقل بمصالح المواطنين السوريين.
بالمناسبة، لمن لم يفهم بعد، ان مصلحة المواطنين السوريين هي فقط البقاء على قيد الحياة. وهذا التحدي ليس بسيطا حين تعيش في جهنم وانت على قيد الحياة.
لم ننس الولايات المتحدة، الضالعة هي ايضا في المأساة السورية. ولكن بشكل قليل. لأن اوباما، فارس حقوق الإنسان والحائز على نوبل للسلام، رغب بتقليص الوجود الامريكي في الشرق الاوسط الى ادنى حد ممكن. لكنه لم يفهم بأن ما يحدث في سورية، لن يبقى في سورية. وهكذا تولدت ازمة اللاجئين، وهكذا تولدت العمليات في اوروبا. اوباما رجل الكلمات، لم يفهم بأن سورية تتوقع منه العمل. في آب 2013 بالذات اعتقدنا انه حدث شيء ما اخيرا: لقد استخدم الأسد، للمرة الرابعة عشر، السلاح الكيميائي (حسب تقارير استخبارية فرنسية) ضد أبناء شعبه في ريف دمشق. وكانت الطائرات الحربية الفرنسية على اهبة الاستعداد للانطلاق، وخرج كيري في خطاب ميونخ الشهير، لكن الرئيس اوباما، نام اثناء حراسة اولاد سورية، وهو يحتضن جائزة نوبل للسلام.
من جانبه يقتنع اوباما بأنه نجح بتنظيف سورية من السلاح الكيميائي بعد توقيع الاتفاق. ولكن بعد ما شاهدناه في محافظة ادلب، امس، تبقى لنا ان نتأمل بأنه لم يقصد هكذا تنظيف ايران من السلاح النووي.
هذه الغازات، التي تم استخدامها بشكل مرهب في الحرب العالمية، تم مع مرور السنوات اخراجها عن القانون. غاز السارين الذي استخدمه الأسد ضد ابناء شعبه امس، يحظر استخدامه حسب معاهدة السلاح الكيميائي لعام 1933. ولكن ها هو يتم في 2017، تماما وراء حدود الدولة اليهودية، استخدام الغاز نفسه من قبل زعيم متوحش ضد ابناء شعبه. استخدام الغاز ضد المدنيين هو امر لا يمكن لنا نحن، اكثر من غيرنا، الموافقة عليه، حتى وان كان ضد الاعداء.
وما هو المتوقع غدا. في يوم الخميس الماضي، شرحت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، بأن مغادرة الاسد للسلطة ليس في مقدمة سلم اولويات الامريكيين. يجب الاعتراف بأن ذلك كان مثيرا للخيبة. في واشنطن يؤمنون بأن الحرب ضد داعش اهم بكثير من الحرب ضد الأسد. ترامب يؤمن بأن الأسد يمكنه المساعدة في محاربة الارهاب العالمي، وخاصة من خلال اخذ راعيته روسيا في الاعتبار. يوم امس تلقى العالم تفسيرا آخر لحتمية انصراف الاسد. في عالمنا ما يكفي من الأدوات لمواجهة الحرب ضد داعش وايضا للقضاء على نظام الأسد.
الصور المرعبة لجثث الأطفال يوم امس، يجب ان توضح لترامب ما هو جدول الاولويات الحقيقي في الشرق الاوسط. سورية اولا، سيدي الرئيس. كل ما قلناه عن اوباما امس، لا نريد قوله عنك غدا.
سيدي الرئيس، الأسد كان يجب ان ينصرف قبل اولئك الاولاد المساكين. سيدي الرئيس، الأسد يجب ان ينصرف من اجل الأطفال المتبقين.
حماية الأسد
يكتب اليكس فيشمان، في "يديعوت احرونوت" انه عندما يتحدثون في اسرائيل عن "بقايا" السلاح الكيميائي المتبقي في ايدي النظام السوري، يتحدث الخبراء في لاهاي – حيث تجلس لجنة تفكيك الاسلحة الكيميائية – عن عشرات الاطنان من غاز الأعصاب الذي اخفته سورية عن مفتشي اللجنة. العالم يعرف ذلك ويصمت.
في لاهاي يهمسون بأنه حسب التقديرات التقريبية، سيظهر السلاح الكيميائي من سورية والعراق، خلال عامين، في اوروبا. لكن الأوروبيين لا يريدون السماع عن ذلك، لأن هذا سيحتم عليهم القيام بعمل ما – وليست لديهم رغبة بإقحام انفهم في سورية. من جانبهم فليبق الأسد، وليق الروس، ولتدخل ايران، شريطة ان لا يضطروا الى افساد المزاج الهادئ لمواطنيهم في الداخل.
في اسرائيل، الحكاية اكثر تعقيدا. يصعب الاعتراف بحقيقة ان عشرات الاطنان من غاز الاعصاب المتواجدة في ايدي الجيش السوري الى جانب المواد السامة من مختلف الأنواع في ايدي داعش وتنظيمات اخرى، تعتبر كميات قاتلة لا يمكن لقيادة الجبهة الداخلية في اسرائيل السماح لنفسها بتجاهلها. فاتخاذ قرار يقول ان "بقايا" السلاح الكيميائي في سورية لا تهدد الجبهة الداخلية في اسرائيل ينطوي على معاني معنوية واقتصادية ضخمة. وفي المقابل، فان القرار الذي يقول ان اسرائيل لا تزال تواجه تهديد المواد الكيميائية، يعني العودة الى استثمار مئات ملايين الشواكل في التدريع والانعاش وتنظيم القوات. من يملك المال ومن لديه رأس للتفكير في هذا الأمر. نحن قوة رادعة في الشرق الاوسط، فلماذا نبذل أي مجهود.
في شباط الأخير، حاولت بريطانيا وفرنسا تمرير قرار في مجلس الأمن يشدد من العقوبات على النظام السوري في ضوء استخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين. في حينه جرى الحديث عن غاز الكلور، لكن الروس، والصينيين وصديقتنا مصر، فرضوا الفيتو، وسقط الاقتراح. ليس مفاجئا ان الأسد يمكنه السماح لنفسه بالجنون. فلدية حماية.
لقد تحولت المسألة الكيميائية في سورية منذ زمن الى سبب للخلاف بين التحالف الروسي والتحالف الأمريكي في سورية. الروس يتهمون المتمردين باستخدام السلاح الكيميائي، والغرب بتجاهل ذلك، بينما يتهم الغرب الروس بأنهم يدافعون عن الأسد الذي يستخدم السلاح الكيميائي. والنتيجة: ان النظام السوري والمتمردين – خاصة داعش- يستخدمون السلاح الكيميائي دون ان يواجهوا أي عقاب لأن القوى العظمى تمنع ذلك.
لا يوجد اليوم أي خبير عسكري في العالم يمكنه ان يشرح ما الذي جعل الرئيس السوري يصاب بجنون استخدام غاز الاعصاب السارين ضد الجمهور المدني في منطقة لا تشكل تهديدا مباشرا على نظامه. صحيح انه استؤنفت في الأسبوعين الأخيرين المعارك في منطقة الحمة، وهو ما يعتبره النظام السوري خرقا لاتفاق وقف اطلاق النار، ويسعى لجباية الثمن الثقيل من اجل ردع المتمردين في مناطق اخرى. الاسد يشعر قويا بما يكفي من اجل اظهار القوة. لكن استخدام السلاح الكيميائي في وضح النهار ضد الجمهور المدني يعتبر سلوكا غير طبيعي، ويدل على الحكم غير المستقر. باستثناء المصطلح الممجوج "جرائم حرب"، يمكن لما فعله الأسد ان يعيد بالتأكيد اختبار الشرعية التي حصل عليها نظامه في الأشهر الأخيرة من العالم – بما في ذلك الادارة الامريكية، هذا الأسبوع فقط.
حسب اوصاف ميدانية، فقد شوهدت قرابة الساعة السادسة والنصف من صباح امس، طائرة سوخوي اثناء اقلاعها من مطار الشعيرات بالقرب من مدينة حمص. وكانت حالة الجو في تلك الساعة مثالية لاستخدام المواد الكيميائية لأنه لم تهب الرياح. ما سقط على مدينة خان شيخون، في محافظة ادلب، على بعد 30 كلم من الحمة، كانت قذائف معيارية تابعة لسلاح الجو السوري. وهنا كانت المفاجئة. لقد عرف المفتشون في لاهاي عن قيام الجيش السروي بإخفاء مواد كيميائية، لكنهم لم يعرفوا انه تم شحنها داخل قنابل جوية معيارية.
الصور التي وصلت من خان شيخون تعلمنا، بدرجة عالية من اليقين، انه تم استخدام غاز السارين. هذا سلاح استراتيجي يحتم استخدامه الحصول على تصريح من قيادة النظام السوري. يجب على اسرائيل ان تأخذ في الاعتبار ان جارها في الشمال يعمل بشكل غير متوقع - ومعتوه.
دعوة للصحوة
يكتب ايتان هابر، في "يديعوت احرونوت" انه اذا تساءل احد عما اذا كان العالم سيكلف نفسه الرد في حال قيام الدول العربية بمهاجمة اسرائيل، فقد تم يوم امس عرض الجواب: لن يرد أحد. سنبقى لوحدنا.
العالم يهز اكتافه ويصمت امام ما حدث امس في سورية. هكذا كان في أيام الحرب العالمية الثانية عندما سأل الكثير من اليهود، وليسوا هم وحدهم: اين العالم؟ لماذا يصمت؟ لماذا لا يقصف خطوط القطارات التي حملت الملايين الى اوشفيتس؟ هكذا سيحدث في المستقبل، ايضا.
السوريون يكذبون على العالم كله ويخدعون كل القادة. لقد ابقوا لديهم كما يبدو، كمية كبيرة من السلاح الكيميائي لاحتياجاتهم. هذا السلاح الخطير يمكن ان يتم تفعيله ضد اسرائيل في الوقت المناسب. من هذه الناحية لا توجد عوائق امام الحاكم السوري بشار الأسد، وما يسمح لنفسه بإسقاطه على شعبه سيسمح لنفسه بإلقائه على اعدائه. دور دولة اسرائيل في هذه اللحظات هو ان تكون ضمير العالم. لقد قال الحكماء: "في المكان الذي يغيب فيه الرجال، حاول ان تكون رجلا".
قيام اسرائيلية بعميلة في اعقاب استخدام السلاح الكيميائي في سورية، يمكن ان يورط اسرائيل طبعا مع روسيا. حاليا، نحن نترك هذه المشكلة للعالم كله، العالم الذي صمت امام مشهد الاولاد الذين يستنشقون الغاز، النساء النائمات بلا روح، والرجال الذين يبحثون عن مكان للاختباء. من المناسب ان نعرف ونستوعب: العالم صامت وكما يبدو سيصمت. من المريح جدا التعاطف باللسان، التغريد على تويتر والكتابة على الفيسبوك، وهذا هو ما فعله العالم وما سيفعله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالأحد 09 أبريل 2017, 7:19 pm

09.04.2017

مقالات
 
انقلاب امريكي خلال 48 ساعة: من التأتأة الى الرد الحاسم
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس"، ان الأمر استغرق 48 ساعة لكي يحقق رد ادارة ترامب على الهجوم الكيميائي الذي شنه نظام الأسد على المدنيين في سورية، انقلابا كاملا في الموقف الامريكي: من التأتأة والتملص واتهام الادارة السابقة، الى الاعلان بأن الأسد يجب ان يدفع ثمن المذبحة، وصولا الى العمل – شن هجوم مكثف قبل فجر يوم الجمعة، بواسطة حوالي 50 صاروخ كروز، على قاعدة سلاح الجو السوري في حمص، التي خرجت منها طائرات النظام يوم الثلاثاء الماضي لقصف محافظة ادلب.
كما حدث تغيير في الاهداف العلنية للولايات المتحدة في سورية. ففي الأيام التي سبقت الهجوم اعلن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون والسفيرة لدى الامم المتحدة، نيكي هايلي، بأن واشنطن لم تعد تركز على الاطاحة بالرئيس بشار الأسد. وبعد الهجوم قال تيلرسون ان الولايات المتحدة ستعمل على اسقاط الرئيس "بوسائل دبلوماسية" (يعني ليست عسكرية).
في قصفه لقاعدة حمص فعل ترامب اكثر من كل ما فعله سابقه براك اوباما على مدار ست سنوات من الشجب والتوبيخ للنظام السوري. ومع ذلك فقد اختارت واشنطن طريقة عمل آمنة نسبيا، اطلاق صواريخ من مسافة بعيدة، مقارنة بهجمات الطائرات وارسال قوات برية الى سورية.
السؤال الذي لا يزال مفتوحا هو هل ستكون الولايات المتحدة مستعدة للالتزام بعملية متواصلة من اجل اسقاط النظام في دمشق. حسب التقارير الواردة من واشنطن، فان رسالة البنتاغون بعد القصف هي ان هذا الهجوم كان لمرة واحدة، وبمثابة عملية عقاب نسبية، بعد اجتياز النظام للخط الأحمر وقتل مدنيين بواسطة سلاح كيميائي. يبدو ان الضرر الذي اصاب سلاح الجو السوري كان محدودا: ففي اليوم التالي للقصف انطلقت طائرات النظام الحربية لشن هجمات اخرى من القاعدة التي تم قصفها.
ولكن حتى بهذا الشكل، فان ترامب الذي واجه الانتقادات الكبيرة من قبل وسائل الاعلام الامريكية ومن الغرب كله منذ انتخابه، تصرف هذه المرة بالشكل الصحيح والمطلوب. هذا لا يحوله الى فارس العالم الحر، كما ارتسم في احد التعقيبات المتحمسة للهجوم. يبدو انه من المفضل التريث قليلا بهذا الثناء المبالغ فيه (فإلى جانب ذلك هناك سؤال اخلاقي آخر، طرح ايضا خلال الهجوم الكيميائي الكبير الذي شنه الاسد في 2013: لماذا اظهر العالم استعداده لتجاوز الأمر بصمت، حين وقعت اعمال قتل ذات عدد اكبر من الضحايا، بوسائل حرب تقليدية؟)
الفخ الذي يعمل الرئيس الأمريكي في اطاره لم يتغير. طوال معركة الانتخابات، وايضا خلال اول شهرين ونصف الشهر من ولايته، لم يعرض ترامب سياسة خارجية مبلورة، واطلق الكثير من التصريحات المتضاربة. ومع ذلك، فقد كانت له في الموضوع السوري ثلاث تصريحات أساسية. لقد تحفظ ترامب من عمل عسكري امريكي ضد النظام، خشية التورط وسقوط ضحايا؛ لقد اكد الحاجة للامتناع عن المواجهة مع الروس؛ وحرص على وصف داعش، وليس نظام الأسد، بأنه العدو المركزي للغرب وانتصاره هو أسوأ سيناريو ممكن.
المذبحة الكيميائية في محافظة ادلب اجبرت ترامب على العمل، ولكن اذا واصل خطواته ضد نظام الأسد، من شأنه ان يجد نفسه على مسار صدام مع الروس، عشية زيارة وزير الخارجية تيلرسون الى موسكو. خلال الايام التي سبقت الهجوم العقابي الامريكي، وقفت روسيا وايران وراء الأسد ورفضتا ادعاءات الغرب بأن النظام هو الذي استخدم السلاح الكيميائي ضد المدنيين. وبعد القصف الأمريكي سارعت موسكو وطهران الى شجبه، بل اعلن الروس عن تعليق التنسيق الامني مع الامريكيين في سورية، والذي يتمحور في الأساس على الحرب المشتركة بهذا الشكل او ذاك، ضد داعش والقاعدة.
في المقابل يجب مواصلة الاخذ بالاعتبار بأن ترامب متقلب وغير متوقع. من شأن كثرة الاطراء عليه من قبل الليبراليين والمتحفظين معا، في اعقاب القصف، ان يدفعه الى مواصلة التدخل العسكري.
يبدو ان الأسد أخطأ في قراءة الرد الأمريكي المحتمل، ومضى نحو خطوة بعيدة جدا حين قرر تفعيل السلاح الكيميائي (الذي تم الادعاء سابقا بأنه تم تدميره كاملا وفقا للاتفاق بين اوباما وبوتين في صيف 2013). هذا لا يعني بالضرورة انه فقد بذلك الدعم الروسي والايراني. يمكن الافتراض الان بأن إيران وروسيا تملكان مصالح كثيرة في سورية لن تجعلهما يتخليان عن دعم النظام، الذي ساعد الاسد في العام الاخير على تحقيق انقلاب في الحرب وتحقيق الاستقرار لسلطته.
استمرار التطورات في سورية يتعلق في الأساس بما سيحدث بين ترامب وبوتين. لكن منظومة العلاقات بينهما تشبه الجليد الذي يطل طرفه فقط فوق سطح الماء. لا نعرف ما جرى الحديث عنه بين ترامب والروس قبل انتصاره في الانتخابات وما اذا يملك الروس معلومات من شأنها ممارسة الضغط عليه. سيكون على بوتين اتخاذ قرار بتجاوز الهجوم الأمريكي على الاسد ومواصلة السياسة الحالية كالمعتاد، او السعي الى ميزان ردع جديد من التصريحات والتهديدات مقابل واشنطن.
بالنسبة للأمريكيين، حتى اذا لم يقصدوا مواصلة العمل العسكري، فانهم يملكون الكثير من الامكانيات. لقد تخلت الولايات المتحدة تماما، منذ اواخر فترة اوباما، عن الاتصالات السياسية لوقف اطلاق النار في سورية، وابقت الحلبة خالية تماما للروس. يمكن لترامب محاولة استغلال الهجوم الان، للوصول الى عملية سياسية من موقع القوة الجديدة في سورية.
اسرائيل، مثل شريكات اخرى للولايات المتحدة، عرفت عن الهجوم الأمريكي قبل فترة وجيزة من وقوعه. من وجهة نظر اسرائيل، يبدو ان التطورات الاخيرة تبرر استمرار السياسة الحالية: البقاء خارج المواجهة والامتناع عن التدخل المباشر.
باستثناء الشجب العلني لأعمال الأسد، كان هذا هو ما فعله رئيس الحكومة نتنياهو، وبحق، طوال سنوات الحرب. حسب تقرير لشبكة التلفزيون الروسي، فقد قادت تصريحات وزير الامن ليبرمان لصحيفة "يديعوت أحرونوت" والتي اتهم فيها الاسد بشن الهجوم الكيميائي، الى محادثة التوبيخ التي اجراها بوتين مع نتنياهو.
سورية هي ليست المشكلة الوحيدة التي تحتم العلاج العاجل من قبل الادارة الأمريكية على الحلبة الدولية. واشنطن تشعر بالقلق بشكل خاص من استمرار التوجه الحربي والمستفز في كوريا الشمالية، التي تسبب الضغط لكل صديقات الولايات المتحدة في شرق اسيا. في نهاية الاسبوع، التقى ترامب في عزبته في فلوريدا مع الرئيس الصيني شي جين فينغ. لقد احتل التهديد القادم من جهة كوريا الشمالية مكانة رئيسية في محادثات القمة. لكن ترامب وصل اليها، على الاقل، بعد ان عمل في سورية. هناك امر واحد يبدو ان ترامب يجيد بثه الى العالم، مقارنة بأوباما: الرسالة بأنه من المفضل عدم استفزاز الولايات المتحدة، لأن مثل هذا العمل سيقابل بثمن باهظ.
لكمة والى البيت: الولايات المتحدة لم تعد لتكون اللاعب القوي في سورية.
يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" انه كانت هناك حاجة الى ضربة عسكرية، وكان احتمال وقوعها منخفضا، ولكن ترامب فاجأ كعادته. وغضب بوتين، وصرخ الاسد، ولكن عندما سقطت 59 قذيفة توماهوك، اطلقتها المدمرتين الامريكيتين روس وفورتر من البحر المتوسط، على قاعدة سلاح الجو بالقرب من حمص، لم يكن الأمر مجرد منافسة في شد الحبل او استعراض العضلات. بدون المحكمة العليا، وبدون "بتسيلم"، أي بدون قرار من مجلس الامن، وبدون ثرثرة دبلوماسية منهكة، وجهت الولايات المتحدة صفعة مدوية للأسد وبوتين، تنطوي على رسالة موجهة الى دول اخرى. لقد سبق الرد العسكري انقلاب سياسي، حين اعلن ترامب بأن الاسد لا يمكن أن يكون جزء من الحل. وهذا فقط بعد عدة ايام من تصريح سفيرته في الامم المتحدة بأن اسقاط الأسد ليس اولوية امريكية.
هل تم تغيير جدول اولويات الولايات المتحدة في اعقاب الهجوم الكيميائي على خان شيخون، وهل ستسعى الادارة الى اسقاط الأسد؟ ليس بعد. هل سيجدد ترامب المساعدات الامريكية لميليشيات المتمردين لكي تتمكن من مواجهة النظام؟ هذا بعيد جدا. حتى الاسئلة التكتيكية لا يجيب عليها الهجوم الأمريكي.
الصواريخ لم تصب المستودعات التي قد يحتفظ فيها الأسد بالسلاح الكيماوي، وانما قاعدة سلاح الجو التي انطلقت منها الطائرات التي اسقطت المواد الكيميائية. ليس من المستبعد ان يكون السلاح الكيميائي لا يزال قائما. المنطق الكامن في مهاجمة قاعدة سلاح الجو السوري مفهوم، ولكن هل يلمح الى ان ترامب لن يتردد في مهاجمة من اصدر الأمر؟ الجواب على هذه التساؤلات، في هذه الأثناء، واضح – لكمة وعودة الى البيت. لقد فعل ترامب بصورة كبيرة ما تفعله اسرائيل بصورة صغيرة حين تهاجم قوافل الاسلحة المتوجهة من سورية الى حزب الله.
الولايات المتحدة لن ترجع لتكون لاعبا قويا في الحرب السورية، الا اذا قرر ترامب المفاجأة مرة اخرى. انها لن تسرق من روسيا العرض والتأثير، والاجراءات السياسية، كلما تطورت، ستتم من دون تدخل امريكي فاعل. ولذلك، فان الانجاز الفوري والهام من ناحية ترامب هو سياسي امريكي: لقد غطى اوباما بالزفت والريش واثبت للجمهور الأمريكي بأن الولايات المتحدة ليست ارنبا خائفا. ترامب الذي طالب اوباما بالحصول على تصريح من الكونغرس قبل الهجوم على سورية في 2013، ادخل الكونغرس الى الفخ ايضا. فهل سيتجرأ احد على انتقاد الهجوم حتى ان تم "ليس حسب النظام السليم" وعلى الرغم من عدم مواجهة الولايات المتحدة لخطر فوري؟
·        حرب انتقام
السؤال هو هل ستنتقل روسيا وسورية بعد الهجوم الأمريكي الى حرب الانتقام لكي تثبتان بأنه لن يتم تغيير شيء في استراتيجية الحرب ضد المتمردين والجمهور المدني. بالنسبة لهم، لا حاجة الى السلاح الكيميائي من اجل مواصلة القصف وبشكل ناجع لمدينة ادلب ومحيطها. ليس من الضروري ان يتوقف العالم على الحواجز الاخلاقية اذا كان يمكن تحقيق نتائج افضل بواسطة العنف المشروع، كما حدث طوال السنوات الست الماضية منذ بداية الحرب الأهلية. القرار بهذا الشأن يعود لبوتين الذي التزم بالوقوف الى جانب الاسد في مواجهة الهجوم الامريكي. ليس المقصود هنا دفاعا عن صديق، وانما الحفاظ على كرامة روسيا. في يوم الخميس فقط صرح الناطق بلسان بوتين، ديمتري باسكوف، بأن روسيا لا تقف الى جانب الاسد في كل ظرف، وانه "ليس من الصحيح القول بأن روسيا تستطيع اقناع الاسد بعمل كل ما تريد". لكن الامور سمعناها في كل مرة تم تحميل روسيا المسؤولية عن سلوك الاسد  القاتل.
مع ذلك، من المناسب قراءة الرد الروسي على الهجوم بحرص. الناطق بلسان بوتين وصف الهجوم بأنه "هجوم على دولة سيادية على اساس حجة مخترعة". انه لم يحتضن الاسد ولم يصف الهجوم بأنه يمس بحليفته. كما لم يهاجم ترامب مباشرة مثلما لم يحمل ترامب المسؤولية لبوتين.
يبدو انه على الرغم من التصريحات اللفظية التي شملت تحذيرا روسيا بشأن مستقبل العلاقات بين القوتين العظميين، لن ترغب كلاهما بمنح الاسد امكانية هز التوازن بين القوى العظمى. الخطوة العملية التي قامت بها روسيا حتى الان، تعليق التنسيق الجوي بين الدولتين في سورية، يمكن ان يتضح بأنه سيف ذو حدين اذا بدأت طائرات التحالف بمصادفة طائرات روسية في الجو.
ليس من الواضح بعد ما اذا كان تعليق التنسيق هذا سيشمل تعليق التنسيق مع اسرائيل، رغم انه ليس جزء من التفاهمات مع الولايات المتحدة. ولكن من المحتمل ان بوتين الذي يغضب على تصريحات نتنياهو ضد الاسد، سيرغب بالإثبات لترامب بأنه ستكون للمس بحليفة روسيا ابعاد على حليفات الولايات المتحدة ولذلك قد يجمد او يلغي التفاهمات مع اسرائيل. اذا كانت هذه هي النتيجة، فان هذا يعني بأن الحرب في سورية ستضع اسرائيل على خط النار السياسي وليس العسكري فقط، حين تجد نفسها في تناقض للمصالح بين سياسة ترامب وبين حاجتها لمواصلة التنسيق مع روسيا.
العالم العربي: ترامب في الداخل، بوتين في الخارج
يكتب البروفيسور ايال زيسر في "يسرائيل هيوم" انه انه في اعقاب الهجوم الأمريكي على سورية، ترتفع اسهم دونالد ترامب في العالم العربي. يبدو انه لم يحظ أي رئيس امريكي منذ سنوات طويلة بسماع كلمات الشكر، بل والثناء والتشجيع من العرب، بشكل يشبه ما حظي به ترامب في الأيام الأخيرة. بيانات الدعم تصل من الدول العربية، بل حتى من قبل رواد الشبكات الاجتماعية الذين يحثون ترامب على مواصلة هذا الطريق وعدم التوقف حتى يستكمل اعادة النظام والتوازن، بل حتى الاستقرار الى الحلبة السورية والمنطقة كلها.
صحيح ان الهجوم الأمريكي كان محدودا في حجمه واهدافه. ولهذا فقد سجل نجاحا وحقق هدفه المركزي – معاقبة الطاغية السوري بسبب استخدام السلاح الكيميائي ضد ابناء شعبه. ولكن اذا بقي هذا الهجوم معزولا وموضعيا، فانه لن يحقق التغيير في مسار الحرب السورية. يمكن لبشار بسهولة استيعاب الهجوم الأمريكي. فقد خسر خلال سنوات الحرب الكثير من المطارات لصالح المتمردين، وفي كل يوم يقتل العشرات من جنوده في ساحات القتال. ولذلك، فان الهجوم الأمريكي بالنسبة له، هو ضربة اخرى في الجناح، ويمكنه التعايش معها والبقاء. اذا تصرف بحكمة وامتنع عن أي رد، تماما كما تصرف في كل مرة تعرض فيها للهجوم من قبل اسرائيل، يمكنه المواصلة قدما، وبمساعدة اصدقائه الروس والايرانيين سيواصل قتل شعبه، ولكن هذه المرة بواسطة السلاح التقليدي.
لكن الأمر المهم هو انه بعد الهجوم الأمريكي من الواضح للجميع ولبشار أيضا، ان مصيره ومصير سورية لم يعد ملك ايديه، والامر الاكثر اهمية، انها لم تعد ملك أيدي بوتين. فترامب هو الذي يمسك بالمفاتيح. واذا شاء يمكنه مواصلة مهاجمة سورية، وربما احداث تحول في مسار الحرب في الدولة، واذا شاء يمكنه ترك بشار على كرسيه.
احد المتضررين الأساسيين من هجوم ترامب على سورية هو الحائز على جائزة نوبل للسلام براك اوباما الذي شرح في حينه، بأنه لكي يعمل في سورية سيحتاج الى مئات الاف الجنود الامريكيين وتريليونات الدولارات. ترامب قام بعمل كبير سيؤدي الى وقف استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي بواسطة 59 صاروخ توماهوك فقط. والمتضرر الاخر هو فلاديمير بوتين، الذي كشفه ترامب كنمر من ورق. ففي نهاية المطاف، روسيا هي دولة كبيرة وقوية، ولكن بالتأكيد ليست مساوية بقوتها وقدراتها لقوة عظمى كالولايات المتحدة.
هذا الأمر يفهمه اليوم، كل عربي في الشرق الاوسط. صحيح انه عندما بدا بأن اوباما يتخلى عن المنطقة ومن المشكوك فيه انه سيساعد حلفائه، سعى الجميع للتقرب من بوتين، الذي اجاد تعبئة الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة بقيادة اوباما. لكن، الان، تمكن ترامب من اعادة مكانة الولايات المتحدة كقوة رائدة في المنطقة. ترامب ينتظر الحرب ضد داعش ايضا، ولكن اذا اظهر الاصرار نفسه الذي اظهره خلال الهجوم في الاسبوع الماضي، فانه سيتمكن من تحقيق انجازات ملموسة ايضا على هذه الجبهة من دون مساعدة من الروس الذين لم يحاربوا داعش في كل الاحوال.
في البلدة يوجد شريف جديد، وعلى الاقل لا يخفي قادة العرب واجزاء مهمة من الرأي العام العربي، رضاهم واملهم بأن يعاقب الشريف الجديد بشار الاسد على اعماله القاتلة ويردع ايران.
·        "حماس تريد أن تصدقوها"
يكتب د. روبين باركو، في "يسرائيل هيوم" انه في نهاية آذار الماضي، خلال التئام مؤتمر "الزيتونة" في بيروت، افاد رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، بان المنظمة تعد ورقة عمل تطرح الرؤيا السياسية – الاستراتيجية للمنظمة. وفي ضوء دروس العام 2016، ستشكل علامة طريق لسياسة حماس في 2017 وستتناول "مشروع المقاومة". في هذه الاثناء، يعنى مسؤولو حماس بتسريب تفاصيل عن مضمونها، وأبرزها الاعلان بشأن استعداد المنظمة لإقامة دولة فلسطينية في حدود 1967. وكان هذا، بمثابة أمر مشوق آخر اسموه "الانعطاف الدراماتيكي" في سياسة حماس في كل ما يتعلق بالدول العربية المحيطة وتجاه الغرب واسرائيل.
مع ذلك، فان فتات المعلومات عن الوثيقة لم توضح اذا كان هذا تغييرا لميثاق حماس في 1988 أم وثيقة استراتيجية ملتوية، مرافقة للميثاق وليست مكانه – الامر الذي يقلل من شدة "الانعطاف الدراماتيكي". ان الخطوط الاساس التي تتميز بها التسريبات ترسم تغييرا براغماتيا في تقويم المنظمة للوضع، قدراتها وأمانيها، وذلك على خلفية أزمتها العسكرية، الاقتصادية والسياسية. وهي تعكس بهذا، رغبتها بنيل الشرعية الدولية، والخروج من مأزقها والافلات من الطوق الذي تعيش فيه المنظمة.
وتبدي حماس حرصا ، كما يتضح من البنود التي تسربها للإعلام، على أن تبدو كما لو انها تخلصت من تأثير الاخوان المسلمين عليها، مع العلم بأنها جزء منهم. وتقول انها لن تتدخل في شؤون الدول الاخرى وانها ستشطب التعابير اللاسامية من ميثاقها وأبرزها ذلك البند الذي يتحدث عن القتال ضد اليهود، لتستبدلها بتعبير "القتال ضد الاحتلال الصهيوني". كما تسرب بان حماس ستسوق نفسها من الان فصاعدا كـ "منظمة فلسطينية للتحرير الوطني".
هناك من يرون في بالونات الاختبار هذه من حماس بشرى دراماتيكية. مثلا، الاعلان بشأن الاستعداد لدولة فلسطينية في حدود 1967 تم تفسيره كاعتراف بإسرائيل  بحكم "الأمر الواقع" و كخطوة ايجابية نحو المصالحة مستقبلا مع السلطة الفلسطينية، ومقدمة لإقامة دولة فلسطينية موحدة في الضفة الغربية وفي غزة – الى جانب اسرائيل. وهناك من يستمدون التشجيع ايضا من تغيير الصيغة اللاسامية في الميثاق، كما ذكرنا آنفا، وذلك رغم حقيقة أن حماس تلتزم في الوثيقة الجديدة ايضا بمواصلة الكفاح المسلح ضد الصهاينة حتى تحرير "فلسطين" بكاملها. كما أنها ستواصل رفض الاعتراف بإسرائيل وباتفاقاتها مع م. ت. ف او التنازل عن قسم من "فلسطين" – وبالتالي فما الذي يشجع في ذلك؟
بالفعل، واضح أن تصريحات مسؤولي حماس منشأها اضطراريات اللحظة التي تعيشها منظمتهم ورغبتها في كسر الحصار والضغط الداخلي المتصاعد. في هذا الاطار فقد كانت التسريبات موجهة للأذان الغربية التي تقاتل ضد منظمات الارهاب الاسلامي العالمي، التي ولدت من رحم حركة الاخوان المسلمين، كي "ترفع الضغط" عن حماس نفسها. تلتزم المنظمة الان بصيغة ملتوية – مثل السلطة الفلسطينية – بدولة في حدود 1967، بقطع صلتها بالإخوان المسلمين ومنظمات الارهاب الاخرى وتعلن بانها "كمنظمة تحرر وطني" مستعدة لان تقتل "فقط" صهاينة وتدع اليهود جانبا.
لا شك أن حماس هي منظمة براغماتية تتعلم الدروس. في إطار خطواتها هذه يفترض بمصر، وكذا الدول العربية الاخرى المحيطة بغزة، ان تهدأ بمجرد اعلان القطيعة عن الاخوان المسلمين ووقف المساعدة لتنظيم داعش في "لواء سيناء"، وهكذا تحظى حماس بشريعة تضخ الى غزة تمويلا من مصادر دولية ومن الخليج، في ظل تجاهل اشتراطات السلطة الفلسطينية. وستفتح الحدود مع مصر على مصراعيها، كما يأملون، وستشق الطريق الى مجال المناورة والتعاظم العسكري، الاقتصادي والسياسي المتجدد.
صفعة وتلميح
يكتب اليكس فيشمان، في "يديعوت احرونوت" انه يجلس في القصر الرئاسي في دمشق اليوم، حيوان جريح ومهان – هكذا يقولون في الجهاز الأمني الاسرائيلي. بالنسبة للأسد فان العمليات العسكرية الأمريكية والاسرائيلية في سورية، هدفها اختطاف الفريسة من فمه- اعادة السيطرة على سورية- بعد ان نجح بغرس اسنانه فيها.
رائحة الانتصار التي تم انتزاعها منه يمكن ان تدفعه الى خطوة متسرعة اخرى. ولذلك فان كل عمل ستقوم به اسرائيل خلال الفترة القريبة على الحدود الشمالية سيأخذ في الاعتبار ان الرئيس الأسد سيحاول انقاذ كرامته. يبدو ان هذا هو سبب منع النشاط الجوي والمدني والرياضي في منطقة الجولان وغور الاردن خلال عيد الفصح – عدم توفير فرصة للرئيس السوري لإطلاق النار على طائرات اسرائيلية. ففي كل الاحوال يدعي كبار المسؤولين السوريين بأن اسرائيل هي التي تقف وراء النشاط العسكري الأمريكي.
قبل ساعة من القصف لم يعرف أي شخص في اسرائيل عن اتخاذ قرار في الولايات المتحدة بمهاجمة مطار الشعيرات العسكري قرب حمص. الرئيس الأمريكي نجح بمفاجأة العالم كله. حتى انا.
حسب الاعلام الروسي، تلقت روسيا بلاغا حول العملية قبل ساعتين من تنفيذها. وتم تحويل البلاغات الى اسرائيل وروسيا عبر قنوات تنفيذية بين الجهات العسكرية – وليس السياسية. يمكن الافتراض بأن المحادثة مع الجنرالات الروس جرت بلهجة صارمة. لقد تبقى للروس ساعتان لإخراج رجالهم من منطقة الهجوم، ومن المؤكد ان هذا الأمر جعل السوريين يفهمون بأنهم سيتعرضون للهجوم. العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة تتم من خلال تعاون غير مسبوق مع الجيش الاسرائيلي، ما يجعلنا نعتقد بأن الاسرائيليين تمنوا للأمريكيين النجاح. بعد القصف اتصل رئيس القوات الامريكية المشتركة مع نظيره الروسي، وانتهت المحادثة بقطع "الخط الاحمر" بينهما، أي تعليق البروتوكول الذي هدف الى منع الصدام بين الجيشين في القطاع السوري.
يمكن الافتراض بأنه يوجد في القيادة السورية اليوم، من يجري حسابا مع النفس عن الهجوم الكيميائي. صناع القرارات هناك لم يقدروا، كما يبدو، حجم القتلى والأصداء التي سيسببها الهجوم في انحاء العالم. يمكن الافتراض بأن الروس اوضحوا للأسد ايضا ان استخدام السلاح الكيميائي، الذي لم يكن هدفه حماية بقاء السلطة، تسبب بضرر للمصالح المشتركة لروسيا وسورية. ربما لم يحب الروس اسلوب ترامب، لكن الهجوم الأمريكي زاد من تعلق الاسد بروسيا، وهذا يعني ان موسكو لا تشعر بالأسف العميق على الصفعة التي تلقاها.
في الجهاز الامني الاسرائيلي وصفوا، امس، الاحداث الاخيرة في سورية، بأنها "ازمة تم تجميدها". حاليا لا توجد أي دلائل على حدوث تغيير في السلوك السوري او الروسي على الأرض. من ناحية اسرائيل، طالما لا توجد احداث تخلق التفوق لحزب الله او للايرانيين في سورية، فان هذا لا يحتم عليها أي استعداد عسكري. كما ادعت روسيا الرسمية خلال اليوم الاخير بأنه لم يتم مهاجمة قوات روسية، ولذلك لا يوجد سبب للقيام بعمل عسكري ضد الولايات المتحدة. ولن يتم الغاء زيارة وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون الى موسكو في مطلع الاسبوع القادم.
عندما تبخر الدخان الذي خلفه 25 طن من المواد الناسفة التي حملتها صواريخ كروز التي تم اطلاقها من المدمرتين "فورتر" و"روس"، عاد المطار السوري للعمل الجزئي. بالنسبة للبنتاغون كان هجوم الصواريخ بمثابة جهد هامشي. مثل هذه العمليات جاهزة منذ ايام اوباما، على خلفية استخدام السلاح الكيميائي في سورية في 2013. وما فعلوه هذه المرة هو سحب الملفات من الدرج ومهاجمة المطار الذي خرجت منه الطائرات السورية لشن الهجوم الكيميائي، في الاسبوع الماضي.  القاعدة التي تعرضت للهجوم تخضع لقيادة الجناح 50 في سلاح الجو السوري، الذي يدير سربين من الطائرات الحربية التي يرجع عمرها الى سنوات السبعينيات والثمانينيات: ميغ 23 وسوخوي 22. القصف لم يشل عمل المسارات، ولكنه لم يهدف الى ذلك ايضا. لقد اختار البنتاغون تنفيذ جزء واحد من فصل البداية للهجوم المخطط منذ 2013 ضد عشرات الاهداف وعلى مدار عدة ايام. الهجوم بوساطة صواريخ كروز هو المستوى الاكثر انخفاضا في التلميح العسكري الأمريكي.
هذا التلميح لا يبدو مثل استراتيجية جديدة، وانما استلال من الخاصرة. يسود الانطباع بأن الأمريكيين يبنون سياسة في سورية من خلال التحرك، وهذا يجب ان يقلق ليس فقط اعداء الولايات المتحدة وانما الأصدقاء ايضا. حتى الان، هذه سياسة نزوات. السؤال الكبير هو هل سيكون هناك استمرار لهذا الاصرار الامريكي في سورية، وكيف سيرد ترامب اذا واصل الأسد تحديه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالأربعاء 12 أبريل 2017, 10:28 pm

12.04.2017

مقالات
استراليا تخاف من باسم التميمي
تكتب عميرة هس في "هآرتس": لماذا تخاف الحكومة الاسترالية من الفلسطيني باسم التميمي من قرية النبي صالح؟ في الأسبوع الماضي، في الخامس من نيسان، الغت سلطة الهجرة وحماية الحدود تأشيرة الدخول التي منحتها لها قبل يوم من ذلك.
التميمي الذي نجح مع نشطاء المقاومة الشعبية في القرية وفي الضفة الغربية، في السنوات الأخيرة، بلفت انظار العالم بشكل خاص الى جرائم الاحتلال الاسرائيلي، دعي لتقديم سلسلة من المحاضرات واجراء لقاءات في استراليا من قبل منظمة يسارية وعدة مجموعات مناصرة للفلسطينيين. وفوجئ هؤلاء، بشكل لا يقل عنه، عن الالغاء الهستيري لتأشيرة الدخول. وكالمتوقع، ابتهجت مواقع انصار الاحتلال لهذا القرار.
في قرار الالغاء (كما نشره موقع سلطة البث الاسترالية abc)، كتب: "في الآونة الأخيرة وصلت الى السلطة معلومات تشير الى خطر وجود جهات سترد بشكل سيء على وجود السيد التميمي في استراليا، بسبب مواقفه من التوترات السياسية المتواصلة في الشرق الاوسط.. وجوده قد يشكل خطرا او يمكن ان يهدد النظام الجيد في المجتمع الاسترالي".
ما كان بمقدور رجب طيب اردوغان وفلاديمير بوتين صياغة الرغبة بإسكات كل صوت معارض، بشكل افضل. ما سيقوله التميمي لا يعجب جهات مجهولة، كتب بالاسترالية. وبين السطور: هذه الجهات يمكنها ان تشاغب لكي تحاول اسكاته او الاساءة الى المناسبات التي سيشارك فيها، والسلطات الاسترالية ستعجز امامها بسبب قوتها (سياسيا، اقتصاديا وجسديا – او كلها معا). أي انه يشكل خطرا بسبب حقيقة ان هناك من سيسيئون استخدام سلطتهم لإسكاته.
"مواقفه"، كتب في القرار الرسمي. كما لو ان المقصود صالون نقاش وليست شهادة لا يمكن تفنيدها، من مصدر اول، حول نظام الفصل العرقي الذي تخلقه اسرائيل. التميمي كان سيتحدث عن الأرض، الغابة، المجال العام والينابيع التي سرقتها اسرائيل من قريته ومن القرى المجاورة لصالح المستوطنين اليهود. وعن المنع الاسرائيلي لإضافة حتى طابق اخر لبيت قائم في قراهم، بينما تتكاثر مقابلهم البيوت التي تقام في مستوطنة نفيه تسوف. كان سيحكي عن المداهمات التي يقوم بها الجيش وتخويف الأولاد، وعن الجنود الذين قتلوا اثنين من اقربائه – دون ان يواجهوا أي خطر. كما يبدو كان سيقول ان هذه هي طبيعة النظام الصهيوني. كان سيعلن عن دعمه لحل الدولة الواحدة، لليهود والفلسطينيين. كان سيذكر بالنشطاء اليهود الاسرائيليين الذين يقفون الى جانب قريته منذ 2009. ما الذي يخيف في كل هذا؟
كل تخمين بما حدث خلال اليوم الذي مضى بين صدور التأشيرة والغائها سيكون معقولا: محادثة هاتفية شديدة من السفارة الاسرائيلية الى وزارة الخارجية الأسترالية. بريد الكتروني عدواني من قبل تنظيم يميني ما، او يميني يهودي او يميني انجيلي، ملياردير (يهودي او مقرب لإسرائيل) بعث برسالة هاتفية الى عضو في البرلمان، فاتصل هذا بفزع الى قسم الهجرة، او ملياردير تربطه علاقة بوسائل الاعلام، وبعث برسالة مباشرة الى مسؤول رفيع. هل يبدو هذا الأمر معاد للسامية؟ المشكلة ليست في التخمين وانما بطرق العمل غير الديموقراطية التي تُصدرها اسرائيل.
في الرد على اسئلة صحفي من abc، قال المتحدث باسم سلطة الهجرة ان الحكومة الاسترالية تدعم فعلا حق التعبير وما الى ذلك، لكن من مسؤوليتها ايضا منع "تشويه صورة المجتمع الاسترالي، او الصراعات داخله او تعريضه للخطر". هل يمكن لهذا كله ان يفعله التميمي؟
اسرائيل الرسمية وانصار الأبرتهايد الاسرائيلي يعارضون مواقفه مسبقا. لو كان يمكنهم تفنيد مواقفه ومناقشة استنتاجاته، لما منعوه من الوصول. غضبهم يكشف الضعف الذي يخفونه بواسطة التهديد والتخويف. والحكومة الاسترالية، لأسبابها الخاصة، تخاف منهم وتقرر العمل كمقاول لإسرائيل.
الجثث تعاد ولا تضيع
يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" انه كان يمكن تأليف كتب مرعبة حول قضايا كهذه، وتحويل الناجحة منها الى افلام تحطم شبابيك التذاكر، وفي بعض الاحيان، اضافة عبارة "اعتمادا على قصة حقيقية". حول هذه القصة الرهيبة التي نشرها اور كشتي عشية عيد الفصح (اسرائيل تعترف بأنها فقدت جثث مخربين دفنوا في البلاد – "هآرتس 10.4)، يمكن الكتابة "هذه القصة الحقيقية، وللأسف فقد ضاع الفيلم نفسه في الأرشيف".
الملخص المفزع سيكون بسيطا، مباشرا ويسهل فهمه. من بين 123 جثة طلبت عائلات فلسطينية استلامها، تم العثور على جثتين فقط. جثتان هما ايضا، مسألة مهمة. فإسرائيل تطالب حماس بإعادة جثتين فقط: اورون شاؤول وهدار غولدين. ومقابل جثتين فقط، ايهود غولفاسر والداد ريغف، اعادت اسرائيل 199 جثة لبنانية في اطار صفقة مع حزب الله. ويسمح لنا التذكير بأن اختطافهما كان سببا لحرب لبنان الثانية.
لو كان في ايدي حماس او حزب الله  123 جثة لإسرائيليين لكان يمكن توقع حدوث حرب عالمية. وما كان سينفع هذين التنظيمين أي ذريعة او تجاهل. هل كان سيصدق أحد ان هذين التنظيمين المسيطرين على كل ما يتحرك على اراضيهما سيفقد 123 جثة؟ او عشر جثث؟ او جثة واحدة؟ ولكن ما يحظر على تنظيمات الارهاب، يسمح به للدولة، خاصة الدولة التي تقدس الجثث، والمستعدة لإرسال الجنود للموت من اجل انقاذ جثث، ولا ترتدع عن القتل الجماعي للبشر من اجل تحرير جثث اليهود.
بل ان دولة اسرائيل تعترف بالقيمة الكبيرة لجثث الفلسطينيين. فهي التي تمارس العقاب غير الانساني الذي ينص على عدم اعادة جثث الفلسطينيين كوسيلة رادعة للعمليات. صحيح انه كانت هناك حاجة لقرار من المحكمة العليا من اجل اعادة سبع جثث في كانون الاول الماضي. ولكن أي غضب اثاره ذلك القرار. هذا ليس بسبب الخوف من ان يؤدي اعادة الجثث الى جنازات حاشدة، وخرق النظام وشن حملة ضد اسرائيل، وانما لأن الانتقام لم ينجح.
ولكن في حكاية العائلات الفلسطينية التي تطالب منذ سنوات بإعادة جثث أعزاءها، لا توجد حتى ذرة من المجد القومي، ولا مساومة على اعادة جثث واسرى، ولا رافعة ضغط ضد عمليات ولا حتى انتقام. ظاهرا، المقصود مجرد اهمال. لم يكتبوا بالضبط من هو المدفون واين. احدى الشركات التي تم تشغيلها في دفن المخربين تم تفكيكها وطحن وثائقها. وفي التأمين الوطني لا وجود لتسجيل منظم عن شركات الدفن، وتم ابادة قسم من الاوراق بعد مرور سبع سنوات. كل شيء حسب النظم. فعلا لم تكن هنا نية سيئة. الامور تحدث، الاوراق تضيع. هكذا حين تسود الحرب. في كل دولة يوجد نصب لجنود لا يعرف مكان دفنهم، فليكن لدى الفلسطينيين ايضا. ما هو الصعب في فهم وتقبل ذلك؟
هذا خطأ. فالدولة عرفت اماكن دفن الفلسطينيين. فهي التي دفنتهم، وهي التي قررت عدم تسليم جثثهم لعائلاتهم، وهي التي كان مسؤولة عن احترام الميت حتى لو كان مخربا قاتلا. الدولة لم تدع أبدا انه يجب ابادة او اخفاء جثث المخربين. بل على العكس. لقد استغلت بعضها كبضاعة مقابل جثث ليهود. منطق التجار المشوه الذي يوجه الدولة يحتم بالذات حفاظها على "بضاعة" كهذه كما تحافظ على بؤبؤ عينها، لأنه من يعرف متى ستضطر لاستخدامها من اجل استرجاع جثث يهود. لكنها لم تنجح بالحفاظ حتى على وديعة كهذه.
الاستنتاج هو انه يمنع السماح للدولة بالتلاعب بجثث الفلسطينيين، لا كبضاعة ولا كوسيلة ردع، لا كوديعة للمستقبل ولا للانتقام. كل الجثث، أي تلك التي لا تزال تعرف اين هي، يجب اعادتها نهائيا، بدون شروط وبدون محاسبة الذات، من اجل اخلاء مكان لدفن العار.
الجهد الأمريكي يجب ان يركز على الأسد
يكتب يوسي بيلين، في "يسرائيل هيوم" ان الهجوم بصواريخ توماهوك الامريكية في سورية، كان الرد الصحيح. وليس صدفة انه حظي، لاحقا، بدعم الكثير من المحافظين والليبراليين في الكونغرس، وقادة الغرب. هذا الهجوم جاء لتصحيح الخطأ التاريخي لأوباما (تجاهله للخطوط الحمراء التي حددها بنفسه) وللتعبير عن ان الولايات المتحدة ستكون ضالعة في الاوضاع التي يتم فيها تنفيذ مذابح، امام صمت العالم.
اختبار نجاح الهجوم لا يكمن، طبعا، في عدد القتلى السوريين ولا في عدد الطائرات السورية التي تم تدميرها، وانما في فهم الأسد بأنه على الرغم من الدعم والمساعدة التي يحصل عليها من روسيا وايران وحزب الله، فانه عرضة للخطر.
لقد سقطت صواريخ توماهوك على سورية، بعد عدة أيام من قرار وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، لسبب ما، الاعلان بأن الشعب السوري هو الذي يقرر مصير الأسد. الشيطان وحده يعرف ما الذي دفع هذا الرجل، الذي يظهر الوعي والحذر، يقول ذلك. عن أي شعب يتحدث بالضبط؟ الشعب الذي يجلده الأسد بالسياط والعقارب والأسلحة الكيميائية؟ هذا الذي قتل مئات الآلاف منه بشكل وحشي، والذي تعرفه عائلة الأسد جيدا، والذي هرب الملايين منه الى تركيا والأردن والغرب؟ وكيف سيحسمون بالضبط؟ في الانتخابات الديموقراطية التي تجري مرة كل اربع سنوات في سورية، والتي تنجح دائما بتقديم اسم عائلة واحدة للشعب السوري منذ 46 عاما؟ انا على اقتناع بأن تيلرسون سيسعى الى اخفاء هذه الكلمات، وآمل جدا ان تكون السياسة الأمريكية هي التي ستجعلها منسية.
لقد بدأت المأساة المتواصلة في سورية بسبب الأسد، وازدادت حدة بسببه، وتضخمت لتصل الى القتل الجماعي لأبناء شعبه بسببه، ولا تنتهي بسببه. يمكن اضافة الكثير من الجهات الاخرى داخل سورية نفسها والعالم العربي، كما يمكن اضافة ضعف العالم والمصالح المتضاربة للدول التي قررت التدخل في الكارثة السورية، لكنه يمنع الارتباك: اذا تم اقصاء الأسد، يمكن التوصل الى تفاهمات بشأن مستقبل سورية (الفدرالي) وتعزيز التحالف الذي سيقضي على داعش في الرقة.
من الممكن جدا انه كما في الأساطير، لم يحلم طبيب العيون الذي درس في بريطانيا، بأن يكون رئيسا لسورية، ويمكن الافتراض بأنه لولا حادث الطرق القاتل الذي تعرض له باسل الأسد، لما كان يمكن لأحد الحلم بعرض المنصب عليه. ربما يكون قد حاول فعلا خلال سنته الاولى في المنصب، اجراء عدة اصلاحات والتحرر من مستشاري والده المتحفظين، ولكنه يتصرف منذ سنوات طويلة كشخص مستعد لتدمير كل ما يقف في طريقه دفاعا عن كرسيه. انه مصاب بجنون العظمة، يعتبر كل المنتقدين والمعارضين له ارهابيين. وعلى غرار نيرون، يمكنه العزف على القيثار في الوقت الذي تحترق فيه بلاده، طالما سمح له بالعزف.
هجوم صواريخ توماهوك لا يمكن ان يكون النهاية. يجب تركيز الجهد الأمريكي القادم على الشخص نفسه.
حتى يقول له الشعب "نعم".
يكتب درور زئيفي، في "يديعوت أحرونوت" ان الأتراك سيتوجهون يوم الاحد الى صناديق الاقتراع، للمرة الخامسة خلال السنوات الثلاث الأخيرة. لقد هدفت هذه الانتخابات كلها لتحقيق هدف واحد – منح خاتم قانوني لسلطة أردوغان المستبدة – لكن الاستفتاء القريب هو الأهم منها جميعا. فالانتصار فيه سيمنح الرئيس الطموح سلطة غير محدودة على كل سلطات الدولة.
في معركة الانتخابات الاخيرة، في تشرين الثاني 2015/ وبعد سلسلة من الخطوات التي اضعفت المعارضة، كان يأمل اردوغان الحصول على غالبية برلمانية تصل الى ثلثي الاعضاء من اجل تغيير الدستور ومنح نفسه مكانة الحاكم الوحيد، لكن آماله خابت، ولم ينجح رجاله بتحقيق الغالبية المطلوبة، ولذلك اتجه نحو مسار آخر – استفتاء شعبي شامل على كل التعديلات المقترحة في الدستور.
منذ صدر القرار تحاول السلطة بكل الطرق، منع المعارضة من اسماع صوتها. الشرطة ترفض السماح بتنظيم اجتماعات شعبية للمعارضة، المدن ترفض تأجير القاعات لها، والصحف ترفض نشر اعلانات تدعم مقولة "لا". في الأسبوع الماضي، اعتقلت الشرطة مجموعة ضمت 60 رئيس قرية حضروا لالتقاء رئيس المعارضة، بادعاء انهم خرقوا تعريف منصبهم. وفي المقابل يتم توزيع رشاوى انتخابية تصل قيمتها الى المليارات – بواسطة تخفيض رسوم التأمين الصحي، تخفيض الضريبة المضافة ومساعدة العائلات المحتاجة. لقد عم اليأس قادة المعارضة، واستسلم بعضهم لأردوغان الذي يقولون انه سيفعل كل ما يشاء سواء بالاستفتاء او من دونه.
ولكن، على الرغم من حملة التخويف ومشاعر العدم، يتوجه الكثير من الجمهور التركي ضد هذه الخطوة. الاستفتاءات الشعبية تشير الى المنافسة متقاربة جدا مع تفوق قليل للقائلين "لا"، ويجب ان نتذكر بأن هذه الاستفتاءات ليست حرة فعلا. لقد تم مؤخرا فصل اكثر من 130 الف مستخدم عام، وتم اعتقال حوالي 50 الفا منهم بادعاءات مختلفة. يمكن الافتراض بان الكثيرين من معارضي التغيير يتخوفون من قول الحقيقة حتى لمستطلعي الرأي الذين يعدون بالسرية.
الى جانب الاستفتاءات، هناك الكثير من المعلومات الواضحة حول معارضة اردوغان. اعضاء حزب الشعب القومي، الذي وعد قادته بدعم اردوغان، يصوتون بأرجلهم. لقد اعلن غالبيتهم بأنهم يعارضون موقف الحزب وينوون التصويت ضد التعديلات. وفي الايام الأخيرة تنظمت مجموعة تضم 550 شخصا من قادة الرأي العام، بينهم اعضاء برلمان سابقين وحاليين، بل ايضا، اعضاء معروفين من حزب السلطة، والذين يعارضون التغيير.
وبأسف بالغ، يجند اردوغان كل الأوراق التي يمتلكها، وعلى طريقة كل الحكام المستبدين، يستل من القبعة الأعداء الخارجيين والمحليين. ويقول ان الذين يدعون للتصويت ضده يحظون بدعم من الحركة السرية الكردية. وخلال اجتماعاته الانتخابية يستحضر المشبوهين القدامى – امريكا واوروبا واعداء الاسلام و"لوبي المصالح" الدولي الذي يقوده اصحاب رؤوس اموال مجهولين، والذكي يفهم.
حسب تقديرات المراقبين الموضوعيين فان الرئيس ورجاله سيحاولون الانتصار حتى لو كان الثمن تزييف النتائج. لكنه لا يزال في تركيا قدر من المراقبة الذاتية للانتخابات. اذا كان تفوق المعارضين ملموسا، لن تنجح حتى القوة الضخمة للرئيس بإخفائه. فما الذي سيحدث آنذاك؟ صحيح انه يمكن القول بأن هذا لا يغير. الحديث عن حاكم وحيد يسيطر على كل اذرع السلطة والدولة، حتى وان كانت سيطرته غير مدعومة بالقانون.
لكن الماضي القريب يروي حكاية اخرى، نابعة من اعماق روح اردوغان. مع كل سعيه الى فرض سلطة الحاكم الوحيد، الا ان اردوغان يحتاج الى تصديق من الشعب. من المهم ان يعرف بأن الشعب اختاره فعلا للقيادة. ولذلك فانه يصر، للمرة الخامسة، على نيل مصادقة الشعب لخطواته. اذا فشل في الاستفتاء، "سيكشف" المذنبين بالفشل – اعدائه في الداخل والخارج – وسيحاول مرة اخرى، بواسطة الانتخابات او الاستفتاء او الانقلاب البرلماني. لن يتخلى عن الأمر حتى يقول له الشعب "نعم".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالإثنين 17 أبريل 2017, 6:43 am

ما قلناه في العام 1967


هآرتس
نير حسون
في 27 حزيران 1967، قبل ثلاثة أسابيع من انتهاء حرب الايام الستة، صادقت الكنيست على ثلاثة قوانين: تعديل أمر انظمة السلطة والقانون، تعديل أمر البلديات وقانون حماية الاماكن المقدسة. ورغم الاسم البيروقراطي التقني، شق التعديلان الاخيران الطريق لضم شرقي القدس إلى إسرائيل. جاء في التعديل الاول أن "القانون، الحكم والادارة في الدولة تسري على كل ارض إسرائيل التي حددتها الحكومة في الامر". والتعديل الثاني يسمح لوزير الداخلية توسيع مجال سيطرة البلدية حسب تقديره.
لقد كانوا في وزارة الخارجية قلقين من رد المجتمع الدولي على هذه الخطوة. وقبل يوم من النقاش في الكنيست تم اعطاء ممثليات إسرائيل في العالم توجيهات لمواجهة هذا الامر: "على خلفية الوضع في الجمعية العمومية للامم المتحدة يجب علينا أن نظهر في الدعاية الخارجية لنا قانون الاماكن المقدسة وأن نقلل من شأن أ و ب".
هذا ما تمت كتابته للسفراء، لكن من كتب البرقية لم يكن متفائلا. "ليس واضحا إلى أي درجة سننجح في ذلك"، كتب وأوصى بأن يتم عرض اجراء الضم كـ"ضرورة نابعة من الرغبة في ادارة كل المدينة بشكل سليم. ولا يجب وصف الامر على أنه ضم بل صهر يُمكن من تقديم الخدمات مثل المياه والكهرباء والعلاج والتعليم. واذا سُئلتم قولوا إن العملة في القدس الموحدة ستكون إسرائيلية".
في ذلك اليوم أرسل موظف وزارة الخارجية اوري غوردون رسالة إلى عادي يافيه، رئيس مكتب رئيس الحكومة ليفي اشكول جاء فيها: "لقد اقترحت على د.حاييم هيرتسوغ (الحاكم العسكري في شرقي القدس والضفة الغربية) أنه وعلى الفور بعد سن قانون توحيد مناطق البلدية أن يتم ضم عدة قرى في نابلس أو بيت لحم وغيرها من اجل النجاعة الادارية. وهذا لتمويه النية الأساسية. وقد عبر د. هيرتسوغ عن اهتمامه بهذه الفكرة وطلب مني أن اعرضها عليه".
هذه الرسالة، إضافة إلى وثائق أخرى كثيرة، تم الكشف عنها مؤخرا من قبل معهد "آثار"، الذي أراد استخدام المواد الأثرية من اجل حقوق الإنسان. ولم تكن هذه الحالة الوحيدة التي حاولت فيها إسرائيل تمويه افعالها في شرقي القدس، خشية من رد المجتمع الدولي الشديد. "السابقة التي كانت أمام ناظريهم هي الانسحاب من سيناء في 1957"، كما قال المؤرخ د. امنون رامون من معهد القدس لبحث السياسات. "في حينه، ورغم تصريحات بن غوريون عن مملكة إسرائيل الثالثة، اضطرت إسرائيل إلى الانسحاب بسبب انذار القوتين العظميين".
في العام 1967، في المقابل، امتنعت الولايات المتحدة عن الطلب من إسرائيل الانسحاب الفوري، لكنها أوضحت لها أنها لن توافق على خطوات احادية الجانب في القدس. ومن هنا جاءت الحاجة إلى كبح وتعويق واخفاء الاجراءات في المدينة، الامر الذي يجد تعبيره في محاضر جلسات الحكومة وتبادل الرسائل في تلك الفترة. هنا لعبت وزارة الخارجية دور رئيسي برئاسة آبا ايبان. رامون قال إن قائد المنطقة الوسطى عوزي نركيس اضطر إلى وقف عملية هدم المنازل في الحي اليهودي بعد الشكوى التي قدمها صاحب مصنع ارمني تضرر من الامر.وقال اشكول لنركيس، "توقفوا الهدم. صحيح أن آبا ايبان موجود في نيويورك، لكنه يجلس على كتفي، ولا يتركني أرتاح. هذا يكفي في هذه المرة".
بعد ذلك بثلاثة أشهر، في أيلول 1967، قررت الحكومة ترميم الحي اليهودي. ووزير المالية بنحاس سابير أعلن عن مصادرة اراضي الحي. وقد عاش في ذلك الحي في حينه 3500 شخص عربي بقوا من الفترة الاردنية، معظمهم من لاجئي القرى التي تحيط بالقدس من العام 1948. وفي هذه المرة قدمت وزارة الخارجية أيضا الدواء للداء: "يمكن أن يفسر المجتمع الدولي هذا القرار على أنه مصادرة للاراضي واخلاء اصحاب الاملاك في الحي اليهودي، وخاصة على خلفية النقاشات في الامم المتحدة"، كما جاء في البرقية للممثليات في العالم. "وهذا الامر يحتاج إلى رد دعائي في حال نشرت لديكم أخبار سلبية".
في السياق فسرت البرقية كيف يمكن تفسير المصادرة. اولا، تم الطلب من ممثلي إسرائيل ابراز البُعد الصحي – هناك حاجة إلى علاج مشكلات المجاري والمياه بشكل سريع. والبند الثاني سعى إلى التمييز "بين السيطرة – التي تعني التجميد المؤقت لحقوق الاملاك إلى أن يتم الاتفاق مع اصحابها، وبين المصادرة". وسعت وزارة الخارجية إلى التوضيح أن قانون واحد يسري على اصحاب الاملاك اليهود والعرب. وتمت الاشارة في البرقية أيضا إلى أن المسجدين في الحي اليهودي تم استثناءهما من المصادرة. واختتمت البرقية أنه اذا طرح مستقبلا موضوع اخلاء المنطقة – سيتم اعطاء كل من يتم اخلاءه شقة بديلة.
وقد استمر اخلاء الحي اليهودي مدة عامين. والحكومة اقترحت على المخلين مكانا آخر للسكن في العيزرية، لكن عدد قليل منهم حصل على الشقق، ومعظمهم توزعوا في أحياء شرقي المدينة. بعد ذلك بثلاثة اشهر، في كانون الاول 1967، تدخلت وزارة الخارجية مرة اخرى من اجل القدس.
وهنا كان مطروحا على الجدول نقل هيئة القيادة الوسطى إلى المدرسة المهنية في بيت حنينا.
وقد حذر عاموس غانور، ممثل وزارة الخارجية في الحكم العسكري من أن "ردود الفعل لن تقتصر على القدس والضفة الغربية فقط. فهذا موضوع سيجذب انتباه وسائل الاعلام الدولية". ويبدو أن الحل في هذه المرة كان العمل اثناء انشغال العالم في شؤون اخرى. وأضاف شخص ما لرسالة غانور بخط اليد كلمات "ليس قبل عيد الميلاد".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالثلاثاء 18 أبريل 2017, 11:04 am

"هآرتس: الفساد الإسرائيلي يهدد صفقة الغواصات مع ألمانيا
18/04/2017


صحف عبريه - صفحة 4 3_1479960155_1732

تل أبيب: توصلت إسرائيل مع السلطات الألمانية مؤخرا إلى تفاهمات مفادها، بأنه في حال توصلت الشرطة الإسرائيلية إلى وجود شبهات فساد بالتحقيقات التي تجريها بخصوص صفقة الغواصات، وهو الملف الذي بات يعرف بـ'القضية 3000'، فإنه سيتم إيقاف المفاوضات بين البلدين، وإلغاء صفقة الغواصات والسفن الحربية.
ووفقا لصحيفة "هآرتس" العبرية، التي أوردت الخبر اليوم الثلاثاء، فإنه تم التوصل لهذه التفاهمات خلال لقاءات جمعت وفد إسرائيلي رفيع المستوى بكبار الموظفين الألمان، إذ تم إضافة نص هذه التفاهمات من خلال بند جديد أضيف إلى مذكرة التفاهم المتعلقة بصفقة الغواصات، بحيث أن البند الجديد بات شرطا أساسيا لدى ألمانيا للتوقيع النهائي على الصفقة، حيث من المتوقع أن تجرى مراسيم التوقيع على المذكرة خلال الأسابيع القادمة.
وكان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قد أعلن في 31 تشرين الأول/أكتوبر 2016 من على منبر الكنيست، أنه سيتم قريبا التوقيع على مذكرة تفاهم بين إسرائيل وألمانيا لشراء ثلاث غواصات جديدة وسفينة حربية ضد الغواصات.
وبعد أسبوعين من إعلان نتنياهو، كشفت القناة العاشرة من خلال تحقيق صحفي لمراسلها براك رفيد، النقاب عن وجود شبهات فساد متعلقة بصفقة شراء الغواصات من ألمانيا.
وتكشف أن محامي نتنياهو وقريبه، المحامي دافيد شمرون، متورط في قضية الغواصات، حيث مثل شمرون أيضا رجل الأعمال ميخائيل غنور وهو مندوب الشركة الألمانية 'تيسنكروب' التي من المفروض أن تزود إسرائيل الغواصات والسفن الحربية.
وساهم تدخل نتنياهو في إلغاء المناقصة الدولية وملائمة ذلك مع الشركة الألمانية 'تيسنكروب' ومندوبها بالبلاد غنور الذي وقع مؤخرا على مذكرة تفاهمات لبناء ثلاث غواصات جديدة لسلاح البحرية الإسرائيلية.
وزعم نتنياهو أنه قد علم بدور المحامي شمرون في القضية عندما سئل عن تعقيبه على ذلك، وأن شمرون لم يتحدث مع نتنياهو عن شراء الغواصات.
ومنذ الكشف عن القضية، تكشف الكثير عن خفايا الأمور المتعلقة بصفقة الغواصات وشراء سفن حربية لحماية منشآت الغاز، في البداية تناقلت وسائل الإعلام معلومات مفادها أن نتنياهو أرد شراء ثلاث غواصات إضافة للست غواصات الموجودة لدى إسرائيل بغرض توسيع الأسطول إلى تسع غواصات.
ونشرت وسائل الإعلام معلومات تتمحور حول تطلع نتنياهو لشراء السفن الحربية لحماية منصات الغاز، وشراء سفينتين حربيتين والاتصالات بشأن الصفقة لشراء ثلاث غواصات، إلا أن المعارضة التي أبداها وزير الأمن في حينه موشيه يعالون، وكبار الموظفين في وزارة الأمن والأجهزة الأمنية دفعت نتنياهو للتراجع عن هذا التوجه وتقرر عدم شراء السفن الحربية والإبقاء على صفقة الغواصات التي ستستبدل الغواصات القديمة والتي ستخرج من الخدمة بحلول عام 2030.
ووفقا لما نشرته وسائل الإعلام العبرية، فإن الحكومة وقعت في السر على مذكرة تفاهمات لشراء ثلاث غواصات 'دولفين' مع حوض بناء الغواصات الألماني 'تيسينكروب'، بعد أن كانت إسرائيل قد اشترت ست غواصات من الطراز نفسه، قبل عدة سنوات، وتسلمت خمس غواصات من تلك الصفقة وهي بانتظار تسلم الغواصة السادسة.
وفي اعقاب الكشف عن القضية، قال المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبلت، إنه لا يوجد أي مؤشرات أو أسباب تلزم تدخل الشرطة بالقضية، لكن مندلبلت وبعد تكشف المزيد من التفاصيل أصدر أمرا للشرطة لفحص القضية، وذلك بناء على تطورات ومعلومات جديدة وصلت إلى الشرطة.
وفي نهاية شباط/فبراير الماضي، أعلن المدعي العام الإسرائيلي، شاي نيتسان، عن تحويل عملية تقصي الحقائق بشأن قضية الغواصات، إلى تحقيق جنائي.
وبحسب المعلومات، فإن عملية تقصي الحقائق، التي يشتبه بموجبها أن كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية تلقوا رشاوى من الشركة الألمانية 'تيسنكروب'، لم تظهر أية شبهات جنائية ضد نتنياهو.
في نهاية العام 2016، كان من المفروض أن يتم التوقيع رسميا بين ألمانيا وإسرائيل على مذكرة التفاهم بخصوص صفقة الغواصات، بيد أنه وبسبب النشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية والألمانية حول كواليس المفاوضات والتحقيقات التي شرعت بها الشرطة الإسرائيلية حيال شبهات الفساد تم تأجيل وتجميد الإجراءات ومراسيم التوقيع.
ونقلت صحيفة "هآرتس"، عن مصادر دبلوماسية إسرائيلية رفيعة المستوى التي طلبت عدم الكشف عن هويتها بسبب حساسية القضية دبلوماسيا، قولها إن "ديوان رئيس الحكومة نتنياهو توجه عدة مرات إلى ديوان المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل بطلب التوقيع على مذكرة التفاهم، بيد أنه دائما كان الجواب، بأن الظروف غير مواتية الآن للتوقيع".
وقبل نحو شهر وخلال محادثة بين رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، يعقوب نيجل، ونظيره الألماني كريسطوف هويسجن، الذي قال إن السلطات الألمانية وبسبب التحقيقات التي تجريها الشرطة الإسرائيلية والغموض حول صفقة الغواصات، معنية بإدخال تعديلات على مشروع مذكرة التفاهم يقضي بإلغاء الصفقة بحال ثبتت شبهات الفساد.
وبموجب مذكرة التفاهم المحتلنة والتي ستوقع خلال الأسابيع القريبة بين البلدين، فإن ألمانيا مستعدة لبيع إسرائيل 3 غواصات، وبحال أبدت إسرائيل شراء هذه الغواصات، فإن ألمانيا ستقوم بتمويل ثلث تكاليف الصفقة، وذلك بموجب للهبات التي كانت قد منحتها ألمانيا لإسرائيل بصفقات غواصات وأسلحة سابقة.
وبحسب، موظف إسرائيلي كبير، فإنه في أعقاب التوقيع على مذكرة التفاهم بين البلدين، من المتوقع أن يفتح مجددا باب المفاوضات المتعلقة بالاتفاق وتفاصيل الصفقة، وهي مفاوضات قد تستمر حتى نهاية العام 2019، وخلال هذه الفترة ستنهي الشرطة التحقيق في الملف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالأربعاء 26 أبريل 2017, 7:17 am

اليهود يتحررون من الاحتلال

صحف عبرية



Apr 26, 2017

صحف عبريه - صفحة 4 25qpt959.5
في الأيام الأولى من بدء اضراب السجناء الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية كان لدى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مزاج للدعابة. فقد قال إن تسمية مروان البرغوثي بـ «القائد» مثل تسمية بشار الاسد «طبيب الاطفال». ومن اجل انقاذ كرامة المنطق أريد القول إن المقارنة تتم بين نفس الاجناس، العاديين مع العاديين والزعماء مع الزعماء. 
يجب مقارنة البرغوثي مثلا مع نلسون مانديلا، أسير الحرية الذي اعتبروه ايضا في البداية ارهابيا، وفيما بعد أصبح شريكا. ولكن لماذا نبتعد حتى جنوب افريقيا؟
لقد اعتبر البريطانيون مناحيم بيغن من أكبر الارهابيين، وأصبح فيما بعد رئيسا للحكومة. وللأسف، البرغوثي ليس بعد رئيسا رسميا، لكن بالنسبة لابناء شعبه هو مرشح متقدم للرئاسة. وسيأتي اليوم الذي سيقولون فيه في اسرائيل إن هذا القائد سمي ارهابيا ذات مرة، مثل ياسر عرفات الذي سمي «من أكبر الارهابيين».
إن طبيب العيون، في المقابل، وليس «طبيب الاطفال» من دمشق يناسب أن يكون موضوعا للمقارنة مع نتنياهو، بائع الاثاث في ماضيه. الاثنان رؤساء دولة، أحدهما يسيطر على أبناء شعبه، والكثيرون منهم يعارضونه، والثاني يسيطر على شعب آخر، يعارضه جميعه. يوجد للاثنين عدد كبير من الوسائل العسكرية التي يمكن بواسطتها التسبب بالقتل في حلب وفي غزة. 
يمكن المقارنة ايضا بين مبررات طبيب العيون ومبررات بائع الاثاث حول عدد القتلى الذي تتسبب به جيوشهما. ويزعم الاثنان بأن المخربين، على لسان المقدسي (نتنياهو) والارهابيين على لسان الدمشقي، يضعان مقراتهما القيادية في اوساط السكان المدنيين. ويمكننا اضافة أن الاثنين يستخفان بالقانون الدولي ـ الاول بغطاء أمريكي والثاني بغطاء روسي. 
قبل 15 سنة أعلن البرغوثي بأنه لا يعترف بجهاز القضاء الاسرائيلي. ومن لا يتعاون مع الجهاز القضائي من الصعب القول إنه حصل على العدالة. ولكن اذا افترضنا أن هناك عدالة تجاه الاسرى الفلسطينيين وتجاهلنا عدم قانونية الاحتلال، فمن حقهم كأسرى الحصول على الحقوق التي يكفلها لهم القانون الدولي حسب قرارات مصلحة السجون. في الوقت الحالي العبثية تحتفل، قاتل رئيس الحكومة اسحق رابين يحصل على الامتيازات في السجن، وقد حظي بالزواج والانفراد بزوجته وانجاب ولد، والفلسطيني محظور عليه التحدث في الهاتف العمومي. 
من حق الأسرى الفلسطينيين الحصول على حقوق الأسير، بل أكثر من ذلك فان الاسرى الفلسطينيين هم أسرى حرية ـ باستثناء عدد قليل منهم ـ ولولا الاحتلال القبيح لكان هؤلاء الاشخاص يكونون في اماكن اخرى. لقد التقى البرغوثي مع الاحتلال في جيل 8 سنوات، وآلاف الأسرى الآخرين ولدوا داخل فترة الاحتلال التي تحيط بهم، وحياتهم مرت بين الحاجز والجدار وغرفة الاعتقال. أكثر من مليون فلسطيني حصلوا على نقاهة الاحتلال هذه. 
لقد جاء هؤلاء الأسرى إلى تل ابيب من اجل الاعتداء على سكانها، وجاءت تل ابيب اليهم في 1967، وعندما ستعود من هناك ستكون أكثر فظاظة وأكثر تشوها. فقط التفكير بآلاف الاسرائيليين المنشغلون في تجنيد السكان لهذه السجون، ومن ضمنهم المخبرون ومن يقتحمون في الليل والمحققون والحراس والاخصائيون النفسيون. يمكن أن نفهم، لماذا ورغم جميع اقوال نتنياهو بأن الوضع جيد في اسرائيل، يظل الجمهور في اسرائيل مكتئبا، ليس أقل من الفلسطينيين. لقد حان الوقت لتحرر اليهود من الاحتلال.

عودة بشارات
هآرتس 25/4/2017
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالخميس 27 أبريل 2017, 9:30 pm

27.04.2017

مقالات
ما   هو   السبب   الملح   الذي   جعل   نتنياهو   يتشاجر   مع   وزير   الماني؟
يكتب رئيس ادارة مركز "بتسيلم" دافيد زونشاين في "هآرتس" ان المعارضة الاسرائيلية لا تهم بنيامين نتنياهو. فقادتها جلسوا في حكومته السابقة حتى قام بفصلهم، ويمكن بصعوبة ملاحظة فوارق ايديولوجية بينه وبينهم. ميرتس صغيرة، والقائمة المشتركة لا تأخذها في الاعتبار حتى قوائم المعارضة الكبيرة. المعارضة لا تهم نتنياهو، لأنها لا تهدده ولا تهدد المشروع الضخم الذي اقامته دولة اسرائيل في المناطق التي احتلتها في حزيران 1967.
وخلافا للمعارضة في الكنيست، فان تنظيمات مثل "بتسيلم" و"يكسرون الصمت"، التي تساوي  في ميزانياتها وعدد موظفيها، قسما هامشيا في وزارة الرفاه، تهم نتنياهو جدا، الى حد أنه كلف نفسه خلال حكوماته الثلاث الأخيرة، تمرير قوانين لتضييق خطوات هذه التنظيمات. وتم سن بعض تلك القوانين في الكنيست، فيما تم صد اخرى بفعل الضغط من قبل الجهات الدولية القلقة على سلامة الديموقراطية الاسرائيلية.
من خلال هذه القوانين ضد التنظيمات، يحاول نتنياهو تحقيق ثلاثة أهداف: الأول، تحديد سيطرة اسرائيل في المناطق بواسطة اضعاف المعارضة الفاعلة بواسطة القانون. والثاني، المس بالتنظيمات التي تفهم الطابع الدولي للسيطرة على ملايين البشر من غير المواطنين، ولذلك فإنها لا تحصر عملها على الساحة الاسرائيلية. ليس صدفة ان هذه التنظيمات لا تخشى التعبير، في اسرائيل والعالم، عن دعمها لدولة اسرائيل الى جانب معارضتها للسياسة المدمرة في المناطق.
والهدف الثالث، وهو الأهم: حرف النقاش عن الجوهر، وهو جوهر السيطرة الاسرائيلية على الفلسطينيين، الى الشخصي – هوية اولئك الذين يريدون وقف هذه السيطرة.
هذه هي، كما يبدو، خلفية الاصرار المثير للاستهجان والذي قاد الى الغاء لقاء نتنياهو مع وزير خارجية اقوى اقتصاد في اوروبا، المانيا، والذي قرر خلال زيارته الى اسرائيل التقاء ممثلي "بتسيلم" و"يكسرون الصمت". كم هو رمزي: في اليوم التالي لذكرى الكارثة يلغي رئيس حكومة اسرائيل لقاء مع وزير الماني لأنه يريد لقاء تنظيمات حقوق انسان تعمل، بقوة المعاهدات الدولية. تلك المعاهدات كتبت الى حد كبير بأيدي يهود، ردا على احداث الحرب العالمية الثانية، عامة، والكارثة خاصة.
سيحقق نتنياهو المزيد من الانجازات التكتيكية مقابل تنظيمات حقوق الإنسان، لكنه سيخسر المعركة، وسينتهي الاحتلال.
حرب   فصد   الدماء
يكتب اوري مسغاف في "هآرتس": عشية يوم الذكرى لشهداء الجيش الاسرائيلي، اريد الحديث عن شهداء حرب فصد الدماء. انا اعرف انه مع سماع الصافرات والوقوف الصامت سيتحدثون عاليا عن الشهداء وعن تضحياتهم وبطولاتهم، وسيؤكدون انهم في موتهم أورثونا الحياة.
لكن بطولة قتلى حرب فصد الدماء كانت عبثية، وفي موتهم لم يورثوا لنا الحياة نفسها، وانما العيش مع الذنب والكبت.
اريد الحديث عن ابناء جيلي، القتلى والجرحى والمصابين بندوب التواجد الزائد في جنوب لبنان بين سنوات 1982 و2000.
اطول حرب في تاريخ اسرائيل. لكنه لا يوجد لها حتى اسم مثل "حرب الاستنزاف". انها حرب بدون رمز، كما سماها في حينه العقيد موشيه تمير في كتابه حول الحرب. كتاب متشدد وجذاب، لكنه تكتيكي تماما. كتاب لكولونيل بالزي العسكري. يقوم في اساسه على النظرية التي تقول ان اسرائيل وجيشها تخلفوا المرة تلو الأخرى في فهم الواقع الامني في جنوب لبنان، ولكنه يفتقد الى الرؤية القومية – الاستراتيجية. يفتقد الى كلمة "لماذا"؟ بعد حرب التضليل التي قادها مناحيم بيغن، اريئيل شارون ورفائيل ايتان في 1982، بقي
الجيش منتشرا في لبنان. في 1985 قاد وزير الامن يتسحاق رابين انسحابا محدودا، واستعدت اسرائيل لسبب ما للدفاع عن حدودها الشمالية من داخل جنوب لبنان. الحزام الفاصل الذي تحاربت فيه قوات حزب الله والجيش الاسرائيلي وميليشيات جيش جنوب لبنان التي عملت برعايته، تم تسميته بالحزام الامني. كان من المناسب تسميته بحزام غياب الامن.
في المنطقة الفاصلة قتل واصيب الاف الجنود الاسرائيليين، وكذلك مواطنين من جنوب لبنان، بدون أي سبب واضح، وبدون جوهر حقيقي. لقد كتب على جدران مواقع الحزام الأمني ان "الهدف: الدفاع عن بلدات الشمال" لكن هذا كان اكذوبة،  مفهوم. ذات مرة، كطالب في دورة لضباط الاستخبارات، لم استطع مواصلة تحمل مؤامرة الصمت، وخلال جولة في القيادة الشمالية سألت، لماذا يجب في الواقع الدفاع عن بلدات الشمال من داخل لبنان وليس من الحدود الشمالية.
لم أتلق الجواب حتى اليوم. الدولة يفترض بها الدفاع عن نفسها من على حدودها الدولية  المعترف بها: اسرائيل تفعل ذلك جيدا منذ 17 سنة، منذ الانسحاب من لبنان. لدينا يحبون الحروب. يحبون ايضا لجان التحقيق حين تفشل. حرب يوم الغفران، وحرب لبنان الاولى وحرب لبنان الثانية. كيف يمكن تقبل عدم تشكيل لجنة تحقيق في حرب دامت 18 عاما، وكانت فاشلة وحمقاء؟ لقد دعم افضل القادة والضباط هذا الاستعباد القومي. امة بأكملها احنت رؤوسها استسلاما وارسلت خيرة ابنائها للموت والاصابة في المواقع، في الكمائن، في الطلعات الجوية والقوافل. من يفهم على ماذا ولماذا. الحديث عن اكثر من 500 قتيل، الى جانب الاف الجرحى والمصابين بالصدمة.
في أيام العصور الوسطى كانوا يعتقدون ان فصد الدم المتعمد، بكمية مدروسة، يساعد على العلاج. في نهاية القرن العشرين اعتادت اسرائيل على الرذاذ الثابت للضحايا في لبنان كأمر أمني نزل من السماء. 
"الانحراف عن المعايير" فقط، ككارثة المروحيات وكارثة البحرية، بدأت بتحريك شيء في الوعي القومي. في حينه ايضا، واصلوا التعامل مع انصار الانسحاب كخونة، كجبناء، وكسكين في ظهر الأمة. وحققت التحول في نهاية الأمر النساء الشجاعات والحازمات من حركة "اربع امهات"، ورئيس حكومة جريء اسمه ايهود براك.
في حينه، ومنذ ذلك الوقت تعرضت نساء الحركة، وكذلك براك، الى كثير من الشتائم والقذف.
ربما لم تكن مشاهد الانسحاب لطيفة للحظة، وخيانة جيش جنوب لبنان قاسية ومستفزة، لكن الدولة المجنونة فقط يمكنها التعامل مع خطوة استراتيجية مطلوبة وجبرية، كإخفاق او اهانة.
"لاَ تَقِفْ عَلَى دَمِ قَرِيبِكَ"، كتب في توراة اسرائيل، لكن المجتمع الاسرائيلي لم يقف فقط على دماء ابنائه في لبنان طوال 18 عاما، وانما حرص بعد ذلك على تجنب اجراء حساب قومي مع النفس. أي اهانة للضحايا ولعائلاتهم ولمحبيهم. 
من   أصيب   بالذعر   من   اضراب   الأسرى؟ 
يكتب د. رؤوبين باركو، في "يسرائيل يهوم" ان رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون  الأسرى في السلطة الفلسطينية، عبد الناصر فراونة، وصف بمرارة، قبل يومين، سيناريو فشل اضراب الاسرى. وحسب اقواله فقد انعكس هذا الفشل في مشاركة 1500 اسير فقط من بين 6500 اسير، في الاضراب، وفي حقيقة انه من بين 3500 اسير لحركة "فتح" لم يشارك الكثير في الإضراب بسبب الانقسام الداخلي في الحركة.
لقد ادعى فراونة ان اسرائيل مصرة على قمع الاضراب قبل لقاء ابو مازن مع ترامب. وقال ان الاسرائيليين متعنتين ولن يستجيبوا لأي مطلب، بل انهم على استعداد حتى لترك الأسرى يموتون من اجل كسر "روح المقاومة والنضال"، مستغلين بذلك عدم مبالاة العالم، وخاصة غوص العالم العربي في حالة الفوضى، كعوامل تحرف الانظار عن اضراب الأسرى.
وحسب اقواله فان بصيص الفرص بأن تنضم حماس الى الاضراب زال عن الجدول، سواء بسبب رواسب الانقسام بين السلطة الفلسطينية وحماس، او بسبب التمزق الخطير بين الكيانين.
وبالفعل، لقد اقتربت لحظة الحقيقة في العلاقات المتوترة بين السلطة الفلسطينية وحماس، التي ترفض مطالب السلطة بتسليمها صلاحيات الحكم في القطاع.
في الوقت الذي تراكم فيه حماس الملايين من جباية الضرائب، وتستثمرها في التسلح، تقوم السلطة الفلسطينية، التي تخضع للانتقادات الأمريكية والاسرائيلية بسبب دفع الاموال للإرهابيين، بتحويل مبالغ ضخمة لتمويل الرواتب والكهرباء والمياه والعلاج الطبي لسكان القطاع. هذا الاحتفال يقترب من نهايته، وعشية زيارته لواشنطن، لا يرغب ابو مازن بتاتا بتأجيج اضراب الأسرى.
اليسار الاسرائيلي لا يزال يتخوف من انتفاضة البرغوثي، ويعاني من "اعراض ستوكهولم"، التي تتميز بالتعاطف، التماثل والتعلق العاطفي للضحية بقامعه. هكذا فقط يمكن تفسير الحنين والأمل الذي لا يزال الكثيرين يعلقونه على القاتل مروان البرغوثي وامثاله.
مسألة صغيرة: البرغوثي، المبادر الى الاضراب، اعترف بقتل خمسة اسرائيليين وحكم عليه بسلسلة من المؤبدات في السجن، والان يدير، بتحريك من زوجته فدوى، حملة فاشلة على طريقة "نلسون مانديلا" لإطلاق سراحه من خلال استغلال الأمعاء الخاوية لقسم من رفاقه من اجل دفع اهدافه (خلال الاضراب السابق عن الطعام تم ضبط زعيم المستقبل وهو يأكل سرا). بسبب كونه لجأ الى الارهاب، بالذات بعد اتفاقيات اوسلو، فان البرغوثي هو ارهابي عاد الى طريق الشر. طبيعته هذه لم تمنع قطيعا من رجال الفكر وقادة اليسار من انصار السلام، من التقائه ومنحه كتبهم بتوقيعهم، بل والحج الى غرفته في السجن.
هؤلاء الأشخاص يؤيدون اطلاق سراح القاتل، رغم انه مقابل شعارات السلام التي اطلقها قبل سجنه، ارسل خلايا الارهاب لقتل يهود. الان يطلبون التجاوب مع البرغوثي الذي يطالب بهواتف للأسرى من اجل ادارة العمليات الارهابية من سجونهم، وهو يعرف انه لا يمكن رصد الاف المحادثات والمضمون المشفر.
الحقيقة هي انه حتى من ناحية الفلسطينيين لا يعتبر البرغوثي اكتشافا عظيما، رغم فوزه في انتخابات نهاية 2016 بالمكان الاول في اللجنة المركزية لحركة فتح. الكثيرين في التنظيم المتصارع يفضلون ان لا يخرج ابدا من سجنه. والدليل على مكانته المختلف عليها، يكمن في التجاوب الجزئي مع اضراب الأسرى الذي بادر اليه، وفشل خرق النظام والانتفاضات التي حاول تحريكها ميدانيا.
هناك شخصيات فلسطينية ونشطاء ميدانيين يعرفون البرغوثي ويدعون ان المقصود شخصية مراوغة ومواربة، ولا يتمتع بميزات الهيبة المطلوبة لقيادة الشعب الفلسطيني. حسب اقوالهم، هذا النموذج يناسب قيادة عصابة اجرامية او ارهابية (زعيم عصابة)، جبان سيمتنع عن السلام مع اسرائيل فقط بسبب الخوف من ان يعتبر "خائنا". لقد انعكست رغبة اليسار في إطلاق سراح القاتل والتجاوب مع مطالبه (هواتف) في شعار "نصنع السلام مع الاعداء". هذا المنطق الأعوج، الذي ينبع من الادعاء بأن الارهابي الذي عاد الى طريق الشر، كالبرغوثي، هو الذي سيقود الفلسطينيين نحو السلام المأمول، لا صلة له بالواقع، وتجرفه نزوات وامنيات لا اساس لها.
لقد ظهرت هذه الأجندة بشكل فظ في وسائل الاعلام، من خلال نظرية احد المنافسين البارزين على قيادة اليسار، الذي شهد على نفسه مؤخرا كـ "يساري علني ومفاخر". هذا البطل تصور وهو يحتضن جبريل الرجوب – الارهابي تماما كالبرغوثي – الذي صرح انه لو كان يملك قنبلة نووية، لكان سيدمر اسرائيل. الأمر اذن هو ان يبقى البرغوثي في السجن ويواصل تناول الطعام سرا، وبدون تلفون.
"كيف   سنواصل   العيش   من   دون   الطفلين؟"
تنشر ايلانا كورئيل تقريرا حوا ابناء العم محمود (10) وعمر (Cool ابو قويدر، ضحايا انفجار قنبلة من مخلفات الجيش قرب قريتهما. وتقول انهما خرجا امس الاول لجمع زجاجات فارغة ومخلفات تركها الجنود الذين تدربوا بالقرب من قريتهما. وبعد جمع ما عثرا عليه، دخلا الى الخيمة، وعندها وقع الانفجار. واتضح في وقت لاحق ان المقصود قنبلة يدوية خلفها الجنود في المكان.
ولم تكن امام محمود وعمر أي فرصة للنجاة من الانفجار.
والد محمود، محمد (43) استيقظ فزعا من نومه. وقال امس مستذكرا ما حدث: "لا اعرف كيف لكنني كنت خلال ثواني مع الولدين. ودخلت في حالة صدمة.. عمر كان ميتا، وابني كان لا يزال يتنفس بعض الشيء.. وحاولت انعاشه". لكنه بعد فترة وجيزة تم تحديد وفاة ابناء العم. وقال المضمدون الذين وصلوا الى المكان انه لم تكن امامهما أي فرصة.
ابناء عشيرة ابو قويدر يعيشون في قرية الزرنوق الكبيرة نسبيا، على شارع 25. القرية تفتقد الى البنى التحتية، والعائلات تعيش في اكواخ وخيام وبيوت من حجارة. ويقول الأب: "بعد عودتهم من المدرسة لا يجد الاولاد مكانا للعب. لا توجد حديقة العاب ولا نادي ولا بركة سباحة. لا يوجد شيء.
 الاولاد يعيشون في خطر كل لحظة ولحظة".
الخيمة الصغيرة التي قتل فيها محمود وعمر تقوم في ساحة كبيرة يلعب فيها الاطفال كرة القدم ويركبون الدراجات.
 ويقول محمد: "من حسن الحظ انه لم يتواجد هناك المزيد من الاولاد.
ماحدث هو امر مرعب. لا اعرف كيف سنواصل العيش بعد ذلك".
الأب، الذي يدير شركة لأعمال التراب، يوجه اصبع الاتهام للجيش: "بعد الحادث وصل خبراء المتفجرات. قوة كبيرة، وقاموا بعملهم من دون تقديم أي جواب. الجنود يتواجدون هنا بين البيوت احيانا. هذه ليست منطقة اطلاق للنيران، لكنهم يتدربون هنا. يتجولون مع السلاح والعيارات النارية والقنابل. ينامون في المنطقة ليلة او ليلتين ويتركون من خلفهم القاذورات والذخيرة".
وفي تعقيب الجيش قال ان "الحادث يخضع للتحقيق في الشرطة".
الكارثة الرهيبة هذه ليست الاولى التي تتسبب فيها ذخيرة الجيش بقتل البشر في التجمعات البدوية. حقيقة ان الكثير من البدو يقيمون بالقرب من مناطق اطلاق النار تعرض حياتهم للخطر، والاولاد البدو يتعرضون للإصابات بشكل خاص. المحاميان دافيد وحايا مينع يمثلان عائلات كثيرة قتل اولادها جراء انفجار الذخيرة، ويقولان ان "حقول النقب مليئة بمخلفات القنابل والذخيرة المهجورة. انها حقل موت لأولاد البدو الذين يلعبون فيها، والدولة ترفض تعويض العائلات".
كما يدعيان وجود تمييز في تعامل الدولة مع الاولاد اليهود والبدو الذين يصابون جراء ذخيرة الجيش الاسرائيلي. هكذا، على سبيل المثال، عندما داس الطفل دانيئيل يوفال على لغم في هضبة الجولان، وفقد قدمه، تم توجيه اصبع الاتهام للدولة، ولكن عندما يصاب البدو او يقتلون جراء الذخيرة العسكرية يتم توجيه اصابع الاتهام اليهم. ويقول المحامي دافيد مينع: "الولد في تل ابيب او نهريا لديه حديقة عامة لكي يلعب فيها، لكنه لا توجد حديقة لأولاد البدو. انهم يخرجون الى الحقول ويلعبون بمخلفات الجيش ولا يعرفون انها متفجرات. الدولة تشتبه بأن الاولاد البالغين يجمعون المخلفات من اجل بيعها كحديد. الدولة تبحث عن هذه الذريعة لكي تمتنع عن دفع تعويضات.يجب تغيير هذا التوجه.
كما يتم دفع تعويض لولد يهودي داس على لغم وفقد قدمه، يجب دفع تعويض لولد بدوي لعب بالذخيرة او مخلفات التدريبات العسكرية في النقب".
احد الامثلة على ذلك ما حدث لعائلة من عبدا التي قتل ابنها جمال (15 عاما) في عام 2011، نتيجة انفجار مخلفات قذيفة بالقرب من تل عراد. لقد قدمت العائلة دعوى ضد الدولة طالبت فيها بدفع تعويض لها، الا ان المحكمة المركزية في بئر السبع رفضت الدعوى.
لقد نفت الدولة بأن تكون مخلفات القذيفة تابعة للجيش، رغم انها كانت قذيفة عسكرية للجيش الاسرائيلي.
ورأت المحكمة بأن القذيفة سرقت كما يبدو من منطقة تدريب، وان النظم التي يتبعها الجيش لإزالة مخلفات الذخيرة معقولة. وحدد القاضي في حينه انه حتى لو وافق على الدعوى، فان الطفل القتيل مذنب في موته لأنه اخذ مخلفات القذيفة من مجمع لمخلفات الذخائر ومشى بها.
في نهاية الأمر اوصى القاضي الدولة بتعويض العائلة في ضوء حقيقة ان الطفل اصيب جراء ذخيرة عسكرية في منطقة خاضعة للجيش. لكن العائلة لم تحصل على التعويض حتى اليوم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالسبت 29 أبريل 2017, 8:55 am

[size=30]نهاية عهد الغموض

صحف عبرية

[/size]


Apr 29, 2017

صحف عبريه - صفحة 4 28qpt960

إن ما حدث حتى فترة قصيرة بنوع من الغموض، اذا لم نقل السرية، يحدث الآن على الملأ. أكدت سوريا أمس في خبر لوكالة الانباء الرسمية أن سلاح الجو الإسرائيلي قصف في الصباح الباكر موقع عسكري قرب مطار دمشق. وزير الاستخبارات إسرائيل كاتس اعترف بمسؤولية إسرائيل في مقابلة صباحية في «صوت الجيش» من الولايات المتحدة وقال «إن الحادثة تناسب تماما سياستنا في منع نقل السلاح إلى حزب الله». وكل ذلك حدث اثناء وجود وزير الدفاع ليبرمان في روسيا التي تعطي الدعم الاساسي لنظام الاسد في سوريا.
جاءت اقوال كاتس استمرارا للاعتراف الإسرائيلي الاولي بعد عشرات التقارير في وسائل الاعلام العربية، بقصف سلاح الجو لسوريا في نهاية آذار/مارس. وقال ضابط رفيع المستوى في الجيش في يوم الثلاثاء الماضي للمراسلين عندما تحدث عن القصف في آذار/مارس، إنه تم تدمير عدد من الصواريخ كان من المفروض أن يصل البعض منها إلى حزب الله.
ليس من المؤكد رغم ذلك، أنه تم اتخاذ قرار سياسي بالتخلي عن الغموض الذي امتنعت إسرائيل في اطاره خلال السنوات الخمسة الماضية عن المصادقة أو نفي القصف. يبدو أن الغموض يعتمد على فرضية أن هذا التجاهل هو أقل احراجا للنظام ويقلص الرغبة في الانتقام من قبل السوريين. يمكن القول إن الغموض قد تم الاخلال به بالصدفة، وليس نتيجة لتفكير استراتيجي بعيد المدى.
أمس وصل ما يبدو كأنه رد أولي من سوريا على الهجوم: طائرة بدون طيار تم تشغيلها كما يبدو من قبل سلاح الجو السوري، اقتربت من حدود هضبة الجولان، وتم اسقاطها بواسطة الباتريوت التي أطلقت من صفد. وخلافا للسابق، يبدو أن إسرائيل لا تريد الاعتماد على ضبط نفس سوريا على عمليات سلاح الجو.
في التقارير الاولية من دمشق لم يتم تفصيل الوسائل الحربية التي استخدمت صباح أمس. مصادر استخبارية عربية (اقتبسها مراسل رويترز من عمان) قالت إن ارساليات السلاح التي تصل من إيران والتي يتم تهريبها في طائرات الركاب من مطار دمشق الدولي، هي التي كانت مستهدفة. أما سوريا فقد قالت إن الطائرات الإسرائيلية لم تخترق أبدا المجال الجوي السوري، بل قامت باطلاق الصواريخ في سماء إسرائيل. وهذا قد يفسر امتناع الدفاعات الجوية الروسية والسورية عن الرد على الطائرات. رغم أن الرادار السوري في شمال غرب سوريا يستطيع ملاحظة حركة الطائرات في جزء كبير من مجال الجو الإسرائيلي. 
لماذا لم تفعل روسيا أي شيء؟ بعد القصف في آذار/ارس قيل إن موسكو قدمت احتجاجا لإسرائيل لأن الهدف السوري الذي تم قصفه في تدمر كان قريبا جدا من معسكر روسي. ويبدو أن موسكو تهتم أقل طالما أن القصف لا يعرض بقاء الاسد للخطر. اغلبية الجنود والطائرات الروسية توجد في شمال غرب سوريا، في اللاذقية وطرطوس، وهناك لم يحدث قصف إسرائيلي منذ بدء تواجد روسيا العسكري في ايلول 2015. في الصعيد التكتيكي يبدو أن إسرائيل وروسيا تستطيعان التفاهم في ظل الفوضى السائدة في سوريا: الطاقم العسكري الذي يهدف إلى منع الاحتكاكات الجوية بين الدولتين يعمل بوتيرة طبيعية، وهناك قادة في إسرائيل، على رأسهم رئيس الحكومة نتنياهو، يقومون بالتشاور مع نظرائهم في روسيا.
على الصعيد الاستراتيجي بعيد المدى توجد لإسرائيل مشكلة وهي أن النجاح في الحرب يعني انقاذ نظام الاسد، وفي نفس الوقت انجاز لحلفائه إيران وحزب الله. واذا قررت روسيا تحقيق مصالح اطراف التحالف في سوريا فسيكون ذلك على حساب مصالح إسرائيل.
لقد أكد ليبرمان في محادثاته في موسكو على الخط الاحمر الجديد الذي وضعته إسرائيل وهو لا للتواجد العسكري الإيراني، أو تواجد حزب الله قرب الحدود السورية في هضبة الجولان. ومع تقدم قوات الاسد في جنوب الدولة توجد تقارير اولية عن وصول مقاتلين من حرس الثورة وحزب الله ومليشيات شيعية وفلسطينية إلى منطقة الحدود، لا سيما في شمال الجولان. اضافة إلى منع تهريب السلاح تعتبر هذه مسألة اساسية تقلق إسرائيل الآن. واذا قررت العمل من اجل تطبيق موقفها، كما قال وزير الدفاع، فستضطر إسرائيل إلى أن تأخذ في الحسبان الاحتكاك المحدود مع إيران، وايضا تغيير محتمل في علاقتها مع موسكو.

يوم غضب
اضراب الاسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية عن الطعام، الذي يدخل اليوم إلى يومه الـ 12، يجد حاليا صعوبة في التحليق. وحسب تقارير مصلحة السجون فإن المشاركين في الاضراب هم 1150 أسير معظمهم من فتح. مشاركة أسرى حماس في الاضراب هامشية، وهذا تراجع بنسبة 15 في المئة مقارنة مع ذروة المشاركة في ايام الاضراب الاولى. زعيم الاضراب مروان البرغوثي تم نقله من سجن هداريم في الشارون إلى العزل في سجن كيشون. القسم الذي وجد فيه البرغوثي مع أسرى آخرين كانوا نشطاء في تنظيم الاضراب، تم اخلاءه وتوزيع السجناء على السجون الاخرى. يبدو أن البرغوثي قد توقع ذلك مسبقا، لأنه ترك لدى زوجته ومحاميه في رام الله توجيهات مفصلة قبل بدء الاضراب. ولكن لأنه لا يوجد خطر على حياة المضربين عن الطعام، ولم تحدث أي مواجهة متعمدة، فان اهتمام المناطق بما يحدث في السجون محدود. الجمهور الفلسطيني غير مبال نسبيا، رغم التأييد الكبير لمطالب الأسرى في تحسين ظروف الاعتقال والغاء الاعتقال الاداري.
صحيح أن فتح قد أعلنت عن يوم غضب في الضفة الغربية أمس، لكن هذا لم يرض الرئيس محمود عباس كما يبدو، الذي يعتبر البرغوثي منافسا فظا لوراثته. وهو في الاصل قلق من الاستعدادات للقاء مع رئيس الولايات المتحدة في الاسبوع القادم في واشنطن. لقد قام عباس بالغاء خطاب مخطط له، وكان يتوقع أن يتحدث فيه عن اضراب الاسرى وعن الازمة بين السلطة الفلسطينية وحماس في قطاع غزة. وحتى الآن الاهتمام الدولي باضراب الاسرى محدود. ووسائل الاعلام الغربية منشغلة بالانتخابات الفرنسية، وبالخشية من عمليات ارهابية اخرى في اوروبا، بعد الحادثة التي أطلق فيها أحد مؤيدي داعش النار على شرطي في الشانزليزيه في باريس. والعالم العربي ينشغل بمشاكله، من سوريا وحتى اليمن.
لقد وفر اضراب الاسرى لنتنياهو فرصة لادخال المزيد من الدسم إلى المفاوضات السياسية. نتنياهو الذي طلب في هذا الاسبوع من السلطة الفلسطينية وقف المساعدات المالية للسجناء الامنيين ولعائلات المخربين الذين قتلوا، يعرف أن ذلك لن يحدث الآن. إن التنصل من اجمالي الصراع الفلسطيني سيكون مثابة الانتحار السياسي لعباس. ولكن الادارة الامريكية الحالية المتشددة أكثر ضد الارهاب قد تجد الشرط المسبق الجديد لنتنياهو بأنه مقنع أكثر من الادعاء الإسرائيلي القديم حول التحريض في وسائل الاعلام وكتب التعليم الفلسطينية. ترامب يفكر في زيارة إسرائيل للمرة الاولى بعد أقل من شهر. وبعد هذه الزيارة يمكن التحدث أخيرا عن سياسة الادارة تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
نتنياهو يتصرف بحكمة حتى الآن مع الرئيس الامريكي غير المجرب. إن موافقة رئيس الحكومة على التوصل بسرعة إلى تفاهمات مع الادارة الامريكية حول تجميد البناء في المستوطنات، خدمته مرتين. فمن جهة أخرجت الرياح من الصقوريين في حزبه، الذين طلبوا استغلال فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية للتملص نهائيا من حل الدولتين وضم مناطق ج في الضفة. ومن جهة اخرى اعتبرت واشنطن ذلك تنازلا إسرائيليا سياسيا، وهذا يجعل الامريكيين ينتظرون المقابل من الفلسطينيين. كل ذلك قام نتنياهو بفعله دون أن يتعرض لأي ضرر سياسي داخلي.
إن ما يتم فعله بدهاء قبالة ترامب، يتم بهزلية مطلقة قبالة الاوروبيين، كما تبين في هذا الاسبوع في قضية الغاء اللقاء بين نتنياهو وبين وزير الخارجية الالماني غبريئيل. الدول المتصدرة في الاتحاد الاوروبي تهتم كثيرا باستمرار الاحتلال الإسرائيلي للمناطق والبناء في المستوطنات ونشاط منظمات السلام مثل بتسيلم ونحطم الصمت. وهي تغرق ايضا في هذه المواضيع، حيث لا تخصص أي تفكير للتساؤل عن رغبة القادة في الطرفين في التوصل إلى حل دائم. نوايا غبريئيل في لقائه مع ممثلي نحطم الصمت، ساعدت نتنياهو الذي سارع إلى استغلال ذلك من اجل احتياجاته السياسية.
في نفس الوقت حرف رئيس الحكومة النقاش الجماهيري في إسرائيل نحو البحث عن خونة داخليين، واستمر ايضا في سحق ما تبقى من الشرعية لانتقاد التأثير الاخلاقي للاحتلال. اليمين في إسرائيل هاجم تلون المانيا على خلفية حقيقة أن القضية تفجرت عشية يوم الكارثة. ولم يقدروا هناك ما أظهره نتنياهو تجاه حكومة ميركل التي تقوم بصناعة السفن والغواصات لإسرائيل، والتي تم تمويل جزء كبير منها من اموال دافع الضرائب الالماني.
في نهاية الاسبوع اضاف نتنياهو لمسة خاصة للهجوم: اللقاء السنوي بينه هو وزوجته مع أيتام الجيش الإسرائيلي عشية يوم الذكرى منحه الفرصة لتكرار ذكر المنظمات «التي تقوم بتشويه صورة الجيش الإسرائيلي».

مشكلة حكم
محمود عباس سيصل إلى البيت الابيض بأيد فارغة، ايضا عندما يتم الحديث عن غزة. وكما كتب هنا فإن الرئيس الفلسطيني قد قرر وقف التمويل للقطاع دون أن تسمح حماس للسلطة الفلسطينية بأخذ بعض المسؤوليات في ادارة القطاع. وبسبب ذلك جاء الضغط الذي تستخدمه السلطة على حماس من خلال تقليص رواتب عشرات آلاف موظفي السلطة في القطاع. وفي نفس الوقت اشتد الجدل بين السلطة وحماس حول دفع ضريبة السولار الذي يدخل إلى القطاع، والذي يضر بتوفير الكهرباء للقطاع. وقد انخفض زمن توفير الكهرباء في القطاع إلى 3 ـ 4 ساعات يوميا في بعض المناطق. وأعلنت السلطة أمس عن اجراء آخر يزيد الخناق على القطاع. فهي ستكف عن الدفع لإسرائيل من اجل توفير الكهرباء لغزة. ولكن خطوة عباس لن تحقق أي شيء في الوقت الحالي. حماس تصمم على موقفها وهي لا تريد اعطاء السلطة أي صلاحيات في غزة.
واذا اختار البيت الابيض استخدام ادعاء من ادعاءات نتنياهو البارزة الذي يقول إنه لا يمكن التقدم مع عباس لأنه لا يمثل فعليا كل الشعب الفلسطيني، وليست لديه سيطرة في غزة، ولن يكون لديه أي رد على ذلك.
حسب رأي إسرائيل، المشكلة هي أن الصراع بين السلطة الفلسطينية وحماس ليس صراعا على الربح والخسارة فقط، يكون فيه تراجع مكانة حماس مثابة خدمة للمعسكر الفلسطيني الاكثر اعتدالا، وبالتالي خدمة لإسرائيل بشكل غير مباشر.
عندما تكون ظروف الحياة الاساسية في غزة بائسة إلى هذه الدرجة، فليس هناك ضمانة بأن صراع القوة الداخلي لن يتحول إلى عنف ضد إسرائيل. وقد اعترف نتنياهو في الاسبوع الماضي في الكنيست بأنه لم يرغب في الحرب الاخيرة مع حماس في صيف 2014، بل هو انجر إلى ذلك في اعقاب اختطاف الفتيان الثلاثة في غوش عصيون والتصعيد بعد ذلك في حدود القطاع. التسخين البطيء لوعاء الضغط في غزة عن طريق ازمة الرواتب وضائقة الكهرباء تزيد من فرص اشتعال الحريق. وفي منطقتنا هناك ميل طبيعي للتصرف بعقلانية أقل عندما تزداد درجة الحرارة في الخارج.

عاموس هرئيل
هآرتس 28/4/2017
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالأربعاء 03 مايو 2017, 8:39 pm

03.05.2017


مقالات
وثيقة مبادئ حماس الجديدة موجهة للفلسطينيين وليس للإسرائيليين.
تكتب عميرة هس، في "هآرتس" ان "وثيقة المبادئ والسياسات" الجديدة التي عرضتها حماس لا تهدف الى ارضاء اسرائيل والاسرائيليين. فالتنكر لكل رابط ديني، عاطفي وتاريخي لليهود بالبلاد، يظهر في الوثيقة بشكل قاطع. المشروع الصهيوني ليس موجها فقط ضد الفلسطيني، وانما هو عدو للأمة العربية والاسلامية ويشكل خطرا على سلامة وامن العالم، ولذلك، حسب الوثيقة، فانه يهدد الانسانية كلها. العبارة الوحيدة التي تتحدث عن "دولة على حدود 67" اقل درامية من شكل عرضها.
لكن التجديد يكمن في طبقات اخرى في الوثيقة. فهي اولا معدة للشعب الفلسطيني وتنطوي على بنود وعبارات تم صياغتها خلال المفاوضات على المصالحة مع منظمة التحرير الفلسطينية. كما تتوجه الوثيقة الى الخارج، ولكن ليس للحكومات الغربية، وانما للدول العربية والاسلامية والحركات الشعبية العربية المؤيدة لكفاح الفلسطينيين ضد الاحتلال.
لقد كتبت هذه الوثيقة المتشددة من خلال ادراك الرأي السائد في صفوف الفلسطينيين، والذي يقول ان التنازل عن المبادئ الاساسية من قبل منظمة التحرير وحركة فتح، لم يجعل اسرائيل تتغير بل على العكس، لقد سمح لها بتعميق السيطرة الاقليمية والسيطرة على الشعب الفلسطيني.
في كل ما يتعلق بإسرائيل، تثبت الوثيقة ان حماس هي حركة تصغي للانتقادات، او حسب قول خالد مشعل – تعرف كيف تتطور وتتجدد وتعترف بخطر التحجر. الانتقاد الداخلي الفلسطيني الأساسي (باستثناء الانتقاد لتسييس الدين) هو ان حماس ليست حركة قومية فلسطينية وانما تخدم اجندة اجنبية.
وهناك ما يدعم هذا الانتقاد. ففي الميثاق الذي كتب سنة 1988، تعرف حماس نفسها بأنها اولا حركة مقاومة اسلامية دينية (وليس فلسطينية)، واحد اذرع حركة الاخوان المسلمين. وقام موقع الاخبار "العربي الجديد" بإحصاء عدد كلمات "الله" الواردة في الميثاق، ووجد ان عددها 73 مرة من اصل 12 الف كلمة يتألف منها الميثاق، ووردت كلمة "اسلامي" 64 مرة، وكلمة "جهاد" 36 مرة، بينما وردت كلمة "فلسطين" 27 مرة فقط. وقد خلق الميثاق الأصلي الانطباع بأن فلسطين وشعبها هم اداة في الكفاح لنشر الاسلام.
وتلائم الوثيقة الجديدة نفسها مع التعريف الذاتي للتنظيم: حركة تحرر ومقاومة قومية، فلسطينية واسلامية (حسب هذا الترتيب)، هدفها تحرير كل فلسطين ومحاربة "المشروع الصهيوني" (وليس اليهود). نقطة الانطلاق في الميثاق، بان مصدر الصراع هو ديني – تختفي من وثيقة المبادئ، لكنه في وثيقة المبادئ، ايضا، بقي الإسلام مصدرا للصلاحيات، وفلسطين هي دولة عربية اسلامية – يمنحها الإسلام مكانتها الخاصة.
في ثلاث نقاط اخرى بارزة، تصغي الوثيقة الى الانتقاد الداخلي: انها تتطرق الى المسيحيين الفلسطينيين، من خلال الاشارة الى ان فلسطين هي موطن المسيح. واما بنود الميثاق المتعلقة بمكانة المرأة في البيت والعائلة وكونها "خالقة للرجال" الذين يحاربون من اجل التحرير – فقد استبدلت ببند عام حول دورها الحيوي في المجتمع. وتصادق الوثيقة على كون منظمة التحرير هي الاطار القومي الموحد للشعب الفلسطيني – بدلا من التطرق المتعالي اليها كما ورد في الميثاق.
في الوثيقة الجديدة لا يوجد ذكر للعبارات اللاسامية التي ميزت الميثاق: انصار الحركة، خاصة في الدول العربية، اوصوا الحركة منذ زمن بتغيير هذه البنود. وقال عضو في حماس لصحيفة "هآرتس" انه فور نشر الميثاق في 1988، تقريبا، سمعت في الحركة اصوات تطالب بتغييرها. وقال ان تلك البنود لم تكتب خلال اجراءات مشتركة، وليست دقيقة من ناحية "علمية وقانونية". وحسب اقواله، فان نشطاء حماس الذين تم طردهم الى مرج الزهور في لبنان (في آذار 1992) ناقشوا لأول مرة جدية الحاجة الى تغييرها. لكن الأمر لم يتم لأن المقصود عملية متواصلة ومعقدة من التفكير والمشاورات، خلال فترات صعبة من التصعيد العسكري.
لم يتم الغاء الميثاق نفسه. فهو وثيقة تاريخية تتطرق الى لحطة معينة في تاريخ الحركة، ولا تتنكر الحركة له. والحقيقة هي ان الوثيقة الجديدة لا تسمى "ميثاق". ومن شأن "الغاء" الميثاق ان يكرر الاهانة التي تعرضت لها منظمة التحرير عندما تم الزامها على الغاء بنود من ميثاقها الصادر عام 1968، بسبب تعارضها مع اتفاق اوسلو. لكن ميثاق حماس لم يعد البرنامج الفكري الرسمي.
هل قطعت حماس فعلا كل ارتباط بحركة الاخوان المسلمين، لمجرد عدم الإشارة اليها في الوثيقة الجديدة؟ منذ البداية، قال عضو حماس الذي تحدث لصحيفة "هآرتس" انه خلافا لادعاءات فتح، فان العلاقة مع حركة الاخوان المسلمين كانت علاقة عاطفية وليست مؤسساتية – تنظيمية – قيادية، تخضع كل ذراع وفقا لها الى اوامر ما يشبه "الكومنترن". والحقيقة هي انه في كثير من الدول لجأت الاحزاب المرتبطة بالإخوان المسلمين الى سياسة مختلفة.
كما قال عضو حماس ان العمل على الوثيقة بدأ في 2013، خلال سلطة محمد مرسي في مصر: أي ان دوافع كتابتها لم تكن نتاج "واقع سياسي"، من خلال الرغبة بمصالحة مصر بعد اسقاط الاخوان المسلمين. لكنه من الواضح ان حركة حماس تسعى من خلال الوثيقة الجديدة الى التنصل من كل علاقة مع حركة متطرفة دينية – اسلامية "تتدخل في ما يحدث في دول اخرى". وقد قال مشعل ذلك: "حلبة الكفاح المسلح هي فلسطين فقط، ضد الاحتلال وليس خارجها". يمكن رؤية واقعية سياسية في هذا بسبب التعلق بمصر وكونها بوابة العبور الوحيدة. لكنه يوجد هنا قلق حقيقي على صورة الإسلام وفهم حماس بأن عليها الابتعاد وابعاد انصارها عن التماثل مع داعش.
لقد اضيفت الى النص النهائي للوثيقة عبارة واضحة ضد التنسيق الامني مع اسرائيل (وتعريفه بالتعاون)، والتي لم تكن قائمة في المسودة التي تم تسريبها. الوثيقة لا تعترف بقانونية اتفاق اوسلو، لكنها تتعامل مع نتاجه، السلطة الفلسطينية، وتحدد بأن مهمتها هي خدمة الشعب الفلسطيني. كما قال مشعل: التمسك بالمبادئ لا يلغي الاعتراف بالحقائق التي ولدها الواقع.
هذا الأمر صحيح، ايضا، بشأن "دولة على حدود 4 حزيران 1967". طوال سنوات قال متحدثون بارزون في حماس بشكل واضح او من خلال التلميح، بأن الحركة مستعدة لتقبل هذا الترتيب، الذي لا يشمل الاعتراف بإسرائيل. لكنه تم التحديد في الوثيقة فقط بأن حماس تعترف بأن هذه الدولة (بما في ذلك حق العودة) هي صيغة تحظى بالإجماع القومي. يجب الانتظار لرؤية ما اذا كان التشدد المبدئي في الوثيقة يهدف الى تخفيف المرونة السياسية في "ادارة الصراع" كتعريف الوثيقة.
لا تتطرق الوثيقة الى حماس كحزب سلطوي، وانما كحركة مقاومة فقط. هذا ترتيب مريح يميز ألاعيبها: انها تستفيد من مجد حركة المقاومة، وهو ما يساعدها في الحفاظ على قطاع غزة كمنطقة لسلطتها القطرية.
محاربون من اجل الكراهية
تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية انه عشية يوم ذكرى ضحايا حروب اسرائيل، رفضت اسرائيل طلب 225 فلسطينيا الدخول اليها للمشاركة في المراسم التي تنظمها سنويا حركة "محاربون من اجل السلام" ومنتدى العائلات الثكلى الاسرائيلية – الفلسطينية. لقد تم اصدار تصاريح كهذه في السنوات السابقة، إلا هذه السنة. وكانت الذريعة الرسمية لمنع الدخول هي "اسباب امنية"، وبشكل خاص العملية التي وقعت في تل ابيب قبل اسبوع من ذلك.
كان يمكن لهذا الحدث ان يكون هامشيا، شبه جنوني، غريب عن مزاج هذه الأيام. ولكن، كما تم رفع حركة "يكسرون الصمت" الى درجة تهديد وجود الدولة، هكذا ستعمل الحكومة كل شيء من اجل عدم السماح لأحد بالاعتراف بحقيقة انه في الجانب الثاني من الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، يوجد بشر، ومن بينهم اناس سلبتهم 50 سنة من الاحتلال أعز ما يملكون. لقد اراد الفلسطينيون الذين طلبوا الدخول الى اسرائيل، الجلوس في ذات القاعة مع عائلات سقط اولادها الجنود، مع عائلات ثكلى من ابناء الشعب المحتل.
الدمار الذي يخلفه فقدان ابن يتشابه لدى كل انسان بصفته الانسانية. لكن هذه الرسالة ممنوعة من دخول اسرائيل. الفلسطينيون الوحيدون الذين يسمح بدخولهم الى الوعي الاسرائيلي هم مخربون، قتلة وشهداء. الحكومة تملك مصلحة في الحفاظ على هذا المفهوم، الذي يفترض عدم وجود شريك وعدم وجود شعب فلسطيني، الا نشطاء ارهاب فقط. من يتجرأ على التفكير بشكل مختلف يبقى خارج الجدار.
لكن المراسم تمت، و"هيخال شلومو" كان مليئا حتى آخر مقعد. الفلسطينيون بقوا في بيت جالا، حاضرون في المراسم عبر الشاشات. خارج القاعة في تل ابيب، احاطت الشرطة بمتظاهرين مسلحين بأعلام اسرائيل. هؤلاء صرخوا بأبناء العائلات الثكلى "نازيون"، "مومسات"، "عماليق"، "عودوا الى اوشفيتس" و"انصرفوا من دولتنا". وفي اليوم التالي، وردا على تعقيب نوريت كانتي من اذاعة الجيش، التي سألت عما اذا قام احد من اليمين بشجب الهجوم على المشاركين في المراسم، غرد حساب وزير التعليم نفتالي بينت: "اذا كان التقرير صحيحا، فأنا اتوقع من الناس الذين يحدون على قتلة الاطفال ومفجري الحافلات اظهار حساسية اقل ازاء البصاق والدفع والمياه". وبعد ذلك اوضح: "احد الطلاب لدي غرد على حسابي تغريدة لا طعم لها، والان احتفالات. ارتاحوا. يوم الذكرى اليوم".
باستثناء زلة لسان طالب بينت، فان العرض المرعب لمتظاهري اليمين لم يحظ بأي شجب من قبل ممثلي الحكومة. هؤلاء تشلهم امكانية ان يظهروا كمؤيدين، ولو بشكل غير مباشر، للربط الممنوع بين اليسار والفلسطينيين. امكانية الحوار ليس عبر الفوهات تعتبر منبوذة وخيانة، ورجال سلام الآن هم اعداء. عندما يكتظ الروتين بهدر دماء "يكسرون الصمت" و"بتسيلم" وتحويل اليسار الى طابور خامس، يعتبر متظاهرو يوم الذكرى مجرد منفذين للسياسة الحقيقية للحكومة.
وماذا اذا قررت اليونسكو. يمنع التخلي عن النضال من اجل الحقيقة.
يكتب نداف شرغاي، في "يسرائيل هيوم" انه قبل سنوات بعيدة، عندما ظهر الحاخام كوك امام لجنة التحقيق البريطانية، رفض التحدث امامها عن "المفهوم ضمنا": ارتباط الشعب اليهودي بحائط المبكى وجبل الهيكل (الحرم). وشرح في حينه بأنه ليس مستعدا لإنارة ضوء الشمس بشمعة. وفي حالة اليونسكو، التي تهتم بشكل شبه دائم بإخفاء الحقيقة ونور الشمس، هناك مكان للتعامل معها بشكل مختلف.
ينضم القرار الذي تم اتخاذه امس الى سلسلة قرارات اتخذتها اليونسكو، والتي لا مكان لها في أسرة الأمم. قبر راحيل لم يكن ولن يصبح مسجدا اسلاميا باسم "بلال بن رباح"، على اسم احد المؤذنين المدفون في حلب، والذي خدم النبي محمد. مغارة المكبيلا (الحرم الابراهيمي)، التي اشتراها ابراهيم من عفرون الحثي سلبت منا من قبل المسلمين طوال اجيال كثيرة. السيطرة المشتركة عليها اليوم من قبل الديانتين، هي تسوية فرضت على المسلمين قبل نصف قرن، بمساعدة التاريخ، وقد صححت عدة سخافات هائلة اعتقد المسلمون انها ستدوم هناك الى الأبد.
القدس بمقدساتها لم تكن ابدا عاصمة في الوعي او السياسة لأي ملكوت عربي او اسلامي. حتى الأردنيين، الذين سيطروا على القدس كمحتلين، لم يجعلوا منها عاصمة لهم، وقاموا بتدنيس مقدسات اليهود ومنعونا من الوصول اليها. في تلك الأيام اشار الاردن والفلسطينيين – قبل اختراع انفسهم كشعب – في خرائطهم وكتبهم الدينية الى موقع جبل الهيكل كموقع لهيكل سليمان – وهي حقيقة ينفونها اليوم بصفاقة، من خلال تزوير واعادة كتابة التاريخ واختراعه من جديد.
"حقيبة الأكاذيب" الفلسطينية التي انضمت اليها 22 دولة امس، تزداد انتفاخا. صحيح ان هذه اكاذيب شفافة يسهل تفنيدها بواسطة مصادر تاريخية، مقتنيات اثرية، وحتى بواسطة مصادر اسلامية وتقارير سابقة كتبها مهنيون اكثر استقامة في اليونسكو، مثل د. ريموند لمار. المشكلة هي انه عندما تتكرر الاكذوبة عدة مرات يتم التعامل معها كحقيقة، وتشعل وتضخم الصراع الفلسطيني ضد حقيقة وجودنا هنا.
رغم القرار المشين، حسنت اسرائيل ودبلوماسيتها المواقف هذه المرة بشكل درامي. صحيح ان 22 دولة دعمت القرار الأعوج، لكن اكثر من 35 دولة لم تصوت لصالحه او عارضته: 10 عارضت، و22 امتنعت، و3 تغيبت عن التصويت. قبل سنة فقط كانت في اليونسكو 32 دولة مؤيدة لقرار مشابه. الدعم لإسرائيل او الامتناع تضاعف وامتد الى شرق اوروبا وافريقيا وامريكا الجنوبية.
يجب الرد بالبناء
احد الأجوبة على التصويت في اليونسكو جاء امس في جبل الهيكل (الحرم) من قبل جنديين مجهولين، قاما وبجرأة بالوقوف بصمت امام قبة الصخرة وأداء التحية لمكان الهيكل اليهودي المدمر وحجر الأساس. وقد فعلا ذلك بعد أيام قليلة من قيام حشد مسلم هناك برفع صور المخربين القتلة واعلام الارهاب. وتم استدعاء الجنديين للتحقيق. انا كنت سأمنحهما وسام تقدير على شجاعتهما واستقامتهما، لكن اسرائيل الرسمية هي التي يجب ان ترد، وليس فقطب الغضب والشجب، وانما في الأساس بتجديد البناء في القدس بعد سنوات من التجميد العميق في عهد اوباما.
عملية شد وجه صغيرة فقط
تكتب سمدار بيري في "يديعوت احرونوت" انه سيأتي يوم يتم فيه كشف الاتصالات التي جرت بين مبعوثين اسرائيليين، غير رسميين ظاهرا، وبين شخصيات رئيسية من حماس. انا اعرف عن حالتين على الأقل، لم يرتدع خلالها المتحدثون عن اجراء محادثات طويلة من خلف الكواليس. بشكل طبيعي، وحتى إشعار  آخر، لن يؤكد احد الأمر ولن يكشف. من المهم الاعتراف بأن تلك المحادثات اثمرت القليل جدا على الأرض. وتكمن فائدتها في تعميق التفاهمات حول ما يقلق اسرائيل وما يزعج الطرف الثاني (ولكن من يهمه ذلك؟).
لا يمكن تجاهل التوقيت الساخر الذي عرضت خلاله "وثيقة المبادئ والسياسات العامة" لحركة حماس. لقد سقطت علينا (وان لم يكن ذلك بشكل مفاجئ) في الفترة الفاصلة بين يوم الذكرى و ما يسمى"الاستقلال" يوم النكبة. وسقطت على ابو مازن (بمعرفة سابقة) وهو في طريقه للقاء الرئيس ترامب في البيت الأبيض. ولا ننسى اضراب الأسرى الفلسطينيين الذي يقوده مروان البرغوثي، الذي يطالب بتاج رئيس السلطة، عندما يقرر ابو مازن، ابن الثالثة والثمانين، الانفصال عن منصبه، او لا يبقى على قيد الحياة. هذه هي، ايضا، الخطوة السياسية الأخيرة، ان لم تحدث مفاجآت، للأمين العام لحركة حماس خالد مشعل، الذي يفترض ان يقدم استقالته.
 لقد عملوا على هذه الوثيقة طوال ثلاث سنوات على الأقل، شملت مشاورات مع محامين، مع الجناح العسكري في غزة ومع قدماء حماس في الخارج (مثل موسى ابو مرزوق)، وفيلسوف الحركة (عزام التميمي في لندن والذي لم تعجبه الصيغة النهائية). كما اسهم اسرى حماس البارزين لدينا في السجون بعرض مفاهيمهم من وراء القضبان. من يتعمق في الـ 42 بندا، يمكنه ان يشخص بسهولة صراع القوى والخلافات غير البسيطة بين حماس في غزة وحماس، الاكثر تطرفا، خارج القطاع.
كيفما نظرنا، سنجد ان ميثاق حماس الأصلي اجتاز عملية شد وجه صغيرة: اخيرا، شطبت حماس الدعوة الى تدمير اسرائيل، ولكن بالروح نفسها تقسم بأنها لن تتخلى عن الكفاح المسلح ضد الاحتلال "بكل الوسائل والطرق". هذا يعني اننا لم نتخلص من المخربين الانتحاريين، وعمليات الطعن والعبوات والأنفاق والقذائف والاختطاف. قبل اسبوع فقط "حظيت" بتلقي بريد الكتروني حمل شريط فيديو دعائي ممجوج لحماس – نوع من الضربة في البطن الخفيفة – حول الاسرى والمفقودين الاسرائيليين والذي قررت وسائل الاعلام لدينا تجاهله وبحق.
هناك جانبان جديدان للوثيقة الجديدة: لأول مرة تدعو حماس لإقامة دولة فلسطينية على حدود 67. هذا يعني انه اختفت الاحلام "بفلسطين الكبيرة" – الوثيقة تطالب بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، بقيادة حماس، على كل اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية كعاصمة لها. هذا يعني، ايضا، من دون ذكر الاسم بشكل مفصل، ان حماس توافق على "دولة اخرى"، هي اسرائيل، كجارة لها. ولكن خلافا للسلطة الفلسطينية بقيادة ابو مازن، تطالب حماس اولا، بتحرير كل الأراضي المحتلة، حسب طرقها، من دون التخلي عن شبر ومن دون الموافقة على تبادل الأراضي.
قيادة حماس تجند الوثيقة الجديدة للجهود التي تبذلها للتخلص من بطاقة التنظيم الارهابي. ها هي تتنصل من العلاقة مع الحركة الأم، "الاخوان المسلمين"، وتلتزم امام مصر والأردن "بعدم التدخل في شؤون الدول الاخرى". وهذا هو ايضا سبب اعلانها بأنه ليس لديها أي شيء ضد اليهود واليهودية، وانما ضد "الاحتلال الصهيوني".
كما يرسل مشعل وجماعته غمزة مخادعة للرئيس ترامب والمجتمع الأوروبي: خذونا، نحن وانتم نعرف بأن ابو مازن انتهى وان حماس شعبية في الشارع الفلسطيني اكثر من الفاسدين في فتح. امنحونا الفرصة التي نستحقها، لأننا "الحركة القومية للتحرير" وابو مازن يقلص الرواتب ويغلق مفتاح الكهرباء لأنه فقد القوة.
لو كان من الممكن التعامل مع "وثيقة المبادئ" كنقطة انطلاق، لمواصلة الحوار السري وادراج بعض التغييرات، لكان يمكن تمويه الحسابات الطويلة مع حماس والخطو معا نحو فجر يوم جديد. لكن حماس هي حركة ايديولوجية متعنتة اقسمت بعدم الاعتراف بإسرائيل، ومواصلة العنف وعدم التحرك حتى لسنتيمتر واحد. في هذا الموضوع انا اصدقها. حلق الى واشنطن يا ابا مازن، فبالنسبة لنتنياهو انت الخيار المتبقي. اسرائيل تعمل لأجلك لدى ترامب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالأربعاء 10 مايو 2017, 6:41 am

[size=30] ترامب ماكرون ولبيد

صحف عبرية

[/size]


May 10, 2017

صحف عبريه - صفحة 4 09qpt960

عمانوئيل ماكرون فاز والجميع يحتفل. ولكنهم يعرفون في اعماق قلوبهم الحقيقة وهي أن ماكرون فاز فقط لأن اغلبية الفرنسيين لم يريدوا فوز مارين لوبان. إن العنصرية والتخويف والتهجم أوجدت ردود افعال حاسمة. 
إن من يؤيدون الديمقراطية الليبرالية يرافقون ماكرون بخوف وأمل، أن ينجح في منصبه ويمنع حدوث الاسوأ: جولة اخرى من الفاشية المعتدلة من انتاج فرنسي. ولكن إلى جانب السعادة والأمل يجب الاعتراف بحقيقة أنه من الناحية البنيوية حدث في فرنسا ما حدث في الولايات المتحدة، حيث حطم دونالد ترامب وهو في طريقه إلى الرئاسة النسيج السياسي للحزب الديمقراطي الذي لم يكن يرغب فيه، وقام بنشر الاكاذيب عن الحزب الديمقراطي، من انتاج داخلي وخارجي. 
صحيح أن الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة قد تبنى الرئيس المنتخب، إلا أنه ليس من طلائع الحزب، بل هو نتاج الاجواء الشعبوية والكذب الذي يسيطر على الشبكات الاجتماعية. ولكن فرنسا مبنية بشكل مختلف. فلديها ارث قديم للصراع بين اليسار الاجتماعي الواضح وبين اليمين المحافظ من ناحية القيم الاقتصادية والمدنية.
وماكرون مثل ترامب، نجح في تحطيم هذه البنية السياسية. فرغم أنه كان وزيرا من قبل الاشتراكيين، إلا أنه انتخب كمرشح الوسط الرأسمالي.
الاشتراكيون ليسوا وحدهم الذين انهاروا في اعقاب فشل الرئيس فرانسوا اولاند، يمين ديغول ايضا وساركوزي اختفى كعامل فعال. وقد يدفع ماكرون ثمنا باهظا عن ذلك في انتخابات المؤتمر الوطني. إذا كان رفض الاحزاب القديمة قد ساعده كي يُنتخب، فان غياب جهاز الحزب قد يُصعب عليه ضم عدد كاف من الممثلين للمجلس التشريعي، حيث سيضطر إلى التعاون مع الاحزاب التي تعارض طريقه. 
إن تحطيم الاحزاب القديمة هو عمليا تحطيم للنسيج الاجتماعي الذي يعتبر جوهر الدولة الغربية الليبرالية. وليس هناك خطر أكبر على الديمقراطية من انهيار شبكة الأمان الفكرية، التي تنشأ في اعقاب الصراع الواضح بين المواقف المتناقضة، والتي يتم حسمها في الانتخابات. إن هذا الانهيار سيفيد فلادمير بوتين الذي لا يكلف نفسه عناء تدخله القضائي في الانتخابات في الدولتين الغربيتين الهامتين، ودوافعه واضحة: القضاء على الديمقراطية الغربية الليبرالية من خلال تحطيم النسيج الايديولوجي للاحزاب. 
هل هذا هو التوجه في اسرائيل ايضا؟ توجد لدينا احزاب تقليدية تتصارع فيما بينها. ورغم أن الليكود يعتبر نفسه استمرارا لجابوتنسكي ومناحيم بيغن، إلا أنه يعبر عن رسالة الشبكات الاجتماعية: ادارة الظهر للآخر، خصوصا إذا كان هذا الآخر عربيا. التشدد «اليهودي» كقيمة متقدمة. اليئور ازاريا كمدافع عن قيم دولة اسرائيل. حرب ضد النخب الموجودة فقط في خيال وزيرة الثقافة. لا يوجد لليكود التزام حقيقي بطريق واضحة مثلما كان في السابق. إنه حزب الحالة القومية العامة. 
إن الاحزاب الايديولوجية بقيت تتصرف بعدم ثقة وتشاؤم كبير في الواقع الجديد. هكذا نشأ جسم مثل «يوجد مستقبل»، الذي هو حزب استطلاعات من الأمس مساء. أنا لا ألغي امكانية ترشح يئير لبيد، لكنني آمل أن يكون هناك من هو أفضل منه. 
اسرائيل هي جزء من الظاهرة الجديدة، ظاهرة انتهاء الاحزاب الايديولوجية، واستبدالها بعلامة سؤال غامضة.

عوزي برعام
هآرتس 9/5/2017
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالأربعاء 17 مايو 2017, 2:25 pm

17.05.2017


مقالات
نعم للمبادرة
تحت هذا العنوان انشأت صحيفة "هآرتس" افتتاحية جاء فيها انه تم قبل فترة نشر شائعات في اسرائيل حول مبادرة اقليمية دراماتيكية "مع دول سنية". وشكلت الشائعات حول شباك الفرص التاريخي قاعدة للمفاوضات التي اجراها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ورئيس المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ، حول تشكيل حكومة وحدة قومية في ايلول الماضي. ويوم امس نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن وثيقة اعدها ممثلو دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والامارات المتحدة. وحسب الوثيقة فان هذه الدول ستوافق على تطبيع العلاقات مع اسرائيل، اذا قامت اسرائيل بخطوات من قبلها ازاء الفلسطينيين، كتجميد جزئي للبناء في المستوطنات في بعض مناطق الضفة الغربية، وتخفيف القيود المفروضة على التجارة مع قطاع غزة.
وكما يتضح فانه ليس الرئيس دونالد ترامب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون وحدهما، يريدان التوصل الى صفقة في الشرق الاوسط، وانما تريد السعودية ذلك ايضا. والحديث عن تطبيع جزئي للعلاقات ظهر من قبل في المبادرة السعودية، وترتبط الاغراءات فيه بعالم الأعمال: فالدول العربية تقترح القيام بخطوات مثل: انشاء خطوط للاتصالات السلكية واللاسلكية المباشرة بين اسرائيل وعدة دول عربية، والسماح لشركات طيران اسرائيلية بالتحليق في اجواء دول الخليج، ورفع القيود المفروضة على التجارة مع اسرائيل. كما يجري فحص خطوات تطبيع اخرى، من بينها منح تأشيرات دخول للرياضيين الاسرائيليين ولرجال اعمال اسرائيليين يرغبون بالوصول الى دول الخليج. وفي المقابل تطالب الدول السنية حكومة نتنياهو بالقيام بخطوات ملموسة لدفع العملية السلمية مع الفلسطينيين، وفي مقدمتها تجميد البناء خارج كتل المستوطنات.
وتنضم هذه المبادرة الى رياح السلام كصفقة تهب من واشنطن منذ انتخاب رجل الأعمال ترامب للرئاسة. من المرغوب فيه، بل يمكن تحقيق "صفقة نهائية" في الشرق الاوسط، يقول ترامب، وسيربح الجميع من ذلك.
الصفقة التي تقترحها دول الخليج قد تنصب فخا لنتنياهو. فالحديث عن صفقة تبدو، ظاهرا، بأنه يصعب رفضها. فبسعر صفقة حقيقية – اسرائيل لن تحتاج حتى لإخلاء مستوطنات، وانما، فقط، تجميد البناء خارج الكتل الاستيطانية – ستحصل اسرائيل على تطبيع تجاري مع دول الخليج. من المفهوم ان الثمن الباهظ سيضطر نتنياهو الى دفعه هنا، لأن الاعلان عن تجميد البناء يمكن ان يفكك ائتلافه الحكومي. ولكن في عالم الأعمال كما في عالم الأعمال – من لا يخاطر لا يربح.
صحيح ان اللهجة هي لهجة اقتصادية، لكن النتيجة يمكن ان تحقق اختراقا تاريخيا في الشرق الاوسط وان تشكل قاعدة لسلام اقليمي. ولذلك سيفعل نتنياهو خيرا اذا استجاب للمبادرة واعلن عن تجميد البناء في المستوطنات. هكذا ستثبت اسرائيل ان وجهتها السلام، وقبل ذلك سيتم تعويضها بما كان يمكن الحلم فيه فقط حتى الان: تطبيع للعلاقات مع دول الخليج.
الدولة تحيك قلنسوة لنفسها
يكتب تسفي برئيل في "هآرتس": لنفترض ان الفلسطينيين كانوا سيتعاملون باحترام مع طلب بنيامين نتنياهو الاعتراف بدولة اسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، ولكن، ولكي يظهروا جديتهم فانهم يريدون اولا، فحص ماهية الدولة القومية التي يطالبون بالاعتراف بها. هل المقصود دولة قومية حسب "صيغة ديختر" او حسب "صيغة شكيد – ليفين"، بل ربما يريد نتنياهو ان يعترفوا بدولة القومية كما سيتم تعريفها في اقتراح قد تطرحه وزيرة القضاء بعد شهرين؟
الفلسطينيون ليسوا حمقى. اذا كان اليهود ينوون اقامة دولة داعش يهودية الى جانبهم، فانهم يريدون الاستعداد لذلك. سيما انه باتت لديهم وعلى رؤوسهم حماس وايديولوجيتها الدينية. دولتا شريعة، الاولى في غزة والثانية في اسرائيل، هذا سيكون مبالغا فيه بالنسبة لهم. في دولة اليهود التي يطلب منهم الاعتراف بها سيكون المشرع الاعلى هو ذات الله الذي امر بإبادة الشعوب، وفي غيابه سيتم منح الصلاحية لحكماء الشريعة، الذين سيوضحون ما هي مبادئ "الحرية، الاستقامة، العدالة والسلام التي يقوم عليها ميراث اسرائيل"، والتي ستلزم قضاة اسرائيل، حسب مشروع القانون.
فلنترك للحظة مبدأي الاستقامة والحرية، خاصة مبدأ الاستقامة، ولكن ما هو مبدأ العدالة؟
في عام 1919 اوضح اللورد بلفور بأن "الصهيونية ، سوءا كانت عادلة ام غير عادلة، سواء كانت جيدة او سيئة، فإنها متجذرة في تقاليد قديمة، في احتياجات الحاضر وأمل المستقبل. الاحتياجات والأمل أهم، بشكل لا خلاف عليه، من الرغبات والآراء المسبقة لـ700 الف عربي يقيمون الان في هذه الدولة القديمة". هذا يعني انه تم تحديد العدالة الصهيونية – اليهودية بالنسبة لنا. ولكن ما هي مبادئ السلام في ميراث اسرائيل؟ احتلال ارض اسرائيل في ايام يوشع بن نون؟ او ربما اوامر الحاخام كوك التي تقول بأن "كل هذه البلاد هي لنا بالتأكيد، لنا جميعا، ولا يمكن تسليم اجزاء منها للآخرين... وبناء عليه، فان الامور واضحة ومطلقة بشكل راسخ. لأنه لا توجد هنا أي مناطق عربية واراضي عربية، وانما اراضي اسرائيل، ميراث الآباء الأبدي.. ولم نتركها او ننفصل عنها. لأن هذه البلاد كلها، وحسب كامل حدودها التوراتية، تتبع لسلطة شعب اسرائيل".
اذا كان هذا هو سلام ميراث اسرائيل، فبأي دولة تماما سيتبقى للفلسطينيين الاعتراف بها؟
لنترك للحظة، ايضا، الجوانب السياسية الكامنة كالألغام في مشروع القانون وازعاج الفلسطينيين بمسألة الاعتراف بالدولة اليهودية. الى اين اختفى ولماذا صمت صوت العلمانيين، في الوقت الذي تحيك فيه الدولة قلنسوة لرأسها؟ لشدة القلق، المبرر، على سلامة عرب اسرائيل، الذين يعتبرون المتضررين الأساسيين من الديموقراطية الملتوية التي تشملها المقترحات، نسي العلمانيون الاساءة المباشرة لجوهر ايمانهم.
لأنه، كيف يمكن ان يتفق التحديد بأن الدولة يجب ان تلتزم بالحقوق الشخصية لكل مواطني اسرائيل (الاجانب غير محسوبين بالطبع)، مع مطلب ربط الجهاز القضائي بقابس الالهام من "ميراث اسرائيل"؟ أي عون قضائي يمكن ان يجده المواطنون الذين يرغبون بالسفر يوم السبت الى البحر، او للشراء من الحوانيت في يوم راحتهم، او للعمل في يوم السبت، اذا لم يتم العثور على سابقة قانونية واضطر قضاتهم للتوجه الى الكتاب المقدس؟ وبشكل عام، ألن يفضل القضاة الذين يطمحون للترقية، اللجوء الى "ميراث اسرائيل" القديم كمصدر لقراراتهم على حساب القانون الاسرائيلي، فقط لكي يثيرون اعجاب الوزير او الوزيرة المسؤولة؟
وها هي المفارقة التي يجب ان تهز كل علماني يحترم ايمانه. المتدينون المتزمتون بالذات يعارضون قانون القومية، لأسباب من بينها كونه يمنح المحكمة، التي تتركب عادة من البشر، صلاحية تحديد ما هو ميراث اسرائيل، بدلا من الشريعة ومباركة الرب. لا يستحق، ليس الفلسطينيون فقط، وانما كل دولة في العالم، عقوبة الاعتراف بدولة هذه هي قوانينها.
انقلاب 77: الديموقراطية رفعت رأسها
يكتب اودي ليبل في "يسرائيل هيوم"، ان انقلاب 77 الذي حدث في انتخابات التاسعة في 17 ايار – قبل 40 عاما تماما – حول اسرائيل الى دولة ديموقراطية حقيقية. بالنسبة لمجموعات كثيرة، كانت الديموقراطية الاسرائيلية خلال العقود الاولى للدولة بمثابة مصطلح رسمي – نظري، لكنه غير قابل للتحقق. وبالنسبة لهم كان حزب "مباي" هو "حزب يملك دولة"، ولذلك لم يكن لديه أي التزام ازاء من لم يمنحوه اصواتهم.
ذلك الانقلاب لم يجعل تلك المجموعات ليكودية، وليس بالضرورة يمينية. والحديث عن شرقيين، متدينين، مهاجرين، من سكان البلدات الطرفية والأحياء، الذين صوت الكثير منهم في عام 92 ليتسحاق رابين، وفي 99 لبراك، وفي 2006 لأولمرت. كان يمكنهم السماح لأنفسهم بذلك، لأنه في اعقاب انقلاب 77 استقرت مرساة واضحة في السياسة الاسرائيلية – وتحولت من ناحيتهم الى ديموقراطية. استبدال السلطة اصبح معارضة شرعية وحدث شبه تافه. لقد كان الجمهور يعرف بأنه يمكن استبدال السلطة، وان المنتخبين لم يحظوا بكرسي ابدي في الحكومة. هذه حقيقة مهمة لأن المعرفة بأن الديموقراطية اصبحت هنا لكي تبقى، وان استبدال السلطة هو امكانية دائمة، هي التي سمحت بالذات لجماهير كثيرة -خاصة اولئك الذين سعى اباؤهم الى اسقاط حزب العمل في 77 – بانتخابها او انتخاب الطريق الذي تقترحه واعادتها الى السلطة بين الحين والآخر. لأنها اذا خيبت آماله يمكنه اعادتها الى المعارضة. فالقوة لم تعد في ايدي الحاكم وانما في ايدي الناخب، وكل صوت يعتبر مؤثرا.
بهذه الطريقة يمكن اليوم التعامل مع طموح تلك المجموعات الى ما يسمى "قانون القومية". ما تعتبره ينقص في المجال الاسرائيلي هو ليس الديموقراطية المستقرة، وانما اليقين بأنه الى جانب التسويات خارج الخط الاخضر – ستبقى اسرائيل السيادية مجتمعا يمنحها الهوية القومية اليهودية. وذلك على خلفية كثير من النقاشات، في الداخل والخارج، التي تتحدث عن امكانية تحول اسرائيل الى دولة جميع مواطنيها؛ الذين يتعاملون مع العلم والنشيد القومي وحق العودة الاسرائيلي كمركبات غير شرعية تنطوي على التمييز والعنصرية، والذين يحددون بأنه لا يوجد ارتباط اصلي بين القدس وحائط المبكى واليهود.
حين يغيب اليقين بأننا بعد الانسحاب من المناطق لن نبقى مع دولة قومية سيادية – يهودية وشرعية – لا نسارع في الخطو نحو التنازلات. لكن المعرفة بأن الطابع القومي اليهودي للدولة سيتم تشريعه بالقانون وتحويله الى مركب مؤكد لا يمكن شطبه بالذات، من شأنه ان يسمح بدعم تحريك العملية السياسية، خاصة تنفيذ تسويات بعيدة المدى. لأنه مهما حدث في المناطق من الناحية الأمنية – ستبقى اسرائيل بعد الانسحاب دولة القومية اليهودية. هذا يعني ان قانون القومية بالذات سيحقق السلام.
في 1977 حقق الليكود المركب الناقص في المجال الاسرائيلي: الديموقراطية. بعد 40 عاما من ذلك تشخص "مجموعات انقلاب 77" بشكل جيد، المركب الآني الذي يجب ترسيخه: الطابع القومي للدولة. وكما سمح ترسيخ الديموقراطية وتحويل اسرائيل الى دولة تعددية وليبرالية، بحدوث انقلابات اخرى في السلطة، هكذا سيسمح ضمان طابع الدولة وهويتها القومية بتحريك خطوات سياسية جريئة. قانون القومية، في هذا السياق، هو استكمال لانقلاب 77، وكلاهما معا يضمنان كون اسرائيل، بشكل مؤكد، بيتا قوميا وديموقراطية للشعب اليهودي.
"نهج اريئيلي"
يكتب ناحوم برنياع، في "يديعوت احرونوت" ان التقرير الذي نشره مراقب الدولة، امس، هو احد اخطر التقارير التي اصدرها المراقب الحالي، القاضي يوسيف شبيرا. في مكتب المراقب كان هناك من اقترح تضمين التقرير بتوصية بالتحقيق الجنائي. لكن المراقب تخبط وفي نهاية الأمر ترك القرار للمستشار القانوني للحكومة.
من قرأ صفحات التقرير الحادية والستين، بما في ذلك الردود على الانتقاد من قبل الوزير اوري اريئيل ووزارة الاسكان الحالية وديوان رئيس الحكومة، لا يمكنه التوصل الا لاستنتاج واحد. ان المقصود سرقة عشرات الملايين على الأقل، على رؤوس الأشهاد. المال الذي أعد لدعم النوى في المناطق الطرفية، تم تحويله لرجال اوري اريئيل، نشطاء حزبه. لقد كلفهم اريئيل بأمر موظفي الدولة بتحويل الاموال اليهم. وتصرف الموظفون حسب اوامره رغم معرفتهم بأن المقصود مخالفة – ظاهرا، للقانون، وخرق لقرار حكومي قاطع.
يجب ان نفهم عن أي حزب يجري الحديث حين يتهم المراقب الوزير اريئيل ومجموعته بتحويل اموال الدولة الى نشطاء الحزب. انه لا يتحدث عن حزب البيت اليهودي، الذي يمثله اريئيل كأحد وزرائه. انه يتحدث عن حزب "تكوماه"، الحزب الخاص بسموطريتش وارئيل وبعض الحاخامات اللذين يخضعان لهم. لقد تم استثمار المال في نشاطات تبشيرية تم تنظيمها لشبان علمانيين في مناطق محددة، كمركز البلاد وشمال تل ابيب ورعنانا، وفي نشاطات سياسية من اجل مصالح "تكوماه".
في تعقيباته يقول اريئيل: "لم اعرف". ورجاله يقولون: "اخطأنا ببراءة". لكن المراقب يجد صعوبة في تصديقهم، ولديه اسبابه. اولا، كل الحقائق حول تحويل الاموال لنشاطات "تكوماه" في مركز البلاد، تم التحقيق فيها والنشر عنها بشكل بارز في وسائل الاعلام. وقد اجرت التحقيق الأول في هذا الشأن جمعية "مولاد". وطرحت النائب ستاف شفير (المعسكر الصهيوني) الموضوع على جدول اعمال الرأي العام. وتم نشر النتائج طوال الدورة البرلمانية في ملحق "السبت" وفي صفحات الاخبار في "يديعوت احرونوت"، وبعد ذلك في القناة الثانية وغيرها. الكل كانوا يعرفون، بما في ذلك نتنياهو، الذي يفترض بديوانه المراقبة لكنه اختار غض النظر. "لم نعرف"، قال ديوان رئيس الحكومة للمراقب.
السبب الثاني الذي يجعل من رواية "لم اعرف" طرفة، هو ان اوري اريئيل كان الاكثر ذكاء وتجربة بين وزراء الحكومة. لا يوجد وزير مثله يجيد تحقيق النجاعة من تحويل الاموال ولا يوجد وزير يعرف مثله كيف يزرع المقربين منه في الاماكن التي تجري فيها الأموال.
الطابة انتقلت الان الى المستشار القانوني للحكومة. يجب عليه اولا، الأمر بفتح تحقيق جنائي، وثانيا، يجب ان يعلن بأنه خلال التحقيق لا يمكن للوزير اريئيل السيطرة على الاموال التي يجري تحويلها للواء الاستيطان وللنوى. كنت اتوقع صدور بيان مشابه من قبل نفتالي بينت، رئيس البيت اليهودي. فأعمال رجال "تكوماه" تلوث رائحة حزب بينت وتبعد المصوتين عنه.
اوري اريئيل هو ليس الوزير الوحيد في الحكومة الذي يفضل احتياجات نشطائه على احتياجات الدولة. بل على العكس، لقد تحول النهج الاريئيلي في الحكومة الحالية الى نموذج للاحتذاء به، الى معيار، وطابع سياسي. مراقب الدولة يسمي ذلك "طابع عمل مرفوض". لكن هذا ليس "طابع عمل مرفوض". هذا فساد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالأحد 21 مايو 2017, 11:31 pm

21.05.2017

مقالات
يجب مفاوضة المضربين
تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، انه على الرغم من عدم اهتمام الجمهور الاسرائيلي الا ان اضراب الاسرى الفلسطينيين يدخل يومه الخامس والثلاثين. لقد امتنع وزير الامن الداخلي غلعاد اردان، حتى اليوم، عن محاولة حل الاضراب من خلال التفاوض مع الاسرى حول مطالبهم. وبدلا من عمل ذلك، حاول كسر المضربين عن الطعام وفرض نهايته بالقوة. اردان يهدد المضربين بتغذيتهم قسرا. انه يتمسك بتوجهه، على الرغم من اعلان نقابة الأطباء في اسرائيل بأنها ترفض تغذية الأسرى قسرا، ويعلن استعداده لاستيراد اطباء من الخارج لتنفيذ ذلك. وفي المقابل يحاول اردان كسر معنويات المضربين ودب الشقاق بينهم وبين زعيمهم، كما فعل في "حملة التورطيت" (قطعة بسكويت مغلفة بالشوكولاتة). لكن محاولاته هذه باءت بالفشل. والان يبدو ان الاحتجاج غير العنيف اندلع الى خارج جدران السجون وتسلل الى الشارع الفلسطيني، وغير من طابعه واصبح عنيفا.
اذا لم تسارع الحكومة الى الاستيقاظ والعثور على طريقة لمعالجة اضراب الأسرى فورا، يمكن لمئات الأسرى الموت. حوالي 850 اسيرا يضربون عن الطعام الآن، وحالتهم الصحية تزداد تدهورا. التغذية القسرية هي طريقة مرفوضة تتعارض مع الأخلاق الطبية، وهناك من يعتبرها وسيلة تعذيب بكل ما يعنيه الأمر. أضف الى ذلك، انه اذا تواصل التدهور في اوضاعهم الصحية واحتاجوا الى العلاج في المستشفيات فستنشأ مشكلة توفير الأماكن والقوى العاملة المطلوبة لذلك في الجهازين الصحي والامني.
حتى الأيام الأخيرة انعكس دعم الشارع الفلسطيني للإضراب في التظاهرات والمسيرات الاحتجاجية. والان، عندما يترسخ التخوف الملموس على حياة البشر، تصبح لمحاولات التعبير عن التضامن طابعها العنيف على شاكلة الاحتجاج المدني الشامل. لقد وقعت منذ يوم الاربعاء مواجهات بين قوات الامن والمواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية. هذه المواجهات استثنائية من حيث عدد نقاطها وعدد المشاركين فيها والجرحى.
من المناسب استخلاص الدروس من تجربة الماضي، وعدم انتظار الموت الزائد للمضربين والمتظاهرين او التصعيد الشامل في الشارع الفلسطيني، لكي تتم الموافقة على مفاوضة الأسرى. بعض رجال الاستخبارات في اسرائيل يعتقدون انه يمكن انهاء الأزمة بواسطة تسوية تشمل التنازل الرمزي. من المفضل ان يصغي اردان لهم ويبدأ فورا بمفاوضة قيادة المضربين. من المهم التذكير بأن غالبية مطالب الأسرى خفيفة وتتعلق فقط بشروط اعتقالهم. انها ليست مطالب بإطلاق سراحهم من السجن. مثلا: تركيب هواتف عمومية في اقسام المعتقلات لكي يتمكنوا من محادثة ابناء عائلاتهم تحت المراقبة والتعقب؛ تسهيلات في زيارة العائلات؛ السماح لهم بالتسجيل للدراسة الاكاديمية وامتحانات البجروت (التوجيهي)؛ حل مشاكل الاكتظاظ في غرف المعتقلات؛ تركيب مكيفات هوائية؛ فحص طبي اعتيادي سنوي لكل اسير. هل يساوي هذا التدهور نحو انتفاضة ثالثة بدلا من الاصغاء للمضربين؟
بعد انتصار روحاني، على الغرب الوقوف ضد سياسة العقوبات التي يفرضها ترامب.
يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" ان فرز الاصوات في ايران لم ينته بعد، لكن التهاني بدأت بالوصول. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فدريكا موغريني، من اوائل المهنئين، امس السبت، للرئيس الايراني حسن روحاني بإعادة انتخابه. كما انضم حكام الكويت وقطر الى المهنئين، ويبدو انه حتى ساعات المساء سيكون غالبية قادة العالم قد شكروا الله لأنه لم يجعل الايرانيين يستبدلون صورة رئيسهم. كما ان السوق المالي في طهران اظهر تفاؤلا عندما ارتفعت الأسعار فيه، يوم الجمعة، بصورة جيدة، واطمأنت الشركات الدولية عندما فهمت بأنها لن تضطر الى اتخاذ قرارات صعبة، منها على سبيل المثال، تجميد استثماراتها المتوقعة في ايران لو كانت النتائج مختلفة.
كما في كل ديموقراطية غربية، هكذا هذه المرة، ايضا، وكما في انتخابات 2013 وقبلها في 2005، لا يمكن توقع نتائج الانتخابات مسبقا. كما لم يكن بالإمكان معرفة كم ستبلغ نسبة التصويت، والتي فاجأت امس، حتى الإيرانيين انفسهم. فلقد تجاوزت نسبة التصويت كل المعطيات الرسمية، ووصلت الى 75%، أي بزيادة 15% عن الانتخابات السابقة. لقد كان هذا هو النجاح الكبير لحسن روحاني، الذي سعى خلال حملته الانتخابية لإقناع حوالي 40% من الممتنعين بشكل عام عن التصويت. صحيح انه لم يقنع هؤلاء جميعا بالوصول للتصويت، لكن الزيادة الملموسة لعبت لصالحه. فلقد قلصت عدد غير المبالين، واوضحت بأن غالبيتهم يتواجدون في الجانب الاصلاحي. هذه المشاركة الكبيرة ونسبة الفوز التي وصلت الى حوالي 57% (مقابل اكثر بقليل من 50% في الانتخابات السابقة، وحوالي 39% لمنافسه ابراهيم رئيسي) تدل اكثر من أي شيء آخر، على ان غالبية الايرانيين على استعداد لمنح فرصة اخرى لروحاني.
منح الفرصة يعني الثقة والشرعية بمواصلة طريق الاصلاحات الداخلية وربط ايران بالعالم. ولا يقل عن ذلك اهمية، الرسالة التي حولها المواطنون للنخب المحافظة، ومن بينها الزعيم الروحي، والحرس الثوري والجهاز القضائي، الذين سيكون عليهم ترجمة اختيار الجمهور للاستراتيجية السياسية والدبلوماسية. السؤال الأساسي بالنسبة لهم سيكون كيفية تصنيف فشلهم: هل اختار الجمهور روحاني بسبب الاتفاق النووي، الذي دعمه الزعيم الروحي ايضا، ام انه تم انتخابه من اجل دفع حقوق الانسان، وهو المجال الذي شهد مواجهة بينه وبين القيادة المحافظة. هل يدل التصويت على منح اعتماد اقتصادي للرئيس، ومن هنا سيكون على القيادة الدينية السماح لروحاني بإدارة الاصلاحات الاقتصادية كما يشاء، ام ان هذه النتيجة ناجمة عن عدم نجاح المحافظين بترشيح شخصية بارزة بشكل اكبر، ولها مكانتها، ولذلك فانه لا يجري الحديث هنا عن فشل طريقة النظام وانما فشل شخص فقط، ويمكن تصحيحه في الانتخابات القادمة.
مهما كانت تفسيرات المحافظين لهزيمتهم، فان النتيجة تحتم الان على روحاني استغلال الفرصة الثانية التي حصل عليها، اذا لم يكن يرغب بإنهاء ولايته الثانية والأخيرة كما انهاها الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي، كشخصية ضعيفة، مخيبة للآمال، مهدت الارض لانتخاب احمدي نجاد. روحاني ليس خاتمي. كان يمكن الانطباع من قيادته خلال الحملة الانتخابية التي لم يتردد خلالها بمهاجمة الحرس الثوري وخصومه السياسيين مباشرة، بل المح الى عيوب طريقة الحكم نفسها. كما عرف روحاني كيف يدير بحكمة المفاوضات مع القوى العظمى في الموضوع النووي. ولا يقل اهمية عن ذلك، تحييد الضغوط التي مورست عليه خلال المفاوضات. صحيح انه يستمتع طوال الوقت بدعم الزعيم الروحي، آية الله علي خامنئي، الذي تبنى الاتفاق النووي كجزء من ايديولوجيته، لكنه من دون روحاني ورجال طاقمه، كان يمكن للمفاوضات ان تنتهي بشكل آخر، وربما من دون اتفاق. المفهوم الغربي يخطئ عندما يدعي انه تم تحديد كل شيء من قبل الزعيم الروحي ولذلك فانه ليس مهما من يكون رئيس الدولة.
لم يكن لكل رئيس اسلوبه الخاص فحسب، وانما، ايضا، مفاهيمه التي حاول تطبيقها. هكذا كان هاشمي رافسنجاني، الذي دفع سياسة السوق الحرة في ايران ووضع قاعدة للعلاقات الخارجية السليمة بين ايران واوروبا. اما خاتمي فقد علم ايران شعار "الحوار بين الثقافات" واقنع خامنئي بالموافقة على تجميد المشروع النووي وبدء حوار مع الولايات المتحدة، وهي المبادرة التي افشلها الرئيس بوش، بعدم رده عليها. واظهر احمدي نجاد للمحافظين بأنه يمكن لرئيس منهم ان يسيء اكثر مما يفيد قضاياهم، وانهى ولايته بتمزق مدوي للعلاقات مع خامنئي. الرئيس في ايران يدير طوال الوقت مفاوضات سياسية مع البرلمان ومع النخب العسكرية، الأيديولوجية والاقتصادية. يمكنه تشكيل تحالف من اجل دفع قضاياها ويجب ان يتمتع بالقدرة على النظر مباشرة في عيون الزعيم الروحي. لقد اظهر روحاني قدرة لافتة في غالبية هذه المجالات، وامام الدعم العام الواسع الذي حظي به امس، سيكون خامنئي بالذات هو الذي سيضطر الى الاثبات بأنه لا يعمل ضد ارادة الشعب، أي يعرقل مبادرات روحاني.
نتائج الانتخابات ستتحدى منذ الان، ايضا، المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة برئاسة ترامب. لقد حصل الاتفاق النووي وعلاقات العالم مع ايران على اربع سنوات اخرى من الاتفاق. هذه فترة مصيرية سيتم في نهايتها انتخاب رئيس ايراني جديد سيحسم في منتصف فترة ولايته كيف وهل سيواصل تنفيذ الاتفاق النووي. اذا كان توقيع الاتفاق النووي في 2015 قد اعتمد في الأساس على استعداد الغرب للثقة بايران بقيادة روحاني، فسيضطر خلال الفترة القادمة لاستبدال ثقته بإنشاء بنى تحتية سياسة واقتصادية تضمن ليس فقط استمرارية الاتفاق النووي وانما، أيضا، تحييد الطموح الى تطوير السلاح النووي في المستقبل. الان سيكون على دول الغرب، خاصة دول اوروبا، تحويل ايران الى شريك اقتصادي وسياسي والوقوف في مواجهة سياسة دونالد ترامب المتوحشة التي تتحدث بلغة العقوبات. ايران ستبقى دولة مشبوهة وسيتم اختبارهم تحت المجهر الدولي، ولكن بعد تصريح غالبية الجمهور الايراني بنواياه، حان الوقت لإعادة التفكير بالنموذج الذي صاغته السياسة العالمية تجاهها حتى الان.
القوا بالكرة في ملعب الأجيال القادمة
يكتب يوسي بيلين، في "يسرائيل هيوم" ان احدى المزايا الكبيرة التي ينالها سكرتير الحكومة، هي الحق بتصفح بروتوكولات جلسات الحكومة الاسرائيلية على مختلف اجيالها. قسم من المواد مثير، ويجعلك، احيانا، تفغر فاها امام الامور (احيانا تكون هراء) التي قيلت من قبل مدراء الدولة – من اليمين واليسار.
اعترف بأنني استغليت جيدا هذه الميزة الخاصة، عندما شغلت هذا المنصب في 1984، وخلال وقت الفراغ كنت أقرأ في تلك الصفحات التي اصابها الاصفرار. وحاولت، اكثر من أي شيء آخر، فهم الجهة التي سعت لقيادتنا اليها تلك الحكومة التي تم تشكيلها عشية حرب الأيام الستة، والتي تفككت في صيف 1970، لأنه في تلك السنوات تم ترسيخ وقائع. وكما تم فور قيام الدولة في 1948 تحديد حقائق في مجال الدين والدولة، ومسألة الدستور الذي لم يتم سنة ابدا، وموضوع مبنى جهازنا السلطوي، هكذا تم بعد حرب الأيام الستة، تحديد وقائع في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني، والتي بقيت ترافقنا حتى ايامنا هذه، كموضوع رئيسي في الخلاف الذي يمزق المجتمع.
قلت لنفسي في حينه انه من المؤسف بأنني لوحدي اتصفح تلك الصفحات. لقد رغبت بأن يفهم الكثيرين ايضا ما الذي حدث في تلك الأيام التي سبقت الحرب، وخلال ايام الحرب، والتي تم خلالها تحديد اولى الوقائع على الأرض، وخاصة خلال الأشهر التي تلت الحرب، والتي تم خلالها حسم مصير الكثيرين منا. ولذلك سرني كشف وثائق 1967.
لقد وقعت مسؤولية ضخمة على كاهل اولئك الاشخاص، الذين وجدوا انفسهم مسؤولين عن منطقة تضاعف بأربع مرات مساحة اسرائيل السيادية، في الرابع من حزيران، ولكنهم لم ينجحوا في مهمتهم. لقد كانوا "بالغين ومسؤولين" مثل وزير الأديان زيراح فيرهافتيغ، الذي حذر من اللهجة التي تقول "اننا نسيطر على كل شيء، ولا يجب ان تقول بعد بأننا نحتضن اذرع العالم. في كل الاحوال كنت سأقول انه يجب ان نضع لأنفسنا حدود ما". وقد سأل رئيس الحكومة ليفي اشكول، عما اذا كان مصير غزة يتساوى مع مصير طبريا. ولسبب ما، رد عليه اشكول العجوز والمريض: "لا يوجد خيار آخر امامي". وكان هناك "حمائم" من امثال وزير التعليم زلمان اران، الذي قال انه سيكون من الوهم التصديق بأنه يمكن السيطرة على العرب في المناطق من دون منحهم الحقوق، وابا ايبن الذي فضل طرح تساؤلات، وكان هناك "صقور"، مثل الوزير بلا حقيبة مناحيم بيغن، ووزير الامن موشيه ديان، ووزير العمل يغئال الون، الذين تنافسوا فيما بينهم حول الضم و"تشجيع" الفلسطينيين على الهجرة. وكعادته، طرح ديان المعضلة الحقيقية حين قال: "سنضطر الى اتخاذ قرار: اما ان ننصرف من هناك، مع اتفاق مع الحسين، او نأخذ ذلك على مسؤوليتنا". كان يمكن، في حينه، الخروج من الضفة وضم الحد الأدنى منها، لكنه لم يتم اتخاذ قرار.
الصورة التي ترتسم هي لمجموعة من الاولاد الذين دخلوا الى حانوت للشكولاتة، خلافا لما حدث قبل 19 سنة من ذلك، عندما ادرك المعلم، دافيد بن غوريون، كيف يتمسك بالجوهري ويتخلى عن البقية. اولئك الرجال الأخيار، اعضاء حكومة 67، ورطونا عندما فرضوا وقائع على الأرض من دون ان يفهموا الى اين تقود، والقوا بالطابة في ملعب الأجيال القادمة.
الفائز الحقيقي: خامنئي
تكتب سمدار بيري في "يديعوت أحرونوت": "مع كل الاحترام للخبراء والمحللين وجماعة المتبرعين بالنصائح والتوصيات، الا انه تم ضبطهم جميعا، تقريبا، بدون سراويل في نهاية الاسبوع. لقد حذروا من ان نسبة التصويت للرئاسة ستكون منخفضة ومهينة، وحددوا بأن الشبان المحبطين بسبب ضائقة البطالة سيحاسبون الرئيس روحاني في صناديق الاقتراع. وتحدثوا عن الوعود التي لم تتحقق، وعن اليأس الذي سيبقي على المصوتين في بيوتهم. قامروا على جولة انتخاب ثانية، ومواجهة مباشرة، رأس الى رأس. ومن ثم همس العارفون بأنه تم ارسال المنافس الجديد، ابراهيم رئيسي، الى الانتخابات لكي يشق الطريق نحو تعيينه زعيما روحيا لإيران. قالوا انه يتم ارساله الى الاختبار على حساب الشعب، نوع من التدريب الرسمي في القصر الرئاسي الى ان يغادر خامنئي المريض الحياة قريبا.
ماذا قالوا، ايضا؟ ان المؤسسة الدينية لا تريد روحاني، وعلى الفور طمأنوا البيت الأبيض بأن رئيسي ايضا، سيحافظ على الاتفاق النووي. وفي اللحظة الاخيرة، عندما خرج خامنئي لحث اصحاب حق الاقتراع على الانتخاب و"شطب الهراء" الذي قيل في استوديوهات التلفزيون في طهران، تم تفسير كلماته على انها هجوم على روحاني ودعم جارف لرئيسي الذي سيكون الفائز المفاجئ.
لكن ليس هذا ما حدث. فنسبة التصويت العالية امس الاول، اكثر من 70% من اصحاب حق الاقتراع، والطوابير الطويلة التي امتدت امام صناديق الاقتراع، اجبرت وزارة الداخلية على تمديد ساعات التصويت مرتين. في منتصف النهار، عندما بدأ رئيسي وانصاره يتذمرون من "التشويش" و"العيوب التقنية"، كان من الواضح ان من يتذمر هو ليس الفائز. لقد روت الصور كل الحكاية: لقد جاء الشبان بحشودهم من اجل منح صوت الامل الوحيد: حتى وان كان روحاني لا يملك صلاحيات القرار في القضايا الأمنية والسياسة الخارجية، فقد اعتبروه بقوته المحدودة، وايضا بفضل حليفه، الرئيس السابق، الاصلاحي الوحيد، محمد خاتمي، على انه الشخص الذي سيواصل الجهود من اجل تحسين الوضع الاقتصادي.
لقد اقسم روحاني، ايضا، قبل لحظة من التصويت بمواصلة فتح ابواب ايران امام المستثمرين من العالم الكبير. وقد اهتم الرئيس الأمريكي ترامب قبل لحظة من صعوده الى الطائرة في الطريق الى السعودية، بإلقاء طعم للمصوتين الايرانيين. فقد وعد ترامب، كما وعد روحاني، بتوسيع الغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران.
هكذا نجح الزعيم الروحي خامنئي بصيد ثلاثة عصافير بطلقة واحدة. من جهة، عرض امام العالم نوع من الديموقراطية وفقا لصيغة شيعية. لقد تدخلت السلطة (بشكل فظ) في المرحلة الاولى من التصويت فقط، من خلال عملية التصفية لأكثر من الف مرشح. ومن جهة اخرى، لم يعرقل خامنئي بتاتا حصول الرئيس روحاني على الغالبية الكبرى من الاصوات (دون اعادة المصوتين الى جولة ثانية، كما حذر الخبراء). ومن جهة ثالثة، فان رئيسي، كما يبدو، تلقى ركلة في الجزء اللين من القسم السفلي من جسده. خامنئي لن يوافق على الاعلان عن بديل له في حياته. والان، مع هزيمته، سيتم اخراج رئيسي من المنافسة. وبالنسبة لخامنئي فلتتوقف لجنة الخبراء عن التآمر من وراء ظهره وتستخلص النتائج.
من السهل التكهن بأن قادة الاجهزة في طهران سيلتصقون بشاشات التلفزيون اليوم، ويتعقبون مهرجان ترامب في السعودية. اعادة انتخاب الرئيس الذي حقق لإيران الاتفاق النووي، يحمل في طياته رسالة مزدوجة: الحرس الثوري تلقى انذارا شديدا من خامنئي، بعدم استخدام القبضات الحديدية، وعدم التدخل وتشويش الانتخابات "البراغماتية". اما روحاني الذي التزم بعدم التخلي عن الاتفاق النووي واخراج ايران من العزلة الدولية، فقد حظي بالدعم غير المباشر من الشخص الذي يحدد سياسة ايران.
البساط الاحمر الذي انتظر ترامب في الرياض، ولقاءات العمل الثلاث والمثيرة التي سيعقدها مع حكام العالم العربي والاسلامي، موجهة، على الاقل من جانب السعوديين، ضد ايران. من جانبه، يسعى ترامب الى تحقيق صفقات اقتصادية، وانشاء حلف "ناتو عربي"، لإعلان الحرب على الارهاب، ومن المتوقع ان يحذر اليوم من ذكر اسم ايران، وابقاء الباب مفتوحا امام طهران.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالإثنين 22 مايو 2017, 11:23 pm

22.05.2017



مقالات
سيد الارهاب: ترامب الغى خطاب اوباما في القاهرة
يكتب حامي شليف، في "هآرتس" ان دونالد ترامب حقق، امس، انقلابا، ربما يكون تاريخيا، في مكانة الولايات المتحدة في العالم العربي. فلقد اجرى تحولا بدرجة 180 تقريبا في سياسة سابقه براك اوباما. لقد وقف ترامب على رأس السعودية والسنة وضد ايران والشيعة. ونشر رعايته على الممالك والامارات، الأنظمة المستبدة والانظمة العسكرية والجمهوريات الشعبية في العالم الإسلامي، وحررها بجرة قلم من العقوبة على خرق حقوق الانسان والمعاني غير المفهومة للديموقراطية التي عذبها اوباما بواسطتها. وكما هو الحال بالنسبة لنتنياهو من قبل، فقد اصبح ترامب الان هو سيد الارهاب الذي يرى في محاربته كل شيء.
التناقض بين خطاب ترامب الخطي والمكتوب جيدا، والذي قرأه من على المنبر بضجر لا يميزه، وبين تحمسه المعادي للإسلام الذي ميزه في الماضي، كان غير مستوعب، في ادنى حد. من ادعى ان الاسلام يكره الولايات المتحدة، اتهم السعودية بالمسؤولية عن احداث 11 ايلول وطالب بفرض المنع المطلق على دخول المسلمين الى بلاده، أصبح بين عشية وضحاها حلو كالعسل. لقد بدا وكأنه لو امضى دقيقة اخرى على المنصة لكان قد بدأ بترديد اغنية "كومبيا" او اغنية "يقيم الاخوة معا". لقد اثبت ترامب، أمام دهشة العالم كله، بأنه لا قيمة للتمسك بالمواقف ولا معنى للكلمات. لقد عرض مثلثه المقدس، الذي يعتبر الانتهازية هي الآب والبراغماتية هي الابن والسخرية المطلقة هي الروح القدس.
التناقض مع خطاب اوباما في القاهرة في حزيران 2009، كان مطلوبا وحادا. فخلافا لأوباما، لم يعرب ترامب عن أسفه لتعامل الغرب غير العادل مع الاسلام، ولم يؤكد الجذور الاسلامية، التي لا يملكها. لقد ذكر بالكاد بمساهمة الاسلام في الحضارة. ولم يعرض التزام بلاده بالحريات والديموقراطية. وهو لم يعظ المستمعين اليه حول الحاجة لتحرير النساء، ومحاربة غياب المساواة، والدفاع عن حقوق الأقليات. ومن المؤكد انه لم يكرس 20% من خطابه للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، كما فعل اوباما. لقد اكتفى بالتذكير بشكل مقتضب بفرص تحقيق السلام، بل حتى شطب اسم اسرائيل من قائمة الدول التي تعاني من الارهاب. لو كان الخطيب هو اوباما، كما تقول المقارنة التي اصبحت كليشيه، لكان وزراء اسرائيل قد شجبوه منذ زمن ونعتوه بكاره اسرائيل.
لقد منح ترامب اسما رسميا لتوجهه: "واقعية مع مبادئ". الولايات المتحدة ستحمي نفسها ومواطنيها ولذلك ستبني تحالفات ايضا مع دول تحفظت منها في السابق وقدمت لها المواعظ. ولكن الى جانب واقعيته، فقد كان خطاب ترامب، تماما مثل رحلته بشكل عام، يعج بالمضمون الديني الغريب الذي لامس التبشيرية احيانا. لقد ذكر الله تسع مرات في خطابه، ودعا مستمعيه الى الصلاة وهددهم بالعقوبة الخطيرة التي يفرضها الله اذا لم يفعلوا الملقى على كاهلهم. لقد جند الديانات السماوية الثلاث الى جانبه، وتحدث عن رحلته بمصطلحات الحجيج وحتى الطهارة في الاماكن المقدسة، كتحضير لرحلته المقدسة في حد ذاتها. عندما صرح بأنه قد تخرج من قمة الرياض بشائر السلام في الشرق الاوسط وبعد ذلك السلام في العالم كله، كان يصعب معرفة ما اذا كان ترامب يقتبس الموعظة على الجبل من انجيل متى ام من دليل المنافسة في مسابقة ملكة جمال العالم التي كان يملكها ذات مرة.
يجب ان يشعر ترامب بالرضا من جولته وخطابه مساء امس. لقد تم استقباله في مراسم مستمدة من اساطير الف ليلة وليلة، والتي دفعت جانبا، لمدة يوم او يومين على الأقل، تيار الاخفاقات المحرجة والعناوين السيئة التي تلاحقه. لقد القى احد افضل خطاباته، كما يحدث له عندما يلتزم بالنصوص التي كتبها وصقلها له اخرون. وكما في خطاب آب 2016 حول الوحدة القومية، وخطاب شباط 2017 امام مجلسي النواب والشيوخ، سيثير هذا الخطاب، ايضا، التخمين بأن ترامب استيقظ الان بما يكفي لكي يبدأ رئاسته من جديد. ليس فقط انه لا يمكن التحديد بان هذا ما سيحدث بالتأكيد، وانما يجب على اسرائيل الاستعداد لإمكانية ان ينهار لدينا بالذات بعد يوم او يومين من السلوك الجيد.
بالطبع، يجب ان يكونوا في السعودية راضين ايضا، على الأقل على المدى القصير. لقد توجهم ترامب امام كل قادة العالم السني وجعلهم رأس الحربة في الصراع ضد ايران. لقد عينهم كممثلين له في العالم الإسلامي، ولكن أيضا، كمن يمسكون به وبالاقتصاد الامريكي من المكان الحساس الذي يمكن الضغط عليه. الايام ستقول ما اذا كانت الكلمات الفخمة والتحدي غير المميز الذي اظهره الملك سلمان، بتشجيع من ورثته الذين افتقدوا الصبر، ستعزز المملكة وتضخم مكانتها، او انها ستظهر كسيف ذو حدين ينتقم من الدولة التي حافظت حتى الان على حصانتها واستقلالها من خلال الامتناع عن المواجهات.
هل يجب ان تكون اسرائيل راضية عن الخطاب؟ هذا يتعلق بالطبع بمن يتم سؤاله. كون طهران ودمشق وحزب الله وحماس ايضا، مستهدفين امريكيا سيعجب بالتأكيد نتنياهو ورجاله. التحالف السني حول ترامب كجبهة معادية لإيران يعتبر مسألة ايجابية بالنسبة لمن يعتبر الاتفاق النووي مع ايران بمثابة خطر وجودي. مع ذلك، من المناسب الانتباه الى ان ترامب كرس غالبية خطابه لمحاربة الارهاب نفسه، بينما الفقرات القليلة ضد طهران، سمعت وكأنها كتبت فقط كواجب. هكذا، ايضا، بالنسبة للتذكير القصير بالفلسطينيين، والذي تضارب بشكل واضح مع الكثير من التعاطف الذي اضفاه عليهم اوباما في خطاب القاهرة. واذا لم يشعر الفلسطينيون بالرضا فمن المؤكد بأنه سيكون لدى "القدس" سبب للاحتفال. وبما انه تم دفع اليساريين والليبراليين الى الزاوية مع كل مسائل حقوق الإنسان والمساواة في الحقوق للأقليات، فمن المفروض باليمين الاسرائيلي او على الاقل نتنياهو، ان يشعروا بالانبساط الخالص.
ومع ذلك، هناك الكثير من شارات المرور التي يجب ان تثير القلق لدى نتنياهو ووزرائه. الرئيس الذي يتحلى بالتحمس التبشيري لإحلال السلام لا يكون بتاتا الرئيس الجيد بالنسبة لمن يقتنع بعدم وجود فرصة للاتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين، وحتى ان كانت هناك فرصة، فانه غير مستعد للقيام بدوره من اجل تحقيقه. وعلى الرغم من كون اسرائيل دعمت وشجعت الولايات المتحدة على التقرب من السعودية ودول الخليج، ورأت فرصة ثمينة بالاندماج في الجبهة المعادية لإيران، الا ان الرضا الواضح لترامب ازاء استقباله الخيالي من قبل السعوديين، يطرح امكانية ان تكون الخطة العبقرية قد نجحت اكثر من اللزوم.  صحيح ان درة التاج في الخطاب كانت دعوة ترامب للدول العربية لطرد الارهاب منها، لكنه خلق بذلك التزاما ضمنيا بتعويضها، والاصغاء لمطالبها وبذل كل شيء من اجل حل المشكلة الفلسطينية التي تقلق راحتها منذ اجيال.
في نهاية الأمر، فان القادة الذين التقاهم ترامب، خاصة اولئك الذين شاركوا في اللقاء المنفرد لمجلس التعاون الخليجي، هم المحيط الصحيح بالنسبة له. هؤلاء هم رفاقه. بعضهم، كملك السعودية وحاكم قطر وسلطان عمان اغنى منه بكثير، وبعضهم، كأمير الكويت وملك المغرب يساوونه على الاقل، وغالبية الآخرين، ايضا، لا ينقصهم شيء. كلهم يعيشون كالملياردير، ويتصرفون كالملياردير ويفكرون كالملياردير. انهم يتحدثون اللغة ذاتها مثل ترامب، والسؤال هو كيف سيشعر الرئيس الذي سيصل اليوم الى الدولة التي لا يريد فيها الوزراء حتى تكليف انفسهم والوصول لاستقباله في المطار، دولة تنتهي مخططاتها لتنظيم مراسم فخمة كتلك التي نظمتها السعودية، بالفوضى، ان لم يكن بكارثة، ودولة يجب على رئيس حكومتها الضغط على اصحاب المليارات من امثاله لكي يكلفوا انفسهم تمويل ثمن السيجار الكوبي او الشمبانيا الوردية الفاخرة له. الحقيقة؟ هذا لا يبشر بالخير.
يجب استغلال اصرار ترامب
انشأت "هآرتس" افتتاحية جاء فيها ان دونالد ترامب هو رئيس الولايات المتحدة. هذه ليست حقيقة بديلة. شخصيته الغامضة وسلوكه غير العادي، هي عناصر يجب على اسرائيل والعالم اخذها في الاعتبار. ولكن بما ان المقصود رئيس اقوى قوة عظمى في العالم، فانه لا تملك أي دولة – وبالتأكيد اسرائيل التي تعتبر الولايات المتحدة افضل حليف لها – ترف تجاهله او الاستهتار برسائله.
الرئيس ترامب يصل اليوم الى اسرائيل. يبدو ان رحلته الى الشرق الاوسط ترفع من معنوياته التي تعكرت نتيجة المصاعب التي تنتظره في واشنطن. انه يتصرف هنا حسب ما يحب: كرجل اعمال يعقد صفقات. منذ انتخابه وهو يتمسك بإصراره على التوصل الى صفقة نهائية في الشرق الاوسط. ويتضح من تصريحاته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اثر اجتماعهما الرسمي الاول في البيت الأبيض، انه لا يهمه كيف ستبدو الصفقة بين الاسرائيليين والفلسطينيين، فالمهم التوصل الى صفقة. لقد قال: "انا انظر الى حل الدولتين وحل الدولة الواحدة، سأحب ما سيحبه الطرفان".
هذا توجه منعش، لأنه يذكر الاسرائيليين والفلسطينيين والعالم كله، بأن الهدف هو انهاء الصراع العربي – الاسرائيلي الدامي، وان رغبة الطرفان هي وحدها ذات الصلة بمسألة شكل الحل. يمكن للولايات المتحدة واوروبا والدول الاخرى، بل يجب عليها دفع الاطراف نحو التوصل لتسوية تاريخية، ولكن كيف ستبدو هذه التسوية – فان هذه اولا مسألة تخص الاسرائيليين والفلسطينيين. لكنه حتى ترامب فهم بأنه لا يوجد أي حل آخر غير حل الدولتين، والدليل على ذلك يكمن في مطالبته لإسرائيل بوقف البناء في المستوطنات، واعترافه بحق الفلسطينيين بتقرير المصير.
خلال سنوات رئاسة اوباما تذمرت حكومة اسرائيل من التعامل المعادي من جانب الولايات المتحدة، ومن السياسية التصريحية التي تميز ضدها من جانب الامم المتحدة ومؤسساتها. حتى الان، اظهر ترامب، بطريقته، حساسية لأوجاع اسرائيل وحرص على دعم مطالبه منها (وقف البناء والتصرف بمنطق) بتصريحات محبة ولفتات مشرفة. ومنذ انتخابه تغيرت تماما لهجة واشنطن ازاء اسرائيل. وهذا صحيح بالنسبة للأمم المتحدة، ايضا، بفضل سفيرة الولايات المتحدة نيكي هايلي.
اذا كانت الحكومة الاسرائيلية تنشد السلام كما تدعي، يجب عليها استغلال اصرار ترامب من اجل صياغة مخططها للحل السياسي بشكل شجاع. اليمين الاسرائيلي ممزق بين جناح الضم والجناح الذي يؤمن بأن الحل الوحيد هو تقسيم البلاد بهذا الشكل او ذاك. المعارضون للضم، وهم غالبية الشعب، مطالبون باستغلال المزاج الخاص لترامب من اجل القول معا لا لليمين الذي يسعى للضم، وفتح صفحة جديدة في الشرق الاوسط.
فاتحة لشرق اوسط جديد – قديم
يكتب البروفيسور أيال زيسر، في "يسرائيل هيوم" ان خطاب الرئيس ترامب، امس، في الرياض، امام قادة العالمين العربي والاسلامي، كان بلا شك خطابا موجها. حقيقة ان الخطاب كان يختلف تماما عن خطاب براك اوباما قبل ثماني سنوات في القاهرة، تعزز الاهمية التي يجب نسبها له، وتشرح الاستقبال الجميل الذي حظي به ترامب من قبل المستمعين اليه.
تكمن خصوصية الخطاب في المكان والجمهور اولا: في عاصمة العربية السعودية، الحليفة التي تمت خيانتها، والتي خلفها اوباما في وضع محرج، بل في مواجهة ايران، وامام حكام عرب شكك اوباما بشرعية انظمتهم. والمقصود حكام يرمزون الى الشرق الاوسط القديم، الذين اعتمد عليهم وجود الولايات المتحدة في المنطقة طوال عشرات السنوات، والذين سعى اوباما الى ادارة ظهره لهم.
لقد سمع الحكام العرب في خطاب ترامب ما ارادوا سماع منه تماما. فالخطاب تضمن رسالة احترام للديانة الاسلامية، ورسالة دعم للاستقرار على حساب القفز الى المجهول، ورسالة التزام ازاء حلفائه.
وفي الوقت نفسه، عبر الخطاب عن الإصرار على محاربة الارهاب وصناعه، والذي يعتبره ترامب اكبر خطر يتحدى السلام في المنطقة والعالم. لقد عاد ترامب الى التوجه، شبه البسيط، للأخيار مقابل الأشرار. وكما يتضح فانه يوجد عنوان للأشرار: في سورية (داعش والأسد)، في طهران، بيروت وغزة.
لم يكن خطاب ترامب تبشيري مثل خطاب اوباما، الذي تمحور حول الرؤية، وفي الواقع، توقع الانقلاب والتغيير الفكري والقيادي، والذي كانت نهايته كما نعرف هو الربيع العربي الذي قاد الى انهيار الكثير من دول المنطقة. كما ان ترامب لم يعظ سامعيه على تبني القيم الديموقراطية او الليبرالية. كما لم يكن هذا خطاب تملق لا لمنتقدي السياسة الامريكية ازاء الشرق الاوسط واسرائيل، ولا خطاب تملق لأعدائها، وعلى رأسها ايران. لقد شرح ترامب بأنه يريد تحقيق السلام بين اصدقائه وحلفائه، اسرائيل والعرب، بينما يريد محاربة ايران من اجل هؤلاء الأصدقاء.
هذا الخطاب يسعى الى اعادة الولايات المتحدة، واولا في نظر حلفائها، وبينهم اسرائيل، الى مكانتها ودورها التقليدي في المنطقة كمدافعة عن اصدقائها وعن الاستقرار الاقليمي، ولكن كما بالنسبة لخطابات كثيرة في الماضي، سيتم اختبار ترامب وفقا لأعماله وليس وفقا لكلماته، والاختبار لا يزال امامنا.
"الخطر السعودي"!
يستعرض اودي عتسيون في تقرير اخباري ينشره في "يديعوت أحرونوت" الصفقة الأمنية التي وقعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع المملكة العربية السعودية خلال زيارته اليها، وما يسميه المخاطر على اسرائيل، ويكتب بأن الجيش السعودي سيصبح اكثر تطورا وعصرنة، وسيقلص في بعض المجالات الفجوات النوعية مع الجيش الاسرائيلي.
وينقل الكاتب عن مسؤول امريكي يرافق ترامب في جولته، قوله بأن واشنطن تتفهم القلق "المشروع" لإسرائيل ازاء صفقة الأسلحة، وتعد بمساعدة اسرائيل على الاحتفاظ بتفوقها العسكري. وقال: "نحن نلجأ الى عدة وسائل، بعضها واضح وبعضها أقل، لضمان محافظة اسرائيل على تفوقها العسكري النسبي. وستسمعون تصريحا قويا من الرئيس بشأن التزامه لإسرائيل والدفاع عنها".
وحسب التصريحات الرسمية، على الأقل، تحافظ الولايات المتحدة على وعدها بضمان هذه الفجوة، وعدم بيع السعودية، مثلا، طائرة الشبح "اف 35". لكن الصفقة الضخمة التي تصل قيمتها الى 110 مليار دولار، كمرحلة اولى من صفقات بقيمة 350 مليار دولار مخططة للعقد القادم، ستشمل المنظومات العسكرية التالية:
منظومة صواريخ THAAD: وهي منظومة مضادة للصواريخ، من انتاج شركة لوكهيد مارتين، ومقابلة لمنظومة صواريخ "السهم 2" التي طورتها الصناعة الجوية الاسرائيلية لسلاح الجو. وتهدف الى تحسين قدرة السعودية على التصدي للصواريخ الباليستية الايرانية، أو تلك التي يطلقها متمردو اليمن باتجاه اراضيها.
الخطر على اسرائيل: تحسين ملموس في قدرة السعودية على اعتراض الصواريخ الباليستية من طراز "اريحا" التي تملكها اسرائيل، حسب مصادر اجنبية.
سفن حربية LCS: ستحصل السعودية على اربع سفن حربية متقدمة من انتاج لوكهيد مارتين، بقيمة ستة مليارات دولار. هذه السفن شبه الشبح، مزودة برادار وصواريخ متقدمة، واكبر من سفن ساعر 6 الجديدة التي اشتراها سلاح البحرية الاسرائيلي.
الخطر على اسرائيل: سفن ساعر 6 ستحظى بمنظومة اسلحة اكثر تطورا، لكنه لأول مرة تبيع الولايات المتحدة سفينة جديدة ومتطورة لدولة عربية – وليست من طراز السفن القديمة.
منظومات قيادة وسيطرة، قدرات سيبر وقدرات اقمار اصطناعية: باستثناء الوسائل الحربية تتضمن الصفقة منظومات قيادة وسيطرة متقدمة، وقدرات سيبر على مستوى لم تمتلكه السعودية حتى اليوم.
الخطر على اسرائيل: السعودية تملك جيشا كبيرا ومتطور نسبيا، كان يعتبر حتى اليوم متدنيا بشكل ملموس مقارنة بالجيش الاسرائيلي في مجال الحرب المتطورة.
150 مروحة بلاك هوك، 48 مروحية تشاينوك: تحديث اسطول مروحيات النقل السعودية بكمية كبيرة من المروحيات الجديدة، وان لم تكن الاكثر تطورا في الولايات المتحدة والتي ستتزود بنفسها بمروحيات CH53K التي لا تشملها الصفقة مع السعودية.
الخطر على اسرائيل: مروحيات البلاك هوك سيتم لأول مرة تركيبها في السعودية، في اطار خطوة تهدف الى تحويلها من زبون كبير الى منتجة للأسلحة. الصناعات الأمنية المتطورة تعتبر احدى الميزات الأساسية لدولة اسرائيل، مقارنة بالدول العربية.
قنابل مخترقة موجهة بالليزر، وألواح الكترونية للقنابل الموجهة بالأقمار الصناعية: زيادة ملموسة في الذخيرة المتطورة التي يملكها السلاح الجوي السعودي، الذي بات يستخدمها في هجماته في سورية واليمن.
الخطر على اسرائيل: المقصود انواع ذخيرة بيعت في السابق للسعودية من قبل الولايات المتحدة.
Welcome سيدي الرئيس
تنشر صحيفة "يديعوت احرونوت" كلمة ترحيب بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كتبها ايتان هابر، يقول فيها: "اهلا بك في اسرائيل، السيد دونالد ترامب، الرئيس الخامس والاربعين للولايات المتحدة.
لا نملك قصورا من ذهب كما في السعودية التي زرتها امس وامس الأول. ليست لدينا قوافل من الجمال تستقبلك في مسيرات ملونة. حساباتنا البنكية لن تؤثر على الجيب الأمريكي، وهكذا، ايضا، غالبية خيرات هذه البلاد.
الزيارة في اسرائيل لن تزيد ولن تقلل شيئا من تأثيرك على الجمهور اليهودي – الامريكي. من دعمك سيواصل دعمك، والاخرين سيواصلون اعتبارك كارثة قومية.
ليس لدينا ما نقترحه عليك الا ما نملكه: قيم حقوق الانسان، الديموقراطية وشروطها، ونقطة رصد غربية في الشرق الاوسط. لن نبيعك صواريخ ولا حاملات طائرات، ومئات النشطاء في كليفلاند لن ينتظروك مع بطاقات دعوة مذهبة من موقعنا في الشرق الاوسط. في الحرب على العلاقات العامة والشراء من السعودية نحن نعرف كيف نخسر مسبقا.
لكن المهم ان تعرفه، مع هبوط عجلات طائرتك الرئاسية على ارض اسرائيل، انه اذا ألح الأمر فإننا سنعرف كيف نقف في مقدمة المعسكر الأمامي – والانتصار. في هذا الموضوع يمكنك الاعتماد علينا.
أهلا بك في البيت، الرئيس ترامب، هذه المرة لزيارة قصيرة فقط. ونحن في انتظار الزيارة القادمة.
يجب الضم بدلا من الضعف
تكتب يفعات ايرليخ، في "يديعوت أحرونوت" ان ترامب تعرف على السيف عن قرب مؤخرا. من مسافة قريبة بشكل خاص. اليوم، لم يعد السيف تقريبا، أداة للقتال، وانما نوع من ادوات الزينة الرجالية. كنت سأقترح على ترامب ان يحضر معه من السعودية أداة الزينة هذه، ليس من اجل قطع رأسي نتنياهو وأبو مازن، ولا لكي يفرض على الطرفين التحدث مع بعضهما. لا يمكن ان تفرض على الأطراف التوصل الى اتفاق بقوة السيف. ولكن يمكن، بالتأكيد، التوضيح لهم بأن الوقت يعمل في غير صالحهم، وان كل يوم يمر من دون التوصل الى اتفاق سيمس بشكل غير قابل للتحول برافضي السلام.
بما ان من يرفض منذ سنوات انهاء الصراع، ومن يدعم الارهاب ويسمي الساحات والمدارس على أسماء قتلة الاولاد، هو الجانب الفلسطيني، فان السيف يجب ان يوجه اليه. كيف يتم عمل ذلك؟ بالتأكيد ليس بواسطة تجميد البناء في المستوطنات، او بكلمات مغسولة بشكل اكبر، مثل كبح البناء خارج الكتل او داخل الكتل. محاولة تجميد الواقع في الميدان، باستثناء كونه غير اخلاقي ازاء المستوطنين، هو تماما ما سيحث الفلسطينيين على عدم التوصل الى اتفاق. رجل الاعمال ترامب يعرف بالتأكيد، بأنه عندما يعمل الوقت لصالحك، فانك لا تسارع لعقد اتفاق. اذا رغبوا بإعادة الفلسطينيين الى طاولة المفاوضات، فان هناك طريقة واحدة لعمل ذلك. في كل فصل من فصول السنة القادمة، في غياب اتفاق بين الجانبين، يجري ضم منطقة من يهودا والسامرة الى اسرائيل. اولاً غور الأردن، ثم غوش عتصيون، غوش ادوميم وغوش اريئيل. وفي كل منطقة يجري ضمها يحصل السكان الفلسطينيين على الحقوق الكاملة ويصبحون مواطنين في اسرائيل. يمكن تسمية ذلك الضم الزاحف. من المؤكد انه سيجعل الفلسطينيين يزحفون على اربع الى طاولة المفاوضات.
كل محاولة اخرى للضعف امام الفلسطينيين، للتجمل والتسول، لن تحقق شيئا، باستثناء موجة ارهاب اخرى. ترامب لا يمكنه الحديث عن محاربة الارهاب العالمي واحتضان ابو مازن الذي يمول القتلة. اذا مضى على هذا المسار، فلن يبقى السيف مسألة افتراضية، وانما سيصبح اداة مستخدمة جدا في مملكة داعش التي ستقوم على خرائب فلسطين.
اذا انضممنا فسنربح فقط
تكتب سمدار بيري، في "يديعوت احرونوت" انه في قصر اليمامة في الرياض، في العربية السعودية، حيث بلغت درجة الحرارة 41، امس، تم اجراء البروفة الرسمية على الخطة الكبيرة للرئيس ترامب. لقد حضر 50 رئيس دولة من العالمين العربي والاسلامي على متن الطائرات من ثلاث قارات، لكي يسمعوا ما الذي سيعرضه رجل العقارات من البيت البيض. وبين سلسلة المصافحين كان يمكن تشخيص ابو مازن "خاصتنا"، الذي تحدث جانبا لفترة طويلة مع الملك السعودي.
فتيل ترامب قصير. لديه مشاكل في واشنطن، لا يتحلى بالصبر على الغوص في التاريخ الملتوي للصراع، ونسيبه كوشنر، الذي تسلم ملف فلسطين، لا يمتلك أي خبرة في الخطوات السياسية. ترامب لا يريد النقاشات وتوجيه الاتهامات حول الطاولة. انه رجل اعمال يحضر صفقة: مبادرة السلام السعودية من قبل 16 سنة، اكبر تفويت اسرائيلي للفرص، والتي مرت خلال الأسابيع الأخيرة بعملية ترميم وتحسين من اجل طمأنة اليمين لدينا. بعد التوقيع على الاتفاقيات الأمنية – الاقتصادية بمبالغ مالية خيالية، اكثر من 400 مليار دولار، وربط الاقتصاد الامريكي بالقصر الملكي السعودي خلال العقد القادم، سيضع ترامب في القدس صفقة كبيرة: ليس فقط نهاية للصراع مع الفلسطينيين، وانما مصالحة مع العالمين العربي والاسلامي، مع الـ50 دولة التي سار قادتها على البساط الأحمر في الرياض، امس.
لقد اهتم عمدا بتحديد المفاوضات لسنة او سنة ونصف، وسيعين مدير عمل امريكي ليقف مع ساعة مؤقتة فوق رؤوس قادة الوفود. ليس سرا انهم اذا ماطلوا وعقدوا النقاشات، فان الصفقة ستنهار.
بعد "الخطاب الاسلامي" ينوي ترامب تبليغ نتنياهو: هؤلاء هم جيرانك، شركاؤك، الذين نضجوا على نار هادئة مع خطة السلام العربية: الانسحاب مقابل التطبيع. اذا رغبت اسرائيل بالاندماج في المنطقة، فلتجلسوا الى الطاولة. ولكن اذا اصرت مجموعة اليمين على طرح شروط وعرقلة الخطوة، سيكون لدي اسرائيل ما تخسره. عندها سيقول ترامب، ها قد خرجت من السعودية ليس فقط مع صفقات بمليارات وانما مع مليون مكان عمل جديد في الصناعات الأمنية وفي القطاع الخاص. لا احد ينوي فرض السلام عليكم، ولكن اذا انضممتم فستربحون فقط.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالأربعاء 24 مايو 2017, 4:41 pm

24.05.2017

مقالات

  • ترامب لخص زيارته الى اسرائيل بخطاب صهيوني فارغ
  • يكتب يوسي فورتر، في "هآرتس" انه في نهاية الجولة القصيرة، ولكن الحلوة، لدونالد ترامب في اسرائيل، يمكن استخلاص نتيجتين: 1. كان من المهم له بأن يشعر نتنياهو، صديقة "بنجامين"، بالرضا. 2. كان من المهم له بشكل اكبر ان يثبت للعالم بأنه ليس براك اوباما. وفي هاتين المهمتين حقق ترامب تميزا كبيرا. كما انه لم يحرج ويخجل نفسه. ولذلك، وبعد محطاته الثلاث الاولى في رحلة الديانات الثلاث – السعودية، اسرائيل والسلطة الفلسطينية – ظهر لأول مرة كسياسي. وتم هذه المرة تسجيل كل الفضائح وكل الأمور المخجلة ضد اسرائيل.
  • خطابه في متحف اسرائيل في القدس، كان صهيونيا ومؤيدا لإسرائيل بشكل كبير، لكنه كان فارغا ومن دون أي مضمون ملموس. لقد توقع المدققون من الجانب اليميني للخارطة، سماع بشائر في موضوع السفارة الأميركية في اسرائيل. لكن النتيجة صفر. السفارة يوك – مستخدموها سيواصلون النظر من شبابيك مكاتبهم الى شواطئ البحر المتوسط. وكان الحريصون من الجانب اليساري يأملون سماع الرئيس يتعمق في "الصفقة" التي لا بديل لها: الحاجة الى اقامة دولة فلسطينية الى جانب الدولة اليهودية. وقد خاب أمل هؤلاء ايضا. ووجد اليسار العزاء في كون الكلمة المنسية "سلام" عادت الى الحوار، فيما تعطر اليمين بحقيقة عدم سماع الكلمات الثلاث: "دولة فلسطينية" و"المستوطنات"، وفرح الجميع لسماعه يقول انه في ظل ادارته سيكون "فارق كبير – كبير وجميل" في الشراكة الأمنية بين الدولتين، الاسرائيلية والأميركية.
  • من كان يعتقد بان الزيارة ستجر في اعقابها صدمات في الائتلاف، خاب ظنه. فهذا الائتلاف سيواصل القيادة بارتياح – بما في ذلك تبادل النيران الاعتيادي بين نتنياهو ونفتالي بينت – نحو عطلة الصيف الطويلة، التي ستبدأ بعد شهرين. حكومة نتنياهو الرابعة موعودة بثلاث سنوات كاملة على الاقل، حتى انتهاء الربع الاول من سنة 2018. في تلك النقطة الزمنية، عادة، يبدأ الائتلاف في اسرائيل العد التنازلي. ويبحث الشركاء عن الفوارق في سبيل توسيع القوة. ويمكن لكل هراء هامشي عن مستوطنة رحبعام (ط) ان يولد ذريعة لتفكيك الائتلاف.
  • السؤال الكبير هو ما الذي تم الاتفاق عليه بين الزعيمين في الغرفة المغلقة. المنطق يقول انهما لم يمضيا الوقت في التهليل لجمال القدس. ليس لهذا الغرض ادار  جيسون غرينبلات المحادثات الكثيرة مع كل من عمل في الموضوع السياسي خلال العقد الأخير.
  • يمكن الافتراض بانه سيتم البدء بعملية ما خلال الأشهر القريبة. ربما على شاكلة مؤتمر سلام برعاية ترامب. وسيصل نتنياهو وعباس. لأنه لن يكون لدى أي منهما رغبة بالدخول في صراع مع الرئيس الامريكي خلال سنته الاولى. من الواضح ان ترامب، الذي يعتبر نفسه "فنان في الصفقات"، اقتنع بأن الجانبان مستعدان للقيام بخطوات جوهرية من اجل التوصل الى صفقة، ولكن الى أي حد سيوافق على الغوص في هذا المستنقع الذي غرق فيه من سبقوه؟ هل يتحلى بالصبر، الالتزام، الاصغاء، التحمس والايمان الديني، الذي ميز كلينتون مثلا؟
  • وهذا كله قبل ان نخوض في المشاكل التي تسقط على رأسه في واشنطن، وقبل عودتنا للتعامل مع المشاكل المقابلة لدى نتنياهو الذي بدأ الاستيعاب بأن الشرطة تنوي التوصية بتقديم لائحة اتهام ضده على الاقل في ملف واحد، الملف 1000، المتعلق بـ"الهدايا". الطريق الى السلام المأمول، او المهدد، مزروعة بالمطبات.
  • انتهت الذرائع
  • تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها، انه يمكن الاستنتاج من تصريحات الرئيس دونالد ترامب خلال زيارته الى الشرق الاوسط، بأن طموحاته تشذ كثيرا عما نسب اليه. انه ليس معنيا بعقد "الصفقة النهائية" – ترامب يطمح الى تحقيق سلام عالمي. لقد استبدل خلال زيارته كنز المصطلحات التجاري بلغة السلام والأمل. وشرح للإسرائيليين في القدس ان "الصراع لن يبقى الى الابد. انا ملتزم بشكل شخصي بمساعدة الاسرائيليين والفلسطينيين على التوصل الى اتفاق سلام.. صناعة السلام لن تكون سهلة، لكن هذا ممكن مع الاصرار والتسوية والايمان".
  • تصريحات ترامب لا تسمح برسم مسار للحل. انه لم يعترف بشكل علني بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وفي المقابل، لم يدعم على الملأ مطلب الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، واكتفى بالاعتراف بدولة اسرائيل. انه لم يذكر حل الدولتين، او بدلا من ذلك، حل الدولة الواحدة مع حقوق متساوية لكل مواطنيها. انه لم يذكر الحدود والمستوطنات، وفي المقابل لم يعترف بوحدة القدس، او يصرح بنيته نقل السفارة الأمريكية اليها. لقد قال ما يعرفه الجميع: "التغيير يجب ان يبدأ من الداخل".
  • لقد قال الرئيس ترامب للإسرائيليين الذين يريدون السلام لكنهم يتخوفون منه، كل ما يستطيع قوله من اجل تخفيف مخاوفهم: لقد قال بأن "ارتباط الشعب اليهودي بهذه الأرض المقدسة قديم وابدي"، وهو يقر بذلك مجددا بالعلاقة التاريخية بين الشعب اليهودي وارضه. واضاف: "التزم بالوقوف الى جانب اسرائيل"، ووعد بالدفاع عنها، في مواجهة "كراهية وارهاب العنف المتطرف"، صواريخ حماس وحزب الله، وايضا العمل ضد داعش، التي تهاجم الاهداف اليهودية في العالم. واوضح للفلسطينيين وابو مازن في بيت لحم، بناء على طلب اسرائيل، بأنه لا يمكن دفع السلام مقابل تمويل وتعويض العمل الارهابي؛ وفوق هذا كله، وعد الاسرائيليين بالدفاع عنهم في مواجهة ما يعتبره الكثيرين، اكبر تهديد وجودي: "ايران تدعو الى تدمير اسرائيل؟ هذا لن يحدث ابدا بوجود دونالد ترامب!".
  • الأمر الاكثر اهمية من هذا كله، هو ان ترامب اوضح للإسرائيليين وجود شريك في الجانب الفلسطيني. "يمكنني القول لكم بأن الفلسطينيين يريدون السلام"، قال. لقد وجد رئيس الحكومة نتنياهو صعوبة في اخفاء التأثر الذي رافقه طوال الزيارة. بل اعترف في خطابه امس الاول بأنه "لأول مرة منذ سنوات اشعر بالأمل بالتغيير". هناك شخص واحد على الاقل في العالم اقتنع بمصداقية كلماته وتطوع لضمانه شخصيا: "بنيامين نتنياهو يريد السلام" قال ترامب امس امام كاميرات التلفزيون. انتهت الذرائع. حانت الآن فرصة نتنياهو التاريخية لإثبات رغبته بالعمل.
  • النشوة التي اصابت الفلسطينيين في واشنطن تبخرت في بيت لحم.
  • يكتب جاكي خوري، في "هآرتس" انه تمهيدا لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى بيت لحم، امس الثلاثاء، تم تعليق لافتة كبيرة على الشارع الرئيسي، قريبا من مقر الرئيس في المدينة، حملت شعار "مدينة السلام ترحب برجل السلام" وعلى جانبيها صورتين للرئيس محمود عباس والرئيس ترامب. وتم تعليق هذه اللافتة في ساعات الفجر في عدة مواقع على الشارع الرئيسي الذي تم اغلاقه تماما امام حركة المرور، ولم يسمح بدخوله الا للموكب الرئاسي وسيارات الامن الفلسطينية.
  • لقد قررت الرئاسة الفلسطينية عدم الاستثمار في الزينة، ليس فقط من اجل التوفير، وانما ايضا من خلال تفهم مشاعر الخيبة والاحباط السائدة في الشارع الفلسطيني وتخفيض سقف التوقعات من الزيارة الرئاسية. فالنشوة التي المت بالوفد الفلسطيني خلال زيارته الأخيرة الى واشنطن، تبخرت في بيت لحم.
  • وجرت مراسم الاستقبال كالمتوقع، وفي التلفزيون الفلسطيني اشاروا الى عدم وجود من سيتدافع من اجل مصافحة ترامب او التقاط صورة "سيلفي" معه. ولم تتمكن الفرقة الموسيقية الرئاسية فقط من اثارة الانطباع عندما عزفت النشيد القومي الامريكي.
  • وقال احد رجال ديوان الرئاسة الفلسطينية ان "الاجواء شاحبة وهذا صحيح، الناس لا يملكون الكثير من التوقعات ونحن نشعر بذلك. لا يمكننا الحديث عن اجواء احتفالية وشعور بأن السلام في الباب، بينما تجلس على بعد عشرات الامتار امهات الأسرى مع صور اولادهن".
  • الاستعدادات في مكاتب الرئيس عباس والحراسة المشددة لم تعكس تماما الاجواء في الخارج. في ساعات الصباح الباكر اصطف مئات العمال في محطات الباصات والركاب في انتظار الخروج للعمل. فالزيارة لا تهمهم بتاتا. وقال بائع متجول وقف الى جانب عربة الكرز في الشارع الرئيسي ان "كل رئيس جديد يأتي ويتحدث عن السلام، لكن كل شيء يتبخر ونحن لا نؤمن بأنه سيحدث أي تطور لأن اسرائيل لا تريد السلام".
  • وخلافا لشوارع المدينة، شهدت ساحة كنيسة المهد حركة كبيرة في خيمة التضامن مع الاسرى المضربين عن الطعام، حيث يجلس ابناء العائلات وامهات الاسرى منذ اكثر من شهر في الخيمة. وتم في الأيام الأخيرة تعزيز النشاط هناك، وتم بناء قفص في مركز الساحة وضعت في داخله دمية كبيرة ترتدي ملابس اسير.
  • وفي حديث مع ليلى زواهري، والدة الأسير محمد زواهري المحكوم بالسجن المؤبد منذ 2002، قالت انها لا تتوقع تدخل الرئيس الأمريكي من اجل الأسرى. "نحن نعرف انه يوجد وزن كبير لموقفه في اسرائيل، ويمكنه التدخل من اجل اولادنا الأسرى. هؤلاء ليسوا قتلة او ارهابيين كما تسميهم اسرائيل، انها محاربون من اجل الحرية ومن اجل وطنهم. انهم لا يطالبون بإطلاق سراحهم وانما تحسين ظروف اعتقالهم فقط".
  • وتوقعوا في السلطة انهاء ازمة الأسرى قبل قدوم ترامب، ولكن من دون تحقيق أي نجاح. واضطر عباس نفسه الى التمشي مع الأسرى وعائلاتهم، وليلة زيارة ترامب التقى مع ممثلي العائلات وتسلم منهم رسالة موجهة الى الرئيس ترامب، جاء فيها "اننا نؤمن بقدرتك على التأثير على الحكومة الاسرائيلية من اجل انهاء معاناة اولادنا الاسرى، ونتوقع منك كرئيس للولايات المتحدة التدخل في هذه المسألة".
  • وقد اهتم الرئيس عباس بتأكيد الموضوع خلال البيان الذي القاه في ختام اللقاء مع ترامب، على امل ان يطرح الرئيس الامريكي الموضوع مع نتنياهو، واعترف عباس بأن الاضراب أملى جدول العمل في نهاية الأمر. وكرر الموقف الفلسطيني في كل ما يتعلق بحل الصراع، مركزا على حل الدولتين على حدود 67 ومبادرة السلام العربية. لكن عباس، وترامب ايضا، لم يتوقعا بأن ينشغل الرأي العام الدولي في يوم الزيارة، بالعملية التي وقعت في مانشستر، في بريطانيا.
  • ومن سوء حظ عباس انه كان الزعيم الاول، والعربي المسلم، الذي يجتمع بترامب بعد العملية. لقد كان التوقيت صعبا، والرئيس ترامب تحدث بتوسع عن الحاجة لمكافحة الارهاب. وقال: "السلام لا يمكن ان يتحقق في مجتمع يعتبر فيه الارهاب محتملا، مقبولا وممولا. السلام هو شيء علينا ان نلتزم به من اجل الاجيال القادمة والشعوب. كلي امل بأن تتمكن الولايات المتحدة من مساعدة الاسرائيليين والفلسطينيين على تحقيق السلام". واضاف بأن اتفاق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين سيحقق السلام في كل الشرق الاوسط. ولم يقل ترامب أي كلمة عن حق تقرير المصير للفلسطينيين وحل الدولتين، واكتفى بالاطراء على عباس، ولخص قائلا: "اكن التقدير للشعب الفلسطيني وللرئيس عباس".
  • وينتظر الفلسطينيون حاليا التطورات، وربما عقد لقاء ثلاثي مع اسرائيل والولايات المتحدة، كما صرح هذا الاسبوع، وزير الخارجية تيلرسون. وفي هذه الاثناء، تحدث المستشار السياسي لعباس، مجد الخالدي خلال لقاء مع راديو فلسطين، عن الحاجة الملحة لمعالجة القضايا الاقتصادية التي تخنق الشعب الفلسطيني.
  • رؤية ترامب تتطلب خطة عمل
  • يكتب ايال زيسر، في "يسرائيل هيوم" انه مع انتهاء الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية، يتضح بأنه حتى بالنسبة للساحر من البيت البيض، والذي فاجأ الولايات المتحدة كلها قبل نصف سنة في انتصاره غير المتوقع بل والمستحيل في الانتخابات الرئاسية، توجد حدود للقوة، وبالتأكيد حين يجري الحديث عن الشرق الاوسط والصراع بين اسرائيل والفلسطينيين.
  • ربما لم يكن من الواقعي، منذ البداية، التوقع بأن زيارة ليومين ستحل الصراع الدامي المتواصل منذ اكثر من مئة سنة، ورغم ذلك، فان المقصود زيارة هامة وذات قيمة. وتكمن اهمية الزيارة في اسرائيل والعربية السعودية، ايضا، في التحول الذي طرأ على مكانة الولايات المتحدة في المنطقة، والتعامل معها من قبل الشركاء والحلفاء، لا بل حتى الخصوم والأعداء. حقيقة ان ترامب اختار الشرق الاوسط بالذات واسرائيل كهدف اول لزيارته الى الخارج، تبث رسالة واضحة مفادها انه خلافا لسابقه، الرئيس اوباما، لا ينوي ترامب ادارة ظهره والانفصال عن المنطقة وعن حلفاء واشنطن فيها.
  • في اعقاب الزيارة، التي تأتي بعد الهجوم الصاروخي على سورية قبل شهر، بات من الواضح الان بأن الولايات المتحدة تصر على القيام بدور في كل واحدة من مناطق الصراع في الشرق الاوسط.: سواء في سورية (احذر يا اسد!) او في الخليج امام ايران، وأيضا محاولة دفع عملية سياسية بين اسرائيل والفلسطينيين.
  • لكن الحديث يتوقف الان على تصريح نوايا فقط، بكلمات حازمة وشجاعة (وتنطوي على اهمية)، ولم يصل بعد الى العمل. فالعمل يجب ان يشتق من خطة عمل واستراتيجية واضحة، وهذه ليست متوفرة حتى الان. وكما هو متوقع، انتهت الزيارة في اسرائيل بخطاب مؤثر كرر خلاله ترامب التزامه لإسرائيل ولشعبها ولدفع السلام بينها وبين جاراتها. وسبق الخطاب لقاء بين ترامب وابو مازن، كرر الرئيس الأمريكي خلاله التأكيد بأن مكافحة الارهاب يجب ان تشكل قاعدة لكل محاولة تهدف الى دفع خطوة سياسية في المنطقة، والمح بشكل واضح الى الاحتضان الدافئ من قبل السلطة لرجالها الذين قتلوا اسرائيليين. بل لقد اعلن بأن "السلام لن يتحقق ابدا في بيئة يسيطر فيها العنف، ويتم تمويله، بل حتى تعويضه".
  • لقد قام ترامب، اذن، بدوره، لكن عندما غادر عائدا الى بلاده تركنا في الخلف مع التحديات والتهديدات. وهذه تحتم طرح خطة عمل حازمة، واحيانا الصبر، وفوق هذا كله الشراكة في الميدان نفسه التي سيتم تجنيدها من اجل قيادة الرؤية التي طرحها ترامب، رؤية التعاون والنمو، في ظل صراع غير مساوم ضد الارهاب ومن اجل السلام.
  • كلمات في الهواء
  • تكتب سيما كدمون، في "يديعوت احرونوت" انه من الواضح بأن من ذرف دمعة امام خطاب الشعارات الذي القاه ترامب، اكتشف ان المحرمة ضحكت ايضا. بعد يومين من الاجراءات الشكلية الفارغة، التي هدفت فقط لبناء ذروة الزيارة، أي الخطاب، اتضح ان كل ما يمكن تعلمه منه هو في الاساس كيف لا يتم قول شيء بواسطة الكثير من الكلمات.
  • من السهل جدا، الوقوع في الاغواء واعتباره "خطابا صهيونيا": فقد وقف هناك رئيس امريكي واعلن التزامه الشخصي لإسرائيل بأن لا يسمح بتدميرها. أي لحظة تقشعر لها الأبدان كانت، حين توجه الينا ترامب ووعد بأنه هو، دونالد جي ترامب، سيحافظ علينا. ما الذي تحتاجه اكثر من ذلك امة تواجه الخطر، ويسيطرون عليها منذ سنوات بواسطة الخوف والتخويف. دولة مع قوة عسكرية ضخمة، لا يهددها أي تهديد وجودي فعلا، لكنها تتصرف وكأنها تقف على حافة كارثة ثانية.
  • نحن ننسى فقط ان من يعدنا بذلك، وصل مباشرة من السعودية، حيث وقع صفقة لتزويدها بمنظومات عسكرية بقيمة 110 مليار دولار. والحديث عن دولة تمول اكثر المساجد تطرفا في العالم، وتقف وراء عشرات الاحداث الارهابية، بما في ذلك العملية في برجي التوأم.
  • ولكن ما الذي يساويه هذا امام يد ترامب التي تلامس حجارة حائط المبكى، وايفينكا التي تذرف دمعة، او صورة الرئيس الأمريكي والسيدة الاولى وهما يضعان اكليلا في متحف الكارثة. ما هو المهم في قرار ترامب القيام بالمسار المقلص في متحف الكارثة، وفقا لصيغة ننتهي ونذهب. او انه في يوم الكارثة الأخير نسي التذكير بضحايا الشعب اليهودي، او ان من رافقه خلال زيارته الى السعودية هو ستيف بانون، مستشاره الرفيع والمعادي للسامية بشكل علني.
  • ولكن من نظر الى رئيس الحكومة خلال خطاب الرئيس لم يكن بإمكانه عدم الانطباع بأن المقصود كلمات حية لله. لغة جسد نتنياهو، حركات الايدي، القبضة المضمومة، انكماش الشفتين، عبرت بما يكفي، عن الشكر وبشكل خاص عن التأثر: أي قوة، أي التزام، أي شجاعة يتمتع بها هذا الرئيس! مثل هذا الرئيس تماما اريد ان اكون، انا بيبي، رئيسا لأمريكا طبعا.
  • ولكن ما الذي شهدناه هنا فعلا. باستثناء الكثير من الهواء: انه لم يطرح حتى ولو مرة واحدة حل الدولتين للشعبين، لم يتحدث عن المفاوضات، ولم يذكر حتى العملية السلمية. القول ان صنع السلام لن يكون سهلا، ولكن مع الاصرار والتسوية والايمان يصبح هذا ممكنا" – من اجل هذا لا حاجة لرئيس اكبر قوة عظمى. هذا نعرفه جيدا.
  • ولكن ما الذي تركه لنا ترامب؟ لقد ترك للسعوديين صفقة جيدة. فماذا بالنسبة لصفقتنا؟ خلال الزيارة هنا لم يتم قول أي شيء باستثناء ما قاله ترامب لنتنياهو خلال زيارته الى واشنطن، وترجمته هي "افعلوا ما شئتم". تريدون دولتان، دولة واحدة – كل شيء على ما يرام. لم يكن هنا أي تذكير بالوعود التي رافقتنا منذ انتخابه، كنقل السفارة الى القدس. كل ما كان هنا هو خليط من الكلمات المؤيدة جدا، والتي كان يبدو لنا احيانا، بشكل معكوس،  انه بكل بساطة يضحك علينا.
  •  ما المفاجئ اذن، ان اليمين يشعر بالرضا. فبالكلمات لم يتمكن احد من اقامة دولة. لقد حقق نتنياهو ايضا ما اراده: ان يتركوننا لأنفسنا. لا حق للفلسطينيين بتقرير المصير، لا دولتان، لا حدود 67، ولا حتى تجميد للبناء – ما الذي كان يمكن طلبه ايضا. الأمر المدهش هو ان اليسار يشعر بالفرح ايضا، كما لو ان الهواء الساخن الذي ابقاه لنا ترامب من خلفه، هو شيء يمكن التمسك به.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالسبت 27 مايو 2017, 10:39 pm

27.05.2017

مقالات وتقارير
صفقة السلاح مع السعودية ، ‘سرائيل تمتع بتفوق عسكري حاليا
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان القصة كلها كامنة في الفارق بين تصريحين صدرا خلال عدة ساعات، في اليوم التالي لزيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب. فقد قال وزير الامن افيغدور ليبرمان خلال لقاء منحه لإذاعة الجيش انه لا يشعر بالاطمئنان "ازاء سباق التسلح في الشرق الأوسط والمشتريات السعودية الضخمة". وفي وقت لاحق من اليوم نفسه سارع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الى تصحيح الانطباع خلال خطاب القاه في المراسم الرسمية لقتلى حرب الأيام الستة. وقال نتنياهو ان الولايات المتحدة التزمت خلال الزيارة بالحفاظ على التفوق النوعي لإسرائيل في الشرق الاوسط.
وكانت تصريحات رئيس الحكومة مشابهة لنص البيان الرسمي الذي اصدره البيت الابيض في نهاية زيارة الرئيس. كما في قضية زلة اللسان التي هدد فيها ترامب معلومات استخبارية حساسة حصلت عليها اسرائيل عن تنظيم داعش – وهي مسألة اكدها ليبرمان بشكل غير مباشر في اللقاء نفسه مع اذاعة الجيش – هكذا ايضا فيما يتعلق بالالتزام الامريكي ببيع الاسلحة للسعودية بمبلغ ضخم وصل الى 110 مليارات دولار، يعتبر حجم التأثير الاسرائيلي على خطوات ترامب محدودا.
الرئيس الامريكي، وكما اوضح جيدا خلال زيارته الى البلاد هذا الأسبوع، يؤيد اسرائيل ويعرب عن محبته لها في كل فرصة. لكنه في الوقت الحالي لم يلمح الى نيته محاولة فرض اتفاق سلام مع الفلسطينيين، على نتنياهو، لا تقبل به حكومة اليمين.
ومع ذلك فان توجه ترامب للشرق الاوسط يدمج بين سلوك لا يتم تفسيره (كما في تسريب المعلومات) والمصالح السياسية والتجارية البعيدة عن مجال تأثير اسرائيل (كما في الصفقة السعودية). لقد نضجت صفقة الأسلحة السعودية خلال فترة الرئيس السابق، براك اوباما، وكان لدى ترامب اعتناء خاص بدفع هذه الامكانية وترجمتها لعدة آلاف اخرى من الوظائف في الصناعة الامريكية، كما وعد خلال الحملة الانتخابية.
كما يبدو يفترض القصر الملكي السعودي ان الصفقات الضخمة ستساعده على ترسيخ مكانة قريبة من الرئيس الجديد – ولا يمكن، ايضا، استبعاد امكانية ان ينطوي توقيع الصفقة على معايير تجارية تخص عائلة ترامب. فحسب تقارير في وسائل الاعلام الامريكية، فان نسيب ترامب، جارد كوشنير، ضغط على الدواسة لكي يسرع التوقيع على الصفقة.
اختيار الرياض كمحطة اولى في رحلة الرئيس الى العالم يعكس الاهمية التي يوليها ترامب للسعودية ولمعسكر الدول السنية المحافظة عامة، كمحور مركزي تعتمد عليه سياسته في الشرق الاوسط. لكن الادارة لم تطلع اسرائيل على كافة تفاصيل الصفقة، في مرحلتها النهائية، والان يبدو انها تحاول جمع المعلومات المطلوبة بعد فوات الاوان.
عندما يعرض نتنياهو التزام ترامب بالحفاظ على التفوق النوعي كانجاز شخصي كبير، فانه ينسى الاشارة الى ان هذا هو الالتزام الذي ينص عليه قانون للكونغرس منذ عام 2008. الحفاظ على التفوق ليس مضمونا فقط بسبب العداء العلني لإسرائيل من دول مثل ايران، مثلا، وانما، ايضا بالمقارنة مع دول عربية معادية بشكل اقل – وفي مقدمتها الزبائن الرئيسية لصناعة الأسلحة الامريكية، السعودية والامارات الخليجية.
لقد انعكس الحفاظ على التفوق الاسرائيلي خلال العقد الأخير في عدة جوانب: الحفاظ على مكانة اسرائيل كدولة وحيدة في المنطقة يحق لها امتلاك طائرات اف 35 المتطورة (والمختلف عليها)، والحصول على ذخيرة دقيقة، وحيازة مستودعات طوارئ امريكية بشكل يخدم احيانا الجيش الاسرائيلي، ايضا، وشراكة استخبارية وثيقة، تتيح لأجهزة الاستخبارات المحلية الاطلاع على معلومات سرية لا تحظى الدول الاخرى بالاطلاع عليها (رغم انه اتضح في الاسبوع الماضي ما الذي يفعله الرئيس بالمعلومات التي تحولها اسرائيل في المقابل).
قبل حوالي خمس سنوات، على خلفية صفقات الأسلحة الكبيرة بين واشنطن ودول الخليج، ناقشت الولايات المتحدة واسرائيل التعويض الذي ستحصل عليه اسرائيل من اجل الحفاظ على تفوقها النوعي. ومن بين ما اقترحته امريكا هو ان تكون اسرائيل اول من تحظى بشراء الطائرة – المروحية V-22. وفي 2014 بعد استخدام اسرائيل المبذر للذخيرة في الحرب الاخيرة في غزة (الجرف الصامد)، تم ارسال المدير العام لوزارة الامن، الجنرال احتياط دان هرئيل، في حينه، الى الامريكيين من اجل اقناعهم باستبدال الدمية الجوية بمزيد من الذخيرة الدقيقة، فاستجابت ادارة اوباما للطلب.
في المعسكر نفسه
حسب المنشورات الرسمية فان الصفقة الجديدة ستضم تشكيلة كبيرة من الوسائل الحربية: منظومة THAAD للدفاع الصاروخي، اكثر من 100 دبابة، مروحيات، سفن صواريخ، تسليح دقيق لسلاح الجو السعودي ومساعدة في مجال السيبر. من المؤكد ان الدبابات السعودية لا يجب ان تقلق اسرائيل. فالمحفزات الخطيرة بالنسبة لها تتعلق في الأساس بمسألتين: تعزيز منظومة الدفاع الجوي السعودي (التي قد تشمل منظومات صواريخ مضادة للطائرات سيتم تركيبها على السفن الحربية)، بشكل يمكنه ان يقيد في المستقبل نشاطات سلاح الجو الاسرائيلي، والذخيرة الدقيقة. فاذا عادت السعودية وتحولت الى عدو لإسرائيل، فان تطوير سلاحها الجوي – الذي يملك في كل الأحوال اكثر طائرات اف 15 تقدما – سيساعد الجانب الخصم على مراكمة كمية كبيرة من الطائرات الحربية والذخيرة.
وعلى الرغم من التفوق الواضح لسلاح الجو الاسرائيلي، من حيث جودة الطواقم والطائرات التي يملكها، الا ان تطوير س6لاح الجو السعودي يمكن ان يتحول الى مشكلة بالنسبة لإسرائيل.
خلال الاتصالات المبكرة مع اسرائيل، في السنوات الاخيرة، طرح الامريكيون عدة ظروف مخففة. لقد ادعوا ان اسرائيل والسعودية تتواجدان حاليا في المعسكر نفسه الذي يحارب ايران، من جهة، وتنظيمات الجهاد السنية من جهة اخرى. تعزيز القدرات العسكرية للسعودية يعزز المحور السني بقيادتهم ويحتم على ايران التفكير بخطواتها، ايضا من خلال الاستثمار في المنظومات الدفاعية (ردا على السعودية) بدلا من المنظومات الهجومية. واضاف الامريكيون بأن السعودية كانت ستشتري في كل الأحوال المعدات الحربية المطلوبة لها. ومن المفضل ان يتم ذلك تحت السيطرة والمراقبة الامريكية، وليست الروسية. كما طرحت الولايات المتحدة ادعاء آخر يتعلق بالقدرات العسكرية العملية للسعودية. الجيش الذي يواجه منذ سنوات مصاعب في تحقيق انجازات امام المتمردين الحوثيين في اليمن لا يمكن ان يشكل تهديدا ملموسا لإسرائيل، حتى بعد صفقة الأسلحة الجديدة.
لم تتفق الولايات المتحدة واسرائيل حتى الان على تفاصيل اتفاق المساعدات الأمنية الذي تم توقيعه في العام الماضي، ويضمن لإسرائيل 3.8 مليار دولار في السنة، على مدار عقد زمني، من 2019 فصاعدا. وستستأنف الاتصالات بهذا الشأن في الصيف القريب.
قيمة الاتفاقية مع اسرائيل تقل عن ثلث الصفقة السعودية. من المشكوك فيه ان ادارة ترامب سترغب بزيادتها في الظروف الحالية. في الصفقة مع السعودية يجري الحديث عن تحويل اموال خارجية الى الاقتصاد الامريكي، بينما في الاتفاق مع اسرائيل، فإنها تشكل عمليا وسيطا يتم عبره تحويل المال الأمريكي من جيب المساعدات الخارجية الى جيب الصناعات الامريكية. ومع ذلك، يمكن الافتراض بأن اسرائيل ستحاول استغلال الصفقة لرفع مطالب لم يتم التجاوب معها في الماضي، وفي مقدمتها تسليح دقيق ومنظومات متطورة لسلاح الجو.
والسؤال الآخر الذي سيطرح على الجدول هو تعزيز منظومة الدفاع متعددة الطبقات، المضادة للصواريخ والقذائف. اسرائيل لا تملك اليوم أية قدرات على احباط الصفقة السعودية. لكن السيناريو الذي يحاكي فقدان المملكة للسيطرة على الدولة ووصول نظام اسلامي متطرف ومعاد لإسرائيل، ليس مسألة مستبعدة في اساسها.
في كل مرة تناقش فيها مسألة تسليم مناطق للسلطة الفلسطينية يطرح ساحة اليمين، بحق، التخوف من استبدال السلطة الفلسطينية مستقبلا بحركة حماس، التي سيكون رجالها مزودين بالبنادق والصواريخ على مسافة خمس دقائق من كفار سابا. وعلى هذه الخلفية بالذات، يبدو الصمت الاسرائيلي مثيرا – باستثناء تطرق ليبرمان العام – ازاء تزويد معدات حربية امريكية متطورة وبكميات كهذه لنظام غير مستقر تماما في السعودية. الحكام، كما علمتنا الهزة العربية خلال السنوات الست الاخيرة، يأتون ويذهبون. اما طائرات اف 15 والذخيرة الدقيقة وتكنولوجيا السيبر فتبقى في خدمة النظام القادم.
رئيس يهرب من البشرى
ما الذي تبقى هنا من زيارة ترامب بعد مغادرة السيرك للمدينة والسفر الى روما؟ الرئيس الذي امطر بسخاء الاطراء على الجانبين وحظي في المقابل بعروض متملقة مبالغ فيها، لم يحقق أي تغيير عميق في العلاقات بين الاسرائيليين والفلسطينيين. قبل اختياره للسياسة اشتهر ترامب – الى جانب صفقات العقارات الضخمة التي بادر اليها وبرامج التلفزيون – بشكل خاص بفضل تنظيمه لمسابقات ملكات الجمال. خلال خطابه هذا الأسبوع، سمع ترامب، الذي يبدو ان قاموس كلماته يتقلص طوال الوقت، مثل ملكة جمال تتمنى حلول السلام العالمي.
حسب اقتراح ترامب فانه لو يمد صديقه بنيامين يد السلام الى صديقه الثاني محمود، فان الامور ستتدبر بشكل ما. وبالفعل، اذا امسك الجميع بأيدي بعضهم البعض، فانه يمكن ان يتقلص عدد الايدي المتفرغة لطعن بعضهما البعض. لقد حاولوا في اليسار واليمين، وبشكل مؤثر، العثور على دلائل في خطاب ترامب يمكنها ان تثبت بأن الضيف هو الرئيس الذي يتمنوه. ولكن في ضوء تهرب ترامب من أي تذكير بالخطوط التي تصف الاتفاق، او حتى رؤية الدولتين، بدا وكأن يد اليمين هي العليا حاليا.
لكن النقاش كله يبدو حاليا كنقاش فارغ. كل تكهن بتوجه ترامب يعتبر حاليا مسألة رهان جامح، كما ثبت في قضية الهجوم الأمريكي على سورية. في قسم كبير من الحالات يبدو انه هو ايضا لا يعرف ما الذي سيقوله بعد سنة. لكن التفكير بأن ادارته ستنجح في المكان الذي فشلت فيه ادارات بوش الاب وبوش الابن وكلينتون واوباما، يبدو بعيد المدى.
الوساطة السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين تحتم التجربة والاصغاء الضخم والصبر غير المحدود والالمام بالتفاصيل الصغيرة. وهذا كله يفتقد اليه ترامب وطاقمه الاقليمي المقلص. والاهم من ذلك كله، ربما، هو انه منذ اللحظة التي يعود فيها الرئيس الى واشنطن، ستنتظره عاصفة ترفض ان تهدأ في موضوع تدخل روسيا في الانتخابات. فرئيس جهاز FBI المفصول جيمس كومي ينوي الادلاء بافادته امام مجلس الشيوخ، ومستشار الامن القومي الذي استقال، مايك فلين، يتمسك بالتعديل الخامس ويحافظ على حق الصمت كي يمتنع عن تجريم نفسه. في ظل هذا كله هل سيكون لدى ترامب الوعي المطلوب للانشغال في ترتيبات السيطرة على الحوض المقدس؟
خلافا لسابقه اوباما، فهم ترامب انه يجب التحدث مع الاسرائيليين بمحبة وبلطافة. التفكير بتجنيد السعوديين والامارات الى جانب الولايات المتحدة، لدعم الاتفاق الاسرائيلي – الفلسطيني، هو مسالة منطقية ايضا. يبدو ان ترامب يتعامل بالتشكك المطلوب مع نوايا ايران، الروح الشريرة والخطيرة التي تقف وراء الكثير من الامور المقلقة التي تحدث في المنطقة. ولكن المسافة ضخمة بين هذا وخطة السلام القابلة للتطبيق. في السنة الأخيرة، قبل وبعد دخول ترامب الى البيت الابيض، قال ترامب الكثير من الامور وعكسها حول جوهر الاسلام، والاجراءات الاقتصادية الصينية، واهمية حلف الناتو، وغير ذلك الكثير من القضايا.
 جنونياته، كميله الى اجراء الحسابات الشخصية، تساعده على ترسيخ ردع معين ازاء القيادتين الاسرائيلية والفلسطينية. ربما سيكفي ايضا التخوف منه لكي يتم خلق شبه عملية سلام جديدة. ولكن من هناك وصاعدا تكثر فرص تبخر المبادرة، خاصة حين تتراكم الشبهات في البيت حول تورط الرئيس تشويش التحقيق في القضية الروسية. لقد سبق لسفر الامثال ان لخص زيارة الرئيس بشكل ملائم: سَحَابٌ وَرِيحٌ بِلاَ مَطَرٍ.
"حان الوقت للنوايا الطيبة"
تحت هذا العنوان تكتب "هآرتس" افتتاحيتها قائلة: "اليوم يبلغ يومه الأربعين، اضراب السجناء الامنيين الفلسطينيين عن الطعام ويدخل الى مرحلة حرجة، سواء من ناحية الحالة الصحية للسجناء او من ناحية الاجواء في الشارع الفلسطيني. فقد نقل عشرات السجناء الى المستشفيات اثر التدهور في حالتهم. واضطر 15 منهم الى البقاء قيد العلاج.  وحذر رئيس هيئة الاسرى عيسى قراقع من خطر حقيقي على حياة بعضهم، وشدد بأن وفاة احد السجناء هو مسألة وقت.
كلما استمر هذا الاضراب تتواصل حالة التدهور بين المضربين ومن شأن اسرائيل أن تقرر تغذية السجناء قسرا، وهو الذي يعتبر ممارسة خطيرة ومحظورة حسب الاسرة الطبية. السلطات الاسرائيلية تتمسك بعنادها لكسر الاضراب. لقد جربت اسرائيل خوض محادثات مع سجناء في كل سجن على انفراد بغرض المس بالتعاضد بين المضربين، وسعت الى اهانة قيادة الاضراب، وعلى رأسها مروان البرغوثي من خلال شريط التورتيت.
لم تحقق هذه المحاولات هدفها بل بالعكس. فالسجناء يشددون على أن الاضراب سيستمر الى أن تستجاب مطالبهم. رسائل بهذه الروح نقلت من خلال كريم يونس، قديم السجناء من فتح، وعباس السيد، من كبار سجناء حماس. اضراب السجناء هو المسألة المشتعلة اليوم في الشارع الفلسطيني وهي تفرض نفسها على جدول الاعمال السياسي، حتى في زمن زيارة الرئيس الامريكي.
يمكن أن نفهم من التقارير ان مطالب السجناء تتلخص في مطلبين مركزيين: ترتيب زيارات العائلات، وتركيب هاتف عام يسمح للسجناء بالحديث معهم تحت الرقابة. وهذان مطلبان انسانيان، يمكن لمصلحة السجون وجهاز الامن ان يوفراهما بسهولة. يمكن ويجدر عمل ذلك الان قبل ان يتم التصعيد الميداني ويدفع الناس الثمن بحياتهم.  لقد مرت الرسالة الاسرائيلية، فلا احد يشكك بالقوة العسكرية لاسرائيل.
في زيارته الى البلاد شهد الرئيس الامريكي على صدق نيتها بالسلام وغادر من  دون أن يطلب منها شيئا غير إبداء النوايا الطيبة. فلو توفرت عندنا قيادة ذات نوايا طيبة ورؤيا استراتيجية بعيدة المدى، لكانت استوعبت حقيقة أن السجناء هم قوة هامة في الساحة الفلسطينية، قادرة على تهدئة الأوضاع والدفع نحو  الحلول الوسطية والمساعدة في التقدم بخطوات سياسية على حد سواء. لبنيامين نتنياهو توجد فرصة لان يثبت للعالم بانه قادر على تقديم بوادر حسنة وسخية فيمنع بذلك الموت والتصعيد الزائدين.
الدولة تمنع، بشكل منهجي، وصول الفلسطينيين الى اراضيهم خلف الجدار.
تكتب عميرة هس، في "هآرتس" ان الاضراب انتهى. ليس الاضراب المشهور للأسرى الفلسطينيين، بل اضراب آخر يتعلق بعشرات آلاف العائلات الفلسطينية، تلك التي تحاصر اراضيها بين جدار الفصل والخط الاخضر – ما يسمى باللغة العسكرية، المنطقة الفاصلة. في نهاية شباط قرر ممثلو لجان الارتباط الفلسطينية في قلقيلية وطولكرم وسلفيت وجنين التوقف عن نقل طلبات المزارعين الفلسطينيين الى الارتباط من اجل الحصول على تصاريح دخول الى اراضيهم (بينما واصلوا تقديم طلبات للحصول على تصاريح عبور اخرى).
الحديث يدور عن اراضي كثيرة، حوالي 137 ألف دونم حسب معطيات الادارة المدنية (94 ألف دونم منها بملكية خاصة). إلا أن الاجراءات الجديدة وتفسير الاجراءات القائمة، قلصت مساحة الاراضي التي يسمح وسيسمح للفلسطينيين بزراعتها. ومنذ نهاية 2016 زادت التقارير حول الصعوبات الجديدة التي تواجه المزارعين لدي قيامهم بطلب تصريح لدخول اراضيهم. وفي تفسيرهم  لخطوتهم الاستثنائية، قال ممثلو لجان الارتباط: "لا نستطيع الموافقة على اجراءات تسهل على اسرائيل السيطرة على آلاف الدونمات، بذريعة أن الاراضي متروكة”.
بعد ثلاثة اشهر لم يستطع المزارعون خلالها تجديد التصاريح، وامام ازدياد التخوف من تلف محاصيلهم، تم طرح هذا الموضوع،  يوم الثلاثاء الماضي، خلال نقاش جرى بين رئيس الادارة المدنية، العقيد أحفات بن حور، ونائب وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية، أيمن قنديل.
وقد حضر اللقاء ممثلون ومسؤولون من الطرفين، وفهم أحد الفلسطينيين في نهاية اللقاء، بأنه مقابل العودة الفورية للعمل، سيتم تجميد الاجراءات حتى 15 حزيران. وحتى ذلك الحين سيقوم بن حور بفحصها، و(“نأمل خيرا”). في الادارة المدنية لا يتحدثون عن التجميد، وانما عن "اعادة فحص عدة مواضيع تتعلق بأوامر المنطقة الفاصلة".
بدون صدى
هذا الاضراب، بشكل مفاجئ، لم يكن له صدى خارج دائرة المزارعين وعائلاتهم، رغم أنه يتعلق بمصير احتياطي الارض للجمهور الفلسطيني كله. وقد لا يكون هذا الامر مفاجئا، لأنه منذ شهر تشرين الاول 2003 يُمنع الفلسطينيون من حرية الحركة في المنطقة. ففي حينه اصدر الجنرال موشيه كابلنسكي، قائد قوات الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية، أمرا عسكريا يعلن فيه عن اغلاق المنطقة الواقعة غربي مسار الجدار. مواطنو اسرائيل وسكانها ومن لهم الحق في الهجرة الى اسرائيل حسب قانون العودة، والسياح ايضا، يحق لهم الدخول الى المنطقة بحرية. اما الفلسطينيين فيُطلب منهم طلب تصريح بالدخول الى بيوتهم واراضيهم. ودخول الفلسطيني لغير اغراض العمل والسكن، ممنوع هناك. منذ العام 2009 تقوم الادارة المدنية كل بضع سنوات بنشر عدد من الأوامر لإعطاء التصاريح (ليست زراعية فقط) في المنطقة الفاصلة، والتي يتحمل مسؤولية تطبيقها. وفي شباط الماضي نشرت كراسة الأوامر الخامسة. بعض الأوامر ليست جديدة، لكن دمجها مع تلك التي تظهر لأول مرة، ومع التفسير الجديد للأوامر السائدة، جعل جرس التحذير يقرع بقوة.
أحد الأوامر يتعلق بالتقاليد الفلسطينية الخاصة بالفلاحة العائلية الجماعية. ويتبين أن الادارة المدنية لا تعترف بذلك، وتقوم عمليا بفرض تقسيم الارض على السكان بناء على عدد الورثة، حتى لو فضلت العائلات واعتادت على التعاطي مع الارض كقطعة مشتركة. وهكذا، عندما يتعلق الأمر بارض مسجلة على اسم الأب المتوفى أو الجد المتوفى، تفضل العائلات، اذا لم تكن هناك حاجة للبيع، ابقاء الارض كاملة وتدبر الأمر بينها: بعض الأخوة وأولادهم يقومون بفلاحة الارض، آخر يدفع اجرة التراكتور والسائق، وأخرى تساهم في شراء البذور أو أدوات العمل، وآخر يخرج الى السوق ووفقا لذلك يتم تقاسم الغلة. كل عملية رسمية لتقسيم الارض تستغرق وقتا طويلا – يصبح مضاعفا في ظل المنظومة المضاعفة للبيروقراطية الاسرائيلية والبيروقراطية الفلسطينية. كما ان كل تقسيم يكلف المال (رسوم وما اشبه)، ويمكن ان يثير خلافات. لقد تم اقحام أوامر الفصل الاصطناعي، لأول مرة، في كراسة الأوامر الصادرة في العام 2014. وتبين لصحيفة "هآرتس" من خلال الحديث مع المزارعين في نهاية 2016 أن بعض المزارعين عملوا حسب هذه الاوامر. لكنه يتضح ان المستخدمين في لجان الارتباط الفلسطينية لم يدركوا بعد أن هذه أوامر تنذر بالسوء.
لكنه تم اضافة تفسيرات جديدة، غير مكتوبة في كراسة الاوامر الجديدة. ويبدو أنه في النصف الثاني من العام 2016 قرر أحد موظفي دائرة الارتباط والتنسيق الاسرائيلي أن قطعة الارض التي تقل مساحتها عن خمسة دونمات لا تحتاج الى أكثر من شخص واحد لفلاحتها، لذلك تم منح تصريح الدخول لصاحب الارض المسجل، فقط، حتى لو كان مسنا أو مريضا أو لديه وظيفة أخرى ولا يستطيع العمل في الارض. منذ نهاية 2016 زادت التقارير التي تصل الى "هآرتس" حول هذا التفسير، من خلال نشيطات "محسوم ووتش"، و"مركز الدفاع عن الفرد". ومثل أي أمر غير مكتوب، كان يمكن الاعتقاد في البداية أن الحديث يدور عن عدم الفهم أو عن حالات خاصة وموضعية. ولكن الشهادات زادت. وردا على سؤال “هآرتس″، لم تنف المتحدثة بلسان منسق شؤون المناطق أن هذا هو التفسير، وأن موظفي الادارة المدنية يعملون بحسبه.
منذ اصدار كراسة الأوامر في 2014 لم تعد الادارة المدنية تعترف بابن أو زوجة صاحب الارض المسجل وأولادهم كمرتبطين بملكية الأرض. ويحق لهؤلاء الحصول على تصاريح دخول الى اراضيهم “كأجراء” فقط. ويناط عدد "الأجراء" بمساحة الارض (أكثر من خمسة دونمات بالطبع) ونوع المزروعات والموسم. لقد تحول ربط التصاريح بالموسم ونوع المزروعات الى مشكلة ثالثة. فحسب معطيات الادارة المدنية – في نيسان 2016 كان هناك 5.075 تصريح للمزارعين في المنطقة الفاصلة. وفي نيسان هذا العام زادت التصاريح الزراعية الى 5.218 تصريح. يمكن القول إن هذه الزيادة التي تبلغ 143 صاحب ارض، كانت نتيجة لأوامر تقسيم الارض بناء على الورثة. وقد التقت الصحيفة مثلا، مع شخص سجل جزء من الارض بأسماء أولاده، خلافا للتقاليد المعروفة، من اجل ضمان حقهم في الدخول الى الارض. وفي المقابل، حدث تراجع في عدد الحاصلين على تصاريح الدخول "للعمل الزراعي": من 12.282 تصريح في نيسان 2016 الى 9.856 تصريح في نيسان 2017. ويمكن تفسير هذا التراجع الذي يبلغ 2.423 تصريحا، جزئيا، بسبب الاضراب. لكن هذا يتساوق ايضا مع المعلومات التي قدمها المزارعون في نهاية 2016 لصحيفة “هآرتس″ و”محسوم ووتش”. فقد حصل عدد قليل جدا من أبناء العائلات حصلوا على التصاريح كـ “أجراء” لأن شروط الحصول على هذه التصاريح أصبحت صعبة اكثر.
البند الذي ضخم صافرة الانذار ظهر للمرة الاولى في كراسة الاوامر الجديدة. فقد حدد بأن الاراضي التي تبلغ مساحتها أقل من 330 متر مربع لن يحصل صاحبها على تصريح دخول، “لأنه ليست هناك حاجة زراعية مستديمة”. من جهة تلزم الادارة المدنية العائلات على تقسيم الاراضي. ومن جهة اخرى تحدد ان الارض التي تقل مساحتها عن 330 متر مربع "لا تتوفر فيها الحاجة الى الزراعة المستديمة". ما هي السرعة التي ستكتشف العائلات أن لديها مجموعة من قطع الاراضي الصغيرة التي "لا تتوفر فيها الحاجة الى الزراعة المستديمة" بناء على قرار المسؤولين في الادارة المدنية. ولذلك فانهم لا يستحقون الحصول على تصاريح لدخول هذه الاراضي لفلاحتها؟
لهذه الاسباب كلها قرر ممثلو لجان التنسيق والارتباط الفلسطينية الاضراب جزئيا، ومن انتهى تصريحه لن يتمكن من تجديده. يوم السبت الماضي، قبل اللقاء بين رئيس الادارة المدنية ونظيره الفلسطيني، قال مكتب الناطق بلسان منسق اعمال الحكومة في المناطق، لصحيفة "هآرتس" ان العقيد بن حور صادق على استقبال طلبات الجمهور في مكاتب لجنة التنسيق والارتباط الاسرائيلية مباشرة، ولكن ان يكونوا من "المزارعين الذين يملكون خمسة دونمات واكثر" فقط. وقال المحامي علاء محاجنة الذي يمثل عدة مزارعين من قلقيلية، لصحيفة "هآرتس" ان طرح شرط "الخمسة دونمات" هنا ايضا، يدل على ان معيار حجم القسيمة هو الذي اصبح حاسما بشأن اعطاء التصاريح، وليست الملكية.
دور للآخرين
مركز الدفاع عن الفرد يعالج منذ 15 سنة، شكاوى المزارعين الذين لم يحصلوا على تصاريح الدخول الى اراضيهم. وفي أعقاب تدخل المركز (بما في ذلك دعاوى للمحكمة العليا)، كانت الادارة المدنية تتراجع في معظم الاحيان، وتمنح لهم التصاريح. لكن لم يسمع الجميع عن وجود المركز، وعموما لا تتوفر للمركز الموارد الكافية لمتابعة عشرات آلاف الشكاوى، وليس من دوره القيام بمهمات الآخرين.
المحامي الذي قام بتقديم جميع الدعاوى الى المحكمة العليا باسم المركز هو المحامي يادين عيلام. وفي كانون الثاني الماضي بعث برسالة لرئيس الادارة المدنية، العقيد بن حور، تحدث فيها عن المشكلات في مسودة كراسة الأوامر وتفسيراتها. وحذر من وجود "منزلق حاد" يسيء الى اجراءات منح التصاريح وتطبيقها عمليا، خلافا لما وعدت به الدولة المحكمة العليا، بأن يكون الضرر الذي سيصيب المزارعين قليل جدا. وكتب المحامي في التماسه: "يبدو انه بعد اكثر من سبع سنوات، قرر احد ما هنا اعادة قراءة الاوامر وتفسير كل امر فيه بشكل يمس بأكثر ما يمكن بالجمهور المحتاج الى تصاريح الدخول الى المنطقة الفاصلة". وذكر المحامي بشرط "الدونمات الخمس" لإعطاء التصاريح واشار الى المماطلة البيروقراطية المناطة بالحصول على التصاريح وتقديم الالتماسات وايام فلاحة الارض.
حتى المحامي الاسرائيلي يجد صعوبة في فهم الأوامر – كتب عيلم، ولكن ليس قبل ان يذكر بأن الاوامر تنشر باللغة العبرية ولا يمكن للمزارعين قراءتها وفهمها. وتم ارسال نسخة من التماس عيلم الى المسؤولين في مكتب رئيس الادارة المدنية لكنه لم يتلق ردا عليها حتى اليوم.
المحامي علاء محاجنة، الذي يمثل عدد من مزارعي قلقيلية باسم السلطة الفلسطينية، توجه قبل نحو شهر الى قسم الدعاوى في نيابة الدولة وطلب الغاء هذه الاوامر. واعتبر أن أمر الـ 330 متر مربع لا يوجد له أي اساس قانوني وهو مناقض لقوانين الملكية وحق الملكية. وكتب: “يتبين بأن حق الملكية على الارض التي لا تزيد مساحتها عن 330 متر مربع لا يعتبر حق ولا يستحق الدفاع عنه”. وقال في السياق “هذا الامر يخلق نظام ملكية جديد مختلف يسري على مجموعتين قوميتين تخضعان للحكم نفسه، مع كل ما يعنيه ذلك”.
الرد الذي تلقاه المحامي يشبه الرد الذي حصلت عليها “هآرتس″: “بسبب الاعتبارات الامنية الواضحة هناك حاجة الى تقييد حرية الحركة قرب الجدار الامني المتجه الى اسرائيل. الادارة المدنية تهتم بحقوق الملكية للمزارعين الفلسطينيين ووصولهم الى اراضيهم”. كما جاء في الرد الذي تسلمته "هآرتس" ان الاوامر الجديدة تهدف الى توفير افضل رد للسكان الذين يحتاجون لتصاريح دخول الى المنطقة الفاصلة، من خلال الحفاظ على الاحتياجات الأمنية ومنع ظاهرة استغلال التصريح لأغراض سيئة. لا مانع من قيام ابن العائلة بفلاحة عدة قسائم تعود لأقاربه، سواء تواجدوا في الخارج ام من اجل خلق حاجة زراعية من خلال ضم عدة قطع صغيرة. ولكن هذا يحتم على مقدم الطلب اظهر توكيل من اصحاب الأرض".
هناك مئات المزارعين الذين يقفون الآن في الطابور في المكاتب الفلسطينية مع طلبات لتجديد التصاريح كي يتم ايصالها للمسؤولين الاسرائيليين. هل انتهت اسباب الاضراب الاحتجاجي؟ الايام ستجيب على ذلك.
رادار تحت الحزام
يكتب اليكس فيشمان في "يديعوت احرونوت" ان دائرة الموظفين الرفيعة في وزارة الخارجية تلقت امرا واضحا: لا تتدخلوا. وفي وزارة الامن، على المستوى المهني الذي يعمل تحت الوزير، يشعر الناس بالاحباط. فهؤلاء وهؤلاء تم اخراجهم من اللعبة. لقد املى ديوان رئيس الحكومة خطا سياسيا واضحا: لن يتم خلق أي توتر مع الادارة في واشنطن في موضوع صفقة الاسلحة السعودية – الامريكية، وصفقات الاسلحة التي تم توقيعها بين الولايات المتحدة والكويت والامارات.
وقال مسؤول رفيع في وزارة الامن، بقلق، ان النقاشات التي جرت في هذا الموضوع بين وزارة الامن وقسم التخطيط في الجيش الاسرائيلي، ووزارة الدفاع الأمريكية، واوراق العمل التي كتبت حول الصفقات ومعانيها، كانت سطحية وتمت من دون اجراء فحص معمق. ومنذ اللحظة التي وقف فيها السفير الاسرائيلي رون دريمر في الكونغرس واعلن بأن اسرائيل "لا تشعر بالقلق" ازاء الصفقة الأمريكية – السعودية، بعد فترة وجيزة من دخول ترامب الى البيت الأبيض، تم القضاء على احدى الخطوات الاكثر اهمية في نسيج العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة.
لقد تلقى اعضاء الكونغرس الذين يتولون تطبيق القانون الامريكي الذي يهدف الى الحفاظ على الفجوة النوعية العسكرية بين اسرائيل وجاراتها في الشرق الاوسط، على ضوء اخضر يسمح للإدارة بتنفيذ الصفقة من دون ان تضطر لمواجهة التحفظ والاعتراض من قبل اسرائيل واصدقائها في الكونغرس. لقد تخلت اسرائيل عن احدى ادوات العمل الرئيسية التي تملكها امام الادارة. الخوف من نزوات الرئيس ترامب والتلهف للمنافسة على نعمه اعمى ديوان رئيس الحكومة وأصابه بالشلل.
في 24 كانون الثاني 2017، هبطت في السعودية اولى طائرات F15SA، التي تعتبر اخر طرز من هذه الطائرات. وتحمل هذه الطائرات رادار AESA، الذي يجعل طائرات F15 المتوفرة ايضا لدى سلاح الجو الاسرائيلي، طائرات مختلفة تماما. ليس صدفة ان هذا الرادار – الذي بني بشكل خاص لطائرات الجيل الخامس، "الشبح"، F35 و F22- يتم تصنيعه فقط من قبل شركات قليلة في العالم، من بينها شركة "التا" الاسرائيلية.
ظاهرا، لا توجد لهذه الطائرات أية علاقة بصفقة الأسلحة الضخمة التي يبلغ حجمها 110 مليار دولار، والتي بادر اليها الرئيس ترامب، وتم توقيعها في مطلع الأسبوع في الرياض. انها تنتمي الى صفقة قديمة تتدحرج منذ 2011، في عهد اوباما، والتي كان يفترض ان تطبق في 2014، لكنه تم تأخيرها. ما الذي حدث لكي يتم تنفيذها بالذات في عهد ترامب.
يتضح انه في 2011 ادارت حكومة اسرائيل برئاسة نتنياهو، حربا شاملة ضد الادارة الامريكية، وطالبت بأن لا تشمل طائرات F15 التي اشترتها السعودية، الرادار المتطور ومنظومات اسلحة اخرى، خاصة صواريخ جو أرض التي يتم توجيهها بالليزر، ويمكنها تدمير منظومات الدفاع الجوي. وفي 2013، بعد عامين من النقاش المرير، وافقت الولايات المتحدة على عدم ارسال الرادار المتقدم كما هو، ولا الصواريخ الجوية التي يمكنها ان تسبب الضرر لقدرة سلاح الجو الاسرائيلي على حماية اجواء الدولة. والمفاجأة، ان رئيس الحكومة نفسه (مع وزير امن جديد) يتقبل بتفهم الان وبصمت صارخ صفقة الطائرات نفسها بين اميركا والسعودية والتي كانت قد حاربها بكل ما اوتي من قوة.
وهكذا، في نهاية صفقة الطائرات تلك التي ولدت لدى اوباما وتطبق لدى ترامب، ستكون لدى سلاح الجو السعودي 152 طائرة F15، من بينها 84 طائرة حربية جديدة، و68 طائرة تم تطويرها من خلال تزويدها بمنظومة الرادار والذخيرة الجديدة. وستحصل قطر على 72 طائرة F15 جديدة، بينما ستحصل الامارات المتحدة على سربين من طائرات F16 من خط الانتاج الأخير (بلوك 61) التي تتفوق بشكل لا يقاس على الطائرات المشابهة المتوفرة لسلاح الجو الاسرائيلي.
في كل ما يتعلق بصفقات الأسلحة الأمريكية – السعودية، احنى نتنياهو كل اجهزة الامن: ابتداء من سلاح الجو، الذي يكون بطبيعة الحال اول من يعارض صفقات اسلحة كهذه، بواسط قسم التخطيط، الذي يفترض ان يبلور عمل الطاقم، مرورا بالقسم السياسي – الامني في وزارة الامن، الذي وقف حتى الآونة الأخيرة في منطقة التماس بين استقالة رئيس القسم السابق، الجنرال احتياط عاموس غلعاد، وبين دخول خليفته زوهر بلطي، وصولا الى وزير الامن نفسه. صحيح ان ليبرمان قال هذا الاسبوع في لقاء لإذاعة الجيش: "انا لا شاعر بالطمأنينة ازاء سباق التسلح الاقليمي والمشتريات السعودية الضخمة". لكنه يبدو ان العيش بسلام مع رئيس الحكومة يعتبر حاليا، مهمة بالغة الاهمية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالسبت 27 مايو 2017, 10:40 pm

مقالات وتقارير

27.05.2017

التقرير السري
تخلق القيادة السياسية عمدا، بلبلة ما بين صفقة الأسلحة الكبيرة التي تم توقيعها هذا الاسبوع في السعودية وبين صفقات اسلحة تم توقيعها بين الدولتين في عهد اوباما، ويتم تحقيقها خلال فترة ترامب. من المريح اكثر بيع الجمهور المركبات الدفاعية في صفقة الأسلحة، وابتلاع ما تبقى.
ما ينسون التذكير به ايضا، هو وجود سلسلة من الالتزامات الرئاسية في الولايات المتحدة. اذا تم في عهد اوباما التعهد لإسرائيل بأنه لن يتم بيع سلاح معين للسعودية، ومع ذلك تم بيعه في عهد ترامب، فانه لا يوجد أي مبرر يجعل اسرائيل تسكت. حتى وان كان المقصود صفقة تشكل جزء من خطة سياسية أمريكية بعيدة المدى. ففي عهد اوباما، كما اليوم، تحدثوا في الولايات المتحدة عن الحاجة الى صفقة الطائرات مع السعودية كجزء من محاربة "الهلال الشيعي" الذي يمتد من ايران وحتى لبنان. وفي عهد اوباما، ايضا، ضغطت الصناعات الأمنية الامريكية من اجل تنفيذ هذه الصفقة. ولكن منذ تم انتخاب ترامب، انقلب كل شيء. نتنياهو يحتاج الى ملاطفة ترامب لرأسه.
الادارة الامريكية لا تصنع معروفا مع اسرائيل عندما تحافظ على الفجوة النوعية للجيش الاسرائيلي مقابل الجيران. فبين اسرائيل والولايات المتحدة هناك اتفاق رسمي بهذا الشأن، QME، الذي يرسخه القانون الامريكي، ولا مثيل له في علاقات الولايات المتحدة مع أية دولة اخرى في العالم. وحسب ذلك القانون تلتزم الولايات المتحدة بتقديم تقرير الى لجنة في الكونغرس، مرة كل فترة معينة، حول ميزان القوى في الشرق الاوسط، وشرح كيف يتم الحفاظ على تفوق اسرائيل النوعي. وهذا التقرير سري، ورد الكونغرس سري ايضا، بحيث لا يفترض ان تعرف اسرائيل ما كتب فيه. ومع ذلك، فان البنتاغون والكونغرس لا يلعبان بالمعطيات ولا يحرفانها، من خلال الفهم بأن الاستخبارات الاسرائيلية تعرف كيف تتعقب ميزان القوى في الشرق الأوسط بشكل لا يقل عن الاستخبارات الامريكية.
كما جاء في القانون بالتفصيل انه في كل مرة تفكر فيها الادارة الأمريكية بالتوقيع على صفقة امنية مع دولة في الشرق الاوسط، غير اسرائيل، يجب عليه فحص اثاره على الفجوة النوعية لصالح اسرائيل. اخذ الفجوة النوعية لا يتطرق فقط الى الدولة التي تشتري السلاح، وانما ايضا، الى الابعاد التي يمكن تتركها تلك الصفقة على ميزان القوى في حال تشكيل تحالف ضد اسرائيل، او ان يقوم تنظيم غير دولي، بفتح مواجهة عسكرية معها. هناك اربع قنوات للحوار بين اسرائيل والولايات المتحدة، تهدف الى تطبيق اتفاق الحفاظ على الفجوة النوعية.
مسار العمل الاول، الدائم، هو قسم التخطيط والقسم السياسي الامني برئاسة المدير العام لوزارة الامن، والذين يعملون امام اقرانهم في البنتاغون ووزارة الخارجية الامريكية. سلاح الجو يشارك في المحادثات، لأن غالبية المواضيع المقلقة لإسرائيل في مجال بيع السلاح الامريكي لدول في الشرق الاوسط تتعلق بالمس بالتفوق الاستراتيجي. في بداية العقد، مثلا، سعت الولايات المتحدة لبيع صواريخ باتريوت الى الأردن، في ضوء التهديدات الناشئة من جهة سورية. وقد اوضح سلاح الجو بأن وصول هذه المنظومة الى الايادي الاردنية سيهدد التفوق الجوي الاسرائيل. وفي نهاية الأمر تم التوصل الى تفاهم بين الولايات المتحدة، الاردن واسرائيل حول طريقة الحفاظ على امن الاردن في مواجهة الطائرات المعادية.
هذا هو في الواقع جوهر النقاشات التي يجريها الجهاز الامني الاسرائيلي مع نظيره الامريكي، في وقت تطرح فيه على الجدول صفقة اسلحة معقدة. ولكن في اكثر من مرة، كما في صفقة الطائرات الحربية للسعودية، يتحول الأمر الى لعبة سياسية يمكن ان تتواصل لأشهر وسنوات. في مثل هذه الحالة تتحول النقاشات الى رافعات ضغط متبادلة بهدف تحقيق انجازات سياسية على المستوى الاسرائيلي – الفلسطيني.
 خلال النقاشات حول صفقة طائرات F15 للسعودية، اقترحت الادارة على اسرائيل تعويضا على شاكلة سرب اخر من طائرات F35، بينما قامت اسرائيل بتفعيل الضغط على الادارة الامريكية، بواسطة الكونغرس، لكي تتراجع عن مطلب استمرار تجميد البناء في المستوطنات. اسرائيل لم تجمد البناء ولم تحصل على سرب طيران اخر. وفي 2017 تبيع الولايات المتحدة للسعودية الطائرات التي كانت ترغبها ببيعها لها منذ البداية. قناة الحوار الثانية هي ين مكتب رئيس الحكومة، ومكتب الرئيس الامريكي ومجلس الامن القومي. اما المسار الثالث، فهو مكتب وزير الامن مقابل مكتب وزير الدفاع، ومجلس الامن القومي. واما المسار الرابع فهو بين سفارة اسرائيل في واشنطن والكونغرس الامريكي. المشكلة هي انه لا يوجد بالضرورة تنسيق بين هذه القنوات. في الحالة الاخيرة قام ديوان رئيس الحكومة والسفارة في واشنطن، بشطب كل البقية.
كوبون لوكهيد
الصفقة الأمنية بقيمة 110 مليار دولار التي تم توقيعها هذا الاسبوع في السعودية، صاغها البيت الابيض مع دخول ترامب الى منصبه، لكنها تعتمد على سنوات من النقاش بين البلدين. تتركب الصفقة من خمس فئات. الاولى، الدفاع عن الحدود ومحاربة الارهاب، تشمل 150 دبابة ابراهامس من الطراز الاخير، 150 مروحية ساعر بلاك هوك، 40 طائرة نقل تشينوك، بالونات ضخمة تحمل رادارات بعدية المدى، رادارات مضادة للقذائف، فوهات مدفعية ومصفحات جديدة.
الفئة الثانية، المعدات البحرية وحماية الشواطئ، وتشمل اربع سفن جديدة متعددة الاهداف، كان يرغب بها سلاح البحرية الاسرائيلي ايضا، لكنه لن يتم العثور على ميزانية مناسبة لهذا الغرض. لقد التزمت السعودية بعدم ابحار هذه السفن في البحر الاحمر، وانما في الخليج الفارسي فقط. كما تضم هذه الفئة مروحيات بحرية، طائرات رصد، تحذير ودوريات بحرية، سفن حراسة ومنظومات اسلحة متطورة مركبة على السفن. الفئة الثالثة، تطوير سلاح الجو السعودي، وهذا يشمل طائرات حربية، شحن وتجسس.
اما الفئة الرابعة، الدفاع الصاروخي، فتشمل تطوير بطاريات باتريوت وبيع صواريخ THAAD، مع منظومة الرادارات طويلة المدى والمتطورة. اضف الى ذلك، وهذه هي الفئة الخامسة، التزام شركة التكنولوجيا الأمريكية ريثاون بإقامة مركز انتاج وتطوير كبير في السعودية، لبيع قدرات السيبر والحاسوب المتطورة للسعودية. وحسب ما نعرفه، فان القائمة الكاملة لم تصل قبل ذلك الى وزارة الامن والجيش، وفي كل الاحوال تم منع الجهاز الامني من الازعاج.
شركة لوكهيد مارتين التي حظيت بحصة تبلغ 24 مليار دولار من الصفقة الحالية، اعلنت بأن الصفقة ستوفر 18 الف مكان عمل في الولايات المتحدة خلال العقود الثلاثة القريبة، لاصحاب المهن الذين سيعملون ليس فقط في الانتاج وانما، ايضا، في صيانة المعدات التي تشتريها السعودية. هذا هو احد الاسباب الرئيسية لقرار ترامب المضي مع هذه الصفقة بكل قوة. لقد عاد الى الولايات المتحدة مع عدة عشرات وربما مئات الاف اماكن العمل الجديدة، وربط بين الاقتصاد السعودي والامريكي، ووسع اعتماد جهاز الامن السعودي على الولايات المتحدة. وتقف من وراء الصفقة، ايضا، النظرية التي يمثلها رئيس مجلس الامن القومي، الجنرال هربرت مكماستر. انه يحاول تطبيق افكار نظرية تولدت في عهد اوباما، وتصبح عملية اكثر في عهد ترامب: تشكيل تحالف امريكي – سني راسخ في الشرق الاوسط من دون فحص جدائل الانظمة السنية الاعضاء في هذا التحالف، خلافا لإدارة اوباما التي خلقت قطيعة مع قسم من هذه الدول.
لقاء ترامب مع الـ 50 زعيما اسلاميا في الرياض كان قمة العملية التي يقودها ترامب لتشكيل هذا التحالف. في ديوان رئيس الحكومة لم يرغبوا بازعاج ترامب حين عمل على تأسيس تحالف سني قوي ضد داعش والايرانيين، والذي تدعمه اسرائيل من كل قلبها. ولكن داخل الغرف المغلقة يبثون في وزارة الامن "القلق المتفائل". يجب عدم الخوف الى هذا الحد من الصفقة السعودية، يهمس الناس هناك، ويقولون: "الرئيس ترامب سيعوضنا، انه لن يخيب املنا، هناك من نعتمد عليه.
مصر تتسلح، ايضا
لكنه بالنسبة للسعودية تعتبر الصفقة مجرد فصل واحد في السباق نحو التسلح الاقليمي. مصر في خضم مفاوضات متقدمة مع روسيا على صفقة امنية بحجم حوالي 11 مليار دولار، تشمل طائرات حربية من طراز ميغ 35، وسوخوي 35، ومروحيات حربية جديدة، ومنظومة دفاع اس 300، وقذائف وصواريخ وغيرها. من كل ما هب ودب. وهذا بالإضافة الى شراء اربع غواصات من المانيا، حاملتي طائرات من فرنسا، وصفقات موقعة من الادارة الامريكية. اعداء مصر اليوم هم ايران، السودان ليبيا، ومن سيأتي بعدهم. يجب طرح هذا السؤال ايضا بالنسبة للسعودية.
من حيث النوايا، السعودية هي دولة صديقة. من حيث بناء القوة، من يعرف أي نظام سيكون هناك بعد عشر سنوات؟ القوة التي بنتها الولايات المتحدة لصالح الشاه الايراني انتقلت الى آية الله. في تركيا حدث انقلاب معاد لإسرائيل، وهذا يمكن ان يحدث ايضا لدى جيران اخرين. والصحيح ان غالبية السلاح المتطور اليوم هو سلاح محوسب، وضلوع البائع في ما يفعله الشاري حاليا بفوق بكثير ما كان في السابق، مما يعني ان اعتماد السعودية على الصيانة الامريكية لمنظومة الاسلحة يعتبر امر مثيرا.
في حال استبدل النظام في السعودية، لن يكون من المؤكد ان النظام الجديد سيجد ما سيفعله بالطائرات. ولكن كما قال حد قادة سلاح الجو، يكفي ان يصاب طيار سعودي واحد يقود طائرة F16، بالجنون او يتم تجنيده من قبل داعش، لكي بتسبب بضرر لإسرائيل. ولذلك فان موافقة اسرائيل على التخلي عن حق مراقبة بيع السلاح في الحي، كان خطوة انتهازية.
لقد عرضت الولايات المتحدة على اسرائيل مقابلا سياسيا سيقلص التهديدات الكامنة في التضخيم العسكري للدول العربية. لقد وصل ترامب الى اسرائيل مع رسالة من 50 دولة اسلامية – على رأسها السعودية- تدعو اسرائيل الى المشاركة الفاعلة والعلنية في التحالف الاقليمي امام التهديد الشيعي وداعش. واوضح ترامب لنتنياهو ان السعودية تملك مصلحة بالتعاون المشترك الممأسس مع اسرائيل، على غرار التعاون بين اسرائيل والولايات المتحدة ودول غرب اوروبا. وعلى سبيل المثال في مجال التعاون في العلوم.
يجب على بنيامين نتنياهو ان يقرر الآن ما اذا كان مستعدا لتقديم المقابل ، على شاكلة خطوة معينة تسمح بفتح الحوار مع الفلسطينيين. المقصود ليس خطوة دراماتيكية، السعوديون لا يطالبون باتفاق سلام. انهم يطلبون خطوة صغيرة كتحويل منطقة C  الى B، شيء اولي يسمح لإسرائيل بأن تكون جزء من الائتلاف. وفي المقابل تنوي السعودية البدء بخطوات عملية لتطبيع العلاقات، تشمل تقديم تأشيرات دخول لرجال الاعمال الاسرائيليين. الان يجب على نتنياهو ان يقرر. هل يريد تقليص سباق التسلح والانضمام الى عضوية الشرق الاوسط، الحلم الدافئ لقادة الصهيونية على مختلف اجيالها، او يحافظ على الائتلاف مع بينت وسموطريتش؟
"رجل سلامته"
تكتب أورلي ازولاي، مراسلة صحيفة "يديعوت احرونوت" في الولايات المتحدة: "قبل الانتخابات الرئاسية بأشهر معدودة استدعى ترامب الى مكتبه في برج ترامب عددا من المراسلين الصحفيين من وسائل الاعلام الاسرائيلية في الولايات المتحدة. وبعد نقاش قصير سأل أحد الصحافيين المرشح للرئاسة ماذا يسمي المنطقة التي توجد وراء نهر الاردن: الضفة الغربية، المناطق المحتلة أو يهودا والسامرة. ترامب بدا محرجا: "يوجد هنا شخص يعرف عن ذلك أكثر مني، فاسألوه". قال ذلك وأشار الى جيسون غرينبلت، الذي كان يجلس في الغرفة. وفي نفس المناسبة أعلن ترامب أن غرينبلت، رئيس الطاقم القانوني التابع له لشؤون العقارات، سيكون من الآن فصاعدا مستشاره لشؤون اسرائيل واليهود.
بعد فوز ترامب في الانتخابات حصل غرينبلت على منصب آخر وهو مبعوث الرئيس الى الشرق الاوسط والمسؤول عن المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. وقد قال غرينبلت في حينه لاصدقائه المقربين "لقد فوجئت، لكنني أشعر بأنني كنت مستعدا طوال حياتي لهذه المهمة.اسرائيل مقربة من قلبي وأنا سأكون مسرورا اذا كنت شريكا في صنع السلام".
غرينبلت الذي يبلغ 50 سنة هو يهودي ارثوذكسي، من الجيل الثاني لعائلة هاجرت من هنغاريا الى الولايات المتحدة. وهو خريج "معهد يونفرسيتي" ومدرسة القانون في جامعة نيويورك، متزوج وأب لستة أولاد. وحين أنهى تعليمه في 1992 بدأ غرينبلت العمل في مكتب للمحاماة في شؤون العقارات في نيويورك، لكنه مل وقرر اقامة شبكة مقاهي. وقام بافتتاح عدة فروع في نيويورك. ولكن في تلك الفترة بالضبط بدأت شبكة "ستاربيكس" تعمل في المنطقة، فلم يستطع المنافسة. فقام غرينبلت باغلاق الشبكة والعودة الى مهنة المحاماة.
وقد كانت هذه الخطوة مربحة جدا: فعندما قام غرنبلات بتمثيل أحد الزبائن في نقاش حول صفقة بحضور ترامب، لفت انتباهه رجل العقارات هذا بقدراته القانونية العالية، فاقترح عليه ترامب العمل معه. ولم يمر وقت طويل حتى قام ترامب بتعيينه رئيسا للقسم القضائي التابع له ووضعه في المكتب الملاصق لمكتبه، فأصبح الشخص الأكثر قربا من الرئيس. وفي مكتبه الجديد وضع غرينبلت تمثالا يمثل رأس ترامب وكان يقول إنه عندما يقترب يوم السبت كان ترامب يحثه على الذهاب الى البيت للاستعداد لليوم المقدس. وقد ضم ترامب يهوديا آخر للطاقم القضائي الرفيع وهو ديفيد فريدمان، الذي تم تعيينه محاميا له لشؤون الافلاس. وفريدمان الآن هو سفير الولايات المتحدة في اسرائيل، ومسؤول الى جانب غرينبلت عن المهمة الاساسية في السياسة الخارجية لترامب: التوصل الى اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين. الاثنان يقومان بتقديم التقارير مباشرة الى غارد كوشنر، زوج إبنة الرئيس ترامب ومستشاره، وهو ايضا يهودي.
زيارة سنوية في اسرائيل
غرينبلت الذي كان مواظبا على أخذ عائلته لزيارة اسرائيل في كل صيف، وقام بتأليف مرشد السياحة "اسرائيل للعائلات: مغامرة من 12 يوما"، يوجد الآن ايضا على الخط من اجل العمل. وقد وصل أمس الى البلاد، وفي الاسبوع القادم سيبدأ جولة المحادثات الثانية له في المنطقة مع هدفين: تحديد لقاء ثلاثي بين نتنياهو وعباس وترامب لتحريك العملية السلمية، وبلورة مبادرة ترامب للسلام، حيث أن الرئيس نجح في ابتزاز عدد من التنازلات من الطرفين بعد زيارته للرياض والقدس ورام الله. يقول مقربو ترامب إنه حسب مبادرته التي سيتم طرحها بعد تهيئة الاجواء، سيتم تحديد موعد للقاء ثلاثي وتبدأ العملية – الحل سيكون دولتان تعترفان ببعضهما البعض. وستكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، وسيتم الاعتراف بالقدس الغربية كعاصمة لاسرائيل، وشرقي القدس ستكون عاصمة لفلسطين وستكون هنا حرية وصول للاماكن المقدسة لجميع أبناء الديانات.
ترامب لم يقم باختراع العجلة. فقد قدم كلينتون وبوش واوباما صيغة مشابهة قبله. ولكن ترامب يراهن على قدرته غير العادية في ادارة المفاوضات وادراكه بأن اسرائيل والفلسطينيين لن يقولوا له "لا". وهو يؤمن أن الخوف من غضبه سيردعهم، وهكذا يستطيع التقدم. سيقول ترامب للطرفين بأنه لا يفرض عليهما أي شيء، ويمكنهما تقديم الملاحظات والتحفظات، لكنه يتوقع منهما التعهد بالاطار ومناقشة الامور المختلف فيها، وليس فقط التقاط الصور للذكرى.
ليس صدفة أنه قبل قدومه الى الشرق الاوسط ببضعة اسابيع قرر ترامب عدم نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس. "هذا سيضر بالآلية"، قال ذلك عندما تحدث عن سبب الغاء تعهده لاسرائيل. وقد أيد غرينبلت الخطوة، أما المستشار الرفيع للرئيس ستيف بانون فقد عارضها وزعم أن الوعد أعطي ليس فقط لاسرائيل، بل ايضا لناخبيه الافنغلستيين الذين يؤيدون اسرائيل، الذين لم يكن سينتصر بدونهم. إلا أن ترامب فهم أن نقل السفارة سيغضب، ليس فقط الفلسطينيين، بل ايضا السعودية ودول عربية اخرى، الامر الذي سيضر بفرص تحقيق السلام الاقليمي. ولسبب مشابه رفض أن ينضم اليه رئيس الحكومة نتنياهو في زيارته لحائط المبكى. 
قبل سفر ترامب الى الشرق الاوسط بيوم واحد، شاركت في لقاء مع أحد المسؤولين في البيت الابيض. وردا على سؤالي قال المسؤول إن "ترامب لا يعتبر المستوطنات عقبة في طريق السلام، لكنه قلق من البناء خارج حدود  المستوطنات القائمة. وفي زيارته يتوقع الحصول على اشارة  من نتنياهو تفيد بأن القدس أدركت قلقه". يمكن القول إنه لو لم يحصل ترامب على هذه الاشارة لما كان سيعبر عن التفاؤل حول امكانية انجاز الصفقة.
وحول ما حدث في الغرف المغلقة قال وزير الخارجية الامريكي ريكس تلرسون للمراسلين في هذا الاسبوع في بروكسل إن "ترامب ضغط بشدة على اسرائيل والفلسطينيين وحثهم على اتخاذ الحلول الوسط. ويجب على الطرفين التنازل". وقد سمع من عباس أنه مستعد للمشاركة في لقاء ثلاثي، فقط ليقل أين ومتى. وحسب مصادر في البيت الابيض، قال للسعودية إنه سيتبنى اجزاء كبيرة من مبادرة السلام العربية، بما في ذلك حدود 1967، مع بعض التعديلات وتبادل الاراضي. السعودية من ناحيتها حدثته عن امور مريحة للأذن، وجعلوه يفهم أنه اذا تم حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني فستكون على استعداد لحلول وسط سياسية تشمل انشاء علاقات مع اسرائيل.
ترامب ومساعدوه يعتقدون، خلافا لموقف اسرائيل، أن السلام بين اسرائيل والفلسطينيين هو لب الموضوع: عند تحقيقه يمكن التوصل الى السلام الاقليمي الشامل – وهذا هو طموح ترامب الأكبر. عند مغادرته للشرق الاوسط بدأ ترامب العمل بجدية لتحريك العملية السلمية. فقد قام بارسال غرينبلت الى المنطقة على الفور، وأمره بالعودة مع تاريخ للقاء القمة. "تفاؤل الرئيس هو ذخر"، قال في هذا الاسبوع أحد المسؤولين في البيت الابيض، "هذا يساعد في احضار الاطراف الى الطاولة".
عندما يفتح كومي فمه
غرينبلت هو عكس الرئيس تماما: صوته ناعم، يتحدث بهدوء ولديه قدرة على الاستماع. ويحترم من يتحدث معه ولا يقاطعه. عندما قام بزيارة الشرق الاوسط في شهر آذار التقى مطولا مع أبو مازن ورجاله من اجل ازالة الاشتباه حول كونه وسيطا غير نزيه بسبب يهوديته. وقد قام بخطوة استثنائية وذهب لزيارة مخيم للاجئين في الضفة الغربية للاستماع الى مشكلات وطموحات الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال منذ عشرات السنين. "أي مبعوث امريكي سابق لم يفعل ذلك"، قال في هذا الاسبوع دنيس روس، الذي كان مبعوثا للشرق الاوسط. وقال أحد اصدقاء غرينبلت في هذا الاسبوع "إنه يؤمن بأن هذه اللحظة هي فرصة تحقيق السلام مرة واحدة في الحياة. وهو يؤمن بذلك بسبب قدرة ترامب الاستثنائية على التفاوض، وايضا لأن ما يوحد الجميع هو الخوف من تهديد ايران".
منذ تعيينه للمنصب انتقل غرينبلت للسكن في واشنطن، التي تنتظره مع فضائح كثيرة. وقد تم استعراض اليومين الأولين لزيارة الرئيس في المنطقة في وسائل الاعلام الامريكية بشكل واسع، بسبب انتظار انكشاف جهل الرئيس بالعلاقات الخارجية أو اهانته لأحد القادة الاجانب. ولكن عدم حدوث ذلك دفع وسائل الاعلام الى الاهتمام بالعلاقة مع روسيا، الامر الذي دفع رجال البيت الابيض الى الاستعداد قضائيا لامكانية استغلال الديمقراطيين للازمة للمطالبة بمحاكمة اقالة للرئيس. 
في بداية الاسبوع يتوقع حدوث دراما عندما سيقوم جيمس كومي، رئيس الـ اف.بي.آي، الذي أقاله ترامب، بتقديم شهادته أمام لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ في نقاش مفتوح. وستكون هذه هي المرة الاولى التي سيفتح فيها كومي فمه بعد أن كشف من خلال مقربيه أن ترامب قد طلب منه وقف التحقيق في علاقة مستشار الامن القومي السابق مايكل فلين، مع روسيا. "كومي سيكون جيدا، فهو شخص لا يضيع وقته في تعزية نفسه"، قال أحد اصدقاء كومي للموقع السياسي "بوليتيكو". "توجد له قصة لروايتها، وهو يريد أن يعرف الجمهور. ولو كنت في مكان ترامب لكنت أقلق جدا من هذا".
اذا تبين أن ترامب قد طلب من كومي القول له اذا كان تحت التحقيق أو طلب منه وقف التحقيق، فان الحديث يدور عن تشويش التحقيق. وهذا البند قد يؤدي بالرئيس الى محاكمة اقالة. والرئيس قد يحاكم محاكمة اقالة بسبب كشفه أسرار حساسة أمام روسيا – اذا توفرت الأدلة على ذلك بالطبع. إن محاكمة الاقالة تتم في الكونغرس، ومن اجل عزل الرئيس من منصبه هناك حاجة الى اغلبية عادية في مجلس النواب واغلبية ثلثين في الشيوخ. وفرصة أن يحدث ذلك هي فرصة محدودة لأنه توجد اغلبية جمهورية في المجلسين – لن يصوتوا ضد ترامب طالما أن الاستطلاعات تظهر أن حوالي 96 % من ناخبيه راضين عن أدائه. من المحتمل أن لا تتم اقالته، الآن على الأقل، لكن العلاقة مع روسيا تسحق مكانة الرئيس وترافقه مثل غيمة سوداء. وهذا سبب آخر يجعله يسعى الى التوصل الى سلام بين اسرائيل والفلسطينيين. "ستكون هذه لحظة تاريخية، موثقة بشكل جيد، حيث سيكون ترامب هو المهندس والمضيف والمُخلص. وهذا ما يسعى اليه".
القدس العليا تعود الى القدس الدنيا.
يكتب درور ايدر، في "يسرائيل هيوم" انه كان من الصعب الهرب من الفجوة الرمزية بين تل ابيب والقدس في يوم الاربعاء الماضي، الثامن والعشرين من ايار (حسب التقويم العبري)، وهو اليوم الذي احتفلت فيه الدولة وجمهور واسع بيوم القدس. لقد احتفلت أنا في الساعة 11:00 صباحا من خلال برنامج اريئيل سيغال في “اذاعة الجيش” بمرور يوبيل على تحرير المدينة. وفي الساعة الواحدة ظهرا أشارت ياعيل دان الى مرور خمسين سنة على احتلال المدينة من خلال طرح التخوف من الاستفزازات المناهضة للإسلام خلال رقصة الاعلام. نحن لا ندير الصراع على القدس أمام العالمين الغربي والاسلامي فقط.
القدس هي صخرة الخلاف بين اتجاهين مركزيين في حرب الآراء والافكار التي تدور في داخلنا منذ عودتنا الى التاريخ في بداية حقبتنا الجديدة، وبقوة اكبر، منذ عودتنا الى البلدة القديمة قبل يوبيل من السنوات، وفرض سيادتنا عليها.
بمصطلحات رمزية، يمكن استبدال تل ابيب بدولة اسرائيل في المعادلة. مدينة القدس كممثل للجزء الديني من هوية الشعب اليهودي، مقابل دولة اسرائيل التي تمثل الجزء القومي العلماني في هويتنا. صحيح أن القدس لم تكن أبدا مدينة الهيكل فقط، وانما موقع الملكوت والعاصمة؛ ولكن منذ تم نفينا، تم اقصاء القدس الدنيا عن القدس العليا. وكلما ابتعدنا في الزمن منذ لحظة الخراب السياسي، وكلما اندمجنا في روتين الشتات، وفي المواجهة اليومية للتحديات المعقدة التي استدعاها التواجد في دول غريبة – من مشاكل كسب الرزق وحتى مشكلات الوجود والخطر على الحياة – هكذا نسينا العامل القطري والقومي للمدينة.
صحيح أننا حلمنا بالقدس، لكن يجب الاعتراف ايضا بأنها أخافتنا. فلقد مثلت القدس البُعد غير العقلاني في تجربتنا، تفكيرنا ووعينا الجماعي، الذي قد ينفجر بشكل غير مراقب ويقضي على الجسم القومي الذي نجح بالعودة الى الحياة بعد غفوة طويلة. وما الذي أردناه نحن بعد ألفي سنة؟ العودة كي نكون “طبيعيين”، "كعشب واحد، كانسان واحد"، أمة عادية مثل أمم العالم.
وهكذا، خلال الـ 19 سنة الاولى للدولة عشنا في دولة اسرائيل، بينما بقيت القدس تلك خارج الجدار، وراء جبال الظلام، مضغوطة جيدا في كيس ذاكرتنا، كي لا تروع حياتنا. لقد أنكرناها واعتقدنا أنه يمكن العيش هكذا لسنوات طيولة. ما الذي يحافظ على سلامتنا العقلية كبشر، وما الذي يمنع اللاوعي من الاندلاع واغراقنا حتى الجنون؟ ليس الكثير: “حاجز دقيق يفصل بين الوعي واللاوعي، شيء يشبه حارس الوعي الذي يدافع عن أنفسنا من طوفان المخاوف، التعقيدات والمضامين التي ضغطناها وتنكرنا لها طوال حياتنا، والتي تندلع بين الفينة والاخرى في احلامنا.
في كتابه “البشرى حسب يهودا”، الذي تجري احداثه في القدس “العلمانية” في نهاية الخمسينيات، يعرض عاموس عوز اقوال شلتئيل ابربنائيل، عضو مجلس الشعب الوحيد الذي عارض بن غوريون في موضوع الاعلان عن قيام الدولة: “... آباء الصهيونية استخدموا بشكل مدروس الطاقة الدينية والتبشيرية القائمة في قلوب الجموع اليهودية على مر الاجيال، وجندوا هذه الطاقات لخدمة حركة سياسية كانت علمانية في اساسها، وبراغماتية وعصرية. ولكن ذات يوم… قد يقوم الشيطان على خالقه: الطاقات الدينية والتبشيرية، الطاقات غير العقلانية التي حاول مؤسسو الصهيونية تجنيدها في صراعهم العلماني والموضعي، قد تندلع في يوم ما وستجرف معها كل ما أراد آباء الصهيونية عمله هنا”.
لقد اقتبس عوز هذه الاقوال من رسالة وجهها غرشوم شالوم الى فرانتس روزنسفيغ في العام 1926 عن تهديد التبشيرية الكامن في احياء اللغة العبرية. هذا الخوف يتكرر لدى كثير من الكُتاب والمفكرين. يكفي قراءة صحيفة “هآرتس″ لكي نرى الى أي حد يغذي هذا الخوف جزء هاما من المجتمع الاسرائيلي. هذا التهديد يتواجد، ايضا، في مركز كتاب عوز “سلام للأصوليين” الذي قمت في اعقابه بنشر محادثة مع مؤلفه.
في بداية الثمانينيات نشر الكاتب أ.ب يهوشع مقالات في كتاب بعنوان “بفضل الطبيعية”، والذي وعظ فيه على الابتعاد عن البُعد الديني التبشيري والتمسك بالمركب العقلاني الكامن في وجودنا القومي. وفي نهاية ذلك العقد قام بنشر كتاب آخر بعنوان “الحائط والجبل”، والذي كتب فيه عن جبل هرتسل كرمز لاسرائيل العلمانية، ودعا الى تفضيله على الحائط الغربي (المبكى)، الذي يرمز الى البعد الديني غير العقلاني و"التبشيري".
ليس صدفة أن يهوشع اختار انتزاع اسم “الجبل”، الذي يرمز في المصادر الى جبل الهيكل (الحرم)، ومنحه لجبل هرتسل. لقد اهتم يهوشع بالعقدة التبشيرية التي تعتبر “الجنون” اليهودي، وبالاضطراب العقلي، المانية ("سيد ماني") الذي تسلل الى نفسيتنا الجماعية مثل "هاجس" لا يفارقنا.
محاولة حل العقدة وهذا الجنون تميز الكثير من الكُتاب. لدى يهوشع تجد تعبيرها، مثلا، في علمنة المدينة بطرق مختلفة. وفي كتابه بعنوان “العروس المحررة” يحاور “تهيلا” من كتاب لشاي عغنون، الصالحة التي هي بؤبؤ القدس، ويجعلها ابنة لصاحب فندق مقدسي تمارس معه سفاح القربى (عمليا، يحول يهوشع تهيلا الى السيدة الخطيرة في كتاب آخر لشاي عغون "السيدة والبائع المتجول"). أو في كتابه “مهمة المسؤول عن القوى البشرية” الذي يقلص فيه الصراع على القدس، من خلال الادعاء المتسامح (المنطقي) القائل إن القدس تتبع للجميع، لجميع الديانات والشعوب.
لكن القدس هي صهيون، والتفكير بأنه كان يمكننا اقامة الصهيونية بدون صهيون، أي بدون العامل المركزي الذي ترمز اليه القدس، يجعلني أستغرب في كل مرة من جديد. ما الذي اعتقدناه، أن نعيش آلاف السنين بدون ارض حقيقية، وفقط بفضل “القدس العليا” – الفكرة الروحية الدينية التي حافظت علينا بين الاحياء وبين الاموات، نوع من الفكرة التبشيرية حول نهاية سعيدة لشعبنا بعد صعوبات كثيرة؛ وعندها، عندما عدنا الى الحياة والى التاريخ، ولا سيما عندما عدنا الى البلاد - سننجح في شطب وازالة هذا المركب التبشيري، البُعد غير العقلاني في شخصيتنا الجماعية؟ هل اعتقدنا انه يمكننا العودة الى البلاد التي نفينا منها وحلمنا بالعودة اليها، وأن نعيش فيها بدون “القدس الدنيا”، القدس الحقيقية والسياسية؟.
ما الذي اعتقدناه، أن نتمكن من العيش الى جانبها، على مرمى حجر، الى جانب المحبوبة التي لا يمكن الوصول اليها والتي يسبب ذكر اسمها فقط، بتمرير شحنة كهرباء في اوساط الاجيال اليهودية ("تحرق الشفاه كقبلة حارقة")، ان نراها ولا نحضر اليها، والاكتفاء بجبل هرتسل كبديل؟ اتركوا للحظة الخلاف السياسي وفكروا في هذا الامر بطريقة نفسية بسيطة: هل اعتقدنا بالفعل أن هذا ممكن؟.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالأربعاء 31 مايو 2017, 1:12 am

31.05.2017

مقالات
اسرائيل ليست ديموقراطية.
يكتب المحامي ميخائيل سفراد، المختص بقانون حقوق الإنسان، في صحيفة "هآرتس": "اتذكر السنة الحادية والعشرين. كنت في حينه طالبا في الثانوية، وقد اندلعت الانتفاضة الاولى وغطت شاشات التلفزيون صور الشبان المقيدين ومعصوبي الأعين. الخط الأخضر، الذي تم شطبه من الخرائط التي استخدمت لتدريسنا الجغرافيا والوطن، وقود النيران التي اشعلت الاطارات على امتداده، والفهم البسيط بدأ بالتغلغل: في المكان الذي يسود فيه الاحتلال هناك اناس تم احتلالهم.
اتذكر السنة الحادية والعشرين لأن الانتفاضة اندلعت على مسافة امتار معدودة من بيتي، على الخط الفاصل بين القدس الغربية والقدس الشرقية، وايضا لأنه تم في حينه تأسيس حركة احتجاج باسم "السنة الحادية والعشرين". من الواضح ان اولئك الذين اقاموا تنظيما يحمل اسما يرتبط بتاريخ قصير الأجل، لم يفكروا بأن الاحتلال سيصل الى نصف قرن ولن تظهر أي دلائل للخروج الى التقاعد. من المؤكد انهم لم يتخيلوا بأنه بعد انتفاضتين و25 سنة على "عملية السلام"، سيتعمق الاحتلال وسيزدهر الاستعمار الاسرائيلي ويتضخم.
خلال الـ30 سنة التي مضت، تصرف المعسكر السياسي المؤيد لتقسيم البلاد، في غالبيته، كجانب في الخلاف الداخلي، ويتقبل القيود المفروضة على الحوار بين موقفين شرعيين.  ويمكن رؤية هذا التوجه من خلال النقاش الدائر في الجناح الذي يسمي نفسه "معسكر السلام" حول شرعية رفض الخدمة العسكرية في المناطق. على الهامش كان هناك من دعم رافضي الخدمة باسم حرية الضمير، لكنه لم تعتبر أي جهة لها مكانتها، رفض الخدمة بمثابة أداة مشروعة لتحقيق التغيير، وبالتأكيد لم يدع أحد الى رفض الخدمة. لأن اسرائيل هي ديموقراطية، وفي الديموقراطية يقنعون ولا يملون.
هذا المنطق ذاته هو الذي اخرج من داخل الجدار، النشاط الاسرائيلي في الخارج من اجل انهاء الاحتلال. اخرجوا "يكسرون الصمت" و"بتسيلم" والاسرائيليين الشجعان الآخرين الذين يقولون باللغة الانجليزية ما يقولونه باللغة العبرية، طبعا عندما لا يفرصون عيلهم الصمت بواسطة العنف والقوانين. وهذا المنطقة هو الذي يغذي معارضة الكثيرين من المؤيدين لإنهاء الاحتلال، لكل انواع المقاطعة، حتى تلك التي تركز على المستوطنات. لأنه في الديموقراطية يتناقشون، ولا يقاطعون.
لكنه في وقت لاحق، وفي سياق الاحتلال، يصعب الدفاع عن المفهوم الذي يعتبر اسرائيل ديموقراطية، ولذلك فان الموقف الذي يقول انه يجب حصر طرق النضال ضد الاحتلال بنشاطات الاقناع الداخلي، ليست خاطئة فقط وانما ليست اخلاقية.
النظام الذي يسمح لقسم من رعاياه فقط بالمشاركة السياسية ليس ديموقراطيا. صحيح انه توجد في اسرائيل سلطة تشريعية منتخبة، وفصل بين السلطات وحرية صحافة (كلها تواجه الخطر حاليا)، لكنها تسيطر منذ خمسة عقود على ملايين البشر الذين يفتقدون الى حق الانتخاب والترشيح في النظام الذي يحكمهم. اسرائيل لا تسلبهم حقوق المواطنة فحسب، وانما تسلب اراضيهم ومواردهم من خلال تحويلها الى المميزين من مواطنيها، وتمنع عنهم بالقوة والوحشية الاستقلالية والتأثير على تحديد مستقبلهم.
حتى لن كان يمكن القول في بداية الطريق، بأن المقصود حالة مؤقتة وانه من غير المناسب بسبب الاحتلال سلب اسرائيل لقبها كديموقراطية، الا انه كلما مضى الوقت كلما واجهت الرموز الديموقراطية لنظامها صعوبة في تحمل العبء الثقيل للواقع المستبد الذي تفرضه. ربما كان يمكن في السنة الثانية (للاحتلال) الادمان على الوهم بأن اسرائيل تبحث عن حل لا يشمل التنكر العلني لفكرة ان كل انسان، حتى وان كان فلسطينيا، يتمتع بالحقوق. لكن ملف الادلة التي تدين المحتل اليوم بالتآمر على ترسيخ السيطرة على الارض وفرض نظام، يشكل عمليا نظام أبرتهايد، على الفلسطينيين والحفاظ عليه، ينفجر لكثرة المسدسات الساخنة.
في بداية السنة الحادية والخمسين للاحتلال، يجب القول بصوت عال وواضح: اسرائيل المستوطنة، التي تسلب وتمنع الحقوق عن ملايين البشر طوال عشرات السنين، لا يمكن ان تعتبر دولة ديموقراطية. ربما في اليونان القديمة كان يمكن تطبيق الديموقراطية في الوقت الذي كان يحتجز فيه العبيد تحت بيوت المواطنين. ولكن منذ اعترفت الانسانية بالحقائق الواضحة ضمنا – بأن البشر كلهم يتمتعون بحق الحياة والحرية والسعي الى السعادة – فان النظام الذي يسيطر على ملايين البشر المحرومين من الحقوق، ويفعل كل شيء من اجل ترسيخ هذه السيطرة هو ليس نظاما ديموقراطيا.
ويشتق من هذا ان استمرار الاحتلال ليس شرعيا، وليس مهما حجم الغالبية التي تدعمه في اسرائيل. تماما كما ان الفصل العنصري ليس شرعيا، وكما ان الأبرتهايد ليس شرعيا. كإسرائيليين نتحمل المسؤولية الجماعية عما يتم عمله باسمنا، علينا محاربة الاحتلال بكل الوسائل غير العنيفة، دون ان نتقبل القيود التي تفرض على النقاش الداخلي الشرعي في الديموقراطية. يجب رفض المساعدة على استمرار الاحتلال ومقاطعة اقتصاده واقناع العالم بأنه يجب الضغط على اسرائيل لإنهائه.
لو كان المعسكر المعارض للاحتلال مصرا بما يكفي، ولو توقف عن الادمان على اكذوبة الديموقراطية الاسرائيلية، لكان يوم يوبيل الاحتلال، قد تحول على الأقل الى يوم اضراب سياسي. يوم يتغيب فيه الاساتذة والمحاضرين عن غرف التعليم، ويلغي الممثلين العروض الفنية، ويغلق التجار متاجرهم. يوم كان الجمهور الاسرائيلي يتلقى فيه رسالة واضحة: مقاومة الاحتلال هنا، ستبقى، ولن تذهب الى أي مكان.
المقاومة المدنية هي امر الساعة لكي تكون السنة الحادية والخمسين للاحتلال هي السنة التي يبدأ فيها تفككه.
في البداية كان فظيعا، لكننا اعتدنا ذلك فيما بعد
يكتب يتسحاق ليؤور في "هآرتس": "من الموقع العسكري، في 15.2.68، كتبت لوالدي: "الان 9:25، وانا في مهمة "حراسة قصيرة"، هذا وقت جيد لكتابة الرسائل (...) شاركت هذا الأسبوع في نوع من الهجوم على بيوت مصرية في العريش. في البداية كان الأمر فظيعا، لكننا اعتدنا ذلك فيما بعد ونفذنا المهمة على افضل وجه. سأحكي لكما شفويا عن الاحتلال الاسرائيلي للمناطق. اتمنى لكم بأن لا يبقى هذا الأمر قائما حتى يوم ميلادكما القادم".
كنت في العشرين تقريبا، لم نسمع عن "متسفين" (حركة اسرائيلية تعمي الضمير – المترجم)، و"ركاح" (الاختصار العبري للقائمة الشيوعية الجديدة – المترجم) كانت كلمة يستخدمها قائد الكتيبة كشتيمة، قبل ان يتحدث عن "الحضارة التي ستحضرونها الى الاماكن، عندما يسير الرجال يدا بيد". للدفاع عن نفسي اقول ايضا، انني امضيت في السجن حوالي اربع سنوات بسبب رفضي الخدمة في المناطق، وصحيفة "هآرتس" هاجمتني انا واليسار الاسرائيلي الجديد في افتتاحية عدوانية. الاحتلال اصبح أبرتهايد، وفي خيالنا لا تزال تقوم تلك الدولة، وكل تصريح "مؤقت". المحكمة العليا والقانون الدولي تعاملوا مع "المؤقت" كمبرر لتدمير فلسطين.
بعد عشر سنوات على الحرب، تم تأسيس حركة "شيلي" – جدة حركة ميرتس – والتي رسخت صورة "المناطق – وديعة للسلام": كما لو انه لم يكن هناك المقاولون والقارعين للبوق، والجنرالات والميزانيات الضخمة، واليات الاستعمار الصهيوني. وباسم "المؤقت" يجب الخدمة في الجيش، البنات ايضا، وليس فقط المضمدين، وانما أيضاً (وحدة) 8200 (فيلق وحدة الاستخبارات الإسرائيلية المسؤولة عن التجسس الإلكتروني - المترجم)، والابتزاز والتعذيب والطائرات غير المأهولة. وهكذا قالت زهافا غلؤون مساء السبت في ساحة رابين: "50 سنة ونحن نرسل اولادنا للتجوال في ازقة المدن التي لا تريدهم". لماذا ترسلينهم؟ ما هي الشرعية التي تبحثون عنها.
وفي هذه الثناء، تحولنا الى كنز استراتيجي للأمريكيين. "وديعة"، حتى يسيطرون مجددا على الشرق الاوسط، ويلقون بنا خارج المناطق، كما القوا بنا خارج سيناء، وهذا ايضا هو افيون اليسار: "الرئيس الأمريكي القادم سيضغط" وسيقيم دولة فلسطينية. وحتى يتم ذلك سنستمتع بنحبة الغرب الثري.
وعادوا الى السلطة التامة في منطقة الحكام الاقطاعيين، الذين تعقد معهم الولايات المتحدة صفقات سالحة بمئات المليارات، يمولون الجهاد، ويعدون بمزيد من الدم، وسينتهي الصراع. في البداية قالوا انه بسبب الحرب الباردة لن ينتهي، وبعد ذلك بسبب ايران، وفي الواقع لماذا ينتهي؟ ما هي العلاقة بين الاقطاعيين على أنهر النفط وفقراء مدينتنا؟
فعلا، لم ننجح في أي مرة بفهم حجم القوى التي تضخمت من وراء ظهرنا. لقد ابتلعنا الحوت، تعلمنا ولم ننجح بالتعليم: المصريون في سيناء، في أيار 1967، لم يهددوا اسرائيل، وانما "قوة الردع"؛ محاولات الحكومة تفكيك ذلك الفخ، تم تدميرها من قبل المؤسسة الأمنية التي ارسلت مئير عميت، رئيس الموساد، لكي يعد الرئيس الأمريكي ليندون جونسون، من وراء ظهر آبا ايبن، بأن اسرائيل ستحطم جمال عبد الناصر؛ في سنة 71 اقترح جونار يارنج تسوية؛ لكن غولدا مئير وموشيه ديان رفضاها، فأنزلا عيلنا حرب 73؛ الامريكيون اعطوا الضوء الاخضر لحرب 82؛ صناعة الموت لديهم وجدهم في اسرائيل حليفا ملائما.
لم تنفع أي معرفة او نبوءات تتحقق. شعب اسرائيل مزود بالتلفزيون منذ الاحتلال، ومثل بنيامين نتنياهو، يحب الاكاذيب المتعلقة به. بقينا مع "بتسليم" و"يكسرون الصمت"؛ يبدو انه لا توجد امامنا طريقة اخرى للحفاظ على الانسانية، امام تلفزيون يفتقد الى الخجل، ويحظى فيه غلعاد اردان بالنجومية.
انا ايضا، الجندي الذي تمنى في 1968 لوالديه احتلالا قصيرا، كنت ناشطا في التنظيمات، قرأت وكتبت، ولا اؤمن إلا بالنضال العربي اليهودي، لكنه بقيت معي، طوال السنوات، صرخة طفلة صغيرة خائفة، وكتلة التغوط في سروال رجل هزيل يقف وظهره الى الحائط في الظلام، عندما "قمنا باجتياح" بيت عائلتهما. كم كنا محرجين. وعندما نظرت في الاسبوع الماضي، بتغرب تام، الى مسيرة الأشرار في القدس، قلت لنفسي: انا هناك، انتم، في الظلام، امامنا. ليس هكذا: لقد كانوا معي، في الظلام، امام بنادقنا، خلال الخمسين سنة الضائعة.
ارنس يرفض حل الدولتين اذا كان سيسبب الضرر لإسرائيل
ينشر متاي طوخفيلد في ملحق صحيفة "يسرائيل هيوم" لقاء مع البروفيسور موشيه أرنس، الذي شغل مناصب كثيرة ورفيعة في الحكومات الاسرائيلية السابقة، والذي يقول انه يشخص حاليا توجها ايجابيا بالنسبة لإسرائيل في العالم، من جانب الولايات المتحدة، وايضا من جانب جهات دولية اخرى. وخلافا للحوار الدائر في اوساط الاسرائيليين، خاصة اليسار، والذي يقول ان على اسرائيل كرح مبادرة سياسية، والا ستنزل بها كارثة، يعتقد ارنس ان توجه "اجلس ولا تعمل" هو المفضل في بعض الاحيان، ويرى بأن وضع اسرائيل الحالي ليس سيئا بتاتا.
ويتحدث ارنس عن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيقول ان "ترامب يتعامل معنا بشكل جيد ويجب علينا التعامل معه بالشكل ذاته. نحن نعرف انه شخص غير متوقع ولا يمكن معرفة ما سيحدث في المستقبل، ولكن في هذه الاثناء يمكن القول انه طرأ تغيير ايجابي في كل ما يتعلق بإسرائيل من جانب الادارة الامريكية، وبالتأكيد اذا قارنا الأمر بمعاملة اسرائيل من قبل الادارة السابقة".
لكن اليس هذا هو فخ عسل؟ ترامب لا يتوقف عن الحديث عن رغبته بتحقيق السلام.
"ارى في محاولة الرئيس تحقيق السلام، او "صفقة" مسألة طبيعية تماما. يمكن احصاء عدد الرؤساء السابقين الذين حاولوا ذلك، دون ان ينجحوا. ترامب يريد جدا النجاح، لكنني افترض انه سيتضح له مع مرور الزمن ان المقصود مسألة معقدة جدا وانه في هذه الأثناء لا يبدو حل في الافق".
هل ترى انت حل في الأفق؟ حسب رأيك ما الذي يجب ان تفعله اسرائيل؟
"هذا طبعا سؤال المليار دولار. انا اعرف ان هناك من يعتقدون انه يجب عمل شيء؛ ليس مهما ما هو، المهم ان يتم عمل شيء. هذا ليس توجهي. احيانا لا يجب العمل، ولكن يجب العمل من اجل تحسين الوضع السياسي، واحدى الامور المطلوبة مثلا، هي تحسين ظروف حياة سكان القدس الشرقية، الذين يمكن لهم حسب القانون ان يصبحوا مواطنين ويندمجون في حياة المجتمع والاقتصاد في المدينة. يجب تحسين اوضاع النظافة والصحة، والاهتمام بتوفر المياه الجارية والنظيفة بشكل دائم لهم، وشبكة صرف صحي تعمل كما يجب، وخدمات بلدية ومدنية ملامة، وبنى تحتية مناسبة، وتعليم جيد ومنظم، وكذلك تحين تطبيق القانون والنظام هناك. في شعفاط يتجول اعضاء عصابات للسموم والجريمة، ويجب وقف ذلك. بعد 50 سنة من تواجدنا في القدس الشرقية يجب التعامل مع هذه المنطقة كجزء من دولة اسرائيل والتعامل مع سكانها كمواطنين في الدولة".
وماذا بشأن عرب يهودا والسامرة؟
الوضع بالنسبة لهم، هو انهم ليسوا مواطني اسرائيل ولا سكان اسرائيل. انهم لا يملكون خيار المواطنة الاسرائيلية، ولذلك فان مكانتهم ترتبط بالمفاوضات التي لا تجري حاليا، وبالنسبة لهم لا نرى بوضوح ما الذي سيحمله المستقبل، ولذلك لا يجب القفز مباشرة الى الماء والاعلان مسبقا كيف سينتهي الأمر. يجب محاولة تحسين اوضاعهم قدر الامكان، ولكن عدم تغيير مكانتهم في المرحلة الحالية".
سيقولون لك هذا احتلال لشعب آخر.
"يقولون ان الوضع الراهن لا يمكن ان يستمر، لكن الحقيقة انه قائم منذ 50 سنة. انا لا اعرف ان كان سيبقى لخمسين سنة اخرى، لكنني لا اشك انه ليس هناك ما يلح لعمل شيء من اجل تغييره، خاصة ان كنا نتخوف من ان هذا التغيير سيسيئ لدولة اسرائيل وللسكان العرب في يهودا والسامرة. ربما لا يكون قسم منهم راضيا عن هذا الوضع، ولكن من المؤكد ان وضعهم افضل بما لا يقاس من وضع سكان دول اخرى في المنطقة كسورية واليمن. يجب فحص امكانيات تحسين اوضاعهم، لكن من يقول انه يجب عمل شيء وليس مهما ما هو، فانه كما يبدو لا يتعامل مع المشكلة بجدية".
هناك من يقولون انه لا يمكن تركهم في الوضع الحالي ويجب اقامة دولة لهم.
"نحن نسمع هذه المقولات، ولكن ما الذي سيحدث ان خرجنا من المنطقة، ويا دولة ستكون تلك؟ هل ستسيطر حماس عليها، هل سيتم إطلاق صواريخ ضد دولة اسرائيل؟ للأسف، ان الذين يعتقدون انه يوجد حل، لا يوفرون اجوبة ولا يعرفون الى اين سيقود ذلك. بعض الذين يعلنون انه يجب التوجه الى حل الدولتين للشعبين، يقتنعون اكثر فأكثر انه حتى ان كانت هذه فكرة جيدة، فان التوقيت الحالي لا يسمح بذلك. انا لا اعتقد انه من الجيد التوجه نحو حل لا نعرف تقدير كيف ستكون نهايته وما اذا سيسبب الضرر".
في السنوات الاخيرة هناك تجميد جزئي للبناء في يهودا والسامرة، هل تعتقد انه نتاج الواقع ام يجب البدء بالبناء بحجم واسع؟
"انا اؤمن ان اليهود يملكون حق الاقامة في كل مكان في ارض اسرائيل. هذا ليس حقا توراتيا وتاريخيا فقط، وانما يعتمد على اسس قرار هيئة الشعوب والانتداب البريطاني، الذين اتخذوا قرارا يشجع الاستيطان اليهودي في كل ارض اسرائيل. تلك الالتزامات الدولية قائمة وليست لاغية، وتشمل الميثاق البريطاني الذي يحدد بشكل وضاح اننا نملك هذا الحق. ولذلك يخطئ كل من يقول ان المستوطنات تتعارض مع القانون الدولي.
" طبعا يجب ان يتم البناء بشكل قانوني ويمنع البناء على اراضي تابعة لشخص آخر. لا يجب تجميد البناء، بل على العكس، يجب تشجيعه. اعتقد ان الرئيس ترامب ايضا يعتقد بأنه لا يجب تجميد البناء".
"اعرف انه تجري بين رجال الليكود والبيت اليهودي نقاشات حول ضم مناطق C وما اشبه، وانا لا ادعم ذلك حاليا. نحن نتواجد في حالة مفاوضات، ولا يجب ان نقوم بخطوات احادية الجانب. المكان الوحيد الذي لا شك بشأنه هو القدس. صحيح انهم نسوا التطرق الى مناطق معينة في المدينة، لكنها جزء من اسرائيل. انا ادعم القدس الموحدة، ولكي تكون موحدا فعلا، يجب الاستثمار في من يعيشون هناك والذين هم جزء من ارض اسرائيل".
حسب رأيك ما هو اكبر تحدي امني يواجه اسرائيل اليوم؟
"ما يواجهنا منذ زمن غير قليل هو تهديد صواريخ حزب الله في لبنان. يمكنها ان تسبب ضررا كبيرا اذا تم اطلاقها نحونا. لا يمكن ادخل ملايين المواطنين تحت الأرض والدفاع عن عزرائيلي وافق تل ابيب. اذا تم اطلاق عشرات الاف الصواريخ يمكن للضرر ان يكون ضخما. يجب ضمان سلامة مواطني الدولة، وعدم تركهم مكشوفين. انسحاب ايهود براك من لبنان عرض قسما كبيرا من اسرائيل لتهديد الصواريخ. اليوم يواجه هذا الخطر كل مواطن اسرائيل من دان في الشمال وحتى ايلات في الجنوب. يجب ضمان عدم تحقق هذا الخطر. حزب الله هو ذراع ايراني، واذا صدر امر بإطلاق الصواريخ على اسرائيل فسيأتي من طهران".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالخميس 08 يونيو 2017, 3:44 pm

هأرتس تكشف وثائق خطة اوباما للسلام

صحف عبريه - صفحة 4 348985C

بيت لحم - معا - كشفت صحيفة "هأرتس" العبرية خطة الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما للسلام بعد حصولها على وثائق جرى اعدادها عام 2014، وتم عرضها على الجانب الفلسطيني والاسرائيلي وتتضمن كافة النقاط الرئيسية لحل الصراع والوصل الى اتفاق نهائي.
وأشار موقع الصحيفة اليوم أنه جرى اعداد اول وثيقة في شباط 2014 والثانية في اذار من نفس العام، وتمثلان وجهة نظر الجانب الأمريكي في الحل بعد أخذ الأسس التي توصل لها الجانب الفلسطيني والاسرائيلي في المحادثات السرية التي جرت عام 2013، من قبل مستشار نتنياهو المحامي يتسحاق مالخو ومستشار ابو مازن الدكتور حسين اغا، ويجري اليوم تداول هذه الوثائق وفقا لمسؤولين سابقين في الولايات المتحدة من قبل الادارة الحالية للرئيس ترامب، حيث ابلغ رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو الادارة الأمريكية بصياغة وثيقة واحدة من الوثيقتين وعرضها على الطرفين.وأضاف الموقع أن الوثيقة الاولى تضمنت كافة القضايا الرئيسية والتي سلمت للجانب الاسرائيلي قبل لقاء وزير خارجية أمريكا جون كيري الرئيس الفلسطيني في باريس، وكان الجانب الأمريكي ينتظر موقف نتنياهو قبل عرض الوثيقة على ابو مازن أو على الاقل الموافقة المبدئية عليها، وقد ورد في الوثيقة بأن حل الدولتين يجب ان يقوم على اساس الاعتراف باسرائيل كوطن قومي للشعب اليهودي، وفلسطين الوطن القومي للشعب الفلسطيني، وهذا الاعتراف لن يكون ممكنا الا اذا جرى حفظ كامل حقوق الاقليات القومية والدينية.الحدود
الحدود الجديدة الامنة والمعترف بها دوليا لفلسطين واسرائيل تحدد بالتفاوض على اساس حدود عام 67 مع تبادل للاراضي، يجري الاتفاق في المفاوضات على مكانها وحجمها، والذي يؤمن قيام دولة فلسطيني على مساحة أرض تساوي المساحة التي كانت تحت سيطرة مصر والاردن قبل الرابع من حزيران عام 1967، مع الحفاظ على تواصل جغرافي بين مناطق الضفة الغربية، ويجري تعديل هذه الحدود وفقا لما هو حاصل في الواقع بما يتناسب مع المطالب الأمنية الاسرائيلية.وقد أكد مسؤولين سابقين من الجانبين الأمريكي والاسرائيلي في أكثر من مناسبة أن نتنياهو وافق على هذا البند كأساس للمفاوضات، في حين قال دودي جولد والذي شغل في حينه مستشار سياسي لنتنياهو، أن رئيس الوزراء قال انه يقبل الوثيقة كأساس للمفاوضات، ومع ذلك فإن نتنياهو قدم اعتراض على هذا البند وطلب عدم التطرق بشكل واضح للتواصل الجغرافي في الضفة الغربية، وكذلك عدم تحديد تبادل الاراضي "واحد مقابل واحد"، وفي الجانبين رفض الجانب الأمريكي طلب نتنياهو واعتراضه.القدس
ورد في الوثيقة أن القدس لن يجري تقسيمها في اتفاق مستقبلي ولم تتضمن ذكر أن القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، وذلك بعد اعتراض الجانب الاسرائيلي، وورد في الوثيقة يجري حل قضية القدس في المفاوضات، أن الطرفين يسعيان للحصول على اعتراف دولي بأن القدس عاصمة لهما، وعندما قدم جون كيري هذه الوثيقة للرئيس ابو مازن في باريس، رد بغضب شديد على هذا البند بالقول "لا يمكن لأي قيادي فلسطيني الموافقة على هذا" .
وفهم الجانب الأمريكي من رد ابو مازن بأنه يتوجب عليهم اجراء تغيرات على هذا البند اذا اردوا أخد رد من الجانب الفلسطيني، ولم يكن هذا الاعتراض الوحيد الذي قدمه ابو مازن في لقائه مع كيري في باريس، فقد قدم اعتراض على البند الذي ورد فيه بأنه سيجري انسحاب اسرائيلي كامل من اراضي الدولة الفلسطينية بناء على اتفاق بين الطرفين في المفاوضات، وكان اعتراض ابو مازن بأنه لم يجري تحديد جدولا زمنيا لهذا الانسحاب.
اللاجئين
حددت الوثيقة أنه لن يكون هناك "حق عودة" الى داخل دولة اسرائيل، وستكون الدولة الفلسطينية الحل المركزي لقضية اللاجئين، ومع ذلك سوف تسمح اسرائيل بعودة حالات انسانية محددة من اللاجئين الى حدود دولتها، ولم تقدم اسرائيل اعتراضات محددة على هذا البند.
وأشار الموقع أن الجانب الأمريكي بدأ يفكر بطرح وثيقة ثانية بعد فشل اللقاء الذي جرى في باريس بين ابو مازن وجون كيري، وهذه الوثيقة لم يجري التنسيق فيها مع الجانب الاسرائيلي وجرى اعدادها قبل لقاء الرئيس الأمريكي اوباما مع الرئيس ابو مازن في 16 اذار عام 2014، بعد اقل من شهر على لقاء كيري مع ابو مازن في باريس.
وأضاف الموقع أن الوثيقة الثانية التي كتبت يوم 15 اذار 2014 قبل يوم واحد من لقاء اوباما مع ابو مازن تضمنت التالي:
ويمكن ملاحظة الفرق بين هذه الوثيقة والوثيقة الأولى منذ البداية حيث ورد فيها، الهدف من المفاوضات هو انهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967، وتم اسقاط ما ورد في الوثيقة الأولى حول الحدود عبارة "المتغيرات في الواقع"، والنقاط الواردة حول الاعتراف بالتجمعات الاستيطانية.
الاعتراف باسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي
وفيما يتعلق بالاعتراف باسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، اسقط وجرى وضعه في سياق مختلف بحيث يكون هذا الاعتراف جزء من أي اتفاقية، وسوف يطلب من الجانب الفلسطيني هذا الاعتراف بعد التوصل الى حل في كافة القضايا الرئيسية الأخرى والتوصل الى اتفاق بشأنها، وما تم تسليمه الى نتنياهو من قبل الجانب الأمريكي ورد بشكل واضح اعتراف بديانة الدولة، وكان الجانب الأمريكي لديه تقدير أن ذلك سيسهل على الرئيس ابو مازن القبول بهذا البند.
وأشار الموقع أن الاختلاف المهم بين الوثيقتين يتعلق بالقدس، حيث ورد في الوثيقة الثانية "لتلبية احتياجات الطرفين، الاتفاق النهائي يجب ان يؤدي بأن يكون لاسرائيل وفلسطين عاصمة معترف بها دوليا في القدس، والقدس الشرقية ستكون عاصمة دولة فلسطين، البلدة القديمة الأماكن المقدسة، الأحياء اليهودية، سيتم تناولها في المفاوضات حول الوضع الدائم".
وأضاف الموقع أن الجانب الأمريكي كان يأمل بهذا التعديل حول القدس سيكون كافيا لجواب ايجابي من الرئيس ابو مازن، ويستطيعون تسليم الوثيقة لرئيس وزراء اسرائيل نتنياهو، وكانت خطتهم عدم فرض هذه الوثيقة على أحد الطرفين لتقريبه من موقف الطرف الثاني، ولكن ايجاد صيغة يتفق الجانبين عليها، ولم يعط الرئيس الفلسطيني اجابة بالموافقة على هذه الوثيقة ولا برفضها، ببساطة لم يعط الجانب الأمريكي جواب، وكان لقاء اذار عام 2014 هو الأخير الذي يدعوه الرئيس الأمريكي للبيت الابيض.
وأشارت مصادر فلسطينية وأمريكية بعد فشل المفاوضات أن الرئيس الفلسطيني تخوف من اعطاء موافقة على مقترح اوباما، ليكتشف أن نتنياهو اجاب بالنفي "لم يكن مقتنعا ان اوباما قادر حقا على جلب تنازلات من نتنياهو"، وأكد مصدر امريكي للصحيفة "أنه مع دونالد ترامب يمكن ان يعتقد بأن التنازلات من اسرائيل اكثر واقعية".
في حين قالت مصادر اسرائيلية وأمريكية ثانية بأن هذا الموضوع يثبت أن ابو مازن غير قادر على الالتزام بالسلام، ويرجع ذلك اساسا للصعوبات السياسية الداخلية، بالنتيجة، لا الرئيس الفلسطيني ابو مازن ولا رئيس الوزراء نتنياهو تلقيا الوثيقة من جون كيري بشكل رسمي، لقد ابدى نتنياهو موافقة شفوية على الوثيقة الاولى ولم يوقع عليها نهائيا، وفي انتخابات عام 2015 تراجع عن مواقفه في المفاوضات، يمكن لحكومة ترامب فرصة ونجاح أكثر في الوصول الى توافق حول القضايا الرئيسية للصراع بين الزعيمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالخميس 08 يونيو 2017, 3:53 pm

هآرتس" تكشف تفاصيل "وثيقة الإطار" التي وضعها كيري

تل أبيب: كشفت وثائق جديدة بعض التفاصيل عن "خطة السلام" الخاصة بالإدارة الأميركية السابقة، برئاسة باراك أوباما، بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، والتي وضعت في العام 2014، تتصل بالقضايا الجوهرية مثل القدس والحدود واللاجئين.
وعلم أن هذه الوثائق هي عبارة عن مسودتين لـ"وثيقة الإطار" الاميركية، التي وضعها وزير الخارجية السابق، جون كيري، بهدف أن تكون أساسا للمفاوضات حول الحل الدائم.
وكتبت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الخميس، والتي حصلت على هذه الوثائق، أن المسودة الأولى كتبت في أواسط شباط/فبراير من العام 2014، في حين كتبت الثانية في أواسط آذار/مارس من العام نفسه. وتعكس المسودتان، بحسب الصحيفة موقف الإدارة الأميركية برئاسة أوباما، استنادا إلى قناة اتصال سرية من العام 2013 بين مبعوث رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، المحامي يتسحاك مولخو، وبين مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حسين آغا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركييين سابقين قولهم إن نتنياهو أراد أن تأخذ الإدارة الأميركية نتائج قناة المحادثات السرية، وتعيد تغليفها من جديد في داخل وثيقة أميركية تعرض على الطرفين.
وكانت الصيغة الأولى لوثيقة الإطار التي وصلت إلى الصحيفة، قد كتبت قبل يومين من لقاء كيري مع عباس في باريس. وفي حين عمل الفريق الأميركي بنشاط مع جهات في مكتب نتنياهو على صياغة الوثيقة. وكان الأميركيون يعملون على بلورة صيغة تكون مقبولة على نتنياهو، وعندها تعرض على عباس، بحيث يمكن نقل المفاوضات إلى مرحلة المحادثات حول الحل الدائم.
وجاء أن الوثيقة التي تبلورت في نهاية المطاف تتناول كل القضايا الجوهرية، وتنص على أن حل الدولتين يجب أن يكون على أساس الاعتراف بإسرائيل كـ"دولة قومية للشعب اليهودي" إلى جانب فلسطين كـ"دولة قومية للشعب الفلسطيني"، وهو ما يشكل استجابة لمطلب نتنياهو الدائم بالحصول على اعتراف فلسطيني بالطابع اليهودي لإسرائيل.  
كما نصت الوثيقة بشكل واضح على أن الاعتراف يظل قائما فقط في حالة الحفاظ على الحقوق الكاملة للأقليات الدينية والقومية. وعن الحدود، تقول الوثيقة إن "الحد الجديد الآمن والمعترف به دوليا لإسرائيل وفلسطين سيكون في المفاوضات على أساس حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 مع تبادل مناطق متفق عليه يتقرر موقعها ومساحتها في المفاوضات، بحيث تكون مساحة فلسطين تتناسب مع مساحة الأراضي التي كانت تحت إدارة مصر والاردن قبل الرابع من حزيران 1967 مع تواصل جغرافي في الضفة الغربية".
وجاء فيها أن التعديلات الحدودية تتناسب مع التطورات على الأرض، كما تتناسب مع المطالب الأمنية لإسرائيل. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سابقين أميركيين وإسرائيليين قولهم إن هذه الصيغة كانت مقبولة على نتنياهو كأساس للمفاوضات.
 وقال المستشار السياسي لنتنياهو في حينه، دوري غولد، إن نتنياهو وافق على قبول اتفاق الإطار كله كأساس للمفاوضات. ومع ذلك، يظهر في الوثيقة الداخلية تحفظ نتنياهو من "التواصل الجغرافي"، حيث طلب ألا تشتمل الوثيقة على البند الذي يتطرق بشكل واضح إلى التواصل الجغرافي الفلسطيني في الضفة الغربية.، بيد أن الأميركيين رفضوا تحفظ نتنياهو، بادعاء أن يفرغ كل موضوع الحدود من مضمونه.
وبحسب "هآرتس" فإن نتنياهو تحفظ أيضا من تحديد أن تبادل المناطق بين الطرفين يكون بنسبة 1 إلى 1، بيد أن الأميركيين رفضوا تحفظاته هنا أيضا.
أما بشأن القدس، فقد تضمنت الوثيقة ألا يتم تقسيم القدس في الاتفاق المستقبلي، ولم يتم التطرق إلى عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية، وذلك في أعقاب إصرار الجانب الإسرائيلي.
وكتب في الوثيقة أنه يجب حل قضية القدس في المفاوضات، وأن الشعبين يسعيان إلى الحصول على اعتراف دولي بأن القدس عاصمة لكليهما. وعندما عرض كيري هذه الصياغة على عباس في لقائه معه في باريس، رد الأخير بغضب أنه لا يوجد أي زعيم فلسطيني قادر على الموافقة على ذلك. وجاء أن رد عباس أوضح للأميركيين أن الحصول على رد إيجابي من الفلسطيني يقتضي تعديل الوثيقة، وخاصة الجزء المتصل بالقدس. كما كان لدى عباس تحفظات أخرى، حيث تضمنت الوثيقة أن "إسرائيل ستنسحب بشكل تام من أراضي الدولة الفلسطينية"، ولكن دون تحديد جدول زمني، بداعي أن ذلك يتحدد بالاتفاق بين الطرفين. أما بالنسبة للاجئين، فقد جاء في الوثقة أنه لن يتم تحقيق حق العودة إلى داخل إسرائيل، وأن الدولة الفلسطينية ستكون الحل المركزي لقضية اللاجئين، ولكن "تسمح إسرائيل، في حالات إنسانية، بدخول لاجئين فلسطينيين بموجب اعتباراتها هي وحدها".
ولم يكن هناك أي تحفظ إسرائيل على هذا البند. وبعد فشل لقاء كيري مع عباس في باريس، قررت الإدارة الأميركية بلورة صيغة جديد لـ"وثيقة الإطار". وهذه الصيغة، وخلافا لوثيقة شباط/فبراير، لم تكن بالتنسيق مع إسرائيل، ولم يكن ما كتب فيها مقبولا على نتنياهو.
وقد كتبت الوثيقة قبل لقاء أوباما مع عباس في البيت الأبيض في 16 آذار/مارس من العام 2014، أي بعد أقل من شهر على لقاء كيري مع عباس في باريس. وجاء في بداية الوثيقة أن "هدف المفاوضات هو إنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967".
أما بالنسبة للحدود فلم تشتمل على كلمتي "التطورات على الأرض" التي كانت في وثيقة شباط/فبراير، وتضمنت الاعتراف بالكتل الاستيطانية. وعن الاعتراف بالدولة اليهودية، جاء في الوثيقة أن ذلك سيكون جزءا من أي اتفاق. كما تضمنت أن هذا المطلب سيكون مستحقا بعد حل كل قضايا الصراع الجوهرية. وكتبت الصحيفة أن الفارق الأساسي بين الوثيقتين كان بشأن القدس. حيث تضمنت وثيقة آذار/مارس بشكل واضح أنه "كي تتم الاستجابة لمطالب الطرفين، فإن الحل الدائم يجب أن يقود إلى وضع يكون فيه لإسرائيل وأيضا فلسطين عاصمة معترف بها دوليا في القدس، بحيث تكون القدس الشرقية العاصمة الفلسطينية، أما البلدة العتيقة والأماكن المقدسة والأحياء اليهودية فسوف تعالج في المفاوضات حول الحل الدائم".
وبحسب "هآرتس" فإن الأميركيين كانوا يأملون أن تكون الصيغة المعدل بشأن القدس كافية للحصول على رد إيجابي من عباس، وبالتالي يمكن عرض الوثيقة على نتنياهو، بيد أن عباس لم يجب بالإيجاب على اقتراح أوباما، كما لم يرفض الاقتراح.
وكان اللقاء في آذار/مارس هو المرة الأخيرة التي يوجه له أوباما الدعوة لزيارة البيت الأبيض. وادعى مسؤولون أميركيون وفلسطينيون بعد فشل الاتصالات، أن عباس خشي من أنه بعد موافقته على اقتراح أوباما أن يكتشف أن نتيناهو يعارض الوثيقة، باعتبار أنه لم يكن يعتقد أن أوباما قادر على دفع نتنياهو إلى تقديم تنازلات.
وفي هذا السياق نقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي سابقي قوله إنه "ربما سيعتقد عباس في عهد ترامب أن التنازلات من قبل نتنياهو هي إمكانية عملية أكثر".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالخميس 08 يونيو 2017, 3:55 pm

مصادر فلسطينية: أفكار أميركية أمنية وسياسية جاهزة..و"الخماسية" الى واشنطن للتفاوض!
صحف عبريه - صفحة 4 5_1496068132_5112

رام الله: قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ"الشرق الأوسط" اللندنية، إن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ينتظران خطة أميركية يفترض أن يطرحها البيت الأبيض على الجانبين من أجل استئناف المفاوضات. وتوقعت أن يطرح الأميركيون خطة للحل تتضمن أفكارا أميركية جاهزة حول القضايا الأكثر حساسية، وهي: الحدود، والقدس واللاجئين، على أن تجري مناقشة هذه الأفكار وتعديلها خلال المفاوضات بطريقة ترضي الطرفين.
وأكدت المصادر، أنه لا توجد ملامح واضحة للتصور الأميركي المرتقب، لكنه سيضع رؤية لطبيعة الحلول بالنسبة للقضايا المصيرية والتي هي محل خلاف كبير.
وقالت المصادر، إن الرؤية الأميركية ستتضمن أفكارا سياسية وخططا أمنية، باعتبار الولايات المتحدة ضامنا للحل، بما في ذلك الحل الأمني الذي ستشارك فيه.
ويفترض أن يسافر وفد فلسطيني مكون من 5 مسؤولين، إلى الولايات المتحدة من أجل مباحثات مع وفد أميركي مكون من 5 مسؤولين أيضا، لبحث تفاصيل متعلقة بالملفات النهائية للحل.
ويعتقد أن وفدا إسرائيليا سيقابل وفدا أميركيا للغرض نفسه أيضا.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إرسال وفد خماسي إلى واشنطن من أجل مباحثات حول "الصفقة" الأميركية المرتقبة.
ويطلق على المفاوضات المرتقبة مفاوضات "خمسة خمسة"، في إشارة إلى عدد أعضاء كل وفد.
ويسعى ترمب لإطلاق عملية سياسية جديدة في المنطقة، ومارس ضغطا على عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أثناء لقائهما في القدس وبيت لحم، قبل نحو أسبوعين، لكن الأميركيين يقولون إنه لم يتم بعد وضع آليات رسمية للمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.
غير أن الخلافات الفلسطينية - الإسرائيلية تجددت أمس، حتى قبل وضع مثل هذه الآليات؛ فقد هاجمت السلطة الفلسطينية رئيس الوزراء الإسرائيلي، واتهمته بمحاولة عرقلة جهود ترمب. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن التصريحات الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول السيطرة الأمنية الإسرائيلية الدائمة في حال الوصول إلى اتفاق سلام، هي بمثابة رسالة "لإدارة ترمب وللمجتمع الدولي بأسره، مفادها أن إسرائيل غير مستعدة لتحقيق السلام القائم على مبادئ العدل، والشرعية الدولية".
وأضاف أبو ردينة في تصريح صحافي: "هذه التصريحات مرفوضة، وتعمل على خلق مناخ يساهم في تعقيد الأمور، ولا يساعد إطلاقا في إنجاح الجهود المبذولة لإيجاد حل يؤدي إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم". وتابع: "لقاءات الرئيس محمود عباس مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب كانت جدية وواضحة، ومهدت لخلق فرصة نادرة لتحقيق السلام، تحاول إسرائيل إضاعتها، من خلال بث مثل هذه التصريحات الرافضة لأسس العملية السياسية". وأضاف: "الجانب الإسرائيلي، ومن خلال إطلاقه هذه التصريحات المتكررة، يحاول عرقلة كل الجهود العربية والدولية، بخاصة الأميركية الهادفة لتهيئة الأجواء لإطلاق عملية سياسية جادة، الأمر الذي سيؤجج الصراع في المنطقة، وسيدفع بالأمور إلى مزيد من التفكك، في ظل نظام إقليمي وعالمي متصدع، ما سيترك آثاره على المشهد السياسي لسنوات طويلة وصعبة".
كما استنكر رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله، تصريحات نتنياهو، وقال: "إن تعهده بأن القدس ستظل دائماً عاصمة لإسرائيل، وأن تبقي دولة الاحتلال سيطرتها العسكرية على الأراضي الواقعة غربي نهر الأردن، في إطار أي اتفاق سلام مقبل مع الفلسطينيين، وبالإصرار على اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل وطناً للشعب اليهودي، إنما هي محاولات يائسة لتأجيل دفع الاستحقاق الذي ستدفعه الحكومة الإسرائيلية مهما ماطلت وراوغت".
وانضمت وزارة الخارجية للهجوم على نتنياهو، وقالت إنه يحاول "قطع الطريق أمام الجهد الأميركي والدولي المبذول، لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني، والإسرائيلي".
وأوضحت الخارجية في بيان لها أن «محاولات نتنياهو تتبين من خلال سعيه المتواصل لوضع (العربة أمام الحصان)، وتكرار اشتراطاته، ومواقفه التعجيزية لإعاقة إطلاق عملية سلام حقيقية»، مشيرة إلى أنه أطلق أعمق عملية تنكر للاتفاقيات الموقعة، من خلال جُملة من المواقف العنصرية المعادية للسلام، التي تعبر عن آيديولوجيته الظلامية المتطرفة، محاولا إرضاء جمهور ناخبيه من المستوطنين، واليمين في إسرائيل.
وأكدت أن "هذه (الصراحة) الإسرائيلية في معاداة السلام، ورفض الجهود الدولية الرامية لاستئناف المفاوضات، تتحدى مصداقية المجتمع الدولي، وتدفعنا إلى التساؤل: ما هو البديل الذي يتبناه المجتمع الدولي لمواجهة رفض إسرائيل العلني للشرعية الدولية، وللمفاوضات الحقيقية مع الجانب الفلسطيني؟ وإلى متى سيبقى المجتمع الدولي صامتاً أمام هذه العنجهية الإسرائيلية اللامحدودة، وأمام الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني، جراء استمرار الاحتلال والاستيطان".
وكان نتنياهو قد قال، خلال حفل أقيم في متحف للجيش الإسرائيلي بالقدس، بمناسبة مرور 50 عاما على حرب يونيو (حزيران) 1967: "نحن نريد صنع سلام حقيقي مع أعدائنا، ولذلك نصر على أن يعترف الفلسطينيون بالدولة، ونصر على أن تبقى قواتنا في غرب الأردن، سواء يوجد اتفاق أم لا".
وأضاف: "هذا هو أساس السلام، وإسرائيل لن تعود إلى الوراء، لن تضع مصيرها بأيدي الغير، وستعتمد على نفسها فقط في الدفاع عن ذاتها".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالسبت 10 يونيو 2017, 2:12 pm

9.06.2017


مقالات
المعركة على الرقة تُذكر بمخاطر الانتصار على داعش
يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" ان تقارير قيادة “قوات سورية الديمقراطية”، التي بدأت هجوما لتحرير الرقة، عاصمة الدولة الاسلامية (داعش) في سورية، مشبعة بالتفاؤل. “احتلال الرقة هو مسألة ايام وليس اسابيع″، كتب مسؤول كردي على صفحة الفيسبوك التي تؤيد هذه القوات. وحسب تقرير اخر فان القوات تتوقع أن يتم الاحتلال بسرعة، خلال يومين، وأن هذه القوات تبعد حوالي كيلومترين عن مركز المدينة. هذه التقارير تشبه الى درجة كبيرة التقارير التي كانت تصدر في الاسابيع الاولى لاحتلال الموصل في العراق، ويمكن التعامل مع مصداقيتها بالمثل.
 الموصل لم تتحرر بعد بشكل كامل من أيدي داعش، وفي الجزء الغربي منها تجري معارك شديدة بين قوات الجيش العراق والمليشيات الشيعية وبين قوات داعش. صحيح أن الرقة في شرق سورية ليست بمساحة الموصل، وعدد سكانها يبلغ حوالي 300 ألف (مقابل أكثر من مليون شخص في الموصل)، ولكن كلما تقلص هامش حياة داعش كلما زاد تصميمه على الحفاظ على ممتلكاته.
طريقة تحصن قوات داعش في الرقة تشبه الى درجة كبيرة الطرق الدفاعية التي اعتمدها في الموصل. فالعبوات الناسفة، والألغام، والشقق المفخخة والسيارات المفخخة، هي جزء لا يتجزأ من القدرات العسكرية التي تهدف الى كبح تقدم القوات المهاجمة وتكبيدها خسائر كبيرة. ويفترض بمنع هرب المواطنين وعمليات الاعدام ان تعزز الدرع البشري الذي يختبئ مقاتلو داعش خلفه. ويستخدم داعش ايضا طائرات غير مأهولة وصواريخ مضادة للطائرات، لكن قتاله الأساسي يجري في المناطق المأهولة.
وكما هو الأمر في الموصل، فان الحرب ضد داعش في الرقة تعتمد على الدمج بين القوات المحلية والمظلة الجوية لقوات التحالف، خاصة سلاح الجو الامريكي. لكن، بالمقارنة بالموصل، فان القوات الكردية التي تشارك في الحرب في سورية تثير الخلاف بين تركيا والولايات المتحدة.
لقد عارضت تركيا منذ البداية مشاركة الاكراد في الحرب ضد داعش. وعارضت بشكل اكبر، تسليح الاكراد المكثف من قبل الامريكيين. لكن اللقاء بين الرئيس التركي اردوغان وبين الرئيس الامريكي ترامب، في 16 ايار الماضي، اعتبر على لسان المحلل التركي الرفيع، جنكيز تشاندار، بمثابة "زيارة غير ناجحة أبدا في واشنطن”. وفي مقالة نشرها في موقع المونيتور، كتب تشاندار أنه طرحت على طاولة النقاش بين الرئيسين ثلاث قضايا مركزية: تغيير سياسة ترامب تجاه “قوات الدفاع الشعبي الكردية” (المليشيا الكردية في سورية YPG)، واعتبارها منظمة ارهابية، وتسليم فتح الله غولن لتركيا، وهو الداعية التركي الذي يعيش في الولايات المتحدة وتتهمه تركيا بالمسؤولية عن محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز 2016، واطلاق سراح رضا زراب، رجل الاعمال الضالع بقضايا فساد تورط بها وزراء في الحكومة التركية، بل واشخاص من عائلة اردوغان.
لقد خرج اردوغان خالي الوفاض في القضايا الثلاثة. ليس فقط لأن ترامب رفض اعتبار الاكراد ارهابيين يتعاونون مع “حزب العمال الكردي PKK”، بل زاد من تسليح ميليشيا “قوات سورية الحرة” التي تتشكل في الاساس من قوات كردية سورية. تحذيرات اردوغان من أن هذا السلاح قد يستخدم ضد تركيا بعد سقوط داعش، أو انتقاله الى منظمات ارهابية اخرى، لم تترك أي انطباع لدى الرئيس ترامب الذي يرى أمامه حرب واحدة فقط، وهي الحرب التي تجري ضد داعش. وقد نتج عن هذا الخلاف اعلان تركي تحذيري جاء فيه أن تركيا سترد بقوة اذا رأت بأن الحرب في الرقة تهدد أمنها. هذا التحذير موجه الى البيت الابيض أكثر من كونه موجها للأكراد. هذا يعني أنه “لا يمكن محاربة منظمة ارهابية واحدة من خلال تقوية منظمة ارهابية اخرى”، كما قال رئيس الحكومة التركية بنالي يلدريم.
لكن الخلاف بين تركيا والادارة الامريكية قد يتضح بأنه معركة جانبية أقل أهمية مقابل غياب خطة متفق عليها للمرحلة التي ستلي الانتصار على داعش في الموصل والرقة. والصعوبة الفورية هي ماذا ستكون استراتيجية داعش بعد أن يتم طرده من المناطق التي يركز وجوده فيها. هل سيعود الى السلوك كتنظيم القاعدة ويتبنى تكتيك العمليات المركزة في الدول العربية والدول الاوروبية؟ الى أين سيذهب المتطوعون فيه، الذين هم ليسوا من مواطني العراق أو سورية، وهل سيؤدي تفكك صفوفه وقواعده اللوجستية في المنطقتين الاقليميتين الى نشوء منظمات محلية جديدة في الدول المجاورة؟.
الاجابة على هذه الاسئلة سيكون لها تأثير حاسم على مستقبل المنطقة. اذا انتشر داعش في ارجاء الدول العربية، ستضطر الانظمة العربية الى محاربة منظمات الارهاب بشكل مستقل، مقارنة بالحرب الحالية، التي تتحمل القوى العظمى الجزء الاساسي منها. صحيح أن جميع الدول العربية تقريبا تخوض صراعا متواصلا منذ عشرات السنين، سياسيا وعسكريا، ضد المنظمات التي تعمل على اراضيها. ولكن طالما نسبت العمليات في هذه الدول لداعش، هكذا يمكن للأنظمة العربية القول إن المشكلة ليست محلية بل دولية – وتقديم الوعود للمواطنين بأنه في لحظة القضاء على داعش سيتراجع الارهاب المحلي.
من شأن انتقال العبء الاساسي للحرب ضد الارهاب الى الأنظمة المحلية التأثير بشكل كبير على استقرار وقدرة هذه الدول على ادارة شؤونها، ونتيجة لذلك، سيؤثر على قدرة التنظيمات الصغيرة على املاء الجدول السياسي والاقتصادي. وعندما ستواجه هذه الدول التهديدات المحلية لن تتمكن من تحويل المسؤولية الى التحالفات العسكرية مع دول اخرى، في الشرق الاوسط أو في الغرب. فمقارنة بالعراق وسورية وتحولهما بسبب داعش، الى ساحة حرب دولية، تشارك فيها جيوش دولية تتمتع بشرعية عالية، سيؤدي كل تدخل اجنبي، عربي أو غربي، في الشؤون الداخلية لأي دولة الى مقاومة شديدة من قبل الجمهور.
 وسيكون هناك محور بركاني آخر، لا يقل اثارة للقلق، وهو الصراع على السيطرة على المناطق التي سيتم تحريرها من داعش في سورية والعراق وابعاده. الجهود الروسية للتوصل الى تفاهمات اولية بين المتمردين وبين النظام لم تنجح حتى الآن، ولا توجد أي دلائل على حدوث انعطاف في الفترة القريبة. ولا يرتبط هذا الجهد بالانتصار على داعش، وانما بسد الفجوات الداخلية بين المليشيات نفسها من جهة، وبين المليشيات والنظام. الخارطة الملونة والمرنة التي تصف تقدم قوات النظام السوري ونجاحاته خلال نصف العام الماضي، كالانتصار الهام في حلب، لم تساعد حتى الآن في الحسم العسكري أو استعداد المليشيات لتقديم تنازلات سياسية. كما ان الاتفاق المبدئي على اقامة مناطق آمنة، او كما تسمى "مناطق اقل تصعيدا"، تنتظر رسم الخرائط التي سترسم حدودها.
يمكن، بالطبع، ان تتطور في شمال سورية، حرب بين الاكراد السوريين والقوات التركية التي ستعمل على منع سيطرة الاكراد على مناطق الرقة ودير الزور، استمرارا للحرب التركية في الاراضي السورية منذ اب 2016. ومن جانبها تستثمر ايران الجهود لتعزيز سيطرتها في جنوب سورية على الحدود مع الأردن. صحيح ان سلاح الجو الامريكي عمل مرتين خلال الأيام الأخيرة ضد الميليشيات المناصرة لإيران – هذا الاسبوع قتل 60 عنصرا من الميليشيات في هجوم كهذا – الا ان السؤال هو هل سيتمكن سلاح الجو الامريكي من مواصلة العمل في الأراضي السورية. والصحيح اكثر هو هل ستوافق روسيا على ذلك بعد طرد داعش الذي وفر ذريعة مشروعة للعمل العسكري الامريكي. ليس من الواضح بعد ما هو الدور الذي ستبحث عنه امريكا ترامب في سورية بعد اجتثاث داعش. كما يتساءلون في العراق عما اذا كان ترامب ينوي التدخل في الصراع على تقاسم الغنائم والذي سيبدأ بعد تحرير الموصل ومحيطها، بين الاكراد العراقيين والميليشيات الشيعية والنظام العراقي.
التجربة في افغانستان بعد تحريرها من الاحتلال السوفييتي، وفي ليبيا بعد اسقاط نظام القذافي وفي العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية في 2011، تشير الى ان الولايات المتحدة تفقد الاهتمام بالدول التي تحارب فيها، بعد اعلان الانتصار، او تحقيق الهدف. سورية التي تدار عسكريا من قبل روسيا، والعراق الذي يخضع للاملاء الايراني، لا يتوقع ان تثيران تحولا ملموسا في السياسة الامريكية التقليدية – وترامب لا يظهر كرئيس سيسارع الى انقاذ الدول الفاشلة.
احصاء المستوطنين.
يكتب يوتام بيرغر، في "هآرتس" ان مصطلح “رؤيا المليون” اصبح في السنوات الاخيرة دارجا على لسان زعماء المستوطنين. كما انه يوجد بين السياسيين الرسميين الذين يتجولون في أروقة الكنيست من يتحدثون عن خيال توطين مليون اسرائيلي في الضفة الغربية، كتخطيط واقعي – حتى في المستقبل القريب. ويعتقدون انه عندما سيتم ذلك، لن يعد بالإمكان رسم خريطة فيها دولتان، اسرائيلية الى جانب فلسطينية. فإخلاء واسع بهذا القدر سيصبح حلما بعيدا، حتى لو كان اليسار في السلطة.
عمليا يظهر الواقع انه اليوم، أيضا، بات من الصعب رسم خريطة كهذه، إذ أنه خلال الخمسين سنة الاخيرة طرأت تغييرات بعيدة المدى على حجم الاستيطان في المناطق المحتلة. ويتبين من فحص أجرته “هآرتس″ استنادا الى معطيات مكتب الاحصاء المركزي أنه في العام 2015 كان يسكن في المناطق اكثر من 380 الف مستوطن. وهذه المعطيات هي جزئية، لأنها لا تشمل اولئك الذين يعيشون في الاحياء اليهودية في شرقي القدس والذي يقدر عددهم بنحو 210 الف مستوطن، حسب منشورات “معهد القدس لدراسات اسرائيل”. في كل ما يتعلق بالإخلاء المستقبلي المحتمل لأولئك الذين يتواجدون “خارج الكتل” (كما تم تعريفهم في مبادرة جنيف، ولا يشمل ذلك ارئيل)، فان الصورة هنا، ايضا، معقدة إذ يدور الحديث عن 44% من مستوطني الضفة.
لكي نفهم كيف تطور الواقع في المناطق، يجب العودة الى الايام التي تلت حرب الايام الستة، والتي بشرت بقيام مشروع جديد – مشروع الاستيطان. ويتبين من مراجعة لخريطة العام 1968 انه ظهرت عليها منذ تلك الخريطة خمس نقاط جديدة، خلف الخط الاخضر، لم تكن مكتظة بالسكان. لقد كان حزب العمل هو الذي وقف خلفها، حيث قرر الاستيطان في مناطق الضفة، وهناك من سيقولون لأسباب امنية. مهما يكن من أمر، فان بنحاس فلرشتاين، الرئيس السابق للمجلس الاقليمي “ماتيه بنيامين” ومن زعماء مجلس “ييشاع″ و غوش ايمونيم، يعتقد بان المستوطنين يدينون بنسبة كبيرة لليسار. ويقوا ان “ارئيل اجتازت كل الاجراءات على يد حزب العمل”، ويذكر بمن كان مسؤولا  عن تخطيط المستوطنات قبل الانقلاب السلطوي في 1977، ويقول ان “قصة عابر السامرة، تكثيف القدس، جفعات زئيف، معاليه ادوميم، بيت حورون – هذا كله من عمل حزب العمل”.
ربما يكون حزب العمل هو الذي بدأ البناء في المناطق، ولكن النمو الدراماتيكي في عدد المستوطنين بدأ فقط بعد تسلم الليكود للسلطة برئاسة مناحيم بيغن. اذ انه فور انتخابات 1977، كان في الضفة 38 مستوطنة يعيش فيها 1.900 مستوطن. وبعد عقد من الزمان، في الثمانينيات، قفز عدد المستوطنين الى قرابة 50 الفا، عاشوا في اكثر من مئة مستوطنة مختلفة.
ليس عدد المستوطنات فقط هو الذي ازداد بقوة في ظل سلطة اليمين، بل طرأت ايضا تغييرات في شكلها وحجمها. “قبل صعود الليكود كانت مستوطنة مدنية واحدة فقط – هي كريات أربع″، قال لـ “هآرتس″ البروفيسور هيلل كوهين، رئيس مركز “تشيريك لدراسات الصهيونية" في الجامعة العبرية. وفي السنوات التالية، يقول، بدأت تقوم مدن في أرجاء الضفة: “كانت هذه سياسة حكومية – زيادة عدد اليهود في المناطق. لقد أعدوا خططا خماسية، خططا عشرية، وتحدثوا عن كيفية الوصول الى 100 الف والى 300 الف وكيف سنصل الى نصف مليون”.
ويبرز كوهين الدور الهام الذي قام به ارئيل شارون في مشروع الاستيطان في الضفة الغربية: “من ناحيته، فان المنطق الذي يقف خلف انتشار المستوطنات في المناطق كان منع امكانية اقامة دولة فلسطينية”.
في هذه السنوات، منذ صعود بيغن الى السلطة وحتى 1984، دفعت الحكومة مشروع الاستيطان بكل قوتها، كما كتبت البروفيسور مريم بيليغ من جامعة ارئيل، في مقالة تحت عنوان “ايديولوجية وتصميم المنطقة في يهودا والسامرة”، والتي نشرتها في عام 2008. وحسب قولها فقد حدث “التباطؤ” مع اقامة حكومة الوحدة في منتصف الثمانينيات. ومع اقامة حكومة رابين في 1992 تقرر كبح البناء: وقف إقامة مستوطنات جديدة. ولكن في نفس الوقت كان هناك عدد غير قليل من المستوطنات القائمة، وواصل الاسرائيليون التدفق اليها. وفي 1997، بعد سنة من تسلم بنيامين نتنياهو لرئاسة الحكومة، في دورته الاولى، بلغ عدد المستوطنين في الضفة نحو 150 ألف.
مضت 20 سنة منذئذ، واذا كان عدد المستوطنين كبيرا منذ ذلك الوقت، فقد اصبح يقارب 400 الف اليوم، وهذا لا يشمل سكان الاحياء اليهودية التي اقيمت خلف الخط الاخضر في القدس. كما لا تشمل المعطيات من يقيمون في البؤر الاستيطانية غير القانونية. وحسب معطيات حركة "سلام الان"، توجد في الضفة الغربية 97 بؤرة غير قانونية، وتشير حاجيت عوفران، رئيسة فريق المتابعة للمستوطنات في الحركة، الى أنه يسكن فيها عدة آلاف من المستوطنين. ومع ذلك، وبما ان معظم البؤر ملاصقة لمستوطنات ما، من المحتمل انه يجري احصاء سكانها ضمن المستوطنات الام.
طابع مختلف
مستوطنون، سكان البؤر او “شبيبة التلال”، صورة كل هؤلاء لدى الجمهور موحدة في  الكثير من الحالات: ابناء المعسكر الديني – القومي. ولكن، عمليا، فإن المستوطنين خلف الخط الاخضر هم اكثر تنوعا. فالمعطيات تبين أن 100 الف من بين مستوطني الضفة في 2015 اقاموا في مستوطنات دينية قومية صرفة، بينما 164 الف في مستوطنات علمانية او مختلطة.
لكن الجمهور الذي يدين له المستوطنون بالزيادة الكبيرة في عدد السكان، هو جمهور المتدينين الأصوليين، الذين لا يجتازون في معظمهم الخط الاخضر لاعتبارات ايديولوجية بالضرورة. “هذا خليط من الضرورة وقرار من مسؤولي هذه المجتمعات”، يقول البروفيسور كوهين، ويضيف: “أزمة السكن، في بني براك وفي القدس، ايضا، ادت الى اقامة الاحياء الاصولية".
ويضيف فلرشتاين ان “الاصوليين بدأوا بحجم صغير في عمانويل، ولكن عمانويل لم تحل لهم مشكلة السكن. الاعتبار الذي عمل السكان الاصوليون وفقا له، هو القرب من المدينة التي جاءوا منها”. وهكذا، مع مرور السنين، قامت مستوطنات كبرى اصولية مثل بيتار عيليت (لمن جاؤوا من القدس) وموديعين عيليت (لمن جاؤوا من بني براك). وفي المجمل العام سكن في الضفة في 2015 ما مجموعه 118 الف مستوطن في مستوطنات اصولية صرفة.
كقاعدة، لا يميز الاستيطان المديني في المناطق الاصوليين فقط. فحتى العام 2015، اقام نحو 65% من المستوطنين في مستوطنات ذات طابع مدني، بينما حدث اساس النمو في نوع السكن هذا في التسعينيات وفي سنوات الالفين الاولى. والى جانب السياسة الحكومة لتكثيف المدن، ساهمت في ذلك ايضا الهجرة، لا سيما من دول الاتحاد السوفييتي سابقا. “في ارئيل ومعاليه ادوميم تم استيعاب للمهاجرين، وكذلك في كريات أربع توجد نسبة روسية معينة”، يقول البروفيسور كوهين، ويضيف: “هناك ايضا من جاءوا الى المناطق في مرحلة لاحقة، ليس كجزء من استيعاب الهجرة، بل اناس من الطبقة الوسطى”.
في هذا السياق طرحت مع مرور السنين، الكثير من الادعاءات بأن الكثير من المستوطنين في الضفة لم يصلوا الى هناك لاعتبارات ايديولوجية، وانما فقط لغرض تحسين السكن بثمن زهيد. البروفيسورة عديت زرطال، المؤرخة والباحثة في الثقافة، والتي ألفت مع عكيفا الدار كتاب “اسياد البلاد”، تعتقد بان هذا الوصف صحيح على نحو خاص لسنوات 1987 – 1997. وتقول: “كانت هذه فترة المستوطنة الاقتصادية، وبقدر اقل بكثير من المستوطنة الايديولوجية”. وتضيف: “هذا يشرح ايضا النمو في المدن – فإلى المدن يأتي الباحثون عن الشقق”. وعلى حد قولها، فان مدن المستوطنات اقيمت على الارض القريبة من المراكز المدنية داخل الخط الاخضر. “مثلا معاليه ادوميم – هذه استمرار للقدس″. وتقول ان “الشخص الذي يملك شقة بمساحة 50 – 60 مترا مربعا في القدس يمكنه أن يضاعفها ثلاثة اضعاف بل وأن يحصل على استرداد مالي. برأيي لعل هذا هو العنصر المركزي الذي يشرح مثل هذا النمو المكثف”.
لكن بيليغ تعتقد أن هذا التفسير مبسط جدا. “أعرف ان هناك ميل للقول انه يوجد الكثير من محسني السكن. انه هذا وذاك في نفس الوقت. هناك بالتأكيد من كانوا يسكنون في بيت صغير، وانتقلوا الى بيوت اكبر، ولكن توجد نسبة كبيرة جدا ممن قاموا بخطوة معاكسة”. وعلى حد قولها، فان البناء في المناطق اليوم يختلف عن ذاك الذي كان منتشرا في الماضي. “اليوم يمضون نحو بناء الطوابق، بناء شقق أصغر. ويوجد طلب هائل على ذلك”.
سؤال آخر يطرح هو حول شكل المستوطنات، وطبيعة سكانها. وتقول زرطال ان “النواة الصلبة والقديمة من الايديولوجيين (بين المستوطنين الحاليين) صغيرة جدا. لا اعتقد أنها اكثر من 5%. وبالمقابل، نشأت نواة ايديولوجية من نوع مختلف – الابناء والاحفاد، وللدقة، احفاد النواة الصلبة والقديمة. هؤلاء هم رأس الحربة اليوم وهم كثيرون جدا. والضرر الذي يسببونه اكبر بكثير من معدلهم بين السكان”. وعلى حد قولها فان “القدامى لم يتحدثوا ابدا باللغة التي يتحدث بها شبيبة التلال – والذين يقصدون كل كلمة. لقد عرف القدامى كيف يمارسون اللعبة السياسية والتلاعب بالجهاز السياسي. اما شبيبة التلال فلا يوجد لهم اي حديث مع هذا الجهاز، ليس لديهم اي منطق سياسي ايضا. انهم يعيشون داخل فقاعتهم التبشيرية".
وراء الجدار
أحدى التغييرات الهامة في الضفة الغربية خلال الـ 15 سنة الاخيرة، هي اقامة الجدار الفاصل. وعلى حد قول بيليغ، فقبل اقامته ساد الخوف في اوساط المستوطنين من أنه سيصد وصول سكان جدد الى المنطقة. لكنه من ناحية عملية، على حد قولها، لا يبدو أن الجدار ردع الكثيرين. “الجدار أثر بقدر هامشي جدا. فقد خفض الاسعار في زمن ما، وبعد ذلك عادت لترتفع. وفي نظرة بعيدة المدى، لا أرى شيئا بالغ الاهمية”. وتتفق معها عوفران في هذا الرأي ايضا، وتقول: “احساسي هو أنه طرأ ارتفاع على عدد السكان خلف الجدار حتى بعد اقامته. لكن هذا لا يرتبط به على الاطلاق”، وتشرح ان هذا بسبب “الهدوء الذي سمح للناس بالعودة الى هذه الاماكن”، وكذلك سياسة نتنياهو في اقرار بدايات البناء خلف الخط الاخضر.
حتى لو لم يغير الجدار رغبة الاقامة خلف الخط الاخضر، فلعله اثر بقدر ما على التقسيم، اذا كان هذا لا يزال ممكنا – إذ انه يحيط من الجانب الاسرائيلي بما يسمى “الكتل”، وهي المستوطنات التي لن تكون حاجة الى اخلائها حسب مبادرة جنيف، والتي سكن فيها في 2015 نحو 214 الف مستوطن. ولغرض المقارنة، في 106 مستوطنة ستكون حاجة الى اخلائها حسب الصيغة المطروحة، يسكن نحو 170 الف نسمة.
احدى المستوطنات التي لا تشكلها مبادرة جنيف على الاطلاق، هي موديعين. إذ انها كلها تقوم في نطاق الخط الاخضر. غير أنها مع السنين اصبحت بمثابة “مركز كتلة” جديد، لمستوطنات في الضفة مثل نيلي وحشمونائيم. ويقول كوهين: “في السنوات الاخيرة تتجه حقا نحو موديعين. هذا نوع من مركز آخر”.
المعطيات التي وردت في التقرير تعتمد على منشورات دائرة الاحصاء المركزية، وتم جمعها يدويا من التقارير السنوية التي تنشرها، لأن الدائرة لم تعد بتاتا قائمة مفصلة لعدد سكان المستوطنات. كما انه في سنوات الستينيات والسبعينيات، تبدو المعطيات في احصائيات الدائرة منقوصة، واحيانا يشار الى مستوطنات كبلدات اصغر من ان يتم احصاء سكانها (اقل من 50 نسمة – ولذلك تم تعدادهم مع هذا العدد)، رغم انه في الواقع يمكن ان يكون حجم بعضها اكبر من ذلك ولم يتم اجراء احصاء فيها لأسباب اخرى. كما لم تظهر في سجلات دائرة الاحصاء مستوطنات اخرى اقيمت بشكل غير قانوني.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالسبت 10 يونيو 2017, 2:12 pm

10.06.2017


ابو مازن يخشى من التورط مع ترامب
يكتب البروفيسور أيال زيسر، في "يسرائيل هيوم" ان احد المستشارين الكبار لرئيس السلطة الفلسطينية كشف في لقاء لوسيلة اعلام أمريكية بأن ابو مازن مستعد لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل بدون شروط مسبقة، والتنازل بشكل مؤقت عن مطلب تجميد البناء في المستوطنات وراء الخط الأخضر كشرط لاستئناف المفاوضات. كما قال مستشار ابو مازن ان السلطة تنوي تخفيض "الحملة" التي تديرها ضد اسرائيل على الحلبة الدولية والتوقف مؤقتا عن الدعوة الى مقاطعة منتجات المستوطنات او تقديم الضباط والساسة الاسرائيليين الى المحاكمة. ولكن بعد نشر هذا اللقاء سارعوا في رام الله، بشكل غير مفاجئ، الى نفي الامور جملة وتفصيلا.
الموضوع هو ان الرسالة الفلسطينية لم تكن موجهة الى الآذن الاسرائيلية او الفلسطينية. فعنوان هذه البشرى من رام الله هو البيت الابيض، والهدف هو ارضاء ادارة ترامب، وربما التقرب من قلبه من خلال اظهار الاعتدال والتسوية.
خلافا لأوباما، لا يهتم ترامب بالامم المتحدة واوروبا، ولا حتى بوزارة الخارجية الامريكية. انه لا يشعر بالالتزام، وكذلك لا يشعر بالتماثل او التعاطف الخاص مع قضايا الفلسطينيين. كما انه ليس مستعدا لتقبل اللسان المزدوج، أي شجب الارهاب وفي الوقت نفسه التحريض على الكراهية ومحاربة اسرائيل ودفع رواتب للمخربين وعائلاتهم. كما ان ترامب معني بالتوصل الى اتفاق اسرائيلي – فلسطيني كجزء من صفقة اقليمية شاملة، وكما تعلمنا قضية قطر، فان من يتجرأ على الوقوف في طريقه يمكن ان يدفع ثمنا باهظا.
اذن، فان الفلسطينيين يتخوفون من تخلي ترامب عنهم وتركهم لأنينهم، ومن ثم يعرض عليهم الصفقة النهائية بناء على تفاهمات يتوصل اليها مع اسرائيل ومصر والسعودية. من هنا مصدر هجوم الابتسامات والنوايا الطيبة من جهة رام الله، لأنه ليس من المجدي التورط مع ترامب، خاصة وانه في حقيقة استعداده لدفع اتفاق سياسي في المنطقة، اقدم على عمل معروف كبير مع ابو مازن، واعاده الى الحياة ومنحه الصلة من جديد.
ولكن في الشرق الاوسط، كما في الشرق الاوسط، فلدى ابو مازن رأي محلي ولذلك تم الادلاء بالتصريح باللغة الانجليزية لوسيلة اعلام امريكية، وفور نشره جاء النفي الشديد من رام الله كما لو ان الأمر لم يحدث. هكذا يحقق الفلسطينيون هدفين. من جهة، وصلت الامور الى هدفها في البيت الابيض، ومن جهة اخرى يواصل ابو مازن امام الجمهور الفلسطيني اظهار "الموقف الراسخ". وهذا يدلنا على المفاوضات التي تنتظرنا. خطوة الى الامام، خطوتان الى الوراء، رسالة للأمريكيين واخرى مختلفة لإسرائيل، وثالثة مختلفة تماما للفلسطينيين. هذا يعني ان طريق السلام لا تزال طويلة.
مؤشر ضعف
يكتب الجنرال (احتياط) يعقوب عميدرور، في "يسرائيل هيوم" ان قطع العلاقات مع قطر، والذي أعلنت عنه السعودية، مصر، الامارات المتحدة والبحرين ودول اخرى، هو مؤشر ضعف. فحقيقة ان العالم العربي – السُني لم ينجح في فرض نهجه الاساس على إمارة صغيرة، هو مؤشر آخر على أزمة عميقة، تنبع ضمن امور اخرى، من عدم وجود زعامة حقيقية للسُنة.
انهم يشكلون الاغلبية الكبرى، 85% من الاسلام كله، وكذلك الأمر في الامة العربية، ومع ذلك فان الشيعة بقيادة ايران هم القوة المحركة للإجراءات في أرجاء الشرق الاوسط. لا يبدو أن الامر تم بسبب زيارة الرئيس الامريكي الى المنطقة أو بتشجيع من الولايات المتحدة، كما يفهم من ردود الفعل المرتبكة في واشنطن.
كما يبدو فإننا نرى ثمار خطوة تم خلالها التوضيح للقادة السنة في "دول الوضع الراهن" ان قطر لن تدخل الى التلم الذي يحاولون رسمه كمجموعة. هؤلاء القادة يتخوفون من قوة ايران، ومن التنظيمات الإسلامية السنية المتطرفة ومن تجدد الربيع العربي. 
في كل هذه المجالات الثلاث الحاسمة، تدير قطر سياسة مستقلة حين تلعب بين المعسكرات المختلفة وتحاول الامساك بالعصا من طرفيها، سياسة مزدوجة في افضل صورها، حتى الان على الاقل.
هكذا مثلا، تتواجد في قطر احدى القواعد الاكثر اهمية للأسطول الأمريكي في الخليج الفارسي، وكذلك تتواجد فيها قيادة كبيرة للجيش الامريكي. لكن قطر تحافظ على علاقات جيدة مع طهران – العدو الاكبر للولايات المتحدة في المنطقة.
ظاهرا، تعتبر قطر جزء من مجموعة الدول السُنية الراغبة في الحفاظ على الوضع الراهن في المنطقة، ولكنها الداعمة الاساسية للإخوان المسلمين.
وبسبب هذا العطف تنمي قطر، ايضا، حركة حماس، الذراع الفلسطيني للإخوان المسلمين، والتي يعيش ويعمل قادتها ونشطاء الارهاب فيها، في الدوحة، عاصمة الامارة. في السعودية ايضا يمقتون رجال الاخوان المسلمين، والدول العربية تدعي بان قطر تساعد محافل ارهاب واضحة كالقاعدة وداعش، ولكن اساس هذه الادعاءات أقل راسخا.
الادعاء الاخر تجاه قطر ثقيل الوزن من زاوية نظر زعماء هذه الدول: فقطر تملك قناة “الجزيرة” التي تؤجج النار في الشارع العربي ضد السلطات في كل تلك الدول العربية. وكان دورها حاسما في تجنيد الجماهير واثارتها ضد مبارك، وهي التي قادت حملة المقاومة لخطوة الجنرال السيسي ضد الاخوان المسلمين.
كما تنشط القناة في دول عربية اخرى ضد السلطات القائمة، لكنك لن تجد في الجزيرة كلمة نقد واحدة لسلطة قطر، رغم أن اغلبية ساحقة من سكان الجزيرة هم اجانب يحملون على اكتافهم جنون العظمة لدى الأسرة المالكة القطرية.
كما في كثير من المجالات فان تعامل قطر من اسرائيل ذو وجهين ايضا. فمن جهة تسمح للإسرائيليين بالوصول اليها والسفر في شركة طيرانها. ومن جهة اخرى كما أسلفنا، هي السند الوحيد لحماس في العالم العربي، بما في ذلك استضافة جهات تنفيذية تقوم من هناك بتفعيل الارهاب ضد اسرائيل. وفي واشنطن، ايضا، خرجت مؤخرا عدة جهات ضد لعبة قطر المزدوجة.
 قبل بضع سنوات هددت  دول الخليج بالمس بالعلاقات الدبلوماسية مع قطر، لكنه تم التوصل الى حل وسط. لكن هذا لم يعد قائما. فعلى الرغم من ان الكويت وعُمان شرعتا بحملة وساطة، كما يبدو بسبب حساسية الوضع في الشرق الاوسط من جهة، ومشاعر التعزيز المتبادل بين المتصدرين للمجموعة العربية، من جهة اخرى – تقرر بين زعماء هذه الدول وضع حد للعبة القطرية. فرغم ثراء قطر الاسطوري الا انها متعلقة بقدر غير قليل بجيرانها، لا سيما السعودية.
اذا نجح المسعى السُني تجاه قطر – أي اذا جمدت علاقتها مع ايران، وكفت عن دعم الاخوان المسلمين (وربما حماس ايضا)، وفرضت قيود متشددة على الجزيرة وتوقفت عن استقبال محافل متطرفة في العالم السُني – فستكون هذه خطوة هامة للغاية في بناء معسكر سُني متناغم، يمكن لتجنده معا في الصراع، احتواء ايران في المنطقة.
من ناحية معينة فان بناء قيادة فاعلة للعالم السُني يمكن أن تقود الى تغيير هام في الشرق الاوسط. وسيتعين على اسرائيل ايضا، اعتياد العمل مع هذا الجسم. ومع ذلك، بسبب حقيقة أن اعداء اسرائيل هم ايضا اعداء الدول التي يتشكل منها هذا التحالف، ثمة فرصة حقيقية هنا من ناحية اسرائيل، ويمكن تطوير ما تم عمله مع الدول القليلة في هذه المجموعة، حتى الان.
"اذا تواصلت الهجمات سنلحق ضررا بميزانية الامم المتحدة".
ينشر شلومو تسينزا في "يسرائيل هيوم"، لقاء مع سفير اسرائيل لدى الامم المتحدة داني دانون، الذي وصل الى البلاد، هذا الاسبوع مرافقا لسفيرة الولايات المتحدة نيكي هايلي، في زيارتها الى اسرائيل. ويقول الكاتب انه حين سأل دانون عن التغيير الأكثر ملموسا بعد تسلم دونالد ترامب للإدارة الامريكية، قال: "انا اتذكر تلك اللحظة، 23 كانون اول 2016، قرار 2334 (الذي يحدد بأن المستوطنات الاسرائيلية غير قانونية)، كان مطروحا للتصويت عليه في مجلس الامن. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تحدث مع وزير الخارجية جون كيري ولم يتلق منه ردا على سؤال بسيط: كيف ستصوت الولايات المتحدة؟ مع او ضد؟ اتصلت بالسفيرة الامريكية لدى الامم المتحدة سمانثا باور عشرات المرات، ولم اتلق جوابا. وقال لي سفراء من دول مؤيدة لنا: داني، نحن نريد الامتناع عن التصويت لكن الولايات المتحدة لا تسمح لنا. في اللحظة الاخيرة تلقينا جوابا بأن الولايات المتحدة ستمتنع عن استخدام الفيتو، ما سمح بالتالي بتمرير القرار".
"اما اليوم، مقابل ذلك، فنحن في عالم آخر. توجد قناة حوار مفتوحة، نلتقي ونتحدث عن كل شيء. لا يوجد اتفاق بنسبة 100%، وهذا طبيعي، لأنه لا يوجد دائما تماثل مصالح، ولكن يوجد حوار حقيقي. نيكي هايلي تعرب عن دعمها لإسرائيل، لكن ما يميز تعبيرها هذا يكمن في انها تعرب عن تأييدها بشكل علني وقاطع. في مكان مثل الامم المتحدة يوجد تأثير كبير لهذه العلنية. في السابق، أيضا، حظينا بتأييد امريكي ولكن التوجه كان تعالوا نعمل بهدوء من اجل تمرير الرسالة. المباشرة التي تسلكها هي التي تؤثر على التعامل معنا من جانب الدول الاخرى".
يجب الإشارة الى ان هايلي وصلت الى اسرائيل بعد زيارة لجنيف، حيث شاركت في نقاش في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، المؤسسة التي تقول وزارة الخارجية في القدس انه "تمت السيطرة المعادية عليها" من قبل الفلسطينيين والمعادين لإسرائيل. ففي الوقت الذي تحدث فيه اعمال فظيعة بارزة في سورية وحتى كوريا الشمالية، يتخذ المجلس قرارات كثيرة بالذات ضد اسرائيل.
وقالت هايلي ان ترامب "يفحص بحذر دور مجلس حقوق الإنسان ومشاركة الولايات المتحدة فيه" ودعت اعضاء المجلس الى اجراء اصلاح ووضع حد لما اسمته "التمييز المزمن ضد اسرائيل"، وكرست قسما كبيرا من كلمتها لانتقاد قرارات المجلس ضد اسرائيل.
الان، وبمبادرة من اسرائيل، يتبلور تهديد ملموس ضد مجلس حقوق الإنسان: اسرائيل تقف وراء اقامة تحالف بقيادة الولايات المتحدة، والذي يهدد بالانسحاب من المجلس اذا لم يقم بإلغاء اجراءين يمسان بإسرائيل. الاول هو النقاش السنوي حول خرق حقوق الإنسان ظاهرا من قبل اسرائيل، والثاني، الغاء اللجنة التي تجمع معلومات حول الشركات التي تنشط في المناطق التي اضيفت الى اسرائيل وراء خطوط 1967 (القدس، يهودا والسامرة والجولان). صحيح ان اسرائيل نجحت بتأجيل عمل اللجنة، لكنه من المتوقع ان تنهي عملها في كانون الثاني القادم.
ويقول دانون: "من المثير للاستفزاز انه يوجد مئات الاف اللاجئين وان حقوق الإنسان تتعرض للمس في ايران وليبيا واليمن وكوريا الشمالية، ولكن مجلس حقوق الإنسان يتعامل بهوس ضد اسرائيل. قرار انشاء مجمع للمعلومات يضم اسماء كل من يقوم بنشاط تجاري وراء الخط الاخضر خطير جدا على اسرائيل، لأن المقصود ليس مجموعة مقاطعة مثل BDS، التي تقاطع اسرائيل، وانما مؤسسة رسمية في الامم المتحدة، تنشر قائمة سوداء وتدعو لمقاطعة اسرائيل. وستضم هذه القائمة "يسرائيل هيوم" و"هآرتس" لأنهما توزعان ايضا في حي جيلو في القدس، وكل البنوك وكل الشركات، صغيرة وكبيرة، والتي سيتم الدعوة الى مقاطعتها. نقاشات مجلس حقوق الإنسان في هذا الموضوع ستنتهي في نهاية السنة، وعندها يفترض نشر القائمة. هذا يذكرني بعصور مظلمة".
ما الذي يمكن عمله ازاء قرار كهذا؟
"الولايات المتحدة تملك القوة على تغيير هذا الوضع. وجودنا، الولايات المتحدة والدول المستنيرة في المجلس يمنحه الشرعية. نحن نبادر الى منع تحويل الميزانيات الى المجلس وتركه من قبل الدول المؤيدة لنا اذا لم تتغير الامور. سنوصي الاصدقاء بعدم منح الشرعية لهذا المجلس، بل وتحويله الى جسم غير ذي صلة بسبب عدم عدالته الواضحة.
"الولايات المتحدة تتبرع بـ25% من ميزانية الامم المتحدة، وهناك مؤسسات اخرى تابعة للأمم المتحدة اعتادت على الهوس ضد اسرائيل. انا اقود الان خطوة تدعو الى فصل رئيس كل مؤسسة منها هذه المؤسسات اذا تبين في تاريخه انه مس بجمهور او بدول معينة.
ويعود دانون ليؤكد اهمية التأثير الأمريكي: "نحن نحاول قيادة التغيير بواسطة الولايات المتحدة ومن خلال التهديد بأنه اذا لم يتوقف كل هذا الهجوم فإننا سنسبب ضررا لميزانية الامم المتحدة. لقد قلصت اسرائيل حوالي نصف رسوم العضوية التي تلتزم بها كل دولة عضو في الامم المتحدة، لكن هذا ينطوي على مغزى رمزي وفي الاساس تأثير على بيت المشرعين الامريكيين. لقد وقع 100 سيناتور مؤخرا على وثيقة تبلغ الامم المتحدة بأنها لذا لم توقف التعامل السلبي مع اسرائيل فان الميزانية التي تحولها الولايات المتحدة ستواجه الخطر".
هل تحدثت مع الممثل الفلسطيني في الامم المتحدة رياض منصور؟
"لدي علاقات مع الكثير من الممثلين في الامم المتحدة، وايضا مع ممثلي دول اسلامية لا تربطها علاقات بنا، ولكن لم اتحدث مع الممثل الفلسطيني. رياض منصور اختار الامم المتحدة كوسيلة لمناطحة اسرائيل. هذا هو هدف الفلسطينيين في الامم المتحدة: منصة للمناطحة ونشر الاكاذيب بهدف تشجيع نزع شرعية اسرائيل. ايضا في القضايا التي يفترض ان يقودها، كالمساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة، تقود إسرائيل الأمر بينما يغيب المندوب الفلسطيني. اين ستجده؟ في تنظيم مؤتمرات تشوه سمعتنا، في نشر اكاذيب مثل الادعاء بأننا نقطع الاعضاء، وبالمقارنة المستفزة للأوضاع في يهودا والسامرة بالكارثة.
"قبل سنة، خلال نقاش في مجلس الامن وقعت عملية في القدس، توجهت من على المنبر الى منصور وقلت له: تعال نشجب الارهاب معا، كل ارهاب، فرفض ووقعت مواجهة. من ناحيتي الامم المتحدة هي حلبة حرب وليس مكانا تدير فيه حوارا".
هناك مبادرات وتصويت ضد اسرائيل من قبل الاردن ومصر، رغم انه تربطنا بهما اتفاقيات سلام. كيف تفسر هذا السلوك؟
"هذا ليس مقبولا عليّ. عندما ارى سفراء يتحدثون بلهجة مزدوجة – في المحادثات الشخصية يقولون غير ما يقولونه على الملأ – اقول لهم بأن هذا ليس مناسبا. التفسيرات التي اتلقاها تكون دائما مزدوجة: الاول هو "اننا جزء من مجموعة ولذلك يجب عيلنا القيام بعمل ما من اجلها"، والثاني هو ان "نشاطنا من اجل اسرائيل لا يتم استقباله بشكل جيد في بلداننا". هكذا مثلا، كان عندما قمنا بتمرير قرار الاعتراف بمنظمة "زاكا" كتنظيم رسمي في الامم المتحدة. القرار في لجنة معينة يجب ان يمر بالإجماع فقط. عملت مقابل ممثلي الدول العربية، وفي النهاية وافقوا على الخروج من القاعة اثناء التصويت، ما قاد الى المصادقة على الطلب الاسرائيلي. وبعد ذلك جاؤوا وعرضوا عيل مقالات الكراهية التي كتبت عنهم في بلدانهم".
هذا الاسبوع قطعت دول عربية علاقاتها مع قطر بسبب دعم الارهاب. هل يسود الشعور بهذا التغيير في الامم المتحدة؟
"هذا قرار بالغ الاهمية. كنت في احدى دول الخليج قبل عدة اشهر. وخلال محادثة اجريتها مع شخص معين سمعت منه عن تخوفهم من ايران. قلت له ان اول صاروخ سيسقط لدينا، فقال لي: لا، اول صاروخ سيطير الينا، الى هنا. في اسرائيل نعرف التهديد الايراني، لكن في الخليج يعتبر تهديدا وجوديا، ولذلك فان سلوك قطر غير مفهوم".
عودة خلايا العمل السري
يكتب اليكس فيشمان، في "يديعوت احرونوت" ان الشاباك رفع راية سوداء. فالإرهاب اليهودي التبشيري – الفوضوي، الذي يتآمر على تصفية الدولة الصهيونية التي تعيق قدوم الخلاص، عاد ليرفع رأسه من جديد. فخلال الشهرين الاخيرين فقط تم تسجيل ثماني عمليات سرية للإرهاب اليهودي داخل الخط الاخضر والضفة: في بلدات عربية في وادي عارة، في الناعورة في الشمال، وفي القدس وقرى فلسطينية حول مستوطنة يتسهار. الحديث، حاليا، عن تخريب ممتلكات في الأساس: احراق سيارات وكتابة شعارات قومية على الجدران. والى جانب ذلك تم تسجيل عشرات اعمال الشغب التي قامت بها جهات ارهابية يهودية ضد الجنود، قوات الشرطة، مواطنين فلسطينيين ومواطنين اسرائيليين، انتهى بعضهم بإصابات.
هذه الخلايا كانت مشلولة خلال العامين الأخيرين. لم تحدث أي عملية تقريبا. وتم ارسال قسم من قادتها ومنفذي العمليات الى السجن، كما تم ابعاد قسم آخر. ولكن منذ إخلاء عمونة في شباط الماضي، عاد نشطاء الارهاب اليهودي الى رفع مستوى نشاطهم. وفي الشاباك يشيرون اليوم الى حدوث تصعيد في الارهاب اليهودي، يُذكّر بالموجة السابقة، التي وصلت الى ذروتها في تموز 2015، بقتل عائلة دوابشة في قرية دوما. ومرة اخرى يجد اللواء اليهودي في الشاباك نفسه مشدودا حتى النهاية. وعادت عناصر الشرطة والشاباك التي تعالج التخريب القومي اليهودي الى منظومة ووتيرة عملها في 2015، سنة الذروة في محاربة الارهاب اليهودي. الا ان "تأثير دوما" الذي هز المجتمع الاسرائيلي ومنح الشاباك والشرطة الادوات والدعم لضرب هذا الارهاب، تآكل منذ ذلك الوقت.
في تعريفه المهني، يتواجد الارهاب اليهودي اليوم، في ما يسمى "المرحلة الثالثة" في تدريج التصعيد. المرحلة الاولى هي العنف حول البلدات. ويقول مفهوم نشطاء الارهاب اليهودي انه "في الاماكن التي نعيش فيها لن يمر في مجال رؤيتنا أي "عدو" – شرطة، جنود، فلسطينيين او نشطاء سلام اسرائيليين. لا احد. من يمر يتلقى الضربة. اذا وصل فلسطيني بالخطأ الى بوابة يتسهار، لا يوجد أي امل بأن يخرج من هناك سيرا على الأقدام. واذا وصلت سيارة حرس الحدود الى المكان، ستتلقى الحجارة.
القلب النابض للإرهاب اليهودي المتجدد يعمل في مركزين. الاول في يتسهار: هناك تم تأسيس "بطاقة الثمن"، وهناك تم شحذ المفهوم المعادي للصهيونية. والى جانب يتسهار يعمل مركز اخر، سبق وحظي في السابق باسم "شبيبة التلال". والحديث عن مجموعات عنيفة تقيم في بؤر "هبلاديم" في منطقة بنيامين (في الضفة الغربية)، وفي "غؤولات تسيون" و"رمات ميغرون". بعض هذه البؤر تقوم داخل مناطق عسكرية مغلقة، ولكن من الذي يهمه ذلك؟ بين الحين والآخر يجري تفكيك بعض هذه البؤر، بينما لا يجري التعامل مع الاخرى. من هناك خرجت النواة القاسية لـ"مجموعة التمرد" بقيادة مئير اتينغر، حفيد الراب كهانا، والتي اتهم ناشطان من اعضائها بقتل عائلة دوابشة، وهي ايضا المجموعة التي تقف وراء احراق كنيسة نيّاحة العذراء في القدس، وكنيسة الطابغة في طبريا. ولكن في السنوات الاخيرة، تحالف نشطاء يتسهار ورجال "هبلاديم"، وهكذا وجد النشطاء العنيفين من المستوطنة انفسهم يقودون شبيبة التلال لتنفيذ عمليات ارهابية.
المرحلة الثانية تشمل الخروج من المستوطنة، ما يسمى في يتسهار "رحلة السبت". ينهون صلاة الشروق ويخرجون الى القرى، مثل بورين، عوريف وحوارة، ويحطمون وجوههم. في غالبية الحالات يعرف الجيش مسبقا عن كل مسيرة كهذه ويصل الى المكان، لكنه لا يملك أي قدرة على التأثير. فالجنود ايضا يتلقون الضرب. في الاشهر الاخيرة تم في شرطة شاي تسجيل 17 اعتداء نفذها مستوطنون من يتسهار وبؤر هبلاديم ضد العرب والجنود ونشطاء اليسار. جميع المعتدين معروفين لسلطات تطبيق القانون. في 22 نيسان، خلال "رحلة السبت" حدث في قريتي عوريف وحوارة هجوم عنيف خرج من يتسهار. وكانت النتيجة اصابة عدد من الفلسطينيين، بينهم مسنة. وتم استدعاء قوات الجيش الى المكان، والنتيجة: اصابة ضابط. وفي احدى الحالات اطلق الضابط النار في الهواء لكي يخلص نفسه من الهجوم الجنوني لرجال "هبلاديم" الذين صبوا عليه جام غضبهم.
في 21 نيسان هجم حوالي 15 مستوطنا ملثما من "هبلاديم" بالحجارة والعصي على نشطاء السلام والرعاة البدو، واشبعوهم ضربا. وبأعجوبة فقط انتهى الحادث بأربعة جرحى. وبعد ان افرغوا غضبهم على الرعاة، وصل المشاغبون الى مستوطنة "كوخاب هشاحر" طلبا لراحة المقاتلين. كوخاب هشاحر هي مستوطنة طبيعية، سكنها في السابق حتى القائد العام للشرطة روني الشيخ. ولكنه لم يهم سكان كوخاب هشاحر تقديم المأوى والدعم لشباننا الممتازين. وفقط بعد قيام الشرطة باطلاع قادة المستوطنة على الشريط الذي وثق عملية التنكيل و"الضحكات" التي تبادلها فتية التلال بالقرب من المتجر في كوخاب هشاحر، قطعوا الاتصال بهم.
تأثير دوما اختفى
سلوك سكان كوخاب هشاحر امام مجموعة مثيري الشغب هذه، يعكس احد تعابير تآكل تأثير دوما. ولكن الأمر لا يتوقف عليهم وحدهم. فقد عاد أعضاء في الكنيست الى أساليبهم القديمة، ومرة أخرى يوفرون الدعم لهذه العصابات.
الارتباط بين شبيبة التلال وسكان يتسهار هو مسألة اقتصادية، ايضا. فشبيبة التلال يعملون في اعمال الترميم لدى مقاولين من يتسهار. وهم يبيتون هناك ويبقون أيام السبت ايضا. في منتصف ايار الماضي، نشرت في الصحف الدينية القومية، قصة الكناه فيكار، مواطن من يتسهار، الذي صدر ضده امر ابعاد لمدة شهرين بسبب ممارسته للعنف. وصدموا في مجلس المستوطنات من "الظلم" الذي سببه له الشاباك، لأن نشطاء اليمين يعرضون فيكار كـ"عامل اجتماعي" فتح بيته، بدافع الرحمة، لإيواء شبيبة التلال. لكن رواية السلطات تختلف: لقد ناموا لديه، وعملوا لديه في الترميم، وفي ايام السبت خرجوا للجولات في المنطقة من اجل ضرب العرب، وتخريب ممتلكات، واذا وصل الجيش، كانوا يعالجونه ايضا. لقد طلب الشاباك ابعاده من المنطقة لمدة اربعة اشهر، لكن القاضي وافق على شهرين فقط.
من سارع لزيارة عائلة فيكار، كان نائب رئيس الكنيست، عضو البيت اليهودي بتسلئيل سموطريتش، والذي نشر تغريدة ايضا على تويتر، عن تسليم أمر اداري ضد رب العائلة. وكتب "حماقة وانغلاق. اب يعيل عائلة مع ستة اولاد، احد قلة ينجح بالإمساك بشبيبة التلال وتهدئتهم قليلا. كل جهات الرفاه تعمل عن طريقه. ديموقراطية، يوك". كما يبدو فان سموطريتش وامثاله لم يتعلموا شيئا.
الان وصلنا الى المرحلة الثالثة للإرهاب اليهودي: هذه هي "المرحلة السرية": احداث ليلية يجري تنفيذها من قبل خلايا صغيرة. اليكم قائمة جزئية من الاسابيع الاخيرة: في نهاية آذار – عملية بطاقة الثمن في القنصلية الاسبانية في القدس. 26 نيسان – احراق سيارة في حوارة، قرب يتسهار وكتابة شعارات قومية. 5 أيار – ثقب عجلات سيارات وكتابة شعارات في القدس الشرقية. 9 ايار – تخريب سيارات في شعفاط. وفي الليلة ذاتها، في قرية الناعورة قرب العفولة: تخريب سيارات وكتابة شعارات بطاقة الثمن. 24 ايار – احراق سيارات في قرية عارة. 28 ايار- تخريب سيارة عربية وكتابة شعارات في جبل صهيون في القدس. 19 ايار – احراق جرافة وكتابة شعارات في قرية بورين قرب يتسهار، والقائمة طويلة.
المرحلة الثالثة هي مرحلة حاسمة في تنظيم الخلية الارهابية. هنا يبدأ العمل وفق طابع الانغلاق، اتصالات سرية وتخطيط مسبق، وكسب الثقة. وهذا يقود الى المرحلة الرابعة التي تشمل الاعتداء المخطط والمتعمد للأرواح، تخريب بيوت العرب، والاعتداء على مساجد وكنائس. الهدف والايديولوجية لم يتغيرا خلال سنتي تخفيض مستوى عمل الارهاب اليهودي: اذا كانت الدولة تؤخر قدوم المسيح، فسنحرق الدولة، سنشعل الصراع بينها وبين امم العالم، بينها وبين الفلسطينيين، بينها وبين الديانات الاخرى، كي نتسبب بحرب اهلية تنهار السلطة في نهايته وتأتي دولة الشريعة. القتل هو اداة مشروعة من اجل تحقيق الخلاص.
وبالفعل، جر قتل عائلة دوابشة في دوما موجة ارهاب دامت تسعة اشهر. وقاد قتل الطفل محمد ابو خضير في تموز 2014 الى اضطرابات في صفوف العرب في اسرائيل والقدس، دامت نصف سنة. من وجهة نظر مجموعة التمرد التي يترأسها مئير اتينغر، وامثالها – فقد حققوا النجاح.
هذا التنظيم معادي للصهيونية بشكل واضح. هؤلاء الناس لا يتجندون للجيش، بل على العكس. بالنسبة لهم تعتبر قوات الامن الاسرائيلية العدو. في 2016 تم تجنيد عدد من شبيبة التلال نتيجة خطأ. ولدى وصولهم الى دائرة التجنيد تسببوا بأضرار وكتبوا شعارات بطاقة الثمن. وتخلص منهم الجيش بسرعة. لديهم طبعا اساتذة روحانيين، مثل الراب يتسحاق غينزبورغ، رئيس المدرسة الدينية "يوسف لا يزال حيا" في يتسهار. انهم لا يطيعونه دائما، ولا يطيعون الحاخامات الاخرين المقبولين عليهم. ما يحركهم هو ليس استيطان ارض اسرائيل، ولا الدوافع الأمنية ولا أي تطور سياسي. ترامب لا يهمهم. انهم يريدون تدمير الدولة الصهيونية. امنحوهم الفرصة فقط.
وهناك، اليوم أيضا، شخصيات رسمية تدعمهم. احد هؤلاء على الأقل، عضو كنيست لا يخفي تأييده، يعرف جيدا غرف التحقيق في الشاباك، لأنه قبل عشر سنوات جلس شخصيا امام محققي الشاباك بشبهة التعاون مع تنظيم على ارتكاب جريمة. جلس، صمت وتم اطلاق سراحه. في 2005 كان مثل هذا الأمر ممكنا. وحتى 2014 لم يتم تقديم حتى لائحة اتهام واحدة ضد المشاغبين. لكن جريمة القتل في دوما كانت الخط الفاصل. منذ اللحظة التي تم فيها اعتبار "بطاقة الثمن" بمثابة نشاط ارهابي، بدأ الشاباك بتنظيف الاسطبلات بشكل اساسي، ما حقق عامين من الهدوء. وتم في نيسان 2014 السيطرة من قبل حرس الحدود على المدرسة الدينية في يتسهار، التي تعتبر عش دبابير، وتم تفريق طلابها، ولم يسمح بعودتهم الا في حزيران 2015. منذ اواخر 2014 وحتى 2017 تم تسجيل انخفاض مطلق في عمل المجموعات الفوضوية في الضفة. المركزان الرئيسيان – شبيبة التلال ونشطاء يتسهار – اعتقلوا او طردوا بأمر اداري. الشاباك عمل بطريقة "جز العشب"، تماما كما يعمل مقابل حماس. يصلون الى كل من يرتبط بأي شكل بالإرهاب اليهودي ويحققون معه.
تحطم مؤامرة الصمت
حسب معطيات وحدة مكافحة الجريمة القومية في لواء شاي، تم في 2014 اعتقال 600 ناشط يميني. الشرطة والشاباك لم يتركوهم ايضا في 2015 و2016. في كل واحدة من هاتين السنتين تم اعتقال اكثر من 430 شخص والتحقيق معهم. وخلال الاشهر الربع الاولى من 2017، تم التحقيق مع 235 شخص. وبفضل التغيير في السياسة تم في 2014 تقديم 116 لائحة اتهام، وبعد سنة تم تقديم 90 لائحة اتهام، وفي 2016 تم استكمال التحقيقات من السنوات السابقة وتقديم 98 لائحة اتهام. وحتى نيسان من هذا العام تم تقديم 30 لائحة اتهام.
لقد تغير امر واحد على الأقل: "مؤامرة الصمت" تحطمت خلال التحقيقات. وتم حل قضايا وابعاد الاشخاص او زجهم في السجن. وكانت سنة 2016، صاحبة رقم قياسي في ابعاد النشطاء بواسطة اوامر ادارية: 83 ناشطا طردوا من الضفة.
غياب الطبقة التنفيذية للإرهاب اليهودي من المنطقة، حقق الهدوء. في 2013 تم تسجيل 607 احداث عنيفة نفذها الارهاب اليهودي ضد العرب. ومنذ اواخر 2015، وحتى بداية 2017، ورغم انتفاضة السكاكين، لم نكد نشعر بالإرهاب اليهودي تقريبا. وخلال عام 2016 كله، تم تسجيل 162 حادثة، بينما في الربع الاول من 2017 تم تسجيل 82 حادثة. اذا بقيت الوتيرة الحالية، يمكن الافتراض بأن الارقام ستتضاعف مرتين وثلاث.
لقد خافوا طوال عامين، وخففوا من نشاطهم، ولكن خلال الاشهر الأخيرة بدأ خروج اوائل المعتقلين من السجن، الذين اعتقلوا خلال موجة اعتقالات 2014. وكان اول العائدين الى منزله بنيامين ريختر، من بؤرة حفات غلعاد، الذي ادين بعملية اشعال حريق في قرية فرعتا في اواخر 2013. ريختر يرمز الى موجة العائدين من المعتقلين السابقين الى حظيرتهم. وكما في الجانب الفلسطيني، فان المعتقلين السابقين هم عناصر رائدة في استئناف الارهاب.
لكن الأمر الذي تغير اكثر من غيره، هي الاجواء. القيادة السياسية وقادة ييشاع اعتادوا الهدوء. الشعور بأنه تم العثور على حل للإرهاب اليهودي ادى الى تحرر براغي الجهاز كله، بما في ذلك الجهاز القضائي. لقد اصبح من الصعب على الشاباك الحصول على اوامر بالإبعاد او الاعتقال الاداري. ومجموعات المشاغبين لم تعد منبوذة في كثير من مستوطنات الضفة.
بالمناسبة. لم تكن عملية القتل في دوما هي التي سببت الصدمة لقادة المستوطنات. لقد ادعى قادة المستوطنات واعضاء كنيست من اليمين في حينه بأن عرب هم الذين نفذوا العملية. لكنهم قذفوا شبيبة التلال من صفوفهم فقط بعد نشر شريط "عرس الدم" الذي ظهر فيه شبيبة التلال في احد الاعراس وهم يطعنون صورة الطفل علي دوابشة (الذي احرقوه في دوما مع والديه). لقد صدم الجمهور الاسرائيلي وتخوف قادة المستوطنين من ان يمس ذلك بشرعية مشروع الاستيطان. عندها فقط شجبوا هذه المجموعة. لكن الذاكرة قصيرة، والزمن يفعل فعله، والشاباك يحذر: اذا لم يحدث تغيير في الوعي الان، فنحن على الطريق الى موجة الارهاب اليهودي القادمة. دوما رقم 2 هي مجرد مسألة وقت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالأحد 11 يونيو 2017, 11:18 am

11.06.2017



مقالات
اعلان حرب على الاكاديمية
تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان الرمز الاخلاقي للأكاديمية الذي كتبه البروفيسور آسا كشير بناء على طلب وزير التعليم نفتالي بينت، هو حل سيء لمشكلة متخيلة. من تخيلها هو تنظيم "إم ترتسو" الذي استشار كشير اعضاء منه في اطار الاعداد لكتابة الرمز، كما كتب في الوثيقة التي قدمها. منذ فترة يتصرف البيت اليهودي كذراع سياسي لحركة "ام ترتسو". حتى كاتب الرمز كلف نفسه الاشارة في البند 5 (د) الى ان الشروط التي يوصي بها تعكس السلوك الملائم، والتي لا يشتم منها "شيء او نصف شيء" عن الوضع القائم. وهكذا فان حقيقة طلب العثور على حل "لمشكلة" هو في حذ ذاته هجوم سياسي على الاكاديمية، بنية اسكات من يفكر بشكل مختلف عن "ام ترتسو" والبيت اليهودي.
لقد سيطرت حركة "ام ترتسو" على الحوار السياسي في اسرائيل، وأدرجت فيه فكرة العدو الداخلي السخيفة. الرمز الاخلاقي موجه ضد هذا العدو المتخيل بهدف بسيط: اسكاته وتخويفه. هذا الحوار يخلق عرضا واهيا وكأن الجامعات هي دفيئات ايديولوجية للعدو المتخيل، ويجب وقف الاحريض المتفشي فيها.  بينت لا يهمه بتاتا التعليم العالي في حد ذاته، انه يستغل فقط سيطرته على وزارة التعليم من اجل اسكات وتخويف المعارضين للاحتلال مهما كانوا، وتشجيع ثقافة الوشاية بواسطة تشكيل شرطة افكار ("كل مؤسسة ستلزم بتشكيل وحدة لمراقبة النشاط السياسي في المؤسسة").
ويؤكد كشير ان الرمز يتعلق فقط بالتَمَاس الممكن بين النشاط الاكاديمي والنشاط السياسي، لكن الحدود بين هذين النشاطين ليس واضحا تماما، خاصة في العلوم الاجتماعية والانسانية والقانون. تعريف النشاط السياسي غامض ("كل نشاط ينطوي على دعم مباشر لموقف معين في قضية مختلف عليها ومعروفة، والتي يجري التعبير المتواصل عنها في الكنيست وفي الحوار العام، ترتبط بشكل واضح بحزب او بأحزاب، في الكنيست وخارجها، او اعلان المعارضة المباشرة لهذا الموقف")؛ كما ان تعريف النشاط الاكاديمي واسع جدا (حتى في مؤسسة للتعليم العالي "خارج اطار" المؤسسة الاكاديمية التي ينتمي اليها عضو السلك التعليمي). والنتيجة هي ان مفسري الرمز يمكنهم تطبيق هذا التعريف على كل من يشاؤون.
"الموضوع ليس ضد أي طرف سياسي، انه جارف ويشمل اليمين واليسار، وفي كل الاحوال لا يوجد لدى أي طرف سبب لمعارضته" قال مكتب الوزير بينت. هذا كذب. لقد اقامت اسرائيل جامعة على ارض محتلة. المحاضرون هناك نشطاء في العمل السياسي حتى اعناقهم، حتى قبل ان يفتحوا افواههم. ربما يتمكن بينت بواسطة هذه الأكذوبة من تجنيد كشير لمهمة الخيانة الفكرية التي القاها عليه. يمكن فقط لنشاط المعارضة المنظم والتضامن، من خلال تجنيد كل مؤسسات التعليم العالي، النجاح في صد هذا الهجوم الخطير على الاكاديمية وعلى حرية التعبير.
لولا الكارثة لما كانت النكبة
يكتب الموسيقار اليهودي العالمي الكبير، دانئيل بارنبويم، في "هآرتس" انه تسيطر على السياسة العالمية اليوم، مسائل مثل الاتحاد الاوروبي، ازمة اللاجئين، التهديد الانعزالي من قبل الولايات المتحدة، الحرب في سورية والصراع ضد التطرف الاسلامي. على مدار عشرات السنوات وقف حل الصراع بين الاسرائيليين والفلسطينيين في مقدمة اولويات السياسة الأمريكية والاوروبية. ولكن، بعد محاولات كثيرة وفاشلة للتوصل الى اتفاق، يبدو انه ترسخ وضع راهن. الرأي السائد – الذي يترافق بعدم الارتياح ولكن ايضا بالعجز ومشاعر يقظة معينة – هو انه لا يوجد حل للصراع.
المأساة الكامنة في وجهة النظر تتزايد كلما اشتدت المواجهة وازداد تدهور اوضاع الفلسطينيين، ولم يعد بإمكان حتى المتفائل الكبير الافتراض بأن الادارة الحالية في الولايات المتحدة ستلجأ الى توجه منطقي لحل الصراع. هذه السنة، وفي السنة التي ستليها، سنحيي موعدين حزينين بشكل خاص للفلسطينيين: في 2018 سنحيي مرور 70 سنة على النكبة، التي تم خلالها طرد اكثر من 700 الف فلسطيني من الأراضي التي كانت خاضعة في السابق للانتداب البريطاني، كنتيجة مباشرة لقرار الامم المتحدة تقسيم فلسطين واقامة دولة اسرائيل في 14 ايار 1948. النكبة لا تزال متواصلة حتى اليوم، ذلك ان اكثر من خمسة ملايين حفيد مباشر للمهجرين الفلسطينيين لا يزالون في المنفى القسري. امس، العاشر من حزيران، احيوا الذكرى الخمسين للاحتلال الاسرائيلي المتواصل للأراضي الفلسطينية، وهو وضع غير محتمل من ناحية عملية واخلاقية على حد سواء. حتى الذين يدعون ان حرب الايام الستة، التي انتهت في هذا التاريخ، كانت حتمية للدفاع عن اسرائيل، لا يمكنهم التنكر لحقيقة ان الاحتلال وكل ما حدث بعده هو كارثة مطلقة، ليس للفلسطينيين فحسب، وانما لإسرائيل ايضا.
مرت 50 سنة، وحل الصراع يبدو ابعد من أي وقت مضى. وعلى الرغم من ان الموضوع ليس "شعبيا" اليوم، الا انه لا يزال مهما، ويعني الشيء الكثير للناس في فلسطين واسرائيل والشرق الاوسط والعالم كله. ولذلك، في ذكرى مرور خمسين عاما على الاحتلال، انا ادعو المانيا واوروبا الى اعادة طرح حل الصراع في مقدمة جدول الاولويات. هذا ليس صراعا سياسيا، وانما صراع بين امتين، كلاهما على اقتناع بأنها تملك الحق الحصري على قطعة الارض الصغيرة ذاتها. اوروبا تصرح اليوم بأن عليها ان تكون قوية ومستقلة بشكل اكبر. هذا الموقف يحتم عليها المطالبة بصوت مرتفع بوضع حد للاحتلال والاعتراف بالدولة الفلسطينية.
كيهودي يعيش في برلين منذ اكثر من 25 سنة، لدى وجهة نظر خاصة بشان المسؤولية التاريخية لألمانيا عن هذا الصراع. الأمر الوحيد الذي يسمح لي بالعيش بحرية وبسعادة في المانيا، هو حقيقة ان الألمان واجهوا ويواجهون ماضيهم. في المانيا الحالية لا تزال تقوم توجهات مقلقة في اليسار المتطرف ويجب علينا محاربتها. ومع ذلك فان الغالبية العظمى من المجتمع الالماني تحول الى مجتمع متسامح وحر، يعرف مسؤوليته الانسانية.
لقد شعرت المانيا دائما، وبحق، بالتزام خاص ازاء اسرائيل وتحافظ على اتصال راسخ وقوي معها. لكنني اريد التقدم خطوة اخرى الى الأمام. يجب ان يكون لدى المانيا ايضا، التزام خاص ازاء الفلسطينيين. فلولا الكارثة لما تم اتخاذ القرار بتقسيم فلسطين، ولما كانت قد وقعت النكبة، وما كانت قد وقعت حرب 67، وما كان الاحتلال. في الواقع لا تقع هذه المسؤولية ازاء الفلسطينيين على عاتق المانيا وحدها، وانما على اوروبا ايضا، لأن اللاسامية كانت ظاهرة اوروبية شاملة، والفلسطينيين يواصلون المعاناة جراء آثارها المباشرة، رغم انهم ليسوا المسؤولين عنها بتاتا.
يجب على المانيا واوروبا الاعتراف بمسؤوليتهم ازاء الشعب الفلسطيني. هذا لا يعني ان عليهم القيام بخطوات ضد اسرائيل، وانما عليهم القيام بخطوات لصالح الفلسطينيين. الاحتلال المتواصل ليس مقبولا، اخلاقيا واستراتيجيا، ويجب وضع حد له. حتى الان لم يقم العالم بأي خطوة ملموسة من اجل تحقيق ذلك. لكن يجب على ألمانيا واوروبا المطالبة بإنهاء الاحتلال والعودة الى حدود 67. يجب دفع حل الدولتين، ولهذا الغرض يجب الاعتراف اخيرا بفلسطين كدولة مستقلة. يجب ايجاد حل عادل لأزمة اللاجئين، يجب الاعتراف بحق العودة للفلسطينيين وتطبيق هذا الحق من خلال التعاون مع اسرائيل. يجب ضمان تقسيم الموارد بشكل عادل، وضمان احترام حقوق الانسان وحقوق المواطن الاساسية للفلسطينيين. اوروبا تتحمل مسؤولية ضمان ذلك، بشكل خاص الان، في ضوء التغييرات التي تحدث في النظام العالمي.
الان، بعد 50 سنة على العاشر من حزيران 1967، لا نزال بعيدين عن حل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. فقط اذا اعترفت المانيا واوروبا بالمسؤولية التاريخية وقامتا بخطوات من اجل الفلسطينيين، ربما نتمكن من منع استمرار الواقع القائم، وامكانية ان يتم بعد 50 سنة احياء الذكرى المئوية للاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
عواصف جديدة في الخليج
يكتب البروفيسور ايال زيسر، في "يسرائيل هيوم" ان منطقة الخليج الفارسي كانت تعتبر الى ما قبل فترة وجيزة، منطقة استقرار معزولة في الشرق الاوسط، لم تصلها العواصف، وخاصة الحروب وموجات الارهاب. صحيح انه خرجت من تلك المنطقة، سواء من الدوحة او من طهران، بشائر التطرف وتشجيع الارهاب، واحيانا توجيهات بالعمل والمساعدة المالية او المساعدات العسكرية (في حالة طهران)، ولكن، بشكل عام، تم الحفاظ على الهدوء في منطقة الخليج وداخل الدول المجاورة لشواطئه.
مع ذلك حلق في الأجواء التوتر بين السنة والشيعة وبين ايران والعرب، الذي انعكس في محاولة ايران في 2011 اثارة "ربيع شيعي" في امارة البحرين، ذات الغالبية الشيعية. وفي كانون الثاني من العام الماضي، بعد قيام السعودية بإعدام احد كبار رجال الدين الشيعة في المملكة، اندفع حشد من الجمهور الايراني الذي تم تحريضه، الى مقر السفارة السعودية في طهران واحرقها. وردا على ذلك تم قطع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين. وفور ذلك، وقع ذلك الحدث، المشهود اعلاميا، والذي سيطر خلاله رجال الحرس الثوري الايراني على سفينة تابعة للأسطول الأمريكي وقاموا بأسر طاقمها.
لكن السعودية وايران حرصتا على ضمان الهدوء في الخليج نفسه وفضلتا ادارة الحرب بينهما في سورية او في اليمن البعيدة. ومن جهتها كانت واشنطن، بقيادة اوباما، مصرة على تحسين علاقاتها مع طهران، ولذلك فضلت مرة تلو اخرى التوصل الى تسويات معها.
لكن العاصفة وصلت مؤخرا الى الخليج، ايضا، وباتت تهدد بضربه بكل قوة. اولا – العمليات في طهران، التي تبشر كما يبدو، بنهاية عهد طويل من الهدوء داخل ايران. العملية التي نفذتها داعش لن تكون الأخيرة، لأن سهولة نجاح المخربين بالدخول الى البرلمان الايراني والى قبر الامام الخميني ستشجع منفذي عمليات اخرين. من المهم ان نتذكر بانه باستثناء داعش، توجد في ايران اقلية سنية وعربية، ايضا، في شرق وغرب الدولة، والتي تئن تحت نظام آيات الله، وتدير ضده صراعا يصل احيانا الى العنف. ايران تبحث عن الاماكن التي يمكن ان تدير فيها صراعات في الشرق الاوسط، لكن المشاكل تبدأ في البيت، داخل ايران نفسها.
واشنطن، ايضا، تنظر بشكل مختلف الى ايران حاليا. ترامب حدد الايرانيين كهدف ويجند تحالفا عربيا ضدهم. اما في سورية فتقوم الولايات المتحدة بتفعيل القوة، وتهاجم، مرة تلو اخرى، القوات الموالية لإيران في شرقي البلاد. هذه القوات تسعى للسيطرة على الصحراء السورية وخلق رواق بري يقود من طهران الى بيروت مباشرة. ظاهرا لا توجد علاقة بين هذه الاحداث وبين الاعلان في واشنطن عن اعتقال نشطاء الارهاب من حزب الله، الذين عملوا في منطقة نيويورك وفي بنما وبحثوا عن اهداف لإصابتها. لكن من الممكن ان الولايات المتحدة قررت نزع القفازات في صراعها ضد التخريب والارهاب الايراني.
خطوات ترامب تمنح التشجيع للسعودية على زيادة الضغط على قطر، التي تعتبرها طابور خامس لإيران وللجماعات الإسلامية المتطرفة في العالم العربي. في نهاية الاسبوع فقط اعلنت السعودية والامارات المتحدة ومصر والبحرين عن 71 شخصية وتنظيم يعملون في قطر ككيانات ارهابية. بين هؤلاء احد القادة البارزين للإخوان المسلمين في مصر، الشيخ يوسف القرضاوي، المحبوب على العائلة المالكة في قطر.
وكعادته يقفز الى المياه المتعكرة، الرئيس التركي اردوغان، الذي اعلن عن تجنده لصالح قطر واستعداده لإرسال قوات عسكرية للدفاع عنها. وبهذا يحطم اردوغان بيديه التحالف السني مع السعودية، والحيوي لمواصلة محاربة التزمت – سواء كنا سنيا، او شيعيا – ايرانيا.
ليس عبثا انه تم الحفاظ على الهدوء لسنوات طويلة في الخليج الفارسي. فهو لا يزال مصدر طاقة هام بل مركزي في العالم. كما انه دعامة للوجود العسكري الاميركي في الشرق الاوسط، اذ توجد فيه غالبية القوات الأمريكية المرابطة في المنطقة. امام واشنطن، اذن، يقف التحدي غير البسيط. كيف تعيد الاستقرار والهدوء الى المنطقة، والحفاظ في الوقت نفسه على الخطوط الحمراء امام الارهاب ومساعديه – سواء المساعدين المباشرين، او المفكرين والمخططين الذين يجلسون في طهران، او المساعدين الذين يكتفون باستضافة جهات ارهابية او مفكرين متزمتين يدعمون ويشجعون الارهاب.
الحل الوحيد لـ"حق العودة".
يكتب دانئيل فريدمان، في "يديعوت أحرونوت" انه خلال حرب الاستقلال هرب من دولة اسرائيل حوالي 650 الف عربي. بعضهم طردوا من قبل الجيش الاسرائيلي، لكن غالبيتهم فعلوا ذلك بتشجيع من قيادتهم او بسبب الخوف الذي اصيبوا به (لقد عرفوا جيدا ما يحدث لليهود الذي يقعون في ايدي العصابات العربية).  مع ذلك، بقي الكثير من العرب في اسرائيل، وعاد قسم من الهاربين، ووافقت اسرائيل في السابق على عودة عدد من اللاجئين. حسب معطيات دائرة الاحصاء المركزية، بلغ عدد العرب في اسرائيل عشية يوم الاستقلال الاخير، حوالي 1.85 مليون نسمة (بما في ذلك في القدس)، وهو ما يساوي اكثر بقليل من 20% من مجمل عدد السكان.
في كل ما يتعلق بالجانب القانوني والاخلاقي لمسألة اللاجئين، توجد لدى اسرائيل ردود قاطعة. اليهود الذين بقوا على قيد الحياة في المناطق التي احتلها العرب في حرب الاستقلال، كالبلدة القديمة في القدس وغوش عتصيون، اضطروا الى تركها، وبقيت "نقية من اليهود". وفي المقابل طرد مئات الاف اليهود من الدول العربية، وتم استيعاب غالبيتهم في اسرائيل، ولم يتحولوا الى لاجئين ابديين. وبعد الحرب العالمية الثانية طردت دول اوروبا الشرقية السكان من اصل الماني. ويزيد عدد المطرودين كثيرا عن عدد اللاجئين العرب. وتم استيعاب المطرودين في دولتهم الجديدة ولم يتحولوا الى لاجئين. وهكذا حدث ايضا في اعقاب حرب الهند والباكستان، حين تحول ملايين البشر الى لاجئين تم استيعابهم خلال سنوات في الاماكن التي وصلوا اليها.
لا يوجد أي شبيه لظاهرة اللاجئين العرب من حرب الاستقلال. الدول العربية (باستثناء الاردن) التي وصل اليها اللاجئين رفضت استيعابهم واحتجزتهم في مخيمات اللاجئين التي لا تزال قائمة حتى اليوم، بينما اقنعت الدول العربية الامم المتحدة بإقامة وكالة خاصة (الاونروا) للاجئين. وهكذا نشأت طريقة انتقال مكانة "اللاجئ" من جيل الى جيل. نشأ "لاجئون" هم ابناء واحفاد وأحفاد احفاد اللاجئين الاصليين، ووصل العدد الى ملايين. وقد تثقف هؤلاء جميعا على كراهية اسرائيل وعلى ان "حقهم" في العودة الى بيوتهم (التي لم تعد قائمة في غالبيتها). وهكذا تحول شتات اللاجئين الفلسطينيين الى مصدر وفير للمحاربين في تنظيمات الارهاب.
اختراع "اللجوء" الأبدي، الذي ينتقل من جيل الى جيل هدف طبعا الى مناطحة اسرائيل ولكي يشكل احدى الادوات لتصفينها. من الواضح ايضا ان ملايين" اللاجئين" هؤلاء، الذين تعلموا منذ ولادتهم بأنهم "يستحقون" العودة الى اسرائيل ويتوقعون حدوث ذلك، تحولوا الى عقبة رئيسية امام السلام. فالمقصود، بالنسبة لإسرائيل، مشكلة وجودية. ذلك ان عودة "اللاجئين" الى اراضيها يعني القضاء على اسرائيل كدولة يهودية. وبالنسبة للفلسطينيين، هذا اساس لا يظهرون أي استعداد للتخلي عنه.  لكنه يحدث هنا تناقض داخلي: القيادة الفلسطينية تدعي انها تريد السلام (الذي يعني الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود)، ومع ذلك تواصل المناداة بحق العودة (الذي يعني تصفية اسرائيل). باختصار: سلام مع اسرائيل وحق العودة لا يمكن ان يتعايشان في مكان واحد.
لقد بقي موضوع اللاجئين مفتوحا في اتفاقيات اوسلو. وكما يبدو فان الجانب الاسرائيلي اوهم نفسه بأن الفلسطينيين سيتنازلون عن حق العودة. لكن هذا لم يحدث. وفي اكثر من مرة تم طرح السؤال حول كيفية رفض عرفات لاقتراح السلام الذي عرضه براك، ولماذا حظينا برفض مماثل من قبل ابو مازن ردا على اقتراح اولمرت. حسب تقديري فان مشكلة اللاجئين شكلت لديهما معيارا رئيسيا. انهما غير مستعدان لتوقيع اتفاق سلام، مهما كان سخيا، اذا ارتبط بالتخيل عن "حق العودة".
الان يتحدثون عن اتفاق سلام اقليمي، سيشمل الدول السنية. سلام كهذا يجب ان يشمل حل مشكلة اللاجئين والتخلي عن "حق العودة". في هذه العملية التدريجية يجب الاصرار على بدء توطين "اللاجئين" في الدول العربية، ومنحهم كافة الحقوق التي يحصل عليها السكان. ومن اجل تحقيق ذلك هناك حاجة لتوفير محفزات اقتصادية "للاجئين" انفسهم، وللدول التي ستستوعبهم. خطوات بناءة للثقة في هذا الاتجاه، مقابل خطوات بناءة للثقة من جانب اسرائيل، ستشكل تقدما ملموسا تحو السلام.
6 حزيران 1982. هل تذكرون؟
يكتب غيورا أيلاند، في "يديعوت أحرونوت"، انه قبل اسبوع تم بشكل موسع احياء حدث بدأ في الخامس من حزيران قبل 50 سنة – حرب الأيام الستة. واقيمت في كل انحاء البلاد مؤتمرات ومهرجانات، وجرى نقاش خاص في لجنة الخارجية والامن في الكنيست، وقرأ الجمهور مقالات لا يحصى عددها في وسائل الاعلام. لكن حدث اخر، صادف في اليوم التالي، في 6 حزيران، قبل 35 سنة، لم تتم الإشارة اليه ولو بكلمة واحدة في وسائل الاعلام: والحديث عن حرب لبنان الاولى.
هكذا هو الأمر، نحن نفضل تذكر الاحداث التي تعتبر ناجحة واخفاء احداث اخرى تشعرنا بالطعم المر والحامض. ولمن نسي، فان الحديث عن الحرب التي بادر اليها الجيش الاسرائيلي والتي احتل خلالها كل جنوب لبنان ومن ثم وصل الى العاصمة بيروت. في نهاية الأمر انسحب الجيش على مراحل حتى استكمل الانسحاب من لبنان بعد 18 سنة من دخوله الى هناك، في ظل واقع امني اسوأ مما كان عليه عام 1982.
بالإضافة الى حياة مئات جنود الجيش والاف الجرحى، جبت حرب لبنان الاولى اثمان اخرى. لقد سببت ازمة قاسية لعلاقات اسرائيل مع العالم، والعبء المالي الذي القته على ميزانية الدولة كان احد محفزات الازمة الكبيرة التي حدثت في الثمانينيات والتي هددت بتدمير الاقتصاد الاسرائيلي.
كيف حدث هذا وما الذي يمكن ان نتعلمه من تلك الحرب؟ يمكن الاشارة الى خمسة اخطاء اساسية قادت الى النتيجة القاسية. اولا، اسرائيل – التي كانت لا تزال تشعر بنشوة الانتصار في حرب الأيام الستة – آمنت بأنه يمكنها تغيير نظام في دولة مجاورة وتتويج دمية من قبلها. من الواضح اليوم انه لم يكن أي امل لتلك الخطوة. فنحن لا نستطيع تحديد حتى من يسيطر على غزة. ثانيا، في نظرتنا كان في لبنان عنصران فقط: "الاخيار"، الكتائب المسيحية، ميليشيات فاشية رغبنا بفرضها على السلطة في لبنان؛ و"الأشرار"، التنظيمات الفلسطينية وعلى رأسها ياسر عرفات. لقد كانت هذه رواية مبسطة وخاطئة. فبشكل مدهش تجاهلنا خلال تلك الحرب مكانة عناصر اكثر اهمية – السوريين، الشيعة، السنة والدروز. بالنسبة لنا كانوا شفافين. وعندما بدأنا الفهم، كان الوقت قد اصبح متأخرا. كلهم اصبحوا اعداء لنا.
الخطأ الثالث: خرجنا الى "حرب مفر". لم تكن لها أي حاجة، ليس لأنهم اطلقوا علينا النار، وليس لأن الخطر اتسع. خرجنا الى حرب تناقضت تماما مع روح اسرائيل التي عرفت دائما المحاربة جيدا ولكن عندما تكون هناك حاجة فقط. رابعا، الهدف المعلن للحملة (حملة سلامة الجليل، كما سميت الحرب في بدايتها)، كان إبعاد صواريخ منظمة التحرير الى مسافة 40 كلم عن الحدود، لكن الهدف الحقيقي كان اكثر طموحا. ولعل الأمر الأكثر أهمية في الحرب هو الحفاظ على التماسك بين الهدف (ما الذي نريد تحقيقه) وبين المهمة (ما الذي يجب عمله من اجل تحقيق الهدف). اخفاء الهدف الحقيقي جعل الجيش الاسرائيلي يعمل بدون نجاعة.
والخطأ الخامس: في حرب من هذا النوع، تتولد فجوة كبيرة بين وعود الحكومة وبين القدرة على التنفيذ. لقد وعدت الحكومة بانتصار عاجل خلال 72 ساعة، وبعدد قليل من المصابين من قواتنا، وفي الاساس، سنصيب "الأشرار" فقط – مخربو منظمة التحرير الذين وصفهم مناحيم بيغن بـ"حيوانات تدب على ساقين". حقيقة اننا غرقنا في الوحل اللبناني طوال 18 سنة، مع 1216 قتيلا من جنودنا، ومن دون تحقيق أي انجاز استراتيجي، والصور القاسية بعد مذبحة صبرا وشاتيلا – اكدت الفجوة بين الوعد والتنفيذ.
هل تم استخلاص كل دروس تلك الحرب؟ يبدو انه على الاقل في قرار تفعيل القوة العسكرية، اصبحنا اكثر موزونين واقل متعجرفين، وجيد ان الأمر كذلك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالإثنين 12 يونيو 2017, 4:19 pm

12.06.2017

مقالات
أزمة الكهرباء في غزة تسرع التصعيد بين اسرائيل والفلسطينيين.
 يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان قطاع غزة يقترب من نقطة الغليان في الصيف، مثل ضفدع تنضج على مهلها في الوعاء، وترتفع درجات الحرارة درجة بعد اخرى دون ملاحظة الخطر. ومن دون ان يكون التصعيد هدفا معلنا لأي من الطرفين، ومن دون أي مصلحة سيخدمها هذا التصعيد، يبدو ان اسرائيل وحماس تقتربان من مواجهة محتملة، بتشجيع ناشط واستثنائي من السلطة الفلسطينية.
قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، زيادة الضغط الاقتصادي على سلطة حماس في غزة، هو السبب الأساسي للتوتر الجديد. بعد عشر سنوات من طرد كبار قادة فتح من غزة، ورفض قيادة حماس الاعتراف بأي دليل لسيادة السلطة في القطاع، يبدو ان عباس مل تمويل خصومه السياسيين. وتشمل العقوبات التي فرضتها السلطة على غزة، تقليص ثلث رواتب مستخدمي السلطة في القطاع، تقليص الدعم المالي للأسرى المحررين وتشويش بالغ في تزويد الكهرباء.
الكهرباء هي العامل الأكثر حسما في الصورة. في الأيام العادية تزود اسرائيل القطاع بـ 123 ميغاواط من الكهرباء بواسطة شعرة خطوط؛ وتصل 60 ميغاواط اخرى من محطة الطاقة الرئيسية في غزة (التي تعمل بنصف قوتها فقط وتعتمد على السولار المستورد عبر اسرائيل)؛ و23 ميغاواط أخرى تزودها الخطوط المصرية حين لا يطرأ خلل. لقد توقفت السلطة عن دفع ضريبة السولار (التي يجري اقتصاصها من العائدات الضريبية التي تحصل عليها من اسرائيل) وتهدد بوقف تمويل خطوط الكهرباء من اسرائيل لغزة. من شأن الدمج بين هاتين الخطوتين ان يقلص كمية الكهرباء اليومية التي يتم تزويدها لسكان القطاع الى ما دون المستوى الحالي – اربع ساعات في الحد المتوسط يوميا – والذي يجبر السكان في كل الاحوال على اعتماد كل قدرات المولدات، ويمس بصورة بالغة بعمل المستشفيات ويشوش تطهير مياه الصرف الصحي وتزويد مياه الشرب.
هذا يحدث في بداية الصيف الغزي، الذي باتت درجة الحرارة فيه تلامس ما لا يمكن احتماله. لقد عقدت القيادتين السياسية والامنية في اسرائيل، خلال الاسبوعين الاخيرين، سلسلة من النقاشات حول ازمة الكهرباء في غزة ومخاطر التصعيد العسكري هناك. وامس ناقش المجلس الوزاري الموضوع (المجلس صادق امس على طلب السلطة وقف جباية ثمن الكهرباء منها – المترجم). وقد سبق لمسؤولين اسرائيليين، بينهم وزير الامن افيغدور ليبرمان، ان اعلنوا بأن اسرائيل لا يمكنها استبدال السلطة ودفع المبالغ المتراكمة. حكومة نتنياهو لا تريد ان تظهر كمن تستسلم للابتزاز الفلسطيني.
في المقابل، يجب عليها، كما يبدو، ان تأخذ في الاعتبار بأن المبالغ المقصودة – عشرات ملايين الشواكل شهريا – تقل عن التكلفة الاقتصادية ليوم حرب واحد في القطاع، ولم نذكر بعد بالخسائر المتوقعة. كما ان الأزمة بين السعودية وقطر تؤثر على الاجواء في غزة. خلال فترات سابقة احتاجت فيها حماس الى المساعدات الاقتصادية، تجندت قطر للمساعدة، بموافقة مصر. والان، تنشغل قطر في الحصار الذي فرضته عليها السعودية، بدعم علني من القاهرة. ومن شأن هذه التطورات ان تدفع حماس مجددا الى احضان ايران.
في الخلفية تدور احداث اخرى: فقد اعلن الشاباك انه احبط خطة لحماس في غزة لاغتيال ضابط في الجيش الاسرائيلي، بواسطة جنائيين عرب من اسرائيل، انتقاما لاغتيال الناشط الكبير في حماس مازن فقها. وفيما كانت حماس تصد في السابق المظاهرات التي تجري بالقرب من السياج الحدودي، انتقلت الان الى تشجيعها (خلال الاسبوعين الماضيين قتل مواطنين من غزة بنيران الجيش الاسرائيلي لدى اقترابهما من السياج)؛ وفي الأسابيع القريبة يفترض ان تبدأ وزارة الأمن بتوسيع العمل في اقامة العائق الجديد المضاد للأنفاق على حدود غزة. وسيؤدي بناء هذا العائق الى زيادة الضغط على حماس، لأن جناحها العسكري يخشى ان يسحب بناء هذا العائق منه كنزه الاستراتيجي الذي عمل عليه خلال السنوات الأخيرة.
في الأسبوع الماضي، اضطرت وكالة الاونروا الى الاعلان عن كشف نفق قامت حماس بحفره تحت احدى مدارسها في القطاع. واكد هذا النشر ادعاء اسرائيليا قديما، والذي ثبت خلال الجرف الصامد، بشأن استغلال حماس المتعمد للمواقع الانسانية من اجل الأغراض العسكرية. واستغل رئيس الحكومة نتنياهو الفرصة لمطالبة الامم المتحدة، امس، بإعادة النظر في استمرارية وجود الوكالة، التي تكرس عملها لدعم عائلات اللاجئين الفلسطينيين واحفادهم.
نتنياهو يعرف توجه ترامب المعادي ازاء مواصلة تمويل نشاطات الأمم المتحدة. وفي الأسبوع الماضي زارت سفيرته لدى الامم المتحدة، نيكي هايلي، اسرائيل. ومن بين الذين استضافوها كان قادة من الجيش الذين رافقوها في جولة على حدود القطاع، شملت زيارة نفق هجومي حفرته حماس داخل الأراضي الاسرائيلية. طلب نتنياهو الحالي سيعرض الاونروا للإحراج، وربما تفوز اسرائيل بنقاط في الحرب الاعلامية ضد الفلسطينيين، لكنه لا يجب عليها حرف النقاش عن الجوهر، منع حرب زائدة اخرى في القطاع.
تلك الهزيمة
يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" انه في ايام حرب الأيام الستة، شوهد شاب يرتدي ملابس بيضاء في الأغوار، وبدا الشاب بأنه لا ينتمي الى المكان والزمان. وعندما اقترب منه احد سكان المنطقة اتضح له بأن الشاب بالأبيض هو جنديّ أردنيّ بدّل ملابسه العسكريّة بـ"بدلة" مصنوعة من اكياس الطحين، لإخفاء هويته. ولم تكن تلك الأكياس اكياس طحين عادية، وانما كانت جزء من المساعدات الأمريكية للاجئين الفلسطينيين، وكان لا يزال يظهر على "البدلة" عنوان "هدية من الشعب الأمريكيّ للشعب الفلسطينيّ".
هذه مجرد حكاية واحدة من القصص الكثيرة التي جمعتها لما رباح ونشرتها في اطار تقرير جذاب عنوانه "كيف يتذكَّر الفلسطينيّون الجنود العرب في النكسة؟". ونشرت المقالة في الخامس من حزيران الجاري في المجلة الفلسطينية "اتجاه"، في اطار ملحق خاص في "الذكرى الخمسين لهزيمة حزيران" – وقد تولد هذا النشر الفريد من نوعه في اطار تعاون بين ثماني مجلات من عدة دول عربية. بشكل جارف، وغير دقيق، يمكن نعت هذه المجلات بأنها "معارضة"، ولكن ليس المقصود معارضة سياسية مباشرة، وانما انتقاد في مجالات المجتمع، الفن، فحص المسائل المسلم فيها ومراجعة التاريخ.
لقد كتب المؤرخون والخبراء العسكريين والمثقفين العرب، عشرات الكتب حول حساب النفس السياسي والعسكري العربي بعد 67، وحظيت رواية الهزيمة بتحليلات شعبية شعرية، كما في قصائد احمد فؤاد نجم المصري، والافلام الروائية كفيلم "عودة الابن الضال" ليوسف شاهين، والكتب النظرية – مثلا كتاب عصام دراز "ضباط يونيو يتكلمون" الصادر عام 2000، والذي يشمل افادات لجنود مصريين حول الأوامر التي تلقوها وظروف الحرب. ولكن هذا الملحق الخاص يوسع نطاق التحليل، بكونه يحلل التحليلات، ويعيد فحص الروايات الراسخة، من اليسار واليمين، ويأتي بأصوات جديدة، خاصة المدنيين والجنود البسطاء الذين يعرضون وجها جديدا، وغير موثق حتى الان، لتجارب الحرب.
في احد المقالات يجري شاكر جرار من عمان، حسابا مع مفهوم "كلنا مذنبون" الذي ترسخ في الحوار العربي العام، خاصة المصري. ويتعامل في تحليله مع اتجاهي تفسير متعارف عليهما في اوساط المفكرين المصريين. الاول، العلماني الذي يرى في طابع العربي وغياب الثقافة سببا للهزيمة، والديني الذي يحدد بأن ترك الدين، والانحلال وتبني الثقافة الغربية هي التي سببت الهزيمة. هذان التفسيران، يشرح جرار، مريحان جدا للأنظمة العربية، فكلاهما يحرران الزعماء من المسؤولية عما حدث – غياب الجاهزية، الاكاذيب والنقص في الاستخبارات.
كمثال على ذلك يطرح جرار ما كتبه المؤرخ المصري الكبير لويس عوض، الذي حاول خلال احد مؤتمرات المفكرين العرب، شرح سبب هزيمة مصر في 67، حيث قال انه "في حرب 67، هرب الجنود والضباط "وسلموا سلاحهم لأنهم أولاد بوابين، (ادنى درجات السلم الاجتماعي) في حين أنهم كانوا سنة 1948 أولاد ناس، فيهم أبناء باشوات وبكوات يخجلون من الاستسلام والعودة مكسورين فيفقدون مكانتهم بين أهلهم وسائر الناس". هذا التفسير الاجتماعي – النفسي يغضب جرار الذي يوجه سهامه ضد فيضان الكتابة الثقافوية، كما يسميها، والتي تبنت توجه "كلنا مذنبون" وانشغلت بتفكيك ما يسمى "الشخصية العربية" او التفكير العربي" او "الانسان المصري" الى اجزاء.
وفي معالجة من نوع آخر تحظى الحرب بسلسلة مقالات كتبها خالد فهمي – المثقف والمؤرخ المصري – في مجلة "مدى مصر" الالكترونية (التي تعتبر ضد المؤسسة، وتم اغلاقها عدة مرات من قبل نظام السيسي). وفي لقاء اجرته معه مراسلة "مدى مصر" يحدد فهمي بأنه "بعد 50 سنة على الهزيمة لا نعرف حتى الان ما الذي حدث" – التاريخ لا يزال محجوبا عن الشعب المصري، عن الباحثين ومن يريد معرفة اسباب الهزيمة. ألم يتلق ناصر تقارير دقيقة في الوقت المناسب، لأن ضباطه، وخاصة يده اليمنى، عبد الحكيم عامر، اختلفوا معه كثيرا قبل الحرب، ام لأن المخابرات المصرية فشلت فعلا ولم تعرف عن نوايا اسرائيل؟ يسأل فهمي ويقتبس من "ضباط يونيو يتكلمون" شهادة الطيار هشام حسن، الذي فحص مع قائد القوات المصرية في العريش اهدافا للهجوم: "صور جوية فوتوغرافية غير واضحة المعالم تماماً ويظهر عليها القدم. الصور لمدينة إيلات الإسرائيلية، وعندما سألته متى تم التقاط هذه الصور اجاب القائد، في حرب 48".
لقد نشر فهمي، مؤخرا، افادات لجنود مصريين تم نشرهم في جزيرتي تيران وسنفير قبل الحرب، ولم يعرفوا بتاتا عن اندلاعها. هذه الافادات قد تساعد الان في النقاش الذي يجريه البرلمان المصري حول ملكية هاتين الجزيرتين، الموضوع الى تحول الى مسألة خلاف قومي في اعقاب الاتفاق على اعادتها لسيطرة السعودية.
من المثير انه بعد 50 سنة، تحظى تلك الهزيمة بمعالجة تشريحية لا تعرف الرحمة من جانب المثقفين، بينما تصمت وسائل الاعلام الرسمية، وتنتظر يوم ذكرى حرب اكتوبر 73 لكي تستطيع المفاخرة بالانتصار.
سراب فلسطيني
يكتب نداف شرغاي، في "يسرائيل هيوم" ان باعة الأوهام الذين قفزوا من اماكنهم فرحا امام استعداد جبريل الرجوب، ظاهرا، للاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على حائط المبكى، اغتسلوا في نهاية الأسبوع بالماء البارد بسبب حماقتهم. فبعد ان تراجع الرجوب – الذي يطالب بتاج القيادة بعد ابو مازن – شخصيا عن اقواله، واوضح بأنه قصد "الاشراف اليهودي الديني" فقط في حائط المبكى، جاء، في نهاية الاسبوع، محمود الهباش، المقرب من ابو مازن ومستشاره للشؤون الدينية، وحدد الأمر بشكل اكبر لآخر السذج بيننا. فقد اوضح الهباش ان "الحائط هو وقف اسلامي، جزء من المسجد الأقصى، ويتبع للمسلمين فقط، ولهم فقط ستكون السيادة". والفلسطينيين؟ انهم لن يتنازلوا "عن مليمتر واحد من الحائط والساحة الممتدة امامه".
في افضل الحالات، اذا اعتمدنا على توضيح الرجوب لتصريحه، فان الحديث عن استعداد اسلامي لتحملنا في الحائط وفي القدس عامة – كديانة خاضعة للإسلام، وليس كسيادة وكقومية. هذا هو تماما ما عرضه علينا الانتداب البريطاني، في ايام "الصراع على الحائط": تصريح باستخدام زقاق الحائط ولكن ليس اعترافا بحقنا وملكيتنا له. ليس من اجل هذا اقمنا الدولة.
في أسوأ الحالات، وهو، للأسف، الاكثر واقعي، فان الفلسطينيين، لو سنحت لهم الفرصة، سيلقون بنا خارج ساحة الحائط – انهم يقولون ذلك! – واعادة بناء حي المغاربة والصاقه بالحائط، بعد ان قمنا بإخلائه (هدمه – المترجم) من هناك في 1967. ولتذكير من نسي، فان سكان الحي المغربي دنسوا الحائط بإنشاء مرحاض، وبروث الحمير والبهائم وبراز البشر، بل جبوا من اليهود رسوم حماية مقابل الحق بالصلاة هناك.
الحوار الفلسطيني – الإسلامي في موضوع الحائط ليس جديدا. ما بدا، ظاهرا، كتوجه جديد من قبل الرجوب، يتضح الان انه خدعة ولسان مزدوجة تميز الفلسطينيين: ستار دخان بالعبرية – للإسرائيليين السذج، وتدقيق الامور بالعربية – للفلسطينيين. ترامب، الذي زار الحائط ووصف علاقة اليهود به، "جرّ" الرجوب لإطلاق تصريح في الموضوع، تماما كما فعل بعد زيارة بوتين للحائط في 2012، وتصريحه بأنه "يمكن رؤية كيف حفر الماضي اليهودي في حجارة القدس. في حينه ايضا اثار هذا التصريح مطرا من ردود الفعل الفلسطينية المستنكرة والشيطانية. الفلسطينيون، الأتراك، الجناح الشمالي للحركة الاسلامية، واحيانا الأردن، وحتى رجال دين مصريين، يعتبرون الحائط جزء من الاقصى، المكان الذي ربط فيه (النبي) محمد الدابة العجيبة والطائرة، البراق، في نهاية رحلته من مكة الى القدس، "الارض المقدسة للإسلام حصرا، ولا يوجد لليهود أي حق فيها".
في الماضي اشار المسلمون انفسهم الى ان "مكان ربط البراق" كان في الحائط الشرقي بالذات او الحائط الجنوبي. وفقط بعد كثرة صلاة اليهود هناك، انتقل "مكان الربط" الى الحائط الغربي. في ايامنا وعدت السلطة الفلسطينية، ايضا، بأنه سيتم في المستقبل بناء مساكن للعرب في ساحة الحائط الغربي، لأن اليهود في الحائط هم "خطيئة ونجاسة".
"كشير"، لكن نتن
يكتب ناحوم برنياع في "يديعوت أحرونوت" انه قبل اسبوعين جرى امتحان "البجروت" في المدنيات، دورة صيف 2017. وقد روى لي طالب من الصف الثاني عشر كيف استعد للامتحان: "تركت كل المواضيع المتعلقة بالأحداث الجارية. عرفت بأن الامتحان لن يتضمن أي سؤال عن القضايا المختلف عليها، ودرست بقية المواد".
انه محق، بالطبع، وهكذا تعلم درسا في المدنيات لن يعرف كيف يعلمه له أي كتاب تعليم من انتاج وزارة التعليم. السلطة – كل سلطة- تثقف رعاياها على المطابقة: الطالب الذي يحاول مواجهة المشاكل يخسر، والطالب الذي يتجاوزها يربح. عندما ترتبط هذه الظاهرة بالمزاج المعادي للديموقراطية الذي يسيطر على الحكومة الحالية، يمكن للنتيجة ان تكون مدمرة.
ما المقصود بذلك؟ الرمز الاخلاقي للسلك الأكاديمي الذي كتبه البروفيسور آسا كشير، بطلب من وزير التعليم نفتالي بينت.
كشير (77 عاما) هو بروفيسور بالإيجار. بين المرة والأخرى تستأجر جهة سلطوية خدماته لصياغة منظومة شروط لعمالها تتفق مع توقعاتها. هذه الظاهرة ليست استثنائية: كما يوجد صحفيون للإيجار، ومحامين للإيجار، واقتصاديين للإيجار، هكذا يوجد فيلسوف ايضا للإيجار. ربما توجد مشكلة اخلاقية في الفيلسوف الذي يعمل المرة تلو الأخرى في خدمة السياسيين – هذا ما كان سيحدث لسقراط – ولكن في الرمز الأخلاقي الذي كتبه البروفيسور كشير لا يوجد اي ذكر لهذه المشكلة.
الوثيقة التي كتبها تمنع المحاضرين في المؤسسات الاكاديمية من اطلاق تصريحات خلال محاضراتهم في قضايا خارج اطار المنهاج التعليمي. وبشكل منفرد، يمنع المحاضرين من الدعوة الى فرض المقاطعة الاكاديمية على اسرائيل. لا يوجد لهذين الأمرين الممنوعين أي صلة بالأخلاق. لا توجد لهما صلة بالمشاكل الحقيقية التي تواجه مؤسسات التعليم العالي في اسرائيل.
فلنبدأ من النهاية: المقاطعة التي تفرضها جهات معادية لإسرائيل على الجامعات الاسرائيلية مرفوضة في نظري؛ ودعمها من جانب بعض المحاضرين في الجامعات الاسرائيلية مثير للسخرية. يصعب التعامل بجدية مع محاضر يدعو لمقاطعة مكان عمله، بينما لا يقوم هو بمقاطعته. فصل هؤلاء المحاضرين سيضر بإسرائيل اكثر من الضرر الكامن في مواصلة تشغيلهم.
وبشكل لا يقل عن ذلك، يثير الاستفزاز المنع الذي يسعى كشير لفرضه على تصريحات المحاضرين خلال الدروس. عندما كان كشير طالبا جامعيا في الستينيات، كانت الجامعة العبرية تعج بالسياسة، وكان مئات الطلاب يحضرون يوميا لسماع المحاضرات اللامعة ليعقوب تلمون، يشعياهو لايبوفيتش، دافيد فلوسر، بنيامين اكتشين، يحزقيل درور، ميشيل كونفينو، شلومو افينيري وغيرهم.
هؤلاء المحاضرون وغيرهم، انتقدوا بشدة، بن غوريون ومباي والجيش. انتقدوا اليسار واليمين، رغم ان هذه الامور لم تذكر تماما في برنامجهم التعليمي. وقد رد قسم من الطلاب بتحمس، وغضب قسم اخر. انا تعلمت خلال تلك المحاضرات فصلا حول فضائل الشك؛ تعلمت التعامل باشتباه مع كل املاء تطرحه كل سلطة، حتى سلطات الجامعة. لكن آسا كشير تعلم، كما يبدو، امور اخرى.
بعد كشف "يديعوت أحرونوت" للوثيقة، هبت لجنة رؤساء الجامعات للدفاع عن الحريات الاكاديمية. الحقيقة هي ان الوثيقة، مثل خطوات اخرى لوزراء في الحكومة الحالية، تهدد احد الحقوق الاكثر أساسية: حق الاصغاء. كشير وبينت يتعاملان مع الطلاب كأولاد في رياض الاطفال. من يعرف ما الذي سيحدث اذا سمحوا لمحاضريهم بالكفر خلال الدروس. يمكنهم الارتباك؛ يا للويل: يمكن لهم ان يصبحوا أكثر حيوية وإبداع وأصالة. بينت يفهم بأن الإبداع هو شرط أساسي للنجاح في الهايتك؛ انه لا يفهم انه من دون الجريان الحر للأفكار في الحرم الجامعي لن يكون الابداع ولا الهايتك.
او ربما يفهم ذلك فعلا. انه يعرف بأنه لا يوجد أمل بأن يصادق مجلس التعليم العالي على هذا الرمز المخترق. الورقة التي اعدها كشير ليست معدة للمصادقة عليها – بل معدة للعلاقات العامة. فليعرف ناخبو اليمين ان ميري ريغف ليست الوحيدة التي تصرخ صرختهم امام اسوار النخبة القديمة. نفتالي ايضا بين الصارخين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالأربعاء 14 يونيو 2017, 10:45 am

14.06.2017

مقالات
بدون انسحاب وبدون تعويض.
يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" ان الكشف عن اقتراح بنيامين نتنياهو السماح لمن يرغب من المستوطنين، بمواصلة العيش تحت السيادة الاسرائيلية في اراضي دولة فلسطين المستقلة، كان يجب ان يثير المشاعر بشكل اكبر قليلا. كما ان الاقتراح السابق، المثير اكثر في ما يثيره من الشبهات، والذي يتحدث عن الابقاء على المستوطنات التي لن يتم ضمها الى اسرائيل، تحت السيادة الفلسطينية، مر من دون ان يترك أي بصمات تقريبا. ادارة الظهر ازاء هذين الاقتراحين يدل على التعامل معهما كغير واقعيين، خاصة بفضل الخناق الذي يحاصر نتنياهو بفضل نفتالي بينت وشركائه.
نقاط الانطلاق الكامنة في عدم التعامل مع هذه الافكار هي عدد المستوطنين الكبير في المناطق وفي القدس الشرقية (اكثر من نصف مليون)؛ غياب شريك فلسطيني؛ حكومة ليست معنية بالحل؛ جمهور مدني لا يبالي؛ وضع اقتصادي جيد نسبيا يغطي على الأضرار الاقتصادية للاحتلال، والهدوء الامني النسبي – هذه كلها تشد بحزم الى الأرض حتى محاولة لإطلاق بالون سياسي. من هنا فانه لا توجد فائدة حتى من طرح فكرة او مبادرة، ومن المفضل الانتظار حتى تقول الادارة الأمريكية شيئا، او لا تقول.
لكن اقتراحات نتنياهو تكشف عدة جوانب مثيرة بشأن مفاهيمه السياسية. من يبدي استعداده لترك يهود يعيشون تحت السيادة الفلسطينية لا يمكنه ان يكون ايديولوجيا متطرفا لا يرى امام عينيه الا تحقيق الحلم التبشيري. من يفهم بأن عليه طرح مقترحات سياسية اصلية بسبب الضغط الامريكي، مرة من قبل براك اوباما (الصيغة اللينة) ومرة من قبل دونالد ترامب (التوجه الصارم)، يفهم ايضا ان الاحتلال لا يمكن ان يبقى الى الابد، حتى وان كانت تصريحاته تدل على العكس من ذلك. والأهم: من يكتفي بكتل المستوطنات ويبذل جهدا من اجل التوصل الى حل للمستوطنات المعزولة – التي يعيش فيها اكثر من 40% من المستوطنين – يعترف بوجود الاحتلال، وبالتالي بالخطأ التاريخي الكامن في انشاء المستوطنات.
ويمكن هكذا مواصلة البحث عن نقاط ضوء في هذه الاقتراحات، واهمها تبنى فكرة الدولة الثنائية القومية في فلسطين، وليس بين الاردن والبحر، من اجل الابقاء على اسرائيل "دولة قومية للشعب اليهودي". هنا، ايضا، يكمن الانقلاب الحقيقي الذي ينبع منها. حسب هذه الافكار، فانه كجزء من اتفاق السلام يجب ان تكون فلسطين دولة لجميع مواطنيها، اليهود والعرب، من اجل منع "تهديد" تحويل اسرائيل الى دولة كهذه. ولذلك، لا يمكن معارضة ذلك حتى من قبل اليمين الذي يدعي انه يحق لليهود الاقامة في كل دولة في العالم.
لكنه كالمعتاد، فان المنطق السياسي الذي تعتمد عليه هذه المقترحات لا يأخذ الرؤية الفلسطينية في الاعتبار. لماذا يجب على القيادة الفلسطينية الموافقة على استيعاب حوالي 200 الف يهودي في افضل الحالات (سكان المستوطنات المعزولة) – حوالي 8% من الجمهور العربي في الضفة – بينما ترفض إسرائيل استيعاب حتى لاجئ فلسطيني واحد؟ كما تتخوف اسرائيل على هويتها اليهودية، هكذا تقلق فلسطين من وجود اقلية قومية، مخربة ومتمردة، داخل حدودها. لكنه يمكن العثور على حل لذلك حسب مبدأ التبادلية – 200 الف يهودي في فلسطين، مقابل 200 الف لاجئ في اسرائيل – وبالتالي احباط عائق حق العودة، بعد موافقة الفلسطينيين على صيغة "الحل العادل والمتفق عليه بروح القرار 194".
ظاهرا، لم يتبق الا تحرير نتنياهو من قيود اليمين المتطرف، واعفاء الحكومة من عقوبة بينت وشركائه، واقناع ترامب بالمنطق الكامن في الخطة. وهنا بالذات تكمن الخديعة. ربما لا يكون نتنياهو ايديولوجيا، لكنه يعرف كيف يحافظ على بقائه. اتفاق السلام الان هو نقيض البقاء من ناحيته. اذ انه سيسبب له حربا عالمية مع اليمين ولن يحرره من التحقيقات. لكنه من اللطيف للحظة الاعتقاد بأنه يوجد حل.
من يواجه مشكلة مع المساواة.
يكتب الكسندر يعقوبسون، في "هآرتس" ان النائب بيني بيغن سأل في مقالة نشرها الأسبوع الماضي، في "يسرائيل هيوم" (في 7.6)، "منذ متى كانت المساواة تعتبر "مشكلة بالنسبة لليكود"؟ وكتب بيغن بأن الحكومة والائتلاف يرفضان دعم النص الذي طرحه لقانون القومية والذي يعتبر اسرائيل "دولة قومية للشعب اليهودي، التي تستند إلى دعائم الحرية والعدل والسلام، مستهدية بنبوءات أنبياء إسرائيل, وتحافظ على المساواة التامة في الحقوق لكل مواطنيها". وقد قيل له ان هذا النص يخلق "مشكلة في الليكود"، واستنتاجه هو ان المشكلة كامنة في مبدأ المساواة، ولذلك فانه يحتج على ذلك.
الجواب الموضوعي للسؤال الذي طرحه بيغن هو ان المساواة تعتبر مشكلة لليكود (حركة حيروت سابقا) منذ حزيران 1967. من يريد السيطرة على المناطق بشكل دائم، يجب ان يعرف بأنه لا يمكنه الالتزام بالحد الأدنى من مبدأ المساواة في وضع كهذا: اعطاء المواطنة وحق التصويت للسكان؛ لأنه اذا فعلت اسرائيل ذلك فإنها لن تبقى اسرائيل.
ولكن داخل الخط الأخضر، يوجد لدى بيني بيغن وامثاله من رجال اليمين الليبراليين، التزاما حقيقيا بالمساواة المدنية. رفض الائتلاف عرض مشروع قانون للنقاش، الى جانب الصيغ المتطرفة والأشد قومية لقانون القومية، هو شهادة محزنة، ولكن ليست مفاجئة، على طابع هذا الائتلاف. بنيامين نتنياهو يكرر القول بأن قانون القومية لن يتناقض مع مبدأ المساواة المدنية. ولكن عندما يقترح عضو رفيع في حزبه صيغة لقانون القومية، تتبنى هذا المبدأ بكلمات بسيطة وليست مواربة، يرفضونه بشكل قاطع. يجب ان نأمل بأن هناك بعض رجال الليكود الذين يشمئزون من هذا السلوك.
الحقيقة هي ان القوانين الأساس القائمة باتت تحدد بأن اسرائيل هي "دولة يهودية وديموقراطية"، ولهذا هناك امر غريب في القول السائد في اليمين بأنه حان الوقت، اخيرا، لترسيخ يهودية الدولة في القانون. هذا لا يعني ان هناك من يرفض حقيقة فكرة تكريس قانون أساس خاص لتعريف طابع الدولة والمبادئ الأساسية لنظامها. المشكلة هي انه لا يوجد أمل في ظل الائتلاف الحالي بخروج قانون يحترم الدولة اليهودية والديموقراطية الاسرائيلية، بدل ان يخجلهما.
هناك من يرفضون مصطلح "دولة يهودية" من أساسه – بعضهم من خلال طرح حجج دلالية تبدو لي غير مقنعة (وان المجتمع الدولي في كل الاحوال، لم يتأثر منها عندما قرر في 1947 تقسيم البلاد الى "دولة يهودية" و"دولة عربية"). والبعض الآخر يرفض المصطلح لأنهم يرفضون حق الشعب اليهودي بدولة. هؤلاء يواجهون مشكلة خاصة بهم مع المساواة.
يمكن لاقتراح بيغن ان يشكل قاعدة جيدة للقانون في موضوع طابع الدولة – في الائتلاف الذي لا يعاني اعضاؤه من الحساسية ازاء كلمة مساواة. لكن اعلان الاستقلال الذي يعتمد عليه بيغن وبحق، لا يكتفي بالإعلان عن "دولة يهودية في ارض اسرائيل، هي دولة اسرائيل"، وفي الوعد بأن الدولة ستحافظ على المساواة الكاملة في الحقوق لكل مواطنيها. انها تذكر بشكل واضح "ابناء الشعب العربي، سكان دولة اسرائيل" وتعدهم بـ"مواطنة كاملة ومتساوية".
هكذا تتصرف ايضا، الدساتير الديمقراطية المعاصرة، في الحالات التي تشير فيها بشكل واضح الى الطابع القومي للدولة التي توجد فيها اقليات كبيرة. في هذه الحالة من المعتاد ليس فقط تحديد مبدأ المساواة المدنية بشكل عام، وانما التطرق بشكل عيني الى الأقليات ومكانتها كجزء لا يتجزأ من كل المواطنين – من "الشعب" في الدولة الديموقراطية، ومع قليل من النوايا الحسنة (في غياب الائتلاف الحالي) يمكن العثور هنا ايضا على صيغة ملائمة لهذا الموضوع.
جهود للعثور على دول تمول الكهرباء لغزة
يكتب يوآب ليمور، في "يسرائيل هيوم" ان عدة دول عربية وغربية تفحص امكانية تمويل الكهرباء لقطاع غزة، خشية تفاقم الوضع الانساني وحدوث تصعيد في الجنوب. ويوم امس زار رئيس الحكومة ووزير الامن ورئيس الأركان، جنوب اسرائيل، واجروا سلسلة من النقاشات حول الأزمة في غزة. وكان من المقرر اصلا اجراء جولة في قيادة كتيبة غزة، الواقعة على حدود القطاع، والقيام بجولة على طول العائق الجوفي الذي يجري بناؤه على امتداد السياج، ولكن بسبب الخوف من تفسير الجولة كاستفزاز واحتمال قيام اسرائيل بالإعداد للحرب، تقرر اجراء النقاش في مقر قيادة الجنوب في بئر السبع. وبما ان جوهر النقاش ركز على امور اقتصادية، إنسانية، فقد شارك فيه بشكل استثنائي، وزير المالية ايضا.
وتم خلال النقاش فحص بدائل لتخفيف الأوضاع في القطاع، وعلى رأسها ازمة الطاقة التي يتوقع ان تتفاقم في ضوء قرار الحكومة التجاوب مع طلب السلطة الفلسطينية وتقليص تزويد الكهرباء لغزة. ومن دون التخفيف يتم في غزة حاليا تزويد الكهرباء لحوالي اربع ساعات يوميا، ويسود التقدير بأن تزويد الكهرباء سيتقلص الى ما دون ثلاث ساعات بعد تنفيذ القرار.
رسميا، تدعي اسرائيل ان المقصود مسألة فلسطينية داخلية. السلطة الفلسطينية هي التي تمول الكهرباء، ومنذ اللحظة التي قررت فيها وقف الدفع، لا يوجد أي سبب يجعل اسرائيل تفعل ذلك مكانها وتمول تنظيما ارهابيا. خلال المحادثات التي جرت في الأيام الأخيرة مع جهات دولية مختلفة، تحاول التوسط في الأزمة، ادعت إسرائيل بشدة بأن حماس تحصل على تمويل جاري من عدة جهات، وبدلا من الاستعانة بالمال للتضخيم العسكري كان يمكنها شراء الكهرباء.
ولكن، من خلال اتصالات هادئة، يجري في المقابل بذل جهود لحل ازمة الكهرباء في القطاع. وتفحص عدة دول غربية وعربية تمويل الكهرباء للقطاع، بشكل مؤقت، الى ان يتم العثور على حل دائم امام السلطة الفلسطينية. واذا تم الاتفاق على تمويل كهذا، فسيتم وفقا لاحدى طريقتين: دفع مباشر لإسرائيل مقابل الكهرباء التي تزودها للقطاع، او تحويل الاموال الى حماس لكي تشتري الوقود المطلوب لإنتاج الكهرباء في غزة. يمكن الافتراض بأن اسرائيل ستفضل الطريقة الثانية، كي تبقى خارج الازمة ولا تصل الى مواجهة مع السلطة الفلسطينية.
مقابل الجهود الانسانية، حولت اسرائيل، امس، رسائل علنية لحماس تفيد بأنها لا تتجه نحو التصعيد في الجنوب. صحيح ان الجيش يقوم بإجراءات منظمة ويستعد للمواجهة (وتم في هذا الاطار امس تفعيل اجهزة اتصال للتجنيد الطارئ، كجزء من تدريب للجبهة الداخلية)، لكن الرسالة الواضحة، التي قالها رئيس الحكومة بصوته، امس، هي ان اسرائيل معنية بالهدوء في الجنوب وليس بالمواجهة.
ويسود التقدير في اسرائيل بأن حماس ليست معنية ايضا بمواجهة اخرى حاليا، وان ردعها لا يزال قائما وينعكس، ضمن امور اخرى، في الجهود التي تبذلها لمنع تنظيمات اخرى من تنفيذ عمليات ارهابية في القطاع. ولكن، اذا اشتدت الأزمة في القطاع، وانعكست في الانتقاد الشعبي المتزايد للسلطة في غزة، يمكن ان يتم دفع حماس الى الزاوية، فتبحث عن طريق لاختراق الحصار، واختيار المواجهة مع اسرائيل – كما فعلت قبل الجرف الصامد – على امل ان تقود نتائج المواجهة الى تحسين وضعها الاستراتيجي.
هذا السيناريو، الذي يمكن ان ينفجر، ايضا اذا نجحت حماس بتنفيذ عملية كبيرة من الضفة، تسعى اسرائيل الى منعه، او على الأقل تأجيله. ويوم امس، اعربت جهات رفيعة عن املها بأن يتم العثور على حل للأزمة الحالية، ولكن حسب اقوالهم، سيجري الحديث عن حل مؤقت فقط، وانه على خلفية الضائقة الاقتصادية لحماس – التي فقدت رعاتها في قطر ومصر، ومن الممكن ان تضطر لتقبل الرعاية من ايران – يمكن للتوتر في الجنوب ان يتواصل لفترة طويلة.
يلعبون الى ايدي ابو مازن
يكتب روني شكيد، في "يديعوت أحرونوت" ان ابو مازن ينفصل عن غزة. قطر تتوقف عن المساعدة، مصر تتخوف من المساعدة الغزية للإرهاب في سيناء وتعزز الحصار. السعودية لم يعد يهمها غزة. اروبا منشغلة في شؤونها الذاتية. الولايات المتحدة اعلنت عن حماس كبؤرة ارهاب وحليف لإيران. وباستثناء تركيا التي ترسل هنا وهناك بعض المساعدة، بقيت غزة لوحدها – مع حماس فقط. منصة الانقاذ الوحيدة هي ايران، التي اعلنت في الأسبوع الماضي عن تجديد المساعدات. وفي هذه الاثناء لم يصل المال، وعندما يصل، ستستمتع به حماس واذرعها العسكرية ، وليس الجمهور الواسع.
قطر هي التي امسكت بغزة فوق سطح الماء والمجاري، وهكذا تحولت غزة الى اداة لعب في ملعب التحالفات والمقاطعات في "الشرق الاوسط الجديد". والان تخضع قطر للمقاطعة العربية، وستكون غزة هي اول من سيدفع الثمن. السفير القطري في غزة، محمد عمادي، غادر القطاع قبل عدة ايام. وخلال مؤتمر صحفي عقده قبل مغادرته حذر من انه ستكون في انتظار الغزيين "ايام سوداء".
عشية انتهاء شهر رمضان، غزة تنهار، يائسة. في الاسواق لا تنقص البضائع، ولكن ينقص المال لشرائها. ابو مازن قلص ثلث رواتب 58 الف موظف في السلطة يعيشون في غزة. حتى حماس قلصت رواتب موظفيها. وفي شهر رمضان يكون استهلاك المواد الغذائية عاليا، بشكل عام. وتصل نسبة البطالة في القطاع الى 40%.
رائحة العفن تنبعث في الكثير من الاحياء، وقنوات مياه الصرف الصحي تفيض على جنباتها، لكن غالبيتها تجري مباشرة الى البحر، تتقدم نحو الشمال، وتصل الى اشكلون، الى منشأة تحلية المياه التي نشربها نحن. وبعد قليل ستصل الى اشدود، ومن هناك يمكن ان تصل الى شواطئ تل ابيب، أيضا. فالتلوث لا يتوقف عن حاجز ايرز.
خلال الاسبوعين الاخيرين، قبل الاعلان الاسرائيلي عن تقليص تزويد الكهرباء، كانت الكهرباء في غزة تصل لمدة ثلاث ساعات يوميا: هذا لا يسمح بتطهير وضخ المجاري، ولا يتيح الحفاظ على المواد الغذائية في مخازن التبريد، ويشوش عمل المستشفيات، ويسبب الضرر للزراعة، ويؤدي الى اغلاق العدد القليل من المصالح التجارية التي كانت تعمل حتى الان. بدون كهرباء لا يمكن ضخ الكميات القليلة من المياه التي بقيت في الآبار، وفي الصنابير المنزلية تجري مياه مالحة لا تصلح للشرب.
بشكل مفاجئ، لا يجري حاليا توجيه الغضب ضد اسرائيل، وانما في الأساس ضد اللاعبين العرب: لقد تم تحديد ابو مازن بصفته المتهم الاساسي، لكن الغزيين الذين لا ينتمون الى معسكر حماس يتخوفون من توجيه انتقادات علنيه له، لئلا يضم قبضة يده ويتوقف عن ارسال المبالغ القليلة التي يواصل تحويلها. يتهمون السعودية بأن سياستها قادت الى مقاطعة قطر، ومصر بأنها تشدد الحصار. وبعد زيارته الى الشرق الاوسط تحول ترامب، ايضا، الى عدو، وهكذا، حتى من دون الكثير من الحب، اندفعت حماس مرة اخرى الى احضان ايران.
خلافا لمصالحهما السياسية والامنية، استسلمت اسرائيل ومصر بسهولة غير محتملة لطلب ابو مازن الانتقامي بتقليص تزويد الكهرباء للقطاع. حماس لن تتضرر من هذه الخطوة، وانما الجمهور الذي ستتزايد معاناته. ويجب عدم الوقوع في الوهم: لا توجد لدى الغزيين أي نية، ولا حتى قوة، للتمرد او اسقاط حماس. انهم يعرفون بأن عباس لن يرجع الى القطاع، ولا اسرائيل، وبالتأكيد ليس مصر ايضا. لقد بقوا لوحدهم، بدون ملاذ، بدون امل.
غزة لن تتبخر، وفتيل القنبلة الموقوتة يتقلص بأسرع من وتيرة التفكير الاسرائيلي بالحل في غزة. وليكن واضحا: غزة هي بالتأكيد مشكلة بالنسبة لإسرائيل، رغم السور والسياج الباطني، لا يمكن فصل غزة عن اسرائيل، ولا اسرائيل عن غزة. من اجل المصالح الاسرائيلية، حان الوقت للتفكير خارج العلبة. الان، عندما يفصل ابو مازن السلطة الفلسطينية عن غزة، يجب البدء بمحاورة حماس مباشرة او غير مباشرة، بواسطة وسطاء او بأي طريقة اخرى. مواصلة غرس الرأس في الرمل هو خطر استراتيجي لإسرائيل، وجيد ان يتم عمل ذلك قبل وقوع جولة اخرى من الحرب التي ستقود الى كارثة مجانية، لنا وللغزيين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالثلاثاء 20 يونيو 2017, 2:27 am

 وماذا عن الإرهابيين اليهود؟

صحف عبرية



Jun 20, 2017

صحف عبريه - صفحة 4 19qpt960

هل دفعت دولة إسرائيل مخصصات اولاد لعائلة يغئال عمير؟ هل تُدفع مخصصات الشيخوخة لاهود يتوم الذي قتل بيديه خاطفي باص300؟ هل تُدفع مخصصات الشيخوخة لموشيه زار، الذي كان سائق الخلية التي وضعت في 1980 عبوة ناسفة أدت إلى قطع أقدام بسام الشكعة، رئيس بلدية نابلس؟.
هذه بعض الامثلة فقط ليهود كانوا على صلة بعمليات إرهابية وقتل أسرى. توجد غيرها. الجواب على السؤال واضح: هؤلاء الاشخاص ومنفذو عمليات إرهابية أخرى يحصلون على مخصصات اجتماعية. وهذا جيد، لأنه في النظام السليم يجب الفصل بين الحقوق والواجبات. ومن يتجاوز القانون يجب أن يعاقب، لكن لا يجب أن يحرم من حقوقه الاجتماعية، وإلا فإن الغابة ستحتفل. فللمجرمين ايضا حق في أن يعيشوا بكرامة انسانية، وخاصة عند الحديث عن الاطفال وأبناء عائلة هؤلاء المجرمين، من حقهم الحصول على الخدمات الاجتماعية بغض النظر عن افعال اقاربهم.
هذا المبدأ الاساسي يخل به الرئيس دونالد ترامب، الذي يسعى كما يقول إلى المساعدة في تحقيق السلام في الشرق الاوسط ـ لكنه في نفس الوقت يطلب من محمود عباس التوقف عن دفع المخصصات لعائلات الاسرى الفلسطينيين، وبهذا يحكم على عشرات آلاف الاشخاص ـ بينهم الكثير من الاطفال ـ بالفقر والجوع ايضا، الامر الذي سيشكل آجلا أم عاجلا الوقود لاندلاع اعمال العنف.
رجال الاجهزة الأمنية بالتحديد، الذين يعرفون ما يحدث في المناطق المحتلة، يجب عليهم الصراخ ضد هذا الغباء المدمر. عليهم أن يقولوا للأمريكيين: هكذا لا يتم صنع السلام، هكذا يتم تمهيد الطريق لاحداث العنف التالية. الاشخاص يتوجهون إلى العنف لأن وضعهم سيئا وليس لأن وضعهم جيدا. «ألقاه في اليمِّ مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماءِ»، كما تقول الأغنية العربية. الاحتلال هو البحر، أو بشكل أدق المستنقع الذي يولد اليأس والاكتئاب والعنف. ولو لم يكن مستنقع الاحتلال موجودا لما كان هناك أسرى أمنيون.
ما الذي يمكن أن نتوقعه من طفل ولد بين الجدران ومن خلف الحواجز، وعندها يمنعونه ايضا من الحصول على الخبز؟ الاحتلال يرسم لهذا الطفل مستقبلا بائسا، يهدد ايضا المحتلين ومواطني إسرائيل. وبعد ذلك يدحرجون العيون ويتساءلون لماذا يحرض الفلسطينيون ضد اليهود. هل التقى هذا الطفل ذات مرة مع يهودي مثل دافيد غروسمان؟ هل تتوقعون من الطفل الذي يتم اقتحام غرفته في منتصف الليل أن يغني «أحضرنا لكم السلام؟». وفي المقابل يجب القول إنه من واجب الفلسطينيين محاربة أي علامة لنشر الكراهية بشكل عنصري، التي تهاجم اليهود لكونهم يهودا. وهذه هي الضمانة لمجتمع سليم لأن التحريض العنصري سيؤثر في نهاية المطاف على المجتمع الذي تخرج منه العنصرية. لهذا سأكون مسرورا بالتأكيد لو أن بنيامين نتنياهو طلب من محمود عباس مقاطعة كتاب بعنوان «المكشوف والخفي لدى يهود المنطقة»، الذي ألفه بروفيسور فلسطيني ظلامي، وهو يعتبر فيه اليهود دنسين ويطلب وضعهم في معسكرات مغلقة. إلى أي مستوى متدني من الاخلاق وصل الفلسطينيون؟ وليس محمود عباس فقط هو الذي يملأ فمه بالمياه. فقد قالت وسائل الاعلام أن 400 عضو في اللجنة المركزية في فتح شاركوا في اصدار الكتاب، اضافة إلى قادة في السلطة وفي فتح. وعودة إلى الموضوع الذي بدأناه. يتبين لكل من يتابع الأرانب التي يقوم نتنياهو باخراجها من قبعته عند كل امكانية لاستئناف المحادثات مع الفلسطينيين، أنه يتصرف بطرق معروفة في الجيش ـ هناك يقومون بإعداد بنك للأهداف التي يتم اخراجها عند الحاجة. ونتنياهو من ناحيته لديه بنك مبررات تسعى إلى افشال كل جهد سياسي. مرة التحريض الفلسطيني ومرة اخرى الاعتراف بالدولة اليهودية ومرة ثالثة الادعاء بأن اخلاء المستوطنات هو تطهير عرقي. وبعد أن يتلاشى لون أرنب المخصصات، يجدر الاستعداد لظهور الأرنب القادم.

عودة بشارات
هآرتس 19/6/2017
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالسبت 01 يوليو 2017, 8:17 am

أرنس: غزة دولة فلسطينية فشل الفلسطينيون في إدارتها

وديع عواودة



Jul 01, 2017

صحف عبريه - صفحة 4 30qpt955.5
الناصرة – «القدس العربي»: يعتبر وزير الأمن الأسبق في إسرائيل موشيه أرنس أن غزة بمثابة دولة فلسطينية فشل الفلسطينيون في إدارتها، ومن هنا ينطلق لتحميلهم مسؤولية استمرار الصراع.
وفي مقال نشرته صحيفة «هآرتس» يزعم موشيه أرنس ان غزة هي دولة فلسطينية صغيرة وإن كان يفترض ضمها للضفة الغربية لتكونا معا دولة فلسطينية كبيرة.
لتدعيم مزاعمه يقول ارنس المعارض أصلا لتسوية الدولتين والمتساوق مع موقف المؤسسة الاحتلالية الحاكمة الساعي لتكريس الانقسام الفلسطيني لاستخدامه مادة دعائية ضد الشعب الفلسطيني وحرمانه من حقوقه ان لدى غزة حكومة، وجيشا، وشرطة ومحاكم تحقق العدالة، من نوع معين في كل الأحوال، ويقول انها لا تخضع للاحتلال بل هي دولة فلسطينية سيادية، متجاهلا محاصرتها برا وبحرا وجوا.
ويواصل محاولاته الطعن في الجانب الفلسطيني بالقول إنه خلال السنوات العشر الأخيرة، كانت لدى الفلسطينيين فرصة للإظهار للعالم كيف تدار الدولة الفلسطينية، وكيف تعمل الحكومة الفلسطينية من اجل رفاهية سكانها، لكن هذه الدولة فشلت عمليا. ويتابع  مستبقا تساؤلات على مزاعمه «انتم تحتجون. حسب أقوالكم انها تخضع للحصار. كيف يمكن التطور في ظل ظروف كهذه؟.. عمليا، ليس المقصود حصارا، لأن مئات الشاحنات تحضر البضائع والمنتجات الى غزة كل يوم تقريبا، وإسرائيل توفر غالبية الكهرباء. انهم الذين يتحملون المسؤولية عن الحصار».
ويعود ارنس لاتهام الحكومة الفلسطينية في غزة بمراكمة مستودعات للصواريخ هناك، تلك الصواريخ التي يطلقونها على مدن وبلدات اسرائيل بين الحين والآخر، التي من دونها لكانت كل القيود التي فرضتها إسرائيل قد ألغيت منذ زمن. ويدعي انه لو كلف حكام غزة أنفسهم بإقامة منظومة علاقات جيدة مع جيرانهم المصريين، لكان يمكن أيضا الانتقال بحرية عبر الحدود المصرية. ويتساءل ماضيا في تبرئة اسرائيل من جرائمها: لكن في ظل الظروف الحالية، ما الذي فعلته حكومة حماس في غزة من أجل الجمهور الفلسطيني؟.. لقد تم تحويل مبالغ ضخمة من الأموال الى غزة، طوال السنوات، وتمت جباية ضرائب من كل ما تمكنت حكومة غزة من وضع يدها عليه، واستخدمت غالبية الأموال لشراء صواريخ وحفر انفاق تمتد الى الأراضي الإسرائيلية، او لدفع الرشوة لموظفين فاسدين، بدل ان تستثمر للبناء والتعليم ورفاهية السكان. ويضيف متنكرا لواقع الاحتلال الذي يرد في مقاله بين مزدوجين» انهم لم ينجحوا في إقامة دولة هناك. ووضع الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية تحت «الاحتلال» الاسرائيلي أفضل بكثير من وضع السكان في غزة. وقبل فوز غزة بالاستقلال كانت أوضاع سكانها أفضل بكثير مما هي عليه اليوم.
ويتطرق للرأي القائل إنه إذا لم يتحسن وضع الفلسطينيين في غزة، فإن حكامها سيطلقون الصواريخ مرة أخرى على اسرائيل. ويرد على ذلك بالزعم انه حسب هذا المنطق «الأعوج» يجب على اسرائيل تزويد الكهرباء والسماح بنقل كمية أكبر من المواد الاستهلاكية لسكانها. ويتابع محرضا على الحق الفلسطيني الأساسي بالسيادة والاستقلال» حسب هذه الفرضية فإن هذا سيزيل المحفزات الغزية على مهاجمة إسرائيل. وبكلمات أخرى يجب إطعام الحيوان كي لا يهاجم. من المناسب بمن يدعون لتأسيس دولة فلسطينية في الضفة الغربية النظر من قريب للدولة الفلسطينية القائمة في غزة» .ويتساءل هل يمكن الافتراض أنها ستكون مختلفة عن تلك القائمة في غزة، أم ستكون أسوأ من وجهة نظر إسرائيلية؟ زاعما ان صيغة «الدولتين للشعبين» التي يرفض محمود عباس تبنيها، تبدو جيدة نظريا، لكنها قد تقود الى المزيد من الحروب والمعاناة في المنطقة.
ولكن لا يفترض في الإسرائيليين وحدهم التخوف من أبعاد قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية، بل يفترض بالفلسطينيين الذين يقيمون هناك، ايضا، سؤال أنفسهم عما إذا كان هذا يناسبهم. قد يجدون أنفسهم في وضع أسوأ من الوضع الحالي وهل يريدون فعلا تقاسم مصيرهم مع مصير الفلسطينيين في غزة؟
ويمضي ارنس في تحميل الفلسطينيين مسؤولية استمرار الصراع، ويخلص للقول ان الفلسطينيين الذين يؤمنون بأن الديانة تلزمهم بمهاجمة اليهود لن يقتنعوا بالتأكيد. ويضيف ساخرا «الفلسطيني من دير ابو مشعل، الذي طعن هداس مالكا في باب العامود في القدس، ترك لأمه رسالة وعد فيها بلقائها في الجنة. الدولة الفلسطينية لن تكون جنة، كما يبدو».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالأحد 02 يوليو 2017, 2:47 pm

02.07.2017

مقالات
130 يهوديا من الخارج يفصلون بين الجيش وسكان قرية صارورة الفلسطينية
تكتب عميرة هس، في "هآرتس" ان الأديب أ. ب. يهوشواع، ومن دون أن يدري، يتمتع بدور هام في نشاط التمرد المدني اليهودي – الفلسطيني المشترك الذي يجري هذه الأيام في جنوب جبل الخليل. ففي عام 2004 قال شيء ما امام مجموعة من الشبان اليهود الامريكيين الذين حصلوا على منحة من "صندوق دوروت" (صندوق اجيال) لقضاء سنة في اسرائيل. وما قاله في حينه احدث انفجارا في قلب وافكار احدى الشابات. تلك الشابة هي ايلانا سوموكا، 28 عاما في حينه، من سكان ميريلاند الامريكية. وبعد 13 عاما تغوص سوموكا حاليا بكل قواها في مشروع ترميم قرية المغارات الفلسطينية صارورة التي هدمها الجيش الاسرائيلي في 1997. لقد كانت سوموكا ضالعة في اعداد وتجنيد 130 متطوعا يهوديا من امريكا وكندا واستراليا واوروبا، للمشاركة في عمليات الترميم، والان، بنشر الرسائل الاجتماعية – السياسية للمبادرة. طريقها وطريق المتطوعين تسلط اضواء على التغييرات التي تمر بها الجاليات اليهودية في المهجر.
هذا الأسبوع استكملت في صارورة المرحلة الاولى من المشروع الذي أقره النشطاء: ترميم مغارتين والطريق المؤدي الى القرية من الشارع الضيق الذي يقود الى بؤرة ابيغيل غير القانونية. لقد كانت صارورة احدى 12 قرية فلسطينية هدمها الجيش الاسرائيلي في 1997، بادعاء انها تقوم في منطقة اطلاق النار. لكن القرى كلها نشأت في المنطقة بشكل عضوي منذ ما قبل احتلال اسرائيل للضفة الغربية. وامرت المحكمة العليا بالسماح للسكان بالعودة الى قرارهم، لكنها لم تأمر بالسماح لهم بترميم بيوتهم المدمرة او آبار المياه. ومنذ ذلك الوقت تعتبر الادارة المدنية كل بناء يقام هناك بأنه غير قانوني وتقوم بهدمه.
سكان صارورة لم يرجعوا الى قريتهم: فقد ردعهم اغلاق الشارع القصير الممتد من قرية التواني، والتنكيل العنيف من قبل المستوطنين، واقامة بؤرة حفات معون المجاورة. ومع السنوات نجحوا فقط بفلاحة اراضيهم، وهذا ايضا، بفضل المرافقة الدائمة من قبل متطوعين ايطاليين من حركة Operation Dove. لكن نشطاء في التنظيمات الفلسطينية المؤيدة للتمرد المدني غير العنيف (اللجان الشعبية في جنوب جبل الخليل و Holy Land Trust)، سمعوا بأن عائلة فاضل عامر، 55 عاما، ترغب بالعودة الى صارورة. واقترحوا على النشطاء اليهود، ومن بينهم سوموكا، تحقيق هذا الحلم.
في الأسابيع الأخيرة داهمت قوات الجيش، اربع مرات، القرية ومعسكر العمل الذي اقيم فيه وصادرت المولد الكهربائي والخيام واعتدت على النشطاء. خطر وصول الجنود في كل لحظة ومصادرة املاكهم يحلق فوق رؤوس عائلة عامر طوال الوقت، لكن فاضل الذي ولد في احد المغارات التي تم ترميمها، والذي ولد والده في المغارة الأخرى، يصر على البقاء. وحتى الان وفر له وجود الاجانب في المكان، وخاصة اليهود من المهجر، حماية نسبية له ولعائلته، كما قال بلغة عبرية طليقة. عامر يعمل في الترميم داخل اسرائيل بدون تصريح، "لكنه لا يوجد مفر. يجب العيش". وقبل اربعة اشهر تم اعتقاله وحكم عليه بالسجن لمدة شهرين.
يوم الاثنين الماضي احتفل النشطاء اليهود والفلسطينيين بانتهاء المرحلة الاولى، بإلقاء خطابات الى جانب المغارة الاولى التي تم ترميمها، وبتناول وجبة عشاء مشتركة، وبالرقص والغناء. وباستثناء المغارات التي اصبحت جاهزة للسكنى، هناك فائدة اخرى لأعمال الترميم: الصداقة التي نشأت بين النشطاء – الفلسطينيين، اليهود والاسرائيليين.
سوموكا لم تكن بين المحتفلين، فقد عادت الى بلجيكا التي تعيش فيها في السنوات الاخيرة مع عائلتها، وتعمل في تعليم اليهودية. وفي محادثة هاتفية اجريناها معها في بروكسل، وصفت لصحيفة "هآرتس" كيف دهشت في عام 2004 حين سمعت الاديب يهوشواع يتحدى الامريكيين الشبان، وكانت من بينهم، ويسأل: "اين كان اليسار الأمريكي اليهودي طوال هذه السنوات".
وكان يهوشواع يقصد صمت المجتمع اليهودي الليبرالي ازاء الاحتلال. وسألت سوموكا نفسها عما يعنيه ذلك. هل يقصدني؟ ففي كل اسبوع، منذ تتذكر نفسها، كانت تتبرع بربع دولار لـ"صندوق ارض اسرائيل". ومع ضميرها اليهودي "والمظهر اليهودي الاوروبي الشرقي"، حسب اقوالها، عملت في نيويورك من اجل دفع راتب عادل للعمال، مهما كانوا، وانضمت الى الحركة اليهودية الامريكية للمساعدة وحقوق الانسان American Jewish World Service.
وتقول: "لم اعرف انني كيهودية تميل الى اليسار يجب ان يكون عملي في اسرائيل". في 2004 زارت اسرائيل لأول مرة لكي تفند شيئا قاله لها صديق يهودي امريكي: انها ستكتشف هناك بأنه لا يمكنها التسوية بين هويتها اليهودية وبين قيمها الليبرالية. وقد احتجت سوموكا وقالت له بأن الأمر ليس صحيحا، ثم انضمت الى "دوروت" (اجيال). وعندها زارت الخليل القديمة ولا تزال حتى اليوم تشعر بالقشعريرة عندما تتذكر "مدينة الاشباح هذه، المكان الاكثر مخيفا الذي شاهدته في حياتي". بعد ذلك وصلت الى جنوب جبل الخليل، وبدأت تفهم بأن مدينة الخليل التي يتم إخلاء الفلسطينيين منها هي صورة مصغرة لما تفعله اسرائيل في الضفة الغربية.
كلمات يهوشواع جعلتها تفكر بمسؤوليتها عما يحدث في اسرائيل. وفي عام 2006 عادت الى اسرائيل وانضمت الى ادارة الحركة اليهودية Encounter التي تنظم لقاءات بين يهود امريكيين وفلسطينيين، في بيوتهم وفي مدنهم. وخلال خمس سنوات استضافت الحركة وارشدت 2000 يهودي. وكانت سوموكا تسافر يوميا بين الضفة الغربية واسرائيل، او بين القدس الغربية والقدس الشرقية، وحسب اقوالها فقد دهشت لقدرة الاسرائيليين على عدم معرفة ما يحدث على مسافة امتار من بيوتهم.
وتقول: "يجب علينا العمل ضد الاحتلال بالذات لأن اسرائيل وقادتها يعرضون انفسهم كممثلين للشعب اليهودي". وتضيف: "الاحتلال ليس جزء من القيم اليهودية. انه تجديف".
منذ بداية التسعينيات اصبحت سوموكا اكثر تدينا، وهي تحرص على الالتزام بالوصايا. لماذا؟ "شعرت بنوع من الفراغ، الروح تبحث عن الضوء والروحانية، المجتمع، شيء يفوق النشاط السياسي في نيويورك او عرض مسرحي".
من مكان اقامتها في بلجيكا، كانت سوموكا ضالعة في تأسيس حركتين: "صوت يهودي آخر" يضم يهود بلجيكيين يعارضون الاحتلال، و"مركز اللاعنف اليهودي" المشارك في النشاط في صارورة. وتقول: "الطريقة الوحيدة للقول بأن الاحتلال الذي يتم باسم اليهودية ليس يهوديا، هي ان يعمل اليهود ضده بشكل جماعي".
خلال المحادثة معها، طرحت فجأة تكهنا بأن البذرة الاولى لتشككها بشأن اسرائيل بدأ في 1997. الكنيس الذي انتمت اليه استضاف "اسرائيليا شابا وجميلا" رفض الخدمة في المناطق. "لو كان احد اخر قد قال لي بأن سلوك الجيش الاسرائيلي غير جيد، لما كنت قد صدقت. لقد صدقته هو لأنه كان جنديا وجميلا".
هذه البذرة نبتت، كما اوردنا، في 2004. لقد استوعبت التنافر الذي تحدث عنه صديقها: "اجدادي هاجروا من شرق اوروبا في مطلع القرن العشرين بسبب التمييز ومن اجل تحسين ظروف معيشتهم. ليس بسبب الكارثة. نشأت في حي آمن ومريح، مع جالية يهودية كبيرة، ورغم ذلك اعتقدت في طفولتي ان النازيين سيرجعون.
لقد علمونا عن الكارثة في جيل مبكر، وهكذا كنت متأكدة من ان والدتي تقوم بتخزين المعلبات كي يتوفر لنا الطعام عندما سنختبئ من النازيين حين يرجعون. تخيلت بأن الجيش الاسرائيلي سيدافع عني. كيف؟ لا اعرف. كان عمري 12 عاما، لكنني فكرت دائما بالسفر الى اسرائيل، بأنني سأكون آمنة فيها، بأن الجيش الإسرائيلي سينقذنا، في امريكا. هذا ما تعلمناه".
والان تريد هي واصدقائها، كما تقول، "تسليط الأضواء على العنف الذي تمارسه دولة اسرائيل، وعلى وجود حركة تمرد فلسطينية غير عنيفة. نحن نضع اجسادنا بين الفلسطينيين وبين الجنود والمستوطنين، ونقاوم عنفهم".
خلافا لأقرانهم الامريكيين، مشغلي الطائرات الاسرائيلية غير المأهولة لا يعانون من اعراض ما بعد الصدمة
تكتب غيلي كوهين في "هآرتس": "كل نقطة صغيرة على الشاشة هي لشخص. اولاد وفتية، هذا شخص صغير، وهذا يعني ان المنطقة 'ليست نقية'. دائما يحتمل ان يتواجد هناك اناس، وفي كثير من الحالات، اذا شخصنا اناس، نقوم بالتبليغ ونقول 'توقف'. العملية لن تنفذ". هذا الوصف الذي وفره ضابط في سلاح الجو يعرفه غيره من الضباط "الذين يشغلون الطائرات غير المأهولة من مسافة بعيدة"، كما يسمونهم في سلاح الجو. من داخل كرفان ليس كبيرا في قاعدة بلماحيم، يقومون بواسطة اجهزة التحكم عن بعد، بتفعيل طائرات يمكنها الوصول الى كل مكان يعني الجيش، كغزة ولبنان، وحسب منشورات اجنبية، حتى في السودان. وهكذا يشاركون، حسب منشورات اجنبية، في الهجمات الجوية التي تؤدي الى قتل المسلحين – ولكن المدنيين ايضا.
أزيز الطائرات غير المأهولة حظي باسم باللغة العربية هو "زنانة"، وفي غزة يقولون ان اصواتها تشكل دليلا على الحرب القادمة. سلاح الجو الاسرائيلي يقوم بتفعيل اكثر من مئة طائرة كهذه، واسرائيل تعتبر احدى الدول الرائدة في العالم في هذا المجال. وفي سلاح الجو يقولون انه في كل سنة يزداد عدد ساعات طيرانها.
ولكن الى جانب الفوائد التي يراها قادة الجيش في ذلك – صفر من المصابين في صفوف قواتنا، وامكانية توفر "عيون" اخرى ترافق القوات وتفعيل النيران – يوجد ثمن للاستخدام المتزايد لهذه الآليات. حسب دراسات رسمية اعدتها وزارة الدفاع الامريكية، لا يوجد فرق بين ردود الفعل الحربية للطيارين الذين عملوا في العراق او افغانستان، وبين ردود مشغلي الطائرات غير المأهولة. اولئك الذين قتلوا بالضغط على مفتاح الحاسوب، مثل اولئك الذين خرجوا للمهام الحربية في الميدان، يعانون من اعراض ما بعد الصدمة. في هذه المسالة لم تساعد المسافة.
بعد عملية الجرف الصامد في غزة، في صيف 2014، بدأوا في الجيش الاسرائيلي بفحص ما اذا كان مشغلو الطائرات غير المأهولة يعانون، كما في الولايات المتحدة، من ضوائق نفسية بسبب  مشاهد الحرب. الدراسة الطبية الاولى من نوعها التي جرت في اوساط مشغلي الطائرات غير المأهولة في اسرائيل، بدأ يتبلور في الفرع النفسي لسلاح الجو قبل الحرب في غزة. ولكن، وكما يحدث في البيروقراطية العسكرية، فان الانتهاء من الحصول على التصاريح الملائمة، تم بعد ان كان المشاركون في الحرب قد وصلوا الى مرحلة تعبئة النماذج بعد 50 يوما من الحرب في قطاع غزة.
لقد تم توجيه عدة اسئلة لهم، هدفها كشف علامات الكآبة، القلق او اعراض ما بعد الصدمة. وطلب من مشغلي الطائرات غير المأهولة، مثلا، الاشارة الى ما اذا كانوا يشعرون بالرضا عن عملهم، او يشعرون بالذنب، او الفشل. كما طلب منهم تقديم معلومات حول عادات النوم لديهم، شهيتهم وشهوتهم الجنسية.
وبما أن المقصود بحث يخضع لقيود لجنة هليسنكي، فقد كانت المشاركة فيه طواعية. "القادة سمحوا بالدخول المفتوح" قالت ضابطة في سلاح الجو، والتي كانت من بين معدي البحث. "كل من قدم استمارة قال لنا 'كل الاحترام لأنكم ابديتم اهتماما وجئتم تسألوننا عن هذا الموضوع'". وقد شارك في البحث 41 مشغلا للطائرات غير المأهولة، من بينهم خمس نساء.
متوسط الاكتئاب عال
لقد فوجئ معدو البحث، بأنه خلافا للنتائج الموازية في الولايات المتحدة، لم يتم العثور في سلاح الجو الاسرائيلي على مشغلين عانوا من الكآبة والقلق. وتحدد مقالة تلخص البحث بأن "مشغلي الطائرات غير المأهولة في الجيش الاسرائيلي لا يعانون من اعراض ما بعد الصدمة الإكلينيكي". وقد نشرت المقالة في شهر تشرين الثاني الماضي في مجلة Disaster and Military Medicine.
لكنه تم العثور الى جانب ذلك على فوارق واضحة بين المجربين والمخضرمين، الذين يشغلون الطائرات غير المأهولة، والذين ينفذون المهام الاكثر تعقيدا، وبين الشبان الجدد الذين خدموا في الكرفانات. وحسب البحث، فان "متوسط الكآبة" لدى المشغلين المخضرمين يضاعف مرتين مستواه لدى المشغلين الشبان، الأقل تجربة. واشارت معدات البحث الى ان فحص المتغيرات المهنية للمشاركين في البحث، يكشف وجود علاقة واضحة بين الأقدمية في تفعيل الطائرات غير المأهولة، وبين اعراض الكآبة.
كما تم تشخيص دلائل الضغط والتوتر العالي الى حد كبير لدى المشغلين المجربين، أي اولئك الذين خدموا لمدة اكثر من ثلاث سنوات، مقارنة برفاقهم الشبان. كما تبين ذلك، في مسألة مستوى الضغط لدى مشغلي هذه الطائرات: كلما امضوا وقتا اكثر في الخدمة، كانت قوة الضغط التي ابلغوا عنها اعلى. هذا المتغير، يقولون في سلاح الجو، هو اكثر دليل تم فحصه لمستوى تآكل المشغلين.
وحسب المقالة، فان هذه النتائج تؤكد نتائج دراسة امريكية جرت بين مشغلي الطائرات غير المأهولة. والذي تبين منها بأن المشغلين فوق جيل 25 عاما واجهوا خطرا اكبر بتطوير اعراض ما بعد الصدمة، كلما كانوا من ذوي الاقدمية. "لم نعثر على اناس يعانون من ضائقة نفسية ملموسة. نحن نتحدث اليوم عن ميزات خاصة، وليس عن مرض"، قالت الضابطة ردا على نتائج الدراسة، واضافت: "حتى الفوارق التي تم العثور عليها بين المشغلين لا تزال ضمن  الطبيعي، ولكن هذه مقولة ذات اهمية كبيرة. فمن هو الاكثر تعرضا لمشاهد الحرب القاسية؟ عندما تكون اكثر اقدمية، عندما تمضي وقتا اكبر في الخدمة، عندما تدخل وتخرج (الى الكرفان) – والانتقال يكون اكثر حدة".
هذا يلائم الوصف الذي قدمة احد المشغلين والذي تحدث لصحيفة "هآرتس" عن مشاعره خلال الحرب في غزة: "تشعر بإنهاك في الجسد، تعب متراكم، لا يوجد نهار وليل – وهكذا يعمل المخربون ايضا. في الجانب الشخصي، حالة الحرب تفعل شيئا. هذا يجلس في القلب، كل القتلى الذين سقطوا في الجانبين".
دفاع عن البلاد
لقد فهموا في سلاح الجو بأن عليهم العمل من اجل محاولة ازالة المشاعر الصعبة التي تواجه الطواقم الجوية – تلك التي تعمل في الطائرات واولئك الذين يشغلون الطائرات من بعيد. ومن خلال محادثات الدوبلاج، يريد رجال الصحة النفسية المساعدة في صياغة ما حدث خلال الحرب – سواء شاهدوها على الشاشة او تواجدوا هناك تماما، في ساحة المعركة.
كما حاول معدو البحث تفسير الفوارق بين مشغلي الطائرات غير المأهولة الاسرائيليين واقرانهم الامريكيين الذين ابلغوا عن اعراض الكآبة وما بعد الصدمة. وحسب رأيهم، ربما اثرت حقيقة مشاركة عدد قليل من المشغلين في البحث الاسرائيلي وحقيقة المشاركة الطوعية (الأمر الذي قد يكون خلق تصنيفا مسبقا) على النتائج. وهناك فوارق اخرى: القرب من منطقة العمل – حوالي 50 كلم تفصل بين بلماحيم وقطاع غزة، مقابل الاف الكيلومترات بين نيفادا واليمن او افغانستان. ربما يسهم القرب من مكان الحدث في تقوية المشغلين بالذات.
الخدمة العسكرية في اسرائيل الزامية، بينما في الولايات المتحدة مهنية وطوعية، ومن المؤكد انه يوجد لهذا تأثير ايضا. كما توجد اهمية لحقيقة تعرض قواعد سلاح الجو للتهديد الصاروخي، الأمر الذي يمكن ان يموه الفارق بين "الحرب" داخل الكرفان والحياة خارجه. وبالطبع، ربما يرى الاسرائيليون في عملهم دفاعا عن البلاد، اكثر من الامريكيين الذين يقومون بتفعيل الآليات من مسافة بعيدة جدا، ولذلك يميلون اقل الى الكآبة والقلق.
"المسألة الذهنية قائمة. انها على الطاولة. صحيح انها ليست دراماتيكية، لكنها قائمة. لأنه صحيح ان رأسك هناك في الداخل، في الحرب، لكنك في الخارج" قال لصحيفة "هآرتس" قائد قاعدة سلاح الجو المسؤول عن وحدة الطائرات غير المأهولة. ويضيف: "نحن لا نقول ان هذا العمل للضعفاء. نحن نتحدث عن ذلك".
نهاجم ام لا نهاجم
يكتب يوسي يهوشواع، في "يديعوت أحرونوت" انه مع كل الاحترام لإطلاق القذائف من سورية، والذي تواصل في نهاية الاسبوع، الا ان انظار صناع القرار تتطلع الى مكان آخر.  المعضلة الرئيسية التي تشغل حاليا الجهاز الامني، هي ما الذي يجب عمله مع مصنع الصواريخ الدقيقة الذي تحاول ايران اقامته في لبنان لصالح حزب الله.
لقد كانت صحيفة "الجريدة" الكويتية هي اول من نشر عن اقامة مصنع الأسلحة في لبنان، وربما كان تسريب اسرائيلي يقف وراء ذلك. وقبل اسبوع ونصف، اكد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية هرتسي هليفي، هذا الأمر رسميا، خلال خطاب له في مؤتمر هرتسليا، وقال ان "ايران تعمل في السنة الاخيرة على اقامة بنى تحتية لإنتاج الأسلحة الدقيقة في لبنان واليمن". واوضح: "لا يمكن لنا البقاء غير مبالين امام هذا، ولن نبقى".
هذا الموضوع لا يناقش في مقر وزارة الامن في تل ابيب فحسب، وانما في المجلس الوزاري المصغر الذي عقد جلسة خاصة لمناقشة الأمر. ويظهر عدد من الوزراء اهتماما خاصا في الموضوع، وستقول الايام القادمة ما اذا كانت هذه المعضلة ستستبدل معضلة مهاجمة المنشآت النووية الايرانية في نهاية العقد الماضي، والتي قادت الى توتر كبير بين صناع القرارات في القيادة الاسرائيلية. وحسب منشورات اجنبية، فان اسرائيل تنجح بواسطة استخبارات دقيقة وعمليات تشريحية لسلاح الجو – بتدمير قوافل الاسلحة الاستراتيجية التي تنتقل من ايران، عبر سورية، الى حزب الله في لبنان. وحتى اذا لم يتم تدمير كل القوافل – ويسود التقدير بانه يتم تدمير 60% منها – فان هذا يبقى  بمثابة ضربة صارمة لمسار الشر وخسارة مالية فادحة.
والحديث عن صواريخ طويلة المدى ودقيقة مثل صواريخ الفاتح 110 المتطورة، التي يصل مداها الى حوالي 300 كلم، بنسبة دقة عالية تصل الى عشرات الامتار فقط، وعن منظومات دفاعية مثل صواريخ Sa22 التي تهدف الى صد حرية عمل سلاح الجو في الحرب القادمة، وتقليص التفوق الاسرائيلي الواضح، وكذلك صواريخ شاطئ – بحر الدقيقة وطويلة المدى من طراز " ياخونت".
من المريح جدا لإيران ان تقيم مصنع الصواريخ المتطورة على الاراضي اللبنانية. وحسب التفاهمات غير المكتوبة بين اسرائيل وحزب الله فان الجيش الاسرائيلي لا يهاجم قوافل اسلحة على الاراضي اللبنانية، وانما في الاراضي السورية فقط. وفي المرة الوحيدة التي فعلت فيها اسرائيل ذلك، قبل ثلاث سنوات، رد حزب الله بإطلاق النار على جبل روس. ومنذ ذلك الوقت يجري الحفاظ على هذه السياسة، وهي تلك التي تقف في الواقع في قلب النقاش الدائر في الجهاز الامني: هل يعتبر حزب الله مردوعا او رادعا.
رغم التصريحات الحربية التي سمعت في الاسبوع الأخير من قبل مسؤولين كبار، فان الجوابين صحيحين. لقد فقد حزب الله 1800 محارب في المعارك السورية ومني بأكثر من 7000 جريح، ما يعني انه ليس معنيا بالخروج لحرب الان. ومن جهة اخرى، تحول التنظيم الى جيش يتمتع بخبرة حربية غنية بعد سنوات الحرب السبع في سورية، كما انه يتمتع بقدرات متطورة في المجالات العسكرية والاستخبارية ولديه مستودع ضخم يحوي ما لا يقل عن 150 الف صاروخ. وللمقارنة فقط: في الوقت الذي اطلقت فيه حماس خلال الجرف الصامد حوالي 120 صاروخ كل يوم، فان وتيرة النيران من قبل حزب الله يتوقع ان تصل الى 1200 صاروخ يوميا – عشرة اضعاف. ولا يمكن لأي منظومة دفاعية ان توفر ردا على حجم ناري كهذا – لا القبة الحديدية ولا العصا السحرية. وبالطبع ليس هناك ما يقارن بين القسام وغراد ذات الرؤوس المتفجرة الصغيرة نسبيا، وبين الصواريخ الدقيقة الموجهة بتطبيق "جي. بي. اس" والتي تحمل مئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة. واذا اضفنا الى ذلك التهديد بالتسلل الى البلدات الحدودية، والقذائف قصيرة المدى، ولكن الثقيلة التي اخذها حزب الله من مستودعات جيش الاسد، يمكن الفهم بان الحرب لن تكون نزهة. وتتحدث التكهنات المعقولة عن مئات المدنيين القتلى في سيناريو الحرب امام حزب الله.
في المقابل يجب ان نأخذ في الاعتبار بأن قدرات الجيش الاسرائيلي تحسنت بشكل دراماتيكي. عدد الأهداف التي جمعها سلاح الاستخبارات عن حزب الله خلال السنوات الأخيرة يصل الى عشرات الالاف، وليس عبثا قال رئيس الاركان غادي ايزنكوت انه لو كان نصرالله يعرف ما الذي نعرفه عنه، لما كان قد فكر بالحرب. اضيفوا الى ذلك القدرات النارية المتطورة التي تحسنت بشكل مدهش، كما قال قائد سلاح الجو الجنرال امير ايشل: "سلاح الجو يجيد حاليا، خلال 48 ساعة، عمل ما عملناه خلال كل حرب لبنان الثانية".
ولذلك يمكن التقدير بأن حرب لبنان الثالثة ستتميز بتبادل الضربات النارية القاتلة بين الجانبين والتي ستستغرق عدة ايام حتى يتدخل العالم. وهذه المرة سيكون التدخل سريعا، لأنه في اللحظة التي ستصاب فيها المساكن والأبراج في تل ابيب، سيتم القاء المستشارين القانونيين من مقصورات الهجوم الجوي، والضرر الذي سيصيب حزب الله ولبنان سيكون ضخما بكل المقاييس. وليس صدفة ان الجنرال ايشل نصح سكان جنوب لبنان بالهرب من هناك مع بداية الحرب.
السؤال الكبير هو هل في ضوء التطورات في لبنان لا يمكن استبعاد امكانية ان توجه اسرائيل ضربة استباقية مانعة تنجح ليس فقط بتدمير المصانع وانما بشل قسم كبير من القدرات الهجومية لحزب الله، بحيث يكون من الواضح ومن دون ادنى شك من الذي انتصر في الحرب. يجب على صناع القرارات الحصول على الصورة الاستخبارية المثلى ومعرفة الى أي حد يمكن لضربة كهذه ان تقلص من قدرات الجانب الثاني وتغيير صورة الاوضاع بشكل واضح.
الوضع الحالي يختلف عن الهجوم على المفاعل النووي في سورية في 2007، والذي تقول منشورات اجنبية ان اسرائيل هي التي نفذته. فبينما تم التكتم على انشاء المفاعل النووي وبقيت المعضلة بشأن العمل ضده داخل الغرف المغلقة، فان اقامة مصانع للصواريخ الايرانية في لبنان تم كشفها، وكذلك تم كشف تخبطات صناع القرار في اسرائيل – الذين يختارون حتى ابراز حقيقة وجودها. احد الاسباب التي تجعل المسؤولين الكبار في الجيش يتحدثون علانية عن هذا الأمر هو توقع ان تتحمل الدولة اللبنانية المسؤولية وتوقف انشاء المصانع وبذلك تمنع الحرب التي ستدمر اقتصادها وبناها التحتية والسياحية، ومن دون ذلك لن يتبقى لها شيء.
احد جهات التقدير في اسرائيل يقول ان "حرب لبنان الثالثة، اذا بدأت، ستكون حرب قاسية. نحن سننتصر فيها، لكن الفارق سيكمن في الضربة البادئة". وحسب اقواله فان "اسهل الامور هو اتخاذ قرار، لأن من يتخذه الان يستدعي لجنة تحقيق له. لكن المعايير في القيادة يجب ان تكون موضوعية".
بالون الاختبار السعودي
تكتب سمدار بيري في "يديعوت احرونوت" : تعالوا نفحص ما الذي يقترحه د. انور عشقي، الجنرال السعودي المتقاعد الذي يدير في جدة مركز ابحاث استراتيجي لقضايا الشرق الاوسط، وخبير في الشأن الاسرائيلي. من معرفتي الشخصية له، ومن اللقاء الذي منحه لصحيفة "يديعوت أحرونوت" قبل سنة، انا ارى فيه بالون اختبار للقصر الملكي: اما ان يتم استيعاب رسائله، او انه سيتلقى النار.
انه شخص لطيف جدا، مجرب وفضولي، وليس هناك ما يعيق محاوراته مع اسرائيليين. انا اتكهن بأنه في المملكة السعودية المغلقة والمنغلقة، ما كان عشقي سيسمح لنفسه بمحاورة الاسرائيليين من دون ان يحصل على ضوء اخضر من النوافذ العالية في الرياض.
في ذلك اللقاء وهو الاول، مع "يديعوت أحرونوت"، يحذر الجنرال من انه يجب طرح الخطوات السياسية على مسار عاجل، لأنه "اذا لم يتم تحقيق السلام في عهد نتنياهو، فان السلام سيفلت من ايدينا". في حينه كان عشقي في ذروة اتصالات، كان قسم منها فقط علني، مع من كان مستشار نتنياهو، د. دوري غولد. لقد صعد الى الطائرة وزار القدس مرتين على الاقل، واجرى جولة من المحادثات البعيدة عن الانظار مع مبعوثين اسرائيليين. وعندما تم كشف الحوار ظهرت الكثير من علامات التساؤل، وبدأت اجهزة الاستخبارات الغربية تتعقب الأمر. لكن اسرائيل لم تهجم على الفرصة وتفككت خيوطها عندما استقال غولد، وخفف عشقي من نشاطه.
في الاحداث التي تدحرجت منذ ذلك الوقت ترتبط الامور ببعضها البعض: الملك سلمان ازاح ولي العهد لصالح ابنه الشاب. الرئيس السيسي ضغط على البرلمان المصري لتمرير قرار ينقل الى السيادة السعودية جزيرتي تيران وسنافير. ترامب هبط في قصور الرياض، والملك اجرى له استعراضا جوهريا بمشاركة 55 دولة عربية واسلامية توافق على رفع العلاقات مع اسرائيل شريطة التقدم امام الفلسطينيين. وعندها نشأت الأزمة مع قطر، التي تصر السعودية – بدعم من مصر والبحرين والامارات المتحدة – على تشديد الحصار عليها. ومن وراء كل هذه الخطوات، تنتشر شائعات متعنتة حول حوار سري بين الرياض والقدس.
امس الاول عاد الجنرال السعودي ليطل علينا وليعرض في صحيفة "دويتشي ويلا" الالمانية مفاهيم مثيرة ويربط بين الأطراف. هذا هو ملخصها: جزيرتا تيران وسنافير تنتقلان الى السعودية فقط بعد صدور التزام جارف بحرية الملاحة للسفن الإسرائيلية في مضائق تيران. وحسب عشقي، فان نقل الملكية على الجزر يحول اتفاق السلام الاسرائيلي – المصري الى اتفاق دولي يلزم السعودية ويشكل قاعدة لتطوير التعاون. لكنه يفجر الاوهام، ويقول انه لن يتم تطبيع العلاقات حتى تتجند اسرائيل للتوصل الى حل مع الفلسطينيين.
وعندها يلقي بقنبلة الخطة التي تنضج على نار هادئة: كل حل يتم التوصل اليه يدار برعاية اردنية (على الضفة) ومصرية (على قطاع غزة). هذا يعني انه لم يعد الحديث عن اعلان مهووس عن دولة فلسطينية ممزقة في الصراع بين غزة ورام الله، وانما عن نوع من المظلة المصرية – الاردنية واشراكهما في الحل. ويضيف ان ما سيكون مقبولا على الفلسطينيين سيكون مقبولا علينا في السعودية. بكلمات اخرى: السعودية مستعدة للتنازل عن مبادرة السلام العربية التي ستجبر اسرائيل على ترسيم حدود والجدال حول حق العودة. وحسب عشقي فان السعودية لن توافق على تأجيل تقسيم القدس الى المرحلة الاخيرة من الخطوات، لكي لا تنفجر المفاوضات.
حين تكون ايران هي العدو الحقيقي، سيتم، حسب عشقي، بلورة العلاقات مع اسرائيل فقط "حسب المصالح". وسيتم تحديد قوة العلاقات حسب قوة العملية السياسية. ومن وجهة نظر السعودية، فان التحالف الذي تم تجديده مع الولايات المتحدة اهم بكثير واسرائيل تعتبر لاعبا هامشيا. وبكلمات بسيطة: اسرائيل مدعوة مع كل الاحترام الى التبرع بمعلومات استخبارية وتكنولوجية وموضوعية تضمن استقرار السلطة في المملكة امام مؤامرات طهران.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالأربعاء 05 يوليو 2017, 11:07 am

03.07.2017

مقالات
بيرتس فقط هو اليساري
تكتب ابيراما جولان، في "هآرتس"، انه حسب كل الدلائل، يبدو ان عمير بيرتس هو الرائد في المنافسة على رئاسة حزب العمل، ولكن من المؤكد انه قد تجري جولة ثانية بينه وبين آبي غباي. ولكن الكفة سيحسمها بالذات عدة مترددين من الجناح الاشتراكي – الحمائمي في الحزب. من الطبيعي انه يفترض بهؤلاء انتخاب بيرتس، لكن عرض غباي، الى جانب الحسابات الداخلية الشفافة جدا، تسبب لهم الارتباك.
من المفضل ان يتوقفوا عن التردد. غباي هو شخص جيد ولطيف، ويمكن له أن يسحر من يبحث عن وجوه جديدة بكل ثمن، لكنه لا يختلف عن رئيس الحزب الحالي، يتسحاق هرتسوغ، الذي جاء هو ايضا من عالم رجال الاعمال والمال، ويحب الخصخصة ويدعي بأنه اشتراكي – ديموقراطي. ولكن هرتسوغ يمتلك على الأقل تجربة سياسية غنية. عمليا، يشبه غباي، بشكل اكبر، يئير لبيد، الذي يقول غباي، بشكل واضح، انه يأمل بأن يسحب منه 14 مقعدا. ومثل لبيد، يتحدث غباي عن "سياسة اخرى"، وهو مقتنع بأنه سيكون رئيس الحكومة القادم ويفاخر بأنه ليس سياسيا. وخلافا للبيد، يسوق غباي نفسه في الأساس كمدير ناجح، لكنه مثله، يعد بتعيين المهنيين فقط وليس السياسيين، ومثله يعدل من مواقفه بموهبة خطابية كبيرة.
عندما اعلن قراره خوض المنافسة، قال في لقاء منحه للصحفي تسفي زرحياه، انه ينوي تقليص ميزانية الدولة وعدم رفع الضرائب، بل وتخفيض الضرائب غير المباشرة وخاصة القيمة المضافة (بنسبة 10%)، وبالروح ذاتها قال انه سيعمل على تنجيع الخدمات العامة ("القضاء على البيروقراطية")، تماما مثل "السمين والهزيل" لدى نتنياهو. وبعد فترة قصيرة اعلن فجأة بأنه اشتراكي ديموقراطي. وكان التغيير سريعا. في بداية ايار قال لصحيفة "غلوبس" انه لا يجب زيادة ميزانية الصحة، "لأنني لا اؤيد رفع الضرائب، انما اؤيد الاستثمار في الخدمات"، ولكن بعد 20 يوما، شرح في مجموعة "رائدات المنتدى" على شبكة النت، بأن خدمات الرفاه في اسرائيل متدنية، واذا تطلب الأمر زيادة الميزانية ورفع الضرائب من اجل تحسينها، فسيفعل ذلك. ولم يجب على سؤال حول ما اذا سيرفع ضريبة المواصلات، لكنه اكد بأنه "يجب رفع المخصصات فورا". وفي رده على سؤال وجهته طال شنايدر، حول ما اذا كان يجد صعوبة في تعريف نفسه كاشتراكي، اجاب: "اشكر الجميع".
لقد آمن الكثير مثله في حزب العمل بأن العرض الليبرالي – اليميني اللين تحت قناع الاشتراكي – الديموقراطي سيقود الى السلطة. والان نجدهم يراوحون اماكنهم وراء يوجد مستقبل. فرصتهم الوحيدة للبقاء تكمن في اقامة يسار حقيقي، مثل حزب العمال البريطاني، الذي تخلص اخيرا من بقايا البليرية المدمرة (البليرية - نسبة الى نهج رئيس الحزب السابق توني بلير - المترجم). وعلى غرار جيرمي كوربين، فان بيرتس فقط هو الذي يعرض مواقف واضحة لليسار السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ومثل كوربين، فان بيرتس ليس نجما "منعشا"، وانما سياسي يمتلك الكثير من التجربة، والانجازات والأخطاء. حزب العمل يحتاج له لأن التغيير في المجتمع الاسرائيلي، الذي يفسده اليمين العنيف حتى الأساس، يمكن ان يتحقق فقط اذا ازالت هذه الحركة السياسية – شبه الضائعة، الاقنعة وبدأت بالتحدث بلغة اليسار الحقيقي. هذه هي لغة الرجل من سديروت، صاحب اللهجة الشرقية والايمان غير المساوم بالمساواة والسلام والعدالة الاجتماعية.
من الذي قصف فعلا، ادلب بالسلاح الكيماوي؟
يكتب اوري افنيري، في "هآرتس"، ان ارثور كونان دويل، الكاتب الاسكتلندي الذي خلق شخصية المحقق الشهير شارلوك هولمز، كان سيطلق على قصة عن هذه القضية اسم "حادث بشار الغريب". وهذه فعلا قصة غريبة. انها تتعلق بالعمل الحقير الذي قام بها بشار الأسد – الطاغية السوري، الذي قصف ابناء شعبه بغاز الاعصاب "السارين"، الذي يؤدي الى عذاب الموت.
مثل كل العالم، سمعت عن ذلك بعد عدة ساعات فقط من وقوع الهجوم. ومثل كل العالم، اصبت انا ايضا بالصدمة. ورغم ذلك، فأنا صحفي محقق حسب مهنتي. لقد كنت طوال 40 عاما المحرر المسؤول لمجلة اسبوعية محققة، كشفت تقريبا كل الفضائح الكبيرة التي حدثت في البلاد خلال تلك الفترة. لم اخسر ابدا في أي قضية تشهير، بل لم تقدم ضدي ابدا أي دعوى تشهير. انا لا اذكر ذلك من اجل المفاخرة، وانما من اجل تدعيم ما سأكتبه.
لقد قررت في حينه نشر آلاف التحقيقات، من بينها تحقيقات تعلقت بأكثر الشخصيات اهمية في الدولة. وهذا معروف. لكن المعروف بشكل أقل هو انني رفضت نشر مئات التحقيقات الاخرى. ما الذي جعلني اقرر هذا او ذاك؟ حسنا، لقد طالبت اولا بإحضار التفاصيل. أين الاثباتات؟ من هم الشهود؟ هل توجد وثائق خطية؟ لكنه دائما كان هناك شيء آخر، لا يمكن تعريفه. بالاستثناء الافادات والادلة، يوجد "همزة" معينة في رأس المحرر تقول له ان هناك امر ليس على ما يرام. شيء لا يرتبط، هذا شعور. يمكن تسمية ذلك بـ"صوت داخلي" يقول لك: الحذر! يجب فحص الأمر مرة أخرى، ومرة اخرى.
هذا ما حدث لي عندما سمعت في المرة الأولى انه في الرابع من نيسان قصف الاسد خان شيخون في لواء ادلب بغاز الأعصاب. لقد همس الصوت الداخلي لدي: يوجد هنا شيء ليس على ما يرام. اولا، لقد كان الأمر سريعا. بعد عدة ساعات فقط من العمل الرهيب كان الجميع يعرفون بأن الأسد هو الذي فعل ذلك. من المفهوم ضمنا، لم تكن هناك حاجة لأدلة. من يمكنه عمل ذلك غير الأسد؟
من حقا؟ حسنا، يوجد مرشحين آخرين، ايضا. الحرب في سورية ليست صراعا بين طرفين. ولا بين ثلاثة او اربعة اطراف. نكاد لا نستطيع احصاء عددها. هناك الاسد، الطاغية، وشركائه المقربين: الجمهورية الإسلامية الايرانية وحزب الله في لبنان، وكلاهما شيعة. وهناك روسيا، الداعمة القريبة، وهناك الولايات المتحدة، العدوة البعيدة، التي تدعم نصف دزينة من الميليشيات المحلية. وهناك القوات الكردية. وهناك، طبعا، داعش، تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام.
هذه، ايضا، ليست حربا نقية بين تحالفات. كل طرف يحارب سوية مع كل الآخرين وضد كل الآخرين. الولايات المتحدة وروسيا سوية مع الأسد ضد داعش. الولايات المتحدة والأكراد ضد الأسد والروس. كل واحدة من ميليشيات "المتمردين" ضد بقية الميليشيات وضد الاسد وايران (في مكان ما تتواجد اسرائيل ايضا. ولكن اصمتوا).
في ساحة الحرب الغريبة هذه، كيف يمكن لاحد التحديد خلال دقائق بعد الهجوم بالغاز بأن الأسد هو المسؤول عن ذلك؟ المنطق السياسي لا يشير الى ذلك. في الآونة الأخيرة يحقق الاسد بالذات الانتصار. لم يكن لديه أي سبب يجعله يرتكب هذا العمل الحقير الذي سيحرج حلفائه، خاصة الروس.
السؤال الأول الذي كان شارلوك هولمز سيطرحه في هذه الحالة هو: ما هو الدافع؟ من يربح من هذا؟ الاسد كان يمكنه الخسارة فقط من قصف المدنيين بالغاز، إلا إذا كان مجنونا. ولكن، لا شيء يشير الى ذلك. على العكس، يبدو انه يسيطر جيدا على اعماله. انا لا احب الطغاة ولا الأسد، الطاغية ابن الطاغية، لكنني افهم لماذا يتواجد في المكان الذي يتواجد فيه.
بعد فترة قصيرة من الحرب العالمية الأولى تم فصل لبنان عن الدولة السورية. في كلا الدولتين يوجد خليط من الطوائف والفرق. في لبنان هناك المسيحيين الموارنة، والمسيحيين اليونانيين، والكاثوليك اليونانيين والكاثوليك اللاتينيين، والدروز والمسلمين السنة، والمسلمين الشيعة، وغيرهم. غالبية اليهود هاجروا من هناك. وهذه الطوائف كلها موجودة في سورية، ايضا، بإضافة الاكراد والعلويين، وههم من المسلمين (وربما لا، الجواب حسب المجيب). في سورية يدور صراع قوي ايضا بين المدن – دمشق، العاصمة السياسية والدينية، وحلب، العاصمة الاقتصادية. وبينهما توجد مدن اخرى – حمص، الحمة واللاذقية – التي لا تحب بعضها البعض. غالبية الاراضي السورية هي مناطق صحراوية.
بعد كثير من الحروب الأهلية، تبنت سورية ولبنان حلين مختلفين. اللبنانيون خلقوا نوعا من التفاهم القطري، يقضي بأن يكون الرئيس دائما من الموارنة، ورئيس الحكومة من السنة، وقائد الجيش من الدروز، ورئيس البرلمان من الشيعة. وإلى ما قبل ظهور حزب الله كان الشيعة اضعف طائفة في البلاد.
سورية هي مكان اكثر عنيفا. وقد عثروا هناك على حل آخر: نوع من الدكتاتورية المتفق عليها. الدكتاتور ينتخب من بين احدى الطوائف الاكثر ضعفا: العلوية. الفرق والطوائف المختلفة تحتاج الى دكتاتور يحميها من بعضها البعض.
ما الذي كان يعرفه دونالد ترامب عن كل هذا التعقيد؟ لا شيء. لقد اصيب بالصدمة العميقة عندما شاهد صور ضحايا هجوم الغاز. وعلى الفور قرر معاقبة الاسد بقصف احد مطاراته.
وبعد أن قرر، استدعى ترامب جنرالاته، فعارضوا ذلك بصوت ضعيف. كانوا يعرفون ان الأسد ليس ضالعا. كيف عرفوا؟ فيما يلي تفصيل غريب: رغم ان سلاح الجو الأمريكي ونظير الروسي معاديان، الا انهما يعملان في سورية بتنسيق وثيق من اجل منع الصدامات التي يمكن ان تسبب حربا عالمية ثالثة. كما ان سلاح الجو السوري ضالع في هذا التنسيق، ما يعني ان كل طلعة يقوم بها تكون معروفة مسبقا للقوتين العظميين. لكن ترامب رفض الاصغاء لجنرالاته. لقد اطلق الصواريخ ودمر قاعدة لسلاح الجو السوري.
لقد تحمست امريكا كلها، وقامت كل وسائل الاعلام الهامة، التي تعارض ترامب عادة، ومن بينها "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" بالتهليل لترامب حتى عنان السماء.
وعندها جاء سيمور هيرش، الصحفي المحقق المشهور عالميا، وخرب الفرحة. هذا هو الشخص الذي كشف في حينه المذابح التي ارتكبها الجيش الأمريكي في فيتنام، والمنشآت الامريكية لتعذيب الأسرى في العراق. لقد حقق في القضية السورية حتى العمق، وتوصل الى عدم وجود أي دليل يثبت بأن الاسد هو الذي قام بقصف خان شيخون بغاز الأعصاب.
ما الذي حدث عندها؟ أمر لا يصدق بتاتا: كل وسائل الاعلام الهامة في الولايات المتحدة، وعلى رأسها "نيويورك تايمز" و"نيويوركر" رفضت نشر استنتاجات هيرش. وهكذا ايضا المجلة البريطانية الشهيرة "لندن رفيو اوف بوكس". وفي نهاية الأمر نشرت مقالة هيرش في الصحيفة الالمانية المحترمة "دي فولت".
هذا الأمر، في نظري، هو الحكاية الحقيقية. نحن نتخيل ان العالم – وخاصة العالم الغربي – مليء بوسائل الاعلام الشجاعة، المستقيمة، التي تحقق في القضايا وتنشر الحقيقة. لكن الأمر ليس كذلك تماما. بالتأكيد، انهم لا يكذبون عمدا وعن سابق معرفة. لكنهم يعيشون في عالم من الأكاذيب، المستترة تحت حافة الوعي.
خلافا لشارلوك هولمز، لا اعرف من الذي فعل ذلك. ربما يكون الأسد فعلا. انا فقط اعرف انه لا يوجد أي ذرة دليل على ذلك.
اسرائيل منارة
تحت هذا العنوان ينشر بوعاز بيسموط، في "يسرائيل هيوم" لقاء مع رئيس الحكومة الهندية نيريندا مودي عشية الزيارة التي سيقوم بها الى اسرائيل، هذا الأسبوع. ويكتب انه على الرغم من حجم اسرائيل الصغير، الا انه يبدو بأن مودي خرج من جلده لكي يوضح بأن العلاقات بالنسبة له هي علاقات بين متساوين.
ويضيف ان مودي هو زعيم من نوع اخر. فبدعم مكثف من الشعب، لا يتردد بقول ما يفكر فيه، ويقوم بإجراء اصلاحات ويسعى الى دفع الهند قدما نحو العهد الجديد الذي قد تكون من رواده. وتحقيق هذا الحلم يمر عبر اسرائيل.
لقد ركز مودي طوال اللقاء على العلاقات بين الشعبين، لأنه يرى في اسرائيل والهند نوعا من التوأم مع الابتكار والإبداع الذي خلق شراكة مختلفة الابعاد.
ما الذي تعرفه عن اسرائيل؟ هل زرتها من قبل؟
"لقد تعرفت على اسرائيل عن قرب في عام 2006 عندما كنت رئيسا لحكومة ولاية كجرات، وزرت اسرائيل في اطار معرض زراعي. يسرني العودة بعد عشر سنوات، وانتظر بفارغ الصبر رؤية كيف تقدمت اسرائيل وتطورت منذ ذلك الوقت. انا شريك في آراء الكثير من ابناء شعبي الذين يعتبرون اسرائيل منارة في التكنولوجيا، كدولة نجحت بالبقاء رغم ان الفرص كلها كانت ضدها. لقد تم تطوير الكثير من الابتكارات التكنولوجية في الجامعات والمختبرات الاسرائيلية، وساعدت الانسانية. بدء من ذاكرة USB وانتهاء بطماطم شيري! طريقة تحويلكم لدولتكم من دولة ينقصها الماء الى دولة يوجد فيها فائض من الماء، وطريقة تنمية الصحراء هي امور لا تقل دهشة".
لماذا قررت القيام بهذه الزيارة التاريخية؟
"العلاقات بين بلدينا كانت دائما قوية. عمليا، مع السنين اتسعت واصبحت اكثر منوعة. في الآونة الاخيرة بدأ التعزيز الدائم في العلاقات ينعكس ايضا في الزيارات المتقاربة وعلى مستويات اعلى. لم يقم أي رئيس حكومة او رئيس هندي بزيارة اسرائيل قبل زيارة رئيسنا في عام 2015. زيارتي تؤكد العلاقة التي تعود الى مئات السنوات بين شعبينا. انها تلائم وجهة نظري بأن العلاقات بيننا يجب ان تنعكس في كل مجالات العلاقات، الى جانب العلاقة على المستويات العالية. اعتقد ان هذه السنة، ونحن نحتفل بمرور 25 عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية، توجد فرصة جيدة لنقل العلاقات الى مرحلة متقدمة".
هل يمكن للزيارة ان تدل على توجه مؤيد اكثر لإسرائيل في الأمم المتحدة؟
"مواقفنا في الأمم المتحدة يتم تحديدها بناء على الموضوع المطروح على الجدول. كل موضوع على انفراد، وحسب قيمنا ومبادئنا الجوهرية. نحن ننوي مواصلة الحوار مع كل الشركاء، خاصة اسرائيل، في محاولة للعثور على حلول مثالية في الامم المتحدة وفي المنتديات المشتركة الاخرى. الهند لا تدعم التمييز ضد دولة معينة في الامم المتحدة".
ألا تزال الهند تعرف نفسها كدولة غير منحازة كما كان في ايام الحرب الباردة، أي لا في الغرب ولا في الشرق؟
نحن نؤيد فلسفة Vasudhaiva Kutumbakam، أي "العالم كله عائلة واحدة". نحن نريد ادارة حوار مع الغرب ومع الشرق.
هل تواجه اسرائيل والهند تهديدات مشابهة: اسلام متطرف، ارهاب؟
"الارهاب هو جنون عالمي، والهند واسرائيل ليستا حصينتان امامه. يمنع السماح للناس الذين يريدون تنفيذ عمليات عنف ضد الابرياء، بالنمو، والهند واسرائيل تنظران الى الأمر بالمنظار نفسه. يمكن لإسرائيل والهند توثيق التعاون بينهما بشكل اكبر وتكميل بعضهما البعض في هذا الموضوع".
هل تشكل الزيارة بداية متجددة ام تطوير للعلاقات؟
"زيارتي لها اهميتها الخاصة. هذه اول مرة يزور فيها رئيس حكومة هندية اسرائيل. انا متأكد من ان هذه الزيارة ستعزز العلاقات في مجالات مختلفة وستفتح بابا للتعاون في افاق جديدة".
هل ستوافق على زيارة حائط المبكى والقدس مثل ترامب؟
"الهدف الأسمى للزيارة هو تعميق العلاقات الثنائية بين الهند واسرائيل. انا متأكد من انني سأزور القدس. خطتي للزيارة تركز على هذا الجهد من اجل تقريب غالبية الجهود لدفع التعاون بيننا وبين اسرائيل على كل المستويات، خاصة في المجال التكنولوجي، وتطوير الابتكارات والتعاون الاقتصادي واستخدام الموارد بشكل ناجع".
ما هو موقفك بشأن السيادة في القدس؟ هل ستوافق الهند على نقل سفارتها اليها؟
"أنا اؤمن بحل الدولتين، الذي تعيش في اطاره اسرائيل والدولة الفلسطينية العتيدة بسلام الى جانب بعضهما. الاتفاق الدائم يجب ان يعترف بمشاعر ومطالب كل الاطراف ذات الصلة. مفتاح الحل لهذه المسألة يتواجد في ايدي الطرفان. الهند تدعم كل الجهود من اجل التوصل الى حل متفق عليه لكل القضايا المطروحة على الجدول بما في ذلك موضوع القدس. بالنسبة للسفارة الهندية: سنتخذ قرارا بشأن نقلها فقط بعد توصل الطرفان الى اتفاق بشأن القدس."
لقد حاولت اجراء اصلاحات في المجتمع الهندي، بواسطة تكنولوجيات متطورة في القرى النائية التي تفتقد الى شروط صحية مناسبة. هل تعتقد ان اسرائيل يمكنها القيام بدور في هذا الأمر؟
"بالتأكيد! يمكن لإسرائيل ان تكون شريكة تكنولوجية في هذا الانقلاب. تكنولوجيتكم يمكن ان تساعد في تطوير جودة الحياة لمئات الاف الناس في دولتنا، اذا نجحت اسرائيل بملاءمة منتجاتها لاحتياجات الجمهور في القرى النائية".
ما هو الهدف المركزي للشراكة مع اسرائيل؟
"اولا، انا اعتقد ان هذه الشراكة جديدة، علاقاتنا مع الشعب اليهودي قائمة منذ مئات السنين. حكومتي مصرة على دفع هذه العلاقات الى مستويات جديدة. هدفنا هو ادارة حوار مع اسرائيل بشكل يحسن ظروف معيشة المواطنين في البلدين".
ما هو نوع المنتجات التي تريدون استيرادها من اسرائيل؟
نحن لا نبحث عن علاقات استيراد وتصدير عادية. نحن نريد علاقات البائع والشاري. نحن معنيون بالشراكة القائمة على التكنولوجيا. الصناعات الاسرائيلية تساعدنا جدا في سعينا الى تنظيف نهر الغانج ومشاريع مشابهة. توجد محفزات كبيرة لتعميق الشراكة في برامجنا الرئيسية".
صراع الأدمغة
ينشر يوسي يهوشواع في "يديعوت احرونوت" تقريرا حول الخطة الايرانية لإقامة مصانع اسلحة لحزب الله في لبنان، ويكتب ان الأمر بدأ بتسريب لصحيفة كويتية، وتواصل بتصريح رسمي من قبل رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، الجنرال هرتسي هليفي، الذي صادق على النبأ، وتقدم فيما نشرته "يديعوت أحرونوت" حول مأزق وزارة الامن في مسألة ما اذا ستهاجم او لا تهاجم المصنع، ووصل الى تصريح وزير الامن افيغدور ليبرمان، الذي اوضح ظهر امس، ان "اسرائيل لا تنوي المبادرة الى الحرب". هذه هي، باختصار، لعبة الأدمغة الكبيرة التي تجري هذه الأيام بين مقر وزارة الامن في تل ابيب، ومكاتب الحرس الثوري في طهران، وقبو رئيس حزب الله نصرالله في مكان ما في لبنان. هدف اللاعبين الثلاثة هو، في نهاية الأمر، الامتناع عن الحرب، ولكن رسم خطوط حمراء واضحة للجانب الثاني.
ويتضح من ربط خيوط التفاصيل الجديدة التي طرحت خلال الايام الأخيرة، ان من بادر الى اقامة المصانع هم الايرانيين وليس حزب الله، وليس من الواضح بتاتا مدى اهتمام التنظيم الشيعي بمصنع الأسلحة الذي يمكن ان يورطه في مواجهة مع اسرائيل. الحرس الثوري، الذي قلص قبل اكثر من سنة، حجم مساعداته المالية لحزب الله، فهم ان طريقة ارسال الأسلحة ليست ناجعة، في ضوء عمليات الاحباط الاسرائيلية. ولأسباب عسكرية واقتصادية، اختار بديل اقامة مصانع اسلحة على الأراضي اللبنانية، من خلال الفهم بأن هذا ينطوي على "شهادة تأمين": الجيش الاسرائيلي لا يهاجم في لبنان، لا ارساليات الاسلحة التي وصلت ولا الاسلحة الموجودة هناك.
يمكن التكهن بأن المصانع تمر في مراحل الانشاء الأولية. حسب تصريحات رئيس شعبة الاستخبارات هليفي ورئيس الاركان غادي ايزنكوت، توجد لدى الجيش صورة استخبارية حول استعدادات حزب الله في لبنان – ويمكن الافتراض بأنه سيتم الاحتفاظ بها طوال مراحل التخطيط وانشاء المصانع.
لقد اختار وزير الامن القول، امس، بأنه "يفكر مثل رئيس شعبة الاستخبارات" وان اسرائيل "ستعرف كيف تتصرف". يمكن الافتراض بأنه تم في المقابل نقل رسائل مطمئنة لحزب الله مفادها ان اسرائيل لا تنوي شن هجوم. لكن ليس من الواضح كيف سيتقبل الجانب الثاني التصريحات والرسائل المختلفة، لكنه يجب ان نتذكر بأن ليبرمان لا يقوم برسم الخطوط الحمراء بشكل رسمي. انه يفضل عدم التهديد، واذا الح الأمر – شن الهجوم. "المصانع لن تصاب بالصدأ"، اضاف ليبرمان، في غمزة الى تصريحات سابقه في المنصب موشيه يعلون، الذي غرس هذا المصطلح عندما تطرق الى صواريخ حزب الله (التي لم يصبها الصدأ وبالذات تم اطلاقها الى اسرائيل في حرب لبنان الثانية). يمكن الافتراض انه في كل الأحوال لن تهاجم اسرائيل المصانع في مراحل انشائها المبكرة، سواء لأسباب عسكرية (اسرائيل ستنتظر لرؤية ما الذي سيتم اقامته وما الذي ينتجونه هناك)، او من اجل استنفاذ كل المسار الدبلوماسي اولا. الضغط، في هذه الأثناء، يمارس على لبنان صاحب السيادة على الأرض. وهكذا، بالنسبة لإسرائيل، فان لبنان هو المسؤول عن اقامة المصانع وكذلك عن الأضرار التي ستصيبه في الحرب. حزب الله يركز جهوده لزيادة قدراته النارية – بالحجم، والمدى والدقة. بالنسبة له، يعتبر انشاء المصنع على اراضي لبنان، والذي سينقل مركز الثقل من سورية الى لبنان، مع "شهادة تأمين" تجنبه الهجمات، هو حل مثالي، ولكنه لا يزال بعيدا عن ذلك.
اين يتواجد حزب الله اذن؟ لقد راكم التنظيم خبرة عسكرية كبيرة في الحرب السورية، وتعرف على وسائل جديدة وقدرات متقدمة، وعمل ويعمل في اطر حربية في المناورات وتفعيل النار. وهذا كله اعده لأهدافه في الحرب القادمة: هجمات برية، اطلاق صواريخ ومحاربة في الأنفاق. ومع ذلك، فان نصرالله ليس معنيا بالحرب مقابل اسرائيل لأنه يغوص في الوحل السوري، ولأنه منذ اغتيال مصطفى بدر الدين قبل سنة، لا يوجد رئيس اركان لحزب الله.
ليبرمان يعتقد انه منذ حرب لبنان الثانية، التي وصل اليها الجيش الاسرائيلي غير مستعد وكان يغوص في وحل الانتفاضة الثانية، تغير توازن القوى. لقد طورت اسرائيل فجوة عميقة امام حزب الله، انعكست في وتيرة النيران، في دقة الاستخبارات وفي كل معيار اخر تقريبا. وبعد هذا كله، فان التخوف الأساسي هو من حسابات خاطئة – تفسير غير صحيح للواقع والرسائل التي تصل، والتي يمكن ان تقود الى تصعيد غير متعمد.  شن هجوم فوري ليس مطروحا كما يبدو على الطاولة في ضوء كل المعطيات، لكنه يمكن التكهن بأن اسرائيل لن تقف على الحياد. الهجوم هو ليس الطريقة الوحيدة لإحباط انشاء المصنع. لقد شهدنا في السابق حالات تمكنت فيها يد مجهولة من تخريب منشآت مماثلة بواسطة فيروسات هاجمت حواسيب او مهندسين لقوا مصرعهم في ظروف غامضة.
المسدس المشحون على الطاولة
يكتب اليكس فيشمان، في "يديعوت أحرونوت" ان حزب الله صعد في الأسابيع الأخيرة من حالة التأهب على الحدود الاسرائيلية – اللبنانية، وقام بتكثيف قواته هناك الى حد معين. ولا يقف وراء هذه الخطوة تغيير ما في المصالح والسياسة. كما لم يحدث أي استفزاز عسكري. فما يجعل حزب الله يقفز هو المنشورات في اسرائيل حول حرب قريبة في الصيف. هذا هو سبب التأهب وتعبئة القوات، وبشكل خاص، جمع الاستخبارات المكثف على امتداد الحدود. في حزب الله يقدرون بأنه على خلفية التصريحات في اسرائيل، بأن الجيش سيستغل الانتشار الواسع للتنظيم في سورية – الذي الزمه بتقليص قواته في جنوب لبنان – من اجل شن هجوم.
حتى عندما يعلن وزير الامن، كما فعل امس امام المراسلين العسكريين، بأن اسرائيل لا تنوي الخروج للحرب – لا في لبنان ولا في غزة – فانهم لا يصدقونه. نصرالله الذي يعتبر نفسه خبيرا في المزاج الاسرائيلي، يفضل الاصغاء الى التيارات الباطنية في الجهاز الامني والحكومة، التي تدفع نحو التبكير في توجيه الضربة الان وعدم انتظار الاتفاق في سورية.
نصرالله يفضل، مثلا، تصديق مشاعر قائد اسرائيلي على الخط الحدودي، الذي يحذر من ان الجدار الذي تبينه اسرائيل على الحدود سيجذب نيران حزب الله في الصيف. من المشكوك فيه ان ذلك القائد يفهم بأن كل كلمة تخرج من فمه يتم التعامل معها في الجانب الثاني كسياسة حكومية اسرائيلية وليس كتقييم خاص من قبله للأوضاع. هذا صحيح، ايضا، بالنسبة لتسريبات وثرثرة بعض الوزراء الذين يسعون الى لسع وزير الامن والشرح له ما الذي يجب عمله امام التسلح في لبنان. الجانب الثاني يتعامل معهم بجدية.
لكي تندلع الحرب في الشمال، في المدى المنظور، يجب ان يحدث تحول دراماتيكي. اذا تسببت اسرائيل بضرر غير قابل للتحول للمصالح الايرانية – فان ايران ستأمر حزب الله بالهجوم. كما ان تسلح حزب الله الذي سيحطم "الخطوط الحمراء" الإسرائيلية – مثلا في السلاح الكيماوي – سيعتبر دعوة للحرب. كل المعايير الاخرى، بما في ذلك مصانع الاسلحة لحزب الله في لبنان، ليست سببا للحرب. يمكن معالجتها بشكل سري وعلى مستوى اعلامي منخفض.
خطة الحرب، على جانبي الحدود موجهة ومجربة. هناك عنصر واحد لم يتم التوصل الى حل جيد له، والجانبان قلقان بشأنه، وعمليا، هو الكابح الرئيسي لمثيري الحرب: ملايين المدنيين لدينا ولديهم. صحيح ان استعدادات اسرائيل لمعالجة الجمهور خلال الحرب تفوق بما لا يمكن تصوره ما يحدث في لبنان، ولكن لدينا، ايضا، يفهمون بأن إخلاء مئات الاف السكان الى الجبهة الداخلية البعيدة، هو عملية لوجستية معقدة، ستترك الكثير من المدنيين في الشمال تحت وطأة النيران.
في جنوب لبنان يعيش حوالي مليون مواطن، لا يوجد لهم أي حل اذا اندلعت الحرب. غالبيتهم يعيشون في حوالي 270 قرية وبلدة تعتبر اهداف مشروعة للهجمات الاسرائيلية، لأنها تشكل قواعد عسكرية بكل ما يعينه الأمر. في هذه القرى يعيش رجال حزب الله، وهناك تقوم العوائق، ومنصات الصواريخ المضادة للدبابات، والعبوات والالغام والقذائف وقواعد الاستخبارات ومقرات السيطرة. كل قرية كهذه معناها عشرات او مئات الأهداف. لقد ضاعفت اسرائيل من كمية ذخيرتها الدقيقة، خاصة الجوية، من اجل منع ضرر بيئي قدر الامكان، ولكن امام كمية الأهداف هذه، وبقوة النيران التي تنوي اسرائيل تفعيلها، لن تكون حرب عقيمة، بل سيتم تدمير مناطق بأكملها.
في عملية "تصفية الحساب" في 1993، بنت اسرائيل "خطة تخويف" هدفت الى طرد الجمهور الى بيروت، من اجل ممارسة الضغط على الحكومة اللبنانية. اليوم لا ينشغلون في رافعات كهذه وانما بتدمير الاهداف، وبسرعة. لن يكون لدى السكان وقت للهرب. وسيصاب الاف المدنيين في الجانب اللبناني. ولن تطالب اسرائيل فقط بتقديم تقرير الى المجتمع الدولي ولنفسها حول المس المكثف بالجمهور، وانما سيضطر حزب الله، ايضا الى تقديم تقرير للجمهور في لبنان.
لا يتمتع أي جانب بالرغبة في البدء، ولكن نفخ العضلات يعتبر قصة اخرى. وهنا يكمن الخطر: المسدس المشحون يطرح على الطاولة منذ عشر سنوات. الانتقال من خطأ في قراءة الخارطة وحتى استلال السلاح غير المراقب – سريع جدا. انظروا الى حرب لبنان الثانية والجرف الصامد كمثال.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالأربعاء 05 يوليو 2017, 11:09 am

04.07.2017


مقالات
اسرائيل تحاول الحفاظ على الحوار مع لبنان على مستوى الرسائل وليس الصواريخ.
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان فرص اندلاع حرب مع حزب الله في لبنان، خلال الصيف الحالي، لا تبدو عالية اكثر مما كانت عليه في الصيف الماضي، او قبل عامين. العداء الأساسي بين اسرائيل والتنظيم الشيعي بقي كما هو، ومثله قدرة الجانبين على التسبب لبعضهما البعض بضرر كبير. وعلى هذا يقوم الرد المتبادل، الذي فرض الهدوء النسبي على الحدود الشمالية طوال 11 سنة مضت منذ انتهاء حرب لبنان الثانية. لقد كانت لدى حزب الله طوال تلك السنوات اهداف اهم واكثر ملحة من المواجهة العسكرية مع اسرائيل (في البداية الحفاظ على الردع الايراني في حال قررت اسرائيل شن هجوم جوي ضد المنشآت النووية، ومن ثم، الدفاع عن نظام الاسد في سورية). اسرائيل تعرف ان تحييد القدرات العسكرية لحزب الله سيناط بحرب قاسية، ستسبب، ايضا، ضررا غير مسبوق لجبهتها المدنية.
خلال الأشهر الأخيرة تم هنا استعراض الجهود الايرانية لإقامة مصنع للأسلحة الدقيقة في لبنان، بتوسع نسبي. منذ النشر الاول عن الموضوع في صحيفة كويتية، مرورا بتصريحات رئيس شعبة الاستخبارات، والتحذيرات التي حولتها اسرائيل الى ايران بواسطة دول اوروبية، وحتى معنى التوازن الجديد الذي يتبلور في لبنان.
ايران تعمل بتأني من اجل تحقيق اهداف استراتيجية طويلة المدى، كخلق تواصل بري مؤثر عبر العراق وسورية ولبنان، على حساب المناطق التي تنسحب منها قوات داعش واقامة مصنع للأسلحة على مقربة من الزبون الرئيسي حزب الله.
يواجه المجلس الوزاري الاسرائيلي، فعلا، معضلة صعبة في مسألة ما ومتى وكيف سيعمل ضد المصانع. ولكن من هنا وحتى عرض الامور كخيار قاطع بين صفر من العمل والحرب، لا تزال الطريق طويلة. هناك الكثير من امكانيات العمل ضد حزب الله - ويبدو ان الاعلان الرسمي يهدف الى الحفاظ على الحوار على مستوى الرسائل، وليس الصواريخ.
اسرائيل لم تعد تنكر التقارير المتعلقة بعملها في السنوات الأخيرة لإحباط تهريب الاسلحة النوعية لحزب الله بواسطة مهاجمتها اثناء مرورها في الاراضي السورية. انها لا تسارع الى الحرب، بسبب التضخم العسكري للخصم. وزير الامن افيغدور ليبرمان، الذي يعرف الضرر المحتمل الذي قد يسببه تضخيم التهديد من قبل حزب الله، حاول تهدئة الأجواء، امس الاول الاحد، عندما قال للمراسلين بأن اسرائيل "ليست معنية بالمبادرة الى خطوة عسكرية في الشمال او الجنوب". صحيح ان المنطقة تواجه هزة كبيرة، خاصة نتيجة للحرب الأهلية السورية، وصحيح ان الأمور قد تتشوش، لكن هذا لا يدل على ان اسرائيل تتجه نحو الحرب ضد حزب الله في هذا الصيف.
كل نشر بشأن خطر التدهور العسكري، يتم التعامل معه خاصة على الشبكات الاجتماعية، بتشكك عميق من قبل اليسار، يُظهر وكأن رئيس الحكومة نتنياهو، يبحث عن ذرائع لفتح الحرب من اجل حرف الانظار عن التحقيقات ضده، او تحسين مكانته تمهيدا للانتخابات. لقد تم تفنيد هذا الادعاء عشية الانتخابات الاخيرة، في 2015، عندما لجأ نتنياهو الى الحذر المبالغ فيه من اجل منع حرب مع حزب الله بعد جولة من الضربات في الشمال، والتي شملت اغتيال مسؤول في حزب الله وجنرال ايراني ونصب كمين من قبل حزب الله للجيش الاسرائيلي وقتل جنديين.
حتى في جولات الحرب الأخيرة في غزة، انجر نتنياهو وراء حماس، ولم يبادر. يجب ان يحدث شيء استثنائي جدا كي يبادر رئيس الحكومة الى حرب – وعندها، ايضا، يمكن الافتراض بأن هذا سيكون في غزة (حيث تعتبر محفزات الضرر لإسرائيل اقل بكثير)، وليس في الشمال، حيث من الواضح للجانبين ما هو حجم الدمار الذي سينجم عن الحرب.
الخروج لحرب في لبنان ليس مسألة يتم حسمها في استفتاء قرار الصحف، او بالتصويت عبر رسائل "اس. ام. اس". يبدو ان على الصحافة الاسرائيلية، ايضا، الحذر من وضع تحث فيه وزراء المجلس الوزاري على الحرب، من خلال خلق ضغط جماهيري خيالي. وسائل الاعلام هنا هي ليست الصحف الصفراء في أيام حرب فوكلاند – والحرب، اذا اندلعت ستدور على مقربة كبيرة من البيت، وليس على مسافة الاف الكيلومترات، وراء المحيط.
يوجد ثمن للعلاقات مع السعودية
يكتب دان شبيرو، السفير الأمريكي السابق لدى اسرائيل، والباحث الضيف في معهد دراسات الامن القومي في تل ابيب، في صحيفة "هآرتس"، ان توقيت النبأ الذي جاء من السعودية لم يكن متوقعا، لكن مضمونه لم يكن مفاجئا: نجل الملك سليمان، محمد، عُين وليا للعهد بدلا من ابن عمه الأكبر منه، محمد بن نايف. وكما في عائلات ملكية اخرى، في السعودية، ايضا، يفضل الملوك نقل التاج الى احفادهم المباشرين. اذا اخذنا في الاعتبار الجيل الصغير (31 عاما) لولي العهد، والجيل الكبير لوالده، فانه يمكن لولي العهد ان يحكم السعودية طوال عشرات السنوات. بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة ينطوي هذا التعيين على وعد، لكنه يترافق بخطر معين. سيكون عليهما تبني دبلوماسية حكيمة والاصرار على مصالحهما الهامة من اجل تحقيق اعلى مستوى من الفائدة وتقليص المخاطر.
لقد سبق وامتلك محمد بن سلمان لنفسه لقب نصير الاصلاحات والعصرنة، وهو يتمتع بجرأة اكبر من أي زعيم سعودي سابق. صحيح انه من المعروف بأن محمد بن نايف يعتبر شريكا مخلصا للولايات المتحدة،  خاصة في محاربة الارهاب، لكنه ينتمي الى الجيل المحافظ، ويصعب التخيل بأنه سيواجه الاصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي يؤمن بها ولي العهد الشاب: خصخصة شركة النفط، تقليص المساعدات من اجل اجبار عدد اكبر من السعوديين على الخروج للعمل، تحسين المستوى المهني لقوات الامن وتوسيع الفرص للنساء. انفتاح محمد بن سلمان لأفكار جديدة يمكن ان يبشر بتقلبات في المجتمع السعودي وفي علاقاته مع العالم.
من ناحية استراتيجية، يميل بن سلمان الى التحالف مع الدول العربية السنية المعتدلة: لقد خلق علاقات مع ولي العهد في الأمارات المتحدة، محمد بن زايد، وهو يدعم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ما يجمع بين الثلاثة هو الاشمئزاز من ايران، ومن المسار الشيعي المتزمت، ومن الحركات الإسلامية السنية، من الاخوان المسلمين وحتى القاعدة وداعش. صعود قادة مسلمين اقوياء، يعتبرون اعداء الولايات المتحدة واسرائيل اعداء لهم، يمكن ان يدفع عملية لبلورة كتلة من الدول – الولايات المتحدة، دول عربية سنية واسرائيل – التي توحدها مصالح استراتيجية مشتركة في الشرق الاوسط، والاستعداد لمواجهة اللاعبين المتطرفين في المنطقة.
بالنسبة لإسرائيل، يعتبر وجود زعيم سعودي دينامي، يتقاسم معها مفهومها الاستراتيجي ويعترف بأن هذا يضعها في المعسكر نفسه، بمثابة تحقق حلم. ولكن الى جانب ذلك، فقد اظهر ولي العهد ميلا الى المواجهة، خلافا لسابقيه، وليس دائما من خلال التنسيق مع الولايات المتحدة. المعركة العسكرية التي تخوضها السعودية في اليمن، التي تهدف الى هزم المتمردين الحوثيين الذين يعملون بدعم ايراني، تم ادارتها بشكل سيء. اعمال القصف العشوائية سببت اضرار واسعة في صفوف المدنيين وساهمت في تطور ظواهر الجوع والمرض. لقد تجاهل بن سلمان النصائح الامريكية بتحسين مستوى الدقة واطلاق النار على اهداف عسكرية، لكنه طلب الدعم الأمريكي الكامل للسعودية.
المعركة الأخيرة التي قادتها السعودية لعزل جارتها، قطر، على خلفية دعمها للتنظيمات السنية المتطرفة، هو مثال على السلوك المتهور الذي يضر بالمصالح الأمريكية. على الرغم من تغاريد الدعم الاولي التي نشرها الرئيس ترامب، الا ان الولايات المتحدة اضطرت الى محاولة تسوية الخلاف، الذي يُصعب عليها ادارة نشاطها العسكري الجوي في المنطقة من القاعدة الكبيرة في قطر. اذا تبنى بن سلمان توجها مماثلا ضد ايران فقد يشعل مواجهة ستتدهور بسرعة. وفي مثل هذه الظروف، سيطلب من الولايات المتحدة التدخل وربما تنجر الى معركة عسكرية في توقيت لم تختره. السعودية هي تلك التي قد تشعل المواجهة، لكن الولايات المتحدة هي التي ستتحمل النتائج.
ولذلك، ومقابل دعمها للسعودية، ستكون الولايات المتحدة مجبرة على التعامل بشدة مع ولي العهد والتوضيح له بأنها تتوقع منه عدم انتهاج خطوات من شأنها التسبب بضرر للمصالح الأمريكية، دون ان يتم التشاور معها مسبقا. حتى الاسرائيليين الذين يمكنهم تنمية الأمل بوقوع مواجهة ضد ايران بقيادة الولايات المتحدة او تدمير منشآتها النووية، يفهمون ان مثل هذا القرار يجب ان يتم في واشنطن وليس في الرياض.
وأخيرا، في الولايات المتحدة وفي اسرائيل يأملون بأن يكون ولي العهد بن سلمان منفتحا لتحسين العلاقات مع اسرائيل، وحتى القيام بعملية تطبيع. ورغم انه يجب تشجيع خطوات كهذه، من المناسب الامتناع عن الفرح المبكر. من شبه المؤكد ان توجهه لن ينحرف بكثير عن مبادرة السلام العربية، التي تطرح امكانية التطبيع الكامل مع اسرائيل، ولكن فقط في اطار حل الدولتين، الذي سيضع حدا للصراع مع الفلسطينيين. حتى بعد تعزيز مكانته، ليس من المتوقع ان يخاطر بن سلمان وينحرف عن المسائل الاقليمية المطروحة في مقدمة اولوياته، من اجل تسخين العلاقات مع اسرائيل على الملأ. ومن المؤكد انه لن يفعل ذلك قبل تحقيق اختراق ملموس في المسألة الفلسطينية.
في الوقت الذي يواصل فيه جارد كوشنر وجيسون غرينبلات رحلتهما الدبلوماسية في المنطقة، عليهما القول بشكل واضح للعرب ان الولايات المتحدة تشجع تطبيع العلاقات، ولكن القول بوضوح لإسرائيل ما هو المطلوب لتحقيق ذلك.
حماس لن تتردد في الخروج لمواجهة اخرى
يكتب دانئيل سيريوطي، في "يسرائيل هيوم" ان عملية "الجرف الصامد" لم تكن في صالح حركة حماس، في اقل تقدير. فلقد منيت الحركة بضربة قاسية، وباستثناء الخسائر الكثيرة في الأرواح والممتلكات، لحق ضرر ضخم بصورتها.
فشعبية التنظيم في اوساط الجمهور الفلسطيني في الضفة، تشهد تراجعا متواصلا، وبفعل كونها "حركة متفرعة" عن الاخوان المسلمين، وبفعل العلاقات المتفرعة التي تقيمها مع تنظيمات الارهاب الاسلامية في سيناء، المتماثلة مع داعش، فان هذا كله اسهم في تقويض شرعية التنظيم بشكل متواصل في الدول العربية المعتدلة. وليس صدفة انه لا توجد دولة عربية واحدة مستعدة لاستضافة اعضاء المكتب السياسي لحماس ورئيسه اسماعيل هنية.
مع ذلك فان المفارقة كبيرة. يمكن القول انه بعد ثلاث سنوات من عملية "الجرف الصامد"، بقيت القدرات العسكرية لحماس كما كانت عليه قبل المواجهة العسكرية الاخيرة مع اسرائيل، وهناك من يقول ان التنظيم ضخم قوته العسكرية خلال هذه السنوات. صحيح ان حماس ليست ناضجة بعد لمواجهة عسكرية ولجولة حرب اخرى امام اسرائيل في الوضع الحالي، ولكنه يمكن بالتأكيد القول بأن الحصار المتواصل على القطاع، واغلاق معبر رفح غالبية ايام السنة، والضائقة المدنية في القطاع المنكوب بالبطالة، والذي يرزح تحت ازمة الطاقة وتزويد الكهرباء لساعات قليلة فقط يوميا، هذا كله يدل على علم احمر ترفعه الحركة بعد عشر سنوات من سيطرتها على القطاع.
منذ انتهاء عملية "الجرف الصامد"، لا تتوقف حماس عن ترميم بناها التحتية العسكرية. وتتعامل بقبضة صارمة مع الجمهور في غزة، وتستغل مصالح الجمهور والمجال المدني لفائدة الحركة فقط – ما يعني منح الاولوية لمصالح حماس العسكرية، فيما يضطر الجمهور الغزي الى الاكتفاء "بالفتات". والحديث في الأساس عن سياسة فرضها الزعيم المنتخب في غزة يحيى سنوار، الذي استبدل اسماعيل هنية في رئاسة الحركة.
اليوم، بعد ثلاث سنوات من الجرف الصامد، تواجه حماس الكثير من التحديات، التي تمنع التنظيم عن خوض مواجهة عسكرية اخرى امام اسرائيل، من جهة، ويمكن في المقياس ذاته، من جهة اخرى، ان  تقود حماس الى خوض الحرب كخطوة يائسة. حماس لن تتردد في سحب الورقة الاخيرة التي تبقت لديها، لكي تثير انتباه الرأي العام في الدول العربية والمجتمع الدولي، حتى لو كلف ذلك انهيار سلطتها في قطاع غزة.
زيارة مودي تثبت: الادعاءات بشأن العزلة السياسية، مثيرة للسخرية.
يكتب امنون لورد، في "يسرائيل هيوم" ان وصول رئيس الحكومة الهندية نيريندا مودي في زيارة رسمية الى اسرائيل، يرمز الى ذروة عملية التقارب بين البلدين طوال 25 سنة. هذه وتيرة بطيئة نسبيا في المصطلحات الاسرائيلية، ولكن عندما يجري الحديث عن الحضارة الهندية فهذا كرمشة عين. لقد كان رواد هذه العلاقة التي تبدو طبيعية جدا، د. موشيه يغار، نائب المدير العام لوزارة الخارجية سابقا، الذي وصل الى الهند في صيف 1991، في اطار اتصالات لإطلاق سراح مخطوف اسرائيلي، والتقى من الجانب الهندي مع البروفيسور م. ل. سوهاندي، الذي اعتبر مثقفا طرح البنية التحتية للشراكة التاريخية والاستراتيجية بين البلدين.
رغم وجود فارق ديموغرافي معين بين الدولة الضخمة وبين البقة الشرق اوسطية، الا ان سوهاندي، وفي اعقابه شخصيات مثل رئيس الحكومة مودي، يرون الاخوة والعلاقة العميقة بين الهند واسرائيل. مع كل الاهمية التي تمنحها النخبة الاسرائيلية لألمانيا بقيادة ميركل، ولفرنسا التي اصبحت مثل ميكرونيزيا، فان الهند هي سوق يضم مليار وربع مليار نسمة، مع وتيرة نمو اقتصادية عالية، ومع احتياجات استراتيجية عسكرية وتكنولوجية ضخمة.
الهنود يعتبرون اسرائيل الرد على عجزهم في تطوير منصات عسكرية في كل الأذرع والمجالات. لديهم شواطئ بطوال 8000 كلم، يجب ارسال دوريات لحراستها، ولديهم الكثير من الجنود الذين يجب ان يتزودوا بالسلاح، والكثير من الأفواه التي يجب اطعامها. وهكذا، فانه مع الصداقة الهندية، يصبح الحديث عن "العزل السياسي" من جانب صديقات يأفل نجمها في اوروبا، مثيرا للسخرية. اسرائيل، بقيادة بنيامين نتنياهو، نقلت مركز ثقل علاقاتها الدولية في الوقت المناسب. لقد تحدث المحللون في اميركا في زمن اوباما، كثيرا – كثير جدا – عن نقل مسار الاستثمار والمدخول المالي الدولي الى شرق آسيا. لكن اوباما تحدث ونتنياهو عمل. هذا ما يدعيه البروفيسور والتر راسل ميد، الذي يقدر بأن اسرائيل اليوم، تتربع بين القوى الصاعدة على الحلبة الدولية، ايضا لأنها نجحت بعمل ذلك بواسطة تنمية العلاقات مع الصين واليابان وكوريا الجنوبية، وخاصة مع صديقتها الهند.
حسب المفهوم الهندي الذي يرجع الى 15 سنة سابقة، فان المسار الاستراتيجي الاسرائيلي – الهندي، هو مصلحة أمريكية هامة. هذه العلاقة مهمة للهند، ايضا بسبب سلوك الولايات المتحدة غير المتوقع، والمتعرج، ازاءها. اليوم، عندما يصل مودي، ستكون زيارته نقطة تحول. يصعب التصديق انه طوال 45 عاما كانت اسرائيل والهند متنكرتان لبعضهما البعض: لقد عانت الدولتان من اشتراكية منغلقة ورومانسية سوفييتية. ومنذ اللحظة التي اكتشفتا فيها بأنه ليس هناك ما تخسرانه باستثناء قيود الاقتصاد الاشتراكي، اصبح التطوير التكنولوجي والاقتصاد الحر يقربان بينهما.
صفقة مصر وحماس
يكتب اليكس فيشمان، في "يديعوت احرونوت" انه طرأ تطور دراماتيكي على التقارب بين مصر وحماس، فمصر تقوم باستكمال الاستعداد لفتح معبر رفح في ايلول القريب، وهو ما سيسمح بالعبور الحر للفلسطينيين بين القطاع ومصر.
وكانت الخطوة الأولى التي دلت على تسخين العلاقات هي المساعدة المصرية في مسألة ازمة الكهرباء في القطاع. لقد بدأت مصر  ببيع الوقود المدعوم لغزة من اجل تفعيل محطة الطاقة الكهربائية ولتزويد محطات الوقود الخاصة. والتزمت سلطات حماس في غزة بدفع مبلغ يتراوح بين 10-15 ميلون دولار لمصر شهريا، لقاء الوقود. واسهمت المساعدة المصرية بزيادة ساعة كهرباء اخرى يوميا لسكان القطاع.
وتجري خلال الاسابيع الاخيرة الخطوة التالية: لقد تم استثمار ملايين الدولارات في اعداد المعبر تمهيدا لفتحه مجددا. وتشير جهات امنية اسرائيلية الى ان فتح معبر رفح وتعميق التدخل المصري في القطاع قد ينطوي على تأثير ايجابي على الوضع الامني على امتداد الحدود بين قطاع غزة واسرائيل. ففتح المعبر يحرر سكان غزة من مشاعر الحصار والخناق، والتي تسبب حاليا عدم الهدوء الذي يدعي البعض بأنه قد ينفجر ضد اسرائيل. وفي اسرائيل يتعقبون الان بتأهب، الاتفاقيات التي تناقش حاليا في القاهرة، بين وفد حماس والسلطات الأمنية المصرية. وتتناول هذه المحادثات الترتيبات الأمنية على طول الحدود بين غزة ومصر. وفي معبر رفح – الذي تم تسليمه لمسؤولية السلطة الفلسطينية في 2005 بعد الانفصال الاسرائيلي عن غزة – كانت ترتيبات امنية سمحت لإسرائيل بمراقبة الداخلين والخارجين من القطاع. لكنه تم اغلاق المعبر مع وصول حماس الى السلطة قبل عشر سنوات. ومع اسقاط حسني مبارك في مصر، فتح نظام الاخوان المسلمين في مصر، المعبر، لكنه اعيد اغلاقه بعد وصول نظام السيسي الى الحكم، وبقي مغلقا طوال غالبية ايام السنة.
في المقابل، تستكمل حماس ومصر اقامة المنطقة العازلة بين القطاع ومصر، والتي ستستبدل السياج الحدودي الذي هدمته حماس بعد سيطرتها على السلطة قبل عشر سنوات. وبناء على التفاهمات التي تم التوصل اليها مع مصر، قطعت حماس علاقاتها مع رجال الجهاد العالمي في سيناء، لكنه ليس من المعروف ما اذا استجابت حماس لطلب السلطات المصرية بتسليمها 16 مطلوبا بتهمة ارتكاب اعمال ارهابية والتآمر السياسي، والذين لجأوا الى غزة.
لقد جرت اعمال الترميم في معبر رفح بمسؤولية محمد دحلان، المنافس المر لمحمود عباس، والذي جند الملايين لهذا المشروع من الامارات المتحدة. وسيتولى رجال دحلان مهام المراقبة والحراسة على معبر رفح، الى جانب المصريين ورجال حماس. وتعتبر هذه الخطوة بمثابة ضربة بالغة لمكانة ابو مازن، الذي تم اعتباره في غزة، على خلفية ازمة الكهرباء والرواتب، كمن "يميت الأطفال"، بينما يعتبر دحلان كمن يهتم بتحسين مستوى المعيشة. كما وافقت مصر على السماح لدحلان بالعمل في غزة، ليس فقط امام الجمهور المحلي، وانما جمهور الضفة ايضا.
وسيعمل دحلان في غزة على احياء حركة فتح، كما يبدو تمهيدا لعودته لرئاسة الحركة كبديل لعباس. والبادرة الاولى تتمثل في سمير مشهراوي، نائب دحلان ومن كان قبل انقلاب حماس في غزة، رئيسا لجهاز الامن الوقائي في القطاع من قبل السلطة الفلسطينية. وتقول مصادر في غزة انه يجري حاليا ترميم منزل مشهراوي في غزة، تمهيدا لعودته خلال الأيام القريبة. ومع ذلك، فان قيادة الجناح العسكري في حماس، لا توافق حاليا على عودة دحلان الى غزة، وتتهمه بتسليم رجالاتها لإسرائيل. وتجري حاليا "محادثات مصالحة" بين الطرفين.
رغبة مصر بترسيخ مكانتها في القطاع مجددا – خلافا لسياستها في العقد الاخير – فاجأت اسرائيل. ويسود التقدير بأن مصر وجدت فرصة لتقليص تأثير قطر في القطاع في اطار صراع التحالف السني – بقيادة السعودية – ضد القطريين.
في المقابل يتنقل مبعوث الامم المتحدة الى الشرق الاوسط، نيكولاي مولدانوف، بين رام الله وغزة، في محاولة لتحقيق المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية وانهاء العقوبات الاقتصادية التي فرضتها السلطة على القطاع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالأربعاء 05 يوليو 2017, 11:15 am

05.07.2017


مقالات
دعم مصر للقطاع: تقلص فرص المواجهة مع اسرائيل، وتقلص تأثير عباس.
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان التقاطع العشوائي تقريبا لصراعي قوى في العالم العربي، بين السعودية وكتلة الدول السنية المحافظة مع قطر، وبين السلطة الفلسطينية وحماس، من شأنه ان يخفف بشكل مؤقت من بعض ضوائق قطاع غزة، وابعاد خطر المواجهة مع اسرائيل الى حد ما.
في تسلسل مفاجئ للأحداث، تحظى الخطوة التي تقودها مصر – تزويد الكهرباء لغزة مقابل موطئ قدم لمحمد دحلان في القطاع – بدعم من الامارات المتحدة والسعودية، ولا تواجه معارضة ملموسة من جانب اسرائيل. وستحتم هذه التسوية على حماس تقديم تنازلات، لكنها ستمس في الأساس بمحمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية الذي سيتم ابعاده بشكل اكبر عن أي سيطرة على القطاع، وسيضطر الى رؤية دحلان، عدوه، وهو يحسن مكانته في القطاع بدعم علني من القاهرة.
لقد كان عباس هو الذي بدأ سلسلة التقلبات، عندما قرر في أيار الأخيرة، تفعيل الضغط الاقتصادي المباشر على حكومة حماس في القطاع. لقد يئس رئيس السلطة، كما يبدو، من تمويل خصومه، بينما يرفضون كل مطالبه بالتوصل الى اتفاق مصالحة يعترف بصلاحياته في القطاع. تقليص الرواتب لمستخدمي السلطة في غزة، وقف الدعم لأسرى حماس المحررين، وخاصة تقليص تزويد الكهرباء (لأن السلطة توقفت عن دفع ثمنه لإسرائيل) فاقمت شروط الحياة الصعبة اصلا في القطاع، كلما اشتدت حرارة الصيف.
لقد قرر المجلس الوزاري الاسرائيلي، في الشهر الماضي، عدم التدخل في الأزمة، وعدم تغطية الفجوة الاقتصادية التي خلقتها خطوات السلطة. والى جانب ذلك، حذرت الجهات الاستخبارية من ان الاحباط المتزايد في القطاع قد يقود الى تدهور عسكري غير مخطط، حين سترتبك حماس بشأن مواصلة خطوات كبح إطلاق القذائف من قبل التنظيمات السلفية المتطرفة في القطاع.
لقد شخصت مصر الخطر، ولكن، ايضا، الفرصة المواتية الى جانبها. الشرخ بين قطر وجاراتها في الخليج زود مصر بذريعة للعمل على قطع العلاقات بين حماس وقطر، فيما وافق اتحاد الامارات على زيادة المساعدات المالية للقطاع، ولكن بحجم اصغير بكثير من الدعم القطري الذي يقدر بحوالي 900 مليون دولار حتى اليوم. وفي المقابل اتضح لقادة حماس بأنه في ضوء ازمة الخليج، لن يتمكنوا مرة ثانية من الاعتماد على شبكة الأمان القطرية، التي وعدوا بها طوال العقد الماضي.
وهكذا بدأ في نهاية حزيران تحويل شاحنات الوقود عبر معبر رفح، بتمويل من اتحاد الامارات وبقيادة دحلان، بشكل اعاد تزويد الكهرباء الى مستوى خمس ساعات يوميا، مقابل ثلاث ساعات في ذروة الأزمة. وخلال الايام العشرة الاخيرة، استضافت القاهرة وفدان من حماس في القطاع، لإجراء محادثات مع رجال الاستخبارات المصريين ومع رجال دحلان. وشارك في احد اللقاءات زعيم حماس في القطاع يحيى سنوار.
امس الثلاثاء، قال احمد يوسف، مستشار رئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية، ان الاطراف تناقش وثيقة تفاهمات تضم 13 نقطة. ومما تتضمنه الوثيقة تفاهمات بشأن توسيع العمل على معبر رفح بشكل يسمح بحركة المرور من والى القطاع، ومنح مكانة جديدة لدحلان ورجاله على معبر رفح. ولم يتم توضيح حجم هذه الصلاحيات. لكن رجال دحلان يعملون في الاسابيع الأخيرة على ترميم المعبر، بفضل تمويل بقيمة خمسة ملايين دولار من الامارات المتحدة. ومع ذلك، فان التسريب الى وسائل الاعلام العربية وكأن حماس ستوافق على تسليم دحلان رئاسة الحكومة في القطاع، هي مسألة يتم نفيها من قبل كل الاطراف.
وحسب يوسف، فان التفاهمات تشمل السماح لرجال دحلان بالعودة الى القطاع، بعد هربهم منه في 2007، وتشكيل لجنة مصالحة داخلية تدفع تعويضات لعائلات رجال حماس وفتح الذين قتلوا خلال المواجهات بين الجانبين في القطاع خلال تلك الفترة. كما تطالب مصر حركة حماس بتوسيع نشاط المنطقة العازلة على حدود سيناء في رفح، ووقف العلاقات مع ذراع داعش في سيناء.
حسب ما هو معروف، فان اسرائيل تحافظ على مستوى تنسيق وثيق مع مصر، لكنها ليست راضية بالتأكيد عن كل تفاصيل التفاهمات. ويتعلق القلق الاسرائيلي الأساسي بإمكانية استغلال حماس للتسهيلات على معبر رفح، من اجل تهريب اسلحة ومواد "مزدوجة الاستعمال"، كالإسمنت، الذي يستخدم لبناء الأنفاق واقامة تحصينات تساعدها على تحسين منظومتها العسكرية. ومع ذلك، يبدو ان اسرائيل مستعدة للمغامرة بشكل مدروس: التسليم بخطر تطوير الجناح العسكري لحماس، اذا كان ذلك سيبعد خطر الحرب الفورية في الجنوب، ويزيد من التأثير المصري في القطاع.
حوار حتى الموت
يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" ان لهجة خطابية جميلة تلف بنعومة مقالة البروفيسور روت غبيزون ("الاحتلال: مسألة سياسية، وليست قانونية" – هآرتس 30.6). انها تفضل، مثلا، مصطلح "سيطرة" على "الاحتلال"، وحين تضطر الى هذه الكلمة الرهيبة، تقوم بتغليفها بورق سيلوفان دقيق يحدد بأن "قسما من الصراع ضد الاحتلال يرتدي اشكالا من الحوار القانوني، الذي يهدف الى طرد المستوطنين اليهود من الاماكن التي يُدعى بأنها استيطان غير قانوني". "يُدعى؟" من هو الصفيق الذي يدعي ذلك؟ ربما مغرد مجهول على تويتر او يساري هامشي، وليست الامم المتحدة والولايات المتحدة وبقية دول العالم؟
ولكن بدلة الألفاظ الفخمة لا تنجح بإخفاء جوهر الجرانيت في المقالة. "من ناحية القانون الدولي لا يملك الفلسطينيون "حق" انهاء الاحتلال – الذي نجم عن حرب دفاعية – واسرائيل ليست ملزمة بإنهائه"، تحدد غبيزون. وحسب هذا الادعاء، فان اوكرانيا، ايضا، لا تملك حق التحرر من الاحتلال الروسي، والاستيطان اليهودي في ارض اسرائيل لم يملك حق التحرر من الاحتلال البريطاني، ومصر لم تملك حق التحرر من الاحتلال الاسرائيلي لسيناء. كما لو ان "الاحتلال الناجم عن حرب دفاعية" يملك حق الوجود الأبدي.
تسند غبيزون ادعاءاتها الى القانون الدولي، لكنها، ولبالغ المفارقة، تقترح التخلي عن القانون الدولي. وحسب ادعائها فان النقاش القانوني – الاخلاقي "يخلق الانطباع بأن الحل العادل للصراع هو مجرد مسألة تشخيص الجواب النابع من طابع القانون الدولي وحقوق الانسان، ولا يشمل تعاملا مع الاحتياجات الأمنية لإسرائيل، الجيش والهوية، ومع الشروط المطلوبة من اجل توفير حلول لها". وينتج من هذا، ان القانون الدولي او حقوق الإنسان الدولي مطالبة بملاءمة نفسها مع مصالح "الجيش والهوية" الاسرائيلية. فعلا انه مطلب جميل، لكنه يفتقد الى رد واحد: هل قامت اسرائيل بتعريف مصالح هويتها؟ هل تعرف أي دولة تريد ان تكون؟ ما هي حدودها؟ هل ستكون ديموقراطية ليبرالية او ثيوقراطية فاشية؟
بدلا من الحلول المأخوذة من حقول الاخلاق والقانون، تقترح غبيزون اجراء حوار سياسي لكي يمر المجتمع الاسرائيلي (والفلسطيني) "بخطوات سياسية، اجتماعية ودينية حتمية" تهدف الى منع الحوار الأخلاقي من التعتيم على الموضوع الحقيقي، الموضوع السياسي. وها هي المغالطة: ذلك الحوار السياسي الذي تعتبره غبيزون يشفي السرطان المتفشي في المناطق، مات بعد 50 سنة من الاحتلال. لقد تم تنفيذ اجراءات "التطهير"، ونجحت بالقضاء على كل فرصة للحوار السياسي في المجتمع الاسرائيلي. وبقيت الان الاخلاق، الصراع على حقوق الإنسان في المناطق، النقاش القانوني ودعوة المجتمع الدولي الى التدخل، كحاجز أخير امام السقوط في هاوية الفاشية.
لا يمكن للحوار السياسي ان يتم حين يُحول من يستخدمون مصطلح الاحتلال الى خائنين. حق الخاضع للاحتلال بالتحرر من الاحتلال لا يمكن ان يتحول الى اسير للحوار السياسي. الدولة التي فشلت حكومتها في جهودها لانقاض نفسها، يجب عليها الاستغاثة طلبا للمساعدة من الخارج، وتفعيل الاخلاق القومية والعالمية كأداة سياسية، والتمسك بقوة بالقانون الدولي وتجنيد القوى العظمى، اذا كان بمقدور كل هذه الامور انقاذها من تحولها الى دولة متوحشة.
نعم، المجتمع الدولي الذي اعترف بحق اسرائيل بالاستقلال، يتحمل مسؤولية منع وضع تحاصر فيه مسألة احتلال شعب آخر بين جدران الحوار السياسي الداخلي في دولة الاحتلال، وبالتالي جعل الضغط الدولي هو الذي سيقف في قلب النقاش السياسي في كل ما يتعلق بالاحتلال. لا يوجد للجمهور الاسرائيلي الذي يتخوف على مستقبله شريك سياسي داخل دولته، لإجراء حوار سياسي معه، خاصة حين يجري الحوار حول مستوى التطرف المناسب، والقضاء على فرض السلام بشكل ناجع، وعلى ترسيخ الاحتلال.
من اجل تحطيم المساواة الخيالية
يكتب دانئيل بيبس، في "يسرائيل هيوم" ان رئيس الحكومة الهندية، نيريندا مودي، قرر زيارة القدس، ولكن ليس رام الله. وهذا القرار سبب اهتماما كبيرا. فلماذا اذا يسود التوقع بأن الزيارات في اسرائيل يجب ان تترافق بزيارات الى السلطة الفلسطينية؟
لقد كانت مراسم التوقيع على اتفاقيات اوسلو في باحة البيت الأبيض في ايلول 1993 لافتة فعلا، لكنه اثقلت عليها المصافحة بالأيدي بين يتسحاق رابين، رئيس حكومة اسرائيل، وياسر عرفات – الرئيس البغيض لمنظمة التحرير الفلسطينية. اليوم، بعد 25 عاما تقريبا، يبدو الأمر مختلفا. الان من الواضح ان رابين بهرته، كما يبدو، اضواء المجد، وكرئيس لحكومة دولة تم انتخابها بشكل ديموقراطي ما كان يجب ان يوافق على تمتع عرفات بالمكانة نفسها. حقيقة انه تم التعامل معهما في المراسم كمتساوين خلق الوهم الذي تم غرسه مع مرور السنين في الرأي العام الدولي، الى حد انه لا يعترض عليه احد. اضف الى ذلك ان تلك "المساواة" اصبحت ساخرة اكثر واكثر، حين حققت اسرائيل نجاحا تلو نجاح، في الوقت الذي خلقت فيه السلطة الفلسطينية سلطة فوضوية، اتكالية وقامعة.
هناك من يدافعون عن رابين ويقولون انه سعى الى تدعيم عرفات ومنظمة التحرير من خلال الأضواء المسلطة على المراسم المشرفة. اذا كان فعلا هذا هو الهدف، فلا شك انه فشل – وبشكل كبير. بدل استخدام كل ذلك كرافعة لبناء سلطة تعترف بإسرائيل وتنهي صراع الفلسطينيين معها، عمل عرفات تماما بشكل معكوس: لقد استغل المنصب لتطوير موارد جديدة من اجل معارضة الصهيونية ومهاجمة اسرائيل. وأطلت "سفارات" فلسطينية في العالم من اجل نزع شرعية اسرائيل، وفي المقابل، خلال السنوات الخمس الاولى بعد اتفاقيات اوسلو، قتل الفلسطينيون من الاسرائيليين اكثر مما قتلوا خلال الـ15 عاما التي سبقت المراسم في البيت الأبيض.
الان اصبح من الواضح انه امام ياسر عرفات في باحات البيت الأبيض، ما كان يجب ان يقف رئيس الحكومة، وانما، مثلا، ممثل لإسرائيل، كنائب سفير اسرائيل في اوسلو. هذا كان سيوضح لكل العالم ما هي المكانة الحقيقية لعرفات في الهرم الدبلوماسي. صحيح، انه في مثل هذه الحالة كان يمكن لرابين ان ينسى جائزة نوبل للسلام، ولكن في نظرة الى الخلف، ربما لم تكن هناك فعلا حاجة الى الاحتفال باتفاق معيب ومدمر كان محكوما عليه بالفشل. كما انه كان سيلائم اكثر لو تم توقيع الاتفاق في اوسلو الصغيرة، وليس على الخلفية الضخمة لواشنطن، عاصمة أقوى قوة عظمى في العالم.
لو تم في 1993 اجراء المراسم على مستوى منخفض، لما كانت المساواة المزيفة بين بنيامين نتنياهو وابو مازن قد خرجت الى العالم، ولكان عدم التوازن الحقيقي في العلاقات بين اسرائيل والفلسطينيين واضح للجميع. لو كان نواب سفراء هم الذين فاوضوا ياسر عرفات، ابو مازن وسلسلة اخرى من الأشرار الفلسطينيين الذين توجوا انفسهم قادة، لما كان العالم سينظر بشكل مشابه الى الجانبين. وبدلا من ذلك كان الجميع سيشاهدون ليس فقط الفارق الضخم في توازن القوى، وانما، ايضا، الفجوة الاخلاقية العميقة القائمة بين الجانبين.
ولكن هذا لم يحدث. السؤال هو اذا كان الأمر قد اصبح متأخرا. الن يتمكن نتنياهو او كل رئيس حكومة قادم من التهرب من عدم الاحترام الكامن في لقاءات كمتساوين مع قادة عصابة؟ الجواب هو – لا، لم يصبح الأمر متأخرا. يمكن لنتنياهو ان يشرح بشكل لبق بأنه يلتقي فقط مع المساوين له في الدبلوماسية الدولية، وترك معالجة شؤون السلطة الفلسطينية لموظفي وزارة الخارجية.
تصوروا الفوائد الكامنة في خطوة كهذه: مكانة اسرائيل ستتعزز، وفي المقابل ستنتشر في العالم الرائحة النتنة للسلطة الفلسطينية. هكذا، سيفقد الرؤساء الامريكيين الاهتمام بـ"الصفقة النهائية"، وسيجد كل انواع الوسطاء من اصحاب النوايا الحسنة، ظاهرا، صعوبة في احياء المفاوضات التي تراوح مكانها منذ ربع قرن تقريبا. هذه هي نصيحتي لرئيس حكومة اسرائيل: سلم معالجة "العملية السلمية" امام المشاغبين الفلسطينيين لموظفين على مستويات منخفضة.
قديم مقابل جديد
يكتب ناحوم برنياع، في "يديعوت أحرونوت" ان شيئا مشتركا واحدا يجمع بين بيرتس وغباي – كلاهما شرقيان. من كل النواحي الأخرى هما مختلفان. ناخبو حزب العمل الذين سيكلفون انفسهم العودة الى صناديق الاقتراع في الأسبوع القادم، سيحددون ليس فقط من سيترأس قائمتهم في الانتخابات القادمة، وانما طابع الحزب، صورته بين الجمهور، قاعدة الناخبين الذين سيغازلهم؛ وربما ايضا مصير الحزب. بين الجولتين الأولى والثانية، سيخوض حزب العمل حرب الأيام الستة. كل واحد من المنافسين سيحاول ضم خصمه، حتى يوم امس، الى معسكره. لن يعلن أي واحد منهم دعمه تطوعا. توجد رواسب، توجد طموحات. تفوق عمير بيرتس يكمن في تجربته السياسية الغنية؛ هذا ليس ضعفا: خلال سنواته الكثيرة في السياسة راكم عددا كبيرا من الخصوم؛ ابي غباي هو صورة معكوسة لبيرتس: جديد، طري وعديم التجربة.
ولكن، وكما اثبتت هذه الانتخابات للمنافسين، ربما باستثناء عمير بيرتس، فانه لا توجد معسكرات منتسبين تصوت حسب اوامر عليا. ربما بسبب ضعفه، او ربما بسبب عدم جاذبيته، كان يمكن لحزب العمل السماح لنفسه بإجراء انتخابات حرة، نقية وديموقراطية.
لقد حصل بيرتس على نسبة 5% اكثر من غباي. هذا تفوق ملموس، لكنه تم رفع غباي على متن قوة دافعة. بيرتس هو خبر قديم – غباي هو خبر جديد ساخن. وسائل الاعلام ستحتفل معه حتى يصبح قديما.
لقد أثبت بيرتس انه يستطيع الوصول الى جزء من مصوتي اليمين في بلدات التطوير. ومع ذلك فقد كان لهذا الاختراق قوة محدودة. انه لم يحسم الانتخابات. اما محفزات غباي فلم يتم تجربتها حتى الآن. ظاهرا، الوعد كبير: لديه ما يعرضه على المصوتين للبيد، وكحلون ولمصوتي الليكود الذين تعبوا من نتنياهو. وعلى غرار ميكرون الفرنسي، يعتبر جذابا لأنه ليس جزء من المنظومة القائمة، انه لم يقم بتسويات شعبية، لم يتورط في قضايا شخصية وعامة، لم يخرق وعود. لكن الانتخابات في اسرائيل لا تزال بعيدة، واذا تم انتخاب غباي قد تصبح لدى احزاب اخرى مصلحة في تأجيل الانتخابات لفترة اطول. اسرائيل هي دولة تسحق السياسيين. وحتى يصلون الى الانتخابات قد يصبحون بمثابة اخبار قديمة. سيضطر غباي الى اختيار المناسب له، اليسار او اليمين، والاختيار سيقصي ناخبين. حقيقة انه ليس عضو كنيست لن تسهم في نجاحه.
لقد مني هرتسوغ، امس، بهزيمة قاسية. لقد فقد فرصه ليس خلال المنافسة في الانتخابات وانما بطرقه الملتوية، الضعيفة التي سلكها منذ الانتخابات. انه لم يوفر لحزبه الكاريزما والقيادة. ما لا يملكه لا يملكه. ومع ذلك، فانه سياسي موهوب يجيد بناء جسور. حزب العمل يحتاج الى أناس مثله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالأحد 09 يوليو 2017, 6:24 am

07.07.2017

مقالات وتقارير
لا تعاقبوا العائلات
تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان فادي قنبر قتل اربعة جنود في عملية دهس وقُتل بنفسه بنيران الجنود والمدنيين. وفيما يلي الطرق التي عوقبت فيها اسرته حتى الان: لقد تم اغلاق منزله الذي عاش فيه مع زوجته وأولادهم، واصغرهم يبلغ تسعة اشهر. وتم فتح اجراءات ضد 12 فردا من ابناء عائلته لإلغاء مكانة الاقامة التي يتمتعون بها في القدس. وهذا يعني طردهم من اسرائيل التي يعيشون فيها كسكان في القدس الشرقية. واذا لم يكف ذلك فقد تم الان تقديم دعوى ضد ارملته واولاده تطالبهم بدفع تعويضات بمبلغ ثمانية ملايين شيكل، حيث تم الادعاء بأن ورثة قنبر يجب ان يعوضوا الدولة عما دفعته وتعويض العائلات الثكلى التي قتل ابناؤها في العملية.
هذه الدعوى هي جزء من سلسلة الخطوات التي تم اتخاذها ضد عائلة قنبر، ولا يمكن النظر اليها بمعزل عنها: انها جزء من العقاب الجماعي لعائلات المخربين. وقد شمل العقاب الجماعي للفلسطينيين حتى الان، اغلاق البيوت وهدمها، وطرد العائلات. والان تريد الدولة اضافة دعاوى ضد العائلات.
العقاب الجماعي هو خطوة مرفوضة من اساسها، انه ليس قانونيا وليس اخلاقيا، واستخدامه ليس مشروعا، مثل كل مس متعمد بالأبرياء. العقاب الجماعي يوسع دائرة المنضمين الى دائرة الدم. لقد خلقت اسرائيل لنفسها حصانة امام مطالبتها بدفع تعويضات عن الإضرار التي تسببها للناس والممتلكات بسبب عمليات الجيش في المناطق، بادعاء ان المقصود عمليات حربية، لا يمكن المطالبة بتعويضات عنها. ولكن عندما يكون المقصود الفلسطينيين، تصبح كل الوسائل مشروعة في نظرها في محاربتها للإرهاب.
هذه الفجوة انعكست، هذا الأسبوع، في قرار المحكمة العليا، التي رفضت التماسا بهدم او اغلاق بيوت قتلة الفتى الفلسطيني محمد ابو خضير. لقد ادعى الملتمسون وجود تمييز بين اليهود والعرب، لكن المحكمة العليا رفضت الالتماس، ولكن انطلاقا من سبب غير صحيح: لقد حددت بأنه اذا اعتقد الجيش بأن هدم بيوت المخربين اليهود سيسهم في ردع منفذي العمليات اليهود، فسيكون عليه استخدام هذا الاجراء كما يستخدمه ضد المخربين العرب. لكن الحل للمس بحقوق الإنسان لا يكمن في خلق امكانية العقاب الجماعي ضد اليهود، ايضا، وانما بالتحديد بأن العقاب الجماعي مرفوض بشكل مطلق.
القوى العظمى تقسم سورية وتدفع حزب الله جانبا
يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" ان مؤتمر "الدول الضامنة" – روسيا، ايران وتركيا – الذي بدأ يوم الاربعاء في عاصمة كازخستان، استانة، لإجراء نقاش هو الخامس، حول اقامة "اربعة مناطق قليلة التصعيد" في سورية، انتهى من دون ان يحقق اتفاقا نهائيا. واتفقت الاطراف على الاجتماع مرة اخرى في الاسبوع الاول من آب. الا ان صورة السيطرة على هذه المناطق بدأت تتضح. وحسب ما يظهر من تقارير اولية فان روسيا وتركيا ستشرفان على منطقة شمال سورية، وايران وروسيا على المناطق التي ستقام في وسط البلاد، بينما ستشرف روسيا لوحدها على المنطقة الأمنية في الجنوب، التي تحاذي هضبة الجولان ومحافظة درعا التي تحاذي الحدود الاردنية.
بالنسبة لإسرائيل فان تقسيم المراقبة هذا ينطوي على مقياس معين من الاطمئنان. فروسيا، التي التزمت في شهر آذار امام اسرائيل بالاهتمام بعدم مرابطة قوات ايران وحزب الله على مقربة من الحدود، تمنح الا ضمانا عمليا لهذا الالتزام، خاصة بعد ان اهتمت اولا بضمان انسحاب غالبية قوات حزب الله من منطقة هضبة الجولان. خلال المؤتمر الذي عقد في استانة، في اذار الماضي، نوقشت بتوسع مكانة ودور حزب الله في الحرب السورية. وفي ضوء مطلب تركيا بطرد قوات حزب الله من الحدود الشمالية وابعادها عن منطقة الجنوب السوري، نقل حزب الله غالبية قواته الى منطقة جنوب – شرق سورية، لمساعدة النظام السوري في السيطرة على مثلث تنف، على الحدود السورية -الاردنية والعراقية، والتي تقام من حولها مواقع امريكية تهدف الى منع سيطرة الميليشيات الشيعية العراقية.
اسرائيل التي كانت ضالعة في النقاش الاخير الذي جرى بين الأردن وروسيا والولايات المتحدة حول ادارة المنطقة الأمنية الجنوبية، نجحت بالحصول على اتفاق بشأن اقامة منطقة "خالية من الايرانيين" أي من دون حزب الله وميليشيات شيعية في الجنوب، ولكنه لا يوجد حتى الان اتفاق حول حجم المنطقة وصلاحيات قوات المراقبة فيها. وطالبت اسرائيل بأن تكون المنطقة الأمنية على عمق 30 كلم الى الشرق من هضبة الجولان، بينما تدعم روسيا تقليص هذه المساحة.
بالنسبة لحزب الله فانه ليس فقط لا يتمتع بمكانة تمكنه من املاء تخطيط المناطق الامنة، وانما يخضع لتفاهمات سيتم التوصل اليها بين ايران وروسيا وبين روسيا وتركيا. يبدو ان دوره في سورية بات يتقلص، وكذلك الأمر بالنسبة للمناطق التي يمكنه مواصلة العمل فيها. وقد اسهم الانسحاب التدريجي واعادة انتشار قواته بإعادة قسم منها الى منطقة الحدود السورية اللبنانية، وهي المنطقة التي يمكن ان يحظى بالسيطرة عليها، لأنه من هناك لا يمكنه ازعاج الخطوات العسكرية والسياسية التي تخطط لها القوى العظمى.
والى ان يتم توضيح طابع عمله في غرب سورية، يحاول حزب الله تشكيل رافعة سياسية لسورية من خلال استغلال وجود اللاجئين السوريين في معسكرات اللاجئين في بلدة عرسال في شرق لبنان. ويدعي الاسد الذي يطمح الى اعتراف دولي بمكانته كجهة شرعية وحيدة في سورية، انه يمكن مفاوضته هو فقط حول مكانة اللاجئين السوريين وان على المواطنين السوريين العودة الى بيوتهم والمساعدة في الجهود الحربية ضد تنظيمات الارهاب. وفي ضوء المصاعب التي تواجهه في تجنيد المزيد من المحاربين الى الجيش يطلب الاسد من حزب الله تشجيع اللاجئين في لبنان على العودة الى بيوتهم ووعدهم بأنه لن يحصل لهم أي مكروه. وفي الاساس، ان لا يتم تجنيدهم للجيش ويضطرون الى المحاربة الى جانب قواته.
لكن اللاجئين سبق وتعلموا الدرس. فمن استجاب منهم "لدعوة" الأسد، وجد اوامر التجنيد في انتظاره.
وفي سبيل "تشجيعهم" على العودة الى سورية، قامت قوات حزب الله، وبشكل استثنائي، مع قوات من الجيش اللبناني، بمداهمة مخيمات اللاجئين قرب عرسال بادعاء البحث عن ارهابيين تسللوا الى المعسكرات، وقاموا بهدم خيام وبنى تحتية وضربوا وقتلوا سبعة اشخاص على الاقل. وفي الوقت نفسه تم التبليغ عن مقتل اربعة لاجئين سوريين خلال التحقيق معهم في اقبية الجيش اللبناني، "بسبب امراض مزمنة" حسب رواية الجيش، او بسبب التعذيب حسب رواية المعارضة السورية. واستمرارا للتنكيل المخطط بمعسكرات عرسال، سارع حزب الله الى عرض خدماته الجيدة في ادارة الاتصالات مع النظام السوري حول عودة اللاجئين الى موطنهم، وبذلك لا يتم فقط حل مشكلة اللاجئين الذين يعيشون في ظروف مهينة في لبنان، وانما يتم منح الاسد مكانة الشريك في المفاوضات بين لبنان وسورية.
لكن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري يعارض ذلك، وحدد بأن لبنان هو المسؤول الان عن اللاجئين المتواجدين على اراضيه، وانه لا ينوي نقل المواطنين الذين هربوا من جهنم السورية الى ايدي النظام الذي قاد الى هربهم وهدم بيوتهم. وحدد الحريري بأنه اذا كانت هناك جهة يجب ان تعالج مسألة اللاجئين فهي الامم المتحدة او المؤسسات الدولية وليس السفاح. ويعيش في لبنان حوالي 1.750.000 لاجئ سوري، من بينهم مئات الالاف على الحدود اللبنانية السورية.
لا خلاف على ان تواجد اللاجئين في لبنان يحمل الدولة ثقلا ماليا ضخما لا تغطيه كله المساعدات الدولية. وكان سيسر لبنان التخلص من هؤلاء اللاجئين – ولكن ليس بثمن منح مكانة سياسية للأسد. اضف الى ذلك ان الحريري يلتزم بتنسيق سياسته مع السعودية، سنده المالي والسياسي، ولذلك فانه لا يستطيع القيام بخطوة قد تفسر على منح مكانة للأسد وايران او حزب الله. والنتيجة هي ان ادارة مشكلة اللاجئين تحولت الى جزء لا يتجزأ من المواجهة السياسية الدولية التي تميز الحرب السورية.
لكن الصراع السياسي بين حزب الله والمعارضين له في الحكومة اللبنانية حول التخلص من اللاجئين ليس سوى تهديد ثانوي للخطر الذي يحلق فوق لبنان من جهة الإدارة الأمريكية. ففي المستقبل القريب من المتوقع ان يقرر الكونغرس الأمريكي فرض عقوبات أخرى وأشد صرامة من تلك التي فرضت على حزب الله في القانون الذي صادق عليه الكونغرس في كانون الاول عام 2015. ووفقا لمسودة القانون الجديد، يمكن للعقوبات أن تضر بعدد أكبر من المؤسسات المالية وشخصيات لبنانية مرتبطة بحزب الله، والأسوأ من ذلك، التسبب للبنوك في الولايات المتحدة بإنهاء تعاونها مع المصارف اللبنانية.
ونتيجة لذلك يمكن أن يتأثر تحويل الأموال الضخمة للمواطنين اللبنانيين من الخارج ويمكن للمستثمرين اللبنانيين والأجانب أن ينسحبوا من الاقتصاد اللبناني، والذي يخضع لأزمة اقتصادية مزمنة. وفي محاولة لتخفيف القرار الجديد غمرت وفود من السياسيين والمصرفيين ورجال الأعمال اللبنانيين واشنطن، ووفقا للتقارير فقد نجحوا بإقناع أعضاء الكونغرس بتليين مشروع القانون. والسؤال هو كم يمكن للقانون الامريكي وقف تدفق الأموال إلى التنظيم، الذي اعلن في وقت سابق انه لا يوجد لديه حسابات مصرفية في لبنان ولا يدير أمواله في القنال اللبناني.
لم تمنع العقوبات الحالية حتى دفع رواتب نواب ووزراء حزب الله في الحكومة من خزينة الدولة، وقد وافقت الحكومة الأمريكية في حينه على ترك المصارف اللبنانية تفصل بين العمل الرسمي للمنظمة كجزء من الحكومة اللبنانية وبين نشاطه التنظيمي، سواء كان مبادرا لمشاريع في لبنان او كتنظيم محارب.
المفارقة اللبنانية الامريكية هي أن حكومة الولايات المتحدة تواصل تمويل شراء الأسلحة للجيش اللبناني بقيمة 150 مليون دولار في الوقت الذي يواصل فيه هذا الجيش خدمة أهداف حزب الله، على الأقل على الحدود الشرقية للبنان، ويفرض عقوبات على لبنان عندما يتبين ان مصادر تمويل حزب الله تأتي بمعظمها من دول أمريكا الوسطى والجنوبية وكذلك من غرب أفريقيا، المعفية من العقوبات الامريكية. ويبدو أنه من المستحيل محاربة منظمة ارهابية تكون أيضا جزء من الحكومة الشرعية والبرلمان، وطالما كانت الحكومة اللبنانية تعتبر حزب الله جزء من النسيج السياسي والعسكري والاجتماعي للبلاد.
تدير الادارة الامريكية مكافحة مصادر التمويل الأجنبي للبنان بشكل مركز وتفصيلي، وليس من خلال الدول التي يعيش فيها أنصار حزب الله ويديرون فيها شبكة تمويل للمنظمة. هكذا، على سبيل المثال، تم في شهر آذار الماضي، اعتقال رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين، في المغرب، والذي تنتشر مصالحه المنوعة في عدة بلدان أفريقية، وهو مطلوب منذ سنوات من قبل الانتربول للاشتباه بغسل الأموال وتمويل أنشطة حزب الله. وقد أدى اعتقاله الى نشر عناوين صاخبة في الصحف اللبنانية، التي تحدثت عن " اعتقال وزير مالية حزب الله" أو "انهيار شبكة تمويل التنظيم".
في الشهر الماضي تم تسليم تاج الدين إلى الولايات المتحدة، وتم اغلاق بعض الشركات المملوكة له ولشقيقه في أنغولا، ولكن يبدو أنه قد يكون من المبالغة الحديث عن تجفيف الموارد المالية للمنظمة، طالما يمكن للمتعاونين معه استخدام الخدمات المصرفية في العديد من البلدان في العالم، وطالما أن الاتحاد الأوروبي يميز بين الجناح العسكري للتنظيم، الذي يعتبره منظمة إرهابية، وبين اجنحته السياسية والمدنية.
التخوف في الجيش الاسرائيلي: الولايات المتحدة ستكتفي بهزم داعش وتترك سورية للروس والايرانيين
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" انه من المشكوك فيه ما إذا كانت النتائج الفعلية للاجتماع ستتضح فورا، ولكن قمة ترامب - بوتين، المخطط لها اليوم (الجمعة) في هامبورغ، خلال مؤتمر G-20، قد تكون لها آثار بعيدة المدى على الساحة الدولية. ستكون هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها الرئيس الأمريكي مع الرجل الذي أعرب علنا عن الإعجاب به طوال الحملة الانتخابية. منذ ذلك الوقت، حدثت أمور كثيرة بالطبع - والآن يبدو أن السنة الأولى من ادارة ترامب، على الاقل، ستكون في ظل الشبهات بتدخل روسي في الانتخابات الأميركية.
خلال زيارة ترامب السابقة الى أوروبا، في أيار الماضي، في بروكسل، اذهل حلفاء الولايات المتحدة برفضه تبني المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي، التي تضمن الحماية لكل واحدة من الدول الأعضاء في الحلف، اذا تعرضت لهجوم. لكنه تراجع في وقت لاحق، تقريبا. لكن الأوروبيين لا يزالون ينظرون بقلق الى السلوك المضطرب للرئيس الأمريكي ونهجه المحموم وغير المتماسك في سلسلة من القضايا، من معالجة مخاطر الإرهاب الإسلامي في الغرب، وحتى الالتزام الهش الذي أظهره لبولندا وأوكرانيا ودول البلطيق، التي تعيش في ظل التهديد الروسي. هذه الأسئلة، جنبا إلى جنب مع تصاعد التوترات مع كوريا الشمالية، والتي اجرت، هذ الاسبوع، تجربة لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات، ستقف في مركز زيارة ترامب، التي تشمل المشاركة في مؤتمر آخر في بولندا.
عدم اليقين والقلق بشأن ترامب، يبدو واضحا في الشرق الأوسط، ايضا. والتخوف من ان الحكومة تعتزم الانسحاب الجزئي من المنطقة بعد الانتهاء من هزم تنظيم داعش (الدولة الاسلامية) في معركة الموصل في العراق والرقة في سورية، سمع هذا الأسبوع في القدس، كما ساد في الرياض والقاهرة. يمكن للولايات المتحدة ان تخلي الساحة وتترك الأمر للروس، والأسوأ من ذلك – للإيرانيين. الرسائل التي يبثها الرئيس ورجاله، ليست مشجعة. ووفقا لتقرير نشر في مجلة "فورين بوليسي"، فقد قال وزير الخارجية  ريكس تيلرسون، في الاسبوع الماضي، للأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش، ان مسألة ما سيحدث مع الرئيس السوري بشار الأسد، تنحصر في قرار الروس. وأضاف تيلرسون بأن الأولوية بالنسبة للولايات المتحدة تتلخص في هزم داعش.
قبل أسبوعين، زار اسرائيل بريت ماكغورك، المنسق الأمريكي لنشاط التحالف ضد داعش، وحضر مؤتمر هرتسليا. ومن هناك، ذهب الى سورية واخذ معه العديد من الصحفيين الأمريكيين. وفي سلسلة مثيرة من المقالات وصف المحلل العسكري البارز في صحيفة واشنطن بوست، ديفيد ايغنشيوس، تقدم القتال في مدينة الطبقة، غرب الرقة، التي تم تحريرها مؤخرا من أيدي داعش. ويسود الانطباع لدى ايغنشيوس بأن بالون داعش يفقد الهواء في سورية والعراق، حتى لو استغرق الأمر سنة اخرى من القتال الصعب حتى يتم طرد التنظيم من كل البؤر الرئيسية. وقد أوضح ماكغورك خلال الزيارة الخطط الأمريكية لتحقيق النصر على داعش، ومن ثم تقديم المساعدات المحدودة لإعادة انشاء البنية التحتية للمياه والكهرباء في المدن المحررة. وقال انه لا توجد لدى أمريكا نية لمحاولة إصلاح كل سورية.
ويكتب ايغنشيوس ان الميليشيات الكردية السورية قادرة على هزم داعش على الأرض، طالما حظيت بالدعم الجوي الأمريكي. لكن الثمن الكامن في ذلك هائل: لقد قام الجيش الأميركي في ايار بنقل نحو 500 مقاتل كردي بواسطة طائرات – مروحيات من طراز V-22 من فوق بحيرة الأسد لشن هجوم مفاجئ على داعش. وقتل نحو 300 مقاتل كردي واصيب نحو مئة جريح، لكن تلك الخطوة اسهمت في حسم المعركة على المدينة. ويتأثر الجيش الإسرائيلي من العدد الكبير من الضحايا، ومن الفترة الطويلة التي تستغرقها السيطرة على المساحات المحصنة والمبنية بشكل مكتظ. هذه نسب لم يتعود عليها الجمهور الإسرائيلي في القتال. وبالمناسبة، فان اسرائيل كانت مهتمة بشراء V-22 من الولايات المتحدة لكنها جمدت ذلك في نهاية المطاف، على الرغم من الأمريكيين قاموا بالفعل برسم العلم الأزرق والأبيض على الطائرات المخصصة للبيع لإسرائيل.
امس الاول (الاربعاء) قال رئيس الأركان غادي ايزنكوت، امام لجنة الخارجية والامن البرلمانية، أن استبعاد إيران والحد من تأثيرها على "الدائرة الأولى" حول إسرائيل يعتبر تحديا لا يقل أهمية عن هزيمة داعش، "بل ربما أكثر أهمية بالنسبة لإسرائيل." الارتياب الإسرائيلي يشير إلى احتمال أن تدخل إيران الى الفراغ الذي يخلفه الجيش الامريكي عند الحدود السورية – العراقية، وكذلك الى الوضع في جنوب سورية. وفي هذه المسألة تتواصل الاتصالات بين اسرائيل والأردن وروسيا والولايات المتحدة، حول توزيع مناطق المصالح والمناطق المنزوعة السلاح، التي ستحد من شدة القتال هناك.
وتحذر اسرائيل والاردن من خطر محاولة نظام الأسد، الذي استعاد مشاعر الثقة بالنفس، السيطرة على مناطق واسعة في الجنوب (ومن بينها الجانب السوري من الحدود في هضبة الجولان) والسماح بدخول قوات الحرس الثوري الايراني وحزب الله والميليشيات الشيعية الاخرى، رغم الوعد الروسي بإبعادها من منطقة الحدود.
في الأسابيع الأخيرة، مني حزب الله بعشرات القتلى في معارك مدينة درعا، بالقرب من الحدود الأردنية. وهناك أيضا تقارير غير رسمية عن وجود رجاله بالقرب من بلدة القنيطرة الجديدة، في شمال الجولان. على الرغم من أن الهضبة ليست أولوية بالنسبة للنظام، الا انه يبدو بأن الأسد يولي أهمية خاصة لتجديد سيطرته على المنطقة الواقعة على بعد 50 كلم فقط من ضواحي دمشق. وقد أدى اشتداد القتال بين النظام والمتمردين في مرتفعات الجولان الى حالات كثيرة من تسرب اطلاق النار الى اسرائيل.
جهد أخير في القاهرة
يوم الاحد الماضي سافر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى القاهرة، لعقد اجتماع عاجل مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وبدت هذه الرحلة كآخر محاولة من قبل أبو مازن لنسف الاتفاق الذي يحاك بين مصر وحكومة حماس في قطاع غزة، والتي يفترض أن يسمح بوجود رجال محمد دحلان على معبر رفح، مقابل توسيع كبير للحركة المدنية على المعبر.
المصريون، الذين فاجأوا محاوريهم الإسرائيليين بعزمهم وسرعة ترويج المبادرة الجديدة، يحاولون تحقيق عدة أهداف بضربة واحدة: تقريب حماس وفرض هيمنتهم، والحد من التأثير القطري في غزة، ومعاقبة عباس (الذي رفض مناشداتهم للمصالحة مع دحلان في أواخر العام الماضي ) ووضع دحلان في موقع انطلاق مستقبلي لخلافة عباس، كزعيم يسيطر على الضفة الغربية وقطاع غزة.
المصالحة المحدودة بين حماس ودحلان، إلى جانب تخفيف الحصار، تبدو الآن كهدف محتمل. لكن تحقيق معظم الأهداف الطموحة لمصر سيكون أكثر تعقيدا. حماس لن تتخلى بإرادتها عن السيطرة ولم تتغلب بعد على اشمئزازها من دحلان، الرجل الذي سحقها بقبضة حديدية بأمر من ياسر عرفات في نهاية التسعينيات، والمسؤول، ضمن أمور أخرى، عن اهانة زعيم حركة حماس الشيخ احمد ياسين (قوات الأمن الفلسطينية احتجزت الزعيم الأعمى وقامت بقص نصف لحيته).
وقال رمزي حامد، من قادة حماس في قطاع غزة، هذا الاسبوع، انه يشعر بالاشمئزاز بسبب الاتصالات مع رجال دحلان، وانه سيضطر بعد مصافحتهم الى "الركض لغسل يدي عدة مرات." ولكن، أضاف حامد، فانه لا يوجد لدى حماس أي مفر. لقد جرت بعض المحادثات مع دحلان مباشرة من قبل يحيى سنوار، الزعيم الجديد لحركة حماس في القطاع. لقد نشأ سنوار ودحلان معا في أزقة مخيم اللاجئين خانيونس. كما ان محمد ضيف، القيادي في حركة حماس الذي نجا من سلسلة محاولات اغتيال إسرائيلية، ولد في المخيم، لكنه اصغر منهما ببضع سنوات.
حماس تحتاج فعلا الى دحلان ومصر لتخفيف أزمة الكهرباء والماء. ولذلك فإنها على استعداد لابتلاع الضفادع التي رفضت هضمها في الماضي. وقد ازداد اعتماد المنظمة على مصر لأن قطر، الداعم الاقتصادي الرئيسي، تتعرض لهجوم سياسي واقتصادي واسع النطاق تقوده المملكة العربية السعودية. وتدرك إسرائيل، أيضا، الحاجة إلى تخفيف الضائقة في غزة. وقال ايزنكوت لأعضاء الكنيست، يوم الثلاثاء، ان ازمة الكهرباء أجبرت حماس على ادخال يدها الى جيبها ودفع - ثمانية ملايين شيكل - مقابل الوقود الذي تم نقله من مصر عبر سيناء. وكانت السلطة الفلسطينية هي التي تمول الكهرباء لغزة الى ما قبل فترة وجيزة، وادى قرار عباس وقف المدفوعات الى تعميق الأزمة.
ويعترف مسؤولو وزارة الأمن الإسرائيلية بأنه تم في وقت متأخر فقط التوصل الى تفاهم، كان ينبغي أن يكون واضحا حتى قبل عملية "الجرف الصامد" بشأن العلاقة الوثيقة بين الوضع الاقتصادي في قطاع غزة وإمكانية التصعيد العسكري. والى ما قبل التدخل المصري كان الوضع يوصف بالأكثر توترا منذ انتهاء الحرب في آب 2014.
ولذلك فان إسرائيل لا تتدخل في الخطوة المصرية، خاصة وانها تعرف بان الامر سيستغرق ثلاث سنوات على الأقل حتى يتم قطف ثمار ايجابية لكل مشروع للبنية التحتية الجديدة في غزة. ومع ذلك، فإن المخاطر مفهومة ايضا. أولا، دحلان هو على الارجح اكثر القادة الفلسطينيين الفاسدين (على الرغم من أنها منافسة قوية). ومن المرجح أن دمجه في السلطة سينمي بسرعة مقاومة داخلية في قطاع غزة. ثانيا، فتح المعبر برعاية مصرية يزيد من خطر تهريب الأسلحة والمتفجرات عبره. وكما علق بسخرية هذا الأسبوع، رجل أمن إسرائيلي غني الخبرة، فانه في حالة غزة لا توجد فرصة بأن تصاب الأسلحة بالصدأ، لأنه سيتم تهريبها في ناقلات السولار.
من هنا يمكن السقوط فقط
يكتب ناحوم برنياع، في "يديعوت أحرونوت" ان جيوتي ملهوترا هي محررة مسؤولة في الصحيفة الهندية “إنديان اكسبرس″، وهي شخصية مهنية رائعة: خبيرة، مطلعة وحكيمة. تعرفنا على بعضنا قبل بضع سنوات اثناء مهمة صحافية. وقد تطوعت لتعلمني رموز السياسة الهندية، وهكذا أصبحنا اصدقاء. وعشية زيارة رئيس الحكومة الهندية، نيريندا مودي، إلى البلاد تبادلنا الرسائل الالكترونية، وسألتها عن المكانة السياسية لمودي في الهند، وما الذي يبحث عنه في اسرائيل.
"مودي لا يزال الشخصية الاكثر شعبية في البيت”، أجابت، “لا أحد من السياسيين يحظى بالشعبية التي يحظى بها، وبالتأكيد ليس في حزب المؤتمر المعارض. الجميع يحملون مودي على أكتافهم ورؤوسهم".
"انه يسعى من خلال هذه الزيارة الى تحقيق الاعتراف بأنه ينتمي الى الجانب الجيد في محاربة الارهاب - أي في الصراع مع الباكستان. وهو يريد تقليدكم، أنتم الاسرائيليون، مثلا، عمل شيء يقابل ما فعلته اسرائيل عندما قررت ضم الجولان. لقد تحلت اسرائيل بالجرأة على عمل ذلك رغم انتقادات الغرب. وهو يطمح ايضا الى ادارة ظهره للانتقاد الدولي وعمل ما يشاء، لأنه قوي ودولته قوية.
"وبصياغة فظة، انه يريد أن يكون هنديا مع وقاحة يهودية” (الصحافية كتبت “جرأة يهودية”. الوقاحة هي اسهام مني).
لقد فاجأني ردها. فقد عرفت أن مودي هو رئيس حزب قومي هندي، يتعامل مع الـ 175 مليون مسلم في الهند ومع الجارة الاسلامية باكستان بطريقة مختلف عليها. ولم أكن أعرف أنه يخشى من الانتقاد الدولي ويحسد قادة اسرائيل على ثقتهم بأنفسهم.
وختمت الصحافية رسالتها الالكترونية بسؤال خاص بها: "لماذا يتحمس نتنياهو الى هذه الدرجة؟".
بعض الاسباب مفهومة ضمنا، أجبت. نتنياهو يريد ربط المال الهندي بالمعرفة التي تراكمت هنا في عدة مجالات، وبصادرات الصناعات الأمنية: من المهم له الاثبات لحكومات اوروبية، وأولا لجمهور ناخبيه في البيت، أن اسرائيل ليست معزولة في العالم. فأكثر من مليار هندي يحبوننا! وحبهم هذا ينفي الادعاء بأن نتنياهو يقصي العالم عن اسرائيل، وأن استمرار الاحتلال يضر بمكانتنا الدولية.
وهناك سبب آخر، كتبت لها، وهو أن نتنياهو على قناعة بأنه يجري في العالم بناء جبهة من الحكومات الدينية القومية اليمينية، يوحدها صراعها ضد الاسلام. الهند بقيادة مودي، واسرائيل بقيادة نتنياهو، هن شريكتان طبيعيتان وحليفتان؛ وبغض النظر عما سيحدث فانهلن يرمش لهما جفن. حكومات مثل حكومات بولندا وهنغاريا واحزاب في شرق وغرب اوروبا تنتهج نفس الطريق، احيانا مع اضافة زينة لاسامية، وبالطبع الولايات المتحدة بقيادة ترامب، رغم أنه يصعب معرفة إلى أين سيتدحرج ترامب.
"أنا وأنت سنغير العالم"، قال نتنياهو لمودي أول أمس. وهذه لم تكن لفتة حسنة لأريك آينشتاين، بل هي خطة سياسية.
انهم يريدون يافا
"مصدر أول" هي صحيفة يمينية دينية، ينتمي جمهورها إلى اصحاب القلنسوة المنسوجة في المستوطنات. في يوم الثلاثاء ألقى نتنياهو خطابا في مؤتمرها. "بين الفينة والاخرى أسمع أن هدف الصحيفة هو تعزيز مكانتي من اليمين"، قال، "وأنا أقول لكم أنه لا حاجة الى ذلك. أولا أنا يميني، وثانيا أنا قوي".
مصطلح اليمين الذي يحظى حاليا بفترة من المد، في اسرائيل وفي العالم، يحتاج الى التعديل. الرد على مصطلح "يميني" في اللغز، يتألف من حرفين (باللغة العبرية)، "صقر". هذا خطأ. فالصقر هو من يؤيد استخدام القوة العسكرية في حالات المواجهة، وأكثر قائد صقري كان في اسرائيل هو شمعون بيرس. اما اليميني فهو شيء مختلف كليا.
ثيودور روزفلت، الذي كان رئيسا للولايات المتحدة في بداية القرن الماضي، اعتبر صقرا واضحا. والنصيحة التي قدمها لمن جاءوا بعده، دخلت التاريخ: "خذ عصا كبيرة وتحدث بليونة". هذه النصيحة العلمية لم تعد تهم قادة اليمين. فهم يفضلون حمل عصا صغيرة والصراخ بشدة. ترامب يعتبر مثالا لذلك: “لقد هدد ايران بكل لهجة، لكنه خرق وعده بإلغاء الاتفاق النووي؛ كما هدد الصين لكنه تراجع؛ وبشكل خاص، اطلق عدة تصريحات متشددة ومتعجرفة تجاه كيم جونغ أون، ديكتاتور كوريا الشمالية. وعندما فهموا في بيونغ يانغ أنه ليست هناك نية حقيقية من وراء هذه التصريحات، بدأت الصواريخ تتطاير.
نتنياهو يتمتع بتجربة أكثر من ترامب في هذه اللعبة. انه يفهم بأن الشعب لا يريد الحروب – بل يريد خطابا حربيا. والدرس واضح: لا تثر الحروب- أثر اللهجة. امنحهم عدوا يخافون منه؛ امنحهم توترا أمنيا دائما؛ واحذر من منحهم جنازات عسكرية.
انه يصف أبو مازن في خطاباته بأنه عدو للشعب اليهودي، هتلر جديد تقريبا. وفي الواقع فان حكومته تتعاون مع أبو مازن في المجال الاكثر حساسية، الأمن، كل نهار وكل ليل. هذا الأسبوع، التقى نتنياهو مع عضو كنيست يساري سابق. وحاول أن يكون لطيفا معه. "نحن نفعل الآن الكثير من اجل عرب اسرائيل"، قال له. "وماذا عن الفلسطينيين؟"، سأله محاوره، فهمس نتنياهو بطريقة تظهر وكأنه يشاركه السر، بصفته يعرف ما الذي يقوله الفلسطينيون لبعضهم في الغرف المغلقة، "إنهم يريدون يافا"، قال.
كل شيء يسير الآن حسب رغبته، مثل احجار النرد. قبل سنوات حذر الخبراء من أن الهجرة الاسلامية الى اوروبا الغربية ستترجم في صناديق الاقتراع وستبعد الحكومات عن اسرائيل. لكن ما حدث هو العكس. فالهجرة الاسلامية تعتبر تهديدا للأمن الشخصي وللإرث الثقافي الديني لأوروبا. وقد حظيت اسرائيل بالتقدير كدولة مستقرة، قوية وجزيرة آمنة في قلب منطقة اسلامية جامحة وخطيرة. الصور الفظيعة التي تصل من سورية والعراق دفعت المشكلة الفلسطينية الى هامش جدول العمل. والتجربة التي راكمتها اسرائيل في صراعها ضد الارهاب باتت تهم حكومات اوروبا أكثر من موبقات الاحتلال؛ ابتكارات صناعة الهاي تيك تهمهم أكثر من توسيع المستوطنات، ولن نتحدث عن امريكا بقيادة ترامب.
هذه فترة جيدة لدولة اسرائيل، وممتازة بالنسبة لنتنياهو.
يوم أمس (الخميس) تصور نتنياهو مع مودي على شاطئ البحر قرب جبعات أولغا. وفي الصورة التي اختارها مكتب رئيس الحكومة، يظهر كلاهما وهما يقفان على شاطئ البحر والماء يداعب اطراف سرواليهما. نتنياهو يتحدث ومودي يستمع. وفي صورة اخرى ظهر نتنياهو وهو يقود السيارة ومودي يجلس الى جانبه بشكل مطيع، كالطالب الذي يجلس الى جانب حاخامه.
اذا كان كل شيء جيدا، فلماذا يفزع نتنياهو الى هذه الدرجة؟ لماذا يخضع لكل تهديد فارغ من قبل هذا الشريك الائتلافي أو ذاك، كما لو انه محموم؟ لماذا تهمه السيطرة على قناة تلفزيون نائية اكثر من أي قضية اخرى مطروحة على الجدول؟ لماذا ينجر وراء كل تصريح مستفز يصدر عن بينت؟ ما هي الفائدة التي يجنيها من دفع مشاريع قوانين معايدة للديموقراطية، والتي تثير قسما كبيرا من الجمهور، بما في ذلك في اوساط جمهوره؟ لماذا يبدو غريب الأطوار جدا، وقلق جدا، ومحموم جدا؟
التحقيق معه في الشرطة هو التفسير، طبعا، وكذلك الشعور بالتعب ايضا، وربما، أيضا ضاق ذرعا لوجود عائلته البارز في حياتنا. لكن هذا ليس كافيا.
البقاء لفترة طويلة على قمة الهرم، والنظر الى المنظر الطبيعي في الأسفل، قد يسبب الدوار. من هذا المكان يمكن السقوط فقط. نتنياهو يتواجد في رئاسة الحكومة منذ 12 سنة، اربع سنوات خلال الولاية الاولى، وثماني سنوات في الولاية الثانية. لقد وصل الى نقطة يستطيع فيها هو وحده اسقاط نفسه. لا غباي ولا بيرتس ولا لبيد. نتنياهو لوحده. وهذا ما يسميه اليونانيون "الغطرسة".
مقسمة الى أبد الآبدين
تكتب سيما كدمون، في "يديعوت أحرونوت" ان اللجنة الوزارية لشؤون القانون، ناقشت يوم الاحد الماضي، مبادرة الوزير نفتالي بينت لترسيخ قانون أساس: القدس، الذي يحدد بأنه لا يمكن التنازل عن مناطق في القدس إلا بموافقة غالبية تضم 80 نائبا على الأقل. لقد تم تقديم مشروع قانون كهذا في 2007 من قبل النائب جدعون ساعر، ووقعه رئيس الحكومة نتنياهو، ورئيس الكنيست ادلشتين، والوزراء (حاليا) غلعاد اردان ويوفال شطاينتس وزئيف الكين وموشيه كحلون. لكنه لم يتم دفع ذلك القانون، وقبل عدة أسابيع استيقظ بينت – ربما ردا على قانون القومية الذي يدفعه نتنياهو – وسعى الى تمرير القانون وسط اجراءات سريعة.
لكنه خلال النقاش، طلب الكين، وزير شؤون القدس، بأن تكون الصيغة النهائية خاضعة لموافقته. ووقع اضطراب الهي. واجرت رئيسة اللجنة، اييلت شكيد، اتصالا هاتفيا مع بينت، والذي أصر على طرح مشروعه للتصويت حتى وان عارضه الليكود.
وصرخ وزراء الليكود: سنصوت على القانون شريطة ان يتم بالاتفاق معنا. واستخدم سكرتير الحكومة، تساحي برافرمان، حق النقض الذي يملكه رئيس الحكومة واوقف النقاش. وهكذا تولدت حملة قصيرة،  قادها رئيس البيت اليهود بينت، اظهرت وكأن الليكود يعارض القانون، لأن نتنياهو يريد اجراء مفاوضات على القدس. لا حاجة للإشارة الى فشل هذه الحملة. ما العمل، يصعب اقناع الجمهور بأن الكين سيقسم القدس. وفي اليوم نفسه، اتصل بينت بألكين وتقرر الجلوس والتوصل الى صيغة متفق عليها.
هذه القصة تظهر مدى حجم التوتر بين الليكود والبيت اليهودي. بينت يبحث بكل الطرق عن التمييز بينه وبين الليكود في اليمين وخلق صدام، وكل حادث يمكن حله خلال خمس دقائق، يتحول الى صراع هائل.
هذا الأمر لا ينتهي. خروج هرتسوغ من اللعبة في حزب العمل يزيل عن الطاولة خيار انضمام المعسكر الصهيوني الى الحكومة. فبيرتس وغباي لا ينويان الانضمام اليها. ويفهم نتنياهو ان المبنى الائتلافي كما هو الان – هو ما يتوفر. انه لا يستطيع التخلي عن أي مركب من مركباته. لا عن البيت اليهودي، ولا عن كلنا، وبالتأكيد ليس عن المتدينين. كما يفهم الشركاء ذلك، وخلال الأشهر القريبة سنرى ما الذي يجيدون عمله اكثر من غيره: الابتزاز.
على مسافة محادثة هاتفية من القنيطرة
يكتب امنون لورد، في "يسرائيل هيوم" انه تسود في اسرائيل تقديرات تتحدث عن افق انتهاء الحرب الاهلية في سورية. ولكن الطريق نحو انهاء الحرب مرصوفة بالمخاطر. ويحتمل أن يكون سبب كثرة الحوادث على حدود هضبة الجولان في الآونة الاخيرة، هو جزء من هذه العملية. ولكن التقدير السائد في الجيش الاسرائيلي هو أن هذا يبدو اسوأ مما هو عليه فعلا.
هذا كله يسمح لرئيس الاركان غادي ايزنكوت بتحقيق مفاهيمه التي تختلف عن مفاهيم رؤساء الاركان السابقين. والحديث عن تزمته في موضوع "تحقيق السيادة" الاسرائيلية. ويعيش ايزنكوت صدمة فقدان السيادة الاسرائيلية على حدود لبنان في السنوات التي سبقت حرب لبنان الثانية، التي سيمر في الاسبوع القادم 11 سنة على نشوبها. ولذلك، في هضبة الجولان كما في لبنان، لا يوجد الان سنتيمتر واحد من الاراضي الاسرائيلية التي يتواجد عليها الجيش الاسرائيلي، وبناء عليه فانه يعاقب كل من يخرق قواعد السيادة الاسرائيلية. وهذا يشمل ردود فعل اشد ضخامة في غزة مما كان متبعا في الماضي، خلافا للمقولات عديمة المسؤولية التي تصدر عن وزراء في اليمين.
 "لا يوجد شيء اسمه عدم تطبيق السيادة حتى النهاية"، يقول مسؤولون كبار في الجيش الاسرائيلي. فالصراع على تصميم الواقع في سورية، في اليوم التالي، ابتدأ، وهذا واضح في القتال بوتيرة عالية حول القنيطرة الجديدة. ولكن الجيش الاسرائيلي لا يرى في تسخين الاوضاع محفزا لاشتعال المواجهة. ويكرر وزير الأمن افيغدور ليبرمان تصريحات بهذه الروح بشكل كبير في الآونة الاخيرة.
ويتضح بأنه تم استيعاب مصطلح "تطبيق السيادة" في محيط اسرائيل. ويقول مسؤول سابق في جهاز الامن ان "هذا هو المصطلح المطروح حاليا على الطاولة. ما المعنى؟ فرقة ايرانية ترابط على مسافة كيلو متر من الحدود – يعني انها دخلت الى سيادتنا؟ يوجد ضغط اسرائيلي كبير في موضوع أين ترابط وأين لا ترابط القوات الايرانية. والمطلوب هنا مرونة في استخدام المصطلحات".
ويدعي المسؤول بان الجمهور غير واع للمفاهيم التي توجه دولة اسرائيل في موضوع التواجد الايراني والروسي في سورية. حاليا، فان لقاءات الترتيبات بين الولايات المتحدة وروسيا في الموضوع السوري لا تسفر عن أي تقدم. ويمكن للاتفاقات وحدها بين القوتين العظميين ان تقود حقا الى انهاء الحرب الاهلية. ويصل مستوى التنسيق والتفاهم بين اسرائيل وروسيا الى اتصال هاتفي مباشر بين قاعدة سلاح الجو الاسرائيلي وقاعدة سلاح الجو الروسي.
مصير الاقليم السوري ستحدده الاحتلالات والسيطرة على الارض، والدليل على ذلك، الرواق الذي تحاول ايران تثبيته في الطريق الى شواطئ البحر المتوسط. ولكن الجيش الاسرائيلي لا يرى بعد التواصل الاقليمي للقوس الشيعي، وانما يلاحظ مناطق ملونة كثيرة تفصل بين اجزائه. وفي كل الاحوال هناك تطورات تبدو أكثر خطورة – مثل قصة مصنع السلاح الذي ترغب ايران بإقامته في لبنان – والذي يدل عمليا على فشل الايرانيين وشركائهم من منظمة حزب الله. لماذا يعد هذا فشلا؟ لأنه اذا كان قاسم سليماني يريد انشاء مصنع لإنتاج السلاح الذي يكسر التوازن على ارض لبنان، فهذا دليل على أن الطرق لنقل السلاح عبر سورية سدت في وجهه.
في الجيش الاسرائيلي يؤمنون بان تعزيز الردع امام حزب الله ينجح اليوم جيدا – مع قليل من المساعدة من الحرب الاهلية في سورية. ففي الشهر الماضي، فقط، قتل في سورية اكثر من 50 مقاتلا من حزب الله، وفي المجمل العام، تم في السنوات الاخيرة تسجيل سقوط نحو 1.800 قتيل للمنظمة. وهذا المعطى لا يشجع نصرالله على اشعال معركة ثالثة في لبنان ضد اسرائيل، ولكن هناك عاملا آخر اصبح رادعا – وهو التغيير الحقيقي في مستوى الاستخبارات التي طورتها اسرائيل امام حزب الله.
تملك اسرائيل اليوم صورة استخبارية غير مسبوقة عن لبنان. ويقولون في الجيش الاسرائيلي انه "لو كان نصرالله يعرف ما نعرفه عنه، فانه سيتخلى عن نوايا الحرب في المستقبل". وبما ان نصرالله يفهم هذا، او على الاقل يتواجد في حالة غموض بالنسبة لحضور اسرائيل الاستخباري، فانه يكتفي في هذه الاثناء بالتبجح اللفظي وبإرسال المقاتلين المقنعين كمدنيين الى جنوب الليطاني.
استراتيجية من هو اليهودي
عوزي اراد، ورئيس الموساد السابق افرايم هليفي، والبروفيسور زئيف تدمور – رئيس معهد التخنيون سابقا – هم جزء من طاقم خبراء يعمل على اعداد وثيقة خاصة ليناقشها الجمهور، والتي يتم تعريفها كـ"استراتيجية عليا لدولة اسرائيل". ويرى الطاقم مشكلة في عدم مناقشة الجمهور لعودة روسيا الى المنطقة وعلاقات اسرائيل معها.
ويقول افرايم هليفي ان "روسيا تظهر بشكل متزايد على الشاشة كجزء من الشرق الاوسط". انها لم تعد قوة عظمى تشتري لنفسها الشركاء والحلفاء في المنطقة كما عرفنا ذلك في فترة الحرب الباردة؛ لقد حولت روسيا نفسها بكل بساطة الى جزء من القوى المركبة للمنطقة، طبعا من خلال استغلال الفراغ الذي خلفه انهيار دول عربية هامة.
ويعكس طاقم الخبراء شعورا معينا من التفوق، ومفهوم بأن الروس يتواجدون الان "في الجانب الصحيح من التاريخ"، اذا استخدمنا اللهجة التي كان يحبها الرئيس براك اوباما. وقال مسؤول روسي رفيع، مقرب من بوتين، وزار اسرائيل مؤخرا، ان "الديموقراطية تتراجع". وربما الأخطر من ذلك ان الدول والقوى العظمى التي تتبع النهج الديموقراطي تواجه ازمة تضعفها وتحبط جزء من قدراتها. ويرى المسؤول الرفيع امام ناظريه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ومقابلها روسيا نفسها، والصين ودول متزمتة وخطيرة اخرى مثل ايران وكوريا الشمالية.
اين تقع اسرائيل في هذه المعادلة؟ قسم من وثيقة الاستراتيجية العليا يتعامل تماما مع هذا السؤال. احد الامثلة التي يعرضها كتاب الوثيقة هو لشخص "يتمتع بتجربة غنية في الموضوع النووي – وحسب رأيه فان ازعاج سلطة القانون في البلاد يسحق امن الدولة اكثر من التهديد الخارجي". وبكلمات اخرى، اوضح اراد وهليفي وتدمور لي: ان الضعف في البيت في مجال الحكم وفي مجال الدين والدولة، والتدهور في مستوى التعليم والثقافة – كل هذه هي مسببات لها تأثير استراتيجي على قدرة اسرائيل في المستقبل، على مواجهة المخاطر الواضحة من الخارج.
هناك سؤال يمكن النقاش حوله: هل تعتبر ديناميكية اسرائيل ايجابية ام سلبية. حقيقة كتابة وثيقة الاستراتيجية هي نتاج الشعور بالقلق الذي ساور بعض اعضاء لجنة التقرير، الى حد ان صياغة مفاهيم بشأن اقتصاد اسرائيل، الذي يعتبره اصحاب الوثيقة متوسطا، يعتبر مسالة مختلف عليها. الاقتصاد الذي ينمو في السنوات الأخيرة بوتيرة تتراوح بين 4 و4.5% مع نسبة تشغيل شبه كاملة، هو ليس انجازا متوسطا.
الناتج القومي الخام للفرد الواحد في اسرائيل، والذي كان متخلفا جدا مقارنة بالدول الاوروبية – وحتى مقابل ايطاليا – قبل 35 سنة، بل حتى قبل ثماني سنوات، يقترب اليوم من الناتج القومي الخام للفرد في المانيا. اسرائيل تصل الى حوالي 37 الف دولار مقابل حوالي 42 الف دولار في المانيا، وتتساوى تقريبا مع فرنسا. وتم تسجيل هذا التطور في الأساس منذ عام 2009، عندما توقفت الكثير من الاقتصادات النامية، او تقلصت في اعقاب الازمة الاقتصادية العالمية، بينما اظهر الاقتصاد الاسرائيلي صموده غير العادي امام العاصفة المالية وعاد بسرعة الى النمو.
ولكن كتاب التقرير يشيرون الى معايير انخفاض الجودة، خاصة تراجع اسرائيل في تدريج الابتكارات. والامر البارز والمقلق: الحرية الاقتصادية والتعامل الودي مع صناعة الاعمال في اسرائيل، فهنا تم تسجيل تدهور من المرتبة الـ26 في العام في 2010 الى المكان الـ53 حاليا.
الضربتان الاخيرتان المتعلقتان بالهوية اليهودية وتعامل اسرائيل مع يهود امريكا، يجسدان المشكلة الاستراتيجية الوجودية في الداخل. ويقول هليفي: "اذا اردت غالبية يهودية في البلاد لا يمكنك تجاهل سؤال: من هو اليهودي؟ لا يمكن لك عمل مثل هذا التقسيم لليهود والذي سيحولنا الى اقلية في نهاية الأمر. هذا يحتم استراتيجية وحسم. هذا يقول ان موضوع التهود هو ليس مسألة للحسم الديني وانما الحسم القومي". هذا ما يجب ان تفعله الحكومة. الحاخامية لم ترتق الى عظمة الحاخامات بعد الكارثة، الذين، حسب ما يقوله هليفي "وجدوا حلولا لمن لم يستطع لسبب ما اخراج وثيقة من برغن بلزين تثبت من كانت جدته التي تم احراقها مع وثائقها".
هذه الوثيقة الهامة، والنادرة في مجتمعنا، بدأت تتغلغل في القيادة الادارية في المكاتب الحكومية. ومن دون حاجة الى اتخاذ قرارات، حسب الوثيقة، يجب على الوزراء والهيئات الادارية دراسة الاستراتيجية العليا وتنظيم منتديات حولها. يجب على كل موظف، مدير ومستشار قانوني سؤال نفسه، كيف سيتبرع لتصحيح السلوك الاعرج للإدارة والسلطة في اسرائيل، وكيف يمكنه ورفاقه اختراق السد في الجهاز الحكومي من اجل تحقيق انقلاب في عدة اتجاهات سلبية تؤثر على قوة اسرائيل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالأحد 09 يوليو 2017, 6:49 am

08.07.2017


مقالات وتقارير
لا تعاقبوا العائلات
تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان فادي قنبر قتل اربعة جنود في عملية دهس وقُتل بنفسه بنيران الجنود والمدنيين. وفيما يلي الطرق التي عوقبت فيها اسرته حتى الان: لقد تم اغلاق منزله الذي عاش فيه مع زوجته وأولادهم، واصغرهم يبلغ تسعة اشهر. وتم فتح اجراءات ضد 12 فردا من ابناء عائلته لإلغاء مكانة الاقامة التي يتمتعون بها في القدس. وهذا يعني طردهم من اسرائيل التي يعيشون فيها كسكان في القدس الشرقية. واذا لم يكف ذلك فقد تم الان تقديم دعوى ضد ارملته واولاده تطالبهم بدفع تعويضات بمبلغ ثمانية ملايين شيكل، حيث تم الادعاء بأن ورثة قنبر يجب ان يعوضوا الدولة عما دفعته وتعويض العائلات الثكلى التي قتل ابناؤها في العملية.
هذه الدعوى هي جزء من سلسلة الخطوات التي تم اتخاذها ضد عائلة قنبر، ولا يمكن النظر اليها بمعزل عنها: انها جزء من العقاب الجماعي لعائلات المخربين. وقد شمل العقاب الجماعي للفلسطينيين حتى الان، اغلاق البيوت وهدمها، وطرد العائلات. والان تريد الدولة اضافة دعاوى ضد العائلات.
العقاب الجماعي هو خطوة مرفوضة من اساسها، انه ليس قانونيا وليس اخلاقيا، واستخدامه ليس مشروعا، مثل كل مس متعمد بالأبرياء. العقاب الجماعي يوسع دائرة المنضمين الى دائرة الدم. لقد خلقت اسرائيل لنفسها حصانة امام مطالبتها بدفع تعويضات عن الإضرار التي تسببها للناس والممتلكات بسبب عمليات الجيش في المناطق، بادعاء ان المقصود عمليات حربية، لا يمكن المطالبة بتعويضات عنها. ولكن عندما يكون المقصود الفلسطينيين، تصبح كل الوسائل مشروعة في نظرها في محاربتها للإرهاب.
هذه الفجوة انعكست، هذا الأسبوع، في قرار المحكمة العليا، التي رفضت التماسا بهدم او اغلاق بيوت قتلة الفتى الفلسطيني محمد ابو خضير. لقد ادعى الملتمسون وجود تمييز بين اليهود والعرب، لكن المحكمة العليا رفضت الالتماس، ولكن انطلاقا من سبب غير صحيح: لقد حددت بأنه اذا اعتقد الجيش بأن هدم بيوت المخربين اليهود سيسهم في ردع منفذي العمليات اليهود، فسيكون عليه استخدام هذا الاجراء كما يستخدمه ضد المخربين العرب. لكن الحل للمس بحقوق الإنسان لا يكمن في خلق امكانية العقاب الجماعي ضد اليهود، ايضا، وانما بالتحديد بأن العقاب الجماعي مرفوض بشكل مطلق.
القوى العظمى تقسم سورية وتدفع حزب الله جانبا
يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" ان مؤتمر "الدول الضامنة" – روسيا، ايران وتركيا – الذي بدأ يوم الاربعاء في عاصمة كازخستان، استانة، لإجراء نقاش هو الخامس، حول اقامة "اربعة مناطق قليلة التصعيد" في سورية، انتهى من دون ان يحقق اتفاقا نهائيا. واتفقت الاطراف على الاجتماع مرة اخرى في الاسبوع الاول من آب. الا ان صورة السيطرة على هذه المناطق بدأت تتضح. وحسب ما يظهر من تقارير اولية فان روسيا وتركيا ستشرفان على منطقة شمال سورية، وايران وروسيا على المناطق التي ستقام في وسط البلاد، بينما ستشرف روسيا لوحدها على المنطقة الأمنية في الجنوب، التي تحاذي هضبة الجولان ومحافظة درعا التي تحاذي الحدود الاردنية.
بالنسبة لإسرائيل فان تقسيم المراقبة هذا ينطوي على مقياس معين من الاطمئنان. فروسيا، التي التزمت في شهر آذار امام اسرائيل بالاهتمام بعدم مرابطة قوات ايران وحزب الله على مقربة من الحدود، تمنح الا ضمانا عمليا لهذا الالتزام، خاصة بعد ان اهتمت اولا بضمان انسحاب غالبية قوات حزب الله من منطقة هضبة الجولان. خلال المؤتمر الذي عقد في استانة، في اذار الماضي، نوقشت بتوسع مكانة ودور حزب الله في الحرب السورية. وفي ضوء مطلب تركيا بطرد قوات حزب الله من الحدود الشمالية وابعادها عن منطقة الجنوب السوري، نقل حزب الله غالبية قواته الى منطقة جنوب – شرق سورية، لمساعدة النظام السوري في السيطرة على مثلث تنف، على الحدود السورية -الاردنية والعراقية، والتي تقام من حولها مواقع امريكية تهدف الى منع سيطرة الميليشيات الشيعية العراقية.
اسرائيل التي كانت ضالعة في النقاش الاخير الذي جرى بين الأردن وروسيا والولايات المتحدة حول ادارة المنطقة الأمنية الجنوبية، نجحت بالحصول على اتفاق بشأن اقامة منطقة "خالية من الايرانيين" أي من دون حزب الله وميليشيات شيعية في الجنوب، ولكنه لا يوجد حتى الان اتفاق حول حجم المنطقة وصلاحيات قوات المراقبة فيها. وطالبت اسرائيل بأن تكون المنطقة الأمنية على عمق 30 كلم الى الشرق من هضبة الجولان، بينما تدعم روسيا تقليص هذه المساحة.
بالنسبة لحزب الله فانه ليس فقط لا يتمتع بمكانة تمكنه من املاء تخطيط المناطق الامنة، وانما يخضع لتفاهمات سيتم التوصل اليها بين ايران وروسيا وبين روسيا وتركيا. يبدو ان دوره في سورية بات يتقلص، وكذلك الأمر بالنسبة للمناطق التي يمكنه مواصلة العمل فيها. وقد اسهم الانسحاب التدريجي واعادة انتشار قواته بإعادة قسم منها الى منطقة الحدود السورية اللبنانية، وهي المنطقة التي يمكن ان يحظى بالسيطرة عليها، لأنه من هناك لا يمكنه ازعاج الخطوات العسكرية والسياسية التي تخطط لها القوى العظمى.
والى ان يتم توضيح طابع عمله في غرب سورية، يحاول حزب الله تشكيل رافعة سياسية لسورية من خلال استغلال وجود اللاجئين السوريين في معسكرات اللاجئين في بلدة عرسال في شرق لبنان. ويدعي الاسد الذي يطمح الى اعتراف دولي بمكانته كجهة شرعية وحيدة في سورية، انه يمكن مفاوضته هو فقط حول مكانة اللاجئين السوريين وان على المواطنين السوريين العودة الى بيوتهم والمساعدة في الجهود الحربية ضد تنظيمات الارهاب. وفي ضوء المصاعب التي تواجهه في تجنيد المزيد من المحاربين الى الجيش يطلب الاسد من حزب الله تشجيع اللاجئين في لبنان على العودة الى بيوتهم ووعدهم بأنه لن يحصل لهم أي مكروه. وفي الاساس، ان لا يتم تجنيدهم للجيش ويضطرون الى المحاربة الى جانب قواته.
لكن اللاجئين سبق وتعلموا الدرس. فمن استجاب منهم "لدعوة" الأسد، وجد اوامر التجنيد في انتظاره.
وفي سبيل "تشجيعهم" على العودة الى سورية، قامت قوات حزب الله، وبشكل استثنائي، مع قوات من الجيش اللبناني، بمداهمة مخيمات اللاجئين قرب عرسال بادعاء البحث عن ارهابيين تسللوا الى المعسكرات، وقاموا بهدم خيام وبنى تحتية وضربوا وقتلوا سبعة اشخاص على الاقل. وفي الوقت نفسه تم التبليغ عن مقتل اربعة لاجئين سوريين خلال التحقيق معهم في اقبية الجيش اللبناني، "بسبب امراض مزمنة" حسب رواية الجيش، او بسبب التعذيب حسب رواية المعارضة السورية. واستمرارا للتنكيل المخطط بمعسكرات عرسال، سارع حزب الله الى عرض خدماته الجيدة في ادارة الاتصالات مع النظام السوري حول عودة اللاجئين الى موطنهم، وبذلك لا يتم فقط حل مشكلة اللاجئين الذين يعيشون في ظروف مهينة في لبنان، وانما يتم منح الاسد مكانة الشريك في المفاوضات بين لبنان وسورية.
لكن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري يعارض ذلك، وحدد بأن لبنان هو المسؤول الان عن اللاجئين المتواجدين على اراضيه، وانه لا ينوي نقل المواطنين الذين هربوا من جهنم السورية الى ايدي النظام الذي قاد الى هربهم وهدم بيوتهم. وحدد الحريري بأنه اذا كانت هناك جهة يجب ان تعالج مسألة اللاجئين فهي الامم المتحدة او المؤسسات الدولية وليس السفاح. ويعيش في لبنان حوالي 1.750.000 لاجئ سوري، من بينهم مئات الالاف على الحدود اللبنانية السورية.
لا خلاف على ان تواجد اللاجئين في لبنان يحمل الدولة ثقلا ماليا ضخما لا تغطيه كله المساعدات الدولية. وكان سيسر لبنان التخلص من هؤلاء اللاجئين – ولكن ليس بثمن منح مكانة سياسية للأسد. اضف الى ذلك ان الحريري يلتزم بتنسيق سياسته مع السعودية، سنده المالي والسياسي، ولذلك فانه لا يستطيع القيام بخطوة قد تفسر على منح مكانة للأسد وايران او حزب الله. والنتيجة هي ان ادارة مشكلة اللاجئين تحولت الى جزء لا يتجزأ من المواجهة السياسية الدولية التي تميز الحرب السورية.
لكن الصراع السياسي بين حزب الله والمعارضين له في الحكومة اللبنانية حول التخلص من اللاجئين ليس سوى تهديد ثانوي للخطر الذي يحلق فوق لبنان من جهة الإدارة الأمريكية. ففي المستقبل القريب من المتوقع ان يقرر الكونغرس الأمريكي فرض عقوبات أخرى وأشد صرامة من تلك التي فرضت على حزب الله في القانون الذي صادق عليه الكونغرس في كانون الاول عام 2015. ووفقا لمسودة القانون الجديد، يمكن للعقوبات أن تضر بعدد أكبر من المؤسسات المالية وشخصيات لبنانية مرتبطة بحزب الله، والأسوأ من ذلك، التسبب للبنوك في الولايات المتحدة بإنهاء تعاونها مع المصارف اللبنانية.
ونتيجة لذلك يمكن أن يتأثر تحويل الأموال الضخمة للمواطنين اللبنانيين من الخارج ويمكن للمستثمرين اللبنانيين والأجانب أن ينسحبوا من الاقتصاد اللبناني، والذي يخضع لأزمة اقتصادية مزمنة. وفي محاولة لتخفيف القرار الجديد غمرت وفود من السياسيين والمصرفيين ورجال الأعمال اللبنانيين واشنطن، ووفقا للتقارير فقد نجحوا بإقناع أعضاء الكونغرس بتليين مشروع القانون. والسؤال هو كم يمكن للقانون الامريكي وقف تدفق الأموال إلى التنظيم، الذي اعلن في وقت سابق انه لا يوجد لديه حسابات مصرفية في لبنان ولا يدير أمواله في القنال اللبناني.
لم تمنع العقوبات الحالية حتى دفع رواتب نواب ووزراء حزب الله في الحكومة من خزينة الدولة، وقد وافقت الحكومة الأمريكية في حينه على ترك المصارف اللبنانية تفصل بين العمل الرسمي للمنظمة كجزء من الحكومة اللبنانية وبين نشاطه التنظيمي، سواء كان مبادرا لمشاريع في لبنان او كتنظيم محارب.
المفارقة اللبنانية الامريكية هي أن حكومة الولايات المتحدة تواصل تمويل شراء الأسلحة للجيش اللبناني بقيمة 150 مليون دولار في الوقت الذي يواصل فيه هذا الجيش خدمة أهداف حزب الله، على الأقل على الحدود الشرقية للبنان، ويفرض عقوبات على لبنان عندما يتبين ان مصادر تمويل حزب الله تأتي بمعظمها من دول أمريكا الوسطى والجنوبية وكذلك من غرب أفريقيا، المعفية من العقوبات الامريكية. ويبدو أنه من المستحيل محاربة منظمة ارهابية تكون أيضا جزء من الحكومة الشرعية والبرلمان، وطالما كانت الحكومة اللبنانية تعتبر حزب الله جزء من النسيج السياسي والعسكري والاجتماعي للبلاد.
تدير الادارة الامريكية مكافحة مصادر التمويل الأجنبي للبنان بشكل مركز وتفصيلي، وليس من خلال الدول التي يعيش فيها أنصار حزب الله ويديرون فيها شبكة تمويل للمنظمة. هكذا، على سبيل المثال، تم في شهر آذار الماضي، اعتقال رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين، في المغرب، والذي تنتشر مصالحه المنوعة في عدة بلدان أفريقية، وهو مطلوب منذ سنوات من قبل الانتربول للاشتباه بغسل الأموال وتمويل أنشطة حزب الله. وقد أدى اعتقاله الى نشر عناوين صاخبة في الصحف اللبنانية، التي تحدثت عن " اعتقال وزير مالية حزب الله" أو "انهيار شبكة تمويل التنظيم".
في الشهر الماضي تم تسليم تاج الدين إلى الولايات المتحدة، وتم اغلاق بعض الشركات المملوكة له ولشقيقه في أنغولا، ولكن يبدو أنه قد يكون من المبالغة الحديث عن تجفيف الموارد المالية للمنظمة، طالما يمكن للمتعاونين معه استخدام الخدمات المصرفية في العديد من البلدان في العالم، وطالما أن الاتحاد الأوروبي يميز بين الجناح العسكري للتنظيم، الذي يعتبره منظمة إرهابية، وبين اجنحته السياسية والمدنية.
التخوف في الجيش الاسرائيلي: الولايات المتحدة ستكتفي بهزم داعش وتترك سورية للروس والايرانيين
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" انه من المشكوك فيه ما إذا كانت النتائج الفعلية للاجتماع ستتضح فورا، ولكن قمة ترامب - بوتين، المخطط لها اليوم (الجمعة) في هامبورغ، خلال مؤتمر G-20، قد تكون لها آثار بعيدة المدى على الساحة الدولية. ستكون هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها الرئيس الأمريكي مع الرجل الذي أعرب علنا عن الإعجاب به طوال الحملة الانتخابية. منذ ذلك الوقت، حدثت أمور كثيرة بالطبع - والآن يبدو أن السنة الأولى من ادارة ترامب، على الاقل، ستكون في ظل الشبهات بتدخل روسي في الانتخابات الأميركية.
خلال زيارة ترامب السابقة الى أوروبا، في أيار الماضي، في بروكسل، اذهل حلفاء الولايات المتحدة برفضه تبني المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي، التي تضمن الحماية لكل واحدة من الدول الأعضاء في الحلف، اذا تعرضت لهجوم. لكنه تراجع في وقت لاحق، تقريبا. لكن الأوروبيين لا يزالون ينظرون بقلق الى السلوك المضطرب للرئيس الأمريكي ونهجه المحموم وغير المتماسك في سلسلة من القضايا، من معالجة مخاطر الإرهاب الإسلامي في الغرب، وحتى الالتزام الهش الذي أظهره لبولندا وأوكرانيا ودول البلطيق، التي تعيش في ظل التهديد الروسي. هذه الأسئلة، جنبا إلى جنب مع تصاعد التوترات مع كوريا الشمالية، والتي اجرت، هذ الاسبوع، تجربة لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات، ستقف في مركز زيارة ترامب، التي تشمل المشاركة في مؤتمر آخر في بولندا.
عدم اليقين والقلق بشأن ترامب، يبدو واضحا في الشرق الأوسط، ايضا. والتخوف من ان الحكومة تعتزم الانسحاب الجزئي من المنطقة بعد الانتهاء من هزم تنظيم داعش (الدولة الاسلامية) في معركة الموصل في العراق والرقة في سورية، سمع هذا الأسبوع في القدس، كما ساد في الرياض والقاهرة. يمكن للولايات المتحدة ان تخلي الساحة وتترك الأمر للروس، والأسوأ من ذلك – للإيرانيين. الرسائل التي يبثها الرئيس ورجاله، ليست مشجعة. ووفقا لتقرير نشر في مجلة "فورين بوليسي"، فقد قال وزير الخارجية  ريكس تيلرسون، في الاسبوع الماضي، للأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش، ان مسألة ما سيحدث مع الرئيس السوري بشار الأسد، تنحصر في قرار الروس. وأضاف تيلرسون بأن الأولوية بالنسبة للولايات المتحدة تتلخص في هزم داعش.
قبل أسبوعين، زار اسرائيل بريت ماكغورك، المنسق الأمريكي لنشاط التحالف ضد داعش، وحضر مؤتمر هرتسليا. ومن هناك، ذهب الى سورية واخذ معه العديد من الصحفيين الأمريكيين. وفي سلسلة مثيرة من المقالات وصف المحلل العسكري البارز في صحيفة واشنطن بوست، ديفيد ايغنشيوس، تقدم القتال في مدينة الطبقة، غرب الرقة، التي تم تحريرها مؤخرا من أيدي داعش. ويسود الانطباع لدى ايغنشيوس بأن بالون داعش يفقد الهواء في سورية والعراق، حتى لو استغرق الأمر سنة اخرى من القتال الصعب حتى يتم طرد التنظيم من كل البؤر الرئيسية. وقد أوضح ماكغورك خلال الزيارة الخطط الأمريكية لتحقيق النصر على داعش، ومن ثم تقديم المساعدات المحدودة لإعادة انشاء البنية التحتية للمياه والكهرباء في المدن المحررة. وقال انه لا توجد لدى أمريكا نية لمحاولة إصلاح كل سورية.
ويكتب ايغنشيوس ان الميليشيات الكردية السورية قادرة على هزم داعش على الأرض، طالما حظيت بالدعم الجوي الأمريكي. لكن الثمن الكامن في ذلك هائل: لقد قام الجيش الأميركي في ايار بنقل نحو 500 مقاتل كردي بواسطة طائرات – مروحيات من طراز V-22 من فوق بحيرة الأسد لشن هجوم مفاجئ على داعش. وقتل نحو 300 مقاتل كردي واصيب نحو مئة جريح، لكن تلك الخطوة اسهمت في حسم المعركة على المدينة. ويتأثر الجيش الإسرائيلي من العدد الكبير من الضحايا، ومن الفترة الطويلة التي تستغرقها السيطرة على المساحات المحصنة والمبنية بشكل مكتظ. هذه نسب لم يتعود عليها الجمهور الإسرائيلي في القتال. وبالمناسبة، فان اسرائيل كانت مهتمة بشراء V-22 من الولايات المتحدة لكنها جمدت ذلك في نهاية المطاف، على الرغم من الأمريكيين قاموا بالفعل برسم العلم الأزرق والأبيض على الطائرات المخصصة للبيع لإسرائيل.
امس الاول (الاربعاء) قال رئيس الأركان غادي ايزنكوت، امام لجنة الخارجية والامن البرلمانية، أن استبعاد إيران والحد من تأثيرها على "الدائرة الأولى" حول إسرائيل يعتبر تحديا لا يقل أهمية عن هزيمة داعش، "بل ربما أكثر أهمية بالنسبة لإسرائيل." الارتياب الإسرائيلي يشير إلى احتمال أن تدخل إيران الى الفراغ الذي يخلفه الجيش الامريكي عند الحدود السورية – العراقية، وكذلك الى الوضع في جنوب سورية. وفي هذه المسألة تتواصل الاتصالات بين اسرائيل والأردن وروسيا والولايات المتحدة، حول توزيع مناطق المصالح والمناطق المنزوعة السلاح، التي ستحد من شدة القتال هناك.
وتحذر اسرائيل والاردن من خطر محاولة نظام الأسد، الذي استعاد مشاعر الثقة بالنفس، السيطرة على مناطق واسعة في الجنوب (ومن بينها الجانب السوري من الحدود في هضبة الجولان) والسماح بدخول قوات الحرس الثوري الايراني وحزب الله والميليشيات الشيعية الاخرى، رغم الوعد الروسي بإبعادها من منطقة الحدود.
في الأسابيع الأخيرة، مني حزب الله بعشرات القتلى في معارك مدينة درعا، بالقرب من الحدود الأردنية. وهناك أيضا تقارير غير رسمية عن وجود رجاله بالقرب من بلدة القنيطرة الجديدة، في شمال الجولان. على الرغم من أن الهضبة ليست أولوية بالنسبة للنظام، الا انه يبدو بأن الأسد يولي أهمية خاصة لتجديد سيطرته على المنطقة الواقعة على بعد 50 كلم فقط من ضواحي دمشق. وقد أدى اشتداد القتال بين النظام والمتمردين في مرتفعات الجولان الى حالات كثيرة من تسرب اطلاق النار الى اسرائيل.
جهد أخير في القاهرة
يوم الاحد الماضي سافر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى القاهرة، لعقد اجتماع عاجل مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وبدت هذه الرحلة كآخر محاولة من قبل أبو مازن لنسف الاتفاق الذي يحاك بين مصر وحكومة حماس في قطاع غزة، والتي يفترض أن يسمح بوجود رجال محمد دحلان على معبر رفح، مقابل توسيع كبير للحركة المدنية على المعبر.
المصريون، الذين فاجأوا محاوريهم الإسرائيليين بعزمهم وسرعة ترويج المبادرة الجديدة، يحاولون تحقيق عدة أهداف بضربة واحدة: تقريب حماس وفرض هيمنتهم، والحد من التأثير القطري في غزة، ومعاقبة عباس (الذي رفض مناشداتهم للمصالحة مع دحلان في أواخر العام الماضي ) ووضع دحلان في موقع انطلاق مستقبلي لخلافة عباس، كزعيم يسيطر على الضفة الغربية وقطاع غزة.
المصالحة المحدودة بين حماس ودحلان، إلى جانب تخفيف الحصار، تبدو الآن كهدف محتمل. لكن تحقيق معظم الأهداف الطموحة لمصر سيكون أكثر تعقيدا. حماس لن تتخلى بإرادتها عن السيطرة ولم تتغلب بعد على اشمئزازها من دحلان، الرجل الذي سحقها بقبضة حديدية بأمر من ياسر عرفات في نهاية التسعينيات، والمسؤول، ضمن أمور أخرى، عن اهانة زعيم حركة حماس الشيخ احمد ياسين (قوات الأمن الفلسطينية احتجزت الزعيم الأعمى وقامت بقص نصف لحيته).
وقال رمزي حامد، من قادة حماس في قطاع غزة، هذا الاسبوع، انه يشعر بالاشمئزاز بسبب الاتصالات مع رجال دحلان، وانه سيضطر بعد مصافحتهم الى "الركض لغسل يدي عدة مرات." ولكن، أضاف حامد، فانه لا يوجد لدى حماس أي مفر. لقد جرت بعض المحادثات مع دحلان مباشرة من قبل يحيى سنوار، الزعيم الجديد لحركة حماس في القطاع. لقد نشأ سنوار ودحلان معا في أزقة مخيم اللاجئين خانيونس. كما ان محمد ضيف، القيادي في حركة حماس الذي نجا من سلسلة محاولات اغتيال إسرائيلية، ولد في المخيم، لكنه اصغر منهما ببضع سنوات.
حماس تحتاج فعلا الى دحلان ومصر لتخفيف أزمة الكهرباء والماء. ولذلك فإنها على استعداد لابتلاع الضفادع التي رفضت هضمها في الماضي. وقد ازداد اعتماد المنظمة على مصر لأن قطر، الداعم الاقتصادي الرئيسي، تتعرض لهجوم سياسي واقتصادي واسع النطاق تقوده المملكة العربية السعودية. وتدرك إسرائيل، أيضا، الحاجة إلى تخفيف الضائقة في غزة. وقال ايزنكوت لأعضاء الكنيست، يوم الثلاثاء، ان ازمة الكهرباء أجبرت حماس على ادخال يدها الى جيبها ودفع - ثمانية ملايين شيكل - مقابل الوقود الذي تم نقله من مصر عبر سيناء. وكانت السلطة الفلسطينية هي التي تمول الكهرباء لغزة الى ما قبل فترة وجيزة، وادى قرار عباس وقف المدفوعات الى تعميق الأزمة.
ويعترف مسؤولو وزارة الأمن الإسرائيلية بأنه تم في وقت متأخر فقط التوصل الى تفاهم، كان ينبغي أن يكون واضحا حتى قبل عملية "الجرف الصامد" بشأن العلاقة الوثيقة بين الوضع الاقتصادي في قطاع غزة وإمكانية التصعيد العسكري. والى ما قبل التدخل المصري كان الوضع يوصف بالأكثر توترا منذ انتهاء الحرب في آب 2014.
ولذلك فان إسرائيل لا تتدخل في الخطوة المصرية، خاصة وانها تعرف بان الامر سيستغرق ثلاث سنوات على الأقل حتى يتم قطف ثمار ايجابية لكل مشروع للبنية التحتية الجديدة في غزة. ومع ذلك، فإن المخاطر مفهومة ايضا. أولا، دحلان هو على الارجح اكثر القادة الفلسطينيين الفاسدين (على الرغم من أنها منافسة قوية). ومن المرجح أن دمجه في السلطة سينمي بسرعة مقاومة داخلية في قطاع غزة. ثانيا، فتح المعبر برعاية مصرية يزيد من خطر تهريب الأسلحة والمتفجرات عبره. وكما علق بسخرية هذا الأسبوع، رجل أمن إسرائيلي غني الخبرة، فانه في حالة غزة لا توجد فرصة بأن تصاب الأسلحة بالصدأ، لأنه سيتم تهريبها في ناقلات السولار.
من هنا يمكن السقوط فقط
يكتب ناحوم برنياع، في "يديعوت أحرونوت" ان جيوتي ملهوترا هي محررة مسؤولة في الصحيفة الهندية “إنديان اكسبرس″، وهي شخصية مهنية رائعة: خبيرة، مطلعة وحكيمة. تعرفنا على بعضنا قبل بضع سنوات اثناء مهمة صحافية. وقد تطوعت لتعلمني رموز السياسة الهندية، وهكذا أصبحنا اصدقاء. وعشية زيارة رئيس الحكومة الهندية، نيريندا مودي، إلى البلاد تبادلنا الرسائل الالكترونية، وسألتها عن المكانة السياسية لمودي في الهند، وما الذي يبحث عنه في اسرائيل.
"مودي لا يزال الشخصية الاكثر شعبية في البيت”، أجابت، “لا أحد من السياسيين يحظى بالشعبية التي يحظى بها، وبالتأكيد ليس في حزب المؤتمر المعارض. الجميع يحملون مودي على أكتافهم ورؤوسهم".
"انه يسعى من خلال هذه الزيارة الى تحقيق الاعتراف بأنه ينتمي الى الجانب الجيد في محاربة الارهاب - أي في الصراع مع الباكستان. وهو يريد تقليدكم، أنتم الاسرائيليون، مثلا، عمل شيء يقابل ما فعلته اسرائيل عندما قررت ضم الجولان. لقد تحلت اسرائيل بالجرأة على عمل ذلك رغم انتقادات الغرب. وهو يطمح ايضا الى ادارة ظهره للانتقاد الدولي وعمل ما يشاء، لأنه قوي ودولته قوية.
"وبصياغة فظة، انه يريد أن يكون هنديا مع وقاحة يهودية” (الصحافية كتبت “جرأة يهودية”. الوقاحة هي اسهام مني).
لقد فاجأني ردها. فقد عرفت أن مودي هو رئيس حزب قومي هندي، يتعامل مع الـ 175 مليون مسلم في الهند ومع الجارة الاسلامية باكستان بطريقة مختلف عليها. ولم أكن أعرف أنه يخشى من الانتقاد الدولي ويحسد قادة اسرائيل على ثقتهم بأنفسهم.
وختمت الصحافية رسالتها الالكترونية بسؤال خاص بها: "لماذا يتحمس نتنياهو الى هذه الدرجة؟".
بعض الاسباب مفهومة ضمنا، أجبت. نتنياهو يريد ربط المال الهندي بالمعرفة التي تراكمت هنا في عدة مجالات، وبصادرات الصناعات الأمنية: من المهم له الاثبات لحكومات اوروبية، وأولا لجمهور ناخبيه في البيت، أن اسرائيل ليست معزولة في العالم. فأكثر من مليار هندي يحبوننا! وحبهم هذا ينفي الادعاء بأن نتنياهو يقصي العالم عن اسرائيل، وأن استمرار الاحتلال يضر بمكانتنا الدولية.
وهناك سبب آخر، كتبت لها، وهو أن نتنياهو على قناعة بأنه يجري في العالم بناء جبهة من الحكومات الدينية القومية اليمينية، يوحدها صراعها ضد الاسلام. الهند بقيادة مودي، واسرائيل بقيادة نتنياهو، هن شريكتان طبيعيتان وحليفتان؛ وبغض النظر عما سيحدث فانهلن يرمش لهما جفن. حكومات مثل حكومات بولندا وهنغاريا واحزاب في شرق وغرب اوروبا تنتهج نفس الطريق، احيانا مع اضافة زينة لاسامية، وبالطبع الولايات المتحدة بقيادة ترامب، رغم أنه يصعب معرفة إلى أين سيتدحرج ترامب.
"أنا وأنت سنغير العالم"، قال نتنياهو لمودي أول أمس. وهذه لم تكن لفتة حسنة لأريك آينشتاين، بل هي خطة سياسية.
انهم يريدون يافا
"مصدر أول" هي صحيفة يمينية دينية، ينتمي جمهورها إلى اصحاب القلنسوة المنسوجة في المستوطنات. في يوم الثلاثاء ألقى نتنياهو خطابا في مؤتمرها. "بين الفينة والاخرى أسمع أن هدف الصحيفة هو تعزيز مكانتي من اليمين"، قال، "وأنا أقول لكم أنه لا حاجة الى ذلك. أولا أنا يميني، وثانيا أنا قوي".
مصطلح اليمين الذي يحظى حاليا بفترة من المد، في اسرائيل وفي العالم، يحتاج الى التعديل. الرد على مصطلح "يميني" في اللغز، يتألف من حرفين (باللغة العبرية)، "صقر". هذا خطأ. فالصقر هو من يؤيد استخدام القوة العسكرية في حالات المواجهة، وأكثر قائد صقري كان في اسرائيل هو شمعون بيرس. اما اليميني فهو شيء مختلف كليا.
ثيودور روزفلت، الذي كان رئيسا للولايات المتحدة في بداية القرن الماضي، اعتبر صقرا واضحا. والنصيحة التي قدمها لمن جاءوا بعده، دخلت التاريخ: "خذ عصا كبيرة وتحدث بليونة". هذه النصيحة العلمية لم تعد تهم قادة اليمين. فهم يفضلون حمل عصا صغيرة والصراخ بشدة. ترامب يعتبر مثالا لذلك: “لقد هدد ايران بكل لهجة، لكنه خرق وعده بإلغاء الاتفاق النووي؛ كما هدد الصين لكنه تراجع؛ وبشكل خاص، اطلق عدة تصريحات متشددة ومتعجرفة تجاه كيم جونغ أون، ديكتاتور كوريا الشمالية. وعندما فهموا في بيونغ يانغ أنه ليست هناك نية حقيقية من وراء هذه التصريحات، بدأت الصواريخ تتطاير.
نتنياهو يتمتع بتجربة أكثر من ترامب في هذه اللعبة. انه يفهم بأن الشعب لا يريد الحروب – بل يريد خطابا حربيا. والدرس واضح: لا تثر الحروب- أثر اللهجة. امنحهم عدوا يخافون منه؛ امنحهم توترا أمنيا دائما؛ واحذر من منحهم جنازات عسكرية.
انه يصف أبو مازن في خطاباته بأنه عدو للشعب اليهودي، هتلر جديد تقريبا. وفي الواقع فان حكومته تتعاون مع أبو مازن في المجال الاكثر حساسية، الأمن، كل نهار وكل ليل. هذا الأسبوع، التقى نتنياهو مع عضو كنيست يساري سابق. وحاول أن يكون لطيفا معه. "نحن نفعل الآن الكثير من اجل عرب اسرائيل"، قال له. "وماذا عن الفلسطينيين؟"، سأله محاوره، فهمس نتنياهو بطريقة تظهر وكأنه يشاركه السر، بصفته يعرف ما الذي يقوله الفلسطينيون لبعضهم في الغرف المغلقة، "إنهم يريدون يافا"، قال.
كل شيء يسير الآن حسب رغبته، مثل احجار النرد. قبل سنوات حذر الخبراء من أن الهجرة الاسلامية الى اوروبا الغربية ستترجم في صناديق الاقتراع وستبعد الحكومات عن اسرائيل. لكن ما حدث هو العكس. فالهجرة الاسلامية تعتبر تهديدا للأمن الشخصي وللإرث الثقافي الديني لأوروبا. وقد حظيت اسرائيل بالتقدير كدولة مستقرة، قوية وجزيرة آمنة في قلب منطقة اسلامية جامحة وخطيرة. الصور الفظيعة التي تصل من سورية والعراق دفعت المشكلة الفلسطينية الى هامش جدول العمل. والتجربة التي راكمتها اسرائيل في صراعها ضد الارهاب باتت تهم حكومات اوروبا أكثر من موبقات الاحتلال؛ ابتكارات صناعة الهاي تيك تهمهم أكثر من توسيع المستوطنات، ولن نتحدث عن امريكا بقيادة ترامب.
هذه فترة جيدة لدولة اسرائيل، وممتازة بالنسبة لنتنياهو.
يوم أمس (الخميس) تصور نتنياهو مع مودي على شاطئ البحر قرب جبعات أولغا. وفي الصورة التي اختارها مكتب رئيس الحكومة، يظهر كلاهما وهما يقفان على شاطئ البحر والماء يداعب اطراف سرواليهما. نتنياهو يتحدث ومودي يستمع. وفي صورة اخرى ظهر نتنياهو وهو يقود السيارة ومودي يجلس الى جانبه بشكل مطيع، كالطالب الذي يجلس الى جانب حاخامه.
اذا كان كل شيء جيدا، فلماذا يفزع نتنياهو الى هذه الدرجة؟ لماذا يخضع لكل تهديد فارغ من قبل هذا الشريك الائتلافي أو ذاك، كما لو انه محموم؟ لماذا تهمه السيطرة على قناة تلفزيون نائية اكثر من أي قضية اخرى مطروحة على الجدول؟ لماذا ينجر وراء كل تصريح مستفز يصدر عن بينت؟ ما هي الفائدة التي يجنيها من دفع مشاريع قوانين معايدة للديموقراطية، والتي تثير قسما كبيرا من الجمهور، بما في ذلك في اوساط جمهوره؟ لماذا يبدو غريب الأطوار جدا، وقلق جدا، ومحموم جدا؟
التحقيق معه في الشرطة هو التفسير، طبعا، وكذلك الشعور بالتعب ايضا، وربما، أيضا ضاق ذرعا لوجود عائلته البارز في حياتنا. لكن هذا ليس كافيا.
البقاء لفترة طويلة على قمة الهرم، والنظر الى المنظر الطبيعي في الأسفل، قد يسبب الدوار. من هذا المكان يمكن السقوط فقط. نتنياهو يتواجد في رئاسة الحكومة منذ 12 سنة، اربع سنوات خلال الولاية الاولى، وثماني سنوات في الولاية الثانية. لقد وصل الى نقطة يستطيع فيها هو وحده اسقاط نفسه. لا غباي ولا بيرتس ولا لبيد. نتنياهو لوحده. وهذا ما يسميه اليونانيون "الغطرسة".
مقسمة الى أبد الآبدين
تكتب سيما كدمون، في "يديعوت أحرونوت" ان اللجنة الوزارية لشؤون القانون، ناقشت يوم الاحد الماضي، مبادرة الوزير نفتالي بينت لترسيخ قانون أساس: القدس، الذي يحدد بأنه لا يمكن التنازل عن مناطق في القدس إلا بموافقة غالبية تضم 80 نائبا على الأقل. لقد تم تقديم مشروع قانون كهذا في 2007 من قبل النائب جدعون ساعر، ووقعه رئيس الحكومة نتنياهو، ورئيس الكنيست ادلشتين، والوزراء (حاليا) غلعاد اردان ويوفال شطاينتس وزئيف الكين وموشيه كحلون. لكنه لم يتم دفع ذلك القانون، وقبل عدة أسابيع استيقظ بينت – ربما ردا على قانون القومية الذي يدفعه نتنياهو – وسعى الى تمرير القانون وسط اجراءات سريعة.
لكنه خلال النقاش، طلب الكين، وزير شؤون القدس، بأن تكون الصيغة النهائية خاضعة لموافقته. ووقع اضطراب الهي. واجرت رئيسة اللجنة، اييلت شكيد، اتصالا هاتفيا مع بينت، والذي أصر على طرح مشروعه للتصويت حتى وان عارضه الليكود.
وصرخ وزراء الليكود: سنصوت على القانون شريطة ان يتم بالاتفاق معنا. واستخدم سكرتير الحكومة، تساحي برافرمان، حق النقض الذي يملكه رئيس الحكومة واوقف النقاش. وهكذا تولدت حملة قصيرة،  قادها رئيس البيت اليهود بينت، اظهرت وكأن الليكود يعارض القانون، لأن نتنياهو يريد اجراء مفاوضات على القدس. لا حاجة للإشارة الى فشل هذه الحملة. ما العمل، يصعب اقناع الجمهور بأن الكين سيقسم القدس. وفي اليوم نفسه، اتصل بينت بألكين وتقرر الجلوس والتوصل الى صيغة متفق عليها.
هذه القصة تظهر مدى حجم التوتر بين الليكود والبيت اليهودي. بينت يبحث بكل الطرق عن التمييز بينه وبين الليكود في اليمين وخلق صدام، وكل حادث يمكن حله خلال خمس دقائق، يتحول الى صراع هائل.
هذا الأمر لا ينتهي. خروج هرتسوغ من اللعبة في حزب العمل يزيل عن الطاولة خيار انضمام المعسكر الصهيوني الى الحكومة. فبيرتس وغباي لا ينويان الانضمام اليها. ويفهم نتنياهو ان المبنى الائتلافي كما هو الان – هو ما يتوفر. انه لا يستطيع التخلي عن أي مركب من مركباته. لا عن البيت اليهودي، ولا عن كلنا، وبالتأكيد ليس عن المتدينين. كما يفهم الشركاء ذلك، وخلال الأشهر القريبة سنرى ما الذي يجيدون عمله اكثر من غيره: الابتزاز.
على مسافة محادثة هاتفية من القنيطرة
يكتب امنون لورد، في "يسرائيل هيوم" انه تسود في اسرائيل تقديرات تتحدث عن افق انتهاء الحرب الاهلية في سورية. ولكن الطريق نحو انهاء الحرب مرصوفة بالمخاطر. ويحتمل أن يكون سبب كثرة الحوادث على حدود هضبة الجولان في الآونة الاخيرة، هو جزء من هذه العملية. ولكن التقدير السائد في الجيش الاسرائيلي هو أن هذا يبدو اسوأ مما هو عليه فعلا.
هذا كله يسمح لرئيس الاركان غادي ايزنكوت بتحقيق مفاهيمه التي تختلف عن مفاهيم رؤساء الاركان السابقين. والحديث عن تزمته في موضوع "تحقيق السيادة" الاسرائيلية. ويعيش ايزنكوت صدمة فقدان السيادة الاسرائيلية على حدود لبنان في السنوات التي سبقت حرب لبنان الثانية، التي سيمر في الاسبوع القادم 11 سنة على نشوبها. ولذلك، في هضبة الجولان كما في لبنان، لا يوجد الان سنتيمتر واحد من الاراضي الاسرائيلية التي يتواجد عليها الجيش الاسرائيلي، وبناء عليه فانه يعاقب كل من يخرق قواعد السيادة الاسرائيلية. وهذا يشمل ردود فعل اشد ضخامة في غزة مما كان متبعا في الماضي، خلافا للمقولات عديمة المسؤولية التي تصدر عن وزراء في اليمين.
 "لا يوجد شيء اسمه عدم تطبيق السيادة حتى النهاية"، يقول مسؤولون كبار في الجيش الاسرائيلي. فالصراع على تصميم الواقع في سورية، في اليوم التالي، ابتدأ، وهذا واضح في القتال بوتيرة عالية حول القنيطرة الجديدة. ولكن الجيش الاسرائيلي لا يرى في تسخين الاوضاع محفزا لاشتعال المواجهة. ويكرر وزير الأمن افيغدور ليبرمان تصريحات بهذه الروح بشكل كبير في الآونة الاخيرة.
ويتضح بأنه تم استيعاب مصطلح "تطبيق السيادة" في محيط اسرائيل. ويقول مسؤول سابق في جهاز الامن ان "هذا هو المصطلح المطروح حاليا على الطاولة. ما المعنى؟ فرقة ايرانية ترابط على مسافة كيلو متر من الحدود – يعني انها دخلت الى سيادتنا؟ يوجد ضغط اسرائيلي كبير في موضوع أين ترابط وأين لا ترابط القوات الايرانية. والمطلوب هنا مرونة في استخدام المصطلحات".
ويدعي المسؤول بان الجمهور غير واع للمفاهيم التي توجه دولة اسرائيل في موضوع التواجد الايراني والروسي في سورية. حاليا، فان لقاءات الترتيبات بين الولايات المتحدة وروسيا في الموضوع السوري لا تسفر عن أي تقدم. ويمكن للاتفاقات وحدها بين القوتين العظميين ان تقود حقا الى انهاء الحرب الاهلية. ويصل مستوى التنسيق والتفاهم بين اسرائيل وروسيا الى اتصال هاتفي مباشر بين قاعدة سلاح الجو الاسرائيلي وقاعدة سلاح الجو الروسي.
مصير الاقليم السوري ستحدده الاحتلالات والسيطرة على الارض، والدليل على ذلك، الرواق الذي تحاول ايران تثبيته في الطريق الى شواطئ البحر المتوسط. ولكن الجيش الاسرائيلي لا يرى بعد التواصل الاقليمي للقوس الشيعي، وانما يلاحظ مناطق ملونة كثيرة تفصل بين اجزائه. وفي كل الاحوال هناك تطورات تبدو أكثر خطورة – مثل قصة مصنع السلاح الذي ترغب ايران بإقامته في لبنان – والذي يدل عمليا على فشل الايرانيين وشركائهم من منظمة حزب الله. لماذا يعد هذا فشلا؟ لأنه اذا كان قاسم سليماني يريد انشاء مصنع لإنتاج السلاح الذي يكسر التوازن على ارض لبنان، فهذا دليل على أن الطرق لنقل السلاح عبر سورية سدت في وجهه.
في الجيش الاسرائيلي يؤمنون بان تعزيز الردع امام حزب الله ينجح اليوم جيدا – مع قليل من المساعدة من الحرب الاهلية في سورية. ففي الشهر الماضي، فقط، قتل في سورية اكثر من 50 مقاتلا من حزب الله، وفي المجمل العام، تم في السنوات الاخيرة تسجيل سقوط نحو 1.800 قتيل للمنظمة. وهذا المعطى لا يشجع نصرالله على اشعال معركة ثالثة في لبنان ضد اسرائيل، ولكن هناك عاملا آخر اصبح رادعا – وهو التغيير الحقيقي في مستوى الاستخبارات التي طورتها اسرائيل امام حزب الله.
تملك اسرائيل اليوم صورة استخبارية غير مسبوقة عن لبنان. ويقولون في الجيش الاسرائيلي انه "لو كان نصرالله يعرف ما نعرفه عنه، فانه سيتخلى عن نوايا الحرب في المستقبل". وبما ان نصرالله يفهم هذا، او على الاقل يتواجد في حالة غموض بالنسبة لحضور اسرائيل الاستخباري، فانه يكتفي في هذه الاثناء بالتبجح اللفظي وبإرسال المقاتلين المقنعين كمدنيين الى جنوب الليطاني.
استراتيجية من هو اليهودي
عوزي اراد، ورئيس الموساد السابق افرايم هليفي، والبروفيسور زئيف تدمور – رئيس معهد التخنيون سابقا – هم جزء من طاقم خبراء يعمل على اعداد وثيقة خاصة ليناقشها الجمهور، والتي يتم تعريفها كـ"استراتيجية عليا لدولة اسرائيل". ويرى الطاقم مشكلة في عدم مناقشة الجمهور لعودة روسيا الى المنطقة وعلاقات اسرائيل معها.
ويقول افرايم هليفي ان "روسيا تظهر بشكل متزايد على الشاشة كجزء من الشرق الاوسط". انها لم تعد قوة عظمى تشتري لنفسها الشركاء والحلفاء في المنطقة كما عرفنا ذلك في فترة الحرب الباردة؛ لقد حولت روسيا نفسها بكل بساطة الى جزء من القوى المركبة للمنطقة، طبعا من خلال استغلال الفراغ الذي خلفه انهيار دول عربية هامة.
ويعكس طاقم الخبراء شعورا معينا من التفوق، ومفهوم بأن الروس يتواجدون الان "في الجانب الصحيح من التاريخ"، اذا استخدمنا اللهجة التي كان يحبها الرئيس براك اوباما. وقال مسؤول روسي رفيع، مقرب من بوتين، وزار اسرائيل مؤخرا، ان "الديموقراطية تتراجع". وربما الأخطر من ذلك ان الدول والقوى العظمى التي تتبع النهج الديموقراطي تواجه ازمة تضعفها وتحبط جزء من قدراتها. ويرى المسؤول الرفيع امام ناظريه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ومقابلها روسيا نفسها، والصين ودول متزمتة وخطيرة اخرى مثل ايران وكوريا الشمالية.
اين تقع اسرائيل في هذه المعادلة؟ قسم من وثيقة الاستراتيجية العليا يتعامل تماما مع هذا السؤال. احد الامثلة التي يعرضها كتاب الوثيقة هو لشخص "يتمتع بتجربة غنية في الموضوع النووي – وحسب رأيه فان ازعاج سلطة القانون في البلاد يسحق امن الدولة اكثر من التهديد الخارجي". وبكلمات اخرى، اوضح اراد وهليفي وتدمور لي: ان الضعف في البيت في مجال الحكم وفي مجال الدين والدولة، والتدهور في مستوى التعليم والثقافة – كل هذه هي مسببات لها تأثير استراتيجي على قدرة اسرائيل في المستقبل، على مواجهة المخاطر الواضحة من الخارج.
هناك سؤال يمكن النقاش حوله: هل تعتبر ديناميكية اسرائيل ايجابية ام سلبية. حقيقة كتابة وثيقة الاستراتيجية هي نتاج الشعور بالقلق الذي ساور بعض اعضاء لجنة التقرير، الى حد ان صياغة مفاهيم بشأن اقتصاد اسرائيل، الذي يعتبره اصحاب الوثيقة متوسطا، يعتبر مسالة مختلف عليها. الاقتصاد الذي ينمو في السنوات الأخيرة بوتيرة تتراوح بين 4 و4.5% مع نسبة تشغيل شبه كاملة، هو ليس انجازا متوسطا.
الناتج القومي الخام للفرد الواحد في اسرائيل، والذي كان متخلفا جدا مقارنة بالدول الاوروبية – وحتى مقابل ايطاليا – قبل 35 سنة، بل حتى قبل ثماني سنوات، يقترب اليوم من الناتج القومي الخام للفرد في المانيا. اسرائيل تصل الى حوالي 37 الف دولار مقابل حوالي 42 الف دولار في المانيا، وتتساوى تقريبا مع فرنسا. وتم تسجيل هذا التطور في الأساس منذ عام 2009، عندما توقفت الكثير من الاقتصادات النامية، او تقلصت في اعقاب الازمة الاقتصادية العالمية، بينما اظهر الاقتصاد الاسرائيلي صموده غير العادي امام العاصفة المالية وعاد بسرعة الى النمو.
ولكن كتاب التقرير يشيرون الى معايير انخفاض الجودة، خاصة تراجع اسرائيل في تدريج الابتكارات. والامر البارز والمقلق: الحرية الاقتصادية والتعامل الودي مع صناعة الاعمال في اسرائيل، فهنا تم تسجيل تدهور من المرتبة الـ26 في العام في 2010 الى المكان الـ53 حاليا.
الضربتان الاخيرتان المتعلقتان بالهوية اليهودية وتعامل اسرائيل مع يهود امريكا، يجسدان المشكلة الاستراتيجية الوجودية في الداخل. ويقول هليفي: "اذا اردت غالبية يهودية في البلاد لا يمكنك تجاهل سؤال: من هو اليهودي؟ لا يمكن لك عمل مثل هذا التقسيم لليهود والذي سيحولنا الى اقلية في نهاية الأمر. هذا يحتم استراتيجية وحسم. هذا يقول ان موضوع التهود هو ليس مسألة للحسم الديني وانما الحسم القومي". هذا ما يجب ان تفعله الحكومة. الحاخامية لم ترتق الى عظمة الحاخامات بعد الكارثة، الذين، حسب ما يقوله هليفي "وجدوا حلولا لمن لم يستطع لسبب ما اخراج وثيقة من برغن بلزين تثبت من كانت جدته التي تم احراقها مع وثائقها".
هذه الوثيقة الهامة، والنادرة في مجتمعنا، بدأت تتغلغل في القيادة الادارية في المكاتب الحكومية. ومن دون حاجة الى اتخاذ قرارات، حسب الوثيقة، يجب على الوزراء والهيئات الادارية دراسة الاستراتيجية العليا وتنظيم منتديات حولها. يجب على كل موظف، مدير ومستشار قانوني سؤال نفسه، كيف سيتبرع لتصحيح السلوك الاعرج للإدارة والسلطة في اسرائيل، وكيف يمكنه ورفاقه اختراق السد في الجهاز الحكومي من اجل تحقيق انقلاب في عدة اتجاهات سلبية تؤثر على قوة اسرائيل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالأربعاء 19 يوليو 2017, 5:55 pm

19.07.2017
مقالات
اكبر عملية في القدس
تكتب ايلانا همرمان، في "هآرتس" ان اكبر عملية وقعت في مدينة القدس نفذها اليهود، وهي عملية متواصلة بدأت في 1967، حين تم طرد مئات المقدسيين العرب، النساء والرجال والأطفال، من منطقة الحائط الغربي (حي المغاربة – المترجم) وهدم بيوتهم واقامة الحي اليهودي فقط؛ مرورا بإيداع خارطة جنون العظمة لإنشاء موقع "مدينة داود" والحديقة القومية اليهودية في قلب قرية سلوان العربية، من قبل جمعية المستوطنين القومية المتطرفة "إلعاد" – وهو عمل جنوني حقيقي؛ وستكون نهايته، ومن ينقذنا منها، حرب دينية – قومية بين المسلمين واليهود. هذه الحرب لن تدور بالحجارة والسكاكين، ولا بالبنادق – ففي الشرق الاوسط توجد اسلحة اخرى، اشد فتكا بمليون مرة، وستصل اذا تواصلت الامور كما يحدث اليوم.
العملية حاليا – القنبلة التي تقرع على مسامع آذان صماء – تبدو كالتالي: بين باب العامود وبركة هشيلواح (الاسم العبري لسلوان)، والى الشمال والجنوب والشرق منهما، يعيش حوالي 80 الف عربي – حوالي 30 الف نسمة في البلدة القديمة، وحوالي 50 الف نسمة في سلوان، مقابل حوالي 3000 يهودي، غالبيتهم في الحي اليهودي، والعشرات في مدينة داود و"كفار هشيلواح" - وادي حلوة وسلوان بالعربية. لكن الزائر للحي اليهودي، والذي يتجه الى مدينة داود، لن يشاهد العرب تقريبا.
واذا رفع رأسه، فقد تصطاد عينه قبب المباني المقدسة جدا لدى المسلمين، قبة الصخرة وقبة المسجد الاقصى. لكن كم يبدوان غير هامين من هذا المكان، وكم هو بعيد ومستبعد عن رأس الزائر هنا، التفكير بأن ملايين المسلمين على استعداد للقتل والموت من اجل هذا المكان! لأنه هنا، من الأسفل، يبدو جبل الهيكل، الحرم الشريف باسمه العربي، وكأنه تل قاتم، ليس كبيرا بشكل خاص، وفي الأساس، معزولا ومفصولا وعاجزا في انفصاله وعزلته: من حوله فراغ الحفريات، التي تبتلع هنا وهناك مجموعات من السياح السذج: كلها مجرد تاريخ، لا يعتبر الحاضر قائما الا لخدمته.
في المقابل، سيرى الزائر للحي اليهودي، الحياة النابضة: الاف السياح يأتون الى شوارعه المرممة والنظيفة، والى الساحة المركزية الواسعة، والى الكنيس الكبير والفخم القائم هناك، متبجحا وواثقا من نفسه، والى مركز الزوار الفخم والضخم – كلهم يحتفلون بيهودية القدس، هم واعلام اسرائيل والكتابات على مداخل وقمم البيوت. حتى على مدخل الكنيسة البيزنطية، التي تقوم عند اطراف الساحة، والتي تبقت منها جدرانها التي اعيد ترميمها، تم تعليق "تعويذة". فعلا، تشتعل هنا "نار التوراة"، ويبدو، في كل خطوة، ان من اشعلوها ويؤججونها اصابهم الجنون لكثرة المفاخرة بهذا المشروع الديني – القومي الضخم الذي اقاموه.
والعمل لا يزال في ذروته: ليس بعيدا اليوم الذي سيتمكن فيه السياح الذين يحضرون ويتم احضارهم الى هنا (والذين يصل عددهم الى مئات الآلاف) من مواصلة طريقهم في المدينة اليهودية المتغطرسة – أنا ولا احد غيري، وهذه هي الرسالة ولا يوجد غيرها – عبر نفق سينقلهم الى خارج السور، الى مدينة داود. وهناك سيخرجون أولا الى مركز "كيدم"، وهو مركز يهودي آخر سيتم بناؤه، بشكل ضخم وفخم – فوق منطقة حفريات عثر فيها، في الأساس، على بقايا تعود الى العهود الاسلامية والبيزنطية والرومية في القدس، ثم الى  عاصمة مملكة يهودا، التي زالت من العالم قبل عهود، كما زالت المدينة البيزنطية والرومية، لكنها ستنهض بعد فترة قليلة بواسطة عروض بالصوت والصورة. هذه المشاريع الضخمة باتت قائمة، وتم ترتيب المقاعد الخشبية المعدة للضيوف، بشكل جميل.
وعندها، حين يستكمل العمل، لن يشاهد السياح حتى عربيا واحدا من بين عشرات آلاف العرب الذين يعيشون هنا على مدخل مدينة داود وبركة هشيلواح. الانفاق ستقودهم من الأسفل، والقطار الجوي من الأعلى، ومن يصر منهم على المشي على هذه الأرض المقدسة، باتوا يقترحون عليه منذ الان، المسارات المنمقة في الحديقة القومية مدينة داود، والتي لم يتم حتى الآن العثور عليها في الحفريات، ولم يتم تشخيص حتى حجر واحد على انه من حجارة قصر الملك داود. على منحدرات هذه الطرق لا تزال تطل، حاليا، احياء سلوان العربية المكتظة، ولكنها من هنا تبدو بالذات جميلة على المنحدرات الجبلية الملونة. لا يطلب من أي سائح المعرفة عن عشرات البيوت التي تم هدمها هناك وتلك المعدة للهدم واخلاء اماكنها لإقامة منشآت سياحية ومواقف للسيارات.
نعم، هذه هي اكبر عملية تشهدها المدينة، وبشكل خاص، اكثرها خطورة. لأنه حتى اذا نجح المشروع الصهيوني في ارض اسرائيل بتدمير كل ذكر لمئات القرى الفلسطينية وتقليص المدن الفلسطينية من شمال دولة اسرائيل وحتى جنوبها – فانه لن يطرد الفلسطينيون من هذا المكان. ليس فقط لأنهم عشرات آلاف ولا يوجد مكان يذهبون اليه، وانما لأسباب أخرى، ايضا، اكثر اهمية: لسوء حظ هؤلاء فانهم يقيمون في مكان مقدس لملايين المسلمين. صحيح انهم هم وحياتهم هنا، تزداد صعوبة ومرارة كل يوم، وربما لا يهمون ملايين المسلمين بشكل خاص، لكن جبل الهيكل/الحرم الشريف يهمهم، وكم يهمهم! لن يسمحوا بتهويد هذا المكان تماما.
اذن، اذا كان في هذه الأثناء يبزغ هنا بين الحين والآخر فلسطيني او فلسطينية يحملون سكينا وبندقية ويصيبون ويقتلون ويموتون – وتتحدث كل البلاد عن مخربين وارهابيين وحيوانات – فانه لن يتأخر اليوم (لأنه ما الذي تعنيه عشر، عشرون ومئة سنة في مكان قديم كهذا) الذي ستتطاير فيه هنا الصواريخ، ومن يعرف أي رؤوس ستحملها، ولن تقدر على مواجهتها لا الأسيجة ولا البوابات ولا كاميرات الحراسة واليات كشف المعادن، ولا حتى جنود اسرائيل وشرطتها.
كيف لا ترون ذلك يا ابناء شعبي. كيف أصابكم هذا العمى؟
اليمين يتمسك مرة أخرى بالمؤامرات
يكتب نيتسان هوروبتس، في "هآرتس" انه خلال الاحتجاج الاجتماعي، عندما غطت الخيام الصغيرة الشوارع، حاول احد قادة الليكود الاثبات لي بأن هذه مؤامرة منظمة من قبل اليسار و"الصندوق الجديد". وبما أنني كنت هناك منذ الليلة الأولى، فقد قلت له بأن هذا كذب. ليس فقط ان اليسار لم يكن شريكا، وانما فوجئ مثل الجميع، لا بل ابتعدت اجزاء منه عن الاحتجاج – وهو ما تبين لاحقا بأنه خطأ فادح: لليسار وللاحتجاج. فقال: اذا كان الأمر كذلك، فلماذا تتشابه كل الخيام؟ دهشت، انها ليست متشابهة تماما، شرحت له، الناس أحضروا خيمة وحصيرة من البيت. لكن عبثا. فالرجل الذي لم تطأ اقدامه الخيام، تمسك بالمؤامرة التي تغلغلت من القيادة: لقد شاهدت في التلفزيون، ادعى بتحمس – كل الخيام موحدة، خضراء ورمادية، من الواضح ان جهة ما قامت بتوزيعها.
الآن اصبح الأمر رسميا. "تظاهرة الصندوق الجديد"، قيل بشكل واضح في بيان الليكود، عن التظاهرة في بيتاح تكفا. الصندوق الجديد هو تنظيم ممتاز، وفي نظري يستحق جائزة اسرائيل. لكن هذه المظاهرات عفوية، رغم كل العوائق والضغوط، تماما مثل ذلك الاحتجاج – وتدل على ذلك العلامات الزرقاء البارزة على جسد دفنا لايف، ويد ميني نفتالي المكسورة. هذا الاحتجاج جاء من القاعدة، وهذا هو ما يغضب نتنياهو. ولذلك، يجدون مرة اخرى الملاذ في ادعاء المؤامرة.
نتنياهو الذي يتوق لكي يصبح ترامب، عرض قائمة من وسائل الاعلام التي يتهمها بملاحقته، تحت عنوان "الأنباء الملفقة". وهذا يشكل ارتقاء درجة في هوس رئيس الحكومة ازاء وسائل الاعلام، ولكن بمصطلحات ترامبية يعتبر هذا التقليد باهتا. اذا كان نتنياهو يريد أن يصبح ترامب، فليمضي حتى النهاية. لقد حدد ترامب اختبارا بسيطا: كل نبأ سلبي عنه، وليس مهما أين، يعتبر اكذوبة "انباء ملفقة" – والأخبار الايجابية هي الحقيقية فقط.
يدعي نتنياهو انه تم ارتكاب لينتش بحقه. لينتش؟ خلافا لترامب الجاهل، فان نتنياهو هو شخص مثقف. انه يعرف ان اللينتش هو عنف منظم، جماعي، ليس له أي أساس قانوني، ودائما يكون ضد الأقليات، الاجانب، "الآخرين" – الناس الضعفاء، العاجزين. خلال المئة سنة التي انقضت منذ تحرير العبيد في الولايات المتحدة تم قتل 5000 شخص في عمليات لينتش موثقة. ثلثا الضحايا كانوا من السود. وهناك عدد آخر غير معروف، كما يبدو عشرات الآلاف، الذين تم الاعتداء عليهم بالضرب والسرقة والاهانة في اعمال لينتش غير موثقة. في أماكن أخرى في العالم سموا ذلك بالمجازر. لا يا بيبي، ما يحدث هنا هو ليس لينتش.
الادعاء الشائع الذي خرج من بلفور (الشارع الذي يقيم فيه نتنياهو – المترجم) هو انه لا يتم استبدال السلطة بالعناوين والتحقيقات، وانما في صناديق الاقتراع. لكن "اليسار" الذي هو "الاعلام" ايضا، فشل في الصناديق، ولذلك يحاول "اسقاط" نتنياهو – بمعنى أنه يتآمر. هذا تحريض. الشرطة، والنيابة ومراقب الدولة والصحفيين والمستخدمين سابقا في منزله لم يولدوا لكي يشربوا دمه. التحقيقات لم تولد من اجل "اسقاطه". عمليا، ان الأمر الأخير الذي تحبه الشرطة او النيابة، هي تحقيقات من هذا النوع: انها حساسة ومعقدة، تولد الاكتظاظ في العمل والضغط الضخم – وباختصار مشكلة عويصة.
كل من حضر في يوم ما الى احدى هذه الجهات مع معلومات عن مسؤولين كبار، يعرف جيدا الرد الرادع، الخوف وصد حبة البطاطا الساخنة. في وسائل الاعلام، أيضا، لا يموتون على ذلك. غالبية وسائل الاعلام الاسرائيلية لا تملك قدرات، ولا رغبة كبيرة، في اجراء تحقيقات كهذه، لأنها مكلفة وتترافق بدعاوى وضغوط غير محتملة. اذا كانت هناك تحقيقات وتحقيقات صحفية، فهي بالتأكيد ليست ناجمة عن التحمس الزائد للتحقيق لدى الجهاز، وانما العكس تماما: وجود التحقيقات يعتبر نوع من الأعجوبة.
الكلمات التالية مفهومة ضمنا، ولكن حسب أقوال بيغن – فان المفهوم ضمنا، ايضا، يستحق قوله احيانا: الانجاز في الانتخابات لا يمنح السلطة المطلقة ولا الحصانة امام التحقيق. لقد اوضح نتنياهو ذلك عندما كان رئيسا للمعارضة. والان يتمسك شخصيا بقرون السلطة ويعرض التحقيقات والانتقادات كمؤامرة. الديموقراطية لا تنتهي في صناديق الاقتراع. انها اختبار يومي، وفي هذا الاختبار مني نتنياهو بالفشل.
لا تجعلوا البوابة الالكترونية مقدسة
يكتب يوسي بيلين في "يسرائيل هيوم": "نحن على حق. فعلا. العملية الارهابية في الحرم الشريف كانت خطيرة جدا. وحقيقة انه تم تنفيذها من قبل اسرائيليين جعلتها اصعب بكثير. حقيقة ان المقصود مواطنين عرب مسلمين من ام الفحم، من جهة، وافراد شرطة دروز، من جهة اخرى، جعلتها حساسة جدا. الشارع العربي في اسرائيل وقع في تخبط بشأن رده.
في "القائمة المشتركة" ظهر الخلاف بين الجبهة الديموقراطية التي رغبت بالشجب، وبين التجمع الذي لم يكن مستعدا لخطوة كهذه. إخلاء الحرم القدسي كان مبررا من الناحية الأمنية، لكن اعادة الوضع الى سابق عهده كان حيويا من اجل منع الشرخ مع الدول العربية التي تربطنا بها اتفاقيات سلام. البوابات الالكترونية لم يتم احضارها الى الحرم من اجل تغيير أي وضع راهن، وانما من اجل منع ادخال سلاح الى الحرم. مثل هذه الأبواب قائمة على مدخل حائط المبكى، وهي لا تهدف للمس بالمسلمين، وانما لمنع اعمال ارهابية.
اذا كنا مذنبين بشيء، فانه ينبع من كوننا لم نفعل كل ما كان في وسعنا من اجل التوصل الى اتفاق دائم مع الفلسطينيين وحل مسألة القدس والبلدة القديمة – ضمن القضايا الأخرى. ولكننا بدلا من ذلك فضلنا تحميل التهمة عن غياب الاتفاق للجانب الفلسطيني (الذي لم يخرج هو ايضا من جلدته في سبيل التوصل الى اتفاق دائم) وادعاء نقاوة ايدينا. لكن هذا لا يفسر او يبرر العنف الذي وقع يوم الجمعة الاخير. المشكلة ليست شعورنا بالعدالة، وانما الحاجة الى التصرف بحذر وبحكمة ومنع اندلاع موجة اخرى من العنف الذي يتحول سببه الاساسي (الحادث في غزة عشية الانتفاضة الاولى او الدخول الاستفزازي لرئيس المعارضة في حينه اريئيل شارون الى الحرم، عشية الانتفاضة الثانية) الى مسألة غير ذات اهمية.
يجب على الغالبية اليهودية في اسرائيل الفهم بأنه يوجد بين الأقلية الإسلامية التي تعيش هنا، من يقتنع تماما بأن المؤسسة تريد تغيير الوضع الراهن في الحرم. هناك تحريض يعتبر كل ظاهرة بمثابة دليل على هذا التغيير، ويوجد في اليمين (وفي الكنيست والحكومة) من لا يخفون نيتهم تغيير الوضع الراهن، الذي ينطوي على مركبات يصعب جدا تفسيرها، واخرى غير عادلة.
افترض بأن الكثير من المسلمين يفهمون بأن البوابات الالكترونية تهدف الى منع ادخال سلاح الى الحرم، ولكن حقيقة انها لم تكن قائمة في المكان حتى يوم الأحد، واصبحت هناك الان، تمنح للمتطرفين أداة ممتازة "للإثبات" بأن اسرائيل تتجه نحو تغيير الوضع. لا يجب ان تكون مؤرخا كبيرا لكي تعرف كم عدد احداث العنف التي وقعت بين اليهود والمسلمين خلال المئة سنة الاخيرة بسبب الحرم القدسي وحائط المبكى.
قبل بدء الحرب المبررة على البوابات الالكترونية، من المهم جدا ازالتها، خاصة وانه خلال الصلوات الحاشدة تصبح البوابات الالكترونية اداة للفحص العشوائي لعدد قليل، لأنها لا تستطيع الصمود امام اكتظاظ المصلين. الاقدام على هذه الخطوة الاسرائيلية التي تشمل ازالة عدة اجهزة، يمكن ان ترتسم كاستسلام، لكننا لسنا تماما الجانب الضعيف في هذه الحكاية، ومن المفضل الاسراع بعمل ذلك من اجل منع مواجهة زائدة وتحويل البوابات الالكترونية الى جزء من قدسية المكان.
يبحرون وراء المال
يكتب اليكس فيشمان في "يديعوت أحرونوت" ان احدى الزوايا المثيرة، وربما البالغة الخطورة في قضية الغواصات هي التصريح الذي منحته اسرائيل لألمانيا لبيع غواصات متطورة لمصر. هذا التصريح فاجأ رجال الجهاز الأمني في الحاضر والماضي، لأنهم يعرفون انه على مدار سنوات طويلة عارضت اسرائيل بشكل قاطع صفقات تحصل مصر من خلالها على منظومات اسلحة تشبه تلك التي تشتريها اسرائيل.
في الأسبوع الماضي، عندما تم الكشف عن القضية المصرية، سارع متحدثون مختلفون للقول بأن التصريح الاسرائيلي صدر شخصيا عن ايهود براك حين كان وزيرا للأمن. واليوم نكشف بأنه تم عقد صفقتين المانيتين مع مصر خلال فترتين مختلفتين.
الصفقة الاولى:
في 2009 حين كان مبارك رئيسا لمصر، طلبت مصر شراء غواصتين من شركة بناء السفن تيسنكروب. واستجاب وزير الأمن في حينه ايهود براك ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لطلب المصريين وسمحوا ببيعها الغواصتين، شريطة ان تكون أقل تطورا من الغواصات الاسرائيلية.
في اعقاب اسقاط نظام مبارك في 2011 ووصول الاخوان المسلمين الى السلطة بقيادة محمد مرسي، توجه نتنياهو وبراك الى السلطات الألمانية وطلبا الغاء الصفقة مع مصر. وقال الألمان انه لا يمكنهم في تلك المرحلة الغائها. وتسلمت مصر الغواصتين في 2016.
الصفقة الثانية:
في النصف الثاني من 2014، حين اصبح يحكم مصر الرئيس السيسي الذي يحافظ على حوار جيد مع اسرائيل، طلبت مصر شراء اربع غواصات من طراز متقدم جدا، وسفينتين مضادتين للغواصات. ولم يتم في حينه اشراك وزير الامن موشيه يعلون، والقيادة الأمنية الرفيعة، في النقاش حول الطلب المصري.
في تلك الفترة دخلت مصر في عملية حثيثة لبناء قوة بحرية فريدة من نوعها، في الحجم والنوعية، والتي لم تتفق بتاتا مع قدراتها الاقتصادية او احتياجاتها الاستراتيجية الفعلية. وفي السنوات الأخيرة اشترت مصر حاملتي مروحيات متطورة، وتقف الان على عتبة بناء احد الأساطيل العصرية والكبيرة في المنطقة.
لقد اكتشفوا في وزارة الأمن الصفقة بين مصر وألمانيا صدفة، وعندما تكشف الأمر، استهجن الجهاز الامني الأمر. وعندما توجه وزير الامن يعلون الى رئيس الحكومة في محاولة لفحص ما اذا تم اعطاء تصريح اسرائيلي، نفى نتنياهو ذلك.
من اصدر الأمر؟
في 2015 حصل عاموس غلعاد من نظيره الألماني على معلومات تفيد بأن الصفقة المصرية تمت بمصادقة الحكومة الاسرائيلية. وبما ان يعلون لم ينجح بالحصول على تصريح يؤكد ذلك من نتنياهو، قرروا في الجهاز الامني الطلب من شخص اسرائيلي – كان في طريقه الى المانيا – فحص الموضوع.
في أيار 2015 عقد لقاء عمل بين الشخصية الاسرائيلية الرفيعة وبين جهة رفيعة في الحكومة الألمانية. وطلب الاسرائيلي فحص سبب قيام المانيا ببيع غواصات متقدمة لمصر خلافا للاتفاق مع اسرائيل. ولشدة الحرج، وامام عدم فهم المسؤول الألماني لسبب طرح ادعاءات ضد حكومته، قام بفحص الموضوع فورا، وعرض امام محدثه الاسرائيلي، الذي اصيب بالدهشة، ادلة تثبت بأن جهة اسرائيلية رسمية صادقت على بيع الغواصات لمصر. وشملت الصفقة بيع مصر اربع غواصات متطورة وسفينتين مضادتين للغواصات.
وعاد المسؤول الاسرائيلي الى البلاد واكد لوزير الأمن، يعلون، بأن شبهاته صحيحة: الحكومة الاسرائيلية، رغم كل النفي، في حينه واليوم، وافقت على إلغاء معارضتها لصفقة الغواصات والسفن الالمانية – المصرية.
اذهبوا وراء المال:
في نهاية 2014، وبالتوازي مع الصفقة بين ألمانيا ومصر، اعلنت الحكومة الالمانية استعدادها لدعم ثلث الصفقة مع اسرائيل، والتي تشمل اربع سفن لحراسة حقول الغاز. ويبلغ حجم الدعم الألماني 127 مليون يورو. والشرط: الغاء المناقصة الدولية التي نشرتها وزارة الأمن لشراء السفن، وتحويل العمل لشركة بناء السفن الالمانية تيسنكروب، بدون مناقصة. ويوم امس، نشرت "يديعوت احرونوت" بأن المناقصة الأصلية كان يفترض ان تتم بين ثلاث شركات لبناء السفن في كوريا الجنوبية، لأن السفن التي تبنيها تيسنكروب اكبر واغلى ثمنا (1800 طن)، بينما كانت اسرائيل تحتاج الى سفن بوزن 1200 طن.
ولكن في اعقاب الدعم الالماني عادت شركة تيسنكروب الى الصورة – وتم الغاء المناقصة في كوريا. ومن جهته كان يسر سلاح البحرية الحصول بدلا من سفن الصواريخ الكورية السريعة، على سفن بريغاتا الالماينة، التي يضاعف حجمها بمرتين حجم السفن التي يملكها اليوم – ساعر 5، ولذلك دعم قادة سلاح البحرية الصفقة مع المانيا.
وبالمناسبة، على الرغم من التخفيض الألماني الا ان هذه السفن ستكون أغلى مما تم التخطيط له. فقد كشف الرئيس السابق لقسم المشتريات والانتاج في وزارة الامن، شموئيل تسوكر، هذا الأسبوع، بأن سلاح البحرية اجتاز الميزانية التي حددتها له وزارة المالية، وستكون صيانة هذه السفن اغلى بكثير مقارنة بالسفن الاصغر (الكورية).
يجب عدم استبعاد امكانية وجود علاقة بين التغيير في مكانة الألمان وبيع السفن المدعومة لسلاح البحرية وبين موافقة اسرائيل على الصفقة المصرية، التي حققت للشركة الالمانية مدخولا ماليا يزيد من مليارين يورو.
الصفقة الثلاثية:
اسرائيل تسمح لألمانيا ببيع غواصات متقدمة لمصر، وفي المقابل تحصل من المانيا على تخفيض كبير في صفقة سفن حقول الغاز. وهكذا يربح الجميع – باستثناء امن الدولة: الألمان، الذين حصلوا على تعاقد سمين مع مصر ومع اسرائيل، الوكلاء الاسرائيليين الذين يعملون مع شركة السفن الالمانية، وشاهدوا كيف تتحول الارباح الى الوكلاء الذين يعملون مع الكوريين، وحتى سلاح البحرية الذي حصل على سفن باهظة التكلفة واكبر حجما (رغم عدم وجود حاجة حقيقية لها).
في هذه المسألة، ضمن امور أخرى، سيكون لدى الشاهد الملكي ميكي غانور، الكثير مما يرويه لمحققي الشرطة.
سيضطر المحققون الى فحص المسائل التالية: ما هي العلاقة بين القرار الاستراتيجي غير المسبوق بالسماح ببيع غواصات متطورة لمصر (خلافا للغواصات المتدنية في الصفقة الاولى) وبين قرار شراء السفن من الشركة الألمانية نفسها؟ وهل التزم الالمان بدعم سفن الحراسة مقابل موافقة اسرائيل على قيام ألمانيا ببيع غواصات متطورة لمصر؟
6 أسئلة ستلزم لجنة التحقيق
يكتب غيورا ايلاند، في "يديعوت أحرونوت" ان استعداد ميكي غانور ليصبح شاهدا ملكيا في قضية الغواصات والسفن الأخرى، يزيد الاهتمام بالجانب الجنائي للصفقة، ولكنه من دون أي علاقة بالجانب الجنائي، تطرح اسئلة هامة، لا مثيل لها، حول اجراءات الشراء كما حدثت. وحتى اذا تبين ارتكاب مخالفات جنائية في هذه المسألة، تبقى هذه الأسئلة ذات اهمية كبيرة في الجانب العام. ولكن من يجب ان يقوم بفحصها؟
والمقصود ستة اسئلة حول الماضي، وسؤال واحد حول المستقبل. السؤال الأول هو: هل قصد رئيس الحكومة شراء ثلاث غواصات اخرى من المانيا، بالإضافة الى الغواصات الست (خمس غواصات موجودة والسادسة في الطريق)، وبعد ذلك فقط، وبضغط من وزير الامن يعلون، وافق على ان يبلغ عدد الغواصات 6 وليس 9.
السؤال الثاني يتعلق بتوقيت القرار. لو فرضنا ان عمر الغواصة يصل الى 30 سنة (وهو اكثر من ذلك)، فان اول استبدال للغواصات الاسرائيلية يجب ان يتم في 2027. وبما ان زمن بناء الغواصة يصل الى حوالي ست سنوات، فانه يمكن تأجيل القرار الى سنة 2021. لماذا كان من الملح عمل ذلك في الوقت الحالي؟
السؤال الثالث يتطرق الى نية اسرائيل شراء سفينتين اضافيتين مضادتين للغواصات. هذا الموضوع، ايضا، تم الغاؤه فقط لأن وزير الامن سمع عنه صدفة وتدخل. السؤال الرابع يتعلق بكل الاجراءات الغريبة المتعلقة بصفقة السفن المكرسة لحماية حقول الغاز، تغيير الصفقة والغائها وارساء العمل على شركة تيسنكروب، كمزود وحيد، رغم معارضة وزارة الأمن. السؤال الخامس يتعلق بمحاولة خصخصة احواض بناء السفن الاسرائيلية من وراء ظهر الجيش. واما المسألة السادسة والتي تعتبر اهم من الجميع، فتتعلق بالادعاء بأن مندوب رئيس الحكومة صادق للألمان على بيع غواصات مشابهة لمصر، رغم التفاهمات السابقة بين المانيا ووزارة الامن بأن لا يتم هذا الأمر.
حتى لو افترضنا ان التحقيق الجنائي لن يصل حد تقديم لوائح اتهام. الا يوجد هنا ما يستحق التحقيق فيه؟ المقصود سلسلة من الادعاءات بتحطيم الآليات بشأن طريقة تنفيذ الصفقات الأمنية. ولنأخذ، على سبيل المثال، نية شراء السفينتين المضادتين للغواصات من دون معرفة الجيش. هذا يشبه قيام رئيس الحكومة، او اي طرف من قبله، بالسفر الى الولايات المتحدة وطلب تشكيلين آخرين من طائرات 15־F من دون معرفة رئيس الأركان.
الميزانية التي تخصصها الدولة للمشتريات الأمنية هي امر محدد. وادارتها بشكل غير حكيم، والشراء قبل الموعد المطلوب، وشراء معدات أقل حيوية، والتخلي عن مناقصة لصالح مزود وحيد – هذه الامور كلها تنطوي على تكلفة متراكمة تصل الى مليارات، وعلى ضرر عسكري يصعب تقييمه. اليس من الصواب تشكيل لجنة للتحقيق في ذلك؟ محققو لاهف 433 خبراء في مجالهم، ولكن هل هم الجهة التي يجب ان تفحص، مثلا، كيف يتم التوصل الى تفاهمات سرية مع دولة اجنبية على بيع سلاح لدولة اخرى مثل مصر؟
بالإضافة الى الاسئلة المتعلقة بالماضي، هناك سؤال حول المستقبل. لقد التزم الألمان بإلغاء الصفقة اذا تبين انه تم دفع رشوة في اطارها. والحديث هنا عن مسألتين. اولا، ما الذي حدث مع الغواصة السادسة، التي يفترض وصولها الى البلاد خلال السنوات القريبة (بشكل شخصي اعتقد ان الغاء هذه الصفقة يعتبر امرا مطلوبا). تكلفة غواصة كهذه تصل الى 1.2 مليار شيكل، وتكلفة صيانتها لمدة 30 سنة تصل الى 2.1 مليار شيكل على الأقل. لدى الجيش احتياجات اكثر الحاحا. المسألة الثانية هي مشروع حماية حقول الغاز. لقد بدأ بناء السفن. هل سيتم وقف العمل؟ هل سيتم نشر مناقصة جديدة؟ هل ستكون هناك حاجة الى حلول تنفيذية اخرى في اعقاب التأجيل المتوقع؟ كما ان هناك حاجة الى لجنة رسمية لفحص موضوع اجراءات المشتريات، هناك حاجة ايضا الى قيام احد بمعالجة هذه المسائل المصيرية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالخميس 20 يوليو 2017, 6:42 pm

20.07.2017

مقالات
المساعدات التي يقدمها الجيش للسوريين – ليس إيثارًا، لكنها جديرة بالثناء
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان اكثر مهمة يتولاها الجيش الاسرائيلي هي الدفاع عن الدولة، من خلال اعداد قواته للحرب المحتملة. ولكن من بين كل المهام الأخرى التي ينشغل فيها الجيش، يبدو ان هذه التي تم عرضها بشكل كامل، يوم امس الاربعاء، هي الأكثر مثيرة ومشجعة. نشاط دائرة "الجيرة الحسنة" التي يقوم الجيش الاسرائيلي بتفعيلها في هضبة الجولان من اجل مساعدة سكان القرى الواقعة في الجانب الثاني من الحدود السورية، يستحق الثناء.
منذ سنوات تعتذر اسرائيل لأنها لا تقدم المساعدات لمواطني سورية وضحايا الحرب الاهلية الفتاكة التي تدور على مسافة بصقة من الحدود. وتم هنا وهناك نشر تقرير عن جرحى سوريين يتلقون العلاج في المستشفيات الاسرائيلية، لكنه تم رفض حتى فكرة استيعاب عدد رمزي من اولاد اللاجئين السوريين.
ويوم امس، كشف الجيش الاسرائيلي عن كل النشاط الذي يقوم به على الحدود السورية، وما تم عرضه امام وسائل الاعلام يثير التأثر فعلا: بالنوايا الطيبة، وبالتفكير الذي تم تكريسه ايضا للتفاصيل الصغيرة في المساعدات ونتائجها الاولية. وتشارك في هذا العمل، ايضا، تنظيمات اغاثة اسرائيلية ودولية، وبعض المكاتب الحكومية، لكنه يصعب التفكير بمؤسسة اخرى في اسرائيل، باستثناء الجيش، كان بمقدورها تنفيذ مشروع كبير كهذا بمثل هذا الحجم من الفعالية خلال فترة زمنية تقل عن سنة.
الجيش لا يعمل في الجولان بدوافع الايثار. أمام الحدود الاسرائيلية، في قطاع يمتد على حوالي 40 كلم وعلى عرض حوالي 15 كلم (من القنيطرة شمالا وحتى جيب داعش في منطقة المثلث الحدودي مع الاردن)، يعيش حوالي 200 الف مواطن سوري. خلال فترة الحرب انقطعوا عن نظام الأسد وتوقفوا عن تلقي الخدمات من دمشق.
في هذه المنطقة تقوم حوالي 80 قرية وبلدة، يسيطر عليها خليط من تنظيمات المتمردين المسلحة، من الميليشيات المحلية وحتى المجموعات المتماثلة مع جبهة النصرة، ذراع القاعدة في سورية. في هذه البلدات لا توجد سلطة مركزية موحدة، وهناك نقص خطير في البنى التحتية الأساسية، كالماء والكهرباء والعلاج الطبي الضعيف. والخدمات الاساسية التي كانت تقدمها الدولة في السابق، كالصحة والتعليم توقفت تماما.
والتقت الحاجة بالفرصة. في الجيش لاحظوا امكانية عقد صفقة مع سكان المنطقة: اسرائيل تدخل الى الفراغ الذي خلفه النظام وتقدم المساعدات، وفي المقابل تعمل الميليشيات المحلية على صيانة الهدوء على امتداد الحدود وتبعد التنظيمات المتطرفة عن السياج الحدودي. وعلى المدى البعيد، من شأن المساعدات التي تقدم للسكان ان تحسن صورة اسرائيل في نظر الناس الذين اعتادوا اعتبارها عدوا شيطانيا.
حجم المساعدات كبير ومفاجئ. حوالي 3000 جريح عولجوا في مستشفيات اسرائيل، ودخل الى اسرائيل حوالي 600 طفل، يرافق كل واحد منهم بالغ، لإجراء فحوصات طبية وعمليات جراحية. منذ كانون الثاني الماضي، يتم نقل مساعدات الى الجانب السوري، خمس مرات كل اسبوع، وتشمل ادوية، سيارات اسعاف، حاضنات، أجهزة تخطيط للقلب، وغذاء للرضع، ومواد غذائية أساسية، ملابس وبطانيات، مولدات كهربائية وسولار. كما ساعد الجيش على ترميم عيادات وغرف دراسية اصيبت خلال الحرب.
ويحظى الاولاد السوريين الذين يدخلون الى اسرائيل بأيام ترفيه، الى جانب العلاج الطبي، ويعودون الى بيوتهم مع ملابس جديدة. لقد فهم قائد الكتيبة في لواء الجولان، العميد يانيف عاشور، الحاجة الى ذلك عندما انتظر في البرد القارص، الساعة الرابعة والنصف فجرا، وصول اول وفد من الأمهات والأولاد، وشاهد الأولاد يصلون بسراويل قصيرة. وقدم رئيس الاركان غادي ايزنكوت اقتراحا من جانبه: تزويد الاولاد بملابس رياضة وكرات قدم.
وفي حزيران الماضي، تم استبدال المساعدات المرتجلة، بدائرة منظمة يترأسها ضابط برتبة كولونيل، تمت استعارته من مكتب منسق اعمال الحكومة في المناطق. العميد عاشور، الذي قاد تأسيس الدائرة، كان قد عاد قبل سنة من دورة تعليمية في بريطانيا، في كلية الامن القومي، سمع خلالها عن تفعيل وسائل "القوة اللينة". وبعد اجراء محادثة مع ضابطات من قسم الدراسات في شعبة الاستخبارات، واللواتي عرضن امامه ما وصفنه بتفويت الفرصة من قبل الجيش الأمريكي لتنظيم النشاط المدني الواسع بعد احتلال العراق في 2003، اقتنع نهائيا بالحاجة الى تطوير النشاط من اجل القرى السورية.
في الخلفية هناك بالطبع، تقارير لوسائل اعلام اجنبية – كان اخرها في "وول ستريت جورنال" قبل شهر – حول قيام إسرائيل بعمل عدة امور اخرى في الجولان السوري. وحسب تلك المنشورات، التي لم تخرج اسرائيل من جلدتها لنفيها، يتم نقل معدات حربية وذخيرة الى بعض تنظيمات المتمردين.
ورغم ذلك، يبدو ان التقدم يتم بحذر. الضباط والجنود الاسرائيليين لا يتجاوزون الحدود من اجل تقديم المساعدات المدنية. نقل المساعدات الى سورية واستلام الجرحى والأولاد من هناك يتم على امتداد الحدود، بعد فحص امني يهدف الى التأكد من عدم تحول تقديم المساعدة الى كمين لجنود الجيش الاسرائيلي.
عندما سئل عاشور عن التشابه مع "الجدار الطيب" الذي اقيم في المطلة في اواخر سنوات السبعينيات والمنطقة الأمنية التي سيطرت عليها اسرائيل، بدون تفكير كاف، في جنوب لبنان، لم يتبنّ المقارنة. يصعب رؤية الجيش يوصي الحكومة الان بإقامة مواقع في الجانب السوري من الحدود، رغم التحذيرات من تقدم قوات ايران وحزب الله الى المنطقة. اذا اتضح بأن وقف إطلاق النار الذي تم اعلانه في جنوب سورية حقق النجاح، ستحتاج اسرائيل الى حلفائها في القرى الممتدة على طول الحدود، للتأكد من عدم تسلل الايرانيين والميليشيات الشيعية التابعة لهم الى منطقة الحدود في ظل الاتفاق الذي توصلت اليه روسيا والولايات المتحدة.
السيادة في الحرم ليست في أيدي إسرائيل
يكتب نير حسون في "هآرتس" انه يصعب القول كيف ستنتهي الازمة حول الحرم الشريف، ولكن الأيام الأخيرة اثبتت بأن السيادة الحقيقية في الحرم ليست في ايدي اسرائيل، الأردن او الأوقاف، وانما في أيدي الفلسطينيين المقدسيين.
غالبا ما يميلون الى اختبار المجتمع الفلسطيني في القدس، من خلال ضعفه – الفقر، غياب القيادة، مصاعب الاحتلال، هدم البيوت ومصادرة الأراضي. ولكن في الايام الأخيرة، حقق الفلسطينيون في القدس انجازا غير مسبوق. فبواسطة الاحتجاج غير العنيف الذي شكل المقاطعة غير المسبوقة لدخول باحات الاقصى، دفعوا اسرائيل الى زاوية خطيرة، باتت تفكر جديا منها بالانسحاب وتفكيك الابواب الالكترونية. واذا تم اتخاذ قرار بهذا الشأن فسيتم قبل صلاة ظهر الجمعة، غدا. لأنه اذا تم الغاء صلاة الجمعة غدا، فسيكون هذا بمثابة سابقة تاريخية. وكما يبدو فان المرة الأخيرة التي حدث فيها هذا الأمر كانت في الفترة الصليبية قبل حوالي الف سنة.
في الاسطورة الفلسطينية في القدس، يعتبر الدفاع عن الاقصى سببا لوجودهم كمجتمع سياسي. بالنسبة لهم يعتبر الاقصى اكثر من مجرد رمز قومي او ديني: الحرم الشريف هو المكان الذي يشعر فيه الفلسطيني المقدسي بتحرر معين من ظلم الاحتلال. طوال غالبية ساعات النهار لا يوجد في المكان حضور اسرائيلي، وهذه هي اكبر منطقة خضراء ومفتوحة، في القدس الشرقية، وفي الوقت نفسه فيها ساحة تعج بالناس. التهديد بتغيير الترتيبات هناك هو تهديد ملموس لهويتهم وحياتهم اليومية. وقال مواطن من سلوان، امس ان "الناس لا يسألون كيف حالك او حال الأولاد، وانما يسألون ما الذي يحدث في المسجد".
في اول أيام المقاطعة نقل الوقف رسالة مزدوجة. الادارة المدنية للأوقاف، الخاضعة للقصر الملكي الأردني، طلبت من مستخدميها الدخول الى الحرم واجتياز البوابات الالكترونية. وفي الوقت نفسه امرت القيادة الروحية، التي تضم مشايخ القدس، بعدم اجتياز البوابات الالكترونية. واختار عمال الوقف الانصياع الى القيادة الروحية ولضغط الشارع بمقاطعة المكان. ومنذ ذلك الوقت والحرم خال تماما من الصملين. في الشرطة يحاولون الاظهار وكأن الفلسطينيين يسلمون بالبوابات الالكترونية، وفي الأيام الأخيرة حرصوا على نشر افلام لمسلمين يدخلون الى الحرم، لكنه من السهل التمييز بأن المقصود افراد، ويبدون كسياح من دول اسلامية وليسوا فلسطينيين. المقاطعة تصمد بل تتعزز، واللحظة التي سيسمعون فيها صوت المؤذن ينادي لصلاة الفجر باتت أقرب.
يوم امس، امر مفتي القدس بإغلاق مساجد الاحياء في القدس، يوم غد الجمعة، وتوجيه المصلين الى الحرم الشريف. يمكن الافتراض بأن مواطنين عرب من اسرائيل سيحاولون الوصول، ايضا، وان الشرطة ستحاول بالتأكيد منعهم. محفز المواجهة العنيفة في يوم الجمعة، هو الاكبر منذ دخول اريئيل شارون الى الحرم في 2000، قبل يومين من اندلاع الانتفاضة الثانية. حتى اذا لم تتحقق السيناريوهات الخطيرة ومرت صلاة الجمعة بهذا الشكل او ذاك بسلام، فان موجة العنف غير مستحيلة.
كيفما انتهت هذه الأزمة، فإنها كشفت مشكلة صعبة في شكل اتخاذ القرارات في الجانب الاسرائيلي. لا يجب ان تكون خبيرا في تاريخ الحرم كي تتوقع النتيجة. "كانت هناك الكثير من الاحداث التي رغبت خلالها اسرائيل بفرض سيادتها على الحرم من جانب واحد، وانتهى الأمر دائما بسيادة اقل مما كان قبل ذلك. هكذا حدث مع شارون في 2000، حيث تم بعدها اغلاق الحرم امام الاسرائيليين طوال ثلاث سنوات"، يقول البروفيسور يتسحاق رايتر من الكلية الاكاديمية اشكلون، ومعهد القدس لدراسة السياسات. وهكذا حدث مع جسر المغاربة، ونفق المبكى وغيرها. يبدو ان من اتخذ قرار البوابات الالكترونية لم يعرف هذا التاريخ او لم يفكر بأن له صلة بالقرار، وربما هذا هو الأمر الاكثر مثيرا للقلق في هذه الأزمة.
لا لاحتواء الارهاب الى الأبد
يكتب د. افرايم هرارا، في "يسرائيل يهوم" ان الجنرال دافيد ميمون كان الحاكم العسكري لغزة في سنوات السبعينيات. وعندما تم تعيينه للمنصب قالوا له بأنه لا يوجد حل للإرهاب، وكل ما يمكن عمله هو احتوائه فقط. لكن الجنرال ميمون لم يقتنع، ونجح من خلال تفعيل طريقة مدروسة، بالانتصار على الارهاب. وكتب حول طريقته تلك في كتابه "الارهاب المهزوم". وكانت مبادئ طريقته بسيطة جدا: "خوض حرب شاملة ومخادعة ضد الارهابيين وقواعدهم، وتدعيم الجمهور الهادئ. وكمنت عبقرية الجنرال ميمون في تطبيق الطريقة بدون تسوية. اليوم، مع تيقظ الغليان في اعقاب العملية في الحرم القدسي، من المناسب ليس ان نتذكر تلك المبادئ فقط، وانما تطبيقها دون ان نأخذ في الاعتبار المتشائمين الذين يؤيدون الاحتواء.
بالنسبة للقسم الاول – محاربة الارهابيين وقواعدهم بإصرار – من المؤسف ان نرى بأننا ابعد ما يكون عن ذلك. خلال الموعظة التي القاها فور وقوع العملية في الحرم، وصف رئيس الجناح الشمالي للحركة الإسلامية في اسرائيل، الشيخ رائد صلاح القتلة بأنهم "شهداؤنا من ام الفحم، محمد ومحمد، ومحمد"، وادعى ان اسرائيل مسؤولة عن سفك الدماء، وصلى بأن "يتقبل الله الشهداء ويجمعهم بالأنبياء والصديقين والطاهرين".
ما هو العقاب الذي تلقاه صلاح على دعمه الواضح للإرهاب؟ لا شيء. انه يتجول حرا دون ان يفتح احد فمه او يزعجه. ما الذي حدث لأولئك الذي جاؤوا لسماعه ولأولئك الذين يدعمونه؟ لا شيء. صحيح ان الجناح الشمالي للحركة الاسلامية اخرج عن القانون، لكن نشطائه يواصلون التحريض على كراهية اسرائيل بدون أي ازعاج. ما الذي يحدث للمدارس داخل الخط الأخضر التي تعلم حسب منهاج التعليم الفلسطيني، والتي تدعو كتبها الى الجهاد ومحاربة اليهود وتشطب اسرائيل من الخارطة؟ لا شيء. هناك فشل متواصل في منع دعم الارهاب والتثقيف على الارهاب. ليس مفاجئا ان هذا التثقيف يثمر على شكل مسلمين اسرائيليين يحملون السلاح ويقتلون اليهود والدروز معا.
وماذا بالنسبة لدعم التيارات المعتدلة؟ البدو القلة الذين يريدون التجند في الجيش يبلغون عن الاعتداءات عليهم من قبل المسلمين في اسرائيل، وعن التمييز ضدهم في الحصول على عمل في اماكن سكناهم في البلدات البدوية في النقب التي تحكمها غالبا الحركة الاسلامية. هذا يعني انه ليس فقط لا يتم رعاية المعتدلين الذين يريدون الاندماج بشكل هادئ في حياة الدولة، وانما لا يعاقبون من يميزون ضدهم وينكلون بهم.
هكذا سلكت اسرائيل في اتفاقيات اوسلو، عندما تخلت عن القيادة المحلية المعتدلة وتوجهت الى الارهابيين الفاسدين الذين طردوا الى تونس خلال حرب لبنان الاولى، واعادتهم الى المناطق. تعيين هؤلاء المجرمين على رأس السلطة الفلسطينية اثمر المتوقع: دفيئات ارهاب، فساد، سلطة لا تجري انتخابات، اعدام من يبيع ارض ليهودي، سلطة نقية من اليهود، تثقيف يربي اجيالا على كراهية إسرائيل واليهود، والمستعدين للتضحية بأنفسهم في الجهاد لتصفية اسرائيل.
المسلمون المعتدلون الكثر يرون اعمال حكومة اسرائيل ويفهمون بأن عليهم عدم رفع رؤوسهم ضد المتطرفين الذين يسيطرون بالقوة والمال الايراني والتركي والقطري على المؤسسات التي تمثل المسلمين في البلاد. فهي لن تقف الى جانبهم اثناء الضائقة. من المناسب جدا ان نتبنى طريقة الجنرال ميمون الذي لم يستمع الى التحذيرات الجبانة من المطالبين بالاحتواء، وعرف كيف ينتصر على الارهاب ورعاية المعتدلين.
ليس موضوعا لطرفة
يكتب يوسي شاين، في "يديعوت احرونوت" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو معروف بهمساته العلنية وببث رسائل متناقضة. وكما فعل في موضوع وزير الخارجية الالماني حيث "رفض" رؤيته حين زار اسرائيل، بينما اراد في الواقع رؤيته، يمكن ان يكون الانتقاد القاسي الذي وجهه في بودابست، امس، الى الاتحاد الاوروبي على مسامع قادة بولندا والتشيك وسلوفاكيا وهنغاريا، ليس موجها اليهم فقط، وانما الى العالم كله.
نتنياهو سياسي ذكي، في البداية فاخر امام قادة اوروبا الشرقية بأنه لا يتحدث وفق الصواب السياسي، لكنه في الوقت نفسه اراد القول بأنه لم يقصد: "هذه طرفة"، قال متحفظا. اذن، ما الذي قصده عندما حذر من انه اذا لم تكن اوروبا على علاقة جيدة مع اسرائيل فانه يمكن لها ان "تخفت وتختفي؟"
نتنياهو يفهم جيدا بأن اوروبا تواجه ازمة: دول شرق القارة الذين استجدوا قبولهم في السوق المشتركة في سنوات التسعينيات، وتم امتحانهم في الاختبار الديموقراطي، بدأت تهرب في العقد الأخير من النموذج الليبرالي وتتنكر لتعدد الثقافات. حكومة هنغاريا بقيادة فيكتور اوربان، وحكومتي بولندا وسلوفاكيا، تمران في السنوات الأخيرة في حالة تراجع عن الديموقراطية: انها، عمليا، تتقبل ادعاءات نتنياهو بأن الاتحاد الاوروبي ينشغل في "ادعاء البراءة" في مواقفه المتعلقة بمسألة الهجرة الإسلامية والأقليات.
في اوروبا الشرقية يؤمنون اليوم بأن الديموقراطية الليبرالية تهددهم ولذلك يعودون الى تجربة نماذج قومية ولا سامية متعفنة – لا بل فاشية – في كراهية الأجانب. لكن مشاعرهم لا تختلف حقا عن تلك التي يسود الشعور بها في اوروبا الغربية، حيث بدأت الكثير من الدول تفهم بأن الليبرالية شدت الخطوط الى ابعد ما تستطيع – الأمر الذي يشرح لماذا تزيد الاحزاب اليمينية من قوتها هناك ايضا.
لقد كان نتنياهو محقا عندما ادعى امام قادة اوروبا الشرقية بأن الاتحاد الاوروبي اصبح اقل صلة في العالم مقابل قوى عظمى صاعدة كالهند والصين. كما انه محق في كون اسيا تتقرب من اسرائيل بسبب الابتكارات التكنولوجية: مجلة "فورباس" التي نشرت مقالة حول صناعة السيبر في العالم، وضعت اسرائيل في المكان الاول ونتنياهو كموجه للرؤية. في تصريحاته يسعى نتنياهو الى طرح نفسه كزعيم دولي وكمبلور، ظاهرا، لنموذج الدولة القومية الحديثة – التي لا تتقبل املاءات اوروبا الغربية بشأن المجتمع متعدد الثقافات والحدود المفتوحة.
وبذلك، فان الرسالة التي سعى نتنياهو لتحويلها الى اقرانه في اوروبا الشرقية واضحة: نحن نعيش في عالم جديد من الديموقراطية غير الليبرالية المتعددة الثقافات، بالضرورة. ولكن، مع ذلك، انه يعرف جيدا انه اذا ابتعدت اسرائيل، معاذ الله، اكثر من اللزوم عن القيم الليبرالية التي قامت عليها، فإنها ستخاطر ليس فقط بالتدمير الذاتي – وانما، ايضا، بالتنكر لها من قبل الاسواق والدول الاوروبية الغربية، التي لا تزال اسرائيل بحاجة اليها. ولذلك، وعلى الرغم من ان نتنياهو قد يكون محقا في تحليل الوضع، الا انه بالغ، كعادته، في الآثار المحتملة. اوروبا لن تختفي، واذا حدث ذلك، فقد نندم على ذلك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالأحد 23 يوليو 2017, 6:47 am

23.07.2017

مقالات

  • رسالة نتنياهو الى العالم: تقبلوا اسرائيل كما هي، محتلة ومستوطنة
  • يكتب ألوف بن، في "هآرتس" ان "خطاب بودابست" الذي دعا من خلاله الأوروبيين الى التوقف عن دعم الفلسطينيين، هو اوضح تعبير حتى اليوم لمفهوم رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو. لقد حضر الى مدينة الدانوب كنجم روك عالمي ومقرب من الرئيس الامريكي دونالد ترامب، وطار قادة بولندا والتشيك وسلوفاكيا للقائه مع المضيف الهنغاري. وخلال الاجتماع شبه المغلق، تحرر نتنياهو من الموانع والبلاغة التي تلف خطاباته الرسمية، وتخلى عن الصواب السياسي واطلق العنان للسانه. وعلى الأقل، في المقطع الذي تم بثه الى الصحفيين (كما يبدو نتيجة خطأ)، لم يتحدث نتنياهو عن "السلام" او عن "رؤية حل الدولتين" وانما عن القوة المتزايدة لإسرائيل كرافعة للتحالفات مع دول اخرى، وهي رسالة يكررها في كل ظهور له خلال السنة الأخيرة.
  • في الطريق الى بودابست، فاجأ نتنياهو، خلال زيارته لباريس، بتوجيه انتقاد علني بالغ لإدارة ترامب. فقد اتهم نتنياهو صديقه في البيت الابيض، بتهديد المصالح الأمنية الاسرائيلية، في الاتفاق الأمريكي – الروسي لوقف اطلاق النار في سورية. لقد دأب نتنياهو على التحدث بهذه اللهجة ضد الرئيس الأمريكي السابق براك اوباما والاتفاق النووي مع ايران، ولكن هل هكذا يجري الحديث عن الصديق ترامب؟ بعد ثماني سنوات من الخلافات والاحتكاكات في أيام اوباما، كان يمكن التوقع بأن يحل نتنياهو وترامب الخلافات بينهما عبر قنوات هادئة ولا يبحثان عن الشرخ في العلاقات. لكن رئيس الحكومة لا يرتدع، واضاف الى ادعاءاته ضد صفقة ترامب السورية، استهتارا ظاهرا بمبادرة السلام التي يعرضها الرئيس الامريكي.
  • ما الذي يحدث هنا؟ لقد شعر نتنياهو، كما يبدو، بأن ترامب ضعيف ومعزول، يواجه صعوبة في ادارة الأمور، والأهم من هذا كله – انه لا يسيطر على الكونغرس، الحصن الداعم لرئيس حكومة اسرائيل. مجموعة من "المتمردين" الجمهوريين في مجلس الشيوخ افشلت هذا الأسبوع قانون التأمين الصحي الذي طرحه ترامب، وابقت على اصلاحات "اوباما – كير". نتنياهو يفهم في السياسة، وهو يعرف انه في هذا الوضع، ليس هناك ما يجعله يخاف من الادارة الجديدة، كما لم يخف من المواجهات مع سابقتها. انه يفترض بأن الغالبية الجمهورية في الكونغرس ومجلس الشيوخ ستحبط أي محاولة يقوم بها ترامب لفرض "الصفقة النهائية" مع الفلسطينيين، على اسرائيل. عدة محادثات واهية اخرى مع المبعوثين جارد كوشنر وجيسون غرينبلات، عرض عدد آخر من الأفلام عن التحريض الفلسطيني، وتنضم مبادرة ترامب السلمية الى كوم الخردة الذي يضم سابقاتها.
  • يقف في أساس نشاط نتنياهو الدبلوماسي تقديره بأن الولايات المتحدة تضعف وتطوي ببطء اعلامها في الشرق الأوسط. زيارة حاملة الطائرات "جورج دبليو بوش" الى ميناء حيفا، بعد توقف كبير عن هذه الزيارات، منذ ايام الانتفاضة الثانية، لا يموه الاتجاه العام. لقد تم تخفيض سعر النفط، ولم تعد امريكا تعتمد على استيراده من الشرق الاوسط. الرأي العام انعزالي، متحفظ من الحروب البعيدة عن البيت. الشرخ الداخلي في الولايات المتحدة عميق ومتسع، ونتنياهو ينحاز فيه الى الجانب المحافظ، لا بل لا يحاول عرض موقف "ثنائي الاحزاب". ربما لم يعد بالإمكان الاستمتاع بالدعم من كل المعسكرات في وقت تواجه فيه الامة الأمريكية الانقسام في كل قضية. من المفضل الاستمتاع بدعم الجمهوريين الذين يبدو ان سيطرتهم على الكونغرس لا تهتز.
  • نتنياهو يرى في الجمهور المسيحي قاعدة للدعم الهام لإسرائيل في الولايات المتحدة، والى جانبه اليهود الارثوذكس. قراراته الأخيرة ضد الاصلاحيين والمحافظين – الغاء مخطط حائط المبكى وتحريك قانون التهود – تعكس انقطاعا استراتيجيا عن اليهود الليبراليين في امريكا. هذه ليست نزوة بسبب ضغط آني من قبل الاحزاب الدينية في اسرائيل، وانما قرار مدروس، حظي بدعم شبه كامل في الحكومة. في محيط نتنياهو القريب يفترضون بأن اليهود الليبراليين هم ظاهرة عابرة ستختفي بحد ذاتها في الجيل القادم، بسبب الزواج من غير اليهود وفقدان الاهتمام بالتقاليد اليهودية او بإسرائيل. لقد هدد اليهود الليبراليين طوال سنوات بالانفصال عن اسرائيل اذا واصلت التمييز ضد تياراتهم الدينية، وبعضهم عارضوا بصوت مرتفع استمرار الاحتلال في المناطق. لكنهم لم يتوقعوا ان تقوم الحكومة الاسرائيلية بالانفصال عنهم اولا.
  • هذه هي رسالة نتنياهو: من يريد دعم اسرائيل، يجب ان يتقبلها كما هي، مع الاحتلال والمستوطنات. من يتقبل اسرائيل فقط داخل الخط الأخضر، كالاتحاد الاوروبي، هو "مجنون" وغير مرغوب فيه هنا. يمكن للإصلاحيين مواصلة الصلاة في الجادة الخامسة، ومشاهدة حائط المبكى عبر الصور. اوروبا الليبرالية، المناصرة لحقوق الانسان والمواعظ الاخلاقية، تغيب وتتراجع تحت ضغط امواج اللاجئين من الشرق الاوسط. نتنياهو لا يحتاج اليها؛ وحسب رأيه فانه يجد بدائل في روسيا والصين والهند، وبشكل اقل علني، في السعودية ومصر والامارات المتحدة.
  • في هذه الأماكن يقدرون القوة فقط وليس العدالة. المهم ان تواصل المانيا تزويد الغواصات لإسرائيل والتي ستمنح الدعم لتهديدات نتنياهو المتكررة ضد ايران (من يهددنا يعرض نفسه لخطر الوجود"، "التهديد بإبادة من يهدد بإبادتنا"). يمكن دائما الامساك بالدعم الالماني بواسطة المزيد من مراسم ذكرى الكارثة، كما فعل نتنياهو هذا الأسبوع في فرنسا وهنغاريا. الان يجب فقط العثور على رد مشابه، يزيل عن الجدول الأسئلة المزعجة التي يطرحها محققو لاهف 433.
  • الولايات المتحدة سلمت، رسميا، سورية لروسيا وايران
  • يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" انه لا يمكن مواصلة اتهام دونالد ترامب بعدم التماسك، على الأقل في الموضوع السوري. في شهر كانون الأول الماضي، قبل تسلمه لمنصبه، صرح بأن الولايات المتحدة يجب ان تتوقف عن السباق لإسقاط انظمة. في حينه قصد الرئيس الأسد، الذي تحول اسقاطه الى احد اسس السياسة الخارجية لإدارة اوباما في الشرق الاوسط. قبل حوالي شهر، اتخذ ترامب القرار الكبير، وربما اكبر قرار له حتى الان: التوقف عن مساعدة الميليشيات السورية التي تحارب الاسد. ويوم امس، نشرت واشنطن بوست القرار الذي، وبشكل اكبر من مفاجأته للميليشيات، زود روسيا بالمصادقة النهائية على انها صاحبة البيت في سورية. وليس هي فقط، وانما يمكن لإيران ان تشعر بالرضا، ايضا، من قرار ترامب سحب البساط من تحت أقدام عشرات الميليشيات التي تحارب حتى الان ضد استمرار سلطة الأسد.
  • الميليشيات نفسها تعرف منذ اشهر طويلة، الموقف الأمريكي الذي لا يعتبرها قوة ملموسة تستحق الرعاية، خاصة بعد احتلال قوات الاسد لمدينة حلب في العام الماضي. ذلك الاحتلال الذي تحول، كالمتوقع،  الى نقطة تحول استراتيجي في ساحة الحرب نفسها، وفي المعركة الدبلوماسية التي تسعى لتحقيق اتفاق لإنهاء الحرب. بعض الميليشيات، كالجيش السوري الحر الذي يحارب في شمال سورية "في خدمة" تركيا، والوحدات التابعة لها، فقدت "رسالتها" القومية وتحولت الى مرتزقة ينحصر دورها في تحقيق مصالح دول اخرى وليس العمل ضد الأسد.
  • وهناك قسم آخر من الميليشيات، كتلك التي تعمل في جنوب سورية، في المناطق المجاورة للأردن واسرائيل، يتم تفعيلها من قبل ما يسمى "قيادة العمليات العسكرية". وتعمل هذه القيادة من الأردن ومنها يتم تنسيق نشاطات التدريب والعمليات العسكرية، وهي التي تمول الميليشيات في جنوب سورية. ولكن لا تخضع كل الميليشيات للقيادة في الأردن، وحتى تلك التي تنسق نشاطاتها معها، لا تتمسك، بالضرورة، بالمهام التي اعدت لها.
  • أَضف الى ذلك انه اتضح بأن الميليشيات التي تملك اكبر قوة هي بالذات التي لا يمكن للإدارة الامريكية ولا ترغب بمساعدتها لأسباب مفهومة. احداها جبهة النصرة، او باسمها الجديد "هيئة تحرير الشام"، التابعة للقاعدة، وميليشيا "احرار الشام" التي تضم مجموعات راديكالية كثيرة السلاح. وتواصل هذه الميليشيات ادارة المعارك في الأساس في منطقة ادلب، خاصة بينها وبين نفسها.
  • الفهم بأن دعم الميليشيات المعادية للأسد لا يحقق نتائج ملموسة على الأرض، قاد في حينه الرئيس اوباما الى الاستنتاج بأن عرض التضامن مع معارضي النظام يمكن ان ينحصر في تقديم المال والسلاح للمتمردين ولكنه لن يلزمه بأي شكل من الأشكال، على ارسال الجنود الى سورية. ترامب، الذي قام وبشكل استثنائي، بإطلاق 60 صاروخا على هدف محدود في سورية، الى القاعدة التي ربما يكون الجيش السوري قد استخدم منها السلاح الكيميائي، لخص بذلك تدخله العسكري في النضال ضد الأسد. القوات الأمريكية ستواصل العمل ضد داعش، بمساعدة مكثفة من القوات السورية الديموقراطية التي تضم غالبية كردية واقلية عربية. لكن معالجة الترتيبات الأمنية داخل سورية، وترسيخ وقف إطلاق النار في جنوب سورية، وانشاء المناطق الأمنية، وبشكل خاص، توجيه الخطوات السياسية، ستنتقل الى ايدي روسيا وايران.
  • هذا القرار الامريكي يلغي الان الدعم السياسي (والذي لم تكن له اهمية عملية)، الذي خلق الانطباع بأن الميليشيات تتمتع في المعركة على مستقبل سورية، بشريك في الغرب سيصد السيطرة الايرانية والروسية على سورية. ولكن هذا، ايضا، لا ينطوي على تحول ثوري، لأن تركيا، التي تعتبر اشد المعارضين لاستمرار سلطة الأسد، اوضحت قبل اشهر طويلة بأنها لن تعارض استمرار سلطة الأسد "خلال فترة انتقالية"، أي غير محدودة. اضف الى ذلك ان الرئيس الفرنسي عمانوئيل مكرون، اعلن هذا الاسبوع بأن اقالة الأسد ليست شرطا مسبقا للمفاوضات على مستقبل سورية، وعمليا لم تتبق أي قوة، باستثناء السعودية، تتبنى موقف الميليشيات وتطالب بإقالة الأسد قبل أي خطوة سياسية.
  • وهنا يكمن التساؤل حول كيفية رد دول مثل تركيا والسعودية وقطر والامارات المتحدة على القرار الامريكي، كونها الدول التي تحملت تمويل الميليشيات (لكل دولة منها ميليشياتها) اكثر من الادارة الأمريكية. يمكن التكهن بأن هذه الدول ستواصل رعاية وتمويل وتسليح الميليشيات الموالية لها، كما فعلت حتى الان من دون علاقة بالمساعدة الامريكية. وبذلك فإنها ستطيل من دون أي جوهر، الصراع العنيف في سورية، من خلال الحفاظ على مصالحها العينية.
  • ·        المساعدات المتنازع عليها
  • ينعكس المثال البارز للانشقاق الخطير في مصالح القوى الكبيرة، في التوتر العالي الذي يتراكم بين تركيا والادارة الامريكية. وقد وصل هذا الاسبوع الى ذروة غير مسبوقة عندما نشرت وكالة الأنباء التركية "الأناضول"، خارطة القواعد العسكرية الامريكية في شمال سورية، وعدد الجنود الذين يخدمون فيها. هذه سابقة اثارت غضبا كبيرا ليس في واشنطن فحسب، وانما لدى كل الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، لأنه لم يحدث حتى الان ان قامت دولة عضو في الحلف، بكشف الاسرار العسكرية لدولة اخرى. والاخطر من ذلك ان نشر الخارطة والتفصيل العسكري يهدد حياة الجنود الامريكيين والقواعد التي يرابطون فيها.
  • احد المراسلين الامريكيين الذي طلب تعقيب الادارة، طولب من قبل البنتاغون بعدم نشر الخارطة رغم انها نشرت في الموقع التركي. صحيح انه تم نشر مواقع بعض القواعد قبل عدة اشهر، وهي معروفة على الاقل للميليشيات الناشطة في شمال سورية، لكنه لم يتم ابدا نشر الامور بشكل دقيق هكذا، وبالذات من قبل حليف.
  • وترجع الذريعة لهذا النشر الى الخلاف العميق حول المساعدات الامريكية للقوات السورية الديموقراطية التي يشتبه محاربوها الاكراد بالتعاون مع حزب العمل الكردي الذي تعتبره تركيا تنظيما ارهابيا. وتدعي انقرة ان السلاح الأمريكي الذي يخدم قوات هذه الميليشيات في الحرب ضد داعش في منطقة الرقة، ينتقل قسم منه، او سينتقل مستقبلا، الى التنظيمات الكردية التي تمارس نضالا عنيفا ضد تركيا.
  • الوعد الأمريكي بأنه سيتم جمع هذه الأسلحة من أيدي الأكراد بعد انتهاء الحرب، لا يطمئن تركيا، وبحق. فلقد انتقلت الكثير من الاسلحة الأمريكية الى التنظيمات الارهابية بعد الحرب في افغانستان والعراق. ومن جانبها تعتبر واشنطن الاكراد قوة حيوية وناجعة في الحرب ضد داعش، ولا تنوي، حاليا على الأقل، التوقف عن مساعدة هذه الوحدات والتعاون معها.
  • من شأن التمييز الأمريكي بين الميليشيات الكردية التي تحارب ضد داعش وتستحق المساعدة، والميليشيات التي لن تحصل على المساعدة في حربها ضد الأسد، ان توسع الصراع الداخلي بين الميليشيات الكردية ومحاربي الجيش السوري الحر الذين يحاربون الى جانب الجيش التركي، من اجل توسيع منطقة السيطرة التركية في سورية.
  • السفير التركي لدى واشنطن، سردار كيليتش/ وصف سياسة دعم الأكراد بأنها "خطأ استراتيجي" وقال ان احتلال الرقة يمكن ان يتم من قبل قوات امريكية وتركية. ويذكر المتحدثون الأتراك بأن تركيا اقترحت ارسال عشرات الاف الجنود الى هذه الحرب، لكن الخلاف كان على عددهم. الولايات المتحدة طالبت بارسال 80 الف، بينما اعتقدت تركيا ان هذا الرقم مبالغ فيه وان الولايات المتحدة لا تملك فعلا خطة عمل منظمة. التخوف السائد الان هو من توسيع التدخل التركي في منطقة ادلب والمواجهات المتوقعة بين قواتها وبين الميليشيات المحلية، وهو ما قد يجعل الولايات المتحدة، التي تريد الانسحاب من الحلبة السورية بعد احتلال الرقة، تضطر الى ترك قوات لها هناك من اجل منع الحرب بين تركيا والقوات المحلية.
  • اذا كانت تركيا راضية جدا الان من الانسحاب الامريكي فان على الأكراد بالذات الذين يحظون بالدعم من قبل واشنطن الشعور بالقلق. صحيح ان مساعدتهم مضمونة طالما تواصلت الحرب ضد داعش، لكنه يحق لهم الاستنتاج بأن هذا الدعم محدود في الوقت والظروف، لأن تركيا، رغم المواجهة مع واشنطن ستبقى حليفا هاما اكثر من الأكراد الذين سينتهي دورهم مع داعش. يمكن للأكراد السوريين البحث عن حليف لهم اكثر استقرارا من الولايات المتحدة في حربهم ضد السيطرة التركية، ولن يكون من المبالغ فيه التكهن بأن ايران بالذات، التي ظهرت كشريك مخلص للميليشيات الشيعية في العراق وسورية، قد تصبح الحليف الجديد.
  • ·        هناك حاجة الى تغيير الاستراتيجية
  • ايران باتت تدير علاقات وثيقة مع القطاع الكردي في العراق، وخاصة مع الجناح الشرقي لرجال جلال طالباني، ولا خلاف بينها وبين الاكراد السوريين في مسألة استمرار ولاية الأسد، ويمكن للأكراد بمساعدة ايران وروسيا الحصول على مقعد في النقاشات السياسية حول مستقبل سورية، والتي تم اقصاؤهم منها حتى الان، بضغط من تركيا وبموافقة الولايات المتحدة. قرار ترامب يذكر بالشيعة الذي "دعتهم" الولايات المتحدة بعد حرب الخليج الاولى الى التمرد ضد صدام حسين واسقاطه. المساعدة التي تم وعد الشيعة بها لم تصل وتم قتل الاف الشيعة. في حينه تخوف الرئيس بوش الاب من اسهام دعم الشيعة بتضخم قوة ايران وفضل الابقاء على صدام في السلطة كقوة رادعة لإيران. والان يلجأ ترامب الى سياسة مشابهة ستزيل العقبات الأخيرة امام ترسخ ايران في سورية، فيما يعتمد على بوتين في وقف الانجراف الايراني.
  • حاليا، ليس مطروحا بين الاوراق، سيناريو متفائل حول امكانية قيام الدول العربية باستغلال القرار الأمريكي من اجل دعوة الاسد للعودة الى الحضن العربي وتلقي مساعدات لإعادة بناء الدولة مقابل اصلاحات سياسية ملموسة، تشمل اشراك كل خصومه السياسيين في السلطة.
  • وستبقى العيون ترنو الى روسيا وايران. قوات "الدوريات" الروسية التي دخلت هذا الأسبوع الى محافظة درعا من اجل مراقبة وقف إطلاق النار، واعادة انتشار قوات حزب الله، وفقا للخارطة المخططة للمنطقة الأمنية، وخاصة الهدوء النسبي الذي تم الحفاظ عليه في منطقة وقف اطلاق النار، هي دلائل ايجابية على ان سورية وايران تفهمان مصالح احداهما للأخرى. الخطوة القادمة هي تحقيق الاستقرار في المنطقة الأمنية وابعادها عن الحدود مع اسرائيل والأردن. وفي المقابل، تناقش تركيا وروسيا وايران الان، انشاء منطقة امنية في ادلب. وهذه ستكون الان هي الاختبارات الحقيقة لقدرة روسيا على ادارة سورية.
  • بعد انصراف الولايات المتحدة من الملعب (باستثناء محاربة داعش) تتعزز مكانة ايران وتركيا في العملية السياسية. في ظروف اخرى كان يمكن لإسرائيل الاستعانة بتركيا كشريك استراتيجي للحفاظ على مصالحها. لكن في الظروف الحالية، لا تزال تركيا تعتبر دولة مشبوهة تقلق اسرائيل بسبب تقربها من روسيا وايران. والاهم من ذلك، ان اسرائيل تحتاج الى تغيير النموذج الاستراتيجي امام الظروف التي تحولت فيها روسيا الى عامل فاعل في سورية بشكل خاص، وفي الشرق الاوسط عامة، في الوقت الذي تحمل فيه الولايات المتحدة نفسها باتجاه الخروج من المنطقة.
  • الجهاز الامني توقع من نتنياهو القيام بخطوة صحيحة وازالة البوابات الالكترونية
  • يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس"  ان الأمر كان يحتاج الى وزير واحد وحجر واحد تم القاؤه في البئر، من اجل شغل عشرات المهنيين في محاولة اخراجه طوال اسبوع. ومن دون توفير حل للأزمة المصطنعة التي قام الجانب الفلسطيني بتضخيمها حول قرار اسرائيل انشاء بوابات الكترونية على مداخل الحرم القدسي، تقف اسرائيل أمام اخطر وضع واجهته خلال السنوات الأخيرة. عشرات الاف المصلين سيصلون الى البلدة القديمة، والشرطة تستعد لصدامات عنيفة على الحواجز.
  • تقريبا، يتحول كل خلاف حول ما يحدث في الحرم الى مسألة رمزية، ان لم تكن مقدسة، الى حد بات الناس على استعداد حتى للموت من اجله. هكذا حدث هذا الأسبوع، بسبب البوابات الإلكترونية التي احضرتها الشرطة الى الحرم في أعقاب العملية التي قتل خلالها الشرطيين الاسرائيليين. شرطة لواء القدس هي التي اوصت بإقامة هذه البوابات، بعد ان اتضح بأن المخربين الثلاثة من ام الفحم نجحوا بتهريب اسلحة الى المسجد الأقصى واستخدامها في العملية. لقد تبنى وزير الأمن الداخلي هذه التوصية وصودق عليها من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. ويوم امس (الخميس) قال اردان لإذاعة الجيش ان القرار لم يواجه في البداية أي اعتراض من قبل الجهاز الأمني.
  • ومنذ ذلك الوقت، وكلما تصاعدت الأزمة، هكذا اقتنعت الأذرع الأمنية الاسرائيلية بأن المواجهة مع الفلسطينيين في مسألة البوابات زائدة وخطرها كبير. وقد قاد الصراع من اجل ازالة البوابات مسؤولون كبار في الوقف الاسلامي، بينما ساعدت حماس والجناح الشمالي في الحركة الإسلامية على تأجيج النار. كما ان اعمال الاستفزاز التي قام بها يهود، نشطاء اليمين المتطرف، حين غاب المسلمون من الحرم طوال أيام الأسبوع، اضافت الى التوتر.
  • في الجيش والشاباك ودائرة منسق اعمال الحكومة في المناطق، لا يستأنفون على حق اسرائيل بوضع البوابات، بهدف تقليص خطر العمليات، ولكن حسب رأي غالبية خبراء الحراسة، فانه يمكن تجاوز هذه البوابات، ايضا، بشكل سهل نسبيا. اضف الى ذلك ان الشرطة ستواجه صعوبة في اجراء الفحص الأمني لعشرات آلاف المصلين الذين يصلون الى الحرم في أيام الجمعة من دون ان يؤدي ذلك الى اكتظاظ غير محتمل، ناهيك عن التوتر المرتبط بفحص النساء. من هنا فان التوصية التي سمعها نتنياهو، من كل قادة الأذرع الأمنية، باستثناء القائد العام للشرطة، خلال المشاورات التي اجراها هاتفيا يوم الاربعاء، خلال تواجده في هنغاريا، دعت الى العثور على طريقة للتغلب على الخلاف حتى نهاية الاسبوع. فالقيمة التي يمكن ان تحققها البوابات لا تساوي الدم المسفوك.
  • احد ضباط الجيش قال بحذر: "نحن لا نعتقد ان هذا سيكون سببا للحرب"، بينما كان رفاقه في الاجهزة الأمنية الاخرى اكثر فظاظة. "هذا جنون، بكل بساطة هذا جنون" قال احدهم. وادعى البعض الآخر بأن اجواء البرايمرز في حزب الليكود يمكن ان تعيد اشعال الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. لقد سمع نتنياهو تحذيرات شديدة، ومن بينها التخوف من مظاهرات كبيرة تتحدى سلطة القصر الملكي في الأردن. وامس الاول، عرض الاردن اقتراحا بأن يتم اجراء تفتيش رمزي على المداخل، وازالة البوابات الالكترونية. وهذا هو الحل الذي تردد نتنياهو في تبنيه. وليلة الخميس الجمعة، في ساعة متأخرة، عقد نتنياهو اجتماعا للمجلس الوزاري لمناقشة الموضوع، فتقرر الابقاء على البوابات وترك القرار للشرطة.
  • سواء كان اردان قد عمل من خلال الاقتناع الأيديولوجي العميق، او انه يريد فقط مراكمة التأييد في صفوف النواة القاسية من اعضاء الليكود، فان من حقة اظهار خط متصلب. لقد سبق وعرض اردان موقفا متشددا في مسألة رفض اعادة جثث المخربين (رغم موقف المهنيين بأن هذا لن يفيد)، واوقف مؤخرا، زيارة عائلات اسرى غزة المعتقلين في اسرائيل، رغم معارضة الشاباك وسلطة السجون. وفي قضية الحرم، ناور رئيس الحكومة ودفعه الى الزاوية التي واجه نتنياهو صعوبة في الخروج منها، في وقت يحاصر فيه من جانب نفتالي بينت. الاصرار على البوابات تحول فجأة الى اختبار وطني سامي.
  • لقد افترض قادة الأجهزة الأمنية بأن نتنياهو يعرف ما الذي يجب عمله. والسؤال كان حول مدى استعداده لدفع الثمن السياسي الداخلي المنوط بذلك. ويجب ان نذكر بأن نتنياهو واجه صدمة مشابهة في موضوع الحرم في بداية سلطته، مع الاضطرابات القاسية التي اندلعت في اعقاب فتح نفق المبكى في ايلول 1996. لقد احترق رئيس الحكومة مرتين في حينه. وحسب ادعائه فقد ضلله قادة الاجهزة الأمنية، بينما اجبرته الاضطرابات نفسها (التي قتل خلالها 17 اسرائيليا وحوالي 100 فلسطيني) على تقديم التنازل لياسر عرفات وتوقيع اتفاق الخليل. لقد ازعجت هذه القضية نتنياهو بما يكفي لكي يرجع الى الحديث عنها مرارا خلال اللقاءات التي عقدها مع الصحفيين في الصيف الماضي.
  • كما بحثت القيادة الفلسطينية خلال الاسبوع المنصرم عن مخرج من الأزمة. الرئيس محمود عباس كان الزعيم العربي الوحيد الذي شجب العملية، خلال محادثة مع نتنياهو نشرت اسرائيل نصها. الجانبان يحتاجان الى وساطة خارجية، لكنه يبدو ان ادارة ترامب ترد ببطء.
  • عندما اتضح طابع العملية قبل اسبوع، ثار القلق في القيادة العامة. وبدت التفاصيل كما لو انها مستمدة من احد السيناريوهات المتطرفة التي يتدرب عليها الجيش بين الحين والآخر. ثلاثة مواطنين عرب ينفذون عملية في الحرم ويقتلون شرطيين درزيين؟ هذا الأمر بدا كوصفة مضمونة لاندلاع اعمال عنف واسعة ستجر الوسط العربي داخل الخط الأخضر. لكن الميدان لم يندلع على الفور، ايضا بفضل الرد الموزون نسبيا من قبل الحكومة. الان عادت محفزات الضرر مجددا. ويوم امس قررت القيادة العامة الابقاء على خمس كتائب عسكرية قيد حالة التأهب، خشية حدوث تصعيد في الضفة وعلى حدود غزة.
  • ارهاب مرخص
  • يكتب امنون لورد، في "يسرائيل هيوم" انه كان هناك ذات مرة تعبير ساخر هو "العريف الاستراتيجي". انا لا اعرف ماذا كانت رتب الجنود الذين قتلوا المخربين الثلاثة من ام الفحم يوم الجمعة الماضية في جبل الهيكل (الحرم الشريف)، لكنهم كانوا يحملون رتب صغيرة. الطريقة التي تمسكوا من خلالها بالهدف خلال ملاحقتهم للمخربين الذين اطلقوا النار على الشرطيين، جنبت دولة اسرائيل حدثا استراتيجيا ضخما كان يمكن ان يتحول الى ازمة عالمية.
  • والان يتم حصر ازمة جبل الهيكل (الحرم) في مسألة البوابات الالكترونية – نعم ام لا. هذا جيد. اذا كانت القيادة الفلسطينية مستعدة لتعريف الصراع كسياسي وليس كديني. الشرطة تريد الابقاء على البوابات الالكترونية. وحسب الخبراء في الشؤون العربية، فان البيئة الاسلامية ستعتاد عليها بعد اسبوع او اسبوعين، وسيصبح بالإمكان السيطرة على مستوى اللهيب. الشاباك يدعم ازالة هذه البوابات، وهذا ما سيحدث كما يبدو. النقاش يتمحور اذن، حول ما اذا كان ذلك سيعني الاستسلام. لكن اسرائيل سبق واظهرت سيادتها في كون جنودها قتلوا المخربين في باحة المسجد الاقصى. لا شك ان الثلاثة كانوا ينوون العثور على ملاذ داخل المسجد. لقد اعتقدوا بأن الاسرائيليين سيترددون بإطلاق النار قرب المسجد او داخله. لكنهم اخطؤوا الحساب. لكنه لو كان الجنود قد ارتدعوا عن السير حتى النهاية، لكان يمكن ان يتكرر حدث يشبه ما حدث في كنيسة المهد قبل اكثر من 15 سنة.
  • حالة يتم فيها فرض الحصار على المسجد الاقصى وطلب اسرائيلي بتسليمها المخربين المختبئين في الداخل، كانت ستتحول الى انفجار. لكن الجنود لم يتوقفوا لطلب تصريح. وبعد ذلك لم ترتدع الشرطة عن تفتيش المساجد، حيث تم العثور على بندقية ام 16 مرتجلة وانواع ذخيرة وقنابل. العريف الاستراتيجي ارتقى الى درجة جنرال.
  • ·        تنظيم ارهابي مرخص
  • المخربون من ام الفحم يجعلوننا نصل الى الاعتراف بالواقع، وهو ان وسائل الاعلام ومعها الكثير من السياسيين يحاولون التوجيه من خلال الالهاء والشجب، نحو الجهات غير الصحيحة. والحقيقة هي التالية: الصدامات القاسية على الجبهة الاسرائيلية – الفلسطينية كانت خلال السنة والنصف الاخيرة مع العرب في اسرائيل وليس مع الفلسطينيين في يهودا والسامرة. المواجهة القاسية خلال السنة الاخيرة تجري مع عرب احمد الطيبي وايمن عودة وليس مع عرب ابو مازن. مع عرب كفار شمارياهو، وليس مع عرب اسماعيل هنية، ويجدر بنا استيعاب ذلك.
  • العملية الأخيرة هي دليل واضح. لكن يجب وضعها بشكل متواصل مع المواجهتين القاسيتين بين قوات الشرطة وحرس الحدود، وسكان ام الحيران بقيادة ايمن عودة نفسه، وبعد ذلك في المواجهات التي اندلعت في كفر قاسم بعد اعتقال مشبوه بالقتل. في هاتين الحالتين برزت حقيقة ان الاعلام الاسرائيلي لم يدعم الشرطة.
  • في كانون الثاني 2016، نفذ نشأت ملحم من قرية عارة، عملية اطلاق للنار في شارع ديزنغوف. عارة هي قرية كمال الخطيب، احد قادة الجناح الشمالي للحركة الإسلامية (كمال الخطيب من كفر كنا وليس من عارة – المترجم) لقد تحولت الحركة الإسلامية في اسرائيل الى جزء من الجهاد الفلسطيني. وقبل ثلاثة اشهر من ملحم، كان محمد العقبي من قرية حورة في النقب الذي نفذ عملية اطلاق النار في بئر السبع. والده من قادة الحركة الإسلامية.
  • الجناح الشمالي للحركة الذي تم اخراجه عن القانون، يتحول تدريجيا الى تنظيم ارهابي. لا حاجة لتقديم نصائح للشاباك والشرطة حول كيفية محاربة هذا التنظيم. لكن الظاهرة المهمة في نظري هي ان القائمة المشتركة بقيادة ايمن عودة وجمال زحالقة واحمد الطيبي ورفاقهم تمنح غلاف الدفاع العام والشرعية للصراع الفلسطيني الذي تحول عرب اسرائيل الى العامل الذي يقوده. غلاف الدفاع هذا يحصل على الدعم السياسي العام الذي يصل حتى الى افتتاحيات صحيفة "هآرتس".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالأحد 23 يوليو 2017, 6:50 am

23.07.2017

مقالات

  • منطق حماس غير العقلاني
  • يكتب الجنرال (احتياط) يعقوب عميدرور، في "يسرائيل هيوم" انه تم  الاسبوع نشر عناوين كبيرة تقول ان اللحظة التي ستفتح فيها حماس النار تقترب بسبب الوضع الصعب الذي يعيشه سكان غزة. حسب رأيي تنطوي هذه العناوين على مبالغة كبيرة في وصف الامور، وفي ادعاء مسؤولية اسرائيل عن هذا الوضع الصعب، وكذلك بشأن تسريع قرار حماس بالخروج الى الحرب بسبب هذا الوضع. لا خلاف على أن حياة المواطن المتوسط في غزة صعبة، اذا لم يكن ينتمي لأجهزة حماس، وليس مقربا منها. لكن حماس لم تتخذ ولا تتخذ القرارات بناء على وضع السكان الذين يعيشون في غزة، وانما بسبب معايير تختلف تماما، وتتعلق بالمنظمة نفسها، جاهزيتها للحرب والضغط على استمرارية نشاطاتها.
  • رغم أهمية الوضع الاقتصادي في غزة، إلا أن الحرب الاخيرة اندلعت عندما كانت حماس في مرحلة متقدمة من الاعداد لعملية كبيرة (حسب ما نشرته وسائل الاعلام، اعتقد الشباك أن العملية باتت خلف الزاوية تماما) بعد قيام الجيش الاسرائيلي باعتقال الكثير من قادتها في الضفة الغربية، بالتزامن مع قيام الجيش الاسرائيلي بتصفية عدد من نشطاء حماس في غزة.  صحيح أن التنظيم شعر بالضغط لأسباب اقتصادية، ايضا، لكن ليس الوضع الصعب للسكان هو الذي حرك قرار الحركة بدفع التدهور الذي قاد الى العملية. يجب علينا التخلي عن السذاجة في هذا الامر.
  • وبنفس القدر يجب علينا التحرر من مفهومين متفائلين يتعلقان ايضا بغزة ومصيرها: لا توجد أي فرصة، حتى لو أصبح الوضع اشد سوء بالنسبة للسكان، بأن يتحلوا بالقوة وبدء نوع من الربيع العربي في غزة لاستبدال حماس. فحماس راسخة جيدا في القطاع وقسوتها معروفة للسكان، وهم يعرفون أنه ليس هناك بديل أفضل ينتظر الفرصة لفرض سلطته.
  •  ونظرا لهذه الاسباب كلها، يجب علينا التعود على فكرة أن حماس لن تتنازل عن مكانتها الفاعلة في القطاع (ولا حتى لعباس)، والسكان لن يطردوها حتى حين يصبح وضعهم أسوأ. صحيح أنه مثل كل تنظيم، تريد حماس ايضا الحصول على الشرعية، لكنها لن تتنازل من اجلها لا عن سلطتها، ولا عن قوتها العسكرية ولا عن وسائلها القمعية. وبنفس القدر، لا أساس للاعتقاد بأنه اذا حدث نمو اقتصادي فان حماس لن تبادر الى القتال "لأنه سيكون لديها ما تخسره". هذا الخطأ يستند الى الافتراض بأن ما يوجه حماس هو الرغبة بزعيم عقلاني يهتم اولا برفاهية مواطنيه. هذا الامر لا يسري على  حماس.
  • ·        حماس هي العنوان الوحيد
  • رغم ما قيل، إلا أنه من مصلحة اسرائيل الحقيقية أن يعيش جيرانها بشكل افضل، وأن يتقلص اليأس ويستطيع المواطن البسيط القول لنفسه بشكل واضح إن وضعه أفضل بكثير من وضع اخوانه في الشرق الاوسط. هذه هي مصلحة اسرائيلية في يهودا والسامرة بالنسبة للفلسطينيين الذين يعيشون تحت حكم السلطة الفلسطينية، وبشكل مبدئي توجد لدى اسرائيل مصلحة مشابهة بالنسبة للفلسطينيين في غزة، وذلك بفعل الالتزام الانساني، من جهة، ومن اجل منع الفوضى التي قد تنبع من اليأس، من جهة اخرى.
  • لكن من يسيطر على غزة هي حماس، وكما اوردنا فان اهتمامها الأساسي ينصب ليس على المواطنين في غزة، وانما على تضخيم قوتها العسكرية وتعزيز سيطرتها في غزة، ولذلك فانه لا يوجد أي امل  بأن يصل الى المدنيين فعلا، كل ما تدخله اسرائيل الى غزة من اجل ضمان حياة طبيعية لهم. فحماس ستهتم أولا بتخصيص كل ما تحتاجه لبناء الانفاق وانتاج السلاح.
  • في الدرجة الثانية من الأولوية، ستهتم حماس باستمتاع أتباعها بما يتم ادخاله لصالح اعادة بناء القطاع، وبعد ذلك فقط، يتم تحويل ما يتبقى من فتات لإعادة الاعمار لصالح المواطنين. ولذلك، فان ادعاء بأن اسرائيل هي المسؤولة عن عدم الاعمار هو ادعاء لا أساس له من الصحة. حماس هي التي تحدد الأولويات في توزيع الموارد في القطاع، وكلما دخلت مواد أكثر الى غزة هكذا سيسهل عليها اكثر القيام اولا ببناء قدراتها العسكرية. هل يجب على اسرائيل أن تضحي بأمنها على مذبح شروط حياة الفلسطينيين في القطاع؟ لا يبدو لي ذلك. صحيح أن اسرائيل هي المسؤولة عن الحصار المفروض على القطاع، لكن لا مناص من الاستمرار به من اجل منع دخول أسلحة اكثر تطورا الى القطاع. منذ الان تنتج حماس معظم اسلحتها في غزة، فهل من الصواب السماح لها باستيراد القدرات التي تُمكنها من جعل صواريخها أبعد مدى وأكثر دقة، عن طريق الجو أو البحر؟ يبدو لي ان الجواب المنطقي على ذلك هو لا.
  • ما هو المفهوم المناسب بالنسبة للقطاع؟ يجب أن تكون الاستراتيجية واضحة حتى لو كانت معقدة وصعبة التنفيذ. يبدو أنه في المستقبل المنظور يجب على اسرائيل ان تكون العنوان في القطاع،  ان يكون هناك من يتحمل المسؤولية امامها ويمكنه وقف أي محاولة لإطلاق النار أو ارتكاب عمليات ارهابية من قبل منظمات صغيرة أو متطرفين ليس هناك من يتحمل أي مسؤولية عنهم، ويصعب بشكل اكبر استهداف بنيتهم التحتية. العنوان الوحيد هي حماس، ولذلك ليس من الصواب التخلي عنها.
  • في الوقت نفسه، يجب التأكد من أن عدم ازدياد قوة حماس الى درجة طرح تحديات أمام اسرائيل، لا يملك الجيش ردا كافيا عليها. من المهم أن لا تفقد اسرائيل القدرة على خلق ما يكفي من الخوف في صفوف قيادة حماس بشأن مستقبلها اذا قامت بفتح النار. اسرائيل بحاجة الى حماس ليست قوية بماي كفي لكي تهاجمها – ولكن في الوقت نفسه، تملك القدرة ولا تتخوف من مواجهة التنظيمات المتطرفة في منطقة نفوذها. هذا خط غامض جدا، لكنه ينطوي على منطق واضح، والتحدي يكمن في التنفيذ، وفي السير على الخط الغامض.
  • ·        احتلال أم اعمار؟
  • هل يمكن التسبب بضرر بالغ لحماس، يصل حد تهديد وجودها؟ الجواب حسب رأيي هو نعم بشكل مطلق. وهذا الامر يتطلب احتلال اجزاء كبيرة من المناطق المأهولة في القطاع، وتفجير كيلومترات كبيرة من الانفاق، والعثور على القادة وقتلهم، والعثور على مقرات القيادة ومراكز انتاج السلاح واطلاق الصواريخ وتدميرها، رغم أن غالبيتها قائمة في مناطق مكتظة. النتيجة لن يكون من السهل هضمها - في البلاد وفي الأساس في الخارج. سيكون هناك الكثير من المصابين في صفوف الجيش والكثير من المصابين في القطاع، من اعضاء التنظيمات الارهابية والمدنيين على حد سواء. وسيبدو القطاع رهيبا، وفي الكثير من المناطق المدمرة، سواء بسبب العثور على اهداف هناك وقصفها، او بيوت تم تفخيخها من قبل المدافعين. من الصعب معرفة ما الذي سيتم تدميره بعد تفجير الانفاق، لكن ذلك لن يكون قليلا.
  • عندما ستنتهي الحرب، سيتم طرح السؤال الأبدي: وماذا بعد؟ هل سيخرج الجيش الاسرائيلي من غزة ويترك التنظيمات المختلفة تواجه جهنم، بدون منظمة قوية تستطيع كبح الآخرين؟ أم أن الجيش الاسرائيلي سيبقى، وتكون اسرائيل هي المسؤولة عن اعمار القطاع، بما في ذلك العبء الاقتصادي المترتب على ذلك، والمسؤولية الدولية التي يتحملها كل محتل؟ هذه اسئلة صعبة توضح بأن الوضع الحالي، رغم صعوبة تحديد ما الذي يجب عمله يوميا، قد لا يكون اسوأ من البديل، في الوقت الحالي على الأقل.
  • وقعنا في الفخ
  • يكتب اليكس فيشمان، في "يديعوت احرونوت" اننا نعيش في فقاعة ولا نفهم ما الذي يحدث من حولنا. حكاية البوابة الالكترونية لكشف المعادن على ابواب الحرم، لم تعد منذ زمن حكاية بيننا وبين الوقف، الفلسطينيين او النواب العرب. كل العالم العربي – السني، تجند ضد اسرائيل، وليس فقط على مستوى القيادات.
  • مستوى التحريض على الشبكات الاجتماعية في العام العربي يحطم كل الأرقام القياسية، وهذا لا يجري على مواقع حماس فحسب. فالأصوات تخرج من شوارع عمان والبحرين وقطر، مرورا بالسعودية والاردن ومصر . والشرطة في حالة تأهب عالية. كما ان قام الجيش بتخصيص لواءين من اجل صد تسلل الاضطرابات الى الضفة. وحسب جهات الامن فان مستوى اللهيب، وصل امس الى درجة 5 من بين 10، واذا لم يطرأ تغيير – فستصل الى بداية صلاة الجمعة الى 8، ويمكن ان تكون البداية فقط. لقد امسك المجلس الوزاري ليلة الخميس/ الجمعة، بسدادة القمقم الذي يحشر فيه شيطان الاضطرابات الدينية.
  • القتلة من ام الفحم نفذوا عملية استراتيجية بهدف اشعال الصراع العنيف مجددا. هذه بالضبط هي مصلحة حماس التي تعتبر الحركة الاسلامية في اسرائيل احد فروعها. فإشعال الحرم سيحرف الأنظار عن الازمة في القطاع.
  • لقد وقعت اسرائيل في الفخ. وبدلا من معالجة الاعشاب الضارة في اوساط عرب اسرائيل، قررت معالجة الاوقاف والسلطة الفلسطينية ونصبت بوابات لكشف المعادن. وتم امتشاق هذا القرار السياسي من البطن لكنه أخطأ الهدف.
  • اعمال التفتيش التي اجرتها الشرطة في الحرم كشفت عن عدة سلاسل، عصي، اعلام وبندقية وهمية. ويتبين بأن السلاح الذي استخدمه المخربون لم يأت بمساعدة من دائرة الاوقاف. يجب الافتراض بان تلك الفصائل المتطرفة في الحركة الاسلامية الاسرائيلية، التي تنبش في الحرم، تفرك اياديها. فنجاحهم في دفع اسرائيل نحو قرارات متهورة سيجلب المزيد من المقلدين الذين سيكونون مستعدين للتضحية بأنفسهم كي تتفجر حرب دينية. ما كان يفترض بالخطوات الامنية ان تركز على الحرم بل على المتطرفين الاسلاميين عندنا في البيت.
  • لقد فهم الامريكيون بان القصة خرجت عن السيطرة، وبالتعاون مع الاردنيين يتم اعداد سلم. من ناحية اسرائيل هذا سلم سيء، لكنه افضل من الاشتعال. الاردنيون يقولون: ازيلوا البوابات الالكترونية وسنبحث معا في وسائل امنية لا تمس بالوضع الراهن. والمقصود هو ان تملك اسرائيل قدرة على نصب كاميرات وغيرها من المنظومات، ويسمح لها بإجراء تفتيش جسدي عشوائي. ويمكن لإسرائيل دوما القول بانها استجابت لدعوات اصدقائها في العالم العربي وحليفتها الامريكية. وسيحتفل الشارع الفلسطيني ليومين او ثلاثة ايام وتعود الحياة الى مجراها. فلقد سبق ولعقنا جراح الكرامة بعد اخطاء أمنية اكثر خطورة. أبو مازن  يسعى الى تحقيق مكسب والظهور كمن جلب الحل. الا ان اسرائيل تفضل منح هذا الشرف للملك الاردني. والسؤال هو اذا كان سيقوم ليدنا الرجل الشجاع الذي يتخذ القرار بالنزول عن الشجرة، وما اذا سينفذه.
  • لقد خدعنا
  • يكتب ناحوم برنياع، في "يديعوت أحرونوت" ان اسرائيل بار كان شخصا محبوبا على بن غوريون، شريكا في السر، وابن بيت في مكتب وزير الأمن. وعندما تبين في العام 1961 أن بار هو جاسوس سوفييتي، أصيب بن غوريون بالغليان والغضب. “لقد خذعنا”. هذه الجملة المأخوذة من التوراة (سفر يشوع) عبرت جيدا عن الشعور بالخيانة والاهانة، وأزالت معها ثقل المسؤولية عن أكتاف بن غوريون. فهو ضحية للخيانة وليس المتهم بها.
  • نتنياهو ليس بن غوريون، ليس بعد. كما ان صورته الشعبية في اوساط مؤيديه المتحمسين، هي صورة داهية، شخص يعرف تدوير الآخرين بالخداع، وليس بالشخص الذي يسمح للآخرين بتدويره بالخداع. انه يعرف كيف يصور نفسه كضحية لقوى متوحشة، اوباما، اوروبا، وسائل الاعلام واليسار. ويصعب عليه تصوير نفسه كضحية لقريب جشع او مقرب ذهب بالولاء لسيده بعيدا. في عالمه لا يوجد لصوص صغار، فقط مؤامرات كبيرة، وجميعها ضده.
  • هل القضايا التي يجري التحقيق فيها في ملف السفن وملف بيزك تورط نتنياهو جنائيا؟ التفاصيل التي كشفت حتى الآن تقود الى جواب سلبي. لا أحد يشتبه، ربما باستثناء بوغي يعلون، بأن نتنياهو أخذ مالا الى بيته. ولكن لا شك أن هذين الملفين ينضمان الى الملفات الشخصية – ملف الهدايا، ملف منزل رئيس الحكومة الرسمي، وملف بيبي – نوني- لتولد معا كتلة حرجة. وزراء واعضاء الكنيست من الليكود يحكون عن شعور بالخيبة. ليس لديهم – فهم لا يزالون يقفون من ورائه، بل من الناخبين.
  • رئيس الائتلاف الحكومي دافيد بيتان يكثر من التصريحات. وقد قال هذا الاسبوع إنه غير منفعل من امكانية أن يتحول ميكي غانور، ممثل شركة السفن الالمانية، الى شاهد ملكي. وحدد انهم “اذا أخذوا شاهدا ملكيا فهذا يعني أنه لا توجد لديهم أدلة”. انه لم يفهم بأن العكس هو الصحيح: فقط عند وجود أدلة جنائية، يجري الاهتمام بمكانة شاهد الدولة. لقد سمعت عن شهود ملكيين من كل الانواع، قتلة وتجار مخدرات ولصوص ومحتالين ومخربين، ولم أسمع عن شاهد ملكي بريء.
  • ·        الخلاص من المانيا
  • سأحاول هنا اجراء ترتيب في سلسلة الاحداث التي قادتنا الى الهاوية. ويعتمد الوصف على محادثات مع المطلعين على تفاصيل الامور.
  • منذ بداية التسعينيات يضغط سلاح البحرية من اجل شراء جيل جديد، ثالث، من الغواصات، كي تقوم بدور في ردع ايران. الخطة الاصلية تم تقديمها من قبل الجنرال زئيف ألموغ، عندما كان قائدا لسلاح البحرية. وتحدثت الخطة عن ست غواصات من نوع “دولفين” وعن ثماني سفن ميدانية من نوع “ساعر 5″. لكنه تم الغاء الخطة لأسباب مالية.
  • وقد جاء الخلاص من المانيا. فقد كشفت حرب الخليج الاولى عن العلاقات المحظورة بين المانيا وصدام حسين. وكانت المانيا على استعداد لتعويض اسرائيل ووافقت على اعطائها غواصتين بالمجان. وأثناء ولاية عامي أيلون كرئيس لسلاح البحرية تم التوقيع على تعاقد لبناء الغواصة الثالثة. ومن ثم تم طلب الغواصة الرابعة والخامسة والسادسة (وقد حظيت الغواصة الخامسة باسم "دكار". والطرفة التي يجري همسها على مسامع الآذان في وزارة الامن، عي ان دكار الاولى غرقت، ودكار الثانية ستُغرق).
  •  لقد طالب سلاح البحرية طوال الوقت بست غواصات وليس أكثر. واعتقد نتنياهو أن حكومة ميركل ودية لاسرائيل أكثر من الحكومات التي ستأتي بعدها. ولذلك رغب بالتوقيع على مذكرة تفاهم تضمن توفير الغواصات بعد عشرين سنة، عندما يخرج الجيل الحالي من دائرة الخدمة. وهناك من يختلفون معه في الرأي، لكن هذا قرارا مشروعا.
  • هناك ثلاثة أحداث تحتم التحقيق فيها. الاول، هو تدخل قائد سلاح البحرية، اليعزر (شيني) ماروم، في اقالة مندوب شركة بناء السفن الالمانية، شايكه بركات، وتعيين ميكي غانور بدلا منه. هذان الضابطان (غانور أنهى خدمته في الجيش برتبة عقيد) يرافقهما سيل من القضايا. في حينه كان رئيس الاركان دان حالوتس ينوي تعيين شيني قائدا لسلاح البحرية، لكن تم تحذيره من ذلك فقام بتعيين دافيد بن بعشاط. وعند اندلاع حرب لبنان الثانية أصيب قارب الصواريخ "حنيت" أمام شواطئ لبنان. فتم ارسال بن بعشاط الى البيت. ولم يكن أمام رئيس الاركان اشكنازي أي خيار سوى تعيين ماروم.
  • المدير العام لشركة بناء السفن، فريتغ، قال لمسؤول اسرائيلي رفيع، خلال لقاء عقد في برلين، إن شيني مروم قال له: إما أن تقوم بتعيين غانور وإما ستفقد الصفقة. والآن يحاول المحققون في الشرطة التأكد من أن شيني حصل على مقابل مالي من غانور ومتى وكيف. والآثار تشير الى حسابات بنكية في قبرص. أما مروم فينفي هذا الامر.
  • الحدث الثاني هو شراء السفن الميدانية التي يفترض أن تدافع عن حقول الغاز. عمري داغول الذي شغل منصبا رفيعا في شركة الاسرائيلي رامي اونغر، يقترح على سلاح البحرية شراء السفن من “يونداي”، في كوريا الجنوبية. وكانت التكلفة 400 مليون دولار ثمنا لاربع سفن- وهذا ثمن مغر جدا. السفن الكورية رخيصة التكلفة، لكنها سريعة وناجعة. وفي احواض يونداي، يتم انتاج سفينة جديدة كل يومين.
  • لقد اهتم مدير عام وزارة الأمن، اودي شيني، بهذا الامر. والكوريين غضبوا من اسرائيل بسبب الغاء صفقة شراء طائرات التدريب لسلاح الجو بشكل غير مبرر. واعتقد أودي أن الكوريين سيجدون العزاء في السفن.
  • لقد سمعت شركات سفن كورية اخرى عن الصفقة. ورغبت هي ايضا بالمنافسة. كما رغبت بذلك شركة سفن هولندية وشركات من دول اخرى. وبدأت الفوضى، فقرر دان هرئيل، الذي استبدل اودي شني في المنصب، نشر مناقصة دولية. لكن قائد سلاح البحرية رام روتبرغ عارض ذلك: فالمناقصات، وما يرافقها من استئناف قانوني على النتائج، يستغرق سنوات، وغي النهاية لن يتم الحصول على مطلبنا. يجب اختيار مسار توقيع اتفاقيات بين الحكومات.
  • وخلال نقاش مركب مع وزير الأمن يعلون ومدير عام الوزارة هرئيل، تقرر الغاء المناقصة. لم يكن نتنياهو هو الذي الغاها.
  • وعندها قفز الالمان وعرضوا سفينتهم “ماكو”. وهي سفينة أثقل من المطلوب (2000 طن بدلا من 1200 طن)، وسعرها باهظ، لكن دعم حكومة المانيا التي تهتم بتوفير العمل في كيل، سيؤدي الى خصم 30% من الكلفة.
  • الا ان هذه المنحة ترافقت بمشاكل. أولا، شركة تيسنكروب مرتبطة مع “HDW”، وهي شركة بملكية احمد درويش المرار من أبو ظبي، ويديرها اسكندر صفا اللبناني. وليس واضحا من ينتج ماذا. ثانيا، صيانة السفن تهم الشركة الالمانية. وفي هذه القصة توجد علاقة لدان شمرون، محامي وابن عم نتنياهو. وثالثا، كما كشف عضو الكنيست اريئيل مرغليت فان “تيسنكروب” تعاني من تاريخ غير بسيط في دفع الرشوة بواسطة مندوبيها المحليين.
  • رابعا، دور مجلس الأمن القومي. لقد أخرج نتنياهو، عمليا، موضوع معالجة السفن من مسؤولية وزارة الأمن وحوله الى مجلس الامن القومي. وخلال الفترة الحاسمة كان هناك يجلس هناك المُسَرح من سلاح البحرية ابرئيل بار يوسف في منصب القائم بأعمال رئيس مجلس الامن القومي والمرشح لرئاسة المجلس في المستقبل و(خصمه) رام روتبرغ. ولم يتم اشراك هيئة الرقابة في وزارة الأمن. ويقف ما فعله بار يوسف من خلال اتصاله مع غانور ومع المانيا، في مركز التحقيق. والشبهات خطيرة. ففي افضل الحالات ارتكب خطأ الشعور بنشوة القوة، وفي اسوأ الحالات تورط بمخالفات جنائية.
  • ومن هنا الى الحدث الثالث: حقيقة أن اسرائيل لم تستخدم الفيتو ضد بيع اربع غواصات المانية من نوع “214” وسفينتين مضادتين للغواصات لمصر. وجميعها من انتاج “تيسنكروب”. وعندما قام الرئيس ريفلين بزيارة رسمية الى برلين سأل المستشارة الالمانية ميركل لماذا صادقت على الصفقة. فاستوضحت الأمر وأجابت: اسرائيل وافقت. ولا أحد يشك طبعا في استقامتها.
  • لا شك أن اسرائيل كان يجب أن تتطرق الى الموضوع. صحيح أنه في عهد مبارك قدم نتنياهو وبراك الضوء الاخضر الذي اتاح بيع غواصتين لمصر، لكنهما كانتا من طراز “209”. طراز “214” يسمح بالتواجد لفترة أطول تحت الماء. الطراز المتقدم والسفن المضادة للغواصات أثارت القلق المبرر في الجهاز الأمني.
  • من الذي أصدر الامر ولماذا؟ ليس يعلون (الجنرال عاموس جلعاد الذي تم ارساله من قبل يعلون للتحقيق في هذا الامر في المانيا ادلى بافادته عن ذلك في الشرطة)، ونتنياهو ينفي ان يكون له دور. ان من كان يستطيع المصادقة هو رئيس مجلس الامن القومي أو الموساد أو المحامي اسحق مولخو، مبعوث نتنياهو الخاص وشريك شمرون. ولكن هذه الجهات لم يكن باستطاعتها المصادقة بدون موافقة نتنياهو. او ربما سلاح البحرية. من خلال الرغبة بتسريع الصفقة مع الألمان والفوز بالدعم. لكن سلاح البحرية، أيضا لا يستطيع عمل ذلك بدون ضوء اخضر من مكتب رئيس الحكومة. إلا اذا كان هناك أحد من الالمان يكذب على ميركل.
  • كتبت ذات مرة عن نتنياهو بأنه أول من يلاحظ وآخر من يعرف. عدم المعرفة في المجال الأمني لا يقل خطورة عن المعرفة والاخفاق. في الجهاز الأمني يطرحون الان، كفرضية عمل، انه اذا انتهت عملية ما بالفشل، فان نتنياهو لن يتحمل المسؤولية. فهو يهتم ببقائه، وهم يهتمون ببقائهم، وهذا ليس جنائيا، بالطبع، لكنه مدمر. ليس هكذا تدار الدولة.
  • ·        داس على القلب
  • في الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر استعد الرجال للصلاة. احضر كل واحد منهم من البيت سجادة صلاة ملونة. حملوا السجاجيد على الأكتاف كالرتب، كالعلم. الساحة خارج باب الاسباط كانت تعج بقوات حرس الحدود. سيارة شرطة مغلقة أحضرت المزيد من قنابل الغاز وساندويتشات طرية. رجال الشرطة أكلوا، بسبب الجوع أو الملل، اجتمعوا في المكان الذي رتبوه لانفسهم، مسيج ومفصول. الاجواء كانت هادئة، شبه هادئة. كل طرف قام بعمله وكأن الطرف الثاني غير قائم. واصطف حوالي عشرين مصورا في الظل الآخذ في التقلص، بانتظار الفريسة. في هذه الأثناء تقاسموا شرائح البطيخ فيما بينهم. مراسل للتلفزيون الايطالي لبس الواقي باللون الخاكي، وهو لباس الزامي في مناطق القتال. الجو كان حارا والايطالي تعرق. تحت الواقي أطلت ربطة العنق الثمينة، المحافظة، التي غيرت الانطباع.
  • في هذه الساحة، في صباح 7 حزيران 1967، قال موطي غور لسائق مدرعته “سافر يا بنتسور، سافر”، فدخل بنتسور وتوجه يسارا، فأصبح الحرم في أيدينا. قبل خمسين سنة تحولت هذه الكلمات الى نداء حرب قومية. الاطفال رددوها في رياض الأطفال، والسياسيون في الكنيست. لم يكن بنتسور هو وحده الذي سافر، الدولة كلها سافرت من خلفه في مسيرة انتصار كبيرة، نحو مستقبل زاهر، نحو الأفق. أول أمس كان هناك كشك صغير للسياح، باع البوظة بسعر مطار بن غوريون.
  • المدخل الشمالي-الشرقي للحرم، بالقرب من باب الأسباط، يسمى باب الاسباط. وقبل البوابة وضعت الشرطة عدة بوابات الكترونية. لكنه لم يدخل منها أحد. أما باقي الابواب فكانت مغلقة. خلايا من رجال الشرطة وشرطة حرس الحدود والوحدات الخاصة المسلحين بالبنادق اغلقوا الأزقة التي تؤدي الى كل واحد من الأبواب. الشباب استلقوا على البلاط، مغمى عليهم بسبب الحر. والسياح زحفوا في اعقاب المظلة الملونة التي ترشدهم. الجميع كانوا بانتظار الانفجار الكبير، الدراما. في هذه الأثناء جلسوا طلبا للراحة.
  • في ظل الكشك جلس محمد (أنا احتفظ باسم عائلته) الذي يبلغ من العمر 60 سنة، شعره ابيض، شاربه ابيض، انيق، يضع نظارة على عينيه، يلبس قميصا ابيض قصير الكمين، مكوي ومرتب. في حياته العادية يدير مقهى في منطقة باب العامود.
  • عرّفته على نفسي. فسأل: هل أنت متأكد أنك لست من “الشاباك”؟ أجبته بأنني كنت ارغب بأن اكون كذلك، لكنهم لم يقبلوا بي. فاقتنع، ولكن بصعوبة. سألته: هل جئت للصلاة؟ فأجاب: “أنا هنا منذ يوم الجمعة”. وسألته: هل كنت تصلي قبل ذلك في المسجد الاقصى؟ فأجاب "نعم". “كنت أحضر كل يوم وأصلي وأذهب".
  • ما هو الرهيب في البوابات الالكترونية؟ سألته.
  • فقال: "يمكن وضع البوابات الالكترونية في كل مكان، لكن ليس على ابواب المسجد الاقصى”.
  • سألته: لماذا؟
  • "إذا دخلت الى المسجد الاقصى عبر البوابات الالكترونية الخاصة بكم فهذا يعني أنني اقول للعالم كله، بأن الاقصى يخضع للسيطرة الاسرائيلية. وأنا لست على استعداد لفعل ذلك".
  • مد محمد يده اليمنى وقبض بقوة على صدري في منطقة القلب. "نتنياهو داس على قلب كل واحد منا"، قال، "ليس هناك أي  فلسطيني، متدين أو غير متدين، سيوافق على أمر كهذا. لقد فتح نتنياهو الحرب الدينية. أمس جاء الى هنا شيوعي للصلاة معنا. تخيل ذلك، شيوعي".
  • خفض محمد صوته وقال: "لو كنتم قد منحتمونا منذ 67، فور الاحتلال حريتنا وحياتنا لكانت الامور مختلفة. أنا أقول لك: اذا سألوا الفلسطينيين أين يريدون العيش، في دولة فلسطينية أو في اسرائيل، لكانت الاغلبية ستقول في اسرائيل. لكنكم تريدون الاحتلال. القدس هي مدينة محتلة".
  • ورغم ذلك فقد وقعت عملية ارهابية. قلت له.
  • فغضب محمد وسأل بتحدي: "من أين يأتي الارهاب؟ من القدس؟ من الضفة الغربية؟ من غزة؟ هل كنت أنا من فعل ذلك؟ أنت قل لي من أين جاء الذين فعلوا ذلك؟".
  • أجبته: من أم الفحم.
  • فقال: "لقد جاءوا من اسرائيل. هذه مشكلتكم وليست مشكلتي".
  • في هذه الأثناء وصل الى الساحة حوالي 150 رجل، من المسنين وحتى الأولاد. ودعا مكبر الصوت في الحرم الى الصلاة، فوقف الجميع في صفوف مستقيمة ووجوههم نحو الاقصى. لقد فرشوا السجاجيد امامهم وركعوا عليها. وانضم محمد اليهم. كما انضمت اليهم عشر نساء، في الخلف، وصلين بدون صوت، وبدون تحريك الشفاه، وسجدن مع الجميع. وصرخ شخص: "من اجل الاقصى" وبدأت الصلاة. صلوا لمدة 12 دقيقة. وعندما انهوا، قال شخص باللغتين العربية والعبرية، لغة الاحتلال: “يلّا، يا شباب”. واستجاب الجميع وتفرقوا.
  • ·        عندما ستكبر ستفهم
  • حائط المبكى الصغير هو جزء من حائط المبكى الغربي. انه ينتمي الى الجزء المخفي، شمال الساحة. عندما كان جلعاد اردان وزيرا للبيئة جاء اليه أحد المسؤولين في عطيرت كوهنيم، وهي الجمعية التي تقوم بتوطين اليهود في الحي الاسلامي. وقال له إن الفئران والجرذان تتجول في ساحة المبكى الصغير، وهذا خطير من ناحية جودة البيئة. الجرذان تأتي من منطقة مغلقة تتصل بحائط المبكى. يجب علينا اقتحامها.
  • وطلب اردان الالتقاء بقائد شرطة القدس، نيتسو شاحم، في حينه، ووافق المفتش العام للشرطة، دانينو. هذا الأسبوع اخبرني شاحم بروايته عن ذلك اللقاء. "قلت لأردان بأنني لن أقوم بفتح هذا الحائط. ربما يتواجد خلفه مدخل الى الحرم. واذا قمنا بفتحه فستحدث اضطرابات كبيرة".
  • لكن اردان أصر وقال: "بل ستفتحه، وأنا سأقوم بإصدار الأمر، هذا من صلاحياتي".
  • "أنت لا تريد بالفعل اصدار أمر"، قال له شاحم، واضاف: “اذا أصدرت الامر فلن أقوم بتنفيذه. لأن هذا يتعلق بأمن الجمهور".
  • "ماذا يعني ذلك؟ ألن تقوم بتنفيذ أمر وزير؟”، قال اردان محتجا. “أنا لا أفهم".
  • "عندما تكبر ستفهم”، قال له شاحم، وأضاف: "لا تسمح للآخرين بجرك الى اماكن تندم على الذهاب اليها".
  • وحسب اقوال شاحم، فقد شعر اردان بالإهانة، لكنه لم يصدر الأمر. "لقد انقذته"، قال ملخصا.
  • حاليا يتولى أردان منصب وزير الامن الداخلي. لقد بحث عن رد بوليسي مناسب على العملية التي وقعت يوم الجمعة الماضي، رد يتم النظر اليه جيدا في مركز الحزب وفي اوساط الجمهور. وهكذا وصلنا الى البوابات الالكترونية.
  • شاحم يعتقد ان هذه فكرة متدنية، وهو ليس وحده: المهنيون في الشرطة والجيش والشاباك يتفقون معه. في الجيش يسألون لماذا جاء هذا القرار من دون التشاور معهم. لقد كتبت رأيي في ذلك في مطلع الأسبوع، ولن اكرر نفسي، باستثناء القول ان الابواب الالكترونية جيدة لليهود (فقط)، والأصح، ليهود معينين. انها لن تمنع تسلل السلاح الى الحرم القدسي، لكنها ستخرب العلاقات مع الأردن والسعودية ودول اسلامية اخرى تسعى تنظر اليها اسرائيل، وستغوي الفلسطينيين على الدخول الى دائرة الارهاب. ربما لا يوجد مفر من اجراء تغيير في الوضع الراهن، لكن ليس هذا هو التغيير وليس كذلك.
  • ·        هناك شعور وهناك أمن
  • عوديد رفيفي هو رئيس مجلس افرات، اكبر مستوطنة في غوش عصيون. وقال لي إن جهاز كشف المعادن هو "مجرد اسعاف اولي، من يريد تنفيذ عملية سيفعل ذلك، بوجود الجهاز أو بدونه. هناك شعور بالأمن وهناك أمن. الجهاز يعطي الشعور وليس الأمن. أنت تضع الجهاز على مدخل السوبرماركت، فيدخل المخرب ويتوجه الى قسم الأدوات المنزلية ويأخذ السكين من هناك. فما الذي فعلته اذن؟.
  • "بعد العملية في الحرم كان يجب دعوة الجهات المعنية بالأمر والتحدث معها. لا توجد اختصارات للطريق. الأمن الحقيقي يبنى فقط بالتفاهم والاتفاقات التي توازن بين مصالح الطرفين".
  • في افرات، مستوطنة رفيفي، لا يوجد جدار. انه يعارض الجدران. سألته كيف يتعايش السكان هناك مع هذا الامر، على خلفية سلسلة العمليات الصعبة التي تعرضت لها منطقة غوش عصيون منذ بداية موجة العنف الحالية.
  • "في شهري ايلول وكانون الاول حدثت عمليتا اقتحام لافرات”، قال، “العمليتان فشلتا، وطالب بعض السكان بإقامة جدار. قمت باستدعاء قائد اللواء، وعرضنا منظومتنا الدفاعية، فاقتنعوا. الجدار يشبه جهاز كشف المعادن: يعطي الشعور بالأمن لكنه لا يعطي الأمن".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 4 Emptyالإثنين 24 يوليو 2017, 5:41 am

لتكن انتفاضة إذا


هآرتس
نير حسون

23/7/2017

بات من الواضح الآن أن البوابات الإلكترونية لن تبقى. بعد ستة قتلى في الـ 12 ساعة الأولى بعد صلاة يوم الجمعة – ثلاثة فلسطينيين في أحداث يوم الجمعة في القدس وثلاثة قتلى اسرائيليين في عملية حلاميش. من الواضح أن جميع التحذيرات التي أطلقها الجيش والشباك حول بقاء هذه البوابات قد تحققت.
  قبل ثلاث سنوات، في 23 حزيران 2014، عقدت عضوة الكنيست ميري ريغف، التي كانت في حينه رئيسة لجنة الداخلية والأمن التابعة للكنيست، جلسة حول ترتيبات صلاة اليهود في الحرم. وبعد 12 جلسة تقريبا حول هذا الموضوع، تململ ضباط الشرطة في مقاعدهم أمام توبيخ ريغف، التي رفضت تحذيراتهم من الخطر الذي يعنيه تغيير الوضع الراهن في الحرم. "قالوا إن السماء ستسقط وأنه ستكون انتفاضة ثالثة، اذا تم فتح الحرم. لا تقوموا بتهديدنا بالانتفاضة. اذا كانت هناك حاجة الى انتفاضة من اجل الدفاع والحفاظ على حق اليهود في الصعود الى الحرم، فلتكن انتفاضة"، قالت ريغف ذلك بطريقة أدخلت السعادة في قلوب أمناء الهيكل الذين حضروا الجلسة.
 بعد ذلك بأسبوع تم العثور على جثث الفتيان الثلاثة من غوش عصيون، وتم قتل الفتى محمد أبو خضير، واندلعت الانتفاضة. وقد حدثت اعمال شغب كبيرة في القدس لم نر مثلها منذ الانتفاضة الاولى، وتطورت الى عمليات دهس، وبعد ذلك الى عمليات طعن. هذا الاستخفاف كان ثمنه حياة الكثير من الاشخاص.
 في هذا الاسبوع ايضا، مثلما في العام 2014 وفي قضية النفق في 1996 وذهاب شارون الى الحرم في العام 2000، اختار متخذو القرارات الاستخفاف بالتحذيرات وقالوا إن جهاز كشف المعادن والنفق وذهاب رئيس المعارضة اريئيل شارون الى الحرم هي امور ضرورية من اجل الحفاظ على الكرامة القومية، وهذا الامر أثبت مجددا أن اسرائيل تستيقظ فقط بعد سفك الدماء. في جميع هذه الحالات حاولت اسرائيل القيام بخطوة كبيرة في الحرم أو في محيطه، وجميعها انتهت بسفك الدماء واضعاف سيادة اسرائيل في الحرم وزيادة قوة الاوقاف. في المرة الاخيرة في العام 2015 اضطر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى وقف زيارات اعضاء الكنيست الى الحرم وتقليص عدد اليهود الذين يذهبون إلى الحرم، واعترف بصوته باللغة العبرية والانجليزية بأنه لا يوجد لليهود حق في الصلاة في الحرم. وكل ذلك في إطار الاتفاق مع ملك الأردن في محاولة لتهدئة الأوضاع.
 إن من حق الجمهور الاسرائيلي أن يسأل كم مرة سيتكرر هذا السيناريو؟ كم مرة حتى تفهم اسرائيل أنه رغم خمسين سنة من الاحتلال وعدد لا يحصى من الكليشيهات، ليست هي صاحبة السيادة في الحرم.
 في الحرم القدسي اسرائيل محبوسة في قفص حديدي، وهذا القفص يتكون من مصالحها الأمنية وعلاقاتها مع الاردن والعالم العربي، والحاجة لتوفير الأمن لمواطنيها والحفاظ على التزاماتها الدولية وعلاقتها مع الولايات المتحدة واوروبا وما أشبه. ومفتاح هذا القفص هو التغيير السياسي الشامل والمفاوضات التي تشمل جميع المواضيع، بدءا بالقدس وحتى مشكلة اللاجئين والحدود والمستوطنات. وطالما أن هذا الامر لا يحدث وهو لن يحدث في المستقبل القريب، يجب على اسرائيل الحفاظ قدر الامكان على الوضع الراهن، وأن تقوم بتقليص ذهاب اليهود الى الحرم لأسباب دينية واحترام مكانة الأوقاف الاردنية في الحرم. وكل اقتراح آخر هو اقتراح خاطئ وفاشل.
 هناك من سيقولون وبحق إن هذا اعتداء على حرية عبادة اليهود في الحرم. وهذا صحيح ولا يمكن إنكاره، لكن مع كل الاحترام لحق اليهود في الصلاة في الحرم الشريف، إلا أن الحرم هو جزء من مشكلة أكبر، والذي من حوله يعيش ملايين الأشخاص الذين يفقدون حقوقهم الاساسية: حرية الترشح والانتخاب وحرية الحركة وحرية المساواة والحياة والاحترام وغيرها. فليتفضل أمناء جبل الهيكل ويأخذوا رقما وينتظروا في الطابور حتى نقوم بحل مشكلة الاحتلال. عندها يمكن الحديث ايضا عن حق اليهود في الصلاة في الحرم. في الايام الاخيرة قمنا بإحصاء القتلى لأنه لا يوجد زعيم اسرائيلي يستطيع أن يقول هذه الحقائق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
صحف عبريه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 4 من اصل 5انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» صحف عبريه
» صحف عبريه بعد اعتراف ترامب بالقدس 2018

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: احداث ما بعد النكبة-
انتقل الى: