منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 صحف عبريه

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2017, 5:52 am

ليس في أيدينا 25 تموز / يوليو 2017. 12:10
هآرتس

رفيف دروكر

إذا كان هناك ملف مشترك لرؤساء الحكومات في إسرائيل فمن المفروض أن يكتب في الصفحة الأولى: يجب عدم التورط في شؤون الحرم القدسي. محظور احداث أي تغيير هناك دون الحصول على موافقة 200 جهة. بنيامين نتنياهو الذي ينهي الآن 11 سنة ونصف في منصب رئيس الحكومة، من المفروض أن يكون أول من يعرف ذلك. وكما هو معروف فقد اضطر إلى السفر إلى واشنطن ومصافحة ياسر عرفات من اجل اخماد نار النفق قبل عشرين سنة. وفي حينه ايضا كان الحديث يدور عن أمر غبي. وفي حينه ايضا كان الحديث يدور عن اتخاذ قرارات متسرعة.
ويُقال في صالح نتنياهو إنه حتى الخطوة الاخيرة أثبت أنه قد تعلم الدرس. وعندما بدأت انتفاضة الافراد بسبب زيارة اعضاء الكنيست اليهود للحرم، جند نتنياهو قوته السياسية وأثبت قدرة قيادية كبيرة وأوقف هذا الأمر. فهو لم يسمح لاوري اريئيل وتسيبي حوطوبلي وزملائهم الذهاب إلى الحرم الشريف. وميري ريغف التي عقدت جلسات كثيرة في لجنة الداخلية والأمن في الكنيست السابقة بخصوص الحرم، تم اسكاتها. وهجومها على ضباط الشرطة الكبار تلاشى، وتبين أن هناك قوى بدا أنها جاءت مباشرة من كتب هاري بوتر، تستطيع اجبار وزيرة العدل على ركوب الموجة الشعبية.
كيف يعقل أن رئيس حكومة له تجربة كبيرة ويدرك قابلية الاشتعال في المسجد الأقصى، يقوم باتخاذ قرار كهذا؟ وهو الذي يقوم باحاطة كل قرار حساس بالنقاشات كي لا تستطيع أي لجنة تحقيق القول إن الموضوع لم تتم مناقشته من جميع الجوانب. وهو يقوم الآن بوضع البوابات الإلكترونية في النقطة الأكثر حساسية في البلاد، بعد عملية متسرعة لاتخاذ القرارات ودون محاولة تنسيق هذا الأمر مع الأردن ومع السلطة الفلسطينية وتركيا أو مع أي أحد. هذا لا يصدق. وقد يكون اهتمامه منصب بشكل كامل على التحقيقات والغواصات والهدايا.
الأمر الذي يعزز الأدعاء حول ضعف نتنياهو هو حقيقة أنه لم يقم بازالة البوابات الإلكترونية حتى الآن. صحيح أن تهكم نفتالي بينيت الذي "قدم الغطاء" لنتنياهو بقرار ابقاء هذه البوابات، جر بيبي أكثر من مرة إلى أماكن سيئة، مثل قانون التسوية. ولكن حتى الآن وفي الوقت الذي فيه يدور الحديث عن خطر الاشتعال، فان رئيس الحكومة يتجنب هذا الأمر: في عملية الجرف الصامد تمكن من وقف إطلاق النار دون قرار من الكابنت. يجب انهاء الأمر وبعد ذلك ليصرخ بينيت كما يشاء. في هذا الوقت نتنياهو متردد خلافا لعادته وهو يزيد مبلغ الرهان.
إذا كان هناك شيء جيد في الأزمة الحالية فهو أنها تعبر بشكل قوي عن حقيقة "الحرم في أيدينا". وادعاء اليمين هو أنه إذا قمت بازالة البوابات الإلكترونية، فانك تثبت بذلك أنك لست السيد الحقيقي في المكان. اليمين على حق، نحن لسنا الأسياد هناك. وقد حان الوقت كي يعرف الجمهور ذلك. وهم لسنوات طويلة لم يسمحوا لليهود في الذهاب إلى هناك، ممنوع الصلاة هناك. يقومون باخراج كل يهودي يؤدي حركة تبدو وكأنها طقوس دينية. اليمين يوثق اشارات عدم السيادة في الحرم. وقد حان الوقت كي يسأل اليمين نفسه بعد خمسين سنة على وجودنا هنا، ولا سيما في ظل حكومات اليمين، لماذا نحن لسنا أسياد هناك، ومتى سنصبح كذلك؟.
متحدثو اليمين يحبون التحدث عن اقتراح باراك واولمرت على الفلسطينيين أخذ السيادة على الحرم، وهذا ايضا لم يكن كافيا لهم. وهذا ليس دقيقا من حيث الحقائق، لكن الأيام الاخيرة توضح السؤال أكثر: ما هو الفرق بالضبط؟ وإلى أي حد يجب علينا التمسك بمقولة "الحرم في أيدينا". وإذا كان المغزى الحقيقي هو أن مجرد وضع البوابات الإلكترونية هناك يمكنه أن يتسبب بانتفاضة.
هل انتقال الوضع الحالي – السيادة الإسرائيلية التي لا يعترف بها أحد وعدم قدرة اليهود على الصلاة هناك – إلى الوضع الذي اقترحه باراك واولمرت، أي سيادة دولية على الحرم وتمكين جميع الديانات من الصلاة هناك. هل هذا يعتبر خضوعا سيئا بسببه يحظر علينا التحدث مع الطرف الثاني؟.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2017, 5:54 am

آلاف الفلسطينيين يصلون خارج المسجد الأقصى رافضين الدخول عبر البوابات الإلكترونية أول من أمس


يديعوت أحرونوت

روني شكيد

كتب العقيد ميخائيل ميلشتاين مستشار الشؤون الفلسطينية في وحدة منسق اعمال الحكومة في المناطق قبل اندلاع موجة العنف الحالية مقالا حذر فيه من غياب التفاهمات العميقة حول مواضيع البحث في أوساط محافل الاستخبارات. وعلى حد قوله، استند التقدير الاستخباري في الماضي على نوايا الزعماء وقدرات الجيوش. أما اليوم فثمة حاجة لتشخيص سياقات مركبة يحركها المجتمع، المنظمات غير الدول ومجالات الشبكة. فلا يمكن، بزعمه، حل لغز سلوك المجتمع دون إسناد ذلك الى معرفة ثقافته، تاريخه ولغته. المشكلة هي انه في السنوات الاخيرة نقص، وليس فقط في اسرائيل، بعد العمق هذا.
إذا ترجمت ادعاءاته لما يجري هذه الايام في شرقي القدس، ينتشر إلى الضفة والقطاع وينتقل الى الدول العربية، يمكن القول ان قرارات القيادة السياسية والشرطة تعاني من نقص في فهم عمق الوعي، الفكرة، الثقافة، التاريخ والمعتقدات التي تحرك الفلسطينيين، ولا سيما في كل ما يتعلق بالمسجد الاقصى. من هنا ايضا القرارات السخيفة بنصب البوابات الالكترونية، اغلاق الحرم وفرض الاغلاق على البلدة القديمة. لقد كان الانطباع هو أن الشرطة تعيد احتلال القدس. صحيح، قتل الشرطيين من حرس الحدود والمذبحة في حلميش هي اعمال فظيعة، ولكن البوابات الالكترونية واجراءات العقاب الشديدة بالذات في هذه الايام المتوترة من شأنها أن تجعل نوايا التهدئة زيتا للاشتعال.
في مزايا النزاع يبرز في السنوات الاخيرة البعد الديني، وينبغي الاعتراف بالفم الملآن بأن المسيرة تقع ليس فقط في اوساط الفلسطينيين بل ولدينا ايضا. فاليأس، الإحباط، الازمة التي تعيشها الحركة الوطنية الفلسطينية، عدم قدرة الفلسطينيين على تحدي الاحتلال الاسرائيلي على خلفية انعدام التماثل في موازين القوى، كل هذه توجههم الى الملجأ الديني. هكذا جعلوا المسجد الاقصى، ومكانته التاريخية الاسطورية رمزا ملموسا لوطنية دينية – قومية فلسطينية في الصراع ضد اسرائيل، والذي يحل محل شعارات وطنية مبسطة تتعلق بتقرير المصير.
ما يحرك الجمهور الفلسطيني في هذه المرحلة للكفاح ليس الاسلام المتشدد، ولا حتى تحريض الزعماء الذين يستخدمون الدين كمقدر سياسي، بل الخوف من سيطرة يهودية على المسجد. في فكرهم وفي وعيهم يعد هذا تهديدا حقيقيا. وهم يؤمنون أن إسرائيل تعتزم هدم المسجد وإقامة الهيكل مكانه، وكبديل بأن اسرائيل تسعى الى تقسيم السيطرة في الحرم مثلما فعلت في الحرم الابراهيمي. وهم يؤمنون عن حق وحقيق بان الاقصى في خطر وينبغي الدفاع عنه. هذه المعتقدات هي ايضا من نصيب الجمهور الاسلامي في كل العالم.
هذا المزيج من الدين، القومية، الاحباط من الصراع بلا جدوى ضد الاحتلال، مشاعر الكراهية الشديدة لاسرائيل ومشاعر دوس الكرامة هو المحفز لانتقام وذبح عائلة بسكين. من الصعب جدا وقف ارهاب افراد مجنون كهذا. ولكن ممكن وينبغي محاولة تهدئة الحرب الدينية والبث للجمهور بان ليس في نية اسرائيل السيطرة على الاقصى.
في نظرة الى الوراء،  يتبين أن الوضع الراهن الذي ثبته دايان في 1967 في الحرم سمح بمنع حرب دينية، رغم احداث قاسية كاحراق المسجد في 1969، احداث العنف في الحرم في 1990، فتح نفق المبكى في 1996، او العنف في اعقاب حجيج شارون الى الحرم في 2000. غير أنه في السنوات الماضية زار رجال اليمين المتطرف، بمن فيهم زعماء سياسيين، الحرم، رفعوا مخاوف الفلسطينيين على مستقبل المسجد وبثوا نارا في الصراع الديني.
ان الحل السياسي لمسألة القدس والحرم بعيد عن التحقيق، وعليه فمن أجل المصلحة الامنية، وليس فقط في القدس، يجب العودة الى الوضع الراهن، عدم الانجرار وراء مطالب اليمين المتطرف أو الحلول التي تحركها المشاعر او الحاجة الفورية للشرطة والامتناع في المستقبل عن ارتجالات على نمط البوابات الالكترونية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالأربعاء 26 يوليو 2017, 11:24 am

26.07.2017


مقالات
نتنياهو حشر مرة اخرى في الزاوية واضطر للتراجع، لكنه المسؤول عن التدهور
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان المجلس الوزاري صادق صباح امس (الثلاثاء) على القرار المطلوب. فالمصادقة على الاتفاق مع الأردن، سمحت بإنهاء التحصن القسري لطاقم السفارة الاسرائيلية في عمان، واعادة الحارس الاسرائيلي الذي اطلق النار على مواطنين اردنيين بعد مهاجمته. والى جانب ذلك، تم استغلال الفرصة للدفع باتجاه انهاء الأزمة الزائدة في الحرم الشريف، بواسطة المسارعة الى إخلاء البوابات الالكترونية التي تم تركيبها على مداخله.
لكنه لا تزال هناك مشاكل يجب حلها. تهدئة الاوضاع في القدس الشرقية والضفة الغربية منوط بمدى اقتناع الفلسطينيين بعدم حدوث أي تغيير في الوضع الراهن في الحرم. الوقف يلمح الى عدم موافقته على أي حل تكنولوجي بديل، وامس تم نشر شائعات، على قناة الجزيرة ايضا، بأن الكاميرات التي تريد اسرائيل تركيبها على المداخل، تكشف عري الناس الذين تصورهم– وهذا سبب آخر قد يجعل الفلسطينيين يعارضونها.
بالنسبة لعمان، تولد الآن وضع لا يوجد فيه لإسرائيل سفير في الدولتين العربيتين اللتين تقيمان معهما علاقات قريبة، الاردن ومصر (في مصر تم إخلاء السفير قبل عدة اشهر بسبب تحذيرات امنية). وقد يجد الاردن الآن، صعوبة في السماح بعودة السفيرة الى عمان، طالما لم تقم مصر بخطوة مشابهة.
اعادة الحارس الذي اصيب بجراح طفيفة خلال الحادث استقبل بارتياح جماعي في وسائل الاعلام الاسرائيلية. ونشر ديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، كالمتبع، تسجيلا لنتنياهو وهو يتحدث مع الحارس زيف، ومع السفيرة في الاردن ويهنئهما بالعودة بسلام. وتواصل الصخب الاعلامي لنتنياهو طوال ساعات النهار. في البداية التقى مع الناجين من عمان في مكتبه، وبعد ذلك زار كتيبة الجيش في هضبة الجولان، مع وزير الامن ورئيس الاركان وضباط الجيش ككورس في المشهد المصور. وتم استدعاء وسائل الاعلام لالتقاط صورة جماعية، لكنه تم الغاء ذلك لاحقا. فلقد اكتشف رئيس الحكومة انه يتدبر اموره من دونها. وقام رجاله بتصوير فيلم وزعه مكتبه على قنوات التلفزيون والشبكات الاجتماعية. وظهر نتنياهو فيه، والجنود من خلفه، وهو يعد بان يكون قويا امام ايران وحزب الله على الحدود السورية. لكن هذا الأمر نجح بشكل اقل امام الفلسطينيين هذا الأسبوع.
لكنه من المشكوك فيه ان محاولته عرض مظهر قوي، او مراكمة نقاط في الرأي العام بفضل الحل السريع للأزمة في عمان، ستحقق النجاح. فإسرائيل هي التي جرت نفسها هنا الى كل زاوية بلا مخرج. ولذلك اضطرت الى التراجع بسرعة منذ اللحظة التي وقع فيها التورط الاخر في عمان، ووافقت على ازالة البوابات الالكترونية عن مداخل الحرم.
ويتضح الان ان تركيب الحل البديل للبوابات – الكاميرات الذكية – الذي تم الوعد به امس الاول، بتكلفة حوالي 100 مليون شيكل، سيستغرق وقتا طويلا. وفي هذه الأثناء ستغطي الشرطة على ذلك بزيادة قواتها حول الحرم. لا يوجد شيء اكثر مرونة من الترتيبات الأمنية. مسألة "لن تنتهك حرمة" الامن في الأمس، تحولت الآن الى حدود هامشية بات يمكن التغلب عليها.
يمكن لمحاولة تعقب سلسلة التصريحات الملتوية التي عرضها رئيس الحكومة ووزير الامن الداخلي وانصارهما طوال الايام العشرة الماضية، فقط، ان تسبب الدوران لشخص متوسط. في البداية شرحوا لنا بأن البوابات الالكترونية حيوية للأمن، وبعد ذلك ادعوا ان الشاباك والجيش يخيفون الوزراء في تحذيراتهم الواهية من عمليات نتيجة تركيب البوابات. وعندما تحققت تقييمات الاستخبارات تم الادعاء بأن الأمر حدث صدفة وانه لا علاقة له بالحرم. وعندما اخلوا البوابات قالوا ان الأمر لم يتم بناء على طلب اردني – والان يدعون انه يكفي تواجد قوات الشرطة من اجل تلبية الاحتياجات الأمنية في الحرم.
ليست هذه هي المرة الاولى التي تضطر فيها الظروف نتنياهو الى التراجع والانحراف عن الخط السياسي المتعنت الذي يفضل عرضه امام الجمهور المحلي. لقد حدث له ذلك، كما تم التذكير مرارا في الايام الأخيرة، ايضا بعد محاولة الاغتيال الفاشلة التي نفذها الموساد ضد خالد مشعل في عمان في 1997، وحدث له ذلك، ايضا، في قضية اسطول مرمرة في 2010، عندما وافقت اسرائيل على دفع تعويضات لعائلات القتلى الأتراك في اعقاب فشل محاولة سلاح البحرية وقف الاسطول.
لكن السبب الاساسي للتراجع هذه المرة هي ليست اخفاقات الأذرع الأمنية. صحيح ان نتنياهو واردان صادقا على توصية الشرطة بتركيب البوابات الالكترونية في اعقاب العملية التي قتل خلالها شرطيان في 14 تموز، ولكن منذ تلك اللحظة وصاعدا، كانا هما من وقعا على تدهور الأزمة، عندما رفضا توصية الجيش والشاباك ومنسق اعمال الحكومة في المناطق بإخلاء البوابات بسرعة قبل صلاة يوم الجمعة الماضية. رئيس الشاباك نداف ارجمان، الذي وصفته الوزيرة ميري ريغف بأنه "مهووس" بسبب موقفه من البوابات، كان الشخص الذي تم ارساله الى الأردن، امس الاول، لحل المواجهة في موضوع الحارس.
التهجم على رئيس الشاباك يدل على توجه مقلق في اليمين
اعادة الهدوء النسبي الى المناطق منوط الان في الأساس بسلوك الجانب الفلسطيني. هناك بشكل عام مسافة كبح لاندلاع العنف، على صورة ما حدث في الاسبوع الاخير، فترة زمنية يتقلص خلالها بالتدريج حجم محاولات تنفيذ عمليات. لكنه لا تزال هناك تنظيمات تحاول تأجيج النار في موضوع الحرم، وعلى رأسها قيادة حماس في غزة والجناح الشمالي للحركة الاسلامية في اسرائيل، التي عملت بشكل متواصل على تنمية مقولة "الاقصى في خطر" المخيفة، على مدار سنوات طويلة.
التصعيد العاجل للأزمة في موضوع الحرم الشريف اثبتت ليس فقط الانفجارات الكبيرة التي يمكن ان يسببها كل خرق للوضع الراهن في الحرم، وانما تعزز المركب الديني في الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. لقد أثر الدين دائما على المواجهة، لكنه بات يلعب اليوم دورا رئيسيا اكبر في التوتر. وهنا، توجد مساهمة من الجانب الاسرائيلي ايضا. حق اليهود بالدخول الى الحرم والصلاة فيه، والذي اعتبر بمثابة مسألة طابو مطلق بالنسبة للجمهور المتدين القومي منذ حرب الايام الستة، اصبح يحظى الان بدعم واسع في صفوف هذا الجمهور.
يبدو ان بعض نواب البيت اليهودي رأوا في الازمة التي نشأت بعد مقتل الشرطيين فرصة لتغيير الوضع الراهن في الحرم. وبشكل لا يقل عن الخلاف على جودة البديل التكنولوجي للبوابات الالكترونية، كان هذا الاعتقاد هو الخلفية التي جعلت نفتالي بينت واييلت شكيد يعارضان هذا الترتيب في اجتماع المجلس الوزاري.
لقد وضعت ازمة الحرم الشريف رئيس الحكومة نتنياهو، وليس للمرة الاولى، في خلاف قوي مع قادة الجهاز الامني. في ظروف كهذه، يوجد في اليسار ميل الى احتضان قادة الجيش والشاباك بشدة، ومحاولة تحويلهم، واحيانا رغم ارادتهم، الى رموز للمعارضة السياسية للسلطة. هكذا حدث في النقاش حول مهاجمة المنشآت النووية الايرانية، وفي قضايا اخرى. هذا تبسيط مبالغ فيه لنقاش موضوعي. ارجمان ورئيس الأركان غادي ايزنكوت يعبران عن موقفهما المهني. وفي حالات كثيرة لن يلامس موقفهما توقعات اليسار.
الى جانب ذلك، يتعزز في اليمين الميل الى تحويل تقييمات الأذرع الأمنية الى موضوع للسخرية، من خلال التشكيك بدوافعها. عمل الجهاز الامني يحتم المراقبة عن كثب للجهاز المدني وللتشكيك المتواصل من قبل وسائل الاعلام. ولكن التهجم المنهجي على المسؤولين الكبار – ارجمان هذا الاسبوع، وقبله ايزنكوت ونائبه السابق الجنرال يئير جولان – يعبر عن توجه مقلق يمر به اليمين.
نتنياهو تعلم في الأسبوع الأخير ان المشاكل في الشرق الاوسط تأتي في حزم
يكتب براك ربيد، في "هآرتس" ان الازمة السياسية – الأمنية خلال الايام العشرة الماضية، والتي بدأت في التصعيد في الحرم الشريف وتواصلت في حادث السفارة في الأردن، هي نوع من البث المتكرر والسريع لأكبر صدمتين واجهتا نتنياهو خلال ولايته الاولى كرئيس للحكومة – اضطرابات النفق في ايلول 1996، ومحاولة الاغتيال الفاشلة لخالد مشعل في عمان، في 1997.
كما يقول الشعار المبتذل فان التاريخ لا يكرر نفسه، لكنه يتناغم. هاتان الأزمتان في التسعينيات سببتا ضررا بالغا للأمن القومي الاسرائيلي، ولمكانة اسرائيل الدولية، وايضا لصورة نتنياهو في الرأي العام الاسرائيلي، والأزمتين الحاليتين انطويتا على محفزات لتكرار الأمر نفسه.
لقد فهم نتنياهو جيدا حجم الانفجار الذي يمكن ان يسببه الحرم قبل اسبوع، لكنه انجر الى داخل الأزمة بسبب تخوفه من خصومه السياسيين في اليمين. وكانت حادثة اطلاق النار في السفارة في عمان، وحقيقة تحول الحارس الذي تعرض للهجوم الى رهينة محتمل، هي فقط التي جعلت نتنياهو يفهم بأنه يقف امام "العاصفة المتكاملة" وان المسافة نحو فقدان السيطرة المطلق قصيرة جدا، وحان الوقت للحسم.
منذ اجتماع المجلس الوزاري مساء يوم الاحد، حين تحدث هاتفيا مع سفيرة اسرائيل لدى عمان عينات شلاين، ومع الحارس الجريح، وتلقى التقارير الاستخبارية، فهم نتنياهو ان كل دقيقة تتواصل فيها الأزمة، تجعلها اكثر صعبة، ويصبح ثمن انهائها اكبر. لو كان الأمر يتعلق به لكان قد عقد "صفقة" مع الملك عبدالله منذ تلك الليلة، ولكن لسوء حظه كان الملك في تلك الليلة يسافر من هاواي الى لوس انجلوس، ولم يكن بالإمكان الاتصال به هاتفيا.
صباح امس الاول، ارسل نتنياهو رئيس الشاباك نداف ارجمان، الى عمان للقاء رئيس الاستخبارات الأردني والتوصل الى حل عاجل. واسفرت المحادثات مع الاردنيين عن استنتاجين. الاول، كبار المسؤولين في المملكة رغبوا برؤية البوابات الالكتروني ملقاة في حاوية نفايات التاريخ. والثاني، ان الاردنيين فهموا بأن الحارس اطلق النار وقتل المهاجم بشكل مبرر تماما، لكنهم احتاجوا الى مخرج مشرف قبل اطلاق سراحه. حتى ان لم تكن الازمتان مترابطتان بشكل واضح – الا ان "الصفقة" كانت واضحة للجميع.
العبرة التاريخية من احداث الأيام الأخيرة، اساسية بما يكفي ومستهلكة حتى النهاية. طالما كانت اسرائيل تسيطر على الحرم الشريف، يجب على رئيس حكومتها التفكير مرتين وثلاث ومئة مرة قبل كل خطوة ينفذها في برميل المتفجرات هذا. في اسوأ الحالات، تقود التدابير المتسرعة في الحرم الى انتفاضة والاف القتلى. وفي الحالات الأقل سوء، تؤدي الى عدة ايام من العنف وسفك الدماء المتبادل، والى ضرر سياسي لإسرائيل وصورتها، والى تلاعب سياسي محرج لرئيس الحكومة ووزرائه.
لقد بات من الواضح اليوم، انه لو كان نتنياهو وبعض وزرائه المتسرعين يعرفون بأن الامور ستسير على هذا النحو، لما تم ابدا تركيب البوابات الالكترونية على ابواب الحرم.
لقد تعلم رئيس الحكومة ووزرائه خلال الأسبوع الاخير، انهم يدفعون الثمن ليس فقط لقاء المعلومات الخاطئة، وانما كون المشاكل في الشرق الاوسط تأتي في حزم. تركيب البوابات الالكترونية كخطوة تكتيكية في الحرم، خلق التصعيد في القدس والضفة الغربية، بل تسلل الى حافة ازمة استراتيجية هددت بحدوث ضرر كبير لاتفاق السلام مع الأردن.
من شبه المؤكد انه مع ازالة البوابات الالكترونية، بعد فائق الاحترام، فان نتنياهو ووزرائه الذين حاربوا خلال الأسبوع الأخير كالأسود على البوابات المتنقلة، سيحكون للجمهور بأنها لم تكن ابدا مقدسة، وانه تم العثور على حل تكنولوجي عجيب آخر، وافضل بكثير، يتمثل في الكاميرات الذكية التي قد يتم تركيبها او لا يتم. اذا هدأت الأوضاع في الميدان، فسيتم تناسي هذه الأزمة بسرعة. لبالغ الأسف فان غالبية الفرص هي انه لن يحاول احد في الحكومة العثور على حل استراتيجي طويل الامد، يمنع الأزمة القادمة.
كرة الخرق من رام الله
يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" ان الطقوس متعبة حتى الغثيان. في كل مرة ينفذ فيها فلسطيني عملية، يستدير الميكروفون الاسرائيلي نحو "القصر الرئاسي" في رام الله، ويتم رفع مفاتيح الصوت إلى أقصى حد، ويوجه الجمهور الاسرائيلي آذانه لسماع كلام الرئيس: هل سيشجب العملية ام لا. ومرة أخرى تصيبه خيبة أمل عميقة. انه لم يشجبها.
مرة اخرى تحطمت فرصة اعطوها لأبو مازن كي يثبت نسفه. فلو كان قد تمتم فقط بعدة كلمات شجب، لكانوا سيعطونه نصف الملكوت، ولما كنا سنزيل البوابات الالكترونية من على مداخل الهيكل، فقط، وانما كنا سنسجل على اسمه القدس الشرقية بكل احيائها، التي بنيت وستبني خلافا للقانون.
لو كان قد قال الكلمات السحرية فقط، لكنا قد انهينا معه موضوع الحدود، وانسحاب الجيش، ولبنينا فورا الاف المساكن في قلقيلية، وفتحنا شارع الشهداء في الخليل، وازلنا الحصار عن غزة، بل حتى كنا سنوقع معه اتفاق سلام. لكن الرجل لا يتحدث، ولا حتى يغرد. صحيح انه شجب الهجوم الذي شنه ثلاثة اسرائيليين على جنود حرس الحدود، ولكن ماذا بالنسبة لحلميش؟ ماذا بالنسبة للعمليات السابقة؟ يكف يمكن اصلا التفكير بالتحالف مع شخص ليس مستعدا لشجب عملية؟
لسنا بحاجة الى ابو مازن والى التعاون الامني معه، قال افيغدور ليبرمان حاسما الأمر. فهو معد اصلا لصالح الفلسطينيين، يقول وزير الامن الاسرائيلي موضحا. لدينا اصدقاء عرب آخرين، افضل منه. انظروا كيف ينمو التعاون الامني مع مصر. علاقاتنا مع دولة عبد الفتاح السيسي لم تكن ابدا افضل مما هي الان. ولكن ما العمل، حتى هذا الصديق لم يشجب العملية في حلميش. ولكن هل قام ملك الاردن عبدالله، او ملك السعودية سلمان، التي تتوق ارواحنا لمصافحة يده بشجب العملية؟ صفر. لم يفعل احد ذلك.
ورغم ذلك، فانه لا يوجد مثلهم شركاء لتدابير تشكل الشرق الاسط كله. التعاون مع الاردن في الحرب الدائرة في سورية، اصبح منذ زمن جزء من التحالف الاستراتيجي مع الملك الذي لا يشجب. حتى وان حدث ما حدث في مسكن الحراس في عمان وتم قتل مواطنين اردنيين. لسنا مجبرين على الاعتذار فورا، او الشجب، او حتى ابداء الأسف. فتركيا ايضا انتظرت ثلاث سنوات لسماع الاعتذار، بعد ان قتلنا تسعة مواطنين اتراك على متن سفينة مافي مرمرة. وما الذي حدث؟ ها نحن والأتراك معا مرة اخرى. كل شيء على ما يرام. هل اعتذر احد عن قتل الأسرى المصريين في حرب الأيام الستة؟ عن مذبحة دير ياسين؟ كيف تقول العبارة الخالدة في فيلم "قصة حب": "الحب يعني ان لا تقول أبدا انا آسف". واسرائيل، كما هو معروف دولة رومانسية. انها لا تتأسف.
ابو مازن لا يشجب ولا يتأسف، لأنه عدو. صحيح ان سلوكه امام حكومة اسرائيل، واعلانه الثابت الذي يؤكد عدم الفائدة من الصراع العنيف، تخلق الانطباع بأنه ليس عدوا. كما يمكن للصراع الذي يخوضه ضد حماس ان يجعل الناس يعتقدون، بشكل خاطئ، انه انضم الى حزب الليكود او حزب يسرائيل بيتينو.
ولكن، يا للويل، هذا الرجل لا يخفي طموحه الى انهاء الاحتلال، لكنه يريد عمل ذلك من خلال اتفاق وبمساعدة النضال الدبلوماسي غير المهادن على الحلبتين المحلية والدولية. انه لا يرى أي حاجة او سبب يجعله يسعى لامتلاك قلب الشعب اليهودي من خلال تصريحات الشجب. يجب عليه امتلاك قلوب ابناء شعبه. لقد تعلم خلال عشرات سنوات حياته في المدرسة الاسرائيلية بأن خطوات بناء الثقة عي مصدر خطوات هدم الثقة. هذه هي الخطوات التي جعلته كرة خرق في ايدي اسرائيل.
يمكن مطالبته بشيء واحد فقط: ان يشجب في كل مرة يصدر فيها شجب عن السيسي او الملك عبدالله. اذا كانت اسرائيل مستعدة لتقبل شركاء لا يشجبون، فان ابو مازن هو ايضا شريك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالأحد 30 يوليو 2017, 6:17 pm

30.07.2017

مقالات
عقوبة الاعدام للديموقراطية.
تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، انه من الواضح للجميع ما الذي يفعله رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في الأيام الأخيرة، من اجل تمويه ما اعتبره انصاره اهانة قومية في الحرم الشريف، انه يتطرف بأسلوب "يميني" و"وطني": استقبال حارس السفارة الاسرائيلية في عمان كأنه بطل قومي؛ بيانات دعم قانون القدس وقانون القومية؛ الاقتراح بتنظيم ترانسفير لسكان ام الفحم؛ والدعوة الى فرض عقوبة الاعدام على المخرب الذي نفذ القتل في حلميش.
عقوبة الاعدام هي قتل بدم بارد ينفذه المجتمع المدني؛ غطاء رأس الجلاد هو القناع الذي يختبئ من خلفه المدنيون والقادة الجبناء. لكن نتنياهو – الذي يفترض بأن قوته الانتخابية هي الكلب الحارس الشرس الذي يتم اغواؤه بواسطة التصريحات العنصرية والعنيفة – "يداهن" الجمهور بتصريحات متطرفة في كل مرة يدفع فيها سياسة معتدلة نسبيا. وبهذا الشكل يحاصر المعارضين لسياسته داخل مأزق: هل يوافقون على لعب دور كبش الفداء الذي اعده لهم في المسرحية التي اخرجها لجمهور ناخبيه، واطلاق صرخة تحكم الديموقراطية الاسرائيلية كما يطلب منهم في المسرحية، او تجاهل تصريحاته، طالما لا يتم دعمها بالعمل؟ هل ينجرون مرة اخرى الى النقاش حول قانون القومية وتجاهل غمزة نتنياهو من فوق رؤوس ناخبيه، في الوقت الذي يؤجل فيه التصويت من دورة كنيست الى اخرى؟ وقد بات من المعروف انه يصوت الى جانب قوانين يعارضها لأنه يعرف بأن المحكمة العليا ستلغيها، كما فعل في قانون مصادرة اراضي الفلسطينيين.
نتنياهو يطلق سهامه المسمومة نحو قلب الديموقراطية الاسرائيلية، سوية مع اوامر الغاء تأثيرها. "عقوبة الموت للمخربين هي امر حان الوقت لتطبيقها في الحالات الخطيرة. هذه مسألة نص عليها القانون، هناك حاجة الى اجماع من قبل القضاة، لكنهم يريدون معرفة موقف الحكومة، وموقفي كرئيس حكومة في هذه الحالة، مع هذا القاتل الحقير، هي انه يجب اعدامه"، قال نتنياهو معزيا عائلة سلومون. هذه خطوة كلاسيكية يقدم عليها نتنياهو: الجمهور المتألم الذي يشتهي الانتقام يحصل على وعد برطل اللحم الذي يطلبه؛ و"الجمهور المتعقل" يحصل على اوامر الالغاء المشفرة في التصريح نفسه (شرط الاجماع من قبل القضاة).
يمكن ان يجد المعارضون لنتنياهو العزاء، في حقيقة انه بالمقارنة مع تصريحاته الجنونية، فانه حتى سياسته القاسية تبدو احيانا كأنها معتدلة. لكن هذا عزاء بارد، ولن يغير على المدى الطويل: بقايا السموم تتراكم وجسد الديموقراطية يزداد ضعفا. وسواء كان يقصد نتنياهو تطبيق عقوبة الاعدام للمخربين، او كان يكذب، فقط من اجل نيل اعجاب جمهوره، فانه لا يستحق الوقوف على رأس حكومة ديموقراطية.
اسرائيل تتخوف من تدهور الحالة الصحية للرئيس عباس
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان الجهاز الامني الاسرائيلي يتعقب بقلق الحالة الصحية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي تم اخضاعه للفحص الطبي في مستشفى رام الله، امس، لعدة ساعات، تم تسريحه بعدها. وادعوا في قيادة السلطة بأن الرئيس ادخل الى المستشفى في اعقاب التعب المرتبط بأحداث الاسبوعين الاخيرين – التوتر الشديد مع اسرائيل، على خلفية ازمة الحرم. فقد اضطرت ادارة الازمة مع اسرائيل، الرئيس الى تعقب الأحداث بشكل متواصل، وعقد اجتماعات متتالية مع مستشاريه ومع قيادة فتح والسلطة، والتواصل مع القادة العرب والدبلوماسيين الغربيين. وخلال الأزمة، وبشكل خاص في الاسبوع الاخير، صعدت السلطة خطها العلني ازاء اسرائيل، ومن بين ذلك دعت الى "يوم الغضب" في القدس والضفة الغربية، امس الاول الجمعة. ويبدو ان هذا التوجه جاء في الأساس بسبب المنافسة مع حماس على قيادة الجمهور الفلسطيني في قضية الحرم.
ورغم انه يبدو بأن المقربين من عباس معنيون بالتخفيف من خطورة المصاعب التي يعاني منها وتوفير حلول بديلة، الا ان مصادر اسرائيلية وفلسطينية تعتقد بأن حالته الصحية شهدت تدهورا معينا في الأشهر الاخيرة، وان استمرار هذا التدهور من شأنه ان يسرع استبدال القيادة في السلطة. ويقلق عباس، بشكل خاص،  من تعزيز العلاقة بين حماس ومحمد دحلان (برعاية مصرية)، ويتخوف من قيام الجانبين بتنسيق خطوات سياسية اخرى ضده. عباس في الثانية والثمانين من العمر وبشكل عام تعتبر صحته جيدة. في بداية العقد الماضي، اجريت له عملية لسرطان البروستاتا، بعد ذلك عاني من مشاكل في القلب. وكان يدخن كثيرا، الا انه غيّر من عادته هذه في السنة الأخيرة وانتقل الى السجائر الالكترونية.
بعد الصلاة
يوم الجمعة انتهت الصلاة في الحرم الشريف بهدوء نسبي. فقد دخل المصلون من جيل 50 عاما وما فوق فقط، حسب اوامر اسرائيل، الى المسجد الاقصى بعد اعلان المفتي عن قيام اسرائيل بإخلاء اليات التفتيش التي قامت بتركيبها بعد العملية التي وقعت في 14 تموز.
بعد انتهاء الصلاة جرت تظاهرات عنيفة في القدس الشرقية والضفة الغربية وقتل شابان بنيران الجيش الاسرائيلي. الاول، الذي قال الجيش بأنه عاني من مرض نفسي، قتل ظهر الجمعة، بعد قيامه باستلال سكين والركض نحو جنود على مفترق غوش عتسيون، والثاني على حدود غزة، بعد قيام سكان من القطاع بالتوجه نحو السياج ورشق الحجارة واشعال الاطارات. وبالنسبة للضفة، فقد شارك الف فلسطيني فقط في تظاهرات عنيفة، اصيب خلالها جندي اسرائيلي بحجر، وتسعة فلسطينيين بعيارات المطاط التي اطلقها الجيش. مع ذلك فقد كان عدد المتظاهرين اقل بكثير مما كان عليه الأمر في نهاية الأسبوع السابق. ويأمل الجيش بأن يعكس انخفاض قوة الاحداث، بداية للهدوء التدريجي.
ولكن الى جانب ذلك، فان التحذيرات من قيام مخربين افراد بتنفيذ عمليات لا تزال على حالها، ولذلك يواصل الجيش تعزيز قواته في الضفة، ويفترض بالكتائب الخمس التي تم نقلها الى الضفة ان تبقى هناك لعدة اسابيع اخرى، بناء على التطورات.
ربما يرتبط الانخفاض المعين في التوتر بالضغوط الخارجية التي تمارس على قيادة السلطة. فالسعودية والولايات المتحدة، وهما من اكبر الدول المتبرعة التي يعتمد عليها اقتصاد السلطة، المحتا في الايام الاخيرة لعباس بأن عليه كبح العنف. وفي المقابل اهتمت تركيا بالمساعدة على تأجيج الاجواء في الشارع الفلسطيني على خلفية المواجهة في الحرم. في الجهاز الامني الاسرائيلي يشعرون بالقلق ازاء مشاعر الانتصار التي سادت في الجانب الفلسطيني، على خلفية قرار المجلس الوزاري تفكيك وسائل الحراسة والتفتيش التي تم تركيبها على ابواب الحرم.
وتعتقد جهات امنية رفيعة انه لم يكن امام اسرائيل أي مفر امام الأزمة التي تطورت بسبب البوابات الالكترونية، وطولبت بتفكيكها بسرعة من اجل منع ازمة اكبر. لكن الفلسطينيين يرون في ذلك انتصارا واضحا على اسرائيل، ومن شأن هذه النتيجة ان تحث على خطوات اخرى. ويمكن لذلك ان يحدث على المستوى الدبلوماسي (السلطة تفكر بتجديد طلبات انتسابها الى سلسلة من المؤسسات الدولية)، لكنه يحتمل ان يتم ترجمة اجواء النصر الى محاولات اخرى لتنفيذ عمليات.
لقد اشارت الجهات الاستخبارية طوال الأزمة، الى تعزز العامل الديني في النقاش، الذي جرى في الشارع الفلسطيني حول المواجهة مع اسرائيل، والتأثير المحتمل لترقية مكانة التنظيمات الدينية في اوساط الجمهور، وعلى رأسها حماس. خلال مشاورات اجراها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، طوال الازمة، وخلال جلسات المجلس الوزاري المصغر، برزت التوقعات المتشائمة للأذرع الأمنية، باستثناء الشرطة، في حال عدم تقبل توصياتها بإخلاء البوابات الالكترونية والكاميرات.
واتهم عدد من الوزراء قادة الاجهزة الأمنية بنشر "سيناريوهات مروعة" هدفت الى حث المجلس الوزاري على العمل بناء على توصياتهم والتراجع عن الاصرار الاسرائيلي على ترك البوابات الالكترونية في الحرم. وتم توجيه النيران بشكل خاص الى جهاز الشاباك، لكن المشاركين في النقاشات قالوا ايضا ان مجلس الامن القومي، ايضا، عرض توقعات متشائمة جدا ازاء العلاقات مع العالم العربي اذا لم يتم حل الازمة في الحرم. واشار مشاركون في المشاورات، التي جرت خلال الاسبوعين الاخيرين، الى الخط المتشدد الذي قاده القائد العام للشرطة روني الشيخ، الذي عارض تفكيك البوابات الالكترونية واوصى بعدم التراجع امام السلطة. وادعى البعض بأن الشيخ بدا وكأنه يتحرك بدافع توجه ايديولوجي عميق، "تبشيري تقريبا". وحسب اقوالهم، فقد برز خلال المشاورات الخلاف بين الشيخ، الذي جاء من الشاباك، وبين رئيس جهاز الشاباك الحالي نداف ارغمان. وقال الشيخ للصحفيين خارج الحرم الشريف، امس الاول الجمعة: "يحظر علينا ان نكون انهزاميين. يجب ان يفهم الناس بأنه توجد هنا سيادة تحافظ على النظام وتسمح بالعبادة".
لقد ابرزت الازمة الحالية التوتر بين السياسيين من اليمين وبين قادة الاجهزة الأمنية. ووجه وزراء من المجلس الوزاري انتقادات شديدة الى اداء الجيش والشاباك خلال موجة الارهاب الأخيرة، وبشكل خاص ما وصفوه بتخويف الوزراء خلال المشاورات. وقامت الوزيرة ميري ريغف ورئيس الائتلاف دافيد بيتان (الليكود) ونواب اخرون بمهاجمة الشاباك مباشرة بسبب موقفه من قضية الحرم، والمح بيتان الى مسؤولية الجيش عن الاخفاقات التي سمحت بالعملية التي قتل خلالها ثلاثة ابناء عائلة سلومون في مستوطنة حلميش.
وزير الامن افيغدور ليبرمان قال للقناة الثانية، مساء امس، ان تصريحات ريغف وبيتان هي "اقوال تعيسة كان من المفضل عدم قولها". واضاف ليبرمان بأنه خلال الاسبوعين الاخيرين فقط منع الشاباك 19 عملية، وتم "اعتقال الكثير من الناس الذين شاركوا في الارهاب بفضل الشاباك وانا اقترح على ريغف وبيتان التراجع عن اقوالهما والاعتذار. من يتعامل في الامن يجب عليه الفهم بانه لا يمكن الانشغال في الوقت نفسه في الانتخابات الداخلية وبالرأي العام وبالشهرة".
على كل حال، يفهم قادة الجيش والشاباك ان اللهجة ضدهم يمكن ان تتصاعد مع مرور الوقت، خاصة اذا تواصلت العمليات وواصل الجيش التوصية بعدم ممارسة العقاب الجماعي على الجمهور الفلسطيني في المناطق.
عشية صدور القرار في التماس ازاريا: على القضاة غسل الراية السوداء.
 يكتب امير اورن، في "هآرتس" ان الأسئلة الثلاثة "هل" و "كم" و"لماذا" هي التي يجب الرد عليها، اليوم، لدى قراءة قرار محكمة الاستئناف العسكرية في التماس الدفاع والنيابة في قضية الجندي اليؤور ازاريا. هل ستبقي المحكمة على قرار الادانة ام سيخرج بريئا؛ كم عدد سنوات السجن التي ستفرض عليه، في حال قرر القضاة عدم تبرأته؛ والاهم من ذلك، ان لم يكن بالنسبة لأزاريا، فإنما من اجل دولة اسرائيل والجيل القادم من الشبان الذين سيتجندون، ما هو السياق الاخلاقي الذي سيؤطر قصة الحدث، العقاب، الدرس ووصية "لا تطلق النار".
قضاة المحكمة الخمسة وطاقم المساعدين فقط يعرفون بالتأكيد ما كتب في نص القرار النهائي، الذي اتفقوا عليه في الخطوط العامة قبل عدة اسابيع، لكنهم وقعوه في نهاية الاسبوع فقط، عندما اجتمعوا معا. هذا الأسبوع قال قاضي عسكري كبير ان الجنرال دورون فايلس، رئيس هيئة المحكمة في التماس أزاريا، شد على شفتيه خلال اللقاء بينهما ورفض كشف حتى رمز واحد.
هذه هي سنة فايلس الاولى في منصبه، ويبدو انه نجح بتوجيه رفاقه الأربعة في هيئة المحكمة، الذين يحذرون هم من خرق واجب السرية وحق المتهم بأن يكون أول من يعرف مصيره خلال مراسم قراءة القرار. ولذلك فان كل تكهن سيكون مصيره ان يتحقق او يثبت خطأه، وهو على مسؤولية الكاتب فقط.
لقد ادين ازاريا في المحكمة العسكرية بالقتل، وحكم عليه بالسجن لمدة 18 شهرا. وعندما نزيل كل الطبقات السميكة عن هذا القرار، سنبقى مع معطيين يعتبر الترابط بينهما مستهجنا. اذا كانت الخطيئة كبيرة الى هذا الحد، فلما كانت العقوبة خفيفة. هذا الأسبوع، فاخر الجيش بفرض عقوبة السجن لمدة 12.5 عاما على عريف ادين، في وقت متزامن مع حادث ازاريا، ومن دون أي علاقة به، بقيامه مع قائد كتيبته بسرقة اسلحة كثيرة وبيعها لمواطنين. من المؤكد ان تسلل الاسلحة من مستودعات الجيش الى الجنائيين ظاهرة مرفوضة وخطيرة، تبرر العقوبة القاسية والرادعة. ولكن ما هو المعيار الذي يبثه الجهاز القضائي العسكري حين يحدد بأن تهريب السلاح القاتل اخطر بستة وثمانية اضعاف من القتل نفسه، الا اذا كانت الرسالة الكامنة في ذلك هي انه في الحدث الجنائي البسيط يكون القتلى من الاسرائيليين، بينما في القضية الاخرى يكون القتيل من العدو.
ميراث كفر قاسم
قرار الحكم (ضد ازاريا) في المحكمة الاولى امتد على مئة صفحة تقريبا. وبما ان قرار الاستئناف يفترض ان يتعامل مع الواقع الميداني، وقرار الحكم الاول وادعاءات الملتمسين، واضافة المعنى الاخلاقي اليها، فمن الطبيعي التكهن بأن حجم القرار سيتجاوز القرار الاول بعشرات الصفحات، التي لن نتذكر منها بالتأكيد اكثر من عدة اسطر وفقرات. الحكمة في الصياغة وفن التلميع ستحسم فترة بقائها في الذاكرة، حين تسعى الى تحديث عبارة بنيامين هليفي الراسخة من محاكمة مجزرة كفر قاسم: "الراية السوداء".
ستة عقود تفصل بين مجزرة كفر قاسم والمتهمين بارتكابها – الرائد شموئيل مالينكي، والملازم غبريئيل دهان وعسكريين اقل رتبة منهما – وبين ازاريا. الراية السوداء، التي توقف جنديا يرتبك بين تنفيذ امر غير قانوني صارخ وطاعن، اصبحت بالية جراء ضربات الزمن، وليس بفعل استخدامها. المهمة الحقيقية لقضاة محكمة الاستئناف في قضية ازاريا، هي ارسال الراية للغسيل والكي واعادتها مجددا، بما يتفق مع صيغة 2017.
في الجيش الاكثر اخلاقيا في العالم احبوا طوال السنوات الماضية المفاخرة به. لقد اهتموا به كثيرا وتخوفوا من تمزقه، الى حد انهم اودعوه داخل خزينة وقللوا من استخدامه. الجنود لم يشيروا اليه في سبيل تبرير رفضهم لتنفيذ أمر، وبشكل اقل لتقديم شكاوى ضد قادتهم. رفع الراية السوداء شكل صفقة جيدة للجميع.
بنيامين هليفي الذي تم تجنيده من المحكمة المركزية للاحتياط برتبة عميد، تقدم من هناك ليصبح قاضيا في المحكمة العليا ومن ثم عضو كنيست. العقوبات التي فرضها تم تخفيفها في محكمة الاستئناف، برئاسة القاضي موشيه لندوي. في وقت لاحق، بعد تقاعده من رئاسة المحكمة العليا، ترأس لندوي لجنة لفحص طرق التحقيق في الشاباك. في حينه حلّقت في الخلفية قضية الباص رقم 300 (قيام رجال الشاباك بقتل الفدائيين الذين اختطفوا حافلة ركاب، بعد القبض عليهم احياء – المترجم). قادة الشاباك الذين امروا بالإعدام ونفذوا الأمر، لم يتأثروا من تسامح الجهاز القضائي مع مالينكي وشركائه في الجريمة.
محاكمة كفر قاسم، التي جاءت بعد محاكمة نيرنبرغ لمجرمي الحرب ومنفذي الاوامر، وقبل محاكمة ايخمان، تناولت العمل المطيع والمتنكر للإنسانية الذي قامت به سلسلة القيادة، من قائد الكتيبة (ومن فوقه قائد اللواء الغامض) مرورا بقادة الفرقة والصف وحتى الجنود الذين ضغطوا على الزناد. في محاكمة ازاريا تختلف الخلفية. مبادرة شخصية، مستقلة، من قبل جندي هامشي، من دون صدور قرار محلي من ضابط ما وخلافا للأوامر الدائمة، فيما انعكست مساهمة القيادة في ظروف الحادث في الاخفاق وليس بالعمل.
الى جانب رئيس محكمة الاستئناف، الذي يفرض القانون تعيينه،  يجلس في المحكمة، حسب القانون، رجلا قانون آخران وضابطان كبيران. في دستور الحكم العسكري الذي ورثته الهاغاناه عن البريطانيين، وورثه الجيش عن الهاغاناه، يوجد مكان لجندي برتبة المتهم. وينطوي هذا على منطق ينبع من نظام هيئة المحلفين. ليس النبلاء وحدهم يحكمون على بسطاء الشعب؛ من المفضل ان يجلس مع قادة القبيلة المحترمين، هندي يتفهم قلب المتهم.
في سنوات الخمسينيات تخلى الجيش عن هذا الموروث لصالح السادة والخدم، ومنذ ذلك الوقت ازداد الاعتماد على المهنيين الذين يراكمون تجربة في المخالفات الاعتيادية، كالتهرب من الخدمة والغياب.
القضاة الذين يضمهم طاقم فايلس، هم قاضي المحكمة المركزية تسفي سيغل، ورئيس محكمة العمل القطرية، القاضي يغئال فليتمان، الى جانب قضاة مهنيين. في الربيع، عندما نظر في قضية سارة نتنياهو واضطر الى تقبل اسلوب محاميها يوسي كوهين، لم يكن القاضي فليتمان يعرف بعد بأنه سيتم ضمه الى طاقم محكمة الاستئناف في ملف ازاريا، وانه سيحظى بتجربة مشابهة مع المحامي يورام شفطل (في النيابة العسكرية يقولون ان القضاة فكروا بتشديد العقوبة على ازاريا بسبب شفطل اكثر مما بفضل جهود النيابة). فليتمان يعتبر قاضيا مريحا، سيوافق مع وجهة نظر رفيقيه الخبيرين في القضاء الجنائي، فايلس وسيغل. ومن الطبيعي التكهن بأنهما من سيكتب القرار الذي سيوقعه الخمسة.
سيغل، قاضي رفيع في المحكمة المركزية في القدس، مثقف، متعمق ومجرب، وهو في الواقع يجسد القاضي هليفي، في قضية ازاريا. ومن جهته في الأساس يتوقع ان يأتي نجل او حفيد الراية السوداء. قبل شهرين، بكّر في الخروج الى التقاعد، قبل سنة من الموعد المحدد. لقد كان شريكا في ملفات عاصفة، ووصل الى حافة تعيينه لرئاسة المحكمة المركزية في القدس وكان مرشحا لمنصب النائب العام للدولة.
يمكن العثور على علامتين فارقتين لطريقة تفكير سيغل في خلفيته الثقافية (في شبابه كان مدرسا في ثانوية عراد) وفي صداقته الوثيقة مع العميد احتياط داني وولف راهف، احد المفكرين الكبار في تاريخ الجيش في مجال ضباط الكوماندوس وتفعيل القوات الخاصة في الاعماق. وقد طرح وولف في سنوات السبعينيات افكارا ثورية في هذا المجال، لكنه تم تبنيها في السنوات الأخيرة فقط، بمبادرة من بيني غانتس وغادي ايزنكوت. لقد شارك في عملية الانزال في ممر متلا (في سيناء – حرب 1956)، وامتاز في حرب الأيام الستة، وحرب يوم الغفران، وربما كان خلال حرب الاستنزاف من افضل قادة الدورية من كل الدوريات.
بقدر ما كان متشددا وفتاكا امام العدو في المعركة، كان وولف يدقق في الامتناع عن اصابة العاجزين، من الاولاد وحتى الاسرى. وفي هذه المسألة لم يعرف أي تسوية. موت الاولاد بنيران الجيش اثار غضبه المرير. وقال: "هذه وصمة رهيبة على الزي العسكري، وعلى بدلات القيادة السياسية التي ترسل الجيش الى مهام الدوريات ولا تكلف نفسها تحديد قاعدة اخلاق وانضباط". 
عدد من رجال القانون العسكريين المجربين، والذين وافقوا على المشاركة في استطلاع صغير وغير ملزم، اظهروا استعدادهم للتكهن بأنه سيتم رفض استئناف ازاريا على قرار الحكم. فمحاكم الاستئناف تستمد تقييم موثوقية الشهود في المحكمة الاولى، وفقط اذا تم رفض المنطق الذي وجه القضاة الذين ادانوه، او ظهر عيب اساسي في عملهم، يمكن للملتمس ان يحظى بفرصة البراءة. اما بالنسبة لمسألة الكم، فقد انقسمت التكهنات بين الابقاء على العقوبة الاولى وبين زيادتها بنسبة معينة، باتجاه ثلاث سنوات، كما طلبت النيابة، وذلك من خلال الادراك بأن نهاية المحكمة تشكل نقطة الانطلاق نحو طلب العفو. 
خبراء القانون يلخصون تكهناتهم بما يلي: القضاة سيجمعون على عدم تغيير قرار الادانة، وسيتم زيادة العقوبة في سبيل ملاءمة مخالفة القتل مع عدد سنوات السجن، لكن، بما انه لن يتم الاجماع في هذه المسألة، وستنقسم الآراء بنسية 4:1، فان قضاة الأغلبية سيأخذون صوت الاقلية في الاعتبار ويخففون الزيادة في الحكم؛ اما الفصل الاخلاقي، الذي يهدف الى تعليم الطلاب والجنود والقادة، بما في ذلك في كلية القيادة وما دون ذلك، فانه سيعمل على تحديث مفهوم الراية السوداء.
عندما سيتم نشر القرار، سيتضح ما اذا أثرت الاجواء العامة، المناصرة لأليؤور ازاريا، على القضاة، والى أي حد يمكنهم الابقاء على قرار المحكمة الاولى. لكن هذا لن يكفي، بالطبع، انصار المتهم. ومن الدلائل التي ستشير الى ذلك، حجم قوات الحراسة التي سيتم نشرها حول القاعة والقضاة. وقد سبق ونشر عن طلب القاضي يعقوب تسيماح، الذي نظر في قضية ارييه درعي، زيادة الحراسة بشكل استثنائي عشية صدور الحكم على درعي. لكن ما حدث في حينه وما يمكن ان يحدث في محاكمة ازاريا اليوم، لا يعني ان زيادة الحراسة ترجع الى التخوف من قيام انصار المتهم المتحمسين، في حال تبرئته، بالهجوم والهتاف من اجل حمل ازاريا وقضاته على الاكتاف.
من يشد الخيوط في القدس
يكتب د. افرايم هرارا، في "يسرائيل هيوم" ان "قدسية القدس" في الإسلام هي اكذوبة كبيرة. فالفقيه الكبير في القرن الرابع عشر، ابن تيمية حدد بشكل حاسم: "لا يوجد حرم في بيت المقدس".
القدس تعتبر مهمة في تاريخ الإسلام فقط عندما تحكمها جهات غير اسلامية: هكذا كان في العصور الوسطى، عندما سيطر عليها الصليبيون، وهكذا عندما تخضع لسيطرة اليهود. في كل تاريخ الإسلام لم تكن ابدا عاصمة لإمبراطورية، ولا حتى عاصمة اقليمية: الرملة هي التي حظيت باللقب. الحائط الغربي كان مجمعا للنفايات في أيام الاردنيين، والاولاد المسلمين يلعبون اليوم، ايضا، كرة القدم بجانب مسجد عمر.
 لقد اعتقدت اسرائيل أن تفكيك البوابات الالكترونية سيعيد الهدوء الى الحرم، لكن هذا لم يحدث. في الاسبوع الماضي صرح اردوغان بأن هذه الخطوة لا تكفي، وامر امام الاقصى بإجراء صلاة الجمعة خارج المسجد. في الواقع لن يرضيهم أي شيء: لقد نجحوا بطرح القدس في مركز الاخبار، وسيحاولون تجنيد كل العالم الإسلامي والعالم الغربي من اجل "الدفاع عن القدس"، أي الغاء سيطرة اسرائيل عليها الى الابد.
 لقد رد العالم الغربي بسرعة على الاحداث: ففرنسا، الابنة البكر للمسيحية الكاثوليكية، والسويد البروتستانتية اللوثرية، طالبتا بعقد اجتماع عاجل لمجلس الامن. فبالنسبة للغرب المسيحي ايضا تعتبر سيطرة اليهود على الحرم غير محتملة. ومن اجل انهائها، يظهر الغرب استعداده للتنكر للتاريخ المسيحي في الحرم – فالمسيح حين كان عمره 12 عاما تحدث عنه مع حاخامات المشناه، وبعد ذلك طرد التجار والصيارفة من باحاته. وقد وثق رامبرانت وإل غريكو والكثير غيرهما من الرسامين تلك الاحداث. والدليل على ذلك ان الفرنسيين يسمون الحرم "باحة المساجد"، والبريطانيين، في اذاعة BBC بالعربية يسمونه "مقدسات القدس".
منذ سنوات يثير الأتراك ضجيجا في هذا الصحن، ويستثمرون الملايين في القدس لتمويل الائمة المتطرفين،  والحركات المقربة من الاخوان المسلمين. لقد حققوا انجازات مثيرة، والجمهور يفضل الوعاظ، الذين تمولهم تركيا، على الوعاظ الذين يدعمهم الاردن. الحصان الأردني يعرج، والصفقة مع الملك لن تقود الى الهدوء، لأن الملك فقد الكثير من تأثيره في البلدة القديمة.
يجب على اسرائيل معرفة اللاعبين الأقوياء الذين يعملون ضدها على الحلبة، والعمل بكل قوة من اجل اجتثاثهم من البلاد: اخراج كل الحركات الاسلامية عن القانون، منع التمويل التركي للمؤسسات الإسلامية في البلاد عامة، وفي القدس خاصة، تدعيم القيادة الإسلامية التي ترغب بالتعايش بسلام مع اليهود والتي تتقبل سلطتنا في القدس، اعتقال من يمجدون الارهابيين الذين نفذوا العملية في القدس، وعلى رأسهم الشيخ رائد صلاح، واغلاق المؤسسات التعليمية التي تدرس المنهاج الفلسطيني، الذي يدعو الى الجهاد ضد اليهود. طالما لم نفهم من يشد الخيوط في القدس وما هو هدفه، فان خطوات التهدئة ستقودنا نحو الهاوية.
كيف يتم اتخاذ القرارات الأمنية لدينا
يكتب غيورا ايلاند، في "يديعوت احرونوت" انه يبدو بأن التوتر في الحرم الشريف بدأ يخمد، واذا تواصلت الامور على هذا النحو، يجب حرف النقاش عن مسألة البوابات الالكترونية والنظر بشكل اوسع الى مسألة كيفية اتخاذ القرارات لدينا.
كل قرار يتعلق بمسألة هامة يحتم التعامل مع ثلاثة مصطلحات: الفرضيات، المصالح والبدائل. الفرضيات هي مسائل دائما نطرحها عندما نتوجه لمناقشة امر ما. ويفترض بالفرضيات ان تصف الواقع وبدء النقاش اعتمادا عليها. بشأن القدس عامة والحرم الشريف خاصة، هناك فرضية واحدة طويلة السنوات: الوضع الراهن لا يعبر عن الطموح الإسلامي، وانما استكمال هش لواقع ناشئ، ولذلك سيسر الجهات الإسلامية الخروج للتظاهر في كل فرصة. وبالطبع سيتهمون اسرائيل بأنها تريد تغيير الوضع الراهن، لكن الحقيقة معكوسة: هم الذين يريدون تغيير الوضع الراهن، ويبحثون فقط عن ذريعة للعمل. ولذلك، لا يكفي ان ندعي، كما فعلنا في 1996، بأن فتح نفق حائط المبكى لا يشكل تغييرا في الوضع الراهن، وكذلك دخول اريئيل شارون الى الحرم في ايلول 2000. بالنسبة للجانب الثاني، فقد خرقنا الوضع الراهن في حينه وكذلك الان عندما ادخلنا البوابات الالكترونية. الحقيقة ليست مهمة، فالمهم هو عدم التسبب بذريعة لكل من يثير الخصام.
تعريف المصالح هو مسألة اكثر اهمية. المصلحة القومية ليست مجرد امنية او شعار. المصلحة هي مسألة هامة يجب ان نكون مستعدين لدفع ثمن تحقيقها. كل نقاش حول كل موضوع يجب ان يبدأ بمحاولة الاتفاق على ماهية مصالحنا، واذا كانت تناقض بعضها البعض – فما هي المصلحة الأهم. لنأخذ غزة كمثال على ذلك. حسب رأيي لا توجد لإسرائيل مصلحة امام غزة الا المصلحة الأمنية. ليست لدينا مصالح اقتصادية هناك، وليست لدينا مصالح اقليمية، ولا مصالح سياسية. هناك بالطبع من يعتقدون غير ذلك، ويدعون انه توجد لنا مصالح سياسية في غزة. أي أن لا تحكم حماس في غزة وان يرجع القطاع الى سيطرة السلطة الفلسطينية. وبدون أي علاقة بالسؤال حول من هو المحق، من الواضح انه لا يمكن اجراء أي نقاش عملي حول غزة، قبل الاتفاق على المصالح.
الأمر الثالث هو اختيار البدائل. لدينا ميل الى التخلي عن هذه المرحلة التي تبدو شاقة، ظاهرا، والتوصل الى قرار. احيانا يتولد واقع غير جيد، ويقترح احدهم القيام بعمل آخر لتغييره. وعندها يتولد واقع ثنائي بين امكانيتين: استمرار الوضع القائم مقابل اقتراح تغييره. من قال ان هذا هو كل مجال الامكانيات؟ هذا الوضع، مثلا، ساد قبل 13 سنة حول خطة الانفصال. لقد انقسم الشعب بين مؤيد ومعارض. من قال ان تلك كانت كل البدائل الممكنة؟
ونعود الى الحرم. من قال ان مجال الامكانيات قبل اسبوعين تراوح بين تركيب البوابات الالكترونية او لا؟ ربما كانت هناك بدائل اخرى، مثلا، استغلال الـ48 ساعة التي اغلق خلالها الحرم، وارسال مبعوث الى الاردن ليرجع من هناك مع صيغة متفق عليها، عندها كنا سنتجنب وضعا يخرج فيه 1.3 ميلون مسلم ضدنا.
مناقشة البدائل يحتم وجود جسم ناجع الى جانب صناع القرارات، جسم محرر من الأنا والمصالح، تنحصر مهمته الاساسية في اعداد القضايا الهامة للنقاش من خلال عرض كل الامكانيات بشكل موضوعي. حين يكون مجلس الامن القومي بدون رئيس طوال سنة ونصف، نفتقد الوظيفة التي من مهامها خلق النقاش النوعي الذي يفترض ان يقود الى افضل القرارات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالأربعاء 02 أغسطس 2017, 6:02 am

لن تكون سيادة في الحرم


صحف عبريه - صفحة 5 File

هآرتس
عوزي برعام

1/8/2017

المنافسة الداخلية بين من فقدوا العقلانية في الليكود، بمن فيهم افيغدور ليبرمان ونفتالي بينيت، تجعلهم جميعا يقعون في الخطأ وتخيل القوة الوهمية، الأمر الذي ينتهي بتصريحات محرجة بدون غطاء. إلا أن الضعف السياسي ليس بالضرورة أن يكون شهادة على غياب الحنكة السياسية. هكذا أيضا يجب أن نفهم ميري ريغيف التي تتحدث عن "شباك هذياني" والمفكر المعروف ميكي زوهر الذي يقترح دفن القتلة في جلد خنزير من اجل ردع الآخرين.
خدعة القوة الوهمية تظهر بالذات في المنافسة المستمرة والتي تدور حول فرض "السيادة في الحرم". ومن هنا ليس غريبا أنه عند ازالة البوابات الإلكترونية فإن ريغيف الخبيرة في الشؤون الأمنية تقدم التشخيص المهني: "توصية الشباك وتخويف المستوى السياسي أضرا بقوة الردع وبسيادة إسرائيل في الحرم".
بنيامين نتنياهو، في محاولة للفوز بتأييد اليمين المتطرف، يقوم باطلاق تصريحات محرجة، لكنه يعرف حدود قوة إسرائيل في الحرم. ويمكن قول ذلك بلغة بسيطة: لا توجد ولن تكون سيادة إسرائيلية في الحرم.
من الواضح أن هذه الحقيقة تضر بأشخاص كثيرين يزعمون أن صخرة وجودنا تكمن في تطبيق حقنا في الحرم. ولكن هذا غير قابل للتطبيق. فأحيانا تكون قيود القوة مؤقتة، وهناك أيضا قيود تكون دائمة. إسرائيل لا يمكنها فرض أي سيادة في هذا المكان لأنها ستقف في حينه، ليس فقط أمام الفلسطينيين الذين يريدون الانتقام، بل أيضا أمام العالم الإسلامي الكبير الذي سيخرج للدفاع عن المسجد الأقصى ويحول الصراع إلى حرب دينية.
نفس المبدأ المتعلق بقيود القوة ينطبق أيضا على خطة ليبرمان وهي نقل قرى عربية من سيطرة إسرائيل إلى السلطة الفلسطينية. وحسب اقواله، تحدث عن ذلك في أطر دولية "ولم يسقط أحد عن كرسيه". لماذا يسقطون؟ فكثير من الاقوال الفارغة يتم طرحها في الأطر الدولية والمستمعون يعرفون أن خطة ليبرمان لن تخضع لامتحان قيود القوة. إسرائيل لا تستطيع أن تفرض على المواطنين الإسرائيليين الانتقال من اجل العيش تحت سيادة اخرى. هذا لن يحدث حتى لو انضم لنتنياهو وليبرمان المزيد من المفكرين المعروفين مثل دافيد بيتان وميري ريغيف.
أنا لا أضم اقتراح فرض عقوبة الاعدام إلى فئة قيود القوة. النيابة العسكرية يمكنها أن تطلب فرض عقوبة الاعدام على المخربين. وتستطيع المحكمة العسكرية المصادقة على هذا الطلب.
ولكن مثل كل الاقتراحات والخطط الاخرى، هذا لن يحدث كما يبدو. نتنياهو ببساطة على استعداد لأن يقول أي شيء من اجل الحصول على تأييد اليمين. فقد قام بعناق حارس مشبوه بالتورط في القتل، وبهذا عرّض علاقتنا مع الأردن للخطر. وأعرب عن تأييده لنقل قرى عربية واقتراح عقوبة الاعدام على خلفية اصوات الجمهور الواسع.
لا يمكن الشذوذ عن قيود القوة. وللأسف الشديد لا توجد قيود للقوة عند الحديث عن الاضرار بالديمقراطية ووسائل الاعلام والجهاز القضائي واليسار. صحيح أن لفظ واستنكار صندوق إسرائيل الجديد ليس مثل نقل عرب قرى المثلث إلى السيادة الفلسطينية، لكن غريزة الانتقام النابضة في قلب سموتريتش وزوهر واصدقائهما يتم توجيهها إلى الداخل. وعندما لا تستطيع الحكومة تحقيق الفانتازيا بسبب قيود القوة ندرك إلى أي درجة الديمقراطية قابلة للتحطم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالسبت 05 أغسطس 2017, 11:51 am

05.08.2017


مقالات وتقارير
 
يتشاجرون مع عائلاتهم ويخرجون للطعن: المخربون الجدد لا يحتاجون لمواعظ المتطرفين.
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان حل ازمة البوابات الالكترونية في الحرم، اعادت هذا الأسبوع المناطق والقدس الشرقية الى أجواء منتصف الصيف الناعسة بعض الشيء، والتي سادت خلال الأسابيع التي سبقت التصعيد في الحرم. بعد احتفالات النصر الفلسطينية في نهاية الأسبوع الماضي، مع إخلاء البوابات الالكترونية، هدأت المظاهرات، وعادت الصلوات لتقام في الاقصى بانتظام. عمليات الأفراد – الظاهرة الشائعة خلال العامين الأخيرين – تتواصل بشكل متقطع. امس الاول، طعن فلسطيني مواطنا اسرائيليا في يفنيه، واصابه بجراح بالغة. وعند مفترق غوش عتصيون، اعتقل الجيش فلسطينية اقتربت من الحاجز وهي تحمل سكينا.
اضرار الهزة الأخيرة في قضية الحرم والأزمة مع الأردن، سنبقى نشعر بها كما يبدو، لفترة اخرى. ويجب ان نضيف الى قائمة الأبعاد الطويلة للأحداث، بداية تيقظ ادارة ترامب. فجارد كوشنر، نسيب الرئيس ومن يفترض فيه تحقيق السلام الاقليمي، نيابة عنه، تم تسجيله خلال محادثة مغلقة وهو يعترف، بأنه كما يبدو لا توجد حاليا طريقة لحل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. لقد ساد لدى قلة من الناس الوهم بشأن قدرة الادارة الاكثر ارتباكا في التاريخ، على توفير هذه البضاعة. لكنه يبدو ان تصريحات كوشنر تبشر باستمرار توجه الانفصال الأمريكي عن الشرق الاوسط، وهو تطور سلبي من وجهة نظر اسرائيلية.
خلال الأزمة، اعلنت السلطة الفلسطينية عن وقف التنسيق الامني مع اسرائيل. وفي الواقع تواصل التنسيق عبر الهاتف بينما امتنع قادة الاجهزة الأمنية عن اللقاءات المباشرة. في القيادة الفلسطينية يسود القلق في ضوء الحالة الصحية للرئيس محمود عباس (ابو مازن). يوم السبت الماضي تم نقله لإجراء فحوصات طبية له في مستشفى رام الله، بعد ان شعر بإنهاك على خلفية معالجة الأزمة، لكنهم في اسرائيل يشكون بأنه يعاني من مشاكل اصعب.
رئيس الأركان اكد خلال خطابه في هرتسليا، في حزيران الاخير، اهمية التنسيق الامني مع السلطة. هذا الاتصال مهم للجانبين. كبح ظاهرة العمليات الفردية التي وصلت الى قمتها في نهاية 2015، تم بفضل جهود الاحباط التي قامت بها الاجهزة الأمنية في السلطة، بعد ان فهم قادتها بأن الشبان الذين يطعنون يضحون بأنفسهم من دون أي نتيجة ملموسة وفي الوقت نفسه يخاطرون باستقرار السلطة.
منذ تشرين اول 2015، تم تسجيل اكثر من 300 عملية فردية، و"عمليات مستلهمة"، كما يسميها جهاز الاستخبارات. لقد ضبطت العمليات الاولى الجيش والشاباك غير جاهزين. ويتذكر شخص شارك بدور مركزي في مواجهة موجة الطعن والدهس، قائلا: "كانت لدينا خمس عمليات يوميا. وكل ما عرفنا احضاره كان اجوبة على مستوى Ynet: من أين جاء المخرب وما هو عمره. كان لدينا صفر من المعلومات حول خلفية المخربين، وطبعا صفر من التحذيرات". ومن هذه النقطة بدأ يتطور الرد الاسرائيلي الذي قام على التعقب الاستخباري الشامل والعميق حول ما يحدث على الشبكة الاجتماعية الفلسطينية.
من اجل التوصل الى ذلك، كانت هناك حاجة الى عمل شامل في تحليل المعطيات. وقد بدأ ذلك من خلال قائمة تم فيها تركيز كل المعلومات المتوفرة حول المخربين الثمانين الأوائل. وبين الفحص نماذج عمل واضحة، في مقدمتها التقليد: 40% من المخربين الذين عملوا خلال الأشهر الأولى، وصلوا من الاماكن نفسها – سبع قرى واحياء في انحاء الضفة. حوالي نصف العمليات وقعت في عدد مقلص من الاماكن، التي عمل فيها صديق وراء صديق. وعلى هذه الخلفية "حاكت" قيادة المنطقة الوسطى بدائل حراسة للأماكن المعدة للشغب، وفي مقدمتها مفترق غوش عتصيون.
في فحص لخلفيات الـ80 مخربا، برزت الفوارق مقابل الارهابيين من الجيل السابق. المهاجمون الجدد لم يكونوا من المتزمتين دينيا بشكل خاص، ولم تكن لدى غالبيتهم خلفية تنظيمية ناشطة، وتم تعريف مكانتهم الاجتماعية – الاقتصادية بأنها متوسطة. وعلى سبيل المثال، فان قلة منهم فقط وصلوا من مخيمات اللاجئين.
في المقابل كان بارزا العامل المشترك للمشاكل الشخصية: شبان، وبشكل خاص شابات تعرضوا الى التنكيل في بيوتهم، وازمات عائلية او عانوا من مكانة هامشية في المجتمع.
اصابة الاسرائيليين او الموت كشهيد، بدت لهم كمخرج وحيد محترم من الوضع الذي وصلوا اليه. الكثير من المخربين الذين تم اعتقالهم قالوا خلال التحقيق معهم انهم خرجوا للعمليات بسبب دافع فوري. في احدى الحالات، عمل الطاعن بعد خلاف مع ابيه، الذي حطم له جهاز التابلت. وفي حالة اخرى، خرج ابن رجل غني لدهس اسرائيليين بواسطة سيارة المرسيدس التابعة لوالده، بعد ان اكتشف بأن والديه يعدون لتسليم اخيه ادارة المصنع العائلي.
طاقم استخباري في قيادة المنطقة الوسطى، طلب منه رسم ميزات المخربين، فوصفهم بـ"انتقام اولاد الصفعات". السكين حولت هؤلاء الشبان المنبوذين الى ابطال كبار، سوبرمان فلسطيني للحظة. بواسطة العملية، ارتبط الذئب المنفرد برواية اكبر منه، غرست فيه الشجاعة، من دون حاجة الى مظلة تنظيمية. المخربون القتلى حظوا بمكانة خاصة على الشبكات الاجتماعية، كانت ترتبط غالبا بحجم القتل الذي سببوه. كان يكفي ظهور صورة شخصية تطري عليه على الفيسبوك.
لقد ارتبطت المشاكل الشخصية بمحرك ضخم – التحريض. وسائل الاعلام الفلسطينية الرسمية أقل صلة هنا من الشبكات الاجتماعية ومواقع الاخبار على الانترنت. السلطة الفلسطينية، التي كبحت اللهجة في العديد من وسائل الاعلام في 2016، عادت وحررت الرسن خلال الأسابيع الاخيرة، في موضوع الحرم القدسي. ادعاء "الاقصى في خطر" الذي رعاه الجناح الشمالي في الحركة الاسلامية في اسرائيل، سيطر على الضفة والقدس الشرقية ايضا. هذا هو التفسير الأساسي لعمل المخربين في الأسابيع الاخيرة. وتبين للاستخبارات مؤخرا، حدوث ارتفاع بمئات النسب المئوية في الاعراب عن الاستعداد لتنفيذ عمليات.
لقد اعتمد الرد الاسرائيلي الى حد كبير على تعقب الشبكة، وهو ما يحتم "اغلاق الدائرة" بسرعة مع القوات الميدانية، المسؤولة عن الاعتقالات. في حالات كثيرة لم تمض اكثر من ساعة – ساعتين، منذ لحظة وصول التحذير واعتقال المخرب في طريقه لتنفيذ العملية. هذا الأمر يلزم الاستخبارات على ازالة الكثير من حواجز أمن معلوماته ونقل التحذير فورا الى الخلية الطرفية، قائد الكتيبة المسؤول عن مهمة الاعتقال. في حالات اخرى يتم تحويل التحذير الى اجهزة السلطة، التي تستدعي الشبان لمحادثات تحذير. والسطر الاخير الذي اسفرت عنه هذه الاجراءات هو احباط حوالي 90% من العمليات الفردية.
نصف سنة حتى التقاعد
ما الذي يردع شابا يئس من حياته ويريد الموت او الاعتقال؟ الاستنتاج الاسرائيلي هو ان المخربين يترددون حين يتضح لهم ان عائلاتهم قد تدفع الثمن. من هنا، جاءت العودة الى سياسة هدم البيوت (المختلف عليها بشدة داخل القيادة المهنية)، وكذلك العمليات الواسعة لمصادرة الاموال والسيارات غير القانونية، "المشطوبة" – وهي السيارات التي سرقت من اسرائيل او تم انزالها عن الشارع في اسرائيل بسبب عيوب تقنية، وتم بيعها للفلسطينيين.
في المقابل، هناك محفزات اقتصادية ضخمة لعائلات المخربين. الراتب المتوسط لشرطي فلسطيني صغير يتراوح بين 1700 و2000 شيكل شهريا، اما المخرب الشاب فسيحظى من السلطة بدعم اعلى من ذلك، منذ اليوم الاول لاعتقاله في اسرائيل. ويمكن للمعتقل لفترة طويلة الحصول على تعويض شهري يصل الى 12 الف شيكل – وهم مبلغ ضخم جدا بمقاييس الضفة. من يمضي خمس سنوات في السجن يستحق رسوم التقاعد – وفي الجيش اعتقلوا على الحواجز فلسطينيين وصلوا مع سكين وشرحوا بأنهم تنقصهم نصف سنة سجن من اجل الوصول الى التقاعد. الولايات المتحدة تضغط على قيادة السلطة من اجل وقف تحويل الاموال، وهذه تبحث الان عن مسارات التفافية من اجل صد الضغط الأمريكي.
كما في أيام المخربين الانتحاريين، وقعت في الأشهر الأخيرة حالات سارع فيها ابناء العائلة او السائقين الذين نقلوا مخربين الى التبليغ عنهم للسلطة، بل حتى لإسرائيل، خشية ان يتعرضوا هم ايضا للعقاب. التحسن الذي طرأ على الاستعداد وتأهيل الجنود لمواجهة عمليات الطعن، قلص عدد العمليات على الحواجز. من هنا يأتي البحث الفلسطيني عن بدائل، على شاكلة خلايا تتزود برشاشات مرتجلة من طراز كارلو. المخربون الثلاثة، اعضاء الخلية التي قتلت اربعة اسرائيليين في عملية مركز شارونا في تل ابيب، في حزيران 2016، اشتروا الرشاشات والمعدات اللازمة مقابل 6000 شيكل فقط (احدهم ندم ولم يخرج لتنفيذ العملية). لقد دفعوا مبلغا اكبر من هذا ثمنا للبدلات الثمينة التي ارتدوها. ذلك الحادث هو الذي سبب يقظة الجيش والشاباك المتأخرة، لمعالجة وباء الكارلو. منذ ذلك الوقت تم اغلاق اكثر من 70 مخرطة ومصنع صغير لإنتاج السلاح، ومصادرة مئات الوسائل القتالية. وبالتالي ارتفع السعر، الى قرابة 8000 شيكل لقطعة السلاح.
الاستعدادات نفسها لتنفيذ العمليات لا تزال هاوية تقريبا، وعديمة التجربة. المخرب الذي فجر نفسه في العملية الانتحارية في حافلة الركاب في القدس، والتي اصيب خلالها عدد من الاسرائيليين خلال فترة عيد الفصح في العام الماضي، خرج لتنفيذ العملية مع عبوة كلفت مركباتها 70 شيكل فقط. مقارنة بالمحفزات العالية البارزة في الميدان، فان النتائج التي يحققها الارهاب ضعيفة جدا. لكن الانتفاضة الثانية علمتنا انه يجري سد هذه الفجوات بسرعة.
نشطاء حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، على استعداد لتحويل اموال كثيرة للخلايا في الضفة كي تخرج لتنفيذ عمليات قاسية. وكما في بداية العقد الماضي، عندما قام حزب الله بتفعيل خلايا مشابهة في المناطق، هناك الان ايضا، حالات يضلل فيها فلسطينيون مموليهم ويجبون مبالغ مالية مقابل عمليات لا ينوون تنفيذها.
ترامب سيضطر الى اجتياز اوروبا من اجل احباط الاتفاق النووي
يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب، اعد هدية جميلة لنظيره الإيراني، حسن روحاني. فبمناسبة مراسم اداء روحاني لليمين الدستوري، يوم السبت، بعث ترامب بوجبة جديدة من العقوبات التي غلفها بعنوان "الرد على نشاط ايران لتقويض الاستقرار – 2017". ويهدف القانون الامريكي الى تضمين قائمة العقوبات، اسماء المزيد من الشخصيات والتنظيمات الايرانية التي تعمل في صناعة الصواريخ، والعمل ضد كل شخص او شركة تساعد ايران على تطوير الصواريخ ذات القدرة على حمل رؤوس نووية ونشر الارهاب.
ويفرض القانون على الرئيس تقديم تقرير كل عامين حول الاستراتيجية التي تهدف الى صد "النشاط غير المتناسق والتقليدي الايراني الذي يمكنه المس بشكل مباشر بالولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الاوسط في وشمال افريقيا". هذه صيغة لافتة، تمنح بشكل غير مباشر لإسرائيل ودول عربية كالسعودية، مكانة دول تملك مصلحة ويمكنها طرح ادعاءاتها وشبهاتها ضد النشاط الايراني.
قانون العقوبات واسع وغامض بما فيه الكفاية لكي يوفر ذرائع تجبر الادارة على اعادة النظر، وحتى خرق او الغاء الاتفاق النووي الذي تم توقيعه قبل عامين. لكنه من المفضل مسح دموع الفرح التي يمكن ان تغطي وجوه المعارضين للاتفاق النووي. فتحقيق التزام ترامب بإلغاء الاتفاق النووي بسبب كونه "أسوأ" ما تم توقيعه، هو هدف واحد بعيد جدا، وربما غير محتمل. فحسب تقارير وكالة الطاقة النووية الدولية، المسؤولة عن تعقب تطبيق الاتفاق النووي، لم تقم ايران حتى الان بخرق الاتفاق. ويتفقون على هذا في الاتحاد الاوروبي، بل تعترف حتى الولايات المتحدة بأنها لا تملك أي ادعاءات حول تطبيق الاتفاق. بل على العكس. ايران هي التي تدعي ان استمرار تفعيل قسم من العقوبات الامريكية ووجبة العقوبات الجديدة، هي التي تخرق الاتفاق، ولكن على الرغم من ذلك، ستواصل ايران التمسك بالاتفاق وستعمل على تخليص نفسها من العزلة الدولية، كما صرح الرئيس روحاني، هذا الاسبوع.
لا يتوقف الأمر على كون ايران لا تزود ذريعة كاملة لإلغاء الاتفاق، بل ان الاتحاد الاوروبي لا ينوي الانضمام الى اللعبة الاستراتيجية – الامريكية، وهو يعتبر الاتفاق بمثابة اهم انجاز سياسي، واداة فاعلة جدا لمنع التسلح النووي الايراني. من هنا فان هذا الاتفاق يثير الان الخلافات السياسية العميقة بين الكتلتين الغربيتين، الاوروبية والامريكية، والذي يزداد تعمقا منذ تتويج ترامب، وليس فقط بسبب الاتفاق النووي.
يبدو انه خلال النصف سنة التي مرت منذ تسلمه لمنصبه، نجح ترامب بدوس وتحطيم ليس فقط قاعدة العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، وانما، ايضا، التفاهمات الأساسية مع الاتحاد الاوروبي.
كان يكفي الاصغاء الى تبادل السهام السامة التي تطايرت بين الاتحاد الاوروبي وواشنطن، في الاسبوع الماضي، في اعقاب المصادقة على قانون العقوبات ضد روسيا، لكي نفهم بأن الجبهة الجديدة للحرب الباردة عادت وانتعشت، وهذه المرة بين اوروبا والولايات المتحدة. هذه هي اللعبة الخاسرة ذاتها التي ميزت الحرب الباردة الكلاسيكية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، والتي كان فيها كل انجاز امريكي بمثابة خسارة للاتحاد السوفييتي والعكس صحيح. الفارق الآن هو ان كل انجاز امريكي يعتبر في اوروبا بمثابة تهديد لأمنه، وايران هي مثال على ذلك.
العائق الاوروبي.
دول الاتحاد الاوروبي، وخاصة المانيا وايطاليا وفرنسا، التي اوضح قادتها ورؤساء احزاب السلطة فيها بأنه حتى اذا قررت الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي، فان على الاتحاد الاوروبي التمسك به (طالما لم تقم ايران بخرقه)، فهي المستمتع الاساسي من الاتفاق. فلقد تم توقيع صفقات بحجم مليارات الدولارات مع ايران تشمل شراء طائرات وقطع غيار للسيارات واتفاقيات استثمار في البنى التحتية وتطوير حقول النفط، لا بل بدأ تنفيذ قسم من هذه الصفقات. مثال على ذلك الاتفاق الضخم بحجم 4.8 مليار دولار الذي تم توقيعه في تموز الماضي، بين ايران والشركة الفرنسية – الصينية، والذي ستقوده شركة النفط الفرنسية "توتال" لتطوير حقول نفط فارس الجنوبية. هذا هو اول اتفاق نفط اوروبي يتم توقيعه مع ايران منذ توقيع الاتفاق النووي.
كما شهدت الصادرات الإيرانية إلى أوروبا نموا بنسبة 300٪ منذ توقيع الاتفاق، ووصلت في عام 2016 الى حوالي 5.5 مليار دولار بل وأكثر. وتعتزم ألمانيا وإيطاليا وكوريا الجنوبية استثمار مليارات الدولارات في تطوير الطاقة الشمسية في إيران. كما شهد حجم التبادل التجاري بن ايران وألمانيا نموا بنسبة 26٪ في عام 2016 وبلغ 2.6 مليار دولار، في حين تسعى ألمانيا ليصل إلى خمسة مليارات في عام 2018.
لكن ليست الفوائد الاقتصادية التي منحها الاتفاق النووي لدول اوروبا هي التي تضع العصي في عجلات استراتيجية ترامب المعادية لإيران. فالاتحاد الاوروبي يلاحظ الشرخ الذي لا يزال في صفوفه بين مؤيدي ترامب واسرائيل، مثل هنغاريا وبولندا، وبين الدول القوية، وهناك من بات يقترح تصنيف طبقتين من الدول في اوروبا، الضعيفة والقوية، بحيث تقود الدول القوية السياسة الخارجية وتلزم الدول الضعيفة على التمسك بها لكي تؤسس لموقف مشترك ضد الولايات المتحدة. ويتعامل هذا المفهوم بشكل مريب، بل حتى بالنكوص ازاء استراتيجية المقاطعة التي يحاول ترامب تطبيقها على ايران، في الوقت الذي لا يكلف نفسه فيه حتى التشاور مع اقرانه الاوروبيين.
الحلم وحطامه
تعتبر العلاقة مع ايران حيوية بالنسبة للاتحاد الاوروبي ايضا في ضوء تراجع واشنطن في الشرق الاوسط وانطوائها على نفسها. في الوقت الذي تعزز فيه روسيا مكانتها في المنطقة، خاصة بواسطة السيطرة على الخطوات العسكرية والسياسية في سورية، والتعاون مع تركيا، يرى الاتحاد الاوروبي في ايران رافعة لدفع مصالحه الى حد ان فرنسا، المعارضة الشديدة للرئيس السوري الاسد، اوضحت بأن اقالته ليس مطروحة في مقدمة جدول اولوياتها. تصريحات الرئيس عمانوئيل مكرون، في هذا الموضوع لم تصل صدفة قبل فترة وجيزة من توقيع اتفاق النفط  مع توتال. من المهم جدا للاتحاد الاوروبي انهاء الحرب في سورية التي تواصل ارسال اللاجئين الى اراضيه، وتعرف الدول الاوروبية بأنه من دون التعاون الايراني فان تهديد اللاجئين سيواصل التحليق في سمائها، وتعزيز التيارات اليمينية المتطرفة. السؤال هو الى أي حد سيوافق ترامب على اخذ العائق الاوروبي في الاعتبار وملاءمة استراتيجيته مع استراتيجية شركائه في حلف شمال الاطلسي. مستشاروه الكبار، ومن بينهم وزير الدفاع جيمس ماتيس، ووزير الخارجية، ريك تيلرسون، ومستشار الامن القومي، روبرت مكماستر، يظهرون الان كالمعارضين الاسرائيليين للهجوم على ايران، الذي حلم به نتنياهو. المسؤولون الثلاثة الكبار في الولايات المتحدة احنوا يد ترامب في الشهر الماضي، لكي يعلن بأن ايران لم تخرق الاتفاق النووي، وبالتالي يمنع ازمة عميقة مع الاتحاد الاوروبي. بل ان مكماستر ذهب بعيدا وطرد في نهاية الشهر، ثلاثة من كبار اعضاء مجلس الامن القومي، هم عزرا كوهين فوتنيك، المسؤول عن التنسيق الاستخباري، وريتش هايغينس، رئيس قسم التخطيط الاستراتيجي، وديرك هارفي، المسؤول عن ملف الشرق الاوسط، وهؤلاء الثلاثة هم من انصار السياسة المتطرفة ضد ايران.
لكن ترامب يواصل التلاعب بالأفكار ضد الاتفاق النووي، وحسب تقارير في وسائل الاعلام الامريكية، فانه يسعى الان الى الضغط على لجنة الطاقة النووية ليس فقط من اجل العثور على خروقات وانما المطالبة بالدخول الى المنشآت العسكرية الايرانية بشبهة استغلالها لتطوير الصواريخ ذات القدرة على حمل رؤوس نووية. لكن مراقبة المنشآت العسكرية غير النووية كان ولا يزال بمثابة خط احمر بالنسبة لإيران، وهي ليست مشمولة في الاتفاق النووي، الا في حالة وجود اشتباه معقول بحدوث خرق للاتفاق داخل هذه المنشآت. لكن وكالة الطاقة النووية الدولية لا تملك حتى الان أي دليل او اشتباه على حدوث عمل كهذا.
يبدو في هذه الأثناء، انه سيكون على ترامب الاستيقاظ عاجلا، ايضا من الحلم الأمريكي بتغيير النظام الايراني، أي اسقاط الادارة الحالية، شريطة ان يجد الوقت لقراءة التقارير والابحاث التي تم نشرها مؤخرا حول قيام الولايات المتحدة بـ72 محاولة لإسقاط انظمة، ولم تحقق النجاح الا في ثلثها، خلال المرحلة الاولى. لقد استبدلت تلك المرحلة بمراحل اشد ايلاما عندما تبنت بعض تلك الانظمة الجديدة او حكومات الدمى، خطا معاديا للولايات المتحدة.
ايران لا تتخوف من اسقاط نظامها، رغم انها جربت ذلك مرتين في القرن العشرين، نتيجة لمثل هذا التدخل الخارجي. كما ان الصراع الداخلي التقليدي بين المحافظين والاصلاحيين لا يضمن تغيير طريقة النظام التي تعتمد على الصلاحيات العليا لزعيم روحي وسياسي، وعلى منظومة كوابح وتوازنات سياسية تعمل كممتصة للصدمات.
المشكلة الأساسية التي ستواجه روحاني، الذي سيبدأ يوم السبت، ولايته الثانية والاخيرة (حسب الدستور الايراني) هي تمهيد الأرض لمن سيكمل دربه، في بلورة قاعدة اصلاحية سياسية راسخة في اوساط الجمهور وصد قوة خصومه السياسيين الذين يمسكون بمراكز قوة اقتصادية وعسكرية. يمكن للولايات المتحدة مساعدته على تعزيز قوة الاصلاحيين، لكنه يبدو ان هذا يتطلب اجراء تغيير بالذات في الولايات المتحدة وليس في ايران.
نووي خيالي
يكتب الجنرال احتياط، يعقوب عميدرور، في "يسرائيل هيوم" انه بمناسبة مرور عامين على توقيع الاتفاق النووي مع ايران، تم في الأيام الأخيرة، كتابة وقول الكثير عن الموضوع. كل من يؤيدون الاتفاق "احتفلوا" بنجاحه، وشرحوا بأن هذا كان افضل البدائل، وان حفاظ ايران على الاتفاق، باستثناء خروقات صغيرة، يثبت نجاحه. اما المعارضين للاتفاق، وانا من بينهم، فقد اشاروا الى عودة ايران، بفضل الاتفاق، الى احضان المنظومة الدولية، فيما اتاح لها التحالف الذي عقدته مع روسيا بعد الاتفاق (وحسب رأيي بفضله) التحول الى قوة عظمى اقليمية. سيطرة ايران على المنطقة الممتدة من طهران الى بغداد ودمشق وبيروت، ستقود الى صراع دموي كبير مع إسرائيل ومع الدول العربية السنية، التي ترى في اتساع وتعزز قوة ايران خطرا يهدد وجودها.
هذا الأسبوع، وظاهرا من دون أي علاقة، قامت كوريا الشمالية بخطوة كبيرا جدا، على طريق خلق توازن رعب نووي امام الولايات المتحدة. فقد اجرت تجربة لصاروخ عابر للقارات يسمح لها بضرب قلب الولايات المتحدة. هذه الخطوة حتمية بالنسبة لها، من اجل ضمان عدم تعرضها بتاتا للضغط الامريكي بهدف تغيير طريقها وسلوكها، وبالتالي الاحتفاظ لنفسها بحرية العمل المطلق في صراعاتها المختلفة وانماط حياتها.
خلال العقود الأخيرة، افترض حكام كوريا الشمالية ان واشنطن ستمتنع عن الضغط على دولة نووية تستطيع تهديد مدن رئيسية في الولايات المتحدة. وهكذا فإنها تمتلك، عمليا، نوع من التأمين في حال استخدام القوة ضدها.
حادث كوريا الشمالية هذا يعتبر مثيرا، لأنه خلال الربع قرن الأخير، جرت في منتديات مختلفة، مفاوضات معها، بل تم توقيع عدة اتفاقيات لوقف المشروع النووي الذي بدأ في منتصف سنوات الثمانينيات من القرن الماضي. في كل مرة خرقت فيها كوريا الشمالية الاتفاق الذي وقعته، سمعت اصوات الشجب، لكنه لم يتم اتخاذ أي وسيلة ملموسة ضدها. ولم تنجح العقوبات الاقتصادية، وواصلت كوريا طريقها حتى عندما دفعت ثمنا اقتصاديا عاليا، والذي تواصل دفعه حتى اليوم.
كما ان قرارات الأمم المتحدة المختلفة لم تسبب تغييرا ملموسا في سياسة كوريا الشمالية. صحيح انه سادت مع مرور الوقت، لحظات من التفاؤل، كما حدث مثلا بعد توقيع الاتفاق مع الولايات المتحدة في 2007، حيث كان هناك من اعتبروا ذلك بمثابة اختراق، وكان في اسرائيل، ايضا، من تأملوا بأن تقود جهود مشابهة الى اتفاق مع ايران. لكن حاكم كوريا الشمالية في حينه، كيم جونغ ايل، والد الحاكم الحالي، فهم من الرد الضعيف للمجتمع الدولي- وعلى رأسه الولايات المتحدة – على التجربة النووية الاولى في 2006، بأنه لا يسود خطر خرق الاتفاقيات، وتبين بأن "الاختراق" ليس الا خطوة اخرى نحو امتلاك السلاح النووي.
العلاقة القوية بين الخطوة في كوريا الشمالية وبين الحالة الايرانية واضحة جدا، بل انعكست بشكل قاطع بعد اتفاق 2007، حين قال المسؤول عن المشروع النووي الإيراني، علي لاريجاني: "انتبهوا لسلوك كوريا الشمالية. ما الذي قاد اليه السلوك ازاء كوريا الشمالية طوال عامين؟ تقبل التكنولوجيا النووية في كوريا الشمالية في مجال تخصيب اليورانيوم. إذن، سيتقبلوننا نحن الان ايضا".
يبدو انه يجب ان تكون اعمى لكي لا ترى التشابه المدهش بين الاجراءات على الحلبة الدولية تجاه الدولتين، في وقت تجتاز فيه كلاهما ذات مراحل الحوار مع العالم، وعلى رأسه الولايات المتحدة.
يجب ان تكون بالغ السذاجة كي تعتقد ان ايران بالذات، الاقوى بعشرات الأضعاف من كوريا الشمالية، لن تستغل ضعف العالم (ومرة اخرى، وعلى رأسه الولايات المتحدة)، لكي تتحرر في اللحظة المناسبة من قيود الاتفاقيات وتواصل طريقها النووي.
لقد كان لاريجاني على حق. هناك فارقان كبيران بين الدولتين والبيئة التي تعملان فيها: العامل الاول، الذي ينطوي على وزن كبير، هو مكانة وموقف كوريا الجنوبية –الجارة الغنية لشقيقتها في الشمال – مقابل مواقف جارات ايران. كوريا الجنوبية تتخوف من كل مواجهة، وليس عبثا. فعاصمتها سيؤول تقع على مسافة اقل من 40 كلم عن الحدود مع الشمال، وعلى تلك الحدود تنتشر فوهات آلاف المدافع التي يمكنها ان تصيب العاصمة مباشرة، ناهيك عن القوات المدرعة والانفاق الضخمة التي يمكن اجتياز الحدود عبرها. وفي المقابل سيسر جارات ايران، من الخليج وحتى اسرائيل، اذا تم اتخاذ خطوات شديدة ضدها، بما في ذلك استخدام القوة العسكرية، رغم انه من الواضح بأن ايران سترد بقوة.
الفارق الثاني ينبع من قوة العلاقات بين كوريا الشمالية وايران. فبينما تعتبر كوريا الشمالية ضعيفة وعديمة القيمة من ناحية المنظومة الاقتصادية العالمية، فان الثانية، ايران، هي قوة اقليمية وذات اهمية كبيرة في سوق الطاقة الدولي (خاصة بالنسبة للصين والهند). ونتيجة لذلك، فان كوريا الشمالية هي دولة يسهل تجنيد المجتمع الدولي ضدها، باستثناء جارتها الصين، المتعلقة بها، مقابل صعوبة خلق الضغط على ايران.
لقد اتضح، في وقت لاحق، بأن احد اسباب تجند العالم للضغط على ايران، نبع من امكانية اضطرار اسرائيل الى مهاجمة ايران، في غياب ضغط كهذا. يبدو ان العالم رغب بمنع حرب تبادر اليها اسرائيل، وربما الولايات المتحدة، اكثر مما رغب بوقف ايران. وبعد ان اتضح في ظل الادارة الأمريكية السابقة، بأن الخيار العسكري زال عن الجدول، ووافقت اسرائيل، من خلال العض على الشفاه والاحتجاج الصارخ، على الخطوة الأمريكية من دون ان تنفذ تهديداتها – زال هذا التخوف بشكل كبير. وبدون هذا القيد، فإن دول العالم لن تفعل أي شيء لوقف إيران في اليوم الذي ستدفع فيه برنامجها النووي – ومن لا يرى ذلك، فانه يتجاهل درس كوريا الشمالية.
اقتصاد ضد الضغط
في هذه الأثناء، تدفع ايران الغلاف الذي سيسمح لها بالانطلاق في الطريق التي ستجعلها تمتلك القوة النووية: انها تبني بشكل مكثف وبمساعدة روسية، منظومتها الدفاعية المضادة للهجمات الجوية. انها تبني اقتصادا يتيح لها في المستقبل الصمود بشكل اكبر امام كل محاولة للضغط عليها (الضغط الاقتصادي هو الذي جعل ايران تحضر الى طاولة المفاوضات وهي راكعة. وتم اهدار هذا الانجاز من قبل المفاوضين الامريكيين في اللحظة التي جعلوا فيها ايران تفهم بأن رغبة الادارة بالتوصل الى الاتفاق لا تقل عن رغبة الايرانيين). انها تطور الصواريخ التي ستسمح لها بإطلاق سلاحها النووي في كل اتجاه، وتجهز الجيل القادم من اجهزة الطرد المركزي التي ستسمح لها بتحقيق قفزة نحو اليورانيوم المخصب بسرعة قياسية. يجب على إسرائيل دراسة العبر من الاتفاق النووي مع ايران، ونجاح كوريا الشمالية بالتحول الى قوة نووية تهدد الولايات المتحدة. يمنع السماح لإيران بتكرار نجاح صديقتها في شبه الجزيرة الكورية.
غيوم فوق رأسه
يكتب ناحوم برنياع في "يديعوت احرونوت": "سألت هذا الاسبوع شخص يعرف الليكود جيدا، من الداخل، عما تفعله الأخبار بشأن تحقيقات الشرطة لناخبي الحزب. وقد تردد قليلا ثم قال: "أعتقد أن الاحساس بالاشمئزاز يهدد الآن سبعة مقاعد".
كما سمعت تقديرات مشابهة من مصادر اخرى، أقل مؤهلة. الشعور بالاشمئزاز لا يترجم بالضرورة الى سلوك سياسي. يمكن للشخص الشعور بالاشمئزاز ومواصلة تأييد الحزب نفسه، او الزعيم نفسه، بسبب العادة، وجهات النظر، أو غياب البديل. ولذلك فان الشعور بالاشمئزاز لا ينعكس في الاستطلاعات.
ورغم ذلك، هناك أهمية لهذا الاحساس. فقبل عامين أو ثلاث، كان الوزير أو عضو الكنيست من الليكود يحمل اسم رئيس الحكومة عاليا. وهو لن ينتقده اليوم، ايضا، لكنه سيقول إن اعضاء من حزب الليكود أرسلوا له بريدا الكترونيا/ أو نشروا على الفيس بوك/ أو غردوا في تويتر بأنهم يخجلون. الخجل يخصهم هم، الآخرين، وهو يبلغ عن الأمر فقط.
باستثناء ملفا 1000 و2000، لا يجري حاليا أي تحقيق يشتبه بتورط نتنياهو بعمل جنائي. لكن مشكلته هي الضرر البيئي. الوكيل ميكي غانور يوقع على صفقة تهدف الى تخليصه من الاعتقال المتواصل، وفي المقابل يقوم بتسليم دافيد شمرون، محامي العائلة، وابن العم وكاتم الأسرار. واذا وعد شمرون بترتيب قرارات في الحكومة وقام بذلك، فماذا يقول ذلك عن رئيس الحكومة. ماذا سيقول شمرون عندما يوصيه محاميه بالموافقة على  صفقة ادعاء.
آري هارو، رئيس الطاقم، يجري مفاوضات على صفقة ادعاء تجعله شاهد ملك. لقد تم التحقيق مع هارو في السابق، وما الذي يستطيع عرضه الان ولم يكشفه في التحقيقات السابقة، من الذي يمكنه التحدث عنه كي يبرر الصفقة، ان لم يكن رئيس الحكومة.
مدير عام وزارة الاتصالات، شلومو فيلبر، المقرب من رئيس الحكومة، خضع للتحقيق حول القرارات الغريبة التي منحت الملايين لصديق رئيس الحكومة؛ ويقول، حسب ما ينشر من أنباء، إنه لم يحصل على اموال وانما قام بتنفيذ الأوامر.
ملف التحقيق في قضية المنزل الرسمي لرئيس الحكومة، يتوثق وينضج ليتحول الى لائحة اتهام: كيف ستنعكس لائحة الاتهام ضد عقيلة رئيس الحكومة على مكانة رئيس الحكومة. والآن يأتي المنشور الكاذب، المسبب للغثيان، الذي نشره، بسام مستعار، نجل رئيس الحكومة، ولي العهد.
القضايا منفصلة، لكنها جميعا تشير الى اتجاه واحد: الغيوم تتراكم والعاصفة تقترب. من ناحية المناخ هذا وضع خاص؛ وهو كذلك من ناحية سياسية ايضا. لقد خصص تشرتشل احد اجزاء كتابه الكبير عن الحرب العالمية الثانية للفترة التي سبقت الحرب. أهارون أمير الذي قام بترجمة هذه الكتب الى اللغة العبرية سمى هذا الجزء "تجمع العاصفة".
أنا أدعي منذ فترة بأن اسم من سيسقط نتنياهو، اذا أسقطه، هو نتنياهو. ليس غباي وليس لبيد: نتنياهو. الاسم الشخصي قد يكون يئير أو سارة، أو بنيامين أو كلهم معا. محرك التدمير الذاتي يعمل بقوة وليس هناك من يستطيع ايقافه.
تنشئة الاولاد
ذات يوم سافرت الى الحي اليهودي في الخليل. وعندما وصلت الى الحرم الابراهيمي لاحظت من بعيد فرقة من الجنود الشبان وهم يسيرون على امتداد حائط المبنى بدون سلاح. وكان يسير خلفهم مواطن يحمل السلاح. هذا المشهد كان استثنائيا. سألت شرطي حرس الحدود الذي كان يحرس البوابة الالكترونية من يكون هؤلاء الجنود ومن المواطن. فابتسم وقال: "هؤلاء الجنود المتدربين في قسم المتحدث بلسان الجيش. والمواطن هو رجل أمن يحرس نجل نتنياهو".
عندما نشرت عن هذه الظاهرة على صفحات هذه الجريدة، تلقيت محادثة هاتفية غاضبة من رئيس الحكومة. لقد كان هو الذي تحدث، لكنه طوال المحادثة، ساد لدي الانطباع بأنه لم يكن وحده. انه يتحدث معي ومع شخص آخر. او مع امرأة. وقد ادعى أن ابنه بحاجة الى حراسة. قلت له لديك ابنة، فلماذا لا تتم حراستها. فأجاب: لأنه يخرج كل يوم من بيت رئيس الحكومة. فقلت له انه اذا كان ابنه يخشى من اختطافه فليخدم في قاعدة الجيش الاسرائيلي في شيزافون، فهناك لن يعرفه أحد.
وقال نتنياهو إن ابنه يريد أن يكون مفيدا. انه يفهم في الصحافة، ولذلك يجب أن يخدم في قسم المتحدث بلسان الجيش.
فكرت في الفارق بين الأب وابنه. فقد كان حلم الأب عندما كان في جيل 18 سنة الوصول الى دورية القيادة العامة (سييرت متكال). وحلم الابن هو أن يكون موظفا في قسم المتحدث بلسان الجيش. وأي موظف.
بعد فترة لاحقة، قالت سارة نتنياهو إنها اشتكت أمام الرئيس اوباما عن تعامل وسائل الاعلام مع موضوع حراسة ابنها. سارة نتنياهو تكثر من الشكوى أمام الغرباء عن وسائل الاعلام الاسرائيلية. هذه هي طريقتها لكسب تعاطفهم.
مرت سبع أو ثماني سنوات، ولا يزال يئير نتنياهو (26 سنة)، يخرج كل يوم من منزل رئيس الحكومة. لم يتم العثور له على بيت في كل بيوت نتنياهو. يقولون إنه يقوم بصياغة التصريحات الفظة والعنيفة التي يتم نشرها بين الفينة والاخرى من قبل رئيس الحكومة ومكتبه.
المنشور الذي نشره ردا على هجوم جمعية يسارية، يخرجه الى النور. منذ الآن اصبح شخصية عامة. لن يتمكن نتنياهو الأب، الان، من التذمر ازاء الانكشاف العام وغير اللطيف الذي يحظى به الابن. يئير نتنياهو هو الذي اختار ذلك.
قارنوا النص الذي كتبه بتصريحات اورن حزان. يبدو لي أن هذه المقارنة غير عادلة. لأن حزان تعلم الحذر. أما يئير نتنياهو فلم يتعلم أي شيء. مشكلته تبدأ بالحقائق. لا شيء يتلاقى: لا ما يقوله عن الجمعية، وليس ما يقوله عن سلوك وسائل الاعلام الاسرائيلية تجاه يوني بيرس وعمري شارون، ولا ما يقوله عن اريئيل اولمرت. الردود التي نشرها اريئيل وشاؤول اولمرت يجب أن تحرج ليس نتنياهو الابن، فقط، وانما والديه، أيضا. في اسرائيل يكثرون من مطالبة السياسيين باستنكار تصريحات غيرهم. نتنياهو الأب نشيط جدا في هذا المجال. لكن المفاجئ انني لم اشاهد كلمة واحدة يتحفظ فيها من تصريحات ابنه المشينة.
شفطل المتدني
وبمناسبة التصريحات، المحامي يورام شفطل وصف رئيس الأركان غادي ايزنكوت بكلمات لا يستطيع الورق، ولا حتى ورق الصحيفة تحملها. ايزنكوت لا يحتاج الى الدفاع، لا من قبلي، ولا من الآخرين. لكن المثير اكثر هو ما حدث بعد ذلك. لقد طولب شفطل بالاعتذار لكنه رفض. وبعد التهديد من قبل رفاقه في محطة الراديو 103FM  ومن قبل السلطة الثانية، استجاب، واعتذر قليلا. وكان هذا كافيا لكي يواصل بث برنامجه.
من يسمح لشفطل بمواصلة الشتم، يولد المزيد من امثاله. البهيمية تعدي. اذا لم تعرف السلطة الثانية كيف تعالج هذه الحالة المتطرفة فلا حاجة لها.
ترامب منذ الولادة
خمس مرات قدم دونالد ترامب دعاوى قضائية ضد الأخوين جولس وآدي ترامب، مدعيا أنهما سرقا اسمه. وخسر في المرات الخمس. في احدى الدعاوى التي قدمها، زعم أن المقصود غرباء من جنوب افريقيا، اقتحما السوق التي يمكن أن يكون فيها ترامب واحد فقط، وأثبت الشقيقان للمحكمة أن مجموعة ترامب – اسم شركتهم – ربحت اموال كثيرة في السوق الامريكية قبل دخول منظمة ترامب – اسم شركة دونالد- الى العمل. انهم ترامب منذ الولادة.
لقد انتصرا على ترامب، لكنهما خسرا المعركة على خزان الامونيا في حيفا. وهذا الاسبوع قرر جولس ترامب اغلاق المصنعين في حيفا والنقب، واقالة 800 عامل يعملون فيهما. لقد كانت خطوة حكيمة جعلت العمال يخرجون الى الجبهة، بما في ذلك الاعتصام في ساحة المصنع واحراق الاطارات في الخارج. الحكومة دخلت في حالة ضغط، ولكن بشكل لا يقل عن ذلك، تعكس هيه الخطوة حالة يأس. امس الاول قال لي ترامب: "لم اشعر في أي عمل قمت به بالحزن كما شعرت في هذه القضية، أنا سأغادر".
التقينا في رعنانا، في بيت ابنته، الذي يقيم فيه ترامب اثناء زيارته للبلاد. على طاولة الصالون كانت ملابس الصلاة. ترامب يشعر بالراحة في الارثوذكسية الخفيفة الانجلوسكسونية، في رعنانا. نفتالي بينت يعيش خلف الزاوية. الخالق هنا هو مهنة اختيارية وليست الزامي.
لا تخطئوا: وراء الصورة المتواضعة، الساحرة، لجولس ترامب (73 سنة) هناك رجل اعمال عنيد. لقد ترعرع في بريتوريا، عاصمة جنوب افريقيا. وكان لفترة قصيرة عضوا في حركة الشباب الصهيونية "هبونيم"، التي اعدت طلابها للهجرة والانضمام للكيبوتس. العمل الاول الذي قام به مع شقيقه، كان المتجر التابع لوالديه، والمصلحة الثانية كانت متجرا للأثاث. ويني مانديلا، زوجة نلسون مانديلا الاولى، عملت في هذا المتجر ولم تذكره بالخير. في العام 1974 دخل الشقيقان الى السوق الامريكية. "قمنا ببيع البدلات"، قال. "الخديعة كانت صفقة، جاكيت واحد وسروالين ملائمين". واستعت المصلحة ليصبح لديهما 145 محلا تجاريا، من الشاطئ الى الشاطئ، وفي المرحلة القادمة دخلا الى تجارة الجينز، وقاما ببيع شركتهما لشبكة "Gap" ذات الملكية اليهودية، ايضا.
ويضيف ترامب إن "اكبر مشروع لنا هو بيع قطع السيارات في الشاطئ الغربي. وقد وصلنا الى 6000 متجر. وقمنا ببيع المشروع في 1996، ومنذ ذلك الحين ونحن نركز على العقارات، لا سيما المباني الفاخرة للأثرياء في جنوب فلوريدا. الممثلة الايطالية صوفيا لورين (83 سنة) كانت هي التي تعرض بضاعتنا.
اختيار العارضة تدل على المكانة الاقتصادية للزبائن وربما على أعمارهم ايضا.
"التقيت بهما ذات يوم على المدرج، خلال مباراة تنس" قال دونالد ترامب عن الاخوين ترامب، بعد ان خسر احدى الدعاوى ضدهما. "انهم لطيفان" قال. لكن جولس يصححه ويقول: "نحن اناس يثيرون الملل". سألته عن رأيه بترامب كرئيس، فقال: "انه فنان في التسويق. في هذا المجال لا يوجد من يشبهه".
عشية الانتخابات تبرع الشقيقان ترامب لماركو روبين وجيب بوش، منافسا ترامب، وكلاهما جمهوريان من فلوريدا. لكن البزنس هو بزنس: في اليوم التالي للانتخابات شرح جولس بأن انتصار ترامب جيد للأعمال: مار ألاجو، فندق الاستجمام التابع للرئيس ترامب، وملاذه في اخر الأسبوع، سيجذب الى المنطقة شخصيات معروفة وثرية.
الشقيقان ترامب يقومان ببناء الشقق وبيعها. دونالد ترامب يسوق اسمه. في معظم المشاريع التي تحمل اسمه، تم تصويره مرتين أو ثلاث، ثم أخذ نصيبه وانتقل لمشروع آخر. رجل اعمال اسرائيلي قرر منافسة الأخوة ترامب في سوق الشقق الفاخرة في ميامي. وقام بشراء حقوق استخدام اسم ترامب. سألت جولس اذا كان قد فكر بتقديم دعوى ضد هذا الشخص بسبب سرقة الاسم فأجاب: “لا، فليربح”.
الشقيقان ثريان جدا، أحد الاعمال الكثيرة التي تقوم بها مجموعة ترامب هو انتاج الاسمدة الزراعية. لديها مصنع في الولايات المتحدة ومصنع في كندا. وفي العام 2008 قامت الشركة بشراء شركة "حيفا كيميكاليم".
ماذا كان الدافع؟ سألت، الاعمال؟ أو الصهيونية؟.
"كلاهما معا"، أجاب. لقد اعتمد الانتاج على البوتاس من البحر الميت والأمونيا المستوردة. وتم تخصيص 20% لأسمدة الورود والفاكهة والخضراوات في البلاد، وتصدير 80%. المصانع ربحت بشكل جيد، والحفلة انتهت في اليوم الذي أصبح فيه مصنع الامونيا رمزا قوميا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالأحد 13 أغسطس 2017, 10:53 am

13.08.2017


مقالات
تجربة الجيش نجحت والقمح ذبل
تكتب عميرة هس، في "هآرتس" ان فوزي ابراهيم وولديه محمد ومحمود، من سكان قرية جالود، جنوب نابلس، قاموا في الأسبوع الماضي، بحرث ارضهم. هللويا (هذا ليس سببا كبيرا للفرح: لأن جشنا العظيم لم يسمح لفوزي ابراهيم وولديه بحصد القمح في الوقت المناسب. لقد جعلهم ينتظرون حتى جف القمح نهائيا. وعن هذا سنتحدث لاحقا).
فقط في دولتنا اليهودية والديموقراطية، الواقعة بين البحر والنهر، تستحق مثل هذه العبارة التحول الى نبأ اخباري. لأن "اليهودية" معناها اننا نفعل كل شيء من اجل منع فلاح فلسطيني من فلاحة ارض عائلته التي تملكها منذ أجيال كثيرة. والمقصود بكلمة "فلاح"، طبعا عشرات الاف الفلاحين. و"الديموقراطية" معناها انه لا يزال يسمح لنا بالكتابة عن الطرق المخادعة التي نمنع بواسطتها الفلاح من الاسترزاق من ارضه، والتي تتمتع وسائل الاعلام الاسرائيلية بحرية تجاهلها. اما انا فلا زلت اتمتع بالحق الديموقراطي في الكتابة: من يريد معرفة شيء عن الارهاب فليذهب ويتعلم كيف يمنع اليهود (كأشخاص وكمؤسسات) الفلسطينيين من فلاحة اراضيهم.
ابراهيم، في الثانية والستين من العمر، هو أحد أبطالي. يصارع بكل قواه، اجهزة قوية جدا، جشعة ومبتلعة للأراضي. الآن يسير اولاده على دربه. انا اعيد سبب تدهور صحته الى هذا الصراع بالذات. منظره المنهك مفجع. ولذلك، عندما التقينا في بيته، في الاسبوع الماضي، قررت عدم تصويره.
لقد تعرفت عليه في 1998. الى جانب نمو البؤر الاستيطانية غير القانونية الجديدة في الضفة الغربية، اتسعت ظاهرة الاعتداء على الكروم والمحاصيل الزراعية الفلسطينية. طبعا، من قبل مجهولين، او ربما غزاة من الفضاء الخارجي، من يعرف. فشرطتنا العظيمة لم تعثر على آثارهم.
في 1997 و1998، قام هؤلاء المجهولون بقطع وتخريب كرم الزيتون التابع لإبراهيم. الى الغرب من الكرم تقوم مستوطنتي شيلو وشفوت راحيل. في تلك الفترة تقريبا، بدأت تنمو بنات شيلو، البؤر الواقعة الى الشرق من جالود. فقد اقيمت بؤرة "احياه" في 1997، و"عدي عاد" في 1998، و"ايش كودش" في 1999.
منذ نهاية عام 2000، تم منع ابراهيم من الوصول الى ارضه، كما منع وصول غيره من سكان جالود وقرى المنطقة (قرايوت وترمس عيا والمغير) وفي كل مكان آخر في الضفة الغربية، بنيت على مقربة منه المستوطنات، والبؤر بشكل خاص. طرق منع الوصول: التخويف، التنكيل، التخريب، الاحراق، الاعتداءات الجسدية من قبل مجهولين اسرائيلي المظهر، والذين ينزلون من البؤر. وعندها امر قادة الويتنا وقادة كتائبنا وجنرالاتنا بإغلاق اراضي شاسعة امام اصحابها ومزارعيها الحقيقيين، الفلسطينيين بادعاء "الخوف من الاحتكاك". وطبعا كانت هذه فرصة ذهبية للبؤر لكي تستولي على تلك الأراضي، او على قسم منها. في منطقة جالود وجاراتها فقط، تم الاستيلاء على حوالي عشرة الاف دونم.
صحيح. لقد كتبت عن ذلك من قبل، لكن حقي الديموقراطي في تكرار نفسي: أ. لأنكم تستهلكون المنتوج الزراعي لتلك البؤر والمستوطنات، التي تمكنت بفضل عنفها من السيطرة على اراضي ومصادر مياه ومصادر معيشة عشرات القرى. ب. لأن جيشنا العظيم يستكمل المهمة. صحيح ان المحكمة العليا امرت في 2006 السلطات بالسماح للمزارعين الفلسطينيين بفلاحة اراضيهم (من خلال مرافقة الجيش لهم لعدة ايام في السنة)، لكنه يمكن لقادة الألوية العسكرية القول دائما: للأسف، لأسباب امنية (أي انهم لا يريدون اغضاب المستوطنين) لا يمكن مرافقة الفلاحين ولا السماح بالحراثة والزراعة ورش السماد وحصد المحصول وقطف الزيتون في المواعيد المطلوبة.
وهذا هو ما حدث، مثلا، لإبراهيم: منذ نهاية 2016، طلب تصريحا لزراعة القمح في شهر شباط، في ارضه التي تبلغ مساحتها 250 دونم، وتقع على مسافة كيلومترين من بيته. المشكلة: على هذه الأرض تطل بؤر "احياه" و"ايش كودش". وبعد تأخير متكرر سمح له بزراعة الأرض في الاول من آذار. ونجحت التجربة العلمية: لقد نما القمح. في أيار، قدم ابراهيم طلبا لتنسيق حصد القمح، بمرافقة الجيش. الأرض لا تبعد سوى مسافة كيلومترين، لكنه لا يمكن المخاطرة وحصدها من دون مرافقة عسكرية. فالمستوطنون هناك، يتربصون في الأعلى. وبدلا من منح ابراهيم تصريحا لشهر حزيران، حصل على تصريح لحصد القمح في مطلع آب. التجربة فشلت: فالقمح كان قد ذبل بشكل نهائي. الكثير من الوقت والكثير من العمل، والامل وحوالي 250 الف شيكل ذهبت سدى. وكتعويض سمح له ولأولاده بحرث الأرض. لقد وصف ابراهيم طريقة انهاكه بالشكل التالي: "اليوم سنطلب تنسيقا من اجل الحراثة، سنسافر الى اوروبا ونزور كل دولة وكل مواقعها السياحية، وسنرجع، ونجد بأن طلبنا "يخضع للفحص الامني"."
منذ 2006 ترافق ابراهيم بإخلاص، المحامية قمر مشرقي اسعد (اولا في اطار "حاخامات لحقوق الانسان"، واليوم في اطار جمعية "حيكل"، التي اسستها مع الحاخام اريك اشرمان قبل حوالي سنة). حاولنا احتساب الوقت الذي استثمرته في الدفاع عن حق ابراهيم بالعودة الى ارضه (بما في ذلك إخلاء قسم من ارضه التي سيطر عليها المستوطن يفتاح ستروك، من بؤرة ايش كودش). يصعب الاحصاء. على الأقل 1000 رسالة تم توجيهها الى السلطات. التماسان الى المحكمة العليا، ملف استئناف في الادارة المدنية، عدد غير موثق من المحادثات الهاتفية من اجل تنسيق مرافقة الجيش، لقاءات مع ممثلي القانون، سفريات الى الأرض. ما كان لأي فلاح الصمود امام التكلفة القضائية هذه، لو تم الأمر على أساس شخصي، تجاري. ولذلك هناك محامون من السلطة الفلسطينية وجمعيات اسرائيلية. لكنه لا تتوفر الميزانيات الكافية لتشغيل العدد المطلوب من المحامين من اجل مصارعة الجيش السارق. ما المدهش في كون الكثير من المزارعين يصابون باليأس.
العائق
يكتب امير اورن، في "هآرتس" انه في البحر الأبيض، تفرض مجموعة السود القيود، تبني شبكات من القضبان الحديدية، القسم الفوقي مرتفع – تحدي لبطل العالم في القفز بالزانة – في العائق الباطني الذي يقام على امتداد حدود غزة. رافعات، حفارات، تجميع سوائل، الوحش الذي يدوس كل شيء، آليات الطحن "هايدروميل"، مصنع متكامل، منهجي، لم يظهر مثله منذ حفر مشروع المياه القطري. العمال السودانيين يتجمعون في تل ابيب. رفاقهم في العمل يتم احضارهم من مولدوفا. تحت حرارة الشمس الحارقة، وايضا في ساعات الفجر والمساء، وفي الخريف والشتاء القادمين، فهم يستثمرون 12 وردية عمل في الأسبوع. مندوب المقاول الاسرائيلي يفكك شيفرة بناة العائق بقوله: "امنحهم فقط العمل الرتيب. لا تربكمه بالابتكارات والابداع".
شخصان يعزفان على هذا العمل. قائد المنطقة الجنوبية أيال زمير، وباني الجدران القومي العميد عران اوفير، الذي يسمه البعض، من خلال لفت الانظار الى الفجوات النازلة نحو الأنفاق التي سيصدها العائق، "عران – او فير" مع فاء مشددة. ينفذان العمل وفقا للطراز القديم من بناء الدولة، من اجل صد التسلل السري الى الاراضي السيادية، مستعدان للتصعيد، لكنهما يطمحان الى اضافة التهدئة الى المثلث القديم ردع – تحذير – حسم.
زمير يرتدي الزي العسكري منذ كان عمره 14 عاما، منذ ايام المدرسة الداخلية العسكرية. انه من مواليد 1966، ومثله القائد الغض لسلاح الجو، عميكام نوركين. كلاهما يشغلا للمرة الثانية منصبين برتبة جنرال، من الأسس الراسخة للقيادة العامة برئاسة غادي ايزنكوت، يخلفان الانطباع بأن هناك من يمكن الاعتماد عليه. وهذا هو الفارق الخطير، المستفز، بين المشبوه الأعلى وبين ادوات اللعب الخاضعة لنزواته اليائسة. الجنود يعيشون في الفقاعة العسكرية، مع روح الجيش وتوقع تنظيمي بالتفاني، بالزمالة والتضحية في خدمة الامة والوحدة. انهم يخضعون للقانون مثل كل مواطن، وايضا لقانون القضاء العسكري، الذي يشمل بنود خاصة، كالسلوك غير الملائم. الجنوح والنفاق لم يتم اجتثاثهما تماما، لكنه في ضوء الشكاوى والكشف، يجب على الجهاز التحرك وطحن المسؤولين الكبار والصغار، كما تفعل آلة الهايدروميل.
لكن رئيس الاركان، حسب لهجة القانون المكتوبة بحرص، هو القيادة العليا للجيش فقط، داخل الجيش. وعلى رأس سلسلة القيادة تقف الحكومة، وفي رئاسة الحكومة شخص مشبوه بالعمل الجنائي، كثير الملفات، والبقاء بالنسبة له هو حرفة. كيف يمكن لجندي ان يثق بقائد كهذا، خاصة وانه سياسي، مدني، لا يلبس الزي العسكري، لكن اوامره، اذا صودق عليها في الحكومة بحكم صلاحياتها، تلزم رئيس الاركان، قائد المنطقة، قائد الذراع، سرب الطيران، الكتيبة؟
المواقف الشخصية لايزنكوت، زمير، نوركين ورفاقهم محفوظة لهم، ولا يجب ان تردع القيادة المدنية المنتخبة عن السعي الى تطبيق سياستها. قيادة الجيش تعكس بالتأكيد عدة مواقف. ولكن اذا حكمنا حسب الرواد والمتقاعدين من مدرسة "مجلس السلام والامن" و"قادة من اجل امن اسرائيل"، فان الكثيرين من القيادة الرفيعة، ربما الغالبية، يتماثلون مع الخط الرئيسي الذي يشجبه نتنياهو كـ"يسار". – خط بن غوريون وديان، الون ورابين، فايتسمان وطال، في سيناء بيغن، وغزة شارون. تقريبا نصف الشعب، الذي يمكن لنتنياهو ارساله للحرب وتوقع الامتثال والطاعة منه؛ وبما ان الاحتياط يشكل ثلاثة ارباع الجيش، وتدعم نسبة كبيرة في الاستطلاعات استقالة نتنياهو عندما سيتلقى لائحة الاتهام، فانه يظهر بأن غالبية الجيش ايضا يعتبر مكروها عليه، ويفترض فيه ان ينفذ الاوامر باسم الديموقراطية التي يهينها.
 اذا كان "اليسار"، فليمح الرب اسمه، يتآمر على الانقلاب السلطوي، فمن الطبيعي ان ينزل عليه نتنياهو ضربة مانعة، انقلاب مضاد، بوسائل السلطة الخاضعة له. هذه حالة أزمة لا مثيل لخطورتها، وتحتم على رئيس الأركان والقائد العام للشرطة ورئيس الشاباك اشتراط كل أمر يصدر عن نتنياهو بإجراء فحص قانوني لدى المستشار القانوني.
العائق على حدود غزة مهم، لكنه ليس مصيريا. العائق الحقيقي امام استمرار وجود الديموقراطية الاسرائيلية يتخندق في القدس.
 
مشكلة الفلسطينيين الأساسية: الفلسطينيون
يكتب بوعاز بيسموط، في "يسرائيل هيوم" ان رياح الحرب التي تهب من شمال كوريا لا تمنع ادارة ترامب من ارسال نسيبه جارد كوشنر والمبعوث الخاص جيسون غرينبلات، مرة اخرى الينا. ان لم يتحقق السلام في الشرق الاوسط، فلتهب على الأقل رياح السلام.
في السلطة الفلسطينية لا يتحمسون، في اقل تقدير، من الرحلة المكوكية المتوقعة للوفد الامريكي. ويم الخميس الماضي نشر مراسلنا للشؤون العربية دانئيل سيروطي، عن اليأس في رام الله، حيث استنتجت القيادة هناك بأن "الولايات المتحدة تنحاز الى اسرائيل". هذا غريب بعض الشيء في ضوء حقيقة انه كان هناك الكثير ممن حاولوا في الاشهر الأخيرة خلق صورة تظهر واشنطن وكأنها قد تمارس ضغطا كبيرا علينا كي تواصل "القدس" تقديم التنازلات.
الفلسطينيون هم المشكلة الرئيسية للفلسطينيين، حتى ان توفرت لديهم دائما الذريعة الملائمة (مرة اسرائيل، مرة واشنطن، ومرة اخرى اسرائيل). واشنطن معنية بالتقدم فعلا، وتريد بشكل خاص العطاء.
الحوار القديم أحب طرح القضية الفلسطينية في المركز، بينما يختلف الحوار الجديد. دول الخليج والاردن ومصر تبث عدم المبالاة، كل لأسبابها. ليس هناك أي ساذج يتوقع رؤية تحمس كبير في ساحات جدة والرياض وحتى البحرين، تأييدا لاتفاق سلام مع اسرائيل.
الحادث في السفارة الاسرائيلية في عمان اثبت مدى مواصلة الشارع العربي العمل حسب ذات الغريزة القديمة المعادية لإسرائيل، لكن هناك شيء جيد يحدث من وراء الكواليس. نصف الكأس المليئة هي المصالح المشتركة. نصف الكأس الفارغة هي ان المقصود "فقط" مصالح مشتركة. ولذلك اقنعوا القصر الملكي في السعودية بأنه يمكن التحدث مع الشارع لديه عن السلام مع اسرائيل. الطريق الى ذلك لا تزال بعيدة.
لكن القصة الحقيقية هنا هي التشكك المتبادل بين واشنطن والسلطة الفلسطينية. في واشنطن، ايضا، ورغم الرغبة القوية في التوصل الى صفقة، يفهمون بأن رام الله لا تستطيع "توفير البضاعة".
في رام الله يسود الاقتناع بأن الولايات المتحدة واسرائيل تعملان على خطوة اقليمية على حساب رؤية حل الدولتين، لكنه يجب القول انهم ربحوا هذا الاشتباه باستقامة. هناك رياح جديدة تهب في واشنطن، اليوم. ثماني سنوات من حكم اوباما ادخلتنا في حالة استعداد للامتصاص. ترامب يمكنه ان يجعلنا نفكر بمسار جديد. هذا هو الوقت المناسب للتقدم. ان لم يكن سلام مع الفلسطينيين، فعلى الاقل سلام مع ضميرنا ومع ارض اسرائيل.
خطير جدا، حتى وان كان الرقم صغيرا
يكتب يوآب ليمور، في "يسرائيل هيوم" ان العنوان الصارخ – "شقيقان اسرائيليان انضما الى داعش" – يخفي الواقع المختلف تماما، وهو ان التنظيم يتواجد في حالة تراجع كبيرة وان عدد الاسرائيليين الذين ينضمون الى صفوفه صغير، بل ويشهد تراجعا.
لقد مني تنظيم داعش في الآونة الأخيرة، بضربة كبيرة في قدراته، وذلك نتاج الضغط العسكري الدولي على مراكز قوة التنظيم في العراق وسورية. تحت المظلة الامريكية، والى حد اقل الروسية، ايضا، فقد التنظيم سيطرته على العراق، وهو على طريق الهزيمة في سورية.
لقد قتل خلال هذا الهجوم العسكري الكثير من محاربي التنظيم، وفر الكثير، وتم تسجيل انخفاض حاد في نسبة المتطوعين لصفوفه. ليس من الواضح ما هي حالة قادة داعش الان، خاصة مؤسسه ابو بكر البغدادي، الذي تحدثت الكثير من المنشورات والاخبار عن مقتله، رغم عدم وجود ما يؤكد ذلك.
ولكن في الوقت الذي يتقلص فيه التنظيم على الارض، فانه لا يزال يعيش ويركل في العالم الافتراضي. من يصدق منشوراته على اقتناع بأن داعش يواصل احتلالاته وبعد لحظة سيستكمل السيطرة على الشرق الاوسط. يوجد كهؤلاء، ومن بنيهم الشقيقان جبارين من ام الفحم المقتنعان بذلك.
الوصول الى المتطوعين لداعش سهل نسبيا، لأن كل النشاط معهم يجري عبر الانترنت، وخاصة على الشبكات الاجتماعية. هناك يتعقبون المنشورات، وينضمون الى غرف المحادثات، ويمرون بمحاولات اقناع ويتلقون توجيهات بشأن المكان الذي سيصلون اليه وبمن يتصلون. بالنسبة لمن يتعقبهم – وفي هذه الحالة الشاباك المسؤول عن احباط الارهاب، يعتبر الوصول اليهم مسألة تحدي بسيطة نسبيا، لأن هؤلاء الشبان يتركون خلفهم الكثير من "البصمات" التي تسمح بتعقبهم وضبطهم.
منذ البداية كان الحديث عن عدد صغير من الاسرائيليين الذين انضموا الى التنظيم. 14 في 2014، و44 في 2015، و65 في 2016، و33 منذ بداية العام 2017. انخفاض عدد المنضمين الى التنظيم في الأشهر الأخيرة يدل على ان عرب اسرائيل  يصدقون التقارير الواردة من الميدان بشكل اكبر من الاكاذيب التي ينشرها التنظيم على الشبكات الاجتماعية. كما يدل على انه بشكل اساسي، يتقلص التطرف في صفوفهم بشكل نسبي في السياق الديني (خلافا لمسألة الحرم القدسي) وبالتأكيد بالمقارنة مع دول المنطقة.
ومع ذلك، فان الشاباك يتعامل بخطورة مبررة مع كل حادث كهذا. ليس فقط لأنه يتم اعتبار داعش تنظيما ارهابيا، يعتبر المس بإسرائيل احد اهدافه الاساسية، وانما، ايضا، بسبب المعرفة بأن من اجتاز هذا النهر يمكنه – حتى وان لم يخرج جسديا للمحاربة مع داعش – تنفيذ عمليات بالهام منه في اسرائيل، وبالتأكيد حين يمتلك وسائل قتالية.
ليس من الواضح الى أي حد تأثر الشقيقان جبارين من ابناء عائلتهم الذين نفذوا في الشهر الماضي، العملية في الحرم، وفي كل الاحوال يبدو ان الخلفية الايديولوجية لهذين الحدثين تختلف في الجوهر. كما انه لا يمكن تطبيق ذلك على كل عائلة جبارين، وبالتأكيد ليس على كل عرب اسرائيل. في دولة اسرائيل الكثير من المشاكل والتحديات امام الاقلية العربية فيها، وداعش، وهذا صحيح جدا اليوم، هو احد اصغر هذه المشاكل.
أبواب مغلقة في القاهرة وعمان
تطرح سمدار بيري، في "يديعوت أحرونوت" سيناريو لمعضلة قد تنشأ عن الوضع الجديد وتتكهن: لنفرض للحظة ان مواطنا مصريا، رجل اعمال، مغامر يتمتع بإمكانيات مادية، او مريض يحتاج الى علاج طبي عاجل، ويصر على الوصول الى اسرائيل. ذلك الشجاع سيتحمل المواجهة غير اللطيفة في وزارة الداخلية في القاهرة، عندما سيتوجه طالبا تأشيرة السفر الخاصة (فقط) الى اسرائيل. هناك سيحاولون اقناعه بعدم التورط. وسيضطر الشجاع، ايضا، لمواجهة الانتقادات المسمومة التي سيسمعها من رفاقه، ابناء عائلته ومكان عمله، عندما سيكتشفون بأنه سيسافر الى "الكيان الصهيوني".
وبعد اجتيازه لكل العقبات، سيدخل الشجاع في تحدي مع العائق البيروقراطي: منذ تسعة أشهر والسفارة الاسرائيلية في القاهرة مغلقة. وفي غياب دبلوماسيين لا يوجد من يصدر تأشيرات دخول الى اسرائيل. فما الذي سيفعله صديقنا الشجاع؟ حتى الشهر الماضي كان يضطر للسفر الى الأردن (ما يكلف مئات الدولارات) وتعبئة نماذج، وتقديمها والانتظار. واذا حصل على تأشيرة سيسافر مرة اخرى الى الأردن (ويدفع عدة مئات اخرى من الدولارات) وسيحظى بالختم على جوازه ويواصل الى مطار بن غوريون. وان لم يتم ذلك فستكون رحلة المصاعب التي كلفت حوالي الف دولار، قد ذهبت سدى.
وفيما يلي مشكلة اخرى: في أعقاب الخروج المتسرع للدبلوماسيين الاسرائيليين من عمان، بقيت العشرات، ربما المئات، من الجوازات العالقة في السفارة. في هذه الأثناء تنتقل الشكاوى من فم الى أذن، فمن يملك الجرأة على الكشف بأنه خطط للسفر الى "دولة العدو"؟ في الأيام الأخيرة، عندما بدا بأن عودة الطاقم الاسرائيلي الى السفارة تبتعد، يعمل اصحاب الجوازات العالقة على استصدار جوازات بديلة. لا احد يمكنه الوعد، لا من الجانب الاسرائيلي ولا من الجانب الاسرائيلي، بموعد فتح السفارة مجددا، ومن سيعمل هناك.
من هنا وهناك يجري الهمس بتوصيات لإسرائيل باستبدال كل الطاقم في السفارة الاسرائيلية. الأمر المؤكد هو ان نائب ضابط الأمن زيف مويال، لم يعد لديه ما يبحث عنه هناك. عائلة د. حمارنة، جراح العظام الذي قام بتأجير المسكن الذي وقع فيه حادث اطلاق النار، ترفض استقبال وفد اسرائيلي لتقديم العزاء والاعتذار لها.
صحيح انه لا يوجد طوفان من السياح ولا هجوم من الزوار من الدولتين اللتين وقعنا معهما اتفاقيتي سلام. ولكن هناك رذاذ دائم من تحت الرادار. عشرات المرضى ورجال الأعمال الذين يواصلون تنمية برامج لتوسيع مسارات الاستيراد والتصدير، وحتى اصحاب الأحلام الذين لا يقفون بشكل قوي على ارض الواقع.
بالنسبة لأصحاب المحسوبية من الأردن ومصر يجري الاهتمام بتوفير تأشيرات لهم بواسطة "ترتيب خاص"، اما البقية فيتم ارسالهم الى تركيا او عواصم اوروبية اخرى. وفي الاتجاه المعاكس، يمكن للإسرائيليين التوجه الى القنصلية المصرية في تل ابيب. بعضهم سيحصلون على تأشيرات، والبعض على ذرائع. وعلى الحدود الأردنية، رغم الغضب، يمكن شراء تأشيرة دخول لمرة واحدة. وكذلك الأمر في مطار عمان.
هذا كله يأتي للصراخ بصوت عالي بأننا فقدنا سفارتين تم الحصول عليهما بجهود ليست قليلة. يمكن الدخول في نقاشات لا تنتهي حول القوة الحقيقية للوجود الاسرائيلي وما هو حجم تأثيرها وما هي مجالات وصول الدبلوماسيين الاسرائيليين الى مكاتب الحكومة والشارع. يمكن ايضا الجدال حول ما هو الأهم، التنسيق العسكري والتعاون الاستراتيجي او علم اسرائيل في مكاتب السفراء تحت صورة الرئيس رؤوبين ريفلين. الأمر الواضح هو ان هذا الوضع، وجود سفارة افتراضية، مريح للشارعين المصري والأردني. حتى الاجهزة الأمنية هادئة الان. لن ينظم احد تظاهرات تطالب بطرد الدبلوماسيين الاسرائيليين والغاء اتفاقيات السلام، ولن يحثنا احد على فتحها من جديد، لأنه يسهل جدا تدبر الأمور من دون وجود رموز اسرائيلية.
لكنه يمنع الاستسلام، ويمنع التخلي. يجب ارسال مبعوث الى مقر المخابرات في القاهرة وانهاء الموضوع الأمني الذي تم بسببه اغلاق السفارة. اما مسألة الأردن فمعقدة اكثر: الملك عبدالله يربط بين فتح السفارة وبين تسليم تقرير التحقيق الاسرائيلي بشأن حادث اطلاق النار واستنفاذ القانون مع الحارس. ويجب ان لا ننسى بأننا لم نسمع حتى الان أي رواية اسرائيلية مقنعة لما حدث داخل المنزل وانتهى بقتل الفتى (17 عاما) والطبيب الذي وصل الى المكان بشكل لم يصب في صالحه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالإثنين 14 أغسطس 2017, 9:44 am

14.08.2017
مقالات
وراء العائق يعيش بشر
تكتب صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان وسائل الاعلام نشرت بتأثر، في نهاية الأسبوع الماضي، عن وتيرة بناء العائق على حدود قطاع غزة. ويتجلى الخوف من صدمة الأنفاق، كما حدث في عملية "الجرف الصامد"، في: ميزانية قدرها 3 مليارات شيكل، مسار يمتد على طول 65 كيلومترا، ومئات العمال، وعشرات مواقع البناء، وجدار خرساني يبلغ عمقه عشرات الأمتار، وسور مرتفع يشمل الكاميرات ووسائل الردع.
وفقا للخطة، سيتم الانتهاء من المشروع في منتصف عام 2019؛ وقد يوفر بالفعل استجابة دفاعية ناجحة لتهديد الأنفاق وتقييد أيدي حماس. ولهذا السبب بالتحديد يعتبر مهما السؤال حول ماذا سيحدث في قطاع غزة، وخاصة: من الذي سيحرص على ظروف معيشية معقولة لسكانه.
يسود الاجماع بين قادة أجهزة الاستخبارات على أن غزة تمر بأزمة إنسانية خطيرة وأن البنية التحتية تنهار. معظم المياه الجوفية في القطاع غير صالحة للشرب؛ ويتم نقل المياه النقية إلى المنازل تحت ظروف غير صحية؛ ويتم توفير الكهرباء لمدة ثلاث أو أربع ساعات في اليوم، وأحيانا أقل من ذلك؛ آلاف الأمتار المكعبة من مياه المجاري تتدفق في البحر كل يوم، والبطالة في ارتفاع كبير والفقر هائل.
وتعفي الحكومة نفسها عادة هذه البيانات في "مسألة المسؤولية". بالنسبة لإسرائيل، فإنها منذ فك الارتباط في عام 2005، لم تعد تسيطر على القطاع، على الرغم من الإغلاق المحكم تقريبا الذي تفرضه على غزة. كما يمكن لإسرائيل أيضا أن تتمسك بحقيقة وجود صراع شديد بين حماس والسلطة الفلسطينية، يدور على اكتاف السكان. ومع ذلك، فإن الخلاف حول المسؤولية لا يسهم في تغيير الوضع. فمن وراء المناقشات الاستراتيجية والنقاشات المبدئية، يتواجد بشر - مئات الآلاف من الناس الذين يعيشون في حالة فقر وعوز لا تطاق.
ليس من قبيل المصادفة أن قادة قوات الأمن - منسق أعمال الحكومة في المناطق وقسم الاستخبارات - هم الذين يشيرون قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن أفيغدور ليبرمان، إلى الوضع الإنساني الصعب في القطاع. فهم يفهمون جيدا أن هناك صلة مباشرة بين عملية الانهيار في غزة والاعتبارات العسكرية لقادة حماس. وكلما زاد الشعور بأنه "لا يوجد شيء لنخسره"، كلما زادت احتمالات حدوث جولة أخرى من القتال.
لكن ليبرمان، وبدعم من نتنياهو، يرفض الموافقة على التدابير التي من شأنها تخفيف الوضع في قطاع غزة - كتغيير تكتيك الإغلاق، وإنشاء آلية لإجلاء المرضى من غزة، وضخ كميات كبيرة من المياه، وتزويد الكهرباء. حين يجري من ناحية، استكمال بناء الجدار، ومن ناحية أخرى، لا تمارس السلطة الفلسطينية ضغوطا بسبب المصالح الداخلية - تنظر إسرائيل بدون مبالاة الى الكارثة الإنسانية في غزة. يجب على نتنياهو وليبرمان أن يفهما: ليس من المفترض أن تكون المعاناة الإنسانية جزءا من لعبة استراتيجية. سكان غزة ليسوا أعداء. إنهم بشر يعانون ويحتاجون إلى المساعدة. ويمكن لإسرائيل بل ملزمة بتقديم المساعدة.
لا تسرعوا طواحين العدالة
يكتب موشيه ارنس، في "هآرتس" ان طواحين العدالة تطحن ببطء، لذلك هناك من يعتقدون أنه يجب تسريعها - هناك من صاغ بالفعل رأيه، وهناك من لا يؤمنون بالمبدأ القائل بأن الشخص بريء حتى تثبت إدانته، وهناك من يريدون من رئيس الوزراء أن يتنحى الآن، دون انتظار نتائج الاجراءات القانونية. هم ليسوا على استعداد لقبول حقيقة أن هذا إجراء قانوني، وأن محاولة التأثير على العملية عن طريق المظاهرات أمام بيت المستشار القانوني للحكومة، تعني انتهاك سيادة القانون في شكله الديمقراطي.
حقيقة أن هؤلاء المتظاهرين يعرقلون سلامة الجمهور الذي يعيش في الحي السكني للمستشار واضحة ضمنا - ولا يسع المرء إلا أن يأمل بأن لا يؤثر هؤلاء على حكمه.
ولما كانت هذه مظاهرات سياسية، فقد كان الأمر مجرد وقت حتى يظهر أولئك الذين يبدون آراء معارضة على الجانب الآخر من الطريق. ليس هناك فراغ في السياسة. الآن هناك منافسة بين الصيحات واللافتات، والتي يمكن أن نأمل بأن يكون تأثيرها على صناع القرار القانوني ضئيلا.
وفي المقياس نفسه، كانت المظاهرة الداعمة لرئيس الحكومة، والتي جرت مؤخرا في حديقة المعارض في تل أبيب، زائدة ولا حاجة لها. والهجمات التي تم شنها هناك على "وسائل الإعلام" كانت تفتقر إلى أي علاقة بالواقع. صحيح أن هناك العديد من الصحف التي تنتقد باستمرار رئيس الوزراء، ولكن صحيحة ايضا، بشكل لا يقل عن ذلك، حقيقة أن "يسرائيل هيوم"، الصحيفة المقروءة على نطاق واسع في البلاد، تدعمه باستمرار، وأسبوعية "ماكور ريشون"، احدى أفضل الصحف في إسرائيل، لا تظهر العداء تجاهه.
العناوين اليومية تقريبا، التي تظهر على شاشات التلفزيون وفي الصحافة المطبوعة، تثير فضول الجمهور حول ما يجري خلف الأبواب المغلقة لغرف التحقيق، وتحفز أرواح أولئك الذين حددوا بالفعل مواقفهم. أما بالنسبة للبقية، فنصيحتي لهم هي: التحلي بالصبر. ليس هناك ما يدعو للشك في الكفاءة المهنية لمحققي الشرطة وأعضاء الطاقم القانوني المرافقين للتحقيقات.
هناك من يدعون أن رئيس الوزراء ينبغي أن يستقيل بسبب هذه التحقيقات. وإذا نفذ رؤساء حكومتنا هذه النصيحة، فإن حكوماتهم لن تصمد لأكثر من بضعة أشهر. وحتى إذا تم تقديم لائحة اتهام ضد رئيس الوزراء بعد التحقيق – فان القانون لا يلزمه، في حينه أيضا، على الاستقالة. وهذا كله خلافا للوزير المتهم. وهذا ليس صدفة. فاستقالة الوزير لا تنطوي على سقوط الحكومة، على عكس استقالة رئيس الوزراء. والحجة القائلة بأنه ينبغي استبدال أي حكومة بالاقتراع صحيحة. حتى عندما يفقد حزب رئيس الوزراء وزملائه في الائتلاف إيمانهم به، يمكنهم الزامه على الاستقالة. هذا ما حدث في قضية إيهود أولمرت.
من بين التحقيقات الثلاثة الجارية ضد نتنياهو - فإن التحقيق الذي يثير الآن المسائل الأكثر خطورة هو ذلك الذي يتعلق بشراء غواصات لسلاح البحرية من حوض بناء السفن تيسنكروب في كيل. لقد تمت عملية الشراء الاولى للغواصات على اساس اتصالات مباشرة مع المستشار الالماني في ذلك الوقت، هلموت كول. كان هناك اتفاق بين الحكومتين، تضمن قدرا كبيرا من التمويل من قبل الحكومة الألمانية. لم يكن هناك وسطاء أو وكلاء، اقتطعوا لأنفسهم حصة من عقد بحجم مليارات. هذا الموضوع يثير علامات استفهام، خاصة وأن حوض بناء السفن في كيل هو المورد الوحيد الممكن لهذه الغواصات، وبالتالي فإن حوض بناء السفن لم يكن بحاجة إلى أي وكيل لمساعدته في المناقصة ضد العروض المنافسة. نأمل ان يتضح هذا كله كلما تقدم التحقيق.
فرصة ابو مازن
يكتب حاييم شاين، في "يسرائيل هيوم" ان وفدا اميركيا سيصل الى اسرائيل لمحاولة دفع عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وهناك ميزة كبيرة في كون أعضاء الوفد هم رجال أعمال يعملون على أساس أنه ليس لديهم وقت لإضاعته في محاولات غير مجدية. وقد حاول الوسطاء ورجال الدولة والسياسيون، على مدى سنوات عديدة، قيادة اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين دون جدوى. وكان افتراضهم الأساسي أن الإرهاب العالمي وجنون الشرق الأوسط متجذران في القضية الفلسطينية. وإذا تم التوصل الى اتفاق، سيتوقف الإرهاب، وسيتصالح الشيعة والسنة، وستملأ حمائم السلام الشرق الأوسط مع اغصان زيتون في مناقيرها.
لقد أمضت إدارة أوباما، بسبب سطحيتها، ثماني سنوات كاملة عبثا، من خلال رؤيتها للفلسطينيين كضحايا يجب أن يتم ارضاءهم باستمرار. وكان الاستنتاج هو أن الضغط ينبغي أن يتركز على إسرائيل، وجعلها تتخلى عن الأراضي وتعرض أمنها للخطر، وفرض عقوبات دولية عليها، وعزلها. وحتى قبل ذلك، أدى الضغط الهائل والقدرة المحدودة على التحمل، وخاصة قدرة براك وشارون وأولمرت، إلى اعلان دولة إسرائيل عن استعدادها لتقديم تنازلات بعيدة المدى، بما في ذلك في القدس. وكانت النتيجة كشف التعب والضعف الإسرائيليين اللذين يشجعان الفلسطينيين على التصلب، في حين يزيد كل تنازل من شهيتهم ويشجعهم على مواصلة أنشطتهم الإرهابية. لم تكن لديهم أي مصلحة بالحلوس لإجراء مفاوضات حقيقية وابداء الرغبة في تقديم شيء.
وقد أدركت الغالبية العظمى من المواطنين الإسرائيليين بأن الفلسطينيين غير مهتمين بحل الدولتين. إنهم يريدون دولة واحدة لشعب واحد، ويمكن لليهود العودة إلى الأماكن التي جاءوا منها. لكنهم ينسون فقط أنه في أوروبا من الصعب جدا استيعاب اللاجئين الجدد اليوم، بعد الملايين الذين أجبروا على الفرار من حرب دينية دامية. في مجتمع الغابة، الذي لا يكن قيمة للحياة نفسها، فما الفائدة من السعي إلى السلام وتأمين الحياة؟
في السنوات الأخيرة، تيقظ مواطنو العالم أيضا، بما في ذلك في البلدان العربية. الإرهاب الإسلامي الراديكالي ليسا معنيا بالفلسطينيين. الشيعة يذبحون السنة، والعكس بالعكس، لا تزعجهم مخيمات اللاجئين في بلاطة وغزة. بفضل الادارة الجديدة في الولايات المتحدة، بات من الواضح لكل شخص عاقل أن المشاكل الحقيقية هي كوريا الشمالية وإيران، ومرة اخرى ليس هناك ضرورة ملحة للتعامل مع المشكلة الفلسطينية، وان إسرائيل، فقط، كقوة قوية يمكن أن تؤمن المعقل الأمامي للحضارة الغربية في منطقتنا المنكوبة هذه.
لدى أبو مازن، في نهاية حياته السياسية، الآن، فرصة لن تكررها عجلة التاريخ، لصالح شعبه، وهي وقف حملة الرفض، وإظهار الانفتاح والاستيعاب بأن اليهود ليسوا الصليبيين في وطنهم. وبهذه الطريقة، سيكون قادرا على قلب الصفحة في كتاب التاريخ التي يعرض فيها كمكمل لدرب الارهابي ياسر عرفات، وان يتم تذكره كزعيم أخرج شعبه من أنفاق حياتهم المعتمة والمظلمة. إن لم يكن الآن - فانه لن يكون لديه وقت آخر.
الايرانيون في سورية: خط أحمر بالنسبة لإسرائيل
يكتب عوديد غرانوت، في "يسرائيل هيوم" ان خامنئي وروحاني يدينان بجزيل الشكر للدول الغربية لمساهمتها في تعزيز قوة إيراني، وعلى الرغم من أنهما أبعد ما يكونا عن الصالحين، إلا أن عملها تم ويتم من قبل الآخرين.
في المجال النووي، ساعد الاتفاق الذي قاده أوباما على نمو الاقتصاد الإيراني وتوقيع عقود دولية دسمة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن إيران، على الرغم من الاتفاق، كانت ولا تزال "دولة عتبة" نووية، وفي غضون سنوات عديدة، عندما تنتهي صلاحية الاتفاق، ستكون قادرة على إنتاج أسلحة نووية دون قيود.
إن ما لا يقل خطورة، بل ربما قريبا جدا، هي "مساهمة" التحالف الغربي، غير المباشر، في التوسع الإقليمي للإيرانيين وحلفائهم في الشرق الأوسط. والتفسير بسيط: التركيز المهووس من قبل دول الغرب على الحرب لهزم داعش، مهد الطريق لتدفق الميليشيات الشيعية المؤيدة لإيران إلى الفضاء العراقي والسوري، الذي تم إفراغه من المتمردين السنة المتطرفين. ما كان بمقدور خامنئي أن يأمل أكثر من ذلك.
والنتيجة: لأول مرة منذ بداية الاضطرابات في الشرق الأوسط، تواجه إسرائيل خطر انتشار "الهلال الشيعي الصغير" على حدودها الشمالية. وهو قطاع من الأراضي تسيطر عليه قوات حزب الله والمليشيات الشيعية المؤيدة لإيران، والتي تمتد من رأس الناقورة، في الغرب، إلى مثلث الحدود بين إسرائيل وسوريا والأردن في مرتفعات الجولان الجنوبية.
هذا ليس تهديدا وجوديا، ولكنه تهديد لا ينبغي التساهل معه. حقيقة أن إسرائيل فشلت حتى الآن في جهودها لإبعاد القوات المؤيدة لإيران من المناطق المتاخمة للحدود في الجولان، كجزء من اتفاقات وقف إطلاق النار التي صاغتها روسيا والولايات المتحدة، تؤكد فقط خطورة المشكلة.
رئيس الموساد في استعراضه للوزراء عن التهديد الإيراني محق في بعض تصريحاته. لا يمكن لإسرائيل وحدها أن توقف تضخم إيران النووي. وأي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية بدون تنسيق مسبق مع الولايات المتحدة يمكن أن يؤدي إلى فوضى في الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق، ليس نحن وبقية العالم، فقط، ولكن أيضا الإيرانيين يختبرون ترامب الآن. إذا أظهر ترددا وجبنا تجاه كوريا الشمالية، فانهم سيرون في ذلك علامة على أنه مجرد نمر ورقي وعلامة على أنه لا يجب الخوف من الأميركيين. لكن ليس الأمر كذلك فيما يتعلق بالتهديد على الحدود الشمالية. إن الطريقة الأكثر فعالية للتعامل مع احتمال نشر قوات إيران وحزب الله والمليشيات الإيرانية، ليس فقط في لبنان، ولكن في مرتفعات الجولان، ايضا، هي منع وصولهم إلى المنطقة الحدودية مسبقا.
وبالنظر إلى القدرات العسكرية لهذه العناصر المعادية، فإن المقصود خط أحمر بالنسبة لإسرائيل. إذا أخفقت القوى العظمى في ضمان ابعادها عن الحدود، يجب على إسرائيل أن توضح بأنها ستتصرف بمفردها إذا لزم الأمر، وبالتالي تغيير نمط الابتعاد عن أي تدخل عسكري في الحرب السورية، المتواصلة منذ أكثر من ست سنوات.
مندلبليت ليس العنوان
يكتب يارون لندن، في "يديعوت احرونوت" انه باستثناء عدد قليل من الناس الذين يعرفون السر، لا أحد يعرف ما إذا كان أفيحاي مندلبليت يتأخر جدا في التعامل مع القضايا التي يشتبه فيها بنيامين وسارة نتنياهو. ربما كان قربه من رئيس الوزراء قد أثقل عليه، ولذلك قيد ساقيه، او ربما تصرف بحذر شديد ورفض اتخاذ قرار حتى تنجح آليات التحقيق في تجميع أدلة قوية. امام عينيه وعيون مساعديه المقربين في النيابة العامة والشرطة، فقط، يتم كشف الحقائق الكاملة. وحدهم من يمكنهم تقييم قيمة الافادات، معنى التناقض بينها، وما ينقص لكي يتم استكماله واعداد ملف يتمتع بحصانة الانهيار امام العيون الفاحصة في المحكمة. الشائعات والتكهنات والتسريب الجزئي وتفعيل الخيال، لا تكفي للحكم على تصرفاته. واعماله الأخيرة تزيد من حجم التشكك بشأن صحة ادعاءات التأخير، وتدل على الأقل، على انه حتى إذا عمل بوتيرة بطيئة، فإنه لم ينحرف عن المسار.
لكن ليس بسبب قراراته او بسبب وتيرة عمله، انا ارفض المظاهرات التي تجري بالقرب من منزله، وانما لأنها تضعف الثقة بالشرطة، بالنيابة، وبالجهاز القضائي كله. يجب اضعاف هذه الثقة فقط اذا ساد نظام مستبد في البلاد. ضد نظام كهذا يجب تفعيل الوسائل الأكثر حدة من المظاهرات المسالمة. من الواضح ان نية المتظاهرين معكوسة: انهم يريدون تعزيز سلطة القانون ويعتقدون ان ممارسة الضغط على المستشار ستفيد. انهم يطالبونه بالعمل بدون خوف وبدون مواربة، ولكنهم في الوقت نفسه يدعمون تصريحات نتنياهو التحريضية التي تدعي ان وسائل الإعلام واليسار والنظام القضائي والشرطة تآمروا للإطاحة به.
أنا افضل نائبا عاما يخطئ في بعض قراراته، على مدعي عام يتخذ القرارات الصحيحة تحت طائلة ضغط المتظاهرين بجانب منزله. يمكن حتى لرجل القانون الذي يتمتع بعامود فقري فولاذي، ان يخطئ، ويمكن أحيانا لأخطائه ان تكلفنا ثمنا باهظا. لكن رجل القانون الذي يغير قراراته بتأثير صراخ الحشد العاصف، سيتسبب بكارثة بالتأكيد. أنا مندهش من آبي غباي، زعيم حزب العمل الجديد، الذي لم يفهم هذا واغوي على الانضمام للمتظاهرين. لقد كان هذا هو أول خطأ بارز له.
لقد أثارت المظاهرات ردود فعل من اليمين، وكان أخطرها ذلك الذي القى خلاله رئيس الوزراء، خطابا لا يعني المطالبة بمحاكمة عادلة، وانما التحريض على وسائل الإعلام، التي تعمل وفقا لرسالتها في مجتمع حر، وضد اجهزة تطبيق القانون. هذه المظاهرات تنتشر وتتحول الى تظاهرات قوة للمجموعتين المتصارعتين في المجتمع الاسرائيلي، وتضغطان، من اليمين ومن اليسار، على أجهزة تطبيق القانون. هذا دليل على الخطر الكامن في المحاكمة الميدانية: عندما يقوم طرف بشحذ سكين المقصلة، يسارع الطرف الآخر الى نصب المشانق في الساحات. لبالغ حظنا ان هناك أساس للأمل بأن رجال الشرطة النزيهة والنيابة النزيهة سيصمون آذانهم ويعملون المطلوب تماما وبالسرعة المطلوبة.
سأضيف فقرة اخرى في الموضوع المشتق من الحالة الخاصة لمندلبليت. في الماضي عارضت تقسيم وظيفة المستشار القانوني للحكومة، وهو موقف يعتبر وزير القضاء الأسبق البروفيسور دانئيل فريدمان، من ابرز الذين يتبنونه. فريدمان والآخرين يشيرون الى التناقض الكامن في وضع قبعتين على رأس واحدة، قبعة المستشار القانوني للحكومة، وقبعة المدعي العام. اعتقدت انه ليس من المناسب تصحيح ما ليس مصابا بخلل، وان هذه الطريقة، الخاصة بإسرائيل، اثبتت نفسها. لم اتوقع وصول المستشار الى وضع يثقل فيه دوره الاول على دوره الآخر. لقد غيرت موقفي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالثلاثاء 15 أغسطس 2017, 10:00 am

15.08.2017

مقالات
التحدي المطروح أمام جيسون غرينبلات
يكتب شاؤول اريئيلي، في "هآرتس" ان المبعوث الأمريكي جيسون غرينبلات جاء ليخلف كل اولئك الذين حاولوا العثور على حل للطموحات القومية المتضاربة لليهود والعرب في أرض اسرائيل. الجولات المكوكية والاجتماعات مع المطلعين على هذا الموضوع تدل على انه يريد أن يتعلم من التجارب السابقة. وحتى إذا كانت المبادرة الأمريكية تبدو الآن بعيدة بعض الشيء، بسبب قضايا نتنياهو واوضاع ترامب، فإننا نأمل بأن يستفيد غرينبلات من دروس تاريخ التدخل الدولي في الصراع.
دراسة قرن من الصراع يدل على أن المجتمع الدولي فشل في فرض قراراته على الطرفين. لقد تم رفض كل مشاريع التقسيم، من لجنة بيل وحتى قرار التقسيم في عام 1947، من قبل أحد الطرفين أو كليهما، ومنذ ذلك الوقت يتراكم الغبار على جميع القرارات الدولية، المطروحة على رفوف الأرشيف في الأمم المتحدة. وهذا يعلمنا أنه لا توجد فرصة حقيقية لفرض اتفاق دائم على الطرفين، وتوقع اعتمادهما له وتنفيذه حرفيا.
لكن، حتى ضمن هذا الفشل كله، يمكن الاشارة الى حالتين ناجحتين. الأولى هي نجاح المجتمع الدولي في عام 1922 بتحديد موضوع الصراع - أراضي فلسطين – ارض اسرائيل الانتدابية – بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن. كما أنه نجح، بشكل دائم تقريبا، على الرغم من ضلوع الدول العربية في الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني، بتحديد الصراع الاقليمي داخل أرض إسرائيل فقط.
صحيح انه مع انتهاء حرب الاستقلال، ابقى المجتمع الدولي في أيدي إسرائيل، والأردن ومصر، المناطق التي احتلوها من المنطقة التي تم تخصيصها للدولة العربية (فلسطين)، لكنه أجبر إسرائيل على الانسحاب الى الحدود الانتدابية من الأراضي التي احتلتها في سيناء ولبنان. كما انه قام بعد حرب سيناء، في عام 1956، بإعادة اسرائيل الى الخط الأخضر. ويمكن أن يعزى هذا النجاح إلى الضعف النسبي لإسرائيل في ذلك الوقت، خلافا لحالتها اليوم. ومع ذلك، فإنه على الرغم من كون إسرائيل قوة إقليمية، إلا ان الفلسطينيين يتمتعون بالقوة: ذلك أن ضعفهم بالذات يمنحهم القدرة على تحمل الضغط، الذي يسعى الى الإضرار بمصالحهم الجوهرية.
وينعكس النجاح الثاني للمجتمع الدولي في خلق أطر سياسة لتسوية الصراع. ويناط نجاح هذه الأطر برؤية الأطراف لها على انها ملائمة لتحقيق مصالحها. لم يتم تنفيذ قرار التقسيم في عام 1947، لكنه حدد مفتاح حل الصراع - التقسيم. وذلك لأن المجتمع الدولي اعتقد آنذاك، كما الآن، أن "مطالب أرض فلسطين، التي يطرحها العرب واليهود، صحيحة، ولا يمكن حلها مع بعضها البعض. ومن بين كل المقترحات التي تم طرحها، كان التقسيم هو الاقتراح الأكثر عمليا". وتم قبول هذا الحل في ذلك الوقت من قبل اليهود فقط.
وكان أكبر نجاح في حينه هو قرار مجلس الأمن رقم 242 في تشرين الثاني 1967، والذي يعني "الأرض مقابل السلام" كأساس لحل الصراع. وفي الواقع، بعد حرب أخرى في عام 1973، والتي اقنعت إسرائيل بأنه لا يمكن لها الحفاظ على الوضع الراهن، تم تنفيذ هذا القرار بشكل جزئي: وتم توقيع الاتفاق الذي أعادت إسرائيل بموجبه شبه جزيرة سيناء إلى مصر، التي خرجت من دائرة الحرب.
إلغاء ضم الضفة الغربية من قبل (الملك) حسين في عام 1988 واتفاقات أوسلو في عام 1993 أتاحت التوقيع على معاهدة السلام بين إسرائيل والأردن في عام 1994، واعادة الخط الحدودي بينهما إلى ما كان عليه في عام 1922. ومن المهم أن نتذكر، مع ذلك، أن كلا الجانبين كانا بحاجة الى التدخل العميق من قبل الوسيط الأميركي والى حوافز مالية من أجل التوصل إلى الاتفاق.
لقد أصبح بإمكان الفلسطينيين تمثيل أنفسهم منذ عام 1988، بفضل موافقتهم على قراري الأمم المتحدة 181 و 242. فبسبب الواقع الجيو-استراتيجي الذي نشأ مع انهيار الاتحاد السوفياتي، إلى جانب نمو القيادة المحلية خلال الانتفاضة الأولى، شكلت قرارات الأمم المتحدة المنصة الوحيدة لمنظمة التحرير الفلسطينية، في السعي لتحقيق التطلعات الوطنية الفلسطينية لإقامة دولة مستقلة، حتى بثمن التخلي عن 78٪ من "فلسطين التاريخية".
يمكن للمجتمع الدولي أن يؤثر، أيضا، على تعريف مصالح الأطراف في استغلال الإطار السياسي الذي حدده لحل الصراع. ميزان القوى بين مختلف المعسكرات في اوساط الجمهور والنظام السياسي يحدد ويعرف المصلحة. الجمهور الإسرائيلي يخضع منذ سنوات للجهود التي تبذلها حكومات نتنياهو لترسيخ روح الصراع ورفض حل الدولتين. بل ان هذا الرافض يترافق في السنوات الأخيرة، بسن قوانين، هدفها الحد من قوة أنصار هذا الحل.
في الجانب الفلسطيني هناك تهديد حماس، التي ترى الحل الوحيد للصراع يكمن في وجود فلسطين واحدة وعودة جميع اللاجئين. كما يتم فرض قيود على منظمات فلسطينية بشأن علاقاتها مع نظرائها في اسرائيل. يمكن للمجتمع الدولي أن يعزز قدرة هذه المنظمات على التأثير في النقاش العام.
لكي ينجح حيث فشل الآخرون، سيتصرف غرينبلات بشكل جيد إذا طرح اطر مستقرة ومعايير واضحة للاتفاق الدائم، وعمل على صياغة صفقة تشمل "العصي" الرادعة و"الجزر" المشجع، وتهيئة مناخ دولي من شأنه أن يتيح للمجتمع المدني في كل طرف، التأثير على تعريف المصلحة والموقف الوطنيين.
البلطجة تأتي دائما من اليمين
يكتب عوزي برعام، في "هآرتس" انه على الفور بعد اغتيال رابين، بدأ أصحاب النفوذ في المجتمع الإسرائيلي بالتعاون في محاولة لتهدئة الأمور. وعقدت اجتماعات بين ممثلي اليسار وممثلي المتدينين القوميين، ومن بينهم حنان فورات، في محاولة لخفض سقف اللهب وربما التوصل إلى نقطة تحول في العلاقات. أنا لم أشارك في تلك المحادثات، ولم اشجبها. وكان الجو مشحونا، وتم توجيه أصابع الاتهام إلى اليمين وقادته، خاصة بنيامين نتنياهو.
وقد فشلت محاولات المصالحة بسبب عدم انطوائها على الحقيقة. واليوم، ايضا، لا نجد الحقيقة في أفواه رجال "النصف - النصف" – اولئك المحللين الذين يقسمون الذنب بالتساوي بين المعسكرات. لقد قرأت مقالات لصحفيين، يعتقدون أنه طرأ تحول يثير القلق على مواقف اليمين المتطرف – وهذا نجده في قضية اليؤور أزاريا واتهام اليسار بالخيانة. لقد تولد، ظاهريا، نوع جديد من التحول نحو اليمين القومي، الذي يتحول الى "لهيب" شفطالي (نسبة الى المحامي شفطل الذي ترافع عن الجندي القاتل ازاريا – المترجم).
وبالفعل، فإن الوضع يزداد تدهورا، لكن بلطجية اليوم، الذين يهددون الصحفيين والنيابة ويطاردون (الصحفي) امنون ابراموفيتش في المحكمة العسكرية، لم يظهروا فجأة. لقد كانوا هناك دائما.
أتذكر زيارة شمعون بيريس الى احتفالات الميمونة في القدس في سنوات الثمانينيات. لقد رافقته في اطار ترشيحه لمنصب رئيس الوزراء في انتخابات عام 1984. وقد واجهنا سلوكيات التحريض والكراهية الصارخة، المنظمة في غالبيتها، والتي نجمت عن خطابات القيت قبل وصولنا. لقد وجدنا أنفسنا نرجع على اعقابنا وقد اصبنا بالصدمة والألم. خلال حرب لبنان الأولى، عندما انتهيت من القاء خطابي في الكنيست، في أعقاب أحداث صبرا وشاتيلا، تلقيت محادثة هاتفية من قائد سرية متدين، هددني خلالها أنا وجميع الخونة لشعبهم من امثالي. وقد وعدني بأنني سأسمع لاحقا منه ومن رفاقه.
وأذكر أيضا مداولات اسحق رابين حول ما إذا كان يجب تنظيم التظاهرة، تلك التظاهرة التي تم انتزاع حياته خلالها. لقد رغب أعضاء في الحكومة بتنظيم التظاهرة، لأنهم سعوا إلى اثبات مدى الدعم لطريقه. لكنه لم يتوقع أي واحد منهم بأن يجعل التحريض اليميني – الديني، شابا إسرائيليا، تم تسميم افكاره بمفاهيم القومية والتبشيرية، يقدم على عملية قتل كهذه.
ولكن، وعلى الرغم من أن بلطجية اليمين لم تتغير، فقد تغير شيء عميق فعلا. في الماضي، وقف أمام هذه البلطجية الكثير من الجمهور الطيب. بعضهم لم يكونوا اعضاء في تنظيمات شعبية، لكنهم كانوا يمتثلون في اليوم الحاسم. بعضهم اسمعوا مواقفهم من على المنابر العامة التي نظمتها "سلام الآن" وجهات سياسية عارضت خط قادة اليمين. هؤلاء جميعا ليسوا ناشطين اليوم، بسبب اليأس او الاحباط.
نتنياهو لا يكتفي بالتحريض ضد العرب ووسائل الاعلام الحر. انه يجاهد، وينجح بشكل غير قليل، بنزع شرعية كل المعارضين له. اذا كانت ايلانا ديان تكنى "يسارية متطرفة" فما الذي يمكننا قوله عن "بتسيلم"، ذلك التنظيم الذي يحافظ على القيم الأخلاقية حتى في فترة الحرب؟ ولذلك، ليس مفاجئا، ان الصندوق الجديد لإسرائيل، يتحول بلغة نجل نتنياهو، وبأسلوب فاشي كامل، الى "الصندوق لإبادة اسرائيل".
ولكن، لماذا نتذمر من نتنياهو، في الوقت الذي يرتدع فيه حتى رجال اليسار الصهيوني او المركز، عن التماثل مع الصندوق، ويلقون به للكلاب. يمكن لرجال المركز واليسار الاختلاف بينهم في الرأي، لكن عليهم التحالف معا في الدفاع عن مجتمع مدني متساوي، وبالتأكيد حين تواجه الديموقراطية ازمة. يجب عليهم التعاون في اطار حركة تعمل ضد البلطجية والعنف، حتى لو خاضوا انتخابات الكنيست في قوائم مختلفة. والا فان حملة نزع الشرعية التي يقودها نتنياهو ستصل اليهم ايضا.
تذكير من طهران وبيروت
يكتب البروفيسور ايال زيسر، في "يسرائيل هيوم" انه يصادف هذا الاسبوع مرور 11 عاما على انتهاء حرب لبنان الثانية. وقد كان هناك من ادعى أثناء القتال بأن تلك ليست حربا أخرى في لبنان - وهذه المرة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله – وانما جولة اولى بين القدس وطهران، سيما ان حزب الله كان ولا يزال قوة ايرانية رائدة تم تأسيسه وتمويله وتسليحه من قبل طهران، التي لا تزال تملي عليه قراراته.
لقد حققت حرب لبنان الثانية الهدوء الطويل على طول الحدود الشمالية، لكنه لم يتم القضاء على قوة حزب الله، والأهم من ذلك - انها لم تمنع إيران من تعزيز قبضتها على شواطئ الشرق الأوسط. ففي اعقاب لبنان جاء قطاع غزة، والآن جاء دور سورية.
في وقت سابق من هذا الاسبوع تلقينا تذكيرا بهذا الواقع المعقد من القدس ومن بيروت على حد سواء. في البداية تحدث رئيس الموساد، الذي حذر من أن إيران تتسلل بسرعة الى الفراغ الذي نشأ بعد هزيمة داعش وانها تسعى للهيمنة الإقليمية الممتدة من طهران الى اليمن وقطاع غزة ولبنان. ولكن الى جانب ذلك، جاء خطاب زعيم حزب الله حسن نصر الله، في ذكرى نهاية الحرب.
نصر الله لا يزال يتحصن منذ صيف عام 2006 في القبو، وكل ما يمكن له اقتراحه على مستمعيه هو تلك الروايات الطويلة حول نجاحات التنظيم في المعارك ضد الجيش الاسرائيلي، لكنه اختار العودة الى تهديد إسرائيل بالقدرات الصاروخية التي تملكها المنظمة، وإن لم يكن بعد ضد مجمع الأمونيا التي يجري تفريغه في خليج حيفا، فهذه المرة ضد مفاعل ديمونة.
نصر الله زعيم تم ردعه، ولا يزال يعاني من الاحتراق الذي سببته له الضربة في حرب لبنان قبل 11 عاما. وهو يخشى وقوع حرب أخرى مع إسرائيل، ومن هذه الناحية أصبح رصيدا إسرائيليا، لا مثيل له في الحفاظ على ضبط النفس والهدوء على الحدود.
ولكن الهدوء يقتصر على المنطقة الحدودية. فمن خلفه، في عمق لبنان وسورية، تتواصل عملية تضخيم حزب الله وهذه المرة مع بصمات أصابع وحتى مع وجود إيراني واضح. في لبنان يجري الحديث عن بناء مصانع صواريخ من قبل الإيرانيين،  لتفادي الحاجة الى نقلها من إيران عبر سورية إلى حزب الله. أما في سورية فان ايران ترسخ قبضتها على أجزاء كبيرة من الدولة، والتي انسحب منها تنظيم داعش. وهذا كله بمباركة من روسيا وتحت أنظارها المفتوحة، وانظار واشنطن المغلقة. بالأمس فقط صرخت عمان عندما اكتشفت أن الميليشيات الشيعية التي تسيطر عليها إيران استقرت على طول حدودها مع سورية.
خلال حرب لبنان الثانية دفعت إدارة بوش إسرائيل لضرب حزب الله، وبهذه الطريقة سعت إلى صد إيران. وكان النجاح جزئي ومحدود كما نعلم. ثم جاء الاتفاق النووي مع ايران، الذي وقعته إدارة الرئيس اوباما، والذي أعطى الشرعية للإيرانيين وشجعهم على مواصلة طريقهم. الآن وقد حقق الأميركيون اتفاق التسوية مع الروس والذي يمكن ان يمنح الإيرانيين شرعية الوجود طويل الأمد في سورية، بل والأهم من ذلك، منحها ممرا بريا يربط طهران ببغداد ودمشق ومنها إلى بيروت. قادة حماس، الذين يعرفون كيفية قراءة الواقع الجديد في المنطقة، سارعوا الى القيام بزيارة مجاملة لطهران وباتوا يعطون الأولوية الآن للعلاقات مع إيران. كل هذا يترك إسرائيل، وبالمناسبة الأردن أيضا، وحدهما أمام الهلال الشيعي الذي يتشكل تدريجيا على حدودهما الشمالية.
كأس الشاي لديهم، كأس الشاي لدينا
يكتب شمعون شيفر، في "يديعوت احرونوت" انه يعتقد بأن المنتقدين لرئيس الحكومة بالغوا في الانتقادات التي تم توجيهها اليه بعد خطابه في اجتماع الدعم الذي نظمه له رسله. نص نتنياهو كان معروفا جيدا: انه ذات الخطاب الذي نسمعه منه منذ عقدين. المقتنعون بقوا على اقتناعهم، والمنتقدين لم يتبق لهم الا مواصلة الصراخ.
لكن خلافا للماضي، فإن تصريحات نتنياهو حول "الإعلام اليساري" قض هذه المرة مضاجع الصحفيين وبعض قادة الرأي العام، الذين استنتجوا بأن التحريض الذي يقوده نتنياهو ضد وسائل الإعلام يمكن أن يؤدي إلى اغتيال احد الصحفيين الذين ينتقدونه. ووجدوا خطا يربط بين التحريض في الأيام التي سبقت اغتيال رئيس الوزراء اسحق رابين والتحريض المستمر اليوم ضد وسائل الإعلام. ولكني أقترح علينا جميعا الاسترخاء. يمكن للمرء أن يعتقد أن ديمقراطيتنا ليست في خطر ولا يتم تصنيف أي صحفي كهدف للاغتيال.
حتى في الأجواء العدائية القائمة، من واجبنا أن نواصل عملنا دون خوف ودون تحيز. ولا يساورني شك في أن زملاء نتنياهو المقربين يلعبون في بعض الأحيان على الحافة، على سبيل المثال، عندما يقرر شخص ما جمع "مواد" عن الصحفيين للطوارئ، ولكن ردنا يجب أن يكون واحدا: نحن لسنا خائفين.
اذا ما عدنا إلى خطاب نتنياهو، فأنني أود التطرق إلى مسألة أخرى ظهرت في أقواله. في الهجمات التي نعرفها فقط من خطابته عن الكارثة والتهديد الإيراني، احتج نتنياهو على "اضطهاد" وسائل الإعلام لزوجته سارة. وقال صارخا: "انهم لن يقولوا للجمهور بانها تدعم وترافق العائلات الثاكلة والناجين من المحرقة والأطفال المصابين بالسرطان والجنود الوحيدين، بل يفضلون التعامل مع أهم الأشياء في العالم: تغيير المصابيح، صحن طعام ساخن وكوب شاي تم تقديمها لوالدها الصالح وهو على فراش الموت، يا للعار ".
لكن ليس المقصود كأس شاي، في هذه الحالة، وانما شبهات يبدو أنها ثبتت، كما يقال لدينا مؤخرا، وهو ان عائلة نتنياهو اضافت راتب العامل النيبالي الذي تم استئجاره لرعاية والد السيدة نتنياهو، الى حساب المصروفات الرسمية للمنزل في شارع بلفور. وتم دفع عشرات الآلاف من الشواكل من خزينة الدولة، بينما كان يفترض أن يدفعها الزوجان نتنياهو. وبعبارة أخرى، كل ما يعتبر مقبولا لدينا جميعا من حيث ضمان رفاهية والدينا أو الأقرباء إلينا في نهاية حياتهم، لا ينطبق على الزوجين نتنياهو. بالنسبة لهم، علينا نحن أن ندفع لرعاية والد سارة.
اذن، ليس المقصود كأس الشاي لديهم، وانما كأسنا جميعا. الكثيرون منا، حتى أولئك الذين لا يصوتون لليكود، على دراية بالواقع المؤلم والمرهق الكامن في مصاحبة أفراد الأسرة المرضى أو المسنين الذين تقوم العائلات بصرف كل ما اذخرته طوال سنوات، من اجل مساعدتهم وتوفير الرعاية المثلى لهم. وهناك عائلات تستدين وتواجه حالات اقتصادية صعبة. كم هو عدد العائلات في إسرائيل التي لا تستطيع تحمل تكاليف توظيف عامل أجنبي لرعاية احد الأبوين المسن أو المريض في نهاية حياته؟
لحسن حظ الزوجين نتنياهو، فإن القانون في إسرائيل لا يسمح بنشر الخلافات التي تناقش في محاكم شؤون الأسرة. يمكن للمرء التلميح فقط إلى أنه إذا اطلع الجمهور على المداولات بين سارة نتنياهو وشقيقها حغاي بن أرتسي، لكان من الممكن إضافة معنى جديد لمفهوم العار. الرائحة السيئة الناجمة عن سلوك الزوجين نتنياهو مع أفراد أسرهم كان يفترض ان تلزمهم على الأقل بأن يتصرفوا بشكل أكثر تواضعا. لذلك ليس المقصود كأس الشاي، وليس صحون الطعام الساخن، ولا ملاحقة أسرة نتنياهو، وانما السلوك الذي ستقرر فيه المحكمة، كما تظهر الأمور الآن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالسبت 19 أغسطس 2017, 12:31 pm

19.08.2017

مقالات وتقارير
غباي والبرغوثي سيحققان السلام
تكتب راحيل نئمان، في "هآرتس" ان باحثين فلسطينيين نشروا مقالة في مجلة "نيويوركر"، كتبوا فيها انه في اليوم التالي لأبو مازن، لن تجد إسرائيل شريكا، وان أبو مازن هو آخر فرصة للحركة الفلسطينية للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل. اذ انه بعده، لن تكون هناك قيادة فلسطينية لفترة طويلة.
أمام هذا التقييم، يمكن طرح تقييم أقل واقعية، مفاده انه بالذات في اليوم التالي لبنيامين نتنياهو وابو مازن، يمكن أن يتم فتح الباب أمام المفاوضات. على سبيل المثال، إذا ترأس الحكومة الاسرائيلية آفي غباي، وأعلن في يوم توليه لمنصبه بأنه سيطلق سراح مروان البرغوثي من السجن، من المرجح أن تتغير الصورة بأكملها. تخيلوا المحادثات بين غباي والبرغوثي، في مقر رئيس الوزراء وفي رام الله. من ناحية، إسرائيلي لا يحمل على ظهره هلوسة اليمين، رجل واقعي مستعد لتقديم تنازلات، ومن جهة أخرى زعيم فلسطيني يتمتع بدعم شعبي قوي، ويستطيع الجسر بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والتسوية مع إسرائيل على الحدود والاعتراف بقيودها في مسألة حق العودة.
كلنا، على هذا الجانب من الجدار، وعلى الجانب الآخر، نقف الآن على مفترق طرق. من ناحية، فقد رئيس الوزراء الإسرائيلي ثقة جزء كبير من مواطني الدولة؛ ومن ناحية أخرى، ينظر إلى رئيس السلطة الفلسطينية على أنه منقطع عن شعبه، ومتورط هو ايضا في قضايا الفساد. يبدو أن نهاية هاتين الشخصيتين باتت قريبة، وستمتلئ الساحة بطاقة أخرى.
آفي غباي ليس نتاج نظام مباي الكريه، وهو ينتمي إلى طائفة المهاجرين المغاربة الذين يشعرون بأنهم الأكثر حرمانا من جميع الشرقيين في إسرائيل، مصوتو الليكود، الذين لا يزالون يصرخون بيبي ملك إسرائيل، ربما يغيرون جلدتهم قريبا ويرون بأن غباي قادر على الاستجابة لرغباتهم. صحيح أنه من الصعب أن نتخيل أن الليكوديين سيديرون ظهورهم لبيبي، ولكن كما لم يتوقع أحد الانقلاب الذي قاد بيغن إلى السلطة، هكذا لا يمكن التنبؤ، أيضا، بما سيحدث بعد شهرين أو سنة.
عمير بيرتس الذي اقترح في السابق الافراج عن البرغوثي يجب ان يكون جزءا من هذه الخطوة وحث غباي على الجرأة وعلى ان يكون فريدريك ويليم دي كليرك الاسرائيلي، وان يتجرأ على توفير فرصة للإسرائيليين والفلسطينيين من اجل التوصل الى المصالحة والاتفاق. عندما نقرأ عقيدته السياسية التي تعاني من فقر الدم، لا نجد أي تأكيد لذلك، ولكن لهذا الغرض على وجه التحديد تأتي هذه القفزة من زعيم حزب إلى زعيم دولة. بالنسبة لشخص مثل غباي، سيكون هذا بمثابة تغيير جذري، لأنه ينتمي إلى التيار الرئيسي، إلى "الوسط"، إلى المكان الذي يتم فيه الحفاظ على القائم وعدم خرقه. ولكن جرأته على احتلال حزب العمل من الخارج في مثل هذا الوقت القصير، تقول أن هذا الرجل قد يملك أيضا جرأة سياسية لم يكتبها في عقيدته.
البرغوثي هو الشخص الذي سيكون من الممكن الحديث معه، الشخص الذي يجب أن نتحدث معه. انه ليس أمل الفلسطينيين فحسب، بل أملنا جميعا. وكما كان الحال في ايرلندا الشمالية، وكما حدث في جنوب أفريقيا، فقد آن الأوان للاعتراف بأنه لم يعد من الممكن السيطرة بقوة الذراع. إذا تواجد هنا زعيم إسرائيلي يرى في البرغوثي كمحاور، فإن الحركة الفلسطينية لن تموت، وإسرائيل ستشرع في طريق جديد.
تخيلوا المحادثات في مسكن رئيس الوزراء، بين غباي والبرغوثي، تخيلوا المحادثات في رام الله. هل يوجد هنا أشخاص لا يزالون يرغبون في مواصلة السير على الطريق الدامي حتى نهاية العالم؟ ألا يهتم الليكوديون بأطفالهم؟ ألا يرون أنه لا توجد طريقة أخرى؟ غباي هو الشخص الذي يمكن أن يثير التعاطف مع التطلعات الفلسطينية بين مصوتي اليمين غير العميق، الذين لم يقم احد حتى الان بتحدي موقفهم السياسي، الذي كان مدفونا حتى الآن في قبو بيبي.
والآن ننتظر قيام موشيه كحلون بتفكيك هذه الحكومة الشريرة. ليس له دور تاريخي آخر باستثناء هذه الوظيفة، ولن يغفر له أحد إذا وقف على الحياد. كحلون يمكن أن يكون شريكا طبيعيا لغباي وبيرتس في هذه العملية التي يمكن أن تجلب الإسرائيليين والفلسطينيين إلى طريق جديد.
يهود المغرب – الكارثة التي لم تكن قائمة
تنشر صحيفة "هآرتس" مقالة للبروفيسور يغئال بن نون، المؤرخ والباحث في العلاقات السرية بين اسرائيل والمغرب، كتب فيها ان زعماء إسرائيل حددوا موقفهم من الجاليات اليهودية على أساس بديهية أن معاداة السامية عالمية وليست مؤقتة، وأن كل جالية في الشتات يتوقع أن تباد في يوم ما، وبالتالي يجب على إسرائيل استباق الطاعون ونقلهم إلى البلاد. بعد الكارثة، أصبح يهود شمال أفريقيا مستودعا يهوديا بالغ الأهمية. ورأى فيهم اليهود الأرثوذكس الجالية التي ستخلد اليهودية في مواجهة تهديد الاختلاط، ورأت فيهم إسرائيل مستودعا يزود القوى البشرية لتحصين الاستيطان اليهودي في مواجهة "المشكلة الديمغرافية". وهكذا، تشبثت الرواية الوطنية بالبديهية التي تحدد بأنه من دون إنقاذ اليهود في الشتات من خطر معاداة السامية، ستخطئ إسرائيل غرض وجودها. ولم يكن هذا الوجود أمرا مفروغا منه. ولم يكن كافيا الاعلان الاحتفالي عن اقامة دولة. فمن لديه عيون في رأسه يعرف أن الدولة لا يمكن أن تعيش مع 600 الف يهودي في البلاد.
لقد اهتزت الجالية اليهودية المغربية في القرن العشرين، بين الهوية اليهودية الفريدة، والثقافة الفرنسية، والوجود السياسي والاجتماعي المغربي. وبدأ الحسم بين المسائل الثلاثة بدعم فرنسا وثقافتها، ومن ثم استبدلت الحل الفرنسي بتماثل قصير الأجل مع المغرب المستقل. لكن الخوف من مستقبل غامض جعل الكثيرين يختارون مغادرة المغرب. وقد حدد المبعوثين من إسرائيل مصير الجالية المغربية بناء على التقييم الخاطئ بأنه يتبرص بها الخطر الفوري، وبالتالي من واجبهم انقاذها، مهما كان الثمن. وأصر زعماء الدولة على اخراج اليهود من المغرب إلى إسرائيل من خلال المخاطرة وبثمن سقوط ضحايا. ورغم ظهور واقع مناقض لهذا التوجه أثناء تنفيذ المهمة، الا ان التحمس للعمل أعمى عيون المبعوثين، وعكس سلوكهم التوقعات التي عقدوها عليهم اكثر مما عكس الوضع على الأرض.
لقد ناقش ألكسندر إيسترمان، ممثل المؤتمر اليهودي العالمي، الفرق بين تاريخ اليهود المغاربة ونمط يهود أوروبا الشرقية. وقال: "طوال تاريخ اليهود في أوروبا الشرقية، برزت صورة اليهود المنبوذين، الذين تنقلوا من مكان الى آخر بحثا عن ملاذ من شأنه أن يتيح لهم عيش حياتهم وكسب لقمة عيشهم بكرامة. أما في المغرب فقد كان الوضع معكوسا: المغاربة تشبثوا بيهود بلادهم بكل قواهم، من ناحية سياسية واقتصادية" (من كتاب اليعيزر شوشاني "تسع سنوات من أصل ألفين"، الجزء الثاني، 1964).
لقد اضطر مؤرخ الموساد، اليعيزر شوشاني، الى الاعتراف بأن الواقع في المغرب لا يتطابق مع النمط العالمي الخالد لمعاداة السامية: "لقد أصبح من الواضح أن الخطر الملح على الوجود المادي اليهودي ليس بالغ الالحاح. السنوات التي مرت منذ حصول المغرب على استقلاله، لم تؤكد التقييمات القاتمة بشأن مصير اليهود في المغرب. بدلا من الأضرار التي بدت كمسألة مفروغ منها، ساد التسامح. التسامح الذي تبديه قيادة المغرب لا يسمح بالحفاظ على توتر النشاط بين الضباط والمتطوعين في منظمة دفاع سرية. فإذا مرت سنوات من دون وقوع اعمال عدوانية من قبل الأغلبية ومن دون ضربات قاسية، يتقوض ميزان عقل من يتعامل مع التدريب" (شوشاني، المصدر نفسه). ووفقا لشوشاني، إذا لم يتم الحاق ضرر باليهود، فان المبعوثين سيصابون بالجنون.
كما يعترف رئيس مقر الموساد في باريس، إفرايم رونال، بالخطيئة ويعترف بأن رحلات سفينة المهاجرين "إيغوز"، التي انتهت بكارثة، كانت زائدة عن الحاجة: "لقد طرحت [الحادثة] السؤال: هل من حقنا أن نعرض حياة الرجال والنساء والأطفال للخطر، حين لا يهددهم خطر اندلاع اعمال عدوانية فورية، ولا تسود مسألة انقاذ الأرواح؟ في مثل هذه الحالة تم إرسال العديد من مجموعات المهاجرين إلى الحدود، بهذا المسار او ذاك، دون ان نتحقق من سلامة المسارات ... كان ذلك بمثابة رهان خطير، واعتمدنا على حسن الحظ" (شوشاني، المصدر نفسه).
يمكن لتاريخ العلاقات بين إسرائيل والمغرب وجاليته اليهودية أن يحمل عنوان "الكارثة التي لم تكن قائمة". في الواقع لم تقع كارثة، ولكن الخوف من ذلك أدى إلى خسائر. وقد اضطر السوداويون إلى الاعتراف بأن استقلال المغرب لم يضر باليهود، بل فتح امامهم حقبة جديدة ، أطلق عليها مبعوثو إسرائيل اسم "العصر الذهبي ليهود المغرب". لكن أخطاء القيادة الإسرائيلية وضعت حدا للازدهار الاقتصادي الثقافي الذي تمتعت به الجالية. لقد وجد اليهود المغاربة العزاء في حقيقة أنه على الرغم من أن إسرائيل قطعت تقدمهم الاجتماعي لفترة قصيرة، الا انها وفرت لهم الشعور بالأمن والمستقبل الأكثر وضوحا في بلد جديد.
تعزو الرواية الإسرائيلية الهجرة إلى إسرائيل الى الدوافع الصهيونية. في جميع أنحاء العالم، تتغذى الروايات الوطنية على خرافات خيالية أكثر من الحقائق التاريخية، وربما هذا شيء جيد. من الواضح للمؤرخ اليوم، أن نسبة المهاجرين إلى إسرائيل لأسباب أيديولوجية كانت ضئيلة. إغلاق بوابات الولايات المتحدة في عام 1923 امام المهاجرين كان احد عوامل الهجرة الكبيرة من أوروبا الشرقية والوسطى. وعندما وصل اليهود من الدول الاسلامية في سنوات الخمسينيات والستينيات، غيرت إسرائيل السرد. لم يتم اعتبار هجرتهم "صهيونية"، لأن هذا المصطلح اعتبر ثمينا مقارنة بهم. ولذلك ابتكروا لهم التعريف الجديد: "هجرة تبشيرية". "والتبشيرية" تبدو اكثر كهدية متواضعة للقريب الفقير، الذي لا يريدون رؤيته بوصفه رائدا صهيونيا. مع ظهور التزمت الديني بين اليهود المغاربة في إسرائيل تم وبأثر رجعي طرح الادعاء بشأن أضرار شبكة التعليم العلمانية "اليانس" التي نأت باليهود عن الديانة، وتم تعريف هجرتهم بأنها "تبشيرية".
لقد فحصت خلال بحثي مئات الوثائق المتعلقة بهذه الهجرة. لم أجد فيها أي استخدام لهذا التعريف، لا من جهة اليهود ولا من جهة المبعوثين. لكنني وجدت الحل في الرسائل المتبادلة بين رئيس المبعوثين، شلومو يحزقيلي، الذي عاد إلى إسرائيل، والمبعوثين الذين كانوا لا يزالون في المغرب. فيحزقيلي لم يخف حقيقة أن ظروف المعيشة والرواتب في المغرب كانت مصدر جذب للمبعوثين. بل ان البعض منهم طلبوا البقاء في المغرب لفترة تتجاوز المطلوب. وخلال توجهه الى المبعوثة يهوديت فريدمان، حذرها يحزقيلي من الأزمة العاطفية التي تنتظرها عندما سترجع إلى إسرائيل: "كل واحد منا كان لديه شعور خلال عمله في المصنع، بانه مسيح. مسيح مهم، أو مسيح صغير، ولكن مسيح. لقد تطور لدى لمعظمنا نوع من الشعور بالرسالة، الشعور بالتبشيرية. وكل واحد، قسم بشكل أقل وقسم بشكل أكبر، اعتبر نفسه بشكل واضح كمسيح ما" (من مذكرات يحزكيلي، 1988).
يهود المغرب لم يهاجروا بدوافع تبشيرية، ولكن بسبب خوفهم من العيش في دولة عربية مسلمة كان مصير نظامها غامض. إذا كانت هناك تبشيرية، فقد كانت لدى مبعوثي إسرائيل.
زئير الكراهية.
يسأل اوري افنيري في مقالة تنشرها "هآرتس": أين سمعت به للمرة الأولى؟ زئير الكراهية هذا، هذا الهدير الحيواني، الصراخ المنبعث من فم الوحش؟ أتذكر جيدا. كنت صبيا، في التاسعة من عمري، وانبعث الصوت من جميع أجهزة الراديو (لم يكن هناك تلفزيون) ومكبرات الصوت المثبتة في الشوارع. كان صوت الحشد، صوت هستيري، مشبع بالكراهية، صوت متوحش. وفي يوميات السينما شاهدنا الوجوه ايضا- الآلاف من الوجوه المشوهة للحشد، التي لم تعد إنسانية. لحسن الحظ، هربنا من ذلك الصوت إلى أرض إسرائيل في الوقت المناسب. والآن أسمع ذلك الزئير هنا. لكن، لن أهرب من هنا.
الوحش هو "الحشد". ما هو؟ لم يخترع الألمان ذلك. فقبل خمس سنوات من وصول هتلر إلى السلطة، كتب المؤرخ الإسباني، خوسيه أورتيغا اي غاست، كتابا تعليميا عن هذه الظاهرة.
الحشد ليس "جمهورا". الجمهور يتألف من أشخاص عقلانيين، اصحاب تفكير واحساس ناقد. حتى عندما يجلسون معا ويستمعون إلى محاضرة، فانهم يحافظون على إنسانيتهم.
كما أن "الحشد" يتركب من أناس طبيعيين. ولكن امام الديماغوجي الموهوب، حين يكونون معا، فانهم يفقدون صورتهم الانسانية، يفقدون انفسهم ويصبحون كتلة لا شكل لها، ذات روح واحدة وصوت واحد. حتى الناس الطيبين، اصحاب المشاعر والأفكار، يصبحون أيضا وحوش قاسية، قادرة على القيام بكل عمل رجس.
الزعيم يعزف على هذه الكتلة كعازف البيانو على المفاتيح. الزعيم يستطيع عمل كل شيء. الحشد متعطش للكلمات التي تخرج من فمه، مستعد لتنفيذ رغباته، للصراخ، للزئير، واذا تطلب الأمر – فانه مستعد أيضا للهجوم والقتل والتمزيق الى أشلاء.
في الحشد تختفي الفوارق الطبقية والطائفية. الاشكناز والشرقيين – نفس الشيء. استاذ الفلسفة يندمج في الحشد كما لو كان آخر الأميين. كلاهما يزأران معا. هذا وذاك يشعران بالسعادة الكامنة في فقدان انسانيتهم، وبالقوة الخيفة الكامنة في تحولهم الى جزء من الوحش.
في حينه، وصف صحفي أمريكي كيف ذهب الى اجتماع لهتلر. لقد شعر بأنه اندمج في الهستيريا العامة وبصعوبة تمكن من الخروج منها.
عندما يحدث ذلك، يتلقى الوحش كل كلمة يقولها الزعيم كما لو كانت توراة من جبل سيناء. الاسود يصبح ابيض، والليل يصبح نهار، والكذب يصبح حقيقة، وكلما كانت الاكذوبة اكثر مثيرة للسخرية، هكذا يكون مقنعا اكثر. لا توجد حدود. مشاعر الانتقاد لدى الناس الذين اندمجوا في الحشد تتوقف عن العمل.
في التاريخ الامريكي معروفة ظاهرة "غوغاء التنكيل". بورجوازيون صالحون يسيرون في الشارع، حين يجعلهم شيء ما يتحولون إلى حشد قاتل. يمسكون بأول أسود يلتقونه في الطريق ويشنقونه على شجرة. وعندما يتذكرون الحادث في اليوم التالي، فانهم يخجلون.
كيف يحدث هذا؟ لا اعرف. ذات مرة، في ايام مناحيم بيغن، ذهبت لمشاهدة اجتماع له في قاعة. وعندما شاهدني الحشد اندلع ذلك الزئير. خرجت من هناك حيا فقط لأن عدة شبان، من رجال الليكود، تجمعوا من حولي واخرجوني بسلام. لقد كان الأمر مخيفا.
شاهدت ذات مرة بيغن فور انتهائه من القاء احد خطاباته الكبيرة. كان يبدو كالسكير، نظرته كانت لامعة كالزجاج. لم يسمع ما قيل له. لقد ذهب واعتزل، وبعد بضع دقائق فقط خرج وظهر مرة أخرى كإنسان. نتنياهو لا يصل إلى كاحليه، لكن لديه موهبة مماثلة. موهبة خطيرة.
الخطر مدون على الحائط. واذا لم نستيقظ، فنحن، الجمهور المتعقل، من اليمين واليسار، "الاعلام اليساري" وكل من يهمه مصير الدولة، سنضيع اذا لم نستيقظ.
الناس الذين يريدون حل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني
ينشر روعي تشيكي اراد، في ملحق "هآرتس" تقريرا يستعرض فيه خمس مخططات اعدها اسرائيليون "لحل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني" من وجهة نظر كل منهم، ويكتب انه "حتى إذا كان من الواضح أنه لا توجد فرصة كبيرة للتحرك الدبلوماسي في الأفق، يبدو أن إسرائيل تتغاضى عن خطط السلام هذه الأيام. المبادرات الإبداعية والمنوعة تتراكم فوق بعضها، وتحاول ملء الفراغ الذي خلفه زوال موضة حل "الدولتين للشعبين" - المبادرة التي يعتبرها الكثير من الناس غبارا من التسعينيات، على الرغم من أنها لم تحظ بتجربتها بشكل جدي على الأرض.
من جملة هذه المخططات، من الممكن الاشارة اليوم الى مبادرة "دولتان، وطن واحد"، التي تنظم أنشطة منزلية في جميع أنحاء البلاد، إلى جانب عدد من المنظمات التي تحاول دفع مبادرة جنيف أو المبادرة العربية. ولكن هذه المرة سوف نستعرض مبادرات المستضعفين، الأشخاص الذين يحاولون المساهمة من وقتهم وخيالهم الجامح لحل نزاع من النوع الذي تمكن الايرلنديون، والجنوب افريقيين، والكولومبيين بالفعل من انهائه. بعض المخططات تقترح اسس مفيدة. والبعض الآخر يثير الحنين إلى خطة "الدولتين للشعبين"، القديمة والجيدة، وهناك أيضا أولئك الذين يتركون المستمع فاغر الفم.
1. خطة التحالف الكونفدرالي أ/ يتسحاق ناتان
يتسحاق ناتان، 73 عاما، يصف نفسه بأنه "صهيوني متدين معتدل، مؤمن كبير بدولة إسرائيل ويطمح للسلام". اليوم، كمتقاعد، بعد أن أرسل ثلاثة من أبنائه إلى الحرب، يعمل على إيجاد حل للصراع، فيما لا يزال يحمل في دماغه شذى الطفولة منذ الفترة التي عاش فيها في الفضاء المشترك لفلسطين: "في سن الرابعة، كمقدسي، أكلت الزيتون من دير ياسين. حدث ما حدث مع دير ياسين لكنني لن انسى رائحة الزيتون".
في رؤية ناتان، في كل أنحاء أرض إسرائيل، من النهر إلى البحر، يتم اقامة دولتين أو كيانين سياسيين، إسرائيلي وفلسطيني، يتمازجان معا في كونفدرالية تدير الشؤون الخارجية. وسيكون كل السكان اليهود في دولة إسرائيل، وجميع السكان العرب - في حيفا أيضا – مواطنون في دولة فلسطين. هاتان دولتان تقومان بدون حدود وجدار بينهما، مع برلمانين في القدس. ولكن من أجل الحصول على أغلبية يهودية واضحة للاتحاد الكونفدرالي، تبقى غزة خارج القصة. هذه فكرة تذكر قليلا بتقسيم كعكة لا تزال كاملة. ويعرضها صاحب الفكرة كقصة التلمود عن شخصين يمسكان بشال الصلاة. "بدلا من تقاسم الشال، الحل هو أن يأخذ كل واحد شال للصلاة".
"فكرتي لن تحل جميع المشاكل"، يعترف ناتان. "هذه فكرة لخطة لم يفكروا بها بعد. نحن جميعا مشبعون بالخطط والمقترحات. كمعلم سابق للمدنيات، أنا على دراية جيدة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني. الحل الذي اطرحه هو خارج الصندوق. لا يمكن أن نكون قد حكم علينا بالعيش في ظل الصراع الدامي. الواقع القائم هو المفتاح لإيجاد الحل. أرض إسرائيل الغربية، فلسطين في نظر العرب، بين الأردن والبحر، هي في الواقع وحدة جيوسياسية واحدة. نحن لا نعيش فقط بجانب بعضنا البعض، وانما داخل بعضنا البعض. ستنشأ دولتان، الفلسطينيون في يافا سيصوتون لفلسطين وسيكون لهم مبنى برلمان جميل في القدس الشرقية. خذ أحمد الطيبي، على سبيل المثال".
نعم
"تريد العودة للعمل كطبيب؟ أهلا وسهلا. تريد مواصلة النشاط السياسي؟ مئة بالمئة. ولكنك منذ الان ستنافس في دولة فلسطين. تريد ان تصبح رئيس حكومة؟ تفضل. انجح بنيل غالبية أصوات الفلسطينيين".
الاستطلاع الذي نشر مؤخرا، يحدد بأن 60% من العرب في اسرائيل يعارضون اقتراح بنيامين نتنياهو نقل ام الفحم الى السلطة الفلسطينية، وحوالي 20% فقط يدعمون ذلك. المواطنون العرب لا يسارعون لفقدان مواطنتهم الاسرائيلية.
"عندما وقع الحسين على اتفاق سلام مع اسرائيل، ايضا، تخلى عن المواطنين الأردنيين في الضفة من دون أن يسألهم. الاتفاق لا يتم بين المواطنين وانما بين السلطات".
لا توجد فرصة بأن يتخلى الفلسطينيون بمثل هذه السهولة عن مليونين مواطن في غزة. هذا يشبه انفصال اسرائيل عن غوش دان.
"غزة ستضطر للعثور على حل ذاتي. شيء يشبه هونغ كونغ. لا يمكن ان تكون جزء من القصة. نقطة الانطلاق لدي هي لصهيوني يهودي. الحل لا يمكن أن يكون متساويا، وانما بشكل يلبي افضل الأجوبة للجانبين. لدي شعور بأنه سيسر ابو مازن التخلي عن غزة حتى وان قال غير ذلك للخارج. فهو ليس معنيا بالقطاع".
هذا يشبه القول بأن نتنياهو يفضل اختفاء تل ابيب، مع كل مصوتي اليسار المزعجين ومؤسساتها الثقافية.
"هذا تشبيه سخيف: غزة تسيطر عليها حماس".
ما هو رأي الفلسطينيين في اقتراحك؟
"يجب ان يترجموا الخطة اولا".
ألم تترجم الخطة؟
"لم أستطع الحصول على ترجمة جيدة."
كيف يتم تخطيط اتفاق سلام من دون سماع موقف الجانب الآخر؟
"في الأشهر الأخيرة، وزعت الخطة على 500 شخص، جميع قادة الأحزاب، من المشتركة وحتى البيت اليهودي، أرسلتها لهم جميعا، وكان الوحيد الذي تعامل بجدية هو النائب حيليك بار. لقد طرح أسئلة وأرسل خطته الخاصة لحل الدولتين. التقيت مع أ. ب يهوشع. لقد كان رده شديد التعاطف. نقلني بسيارته".
يوجد تشابه معين بين خطتك وخطة "دولتان، وطن واحد".
"هناك اختلافات جوهرية: هم يتحدثون عن تعديل الحدود، وهذا أمر مستحيل، أنا أعيش في كفار سابا، وشرفة بيتي تطل على السامرة، أنا أرى قلقيلية في الوقت الراهن، هذه صورة رائعة. لا يمكن انشاء حدود هناك. وهناك المستوطنات اليهودية. هذه قصة غير قابلة للتحول. تصور شعبان يتمتعان بطاقات هائلة، ويتوصلان الى السلام، توجد لدى الفلسطينيين محفزات ضخمة، لديهم طاقات، وسوف ينضمون الى مشاريع مشتركة".
هل سيتقاسم الاتحاد الكونفدرالي السياسة الخارجية أم ستكون لكل بلد سياسته؟
"في الحياة الداخلية – الثقافة، التعليم والدين – تكون كل دولة مسؤولة عن شؤونها. تجاه الخارج تكون عملة واحدة، الشيكل، وسفير واحد".
اذن، هذا حكم ذاتي موسع؟
"سيكون للفلسطينيين علم، كما يوجد لولاية كاليفورنيا، على سبيل المثال، الأمر المختلف بيننا وبين "دولتان، وطن واحد"، هو أنه لن يكون هناك حق العودة ... نحن الجانب المبادر. لقد رقصنا في 29 نوفمبر بسبب التقسيم، وماذا حدث؟ العرب اطلقوا النار علينا."
الآن هم يريدون التقسيم ونحن لا نريد.
"بيبي تلقى نسختان من الخطة على طاولته".
من سيكون رئيس الكونفدرالية؟
"رئيس الحكومة ينتخب في انتخابات عامة. حسب الخطة يتم الحفاظ على الغالبية الديموغرافية اليهودية".
هل فكرت باسم للكونفدرالية المشتركة؟
"اسرائيل – فلسطين".
القذافي، ثأر الله لدمه، اقترح "يسراطين" في حينه.
"انت تسخر مع "ثأر الله لدمه". نعم نعم، ستكون لجان وسيضطرون للعثور على كل تفصيل".
2. خطة الفدرالية ب/ ارييه هيس وعمانوئيل شاحف
بالمقارنة مع مبادرات السلام الأخرى التي واجهتها، فإن "خطة الكونفدرالية" التي وضعها آرييه هيس وعمانوئيل شاحف وصلت الى مرحلة نضج عالية. فقد تم استئجار مصمم غرافيكا ورجل علاقات عامة، الخريطة جذابة ولها موقع الكتروني جميل. المفهوم سويسري: في إطار الخطة، سيتم إنشاء 30 كانتونا في المنطقة الممتدة بين النهر والبحر - 20 منها مع أغلبية يهودية وعشرة مع أغلبية غير يهودية. هنا أيضا، من أجل ترتيب الأرقام، يختفي سكان غزة الذين يبلغ عددهم حوالي مليونين نسمة، من القصة، بطريقة أو بأخرى.
يقول شاحف، 63 عاما، وهو عضو في حزب العمل ورجل سابق في الموساد: "لقد تم التفكير بالخطة قبل ثلاث سنوات، ولكني قمت في الآونة الأخيرة، بالترويج لها بشكل اكبر واستثمرت من أموالي. الخطة تطرح السيطرة الاسرائيلية بين نهر الاردن والبحر وتطبيق القانون الاسرائيلي في الضفة الغربية ومنح المساواة المدنية للجميع فيما يحمي الدستور المشترك جميع الحقوق. هذه دولة جميع مواطنيها ولكن المصطلح غير مقبول. لكي يتم تغيير طريقة الحكم، هناك حاجة الى غالبية مضاعفة، ليس مجرد غالبية ديموغرافية، بل ايضا غالبية في الكانتونات".
غزة منسية في الخطة.
"مع غزة لن تمر أي خطة. سنساعدها لكي تصبح دولة طبيعية. يصعب على الفلسطينيين عدم وجود غزة في الخطة، لكنني اشرح بأنها خطة مؤقتة، ليست نهائية".
كيف وجدت الرد عليها؟
"ردود الفعل ايجابية كلها، من دون استثناء. هناك من يخافون جدا من العرب، ليسوا مستعدين لأقلية عربية تبلغ نسبتها 35% في الدولة".
هل هناك مؤيدون يمكنني الإشارة اليهم؟
"اليمين العاقل يتواصل، اليسار لا، تحدثت مع أعضاء كنيست، فأشار بعضهم الى الخطة بشكل ايجابي، ولكن باستثناء النائب يهودا غليك، لا أحد منهم على استعداد لكشف هويته. لدي مشكلة مبتذلة. نحن نقوم بإعداد فيلم إعلامي ونريد ان يتحدث فيه ممثل من اليمين وممثل من اليسار. لدي غليك من اليمين، لكنه لا يوجد أحد من اليسار. ليسوا ملزمين على دعم الخطة، فليقولوا فقط أنه يوجد في هذه الخطة شيء لطيف ومثير للاهتمام، لكن لا أحد على استعداد لتصويره. من الصعب على اليساريين دعم الدولة الواحدة. هذا ينطوي على اعتراف بأن اليمين قد فاز. على الرغم من أن بعض اليسار يعرف أن حل الدولتين لن يتم".
لماذا؟
"تطبيق خطة انسحاب او اتفاق لا يمكن أن يحصل على الغالبية في الكنيست. كما ان اقامة دولة فلسطينية يعني كارثة بالنسبة للفلسطينيين".
وهل يدعم الفلسطينيون خطتك؟
"كل شخص تحدثت معه، وعلى سبيل المثال، مسؤولون سابقون في السلطة الفلسطينية، ينظرون الى الخطة بشكل إيجابي ولا يرفضونها، الأمر الصعب هو ليس انه لا توجد لديهم دولة – مقابل المساواة المدنية الكاملة هم مستعدون لابتلاع ذلك. ولكن من الصعب عليهم تقبل عدم وجود غزة في الخطة. وكما قلت، يمكن تمرير ذلك كاتفاق مرحلي، ويمكن تنفيذ الخطة من جانب واحد".
كيف ولدت الخطة؟
"النموذج السويسري اعجبني. الأسس هي المساواة المدنية والاقتصادية الموحدة في أرض اسرائيل. في خطة التقسيم، ايضا، يوجد تطرق الى الطموح للوحدة الاقتصادية في كل أرض اسرائيل".
كيف يقرر شخص طرح خطة سلام؟
"حتى عندما عملت في الموساد رغبت جدا بالعمل السياسي. رغبت بكتابة ساتيرا سياسية في صحيفة العاملين في ديوان رئيس الحكومة. وبعد ذلك انضممت الى حزب العمل ونافست في انتخابات الكنيست، لكن المبادرة لا ترتبط بالحزب".
ولكن حتى في حزبك لا يدعمون الخطة؟
حزب العمل هيكلي المبنى. اذا وافق الرئيس، فسيكون كل شيء على ما يرام بالنسبة لهم. هرتسوغ يعرف عن الخطة، بل حتى ذكرها خلال لقاء مع حيليك بار. ناقشوا عدة أفكار وعندها أشار إلي وقال: ها هو عضو يدفع الكونفدرالية".
ما هي فرص تحقيق خطتك؟
"حسب رأيي هذا ما سيحدث. سواء شئنا ذلك أم لا. السؤال هو متى سنبدأ العمل على دفع ذلك. يوجد في الخطة الكثير من المزايا. لا حاجة بأحد للانتقال من أي مكان. هذا هو القائم فعلا، ولكن ليس بشكل منظم. الفدرالية باتت قائمة، المناطقA  وB، ولكن بشكل غير منظم وغير متساوي. بدلا من الاستثمار في الانسحاب، والتراجع والترتيبات الأمنية، فليتم الاستثمار في البناء. عندما اعرض خطتي على رجال الأعمال، تنال الدعم. الاقتصاديون بدأوا بالقلق. لم نخترع هذه الأفكار. حتى بن غوريون وفايتسمان تحدثا في سنوات الثلاثينيات، حتى في غياب غالبية يهودية، عن كونفدرالية مع الجمهور المسلم، لكنه توجد صعوبة رئيسية يجب هضمها – قومية الدولة ستكون اسرائيلية".
ربما لا يشعر الفلسطينيون.
"حسب شعوري، فانهم سيقبلون ذلك ... الفلسطينيون محطمون ... في أوروبا، ايضا، وفي بعض الدول الغربية، لا يعكس العلم والنشيد الوضع، اذن، بعد 20 عاما سيضيفون شطرا الى النشيد القومي "هتكفا". إذا كان هذا هو الشيء الوحيد الذي يمنع الخطة، فأنا مسرور جدا. أنا مدمن على الخطة جدا، انا صديق لميرون رفافورت، أحد المبادرين لخطة "دولتان، وطن واحد"، خطتهم هي رولز رويس، نحن سوبارو، انهم يجيبون على الحزمة بأكملها، لكن خطتهم يسارية جدا وهذه مشكلة. انهم يعملون بالتعاون مع الفلسطينيين.
يبدو لي انه من الأساسي ان يتم التفكير بخطة السلام بشكل مشترك.
"هذا ليس جيدا إذا كنت تريد ترويجها لليهود. اذا وافق العرب بشكل كبير جدا على الخطة فسيهرب اليهود. هذا محزن، لكن هذه هي الحقيقة".
هذا يعني، حسب ما تدعي انه يجب بناء خطة سلام لا يريدها الجانب الثاني؟
"خطتي معقولة، ليست بديلة، يمكن للفلسطينيين تقبلها بتحفظ. انهم ضعفاء جدا وسيتقبلون كل امر معقول، حتى ان لم يكن رسميا".
3. خطة الجزر/ ليؤور عزيز
رغم انه ليس من السهل إنشاء دولة أخرى بجانب دولة إسرائيل، فإن الكاتب ليؤر عزيز (48 عاما) يقترح شعارا مخادعا: "ثلاث دول لشعبين". إلى جانب دولة إسرائيل، ستنشأ دولة فلسطين على شاكلة عدة "جزر" في الضفة الغربية. ولكن في مناطق الضفة الغربية التي لن تشكل جزءا من جزر الدولة الفلسطينية، ستنشأ دولة ثالثة. "دولة السلام"، مع منطقة يهودية ومنطقة فلسطينية، وفيها يتنقل اليهود والعرب عبر منظومة شوارع مزدوجة.
عزيز يعتبر طريقته هي الحل المثالي للصراع الدامي. لكن لا تزال هناك مشكلة واحدة فقط بدون حل: الوقت الذي سيستغرقه تمهيد الطرق سيؤدي، في المرحلة الأولى، الى اختناقات مرورية. لقد بعث لي برسائل إلكترونية وصلته من أنصاره، والتي يبدو منها ان معظمهم لم يثق بالخطة بتحمس كبير. "لقد نظرت الى خطتك المثيرة للاهتمام، لكن ليس بمقدوري تقديم المساعدة لدفعها"، كتب له جلعاد شير. اما اكثر شخص اطرى على الخطة فقد كان النائب يوئيل حسون، الذي كتب أن الخطة هي "احدى الخطط الأصلية والرائعة التي قرأتها"، لكنه ابدى تحفظه قائلا ان "الوضع السياسي الحالي لا يسمح بالتقدم الحقيقي".
"عرفت الثكل في طفولتي" يقول عزيز، الذي قتل عمه في بداية حرب الاستقلال، وقتل صديقه الجيد في ليلة الطائرات الشراعية: "لقد فكرت كثيرا بالسلام كطفل، ولكن لأنني لم أجد حلا للصراع، تخليت عن الفكرة، وعندها جاءت فكرة الدولة الثالثة، وكتبت الخطة، إن الهدف من دولة السلام هو تسوية الصراع. لن تكون لها علاقات خارجية او جيش. لقد تلقيت ردود فعل ممتازة من شخصيات رئيسية".
غالبيتها مؤدبة.
"طلبت منهم في الأساس مساعدتي على نشر الخطة. نحتاج الى رجل قوي لحمل الخطة على كتفه. إيال زيسر لم يتمكن من مساعدتي. اجريت محادثة مع أب. يهوشع، وبدا لي بأنه لا يفهم الصراع. وقال آسا كاشير أن هذه الخطة أصلية، مثيرة للاهتمام ونزيهة (ملاحظة من الكاتب: جاء في الاقتباس الكامل: "أصلية، مثيرة للاهتمام ونزيهة ولكن من المشكوك فيه انها عملية"). خطتي توفر حلا لمشاكل القدس واللاجئين والحدود والأمن. لا اطالب الفلسطينيين بالتخلي عن حل العودة، فقط سيتم تأجيله لمئة سنة. كما انهم لن يعترفوا بنا كدولة يهودية، فقط كوطن قومي، سيكون لدينا بيتان قوميان".
أليس من المعقد ان تدخل دولة أخرى هنا؟
"هذا سيسهل فقط. خطتي توفر حلا لقضية القدس بشكل مطلق. اسأل تسيبي ليفني عن جبل الهيكل. ستقول لك – سنحافظ على مقدسات اسرائيل. كما لو ان الفلسطينيين سيوافقون على ذلك. القدس الشرقية ستكون في دولة السلام، أي سيادة مشتركة".
هل هناك مفاهيم كهذه في العالم؟
"لا، لقد أوجدت سيادة جديدة".
ما الذي يقوله الفلسطينيون؟ هل سيوافقون على تواجد غالبية منطقتهم في دولة غير واضحة؟
"لم اتحدث مع أي واحد منهم. جماعة مبادرة جنيف كلفوا انفسهم القول لي انهم لن يوافقوا على الخطة. هراء".
فلسطين التي تعرضها ستقوم في جزر صغيرة في الضفة الغربية. أنا لا أريد العيش في "جزيرة تل أبيب". حسب رأيي، هذا اقتراح مهين للفلسطينيين.
"لماذا تعتقد ذلك؟ مع دولة السلام، أنت ستعطي 90 في المئة من يهودا والسامرة"
هذا يبدو وكأنه كثير من البيروقراطية.
"فقط شق طرق جديدة. الأمر كله ينحصر في شق طرق جديدة".
لماذا لم تحاول سؤال الفلسطينيين؟
"كان سيسرني ذلك، لكنني لم أصل الى أي فلسطيني، توجهت إلى دان حالوتس، وإلى المحامي دافيد شمرون. لم أتعرف على أي فلسطيني".
انت تنشغل كثيرا بالخطة؟
"استغرق الأمر نصف عام لكتابتها وأنا أعمل عليها خمس ساعات في اليوم، والآن أحاول الوصول إلى الأميركيين، لقد شعرت باليأس من الإسرائيليين".
لماذا يئست؟
"اليسار لا يمكن أن يدعم خطتي، هل ستتخلى مجموعة مبادرة جنيف عن خطتها، في الوقت الذي يحصلون فيه على رواتب؟ أريد الوصول من خلال الشبكات إلى الإدارة الأمريكية، وعرض الصفقة البديلة عليها. لقد ارسلتها الى ياعيل لامبرت من الادارة الأمريكية واكدت استلامها. المبعوث الأمريكي جيسون غرينبلات يتواجد في شبكة الاتصال".
ما هي فرص الخطة؟
"واحد في المئة، لأنني لوحدي".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالسبت 19 أغسطس 2017, 12:31 pm

19.08.2017

تابع  مقالات .....

خطة الامارات/ مردخاي كيدار
الدكتور مردخاي (موطي) كيدار في الخامسة والستين من العمر (والذي رفض تحديد مكان إقامته "لأسباب أمنية" لكن المعلومات واردة في موقع ويكبيديا) اعد "خطة الإمارات" في عام 2000. وفي السنوات الأخيرة، ومنذ المقابلة التي منحها لسارة هعيتسني – كوهين في صحيفة "ماكور ريشون" (مصدر أول)، تجند لتنفيذها بشكل أكثر نشاطا.
كيدار هو مستشرق مثير للجدل. وفي 2014 قال خلال مقابلة اجراها معه راديو إسرائيل: "الأمر الوحيد الذي يمكن أن يردع الإرهابيين، مثل أولئك الذين خطفوا الفتية وقتلوهم، هو معرفة أنه سيتم اغتصاب شقيقتهم أو أمهم". وقد أثار تصريحه هذا انتقادا شديدا له. وادعى في وقت لاحق أنه لا يوصي بذلك، وإنما بمحاربة الإرهاب في إطار القانون فقط. من بين جميع الخطط التي اطلعت عليها، من المؤكد ان خطة كيدار هي الأكثر منظمة: المبادرة تذكرنا بالوضع الحالي من حيث الوضع الفلسطيني الكئيب، ولكن مغلف الخطة أكثر شرقي. وفقا للخطة سيتم تعريف مناطق المدن الفلسطينية بأنها إمارات منفصلة يقودها مشايخ، ويتم تفكيك السلطة الفلسطينية.
يقول كيدار: "لقد تعززت خطتي في اعقاب الفشل الواضح للدولة العربية الحديثة والاعتيادية، كالعراق وسورية وليبيا والسودان واليمن، مقارنة مع نجاح الامارات في الخليج". ويضيف: "النجاح ليس بسبب النفط، فدبي لا تملك النفط تقريبا، ورغم وفرة النفط والغاز في العراق وليبيا فقد فشلتا. الاختلاف يكمن في تركيبة السكان. الدول الفاشلة هي فسيفساء غير متماسكة من القبائل والجماعات العرقية والجماعات الدينية والطائفية - الشيعة والسنة - مقابل الامارات المتجانسة".
نصف البحرين شيعة.
"لم اشمل البحرين في القائمة. البحرين تنجح بسبب القوة وليس الشرعية".
هل تعتبر اسرائيل اكثر متجانسة من الفلسطينيين. الأرثوذكسيين، المتدينين، العلمانيين، الأشكناز، الشرقيين، ربما نحتاج نحن إلى إمارات؟
نحن لا نقوم بإطلاق النار على بعضنا حتى الان، وايضا نتزوج من بعضنا البعض، وهو امر لا يحدث هناك. على كل حال، في الامارات تعتبر الدولة شرعية في نظر الاغلبية. في الخليج، الامارات المبنية حسب التقاليد القبلية تنجح، اما الدول المبنية بطرق اوروبية فهي فاشلة. المجتمع الفلسطيني ممزق على أساس قبلي بشكل صعب. اذا كنا نريد تحقيق الاستقرار الاجتماعي، الذي يحقق الاستقرار السياسي، يجب علينا تطبيق نموذج الامارات الناجح وليس نموذج الدول الفاشلة، أي اقامة امارة في كل مدينة في الضفة الغربية تحت القيادة التقليدية لزعماء العشائر. هكذا سيعيشون معا بشكل متجانس واستقرار لا يبحث عن عدو خارجي. الان، يبحث قادة الدول عن عدو خارجي دائم، واسرائيل هي العدو الطبيعي".
العرب في الأراضي التي سيجري ضمها الى إسرائيل بين الإمارات - سيكونون مواطنين إسرائيليين؟
"سيتم عرض مواطنة اسرائيلية عادية عليهم، هل سيوافقون على ذلك؟ حسنا، لن يوافقوا؟، هذا جيد ايضا.، المقصود 10 في المئة من السكان وهذا ليس تهديدا ديموغرافيا".
وماذا عن القدس الشرقية؟
"مثل يافا، مدينة إسرائيلية".
قضية البوابات الالكترونية اظهرت أنها ليست إسرائيلبة بالضبط.
"إذا تصرفنا مثل الرخويات عديمة الخلايا، فانهم سيدوسوننا ويبصقون علينا وسنقول هذا مطر".
كيف يتم الرد على خطتك؟
"إيجابي فقط، بين أولئك الذين يفهمون".
بما في ذلك الفلسطينيين؟
"العرب واليهود يدركون أن هذا هو الحل الصحيح، لأنه مرتبط بالواقع الاجتماعي وليس بالأحلام، في الواقع ليس هناك شعب سوري، لقد كان ذلك حلم الفرنسيين، لا يوجد شعب ليبي، كان ذلك حلم الإيطاليين. لا يوجد شعب عراقي؟ كان ذلك حلم بريطانيا. ولا يوجد شعب فلسطيني. إنه نتاج خيال إسرائيلي وغربي يفكر بالمصطلحات الأوروبية ويبحث عن قرين أوروبي".
تدعي إسرائيل دائما أن أي شخص يدعي أن إسرائيل لا تملك الحق في الوجود، أو أنه لا يوجد شعب يهودي، فهو معاد للسامية. لماذا من المشروع أن نقول إنه لا يوجد شعب فلسطيني؟
"نحن أمة من الأفراد، يجمعهم الغراء القومي، وجميع الدول العربية، باستثناء مصر وتونس، تتكون من القبائل التي لا يجمعها غراء. القومية هناك جاءت من اوروبا".
أنت تعتقد اذن أنه ليس الفلسطينيين فقط ، وانما كل الدول العربية يجب أن تكون امارات؟
"نعم".
الفلسطينيون الذين أعرفهم لا يهتمون بالعشيرة. انهم يتزاوجون بين المدن ويرون أنفسهم كفلسطينيين.
"معظم حالات الزواج تتم داخل العشيرة، الرمز القبلي قوي جدا. اليوم بالذات، تبدأ في الخليل عملية وساطة بين عائلتين، بسبب قتل شخص أمس، بدلا من الحرب مع الانتقام الدموي، سيدفعون الكثير من المال. ذهبوا الى الشيوخ – وليس الى الشرطة - لأنه لا أحد يعول على السلطة".
ألا تعتقد أنها فكرة مهينة للفلسطينيين؟ أنا لا أريد الانتقال بسيارة أجرة إلى نتانيا عبر أراضي دولة أخرى.
"عندما يصلون من مصر إلى الأردن، ألا يمرون عبر دولة أجنبية؟ هذا كله في الرأس".
من يدعم الخطة؟
"اذا قلت لك اسماء الشخصيات العربية فسوف احرقها. لكن ثلاثة وزراء دعوني بمبادرة منهم لمناقشة الخطة. وابدى حوالي سبعة او ثمانية نواب من احزاب اليمين والمركز اهتمامهم بالخطة، اما اليسار فلا يريد السماع عنها، اليسار لا يزال اسير نظرية اوسلو".
ما هي فرص الخطة؟
"سوف تتحقق الخطة، سواء كنا نريد ذلك أم لا، فالبديل سيكون الفوضى، السلطة تمضي نحو الهلاك. فهي، كدولة، لم تستقر في القلوب. المعنى الكامل للسلطة هو انها مُشغل، لا يوجد لها أي معنى بالنسبة للسكان. انها لا تعكس حلم أحد. لو لم تقم بشراء الناس بالمال لما كانت قائمة. اليوم، على سبيل المثال، التقيت بعدة أشخاص من منطقة جبل الخليل".
فلسطينيون؟
"انهم يعرفون انفسهم كخليليين. رغبنا برؤية ما الذي يمكن تعزيزه، انهم يكرهون السلطة الفلسطينية اكثر منا. بعد ابو مازن، حسب ادعاءاتهم، ستنتهي السلطة الفلسطينية ".
5. خطة الضم/ كارولاين غليك
ليس من الواضح تماما ما إذا كان يمكن اعتبار اقتراح الصحفية كارولاين غليك بمثابة خطة سلام، ولكنها بالتأكيد مبادرة سياسية. غليك، 57 عاما، التي هاجرت إلى إسرائيل من الولايات المتحدة في عام 1991 وتعيش في مستوطنة إفرات، نشرت النسخة العبرية لكتاب "الضم الآن" في عام 2015 – وهو اقتراح يدعو لاستعادة فكرة حل الدولة الواحدة وتطبيق القانون الإسرائيلي على المناطق. لقد خرجت غليك في جولة لعرض الخطة والكتاب، وبالصدفة وصلت الى محاضرة لها في مؤتمر الليكوديادا. يبدو أن معظم الحشد هناك لم يتفق في الواقع مع الرسالة، وتسرب الى الخارج ببطء، على الرغم من أنها نفسها حافظت على حماستها. لقد أجريت المقابلة معها عبر تطبيق "واتس اب"، لأن غليك تتواجد مع العائلة في الولايات المتحدة. ولم تنجح المحادثة في الواقع، لأنه في كل مرة حاولت فيها الاستماع إلى ما تعرضه، عادت وحذرت مرارا وتكرارا من كون السلطة الفلسطينية تعتبر جريمة رهيبة.
وحتى قبل أن نبدأ الحديث، تخلصت غليك أيضا من غزة. "غزة هي أوبرا أخرى، طالما كنتم لا تفهمون هذا، رفاقك في هآرتس وفي اليسار الدولي لا يفهمون شيئا".
حسنا
"خطتي تنبع من الوضع غير اللطيف منذ قمنا بإنشاء السلطة الفلسطينية. لأسباب أمنية، لا يمكننا البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة مع قوات الجيوش الأجنبية التي تريد غزو إسرائيل في حدث افتراضي. ومن الناحية الديموغرافية، لا يمكننا أيضا أن نوافق على قيام دولة فلسطينية. ستفتح الثغرات، ليس فقط امام ملايين ما يسمونهم اللاجئين، بل سيدخلون جميعا الى هنا. فيضان من مسيرات النصر لرجال الجهاد. ليس فقط الـ 1.5 مليون أو 2.5 مليون شخص من يهودا والسامرة، وهذا يتعلق بمن تسأل، وانما عدد غير محدود. العالم العربي كله! سيكون التدفق هائلا ولا يمكن السيطرة عليه. كل من يستبدل ابو مازن سيتم اغتياله مثل القذافي، سيبقى على قيد الحياة لبضعة اسابيع فقط".
المشكلة هي أن القذافي وأبو مازن بقيا لسنوات طويلة في السلطة، وليس العكس.
"في اللحظة التي اندلع فيها الجنون نجا القذافي لمدة خمس دقائق، وهذا ما سيحدث لأبو مازن. اليسار يرى عكس الواقع. السبيل الوحيد للدفاع عن النفس هو تحصين الحدود الشرقية وعدم السماح بدولة فلسطينية".
دعينا نخلص إلى أنك لا تحبين السلطة. سننتقل إلى اقتراحك.
"الخطة هي تطبيق السيادة على كل يهودا والسامرة".
أي منح المواطنة لـ 2.5 مليون فلسطيني، أو لـ 1.5 مليون حسب رأيك.
"ليس بشكل فوري. ليست مواطنة فورية. أنا اتحدث أولا عن منح الإقامة الدائمة للفلسطينيين في يهودا والسامرة كما حدث في القدس عام 1967 ومع الدروز في الجولان عام 1981، مع إمكانية طلب الحصول على الجنسية الإسرائيلية، المعايير هي عدم المشاركة في منظمة إرهابية، او نشاطات التحريض والعنف".
أكثر من 90٪ سوف يستوفون المعايير.
"حسبي رأيي، لا يطاق الاعتماد على السلطة. يجب اجراء احصاء للسكان في يهودا والسامرة. بياناتهم ملفقة".
على افتراض اننا نتحدث عن مليوني فلسطيني، أقل بكثير من العدد المعلن.
"لا اعتقد ان هناك مليوني شخص".
دعينا نقول إنه سيتم اضافة مليون ونصف مليون مواطن فلسطيني إلى إسرائيل.
"السؤال يتجاهل الفلسطينيين، لماذا يقولون انه اذا لم يحصلوا على الجنسية فهذه عنصرية؟ انهم يعيشون في ديكتاتورية فاسدة منذ 1994".
فهمنا أن السلطة فاسدة. دعينا نتحدث عن معنى ضم مليون ونصف مليون مواطن.
"لا يتم الضم بهذه الطريقة".
كتابك يحمل عنوان "الضم الآن".
"هذا اسم شعبي اختاره الناشر. من وجهة نظر إدارية، هذا ليس خطوة  قانونية للضم، وانما تطبيق القانون الإسرائيلي. بعضهم سيكتفي بالإقامة. هذا خيارهم ".
مع ذلك فان هذا يعني حصولهم على نحو 30 مقعدا.
"خطتي هي الأصعب من حيث امكانية هضم الجمهور الاسرائيلي لها. مع كل المصاعب من حيث الكنيست فان المقصود مشاكل قابلة للحل ومفضلة على وجود السلطة المعادية. أنا متأكدة أيضا بنسبة 100 في المئة أنه بعد قيامنا بفرض السيادة، سنجد بأن الفلسطينيين لا يريدون حقا المواطنة الفورية، من يلوح لهم بالمواطنة هو اليسار، كما يفعل دائما بشكل غير مسؤول".
الناس بطبيعة الحال يريدون الجنسية وحقوق التصويت. السود في الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا، على سبيل المثال، والنساء في بريطانيا.
"لا علاقة بين الإبرة والمؤخرة".
هل كنت ستوافقين على انتزاع حق التصويت منك؟
"هذا يعتمد على ما اذا استطيع العيش تحت طغيان فتح وحماس، والاندماج في الاقتصاد الاسرائيلي، في حياة اسرائيل".
أريد الثناء عليك: خطتك يمكن أن تنقذ اليسار. فالحديث عن 30 مقعدا او اكثر للأحزاب اليسارية والمشتركة. دعينا نفترض 20 مقعدا ستسمح بالتالي للمعارضة بإقامة دولة فلسطينية.
"لماذا تعتقد انهم جميعا سيصوتون لأحزاب معادية لإسرائيل"؟
سيصوت البعض لصالح ميرتس.
" سيصوتون لليكود".
الليكود؟ الفلسطينيون؟
"حتى المصوتين لميرتس سيصوتون لصالح الليكود".
؟؟؟
"اذا تحدثت مع الفلسطينيين فستفهم من هم، انهم ضد من يقمعونهم كل يوم، سيدعمون الذين ينظرون اليهم على مستوى العين ولا ينظرون اليهم كعلامات".
الليكود ينظر إلى الفلسطينيين على مستوى النظر؟
"نعم، كل الذين يصرخون عنصرية لا يريدون النظر إلى الفلسطينيين كبشر، لا تريد كل أم أن يكون أطفالها إرهابيين".
احد الذين اوصوا بكتاب غليك هو مايك بينيس، الذي كان حاكم ولاية إنديانا في حينه، والآن نائب رئيس الولايات المتحدة. ومع ذلك، تعترف غليك بأن خطتها توقفت كثيرا. "لقد علقنا. تقدمنا في حينه بشكل جيد جدا، ثم جاء دونالد ترامب وسأل ما الذي نريده، فبدأنا بالارتباك. لم اعد اتحدث عن الخطة".
هل قابلت بينيس منذ انتخابه؟
"لم يحدث ذلك. ليس لديه وقت".
كصحفية، كان اكبر تحقيق صحفي لكارولين غليك في عام 2003، عندما رافقت جنود الجيش الأمريكي وأفادت في "جيروساليم بوست" بأنه تم العثور على أسلحة كيميائية في العراق. وتم اقتباس عنوان الصحيفة في جميع انحاء العالم على انه المسدس المدخن لصدام حسين حتى تم نفي النبأ. غليك تتحدث بثقة تامة عن خطتها، وفي نهاية المحادثة سألتها إذا كانت لا تعتقد أنها في بعض الأحيان هي أيضا مخطئة. "أنا أفضل المضي على كل ما في الصندوق. هذا أفضل مما تعرضه تسيبي ليفني وصحيفة هآرتس، الذي يعتبر وصفة لإنهاء سيرة دولة إسرائيل، شيء عنيف ومخيف بالتأكيد".
حجم التخويف كحجم العنوان
يكتب الجنرال (احتياط) يعقوب عميدرور، في "يسرائيل هيوم" انه تسلم قبل سنوات طويلة المسؤولية في جهاز الاستخبارات عن دولة هامة في المنطقة. وفي احد الايام وقع فيها حادث صعب جدا، وخلال التقييم الاستخباري في اليوم التالي قلت ان هذه الدولة لن ترجع الى ما كانت عليه قبل الحادث. وقد مرت على ذلك التقييم نحو 40 سنة، وبقيت الدولة كما كانت، والان يتحدثون فيها عن تغييرات، لكن السلطة هي التي تقودها، وليس من المؤكد انها ستتحقق. في وقت لاحق كنت شاهدا، او شاركت في احداث كبيرة اخرى كان يبدو للحظة بانها ستغير العالم، لكن العالم عاد الى سلوكياته وكأن شيئا لم يكن. وأتذكر زعيما اسرائيليا وصل الى المجد، واعتقد بانه بسبب ظهوره على مسرح التاريخ في منصب هام، فان البيئة ستغير سلوكها – لكنه خاب ظنه هو أيضا. لقد تعلمت، من كل هذه الاحداث، مبدأ هاما خدمني جيدا في وقت لاحق، عندما وقفت امام احداث كبرى بدت في حينه كأحداث “تغير الواقع″.
لقد تعلمت أنه من خلال النظر في وقت لاحق، بعد اجتياز الصدمة الأولى، وبعد التعمق قليلا في الحدث، وخاصة بعد ان اصبح الوقت يسمح بهضم الحدث وشمله في صورة أوسع – انه من الممكن فهم طبيعة الحدث بشكل أفضل. في كثير من الحالات، توضح المسافة الزمنية أن الحدث، مهما كان مسببا للصدمة في حينه، لم يغير الواقع، و"عادت الحياة إلى مجراها الطبيعي". واليوم، يبدو التناقض بين ما اعتبرناه حدث عملاق في حينه، وبين تأثيره الحقيقي على الوضع، أكثر تطرفا. ويرجع أحد أسباب ذلك الى أن وسائل الإعلام الحديثة، مثل تويتر والفيسبوك وإنستاجرام، تجذب بطابعها الى اختصار وصف الأحداث، والنشر غير المراقب والتفسير الفوري، والذي يفضل أن يكون مختصرا قدر الإمكان. أضف الى ذلك، انه يحظر اليوم "التنقيب"، أي أن يتم الفحص بشكل شامل، بل ان الوسيلة نفسها تقيد أحيانا الكتابة بشكل لا يتعدى عددا محدودا من الحروف، لذلك لا تتوفر طريقة لشرح الأمور بعمق حتى من الناحية التقنية.
في التلفزيون ايضا، تقاس كل ثانية، ولا يوجد وقت طويل للحديث. وعندما يكون هذا هو الوضع، تتزايد اهمية البحث والمراجعة اللاحقة الأكثر عمقا للقضايا المطروحة على جدول الاعمال في النقاش العام. هذه هي احدى المهام الهامة للصحافة، بل لعلها اهم بكثير من السبق الصحفي والكشف الاعلامي، لأنه توجد وفرة من هذه الأمور، حتى في وسائل التواصل الاجتماعي، الفوري. وبالمقابل، تكاد وسائل الاعلام هذه تفتقد الى التعمق، رغم انها حيوية لكل من يريد فهم عالمنا بشكل افضل، ولا يكتفي بالتفسير الفوري - الذي يكاد يكون دوما اكثر ضحالة.
معالجة جذرية للجناح الشمالي للحركة الاسلامية
يبدو أن من الصواب تطبيق  هذا المبدأ على احداث جبل الهيكل (الحرم القدسي) وزيارة الملك الاردني الى رام الله. كان يبدو ان احداث الحرم ستؤدي الى انقلاب في مثلث العلاقات بين اسرائيل، الفلسطينيين والاردن. وبدا للكثيرين بأن البندول الاسرائيلي في عملية اتخاذ القرارات سيمس جدا بصورة اسرائيل بل ربما بمكانتها.  فما هو  الواقع بعد مرور بضعة اسابيع؟ يبدو ان تعبير "العالم يسير كالمعتاد" سيكون الأنسب لوصف الأوضاع.
لقد انشغل صناع القرار في دولة اسرائيل بالحرم كمكان منعزل يمكن الانشغال فيه بحد ذاته. ولكن في السياق الضيق، المحلي، كان هناك منطق كبير في تركيب البوابات الالكترونية على مداخل الحرم بعد عملية القتل التي وقعت فيه. الا ان الحرم ينطوي ايضا على معاني تتعلق بالفلسطينيين، بمواطني اسرائيل وبسكان يهودا والسامرة، الى جانب ايلاء الاهمية الكبيرة للأردن، بناء على الاتفاق الذي بين اسرائيل والدولة الهاشمية التي يسكن فيها الكثير من الفلسطينيين ايضا.
وبالفعل، لم يتأخر الرد. ولهذا السبب تراجعت دولة اسرائيل عن نيتها يشأن تركيب البوابات الالكترونية على  مداخل الحرم. كان يبدو للكثيرين بان مكانة اسرائيل تضررت بشدة  بسبب تراجعها، ولكن، في نظرة الى الوراء، يبدو أن هذا الأمر لم ينل شيئا من قوتها. بل على العكس: فالتراجع يشير الى نضج وثقة بالنفس. وحين تولد الفهم بان هذا لم يكن المكان ولا الوقت المناسب للإثبات بان دولة اسرائيل هي دولة قوية – لم يكن أي معنى للإصرار. إسرائيل قوية بما يكفي لكي ترفض طلبات الاردن في منطقة الحرم، ولكن هل ستحقق مصالحها على نحو افضل اذا وقعت اضطرابات واهتز كرسي عبدالله بسبب ما يحدث في القدس؟ يبدو أن الرد المنطقي سيكون “لا”. ولذلك، فقد تصرفت اسرائيل بشكل جيد حين استجابت للطلب الاردني وخففت على حليفها في مكافحة الارهاب. الاختبار الحقيقي لا يكمن في ادخال البوابات الالكترونية وخلق الفوضى بسبب ذلك – بل في  المعالجة العاقلة والجذرية للحركة الاسلامية الاسرائيلية التي تسمى “الجناح الشمالي للحركة الاسلامية”. لقد سمح لها، طوال سنوات كثيرة، بالعربدة في الحرم، ويجب ايجاد الطريق لوقف ذلك. اذا اوقفت اسرائيل  الحركة ومست بجاذبيتها، فانه لن يذرف احد دمعة على ذلك – لا في الاردن ولا في السلطة الفلسطينية.
من يحتفظ بالأوراق حقا؟
ومن هنا، الى زيارة ملك الاردن لرام الله. لقد أشار الكثيرون الى "العزلة" التي تم فرضها، ظاهرا، على اسرائيل، لأن الملك التقى مع ابو مازن وليسمع  رئيس وزراء اسرائيل. غير أن قراءة اعمق قليلا لبيانات الطرفين حول الزيارة، التي كانت اقصر مما خطط لها، تشير الى أن الطرفين شاهدا واختبرا زيارتين مختلفتين في ذات القفزة التي قام بها الملك الى الضفة الغربية. فلقد شدد الفلسطينيون على موضوع الحرم وكأنه كان مركز المحادثات خلال الزيارة، بينما ابرز الاردنيون الحاجة للعودة الى المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين بقيادة امريكية – من ناحيتهم كان هذا هو موضوع الزيارة. وفي حقيقة الامر، كانت الزيارة مؤشرا آخر على ضعف ابو مازن، وهو ما اكدته زيارة الملك. لقد تبين بان المحادثات بين اسرائيل والاردن هي التي ادت الى تغيير القرارات وتحديد الواقع الجديد في الحرم القدس. لقد ساهم كل طرف بدوره (كان للأردنيين “حظ” مع حادثة الحارس، والذي اتاح لهم طرح تنال حقيقي على الطاولة) بينما لم يكن ابو مازن طرفا في الخطوة. وهكذا كان بوسع الملك ان يأتي الى ابو مازن وعلى لسانه طلب او مطالبة باستئناف المفاوضات مع اسرائيل.
***
في نظرة الى الوراء يمكن القول ان احداث الحرم مع كل خطورتها لم تؤثر تقريبا على علاقات اسرائيل مع الاردنيين او مع الفلسطينيين. فالسلطة بقيت ضعيفة فيما أجادت اسرائيل بشكل بالغ ومسؤول الحفاظ  على العلاقات الاستراتيجية مع المملكة من الشرق.
في هذه الحالة ايضا، يبدو أن العنوان الرئيسي في يوم الحدث والتفسيرات المباشرة بعد ذلك لم تستخلص المعاني الحقيقية. فقد تبين مرة اخرى بان مذل هذه الاحداث، بكل خطورتها وحساسيتها، لا يمكن ان تغير الواقع الذي تقرره موازين القوى الحقيقية بين الجهات المختلفة. حتى لو بدى للحظة ان العلاقات بين القوى تهتز ويصبح لونها مختلفا، فان هذا يكون مؤقتا في الغالب. وبالتالي يجدر  بنا الحفاظ على التوازن وعلى برودة الاعصاب عند وقوع حدث والتذكر بان حجم العنوان سينسى في اليوم التالي.
العالم يدفع الثمن.
يكتب بن درور يميني، في "يديعوت احرونوت" ان هذا لن ينتهي. عندما يكون المقصود الارهاب على خلفية التحرر القومي تكون الأهداف معروفة ويمكن التوصل الى تسويات. يمكن مواجهة الارهاب الباسكي، الارهاب التاميلي، بل حتى الفلسطيني طالما كان الهدف معرفا، واحيانا مفهوما. لكن الارهاب الذي ضرب برشلونة امس (الخميس) ينتمي الى قسم آخر. منذ عمليات التفجيرات في نيويورك، اصبح الحديث عن ارهاب لا يتطلب من قوات الشرطة الذين يستهدفهم السلوك الجيد بشكل اكبر او تحقيق مطالب معينة. هذا ارهاب ينبع من حقيقة وجود "الكفار".
حتى المسلمين الذين لا ينتمون الى الجهاديين يعتبرون "كفارا". وفي الواقع فانهم منذ اكثر من عقد زمني، يشكلون غالبية ضحايا الجهاد. قبل ثلاثة أيام قتل اكثر من 30 شخصا في عملية وقعت في نيجيريا، حين فجرت ثلاث مخربات انفسهن في سوق حاشد قرب مخيم للاجئين. عندما يجري الحديث عن برشلونة، باريس، لندن او القدس، تطرح بين الحين والآخر التبريرات الاعتيادية التي تتهم الاحتلال او جرائم الغرب او نتيجة للقصف في العراق، سورية او افغانستان. ولكن لماذا يرسل الجهاد الانتحاريات لقتل اللاجئين المسلمين؟ ما هي جريمتهم؟ فهم في غالبيتهم من المسلمين المتزمتين.
العامل المشترك لكل عمليات الجهاد هو التطرف الديني الذي تطور خلال العقود الأخيرة، نتيجة للتثقيف وغسيل الدماغ. لا يدعم كل المسلمين الارهاب. هذا ابعد من ان يكون كذلك. حين تتراوح نسبة دعم فرض قوانين الشريعة، في شكلها المتشدد، بين 56% في تونس و91% في العراق، وعندما تتراوح نسبة التأييد لداعش بين 6% لدى الفلسطينيين و14% في نيجيريا، وعندما تكون نسبتهم ليست ضئيلة بين المسلمين في اوروبا، فان محفزات الانتحاريين تصل الى مستويات مرعبة.
السبب ليس التمييز ولا الاحتلال ولا الاقصاء، ولا كل الذرائع من هذا النوع، التي تسعى الى التسامح والتبييض. بل العكس هو الصحيح. كلما ازدهر تعدد الثقافات في العقد الماضي، باسم احترام الآخر، هكذا تطورت دفيئات الراديكالية ومراكز غسيل الدماغ. العالم كله، من نيجيريا وحتى برشلونة في اسبانيا، يدفع ثمن اليد الحرة التي اعطيت للمتزمتين في نشر نظرياتهم.
في الخلفية يتواجد من يبررون الارهاب. تيمور عبد الوهاب قصد تفجير نفسه في المركز التجاري في ستوكهولم. لقد كان بنفسه مواطنا سويديا. السويد لم تفعل له أي شيء سيء. بل على العكس، لقد كان من الناجحين. لقد سافر للدراسة في بريطانيا، واجتاز عملية غسيل للدماغ وعاد لتنفيذ عملية ضد السويديين.
لكن جنون عبد الوهاب استوطن في دماغ عدد من "التقدميين". الكاتب السويدي هانينغ مانكل، نشر مقالة في "الغارديان" تبرر الارهاب، وتتهم الغرب. ومثله ايضا، وزيرة خارجية السويد مارغوت وولستروم، التي وجدت مبررات لمنفذي العمليات في باريس. ومثلهما هناك الكثير. وطالما ساد هذا التفهم وهذا التبرير فانه سيؤثر بشكل فعلي – وتصبح فرص القضاء على خلايا السرطان تقارب الصفر.
من اجل محاربة الارهاب، هناك حاجة لمعالجته بقبضة صارمة، ويجب الفهم بأنه ينبع من غسيل الدماغ والتزمت، وليس من الاقصاء والعنصرية. لكنه يبدو ان هذا الفهم يجد صعوبة في استيطان القلوب، ولذلك تبقى برشلونة معلما آخر. هذا لن ينتهي، وبالتأكيد ليس في المستقبل المنظور.
لنسمي الولد باسمه
يكتب مؤور زاغوري في "يديعوت احرونوت": تخيلوا أننا لا نصدق الناجين من المحرقة. تخيلوا أننا نطلب منهم تقديم الأدلة. تخيلوهم كيف يواجهون الخسارة والمأساة التي عانوا منها، وفي الوقت نفسه يحاربون النظام المتشكك لدولة بأكملها تنعتهم بـ "المهووسين والكذابين". تخيلوا لو أننا كنا نضحك عليهم في وسائل الإعلام طوال ثلاثة أجيال. تخيلوا كل هذا، وفكروا بأن هذا هو الواقع بالنسبة لأسر الأطفال المختطفين.
Xxx
لقد أخطأت. في "امبراطورية زغوري"، الموسم الثاني، الفصل الثاني، الدقيقة 14، تقول الجدة الغيريا لأبيئيل: "لماذا يريد أحد اختطاف طفل يمني ...؟ الكي يعد لحوح؟ (نوع من الخبز اليمني)". أعرف أن هذا ليس مضحكا، هذا هو الجهل تماما. أنا من كتب هذه الجملة قبل خمس سنوات، واليوم أخجل من أعماق نفسي امام الغباء والانغلاق الكامن فيها. ليتني أتمكن من شطبها، ليته كان بإمكاني إخفاء ذلك ونسيانها. ولكن لا. انها هناك، قائمة هناك، وأتحمل المسؤولية الكاملة عن المساعدة - حتى لو كانت خفيفة – على نشر الجهل الكامن في أساس الادعاء. لأن أي نكتة من هذا القبيل هي مسمار في خزانة الحقيقة التاريخية. تلك الحقيقة التي حاول الجميع هنا دفنها طوال 70 عاما.
Xxx
الناس خائفون من الاعتراف بالذنب لأن ثمن الندم يمكن أن يكون ثقيلا بالنسبة لهم؛ لكن الاعتراف بالذنب لا يعني دائما العقاب. يمكن أن يكون الاعتراف بالذنب هدية نقاء، يختار المجرم تقديمها للضحية لكي يحرره من الجريمة، وبالتالي يحرر نفسه. هذا الأسبوع، كتبت لينا دهنام، منتجة المسلسل الثوري "بنات"، على حسابها في إنستاغرام: "كل الناس البيض يتحملون المسؤولية عن الحفاظ على التفوق الأبيض وسقوطه اليوم". ها أمامكم امرأة بيضاء شجاعة تتحمل المسؤولية وتعترف ببعض تورطها بالذنب. هذا لا يعني أنه سيتم غدا محاكمتها واخذها إلى السجن. ولكن على الرغم من أنها لم تلبس ابدأ الغطاء الابيض وتخرج لشنق السود، الا انها يمكن أن تستوعب معنى "القمع الهادئ" وتعاونها (هي وكل شخص أبيض) معه. وعلى الرغم من أنني بني البشرة، إلا انني لا أزال اعتبر "أبيض"، ولذلك فأنا أيضا، الى حد ما، اتحمل المسؤولية عن هذا التفوق وسقوطه. لأنني لا أفهم كيف يمكن للأشخاص الذين عاشوا على جلدهم حروق العنصرية التصرف بالعملة نفسها تجاه "الضعفاء الجدد".
اليوم، اصبح واقع ازالة الحصانة والخطاب العام المتحمس، أمر بديهي، ولكن قبل خمس سنوات فقط، عاشت أسر المختطفين في واقع من الانكار والازدراء والسخرية. واقع يبلغ عمره 65 عاما من التجاهل المغرض لوضوحهم ونزاهتهم. الآباء الذين أعلنوا: "طفلي/أطفالي اختطف/ اختطفوا" وقوبلوا بكتف بارد من قبل معظم المؤسسة والجمهور وحتى وسائل الإعلام - بما في ذلك أنا، كما يتضح. ومن أكون أنا؟ حتى والدي لم يكن قد ولد عندما وقعت الأحداث. لقد كنت دون سن الثانية والثلاثين. اذن، فكروا فقط في آلية الإنكار المتطورة التي بنيت هنا، وانه بعد 65 عاما من عمليات الاختطاف، كتب رجل شرقي مثلي (يميل إلى الاعتقاد بأن لديه ضمير اجتماعي) هذه النكتة الغبية. أعترف - كنت مخطئا، لقد ضللوني وضللت.
مع ذلك، من المهم أن نقول إنه حدث هنا تدخل إعلامي واسع في وعيي. أتذكر نفسي بوضوح في سن الثالثة عشرة، اشاهد على التلفاز التحصن الدفاعي لعوزي ميشولام وطلابه (الذين كان هدفهم زيادة الوعي بالموضوع)، واتذكر بعد شهرين من ذلك النكت حول باروكة شعره (كما لو انها كانت ذات صلة) في جميع البرامج العنصرية والساخرة في القناة الأولى.
ربما لم أشأ التصديق بأنه يمكن لليهود ارتكاب مثل هذا الشر بحق بعضهم البعض. ربما كنا جميعا نأمل أن نكون مخطئين، وأنه ربما كما قيل لنا حقا؛ كنا بكل بساطة هستيريين، اختلقنا القصص، وكنا عاطفيين أكثر من اللازم. ربما كنا نأمل أن هؤلاء الأطفال ماتوا حقا، لأن الخيار الثاني كان أسوأ بكثير. ولكن للأسف الشديد، كنا على حق. كل شيء كان حقيقيا. احدى أبشع الجرائم التي تم ارتكابها في أي وقت مضى من قبل يهودي، ارتكبت خلال ورديتنا: سرقة الأطفال من أمهاتهم وتسليمهم للآخر.
Xxx
كتب لي صديق، هذا الأسبوع: "قل لي ما هو الفرق بين هذا والمحرقة؟!؟" قلت له إنه لا توجد أي مقارنة، لأنه لا يمكن مقارنة أي شيء بالمحرقة، لكن الأمر الممكن هو استخدام امثالها لتمرير نقطة. وفي السياق الكارثي، فإن النقطة هي أن إنكارها يكاد يكون خطيرا مثل الجريمة نفسها. لأنها تحرر المجرم وتترك الضحية في الأصفاد. ومن هنا فإنه إذا كان هناك أي شخص يشك في عمليات الخطف أو يبحث عن ظروف مخففة - فاعلم أنك في زمرة مشكوك فيها من كبار السن الذين ليسوا على استعداد للنظر في المرآة. سواء كانوا قد فعلوا ذلك، او سواء صمتوا أو عملوا على تناسي الأمر.
ولكن (!) - وهذا هو الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لي – هو ان "التسامح" اليوم لم يعد يهم أي شخص. من يأخذهم في الحسبان اليوم؟ في أيامنا هذه، لا توجد أي قيمة لهيمنتهم، وإذا كانت قائمة فقد تبخرت. كل الاستنتاجات الفكرية بشأنهم هي أقل إثارة للاهتمام من "متى سيصدر ستاتوبوس وتابورينيو اغنية جديدة". ولماذا؟ لأن الحقيقة خرجت الى النور: نحن كنا على حق وكان المنكرون على خطأ، فماذا علينا أن ننتظر؟ بالنسبة لي، هذا الانتظار المهذب للموافقة على الهيمنة هو أعظم خطيئة للبروليتاريا.
Xxx
 بالنسبة لي، بالمناسبة، فإن شهادات الأسر كافية. لست بحاجة إلى إثبات. رجل يقول لي ان طفله اختفى، سأصدقه. بالنسبة لي تكفي أوامر منع النشر حتى 2066؛ تكفيني أوامر التجنيد من الدولة ومدفوعات التأمين الوطني التي بقيت تصل بطريقة غريبة. تكفيني العيون الحزينة للآباء الذين فقدوا الفرح والثقة بالوطن؛ تكفيني الأمهات اللائي تخوفن على مدار عقود من إرسال أطفالهن إلى المستشفيات خوفا من اختطافهم. وبالنسبة لمن ينبشون: "لقد حدث هذا منذ زمن طويل، دعونا نمضي قدما، لماذا ننبش الجروح؟" لا تنسوا من علمنا أن "نتذكر وألا ننسى أبدا".
بالنسبة لي، ليست هناك أي راحة في التفكير بأنه تم اعطاء الأطفال للناجين من المحرقة، كما يبدو. بل على العكس. لقد اجتزتم المحرقة والآن تقومون بنقل المحرقة الى شخص آخر؟ أكتاف المحرقة لم تعد قادرة على تحمل جميع المبررات لجميع خطايا هذه الدولة. وإذا سمعت مرة أخرى أحدهم يقول: "كانت الدولة في مهدها، كان هناك فوضى كاملة، وتشوشت الأمور"، سأصرخ: "ضع أطفالك في هذه الأحذية وانظر إذا كنت ستغفر." من المثير للاهتمام بالنسبة لي أن معظم "الأخطاء التي تم غفرانها" والتي قامت بها الدولة تمت بطريقة ما على ظهور الشرقيين: المعابر، الإسكان، المناطق الطرفية، الرش بالمبيدات والقمع الثقافي. انهم على حق، فعلا هذه كلها أخطاء دولة فتية. وعنصرية. الدولة التي غفرت للألمان بشكل أسرع بكثير مما غفرت للشرقيين لكونهم "غير أوروبيين".
Xxx
ولذلك تعتبر نادرة جدا تلك الشهادة التي قدمتها السيدة شولاميت مالك في تقرير تمار كابلانسكي المنشور في الأسبوع الماضي. أي شهادة مستقيمة قدمت. صحيح، انها لم تكن خالية من التبريرات الداخلية، ولكن بربكم: هل قدمت افادة شجاعة! اجيبوا سؤالي: كيف يمكن لثلاث لجان تحقيق رسمية ان تكون قد "فوتتها"؟
 
صحيح، من المؤسف أن الأمر استغرق 50 عاما حتى ادلت بإفادتها، ولكن، أحيانا، يجب على المجتمع أن ينضج حتى يصل إلى هذه الاستقلالية. وربما بدون النهضة الشرقية، ما كان من الممكن أبدا ظهور تعبير جديد لهذه القضية. أنا واثق، بالمناسبة، أن عددا غير قليل من كبار السن توجهوا إلى شولاميت، الأسبوع الماضي وادعوا: "شولاميت، لماذا يجب فتح الجروح القديمة؟" كبار السن الذين يعتقدون أن الحفاظ على الصمت هو الحل لجميع مشاكل الحياة. بعد ذلك يصابون بالقرحة وهم لا يفهمون لماذا. لأنه، أتعرفون ماذا، أنا أتراجع: أكبر جريمة لا تكمن في اختطاف الاطفال أو الإسكات. أكبر جريمة هي نقاء اليدين وغطرسة الماضي، التي التف بها بعض المخضرمين في هذه الدولة، في تغليف انفسهم بالقداسة الصهيونية الصالحة. من المؤكد انهم كانوا يعتقدون بأن هذا سيستمر إلى الأبد - لكن مصير البراز أن يعوم. ربما لم يعاقبوا في حياتهم على هذه الخطيئة – ولكنهم فقدوا القداسة الجماعية. وبالنسبة لي، من ناحية تاريخية انهم مجرمون ربما فعلوا في حياتهم امور جيدة ايضا. تماما مثل بابلو إسكوبار.
"الحقيقة" لا تصبح حقيقة عندما يتم الكشف عنها فقط. الحقيقة هي حقيقة متأصلة. ومنذ اليوم: كل من يريد مواصلة الإنكار فليهنا بذلك، بالنسبة لي هو شخص بارد وساخر ولا تهمنا مصادقته على ما حدث. على أية حال، هذه المصادقة لا تصل إلى العالم، وإذا وصلت فانه يتم تغطيتها بتفسير مبرر وبتهرب من الذنب. سواء كان ذلك مع الفلسطينيين أو داخل شعبهم، آباؤنا المؤسسين أكلوا الحصرم وأسنانا تضرس لعقود أخرى على الأقل.
الآن اذن، وقد تم نشر الحقيقة، إذا كانت الحكومة الإسرائيلية لا تزال تهتم بالناخبين، فقد حان الوقت للتحقيق واستنفاد هذه القضية حتى النهاية وبشكل صحيح. تحقيق العدالة التاريخية هنا وتعويض أسر الأطفال المختطفين بأموال كبيرة. وعلى الرغم من أن هذا مطلوب - لن أسميه "مكافآت"، بل سأسميه بكل بساطة "عدالة".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالخميس 24 أغسطس 2017, 9:23 pm

23.08.2017

 
مقالات
ضائقة المستوطنين.
تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان قانون المصادرة يهدف الى سرقة اراضي الفلسطينيين التي بنيت عليها بيوت للمستوطنين. وقد صودق عليه خلافا لموقف المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت. وبلغة ساخرة يبدو وكأنها اشتقت من "1984"، حيث تم اطلاق اسم "قانون التنظيم" على قانون المصادرة – لأنه يقوم فعلا "بتنظيم" السرقة برعاية الدولة، من خلال خرق فظ وواضح لقوانين الاحتلال، التي تلزم اسرائيل على صيانة حقوق الخاضعين للاحتلال. وقد نعت بيني بيغن هذا القانون باسم "قانون السلب".
لكن الحكومة الاسرائيلية لا تهتم للظلم الذي لحق بالفلسطينيين. لقد قررت تشريع سياسة الاحتلال المدمرة، ولم ينجح بوقفها حتى موقف مستشاريها القانونيين. ففي نهاية الأمر، يمكن دائما العثور على شخص مستعد للقيام بهذه المهمة التي يرفض المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت، القيام بها، والذي ادعى بأن هذا القانون غير دستوري.
وهكذا، استأجرت الحكومة محام من القطاع الخاص، هارئيل أرنون، وعملت بواسطته على صياغة الرد الاولي الذي قدمته إلى المحكمة العليا ردا على التماسين قدمهما الفلسطينيون ضد القانون. وبعد تجاوزها لأولئك الذين تشمل مهامهم تمثيل الدولة في المحاكم، واهانت بذلك احدى المؤسسات المركزية للحكومة الإسرائيلية، تتجرأ على التذمر من ان ترك الوضع على حاله "يضر بشدة بثقة الجمهور بالمؤسسات الحكومية". وحطمت الحكومة قمة الاستخفاف عندما طرحت ادعاءاتها ضد التماسات.
ومن خلال القلب المتكامل لمعنى المحتل والخاضع للاحتلال، شرحت بأن قانون المصادرة يشكل "استجابة إنسانية متناسبة ومعقولة للضائقة الحقيقية" التي تواجه كل "المقيمين الإسرائيليين" الذين "يعيشون في ظل سحابة من عدم اليقين" التي "تهز حياتهم". من الصعب أن نصدق، ولكن هذا ليس وصفا لحالة الملايين من الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال والذين سرقت أراضيهم، وانما لمحنة المستوطنين الذين اختاروا العيش خارج الأراضي الرسمية للدولة، والذين يعتبر تواجدهم هناك غير شرعي.
ولا تنتهي مسألة العكس بين السبب والنتيجة عند هذا الحد. فالحكومة تشرح لنا أيضا أن ترك الوضع القائم يخلق "واقعا مستقطبا يدمر المجتمع الإسرائيلي مرارا وتكرارا". وبعبارة أخرى، تطلب اسرائيل من المحكمة أن توافق على السرقة ليس فقط كفعل قانوني محض، ولكن من خلال الاعتبارات الوطنية للوحدة الاجتماعية. وسيتعين على الفلسطينيين التخلي عن ممتلكاتهم الخاصة حتى لا يتنازع المواطنون الإسرائيليون مع بعضهم البعض.
حتى لو كان صحيحا أن المستوطنين أقاموا في بعض الحالات منازلهم في المستوطنات "بناء على ما عرضته الدولة"، فإن هذا لا يبرر الانتهاك المستمر للقانون. وهذا في أفضل الأحوال يعني توفير ذريعة للمستوطنين لمقاضاة الدولة. لا توجد طريقة قانونية لإضفاء الشرعية على مشروع الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية. ويجب على المحكمة أن ترفض حجج الحكومة صراحة، وأن تلغي هذا القانون غير الدستوري.
فتح معبر رفح سيمنح حماس هواء للتنفس، ولكن ليس من دون ثمن.
يسأل تسفي برئيل في مقالة ينشرها في "هآرتس": هل تنوي مصر إسقاط نظام الإغلاق الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة قبل 10 سنوات؟ إذا تأكدت أخبار فتح معبر رفح بشكل دائم في الجانب المصري، امام البضائع والناس، فلن يتبقى أي جوهر حقيقي لمواصلة سياسة الإغلاق. اذ سيتمكن مواطنو غزة من الوصول، حتى عبر الطريق الطويل، عبر مصر، الى أي مكان في العالم، وسيتمكن الطلاب من الخروج للتعليم، وسيحصل المرضى على العلاج الطبي، ليس في إسرائيل ولكن في مصر أو الأردن أو أوروبا وستخرج البضائع وتدخل بشكل رسمي، وستبقى اسرائيل عندها بدون شريكها العربي الحيوي الذي حافظ معها على بقاء الحصار الوحشي الذي جعل غزة مكانا مستحيلا للعيش.
ولكن، بما انه لم يتم حتى الان، وعلى الرغم من التقارير السابقة، سماع اي إعلان مصري رسمي، ولا حتى استجابة إسرائيلية منظمة لافتتاح المعبر في بداية ايلول، من المناسب التحلي بقليل من الصبر ووقف التأثر للحظة. إن فتح المعبر، إذا تم ذلك، ليس مبادرة مصرية أحادية الجانب ومفصولة عن منظومة التنسيق والتعاون الأمني القائمة في السنوات الأخيرة بين إسرائيل ومصر.
وعلى الرغم من أن فتح المعبر قد يعزز موقف حماس في قطاع غزة ويوفر لها أداة اقتصادية مهمة جدا، فإنه يهدف إلى خدمة المصالح السياسية المصرية دون الإضرار بمصالح إسرائيل. لقد وضعت مصر بعض الشروط الأساسية لفتح المعبر، أولها وأهمها هو أن تقوم السلطة الفلسطينية بإدارة المعبر. ولكن خلافا لاتفاق المعابر الذي تم توقيعه عام 2005 (والذي لم تكن مصر طرفا فيه)، لم يعد السيسي يصر على وجود طرف ثالث (اوروبي) على المعابر، وبات يكتفي بأن يكون موظفو السلطة الفلسطينية جزء من أولئك الذين يعملون في المعبر. الأمر الأكثر أهمية بالنسبة للسيسي هو أن الرجل الذي سيكون مسؤولا أمام مصر (وامام إسرائيل) عن المعابر لن يكون من حماس، حتى يمكن القول بأن المنظمة لم تحصل على هذه الهدية، وانما تم منحها لرجل حركة فتح محمد دحلان.
هذه ليست مجرد زخرفة تهدف إلى توفير عذر مناسب لفتح المعبر، ولكنها جزء لا يتجزأ من سياسة السيسي، الذي يعتبر دحلان مقربا منه، ويسعى من خلاله إلى استعادة دور مصر كمسؤولة عما يحدث في غزة بشكل خاص وفي المناطق بشكل عام. دحلان، بالنسبة للسيسي، موعود بوراثة محمود عباس عندما تنضج الظروف، وهو لا يخفي ذلك. ولكن، ولكي يتمكن دحلان من تسلم مكانه في غزة، كان من الضروري تجنيد حماس والحصول على موافقتها، والتي جاءت بالفعل، بعد قيام الحركة بإجراء حساب سياسي طويل مع النفس.
تغيير القيادة في الحركة، تقاعد خالد مشعل، وتعيين إسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي بدلا منه، ويحيي سنوار رئيسا للمكتب السياسي في غزة، إلى جانب نشر ميثاق حماس الجديد، أدى إلى النتيجة التي يمكن أن تقبلها مصر. ما يهم مصر هو انفصال حماس عن جماعة الإخوان المسلمين، التي تشن مصر حربا ضدها، وميثاق حماس الجديد أعطى لمصر ما تريده فعلا.
على النقيض من الميثاق القديم، لا يوجد في الميثاق الجديد أي ذكر لجماعة الإخوان المسلمين أو الصلة بين المنظمة والحركة الأم. لكن مصر تطالب بأكثر من التصريحات، ووفقا لشهادات كبار الشخصيات في حماس، وافقت المنظمة على زيادة مراقبتها العسكرية للحدود مع مصر من أجل منع استمرار تسلل عناصر إرهابية إلى غزة والخروج منها. وفي الوقت نفسه، توصل كبار مسؤولي حماس إلى اتفاقات مع محمد دحلان خلال اجتماعات عقدت تحت رعاية، واحيانا بمشاركة المخابرات المصرية المسؤولة عن إدارة العلاقة مع غزة.
طبقا لمسودة الاتفاق التي تم تسريبها منذ ثلاثة اسابيع فان دحلان سيكون رئيس الادارة المدنية في غزة، والمسؤول عن ادارة المعابر على الجانبين الاسرائيلي والمصري، والمفاوض في هذه القضايا مع مصر واسرائيل والمسؤول عن جمع الاموال لإعادة بناء غزة. ووفقا لتقارير في وسائل الإعلام المصرية، فقد خصصت الإمارات العربية المتحدة أكثر من 140 مليون دولار لبناء محطة كهرباء في غزة، والتزمت بمبلغ 15 مليون دولار شهريا لدفع تكاليف الصيانة ومساعدة الأسر المحتاجة. وسوف يدار هذا المال من قبل رجال دحلان، الذي يعيش في دولة الإمارات العربية المتحدة ويتمتع بدعم من النظام.
حماس، التي تضاءلت مصادر تمويلها منذ نأت بنفسها عن سوريا وإيران، بقيت بدون خيارات سياسية واقتصادية. والإملاء المصري الذي جاء مع وعد بفتح المعبر يعتبر مجرى التنفس الحيوي الذي بقي لها. ولكن مجرى التنفس هذا لا يمنح لها مجانا. فمصر، مثل إسرائيل، تحتاج إلى جهة مسؤولة في قطاع غزة في ضوء الفشل الكامل للسلطة الفلسطينية ومحمود عباس في السيطرة عليه. ولكن في حين تعتبر مصر إغلاق غزة امام المنظمات الإرهابية العاملة في سيناء وفي العمق المصري بمثابة مصلحة رائدة لها، تجد إسرائيل في إنشاء إدارة معترف بها في غزة أداة يمكن أن تعيق كل حل سياسي. لأنه ما دامت هناك قيادتان فلسطينيتان، واحدة في الضفة الغربية والأخرى في غزة، يمكن لإسرائيل أن تدعي أنه لا تمثل أي قيادة منهما الشعب الفلسطيني، وبالتالي ستجد دليلا يدعم ادعاء عدم وجود شريك.
إنشاء ادارة فلسطينية معترف بها في غزة، حتى لو اعتمدت بشكل كبير على حماس، تقدم مكافأة هامة أخرى لمصر، لأن هذا يعني تحييد تأثير قطر في غزة، ولن تتمكن تركيا من التمتع بالعمل الحر في المنطقة على الرغم من دعمها الهائل لحماس. كما ان إسرائيل لن تبقى بدون مقابل، لأنه إذا أصبح الاتفاق بين دحلان وحماس حقيقة واقعة، فإنه قد يعرقل أيضا تطلعات إيران في غزة.
لكنه ستبقى هناك مسألة واحدة صغيرة ستتضخم بسرعة: مسألة خلافة القيادة في المناطق. هل سيتمكن دحلان، الذي طرده عباس من حركة فتح في عام 2011، من تحويل غزة إلى رافعة سياسية تجعله وريثا لعباس أم أن قادة فتح سيطرحون زعيما من قبلهم؟ وكيف ستندمج حماس في القيادة الجديدة؟ ولكن وفقا لصيغة ليونارد كوهين، سنأخذ غزة أولا ومن ثم نأخذ رام الله.
المهمة: جعل بوتين يوقف الايرانيين.
يكتب البروفيسور ايال زيسر في "يسرائيل هيوم"، انه منذ وصول القوات الروسية إلى سورية قبل عامين لخوض حرب بشار الأسد ضد أعدائه، دأب رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الاجتماع مرة كل بضعة أشهر لضمان التنسيق الكامل بين القادة - ولكن أيضا بين القادة العسكريين للبلدين - من أجل ضمان عدم تسبب الوجود العسكري الروسي الضخم في سورية بالاحتكاك أو الحوادث التي لا يريدها احد.
لقد كان نجاح نتنياهو وبوتين كاملا، والدليل على ذلك ان الروس تصرفوا في سورية كما لو كانت لهم، بل نجحوا بإسقاط التمرد ضد النظام في دمشق، ولكن في الوقت نفسه واصلت إسرائيل الاحتفاظ لنفسها بحرية العمل الكاملة في الأراضي السورية، في كل مرة قررت فيها العمل من أجل مهاجمة قوافل الأسلحة والصواريخ التي سعت ايران لإيصالها إلى حزب الله.
لكن مشكلة إسرائيل لم تكن ابدا مع الوجود الروسي في سورية، وانما مع ايران وحزب الله، شركاء موسكو في الصراع لانقاذ الاسد. وبناء على طلب الروس، ارسل الإيرانيون عشرات الآلاف من المقاتلين من إيران وحزب الله، وأخيرا المتطوعين الشيعة من جميع أنحاء الشرق الأوسط. وهؤلاء كلهم يشكلون الان قوة قتال كبيرة في ساحات القتال في سورية.
لكن الآن، مع بوادر انتهاء الحرب في سورية، بانتصار بوتين والأسد والإيرانيين، بدأ صراع جديد في سورية – الصراع على السيطرة والنفوذ في الدولة "في اليوم التالي" للحرب. وتتمتع إيران وحزب الله بتفوق في هذا الصراع بسبب وجودهما العسكري في سورية. هدفهما واضح - تحويل سورية الى قاعدة امامية للعمل الذي يمكن أن يهدد إسرائيل وربما العمل ضدها ايضا، كما حاولوا بالفعل العمل على طول الحدود في مرتفعات الجولان. وفي الآونة الأخيرة، أفيد من سورية أن الإيرانيين كانوا يحاولون إنشاء قواعد عسكرية في البلاد وأن طهران أنشأت أيضا مصنعا للصواريخ في شمال سورية لصالح حزب الله.
بطبيعة الحال، لا يمكن لإسرائيل التسليم بوجود إيراني على حدودها، أو حتى داخل سورية. وهذا الموقف غير مفهوم على ما يبدو للروس، الذين هم على استعداد لإبعاد الإيرانيين عن الحدود مع إسرائيل ولكنهم بحاجة إليهم لضمان الهدوء المستمر في سورية. هذه هي المهمة التي تنتظر نتنياهو في اجتماعه اليوم مع بوتين، الاجتماع بالغ الأهمية في ضوء عدم رغبة واشنطن القيام بأي دور في تشكيل مستقبل سورية.
إيران توسع الجبهة الشمالية
يكتب غيورا ايلاند، في "يديعوت أحرونوت" ان زيارة نتنياهو إلى موسكو، اليوم، تعكس تغييرا للأسوأ وخطرا أمنيا كبيرا. الحرب الأهلية في سوريا تقترب من نهايتها، ويبدو أن تحالف بشار الأسد وحزب الله وإيران وروسيا هو الجانب الفائز. ولو كان هذا الانتصار سيؤدي فقط إلى استقرار نظام الأسد، لكان يمكن لإسرائيل قبول ذلك. لكن المشكلة هي أن إيران تطالب بتعويض عن الموارد العديدة التي استثمرتها في الحرب. وكما تسيطر الآن بشكل فعلي في لبنان - لأن حزب الله، الذي يخضع لسلطتها، هو القوة العسكرية الهامة الوحيدة في لبنان – فإنها تريد خلق واقع مماثل في سورية.
 من الناحية العملية، تسعى ايران الى إنشاء "حزب الله 2" - قوة من الميليشيات الشيعية التي سيتم نشرها على مرتفعات الجولان على طول الحدود مع إسرائيل، وستخضع لأوامر طهران. وعندما يحدث مثل هذا الوضع، فإن أي مواجهات مع حزب الله ستؤدي إلى مواجهة أوسع تشمل الساحة السورية. وعلاوة على ذلك، فإن الأسد، الضعيف والمُمتَّن لإيران، سوف يلتزم بالمساعدة. وعليه فإن المواجهة مع حزب الله يمكن أن تؤدي سريعا إلى حرب شاملة بين إسرائيل وسورية.
 إن الرافعة الإسرائيلية ضد هذا الاتجاه الخطير محدودة. فالدول تتصرف وفقا للمصالح. ولن يساعدنا الشرح للإدارة الأمريكية أو للرئيس الروسي لماذا يعتبر التوسع الإيراني سيء بالنسبة لنا. كما أنه لن يساعدنا بالضرورة التوضيح لبوتين بأن تعزيز الوجود الإيراني في سورية يتناقض مع المصالح الروسية على المدى الطويل. كما لن تساعدنا حقيقة أن ترسيخ إيران في سورية يزعج كل الدول السنية، وخاصة تركيا والمملكة العربية السعودية والأردن. فهي ضعيفة اكثر مما يمكنها أن تؤثر.
 إن الطريق لمنع هذا الاتجاه الخطير تتطلب من إسرائيل محاولة القيام بأربعة أمور. أولا، إقناع الولايات المتحدة بتنفيذ "صفقة" مع بوتين، تنص على أن الولايات المتحدة ستتعاون مع روسيا لإلغاء العقوبات الاقتصادية ضدها والاعتراف بوجودها في شرق أوكرانيا، وفي المقابل تمنع روسيا الوجود الإيراني في سورية.
 والأمر الثاني، هو أن نوضح لروسيا بأن إسرائيل ستتصرف عسكريا لمنع بناء قوة إيرانية بالقرب من حدودنا في مرتفعات الجولان. في العامين الماضيين، تمكنت إسرائيل وروسيا من التوصل إلى تفاهمات هادئة سمحت على ما يبدو للقوات الجوية الإسرائيلية بمهاجمة سورية فيما غض الروس النظر. بعد أن حققت روسيا ما تريده في سورية، فإنها لا تملك مصلحة في حدوث تصعيد عسكري آخر من شأنه أن يعرض إنجازاتها للخطر. ومن شأن رسالة إسرائيلية قوية وموثوقة بشأن هذه المسألة أن تلزم بوتين على اخذها في الاعتبار.
 الأمر الثالث هو تكرار الشرح لأصدقاء إسرائيل ولأعدائها أيضا، بأنه إذا بدأ حزب الله الحرب ضدنا، فلن تتوقف الحرب على محاربته وحده، بل ستكون حتما حربا شاملة بين إسرائيل والدولة اللبنانية. وهذا النهج صحيح وحكيم. انه مبرر لأن رئيس لبنان يدعي علنا أن حزب الله جزء من قوة الدفاع اللبنانية، وحكيم لأنه لا أحد، ولا حتى سورية وإيران، وبالطبع ليس السعودية وأوروبا والولايات المتحدة، يريد تدمير لبنان. رسالة اسرائيلية بهذا المعنى من شأنها ان تردع.
 والأمر الرابع هو استغلال الكراهية التي يشعر بها سكان مرتفعات الجولان السورية لإيران وحزب الله. يمكن لإسرائيل، بل وينبغي عليها، تعزيز علاقاتها مع هؤلاء الناس بشكل يفوق المساعدات المقدمة إلى السوريين الجرحى خلال الحرب الأهلية. لقد امتنعت إسرائيل عن ذلك حتى الآن كي لا يتم اعتبارها متورطة في الحرب الأهلية، ولكن في ضوء الواقع المتغير، تتعزز الحاجة لإنشاء حليف حقيقي بالقرب من الحدود في الجولان.
 خلاصة الأمر، للمرة الأولى منذ سنوات عديدة، يسود خطر حدوث تغيير استراتيجي سلبي في وضع إسرائيل، ومن المناسب تكريس كل ما يلزم من الاهتمام والجهود لهذا الموضوع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالثلاثاء 29 أغسطس 2017, 9:56 pm

29.08.2017

مقالات
خسارة على وقت المبعوثين
تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان زيارة الوفد الرئاسي الأمريكي إلى الشرق الأوسط، بقيادة صهر ومستشار الرئيس الأمريكي، جارد كوشنر إلى إسرائيل، استقبلت بعدم مبالاة تامة من قبل الجهاز السياسي ووسائط الإعلام والجمهور. وينطبق الأمر نفسه على اجتماع بنيامين نتنياهو مع كوشنر. ففي ختام الاجتماع يوم الخميس الماضي شكر الاثنان، كل منهما الاخر، على "الجهد" واكد مجددا "التزام" اسرائيل والولايات المتحدة تجاه بعضهما البعض وازاء "السلام". عدم المبالاة العامة التي حظيت بها الزيارة، من اليمين واليسار، مفهومة. فيف نهاية الأمر تعتبر كلمات "الجهد" و "الالتزام" و "السلام" لطيفة، لكنها ليست كافية لإقناع أي شخص بأن هناك أي شيء حقيقي على طاولة المفاوضات.
كما أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس محبط من السلوك الأمريكي. وقال: "لقد التقيت مع مبعوثي ترامب حوالي 20 مرة منذ توليه مهامه كرئيس للولايات المتحدة، وفي كل مرة اكدوا لي مدى ايمانهم والتزامهم بحل الدولتين ووقف البناء في المستوطنات. وقمت بحثهم على قول الأمر نفسه لنتنياهو، لكنهم يرتدعون عن ذلك. قالوا إنهم سيبحثون الأمر، لكنهم لم يرجعوا إلي".
إحباط عباس مفهوم. فجولة أخرى من الزيارات غير المجدية والحديث الواهي والمعروف لن يحل الصراع. هذا أمر جيد بالنسبة لأولئك الذين يهتمون فقط بإدارة الصراع، ويكتفون بالحفاظ على التعاون الامني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، لكنه ليس كذلك لأولئك الذين يتوقون إلى اتفاق سياسي أو يحلمون بدولتين لشعبين.
يمكن لكل من يتعقب تصريحات نتنياهو أن يلاحظ بأنه توقف حتى عن تصديق التزام ترامب بالتوصل إلى اتفاق سياسي. وإلا ما كان سيسمح لنفسه بالتعبير عن وجهات نظره المتشددة بشأن القضية الفلسطينية، كما عرضها في مؤتمر الدعم الذي تم تنظيمه له قبل أسبوعين، عندما أعلن معارضته لإقامة دولة فلسطينية ولكل انسحاب من الضفة الغربية.
إذا كان ترامب مهتما بالفعل بدفع "صفقة نهائية" أو "صفقة سلام" في الشرق الأوسط، كما ادعى فور انتخابه، يجب عليه أن يدعم إعلان النوايا هذا بمطالب حقيقية من كلا الجانبين، وأن يعرض علنا مخططا للاتفاق، بما في ذلك خريطة.
في هذه الأثناء، لم تقم الإدارة الأمريكية حتى بالتعبير عن تأييدها العلني لتجميد المستوطنات. ترامب يشغل منصبه الرئاسي منذ أقل من عام، ولكن الصراع قديم، وهكذا هي ايضا "العملية السياسية". لقد انتهى وقت التدابير، وحان وقت العمل. إذا كان ترامب لا يستطيع عمل ذلك، فخسارة على وقت مبعوثيه.
التقرير حول اضرار الجدار المحيط بغزة بات مكتوبا
يكتب شاؤول اريئيلي، في "هآرتس" أن حكومة نتنياهو كثيرا ما تدعي بأن الانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية، بين حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية، يشهد على غياب "عنوان واحد" يمثل الشعب الفلسطيني وقادر على فرض القانون في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويأتي هذا الادعاء لترسيخ الموقف الساذج لرئيس الحكومة نتنياهو، الذي يدعي انه يريد التفاوض على تسوية دائمة، ولكن "لأسفه" الشديد ليس لديه "شريك" لهذا.
الحقيقة هي أن حكومة نتنياهو تسعى بكل قواها لترسيخ هذا الانقسام الذي يخدم مصلحتها بعدم المضي قدما في حل الدولتين. إسرائيل معنية بسيطرة حماس في غزة. إنها تريدها أن تكون قوية بما فيه الكفاية للسيطرة على الفصائل الإسلامية الأكثر تطرفا والغير ملتزمة ازاء السكان المحليين، ها تريدها، أيضا، ان تبقى أضعف من أن تهدد بمغامرة عسكرية ضد إسرائيل.
وتسعى إسرائيل إلى الحفاظ على هذا التوازن الهش في قدرات حماس، التي تسعى في حد ذاتها إلى انتهاكه بسبب رؤيتها القومية - الدينية لفلسطين واحدة، وضغط الجمهور الفلسطيني من أجل وجود قابل للتحمل. وفي بعض الأحيان تنجر اسرائيل رغم إرادتها الى حرب محدودة – الرصاص المصبوب، عامود السحاب والجرف الصامد. كلها ذات نمط متشابه ومتكرر – الى عمليات قصف، والدخول إلى ضواحي المنطقة المأهولة فقط والعودة الى الخط الأخضر، بواسطة اتفاق جزئي يتم التوصل إليه من قبل طرف ثالث، فيما يحصي الجانبان الاصابات في صفوفهما، ويضيف سكان غزة الى ذلك الدمار الذي لحق بالمنازل ومنظومات الحياة. وهذا كله من أجل العودة إلى الوضع الراهن الوهمي الذي يخدم مصالح حكومة نتنياهو.
للأسف الشديد، فان هذا الوضع الراهن الوهمي قوبل بانتقادات رسمية فقط بعد المواجهة الأخيرة، الجرف الصامد. ويشير تقرير مراقب الدولة بشكل حاسم إلى عدم دراسة البدائل لمنع المواجهة، وكان المقصود في الأساس التدابير والاتصالات السياسية.
في هذه الأيام، تقوم إسرائيل مرة أخرى بتحرك كبير في قطاع غزة - يختلف عن سابقاته و دفاعي في جوهره. انها تستعد ضد ما يطلق عليه نتيجة خطأ مهني "التهديد الاستراتيجي" لأنفاق حماس الهجومية. وزارة الأمن، برئاسة أفيغدور ليبرمان، الذي اجاد قبل تعيينه التهديد بإبادة حماس اذا رفضت اعادة الجثث أو تجرأت على رفع رأسها ضد إسرائيل، يبني "أم جميع الجدران" حول قطاع غزة. مشروع تقدر تكلفته الأولية بثلاثة مليارات شيكل. وبلغة عبرية بسيطة: 50 مليون لكل كيلومتر واحد. يجب التذكير بأن التقديرات الأولية لبناء الجدار الفاصل في الضفة الغربية في ذلك الوقت كانت أقل من اربعة ملايين شيكل لكل كيلومتر واحد، ووصلت في نهاية الأمر إلى 16 مليون شيكل لكل كيلومتر. بمعنى آخر، يمكن لنا مشاهدة جدار ذهبي ستصل تكلفته إلى 150 مليون شيكل للكيلومتر الواحد، إضافة إلى تكلفة الصيانة، التي ستصل إلى ملايين الشواكل.
تاريخ بناء العوائق في إسرائيل وحول العالم يدل على أنه لا يوجد عائق يمكنه أن يوفر حلا كاملا طالما أن دوافع أولئك الذين يسعون إلى عبوره قائمة. ولا يهم ما إذا كانوا يبحثون عن عمل أو مهاجرين أو مهربين أو ناشطين إرهابيين. منذ بناء السياج حول قطاع غزة في عام 1994، اضطرت وزارة الأمن إلى تحديث تكنولوجيا السياج عدة مرات، لأن المتسللين عثروا دائما على وسيلة للتعامل مع الابتكار الذي طرح امامهم.
إن الحاجز الذي يجري بناؤه اليوم يقوم على مفهوم مختلف، في أساسه انشاء جدار تحت الأرض ضد الأنفاق. طريقة التسلل يمكن أن تستبدل عاجلا، بطريقة أخرى، قبل أو بعد أن تكمل إسرائيل المشروع وتضر بالبيئة، وتتركنا مع فيل أبيض، كان يمكن للمليارات التي استثمرت فيه أن تحدث تغييرا كبيرا في بعض مجالات حياتنا (رفاهية العجزة، الناجين من الكارثة وغير ذلك).
إسرائيل لديها تاريخ معروف من الفجوة بين النية المعلنة والنية الخفية في كل ما يتعلق ببناء الجدران. الجدار الذي بني في الضفة الغربية بسبب الحاجة الأمنية سرعان ما أصبح جدارا يسعى إلى إقامة الحدود السياسية، في حين أنه ينبغي أن يجعل معظم الإسرائيليين الذين يعيشون في الضفة الغربية في الجانب "الإسرائيلي"، حتى إذا كان مساره يتناقض أو يقوض الاعتبارات والاحتياجات الأمنية. وقد تحطم هذا الطموح على صخرة الضغط الدولي وقرارات المحكمة العليا، مما أدى إلى انشاء جدار على طول مسار أمني أكبر، ولكنه لا يزال مع ثغرات، نتيجة ضغوط المستوطنين على الحكومة الإسرائيلية.
إذا كان الأمر كذلك، فمن الممكن جدا أنه بالإضافة إلى انتشارها غير المتناسب مع تهديد الأنفاق، فان إسرائيل تستعد لتهديد أكبر. ربما تقوم إسرائيل باستكمال الجدار الضخم كجزء من الاستعداد ليوم حدوث الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، التي يعتقد الكثير من الناس بأنها باتت قريبة، وانها ستؤدي الى انهيار النظم الصحية والطاقة والمياه والصرف الصحي، وتدفع مئات الآلاف من سكان غزة المتضررين باتجاه إسرائيل. فالسياج الحالي لن يتحمل ضغط الجماهير وسينهار، كما حدث عدة مرات في قطاع غزة والضفة الغربية. ويمكن للعائق العملاق الجديد أن يساعد الجيش الإسرائيلي على التعامل بشكل أفضل مع تدفق سكان غزة، ولكن قد تضطر إسرائيل إلى تفعيل أنظمة أخرى، أشد عنفا، إذا كان هروب اللاجئين من غزة سيحمل معاني أن تكون أو لا تكون.
في بناء الحاجز الجديد، ستكمل إسرائيل فعليا وبمساعدة كاملة من قبل حماس، تحويل غزة إلى قفص عملاق بدون مخرج وبدون أمل لقرابة 2 مليون شخص، الأمر الذي سيضعها في نقطة تدني أخلاقي وسياسي عميقة.
وفي المقابل سيتم توجيه ضغط الهاربين من غزة، على ما يبدو، ايضا نحو الحدود بين غزة ومصر، وسيحمل في طياته موجات من الصدمات باتجاه إسرائيل ايضا. المصريون الذين يقومون منذ سنوات ببذل كل الجهود لرفض تسلم قطاع غزة الذي تدفعه إسرائيل باتجاههم، قد يعالجون موجة اللاجئين من أجل عدم إثارة غضب الشارع المصري، الذي سيتم تأجيجه من قبل الإخوان المسلمين، لكن مصر ستضطر الى الرد على المستوى السياسي مقابل اسرائيل. ويمكن افتراض أن رد الأردن سيكون مطابقا لرد مصر، لأسباب مؤثرة مماثلة، بالإضافة إلى الخوف من وصول اللاجئين اليه عبر مصر.
من الممكن بالفعل التكهن بالنقاط الرئيسية التي سيتضمنها تقرير لجنة التحقيق الحكومية بشأن كل واحد من السيناريوهات المحتملة: تحويل الجدار إلى فيل أبيض نتيجة لإيجاد بديل للتسلل والتهديدات ضد إسرائيل، أو الثمن السياسي-الاجتماعي الذي ستدفعه إسرائيل نتيجة انهيار النظم في غزة. وستكون ابرز تلك النقاط مشابهة تماما (لما جاء في تقرير الجرف الصامد): "لم يتم بحث البدائل السياسية".
ولذلك، يتفعل حكومة نتنياهو خيرا إذا فكرت في إزالة معارضتها لقيادة مشتركة في الجانب الفلسطيني، ما يسمى ب "اتفاق المصالحة"، لا بل قيامها بتشجيعه. ومن شأن منح دعم قوي لمحمود عباس أن يساعده على صياغة روح ومضمون اتفاق، برؤية طويلة الأجل، لحل الصراع. وفي الوقت نفسه، يجب على إسرائيل أن تستعد مع مصر للعمل المشترك لمنع الأزمة الإنسانية من خلال زيادة تصاريح الدخول للغزيين، وزيادة الصادرات من القطاع إلى إسرائيل والضفة الغربية، وتيسير دخول المواد الخام ذات الاستخدام المزدوج، وزيادة نطاق الصيد، بل حتى اعتماد أحد الحلول لبناء ميناء بحري مراقب.
داعش: التطرف يرتد الى نحره
يكتب البروفيسور أيال زيسر في "يسرائيل هيوم" ان حزب الله والجيش اللبناني استكملا، يوم الأحد، احتلال جرود عرسال في شرق البلاد، التي تمتد على بضع مئات من الكيلومترات على طول الحدود مع سورية، والتي سيطرت عليها قوات "داعش" و "جبهة النصرة" في السنوات الأخيرة وحولتها الى نقطة انطلاق للهجمات والعمليات داخل لبنان. وبذلك تم طرد داعش نهائيا من لبنان، فيما سارع نصر الله الى اقتطاع الاعتماد لتنظيمه والمفاخرة بأن فوزه هذا كان مساويا لانسحاب إسرائيل الأحادي الجانب من جنوب لبنان في أيار 2000. ولكن يجب الاعتراف بأنه كان لدى نصر الله سببا للاحتفال، لأن الإنجاز في المعركة مع داعش عزز صورته في نظر الكثيرين في البلاد كـ "مدافع عن لبنان" في مواجهة تهديد داعش وأمثاله.
وقبل وصول بشائر الانتصار من لبنان، تمكن الجيش السوري، بمساعدة روسيا وإيران، من السيطرة على المعاقل الأخيرة لداعش في غرب سوريا، حول مدينة حمص في وسط البلاد، وفي منطقة السويداء في الجنوب. وبدأ جيش بشار أيضا في التوجه إلى مدينة دير الزور، أهم مدينة في شرق البلاد.
ومن اجل استكمال الصورة، جاء من بغداد، يوم الاحد، ان الجيش العراقي انهى احتلال مدينة تلعفر في غربي العراق، وهى اخر مدينة سيطر عليها داعش في العراق.
اذن، فقد تراجع حلم داعش بإقامة الدولة الإسلامية. في غضون بضعة أشهر، انهارت الإمبراطورية التي سعى الى اقامتها لنفسه، والتي امتدت على مئات الآلاف من الكيلومترات، التي تزيد في حجمها عن مساحة بريطانيا أو فرنسا. ان ما قاد إلى فشل داعش هو تطرفه الذي لا هوادة فيه وافتقاده الى القيود، الأمر الذي أثار ضده، بل وحد بشكل خاص العالم كله ضده. لكن نجاح الكفاح ضد داعش نسجل كله لصالح الأميركيين. ففي النضال ضد داعش، تم الكشف عن عظمة واشنطن، فضلا عن ضعفها. من ناحية، القدرة على القيام بتحرك عسكري معقد، ومذهل، ولكن في الوقت نفسه، غياب استراتيجية شاملة "لليوم التالي" تكفل ثمار النصر للولايات المتحدة وحلفائها.
لقد وجه الأمريكيون الضربات الجوية لداعش، فانهارت الكثير من مؤسسات الدولة الإسلامية، والأهم من ذلك، نجحوا في تجميع القوات المحلية، التي تمكنت بمساعدة من القوات الأمريكية، من الإطاحة بسلطة داعش. وفقط، بعد أن فقدت داعش مراكزها الإدارية وانهارت دولتها، نجح حزب الله والجيش اللبناني، وكذلك الجيش السوري، في طرد مقاتلي التنظيم من المواقع التي سيطر عليها في غرب سورية وعلى الحدود مع لبنان.
لكن هذه الحقيقة لم تمنع نصر الله وبشار، أو حتى حلفائهم الآخرين من المفاخرة بالانتصار على داعش ونسبه لأنفسهم. بل إن بشار تعالى على نفسه عندما قال في خطابه، الأسبوع الماضي، بان الأميركيين ليس فقط لم يسهموا في هزيمة داعش، لا بل كانوا هم وراء ظهوره والمسؤولين عن نموه.
لكنه اتضح بأن واشنطن تفتقد الى استراتيجية لليوم التالي لهزيمة داعش، بل إنها مستعدة، عمليا، لإيداع سورية في أيدي موسكو كي تضمن الاستقرار والهدوء. هذا هو على ما يبدو ثمن بقاء بشار الأسد على كرسيه. استمرار الوجود الإيراني في جميع أنحاء سورية، وإن لم يكن على الحدود مع إسرائيل، هو جزء من هذه الصفقة الأمريكية الروسية. إن سقوط داعش لا يبشر بإزالة الظل الذي يهدد الأردن وإسرائيل، وانما استبداله بظل آخر، وأكبر بكثير، هو ظل إيران.
مسؤول رفيع: "المفاوضات في موضوع الأسرى في غزة عالقة فعلا.. واسرائيل لن تقوم بعمل عسكري لتحريرهم خشية انهيار سلطة حماس"
في تقرير تنشره "يديعوت أحرونوت"، حول حالة المفاوضات بين إسرائيل وحماس في موضوع الاسرى، قال مسؤول كبير مطلع على قضايا السجناء والمفقودين في جهاز الاستخبارات، ملخصا ما تم حتى الان: "في كلمة واحدة - عالقة - بكلمتين - عالقة فعلا". فيما وصف أحد قادة الجهاز الوضع، خلال محادثة مع رئيس الوزراء بمقولة  "non-starter"."  وبعبارة أخرى، لا توجد صفقة ولا يتوقع التوصل الى أي صفقة قريبا.
وجاءت هذه التصريحات عقب استقالة المقدم ليؤور لوطن، منسق شؤون الأسرى والمفقودين في ديوان رئيس الوزراء، والانتقادات الشديدة التي وجهتها عائلتي الجنديين المحتجزة جثتيهما لدى حماس، شاؤول وغولدين، لوزير الأمن أفيغدور ليبرمان، والذي وصفوه "بالجبان والضعيف".
ملخص الأمور مقابل حماس، كما ينعكس من وجهة نظر جهاز الاستخبارات حاليا هو كالتالي: خلال السنة الاخيرة تم بذل جهود لفحص اوضاع الأسرى والمفقودين في قطاع غزة. ويستدل من كل المعلومات الاستخبارية، وبشكل مؤكد، ان حماس تحتجز مواطنين على قيد الحياة: ابرا منغيستو (30) من اشكلون، والمتواجد في القطاع منذ أيلول 2014، وهشام شعبان السيد، من سكان حورة، والذي اجتاز الحدود الى غزة في نيسان 2015. كلاهما على قيد الحياة، لكنهما يعانيان من مشاكل جسدية ونفسية ويحتاجان الى الدواء بشكل دائم. لقد حاولت اسرائيل، بنجاح غير معروف، تحويل الادوية التي يتناولانها، بواسطة عدد من الوسطاء والمسارات. كما تحتجز حماس جثتي الجنديين هدار غولدين واورون شاؤول، اللذين تعتبرهما اسرائيل شهيدين.
بالإضافة الى ذلك تحتجز حماس مواطنا آخر – جمعة ابراهيم ابو غنيمة، الذي يعتبر جهاز الاستخبارات وجوده في غزة "قضية امنية"، ولذلك فانه ليس مشمولا بين الأسرى والمفقودين ويسود الشك الكبير بأنه يريد العودة الى اسرائيل.
هناك شخصان من حماس يديران المفاوضات مع اسرائيل: زعيم حماس في القطاع يحيى سنوار، ومساعده جهاد يغمور. كلاهما من محرري صفقة شليط. عالم صغير ومتوحش: كلاهما كانا في السجن، ايضا، بسبب مشاركتهما في التخطيط والمسؤولية عن اختطاف الجندي نحشون فاكسمان، الذي اصيب لوطن بجراح بالغة خلال  محاولة انقاذه.
بعد اطلاق سراحهما من السجن وعد كلاها الأسرى الذين يقوا في السجن بأنهما سيهتمان بهم ولن يتخليا عنهم، وسنوار يرى في هذا التعهد مسألة يتحتم تحقيقها.
بسبب النجاح الكبير الذي حققته حماس في صفقة شليط – هكذا يرون الامور هناك، وكذلك في صفوف الجمهور الفلسطيني – فانه يسود التوقع بأن صفقة شليط ستكون الحد الأدنى للصفقة الجديدة. ولتوضيح ذلك اشترطت حماس كشف أي معلومات عن مصير الأسرى والمفقودين بإعادة اطلاق سراح كل محرري صفقة شليط الذين اعتقلتهم اسرائيل مجددا.
لقد سبق وحولت حماس الى اسرائيل، عبر وسطاء، شروطها الرئيسية للصفقة، وهي تشبه، الى حد ما، عدد الأسرى الذين تم اطلاق سراحهم في اطار صفقة شليط – حوالي 1000 اسير حي، وجثث وشروط اخرى. وقد رفضت اسرائيل هذه الشروط بشكل قاطع. وقال لوطن، بموافقة رئيس الحكومة ووزير الامن والمجلس الوزاري الامني: "لا يوجد ما نتحدث عنه".
وقال مصدر اسرائيلي رفيع ان "اسرائيل اليوم هي ليست اسرائيل التي كانت عشية صفقة شليط. اولا، لأن الصفقة التي تمت جرّت انتقادات شديدة من قبل الجمهور، وثانيا، لأن المواطنين على قيد الحياة ووصلا الى أيدي حماس بطريقة ما، وبذنب منهما، ولا يعتبرهما الجمهور كالجنود الذين سقطوا في الأسر عندما خرجوا للدفاع عنه. وثالثا، لأنه بعد استنتاجات لجنة شمغار، تسود ايضا في اوساط القيادة السياسية والاستخبارات والجيش والجمهور الرغبة باستبدال جثث بجثث وعدم دفع الثمن بأسرى احياء، وبالتأكيد ليس اسرى ملطخة ايديهم بالدم".
لقد فهم المقدم لوطن، بأنه في الوضع الحالي لا توجد فرصة للتوصل الى صفقة، فقرر الاستقالة من منصبه، بعد ثلاث سنوات منهكة وصعبة، عمل خلالها تطوعا.
وماذا بالنسبة لمطالبة الاهالي بالعمل بطرق اخرى ضد حماس – عمليات عسكرية لتحرير الجثث والاسرى او ممارسة الضغط الاقتصادي والدولي الثقيل على حماس؟ يمكن التكهن بأن الجهاز الأمني لن يسارع الى تنفيذ أي عملية عسكرية تهدد حياة الجنود من اجل تحرير المدنيين وجثتي الجنديين.
وحول ممارسة الضغط الاقتصادي، كإغلاق القطاع نهائيا، ومنع دخول البضائع والمعدات والمواد الغذائية، يقول المسؤول الرفيع: "ليس من المرغوب فيه بتاتا اليوم، فرض "مقاطعة الكزبرة" الشهيرة – خطوات المقاطعة والحصار التي فرضتها وزارة الامن على غزة بهدف ممارسة الضغط على حماس لإطلاق سراح شليط – اولا، لأن هذا لم ينجح في المرة السابقة ايضا. لم نحصل على شليط رغم كل الخطوات، خاصة اعتقال قادة حماس، او اعمال القصف او تشديد الحصار على غزة. ثانيا، الازمة الانسانية في غزة شديدة ووضع السكان هناك سيء جدا، ومن شأن كل تغيير ان يؤدي الى انفجار وانهيار سلطة حماس، وحدوث حالة من الفوضى وحرب مع اسرائيل.
عمليا، يلخص المصدر: "اسرائيل معنية باستقرار سلطة حماس في غزة، لأن البديل أسوأ بكثير. هذا هو سبب عدم ممارسة ضغط ثقيل من اجل اعادة الاسيرين وجثتي الجنديين".
"اسرائيل لن تعلم الكرملين"
يكتب شمعون شيفر، في "يديعوت احرونوت" ان التصريحات التي ادلى بها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بعد اجتماعه بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كانت حازمة. وبلغة حادة وواضحة تحدث نتنياهو عن ترسيخ القوات الايرانية في سورية ولبنان، وقال: "اعربت امام بوتين عن خطورة الموضوع واوضحت بأن هذا ليس مقبولا علينا. هذا موجه ضدنا ولذلك لن نكون غير مبالين". وكان الطلب واضحا: يجب على روسيا الوقوف الى جانب اسرائيل ومنع تعزيز قوة ايران.
يصعب التشكيك في الخطورة التي ينظر رئيس الحكومة من خلالها الى الوضع وشكل عرضه للأمور امام بوتين. لكنه ليس من المؤكد بتاتا ان الرئيس الروسي تقبل الأمور – او ينوي عمل شيء بشأنها.
في مقال يصف اللقاء كتبت صحيفة "برافدا" انه "حسب شهود عيان حضروا الجانب المفتوح من المحادثات، بدا رئيس الحكومة متأثرا، بل كان، احيانا، قريبا من الذعر. صحيفة "برافدا" تعتبر بوقا للنظام الروسي، وحسب مسؤول سابق في الجهاز السياسي – الأمني، فإنها مصدر الوصف لما حدث في الكرملين. وحسب المسؤول، من المعقول ان بوتين نفسه وقف وراء التحديد القاسي بالنسبة لإسرائيل.
"على الرغم من حالة نتنياهو العاطفية، الا ان الرئيس الروسي بقي هادئا"، تواصل الصحيفة وصف المشهد. "لقد قال بوتين ان 'ايران هي حليف استراتيجي لروسيا في الشرق الأوسط'، بل أضاف ان 'اسرائيل هي أيضا شريك هام بالنسبة لروسيا في المنطقة'، وأشار الى ان موسكو تأخذ في الاعتبار المصالح الأمنية لدولة اليهود".
وادعت الصحيفة ان "كابوس نتنياهو تحقق لأن بوتين رفض تهديداته". وتؤكد المقالة بأن نتنياهو فشل باقناع بوتين – وحسب الكُتاب، فان روسيا ستواصل العمل لتعزيز مكانة طهران في المنطقة. "اسرائيل لا يمكنها ان تعلم الكرملين كيف يجب على صناع السياسة الروسية ترسيخ سياستها في الشرق الاوسط. روسيا ستواصل تعزيز وتضخيم تأثير ايران في المنطقة في مواجهة القصور الملكية العربية التي تحاول، سوية مع اسرائيل، انشاء تحالف عسكري على غرار حلف شمال الأطلسي، الذي يخضع لهيمنة وتوجيهات الامريكيين".
الاستنتاج الذي خرج به المسؤول الاسرائيلي، الذي اطلع في السابق على كل الاتصالات بين نتنياهو وبوتين، هو انه على الرغم من تهديدات رئيس الحكومة بضرب الايرانيين – فإننا سنكون خلال الفترة القريبة شهود على ترسيخ ايران في سورية، وتعزيز نظام الأسد واستمرار تسلح حزب الله.
في الصحيفة يؤكدون وجود حقيقة في الادعاءات الاسرائيلية: "حسب بعض الخبراء، فان نتنياهو لا يبالغ جدا حين يتحدث عن مخططات طهران لتوسيع تأثيرها في الشرق الأوسط كله. في 22 آب وصل الى بيروت نائب وزير الخارجية الإيراني واجرى هناك محادثات مع نصرالله. وفي اليوم التالي تم استقباله لدى رئيس الحكومة اللبنانية الذي قال: 'اسرائيل والارهاب هما التهديدان الأساسيان للبنان والشرق الاوسط كله".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالأربعاء 06 سبتمبر 2017, 10:34 pm

06.09.2017


مقالات
اتفاق السلام مع مصر يواجه الخطر
يكتب سفير اسرائيل سابقا لدى مصر يتسحاق لفون، في "هآرتس" انه خلال اجتماع عقد مؤخرا للجنة الفرعية للشؤون الخارجية، قيل ان استمرار العلاقات الأمنية مع مصر اهم بالنسبة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من اعادة تفعيل السفارة الاسرائيلية في القاهرة (براك ربيد ، هآرتس 8.Cool. ليس هناك خطأ أكبر من هذا. فالعلاقات بين البلدين، التي تقوم فقط على ساق الأمن والاستخبارات فقط، تعتبر محدودة في الوقت. فهي تقوم طالما كانت هناك مشكلة مشتركة أو عدو مشترك وتختفي مع اختفاء المشكلة. هذا هو الوضع اليوم بيننا وبين مصر.
وعلى النقيض من هذا الواقع، فإن العلاقات القائمة على مجموعة واسعة من المصالح - الاقتصادية والتجارية والثقافية والسياسية - تضمن العلاقات المستقرة والدائمة. وفي مثل هذه الحالة، سينظر كل بلد بعناية الى ما سيخسره قبل اتخاذ خطوة حادة في العلاقات الثنائية. وهذا ما فعلته مصر قبل مواجهتها مع قطر. ما هي مصلحة إسرائيل إذا قررت، لأي سبب من الأسباب، زيادة تقليص العلاقات؟ انظروا كيف قرر الملك الأردني بسهولة عدم السماح بعودة سفيرتنا في الأردن. لو كانت هناك مصالح أوسع نطاقا، لكان الملك سيفكر في الأمر بجدية أكبر.
منذ فترة الرئيس حسني مبارك، تراجعت العلاقات الثنائية. بعد اغتيال أنور السادات، سعى مبارك للعودة إلى العالم العربي ودفع ثمن ذلك بالعملة الإسرائيلية. لقد صمتت إسرائيل ولم تفعل شيئا. واليوم، ما تبقى من العلاقة هو اتفاق المناطق الصناعية المشتركة، الذي يوفر سبل العيش لمئات الأسر المصرية. لقد الحق مصر الضرر باتفاق الغاز وحددت نشاط السفارة، لكنها لم تسبب أي ضرر لاتفاق المناطق الصناعية، لأن المقصود مصلحة مصرية واضحة.
إن الفكرة السائدة لدينا والتي ترى في الساق الأمنية أكثر أهمية من تعزيز العلاقات الثنائية، هي فاتحة لمشاكل مستقبلية في علاقاتنا مع مصر. ليست لدينا مصالح مشتركة للدفاع عن السلام.
يجب على رئيس الحكومة وقادة الدولة المبادرة الى عقد لقاء قمة مع القادة المصريين، بعيدا عن وسائل الإعلام، من أجل وضع خطة عمل سريعة لعودة السفير وفريقه إلى القاهرة وتكثيف العلاقات الثنائية في جميع المجالات، تماما كما نسمح نحن للسفارة المصرية في إسرائيل. بقاء الوضع الحالي سيعرض اتفاق السلام مع مصر الى الخطر.
قاموس جديد
يكتب عوزي برعام، في "هآرتس" ان الحكومة الحالية لم تمل من الديمقراطية وسلطات القانون فحسب. بل إنها تمل وتشمئز من اللغة المتعارف عليها. لقد تم ايداع قاموس ابن شوشان في القبو، ولدينا الآن تفسير جديد للعبرية الدارجة من مدرسة نتنياهو - شكيد. التعريفات الجديدة تترسخ في واوساط جمهور كبير وتتحول إلى تعابير لغوية تنتقل الى التاجر:
إذا كنت لا تحتمل العرب ولا تعترف بأي حق لديهم، فأنت صهيوني حقيقي.
إذا كنت تعامل العرب كبشر ولكنك لا تعترف بأي حق لديهم، فأنت لا تزال صهيونيا.
إذا تعاملت مع العرب كبشر واعترفت بحقهم في التفاوض على مستقبلهم في أرض إسرائيل الغربية، فأنت ما بعد الصهيونية.
إذا تعاملت مع العرب كبشر واعتقدت أن الاحتلال ينتهك حقهم كأفراد وشعب، فأنت معادي للصهيونية.
إذا تعاملت مع العرب كبشر واعتقدت أنه يجب السماح لهم بإنشاء دولتهم في أرض إسرائيل الغربية - فأنت معادي للصهيونية وعلى وشك الخيانة.
إذا كنت تعتقد أنه ينبغي بذل جهد لبناء الثقة مع الفلسطينيين وتعترف بحقهم في تقرير المصير في دولة داخل حدود عام 1967، فأنت خائن حقيقي.
كما أعيد تفسير تعريف "الوطني".
إذا كنت تؤيد ما فعله اليؤور أزاريا وتعارض كل خطوة تم اتخاذها ردا على شجاعته - فأنت وطني كامل.
إذا كنت تتحفظ من عمله، ولكن تعتقد أنهم لم تكن حاجة لمحاكمته - فأنت "وطني من الصالحين".
إذا كنت تعتقد أن عمل أزاريا يتناقض مع معايير الجيش الإسرائيلي وأن المحاكمة جرت بشكل قانوني - فأنت هزائمي منافق.
إذا كنت تعتقد أن الجهاز تساهل في الحكم على متهم ثبتت تهمته بوضوح - فأنت تخدم العدو وتضعف أيدي جنود الجيش الإسرائيلي.
أنا لا أعيش في حالة من جنون العظمة. لا أعتقد أن هذا هو القاموس الأكثر شيوعا بين الجمهور، ولكنه ينتشر في داخله. في كفاحه من أجل البقاء، يقتلع بنيامين نتنياهو كل المعايير المقبولة، يحتقر كل انتقاد لكونه "رئيس حكومة اليمين". إن سلوكه والرسائل التي ينقلها اصبحت بالغة التطرف لدرجة أننا نخاطر بشكل وجودي حقيقي بتقسيم الشعب اليهودي إلى شعبين - أحدهما في إسرائيل، والآخر في الشتات - يعاديان بعضهما البعض.
زيارته إلى جنوب تل أبيب تشكل مثالا على عدوى الترامبية التي التصقت به. رئيس الحكومة المسؤول كان سيذهب ويجلس مع وفد من اللاجئين ويشرح سياسته ويسمع مشاكلهم ولا يعاملهم كما فعلت "وزيرة كل شيء" ميري ريغف التي قالت إنهم "سرطان في جسدنا".
أعتقد أن هناك صراع كبير يجري تحت السطح بين الأجلين القصير والطويل. على المدى القصير، "لن نعيد المناطق"، "سنحافظ على السيادة على جبل الهيكل"، "سننظر في ضم المناطق". وعلى المدى الطويل، كل من لا يريد الحديث عن خطوط عام 1967 سيتحدث عن خطوط عام 1948. كل من اضطهد كل زعيم فلسطيني يريد التوصل إلى اتفاق الدولتين سيحصل على تمثيل عربي يقول أن المشكلة هي النكبة، وليست خطوط 1967.
يمكن للمدى الطويل أن يضربنا بشدة، لأننا تماما كما كان قبل حرب يوم الغفران، متعجرفون وتغمرنا الأوهام. نتنياهو لا يعد جمهوره لليوم الذي سيأتي. وعندما يأتي، لا تقولوا "نحن جميعا مذنبين" لأنكم "أنتم المذنبون".
الموقف الروسي يكشف التهديد الأمريكي لإسرائيل
يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس"، ان حق النقض الذي هددت روسيا بفرضه على مشروع قرار لتجديد ولاية اليونيفيل في لبنان، إذا ما ذكر فيه اسم حزب الله كمنظمة إرهابية، يشهد ظاهريا على موقف يمكن أن يضر بمصالح إسرائيل الأمنية. وحسب ما نشره براك ربيد في "هآرتس"، امس، ان هذا الموقف يدل على الخلاف الشديد بين إسرائيل وروسيا فيما يتعلق بالاتفاق في سورية.
لقد سارع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى نفي هذا التفسير قائلا: "لقد أوضحنا للإسرائيليين أنه إذا كانت لديهم أية مخاوف بشأن المس بأمنهم، فلا ينبغي أن يكون هناك أي أساس لهذا القلق، لأننا ملتزمون بعدم حدوث ذلك". ولكن من المشكوك فيه ما إذا كان يمكن لهذا التصريح أن يطمئن القدس. هناك خلافات عميقة بين إسرائيل وروسيا في كل ما يتعلق بإنشاء مناطق أمنية في سورية. وينطبق هذا بشكل خاص على وجود القوات الإيرانية والموالية لإيران، بما في ذلك حزب الله، بالقرب من الحدود الشمالية-الشرقية لإسرائيل، ولكن أيضا بشأن ترسيخ القوات الإيرانية في بقية أنحاء البلاد. وبالتالي، فإن الدرع الواقي الذي وفرته روسيا لحزب الله في الأمم المتحدة يعتبر اختبارا دبلوماسيا لجدية تصريحات روسيا ازاء إسرائيل.
صحيح انه لا حاجة للتذكير بأن اتفاق إقامة المناطق الأمنية تم بموافقة الولايات المتحدة، وأنه لا يشمل طرد القوات الإيرانية أو حزب الله. لقد اتفقت روسيا مع ايران على اعادة نشر قسم من القوات الموالية لإيران، التي تم نشرها بالقرب من الحدود مع الأردن واسرائيل، وأن تقوم القوات الروسية بالإشراف على تطبيق وقف اطلاق النار في المنطقة الأمنية الجنوبية. لقد حصلت إسرائيل على عدة فرص للتعبير عن تحفظاتها من الاتفاق، سواء أمام الإدارة الأمريكية أو على مسمع الرئيس بوتين، ولكن مصالح هاتين القوتين تعتبر أوسع وأعمق في نظرهما من مصالح إسرائيل.
الواقع على الأرض هو أن روسيا تسعى إلى وقف شامل لإطلاق النار في سورية، وهو طموح تشاركها فيه الولايات المتحدة، ومن أجل تحقيق ذلك، فإنها ملزمة بأن تأخذ في الاعتبار مصالح إيران، التي أصبحت شريكا كاملا في إدارة الأزمة في سورية. بالنسبة لروسيا تعتبر مسألة انتشار حزب الله في جنوب لبنان وتطبيق القرار 1701، مسألة هامشية. وفي رأيها فانه حتى لو انتهك حزب الله مبادئ القرار، فإن ذلك لا ينتقص من صلاحيات قوة الأمم المتحدة بالإشراف على تنفيذ القرار، وليس هناك ما يدعو إلى تغيير صيغة القرار، كما صودق عليها بعد حرب لبنان الثانية بموافقة إسرائيل. وبالمناسبة، حتى في نظر إسرائيل، فإن الصياغة المقترحة ليس لها أي أهمية عملية، إذ إنها حتى بدون تعريف المنظمة كمنظمة إرهابية، فإنها ترى نفسها حرة في مكافحتها بكل الطرق.
روسيا لا تُعرف حزب الله كمنظمة إرهابية وتعتبره هيئة مشروعة. ومن ناحية أخرى، فإنها تغض الطرف، بل تسمح لإسرائيل بضرب قوافل الأسلحة التي تأتي من سورية إلى حزب الله في لبنان. وهنا يكمن التفنيد لموقف روسيا، لأنها إذا كانت لا تعتبر حزب الله منظمة إرهابية، فلماذا توافق على السماح لإسرائيل بمهاجمة شحناته من الأسلحة؟ ويكمن الجواب على ذلك في الاتفاقات غير الرسمية التي تمت بين إسرائيل وروسيا كجزء من التنسيق العسكري المطلوب بين البلدين. ويهدف هذا التنسيق إلى منع الضرر المتبادل بين الطائرات الإسرائيلية والروسية أثناء عملياتهما فوق الأراضي السورية. كما أن هذه الاتفاقيات لا تنبع من حقيقة أن روسيا قلقة جدا إزاء أمن إسرائيل، وانما بسبب فهمها للواقع في سورية، وهي تنبع من نهج عملي يفضل تجنب المواجهة الجوية مع إسرائيل من أجل ضمان نشاط القوات الجوية الروسية والسورية. وإذا  نتج عن ذلك  تعطيل شحنات الأسلحة إلى حزب الله، فهذا هو سعر هامشي بالمقارنة مع الربح الاستراتيجي.
لكنه توجد لروسيا أيضا، مصلحة سياسية تتجاوز القضية السورية. فالخلاف الواسع بين الكرملين والبيت الابيض يشير الى خطر جديد يتمثل في محاولة روسيا نسف اي مبادرة سياسية او عسكرية تقترحها واشنطن. إن السيطرة الروسية الكاملة على الساحة السورية وانسحاب الولايات المتحدة من هذه الساحة، تسمح، على أية حال، لروسيا بأن تتصرف على الأرض وعلى الحلبة الدولية، لو كانت تفعل ذلك على أراضيها. لكن التهديد الذي طرحته على طاولة الأمم المتحدة بشأن مسألة حزب الله يشهد على هذا الاتجاه الجديد. صحيح أنه ليس من المؤكد بأنها كانت ستوافق على تغيير صيغة القرار لو كانت العلاقة بين بوتين وترامب في ذروتها، ولكن الآن هذه فرصة لإثبات قدرتها على عرقلة السياسة الأمريكية في مناطق اخرى ايضا.
هنا، وليس في تعريف حزب الله، يكمن التهديد لمصالح إسرائيل الأمنية، لأنه يتضح أنه في كل ما يتعلق بالدفاع عن حدود إسرائيل، يمكن لواشنطن أن تضمن بالفعل توفير أسلحة متطورة ومساعدة استخباراتية، ولكن على الساحة الدبلوماسية، ستخسر إسرائيل، وهذه المرة ليس بذنبها، وسيطا حيويا. إذا كان يمكن لإسرائيل في الماضي غير البعيد أن تعتمد على الرؤساء الأمريكيين لمساعدتها على بناء تحالفات دولية، بل حتى الوقوف على رأسها لمنع التهديدات الاستراتيجية لإسرائيل كالنووي الإيراني، فإن سلوك ترامب جعله "عنصرا معاديا" ليس فقط في روسيا ولكن أيضا في الدول الغربية التي لن تساع الى التعاون في مواجهة التهديدات.
من النتائج التي لا تقل أهمية، أيضا، ضرورة قيام إسرائيل بإجراء مفاوضات مباشرة مع روسيا، والتحول بالتالي الى شريك ضروري للحفاظ على المصالح الإسرائيل، دون الاعتماد على ان الدعم الأمريكي سيثير انطباع الكرملين. لأول مرة يدفع رئيس الولايات المتحدة اسرائيل الى الزاوية التي ستجبرها على الفصل بين تخطيطها الاستراتيجي وبين قوتين عظميين، بل حتى أن تكون بمثابة بيدق في منظومة الأدوات المتشابكة التي يمكن فيها للهيبة الروسية، التي تسعى إلى سحق هيبة الولايات المتحدة، أن تدوس المصالح الإسرائيلية ايضا.
الحسم والانتصار، حتى ان كان المقصود "مناورات"
يكتب البروفيسور أيال زيسر، في "يسرائيل هيوم" ان مناورات "أور دغان"، التي يجريها الفيلق الشمالي منذ يومين، وهي الأكبر من نوعها في العقدين الماضيين، تسعى لمحاكاة الحرب المقبلة، حرب لبنان الثالثة، التي يخافها الجميع- في إسرائيل ولكن أيضا في لبنان- ولكنهم يستعدون لها.
وكما كان الحال في الحروب السابقة، فان الافتراض السائد بشأن الساحة اللبنانية، هو أنه في المرة القادمة أيضا، سيكون المقصود حدث متدحرج لفقدان السيطرة ورد الفعل ورد الفعل المضاد، والتي من شأنها أن تدفع كلا الجانبين نحو جولة من المواجهة وحتى الحرب. ولكن القائمة المفاجئة من قبل حزب الله لن تشمل، في هذه المرة، فقط إطلاق الصواريخ الضخمة على المدن الإسرائيلية والمواقع الحيوية كالموانئ والمطارات والبنية التحتية، بل أيضا محاولة لاختراق الأراضي الإسرائيلية والاستيلاء على موقع تابع للجيش الإسرائيلي أو حتى مستوطنة إسرائيلية على خط الحدود مع لبنان.
منذ صيف عام 2006، كان حزب الله مترددا في مواجهة الجيش الإسرائيلي. فالضربة التي لحقت بالمنظمة في حرب لبنان الثانية، والتي استوعبها مؤيدوها الشيعة، قلصت حتى الصفر "شهية" استفزاز إسرائيل. وهكذا، أصبح حسن نصر الله، المصاب بحروق الضربة التي مني بها، "كنزا إسرائيليا"، لأنه لا يوجد أحد مثله يريد الحفاظ على الهدوء على طول الحدود ومنع التدهور. إلا أن حزب الله نجح في الوقت نفسه في شل قدرة إسرائيل على العمل ضده، وبالتأكيد على الأراضي اللبنانية، وتمكن من تسويق معادلة تفيد بأن ترسانته الصاروخية قادرة على إحداث أضرار كبيرة لإسرائيل تزيد عن الأضرار التي قد تسببها هي له ولأنصاره. بل يفوق الأمر ذلك، إذا كان هدف إسرائيل كله، كما هو الحال في الحروب السابقة ضد حزب الله أو حتى حماس، هو شراء بضع سنوات من الهدوء لها، ولا تقصد احداث تغيير جوهري للواقع في لبنان.
ومن هنا يأتي استنتاج المحللين، ولكن أيضا العديد من السياسيين في إسرائيل، بأن اذا كان هدف إسرائيل في أي مواجهة مستقبلية مع حزب الله سيتلخص في الحفاظ على الوضع الراهن واستعادة الهدوء المتوتر والوهمي على طول الحدود، وفي الوقت نفسه التسليم بالتضخم المستمر لحزب الله داخل لبنان – فمن المفضل أن تنفق كل جهودها لمنع حرب جديدة .
يبدو أن هذا هو التحدي الذي يواجه إسرائيل، والمرغوب فيه أيضا ليكون محور العملية المقبلة. في أيامنا هذه، أيام الواقع الافتراضي، ان لم نقل وهمي، يعتبر الحسم والنصر مفاهيم خادعة. ولكن خلافا للرأي السائد في إسرائيل فإن حزب الله لم يعد (وربما لم يكن يوما) جماعة عصابات غير متبلورة، تفتقر إلى الوجود المادي في منطقة قتال، لا يقف وراءها أي شخص - بدون جمهور مؤيد وبدون دولة. يمكن ليس فقط ضرب حزب الله وانما، أيضا، تحقيق الحسم والانتصار. وإذا لم تقتنع المنظمة بأن إسرائيل تملك القدرة والاستعداد والرغبة السياسية والشعبية في الحسم، فان كل جولة من العنف ستنتهي كسابقتها، في ميزان معقد وصعب لحساب الضرر المتبادل، الأمر الذي سيتيح لنصرالله دائما الترويج للإسرائيليين بانهم فشلوا في الحرب.
التحدي الذي يواجهنا لا يكمن فقط في تدريب الجنود والقادة الصغار، فقط، ولا حتى في زيادة وعي قادة الجيش على السيناريوهات المحتملة (التي لم يكونوا مستعدين لها في صيف 2006). فلقد كان التحدي ولا يزال، هو ان تقرر القيادة السياسية ما هي اهدافها في جولة المواجهة الجديدة مع حزب الله، ومن هذه الناحية، سيكون من الجيد أن يشارك ليس فقط كبار القادة العسكريين في المناورات الحالية، وانما، أيضا، وزراء الحكومة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالخميس 07 سبتمبر 2017, 10:53 am

07.09.2017


مقالات
 
من الاحتواء إلى الحسم؟
يكتب يسرائيل هرئيل، في "هآرتس" انه ليس من العبث وجود من يسميه "جيش الاحتواء لإسرائيل". فطوال سنوات، بما في ذلك (أو خاصة) خلال حرب لبنان الثانية، لم يطمح الجيش الإسرائيلي حقا - كما يطمح، ويجب ان يطمح الجيش الذي يخرج للحرب - لانزال الهزيمة بالعدو، ما يعني في الحاضر تعقيم قدرته على مواصلة تعريض حياة مواطني اسرائيل وجنودها وبناها التحتية للخطر .
هذا الاسبوع، و"بغض النظر عن التهديدات التي يوجهها حزب الله"، بدأ الجيش بعملية واسعة النطاق، ذات صدى كبير، تهدف في جوهرها الى اعداد قواته للتعامل مع المنظمة الارهابية اللبنانية. هذه المرة، كتب المعلقون العسكريون وأذاعوا، "الهدف" واضح: هزم العدو (قائد التمرين استخدم الاسم الصريح).
هل نقف حقا أمام نقطة تحول استراتيجية؟ وبمعنى آخر، هل سنوصل العدو، في المعركة القادمة، إلى وضع لن يتمكن بعده من تعريض إسرائيل للخطر (وهذا ممكن حين يتعلق الأمر بهذه المنظمة الإرهابية)، أم اننا سنكتفي، كما في الجولات السابقة في لبنان وغزة، بـ"الحسم" الذي سيحقق الهدوء المؤقت ولكنه لا يعيق قدرة العدو على الهجوم مرة أخرى.
وفي الأساس: متى يفترض بالجيش الخروج الى حملة "الحسم" هل  قبل أن تقوم ايران وحزب الله، كما هدد نصر الله مؤخرا، بإطلاق الصواريخ على المراكز والبنى التحتية الإسرائيلية - أي بواسطة ضربة مسبقة (هذه كانت نظرية الجيش الإسرائيلي، التي حققت له النصر طالما تمسك فيها) - أو كرد على ضربة فاتحة يقوم بها العدو، بعد ان يتسبب بقتل المدنيين والجنود، والتدمير والفوضى في البلاد؟.
لا أحد يشكك بقدرات الجيش الاسرائيلي على توجيه ضربة قاصمة لحزب الله، ولكن بما أن العدو يتزود بآلاف الصواريخ الدقيقة، التي يغطي قسم منها كل الأراضي الاسرائيلية، فإن السؤال هو، اذا تلقى الجيش الاسرائيلي امرا بالمبادرة الى الهجوم؛ أي، قبل ان تحول ايران وحزب الله مدننا الى خرائب وتدمر البنى التحتية الأمنية والاقتصادية.
المطلعون على الأمور يقولون انه على الرغم من مناقشة الأمور في المنتديات المناسبة، فقد كان بنيامين نتنياهو غامضا في تعامله مع هذه المسألة الحاسمة، وحسب تصريح رئيس الأركان، غادي ايزنكوت، فانه من غير المتوقع ان يوصي هو أيضا بخطوة كهذه.
إذا كان هذا هو الحال - أي انه وفقا لنظرية الحرب الإسرائيلية في الجيل الأخير، يتم حجز امتياز الضربة الأولى للعدو - فمن الضروري أيضا، وربما أساسا، القيام باستعدادات واسعة النطاق لزيادة قدرة قيادة الجبهة الداخلية والأجهزة المدنية على التعامل مع العدد الكبير من الضحايا ومع الفوضى التي ستحدث حتى يتعافى الجيش الإسرائيلي من الضربة الأولى وينطلق نحو "الحسم".
طالما لم نتغلب على الحاجز النفسي، الذي يفرض علينا توجيه الضربة الاولى من أجل منع القتل الجماعي لمواطنينا – يجب تركيز جزء كبير من الاستعدادات للحرب التي يهدد بها نصرالله، على توفير اكبر دفاع للجبهة الداخلية، ويكون افضل بشكل كبير من السابق. لقد تعلم الجيش الإسرائيلي، كما يدعي، دروس حرب لبنان الثانية. يجب ان نأمل بأن هذا حدث فعلا. ولكن في الأماكن التي سقطت فيها الصواريخ، فشل المواطنون ايضا ومعهم غالبية المنتخبين ومشغليهم – وهذا ما يقللون من الحديث عنه.
لا يمكن تدريب المواطنين كما يدربون الجيش، واذا سمح الجيش للعدو بإطلاق صواريخه أولا، فمن المعقول أن نفترض بأن صور الهروب من الشمال والنقب (خلال عملية الجرف الصامد) سوف تتكرر، وهذه المرة بسبب التطور الكبير في قدرات العدو، وبسبب ازدياد الفزع وفقدان الوعي. وهذا سبب آخر - وهو السبب – لكي تأمر الحكومة الجيش الإسرائيلي بمنع العدو (وشل قدراته على عمل ذلك، كما ذكر) من القيام بإطلاق أول وابل من الصواريخ، الحاسمة.
وقيادة الليكود تصمت
يكتب دان مرجليت، في "هآرتس" ان الكثير من الإسرائيليين اصغوا باهتمام إلى تصريحات بنيامين نتنياهو بأنه بريء، "لن يكون هناك شيء لأنه لا يوجد شيء". لقد قولبوا عقولهم على أساس المعلومات الجزئية، مشاعر الأمعاء، الأدلة الظرفية والأمنيات. خلال الأيام العشرة الماضية، تميل الكفة نحو الجانب الآخر. ومرة أخرى، يجري الحديث عن معلومات جزئية فقط، ولكن موكب شهود الدولة، الذين لطخوا حاشية نتنياهو بتلقي الرشاوى، قلصت مشاعر الـ "لا شيء". لم يعد الحديث هنا عن "تفاحة فاسدة واحدة"، بل عن التخوف المزعج من موجة جرائم، غمرت المقربين من رئيس الوزراء.
ليس هناك ما يؤكد، حتى الان، أن المزاج الحالي هو نهاية القصة. ومن شأن الأدلة الضعيفة والشائعات، وحملة العلاقات العامة الحادة ضد سيادة القانون والمحاكم، وتداعيات التردد من جانب النيابة العامة للدولة، أن تعيد عقارب الساعة الى الوراء، في تحول يتميز باتجاه متعرج. لقد تم تحديد حقيقة واحدة فقط: لم يسبق ابدا تسجيل مثل هذا الكم الكبير من المشبوهين في الحاشية الداخلية لرئيس الوزراء - في "الحوض" الذي يحميه، وفي مكاتب مجلس الأمن القومي القريبة، وبين أصدقائه. وعلى الرغم من أن الجميع يتمتعون بافتراض البراءة، فانه على الرغم من ذلك لا تزال هناك أهمية شعبية وسياسية للحالة الراهنة –حتى وإن كنا لا نزال بعيدا عن البت في تقديم لوائح الاتهام.
إيهود أولمرت سحب شولا زاكن خلفه. وقبله، ورط ارييل شارون ابنه عمري، الذي سجن بدلا منه. وكانت هناك أيضا عدة تحقيقات لم تسفر عن تقديم لوائح اتهام. ولكن هل حدث مثل هذا الوباء الجماعي من المستقيلين والمفصولين والمتهمين والمشبوهين وشهود الدولة؟ حتى أولئك الذين يعتقدون أن نتنياهو، الذي يدعي أن شراء الغواصات تم بحسن نية، وفقا لتوقعاته الأمنية، فهموا أن التركيبة التي أحضرها معه إلى الحكومة تعتبر تهديدا غير مسبوق للدولة والليكود.
في هذه الحالة، يتم توجيه الضوء إلى قادة الحزب، الذي ينشغل وزراؤه ونوابه في الكنيست حاليا في احتفالات الفروع بالعام المقبل. بعضهم لاحظوا ان هتاف "هايدي سارة" في مركز الليكود لا يعكس أجواء الوضع الحالي. والخطباء الذين كانوا يحرصون على الدفاع عن رئيس الوزراء ويمدحونه، ادركوا ان الصدى الذي انبعث من بين صفوف المستمعين كان أكثر اعتدالا من المتوقع. صحيح انه لم يصرخ احد، حتى الان، بكلمة الازدراء "بوز"، ولكن الحماس الزائف في المركز أمام كاميرات التلفزيون لم يتكرر في الفروع.
لقد تم كشف التصدع الأول في سد نتنياهو، الذي يسعى إلى إعطاء الانطباع بوجود وحدة كاملة، نوع من "سفينة شخصية" بينه وبين الليكود. ولذلك، ليس من الواضح لماذا لم يسمع في الجو حتى الان، صوت واحد من صفوف القيادة السياسية يقول له ان فرضية البراءة تقف فعلا الى جانبه، ولكن الأضرار التي سببتها حاشيته لحزب الليكود لا تغتفر.
يجب على الحزب، الذي يرغب بمواصلة احتلال مكانة الحزب السياسي الرائد في دولة إسرائيل، أن يجبر نتنياهو على الاستقالة، والدفاع عن سمعته الجيدة من منزله في قيسارية، ويترك لشخص آخر أن يثبت نفسه كرئيس للوزراء خلال العامين المتبقيين للكنيست الحالية.
نفتالي بينت وأييلت شكيد غير معنيين بذلك. انهما يريدان لحزب  الليكود الوصول الى صناديق الاقتراع مع رئيس وزراء منتوف الريش من ناحية سياسية، ويجلس على مقعد الاتهام.
ولكن كيف حدث وأن أيا من وزراء الليكود وأعضاء الكنيست لم يطالبه حتى الان بالاستقالة- ليس لأنه متهم، ولكن بسبب عار تركيبة موظفيه؟ هذا هو بالفعل عار حزب الليكود، الذي ليس لديه سوى مجموعة صغيرة من "الموالين لحركة الحيروت"، الذين يلعبون دور الطفل في قصة "ملابس الملك الجديدة". لا وجود لرجل صالح واحد بين الوزراء.
ان المطلوب هو خروج واحد فقط، يتمتع بالجرأة. لكن الجميع ينتظرون قيام المستشار القانوني للحكومة الدكتور أبيحاي مندلبليت بإخراج الكستناء لهم من النار.
تخوف في اسرائيل من أبعاد تقليص التنسيق مع السلطة
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان أجهزة الاستخبارات تصف شهر أيلول الحالي – أيلول هذا العام، أيضا - كشهر حساس جدا في العلاقات مع الفلسطينيين. في المؤسسة الأمنية، يشعرون بالقلق بسبب السلوك المحموم، واحيانا الحربي، لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يشعر بالإحباط من سياسة إدارة ترامب في المنطقة، وعدم مبالاة المجتمع الدولي بالقضية الفلسطينية، ويفكر بتجديد طلب السلطة الفلسطينية قبولها كعضو في أكثر من 20 منظمة دولية وانتهاج خط متشدد خلال خطابه في الأمم المتحدة.
من شأن هذه التحركات ان تؤثر، أيضا، على الوضع على الأرض، خاصة خلال موسم الأعياد، الذي يسود فيه دائما التوتر في موضوع جبل الهيكل (الحرم القدسي). وفي هذه الأثناء، قللت الأجهزة الأمنية الفلسطينية من التنسيق الأمني مع إسرائيل بشكل يمكن أن يضر بالجهود الرامية لمنع الإرهاب. وعلى هذه الخلفية، يتعزز في الجيش الإسرائيلي التقدير بأن إسرائيل تعمل في الوقت المستعار في المناطق حتى اندلاع موجة العنف المقبلة.
قبل بضعة أشهر، وبناء على طلب وزير الأمن، أعد مكتب منسق أعمال الحكومة في المناطق مخططا عاما لبناء حوالي 14 ألف وحدة سكنية في قلقيلية، في المنطقة C، الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة. لكنه لم يتم تنفيذ الخطة.
لقد هدف الاقتراح إلى تلبية الاحتياجات الاقتصادية الفلسطينية، اكتظاظ الإسكان، وقطف الثمار أيضا في قناة العلاقات السياسية المشحونة مع السلطة الفلسطينية. ولكن، عندما طرحت الخطة للمناقشة في مجلس الوزراء المصغر، في اوائل تموز، واجهت معارضة شرسة من جناح الصقور في الائتلاف، برئاسة وزراء البيت اليهودي، وبدعم من بعض وزراء الليكود. وقد اندلع نقاش حاد بين وزير الأمن افيغدور ليبرمان والوزير نفتالي بينت، فاعلن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو انه سيتم خلال اسبوعين اجراء مناقشة اخرى حول الخطة، بعد ان ألمح الى ان الجهاز الأمني لم يعرض أمامه الصورة الكاملة.
وعلى الرغم من مرور شهرين تقريبا، إلا انه لم يتم اجراء هذا النقاش. ويعتقد بعض وزراء المجلس الوزاري المصغر، انه تم  الغاء الخطة لان نتانياهو يدرك بأن معظم اعضاء المنتدى لن يوافقوا عليها. وقد ادعى وزراء البيت اليهودي وقادة المستوطنين أنه يمنع البناء في قلقيلية بسبب قربها من الطريق السريع - شارع 6، ولأنها ستمهد الأرض لنقل الأراضي للفلسطينيين في اتفاق مستقبلي. ومن ناحية أخرى، يعتقد الجهاز الأمني أن غياب التدابير المدنية لصالح الفلسطينيين يزيد من خطر الانفجار.
يوم امس، ذكرت صحيفة "هآرتس"، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد الاجتماع مع نتانياهو وعباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد أسبوعين، وتحريك العملية السياسية. لكن الفلسطينيين يشتبهون بأن ترامب متحيز لصالح إسرائيل، ولا يستطيع المضي قدما في المفاوضات. ويشعر عباس بالغضب لعدم قيامه بإصدار بيان صريح عن حل الدولتين، ويساوره القلق إزاء تشريع الكونغرس لقانون تايلر فورس (الذي سيقيد الدعم للسلطة الفلسطينية بسبب مساعدتها للأسر الإرهابية) ويشعر بالإحباط بسبب عدم مبالاة المجتمع الدولي. كما انه، في جيل 82 عاما، يعاني من مشاكل صحية، أدت إلى دخوله لفترة وجيزة إلى المستشفى لإجراء فحوصات في تموز الماضي.
بالإضافة إلى الاستعدادات للانضمام إلى المنظمات الدولية، والتي طلبت الولايات المتحدة من السلطة الفلسطينية تجنبها في الماضي، يفكر المقربون من عباس، مرة أخرى، بالتوجه ضد إسرائيل الى محكمة العدل الدولية في لاهاي. وقد اختار الرئيس بشكل استثنائي، البقاء في تركيا خلال زيارة الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش إلى اسرائيل والسلطة الفلسطينية في نهاية آب، ما اضطر غوتيريش لالتقاء رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله.
في خطاب ألقاه في الأمم المتحدة في نهاية أيلول 2015، على خلفية جمود مماثل في العملية السياسية، في نهاية إدارة أوباما، أعلن عباس أن الفلسطينيين سيتوقفون عن الوفاء بدورهم في الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل منذ اتفاقات أوسلو. صحيح انه لم يتم تنفيذ التهديد بحذافيره، ولكن في اليوم التالي، اندلعت في المناطق وفي اسرائيل موجة ارهاب وادعت الحكومة الإسرائيلية في ذلك الوقت أنه تم في الميدان تفسير خطاب الرئيس كتصريح للتصعيد.
منذ الأزمة الأخيرة بين الجانبين - هجوم إطلاق النار في جبل الهيكل (الحرم) في منتصف تموز، الذي قتل خلاله شرطيان إسرائيليان، والمواجهة حول اقامة البوابات الالكترونية على أبواب الحرم، لم يعد التنسيق الأمني بين الجانبين إلى طبيعته. وبتوجيه من عباس، نادرا ما تعقد اجتماعات رفيعة المستوى مع ضباط الجيش الإسرائيلي وممثلي الشاباك، وتقتصر المحادثات أساسا على معالجة حالات الطوارئ. وبدورها، قامت اسرائيل بتقليص أنشطة اللجنة المدنية المشتركة، المهمة بالنسبة للفلسطينيين.
ولم يتم بعد حل التوتر مع الأردن. وفي عمان ما زالوا غاضبين على نتنياهو الذي قرر تحويل عودة حارس الأمن الإسرائيلي الذي قتل مواطنين أردنيين إلى حدث عام ورفيع. ويعيق الأردنيون النشاط المشترك مع إسرائيل، وفي القدس يعتقدون أنه في حال تجدد الصراع حول جبل الهيكل، فإن الأسرة المالكة لن تسارع الى التدخل والتسوية.
الأحداث التي وقعت في جبل الهيكل، والحادث الذي وقع في الأردن بعد أيام قليلة، والنزاع حول خطة قلقيلية تركت رواسب في العلاقات بين رئيس الوزراء وقادة اجهزة الأمن. ويبدو أن قادة اجهزة الأمن يفهمون أن كل واحد منهم بقي لوحده، في الوقت الذي يعمل فيه التحالف في ظل التحقيقات ضد رئيس الوزراء ورجاله. وفي الخلفية يعشش الخوف من خروج العلاقات مع الفلسطينيين مرة أخرى عن السيطرة، نتيجة لتراكم العوامل أو بسبب حدث معين، كما حدث في تموز.
في المناطق نفسها، تم في الأسابيع الأخيرة تسجيل انخفاض في عدد الاحداث. وفي نهاية الأسبوع المقبل، سينهي قائد قوات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، العميد ليؤور كارميلي، فترة سنتين. لقد أسهم كرميلي بشكل كبير في كبح موجة هجمات الطعن والدهس التي اندلعت في تشرين الأول 2015. وسيستبدله في المنصب العميد عران نيف، الذي كان، كقائد لكتيبة في لواء ناحال، في ذروة الانتفاضة الثانية، هو الضابط الذي قاد لتصفية الخلية الإرهابية التي قتلت 12 إسرائيليا على طريق المصلين في الخليل.
تبادل الأسرى: يجب الضغط على حماس
يكتب ايزي لايبلر، في "يسرائيل هيوم" انه تم في الأسبوع الماضي، نشر تقارير تفيد انه تجري مرة اخرى اتصالات مع حماس بشأن اعادة المدنيين والجنود الأسرى من أيدي المنظمة في غزة. ليس هناك ما يثبت بعد ما إذا كان الإسرائيليون الثلاثة - أبرا منغيستو وهشام السيد وجمعة أبو غنامة - لا يزالون على قيد الحياة. وكما هو معروف فان إسرائيل، تريد أيضا إعادة الجنديين اللذين قتلا واختطفا خلال الجرف الصامد، هدار غولدين وأورون شاؤول، لكي يتم دفنهما بكرامة.
نظرا للأهمية الكبيرة التي تعزى لاستعادة الأسرى وتعاطفنا مع أسرهم، فقد استسلمت الحكومة حتى اليوم للابتزاز من قبل المنظمات الإرهابية. ومنذ عام 1948، أفرجت إسرائيل عن أكثر من 7،000 أسير فلسطيني مقابل أقل من 20 اسيرا إسرائيليا. ويشمل هذا العدد 1027 إرهابيا تمت مبادلتهم بجلعاد شليط. وقد عاد الكثير من الذين أطلق سراحهم إلى الإرهاب. وقام أحدهم، محمود القواسمة، بإرسال قتلة الفتية الثلاثة في عام 2014. وهناك اسير آخر محرر، هو يحيى سنوار، الزعيم العسكري المتعصب لحماس في غزة.
في عام 2012، أوصت لجنة شمغار بوضع انظمة تهدف إلى ضمان عدم الحسم في صفقات الأسرى وفقا لمشاعر الجمهور وضغط وسائل الإعلام. وللأسف، لم تنفذ هذه التوصيات قط. عمليات التبادل المشوهة تحول قادة حماس إلى أبطال، وتخلق حافزا لمزيد من عمليات الاختطاف، وتظهر نهجا بأن الإرهاب أكثر فعالية من المفاوضات، وتزود الإرهابيين في السجون بأمل اطلاق سراحهم أيضا.
قبل أن يدخل في المفاوضات، طالب سنوار بالإفراج عن جميع السجناء الـ 60 الذين أعيد اعتقالهم بسبب عودتهم إلى النشاط الإرهابي بعد صفقة شليط. وقد رفض وزير الأمن افيغدور ليبرمان ذلك، من خلال التأكيد على ان اسرائيل لن تكرر خطأ الافراج عن القتلة مقابل عمليات الخطف التي تقوم بها حماس. وجاءت تصريحاته ردا على التماس عاطفي من سمحا غولدين، والد هدار. لقد اتهم الأب ليبرمان بأنه "ضعيف" و "جبان" لأنه لم يجبر حماس على إعادة جثتي هدار وشاؤول. وقد تقبل ليبرمان انتقاد غولدين وتعهد ببذل كل ما في وسعه لإعادة جثتي الجنديين، ولكن ليس على حساب تقويض أمن إسرائيل. وجاءت تصريحات ليبرمان بعد استقالة منسق شؤون الأسرى والمفقودين ليؤور لوطن، الذى اشتكى هو أيضا من ضعف إسرائيل.
يجب علينا، على الأقل، أن نطلق حملة عالمية تطالب الأمم المتحدة وهيئات حقوق الإنسان بالتركيز على هذه القضية. منظمة "امنستي العالمية" التي تحجب، عادة، الفظائع التي ترتكبها حماس، اضطرت إلى إدانة عمليات الاختطاف. وهناك من يوصي بخطوات أشد راديكالية. فقد اقترح لوطن اعتقال 200 ناشط من حماس مقابل كل إسرائيلي تحتفظ به المنظمة، والبعض الآخر يقترح توقف إسرائيل عن إعادة جثث إرهابيي حماس إلى أسرهم، أو أن تحد بشكل كبير من الظروف المعيشية لإرهابيي حماس في السجون، وهناك، أيضا، من يحثون على تشديد الحصار المفروض على غزة.
المعارضون لذلك يدعون أن مثل هذه التحركات سوف تنفر الرأي العام، وهناك مصادر عسكرية تخشى أن يؤدي هذا العمل إلى إشعال الصراع. من الخطورة السماح لمحللي الكراسي، غير الملمين بكل الحقائق، بإصدار توصيات عقائدية. من المستحيل مجادلة الآباء والأمهات المنكوبين الذين قتل أولادهم أو أسروا، ولكن هذا لا يعني أن مطالبهم يجب أن تتحقق. وعندما يتعلق الأمر بحركة حماس، فإننا نواجه برابرة أعلنوا مرارا نيتهم شن هجوم علينا في الوقت الذي سيختارونه.
إذا قمنا بالإعلان عن نوايانا، فمن المتوقع أن يقف إلى جانبنا معظم الرأي العام. والواقع أن هذا ليس قرارا سهلا. ينبغي تجنب الإفراج عن مجموعة كبيرة أخرى من القتلة - ولكن الخطب وحدها ليست كافية. لقد قال اللواء يواف موردخاي، منسق الأنشطة الحكومية في المناطق، لمبعوث الولايات المتحدة في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات بأننا "لن نسمح بالتطور الكبير في قطاع غزة، دون اعادة الجنود الإسرائيليين المفقودين". ربما يتطور لدى صناع القرار الموقف الذي يقول انه من المناسب تجربة طريقة العصا والجزر.
مجرد مناورة
يكتب اليكس فيشمان، في "يديعوت أحرونوت" انه عندما يبرز الجيش الإسرائيلي عضلاته على الحدود الشمالية، ويتحدث عن هزم حزب الله في عملية عسكرية، نوصى بالعودة إلى عام 2006 للحصول على بعض التناسب بين الخطاب والقدرة على التنفيذ. على الرغم من أنه من المهم جدا لإسرائيل أن تظهر قوة أمام الحكومة اللبنانية وحزب الله، وان تحدد الرسائل والنوايا، إلا أنه يحظر الوقوع أسرى خلف المناورة المعقمة التي تحمل اسم الراحل مئير دغان، التي ينفذها الجيش هذه الأيام، والتي يمكن أن تُدخل الجمهور في حالة من اللامبالاة والشعور بالرضا الذاتي.
أحد الأحداث التي حددت أداء الجيش الفاشل في عام 2006 حدث بالذات في مؤتمر عقده الجيش قبل عام تقريبا، في الذكرى العاشرة لحرب لبنان الثانية. وبطبيعة الحال، لم يتم اشراك الجمهور في الدروس التي أثيرت في ذلك المؤتمر. في أحد المنتديات، جلس قادة الفرق التي شاركت في تلك الحرب، والذين عرضوا دروسهم الشخصية على مسامع الضباط، وجلس مقابلهم رجلان اتهماهم بعدم طاعة الأوامر. لم يكن المُتهمان من أعضاء الكنيست أو الصحفيين الغاضبين، وإنما رئيس الأركان في حينه، دان حالوتس، ورئيس الأركان الحالي غادي ايزنكوت، الذي كان في عام 2006 رئيسا لقسم العمليات، وكان في الواقع الشخص الذي أصدر للقيادة الشمالية في حينه الأوامر التي لم تتحقق. وادعى حالوتس وايزنكوت أن قادة الفرق الذين يجلسون معهم على المسرح تلقوا أوامر بتنفيذ هجوم مزدوج من قبل فرقتين، ولأسباب يحتفظون بها لم يفعلوا ذلك. وعلى الرغم من أن الهجوم المزدوج على تلال حمميس قد بدأ ظاهرا، إلا أنه تم تعليقه سريعا - بعد أن قرر أحد قادة الفرق أن الشروط لن تسمح له بتنفيذ المهمة وطلب من قائد المنطقة التوقف. وقد توقف الهجوم - ولم يتجدد.
ليس هناك أي شك في أنه خلال المناورات التي سبقت تلك الحرب، قام قائد الفرقة بتنفيذ المهام بشكل فريد من نوعه، في جميع الأحوال الجوية وكل الظروف، ودمر العدو - وهنا تماما، تكمن الفجوة بين خطاب رجال الجيش وقدرته على التنفيذ. وهذه حالة واحدة فقط من عدم تنفيذ أوامر هيئة الأركان العامة، حرفيا، في تلك الحرب – ومع ذلك، لا يزال اثنان من قادة الفرق الذين شاركوا في ذلك المنتدى يحملان رتبة جنرال. وبعبارة أخرى، على الرغم من أن رئيس الأركان استنتج بأن ضباطه لم ينفذوا أوامره، فقد تم ترقيتهم إلى قمة الهرم. مسألة الدروس المستفادة، بما في ذلك الدروس الشخصية، تعتبر جزء كبيرا من مشكلة أخرى في التنظيم العسكري. في المناورات لا توجد مشاكل كهذه. الاختبار الحقيقي الذي يستعد له رجل الجيش وترتبط فيه كل سيرته  ويحصل فيه على النتيجة الحقيقية، هي الحرب، وكل من فشل في الاختبار الحقيقي فليتفضل ويترك مدرستنا، لكن هذا لم يحدث، وربما لن يحدث.
لقد ادعى رئيس الأركان ايزنكوت أن حرب لبنان الثانية شكلت انتصارا استراتيجيا، والدليل: الهدوء على الحدود الشمالية ربما يكون على حق، ولكن الإنجاز الاستراتيجي تحقق على الرغم من الأداء الإشكالي لقيادة الجيش. لقد كانت القيادة الميدانية الرفيعة هي التي منيت بالفشل العسكري، وطالما لم يعترف الجيش بذلك، فانه لن يتعلم أي شيء، ولا حتى في المناورات الحالية.
مناورات الفيلق العسكري في القيادة الشمالية الجارية حاليا تستبدل في الواقع مناورات القيادة العامة للجيش الإسرائيلي التي تجري كل عام. وقد تقرر هذا العام، كما يبدو لأسباب تتعلق بالميزانية أو التنظيم، تنظيم مناورات للفيلق - وإن كان ذلك على نطاق أوسع بكثير من المعتاد - فانه لا يزال على مستويين أقل من رؤية القيادة العامة. المناورات الحالية ترى حلبة حرب واحدة. صحيح انها حلبة مركزية، ولكن حتى في تقييم الاوضاع المتفائلة فان الحرب – عندما ستندلع – ستشمل على الأقل حلبتين: الفلسطينية واللبنانية. وهذا في وقت يمكن فيه للحلبة السورية، التي تعتبر اليوم هامشية في الحرب، ان تتحول الى الحلبة الرئيسية امام قوات مناصرة لإيران. اضف الى ذلك، انه يفترض بهذه المناورة ان ترد على السؤال حول ما اذا كانت الخطة الخماسية "جدعون" التي بناها رئيس الأركان، قد بلورت جيشا يستطيع توفير رد على ثلاث حلبات في آن واحد.
المناورات مهمة، والاعلام مهم، والردع مهم، والدعاية لهذا الغرض غير مستحيلة. يجب علينا فقط عدم ارباك انفسنا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالإثنين 11 سبتمبر 2017, 8:42 am

11.09.2017

مقالات
شكيد تحمل اسم الصهيونية عبثا.
يكتب عضو الكنيست ونائب الوزير سابقا، يهودا بن مئير، في "هآرتس" ان وزيرة القضاء اييلت شكيد كثيرا ما تنتقد المحكمة العليا. بالنسبة لها، كما يبدو، لا توجد طريقة أفضل لكسب النقاط لدى ناخبيها في اليمين المتطرف. ردها الصارخ على قرار المحكمة العليا بشأن طرد العمال الأجانب هو رقم قياسي جديد. لقد اتهمت الوزيرة، ضمنا، المحكمة بمعاداة الصهيونية، أو على الأقل بأنها ما بعد الصهيونية، وبأنها تتنكر للحاجة الى الحفاظ على الغالبية اليهودية في دولة إسرائيل.
صحيح ان شكيد تتحدث بلسان نقية وبأسلوب مصقول، ولا تنزل إلى مستوى الحضيض الذي يصل اليه رفيقها في الكتلة، الذي يتحدث بمصطلحات D9، ولكن الأمور لا تقل خطورة من حيث المحتوى. من وجهة نظر موضوعية، فإن الانتقادات لقرر المحكمة لا أساس لها وتشوه مضمونه. وعلى عكس الانطباع الذي يمكن ان تخلفه تصريحات شكيد، فقد رفضت المحكمة معظم الالتماس وقبلت موقف الدولة بالكامل تقريبا. لقد سمحت المحكمة للدولة بطرد العمال الأجانب الى دول افريقية (حيث سيكون مستقبلهم وامنهم هناك غامضا)، بل وعمل ذلك قسرا. لا بل ذهبت المحكمة الى أبعد من ذلك وسمحت للدولة بإدخال هؤلاء الأشخاص، الذين يتواجدون هنا منذ سنوات، ولم يرتكبوا  أي جريمة، إلى السجن لمدة شهرين من أجل "تشجيعهم" و"إقناعهم" على مغادرة البلاد طواعية.
لقد كانت "الجريمة" الكبيرة التي ارتكبتها المحكمة، والتي جعلت وزيرة القضاء تهاجمها، هي أنها منعت الدولة من إبقاء هؤلاء الأشخاص في السجن إلى الأبد. يمكن الافتراض بأن محكمة في تركيا رجب طيب أردوغان أو روسيا فلاديمير بوتين، وبالتأكيد سورية بشار الأسد، كانت ستحكم بشكل مختلف، ولكن ما كان لأي محكمة في بلد ديمقراطي ان تتخذ قرارا مختلفا.
ووصلت ذروة السخرية لدى الوزيرة شكيد عندما ادعت أن المحكمة تتجاهل الحاجة إلى ضمان أغلبية يهودية في البلاد. هناك حوالي 6.5 مليون يهودي في إسرائيل، بينما يجري الحديث عن حوالي 34،000 عامل أجنبي. ووفقا لشكيد، فإن المحكمة - التي تسمح بطردهم قسرا، لكنها تحد من الفترة التي يمكن أن تحتجزهم خلالها في السجن - تهدد الأغلبية اليهودية في الدولة. لا يوجد حد للنفاق. لأنه إذا كان هناك من يهدد الأغلبية اليهودية، فإنهم شكيد ونفتالي بينت اللذان يطالبان بضم يهودا والسامرة وإقامة دولة ثنائية القومية في أرض إسرائيل، والتي من شأنها أن تهدد الأغلبية اليهودية وتدمر الحلم الصهيوني.
والأخطر من ذلك كله، باستثناء الانتقاد غير الموضوعي لقرار المحكمة، هو ادعاء شكيد بأنها تتحدث باسم الصهيونية والتحديد بشكل مثير للشفقة، بأن "الصهيونية لا ينبغي أن تستمر ولن تستمر في احناء رأسها أمام نظام حقوق الفرد التي تم تفسيرها على المستوى العالمي". إن طرح الصهيونية كمعارضة لحقوق الفرد يسبب الظلم للصهيونية، ويسبب الظلم للحقيقة، والظلم لدولة إسرائيل. فالشعب اليهودي هو الذي جلب الى العالم الفكرة العظيمة لحقوق الفرد العالمية، لأنه "على صورته خلق الله الإنسان"، وكما قال قدامى الحكماء: "الانسان المولود على صورته محبوب". كل انسان. لا يوجد تناقض بين الصهيونية والحقوق الفردية، والمحكمة العليا شددت على ضرورة تحقيق التوازن بين القيم.
دعونا نقول لوزيرة القضاء: لا ترفعي اسم الصهيونية عبثا، ولا تفتري عليها.
خرجنا في نزهة ولم نجد العربية
يكتب عودي زهافي، في "هآرتس" انه تم النشر في الأسبوع الماضي، بأن سلطة حماية الطبيعة والحدائق الإسرائيلية، تميز ضد اللغة العربية في منشوراتها المختلفة. وإذا فحصنا المحتوى، وليس الشكل فقط، سنجد أنه تم في الواقع استبعاد وتناسي ثقافة وتراث 20٪ من مواطني الدولة.
فالسلطة تقدم معلومات شاملة وتفسيرات مفصلة عن المواقع التاريخية القائمة في المحميات التي تديرها، ولكن الطفل العربي الذي يزور محمية أربيل، لن يعرف أن الاسم العربي للوادي هو وادي الحمام، لأنه تم تقديم التفسير باللغتين العبرية والإنجليزية فقط. ومن سيخبره عن معركة كبيرة ومشهورة وقعت في القرن الثاني عشر في هذا المكان، حيث هزم صلاح الدين الصليبيين الذين حكموا المنطقة؟ طبعا، ليس السلطة.
صفحة المعلومات التي يجري توزيعها عند مدخل المحمية (بالعبرية والإنجليزية) تصف بالتفصيل نشاط الحشمونائيم في المنطقة والكنيس القديم، لكنها لا تذكر تلك المعركة الشهيرة ولا قبر النبي شعيب القائم في المكان المقدس للدروز. وبطريقة مماثلة، من الممكن أن نرى في كثير من صفحات المعلومات بأن السلطة تركز وتتعمق في التاريخ اليهودي، بينما تتعامل بتواضع كبير، لا بل تتجاهل الأحداث والمواقع التاريخية لشعوب وديانات أخرى. هذه السياسة، تنتقص، طبعا، من معرفة ومتعة كل زائر لتلك المحميات، ولكن بالنسبة المقصود للمواطنين العرب، في كثير من الأحيان تجاهل متعمد وتناسي لثقافتهم وتراثهم.
لقد تم انشاء سلطة المحميات الطبيعية والحدائق الوطنية من خلال دمج هيئتين: سلطة المحميات الطبيعية وسلطة الحدائق الوطنية. وعلى الرغم من التصور السائد لدى الجمهور، بأن الغرض من السلطة هو العمل على الحفاظ على الطبيعة وحماية الحيوانات والنباتات، فإن رؤيتها وأهدافها، كما يحددها القانون، هي أوسع من ذلك بكثير. لقد حدد قانون الحدائق الوطنية، الذي تعمل بموجبه السلطة، قائمة طويلة من الأهداف. بعضها في مجال الحفاظ على الطبيعة، ولكن إلى جانبها سلسلة من الأهداف الاجتماعية والتعليمية. ومن المفترض أن تقوم السلطة، من بين أمور أخرى، بحماية قيم التراث والمبادرة وتشجيع الأنشطة التعليمية بين عامة الناس وبين الشباب على وجه الخصوص.
وتنعكس هذه الأهداف في رؤية السلطة، كما تنشر على موقعها الالكتروني: "تحافظ سلطة الطبيعة والحدائق على قيم الطبيعة والمناظر الطبيعية والتراث، وتربط بين الانسان والمكان من خلال الصلة والانتماء إلى أرض إسرائيل بروح قيم إعلان الاستقلال". وكتب، ايضا: "تعمل السلطة على المحافظة على المظهر الفريد للأجزاء المختلفة من البلاد وإدارتها بما يعود بالنفع على سكان البلاد بأسرها ... للحفاظ على قيم التراث والثقافة البشرية في الحدائق الوطنية والمحميات الطبيعية، مع رعاية هذه المواقع وجعلها متاحة للجمهور".
في وثيقة الاستقلال، التي ورد ذكرها في رؤية السلطة، تم الاعلان عن إقامة دولة لتكون موطنا قوميا للشعب اليهودي، وتعمل وفقا لقيم الديمقراطية. كما تتضمن الوثيقة، التي كتبت أثناء خوض حرب الوجود، مقولة أن الدولة "ستحافظ على المساواة التامة في الحقوق اجتماعيًا وسياسيًا بين جميع رعاياها دون التمييز من ناحية الدين والعرق والجنس وتؤمن حرية العبادة والضمير واللغة والتربية والتعليم والثقافة". كما تدعو الوثيقة العرب الإسرائيليين إلى المشاركة في بناء الدولة على أساس المواطنة الكاملة والمتساوية. كما فهم مؤسسو الدولة أنه في خضم الحرب الصعبة، فإن وجود دولة إسرائيل كدولة للشعب اليهودي يتطلب أيضا الاعتراف بالأقلية العربية التي تعيش في إسرائيل كمواطنين متساوين، وبالتالي الاعتراف بثقافتهم ولغتهم وتراثهم.
تستثمر سلطة حماية الطبيعة والحدائق الوطنية في إسرائيل جهودا كبيرة في إعداد مجموعة واسعة من الوسائل لجعل المعلومات متاحة للزوار في مختلف المواقع. وتشمل هذه التدابير اللافتات، صحائف المعلومات، والمقالات، وكتيبات للأطفال وغير ذلك. في ردها على مقال تسفرير رينات ("مسألة غير طبيعية" – ملحق هآرتس، 8 أيلول)، ادعت السلطة أنها تستثمر موارد كبيرة كل عام لترجمة المعلومات عن المواقع. يمكن تفهم الحاجة إلى الموارد لترجمة جميع المواد الأكاديمية المنشورة على الموقع إلى اللغة العربية، ولكن كم من الموارد تحتاج ترجمة كتيب تلوين للأطفال، والذي يتضمن فقط 50 كلمة باللغة العبرية؟ ولماذا تحرص السلطة على أن تكون جميع اللافتات القائمة في المحميات مكتوبة باللغتين العبرية والإنجليزية، ولكنها لا تحرض على اضافة اللغة العربية أيضا؟
جميع لافتات التحذير التي وجدناها في المحميات (على سبيل المثال، يمنع الدخول، او يمنع اشعال النار) مكتوبة على نفس الشكل بثلاث لغات - العبرية والإنجليزية والعربية. وبعبارة أخرى، يبدو أن السلطة تدرك أن هناك الكثير من الزوار الذين لا يقرأون العبرية أو الإنجليزية. إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا تحرص أيضا على ترجمة لافتات الارشاد والمعلومات إلى اللغة العربية ؟ الحلول متوفرة لدى السلطة.
طريقة كعكة الجبن وكعكة الشوكولاتة
يكتب غيورا أيلاند، في "يديعوت أحرونوت" أن محاولة التوصل إلى اتفاق مع حماس يسمح بإعادة المدنيين الإسرائيليين وجثث الجنود المتواجدة في حوزتها، فشلت مرارا وتكرارا. كما أن محاولة رئيس الصليب الأحمر، الذي زار غزة مؤخرا، لم تساعد أيضا. والحقيقة هي أن إسرائيل فشلت بشكل بالغ في جميع صفقات تبادل الأسرى منذ صفقة جبريل في عام 1985، والسبب بسيط، وهو أننا نتفاوض بشأن قضية واحدة، مع أن الجانب الآخر يتمتع بجميع المزايا. انه غير مبال بينما نحن متحمسون. والنتيجة السيئة لا مفر منها.
لن تساعد اللجان، مثل لجنة شمغار، مع تحديد المبادئ السامية، ولا اختيار أفضل رجل لمنصب منسق شؤون أسرى الحرب والمفقودين. والسبيل الوحيد للنجاح هو طرح صفقة تناقش عدة قضايا، بحيث يكون موضوع تبادل الأسرى احد مواضيعها فقط.
في عام 2009، ومع انتهاء عملية "الرصاص المصبوب"، تم ممارسة ضغوط دولية على إسرائيل لفتح معابر غزة ونقل الشاحنات المحملة بالطعام والمعدات. كان يجب على إسرائيل أن تقول في ذلك الوقت: نحن حساسون للمسائل الإنسانية، ولكن لجميع القضايا الإنسانية. وسوف نتفاوض مع حماس حول مسألتين: نطاق فتح المعابر وتبادل الأسرى.
لو كنا قد فعلنا ذلك، لكانت قد نشأت حالة متوازنة. نحن كنا سنضغط لإطلاق سراح جلعاد شليط، وحماس، التي لا تعتبر منظمة إرهابية ففقط، وانما، أيضا، الحكومة في غزة، كانت ستضغط لفتح المعابر. ونحن كنا سنظهر المرونة في الموضوع (أ)، والجانب الآخر كان سيضطر الى اظهار المرونة في الموضوع (ب). هذا لم يحدث آنذاك، ولا يحدث اليوم.
بشكل عام، تكون الصفقات هي الطريقة الصحيحة لحل أي نزاع. لنفترض أن إسرائيل تجري مفاوضات مع أي طرف، عدو أو صديق، على توزيع كعكة معينة. تنتهي المفاوضات بتقاسم الكعكة بنسبة 50:50. لدى الحكومة الإسرائيلية مشكلة في توضح كيف وافقنا على إعطاء الجانب الآخر 50٪، في حين أننا أكثر عدالة وأكثر ذكاء وأقوى منه، وبالتالي سوف تجد صعوبة في المصادقة على مثل هذا الاتفاق.
دعونا نفترض الآن حالة أخرى، تجري فيها المفاوضات حول كعكتين - كعكة جبن وكعكة شوكولاتة. تنتهي المفاوضات بحصولنا على ربع كعكة الجبن فقط، ولكن مع ثلاثة أرباع كعكة الشوكولاتة. من الواضح أن هذه حالة مماثلة للحالة السابقة، حيث أن المفاوضات انتهت في المتوسط بنسبة  50:50. ولكن هناك فرق كبير هنا. بما أننا نتعامل مع كعكتين، يمكن للحكومة أن تقول: فيما يتعلق بكعكة الجبن، صحيح انه تبقى لدينا الربع، ولكنها في كل الأحوال كعكة صغيرة وغير لذيذة، لذلك ليس سيئا للغاية أننا ابدينا السخاء وتخلينا عن ثلاثة أرباع منها.
من ناحية أخرى، فإن كعكة الشوكولاتة هي كعكة مهمة حقا. وفي هذه المسألة، أصررنا على إجبار الطرف الآخر على تقديم ثلاثة أرباعها. لذا، في النهاية، نحن الفائزين الكبار في الصفقة. الجانب الآخر سوف يدعي الشيء نفسه ولكن بشكل معكوس، والجميع سوف يشعرون بالرضا: فهم أيضا يمكنهم ان يحكوا لجمهورهم قصة النصر.
عندما يجري النقاش حول قضية واحدة، يكون المقصود دائما "لعبة نتيجتها صفر". وعند مناقشة العديد من القضايا، يتضح أن أولويات كلا الجانبين مختلفة: ما يعتبر أهم شيء بالنسبة لنا يعتبر أقل أهمية لدى الجانب الآخر - والعكس بالعكس. وهكذا فانه لكي نتمكن من التوصل إلى "اتفاق شامل" مع حكومة غزة، يجب علينا أولا أن نعترف بأن غزة اصبحت منذ زمن دولة، بكل ما يعنيه الأمر، وأن حماس هي الحاكم هناك. إسرائيل تملك قدرة كبيرة على تقديم العصي والجزر في غزة، ولذلك، إذا دخلنا في مفاوضات كهذه (مباشرة أو غير مباشرة)، حين يكون تبادل الأسرى احدى المواضيع التي ستناقش، يمكننا تحقيق نتيجة جيدة أيضا في مسألة اعادة جثتي غولدين وأورون واطلاق سراح المدنيين الاخرين الذين تحتجزهم حماس، وكذلك في مواضيع اخرى.
16 سنة على التوأم: الارهاب العالمي آنذاك واليوم
يكتب د. غادي حيطمان، في "يسرائيل هيوم" ان الهجوم الارهابي الذى وقع في 11 أيلول، قبل 16 عاما، هو الهجوم الاول في الغرب. ولكن حجم الدمار، وجرأة المهاجمين واختيار أهداف دقيقة، تهدف إلى ضرب قلب الحاضر الأميركي، كان بمثابة ابتكار تطلب من الأمة أن تغير أنماط تفكيرها فيما يتعلق بالإرهاب.
الأخبار السارة هي أن هجوما بهذا الحجم على الأراضي الأمريكية (وفي الغرب بشكل عام) لم يحدث منذ ذلك الحين. كما أن الولايات المتحدة، وفقا لمطبوعاتها، قتلت ما بين 60 الف و 70 ألف من مقاتلي الجهاد العالمي منذ ذلك الحين في مختلف البلدان . وكانت ذروة الحرب العالمية ضد الإرهاب (وفي الواقع ضد  الجهاد العالمي) قد جرت على مدى العامين الأخيرين على أرض سورية والعراق، وليس بالضرورة تحت القيادة الأمريكية، على الرغم من أن واشنطن تشارك بالتأكيد في الجهود الاستخباراتية والعملياتية والدبلوماسية في هذه البلدان.
ومن هنا الى الأخبار السيئة. وأهمها أن الإرهاب لا يزال معنا، ولا يتوقع أن يختفي. ففي السنوات الأخيرة، اتخذ وجوه جديدة، تشكل تعبيرا ملموسا لفكرة أو أيديولوجية، تتجاوز حدود الدول القومية وكذلك القارات. في عصر الشبكات الاجتماعية التي حولت العالم الى قرية صغيرة، باتت الفكرة السلفية الجهادية تتغلغل في المجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم. ومن بين مظاهرها في السنوات الأخيرة، الهجمات في قلب أوروبا (أنقرة وبروكسل وباريس ولندن وبرلين وغيرها) والموجة الضخمة من المهاجرين التي اجتاحت أوروبا، والهجمات الناجحة على الرموز الغربية، ورغبة الشباب (عادة على هامش الدائرة الاجتماعية) في الانضمام إلى الإسلام. كل هذه العوامل تعتبر عوامل تساعد في الحفاظ على لهب الجهاد. أين؟ في أي مكان يمكن فيه القيام بعمل ضد أولئك الذين يعتبرون بحكم التعريف يستحقون الموت لأنهم كفار. وقد شهدت أمريكا نفسها ذلك، بشكل كبير في العامين الماضيين، من خلال الهجمات الإرهابية في سان برناردينو، كاليفورنيا (كانون اول 2015) وفي نادي المثليين في فلوريدا (حزيران 2016).
في السنوات الأخيرة، تكرس وسائل الإعلام العالمية (بل وسائل الإعلام المحلية ايضا) مساحة كبيرة لتقارير عن داعش والخلافة التي أعلنها أبو بكر البغدادي. لكن الحقيقة هي أن الأميركيين لم ينسوا القاعدة. وكانت الرغبة في الانتقام لهجمات 11 أيلول قد حثتهم على تعميق جمع المعلومات الاستخباراتية وقتل كبار أعضاء المنظمة خلال الفترة الماضية. وكانت الذروة بطبيعة الحال، اغتيال أسامة بن لادن في أيار 2011. ولكن الأمريكيين لم يتوقفوا. ومنذ ذلك الحين، كانوا مسؤولين عن اغتيال كبار المسؤولين الآخرين في القاعدة. وهم يفهمون (ومعظم الدول الأوروبية تفهم اليوم) أن فكرة الجهاد العالمي لا تنتمي إلى أي منظمة. فهي متجذرة في قلوب المسلمين في جميع أنحاء العالم، الذين يفتقدون الى انتماءات تنظيمية.
الوجوه الجديدة للإرهاب هي تنعكس في الخطوط الحديثة – القديمة للهجمات الفردية (الطعن، الدوس، التضحية وغيرها)، إلى جانب الإرهاب الكلاسيكي للبنى التحتية المؤسسية العاملة في الدول الغربية، بما فيها إسرائيل، بشكل مستقل أو بتوجيه من مقرات الجهاد في أفغانستان وسورية والعراق.
هذا كله يتطلب من أجهزة الاستخبارات في الغرب، زيادة تعقب الإرهاب المحتمل على الشبكات الاجتماعية. إن هذا التحدي أكثر تركيبا وتعقيدا، ولكن في ضوء حقيقة كون المقصود ملاحقة متواصلة لفكرة عالمية تقسم العالم إلى قسمين (نحن على حق والكفار على خطأ)، لا توجد طريقة أخرى إلا تسليح أنفسنا بالصبر والأدوات اللازمة للتقليل من الأضرار.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالخميس 14 سبتمبر 2017, 4:11 am

13.09.2017


مقالات
روسيا ضالعة في الصراع الفلسطيني الداخلي وتسعى لتحقيق المصالحة بين فتح وحماس.
يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امضى نهاية اسبوع مكثف. فخلال زيارته للشرق الاوسط التي استغرقت ثلاثة ايام، التقى الملك سلمان في المملكة العربية السعودية والملك الأردني عبد الله، وأجرى محادثات هاتفية مع الرئيس المصري حسنى مبارك وحاول لأم الشرخ بين دول الخليج وقطر، وتوحيد المواقف حول الازمة في سوريا وانهاء النزاع الفلسطيني الداخلي.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي عقده مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ان روسيا "تدير اتصالات مع الدول العربية التي تربطها علاقات بحماس من اجل اعادة الاطراف الى اتفاق المصالحة الموقع بينها والذي يشمل اقامة حكومة فلسطينية موحدة". وبعد يومين من ذلك، أعلنت حماس عن استعدادها لتفكيك المجلس الاداري الذي أنشأته في غزة والتوصل إلى اتفاق بشأن إنشاء حكومة فلسطينية موحدة. لا يزال من السابق لأوانه حبس الأنفاس في انتظار تنفيذ هذا الإعلان على أرض الواقع، ولكن مشاركة روسيا الجديدة في الصراع هي مسألة تستحق الاهتمام بها.
خلافا للاتفاقات التي تم التوصل إليها بين حماس ومصر منذ نحو شهر، والتي سيتم بموجبها إنشاء مجلس اداري في غزة، يقود رجل فتح، الخصم المرير لعباس، محمد دحلان، ويضم في عضويته أعضاء من حماس وفتح، تعود حماس الان للحديث عن تشكيل حكومة فلسطينية موحدة.
هل يلغي هذا الإعلان الاتفاقات التي تم التوصل إليها في مصر؟ وفقا لمصادر في حماس، فإن الحديث عن مرحلتين متوازيتين. فالمجلس الاداري سيواصل اتصالاته مع مصر، بوساطة دحلان، من أجل فتح معبر رفح بشكل دائم، ربما هذا الشهر. وسيأتي تمويل أنشطة المجلس الجارية من الإمارات العربية المتحدة التي خصصت بالفعل نحو 15 مليون دولار، والتي ترافقت بالتزامات بدفع مبالغ مماثلة في الأشهر المقبلة، وفي الوقت نفسه، ستجدد حماس اتصالاتها مع السلطة الفلسطينية لتحديد تقسيم العمل والإعداد لانتخابات الرئاسة والمجلس التشريعي الفلسطيني.
إن التدخل الروسي في الصراع الفلسطيني الداخلي والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لا ينفصل عن الاستراتيجية الروسية في المنطقة، خاصة عن إدارة الأزمة في سورية، التي تم نقلها حصرا إلى موسكو. لقد باتت دول الأردن والمملكة العربية السعودية ومصر، وبشكل لا يقل عن ذلك، تركيا وإسرائيل، تعترف بالفعل بأن روسيا هي القوة الوحيدة التي يمكن أن تحقق المعجزة في سورية، وكل واحدة منها تسعى الآن لتأمين ضمانات لسلامة مصالحها الخاصة.
الأردن، كما إسرائيل، يختلف مع روسيا حول وضع إيران في سورية. فالجيش السوري لا يتواجد حاليا في الجزء الجنوبي من البلاد، لكن الأردن قلق إزاء التغيير في الوضع، ويبدو أنه تلقى وعدا من لافروف، بأنه حتى لو دخل الجيش السوري المناطق المجاورة للأردن، فانه لن يسمح للقوات المؤيدة لإيران، بما في ذلك الميليشيات الشيعية الأجنبية وحزب الله، من الانتشار معه في المنطقة الحدودية. وفي المقابل، طلبت سورية من الأردن توثيق علاقاتها مع النظام السوري، وفتح المعابر الحدودية بين البلدين، وتجديد العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد.
إن روسيا، التي أحدثت ثورة عسكرية في وضع النظام السوري وحجم الأراضي التي يسيطر عليها، تستثمر الآن معظم جهودها في التحركات الدبلوماسية التي يفترض أن تعطي للأسد الشرعية العربية والدولية، ومن هنا تأتي أهمية التحركات الدبلوماسية للافروف في الشرق الأوسط. وسيتم التعبير عن اختبار هذه الجهود في الاجتماع السادس الذي سينعقد في نهاية الأسبوع في أستانا، عاصمة كازاخستان، بين ممثلي الحكومة وممثلي المعارضة. فإذا نجحت هذه الجولة، سيكون من الممكن جدولة الاجتماع الذي سيعقد في جنيف لمناقشة اتفاق السلام.
لكن الجهود الروسية التي تطمح لبناء جدار دعم عربي لتحركاتها في سورية سيتعين عليها التغلب على هوتين عميقتين. الأولى، هي خلافات دول الخليج ومصر مع قطر، والثانية، هي المواجهة السياسية بين السعودية وإيران. بعد فشل الولايات المتحدة في محاولاتها لتحقيق المصالحة بين السعودية وقطر، وفي أعقاب حالة السبات التي المت بالإدارة الأمريكية في موضوع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، تتبنى روسيا كلا الصراعين كرافعة لتعزيز مصالحها.
وهنا تدخل أهمية حماس أيضا، والتي لا ينظر إليها على أنها عامل استراتيجي يمكن أن تؤثر على السياسة الإقليمية. ولكن عندما تصبح البيدق في المعركة بين السعودية وإيران، فإنها تصبح عنصرا حيويا يجب تجنيده لصالح النضال الأكبر.
لقد كثفت حماس جهودها هذا العام في إيران، التي وعدت بمساعدتها. ووفقا للتقارير الواردة في وسائل الإعلام العربية، فقد أعطت ايران لذراع حماس في لبنان 20 مليون دولار بالإضافة إلى استئناف التدريب العسكري من قبل حزب الله. ومن وقت لآخر، يتم نشر تصريحات صادرة عن جهات في حماس، في قطاع غزة والخارج، تفيد بأن العلاقة مع إيران على وشك أن تتجدد قريبا أو أن إيران قدمت مساعدات إضافية.
لكن هذه التصريحات تتعارض مع النشاط الدبلوماسي لحماس الذي يهدف إلى إعادة العلاقات مع مصر، وهي تدل على النزاع المتقد بين قيادة عز الدين القسام، التي تدفع إلى تجديد العلاقات مع إيران، والعناصر السياسية التي يرأسها إسماعيل هنية ويحيي سنوار والتي تروج للعلاقات مع مصر والعالم العربي. كما يسود داخل إيران خلاف بين المحافظين الراديكاليين والحرس الثوري حول مسألة المساعدات لحماس. ففي حين يضغط الحرس الثوري الإيراني من أجل تقديم مساعدات جديدة، يعارض الراديكاليون ذلك، على أسس سياسية، قائلين إن حماس خانت سورية ، ولا تستحق المساعدة.
ومن هنا تأتي الأهمية التي توليها روسيا للمصالحة الفلسطينية الداخلية، التي من شأنها أن تمنع حماس من إعادة التقرب من إيران، وبالتالي تلبية تطلعات المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر، الأمر الذي قد يجعل هذه الدول تدعم منح الشرعية للأسد.
إذا نجحت روسيا في تحقيق هذه المصالحة، فإنها ستكون قادرة على تحقيق انتصار مزدوج. وستبدو الدولة الوحيدة التي يمكنها حل الصراعات في المنطقة، استمرارا "لنجاحها" في سورية، وستقدم إسهاما تصريحيا هاما للحد من نفوذ إيران. وعلى الرغم من المصالح المشتركة لروسيا وإيران في الحفاظ على نظام الأسد، فإن روسيا ليست متحمسة بشأن النفوذ الإيراني في المنطقة.
السؤال التالي هو كيف سيكون على إسرائيل الرد على التحرك الروسي. لقد عارضت إسرائيل تقليديا الوحدة بين فتح وحماس، خاصة لأن الانقسام يسمح لها بالادعاء بأن محمود عباس لا يمثل جميع الفلسطينيين، وبالتالي لا يمكن أن يكون شريكا (بالإضافة إلى الأعذار الشائعة الأخرى مثل اتهامه بالتحريض ودعم الإرهاب). كما أن الفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية يمكنها من تطبيق سياسة مزدوجة من الاضطهاد في كلا المنطقتين.
ولكن إذا قررت روسيا أن المصالحة الفلسطينية الداخلية حيوية لمصالحها الإقليمية، فستجد إسرائيل صعوبة في الإصرار على معارضتها، خاصة عندما تحتاج إلى الضمانات الروسية ضد ترسيخ إيران في سورية. ومن هنا فإن الصمت الإسرائيلي تجاه التحركات الروسية، والهدوء المصحوب بالصلاة بأن يحرق الفلسطينيون طبيخهم، وينقذون إسرائيل من الحاجة إلى تحديد موقف.
نعم، يتم انتخاب العائلة
يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" انه كان يجب على الليبراليين والليبراليات، أنصار ونصيرات النسوية، ومنظمات حقوق الأولاد، وأنصار المساواة في الأسرة، اطلاق صرخة مدوية. لماذا يتهمون بنيامين فقط وليس سارة في اضطراب "الابن" يئير؟ لماذا يكون على الأب المشغول، الذي يخرج لإعالة اسرته كل صباح، تحمل المسؤولية عن كل وصمات النفايات التي يتركها الولد من حوله؟ ماذا، ألا توجد أم في المنزل؟
وبصرف النظر عن المس القاتل بمكانة الأم، وكأنها مجرد أصيص زهور ولا تعرف ما الذي يفعله ابنها، فإن الحجة ضد نتنياهو تحجب الواقع السياسي – فعلى رأس دولة إسرائيل تقف أسرة، وليس رئيس حكومة. كما هو الحال في مصر، حيث كان الشخص الذي انتخب حسني مبارك يعلم أنه سيحصل، أيضا، على زوجته سوزان وولديه جمال وعلاء في مناصب الحكومة، وكما كان يعلم التونسيون بأن انتخاب زين العابدين بن علي يشمل ولاية زوجته المحبة للماس.
في "الديمقراطيات الصغيرة"، مثل طاجيكستان وكازاخستان وأذربيجان، يمكن لأفراد الأسرة أن يكونوا وزراء، وفي إسرائيل أيضا هذه صفقة. اذا يتضح لدينا، أننا ننتخب عائلة بأكملها لإدارة البلاد. فالكثير من قرارات نتنياهو يتم اتخاذها حول طاولة الأسرة المتهالكة. ويتم تحديد التعيينات في المناصب العليا بعد الموافقة من قبل صاحبة البيت، والخلاف مع السيدة يعني عقوبة الإعدام السياسي.
كما يشارك الأولاد أيضا. في عام 2015، عندما شكر نتنياهو نشطاء الليكود على مساعدتهم بتحقيق الانتصار، ذكر بصفة خاصة ولديه، يئير وأفنير. فقد كان يئير هو المسؤول عن قسم الإنترنت في الحملة. وهو أيضا الشخص الذي يروج لصورة الأسرة، التي تعيش في شقة رثة، ويتكاتب علنا مع أعداء والده السياسيين.
اذن، لماذا خرج الغضب هذه المرة على رب الأسرة فقظ؟ الحجة المتعارف عليها هي أنه بما أن يئير بصق على قدس الأقداس عندما استخدم الرموز المعادية للسامية، فإن أفعاله تقع ضمن صلاحيات نتنياهو، الذي يتحمل بصفته الرسمية مسؤولية مكافحة معاداة السامية في كل مكان بما في ذلك في بيته. هذا الأمر يخص الآباء وليس الأمهات، ولذلك فإن نتنياهو، وليست زوجته، هو الذي فشل في تربية ابنه. هذا خطأ. ففي الأسرة الحاكمة لا يوجد تقسيم للعمل ولا مناصب تمثيلية. كلهم هناك يعملون من اجل دولة إسرائيل، ولكن أولا من أجل الأسرة. كلهم من اجل الواحد، والواحد منهم من اجل الجميع. "هاجموني أنا وليس زوجتي"، توجه نتنياهو الى وسائل الإعلام، وكأن كل واحد منهما هو كيان منفصل، وكأن فسادها لم يكن فساده وفساده ليس فسادها.
صحيح انه من ناحية قانونية، فان جبال السيجار الخاصة برئيس الوزراء ليست كجبال صحون الطعام الساخن الخاصة بزوجته، ولكن ما الذي فعله رب العائلة عندما وصلت وجبات الطعام الثمينة الى بيته؟ هل اكتفى بشطيرة التونة؟
لكن الفساد الحقيقي لا يتعلق بالعنوان الذي ينبغي تحميله مسؤولية عن البلطجة داخل الأسرة، ولا بمسألة الدور التعليمي لكل واحد من الوالدين. العفن هو ان المؤسسة العائلية، لا فاميليا، قبلت كنظام للحكم في الديمقراطية الإسرائيلية. وبما أن أسرة نتنياهو تدير البلاد منذ سنوات عديدة، فإن مركزها كسلطة تم تشريعه بحكم الأقدمية، ولكن ليس بموجب القانون. وما تبقى هو، وكما في الظواهر غير القانونية التي ترسخت، تبييض سلوك العائلة غير المشروع، ومنح صلاحيات قانونية لكل فرد من أفراد الأسرة وتحميلها المسؤولية القانونية العامة.
ولكن إذا كان لا يزال هناك مشرعون يعتقدون أن هذا النموذج يهدد الديمقراطية بكونه يمنح مكانة ملكية للأسرة، وبالتالي لكل عنصر من مكوناتها، فقد حان الوقت لطرح تعريف قانوني لنطاق النشاط العام لكل واحد منهم. تقديم المساعدة في الحملة الانتخابية شيء، بينما الإدارة المستمرة للدولة من قبل أولئك الذين لم يتم انتخابهم أو لم يخضعوا لعمليات الفرز من اجل اختبار مهاراتهم ونزاهتهم – هي دكتاتورية.
قرية الولجة وسياسة الخنق من قبل الحكومة الإسرائيلية
يكتب رامي الحنان ومازن فراج، مديرا منتدى العائلات الثكلى الاسرائيلية والفلسطينية، في صحيفة "هآرتس"، ان قسما كبيرا من أرض قرية الولجة، التي تطل على حديقة الحيوانات التوراتية في القدس، تعتبر  "الحلم الرطب" بالنسبة لليمين الإسرائيلي: الفرشاة التي رسمت حدود القدس الجديدة في عام 1967 شملت معظم أراضي القرية، ولكن على عكس القرى الأخرى، التي حظي سكانها ببطاقات الهوية الإسرائيلية، حظي سكان الولجة بمكانة استثنائية. فقد تم ضم أراضيهم الى اسرائيل بينما تركوا هم خارج القدس، وبدون بطاقات هوية إسرائيلية.
قبل 19 عاما من ذلك، في عام 1948، هرب سكان قرية الولجة من قريتهم، الواقعة على التلال البيضاء، إلى الجانب الآخر من الوادي، إلى الأردن، حيث أنشأوا الولجة الجديدة. كما أن الحرب فصلتهم عن عين الولجة، الينبوع الذي شكل مصدر حياتهم، والذي تم منذ ذلك الحين اسمه إلى "العين البيضاء" التي أصبحت، على مر السنين، موقعا سياحيا شهيرا في منطقة القدس.
لقد قام أهالي الولجة ببناء منازلهم من جديد، وقاموا ببناء مدرجات زراعية، وحصلوا على المياه من الينابيع القريبة، وفي مقدمتها عين البلد، التي لا تزال تشكل مصدر المياه للقرويين حتى اليوم. ولكن مكانتهم كحاضرين - غائبين في القدس مست بهم، فهم يعتبرون مواطنون فلسطينيون يعيشون داخل حدود إسرائيل، وهي تتصرف بأراضيهم كما يحلو لها، بدء من تخطيط حي يهودي في المكان، مرورا بإعلان الحديقة الوطنية التي يفترض ان تشمل معظم أراضيهم الزراعية، وانتهاء بأكبر تهديد ملموس وخطير: بناء الجدار الفاصل على اراضي القرية، بشكل يفصل بين السكان وأراضيهم الزراعية ويقطع لقمة عيشهم.
الولجة هي مثال واضح على سياسة إسرائيل المتمثلة في خنق الفلسطينيين في منطقة القدس، علما انه في هذه الحالة يكون السكان الفلسطينيون أكثر عرضة للخطر، بسبب حقيقة ان اراضيهم تقع في القدس بينما هم خارجها، بشكل قانوني وفعلي.
إن الهدف المعلن للجدار الفاصل الذي يتم بناؤه في الولجة هو الأمن، ولكن نيته الحقيقية هي جعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لسكان القرية، على أمل أن يفهموا الرسالة ويغادرون مرة أخرى بعيدا عن المدينة التي لا تريدهم.
لقد تحولت قصة قرية الولجة الى حالة للاختبار، عندما تشكل مقابل خطوات الحكومة المتوحشة، ائتلاف من المواطنين والمنظمات - الإسرائيليين والفلسطينيين والأجانب – الذين يحاولون مساعدة السكان على مواجهة الضربات العديدة التي يتعرضون لها، والذين يقفون إلى جانب أولئك الذين سبق وفروا من منازلهم في الماضي، وهناك الآن من يريد جعلهم يهربون مرة أخرى، أو على الأقل خنق سبل معيشتهم كي يضطروا إلى المغادرة.
لا يمكن لكل من يؤمن بقيم المساواة وحب الإنسان أن يقف مكتوف الأيدي أمام الظلم المستمر الذي يمارس ضد سكان الولجة. في يوم السبت المقبل 16 أيلول، سيشارك المئات من نشطاء منتدى العائلات الاسرائيلية- الفلسطينية الثكلى سوية مع منظمة "نقف معا" و "مقاتلون من أجل السلام"، والكثيرين غيرهم، في مسيرة التضامن التي ستخرج من بيت جالا إلى الولجة. سنكون هناك من أجل منح الأمل لسكان القرية، والإثبات بأنه أمام السلطات التي تنكل بهم، هناك العديد من المدنيين الذين يقفون إلى جانبهم.
الاستفتاء العام الكردي: الأخلاق والمصلحة
يكتب يوسي بيلين، في "يسرائيل هيوم" ان الاستفتاء العام الذي سيجري في 25 أيلول، لن ينشئ الدولة الكردية المستقلة، لكنه قد يخلق دينامية تؤدي إلى هذه العملية، رغم غضب أربع دول في الشرق الأوسط: تركيا وسورية وإيران والعراق. جميع الأكراد، تقريبا، يطالبون بدولة لأنفسهم. وهم يتذكرون جيدا المواجهات الصعبة التي عانوا منها خلال المئة سنة الماضية التي خاضوا خلالها نضالهم: لقد استخدم صدام حسين أسلحة كيميائية ضدهم وقتل الآلاف، وايران أعدمت الكثيرين منهم، وكانت هناك مواجهات عنيفة في سورية، ووقعت أسوأ المواجهات عندما قتل عشرات الآلاف من الأكراد في اشتباكات مع السلطات التركية على مختلف الأجيال.
هناك أكثر من 30 مليون كردي (مسلمون سنيون من أصل إيراني يتمتعون بلغة وثقافة فريدة) يقيمون على نحو 200 ألف كيلومتر مربع من الأراضي في البلدان الأربعة، والذين توقعوا اقامة دولتهم مع نمو مفهوم تقرير المصير بعد الحرب العالمية الأولى، وتحولوا على مر السنين، إلى أكبر أقلية في العالم لم تتمتع بحق تقرير المصير. وكانت تركيا هي العامل الرئيسي في منع إنشاء دولة كردية مستقلة. وقد أقامت إسرائيل منذ تأسيسها علاقات وثيقة مع الأكراد في إطار "تحالف المحيط" الذي صممه رئيس الوزراء الأول، دافيد بن غوريون. ومن الواضح أنه تحالف مصالح: إسرائيل كانت معزولة في العالم العربي، والتقت بجهة اسلامية غير عربية، شعرت بأنها معزولة وكانت مستعدة للعمل الى جانبها. ولذلك لا عجب أن الدولة الوحيدة التي تؤيد علنا إقامة دولة كردية مستقلة في العراق هي إسرائيل.
العالم يخشى حدوث سلسلة أخرى من الإجراءات التي ستزعزع الاستقرار الجزئي في الشرق الأوسط. ويخشى العراقيون من اقتطاع جزء من دولتهم وفقدان مصدر هام للنفط. اما تركيا فتخشى ان يسعى الاكراد فيها للانضمام الى اخوانهم في العراق ومطالبة الدولة الكردية باقتطاع جزء من تركيا. والخوف في إيران مشابه، واما سورية، التي تدرك أن ادعاء الأتراك قوي بشكل خاص بسبب حربهم ضد داعش، فتشعر بالقلق أيضا من أن الأكراد السوريين سيسعون للانضمام إلى الدولة الكردية والسيطرة على أراضي من الحدود السورية الرسمية.
الجهات الدولية التي تفهم عدالة مطلب الأكراد، تتلعثم. المانيا تقول ان "خطوات كهذه لا تتم من جانب واحد"، والولايات المتحدة التي تشعر بالتزام للأكراد في أعقاب الجهد الكبير الذي بذلوه ضد الدولة الإسلامية (داعش)، لا تشعر بالارتياح لدعم عملية "الخروج الكردي" (على وزن الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي) ، وهي تتهرب من اعلان موقف شجاع، من خلال توجه وزارة الخارجية إلى برزاني لتأجيل الاستفتاء  الى "موعد أكثر ملائما". لكنه من الصعب الايمان بأنه سيتم العثور على هذا التاريخ المناسب في المستقبل المنظور. الدعم الاسرائيلي مهم للأكراد، وجيد انه تم. هذه مصلحة سياسية واضحة لإسرائيل، لكنه يوجد هنا، أيضا، دين أخلاقي مستحق للأصدقاء الذين يستحقون تحقيق تقرير المصير، بشكل لا يقل عن الآخرين، بل ربما أكثر من منهم.
الأسد وايران انتصرا
يكتب اليكس فيشمان، في "يديعوت احرونوت" ان نافذة الفرص التي فتحت أمام إسرائيل، والتي تسمح لها بأن تكون جزءا من تحالف عربي سني مصاد لتهديد التوسع الإيراني - أولا في سورية، ومن ثم في الشرق الأوسط بأسره – باتت تغلق.
فالانجاز السياسي والعسكري لروسيا، التي نجحت في تحقيق الاستقرار لنظام الأسد، والتوسع الإيراني باتجاه معاقل داعش المهجورة في سورية، دفع العالم العربي السني إلى إعادة التفكير في علاقاته مع الأسد. وعلى سبيل المثال، هناك منشورات علنية تتحدث عن الجهود الأردنية للتوصل إلى تفاهم مع نظام الأسد، بما في ذلك إعادة فتح المعابر الكبيرة بين الأردن وسورية لأغراض تجارية، فضلا عن تجديد التفاهمات الاستخباراتية بين البلدين. وهذا هو احد  تعابير الفشل الكبير لإسرائيل والتحالف الغربي في سورية، برئاسة الولايات المتحدة.
لكن ليست الدول هي التي تبحث عن طريقها إلى نظام الأسد المؤيد لإيران. فخلال هذا الأسبوع، تحدث رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) نداف ارجمان، خلال اجتماع الحكومة، عن تعزيز العلاقات بين إيران وحزب الله وحماس، وهي خطوة يمكن أن يكون له تداعيات أمنية بعيدة المدى. والحقيقة هي أن علاقات الجناح العسكري لحركة حماس مع حزب الله وإيران شهدت صعودا وهبوطا، لكنها لم تنقطع أبدا. ولكن الآن، على خلفية انجازات إيران في سورية، تريد حماس ضم غزة إلى "القوى الرائدة الجديدة" في الشرق الأوسط، وتسمح قيادتها لنفسها بالإعلان علنا عن دعمها للأسد والنظام الجديد الذي وضعته روسيا وايران في سورية. وكان زعيم حماس يحيى سنوار قد اعلن في وقت سابق من هذا الشهر بان العلاقات بين حماس وايران لم تعد فقط الى طبيعتها بعد سنوات من الصعوبات، وانما اصبحت اكثر ممتازة. واضاف ان ايران هي الان اهم داعم للجناح العسكري.
وفي الواقع، ووفقا لتقارير أجنبية، فإن إيران تحول نحو 70 مليون دولار سنويا إلى الجناح العسكري لحماس في غزة، وفي الوقت نفسه تقدم للحركة مساعدات لوجستية وتقنية. ويصل رجال الجناح العسكري في حماس إلى إيران وغيرها من البلدان ويتلقون تدريبا عسكريا من المدربين الإيرانيين. ووفقا لسنوار، فإن هذه العلاقات تتعزز فقط.
العلاقة بين حماس غزة والإيرانيين وحزب الله غير طبيعية ولا تسقط على تربة ناضجة. الرأي العام في غزة، الذي يتابع بقلق شديد النشاط الشيعي ضد السنة في العراق، يعادي إيران. لكن فشل السياسة الأمريكية في سورية وتدهور مكانة الغرب في الساحة يجبر بلدان المنطقة، بما في ذلك منظمات مثل حماس، على الوقوع في احضان إيران، أو على الأقل محاولة التحدث إليها.
الشخص الذي يقود التقارب بين حماس وإيران وحزب الله، هو رئيس فرع حماس في لبنان، صلاح عاروري. فالعاروي، الذي اعتبر المشغل العسكري لإرهاب حماس في الضفة، مقرب من خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي السابق لحماس، وكلاهما يشكلان معارضة لقيادة حماس في غزة، برئاسة سنوار. وينعكس هذا الخلاف بين الجانبين في مؤتمر يعقد حاليا في القاهرة بحضور أكثر من 20 عضوا في قيادة حماس. ففي حين يشد سنوار نحو الاعتماد على مصر والإمارات العربية المتحدة، فإن عاروري ومؤيديه يدفعون إلى الاعتماد على تركيا وقطر وإيران. وعودة حماس إلى أحضان إيران ستحدث دائما على حساب مصر، وعلى أية حال سوف تشكل انتصارا للمعارضة بقيادة مشعل. وبالمناسبة، يطالب عاروري لنفسه بمنصب نائب إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي الحالي لحماس.
اسرائيل لم تملك أي أدوات، لا سيما أدوات سياسية، لمحاولة التأثير على العمليات في سورية. وبدون أي مفر، اعتمدت على التحالف الأمريكي الذي فشل. والآن، بعد خمس سنوات، عندما يستقر الإيرانيون في سورية بموافقة تحالف عربي سني، يجب تصحيح "الختان".
هذا مؤسف. لقد كانت لدى إسرائيل فرصة جيدة للتوصل إلى قاسم مشترك مع عدد من الدول السنية في المنطقة فيما يتعلق بمستقبل ومكانة الشرق الأوسط، بما في ذلك حل متفق عليه للقضية الفلسطينية بموافقة الدول السنية الرائدة. لكنه حدث خطأ ما على الطريق. لقد انتظر شخص ما وقتا طويلا، لعب مع السعوديين، لعب مع الأردنيين، كان واثقا من أن "المعجزة" في سورية ستتواصل لفترة طويلة. لكن الأسد لم يسقط، وتعززت قوة الإيرانيين وحزب الله، بينما سجلت اسرائيل فشلا سياسيا آخر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالسبت 16 سبتمبر 2017, 11:11 pm

16.09.2017

مقالات وتقارير
إخصاء الأوامر
يكتب اليكس فيشمان، في "يديعوت احرونوت" ان ادارة مناورات الفيلق الشمالي، "أور هدغان"، التي انتهت هذا الأسبوع، منعت إدخال الهواتف المحمولة إلى مناطق القتال، وبحق. فقدرات العدو الإلكترونية - حزب الله أيضا، ولكن في الأساس إيران - تشكل تهديدا كبيرا، والهاتف المحمول يشبه محطة تبث المعلومات إلى العدو. وبناء على ذلك، تقرر أن يتم جمع الهواتف في منطقة تجمع القوات وأن تعاد إلى أصحابها في نهاية المناورات. ولكن، لم تنفذ كل الوحدات هذا الأمر. ماذا حدث؟ انها مجرد مناورة، وهذا مجرد هاتف، في الحرب الحقيقية سنأتي بدونه. ماذا سيعني اجراء اتصال هاتفي صغير في الوقت الذي نتدرب فيه على هزم حزب الله؟
وهناك أمر آخر صدر عن إدارة المناورات، وهو في الأساس تدريب للقيادة وتدريب هيكلي، وكان ملزما لقادة الكتائب، الذين يمثلون الوحدات. ويقضي الأمر بأن يتحرك هؤلاء بواسطة مدرعات القيادة. فهذا هو مكانهم خلال الحرب الحقيقية، ومن هناك يفترض فيهم تفعيل أدوات المساعدة ووسائط الاتصال من أجل السيطرة على قواتهم. ولكن لماذا يجب أن يعرقوا داخل المدرعة الصاخبة، بينما الجلوس في جيب قائد الكتيبة المكيف، أكثر متعة؟ ولذلك قام قسم منهم بتنفيذ الأمر، والقسم الآخر لم يفعل. ماذا حدث؟ هذا ليس ما سيحدد مستوى استعدادهم للحرب. وماذا سيهم ان كانت القيادة العليا قد أصدرت امرا آخر؟
هذان مجرد مثلان على الأوامر التي صدرت خلال هذه المناورات، ولم يكلف الجميع انفسهم عناء تنفيذها. ربما لأنه تم التعامل مع بعض الأوامر كغطاء للمؤخرة، أو ربما لأنه لم يتم التعامل معها من قبل الضباط الميدانيين كأوامر مهمة بما يكفي، وربما كانت هذه هي قوة العادة. لقد سبق وقال رئيس الأركان السابق دان حالوتس، عندما وصل من سلاح الجو لقيادة الجيش الإسرائيلي، ان أوامر الجيش بالنسبة للقوات البرية تعتبر مجرد توصية.
عندما تعرض هذه التساؤلات على مسامع قادة الجيش، تجدهم يكادون يشعرون بالإهانة: لماذا تركز على امور هامشية في القوت الذي نقوم فيه بإجراء مناورات عسكرية بحجم غير مسبوق مع قوات الكوماندوس، وشن غارات في أعماق العدو، والتنسيق مع أذرع التكنولوجيا الفائقة والطائرات غير المأهولة، والطائرات الصغيرة غير المأهولة؟ اذن، هل يتجاهل القادة بعض التوجيهات الهامشية التي قد لا يكون لها مكان في الميدان؟
قادة الجيش غير مستعدين للاعتراف بأن هناك صلة وثيقة بين تجاهل الأوامر والإخفاقات خلال القتال الحقيقي. في مؤتمر عقد بمناسبة الذكرى العاشرة لحرب لبنان الثانية، شاركت مجموعة من قادة الكتائب التي شاركت في القتال في احد المنتديات. وقام رئيس الأركان في حينه، دان حالوتس، ورئيس الأركان الحالي غادي ايزنكوت، الذي ترأس شعبة العمليات خلال الحرب، باتهام هؤلاء القادة بعدم تنفيذ الأوامر خلال الحرب، ومنها، مثلا، الأمر بشن هجوم بواسطة كتيبتين على تلال دير ميماس. فرد القادة بأنهم لم يكونوا مستعدين لتنفيذ الهجوم لأسباب مختلفة. إذا كان الأمر كذلك، قال ايزنكوت، لماذا لم تبلغون في الوقت المناسب بأنكم لم تكونوا مستعدين؟
لقد تم ترقية اثنين من قادة هذه الكتائب لرتبة جنرال بعد الحرب. وعندما تسأل رجال ايزنكوت كيف يمكن أن يتعايش مع حقيقة أن الضباط الذين لم ينفذوا الأمر خلال الحرب أصبحوا جنرالات، يأتي الجواب المتوقع: لم يتم ترقيتهم خلال فترة ولايته لرئاسة الأركان. وبشكل عام، ما الذي تريده؟ أن نتخلص منهم؟
وسؤال آخر: هل من الممكن وجود صلة بين عدم الامتثال للأوامر الصادرة عن هيئة الأركان العامة والجهات المهنية لقوات اليابسة، وحقيقة أنه خلال حملة "الجرف الصامد"، مثلا، دخلت ناقلات جنود غير مدرعة (من نوع زالدا) الى ميدان المعركة خلافا للأوامر؟ بالطبع توجد مشاكل، يجيبوننا في الجيش، ولكن الوضع اليوم في مجال تنفيذ أوامر القيادة وسيطرة المستويات المسؤولة على ما يحدث في الجيش أفضل بكثير مقارنة بالماضي. والدليل على ذلك: لم نعد نسمع عن تمرد الجنود في الجيش. عذرا، ولكن ما هي العلاقة؟
ثم يطرح الجيش المزيد من الأمثلة: قبل بضعة أشهر سرقت أسلحة من معسكر "سدي تيمان" في الجنوب. وفي غضون ست ساعات، تم اجراء تحقيق، واستخلاص النتائج، وصدرت تعليمات في اليوم التالي بشأن تشغيل المقاولين العرب في معسكرات الجيش الإسرائيلي. أضف الى ذلك أنه خلال فترة قصيرة أبلغ كل قادة المعسكرات عن تصحيح الخلل الذي تم اكتشافه لديهم، وتمت متابعة الأمر. هذا كله جيد وجميل، ولكن لو كان قائد معسكر "سدي تيمان"، الذي كان مسؤولا عن التعاقد مع هؤلاء المقاولين، فضلا عن القادة الذين كانوا مسؤولين عن حراسة مستودع السلاح، كذلك  المعسكر، قد نفذوا الأوامر والنظم الخطية بشأن تشغيل العمال العرب في معسكرات الجيش، ونفذوا الإجراءات الأمنية – لما كانت أي شاحنة تابعة لأي مقاول ستدخل إلى المعسكر، وتحميل سلاح والمغادرة.
ظاهرة عدم إطاعة الأوامر ليست جديدة، وعدد سنواتها يقترب من عدد سنوات الجيش الإسرائيلي، ولكن طالما قام جيش اليابسة بتزويد البضاعة، وطالما كانت التكنولوجيات التي استخدمها أساسية – تنظيف الفوهة بواسطة عصا وتشحيم الآلية والانطلاق إلى الحرب – طالما تم تجاهل الأمر. هذا الأمر يعمل بشكل افضل اليوم، والدليل على ذلك: نتائج اللقاءات العسكرية الكبيرة في السنوات الأخيرة، التي انتهت في أحسن الأحوال بشعور من المرارة، وفي أسوأ الأحوال، مع لجان تحقيق. التكنولوجيا الفائقة التي تم ادراجها في جيش اليابسة تحتم الانضباط الحديدي على غرار ما يحدث في الأسلحة التكنولوجية – الجو والبحر – وإلا فإن الابتكارات التكنولوجية لن تصبح مضاعفة للقوة.
المراقب ضد المراقب
لم يكد يمضي عام واحد على تولى وزير الأمن افيغدور ليبرمان لمهام منصبه، حتى تم وضع تقرير مراقبة على مكتبه من قبل الجهاز الأمني الذي يتعامل مع المراكز اللوجستية لساحات القتال (الكتائب اللوجستية). الاخفاقات التي عثر عليها هناك كانت دراماتيكية. فعلى سبيل المثال، تم العثور على مئات الشاحنات التي نفذ الهواء من عجلاتها، ومن الواضح أنه في حالتها لن يكون هناك من ينقل الإمدادات المنتظمة للقوات المقاتلة على الجبهة. لكنهم يشرحون لوزير الأمن أن ترتيب الأولويات في الجيش قد تغير، لأن الجبهات القتالية اليوم لا تتطلب مثل هذا الكم من الشاحنات. وهذا الأمر لم يمنع قادة المنظومة اللوجستية من الإعلان في وقت لاحق بأنه تم اصلاح كل شيء وأن الجيش يعتزم شراء شاحنات جديدة باستثمار ضخمة.
اذن، ما الذي حدث في الوسط؟ هل عادت الجبهات إلى حالتها الطبيعية، وبالتالي يتطلب الأمر نقل كميات كبيرة من المعدات إلى ساحات القتال المختلفة؟ لقد أدرك ليبرمان أن قصة الجبهات التي يرويها له الجيش لا تتطابق مع تعريف التهديدات التي أملتها القيادة السياسية، وخبط على الطاولة. والآن يسر الجيش الاعلام بأن كل شيء يسير على ما يرام وأن المنظومة اللوجستية اصبحت مثالية.
يبدو أن الذاكرة العسكرية ليست طويلة بشكل خاص. بعد حرب لبنان الثانية، قررت لجنة فينوغراد أن الجيش الإسرائيلي لم يكن مستعدا للحرب، وأن هناك نقص في المعدات في المستودعات، وأن الصيانة كانت معيبة، إلخ. وقد تلقى الجيش في حينه مبلغ 2 مليار شيكل ودخل في مشروع المشتريات حتى تمكن في عام 2012 من سد الفجوات في المستودعات. وما ان انتهى المشروع، حتى بدأ كل شيء بالانهيار مرة أخرى بسبب مشاكل الصيانة. الكتائب اللوجستية هي مثال واحد فقط. لكن هناك أوامر تتعلق بالصيانة والحفاظ على المخزون العسكري. فأين الرقابة واين الضوابط التي كان من المفترض أن توقف تدهور النظام اللوجستي؟
في بداية آب من هذا العام، قرر وزير الأمن إجراء تفتيش في لواء المدرعات 460، وهو أيضا مدرسة للمدرعات ولواء مدرعات بكل ما يعنيه الأمر، ولديه مخططات عملية للحرب. على ما يبدو بدأ ليبرمان الشعور بأنه ليس مطلعا بما فيه الكفاية على القدرات الحقيقية للجيش، على الرغم من أن كل شيء يبدو رائعا في الاستعراضات. لقد طلب الوزير من مراقب وزارة الأمن، التابع له، اجراء التفتيش في اللواء. لكن الجيش اعترض وطالب بأن يقوم مراقب الجيش بهذا العمل، إن كان يجب عمل ذلك. في نهاية الأمر، قام مراقب الجهاز الأمني، حغاي تنينباوم - إيريز، ووحدته العسكرية، التي يترأسها عميد، بإجراء التفتيش.
وكانت النتيجة الأكثر خطورة تتعلق بالاستعدادات العسكرية في اللواء. فقد تبين ان فريق التفتيش أمر بإرسال كمية رمزية من الدبابات التي تمثل وحدات اللواء الى مناطق انتشارها في حالات الطوارئ – فوصلت الدبابات بتأخير يساوي 50 في المئة من الوقت المحدد في الأمر، أي بعد عدة ساعات. ولكن عند ترجمة ذلك إلى كل اللواء، قد تكون النتيجة تأخير لعدة أيام. وهذا يعني ان التأهب العسكري غير جيد. ربما يكون اللواء مستعدا للحرب، ولكن ليس وفقا للأوامر والخطط العسكرية. وعندما تعمق رجال المراقب في التفتيش، تبين لهم بأن التدريبات التي يجريها اللواء تواجه أيضا مشاكل تتعلق بالتسلسل والاستمرارية. فالدبابات تتوقف لوقت اكثر من المطلوب من اجل إصلاحها، نتيجة لسوء الصيانة.
بعد ذلك قاموا بفحص شروط الخدمة الخاصة بالجنود، وهنا، ايضا، تم الكشف عن نتائج إشكالية. فالكثير من الجنود ينامون، خلال فصل الصيف الحار في قاعدة شيزافون، خارج الغرف لأنه منذ سنوات هناك خلل في مركز الطاقة الذي يوفر الطاقة للقواعد العسكرية في المنطقة. المنشأة التي يتواجد فيها اللواء معد لاستيعاب عدة مئات من الأشخاص، ولكن منذ سنوات يتواجد فيه عدة آلاف، ومركز الطاقة - الذي يبدو أنه لا يتم صيانته بشكل صحيح - لا يلبي الاحتياجات. في الشعبة اللوجستية والتكنولوجية يقولون ان هذا ليس رهيبا، فليبنوا الخيام وينامون في الخارج. توجد أولويات، وهناك أماكن أكثر إلحاحا تستحق مكيفات هواء. هذا منطقي. ولكن ماذا؟ لقد كان رئيس الأركان يعرف قبل نصف سنة من التفتيش، على الأقل، أن هناك مشكلة، وأمر بحل مشكلة مكيفات الهواء. وعلى الرغم من أمر رئيس الأركان، الا انه لم يتم احضار المكيفات. ومن أصل 12 مليون شيكل تم تخصيصها لشراء مكيفات للجيش، ذهبت الغالبية العظمى - وفقا لأولويات الشعبة اللوجستية والتكنولوجية - إلى صالات الرياضة في ألوية الحسم النظامية في الجيش، ومدرسة المدرعات لا تعتبر لواء حاسما، وإنما لواء مناورات يمكنه الانتظار. لقد سبق وقيل بالفعل أنه في إطار التفرقة في الجيش الإسرائيلي، يأكل جنود بعض الوحدات ستيك الانتريكوت والقسم الآخر يأكل شنيتزل. إذا كانت هذه هي السياسة التي يمليها رئيس الأركان - هكذا ينبغي أن تكون.
ولكن ما الذي اتضح؟ انه تم فعلا الاتصال بالمقاول الذي وعد بإنهاء العمل على مكيفات الهواء في شيزافون في شهر آب، تماما عندما جاء وزير الأمن للتفتيش. لكن المقاول لم ينفذ الوعد، ولم يشعر أحد بالإلحاح ولم يجلس أحد على وريده. وهذا الأمر أفقد ليبرمان عقله، وسمع قائد القوات البرية، الذي كان يقف إلى جانبه خلال الزيارة، كلمات قاسية جدا منه، وتعليمات واضحة: حتى كانون الأول، سترجع المراقبة وستجد اللواء في وضع مختلف جذريا، وإلا سيتم استخلاص الدروس. اذن، سننتظر حتى كانون أول.
وفي هذه الأثناء، يتطور خطاب غريب قام خلاله مراقب الجيش الإسرائيلي العميد (احتياط) إيلان هاراري، بكتابة رسالة إلى وزير الأمن ومراقب الدولة يحتج فيها على تجاوزه. كيف تجرأ وزير الأمن على اجراء التفتيش – بواسطة مراقب الجهاز الأمني – في منطقته الخاصة؟ هذا يبدو وكأنه كان من منعه من المبادرة الى اجراء التفتيش في هذا اللواء واستخلاص النتائج ومحاولة إجبار الجهاز على تنفيذها.
ضابط تصنيف الأوامر
هل يعتبر اللواء 460 استثناء؟ الحقيقة تكمن في تقارير المراقبين الداخليين للجهاز - مراقب الجهاز الأمني ومراقب الجيش الإسرائيلي – فهما من يفترض بهما تقديم صورة عن وضع الجيش، بما في ذلك مراقبة تنفيذ الأوامر. وبالإضافة اليهما، هناك، ايضا، مراقب الدولة الذي يجري مراقبة في الجيش الإسرائيلي، ويفحص جملة أمور من بينها مسألة تنفيذ الأوامر، ولجنة الخارجية والأمن البرلمانية، التي يفترض أن تتلقى تقريرا حول جاهزية الجيش الإسرائيلي وجاهزيته للحرب.
بقدر ما يبدو الأمر غريبا، فانه إذا لم تطلب لجنة الخارجية والأمن، بشكل خاص، الاطلاع على تقارير المراقبين الداخليين في الجيش، فإنها لا تتطلع عليهما ولا تملك أي فكرة عن نقاط ضعف الجيش وكيفية التعامل معها. وبما أنه لا يتم عرض التقارير على اللجنة، وبالتأكيد ليس على الجمهور، فإنه لا أحد من خارج الجهاز يعرف ما الذي يجري فحصه وكيف يجري تصحيحه. بعض المطلعين على هذه المسألة يقولون إن هذه التقارير، سواء تقرير مراقب الجيش الإسرائيلي أو مراقب الجهاز الأمني، شاملة جدا وتعرض مشاكل حقيقية.
يعترف الجيش بأهمية الرقابة. وهناك في أذرع الجيش جهات مسؤولة عن مراقبة تنفيذ الأوامر. وفي الآونة الأخيرة، فقط، قرر نائب رئيس الأركان، اللواء أفيف كوخابي، اخضاع 20 مشروعا رئيسيا تحت مسؤوليته، لمراقبة فريق دائم يرصد الأمور عن كثب، ما سيتيح بالتالي، الحصول على صورة حقيقية عن تقدم هذه المشاريع. هكذا تصرف كوخابي عندما كان قائدا للمنطقة الشمالية، حيث ادار اكثر من 100 مشروع تتعلق بجاهزية القيادة للحرب. هذا جهد مهم، لكنه موضعي، ولا يمكن أن يغير جذريا الثقافة التنظيمية التي تطورت في سلاح اليابسة.
وفي الواقع، في عام 2016، عندما قام سلاح اليابسة بفحص تنفيذ التعليمات وأوامر القيادة في احدى هيئاته الرئيسية، تم طرح نتائج هزيلة جدا امام قائد سلاح اليابسة، حول تنفيذ أوامر، وهو ما يُذكر جدا بنتائج فحص مماثل اجراه نائب رئيس الأركان السابق يئير نافيه، قبل عشر سنوات. وهذا الأمر يثير القلق من أن عدم تنفيذ الأوامر والتعليمات أصبح جزءا من الحمض النووي لسلاح اليابسة. ان المطلوب هو بذل جهود سيزيفية لاجتثاث هذه الظاهرة وتكييف الواقع مع مطالب جيش مهني وتكنولوجي. الخطوة الأولى هي الاعتراف بوجود مشكلة هنا، والعثور على القادة الذين لا يقومون بتنفيذ الأوامر، واتخاذ خطوات ضدهم ونشرها في الجيش في سبيل الردع. عندما لا يستطيع القائد إطاعة أمر، لأي سبب من الأسباب، يجب عليه أن يقدم تقريرا وشرح السبب.
وبالمناسبة، فان هيئة الأركان العامة تؤكد - وبحق - أن المسؤولية عن تنفيذ الأوامر تعود في المقام الأول الى القيادة التي اصدرت الآمر: يجب على المستوى المسؤول التحقق لدى الضباط الخاضعين له من تنفيذ الأمر. على سبيل المثال، في غرفة عمليات فرقة غزة، خلال عملية الجرف الصامد، قامت ضابطات العمليات بإدارة قائمة تعقب للأوامر التي اصدرها قائد الفرقة للألوية الخاضعة له ولشعب القيادة. وتم عرض القائمة بشكل متواصل على احدى الشاشات البارزة في غرفة الحرب، وخلال كل مناقشة لتقييم الأوضاع، كان القائد يستعرض القائمة للتأكد من تنفيذ كل التعليمات. وإذا لم يتم تنفيذ أمر ما - طالب بتفسيرات من المسؤولين، ووبخ كل من أهمل. اذن، هناك ضباط يفعلون ذلك، وهناك من يحرصن بشكل أقل. مسألة عادات عمل، مهنية وثقافة تنظيمية.
لقد قام رئيس الأركان السابق أمنون ليبكين شاحك، أيضا، منتصف التسعينات،  بفحص مسألة عدم الامتثال لأوامر وتوجيهات هيئة الأركان العامة، ووجد أن هناك صعوبة حقيقية لدى الوحدات الميدانية في مواجهة طوفان الأوامر والتوجيهات التي تصدرت طوال الوقت، على مر السنين، بسبب حجمها. بعض الأوامر لم تعد ذات صلة، ولكن لا أحد يحذفها وهي تتراكم. وفي حينه تم تشكيل لجنة كان من المفترض أن تصفي الأوامر ولكنها لم تعرف أين ايديها وأين ارجلها. اليوم تتولى هذه المسؤولية شعبة التخطيط، التي تقوم بتصنيف أوامر هيئة الأركان العامة والقيادة العليا، والتوصية بإزالة الأوامر القديمة من الكتاب. من المشكوك فيه ان الشعبة ستنجح ايضا في مواجهة هذا الكم من الأوامر.
في الواقع، يشكو الضباط من أنهم بمجرد فتح أعينهم في الصباح حتى يبدأ الكمبيوتر بنقل عشرات الأوامر والتعليمات من كل جهة ممكنة. بعضها يهدف الى التغطية على المؤخرة، وبعضها مهم فعلا، لذلك ليس هناك خيار سوى تصفيتها. تدوير الزوايا الناجم عن القيود، يصبح عادة، والعادة تخلق روح "الضابط الإسرائيلي المرتجل".
الخطر يتحول الى مراهنة
في الأشهر الأخيرة، تم التسريب لليبرمان بأن الجاهزية العسكرية متدنية على الحدود الشمالية. وطلب الوزير التحقق من صحة المعلومات قبل توجيه الأسئلة إلى الجيش. ورفض الجيش بشكل قاطع النتائج التي عرضت امام وزير الأمن. فيف نهاية الأمر، يتولى الجيش نفسه اعداد تقييم للأوضاع، وهو الذي يحدد المخاطر ومن يعرف الحلول.
في عام 2000، عندما أصدر رئيس الوزراء ووزير الأمن إيهود براك تعليمات للجيش بالتحرك مع سيارتين على الأقل على الجبهة، استهتروا بالأمر، وتم خطف الجنود الثلاثة تماما في نقطة الضعف التي أشار إليها. وإيهود براك كان رجلا عسكريا، ورئيس أركان سابق. اما ليبرمان فيمكن اقناعه بأنه من الممكن التحرك على الجبهة ليلا مع سيارة واحدة لأنه لم يعد هناك خطر الاختطاف. إذا كان هذا هو الوضع وتغيرت التهديدات، وتغيرت الاحتياجات والقدرات -  فليتم تغيير الأوامر. لا تجعلوا الضباط يرتجلون ويدورون الزوايا بسبب القيود اللوجستية وقيود القوى البشرية.
لقد دخل رئيس الأركان ايزنكوت الى منصبه مع خطة منهجية وثورية لملاءمة القوة العسكرية مع التهديدات المتغيرة على الساحة، والتي تتعامل مع المخاطر سواء في نطاق القوى البشرية، أو حجم المعدات الحربية، وقدرة التنظيم العسكري على استيعاب ودمج الوسائل التكنولوجية المتقدمة، التي يفترض أن تكون بمثابة مضاعفات للقوة، والتعويض عن تقليص القوى المحاربة. وكما هو الحال مع أي برنامج منظم بهذا الحجم، هناك مخاطر مدروسة، لأن الساحة تتغير وتتغير معها الافتراضات الأساسية. وبالفعل، تقوم هيئة الأركان العامة بإجراء مراجعات، ويصل رئيس الأركان لعمليات تفتيش مفاجئة، والجيش يتدرب بدون انقطاع. لكن يجب ان نتذكر بأنه في المناورات لا وجود لعدو حقيقي مزعج.
يجب أن يكون من الواضح تماما لرئيس الأركان بأن ما يجري تحت قيادته، في صفوف المقاتلين وفي مراكز القيادة، ينفذ بروح الخطة. إذا لم تكن هذه المنظمة الضخمة منضبطة بما فيه الكفاية، يصبح الخطر المحسوب مراهنة. وقد سبق وشاهدنا هذا الفيلم.
التحديات: الصواريخ الدقيقة وابعاد حزب الله عن الحدود
تحت هذا العنوان تكتب ليلاخ شوفال في "يسرائيل هيوم" ان المؤسسة الأمنية، تلاحظ خلال الشهرين الأخيرين، نشاطات إيرانية لم يسبق لها مثيل. وعلى هذه الخلفية، من الممكن فهم التقارير الأجنبية التي نسبت إلى إسرائيل الهجوم على سورية في الأسبوع الماضي.
وبالإضافة إلى العملية الأخيرة في سورية، يقوم الجيش الإسرائيلي بتنفيذ مئات العمليات كل عام، في إطار ما يسمى الحرب بين الحروب. ونسمع في وسائل الاعلام الاجنبية عن جزء صغير من هذه العمليات التي ينفذها الجيش الاسرائيلي، إلا أن هذه الأنشطة تشمل أيضا جمع المعلومات الاستخبارية الخاصة، عمليات برية، ومجموعة متنوعة من الأنشطة التي تهدف الى ابعاد الحرب القادمة.
في الأسابيع الأخيرة، سمعنا، أيضا، التصريحات المتشددة التي اطلقها رئيس الوزراء ووزير الأمن في السياق الإيراني، وكذلك التقارير التي تفيد بأن إيران تسعى لبناء مصانع للصواريخ الدقيقة في سورية ولبنان. ووفقا لتقارير أجنبية، فقد استهدف الهجوم الإسرائيلي على سورية، في الأسبوع الماضي، مصنعا لإنتاج صواريخ دقيقة. والقصد بكلمة "الدقة"، وفقا للمصطلحات العسكرية، هي دقة اصابة الهدف، مع احتمال وقوع خطا لا يتعدى بضعة امتار.
حتى الآن لم تتمكن المنظمات الإرهابية من تحقيق هذه القدرات، ويرى الجيش الإسرائيلي في وصول حزب الله إلى قدرات الصواريخ الدقيقة "تهديدا استراتيجيا خطيرا" لأنه يمكن لهذه الصواريخ أن تصل إلى مواقع استراتيجية مثل قواعد القوات الجوية ومبنى الأركان العامة وغيرها من المناطق الحساسة. ومن المهم أن نتذكر أنه على الرغم من أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية - القبة الحديدية ومقلاع دافيد - فإنه من المستحيل اعتراض الصواريخ بنسبة 100 في المئة.
البوميرانج الاسلامي
يكتب يعقوب عميدرور، في "يسرائيل هيوم" انه في مثل هذا الأسبوع، قبل 16 عاما، وقع أكبر حدث إرهابي في التاريخ. لقد سببت الأضرار التي لحقت ببرجي التوأم والبنتاجون صدمة في الولايات المتحدة والعالم كله. وبدون ان تخطط واشنطن لذلك، كان الرد الأمريكي، وتصفية صدام حسين وتحويل العراق إلى دولة شيعية تخضع لإملاءات إيران، عنصرا أساسيا في التحول الذي حول الشرق الأوسط إلى منطقة تعاني من الفوضى والحروب. من وجهة النظر هذه، يبدو أن الإرهاب الذي قاده تنظيم القاعدة نجح في نهاية المطاف في "قلب العالم"، ومن هذه الناحية يعتبر إنجازا مثيرا للإعجاب بالنسبة للمنظمة التي عملت من أفغانستان.
صحيح ان القاعدة فشلت في خلق موجة متواصلة من الإرهاب وكبيرة بما يكفي لضرب الغرب، عدو الإسلام المرير، وفقا لمفاهيم الكثير من الإسلاميين، لكنها ساهمت في سلسلة من الأحداث التي قوضت النظام في الشرق الأوسط، وتركت تأثيرا قاسيا وواسعا بعيد المدى.
كما غير الإرهاب بعض أساليب حياة معظم الناس، لا سيما أولئك الذين يسافرون جوا. لا توجد أي رحلة جوية، اليوم، مماثلة لما كان قبل 11 أيلول 2001، وتم انفاق مليارات الدولارات منذ ذلك الحين على الأمن في جميع أنحاء العالم. لا أدري كيف أثر هذا التغيير على الاقتصاد، ولكن من الواضح أن تحويل الجهد كان على حساب الاحتياجات الأخرى، وفي ردود الفعل اللاحقة ازداد تدفق المهاجرين من الشرق الأوسط، وتأثرت أوروبا من ذلك بشكل كبير.
"المساهمة" الفلسطينية
لا أعرف ان كانت هناك دراسة قد حاولت فحص تأثير الإرهاب الفلسطيني على اختيار أسامة بن لادن، ولكن ليس لدي أي شك في أن نجاح ياسر عرفات، الذي بدأ كقائد عصابة وانتهى كقائد بنى أمة وحائز على جائزة نوبل في الزي العسكري، ألهم أولئك الذين اختاروا الإرهاب. صحيح انه كان هناك من سبقه في تبني الإرهاب، وبعضهم كانوا من المسلمين، ولكن منذ عرفات أصبح الارهاب هو أهم أداة لتعزيز وجهات النظر العالمية في المجتمع العربي والإسلامي.
وهكذا، في حين تم التخلي عن الإرهاب كتدبير مفضل من قبل معظم المجتمعات في العالم، أصبح الأكثر شعبية بين المسلمين. واليوم، يتم ارتكاب أكثر من 90 في المائة من الهجمات الإرهابية العالمية من قبل عناصر إسلامية، سنية وشيعية.
وهناك ظاهرة أخرى جديرة بالذكر وهي أن معظم ضحايا الإرهاب الإسلامي، هم أبناء وبنات المعتقد ذاته. فالعناصر الإرهابية الإسلامية لا تتردد في العمل ضد الأطفال والنساء وكبار السن من أبناء ديانتهم - وكلهم يعتبرون أهدافا مشروعة، وبشكل أكثر تطرفا عندما يتعلق الأمر بالإرهاب الشيعي ضد السنة والعكس بالعكس. ويبدو أن مصدر هذه الظاهرة عميق جدا. وهذا ليس نتيجة غضب على الوضع المتدني للمهاجرين المسلمين في العالم – رغم وجود مثل هذا الغضب.
وهذه ليست نتيجة احتجاج على وضع المسلمين في العالم فحسب، مجموعة تضم 57 بلدا يبلغ عدد سكانها حوالي 1.2 مليار نسمة تقل نسبة نفوذهم ومكانتهم الدولية عما يعتقدون بأنهم يستحقونه. ذات مرة سأل، بدهشة وبغضب ليس قليلا، رئيس دولة مسلمة كبيرة من الشرق: هناك 12 مليون يهودي و 1.2 مليار مسلم في العالم، فمن يتمتع بتأثير أكبر؟ ولبالغ أسفه كانت الإجابة واضحة.
ولكن حتى هذا الغضب لا يفسر التوجه الى طريق الإرهاب من قبل الكثير من المؤمنين بالإسلام، وبالتأكيد لا يفسر قسوة اولئك الإرهابيين تجاه أبناء دينهم. حتى "الاحتلال" ليس سببا لأعمال إرهابية مروعة كتلك التي نراها من وقت لآخر. هناك شعوب أخرى تخضع للاحتلال، وفي معظم الحالات لم يتحول الكثير منهم الى قتلة للأطفال والمسنين. يصعب كتابة ذلك، ولكن يبدو أن هناك مركبا ثقافيا يسمح للإرهاب بالازدهار في جميع أنحاء العالم الإسلامي تقريبا، من جزيرة بالي بالقرب من أستراليا وحتى لبنان على شواطئ البحر الأبيض المتوسط.
والنتيجة غير اللطيفة، هي أنه في حين أن معظم المسلمين لا يرتكبون الإرهاب بل ربما يعارضونه، الا ان معظم الهجمات الإرهابية تنفذ من قبل مسلمين. لا يمكن تجاهل الإحصاءات، إلا إذا كنا نريد تجاهل الواقع. ومن الممكن أن ديانات أخرى، بما في ذلك المسيحية واليهودية، تقبلت في الماضي الاضرار بالمدنيين كأمر شرعي، وربما يعتمد الإسلام، كأصغر ديانة بين الثلاثة، نهجا مختلفا، لا يمكن للمرء أن يعرف، إلا أن وصف الواقع يجب أن يكون دقيقا – المؤمنون بالإسلام هم اليوم المصدر الأساسي للإرهاب في كل العالم.
هجمات إلى جانب الروتين
بما أن أسباب الإرهاب كثيرة وعميقة، سيتعين على العالم أن يتعامل معه لسنوات عديدة، ولكن بالنظر إلى الجهود العديدة التي بذلت منذ الهجوم الكبير لوقف الإرهاب، لا عجب أن القاعدة وداعش لم يتمكنا من تكرار ذلك الحدث الرهيب أو حتى الاقتراب منه. لقد واصلت الولايات المتحدة، بإصرار حقيقي، قتل قادة المنظمة، وبعد ما يقرب من عشر سنوات، وصل جنودها إلى بن لادن نفسه واغتالوه في بيته.
لقد أثبتت الدول المتحضرة أنها تعرف كيفية التعامل مع الإرهاب، ومن الواضح انها لم تنجح بهزيمته بشكل تام، إلا انها قللت من مستواه الى حد يسمح بمواصلة تطوير الاقتصاد والمجتمع والثقافة، إلى جانب مكافحة الإرهاب. ويبدو بالذات، أن الدول العربية التي دعمت العناصر الإرهابية بطرق مختلفة، لم تستوعب الدروس الصحيحة، ورغم أن بعض الإرهاب موجه ضدها، لا يزال هناك من يطور ثقافة تدعم الإرهاب ضمنا أو صراحة.
والآن، مع هزيمة داعش في سورية والعراق، بدأت تتطور مرحلة جديدة، ويبدو أن التنظيم سوف يصبح نسخة أخرى من القاعدة، وسوف يستخدم مؤيديه في مختلف البلدان لخلق الرعب في جميع أنحاء العالم، خاصة في أوروبا، ولكن في نهاية المطاف في كل مكان يمكن أن ينجح فيه. لن يكون هناك فرق جوهري بينه وبين سلفه تنظيم القاعدة، وسيكون ذلك بمثابة "الكثير من الشيء نفسه".
التجديد الكبير للقاعدة، الذي طور اختراع الإرهاب العالمي الذي اوجده حزب الله والفلسطينيين، سيحظى بزخم قليل من متطوعي داعش، ولكن كما ذكرنا، لن يكون هذا تغييرا جوهريا. وهذا هو السبب في أن معظم التدابير الاستخباراتية والوقائية التي تم اتخاذها حتى ظهور داعش ستبقى في مكانها، على الرغم من أنه في بعض البلدان يجب أن تتكيف مع حقيقة أن الكثير من مواطنيها يتماثلون مع المنظمة وأهدافها.
سيواصل العالم الحديث التطور، مصحوبا بأعمال إرهابية من وقت لآخر، وفي معظم الحالات سيكون الارهاب مجرد إزعاج، وليس أكثر، على الرغم من انه سيترافق، من وقت لآخر، بحادث إرهابي أكبر. وستكون جهود الأمن وجمع المعلومات الاستخبارية وسيلة لتمكين ذلك مع مرور الوقت، مع تقديم تنازلات ضئيلة بشأن خصوصية المواطن العادي وحرية التنقل. هذه مسألة ضرورية، وهي ليست رهيبة، ويجب التعود على ذلك.
خلافات بين القيادتين السياسية والامنية حول حث ترامب على الغاء الاتفاق النووي
يكتب براك ربيد في "هآرتس" انه يتبين من محادثات مع موظفين كبار وجهات في جهاز الامن، والذين طلبوا عدم الكشف عن اسمائهم بسبب الحساسية السياسية انه يسود خلاف كبير بين القيادة السياسية، وبشكل خاص رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الامن افيغدور ليبرمان، وبين كبار المسؤولين في الجهاز الأمني، حول مسألة ما اذا يجب على اسرائيل حث الرئيس الامريكي دونالد ترامب على اعلان انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع ايران. وقال المتحدثون الذين يعالجون هذا الموضوع، انه في حين يعتقد نتنياهو وليبرمان بأن انسحاب امريكا من الاتفاق سيخدم اسرائيل، فان الجهاز الامني يتحفظ من ذلك.
ويعتبر النقاش الداخلي في اسرائيل حول هذه القضية، مهم بشكل خاص، لأنه في 15 تشرين الاول القادم سيكون على الرئيس ترامب "المصادقة مجددا" على الاتفاق النووي. وفي هذا الاطار سيبلغ ترامب  الكونغرس ما اذا كانت ايران تلتزم بتنفيذ الاتفاق النووي أو أنها تخرقه. واذا ما اعلن الرئيس بأن ايران تخرق الاتفاق فإن هذا سيكون بمثابة "عدم المصادقة" على الاتفاق، ومن شأن ذلك تمهيد الطريق لتجديد فرض العقوبات الامريكية على المشروع النووي الايراني، وانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الذي وقعت عليه ايضا روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا.
وقال مسؤولون كبار في اسرائيل أن نتنياهو والسفير الاسرائيلي لدى واشنطن، رون دريمر، يشجعان الرئيس ترامب ودائرة المستشارين المقربين منه، على عدم المصادقة مجددا على الاتفاق، والاعلان بأن ايران تخرق الاتفاق. وحسب اقوالهم، فإن وزير الأمن افيغدور ليبرمان يدعم موقف رئيس الحكومة. ومن المتوقع أن يلتقي نتنياهو بالرئيس ترامب، يوم الاثنين القادم، على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك. وسيكون مصير الاتفاق النووي احد المواضيع المركزية التي يتوقع ان يطرحها رئيس الحكومة على الرئيس الامريكي.
وقال مسؤول اسرائيلي رفيع ان "نتنياهو ودريمر يدفعان البيت الابيض للقيام بعمل ما، وعدم المصادقة على الاتفاق النووي. اذ انه بالنسبة لرئيس الحكومة يعتبر هذا هو الامر هو الاكثر أهمية الذي يمكن لترامب القيام به، ويأمل أن تكون النتيجة تجديد فرض العقوبات على ايران من قبل الكونغرس".
يوم الثلاثاء الماضي، بعد أن اقتبست وكالة الانباء “رويترز″ عن شخصيات كبيرة في الادارة الامريكية، قولها ان اسرائيل غير معنية بالانسحاب الامريكي من الاتفاق النووي وتعارض الغاءه، سارع رئيس الحكومة نتنياهو للرد على الملأ ونفي هذه الاقوال. وقال نتنياهو ان موقف اسرائيل هو أن على ادارة ترامب “الغاء الاتفاق أو تعديله".
وبعد يوم من ذلك، وخلال كلمة القاها في احتفال حزبه "يسرائيل بيتينو" برأس السنة العبرية، قال ليبرمان إنه يؤيد موقف نتنياهو. "الاتفاق لا يؤخر مشروع ايران النووي حتى ليوم واحد. وايران تتمتع بالذكاء الكافي لعدم الاقدام على خرق الاتفاق، هذا الاتفاق لا يؤخرهم، ولا يمنعهم من مواصلة البحث وتطوير اجهزة الطرد المركزي، وهم مكبون على البحث والتطوير. الاتفاق لا يمنعهم من مواصلة البرنامج العسكري وهم يواصلون تطوير الصواريخ والرؤوس الحربية ويفحصون دقتها ومداها. وكل من يحاول فحص مواقع البرنامج العسكري، يقول له الايرانيون 'لا'. إنهم يواصلون البحث والبرنامج العسكري. وعندما تنتهي مدة الاتفاق سيكون كل شيء جاهزا".
موقف نتنياهو وليبرمان الذي تم التعبير عنه مؤخرا من خلال تصريحات علنية، يختلف عن موقف معظم المستويات المهنية في اسرائيل – في شعبة الاستخبارات العسكرية، وفي قسم التخطيط في الجيش الاسرائيلي، والموساد ووزارة الخارجية ولجنة الطاقة النووية. أولا، على الرغم من طموح نتنياهو الى قيام الرئيس ترامب بالإعلان عن عدم تطبيق ايران للاتفاق النووي، فان كل الجهات الاستخبارية في اسرائيل، التي تعنى بالموضوع الايراني، تجمع على انه لم يتم خلال فترة العامين والشهرين التي انقضت منذ توقيع الاتفاق في فيينا، ضبط أي خرق ايراني لأي بند من بنود الاتفاق. كما ان اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية لا تملك أي دليل على أن ايران حركت المشروع النووي مجددا، خلافا لتعهداتها.
وحسب وكالات الاستخبارات في اسرائيل، فان الجهد الذي تبذله ايران من اجل الوفاء بالاتفاق واضحا، بشكل يحقق لها امتيازات في علاقاتها مع المجتمع الدولي. كما تظهر صورة مشابهة في عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة النووية وفي التقارير الدورية التي ينشرها مدير عام الوكالة، يوكيا أمانو.
ثانيا، في حين يطمح نتنياهو وليبرمان بأن يعمل الرئيس ترامب على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، يعتقدون في جهاز الامن الاسرائيلي والاستخبارات ووزارة الخارجية، أنه رغم أن الاتفاق يعتبر سيئا بالنسبة لإسرائيل، إلا أن احتمال الانسحاب الامريكي سيخلق وضع أسوأ. وتعتقد المستويات المهنية في الحكومة الاسرائيلية أن انسحابا امريكيا من الاتفاق لن يؤدي الى انسحاب الدول الاخرى منه، وبالتالي لن يؤدي الى عزل ايران، ولن يؤدي الى تجديد فرض العقوبات الدولية، وانما سيؤدي فقط الى انقسام المجتمع الدولي وسيمس باستمرارية تعقب المشروع النووي الايراني.
وحسب مصدر اسرائيلي كبير، يعتقد نتنياهو وليبرمان أن المجتمع الدولي منقسم أصلا. خاصة في ضوء العلاقات الواهية بين الولايات المتحدة وروسيا، ولا يبدو أن النظام الدولي مستعد لاتخاذ قرارات جدية – الامر الذي ظهر، حسب رأيهم، في الازمة الحالية حول المشروع النووي في كوريا الشمالية. ويعتقد نتنياهو وليبرمان أنه اذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق واعادت فرض عقوبات شديدة على ايران، كحظر الاتجار مع الولايات المتحدة لكل من يتاجر مع ايران، فان هذه الخطوة ستردع الشركات الاوروبية الكبيرة المسؤولة عن معظم الاستثمارات في ايران-  تلك الاستثمارات التي تسمح لإيران بزيادة ميزانية أمنها بشكل كبير.
في جهاز الامن الاسرائيلي يعتبرون المهمة العليا لوكالات الاستخبارات، في السياق الايراني، هي التأكد من أن طهران لا تخرق الاتفاق ولا تقوم بترسيخ قنوات سرية غير مباشرة، لدفع مشروعها النووي. ويعتقد جهاز الاستخبارات الاسرائيلي أن هناك مصلحة اسرائيلية واضحة في العمل على تحسين الاتفاق، وبشكل خاص من خلال تشديد الرقابة الدولية على المنشآت النووية الايرانية، ايضا في ضوء الدروس المستفادة من التوتر الحالي مع كوريا الشمالية، والذي يجسد فشل المجتمع الدولي في علاج التهديد النووي القادم.
مع ذلك، وحسب ما هو معروف، فان الجهاز الأمني لم يمنح نتنياهو توصية بالعمل على اقناع الادارة الامريكية بإلغاء اتفاق فيينا بشكل مطلق، أو الانسحاب منه. كما يشكك قسم من الجهات المسؤولة في الجهاز الامني بإمكانية القيام بتحسين الاتفاق، وتجنيد روسيا، والصين والاتحاد الاوروبي، لهذا الغرض، وفرض شروط جديدة على ايران. وحتى هذه الاثناء، لم يتم في اسرائيل والولايات المتحدة اعداد خطة مفصلة لمواجهة امكانية فشل جهود تحسين الاتفاق، وحدوث انفجار جديد بين المجتمع الدولي وايران.
وقال مسؤولون اسرائيليون كبار ان النقاش العلني في اسرائيل حول مستقبل الاتفاق النووي مع ايران يشبه الى درجة كبيرة النقاش الداخلي الذي يجري حول المسألة في الادارة الامريكية. الرئيس ترامب صرح عدة مرات بأنه يرغب في الانسحاب من الاتفاق النووي والغائه، لكن رؤساء المؤسسة الامنية – السياسية - وزير الدفاع جيمس ماتيس ومستشار الامن القومي هربرت مكماستر ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، يتحفظون من الانسحاب من الاتفاق ويخشون أن يلعب هذا الامر إلى ايدي ايران، ويعتقدون أنه من الافضل التركيز على اعمال لصد النشاطات السرية الايرانية في ارجاء الشرق الاوسط.
وقال مسؤول اسرائيلي رفيع، انه "كما هو الامر في الولايات المتحدة، لدينا نحن، ايضا، خلاف. ولا شك في ذلك، اذا سألنا نتنياهو وليبرمان سنجدهما ينظران بنفس المنظار الى الاتفاق النووي مع ايران، ولكن المؤسسة الامنية في اسرائيل لا تتفق معهما بالضرورة في هذا المنظور".
روسيا ستسمح للقوات الايرانية في سورية بالاقتراب من الحدود رغم ان اسرائيل طالبت بإبعادها لمسافة 60 كلم.
يكتب عاموس هرئيل في "هآرتس" ان اسرائيل طلبت من روسيا والولايات المتحدة الاهتمام بأن لا يسنح اتفاق وقف اطلاق النار في جنوب سورية بتواجد القوات الايرانية أو المليشيات الشيعية التي تعمل بتأثير ايراني، الى الغرب من الشارع الذي يربط بين دمشق ومدينة السويداء، في جنوب البلاد، وتتراوح هذه المسافة بين 50 و 70 كلم عن حدود اسرائيل مع سورية في هضبة الجولان.
الا انه لم يتم الاستجابة الى هذا الطلب الاسرائيلي الذي تم تحويله خلال المحادثات التي سبقت بلورة الاتفاق في شهر تموز. ووافقت روسيا فقط على التعهد بأن لا يقترب الايرانيون وحلفائهم لمسافة تقل عن خمسة كيلومترات عن خطوط وقف القتال بين النظام والمتمردين. وبما أن النظام بقي يحتفظ، في هضبة الجولان السورية، بالجزء الشمالي من مدينة القنيطرة الجديدة وشمالا باتجاه دمشق، فان المعنى العملي هو أن الروس يلتزمون فقط بإبعاد ايران عن خط الحدود الفعلي. وينجح الروس، حتى الآن، الى حد كبير، بتطبيق وقف اطلاق النار في جنوب سورية، حتى بواسطة القوات العسكرية التي قاموا بنشرها في المنطقة.
لقد أعرب مسؤولون اسرائيليون كبار، وعلى رأسهم رئيس الحكومة نتنياهو، عن قلقهم العلني، في الاشهر الاخيرة، من امكانية اقتراب رجال الحرس الثوري الايراني ومقاتلي حزب الله والمليشيات الشيعية الاخرى المدعومة من قبل طهران، من الحدود. وفي الاشهر الاخيرة لم يلاحظ وجود كهذا، لكن الاستخبارات الاسرائيلية تقدر بأن الايرانيين سيحاولون التسلل الى منطقة الحدود، وأنهم ينوون، على المدى البعيد، ترسيخ وجود عسكري واستخباراتي، يمكنهم من استخدام الهضبة كجبهة ثانوية ضد اسرائيل. في حال اندلاع حرب جديدة بينها وبين حزب الله.
وتستثمر ايران حاليا، حوالي 800 مليون دولار سنويا، لدعم حزب الله في لبنان. كما يتم تحويل مئات ملايين الدولارات الاخرى الى نظام الاسد في سورية والى المليشيات الشيعية التي تقاتل في سورية والعراق، والى المتمردين الحوثيين في اليمن. ويركز هذه النشاطات في الأساس، فيلق "القدس"، قيادة الحرس الثوري الايراني، بقيادة الجنرال قاسم سليماني، والتي تركز عملها خارج ايران. كما تحول ايران مساعدات للذراع العسكري لحماس في قطاع غزة. وتحصل حماس والجهاد الاسلامي في غزة حاليا، على حوالي 70 مليون دولار سنويا من ايران.
في اسرائيل يقدرون بأن جهود ايران، سورية وحزب الله، لتطوير دقة الصواريخ التي يملكها حزب الله، لم تعط حتى الآن ثمار كبيرة. ويبدو أن حزب الله لا يمتلك، حتى الآن، قذائف ذات دقة كبيرة. ويصف جهاز الامن الاسرائيلي "مشروع الدقة” الايراني كتهديد خطير لأمن اسرائيل.
وعلى هذه الخلفية تم في السنوات الأخيرة شن سلسلة من الهجمات ضد قوافل السلاح والمستودعات في سورية. وقبل أسبوع، تم تفجير منشأة لإنتاج الصواريخ الدقيقة في غرب سورية، في عملية نسبتها وسائل الاعلام الأجنبية لسلاح الجو الاسرائيلي. وكان قائد سلاح الجو السابق، امير ايشل، قد قال لصحيفة "هآرتس" الشهر الماضي، ان سلاح الجو شن خلال السنوات الخمس الأخيرة حوالي 100 هجوم، على الجبهة الشمالية وجبهات اخرى، بهدف اصابة جهود التضخم العسكري لتنظيمات الارهاب والعصابات.
الجيش الاسرائيلي يبحث عن الردع، أيضا في المعركة على الوعي
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان سيل التصريحات العسكرية الذي امطروه على الجمهور، هذا الأسبوع، استقبل بشكل مفاجئ، نوعا ما، من قبل المواطنين المنشغلين في افتتاح السنة الدراسية والاعداد للعيد. وبشكل شبه يومي، تقريبا، عرضت القنوات التلفزيونية لقطات من مناورات فيلق " الأركان العامة، التي جرت في شمال البلاد، واقتبست عن كبار الضباط الذين تفلسفوا حول معنى النصر، وذكروا بالسيناريوهات المرعبة المتعلقة باحتلال بلدة من قبل حزب الله، وبثت تهديدات وزير الأمن بتوجيه ضربة ساحقة لأعدائنا. وبين الحين والآخر، وكتدعيم لهذه التصريحات، تم نشر تحذيرات رئيس الوزراء من الخطر الايراني، بينما كان يقوم بجولة في دول امريكا اللاتينية.
مع اختتام المناورات، أمس الأول (الاربعاء)، أعطيت للجيش فرصة لتنظيم نظرياته. هذه المناورات، وهي الأولى من نوعها منذ عام 1998، هدفت إلى فحص وتنظيم عمل مراكز القيادة على المستوى الأعلى من الفرقة، وهو الجانب الذي فشل الجيش الإسرائيلي فيه خلال حرب لبنان الثانية في عام 2006. في حالة نشوب حرب مستقبلية مع حزب الله في لبنان، يفترض أن تكون التوجيهات لقادة الفرق والألوية واضحة. سيكون عليها الوصول الى الأهداف المحددة لها في أعماق الأراضي اللبنانية، في الوقت المحدد، وضرب وحدات حزب الله وعقاراته في هذه المناطق والعمل على تقليل عدد الصواريخ التي ستطلق على إسرائيل (مع العلم أنه سيتواصل تساقط الصواريخ حتى آخر يوم من الحرب).
على مستوى هيئة الأركان العامة، سيطالب الجيش الإسرائيلي بتوفير دفاع فعال مقابل إنجاز حزب الله المحتمل على مستوى الوعي، كتوجيه ضربة مفاجئة، مثلا. وفي الوقت نفسه، سيقوم  الجيش الإسرائيلي بتوجيه ضربات نارية كبيرة داخل الأراضي اللبنانية تعتمد على معلومات استخبارية دقيقة. وينوي الجيش، القيام خلال فترة قصيرة، بإرسال قوة برية كبيرة للمناورة داخل الأراضي اللبنانية. ويفترض ان يتم عمل ذلك من خلال الحفاظ على شرعية العمل العسكري – دعم الجمهور الاسرائيلي، وبشكل لا يقل عن ذلك، تفهم معين من قبل العالم للمعايير الاسرائيلية. وسيعمل الجيش الاسرائيلي على تقصير مدة الحرب، والطموح الى توفير انجازات كبيرة للقيادة السياسية، في نهاية الحرب، تمكنها من ترجمتها إلى واقع سياسي أكثر مريحا، لفترة طويلة.
ويعني هذا كله، أن حزب الله سيتوقف عن الوجود في نهاية الحرب، كما قد يتخيل بعض أعضاء المجلس الوزاري. ولكن عندما يفحص الجيش الإسرائيلي معاركة الأخيرة، على الرغم من إخفاقاته الواضحة (لبنان) وخيبة أمله الجزئية (الجرف الصامد، في غزة قبل ثلاث سنوات)، فإنه سيكتشف بأنه تبعها بالذات واقع أمني مستقر نسبيا، طبعا مع الاخذ بالاعتبار لتلك التوقعات المحدودة التي توفرها المنطقة. وبالنسبة للتوقعات الاستخبارية، فإنها تبقى كما هي. لقد تحسن توازن القدرات الاستراتيجية الاسرائيلية مقارنة بأعدائها في المنطقة. ولكن، في المقابل، تقلص الهامش الأمني. فالواقع الاقليمي غير مستقر تماما، الى حد تفاقم خطر التدهور بفعل حدث تكتيكي محلي، وهذا صحيح ايضا، على جميع الجبهات تقريبا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالسبت 16 سبتمبر 2017, 11:12 pm

16.09.2017

مقالات وتقارير


صورة الانتصار
كما يبدو، فإن أولئك الذين حددوا تاريخ المناورات، لم يولوا ما يكفي من التفكير لحالة الطقس، على الرغم من أن الحروب تندلع أحيانا في فصل الصيف. بعد ظهر يوم الثلاثاء الماضي، ارتفعت درجات الحرارة غور بيسان الى اكثر من 40 درجة. وفي الخيمة التي تواجدت فيها وحدة القيادة التابعة لقائد الفرقة 162، على تلة تطل على بحيرة طبريا، كان الضباط والجنود يتصببون عرقا تحت سترات القتال التي لم يخلعوها طوال عدة أيام.
العميد عوديد بسيوك، قائد الفرقة، هو ضابط مدرعات، يبلغ من العمر 44 عاما، وتولى منصبه في حزيران الماضي. ومثل الكثيرين من معاصريه في الجيش، كانت التجربة التي بلورته، تتمثل في محاربة المنظمات الإرهابية والعصابات، في البداية منطقة الحزام الأمني في جنوب لبنان، ثم في الانتفاضة الثانية وفي جولات الحروب في لبنان وغزة. ويعيد اللقاء معه إلى الذاكرة حادثة أخرى: كان أحد أسلافه في المنصب، العميد (ثم الجنرال لاحقا) غاي تسور، يتحدث إلى الصحفيين في الصباح الذي انتهت فيه الحرب في عام 2006. هذا القائد - الذي اجتازت فرقته بصعوبة وادي السلوقي، وتوقفت عن التقدم قبل يوم من بدء تطبيق وقف إطلاق النار – تم إرساله إلى وسائل الإعلام لتمجيد إنجازات العملية العسكرية الأخيرة، والتي اتضح بأنها مقامرة فاشلة.
لقد كان القادة، من قادة الألوية وحتى رئيس الأركان، دان حالوتس، هم الذين وقفوا في نهاية الحرب، في عين العاصفة. في حينه كان بسيوك قائدا لكتيبة في اللواء السابع، وشاهد عن كثب المواجهة بين قائد فرقة أخرى، العميد غال هيرش، وقائد اللواء السابع، العقيد أمنون ايشل. وساعدت تلك المواجهة على تصفية سيرتهما العسكرية معا.
هذا الأسبوع، قال بسيوك ان هذه المناورات تشمل معظم جوانب الحرب "باستثناء رائحة البارود". وتجري التحركات في الميدان من قبل قوات صغيرة لم تطلق الذخيرة الحية، وكانت مهمتها هي التدرب على مهارات الضباط، قادة الوحدات. وفي المقابل، عملت القوات التي قامت بتمثيل دور العدو، من وحدات النخبة في حزب الله، "رضوان"، وحتى الخلايا التي يتم ارسالها لإطلاق الصواريخ.
وقال بسيوك: "لقد قررت هيئة الأركان العامة بأن الحسم يجب أن يأتي بواسطة المناورة، هذا هو ما اعرفه أنا ويفترض ان انفذه في الفرقة، استغلال القدرات الخاضعة لتصرفي من اجل التقدم في أراضي العدو. أنا أفهم أنه في الجانب الآخر يجلس  شخص مثلي، يخطط ويفكر. أنا لا أستهتر به، وانما يجب أن أتفوق عليه. يجب علي فهم الجهاز الذي يقاتلني، والعثور، وأحيانا خلق نقاط الضعف من أجل استغلالها. وفي النهاية، يجب أن تكون الفرقة شريكة في هزم حزب الله في جنوب لبنان".
يبدو بسيوك، وكأنه يدرك تماما المكانة التي تحتلها المعركة على الوعي في الحروب الأخيرة، والتسامح المحدود الذي يبديه المجتمع الإسرائيلي ازاء احتمال أن تؤدي الحرب إلى خسائر اكبر. وقال: "في حالة الحرب، سيحاول الجانب الآخر تحقيق ما يبدو أنه صورة انتصار سريع"، وهو يلمح إلى إمكانية أن يسعى حزب الله إلى الاستيلاء على مستوطنة مجاورة للحدود، ويقول: ""أقترح بأن لا ندخل الى حالة الوعي التي سيسعى لقيادتنا اليها. من الواضح اننا سنضطر الى تحقيق انجازات سريعة وبارزة. هذه لن تكون نزهة في الحديقة. قسم من استعداداتنا يتعامل مع الاستعداد المعنوي للجنود الذين لم يخوضوا هذه التجربة بعد، بما في ذلك مواجهة الخسائر. ولكن عندما انظر الى قدراتنا - وحدات المشاة الممتازة، دبابات ميركافا سيمان 4، المخابرات النوعية والواسعة - لا ينبغي أن نخجل منها بالمقارنة مع أي جيش آخر".
الرؤية المتسلسلة
مناورات الفيلق، التي خطط لها قبل وقت طويل، جرت في نهاية الأمر، بعد ان تم بالفعل حسم الحرب الأهلية السورية. لقد نجا نظام الأسد. وحتى المعسكر الداعم له، الذي تقوده إيران بدعم روسي كبير، خرج من هذه الحرب ويده هي العليا في الحرب الأكبر التي تدور حول الهيمنة في الشرق الأوسط. في سورية، تتقلص الأراضي التي يسيطر عليها داعش، في الوقت الذي يوسع فيه النظام قبضته إلى الشرق، على الرغم من أن القتال يتوقع أن يستمر لفترة طويلة، ومن المشكوك فيه أن يتمكن الرئيس بشار الأسد من إعادة التوحيد سورية كلها تحت سيطرته.
في الصورة العامة، تتراجع الكتلة السنية في الشرق الأوسط، وتجد صعوبة في ترجمة ميزتها من حيث حجم السكان والموارد الاقتصادية إلى نجاحات عسكرية. ومن ناحية أخرى، ترسخ إيران نفوذها على سورية، في الوقت الذي تتيح فيه المساهمة الأمريكية في هزيمة داعش، في الموصل في العراق ومدينة الرقة في شمال سورية، للإيرانيين بتحقيق رؤية إنشاء تسلسل بري مهيمن من طهران مرورا ببغداد ودمشق إلى بيروت.
ولم تتحقق هذه النجاحات بدون مساعدة روسية. لقد استثمرت موسكو حتى اليوم، حوالي خمسة مليارات دولار في سورية، وأرسلت نحو 3000 جندي ومستشار ونشرت عشرات المقاتلات. وقد أسفرت المحادثات التي جرت في أستانا عاصمة كازاخستان عن إنجاز: وقف إطلاق النار، الذي تم تنفيذه جزئيا فقط في بعض المناطق، لكنه يبرز هيمنة موسكو، التي تنجر واشنطن خلفها. لقد حققت روسيا أهدافها. وقفت إلى جانب الأسد، متجاهلة جرائم الحرب الرهيبة التي يرتكبها النظام، وتعمل الآن على تعزيز مصالحها الاقتصادية والأمنية في المنطقة. وفي الوقت نفسه، رسخت علاقات مع قوى أخرى في الشرق الأوسط، بعضها معادية لبعضها البعض، مثل إيران وتركيا وإسرائيل.
في سورية، يعتبر حزب الله لاعبا مهما في المعسكر الفائز، ويعرف مساهمته في هذا الإنجاز. منذ عدة سنوات، يتواجد حوالي 8،000 مقاتل، حوالي ثلث القوة النظامية لحزب الله، في سورية. وحسب تقييمات المخابرات الاسرائيلية فان المنظمة فقدت ما لا يقل عن 1800 مقاتل في الحرب بينما اصيب حوالي ثمانية الاف. في هذه الحرب التي نجا منها فقط المقاتلون الأقوياء والمتميزون، اكتسب قادة حزب الله على جميع المستويات خبرة عملية قيمة. في معارك آب التي جرت في جبال القلمون، على الحدود السورية اللبنانية، حشد حزب الله لأول مرة آلاف المقاتلين في أطر عسكرية منظمة وطرد في غضون أيام قليلة رجال داعش، خلال معركة مخططة شارك فيها الجيش اللبناني ووحدات الجيش السوري.
لكنه في تحسينه أسلحته، ربما يكون حزب الله قد حقق نجاحا أقل. لقد بذلت إيران وسورية في السنوات الأخيرة، جهدا لتسليح حزب الله بصواريخ دقيقة، يصل متوسط مدى اصاباتها الى عشرات الأمتار فقط من الهدف. وهذا هو ما انشغل فيه مصنع الأسلحة الذي تم قصفه في غرب سورية قبل أسبوع. ويبدو حتى الآن، أن الجهد لم يحقق هدفه، وذلك أساسا بفضل الجهود المكثفة لمهاجمة قوافل ومستودعات الأسلحة في الأراضي السورية.
دفاع مرن
في طابق يقع تحت عدة طوابق تحت الأرض في معسكر الأركان العامة في تل أبيب، عملت، طوال المناورات، غرفة العمليات المحمية في قسم تكنولوجيا المعلومات. لأول مرة تم دمج الشعبة في المناورات كقيادة مستقلة تستخدم القوة. رئيس الشعبة، الجنرال نداف فدان، قال لصحيفة "هآرتس" انه تم خلال المناورة استكمال الانقلاب في تكنولوجيا المعلومات، من enabler، عامل التمكين، الذي يتيح للقائد ووظيفته الربط بين المقر والوحدات، إلى قيادة مستقلة وظيفتها هي تنظيم القيادة والسيطرة في الوحدات، وضخ المعلومات والاستخبارات الواسعة التي تخدمها في القتال والاحتماء من تهديدات الهجوم الإلكتروني.
لقد اصبح اعتماد الجيش الإسرائيلي والدولة كلها، على النظم التكنولوجية المتقدمة، مسألة اكثر اهمية في أوقات الحرب. هذه الشعبة ووحداتها لن تكون مسؤولة فقط عن منع تسرب المعلومات، وإنما أيضا الحفاظ على بقاء النظم لتمكين الجيش من مواصلة أداء مهامه.
فدان، الذي بدأ خدمته كجندي مقاتل وقائد في وحدة النخبة "سيريت ماتكال"، يقارن بين جاهزية الدفاع لحماية حدود مادية: "عندما تكون لديك شبكة منتظمة تتألف من سور، برج مراقبة وإضاءة، يسود الروتين بأنه يسهل اختراقها من قبل المهاجم. لكن دفاعنا يجب أن يكون أكثر مرونة ونشاطا لكي لا يتم اختراق الأنظمة".
في مجال القيادة والسيطرة، يتمثل الاختبار الرئيسي في سير عمل المنظومة عندما تنتشر الفرق للمناورة البرية العميقة. ويقول فدان، الذي كان في عام 2014 قائد الفرقة 162: "هذا هو التحدي الأكبر الذي لم نواجه مثله في الجرف الصامد، لأن النشاط كان قريبا من الحدود. في حينه لم أكن قد حصلت على مثل هذه الثروة من المعلومات، أو الأدوات التكنولوجية". لقد شمل السيناريو الذي تدربت عليه الشعبة الحاق ضرر مادي بالبنية التحتية للاتصالات، إلى جانب عمليات اختراق للسيبر، التي تضرب البنية التحتية القومية، بما في ذلك مجال الطاقة.
في شعبة تكنولوجيا المعلومات لا يزالون في انتظار قرارا آخر من رئيس الأركان غادي ايزنكوت يعلن فيه عن إنشاء الذراع السيبراني وما إذا كان سيوحد في اطاره جميع القدرات في هذا المجال - الدفاع وجمع المعلومات والهجوم - التي تتوزع حاليا بين الجيش الإسرائيلي والمخابرات العسكرية. ومن المفترض أن يناقش ايزنكوت ذلك مرة أخرى في غضون ثلاثة أشهر، ولكن هيئة الأركان العامة تدعي أن الأمور تتقدم، وإن كانت ببطء، في اتجاه واحد: إنشاء ذراع إلكترونية مستقلة، سواء كان ذلك يستغرق سنة أو خمس سنوات.
اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تعلن تأييدها لاستقلال الاكراد
يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قال هذا الاسبوع، بان "اسرائيل تعارض حزب العمال الكردستاني وتعتبره منظمة ارهابية، خلافا لتركيا التي تؤيد منظمة حماس الارهابية، وفي حين تعارض اسرائيل الارهاب أينما كان، فإنها تؤيد الجهود المشروعة للشعب الكردي لتحقيق دولة خاصة به".
ربما ليس صدفة أنه تم نشر تصريح نتنياهو هذا، بعد بضعة ايام من خطاب وزيرة القضاء اييلت شكيد، كجزء من المنافسة بينه وبين شركائه – خصومه من البيت اليهودي، إلا أن شكيد ذهبت الى أبعد من ذلك، واوضحت في خطابها، هذا الاسبوع، في مؤتمر المركز بين المجالي في هرتسليا، أنه "من مصلحة اسرائيل والولايات المتحدة قيام دولة للأكراد، واولا في العراق. لقد حان الوقت لكي تدعم الولايات المتحدة هذا الامر”. أولا في العراق؟ وأين بعد ذلك؟ في تركيا؟ في ايران؟ صحيح أن تأييد قيام دولة مستقلة للأكراد ليس موقفا اسرائيليا جديدا، وسبق لنتنياهو أن اطلق تصريحات مشابهة في 2014، ولكن في التوقيت الحالي، قبل اقل من اسبوعين من اجراء الاستفتاء الشعبي في المنطقة الكردية في العراق، يكمن في الرسالة الاسرائيلية، وهي الاولى التي تخرج من فم رئيس دولة ما، أكثر من مجرد دعم اخلاقي لحق الاكراد بدولة مستقلة.
هذا الموقف يغرس، بدون مخدر، عود حاد في عيون رئيس تركيا رجب طيب اردوغان الذي يعارض بشكل ايديولوجي واستراتيجي قيام دولة كردية مستقلة. أضف الى ذلك، أن هذه رسالة مزدوجة، موجهة في الاساس لتركيا، ولكن ليس لها فقط. ويريد منها القول أنه طالما كانت تركيا تدعم حماس ولا تعتبرها منظمة ارهابية، فان عليها ان تتوقع تلقي الحجارة على المبنى الزجاجي الذي تعيش فيه. وأن من يؤيد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة من الافضل أن يستعد لقيام اسرائيل بتأييد اقامة دولة كردية مستقلة.
نسيج علاقات حساس
يصعب القول إن التصريحات الاسرائيلية فاجأت تركيا. فبعد قضية اسطول "مرمرة" مباشرة، حين نفذ رجال حزب العمال الكردستاني عدة عمليات ضد اهداف في تركيا، سمعت اصوات في البرلمان التركي تتهم اسرائيل بشكل مباشر بعقد تحالف مع الحزب الكردي، كخطوة انتقام من الدعم التركي للأسطول البحري. ويمكن لتركيا، ايضا، الاعتماد على اقوال نائب رئيس الاركان السابق، الجنرال يئير جولان، الذي حدد خلال مؤتمر في معهد واشنطن لسياسات الشرق الاوسط بأنه لا يعتبر حزب العمال الكردي منظمة ارهابية، وأن اقامة دولة كردية مستقلة هي "أمر جيد". بالنسبة لتركيا هذا يعتبر افضل برهان على أن اسرائيل تؤيد التنظيمات الارهابية.
لقد نشرت وسائل الاعلام التركية والكردية تقارير موسعة عن تصريحات نتنياهو وشكيد، وقبل ذلك عن تصريحات جولان. ولكن من المشكوك فيه أن هذه التصريحات تفيد الاكراد. في حديث لصحيفة "هآرتس" قال مسؤول رفيع المستوى في الحكومة الكردية في اربيل، عاصمة الاكراد في العراق: "يسرنا أن رئيس حكومة اسرائيل يؤيد اقامة دولة كردية مستقلة. وهذه مساهمة هامة لمشروعية طموحنا، لكننا كنا نتوقع من جانب اسرائيل بالذات عمل دبلوماسي هادئ، وليس سياسة صارخة يمكنها المس بنسيج علاقاتنا الحساس مع الدول المجاورة". وقصد المسؤول الكردي بشكل خاص أنه من شأن أي تصريح اسرائيلي علني أن يعرض الاكراد كمتعاونين مع دولة تعتبر دولة معادية لإيران. وكمن يتآمرون على الدول العربية، في الوقت الذي يبذلون فيه جهودهم لتجنيد شرعية دولية لخطواتهم. وأضاف المسؤول الكردي: "لو كانت اسرائيل تريد المساعدة حقا لكان يمكنها دفع الموضوع في البيت الابيض ودفع الادارة الامريكية الى الاعلان عن تأييدها للدولة الكردية المستقلة”.
ولكن البيت الابيض اكتفى حتى الآن بإعلان موقف عارض يقول إن "موعد الاستفتاء غير مناسب". وقال صحفي كردي طلب عدم نشر اسمه بسبب التوتر السائد بين وسائل الاعلام في المنطقة الكردية، وبين القيادة السياسية: "نحن جيدون للأمريكيين لأننا نضحي برجالنا في الحرب ضد داعش، لكن ليس عندما نطلب الاعتراف بطلب إقامة الدولة المستقلة، أنا غير مقتنع بأن موعد الاستفتاء صحيح، ولست متأكدا أننا بحاجة الى استفتاء حين تكون فرص اقامة دولة مستقلة غير قائمة تقريبا. عندما تنضج الظروف السياسية سيكون بالإمكان بكل بساطة الاعلان عن اقامة الدولة، وليس من خلال خطوات تفتقد الى أي معنى عملي، باستثناء الاستفزاز". واضاف: "اذا كان على الدولة الكردية أن تمثل كل الاكراد في العالم، فلماذا لا نجري استفتاء ايضا في اوساط الاكراد في سورية وتركيا والدول الاوروبية والولايات المتحدة التي توجد فيها جاليات كردية كبيرة. وبشكل عام، فإن الاستفتاء في منطقة الاكراد في العراق من شأنه أن يفسر وكأننا تنازلنا عن اقامة الدولة الكردية التاريخية التي تضم كل المناطق الكردية (التي تقع حسب الاكراد في ايران وسوريا وتركيا والعراق - الكاتب)".
السؤال الصعب الذي يطرحه الصحفي الكردي لا ينتظر الاجابة من قيادة الاكراد. من الواضح أنه في الظروف الحالية لا يمكن اجراء استفتاء في اوساط الاكراد في ايران وتركيا وسورية. ولكن القصد هو طرح التناقض الذي يطرحه الاستفتاء من الناحية القومية.
تهديدات من تركيا
التناقض المنطقي والصراع الوطنية مع الذات، لا تقلق بشكل خاص مسعود البرزاني، رئيس الاقليم الكردي. لقد أوضح بشكل حاد وواضح للأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الذي وصل الى اربيل لإقناعه بتأجيل اجراء الاستفتاء، أن من حق الاكراد اجراء الاستفتاء. وحسب اقواله لا يمكن حدوث نقاش على ذلك، لا سيما في ضوء عدم قيام الجامعة العربية بأي خطوة من اجل التوسط بين الحكومة العراقية والاكراد. ولكن العقبة الكأداء أمام اجراء الاستفتاء تتواجد في انقرة وطهران، اللتان تمسكان بمفاتيح اقامة الدولة الكردية المستديمة، بسبب كونهما مخرجين اساسيين للبضائع وللناس من الاقليم الكردي. لقد نشرت وزارة الخارجية التركية، أمس، تهديدا مباشرا ضد الاستفتاء جاء فيه انه "سيكون للاستفتاء ثمن"، وهو ما يعني في اسوأ الحالات انه سيتم اغلاق الحدود البرية والجوية بين الاقليم الكردي وتركيا. وهذه الخطوة تعني فرض الحصار الاقتصادي على الاقليم. ويمكن لإيران ان تقوم بخطوة مشابهة ايضا على الحدود الشرقية للإقليم، وبدون المرور عبر هاتين الدولتين سيتحول الاقليم الى مخيم كبير للاجئين الاكراد. صحيح أن خطوة كهذه ستضر بمئات الشركات التركية التي تعمل في الاقليم، وبآلاف رجال الاعمال الذين يتمتعون بعلاقة معه. ولكن اردوغان اثبت في السابق أن الاعتبارات الوطنية اكثر اهمية بالنسبة له من الاعتبارات الاقتصادية.
في الساحة الداخلية ايضا، يقف أمام برزاني خصوم سياسيين يهددونه. بعد سلسلة من المحادثات مع حزب الاتحاد الوطني الكردي برئاسة جلال طالباني - الذي لا توجد له أي نشاطات منذ بضع سنوات منذ اصابته بجلطة دماغية - ومع حزب غوران (التغيير) الذي توفي رئيسه الكاريزمي نوشيروان مصطفى في شهر أيار الماضي، تم الاتفاق على عقد جلسة جديدة للبرلمان الكردي، الذي تم حل قبل سنتين بقرار أحادي الجانب اتخذه برزاني. عقد البرلمان هو أمر هام من اجل المصادقة على الاستفتاء. وحسب تقارير كردية ستكون في انتظار برزاني انتقادات شديد في البرلمان الكردي، وربما سيتم طرح شروط قاسية عليه مقابل الموافقة على الاستفتاء.
يدعي خصوم برزاني وبحق أن ولايته انتهت قبل سنتين (بعد ان تمديدها لسنتين)، ولهذا فانها غير شرعية. وكشرط للموافقة على اجراء الاستفتاء من المحتمل أن يطالبوه بالاستقالة. وحسب التقارير هناك ايضا سيناريو يقول إن برزاني سيوافق على تأجيل الاستفتاء اذا وافق البرلمان على تمديد ولايته لسنتين، تجري في نهايتهما الانتخابات ويتعهد برزاني بعدم المنافسة فيها. من الصعب حتى الآن، تقدير كيف سيتغلب برزاني على هذه المعارضة الداخلية، لكن مجرد طرح امكانية كهذه يبرهن على أن الاستفتاء يهدف، ضمن امور اخرى، وربما في الأساس، لاستغلاله كأداة في اللعبة السياسية من اجل توفير فترة ولاية اضافية له.
الوساوس حول اجراء أو تأجيل الاستفتاء لا تهدئ النظام العراقي. لقد قرر البرلمان العراقي هذا الأسبوع،  بأن الاستفتاء غير شرعي. وخول الحكومة العراقية باتخاذ كل الوسائل لمنع اجرائه. التهديد الكامن في هذا القرار هو أن الحكومة تملك الآن الصلاحية في استخدام القوة العسكرية لحل الخلافات السياسية، خلافا للاتفاق الذي وقع برعاية الولايات المتحدة بين الاكراد والحكومة السابقة برئاسة نوري المالكي، والذي يقضي بأن لا ييتم استخدام الجيش العراقي لحل الخلافات السياسية. لقد رد برزاني بشدة على قرار البرلمان – الذي تغيب عنه النواب الاكراد – وعبر عن أمله بأن لا يجر هذا القرار الى مواجهة عسكرية. ولكنه اضاف بأنه اذا تدهور الوضع، فان الاكراد سيكونون مستعدين لهذا السيناريو. وقد حاول رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي تهدئة تبادل الضربات هذا عندما اوضح أن "الحل سيتم التوصل اليه فقط من خلال المحادثات" مع الاكراد، لكن من الواضح له أيضا، أنه في محادثات كهذه سيضطر الى عرض مقابل مهم على الاكراد من اجل تأجيل الاستفتاء. ويمكن لمقابل كهذا ان يكمن في اجراء استفتاء شعبي في مدينة كركوك، حسب المادة 140 من الدستور العراقي، التي جاء فيها أن الاستفتاء سيحدد ما اذا سيتم ضم المدينة والولاية الى الاقليم الكردي. الاكراد يعتبرون كركوك جزء لا ينفصل عن الاقليم الكردي، خلافا للحكومة التي تخشى من فقدان مدينة النفط الهامة. اضافة الى ذلك، فان هذه المدينة مختلطة ويعيش فيها تركمان وعرب الى جانب الاكراد. صحيح أن برزاني تعهد مؤخرا بأن تحصل المدينة على "مكانة خاصة" عند اقامة الدولة الكردية، وان كل طائفة فيها ستحظى تمثيل محترم في الحكومة الكردية، ولكنه أوضح أنه لن يتنازل عن هوية المدينة كمدينة كردية.
ربما كان يمكن الاستفتاء الشعبي الكردي أن يسقط عن الاجندة الدولية لو أن الاكراد لم يقوموا بدور مهم في الحرب ضد داعش. فقد أظهرت قواتهم قدرات عسكرية مثيرة، وقاموا بتطهير مدن وقرى في شمال العراق من سيطرة داعش، وهم يواجهون الآن أمام معركة هامة على مدينة حويجة، غرب كركوك، التي يقوم فيها اخر معقل كبير لداعش في شمال الدولة. في هذه المعركة يتعاون الاكراد مع الجيش العراقي والمليشيات الشيعية. وكما في مناطق اخرى قريبة من الاقليم الكردي، يسعون لضم هذه المدينة لمنطقتهم. لقد خلقت الحرب ضد داعش نظام أولويات جديد لدى الاكراد. واذا كان انجازهم الكبير بعد حرب الخليج الاولى يتمثل في الانضمام للنظام في العراق، من خلال تعيين رئيس كردي للدولة كلها، والحصول على جزء مهم من ميزانية الحكومة، فان الحرب ضد داعش غذت ورعت عملية معاكسة تتمثل بالانفصال عن الدولة الأم. ويرى الاكراد في ذلك بمثابة تعويض تاريخي عن اسهامهم الكبير في الحرب ضد تنظيم الارهاب الذي يهدد الغرب. ولكن منذ انتهاء الحرب العالمية الاولى لم ينجح الاكراد في تحويل انجازاتهم الى انجازات سياسية. وليس من المؤكد أنهم سينجحون في هذه المرة ايضا، حتى لو كانوا يحظون بالدعم الدولي، في تجسيد حلمهم والتغلب على الصراعات الداخلية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالأحد 17 سبتمبر 2017, 10:29 am

17.09.2017

مقالات
حسم = ردع
يكتب امير اورن، في "هآرتس" انها ليست لعبة كلمات، وانما صفحة في نظرية اللعبة. عندما يقوم الجيش الإسرائيلي بتبليغ حزب الله، خلال مناورات الفيلق التي جرت في الأسبوعين الماضيين، ان الردع لن يكون هدف الحرب المقبلة في لبنان، وانما، منذ الآن فصاعدا، سيكون الهدف هو الحسم، فإنه يلوح بذلك بتهديد الحسم ، تحديدا من اجل تحقيق هذا الغرض – الردع.
جوهر المناورة هو قاعدة في كل جيش - حفظ المادة النظرية، والتحقق من مدى ملاءمتها للواقع، والربط بين التخطيط والميدان، والتعارف بين المستويات المختلفة داخل القوات البرية وبينها وبين النظم الأخرى.
في مستوى الوعي، الموجه إلى الجانب الآخر، ويشهد التوتر بين الشرح الاعلامي والإخفاء، تكمن، كطموح، معادلة "الحسم هو الردع"، وهما، ظاهريا، مفهومين مختلفين وحتى متضاربين، ولكن في الواقع إذا أقنع الجيش الإسرائيلي أعدائه بأن الهزيمة هي مصيرهم إذا كانوا تجرؤوا على الاصطدام معه، وبذلك سيردعهم عن الهجوم - فإنه سيردع.
الحسم ليس كلمة مرادفة للانتصار؛ انه نوع معين من الانتصار. ضربة قاضية، وليس بالنقاط. صورة في مظهرها هزيمة، هزيمة راسخة وليس مجرد خسارة. عكسها في الاستنزاف والتآكل وسفك الدماء ببطء كما حدث في الحرب الأهلية الأمريكية في معظم مراحلها، وعلى الجبهة الغربية، مع الحفريات والأسوار، خلال الحرب العالمية الأولى.
لأسباب عسكرية (الاعتماد على تعبئة قوات الاحتياط) واقتصادية واجتماعية، تعتبر دولة إسرائيل منذ بداية وجودها بأنها تصمد فقط أمام الحروب القصيرة، التي تنتهي بالهزيمة السريعة للعدو والعودة إلى الروتين. واتضح مع مرور الوقت، أن هذا التقييم، الذي كان مقبولا على الحكومات والأركان العامة على مر السنين، يقلل من قدرة الجمهور الإسرائيلي على التكيف. واصبح الاستنزاف عملا ثابتا لدرجة أنهم توقفوا عن ملاحظة وجوده. انه هناك بكل بساطة، في الخلفية.
النموذج المطلوب لعملية الحسم هي حرب "كاديش"، حرب 1956 (العدوان الثلاثي على مصر – المترجم)، التي كانت نتيجتها، إن لم يكن هدفها، تحقيق عشر سنوات من الهدوء على الحدود الجنوبية. لقد احتل الجيش الإسرائيلي سيناء خلال أربعة أيام، وانسحب في غضون أربعة أشهر، وتمركزت قوة الأمم المتحدة على الحدود، وامتنعت الحكومة المصرية عن العدوان ضد إسرائيل لمدة عقد من الزمان. إذا تم استبدال مصر بلبنان واستبدال ناصر بنصرالله، ستشعر الأركان العامة بالارتياح.
لكن الامين العام لحزب الله ليس سيد نفسه. ويجب عليه الموازنة بين اعتباراته كلبناني وبين التوجيهات الإيرانية. و لذلك، فإن التهديد باستثمار قوة إسرائيلية مدمرة من أجل حسم منظمته، يهدف الى ردعه عن اطاعة الحرس الثوري وحثه على أن يكون لبنانيا أولا.
خلال حرب لبنان عام 1982، تم تفعيل ثلاثة فيالق، لكنه تم اشراك فيلق واحد فقط في الرحب، في القطاع الشرقي، تحت قيادة يانوش بن غال. أما الفيلق الثاني، في الجولان، تحت قيادة موشيه بريل بار كوخبا، فقد استعد لتوسيع القتال إلى سورية، والثالث تحت قيادة دان شومرون، استعد لتوسيع الحرب إلى القطاع الممتد شمال بيروت.
وفقا لهذه السابقة، يمكن الافتراض أن تخصيص فيلق لجنوب لبنان في مناورات هذه المرة، حين يتخلى قائد المنطقة الشمالية عن السيطرة المباشرة على الفرق، لكي يبقى جاهزا لمهام إضافية، يعني ان الجيش الإسرائيلي يستعد لتفعيل الفيلق الثاني في سورية، وقيادة أخرى في شمال لبنان. وبما انه تم إلغاء الفيلق الثالث، يفترض أن هذا هو الغرض من قيادة العمق.
من يريد الردع يهدد بالحسم، ولكن مصداقية الردع تعتمد على تقييم العدو، وعلى أن الجيش الإسرائيلي مؤهل حقا لتنفيذ المهام التي يتدرب عليها. رئيس الأركان غادي ايزنكوت يستثمر أكثر في القوى التي سوف توفر الحسم، وستكون قادرة على المشاركة فيه. وهذا ليس نهجا مساويا ومتوازنا يعزز الاداء المتوسط في الجيش، بل هو استثمار تدريجي في المتميزين، الأفضل والملائمين. وإذا لم تتحقق التوقعات بإنجازات عاجلة للوحدات النوعية، وكانت هناك حاجة لإرسال قوات من الدرجتين الثانية والثالثة، يمكن للمعركة ان تصبح معقدة وعكسية. عندما تم دفع الجيش الإسرائيلي خارج لبنان بعد 18 عاما غير ضرورية، كان ذلك يعني الحسم لصالح حزب الله، وكما اتضح في عام 2006، لم يتم ردع المنظمة الشيعية.
انقاذ للحياة في المحكمة العليا
يكتب البروفيسور موشي نغبي، في "هآرتس" انه لا توجد قضية أظهرت فيها المحكمة العليا صبرها وتسامحها الشديدين، بل إن البعض سيقول الفاضح، ازاء الدوس الفظ والصارخ لمبدأ المساواة، كما في قضية الإعفاء الكاسح لطلبة المدارس الدينية من الخدمة في الجيش الإسرائيلي. عندما طرحت القضية لأول مرة في المحكمة العليا، كانت رئيسة المحكمة التي ستخرج للتقاعد، مريم نؤور ونائبها القاضي المتقاعد إلياكيم روبنشتاين لا يزالان طالبين في كلية القانون.
في عام 1970، خلال حرب الاستنزاف الدموية في قناة السويس، التمس المقدم (احتياط) يسرائيل بيكر ضد وزير الأمن موشيه ديان. وادعى بيكر أنه بسبب الإعفاء المذكور، يطالب هو وجنوده بالخدمة لأسابيع أو حتى شهور في المواقع المتعرضة للقصف، مما يزيد من الخطر على حياتهم ويعطل دراستهم وعملهم وحياتهم الأسرية.
وقد قضت المحكمة العليا بأن القانون لا يأذن لوزير الأمن بمنح الإعفاء المذكور، وأن هذا تمييز صارخ. وعلى الرغم من ذلك، رفضت المحكمة العليا التماس بيكر وحددت أنه بسبب مبدأ الفصل بين السلطات، من المناسب ان تقوم الكنيست - وليس المحكمة- بتصيح التشويه. وبما أن المقصود في حينه لم يكن سوى إعفاء لمئات من طلاب المدارس الدينية، فقط، وجد صاحب الالتماس صعوبة في إثبات وجود صلة سببية واضحة وكبيرة بين الإعفاء وعبء الخدمة على المقاتلين من امثاله.
وفي أعقاب الاضطرابات السياسية في عام 1977، فقط، والارتفاع الحاد في عدد الطلاب المتدينين الذين حصلوا على الإعفاء، من مئات إلى الآلاف ثم عشرات الآلاف، اعترفت المحكمة العليا بالعلاقة المذكورة وحذرت للمرة الأولى من أنه إذا لم تعمل الكنيست على انهاء التمييز، "ستصل بالتأكيد اللحظة التي سنقول فيها بأن تأجيل التجنيد هو مسألة لا تحتمل وسيتم الغاؤها".
مع ذلك، فقد مرت سنوات طويلة حتى نفذت المحكمة العليا تحذيرها هذا، ورفضت "قانون طال" لأنه لم يلغ التمييز الفاحش بين الدم والدم، بل حاول بدلا من ذلك تثبيته وإدامته، وهذه المرة، ايضا، لجأ القضاة الى الصبر والانضباط البالغ، وأعطوا الكنيست وقتا سخيا لتمرير قانون المساواة. لكن الأمر لم يتم، كما هو معروف، والآن قرر ثمانية من القضاة التسعة أن القانون الجديد أيضا يبقى التمييز على حاله.
من المهم أن نؤكد أنه خلافا لديماغوجية الأحزاب الدينية، فان قرار المحكمة العليا لا يلزم بشن هجوم من قبل الشرطة العسكرية على أحياء المتدينين والتجنيد القسري لطلاب المعاهد الدينية المتشددة. فالقرار يحدد فقط، انه يمنع على وزير الأمن والمشرعين التمييز لصالح المتدينين. هذا يعني انه إذا سمحوا لهم بتأجيل الخدمة، طالما كانوا يكرسون كل وقتهم للدراسة - يجب السماح بذلك، ايضا، للشبان غير المتدينين، وإذا كانوا مستعدين للسماح لهم بالخدمة العسكرية أو المدنية، بشكل لا يخالف ما يمليه عليهم ضميرهم – فإنه يجب السماح بذلك للآخرين؛ على سبيل المثال، لمن يرفضون الخدمة في المناطق المحتلة. واذا كانوا مستعدين للتخلي عن العقوبات الجنائية بسبب رفضهم للخدمة واكتفوا بالعقوبات الاقتصادية - فينبغي السماح بذلك للآخرين ايضا.
غير أنه ليس من المقبول ومن غير أخلاقي أن يتم اعتقال من يرفضون  الخدمة لأسباب تتعلق بمعارضة الاحتلال أو بسبب معارضة إجلاء المستوطنين، في حين أن زملائهم، الذين ينشغلون في دراسة التوراة، يبقوا احرارا، فقط لأن ممثليهم يتمتعون بضغط سياسي.
كما أشارت المحكمة العليا في قرارها إلى طريقة التوفيق بين احترام حرية الضمير والدين واحترام قيمة المساواة في العبء: إلزام جميع المواطنين – المتدينين والعلمانيين، العرب واليهود، الرجال والنساء – بالخدمة العسكرية أو المدنية، ولكن من خلال الحرص على شروط تمنع التناقض بين شكل الخدمة وضمائرهم. على سبيل المثال، السماح للطلاب المتدينين (وكذلك للمواطنين المسلمين) بخدمة دولتهم كمعلمين في المؤسسات التعليمية في مجتمعاتهم.
من المزعج بشكل خاص سماع الادعاء بأن قرا ر المحكمة العليا يتنكر لقيم اليهودية . ومن المعروف أن القاضي الراحل ميشال حيشين كفر بالثورة الدستورية واعترض بشدة على وجهة نظر زميله أهران براك التي تقول ان القوانين الأساسية تسمح للمحكمة بإلغاء قوانين. ومع ذلك، وافق القاضي حيشين، أيضا، على أن القانون الذي يميز بين دم ودم يجب أن يتم رفضه. ليس بسبب القوانين الأساسية، ولكن بسبب الشريعة اليهودية بالذات. وكتب حيشين في حينه: "إن إنقاذ الأرواح يلغي السبت. ونذكر بأن موضوعنا هو انقاذ الأرواح، بشكل لا يقل عن ذلك!".
وليس المقصود فقط، انقاذ حياة الجندي – الفرد، الذي يضطر إلى تعريض حياته للخطر بسبب تهرب طلاب المدارس الدينية، وانما إنقاذ حياة المجتمع ككل، وذلك بسبب تقويض التماسك والتضامن داخله.
لقد ساد الاتفاق النادر في هذا الموضوع، ايضا، بين براك وحيشين. وقد حذر براك "ان الشعور بعدم المساواة هو اصعب المشاعر"، مضيفا "ليس هناك أي عامل مدمر اكثر للمجتمع من شعور ابناءه وبناته بانهم يعاملون بمعايير مزدوجة"، فيما حذر حيشين من "سننتفض ولن نكون متصالحين في المكان الذي سيحصل فيه غيرنا – المساوي لنا – على ما لا نحصل عليه".
والواقع أن علامات الانتفاضة ضد التمييز في التجنيد واضحة بالفعل. لقد تم التبليغ مؤخرا، عن انخفاض آخر في محفزات الخدمة في الوحدات القتالية، وانتشار ظاهرة "الرفض الرمادي" والتهرب من الخدمة بصفة عامة من خلال عرض إعفاءات نفسية زائفة.
يبدو أن استمرار الاستخفاف الساخر من جانب معظم أعضاء الكنيست بقرار المحكمة العليا، والمحاولات المتكررة للتحايل عليها، يهدد ليس الديمقراطية فقط، بل الأمن، ايضا.
هل اختار دروز الجولان جانبا؟
يكتب مراسل "يسرائيل هيوم" في الشمال، عدي حشموني، تقريرا حول جولة قام بها في القرى الدرزية الواقعة في هضبة الجولان، جاء فيه انه تتزايد في الآونة الأخيرة التقارير التي تبشر، ظاهرا، ببداية نهاية الحرب الاهلية في سورية. الامين العام لحزب الله، حسن نصرالله، اعلن في الأسبوع الماضي فقط، ان نظام الأسد انتصر في الحرب؛ والنظام اعلن بأنه استعاد سيطرته على 85% من اراضي الدولة، ويجري تسجيل تدخل دولي لتحقيق وقف إطلاق النار في جنوب سورية.
هذه كلها هي جزء من البوادر التي تدل ظاهرا على ان هذا هو الوضع. وقد سئل الكثير حول كيفية تأثير انتهاء الحرب على أمن اسرائيل، لكن التقرير التالي يفحص كيف يمكن ان يؤثر ذلك على المستويات الاجتماعية المدنية.
انطلقنا الى القرى الدرزية الأربع في شمال هضبة الجولان، مجدل شمس، بقعاثا، مسعدة وعين قينيا. منذ احتلت اسرائيل الجولان، أظهر سكانها الدروز الولاء لسورية، التي يرى فيها الكثير منهم حتى اليوم، موطنهم. مع سن قانون ضم الجولان الى اسرائيل في 1981، أعلن رجال الدين في القرى الدرزية الحرمان الديني والاجتماعي على القلة الذين استجابوا لاقتراح اسرائيل وحصلوا على الجنسية.  خلال العقود الثلاث الماضية منذ الضم، يحصل في كل سنة عدة افراد على الجنسية، ولكن كلما طالت الحرب الأهلية السورية، هكذا ازداد عدد السكان الذين طلبوا الحصول على الجنسية الاسرائيلية.
في المقابل، اسقط المشايخ الحرمان بشكل جزئي، عن عائلات السكان الذين حصلوا على الجنسية. وبلغ عدد المتجنسين اوجه في عام 2016، حيث حصل 183 درزيا من الجولان على الجنسية. لكن توجه "يسرائيل هيوم" الى سلطة تسجيل السكان في وزارة الداخلية يكشف بأنه لأول مرة منذ عام 2012 (سنة اندلاع الحرب الاهلية السورية) تم تسجيل انخفاض في عدد الدروز الذين طلبوا الحصول على الجنسية خلال السنة الاخيرة 2017، ووصل العدد الى 69 فقط.
ارتباك في الهوية
الدكتور يسري خيزران من يركا، الخبير في الشؤون السورية واللبنانية، والذي يدرس أيضا المجتمع الدرزي في إسرائيل، يقول: "كنت سأربط ذلك فورا بتغير الأحداث في سورية. أعتقد أن الذروة في عدد الأشخاص المتجنسين سجلت في عام 2016، لأنه حتى أيلول 2015، مني نظام الأسد بالهزيمة تلو الهزيمة. في تلك السنة خسر الأسد محافظة إدلب. وبعد سقوط محافظة الرقة في أيدي داعش، فقد السيطرة على آخر معابره الإقليمية، فيما كان المكان الوحيد الذي تسيطر فيه الدولة على الحدود السورية، هو الحدود مع لبنان - وهذا أيضا لم يكن بسبب النظام وإنما بفضل تحالفاته. كان يبدو بأن النظام على وشك الانهيار، ولكن التدخل الروسي غير ميزان القوى لصالح الأسد. سقوط حلب في أيديه في كانون أول 2016 هو نقطة التحول، ومنذ ذلك الحين وهو يحقق انجازات لنفسه ويوسع المناطق التي يستعيد السيطرة عليها".
الكثير من الدروز في هضبة الجولان يقولون ان الأرض المحروقة التي خلفتها الحرب دلت على تحطم الحلم بالعودة الى سلطة وطنهم السوري.
د. تيسير مرعي، الناشط الاجتماعي الذي يعيش في مجدل شمس، يقول ان الحرب الأهلية في سورية أثرت فعلا على التحول في تجنس السكان، لكنها لا تدل بالضرورة على دعم اسرائيل. "حسب رأيي ان الناس لا يتعاملون مع ذلك كخطوة سياسية، وانما كخطوة وجودية تسهل على حياتهم. فجواز السفر مثلا، يمكن ان تحصل عليه اذا كنت تملك مواطنة فقط. غالبية المتجنسين هم شبان يبحثون عن جودة الحياة وانا يمكنني تفهم ذلك، رغم أنني لا ابرره. صحيح انه في صفوف الجيل الشاب هناك ارتباك في الهوية، وهم يسألون انفسهم ما اذا كانوا يريدون البقاء سوريين. ورغم هذا كله، هذا لا يعني ان من يحمل المواطنة الاسرائيلية يصبح صهيونيا".
وحسب د. يسري خيزران، فقد عززت الحرب السورية في الأساس، الحوار المدني، ليس فقط في اوساط دروز الجولان، وانما، ايضا في اوساط العرب في اسرائيل. "هذا استيعاب للواقع، اكثر منه استيعاب للصهيونية. المواطن العربي يريد الان بناء منظومة علاقات بينه وبين الدولة على أسس جديدة، وخاصة على الأسس المدنية. ودور الدولة هو استيعاب ذلك".
من الرد الى الحسم
يكتب البروفيسور أيال زيسر، في "يسرائيل هيوم" ان مناورات الفيلق الشمالي على الجبهة اللبنانية "اور هدغان"، التي انتهت في الأسبوع الماضي، تعكس انقلابا في التفكير العسكري، الذي نأمل ان يتغلغل الى القيادة السياسة، ايضا. على النقيض من الماضي، لا يسعى الجيش الإسرائيلي إلى الردع ولا يبحث عن تغيير غير واضح وغامض في الواقع السائد على طول الحدود مع لبنان. هذا المرة يريد الجيش الحسم.
وجاء الانعكاس لهذا التفكير المنعش في سلسلة من اللقاءات التي منحها قادة كبار في الجيش، عشية المناورات وبعدها. وكان أولهم قائد القوات الجوية السابق، أمير اشيل، الذي قال في مقابلة بمناسبة انتهاء فترة ولايته أن إسرائيل استعادت قدرتها على توجيه الضربة الأولى، التي حققت لها النصر الحاسم في حرب الأيام الستة. وشهد اشيل أيضا على تعزيز قوة سلاح الجو، والتي تمكنه في يوم واحد من القتال تحقيق كم من الاصابات والدمار التي احتاج الى 34 يوما من الحرب لتحقيقها في صيف عام 2006.
بعده جاء عدد اخر من الضباط الكبار، الذين اوضحوا ان الجيش قام هذه المرة بالتدرب على الهجوم مقابل حزب الله وضد الدولة اللبنانية التي تمنحه الرعاية، ولم تكتف بالدفاع السلبي. وكانت هناك بشرى متجددة أخرى تمثلت في التحديد بأن هناك حدود وخطوط حمراء لسياسة الاحتواء الإسرائيلية، وأنه، كما قال ضابط كبير، "لن نلعب معهم المقياس بالمقياس. فاذا تعرضت السيادة الاسرائيلية للضرر - ولو لمرة واحدة - وتعرض الاسرائيليون للأذى، فان الرد سيكون حاسما وكبيرا ومدمرا".
اذا حكمنا، حسب رد لبنان على هذه المناورات، فقد تحقق بالفعل أحد أهدافها الرئيسية. لقد فهم حزب الله الرسالة، وأرسل، بشكل غير عادي، تأكيدات تشير إلى الخوف من حرب يكون ثمنها أثقل بكثير من الثمن الذي ستدفعه إسرائيل. هكذا، على سبيل المثال، حاول نائب نصرالله، نعيم القاسم تهدئة جمهور مؤيديه الخائف، بأن وجهة إسرائيل ليست الحرب، وفي رسالة مطمئنة إلى الجارة الجنوبية، أضاف أنه على الرغم من الهجوم المنسوب إلى إسرائيل في عمق سورية، وهو الهجوم الذي اذا حدث فعلا يشكل ضربة للبطن الضعيفة للتنظيم، فان حزب الله لا يتجه نحو الرد أو الحرب. هذا تغيير كبير في لهجة المنظمة، التي اعتادت تهديد إسرائيل وهي تدرك بشكل شبه مؤكد أن تهديداتها ستقع على آذان صاغية، لا سيما المتخوفة.
على مر السنين، خاض حزب الله الحرب النفسية الفعالة ضد إسرائيل. وقد نجح في إقناع قادتها بأن الضرر الذي سيسببه لها سيتجاوز عشرة أضعاف الضرر الذي سيلحق به وبمؤيديه، ومن ثم لم يكن من المجدي لها أن تدخل في مواجهة معه. ونجم هذا النجاح، أيضا، عن الرغبة في السير على حافة الهاوية وعدم الحفاظ على مسافة بعيدة عنها، كما تفعل إسرائيل. في مجمل الأمر كانت تلك حرب نفسية لم يقف من خلفها الشيء الكثير، وعلى الرغم من ذلك فقد نجح حزب الله بتوجيه ضربة قوية الى اسرائيل في مجال الصراع النفسي والصراع على الوعي.
ولكن الأمور تغيرت هذه المرة. لقد أدخلت المناورات العسكرية تغييرا في خطاب وقواعد اللعبة، وتحول حزب الله الرادع الى مردوع؛ حزب الله الذي يسارع الى الحرب ، اصبح يحث إسرائيل على الامتناع عن الحرب. حزب الله المهدد للإسرائيليين بشكل دائم، اصبح منظمة تنشغل في تهدئة انصارها في لبنان.
ومع ذلك، في التحليل النهائي، فان الحروب في الشرق الأوسط لا تحدث لأن شخص ما يريدها ويبحث عنها، وانما بسبب عدم التفكير أو الخطأ في الحكم. هذا أيضا ما يجب أن نتذكره مع انتهاء مناورات الجيش الإسرائيلي "أور هدغان".
نتنياهو وابو مازن مدعوان الى جناح الرئيس ترامب
تكتب سمدار بيري، في "يديعوت احرونوت" انه من السهل التصور أنه المسيرة التي ستجري باتجاه جناح دونالد ترامب في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، خلال الأيام القادمة، لن يتخللها نفاذ الصبر من جانب المضيف. فالطابور طويل، والمساعدين سيدخلون القادة إلى "محادثات فردية"، وكل حاكم وقائمة البقالة الخاصة به، والنفس الرئاسي لا يعرف الهدوء. ومن منطقتنا تم تسجيل ستة اجتماعات: رئيس الوزراء نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، والرئيس المصري السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله، والحاكم القطري الشيخ تميم، ورئيس تركيا أردوغان.
ولا يقل أهمية عن ذلك، الاشارة الى أولئك الذين لم يتم تعيين اجتماعات لهم مع ترامب. وهذا يعني: الاشخاص الذين لا ينشغل فيهم رأس رئيس أكبر قوة عظمى في العالم. على سبيل المثال، قادة بلدان شمال أفريقيا، الذين لا يبالي ترامب بالتغيرات والتوترات في بيئتهم. كما أنه لا ينشغل في الحرب الدموية الرهيبة بين السعودية واليمن (ووباء الكوليرا في اليمن الذي يقتل المئات من الأرواح كل يوم)، ولا في العراق الممزق، ولا كردستان، التي لم يتضح نهائيا بعد، ما إذا كانت ستستسلم للتهديد وتلغي الاستفتاء في اللحظة الأخيرة.
هربرت ماكماستر، مستشار الأمن القومي، ونيكي هايلي، السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، يعرفان بأن ترامب يعتزم ملاطفة الأصدقاء وصفع وجوه الأعداء. وإذا عدنا إلى قائمة اجتماعات المنطقة، فإن الوقت الثمين للرئيس سيضيع هباء. ليس سرا أن جميع قادة المنطقة، تقريبا، الذين حصلوا على اجتماع في الجناح الرئاسي، سيكلفون الولايات المتحدة مئات الملايين من الدولارات أو أكثر. كل واحد ومصالحه. وفي نهاية الأمر، سيأتون لضمان عدم تخفيض المساعدات الأمريكية لبلدانهم.
على منصة الأمم المتحدة، سيقصف ترامب الايرانيين، لكنه لن يلغي الاتفاق النووي. ووفقا للتقارير الصادرة في الأسبوع الماضي، فإن القضية الإيرانية - سواء في سياق الاتفاق أو في سياق ترسيخ إيران في سورية ولبنان – ستحتل مركز اجتماعه مع نتنياهو، ولكن يمكن الافتراض أنه في الغرفة المغلقة، سيحاول ترامب، أيضا، حل العقدة الفلسطينية. ربما تسمح حزمة الامتيازات الاقتصادية للفلسطينيين التي يفترض أن يحضرها رئيس الوزراء نتنياهو إلى اللقاء، للرئيس الأمريكي - الذي يحتاج بشدة إلى أي إنجاز سياسي - بأن يشير إلى إحراز بعض التقدم، وإن كان رمزيا، في اطار محاولة استئناف المفاوضات بين الجانبين.
هذا لا يكفي. كان يجب عليك، سيدي الرئيس، استغلال حقيقة أن نتنياهو وأبو مازن يتواجدان في ملعبك في نفس الوقت (أو ثني جدوليها الزمنيين) وضرب رأسيهما، أحدهما بالآخر، في الجناح الخاص بك. هل قال نتانياهو انه ليس لديه اعتراض على لقاء ابو مازن؟ اضبطه في كلمته. هل يردد أبو مازن نفس القول؟ هيا، تفضل، قف وصافح نتنياهو.
أفترض أنك تعلمت ما يكفي عن الصراع، بل بات يمكن حتى لمستشاريك ترديد نقاط الخلاف في نومهم. صحيح، لا يوجد شيء جديد ولن يكون قريبا تحت شمس الشرق الأوسط. الصراع لن يتقلص، ولن تقسم إسرائيل القدس، ولن يعود اللاجئون. ولكن هذه يمكن أن تكون فرصة لتوليد زخم لتذويب العملية المجمدة. المفاتيح في الداخل، يجب فقط تحريكها والانطلاق.
خسارة على وقتك، سيدي الرئيس، مع عبد الله من الأردن، ومع السيسي من مصر، ومع الحاكم القطري وحتى مع أردوغان. هذه الاجتماعات لن تعزز أي شيء في السياق الإسرائيلي -الفلسطيني. لن يأتي أحد إليك بادعاءات إذا أجبرت نتنياهو وأبو مازن على المصافحة واطلاق اصوات السلام على الأقل. مع خبرتهما الطويلة، كن واثقا بأنهما سيعرفان كيف سيتدبران مع المعارضة في بلديهما.
كان يجب عليك الضغط عليهما، وعقد لقاء بينهما، وجعلهما يتحدثان وجها لوجه، ومصافحة الأيدي أمام الكاميرات. إذا حدث هذا، سوف تحصل على صورة الانجاز السياسي الذي تبحث عنه، وربما حتى تحريك العملية. لم يتأخر الوقت بعد لإنتاج الدراما هذا الأسبوع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالثلاثاء 19 سبتمبر 2017, 3:35 pm

19.09.2017

مقالات
فقط بدون جنازات من بني براك.
يكتب نحاميا شتراسلر، في "هآرتس" ان الملازم دايفيد غولوبنيتش ارتكب خطأ. كان عليه أن "يتجند" للمدرسة الدينية "بونبج" وليس في الجيش الإسرائيلي، لكنه لم يكن من المتهربين من الخدمة، ولذلك تجند في جولاني، وذهب إلى دورة للضباط، وقبل شهرين قتل. وقد رثته أمه خلال الجنازة بألم كبير وقالت "ابني المحبوب.."، وبكاه إخوته وأخواته الأربعة بمرارة.
ولكي لا يقع أي خطأ هنا، فإن معارضة المتدينين المتشددين الحادة للخدمة العسكرية تنبع أساسا من هذا السبب. انهم لا يريدون للجنازات أن تخرج من بني براك. إنهم لا يريدون أن تبكي الأم المتدينة بشدة على ابنها. إنهم لا يريدون للأب المتدين المتشدد الحزين، بأن يصاب بالجنون لشدة الأسى. انهم مستعدون للتخلي قليلا عن لصالح العلمانيين في قضايا السبت والطعام الحلال، ولكن ليس على أقدس مبدأ: أن لا يصاب الأبناء ولا يقتلون. هناك ما يكفي من الحمير لهذا، يسمونهم العلمانيين والمتدينين.
ماذا لو قال النبي موسى للمتهربين، قبائل جاد ورؤوبين: "هل يأتي إخوانكم إلى الحرب وأنتم تجلسون هنا؟" نعم، سيجلسون هنا. بفرح. كما أنه لا يهمهم ما تقوله "المشناه" عن واجب المشاركة في حرب كوصية: "الجميع يخرجون، حتى العريس من غرفته والعروس من زفافها". اذن، فليقل الحكماء ما يريدون، فهم لن يغادروا "بونبج"، لن يتخلوا عن زوايا المذبح.
ينبع هذا الموقف غير الأخلاقي والمستفز والمتحدي، من حقيقة أن المتدينين المتشددين يعتبرون الكنيست والحكومة سلطة اجنبية، كما هو الحال في الشتات. وهم يرون أنفسهم يعيشون داخل غيتو ديني، في الوقت الراهن، ويجب أن "يتدبروا" مع الحكومة الأجنبية على أفضل وجه ممكن. إنهم لا يرون في الخدمة العسكرية والدولة القومية قيمة تستحق القتال من أجلها، وإذا أراد الصهاينة القتال، فليقاتلوا لوحدهم.
ولذلك، ليس من المستغرب أن يقوم موشيه غفني ويعقوب ليتسمان وآرييه درعي بصب جام غضبهم على المحكمة العليا التي قضت بأن مشروع القانون الذي يسمح للمتدينين المتشددين بالتهرب، سيتم إلغاؤه خلال سنة. لقد وعدوا بتمرير قانون جديد يسمح لهم بمواصلة التهرب. من اجل هذا تم ارسالهم إلى الكنيست.
المحكمة العليا تنظر إلى المتدينين المتشددين بضوء مختلف تماما: فهي تعتبرهم مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، وبالتالي ألغت مشروع القانون الذي يميز بين الدم والدم وينتهك بشدة مبدأ المساواة، هذا كله كان متوقعا لدى سن القانون. فلقد منح عمليا، الاعفاء لكل طالب في المدارس الدينية، أي للغالبية. ونتيجة لذلك، فان عدد المتجندين من بينهم صغير الى حد السخرية، ويتركب من شبان هامشيين، تسكعوا في الشوارع بدون عمل، وخارج أي اطار. وعلى النقيض منهم، فإن جوهر المجتمع المتدين المتشدد، والنخب من بينهم، بطبيعة الحال، لم يحلموا ولو للحظة بالانخراط في الجيش. وبقوا في مدن اللجوء.
ولذلك، يجب تغيير النهج والتوقف عن سن قوانين زائفة. ينبغي تطبيق قانون التجنيد على المتدينين المتشددين. وهذا يحظى بإجماع اجتماعي واسع. يجب على المتدينين المتشددين الانضمام إلى الجيش في سن 18، مثل أي شخص آخر، بدون تسهيلات، بدون حصص وبدون ألاعيب. من المثير للجنون أن أعضاء الكنيست من المتدينين المتشددين يصوتون بابتهاج على القيام بعملية عسكرية في غزة، وهم يعلمون بأن أبنائهم لن يتواجدوا أبدا على خط النار.
من الواضح، أيضا، أنه ليست هناك حاجة إلى التأثر من التهديد بتفضيل السجن على التجنيد. دعونا نرى كل هؤلاء الأبطال يجلسون في السجن لمدة ثلاث سنوات. حتى الحجة القائلة بأن قرار المحكمة العليا سيؤدي إلى وقف التجنيد الإجباري ليس مقنعا، لأنه بدون الضغط، والمحكمة العليا والقانون الذي قام بتمريره يئير لبيد، ما كان سيتجند ولو متدين متشدد واحد حتى للسلاح الطبي.
الموقف المطروح هنا ينبع من نهج المساواة، موقف من يتوجه الى المتدينين المتشددين على مستوى النظر، بدون غطرسة أو أبوية. ولذلك يمكنه أن يطلب منهم ما يطالب به أبنائه. وهذا هو السبب في أنه يريد لهم أن يتمتعوا هم ايضا بمستقبل أفضل من خلال الدراسة الأساسية، والخدمة في الجيش، والعمل - تماما مثل أبنائه.
من الواضح أنه يحق لهم دراسة التوراة بقدر ما يرغبون، ولكن في نفس الوقت، الوفاء بجميع التزاماتهم المدنية. وبهذه الطريقة سيخرجون اخيرا من الغيتو الى قلب المجتمع الإسرائيلي.
انظري ايتها الأرض.
يكتب يتسحاق لاؤور، في "هآرتس" انه على الرغم من كل المحاولات الرامية إلى تقويض الخط الأخضر، والفارق بين النكبة والاحتلال الجديد، تعتبر سنة 1967 الخط الفاصل في حياتنا السياسية. فهذا الاحتلال لم يولد فقط المستوطنات والقوة اليمينية المتصاعدة، والبرجوازية الكبيرة والصوت الشرقي الذي حصل على مكان في الليكود.
مع الاحتلال، تم اختراع مصطلحي "الحمائم" و "الصقور"، المستوردة من الولايات المتحدة. مع الاحتلال، تولدت مصطلحات جديدة باينت بين "اليسار" و "اليمين"، وبقيت سائدة وقائمة حتى اليوم، على الرغم من أن اليسار غرق في غالبيته، في تحويل إسرائيل إلى حاملة طائرات أمريكية. والأمر الرئيسي هو أن هذا الاحتلال ولد مفهوم "المركز"، من "داش" وحتى يئير لبيد، والثرثرة حول "الفكر الجديد"، الذي كان دائما أجوفا مثل أنابيب المجاري الجافة.
لقد أتاحت ولادة المركز الحفاظ على الوضع الراهن، قبل وبعد حرب يوم الغفران. ونشأت الكثير من الاختلافات نتيجة هذا "الاعتدال"، داخل وخارج الأحزاب الكبيرة. لقد كانت لدى يغئال ألون صيغة "لا هذا ولا هذا"، وكانت لدى شمعون بيرس صيغة الأمر وعكسه، كما كانت هناك صيغة خاصة بإسحق رابين. لكنهم جميعا شاركوا في الغرس الكبير للخنازيرية الإسرائيلية، التي كانت تسمى "المركز المعتدل" في السبعينيات، ذلك الذي لم يتقبل أي تغيير، باستثناء كلمة "التغيير". دستور لإسرائيل؟ نعم. دستور آخر؟ نعم. تجنيد المتدينين المتشددين؟ نعم. آخر تجنيد آخر للمتدينين المتشددين؟ نعم. ولكن الاحتلال؟ الاستعمار؟ أوه، نحن لسنا اليسار ولا اليمين. نحن نؤيد الحل، عندما يأتي اليوم المناسب. بالطبع، ليس الان.
الذين تسرحوا من الجيش بين عامي 1967 و 1973 يصلون ببطء إلى التقاعد. لقد تدبر الكثير منهم بشكل غير سيء في تلك السنوات، عندما تدفقت الأموال الأمريكية هنا. لقد وصلوا إلى حرب يوم الغفران من دون أن ينطقوا بكلمة، ومن دون الاحتجاج على المستوطنات، وعلى رفض إسرائيل الرد بشكل إيجابي على أنور السادات منذ عام 1970. وعلى عكس اليمين الإسرائيلي الذي عارض بشدة كل مبادرة للسلام، ظلوا صامتين. لقد كانوا يشكلون الأغلبية العظمى. لكنهم كانوا الغالبية الصامتة والحمقاء. انهم يتحملون المسؤولية عن مقتل رفاقهم خلال حرب يوم الغفران. وهم الذين لم يجرؤوا على ابداء الندم بعد الحرب.
لقد عكس احتجاج موطي أشكنازي هذا الفراغ. ولم يكن الاحتجاج ضد عدم صنع السلام، ورفض مبادرة يارينغ، وخطة روجرز، وانما ضد "الاخفاق"، وهي كلمة خدمت الجميع. ما هو الاخفاق؟ مصطلح فارغ مثل يغئال يادين، أو يئير لبيد. وبالنسبة لمن يجدون صعوبة في تذكر ذلك: "احتجاج موطي أشكنازي" لم يتحول إلى حركة سلام.
الغالبية الصامتة – الذين التقينا بهم في الجامعة، وخلال لقاءات نواة "ناحل"، وفي شوارع تل أبيب، أو القدس – كانت مسرورة. لقد توطدت. وبعد ذلك انجرفت قليلا في أغاني الحركات الشبابية (شائع جدا بعد وصول الليكود إلى السلطة) لأن "الشرقيين سرقوا الدولة"، لكنهم لم يسرقوا أي شيء لأحد. الشرقيون لم يؤثروا على حياتنا. لقد اندمجوا في اتساع السيطرة على المناطق. هذا كل شيء.
لم يختف المركز أبدا من حياتنا. لقد جرف معه حزب العمل. جرف أجزاء من اليمين "العقلاني". وولد عبارة "عاقل"، ووزع شهادات العقلانية على كل من وقف جانبا أمام المظاهرات، والرفض، والتماثل مع الفلسطينيين. يئير لبيد وأفي غباي هما التعبير الأكثر وضوحا لهذه الظاهرة، الحفاظ على الوضع الراهن. صحيح أن لبيد مثير للسخرية بشكل اكبر، ولكن ليس من الواضح من منهما يقود اكثر جمهور أجوف في فهم أي شيء من الواقع. نعم، اليمين التبشيري يؤمن، بروح نتنياهو، في نهاية العالم. لقد تم بناء المركز على التحديق. من الممكن رجم المتدينين المتشددين، سارة نتنياهو، يكسرون الصمت. ولكن الخروج للاحتجاج في مسألة آلاف السجناء السياسيين الفلسطينيين، التطهير العرقي في غور الأردن، غيتو غزة؟ لقد مللنا السياسة. يقترب يوم الغفران.
انظري ايتها الأرض، لقد كنا خنازيريين جدا.
عرب اسرائيل والعالم العربي
يكتب موشيه أرنس، في "هآرتس"، انه في العقود الماضية، عرف العالم العربي الطغيان القاسي أو إراقة الدماء التي لا نهاية لها. لو كان من الممكن الاختيار، لكان يمكن للنظام الاستبدادي ان يعتبر الخيار المفضل. لكن سكان الدول العربية لم ينالوا حق الاختيار.
العرب في اسرائيل هم الاستثناء. لديهم الفرصة بالعيش في مجتمع ديمقراطي، في دولة قانون، بالاستفادة من الفرص التي تقترحها الدولة العصرية على مواطنيها، والتمتع بمعايير المجتمع الغربي، بما في ذلك المساواة بين الجنسين. من المؤكد أنهم يفضلون بأن يكونوا الأغلبية، ولكن ظاهرة الأقلية التي تعيش في بلد ديمقراطي أمر شائع في العالم. هذه ليست مأساة. لدى العرب الإسرائيليين ادعاءات، والكثير منها مبرر، ولكن بالمقارنة مع البدائل – فإن وضعهم، كما يضطر الكثير منهم إلى الاعتراف، هو بالتأكيد جيد.
ولكن ليس هذا ما يشعر به الممثلين السياسيين، أعضاء الكنيست من القائمة المشتركة. ليس لديهم سوى انتقاد إسرائيل والثناء على أعدائها، سواء كان بشار الأسد في سورية أو حزب الله في لبنان أو حماس في غزة أو إيران أو الإرهابيين الفلسطينيين. ويبدو أنهم يدعمون كل من يريد تدمير إسرائيل. على الرغم من أن أيديولوجية عناصر القائمة تمتد عبر جميع الظلال السياسية، من الشيوعية، مرورا بالإخوان المسلمين (ما يسمى الحركة الإسلامية)، إلى حزب البعث (التجمع)- إلا أن ما يوحدهم هو العداء لإسرائيل.
وهم بالطبع لا يدعون إلى الاندماج في المجتمع الإسرائيلي. من يعارض من بينهم تعدد الزوجات السائد في المجتمع العربي يعارضون إجراءات إسرائيل للحد من هذه الظاهرة. ومن يعارضون قمع النساء وقتلهن يعتقدون أن هذه "مشكلة محلية" يجب على العرب التعامل معها. أما بالنسبة للجريمة المتفشية في المجتمعات العربية في إسرائيل، فإنهم لا يريدون ان تتعامل معها الشرطة. والشعار المشترك هو إبقاء إسرائيل خارج حياتها. انهم يعارضون تطوع الشبان العرب في الخدمة الوطنية أو الجيش الإسرائيلي.
هل يمثل هؤلاء الناس آراء معظم المواطنين العرب؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فلماذا تصوت الأغلبية لهم؟ الكثير من الناخبين في الانتخابات الأخيرة فعلوا ذلك من خلال الرغبة في التماثل مع حزب "عربي"، وبشكل أقل من اجل دعم المزيج الأيديولوجي الذي تمثله القائمة. ومن المؤكد أن الذين كانوا يأملون بأن يحرص رجال القائمة على تلبية احتياجاتهم الملحة يشعرون بالخيبة. لكن الذين رغبوا بالتصويت لحزب "عربي" لم يكن لديهم أي خيار. رفع نسبة الحسم في اعقاب مبادرة افيغدور ليبرمان أحبطت احتمال مشاركة حزب عربي آخر في المنافسة.
في المجتمع العربي يدور صراع بين أولئك الذين يصرون على رفض كل ما تمثله إسرائيل ودعم أعدائها، وأولئك الذين يريدون الاندماج في المجتمع الإسرائيلي. هوية أولئك الذين سيتغلبون في هذا الصراع ستحدد ما إذا كان العرب في اسرائيل سينضمون إلى العالم الحديث أو يتم دفعهم إلى أسلوب حياة القرون الوسطى، الذي لا يزال سائدا في معظم أنحاء العالم العربي؛ إذا كانوا سيصبحون حملة لشعلة الديمقراطية في العالم العربي، أو سيثبتون بأن العرب ليسوا مستعدين بعد للحياة في القرن الحادي والعشرين. والنتيجة مهمة جدا. هل سيعمل كل الإسرائيليين، اليهود والعرب على حد سواء، على النهوض بقصة نجاح إسرائيل؟
الكثير من المواطنين العرب يصوتون بأقدامهم. اولئك هم العمال في المستشفيات والمهنيين الأحرار كالمحامين والمحاسبين في المكاتب الكبيرة، وغيرهم. في كل عام، يزداد عدد المتطوعين للخدمة الوطنية وعدد الجنود وافراد الشرطة العرب. وفي الوقت الراهن، فإن الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها التعبير عن هذا الاتجاه سياسيا هي وقف دعمهم "للقائمة المشتركة" من خلال انضمامهم إلى الأحزاب الإسرائيلية القائمة، واستقبالهم بترحاب في صفوف تلك الأحزاب.
قطر تحاول التهرب من ضلوعها في الارهاب
يكتب د. رؤوبين باركو، في "يسرائيل هيوم" ان المثل العربي "حاميها حراميها" يسخر من تكليف اللص بحراسة الممتلكات. امس الأول منح معهد بروكينغز في نيويورك، منصة لأمير قطر الشيخ تميم، ولوزير خارجيته محمد آل ثاني. هذان القطان الإرهابيان الاسلاميان، اللذان يدعمان الإخوان المسلمين ويساعدان حماس، جاءا إلى المعهد في نيويورك من اجل "حراسة الحليب".
وفي الواقع، فقد كان خطابهما في بروكينغز، الذي جاء في اطار حملة التملق والشراء المرتشي في أوروبا (خاصة في ألمانيا وبريطانيا وفرنسا)، بمثابة محاولة من زعماء الدكتاتورية الأسرية في قطر - التي تفتقر إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان- لتنظيف أنفسهم، في الخارج، من الإرهاب الإسلامي الذي يدعمونه، وحشد الضغوط الأمريكية لفك الحصار الذي تفرضه مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين.
في إطار تحقيق أجرته صحيفة "نيويورك تايمز"، تبين ان أكثر من عشرة معاهد بحثية في واشنطن تلقت في السنوات الأخيرة، عشرات الملايين من الدولارات من الحكومات الأجنبية، وفي المقابل ضغطت على المسؤولين الحكوميين لتبني سياسات تخدم مصالح المانحين. في السابق اشارت "نيويورك تايمز"، أيضا، إلى معهد بروكينغز كطاقم تفكير متورط في تلقي الكثير من الموال من الخارج، وكنتيجة لذلك ينتج اوراق موقف، وينظم المنتديات وجلسات إحاطة خاصة مع كبار المسؤولين الأمريكيين، والتي تتفق في كثير من الأحيان مع رغبات الحكومات الأجنبية. "مهمتنا هي التأثير على السياسة بمساعدة الأبحاث المستقلة والمدروسة التي تعتمد على معايير موضوعية"، قال مارتن إنديك من معهد بروكينغز خلال مشاركته في المؤتمر.
والواقع أن المال يجيب على كل شيء. وزير خارجية قطر، الذي يدعم علنا حركة حماس كمنظمة مشروعة ويستضيف "أمير الجهاد" الشيخ قرضاوي، وناشطي حماس، استغل المنبر للتنديد بالمذهب الإسلامي التوسعي والإرهابي المتجسد في خطاب الكراهية والتحريض المتبع في قناة الجزيرة التي تملكها بلاده. في ادانته لـ "الرسائل المزدوجة" ادعى الوزير أن الإرهاب ينبع من المتطرفين في "جميع الأديان" ومن الاضطهاد الاقتصادي والاجتماعي و "الاحتلال"، ولا علاقة له بدين الإسلام. معنى كلماته هو أن هناك أيضا المجاهدين والقتلة المسيحيين واليهود، ووفقا لدوافع الضائقة، كان يجب ان يشارك معظم العالم في الإرهاب... حقا؟
وأضاف الوزير المحترم أن بلاده تعمل على تعميق الحوار بين الأديان. وفي الواقع، لهذا الغرض تستخدم الجزيرة مواد من بروتوكولات حكماء صهيون، تحرض على قتل اليهود، وتنكر علنا التراث اليهودي في القدس. وفي ختام كلمته، قال الوزير القطري إنه يجب اتخاذ قرارات دولية وإعادة تعريف ما هو الإرهاب، بل فسر دعم قطر لإرهاب حماس كحرب ضد "الاحتلال".
خطاب الوزير القطري هدف إلى إخفاء دور الامارة في الإرهاب الإسلامي العالمي والتحريض ضد الدول العربية. ورفض الوزير، بكل صفاقة، حقيقة وجود الإرهاب الإسلامي نفسه، وعلم العالم ما هي الأسباب "الحقيقية" للإرهاب. يبدو أنه مقابل حفنة من الدولارات يمكن النجاح حتى في عمل ذلك.
دائما ستكون لدينا ايران
يكتب ألون فوكس، في "يديعوت احرونوت" انه في وقت ما، من دون أن يزعج أحد نفسه بسؤال "ما هو سبب الضجة؟"، جعل بنيامين نتنياهو خطابه جزء من التقويم الإسرائيلي، أحد أعياد تشرين العبري، يوجد لدينا رأس السنة العبرية، يوم الغفران، عيد العرش، فرح التوراة و يوجد "خطاب نتنياهو". وكلها تتمتع بقيمة لاهوتية متطابقة تقريبا.
مسألة ما الذي سيقوله رئيس الحكومة في الأمم المتحدة، كما لو أن مستقبل المشروع الصهيوني يعتمد على خطاب، لم تشغل وسائل الإعلام بمثل هذا الهوس في أيام غولدا مئير، رابين، بيغن، شامير، بيريس، ورابين مرة أخرى، وبراك، وشارون أو أولمرت. ولا حتى قبلهم.
حتى اللقاءات مع الرؤساء الأمريكيين أصبحت لعبة واقعية لدى نتنياهو. بين عامي 2009 و 2016. كان الأمر يتعلق بمسألة "توقع مدى سوء الاجتماع مع أوباما"، ومنذ انتخاب ترامب، اصبح السؤال، بطبيعة الحال، هو "إلى أي مدى سينجح رئيس الوزراء في إقناع ترامب" اكبر صديق لإسرائيل منذ خراب الهيكل، "بإلغاء الاتفاق النووي مع ايران بشكل مطلق او اجراء تعديل ملموس،  وعدم ارباك دماغ اسرائيل في موضوع الفلسطينيين ".
لدى رؤساء الوزراء السابقين، كانت الاجتماعات - حتى عندما ترافقت بعدم التفاهم أو بالاحتكاك - مثيرة، غالبيتها ودية (باستثناء بيغن وكارتر) وتستند إلى الثقة والمصداقية وحسن النية. لكن لدى نتنياهو، فقط، يعتمد مصير الأمة على حقيقة الاجتماع، الذي يعتبر دائما تاريخي.
لقد تحول خطاب الأمم المتحدة لدى نتنياهو من حدث لا معنى له، الى جوهر المستقبل الصهيوني: نتنياهو يخدع الجمهور ووسائل الإعلام وكأنه أحد القادة الذين يحركون العالم، يحرك الدول، يلغي الاتفاقات، يرسم الجغرافيا السياسية ويصمم استراتيجية عليا للعالم بأسره. في أي دولة اخرى في العالم، تنشغل وسائل الاعلام طوال ثلاثة أيام بما سيتضمنه الخطاب؟ بريطانيا؟ اليابان؟ تشيلي؟ نيجيريا؟ بالنسبة لها هذا مجرد خطاب.
يمكن الحكم وتحويل رسائل من خلال الخطابات، مثل تشرشل، فقط إذا اقترن ذلك بعمل سياسي، بالشجاعة وليس مجرد فقرات حاسمة حول مستقبل الكرة الأرضية إذا لم يقم العالم بمعالجة إيران.
في غياب أجندة سياسية، يعود نتانياهو إلى إيران. دائما ستكون لدينا إيران. في الدفاع عنه ولصالحه، يؤمن بشكل كامل وباقتناع داخلي عميق بقوة ونطاق التهديد الاستراتيجي الإيراني. إيران تؤثر على مفهومه للقضية الفلسطينية، واقتناء الغواصات، والعلاقات مع روسيا والولايات المتحدة. هذه هي عقيدته عندما يتوجه إلى الناخبين منذ عام 2009، وبقيت كما هي حتى بعد هزيمته في محاولته الخرقاء وغير الذكية لإحباط الاتفاق في عام 2015، بما في ذلك الخطاب في الكونغرس من وراء ظهر الرئيس أوباما.
لكن الدراما هذه المرة، مصطنعة. صحيح أن ترامب لا يحب الاتفاق. لكن وزير الدفاع ماتيس ومستشار الامن القومي مكماستر ورئيس الطاقم كيلى – ثلاثتهم جنرالات - لا يفكرون في الغاء الاتفاق. وبشكل عام، فإن الادعاء الواهي بأن الولايات المتحدة سوف تنسحب من الاتفاق – من خلال امتناع الرئيس عن المصادقة عليه مجددا في 15 تشرين الأول – هو ادعاء مضلل. لن يتم الغاء الاتفاق، وما يمكن لنتنياهو عمله، بهدوء وبدون تباهي لا لزوم له، هو خلق ضغط لتغيير السلوك الإقليمي الخطير لإيران. هذا ليس جزءا من الاتفاق، ولكن هناك يكمن جدول الأعمال المشترك مع الولايات المتحدة.
وهذا لا يتم عمله بالخطابات من اجل اثارة اعجاب دافيد بيتان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالأربعاء 20 سبتمبر 2017, 4:16 am

فيلم مكرر في القاهرة… المايسترو والماريونت

صحف عبرية



Sep 20, 2017

صحف عبريه - صفحة 5 19qpt963
القسم الاكثر تشويقا في «الانعطافة الاستراتيجية» لحماس، الجارية هذه الايام، يتركز على لعبة الماريونت (الدمية التي تحرك بالخيطان): الخفة الناعمة التي يحرك بها رئيس جهاز المخابرات المصرية العامة، الجنرال خالد فوزي، دمى الخشب الفلسطينية. بيده اليمنى يتسلى بالمكتب السياسي لحماس، وبيده اليسرى يحرك خيطان وفد السلطة الفلسطينية الذي وصل إلى القاهرة هذا الاسبوع.
الجنرال ليس وحيدا. كل الدائرة التي تعنى بالملف الفلسطيني في جهاز المخابرات العامة المصرية تنكب حول الماريونتات الفلسطينية، تعزلها عن مراكز القوى الاخرى في العالم العربي، على ألا تعرقل المايسترو فوزي من ادارة مسرح الدمى كما تراه عيناه.
في الاسبوع الماضي أثار المايسترو انفعال الشرق الاوسط بعد أن أنضج اعلان رئيس المكتب السياسي لحماس، اسماعيل هنية، عن حل «اللجنة الوزارية» التي أقامتها حماس للادارة المدنية لقطاع غزة. ظاهرا، تنازل حماس استثنائي، إذ أن هذه اللجنة كانت سكينا غرست في ظهر أبو مازن الذي يتحمل، رسميا، المسؤولية عن ادارة الشؤون المدنية للقطاع من خلال «حكومة الوفاق»، المشتركة بين الطرفين.
ضجت العناوين في الصحف. وعُرضت حماس كمن تراجعت ودعت إلى مصالحة فلسطينية داخلية حتى قبل أن يزيل أبو مازن ولو عقاب اقتصادي واحد عن القطاع. وبالتوازي، أملى المصريون على أبو مازن ارسال وفد إلى القاهرة كي يشرع في مفاوضات لاستئناف مسيرة المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية.
فيلم مصري. إذ رغم تنازل حماس عن اللجنة الوزارية، فهي التي ستواصل ادارة القطاع. كما أن التنازل عن حكومة الظلال كان حلا بعث به فوزي كي يجلب وفد السلطة الفلسطينية إلى القاهرة. مشكوك أن تكون حماس نفسها تأخذ اعلانه على محمل الجد.
في ضوء بادرة حماس، ما كان يمكن لأبو مازن أن يرفض طلب المصريين واضطر إلى أن يرسل وفدا إلى القاهرة كي يفحص إذا كان هناك أساس لمحادثات مصالحة. والآن، لتصعيد الدراما ولاضفاء جدية على الخطوة، ينتظر الجميع مندوب حماس الكبير من لبنان، صلاح العاروري، ووزير الخارجية الجديد لحماس، أبو مرزوق، ليصلا إلى القاهرة للمشاركة في المحادثات.
حقا فيلم متكرر: هكذا بدت محادثات المصالحة بين حماس والسلطة في 2011 و2014. في حينه ايضا انطلقت تصريحات وكتبت اتفاقات مصوغة على افضل ما يكون. في حينه ايضا، مثلما هو اليوم، لم ترغب حماس في المصالحة بشروط السلطة الفلسطينية، وبالعكس. هدفها عملي: العودة لتلقي المساعدة الاقتصادية من السلطة الفلسطينية.
في هذه الاثناء فانه حتى المساعدة المصرية للقطاع متعثرة. وبخلاف الالتزامات السابقة، لا تفتح مصر معبر رفح لأنها لا تصدق أن حماس ستوقف علاقاتها مع داعش في سيناء. يتبين أن في داعش سيناء يوجد اليوم المزيد من الاجانب، بمن فيهم فلسطينيون من القطاع. ويطالب المصريون حماس، ليس فقط بالاغلاق التام للانفاق إلى سيناء، بل وايضا التعاون الحقيقي في تسليم نشطاء داعش الذين خرجوا من القطاع.
المصريون يفتحون ويغلقون أنبوب الوقود بناء على مصالحهم. وفي الاسبوع الماضي قتل في سيناء 16 شرطيا مصريا، وأغلق عبور الوقود لثلاثة ايام. في هذا الوقت فان الوقود من إسرائيل ـ بتمويل السلطة ـ هو اكسير الحياة لغزة.
ستكون تنازلات حماس، بضغط مصر، السلم الذي يسمح لأبو مازن بالنزول عن شجرة العقوبات والبدء باعادة ضخ المال إلى القطاع. أما إسرائيل من جهتها فيجب أن تشجع مسيرة المصالحة لأنه إذا ما تحسن الوضع الاقتصادي في غزة في أعقابها ـ فان حدة تقديرات الوضع عن امكانية استئناف المواجهة العسكرية ستخف.
في هذه الاثناء، بادارة الجنرال فوزي، لا بد ستطل منشورات عن نشر قوات السلطة الفلسطينية في المعابر في القطاع، إلى جانب أنباء عن تشكيل لجان مشتركة لحماس والسلطة الفلسطينية.
غير أن وفد السلطة لم يلتق بعد وفد حماس، لا توجد توافقات على الانتخابات ـ كما تطلب حماس ـ للبرلمان وللرئاسة، وبالاساس: أبو مازن لا يتحمس لامكانية أن يكون محمد دحلان هو اللاعب الاساسي في غزة برعاية مصرية.

اليكس فيشمان
يديعوت 19/9/2017
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالإثنين 25 سبتمبر 2017, 10:01 am

25.09.2017

مقالات
شلومو بن عامي محق ومخطئ
يكتب عوزي برعام، في "هآرتس" ان وزير الخارجية السابق، شلومو بن عامي، محق في معظم الأفكار التي طرحها خلال مقابلة معه، نشرت في ملحق العيد في صحيفة "معاريف". وتناولت الرؤية الرئيسية الأساطير الفلسطينية المقدسة، مثل حق العودة، التي تجاهل المبادرون لفكرة أوسلو البصمة العميقة التي تركتها على المجتمع الفلسطيني. ومن ناحية أخرى، لم يأخذ الفلسطينيون في الاعتبار، أيضا، حقيقة أن المبادرين لعملية أوسلو – وعلى رأسهم اسحق رابين - لم يكونوا مستعدين بعد للموافقة على إقامة دولة فلسطينية منفصلة ضمن حدود عام 1967، بما في ذلك تقسيم القدس.
ما كان سيتم توقيع اتفاق أوسلو، لولا هذا الغموض الكامن في أساسه. وكما هو الحال في أية مفاوضات صعبة، تم تأجل القضايا الهامة إلى المرحلة الأخيرة، ولو كان يوسي بيلين ورون فونداك قد ابلغا الفلسطينيين في أوسلو حول "خطوط الحدود" لدى رابين، لكان من المشكوك فيه ان الاتفاق سيتبلور. ولو كان صائب عريقات قد شرح لمحاوريه الاسرائيليين بأن ياسر عرفات لا يستطيع التوصل إلى أي اتفاق بدون اتفاق، ولو جزئي، على حق العودة، لما كانت الحكومة قد صادقت على اتفاقات أوسلو.
هذا الغموض يعتبر مباركا أحيانا، لأنه يسمح بالتقدم. أولا، لأنه يخلق دينامية المفاوضات، التي تشمل الحوار والزيارات المتبادلة، التي تقلل إلى حد ما منحنى العداء. وثانيا، يؤدي الاتفاق المتبادل على بعض المبادئ إلى خلق ديناميكية للتحرك تساعد أحيانا على جسر المشاكل التي تبدو مستعصية على الحل، وثالثا، إن محاولة التوصل إلى اتفاق هي جزء من عملية استراتيجية للجهود الرامية إلى الاقتراب من العالم العربي.
قد يقول البعض: لماذا يجب علينا زيادة توقعات الجانب الآخر، عندما نعلم أنه من الصعب إرضاءهم؟ ولكن ينبغي النظر إلى نطاق توقعات الجانبين في منظور واسع وطويل الأجل. بن عامي محق في تحليله للماضي، ولكن اللهجة المتشائمة، بل حتى المروعة، في توقعاته للمستقبل هي مسألة مشكوك فيها بالنسبة لي. أنا أعتقد أن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق، ولكنه سيأتي عندما يفهم الجانبان أن هذا هو الشر الضروري الذي يجب قبوله.
إذا رغبنا بخلق جبهة سياسية مع الدول العربية السنية، علينا أن نعالج المشكلة الفلسطينية بشكل جدي. وإذا أردنا التوصل إلى اتفاقات مع إيران، لا يمكننا تخطي المشكلة الفلسطينية. إن التأكيد على عدم وجود حل ينبع من الشعور بالرضا الأمني لدى المواطن الإسرائيلي. ولكن كما كان الحال في حرب يوم الغفران، حيث وجد نفس المواطن نفسه وهو يكافح من أجل وجود الدولة، هكذا ستمضي السنوات، وبدون اتفاق قد تسقط إسرائيل على ركبتيها وتستجدي قيام دولة فلسطينية. لأنه لا يوجد حل حقيقي في الدولة الواحدة التي ستدير نظام فصل عنصري وتغرق في حروب لا نهاية لها.
أنا لا تتجاهل بتسلئيل سموطريتش، أوري ارييل وتسيبي حوطوبيلي. هذه مجموعة من الناس المهووسين، الذين اشتروا شقة في مبنى شاهق ويعلنون بصوت عال أنهم سيمررون حياة جميع المستأجرين، حتى يفرون من شققهم رغم إرادتهم، وتركها فارغة – لكي يرثها سموطريتش وأصدقائه. هذا لن يحدث، لأن سكان العمارة اشتروا الشقق بسعر كامل، وبعضهم يملك ايضا قسائم من الأرض، التي ورثوها عن ابائهم. وهذا لن يحدث، لأنه في لحظات الحقيقة، الجيدة والسيئة بشكل خاص، سيتغلغل الإدراك بأن هذه الطريقة قد تكون متوافقة مع "عملية الخلاص" المشكوك فيها، ولكن ليس مع وجود وترسيخ دولة إسرائيل.
نظرية التطور لدى أرنس
يكتب عودة بشارات، في "هآرتس" ان موشيه أرنس، جنتلمان السياسة الإسرائيلية، يشبه الرجل الذي يروي لليتيم كم هو جيد له، ولكن ينسى القول بأنه هو الذي قتل والديه. إذا كانت حكومة إسرائيل، التي تؤيدها يا سيد أرنس في مرات كثيرة، جيدة جدا حقا، فلتعد إلي على الأقل أراض والدي في قرية معلول، التي أمنع من الجلوس فيها طوال 70 عاما. نعم، أرنس، اهتم فقط  بأن يتم ارجاع معلول لي، واترك الحسنات في جيبك.
أرنس هو مستعمر من أسوأ نوع. انه لا يكتفي بالمأساة التي حلت بالشعب الفلسطيني، وانما يقوم بسهولة بالوعظ الأخلاقي للمحاصرين بين الدمار، حول مدى حالتهم الجيدة مقارنة بأشقائهم الذين تم طردهم عبر الحدود. في الأسبوع الماضي نشر مقالا في صحيفة هآرتس بعنوان "عرب إسرائيل والعالم العربي" (19.9). حسنا، لا بد لي من القول، ان النهج المطروح في المقالة لا يلائم شخصا لائقا. لأنه حتى إذا كان المحسن الحقيقي يعطي من أمواله للمحتاجين، يجب أن لا يتباهى بأفعاله امام من تبرع لهم، وكم بالحري حين يجري الحديث عن سارق أرض يفاخر بأعماله الصالحة.
بعد اتهام أرنس لـ"ممثليهم السياسيين، أعضاء الكنيست من القائمة المشتركة"، بالارتباط مع أي شخص يريد تدمير إسرائيل، السلاح الصدئ الذي يستخدمه اليمين الفاشي، يلصق فيهم اتهامات، تجعل الأكاذيب المعادية للسامية شاحبة امامها: "أولئك الذين يعارضون تعدد الزوجات السائد في المجتمع العربي يعارضون التدابير التي تتخذها اسرائيل لكبح الظاهرة". وفقا لأي مقياس يحدد أرنس أن تعدد الزوجات يزدهر في المجتمع العربي؟ سيما ان هذه الظاهرة المؤلمة لا تنتشر إلا في عدد محدود جدا من الأماكن، والمجتمع العربي، من خلال مؤسساته العامة والمدنية، يشن كفاحا عنيفا ضد هذه الظاهرة.
وأيضا: "أولئك الذين يعارضون قمع وقتل النساء يعتقدون أن هذه "مشكلة محلية "يجب على العرب التعامل معها. وبالنسبة للجريمة المتفشية في البلدات العربية في اسرائيل – فانهم لا يريد للشرطة معالجتها. والشعار المشترك هو إبقاء إسرائيل خارج حياتهم". حقا! ألا نريد للشرطة أن تتعامل مع القتل والجريمة لأنها مشكلة داخلية؟ ماذا، فجأة أصبحنا سوبرمانيين؟ ان مطلب العرب المطلق هو أن تقوم الشرطة بمكافحة الجريمة وعدم التعامل مع الجريمة على أنها "مشكلة محلية".
أرنس محق في نقطة واحدة: نحن نعارض الخدمة في الجيش. لا نريد لأولادنا القيام بدوريات في شوارع جنين أو مهاجنة غرف نوم إخواننا الفلسطينيين. نحن نترك هذه المتعة لأحفادك وحفيداتك، أرنس. وبالنسبة للخدمة الوطنية، يجري في المجتمع العربي نقاش عميق، محور روحه العامة هو دعم التطوع للمجتمع، ولكن ليس في الأطر العسكرية.
ونأتي لحبة الكرز! يقول أرنس "في المجتمع العربي يدور صراع بين أولئك الذين يصرون على رفض كل ما تمثله إسرائيل ودعم أعدائها، وأولئك الذين يريدون الاندماج" وأن "هوية أولئك الذين سيتغلبون في هذا الصراع ستحدد ما إذا كان العرب في اسرائيل سينضمون إلى العالم الحديث أو يتم دفعهم إلى أسلوب حياة القرون الوسطى". وايضا، ان هذا الصراع سيقرر "إذا كانوا سيصبحون حملة لشعلة الديمقراطية في العالم العربي، أو سيثبتون بأن العرب ليسوا مستعدين بعد للحياة في القرن الحادي والعشرين".
في الواقع، هذه ليست نظرية العرق التي اعتمدها النائب بتسلئيل سموطريتش، لا سمح الله. هذه نظرية داروين للتطور، وإذا لم نسارع الى تبني ما "تتبناه إسرائيل"، سنبقى عالقين في العصور الوسطى. بكياسته، لم يجعلنا أرنس عالقين في أيام الانسان القديم. كيف قال دافيد ليفي، وزير الخارجية سابقا، عن المعاملة العنصرية من قبل زملائه: "كنت في أفواه بعض أعضاء الليكود قردا، نزل للتو عن الأشجار".
20 عاما على محاولة اغتيال مشعل: الاخفاق والدروس
يكتب يوآب ليمور، في "يسرائيل هيوم"، انه يمكن الافتراض بأنه ستتاح الفرصة لخالد مشعل اليوم لاحتساء كأس. فالتقاليد الإسلامية، التي لا يحرص عليها على أية حال، لن تمنعه بالتأكيد من الاحتفال بعيد ميلاده العشرين، أو بالأحرى بمرور 20 عاما على اليوم الذي ولد فيه من جديد.
مشعل يدين بحياته لثلاثة عوامل: إلهة الحظ، عملية الاجراءات المهملة وعدم احتراف رجال الموساد، وليس بالضرورة حسب هذا الترتيب. الجزء الأول يتعلق بعدة عوامل عشوائية انضمت إلى بعضها البعض في لحظة الحقيقة - حقيقة سفر اولاده معه في ذلك الصباح في السيارة، وأن ابنته خرجت بعده وفاجأت القاتلين؛ ووجود أحد نشطاء حماس، المتخرج من المجاهدين في أفغانستان، والذي حارب القاتلين، أدى إلى تأخيرهما وتشويش خطة هربهما؛ والكفاءة المفرطة للشرطي الأردني المحلي الذي أخذ القاتلين إلى مركز للشرطة، بهدف انقاذهما، فتم هناك استجوابهما وكشفهما واعتقالهما.
ويتعلق الجزء الثاني بالقيادة. لقد تمت المصادقة على العملية تحت الضغط في اعقاب هجومين اوقعا الكثير من الاصابات في القدس، ما جعل القيادة السياسية برئاسة رئيس الحكومة نتنياهو تسعى الى "الرد" الفوري. وخلال المناقشات، طرح اسم مشعل وتمت الموافقة على العملية، على الرغم من أن المعلومات عنه كانت ضئيلة، وخاصة - على الرغم من أن التنفيذ سيتم في الأردن، الذي كان يفترض ان تكون عتبة الحساسية مرتفعة بشأنه، بشكل خاص، نظرا للعلاقات الخاصة بين البلدين. في التحقيقات اللاحقة، اتضح أن العديد من الأطراف (بما في ذلك وزراء الحكومة) لم يشاركوا في عملية صنع القرار، بينما الآخرين، مثل وزير الأمن ورئيس الأركان ورئيس الشين بيت، الذين عرفوا بأنه تم تحديد مشعل كـ"هدف"، لم يتم اطلاعهم على اطلاق العملية، ولم يتم اشراكهم إلا بعد تعقد عملية الاغتيال.
أما الجزء الثالث فيتعلق بالعمل المهني لقسم للعمليات (قيسارية) في الموساد - كيفية يتم جمع المعلومات الاستخبارية، وما هي الوثائق والتغطية التي يتم استخدامها، وكيف يتم الإعداد لمثل هذه العملية وما هي الشروط المطلوبة لتنفيذها او وقفها. وقد تناولت اللجان الداخلية في الموساد هذه المسألة بشكل مكثف، ووجدت سلسلة طويلة من الإخفاقات، التي شكلت سببا لتبادل الاتهامات البغيضة داخل الموساد، فضلا عن إنهاء مهام جميع كبار المسؤولين تقريبا عن هذه القضية في غضون أشهر قليلة.
كان من المفترض أن تصبح الدروس المستفادة من فشل الاغتيال بمثابة قواعد حديدية في كل عملية صنع قرار مماثل - على المستوى السياسي وعلى المستوى التنفيذي. ولا يكمن السبب فقط في النتائج المباشرة للاغتيال الفاشل؛ فقد كانت لهذه العملية عواقب بعيدة المدى، بعضها سيبقى مخفيا إلى الأبد، وكان من الممكن منعها لو تم العمل بشكل مناسب قبل العملية وخلالها وبعدها.
لقد دفعت اسرائيل على الفور ثمنا للإفراج عن طاقم الاغتيال تمثل بإطلاق سراح الزعيم المؤسس لحركة حماس، الشيخ ياسين (الذي اغتيل بعد سبع سنوات) وعشرات الأسرى الاخرين، وفي حدوث ازمة دبلوماسية مع كندا التي استخدم القاتلين جوازي سفر تابعين لها، وادت، بشكل خاص، الى ضرر كبير للعلاقات مع الأردن، والتي تم انقاذها فقط بفضل القرار العاجل بتسليم الأردنيين المصل الذي أنقذ حياة مشعل، بل أكثر من ذلك، بفضل العلاقات الممتازة لافرايم هليفي مع الملك حسين. من المشكوك فيه ان اسرائيل تتمتع اليوم بعلاقات مماثلة، في الجهود التي تبذلها لإعادة ترميم العلاقات مع الأردن بعد مقتل اثنين من المدنيين على يد حارس السفارة.
لكن الضرر على المدى الطويل كان أكبر. فجهاز الموساد، الذي تم تعيين هليفي لرئاسته، شهد كنتيجة مباشرة وغير مباشرة لمحاولة الاغتيال ركودا في العمل استمر لسنوات، ولم يتجدد العمل إلا خلال فترة مئير دغان. في المقابل، حظيت حماس بالراحة، وتحول مشعل نفسه الى شخصية شهيرة في عالم الإرهاب وشخصية رئيسية في المنظمة. وقد يكون انهاء ولايته كرئيس للمكتب السياسي، هذا العام، مجرد مهلة مؤقتة في مسيرته المهنية، نظرا لطموحه غير الخفي الى خلافة أبو مازن في رئاسة السلطة الفلسطينية.
بعد 20 سنة، يتساءل المرء عما إذا تم استخلاص الدروس فعلا. على مستوى العملية، فان الجواب إيجابي بالتأكيد، على الرغم من عدم وجود شهادات تأمين في هذا النوع من العمل (على سبيل المثال، قضية مبوح، التي تنسب إلى الموساد)، وبالنسبة للقيادة السياسية، لا تزال علامات الاستفهام كما هي – خاصة في كل ما يتعلق بمراقبة التنظيمات وترتيب العلاقات داخلها.  في ظل المنطق الذي يقول انه ستجري عمليات مشابهة في المستقبل، ايضا - وعلى افتراض أنه لا توجد نية للاعتماد فقط على الحظ – فان نجاحها سيعتمد على اجراءات صنع القرار المنظمة والحرص على السلوك العملي – الاستخباري الصحيح.
عدو الفلسطينيين
يكتب بن درور يميني، في "يديعوت احرونوت"،  ان مأساة العرب الإسرائيليين تتجسد بشخصيات مثل حنين الزعبي، رائد صلاح ومحمد بكري. لأنه وفقا لجميع الاستطلاعات التي يجب ذكرها مرارا وتكرارا، فإن معظم العرب الإسرائيليين مواطنون مخلصون. معظمهم يؤيدون حل الدولتين للشعبين، معترفين، بشكل مباشر وضمني، بأن إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية؛ وتزداد نسبة التطوع في الخدمة المجتمعية والوطنية بين الشباب، على الرغم من المعارضة المحرضة للقيادة السياسية؛ وبالإضافة إلى ذلك، فان 55٪ من العرب الإسرائيليين، وفقا لمعهد الديمقراطية الإسرائيلية، "فخورون بأنهم إسرائيليون".
هذا الوضع يزعج مثيري الصراع والاشتباك مثل بكري، الذي بذل كل جهد ممكن لخلق الانطباع المعاكس. فيلمه "جنين، جنين" تم الاعتراف به رسميا كدعاية كاذبة. ولكن شخص مثل بكري لا يتوقف. لقد ذهب بعيدا حتى لبنان لعرض أفلامه التي تم انتاجها "تحت سلطة الاحتلال". هناك لا يحتاجون للتحريض ضد إسرائيل. ولكن بكري ذهب لكي يصب المزيد من الوقود على لهيب الكراهية.
هناك تيار في العالم العربي يدعم السلام والمصالحة. وعلى خلفية ما يحدث في سورية وليبيا واليمن والعراق، يفترض ان يكون من الواضح بالفعل أن الصهاينة ليسوا العدو وانما الإسلاميين، السنة أو الشيعة. ومن بين جميع التيارات، اختار بكري إجراء مقابلة معه في صحيفة متماثلة مع حزب الله ليك يبث الرسالة: "تطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني - خيانة".
بالذات في لبنان؟ حتى لو بذلت إسرائيل جهدا، وهي لا تفعل، فإنها لن تصل إلى عشر القمع والقتل الذي عانى ويعاني منه الفلسطينيون من قبل لبنان أو قوات حزب الله في سورية. لأن لبنان يمارس سياسة رسمية للفصل العنصري. ولا يحق للفلسطينيين استغلال الخدمات الصحية في الدولة، ولا حق لهم في امتلاك الممتلكات، ويخضعون لقيود تمنعهم من العمل في قائمة طويلة من المهن.
منذ عدة عقود، يعيش أحفاد الفلسطينيين في لبنان دون ان يحظوا بالجنسية. ولكي نكون أكثر دقة، يجدر القول بأن المسيحيين والشيعة، الذين جاءوا في أعقاب النكبة، حصلوا فعلا على الجنسية. ولكن ليس السنة، الذين هم الغالبية العظمى. هؤلاء واولئك لم يبقوا فلسطينيين بل اصبحوا لبنانيين بكل ما يعنيه الأمر. لكن من الدرجة المتدنية. ويشير تقرير صدر عام 2010 بأن 56 في المائة منهم عاطلون عن العمل، كما أفاد تقرير صادر عن مفوضية الأمم المتحدة في العام الماضي بأن وضعهم ازداد سوءا منذ ذلك الحين.
مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني وصف الفلسطينيين بأنهم "قمامة غير مرغوب فيها" وفي هذه الأيام يستكمل لبنان بناء جدار الفصل حول مخيم عين الحلوة للاجئين. لأن هذا ما سيتم عمله لـ"الإخوة" غير المرغوب فيهم، على الرغم من أنهم أبناء العائلات ذاتها، وابناء الدين نفسه، وابناء اللغة والثقافة ذاتها. والنتيجة هي تعاسة كبيرة.
وفقا لكل مَعلم ممكن، فإن وضع العرب تحت الحكم الإسرائيلي - داخل الخط الأخضر وخارجه - أفضل بكثير من وضع إخوتهم في لبنان. لقد زار بكري مخيمات اللاجئين بالقرب من بيروت ورأى الفقر والبؤس هناك، لكنه أرسل التحريض ضد إسرائيل. هذه هي طريقة الدعائيين. أنهم ينمون الخداع، وخاصة أسوأ الأحابيل - الخداع الذاتي.
لقد وصل بكري إلى لبنان لحضور مهرجان "أيام فلسطين" المخصص له ولأنشطته. هذه هي الدولة التي يعتبر وضع الفلسطينيين فيها هو الأسوأ في العالم، وليس نتيجة لأزمة مؤقتة، ولكن كمسألة سياسة، ولكن فلتذهب الحقائق إلى الجحيم. انه لم يذهب إلى هناك لتحسين حالة أخوته. بين العمل من أجل الرخاء الفلسطيني والتحريض ضد إسرائيل، يختار بكري، تماما مثل حماس، التحريض. هذا ما المهم – وليذهب الفلسطينيون الى الجحيم.
وزيرة الثقافة ميري ريغف مخطئة في مطالبتها بالتحقيق ضد بكري. هذا هو بالضبط ما يريده. هكذا، تماما هكذا، سيصبح قديسا معذبا. لا حاجة لتوفير هذه المتعة له. علينا عرضه كعدو للفلسطينيين، لأنه هكذا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالأربعاء 27 سبتمبر 2017, 6:00 pm

27.09.2017


مقالات
عملية هار أدار تتحدى تصور الجيش الإسرائيلي المعارض للعقاب الجماعي.
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان الهجوم الصعب الذى وقع امس (الثلاثاء) واسفر عن مصرع ثلاثة من رجال الامن الاسرائيليين على بوابة هار ادار، أعاد الى النقاش الخلاف الذي اشغل القيادتين السياسية والامنية في اسرائيل على مدى العامين الماضيين، منذ اندلاع الموجة الاخيرة من الارهاب في تشرين اول 2015. ويتعلق النقاش بالخطوات التي يجب اتخاذها للحد من الهجمات، وما اذا كان يمكن لها ان تشمل العقاب الجماعي ضد السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية. وحتى لو قررت الحكومة أخيرا عدم الانحراف عن سياستها الحالية، فإن ذلك سيلزم إعادة النظر في إجراءات الفحص الأمني التي يديرها جهاز الأمن العام (الشاباك)، والتي سمحت للإرهابي بالوصول إلى بوابة مستوطنة إسرائيلية مجاورة للخط الأخضر.
على مدى العامين الماضيين وقع أكثر من 400 هجوم ومحاولات طعن ودهس وإطلاق للنار، تم تنفيذ 50 منها في القدس و15 داخل الخط الأخضر. ومن بين مرتكبي هذه العمليات، لم يكن هناك سوى واحد يحمل تصريح عمل في إسرائيل، فيما كان إرهابي آخر (قتل اثنين من الإسرائيليين في مبنى بانوراما في تل أبيب) يحمل تصريحا مؤقتا انتهى مفعوله. هذه الحقيقة خدمت المؤسسة الأمنية في تبرير سياستها طوال فترة التوتر.
لقد تم الادعاء بأن خطوات العقاب الجماعي، تزيد فقط من دوافع الهجمات. ولا فائدة من الغاء تصاريح العمل لأن الفلسطيني الذي يحمل تصريحا يفضل التركيز على اعالة أسرته. ومن شأن استمرار العمل في إسرائيل والمستوطنات في الضفة الغربية، بل وتوسيع نطاقها، أن يساعد على الفصل بين أغلبية السكان الفلسطينيين ودائرة منفذي العمليات، الصغيرة نسبيا.
وقاد هذا النهج رئيس الأركان غادي ايزنكوت، ومنسق العمليات في المناطق، الجنرال يواف موردخاي، غالبا بدعم جزئي معين من الشاباك والشرطة. وقد اعتمد وزير الأمن السابق موشيه يعلون هذه السياسة بالكامل. لكن خليفته، أفيغدور ليبرمان، شكك بها خلال الأشهر الأولى له في منصبه، لكنه تقبل في النهاية موقف الجيش. من وقت لآخر، كما حدث بعد الهجوم الذي وقع في مركز شارونا في تل أبيب، والذي قتل فيه أربعة مدنيين في حزيران الماضي، يجري استخدام العقاب الجماعي لفترة محدودة ضد البلدة التي يخرج منها الإرهابيون. ولكن الحواجز والمضايقة كانت تتوقف بمجرد أن يفقد الجمهور الإسرائيلي الاهتمام بما يحدث.
المخرب الذي نفذ الهجوم في هار أدار يتحدى هذا المفهوم. لقد كان هذا الشخص، محمود الجمل، يحمل تصريح عمل في المستوطنات. وعقب الهجوم مباشرة، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه ملتزم بثلاثة أشياء: هدم بيت المخرب، محاصرة قريته، وسحب تصاريح العمل من أسرته الواسعة. هذا يبدو وكأنه شبه دليل للعقاب الجماعي وفقا للقانون الدولي. وهرع للانضمام الى نتنياهو وزراء ونواب كنيست من الائتلاف، والذين يتنافسون كالمعتاد على نشر التهديد بتدابير قاسية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
في هذه الأثناء، لا يغير الجيش الإسرائيلي توصيته المهنية: في الوقت الحالي، يعتبر الهجوم حادث موضعي، ولا يوجد سبب لمعاقبة مئات الآلاف من الفلسطينيين لفترة طويلة - وأي تحرك من هذا القبيل سيزيد فقط من خطر التدهور. ويستدل من تجربة الماضي، انه عندما يصر الجيش على موقفه بشكل كاف، يميل السياسيون إلى التراجع. ولكن السياسة طويلة الأجل تعتمد أساسا على حجم الإرهاب، وإذا لم تتطور موجة من الهجمات المستوحاة من حادثة هار أدار، فإن المطالب بالعقوبة واسعة النطاق سوف تتبدد وسوف يتلاشى الخلاف.
بالمقارنة مع المخربين في العامين الماضيين، يعتبر الجمل استثنائيا قليلا، بسبب جيله الكبير نسبيا (37 عاما) وبسبب حالته العائلية (متزوج وأب لأربعة). الظروف التي قادته الى العملية أقل شاذة. فالمخرب ليس عضوا في أي منظمة، وانما تصرف بمفرده بعد أزمة عائلية. لقد فرت زوجته إلى الأردن بعد أن ادعت بانه يضربها. وانتقاما منها، قرر مهاجمة اليهود بالذات.
يتعين على الشاباك والمخابرات العسكرية توضيح سبب عدم ظهور اسمه كشخص لديه محفزات القيام بهجوم، في ضوء مراسلاته مع زوجته التي سبقت الحادث. هذا يبدو كإهدار فرصة للمرة الثانية خلال قرابة شهرين. المخرب الذي قتل ثلاثة من أبناء عائلة واحدة في مستوطنة حلميش، نشر "وصية على الفيسبوك"، لم يتم اكتشافها في الوقت المناسب. وفي كل شهر يجري اعتقال عشرات الاشخاص في المناطق على خلفية نشاط على الشبكات الاجتماعية يشهد على نوايا مزعومة لتنفيذ هجمات. هذه الطريقة بعيدة عن كونها مُحكمة، كما يتبين من الهجومين.
نتيجة الهجوم على هار أدار ليست مأساوية فحسب، بل لا تطاق، أيضا، من الزاوية العملية. يمكن وصف حقيقة نجاح مخرب واحد، يتسلح بمسدس فقط وبدون خبرة سابقة، بقتل ثلاثة من الحراس المسلحين واصابة رابع، كتحقيق لسيناريو ذو احتمالات إحصائية منخفضة. ومن المرجح أن يشير أيضا إلى الإخفاقات في جاهزية الحراسة هناك. ويمكن لهذه الإخفاقات أن ترتبط بالازدحام الزائد عن المطلوب لأفراد الأمن، والانتشار غير الصحيح (من المفترض أن يغطي الحراس على بعضهم البعض من مسافة معينة، من خلال تغطية "المخاطر" من اتجاهات مختلفة)، أو ربما يرتبط الامر بمشكلة في حالة التأهب أو رد لم يكن سريعا بما يكفي.
القوة التي تعرضت للهجوم لم تكن عضوية (موحدة)، بل شملت شرطيا من حرس الحدود، واثنين من حراس الأمن من شركة مدنية، ومنسق الأمن في المستوطنة، الذي أصيب بجروح خطيرة جراء إطلاق النار. هذا الدمج ايضا، من تنظيمات مختلفة، يكون في بعض الاحيان فاتحة للمشاكل. كل هذه الجوانب تلزم الان اجراء تحقيق عميق من قبل قوات الأمن.
هناك مسألة أخرى تتعلق بآثار الحادث على القدس والضفة الغربية. في بعض الأحيان، يولد النجاح التنفيذي للإرهاب (الذي يقاس بجانبين مترابطين - القتل واهتمام وسائط الإعلام) موجة من المقلدين. الظروف هذه المرة مثيرة للقلق بسبب فترة اعياد تشرين التي تحمل معها توترا مستمرا في جبل الهيكل (الحرم القدسي)، والتخوف الفلسطيني من أن حكومة ترامب ليست جادة في عملية السلام واجواء شفق سلطة محمود عباس.
في صيف عام 2015، عرضت المخابرات العسكرية على القيادة السياسية تحذيرا استراتيجيا بشأن اشتعال محتمل في المناطق، ولكن المواجهة لم تمتد إلى أبعاد كبيرة، خاصة بسبب الرد الإسرائيلي المتوازن نسبيا - من منع العقاب الجماعي وحتى الأداء الفعال للجنود والشرطة على الساحة. تحذير شعبة الاستخبارات لم يتغير في هذا الخريف ايضا. إن حقيقة تقليص التنسيق الأمني بين إسرائيل وقوات الأمن الفلسطينية إلى حد كبير منذ أزمة تموز الأخيرة في الحرم القدسي، لا تسهم في التفاؤل.
مراسم سياسية رخيصة
يكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية سابقا، ايهود براك، في "هآرتس" ان الاحتفال الذي سيقام (اليوم) في غوش عتصيون بمناسبة الذكرى السنوية الخمسين لعودتنا إلى كل أرض إسرائيل، مهد ميلادنا كأمة وكحاملين لرسالة عالمية، هو كل شيء باستثناء كونه مراسم رسمية. هذا حدث تم تصميمه كمحاولة سياسية رخيصة وسافرة من قبل اليمين، للاستيلاء على إنجازات حرب الأيام الستة ومحبة الأرض، ولتذهب الحقيقة والحقائق إلى الجحيم.
المراسم الرسمية كانت ستؤكد عوامل الوحدة والاتفاق، وليس العوامل المسببة للتمزق والفصل، ان لم نقل المحرضة. المراسم الرسمية كان يجب ان تعكس مساهمة جميع تيارات الشعب في إنجازات الاستيطان في يهودا والسامرة، بل حتى الخلافات المشروعة حول الأهداف والطرق.
المراسم الرسمية كانت ستشير إلى أن الاشخاص الذين قاموا ببناء الجيش الإسرائيلي وقادوا حملة تحرير أجزاء من البلاد هم اسحق رابين وحاييم بار ليف وموطي غور وغيرهم (الذين تحولوا فيما بعد إلى "يساريين" معاذ الله) وان الذي أنشأ وقاد الاستيطان، طوال عقد من الزمان، ولاعتبارات أمنية بشكل خاص، كان حزب المعراخ الأكثر مكروها.
المراسم الرسمية كانت ستحضر الى منصة المهنئين الجنرال (احتياط) إلعاد بيلد، الرجل الذي قام وهو في سن الحادية والعشرين من عمره، حين كان قائدا لفرقة بلماح، بتحرير صفد، وحين بلغ الأربعين من عمره، وكان قائدا للفرقة 36، بتحرير كل السامرة. رجل عمل حكيم ومتواضع لم يطالب ابدا "بالتصفيق" له، ولم يتذمر أبدا من "التغطية الإعلامية بنسبة صفر" لإنجازاته، ولكنه ساهم في تحرير يهودا والسامرة أكثر من جميع المهنئين والضيوف في الحفل. وكانت ستحضر دالية رابين، ابنة رئيس اركان النصر ومهندس السلام اسحق رابين، الذي قتل بأيدي ملعون تم تحريضه من اليمين المتطرف. وكانت ستحضر يتسحاق هرتسوغ، رئيس المعارضة ونجل رئيس شعبة الاستخبارات ورئيس الدولة السابق، حاييم هرتسوغ، الذي أزال من خلال ظهور مميز على شاشة التلفزيون، الذي دخل لتوه الى العالم، مخاوف الجمهور قبل وخلال الحرب، وكان اول حاكم للقدس الموحدة. وكانت ستحضر هيلا العزار كوهين، الابنة البكر للجنرال دافيد العزار، الذي طالب منذ اليوم الاول للحرب، وقاد في يومها الرابع احتلال هضبة الجولان بشكل عاصف.
المراسم الرسمية كان يجب أن تجسد بوضوح رؤية "خطة ألون" والمنطق الداخلي لمفهوم "الكتل الاستيطانية" وإنشاء الأحياء اليهودية في القدس الشرقية، إلى جانب المستوطنات على طول نهر الأردن - كمقياس للتوقعات الأمنية الرصينة والمتفق عليها من قبل كل الجمهور- ولا تطمس عمدا الفارق الحاسم بين الكتل الاستيطانية التي تضم 80 في المائة من المستوطنين في يهودا والسامرة ونتفق جميعا على قيمتها للأمن، وبين المستوطنات المعزولة التي يرى حتى رؤساء المستوطنات بأن ميزتها لا تكمن في اسهامها بالأمن وانما في كونها تحقق "وصية توطين البلاد".
مراسم كهذه لن تتم، لأن الهدف هو ادعاء الاعتماد، والتمزيق والادعاء عن طريق طمس الخط الذي يفصل بين ما هو مشترك لنا جميعا - الأمن أولا، سلامة الشعب تسبق سلامة الأرض وقيم إعلان الاستقلال – وبين ما يخدم أجندة قومية ومظلمة، موبوءة بالتبشيرية التي تهدد مستقبلنا جميعا.
القصة العجيبة لعودتنا إلى صهيون واستيطاننا في الأجزاء الحيوية من الوطن لضمان مستقبلنا هي استمرار القصة الفخورة للقومية الإسرائيلية. هذه القصة يتم استبدالها في وعي قادة اليمين بالرؤية الجنونية "للدولة الواحدة" التي سترافقها حرب أهلية متواصلة و"فصل عنصري يهودي" أو أغلبية عربية. هذه رؤية تركز اليوم على محاولة إحباط أي فرصة للتوصل إلى اتفاق يترافق بالأمن في المستقبل، بواسطة المستوطنات المعزولة، وهذه وصفة كارثية لا بد من وقفها.
ولذلك، يقف الحق الى جانب أولئك الذين يقولون: نحن فخورون بدورنا في العودة إلى جميع أراضي البلاد وبالمشروع الاستيطاني الحيوي لأمننا. وفي الوقت نفسه، نرفض المحاولة الرخيصة والمحرجة للادعاء السياسي بأبوة جانب واحد من النسيج السياسي للإنجاز، من خلال الطمس المتعمد للفرق بين "لا خيار"، لحظات الوحدة العجيبة والعمل الصهيوني العظيم الناجم عنها، وبين القومية المظلمة التي أثارت رؤية تبشيرية للمشروع الصهيوني بأكمله.
عملية غير عادية وحلول محدودة
يكتب يوآب ليمور، في "يسرائيل هيوم" ان العملية في هار أدار تواصل الاتجاه المألوف في السنوات الثلاث الأخيرة للإرهاب: عمليات منفردة، تحركها في الأساس أسباب شخصية، واختيار قتل الإسرائيليين كمسار سريع ومضمون لنيل "البطولة" في الشارع الفلسطيني.
تحقيق الشاباك يدل على أن نمر محمود أحمد جميل لم يكن مختلفا في هذا الصدد عن مئات المخربين الذين سبقوه. على خلفية مشاكل صعبة في بيته - الغيرة على زوجته وضربها، ما جعلها تهرب إلى الأردن وتتركه مع أطفالهما الأربعة – قرر وضع حد لحياته. ولكن بدلا من انهاء حياته كشخص غير معروف، اختار طريقة أخرى – ستدخله الى البانتيون الفلسطيني، وكما يبدو ستضمن أيضا مخصصات لأرملته وأطفاله.
ما من شك في عدم وجود علاقة للسلطة الفلسطينية بالهجوم أو بالمخرب؛ ومن المعقول أيضا الافتراض بأن قادتها يتحفظون في غالبيتهم من العملية، من خلال ادراكهم لتداعياتها. لكن الدعم الكبير الذي يقدمونه هم والسلطة للإرهاب – من خلال التحريض، وعدم الإدانة، وتمويل عائلات الأسرى والموتى - يساعد الكثير من المخربين على اتخاذ قرار بالسير على طريق الإرهاب، وهم يعرفون بأنهم يشترون بذلك مكانتهم وكرامتهم.
الجهاز الامني الإسرائيلي احتاج الى وقت طويل للرد على هذه الظاهرة. وفقط من خلال المزج بين الدفاع القوي (في منطقة يهودا والسامرة الخاضعة لقوات الجيش الإسرائيلي وفي القدس الخاضعة للشرطة)، والتدابير الأمنية، والتعاون الوثيق مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية (الذي توقف بعد أحداث البوابات الالكترونية في الحرم القدسي)، والجهد التكنولوجي، نجح في تقديم رد أدى إلى خفض كبير في عدد الهجمات الفردية. وبرز بشكل خاص العمل على الشبكات الاجتماعية، الذي أتاح التعرف على الشبان الذين خضعوا للتطرف وتركوا وراءهم علامات يمكن رصدها وإحباطهم قبل الشروع في الهجوم.
في هذا الجانب، كان المخرب من هار أدار مختلفا. ليس شابا، ليس ناشطا بشكل خاص في الشبكات الاجتماعية، وعموما لا يستجيب للملف الشخصي للمخرب العادي. بل على العكس من ذلك، كان جمال بالغا (37 عاما)، متزوجا وأب لأطفال، وبدون خلفية أمنية، ولهذا حصل أيضا وبشكل متواصل على تصاريح عمل في إسرائيل. وليس من المستبعد أن يكون بعض الأشخاص الذين قتلهم يعرفونه، أو على الأقل يميزون وجهه: فخلال سنوات دخل وخرج من هار ادار، وكان تقريبا يعتبر ابن البيت لدى مختلف جيرانه- أصحاب العمل.
التحقيق في الهجوم يجب ان يتعقب دوافع المخرب، والتحقق من أين حصل على المسدس، وإذا كان لديه شركاء أو علامات كان يمكن الكشف عنها مقدما، وبالتالي اعتقاله قبل خروجه لتنفيذ العملية. كما يجب ان يشمل القسم الاخر من التحقيق، فحص مستوى يقظة حرس الحدود وحراس الأمن عند بوابة المستوطنة، هل كانوا يرتدون سترات واقية، وما هي المسافات التي فصلت بينهم، وهل كانوا يعرفون العمال الفلسطينيين، وبالتالي تساهلوا في فحصهم، ومتى شخصوا الخطر الكامن في المخرب، وكيف ردوا.
تحدد القاعدة الحديدية في العالم الأمني أن الرصاصة الأولى التي يطلقها العدو ستكون الأخيرة ايضا، لأن المدافع سيرد بعدها - ويحبطه. لكن جمال تمكن من قتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة الرابع – ظاهرا تبدو النتيجة التنفيذية سيئة، وقد تتطلب تغيير الإجراءات أو السلوك، وبالتأكيد تشكل تذكيرا مؤلما للعامة بأن العدو الأكبر لحارس الأمن هو الروتين.
إذا تم الآن اجراء تغيير في الإجراءات - خاصة لمنع حدوث موجة محتملة من المقلدين، في الأيام المشحونة في كل الأحوال، خلال فترة الاعياد اليهودية في تشرين – فإن هذا سيسبب الضرر، أولا، بـ 130،000 فلسطيني يعملون في إسرائيل. الجهاز الأمني يصر على مواصلة تجنب العقاب الجماعي، ايضا، لأن الإحصاءات (التي تصدعت بالأمس) تقول ان كل من يعمل ويكسب سيبتعد عن الإرهاب لأن لديه ما يخسره، ولأن هذا التعايش الاقتصادي هو الجسر الوحيد الذي لا يزال يربط الإسرائيليين والفلسطينيين.
عشية الهجوم، فحصت إسرائيل، تحت ضغط أمريكي، إمكانية زيادة عدد تصاريح العمل للفلسطينيين. ومن المرجح أن يتم تجميد هذه الخطوة الآن، على أساس التفسير الذي يقول انه لا ينبغي مكافأة الإرهاب.
ولكن على المدى الطويل، سوف يطلب من إسرائيل مرة أخرى عمل ذلك في ضوء المخاوف من أن الوضع الاقتصادي الصعب في الضفة الغربية، إلى جانب ارتفاع البطالة، سيدفع بالمزيد من الفلسطينيين إلى دورة التحريض والكراهية والإرهاب التي جبت ثمنا باهظا في هار ادار، امس.
البوابة الخلفية
يكتب ناحوم برنياع في "يديعوت احرونوت" ان العملية التي وقعت يوم امس، في هار ادار لم تقوض الشعور بأمن سكان المستوطنة، فقط، وانما، وربما في الأساس، طرحت علامة استفهام حول عدالة الطريق.
هار أدار هي بلدة فلل جميلة، من الطبقة المتوسطة-العالية، الهواء جيد، المشهد جميل، هدوء أولمبي، كل ما يدخل تحت عنوان "جودة الحياة". وقد طورت المستوطنة منظومة علاقات مكثفة مع ثلاث قرى فلسطينية مجاورة، بدو، وبيت سوريك، وقطنة، وقرية عربية واحدة داخل إسرائيل، أبو غوش.
وكان أساس التعاون اقتصاديا، ولكنه وصل إلى أكثر من ذلك، إلى التعارف والصداقة والشعور بالتواجد في المنزل. ظاهريا، تحققت في هار ادار رؤية جابوتينسكي: "هناك سيرتوي بالوفرة والسعادة، ابن العربي، وابن المسيحي وابني". حتى صباح أمس.
توجهت يوم امس الى ساحة العملية، الى البوابة الخلفية للمستوطنة. على عرض الشارع اقيم حاجز حديدي اصفر اللون، ومن خلفه مسار مسيج وغرفة يجري فيها يوميا فحص العمال. عدة عشرات من الأمتار تفصل بين سياج وسياج – السياج الامني من جهة، وسياج المستوطنة من جهة اخرى. بناء السياج الأمني ابعد هار ادار عن المناطق، وضمها، في الوعي على الأقل، الى الخط الأخضر.
في السنوات الأولى كانت البوابة الخلفية هي البوابة الأمامية: لم تكن هناك طريق للوصول الى المستوطنة او الخروج منها الا عبر قرية بدو في الضفة الغربية. عندما كنا نريد لسع الأصدقاء الذين بنوا بيوتهم هناك، كنا نقول لهم: انتم تقيمون في بدو العليا.
كانوا يشعرون بالإهانة. في هار ادار يقيم زميل من الجيش، خبير كبير في معرفة البلاد، والذي يصر في كل محادثة على ان بيته المجاور لخط الدوريات القديم، بيته فقط، يقع في الجانب الصحيح من الخط الأخضر. هذا التمييز مهم جدا بالنسبة له. عندما يقوم احد الاعلاميين بنعت هار ادار بأنها "مستوطنة"، يتفاجأ السكان: انهم لا يعرفون انهم مستوطنون. بعد سنوات من النضال، بالإضافة الى الانتفاضتين، تمكنوا من الانفصال عن المجلس الاقليمي بنيامين، مجلس المستوطنين الايديولوجيين، الذين يعتمرون القبعة المزركشة، والانضمام الى الخط الاخضر. الارتباط الوحيد الذي بقي لهم مع المناطق هو البوابة الخلفية، بوابة العمال.
كروم الزيتون التابعة لقرية بدو تمتد داخل سياج هار ادار. المزارعون يجتازون الحاجز ويعملون في اراضيهم بدون ازعاج. كروم العنب تمتد على طول المدرجات، عناقيد العنب التي تتدلى منها سوداء وحلوة.
لافتة بجانب الحاجز تطلب من أصحاب الكلاب عدم تلويث كروم بدو: "هنا ليست مراحيض"، كتب على اللافتة.
في كل يوم، يصل الى هار ادار 200 عامل فلسطيني، غالبيتهم من بدو ومن بيت سوريك، وقلة من قطنة. هار ادار بحاجة لهم، لأن الفلل كبيرة، والاولاد تركوا البيت، وصيانة الحديقة والبيوت تطالب بمن يهتم بها.
يوم امس، عصفت مجموعات الووتس آب في البلدة. كان هناك من طالبوا بوقف دخول العمال الفلسطينيين الى المستوطنة. وكان من سعوا الى التهدئة. وقال اخرون، ليس مهما ما كتب على الشبكة، في الحياة الحقيقية لا يمكن لنا العيش من دونهم. هكذا اعتقدوا في قيادة الجيش والشاباك، ايضا: رغم العملية، يجب مواصلة ادخال العمال. هذا جيد للأمن.
لقد فهموا في القيادة المركزية أن القرى المجاورة لمستوطنة هار أدار تتطلب العلاج: يوجد فيها عداء أكثر مما تكهنوا به من قبل. في فترة ما بعد الظهر أحضرت رافعة الكتل الخرسانية؛ منذ الآن سيبدو الحاجز مختلفا، تماما مثل حاجز في مستوطنة.
مؤلم، ولكن موضعي
يكتب يوسي يهوشواع، في "يديعوت احرونوت" ان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، الجنرال هرتسي هليفي، طرح مؤخرا التحذير الاستراتيجي من انفجار في الساحة الفلسطينية، لكن ذلك جاء بالذات ليركز على الضائقة الإنسانية في قطاع غزة. التحذيرات القائمة لم تشر إلى احتمال وقوع عملية في هار ادار، ولذلك فان التقييم لم يتغير من ناحية الجيش: هذا حدث مؤلم، لكنه موضعي.
ومع كل الحزن والثمن الباهظ الذي تم دفعه، يجب ادراج هذا الهجوم في السياق الصحيح، لأنه ليس من المؤكد أنه يتطابق مع التغيرات الأساسية التي تحدث على الساحة الفلسطينية. حتى لو بدا وكأنه حدث محلي قد يؤدي إلى ظهور المقلدين، يجب أن نتذكر أننا شاهدنا مثله في أكثر من مرة خلال العامين الماضيين.
مرتكب الهجوم، نمر محمود أحمد الجمل، لا يفي بتعريف الإرهابي "الكلاسيكي"، ولا الذئب الوحيد الذي يستلهم العمل من المنظمات الإرهابية. وبما أنه حصل على تصريح عمل، فقد أثيرت المسألة في العناوين الرئيسية، أمس، ولكن هذا هو المكان للتوضيح: حتى من دون تصريح كان يمكنه التجوال في يهودا والسامرة وتنفيذ هجمات.
وينبغي أن نتذكر ايضا: أن السياسة التي توسع منح تصاريح العمل - حتى في أوقات تصاعد العنف - أثبتت نفسها في موجة الارهاب الحالية، ولم ينفذ سوى عدد قليل من حملة تصاريح العمل، عمليات. كما ان سياسة التمييز بين السكان المدنيين والإرهاب تبدو ناجحة حتى الآن، وساعدت على خفض مستوى الإرهاب. ومن بين أكثر من 450 محاولة هجوم، تم تنفيذ عمليتين فقط من قبل حاملي التصاريح، أحدهما كان يحمل تصريح عمل دائم، والآخر مؤقت.
ومن هنا الى الجانب التنفيذي: من وجهة نظر الاستخبارات، يجب الاعتراف بأن جهاز الأمن العام والمخابرات العسكرية لا يستطيعان فعلا العثور على إرهابي محتمل مثل الجمل، الذي كان أبا لأربعة، عمره 37 عاما، ومن دون خلفية أمنية، وقرر تنفيذ هجوم بعد نزاع مع زوجته التي فرت إلى الأردن. كما ان هذا المخرب لم يترك خلفه أي منشور على الشبكات الاجتماعية يشير إلى عزمه على تنفيذ هجوم، كما هو الحال، مثلا، بالنسبة للإرهابي في حلميش، الذي لم تكتشفه الأنظمة التكنولوجية الإسرائيلية. وحتى لو فعل ذلك، يجب علينا أن نفهم: إن التوقعات ومطالبة الشاباك والجيش الإسرائيلي باكتشاف هذه النوايا مسبقا، هي مسألة ليست واقعية حقا - وبالتأكيد في عصر تكنولوجي تجد فيه أجهزة الاستخبارات في جميع أنحاء العالم صعوبة في تحديد مواقع إطلاق الصواريخ الباليستية.
في المقابل، يجب أن نشعر بالقلق ازاء السلوك العسكري على الأرض: لقد أظهر المخرب قدرة تنفيذية عالية، وأطلق 13 رصاصة، ونجح بإصابة أربعة أشخاص وقتل ثلاثة منهم. وهذه نتيجة سيئة للغاية بالنظر إلى أن المواجهة لم تكن مع مدنيين وانما مع قوات الأمن. يجب التحقيق في الحادث، ويجب استخلاص دروس فورية منه. على سبيل المثال: تحسين الحماية الهيكلية واجراء تغيير في نشر القوات على المعبر.
في الجانب الأوسع، لا يجوز رفع الأنظار عن التحذير الاستراتيجي الرئيسي للجهاز الأمني من اشتعال الجبهة الفلسطينية، أيضا في الضفة الغربية نتيجة للأزمة في غزة. هذا ليس تحذيرا جديدا، ولكن التحذير السابق الذي تناول إمكانية تجدد العنف في يهودا والسامرة قد تحقق بالفعل، وبسبب الخوف من المقلدين الآخرين، وحقيقة أننا في منتصف موسم الأعياد، ينبغي أن يؤخذ التحذير على محمل الجد حتى لو كان ما حدث امس، هو مجرد حدث محلي. والأمر الآخر الذي يجب ان نتذكره: سياسة التمييز بين السكان المدنيين والمخربين التي قادها رئيس الأركان منذ اندلاع موجة الإرهاب قبل عامين، اثبتت نفسها، وبالتالي، وبالذات عندما يغلي الدم، يجب الحفاظ عليها، رغم كل المصاعب، طالما لا يوجد تغيير واضح في الاتجاه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالسبت 30 سبتمبر 2017, 1:09 pm

30.09.2017


مقالات وتقارير
موعد الإغلاق
تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان كل من يؤيد حل الدولتين للشعبين، أي غالبية الجمهور في البلاد وفي كل العالم تقريبا، لا يمكن أن يبقى غير مبال وبدون عمل إزاء النزاع المتسارع لهذا الحل، الذي يحدث أمام الجميع تحت قيادة بنيامين نتنياهو غير المسؤولة.
قبل عشرة أيام، حذر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، من التغيير المشؤوم الذي يتكشف أمام أعيننا. كانت هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها عباس صراحة عن الحل الآخر الذي تبقى للفلسطينيين - إعلان نضال جديد من أجل المساواة في الحقوق في جميع أنحاء اسرائيل - فلسطين – أي حل الدولة الواحدة.
هكذا قال عباس: " يكون أمامكم وأمامنا إلا النضال والمطالبة بحقوق كاملة لجميع سكان فلسطين التاريخية. إن هذا ليس تهديدا، إنما تحذير من النتائج المترتبة على استمرار الحكومة الإسرائيلية في تقويض مبدأ حل الدولتين".
ولم يمض أسبوع واحد، حتى سارع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تقديم الدليل الذهبي على ادعاء عباس، حين قال في خطابه في "المراسم الرسمية ليوبيل تحرير يهودا والسامرة وغور الأردن وهضبة الجولان" في غوش عتصيون، إنه "لن يتم اقتلاع إضافي للمستوطنات في أرض إسرائيل". وبعبارة أخرى، لن يتم إجلاء للمستوطنات، وهو إعلان يعني نهاية حل الدولتين، على أساس المعادلة البسيطة والعادلة: الأرض مقابل السلام.
منذ أيامه الأولى، كان الهدف الرئيسي للمشروع الاستيطاني، الذي احتفل بيوبيله، يوم الاربعاء، هو إحباط فرص قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل وتدمير أي أمل في التوصل إلى اتفاق سلام مع الشعب الفلسطيني. وقد يتحقق هذا الهدف المدمر قريبا. ومن شأن التجند العاجل والحيوي لجميع الأطراف في إسرائيل والمجتمع الدولي، الذين يرغبون بوجود دولة اسرائيل كدولة قوية وحرة إلى جانب دولة فلسطينية مستقلة، أن يغير المصير الشرير وأن ينقذ الحل الأكثر منطقيا وعدالة لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام.
قبل لحظة من اغلاق البوابة، هذا هو وقت الاستيقاظ، وما لن يتم تحقيقه قريبا، لن يتحقق ابدا.
مثل حفل لم يحضره أحد
تكتب رفيت هيخت، في "هآرتس" ان مهزلة المهرجان الاحتفالي بالذكرى الخمسين للاستيطان والذي اقيم في غوش عصيون، تؤكد ثانية، أنه على الرغم من القوة السياسية الكبيرة للمستوطنين، ووابل التملق الذي اغدقه عليهم المركز السياسي واليمين – فإنهم ليس فقط لا يشكلون جزءاً من الاجماع، وإنما يعرفون ذلك، ايضا. على الرغم من نجاحهم في تجنيد موارد رسمية، وعلى الرغم من قتل صورة حل الدولتين – والذي نجح ايضا لدى اليمين ولدى اليسار وكذلك لدى الفلسطينيين – فان المستوطنين لا يزالون بحاجة الى حضور شخص بالغ ومسؤول الى عيد ميلادهم لكي يقول لهم انهم على ما يرام. وعندما لا يحدث ذلك، فان هذا يعني "صيف آبيا" – بصيغة المستوطنين – (التشبيه بصيف آبيا يقصد به وصف المستوطنين بالأيتام نسبة الى قصة آبيا، الطفلة يتيمة الأب، التي كتبتها الفنانة غيلا الماغور، وتم تحويلها الى فيلم سينمائي – المترجم)
ربما استوطنوا على بضع تلال وفي قلب رامي كلاينشتاين (مغني وملحن اسرائيلي – المترجم)، ولكنهم يعرفون ان هذا لا يكفي. انهم لا يريدون اعترافا من الركاب المجانيين، امثال ميري ريغف (صاحبة الوشم الهرائي على يدها: “لن يتم إخلاء عمونه") والذين يمضون الى حيث تأخذهم علامات الاعجاب (اللايك). كما انهم لا يكتفون بشخصيات مسرنمة مثل ياريف ليفين. انهم يريدون اعترافا من بُناة البلاد، من أبناء النخب القديمة، والذين بقدر ما يكرهونهم ويلاحقونهم، هكذا يطمحون الى تقبلهم لهم. بالرغم من استعراضات القوة وعروض البلطجة امام الحكومة، لا يزال المستوطنون يقفون على البوابات الاسرائيلية وينتظرون يد "مباي" كي تفتحها لهم، وتلاطف رؤوسهم وتهمس في اذانهم: انتم لم ترتكبون جرما ايها الاولاد، انتم لحم من لحمنا.
وتجد هذه الرغبة اليائسة تعبيرها، ضمن امور اخرى، في المحاولة المتزايدة مؤخرا لضم شخصيات مثل دافيد بن غوريون وحتى اسحق رابين الى ميراث المستوطنين. كم سمعنا عن الشجرة التي غرسها شمعون بيرس في عوفرا. لم يكن هناك أبدا اكثر من شهادة الشرعية الخضراء والبالية هذه، لمثل هذا الكم الكبير جدا من الاثم. كما وجدت هذه المحاولة التعبير في مسألة غوش عصيون، الذي يحاول المستوطنون عرضه كاستمرار تاريخي لغوش عصيون الذي تم تدميره في 1948. في ذلك الغوش كانت تقوم طوال سنواته الخمس أربع كيبوتسات، على مساحة 20 ألف دونم. اليوم يضم غوش عصيون 20 مستوطنة، و14 بؤرة غير قانونية تمتد على مساحة 700 الف دونم (بدون افرات وبيتار عيليت الواقعة داخل الكتلة ولكنها لا تنتمي اليها تاريخيا وبلديا).
 وما دام الأمر خدعة، اليكم الخدعة الأكبر من الجميع: الحكومة الاكثر يمينية بين حكومات اسرائيل لا تجرؤ على ضم المناطق، ولا حتى غوش عصيون "الذي يسود الاجماع عليه"، لأنها تعرف انه ليس بالإمكان عمل ذلك بدون ان تنزل كارثة سياسية على اسرائيل. وعلى هذا الكذب المدمج تنمو انواع من ثآليل الهذيان: لجنة المراسم والاحتفالات تحصل فجأة على قوة سيادية عليا، وزيرة القضاء تقول في مقابلة تلفزيونية من ساحة الاحتفال، ان المستوى الاول يجب ان يشارك في المراسم الرسمية وانه "من صلاحيات الحكومة تحديد ما هي المراسم الرسمية". الوزراء ينشرون من الاحتفال صور فورية تثبت حضورهم للمراسم. لا، هذا ليس صراعا بين لجنة التزيين ولجنة المراسم في مدرسة "شباب"، هذه حكومة اسرائيل التي تتباكى صباح مساء على غياب الحكم.
رئيسة المحكمة العليا القاضية مريم نؤور - والتي خلافا للتحريض المنفلت عليها والمشبع بالجهالة من قبل اليمين، ليست يسارية وبالتأكيد ليست من "مباي" بل ان ما فعلته بكل بساطة هو التمسك بسلطة القانون – لقد قامت بدورها باستقامة وشجاعة. من المحزن انه لا يمكننا قول ذلك عن المعارضة. من المحزن انها لم تقف بالمرصاد السياسي وتذكر في كل يوم وفي كل ساعة وبدون تلعثم، وبدون خوف أو يأس او توقف، بان المشروع الاستيطاني غير شرعي، ولن يكون شرعيا أبدا. وان المستوطنين ليسوا استمرارا للطلائعيين وانما اعضاء معسكر سياسي خرج عن القانون من خلال ثني ايدي الدولة بالقوة لمصلحتهم. حسب ما بدا الاحتفال امس الاول (الاربعاء) فانه لا يبدو كخطر انتخابي كبير.
بين السندان وأزاريا
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان رئيس هيئة الأركان غادي ايزنكوت، منح عشية رأس السنة العبرية، مقابلتين لموقعين على الإنترنت، وذلك للمرة الأولى منذ تولى ايزنكوت منصبه في شباط 2015. ويبدو أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بادر الى تحرك تدريجي: بدلا من قصف متزامن لـ 10 إلى 12 مقابلة في جميع وسائل الإعلام الرئيسية، والتي ستهلك من تجري مقابلته والجمهور، تم التقسيم وفقا لأنواع وسائل الإعلام. من المرجح، في مواسم الأعياد القادمة، أن يصل دور القنوات التلفزيونية ووسائل الإعلام المطبوعة.
تتغير السياسة الإعلامية بين رئيس أركان ورئيس أركان آخر. فشاول موفاز وموشيه يعلون أكثرا، نسبيا، من منح المقابلات واللقاءات مع الصحفيين، وكثيرا ما أثارا السياسيين ضدهما. اما دان حالوتس، الذي انتهت ولايته بشكل مفاجئ بسبب حرب لبنان الثانية، فكان يأتي إلى أستوديوهات التلفزيون حتى أثناء الحرب. وعندما أوصى ايزنكوت، رئيس قسم العمليات في هيئة الأركان العامة في حينه، بإلغاء الليلة الثانية من رحلة نقل قوات الفرقة 98 جوا إلى جنوب لبنان في يوم السبت الذي سبق انتهاء الحرب، فشل رجال وزير الأمن عمير بيرتس بالاتصال الهاتفي بحالوتس للاستماع إلى موقفه. فقد كان رئيس الأركان في أستوديوهات القناة 10، يحاول عبثا صد الانتقادات العامة المتزايدة.
غابي أشكنازي، الذي ورث حالوتس بعد الحرب، انحرف بشكل حاد في الاتجاه المعاكس. فقد امتنع أشكنازي عن إجراء المقابلات طوال أربع سنوات ولايته. ومن ناحية أخرى، قدم إحاطات اعلامية الصحفيين والمراسلين تقريبا بوتيرة السياسي. ولا يزال مذكورا تسجيل المحادثة التي اجراها مع صحفي، والتي تم اكتشافها خلال التحقيقات التي اجراها مراقب الدولة عشية كشف وثيقة هرباز. في تلك المحادثة يوضح أشكنازي بأنه ينأى بنفسه عن المؤامرات السياسية ووسائل الإعلام، ويطلب منه القول في البث إنه مشغول فقط "في القضية الرئيسية، في أمن الدولة ... قل: غابي أشكنازي لديه دولة لحمايتها، لديه جيش لإدارته". كل هذا، في وقت كان غارقا فيه حتى العنق في نزاع سياسي وإعلامي مع وزير الأمن ايهود براك.
في كل ما يتعلق بوسائط الإعلام، يتخذ ايزنكوت خطا مختلفا. في ظهوره العلني القليل، في المؤتمرات الأكاديمية ومراسم الذكرى، يبدو وكأنه صبي في جيل البلوغ، أجبره والديه على تلاوة صلاة في اللحظة الأخيرة. في الإحاطات الإعلامية الخلفية، الثنائية او الثلاثية، وفي المحافل الأكبر، يحافظ الرجل تماما على طبيعته: حازم، حاد التمييز، ملم بالتفاصيل. لقد وقعت المقابلتين، مع "واللا" و "Ynet" في مكان ما في الوسط - بدون عناوين رئيسية، ولكن أيضا من دون مضاعفات. يمكن التكهن بأن الاختيار غير التقليدي بمنح اللقاءات اولا لمواقع الانترنت يهدف التوجه الى جمهور الشباب. وقد نشرت المقابلات قبل أيام قليلة من قرار رئيس الأركان المتعلق بطلب الجندي الذي أطلق النار من الخليل، اليؤور أزاريا، تخفيف عقوبته.
بشكل غير مفاجئ تماما، استقبلت تصريحات رئيس الأركان بشأن اعتباراته في قضية أزريا بنسبة كبيرة من تعليقات الكراهية على الموقعين الإلكترونيين، خاصة بعد أن وصف بدقة الحشد الذي دعا إلى قتله، خلال المظاهرة التي جرت أمام المحكمة، بأنه "رعاع". وقد واصل جيش حقيقة ازاريا المشاغبة على الشبكات الاجتماعية، يوم الاربعاء، ايضا، عندما تم نشر رد رئيس الأركان على طلب أزاريا. لقد  قرر ايزنكوت تقصير عقوبة الجندي إلى 14 شهرا، ولكن في رسالته إلى أزاريا عاد وأدان مرة أخرى قتل الإرهابي الجريح حين كان مستلقيا على الأرض.
كما اشار رئيس الاركان الى ان الجندي امتنع باستمرار عن التعبير عن ندمه على تصرفاته. ويشار الى ان النائب العسكري الرئيسي العميد شارون اوفيك اوصى بعدم تقصير الحكم على الاطلاق. وقد سمع ايزنكوت موقفه لكنه قرر بشكل مختلف: لقد اعتقد، بصفته قائد الجندي، ان عليه أن يأخذ في الاعتبار حقيقة أنه كان مقاتلا تصرف - وإن كان خاطئا تماما - في ساحة العمليات، وانتهاج معيار الرحمة والرأفة في قراره المتعلق بتقصير الحكم. والسؤال الذي لم يتضح بعد يتعلق بمدى تأثير أفيغدور ليبرمان على القرار. فمنذ اللحظة التي جلس فيها في مكتب وزير الأمن، ضغط ليبرمان على قيادة الجيش الإسرائيلي للتخفيف عن أزاريا، في كل مرحلة من مراحل هذه القضية.
لقد كان الزعيم المسجون أكثر اعتدالا بقليل من أتباعه. وأبلغت عائلته الصحافة بأن أزاريا يشكر رئيس الأركان وسيواصل "قضاء عقوبته برأس مرفوعة". ولم يخل الرد من الإشارة إلى الأحداث الحالية: فقد أعلن الجندي "ان اعداءنا لا يعرفون الرحمة ولا الرأفة، انهم يشتهون القتل ويشتهون الكراهية"، كما اثبتت العمليات في هار أدار وفي جبل الهيكل (الحرم القدسي). إذا واصل أزاريا سلوكه الجيد، فمن المتوقع أن يتم الافراج عنه من السجن، بعد تخفيض الثلث، في 10 أيار القادم. وإذا لم يتم ذلك، فسيبقى في السجن حتى ايلول المقبل.
لم يكن بإمكان ايزنكوت الخروج جافا من هذه العاصفة. وكل قرار كان سيتخذه سيواجه بانتقادات من هذا الجانب أو ذاك. ويبدو أن التساهل المحدود في العقوبة هدف إلى إنهاء مناقشة الخلاف بأقل قدر من الضرر. يجب أن نأمل بأن تكون هذه هي نهاية القصة، ولكن من الأفضل عدم الوقوع في الوهم. لقد خلفت قضية أزاريا الكثير من الرواسب، والحالات المشحونة، لدى الكثيرين من المقاتلين وعائلاتهم. ومن المفاجئ ان نسمع بأن بعض كبار الضباط السابقين - وليس فقط استعراض الجنرالات المتقاعدين الذين شهدوا لصالح ازاريا في المحكمة، وغالبا من خلال اعتبارات وتصفية حسابات سياسية – يعتقدون حتى الان بأن رئيس هيئة الاركان اخطأ في معالجته للقضية، وأنه كانت هناك وسيلة لإنهاء الأمر بدون الإجراءات الجنائية (وهو موقف يرفضه ايزنكوت والنائب العسكري اوفيك تماما).
مقارعة ام بركة
تقرير اللجنة الفرعية للكنيست بشأن المفاهيم الأمنية، حول خطة الجيش الإسرائيلي متعددة السنوات، سجل هذا الأسبوع انتباها قصيرا أو انتباهين على الرادار الإعلامي. لقد أدى الانتقاد القاسي الذي عبر عنه رئيس اللجنة الفرعية، النائب عوفر شيلح (يوجد مستقبل) بشأن المشاركة الهامشية للقيادة السياسية في عمليات بناء قوة الجيش الإسرائيلي، إلى استدعائه لإجراء مقابلة معه في أحد البرامج التلفزيونية. اما القناتين الرئيسيتين في التلفزيون فقد كرست احداهما في نشرتها الاخبارية حوالي دقيقة فقط لتحليل التقرير في محاولة لقذف الاستنتاجات الرئيسية بوتيرة بندقية رشاش، بينما اكتفت القناة الثانية بنص قصيرة قراته مقدمة النشرة.
تقرير لجنة شيلح يبرر اجراء دراسة أوسع. فادعاءاته بأن الجيش الإسرائيلي أعد نفسه للحرب الخاطئة حتى عملية الجرف الصامد، وأن تغيير الاتجاه في بناء القوة العسكرية، الان ايضا، يسير ببطء، ولم يكتمل بعد، من المفترض أن يزعج كل مواطن لا يعرف متى ستقع الحرب القادمة على رأسه؟
ويبدو أن الانطباع في مكتب رئيس الوزراء كان اقل. ففي رد مقتضب على التقرير اتهم شيلح باستخدام اللجنة كأداة للمقارعة السياسية. ومثير التناقض بين رد نتنياهو ورد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الذي أعلن بأن الجيش "يرحب بكل عملية رقابة وإشراف على أنشطته". موقف الجيش لا ينبغي أن يفاجئ. فلقد اجتمع أعضاء اللجنة، وخاصة شيلح، لعشرات الساعات مع كبار الضباط استعدادا لكتابة التقرير، ويؤكد ايزنكوت في كل فرصة انه يتمنى إجراء حوار مع القيادة المنتخبة. هذا هو تماما الفراغ الذي أصر رئيس الأركان على دخوله قبل عامين، عندما نشر على الملأ وثيقته حول استراتيجية الجيش.
وبالمناسبة، هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها الكنيست بعمل جاد يتعلق بانتقاد بناء قوة الجيش الإسرائيلي. قبل عشر سنوات، وكجزء من تحقيق لتأليف كتاب عن حرب لبنان الثانية، اكتشفت في وقت متأخر، بأنني لم انتبه الى مؤتمر صحفي عقده رؤساء اللجان الفرعية للجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست في كانون الأول 2005، والذي قدموا خلاله انتقادات ثاقبة لحالة التدريب في الجيش الإسرائيلي وتقليص المخزون - ثغرتان تم اثباتهما بشكل مؤلم وبعد سبعة أشهر. عندما سئل إفرايم سنيه، أحد رؤساء اللجان، بعد الحرب لماذا لم تلق تلك الأمور صدى عاما، كان لديه تفسير بسيط. في اليوم نفسه، أدت عضو الكنيست الجديدة بنينا روزنبلوم (الليكود) اليمين الدستوري، فترك الصحفيون الاحاطة الاعلامية لتغطية مراسم اليمين الدستورية. اما التحذيرات التي اطلقها رؤساء اللجان الفرعية فقد حظيت بالكاد بالإشارة اليها في صحف اليوم التالي.
العيارات في الجو
من سيتم تسميته هنا، في سبيل النقاش، بالمسؤول الكبير في المؤسسة الأمنية، بدا مصابا بالانزعاج، مساء  الاربعاء. لقد قال من خلال استخدام تعبير من المصطلحات العسكرية، إن الشرق الأوسط بأسره في حالة "تحرك وانتظر". هناك الكثير من العيارات في الهواء، ولكن لا أحد يُقدر حقا كيف ستتطور الأمور، ما هي الأزمة التي ستتلاشى وما الذي سيقود المنطقة لخطر الانفجار.
الأميركيون مشغولون في الأزمة مع كوريا الشمالية، في حين يشعل رئيسهم عمدا النزاع التالي على تويتر، وهذه المرة مع كبار نجوم كرة القدم وكرة السلة الاميركية NBA. كما ان دونالد ترامب، يتبادل التحذيرات مع الإيرانيين، على خلفية تخبط الأمريكيين حول ما إذا سيقومون بإلغاء الاتفاق النووي. روسيا تملي النغمة في سورية وتفتح الباب أمام مشاركة إيرانية أكبر في البلاد. والمملكة العربية السعودية مشوشة ولديها صعوبة في إنشاء تحالف سني من شأنه أن يعرقل نفوذ طهران المتزايد. وتواصل مصر تعزيز جهود المصالحة الفلسطينية بين السلطة الفلسطينية وحماس، لكن الفشل المحتمل يمكن أن يحفز حماس على إعادة النظر في التصعيد مع إسرائيل، خاصة وأن أوضاع البنية التحتية في قطاع غزة تزداد سوءا. رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) يتصرف بشكل حربي، محموم وغير متوقع.
حسب ما يستدل من أقوال هذا المسؤول، فان المنطقة كلها تذكرنا في سلوكها خلال هذه الأشهر، بالزعيم الفلسطيني المسن. هذا لا يعني ان الشرق الأوسط سيعرف لحظة هدوء، وبالتأكيد منذ اندلاع الاضطراب العربي في كانون اول 2010، ولكن يبدو الآن أن عدم الاستقرار وعدم اليقين اصبح أقوى مما كان عليه في الماضي. ولا تزال تقييمات الاستخبارات العسكرية كما هي: احتمال اندلاع حرب ضد إسرائيل منخفض، وتزايد خطر حدوث نزاع محلي في أحد القطاعات سيتطور من حدث تكتيكي إلى أزمة استراتيجية تتزايد بشكل كبير.
التاريخ لا يكرر نفسه بشكل دقيق، ولكن يبدو ان لهذه الأمور وزنا كبيرا لدى النظر الى التقويم. هذا اليوم، 29 أيلول، هو أيضا يوم الذكرى الـ17 لاندلاع الانتفاضة الثانية، التي بدأت كاحتجاج فلسطيني عنيف في القدس بعد يوم من زيارة أريئيل شارون إلى جبل الهيكل (الحرم القدسي). وبطبيعة الحال، ستكون غدا الذكرى الـ 44 لاندلاع حرب يوم الغفران، وفقا للتقويم العبري. خلال أيام اعياد شهر "تشري"، وخاصة في القدس والحرم القدسي، سادت خلال السنوات الأخيرة حساسية خاصة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
عندما تحدث المسؤول الكبير، جرت في غوش عتصيون، الاستعدادات الأخيرة لافتتاح المراسم شبه الرسمية للذكرى السنوية الخمسين لإنشاء المشروع الاستيطاني. وقد ضجت الحلبة السياسية بسبب قرار رئيسة المحكمة العليا مريم نؤور عدم إرسال قاض يمثلها في المراسم. وقد اختار رئيس الأركان ايزنكوت بحكمة التغيب عن الحدث والاكتفاء بإرسال قائد المنطقة الوسطى روني نوما كممثل للسيادة على الأرض (وزير الأمن، المقيم في غوش عتصيون، كان غائبا لأسباب فنية: لقد كان في طريق العودة من زيارة الى كرواتيا، حيث ناقش مع المضيفين بيعهم طائرات F-16 القديمة، التي يريد سلاح الجو اخراجها من الخدمة، استعدادا لاستقبال المزيد من طائرات F-35.)
بشكل ما، على خلفية الخطب الطنانة في غوش عتصيون، عاد الى الذاكرة إعلان انتخابات المعراخ، عشية يوم الغفران في 1973، الذي تم توزيعه مرة أخرى على تويتر قبل بضعة أسابيع. عنوان الاعلان الذي تم التخطيط لإطلاقه عشية الانتخابات التي كان من المخطط ان تجري بعد اقل من شهر (وتم تأجيلها الى اواخر كانون اول 1973 بسبب حرب يوم الغفران) فاخر بوجود خط بارليف، المصطلح الذي لم تكن له بعد بضعة أيام أي دلالات إيجابية: "الهدوء يسود على ضفة السويس. وفي صحراء سيناء، وقطاع غزة، ويهودا والسامرة، ومرتفعات الجولان. الخطوط آمنة، الجسور مفتوحة، القدس موحدة، يتم إنشاء المستوطنات ومكانتنا السياسية راسخة. هذا نتاج السياسة المتوازنة الجريئة وبعيدة النظر".
اليسار ألقى، واليمين أخذ
يكتب ناحوم برنياع، في "يديعوت احرونوت" انه في 22 ايلول 1967 وافق رئيس الوزراء ليفي أشكول على استقبال وفد في مكتبه، من أبناء الكيبوتس المتدين "كفار عتصيون"، الذي احتله الجيش الاردني في 1948. لقد عاشوا طوال 19 سنة في المنفى، في بات يام. وبرز بينهم شاب بعينين لامعتين، اسمه حنان بورات. وطلبوا منه الاذن بالعودة لإقامة الكيبوتس، كبادرة حنين لتلك الأيام.
لقد تردد أشكول. لكن الوزيران يسرائيل غليلي ويغئال الون ضغطا عليه: غليلي، لأنه آمن بأن الاستيطان هو الأمن – ذلك أنه لم يعرف نوعا آخر من الأمن؛ وألون، لأنه أراد لسع خصمه، موشيه ديان. الكيبوتس الموحد، حركة الرجلين، عمل بالتوازي، على نحو شبه سري، لاستيطان هضبة الجولان. واتخذت الدول العربية في حينه قرار اللاءات الثلاث في الخرطوم: لا للاعتراف بإسرائيل، لا للمفاوضات ولا  للسلام معها. ونشأ فراغ لم تعرف الحكومة كيف تملأه.
ووافق أشكول على أن اعادة بناء كيبوتسين في الضفة اقامة: كفار عتصيون وبيت هعرباه. وقام 30 شابا متحمسا بالاستيطان في البيوت التي خلفها الاردنيون. وفي 19 كانون الاول 1967 وصل أشكول للزيارة، وكان يرافقه وزير الزراعة حاييم غبتي ومدير عام دائرة الاستيطان يحيئيل ادموني. أنا ايضا كنت هناك. "دفار"، الصحيفة التي عملت فيها، كانت الوحيدة التي تكبدت عناء ارسال مراسل.
كان الجو باردا. ويدا أشكول تجمدتا. ووقف لالتقاط صورة مشتركة والقى خطبة قصيرة: “سيعملون هنا في الزراعة والحراثة، وهنا المكان لتجديد الصناعة اليهودية القديمة – نحت الحجارة للبناء”. بعد يومين من ذلك، خلال جلسة الحكومة، سأل أحد الوزراء اذا كان المقصود استيطانا. فصححه أشكول: "المقصود تمسك". ولأنه كان واعيا ومتشككا بطبيعته، اضاف بابتسامة: "اعرف أنه على مدى الزمن يصبح الجدي تيسا".
مضت 50 سنة منذ ذلك الوقت. واتسع مشروع الاستيطان وازدهر واعاد صياغة وجه دولة اسرائيل كلها، وسلم اولوياتها، ومستقبلها. هذا مشروع له دولة. الجدي لم تصبح تيوسا، بل أصبحت مالكة الحظيرة. عندما قررت الحكومة احياء يوم الميلاد الخمسين بمهرجان كبير في غوش عتصيون، توقعت احتفال نصر.
كانت المفاجأة بالجمهور. فقد كان سلبيا، باردا ومغتربا. كان من الصعب فهم السبب، هل بسبب حالة الطقس البارد، هل لأنه بعد خمسين سنة من الصراع وصل الناس الى الممتلكات وحققوا الطمأنينة، أم لأنهم كفوا عن تصديق الوعود المبالغ فيها التي يسمعونها من على المنصة.
لقد أنشأت الحكومة امام قاعدة لواء عتصيون، على مسافة غير بعيدة من المكان الذي اختطف فيه الفتيان الثلاثة، مدرجا ضخما واقامت منصة مزودة بكل تطورات الفيديو. وعلى مدى اسابيع غذت الجمهور بالأنباء حول مدى اهمية الحدث، كم سيكون مثيرا ورسميا. كما ساعدت رئيسة المحكمة العليا المنتهية ولايتها، في ذلك، بطريقتها. مدينة افرات ومستوطنتي الون شفوت وروش تسوريم على مسافة خطوات. وعلى الرغم من ذلك لم ينجحوا بملء كل المقاعد. فالمدرج الشرقي كان فارغا (يدعي المنظمون بأنه لم يكن معدا للامتلاء وأنه تم انشاؤه فقط لإخفاء المنصة عن سكان المنازل في المستوطنة المجاورة، لاعتبارات امنية. اذا كان منشأة امنية، فلماذا ادخلوا اليها آلاف الكراسي؟). كما كانت فراغات في المدرجات الجانبية ايضا. في مظاهرات المستوطنين في القدس كانوا يواسون انفسهم بمقولة ان "عشرات الباصات عالقة في الاكتظاظ المروري في القسطل". فما الذي سيواسون به أنفسهم في غوش عتصيون؟.
توقعاتهم من الحكومة الحالية، الاكثر يمينية بين حكومات اسرائيل، كان أن تبني على كل تل، أن تصادر كل ارض، وأن تشرع كل بؤرة. لكن هذا لم يحصل. ولذلك، كانت حفنة تتظاهر في الخارج، فيما تظاهر الكثير غيرهم بالتغيب. "أنا وعقيلتي سارة منفعلان لرؤيتكم"، قال نتنياهو. يبدو أن الانفعال هذه المرة لم يكن متبادلا.
رئيسة المحكمة العليا مريام نؤور قررت ان الحدث سياسي، غير رسمي، وأمرت القاضي نيل هندل، الذي كان يفترض أن يمثل العليا بأن يلغي مشاركته. كما قاطعت المراسم كتلة المعسكر الصهيوني.
ارغب في التهدئة: فالقضاة والنواب لم يخسروا شيئا. رئيس الاركان، أيضا، لم يصل. وكذلك الجنرالات (باستثناء قائد المنطقة الوسطى، الذي وصل بحكم منصبه) ولم يصل حتى سفير الولايات المتحدة، الصهيوني الكبير فريدمان، ولم يصل ايضا بقية السفراء، كما لم يصل المتدينون المتشددون، من سكان موديعين عيليت وبيتار عيليت، تل تسيون وعمانوئيل – والذين ربما يعتبرون القطاع الاكبر شرقي الخط الاخضر. لو جاءوا، لفهموا أنه رغم الاستثمار المالي الكبير، رغم العتاد المتطور، فان كل ما تستطيع ميري ريغف توفيره للجمهور هو حي. فرقة الرقص التي كانت تهز اجسادها بدون صلة، المغنيان، النص الصبياني، صور المناظر المكبرة، وبضعة العاب نارية، لا تصنع حدثا.
بناء واخلاء
توقعت بأن يصعد الى المنصة قدامى سكان المستوطنات من أبناء الخامسة والسبعين، من جماعة كاتسوفر وزامبيش، وأن يتيحوا لهم رواية قصصهم؛ توقعت بأن يتذكروا من لم يحضروا، اولئك الذين قتلوا في العمليات واولئك الذين توفوا قبل الأوان؛ توقعت بأن يذكروا الحاخام تسفي يهودا كوك، الذي أعطى سندا تبشيريا للمستوطنات؛ توقعت أن يكرموا يسرائيل غليلي، شمعون بيرس، ميخائيل حزاني، اريئيل شارون، مناحيم بيغن، اسحق شمير، اسحق رابين، الذين جندوا مقدرات الدولة لصالح المشروع الاستيطاني.
هل تستحق خمسون سنة استيطان في المناطق احتفالا رسميا؟ اعتقد أن الجواب نعم. فمشروع الاستيطان هو مشروع مشترك لمعسكر اليسار ومعسكر اليمين – عمليا، لكل الجهاز السياسي، باستثناء الاحزاب العربية. حتى الاحزاب اليسارية الصرف، مثل مبام وميرتس، قدمت مساهمتها، طوعا أو غصبا. وعلينا أن لا ننسى المساهمة الحاسمة للمحكمة العليا لمشروع الاستيطان، مساهمة القضاة لنداو، شمغار، براك ورفاقهم. فلولا شهادات التشريع التي اعطوها للمستوطنات، لكان من المشكوك فيه قيامها، ولكان من المشكوك فيه أن يسمح العالم بقيامها. وبدلا من التطاول على القضاة، لعنهم وشتمهم، كان ينبغي بالوزير ياريف ليفين أن يقول لهم شكرا.
اليسار واليمين لا يتشاركان فقط في مشروع الاستيطان– فهم شركاء ايضا في مشروع الاخلاء. اليسار أخلى عددا أقل من المستوطنات، واليمين أخلى عددا اكبر: أخلى كل سيناء، أخلى قطاع غزة واجزاء من الضفة الغربية. نتنياهو أخلى الخليل وصوت لصالح فك الارتباط عن غزة. ميري ريغف كانت الناطقة بلسان فك الارتباط – عفوا، بلسان الاقتلاع، بلسان الطرد. “لن يكون مزيد من الاقتلاع لمستوطنات في أرض اسرائيل”، قال نتنياهو في مهرجان أمس الأول. لم يصدقه الجميع.
من المؤكد أن الحدث سياسي؛ ومن المؤكد أنه موضع خلاف. ففي كل حدث قومي تقريبا يزينه القضاة بحضورهم، توجد عناصر سياسية وموضع خلاف. هذه هي طبيعة المجتمع الاسرائيلي، هذه هي طبيعة واقع حياتنا. القضاة هم أول من يعرف ذلك، بصفتهم قضاة المحكمة العليا.
وزير التاريخ
“ايام عاموس″ هو اسم السيرة الذاتية للراحل عاموس مانور، الذي ترأس جهاز الشاباك بين 1953 – 1963. السيرة الذاتية، التي كتبها يئير شبيغل، رجل المخابرات، نشرت مؤخرا، برعاية الجهاز. وكتب رئيس المخابرات الحالي نداف ارغمان المقدمة.
الكتاب مشوق. فهو يصف المخابرات في سنواتها الاولى، تحت قيادة ايسار هرئيل، كفرع سري لحزب مباي، تجسس على خصومه من اليمين ومن اليسار. وحسب الادعاء فقد أملى مانور المهنية والرسمية على الجهاز، رغم أنف وامتعاض ايسار هرئيل. مع اعداء مباي، من مناحيم بيغن وحتى شموئيل تمير واوري افنيري، توصل مانور بهدوء الى اتفاقات عدم الاقتتال. منذ ذلك الوقت اجتاز الشاباك هزات ليست بسيطة، ولكن أيا منها لم تغرقه في المستنقع الحزبي. فهو شخص رسمي.
ايسار هرئيل ورفاقه تثقفوا في اوروبا الشرقية. بنوا الدولة بطريقتهم: بالعقل، والرؤيا، بالقوة، والدهاء، وبإنجازات هائلة وبأخطاء كبرى، ولكن ايضا بإقصاء الخصوم السياسيين. الحزب والمملكة كانا بالنسبة لهم جوهر واحد، غير قابل للفصل. للأفضل أو للأسوأ، هم آباء الدولة.
 انظروا كيف يخدعنا وزير التاريخ. منذ 1948 وحتى 1977، كان حزب مباي، بأسمائه المختلفة، منشغلا في ادارة الدولة. تم اقصاء اليمين وظلمه والتمييز ضده. قادته كانوا متفرغين. وتم تكريس قسم كبير من وقتهم لإعادة كتابة التاريخ. اليسار لم يولي أي أهمية لذلك. كما هو معروف، هناك في مدن اسرائيل شوارع تحمل اسم جابوتنسكي أكثر من الشوارع التي تحمل اسم هرتسل. كيف حدث هذا التشويه؟ ممثلو اليمين في البلدات ضغطوا. وفي مرحلة معينة تم تعليق لوحات الذكرى في الشوارع. من يدقق فيها يسود لديه الانطباع بأنه كانت تنشط هنا منظمتان سريتان رائعتان، "ايتسل" و"ليحي". نعم، كانت ايضا منظمة تسمى "الهاغاناة".
اليمين سرق التاريخ من اليسار
احيانا، في اطار مسابقات المعلومات العامة، اسأل الناس كيف نعت رئيس الوزراء مناحيم بيغن “تساهل” (الجيش الاسرائيلي). ما الذي يعنيه ذلك، يسارعون الى الاجابة، جيش الدفاع الاسرائيلي. هذا خطأ، أقول لهم. بيغن كان يعرف ما هو المعنى من كلمة “هاغاناة” (الدفاع) في اسم “تساهل”. لقد أراد بن غوريون بأن يعرف الناس من هو الذي ولّد “تساهل” ومن ورث “تساهل”. ولهذا حرص بيغن على تسمية تساهل  (الجيش الاسرائيلي).
هذا يعيدنا الى السؤال حول من هو المسؤول عن مشروع الاستيطان. في عام 1977، تم ارسال حزب العمل الى المعارضة. الجدال الداخلي الذي دار فيه حول المستوطنات، كم ومتى وأين، تغير بالتدريج. كان بيرس هو الرجل الذي قطع كل الطريق من جهة الى جهة اخرى. من المساعدة السخية، العلنية والسرية، لكل المستوطنات، الى المعارضة الجارفة. حتى النصر في حرب الايام الستة فقد بريقه بالتدريج. في اليسار فهموا ثمن النصر، حتى الثمن السياسي. فقد بشر بنهاية سلطة حركة العمل.
لقد اخذ اليمين ما ألقاه اليسار. كل ما فعله اليسار ويلائم احتياجات نتنياهو الحالية، يتم نسبه الآن بأثر رجعي الى اليمين، وكل ما فعله اليسار ولا يتفق مع احتياجات نتنياهو، يعتبر خيانة للدولة. الرسمية ماتت؛ تحيا المملكة. اصبح لدينا ملك الآن، وكذلك ملكة.
عودة الى الحدث في غوش عتصيون. بين خطاب نتنياهو المتغطرس وخطاب رئيس الكنيست يولي ادلشتاين، صعد رامي كلينشتاين الى المنصة. وغنى “لم تنته كل روائعك”، ليورام طاهرليف، "بلادنا الصغرى، بلادنا الجميلة، وطن بلا قميص/ وطن حافي"، قصيدة لطيفة عن دولة صغيرة ليست قائمة ولعلها لم تكن قائمة أبدا، وبالتأكيد ليس منذ بدأ هذا المشروع العملاق، قبل خمسين سنة.
بروفيسور في الصف الأول
قبل ست سنوات، في صيف 2011، كانت عيون مئات الاف الاسرائيليين ترنو الى البروفيسور مانويل تراختنبرغ، الرجل الذي دعي لترجمة مطالب حركة الاحتجاج الى خطة حكومية، قوانين وميزانيات. قبل عامين ونصف تم انتخاب تراختنبرغ، 67 عاما، للكنيست في اطار كتلة المعسكر اليساري. العدالة الاجتماعية التي طالب بها المتظاهرون في 2011، لم تصل بعد، بل لم تتصل، لكن تراختنبرغ تعلم خلال سيرته السياسية القصيرة عدة امور مثيرة حول السياسة الاسرائيلية. انه لا يتحلى، كما يبدو، بالغرائز المطلوبة، بالفظاظة، بالعضلات، لكنه يملك المفاهيم. وقد اجريت معه مقابلة قبل استقالته من الكنيست هذا الاسبوع.
ما الذي فعلته لك حركة الاحتجاج؟
"لقد تمكنت من تمرير قانون التعليم للأطفال الذين تتراوح اعمارهم بين 3 و 4 سنوات. الى جانب الاكتفاء بما تم عمله، كان هناك إحباط إزاء ما لم تفعله الحكومة، وخاصة في مجال الإسكان، لقد كنت فما لنصف مليون شخص، لقد قالوا كلمتهم، لكنه عمليا لم يحدث أي شيء. الأسعار استمرت في الارتفاع. ما حدث هنا في قطاع الإسكان لك يكن أقل حدة من التضخم المفرط خلال فترتي ايرليخ واريدور.
"لقد أسهم الاحتجاج بكشف هويتي، وحاول يئير لبيد تجنيدي بكل قوة. وفي اليوم الذي ألقى فيه شعار "أين هو المال"، التقى معي ... اعتقدت أن شعاره كان بداية لمحادثة شاملة حول الاقتصاد والمجتمع. لكن الشعار لديه كان نهاية المحادثة. اذ لم يكن لديه ما يقوله أبعد من ذلك.
"في ديسمبر 2014، خلال منتدى صبان في واشنطن، طلب مني بوغي هرتسوغ وتسيبي ليفني الانضمام. سوف تكون مرشحنا لمنصب وزير المالية، قالا، سوف تكون مسؤولا عن الأجندة الاقتصادي للقائمة. دخلت الى الكنيست في اطار حزب العمل، بعد ضمان مقعد لي".
الناخب ارسلكم الى المعارضة. لا وزير مالية ولا اجندة.
"نعم. ارتبكت بين البقاء والاستقالة. وقررت اعطاء فرصة للأمر.
"سأفاجئك، أنا أخرج باحترام أعلى بكثير للكنيست وللمهنة التي تسمى السياسة، أنا لا أعرف أي مهنة أخرى تنطوي على الكثير من عدم اليقين الشخصي، أنت تعتمد باستمرار على هوامل لا تملك السيطرة عليها.
"انا أفحص نفسي أمام هذا العالم وأقول: قدرتي على التسلق فيه من الأسفل إلى الأعلى محدودة. خلال سنواتي كلها في الجامعة كنت اعتبر محاضرا ممتازا. اعتقدت أنه سيكون من السهل بالنسبة لي التحدث في الكنيست، وعندها اكتشفت وجود فرق كبير بين محاضرة أمام جمهور يتوق إلى سماع ما تقوله وخطاب في الكنيست، أمام قاعة مليئة بالفراغ، خطاب لمدة ثلاث دقائق، تأمل قيام شخص بنشر جملة منه، قدرة تحليلية امام القدرة الاصطناعية، خطابات مؤلفة من جملة واحدة.
"في كل ما يتعلق بالسياسة، كنت طفلا في رياض الأطفال، كان علي أن أبدأ من الصف الأول، فجاءت المعلمة ونقلتني مباشرة إلى الصف الثاني. قلت، حسنا، أنا جاهز، لكني ظللت أتساءل أين المكان الصحيح لي، أين يمكنني المساهمة. توجد عوالم اخرى".
لم تحصل على رئاسة لجنة.
"فهمت أنه لا يحق لي. لم اقفز فوق الكعكة. الأمر الوحيد الذي طلبته وحصلت عليه هو العضوية في اللجنة المشتركة لميزانية الأمن. لقد ازدهرت في هذه اللجنة".
بين الذين تخرجوا من حركة الاحتجاج كان هناك من عرفوا كيف يبرزون في الكنيست.
"نعم. ايتسيك شموئيلي، مثلا. انه مثال ممتاز. لقد ركز على الجانب الاجتماعي ونما في داخله.
"أنا حاولت إحداث تغيير، توجهت بكل قوة إلى موضوع الطفولة المبكرة، واكتشفت العالم كله: ما لا تفعله بين جيل الصفر وحتى جيل سنتين يكاد يكون من المستحيل تصحيحه، بعد ذلك يأتي نوع مختلف من النمو، من سن 2-6 سنوات. خلال هذه الفترة يمكن التأثير. وبعد سن 6 سنوات، يصبح الأمر منتهيا.
"إسرائيل جيدة بشكل استثنائي في العالم الغربي في معدل الخصوبة، معدل مشاركة المرأة في العمل هو من أعلى المعدلات في منظمة OECD، مما يعني أن الكثير من النساء لا تتواجدن مع الأطفال في المنزل. فيسقط الاطفال بين الكراسي: 23% فقط منهم يتواجدون في أطر معترف بها قبل سن 3 سنوات".
ما الذي فعلته لأجلهم؟
"ان انجازي الاكبر هو انه في اليوم الاخير قبل العطلة الصيفية نجحت بتمرير قانون مجلس الطفولة المبكرة، وهو هيئة حكومية تتولى تنسيق رعاية الاطفال حتى سن السادسة. لقد عملت على هذا القانون لمدة سنتين. وعملت في الميدان على اقامة مؤسسات جامعية للجيل المبكر - للاهتمام بالأطفال من جيل ستة أشهر إلى ست سنوات، وستكون فيها مراكز للأم والطفل ومراكز تنمية الطفل، وتقوم طالبات الكليات باجتياز فترة تدريب، وسيتم إنشاء المؤسسة الأولى في كريات بياليك، والثانية والثالثة في بئر السبع".
بناء بديل
لقد اختفيت. قبل دخولك الى الكنيست برزت جدا في وسائل الاعلام الاقتصادية
"هذا صحيح. لقد انخفض ظهوري بشكل عجيب لأنني تحولت من البروفيسور تراختنبرغ الى سياسي متوسط في المعارضة. واحد من كثرة".
هل تعتقد ان موشيه كحلون هو وزير اقتصاد جيد
"لقد فعل شيئا لم يفعله الاخرون - تحمل المسؤولية عن كل قطاع الاسكان. لقد جاء الى المالية في الدقيقة 92 بعد سبع سنوات من ارتفاع الاسعار. كان السوق يغلي. معالجة موضوع كهذا يحتاج الى طول صبر، لكنه دخل في حالة ضغط لكي يثبت نجاحه خلال سنة، واضطر الى القيام بخطوات شعبوية".
الكنيست هي نادي، ايضا. هل شعرت فيها بأنك في البيت؟
"اعتقدت بانني اعرف الكنيست. لم اكن اعرفها كمؤسسة. الكنيست تعمل بشكل جيد الى ممتاز. العمل في اللجان جيد. ايضا في التشريع؛ في طرح القضايا واقتراح الحلول؛ لجنة المالية قام بتحسين مراقبة الحكومة بشكل كبير".
إذا كان الأمر هكذا، فعل الحديث عن انهيار الديمقراطية هو هراء؟
"افهم، لقد تحدثت عن اللجان، الهيئة العامة فارغة المضمون، لقد تحولت الى منافسة على الصراخ، برنامج واقعي، سيرك، الانضباط الائتلافي أصبح مطلقا. اللجنة الوزارية للقانون تحولت، عمليا، الى الكنيست. اييلت شكيد وياريف ليفين يقرران ما يتم تشريعه. ان لم تكن هناك فأنت غير موجود.
"وحشية حكومات نتانياهو دمرت بشكل خطير سير العمل في الديموقراطية البرلمانية. وهذا بالإضافة الى الحصة الاسبوعية من مشاريع القوانين المهووسة، نتيجة للسباق بين بيبي وبينت. هذا يحدث وحدث في هنغاريا وبولندا وفنزويلا وتركيا وروسيا، ونعم، لدينا أيضا.
ما هو رأيك بدافيد بيتان، مثلا.
"انه ليس غبيا بتاتا".
أعرف، لكنه يصر على تقمص المهرج.
"هذا ما يفعله في الهيئة العامة. انا كانوا يحتاجون لجري الى الهيئة العامة بالقوة".
ما الذي تعلمته خلال هذين العامين ونصف العام.
"كنت أعرف الاقتصاد جيدا، لم أكن أعرف الاقتصاد السياسي، والآن أنا ناضج للكتابة: اعمل على إنشاء فريق في جامعة تل أبيب لمساعدتي في دراسة مجموعة من القضايا الاقتصادية والاجتماعية وعلاقتها بالسياسة. سنعمل لمدة سنة على ذلك، والنتيجة ستصدر في كتاب.
"أنا لن أخرج من الحلبة العامة، وأنا أعتزم تأييد أفي غباي بشكل فاعل، انا اؤمن به وبقدراته، يمكنه بناء بديل: لديه القدرة على عمل ذلك.
"عندما ابلغت غباي بأنني سأتقاعد، اصيب بصدمة. قلت له: أنا استقيل ولكن لا أترك. سأواصل الدفع من أجل إنشاء كتلة واحدة من اليسار والوسط، هذه هي الطريق لتحقيق الانقلاب. هناك عدة لاعبين يجب ان يتخذوا قرارا – كحلون، اورلي ليفي، بوغي يعلون، يئير لبيد. انا أفهم بأن هذا لن يحدث حتى اللحظة الأخيرة".
نتنياهو يتحدث عن فترة خامسة. لديه قاعدة واسعة من المؤيدين، داخل كتلته، وفي معسكر اليمين، والأهم من ذلك، بين الناخبين.
" نتنياهو كابوس. لديه موهبة هائلة في تقزيم كل رؤية، ومن ترسيخ نفس كخيار وحيد.
"في كتلة الليكود يوجد اعضاء يتشبثون بالسلطة بكل ثمن، وهناك طبقة من الوزراء الذين سئموا نتنياهو. شعوري هو ان الوقت قد حان لاستئناف العمل، أنا اؤيد التفاؤل، التفاؤل الحذر.
"في يوم الغفران سنقرأ في سفر يونان عن محاولته الخاطئة للهروب من مهمته، من هدفه، وأنا مقتنع بأن كل واحد منا لديه مهمة: هناك وقت لتقديم المشورة ووقت لدفع البرامج، وقت للتشريع ووقت لتوجيه الرؤية".
ووقت للاستقالة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالسبت 30 سبتمبر 2017, 1:10 pm

30.09.2017


دعوا الجيش الاسرائيلي يخسر
“في نظري”، يقول النائب عوفر شيلح، “الجرف الصامد اسوأ من يوم الغفران”. هذه مقولة قاسية، قاسية بشكل خاص عشية الذكرى السنوية لذلك الاخفاق؛ لست واثقا بأنه لا يبالغ. شيلح، نائب في يوجد مستقبل، هو رئيس اللجنة المتفرعة عن لجنة الخارجية والامن، التي نشرت هذا الاسبوع القسم العلني من تقريرها عن “جدعون”، الخطة المتعددة السنوات للجيش الاسرائيلي. اثنان من اعضاء الائتلاف في اللجنة، يوآف كيش وموطي يوغيف، رفضا التوقيع عليه. لقد نسيا أنهما وقعا على الوثيقة الكاملة، العلنية والسرية، حين تم تسليما للجيش الاسرائيلي في شهر تموز.
ينطلق التقرير من الافتراض بأن مهام القيادة السياسية، رئيس الوزراء ووزير الأمن، هي املاء مفاهيم الامن على الجيش الاسرائيلي. وهو يوبخهما على أنهما لا يقومان بعملهما. كما يوبخ التقرير مجلس الامن القومي. لقد استنتج شيلح ورفاقه أن تأثير مجلس الامن القومي على الامن القومي يساوي الصفر. لا يوجد مجلس للأمن القومي لأنه لا توجد قيادة سياسية. ويقول التقرير إن “اللجنة تولي هذا الاخفاق، في قسمه الاكبر، لكون الخطة متعددة السنوات للجيش الاسرائيلي، مصممة كلها تقريبا من قبل الجيش، بدون مفهوم امني مصادق عليه ومعروف وبدون مفهوم تفعيل اعدته وصادقت عليه القيادة السياسية".
يثني التقرير على رئيس الاركان ايزنكوت. ويبدو أن روحه، وربما خيبات أمله من قصور المسؤولين عنه، تنعكس كلها في استنتاجات اللجنة.
"في عهد اشكنازي اتسع الجيش الاسرائيلي دون أي حاجة"، يقول شيلح. "ايزنكوت قلص الجيش الدائم بخمسة آلاف عنصر وتوجه لتوحيد الذراع البري مع شعبة التكنولوجيا. انه يبني بهدوء جيشا مهنيا دون أن يتخلى عن جيش الشعب".
لقد بدأت حملة الجرف الصامد في تموز 2014، واستمرت 52 يوما وانتهت بدون حسم. ويقول شيلح: "الجيش دخل الى الحملة بدون نظرية قتالية. ووصلنا الى حالة خارت فيها قوانا أمام حماس – كما خارت قوانا أمام حزب الله في 2006."
ويقتبس شيلح عبارة من الوثيقة الاستراتيجية للجيش الاسرائيلي التي صاغها ايزنكوت: "الجيش الاسرائيلي (سيدير) مناورة سريعة وحاسمة"، ويقول: "المناورة في الجرف الصامد لم تكن سريعة ولم تكن حاسمة".
"هذا ليس جدالا على عدد الجلسات التي عقدها رئيس الوزراء اثناء الحملة. عمليا، رئيس الوزراء والمجلس الوزاري غير قائمين".
وفقا لما يقوله شيلح فانهما لم يكونا قائمين ايضا في العمل على خطة الجيش المتعددة السنوات. لقد تم تخطيط "جدعون" وتنفيذها دون أي مشاركة من القيادة السياسية. لا توجد تعليمات، لا توجد قرارات. مصادقة وزير الأمن للخطة جاءت في تشرين الثاني 2015. حين كان العمل عليها في الجيش قد وصل الى ذروته. أما المجلس الوزاري فالتقى بالخطة في آذار 2016، بعد ثلاثة اشهر من بدء العمل بها".
ويحكي شيلح عن محادثة أجراها مع اللواء يعقوب عميدرور، الذي ترأس اللجنة التي ناقشت صلاحيات المجلس الوزاري. "عميدرور روى بأن اعضاء المجلس الوزاري قالوا له، نحن سياسيون، ليس لنا الوقت للانشغال بالسياسة، وبإدارة وزاراتنا وبالتعمق في المسائل التي تطرح في المجلس الوزاري. هذا صعب علينا.
"قلت له، لعله من المجدي اقامة محكمة ميدانية في نهاية كل حرب، واذا تبين أن عضو المجلس الوزاري لم يؤد مهمته، يتم اطلاق رصاصة على رأسه.
"لماذا رصاصة في رأسه، سأل عميدرور.
"لكي يخافوا، قلت له".
قلت لشيلح: السياسيون، لا يسارعون الى تحمل المسؤولية. اجيال من رؤساء الوزراء تصرفوا هكذا، من غولدا وبيغن وحتى نتنياهو. ما الجديد؟.
قال: "أنا لا أقبل هذا، في نظري هذه جريمة، وهذا لا يتعلق فقط بأيام المواجهة العسكرية. دورهم مطلوب طوال الوقت".
أعطني مثالا، طلبت منه.
"هناك أناس يقولون إن عصر الجيش الهجومي انتهى. على الجيش الاسرائيلي أن يستعد للدفاع عن حدودنا، وليس ما وراء ذلك. أنا اعتقد خلاف ذلك، ولكن هذه ليست النقطة. فالنقطة هي أنه لا يوجد نقاش".
أنت تطلب اجراء نظام في عملية لا يمكن أن تكون منظمة.
"تحقيق المسؤولية اكثر من تحقيق النظام، في النهاية يتربص بنا الفشل".
 ما هي نقاط ضعف خطة الجيش.
قال: "الخطة تنطوي على رؤيا. انها تعترف بنقاط ضعف الجيش الاسرائيلي كما تم كشفها في 2014. ولكن التسلح وبناء القوة لا يتم بوتيرة مناسبة ولا يتم الوصول في الموعد المناسب للكتلة الحرجة، كما يريد رئيس الاركان".
وماذا أيضا.
“ايران وروسيا غير واردتين في الخطة. ربما يجعل وجود الدولتين في سورية، كل الخطة غير ذات صلة".
هذا سبب وجيه واحد يجعل السياسيين يفرون من الخطط كما يفر المرء من النار. الواقع يتغير. انهم يعرفون كيف يتحدثون عنها، لكن لا يعرفون كيف يستعدون لها. يريدون أن يكونوا شركاء في السر، أن يحصلوا على الاعتماد، أن يغردوا في حسابهم على تويتر. أما ما تبقى فيهتم به الجيش.
"النبأ الذهبي: الذي انقذ اسرائيل
يكتب ياريف بيلغ، في "يسرائيل هيوم" انه في 12 تشرين الاول 1973 اجتمع المجلس الوزاري الامني مع قيادة الجيش الاسرائيلي ورئيس الموساد تسفي زمير في ساعات الظهيرة، لإجراء نقاش مصيري حول خيار اجتياز قناة السويس. قائد الجبهة الجنوبية، الجنرال (احتياط) حاييم بارليف، الذي يمثل رأي كبار رجالات قيادة المنطقة الجنوبية، أعلن تأييده لاجتياز القناة، واقترح تنفيذ ذلك، حسب المخطط، في اليوم التالي. واعلن قائد سلاح الجو، اللواء بيني بيلد تأييده لموقف بارليف. وفي المقابل، عارض نائب رئيس الاركان، الجنرال يسرائيل طال الخطة بشدة، وادعى أن الاجتياز امام فيلقين مصريين مدرعين وجاهزين، معناه الفشل الذريع بشكل شبه مؤكد.
في هذه المرحلة، عندما كان من الصعب على رئيسة الوزراء غولدا مئير، والوزراء وقيادة الجيش، بمن فيهم رئيس الاركان دافيد العزار (دادو) اتخاذ القرار، تم استدعاء زمير على عجل، كما في الدراما المسرحية، الى الهاتف. وتلقى النبأ الذي لا يمكن التقليل من شأنه – "النبأ الذهبي".
بعد 44 سنة من ذاك اليوم المصيري، يتذكر زمير ابن الثانية والتسعين، هذا الأسبوع، تلك اللحظات الدراماتيكية التي رافقت تلقي النبأ، ويستعيد ما حدث فيقول: "كان وضع الجيش الاسرائيلي في الجبهة الجنوبية مقلق جدا. وخلال النقاش الذي سبق لحظة وصول النبأ إلي، قال ديان بأننا اذا فشلنا في هجوم آخر فسنضطر الى القتال على مشارف تل ابيب. كانت الصورة قاتمة وصعبة. وطلبت غولدا من كل الحاضرين أن يكتبوا رأيهم على ورقة ويوقعوا عليها، وذلك لأنه ساد وضع طولبنا خلاله  باتخاذ قرار تاريخي.
"وفيما كنت اجلس الى جانب الطاولة، فتح الباب واستدعتني سكرتيرة غولدا وقالت ان الموساد يطلب حضوري بسرعة. وتحدث معي عبر الهاتف، رئيس مكتبي فاردي عيني، والمسؤول عن الانباء التي يتلقاها الموساد، يوئيل سولومون. وأبلغاني بأن المصدر، الذي لم أكن أعرفه شخصيا، لكن كنت أعرف عن وجوده، نقل نبأ يقول إن المصريين يعتزمون في الايام القادمة انزال المظليين من المروحيات على الهدف الذي ارادوا مهاجمته، معبري الجدي ومتلا. وعندما عدت الى الغرفة، سألتي غولدا: حسنا، ماذا؟ كلهم يريدون معرفة ما اصبحنا نعرفه الان. كما قلت، لم اعرف المصدر بشكل شخصي، لكنني عرفت بأن تقريره موثوق. كما قدرت بأن المصريين لن ينفذوا مثل هذه الخطوة فقط من خلال انزال قوات من المروحيات، بل سيترافق باجتياز قوات المدرعات ومهاجمة ما وراء المعابر ايضا.
"أبلغتهم بما سمعت واضفت: انظروا، خطة المصريين معروفة للموساد، وقد نقلناها الى شعبة الاستخبارات ايضا. وحسب هذه الخطة، يريدون تنفيذ هجوم آخر بعد اسبوع من اندلاع الحرب، بهدف احتلال مناطق هامة في اعماق سيناء. أقترح الانتظار لعدة ايام لنرى ما اذا سينفذون خطة انزال القوات. أنا لا اؤيد قيامنا بالهجوم واجتياز القناة، فهجمات كهذه سبق وفشلت، ولا أرى أي احتمال لنجاح أي هجوم آخر. ووافقت غولدا ورئيس الاركان دادو على رأيي، وقالت غولدا، يا رفاق، تسفيكا أنهى نقاشنا".
من اليأس الى الأمل
لفهم الاهمية الحاسمة للنبأ، من المهم العودة الى الايام التي سبقت وصوله. في 8 تشرين الاول 1973، بعد يومين من اندلاع الحرب، مني الهجوم المضاد والمتسرع الذي شنه الجيش الاسرائيلي في سيناء بالفشل. وبالتوازي، لم تنجح الجهود التي تم بذلها لاقتلاع استحكامات المصريين شرقي القناة. وكان الوضع في الجبهة الجنوبية في اسوأ حال، والجمود في هذه الجبهة مقلق.
في العاشر من تشرين الاول ناقشت قيادات المنطقة الجنوبية مع رئيس الاركان دادو المسألة المصيرية، حول كيفية تغيير وجه المعركة. وكانت الخيارات المطروحة على الطاولة صعبة. احدها – الجهد المبذول لاقتلاع المصريين من شرقي القناة، الذي سيجبي من قواتنا ثمنا باهظا بالقوى البشرية والمعدات، في الوقت الذي تآكل فيه الجيش في المعارك، لا سيما بالطائرات والطيارين؛ الثاني، اجتياز القناة، وهو رهان خطير وامكانية للفشل – لا سيما في مواجهة فيلقين مصريين مدرعين توجدا غرب القناة؛ والثالث، ابقاء الوضع القائم، والذي يعني الجمود العسكري. حرب استنزاف على خطوط صعبة وتجنيد طويل للاحتياط لا يمكن اسرائيل أن تتعايش معه.
بارليف، والجنرالان شموئيل (غورديش) غونين، قائد المنطقة الجنوبية، واريك شارون، قائد الفرقة 143، أيدوا بحزم اجتياز القناة وادعوا أنه يجب تغيير الوضع العسكري، وتحقيق مبدأ القتال الاسرائيلي بنقل الحرب الى ارض العدو وتحقيق انجازات استراتيجية. وشعر دادو بالتردد، لكنه رغب بالتوصل في اقرب وقت ممكن الى وقف اطلاق نار، والى "اعادة تنظيم القوات"، وفي الوقت نفسه كان معنيا بأن تشارك القيادة السياسية في اتخاذ القرار الحاسم. وزير الأمن موشيه ديان لم يكن مستعدا لقبول فكرة وقف اطلاق النار، بل رأى فيها نوعا من الاستسلام. لكنه هو ايضا تردد في موضوع الخيار العسكري المفضل – فانتقل النقاش الى طاولة الحكومة.
في اطار هذا كله، كانت الاجواء العامة في القيادتين العسكرية والسياسية متكدرة. وكما يذكر، عندما عاد ديان في 7 تشرين الاول من جولة في الجبهتين الشمالية والجنوبية، كان يبدو وكأن عالمه تدمر. وتحدث عن امكانية الانسحاب في سيناء وفقدان ذخائر حيوية، واقتبس عنه قوله لغولدا: “لقد اخطأت، نحن عرضة لكارثة، قد يكون هذا خراب الهيكل الثالث”. وتم الاقتباس عن غولدا قولها: "اذا كان ديان محقا، فسأنتحر". في هذه الاجواء الصعبة انعقدت، كما اسلفنا، القيادتين السياسية والامنية في 12 تشرين الاول وكانت مترددة في الاساس، وعندها جاء النبأ المصيري – النبأ الذهبي.
ويبحر زمير في ذاكرته الى اللحظة التي فهمت فيها قيادة الدولة معنى النبأ، ويقول: "دادو قال انه يعد لواء المدرعات للتصدي، على افتراض أنه بعد انزال المظليين ستجتاز الفرق المدرعة المصرية القناة وتهاجمنا. وبالفعل، بعد وقت قصير اجتازت المدرعات المصرية القناة وهاجمت، لكن الجيش الاسرائيلي وجه اليها ضربها صارمة حطمت المصريين معنويا ايضا. هذا النصر سمح لنا بشن هجوم واجتياز القناة بسهولة اكبر نسبيا. هذا لم يكن بالطبع هجوما سهلا، ولكن وصول النبأ والاستعدادات التي تم تنفيذها في اعقابه، حسنت بالتأكيد الوضع بالنسبة لنا".
كما أن النبأ الذي تلقاه زمير امتزج مع الضغط السوري على المصريين لزيادة قوة الحرب في الجنوب من اجل تخفيف الضغط الاسرائيلي في الشمال، والذي شكل في حينه تهديدا خطيرا لدمشق.
كما اسلفنا، لم يكن المصدر الذي نقل النبأ الذهبي هو الجاسوس المصري اشرف مروان، الذي كان يلقب "بابل" والذي تم كشفه في السابق، وانما مصدر آخر في مصر. العميد احتياط اهارون لبران (85 سنة) رجل سلاح الاستخبارات والحاصل على وسام الشرف، كان خلال الحرب نائبا لرئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات، وكان يعرف المصدر عن كثب، وكان له الفضل الاول في وجوده وأدائه. لبران، الذي يحلل هنا لأول مرة الاهمية الحاسمة للنبأ، يقول ان "النبأ الذهبي وصل بالتأكيد فقط من ذاك "المصدر الآخر". أتذكر أنه في ذاك اليوم الذي وصل فيه النبأ كنت في الكرياه (مقر وزارة الأمن). وعندما عاد دادو من الاجتماع مسح جبينه وقال 'الآن اعرف ما يجب عمله'."
وبالفعل، في 14 تشرين الاول اجتازت قوات مصرية مدرعة القناة باتجاه الشرق. تلك القوات، التي ضمت فيلق المدرعات 21، وعلى الاقل لواء مدرعات واحد من فرقة المدرعات 4 ولواء مؤلل من الفيلق 23، تلقت ضربة من الجيش الاسرائيلي في احدى معارك المدرعات الاكبر في حروب اسرائيل. وحسب قائد الجيش المصري، سعد الشاذلي، في ذاك اليوم تم تدمير 250 دبابة مصرية، واعترف المصريون لأول مرة بتدمير 100 دبابة من دباباتهم. وهكذا انقلبت صورة المعركة في الجبهة الجنوبية رأسا على عقب بفضل النبأ الذهبي.
مصر ركعت على ركبتيها
"الاختبار المناسب لتتويج نبأ بأنه "نبأ ذهبي" هو هل كانت يلبي أحد المعايير الثلاثة"، يقول لبران. "الأول – هل وفر تحذيرا موثوقا مسبقا، والثاني هل ادى الى حل معضلة صعبة وساعد على التوصل إلى القرارات المناسبة، والثالث، هل قاد الى استغلال وتنفيذ تحركات عسكرية عملية واستراتيجية كبيرة ضد العدو. هذا النبأ استوفى كل هذه المعايير.
"لقد وصل هذا النبأ في خضم الحرب - التي كانت معظم المصادر فيها نائمة - ووفرت من حيث المنظور الاستخباري تحذيرا واضحا قبل يوم او يومين حول نية المصريين انزال قوات من المروحيات. وبعد وصول النبأ، كان من الممكن أن نستنتج منه استنتاجا واحدا فقط – الحديث عن استمرارا الهجوم المصري، وانزال القوات من المروحيات سيحتم التلاحم مع القوات المدرعة.
"أما بالنسبة للمساعدة في حل معضلة اتخاذ القرار خلال الحرب، فقد ساعد النبأ قادة الدولة والجيش على الحسم بين الخيارات المشؤومة التي واجهتهم، واتخاذ القرار الصحيح، الذي يعني انتظار القوات المصرية شرقي قناة السويس وهزمها، وعدم المغامرة الخطيرة باجتياز القناة مقابل قوات مصرية جديدة، وهي مغامرة كان يمكن أن تنتهي بكارثة هائلة لدولة إسرائيل. ثالثا، فيما يتعلق بالجانب العسكري العملي، قام الجيش الإسرائيلي بضرب القوات المصرية التي اجتازت قناة السويس وهاجمت في اعماق سيناء، بشكل قاصم، مما أدى، عمليا، إلى تحول درامي ومصيري على الجبهة الجنوبية. بعد النصر في اكبر معركة للمدرعات في الرابع عشر من الشهر، أخذ الجيش الإسرائيلي بزمام المبادرة، وشق رواقا لاجتياز القناة ودمر قواعد البطاريات المصرية المضادة للطائرات، وسمح للقوات الجوية بحرية العمل والقدرة على توفير قوة مضاعفة للقوات البرية، التي عبرت القناة، وقامت بتطويق الجيش الثالث - ووصلت إلى مسافة 101 كلم من القاهرة".
أما بالنسبة للمساهمات الاستراتيجية للنبأ الذهبي، حسب لبران، فقد كانت كثيرة. ووفقا لأقواله "قبل وصول النبأ، كانت هناك أصوات في القيادة الاسرائيلية، بما في ذلك رئيس الاركان دادو، التي دعت الى وقف اطلاق النار. وكان هناك من رأوا في هذه الأصوات، مثل ديان، بمثابة استعداد للاستسلام. وبعد النجاحات التي تحققت في ميدان المعركة، والتي نجمت عن وصول النبأ والقرارات الصحيحة التي تم اتخاذها، غيرت إسرائيل بطبيعة الحال موقفها وأدارت التحركات من موقع القوة.
"وفي المقابل، نبعت المكاسب الاستراتيجية الإسرائيلية، أيضا، من وضع القيادة المصرية، التي كانت بعد تطويق الجيش الثالث في حالة يائسة. الجيش، الذي ضم حوالي 30 ألف جندي واحتاج إلى الغذاء والدواء، كان يخضع كله لرحمة الجيش الاسرائيلي وسلاح الجو. القيادة المصرية وأنور السادات نفسه، الذين رفضوا قبل 12 تشرين اول، أي احتمال لوقف إطلاق النار، استغاثوا بعد تطويق الجيش، لنقل قوافل الغذاء والدواء للجيش المحاصر، وتوجهوا بنداء عاجل للاتحاد السوفياتي، لمساعدتهم على التوصل إلى وقف إطلاق النار. في تلك المرحلة، وبسبب خلافات في الرأي في القيادة المصرية، تم خلع الجنرال الشاذلي. وقد مكن هذا الوضع اسرائيل من المطالبة، من ضمن امور اخرى، بتبادل فوري للأسرى، واجراء محادثات مباشرة حول القضايا العسكرية والسياسية، وغير ذلك".
بوادر اتفاق السلام
بعد وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز النفاذ صباح يوم 25 تشرين اول، بدأت في 28 تشرين اول، في منطقة الكيلومتر 101 من القاهرة، محادثات بين إسرائيل ومصر. وشارك لبران في تلك المحادثات، كعضو في الفريق الإسرائيلي الى جانب رئيس الوفد الأول، أهارون ياريف، وبعده يسرائيل طال. ويتذكر قائلا: "لقد تركز النقاش مع المصريين في البداية على نقل قوافل الإمدادات للجيش الثالث المحاصر، وهو طلب اضطرت إسرائيل للموافقة عليه بعد ضغوط من الولايات المتحدة، ومع ذلك، قبل الاتفاق على نقل قافلة الإمدادات تمكنت من تلبية طلب ديان الحازم، وخلال احدى الجلسات التي تمت بقيادتي، تلقيت قائمة بأسماء أسرانا في مصر من الجنرال المصري محمد الجمسي، الذي كان آنذاك قائد الجيش المصري.
وبعبارة أخرى، فإن النبأ الذهبي لم يؤد فقط إلى انقلاب عسكري مصيري، بل قاد أيضا الى تطورات استراتيجية دراماتيكية مكنت إسرائيل من تحقيق إنجازات في المجال السياسي أيضا. ويمكن الابتعاد اكثر والقول – وكان السادات قد المح الى ذلك – ان الانقلاب العسكري في غير صالح المصريين، جعله يفكر بأن الحرب ضد اسرائيل لن تنجح حتى في ظروف الافتتاح بمفاجأة كاملة وتحقيق النجاح الأولي. هذا التفكير، إذا مر فعلا في دماغ  الرئيس المصري، ساهم في التوصل إلى اتفاق السلام. مع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن السادات تجاهل في تصريحاته وكتاباته عن الحرب، هزيمة جيشه في 14 تشرين الأول".
لماذا، اذن، لم يحصل هذا النبأ على صداه المناسب؟
"أحد الأسباب كما أعتقد بشكل شبه مؤكد، هو المزاج الكئيب في الجيش الإسرائيلي والجمهور الإسرائيلي بأسره في نهاية الحرب الصعبة. افتتاح الحرب بمفاجأة كبيرة وإخفاقات عسكرية ترك انطباعا محبطا، ابتلع معه النبأ الذهبي الذي قاد إلى هذا التحول الدرامي في الحرب. وهناك سبب آخر وهو أن كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي ومسؤولي الدولة الذين انشغلوا بلجان التحقيق بعد الحرب لم يعرفوا ما يكفي من المعلومات عن هذا النبأ ومساهمته وجوهره، وربما لم يدركوا أهميته وقيمته ومسؤوليته عن الانقلاب في ساحة المعركة.
"ثالثا، قد يكون السبب مرتبطا بالموقف المتواضع لرئيس الموساد، زمير. في كتابه "بعيون مفتوحة"، يكرس بضعة أسطر فقط لذلك النبأ ولا يفصل أهميته. يصعب علي التصديق بأنه كتب هذا فقط بسبب تزمته في الحفاظ على الأسرار، وانما يبدو لي انه كان من الصعب عليه المفاخرة بالنبأ الذهبي على خلفية فشل التحذير القاسي في بداية الحرب، على الرغم من أنه لم يكن مسؤولا عن ذلك.
"على أية حال، أدى النبأ الذهبي إلى انقلاب في ساحة المعركة، وإلى هزم المصريين وفي الواقع حسم الحرب كلها، لأن مصر كانت في حينه العدو الرئيسي، والى الإنجازات الاستراتيجية الكبيرة التي لم تحلم بها إسرائيل من قبل. عمليا، أثر هذا النبأ على مصير دولة اسرائيل حتى اليوم، ولذلك من المناسب ان يحظى بالصدى و"المقابل"، وربما منحه جائزة أمن إسرائيل، التي يستحقها".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالثلاثاء 10 أكتوبر 2017, 4:32 am

09.10.2017



مقالات
مقامرة نتنياهو غير الأخلاقية
تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، انه على النقيض من رأي معظم قادة العالم وأجهزتهم الاستخبارية، يصر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أن الاتفاق مع إيران ليست له أي مزايا وانه سلبي فقط. لقد ضحى بعلاقاته مع الرئيس براك أوباما، والحزب الديمقراطي، وجزء كبير من اليهود الأمريكيين مقابل الحق في الكلام أمام الكونغرس في آذار 2015، وهو يتمسك بذلك حتى اليوم. صحيح ان اسرائيل تفخر بكتلة من الدول السنية التي تدعم نضال نتنياهو، والتي تقودها المملكة العربية السعودية، لكن قادتها يحافظون على الهدوء. وفي مواجهة المعارضة الحازمة للصين وروسيا والاتحاد الاوروبي وباقي دول العالم فان نتنياهو هو الزعيم الوحيد الذي يعارض الاتفاق ويحث الرئيس الاميركي دونالد ترامب على الانسحاب منه، من خلال المطالبة بإجراء اصلاحات لن توافق عليها طهران مطلقا.
في الشهر الماضي وقف نتنياهو مرة اخرى على منصة الامم المتحدة، واغدق الاطراء على ترامب وطالب بـ"الغاء او تصحيح" الاتفاق النووي. في بداية الأسبوع المقبل من المتوقع ان يبادر الرئيس الأمريكي الى خلق ازمة حول الاتفاق، من خلال الامتناع عن المصادقة امام الكونغرس على ان ايران تلتزم بالاتفاق. حتى اكثر المتحدثين الموهوبين في البيت الابيض ومكتب نتنياهو سيجدون صعوبة في المستقبل، في انكار العلاقة بين الحدثين.
وقد ألمح مساعدو ترامب بالفعل إلى أنه قد يكتفي بالعناوين والضوضاء التي ستحدثها كلماته، ولكن نتنياهو ليس كذلك. لن يتم تقويض الاتفاق النووي بشكل فعال الا اذا استغل مجلس الشيوخ الايام الستين المخصصة له بعد اعلان الرئيس من اجل تجديد العقوبات المعلقة بموجب الاتفاق النووي. وسيضغط نتنياهو، مباشرة ومن خلال المنظمات والأفراد الذين يتبعونه، على أعضاء مجلس الشيوخ لزيادة الضغط على طهران، الأمر الذي سيعرض الاتفاق للخطر. في أفضل الأحوال، قد يواجه هزيمة مماثلة للهزيمة التي انزلها به أوباما في الماضي، وفي أسوأ الأحوال، سينظر إليه على أنه يدفع الولايات المتحدة إلى مواجهة سياسية يمكن أن تتدهور أيضا إلى اشتعال عسكري.
هذا مقامرة لا اخلاقية، حتى لو قبلنا تحفظات نتنياهو على الاتفاق، ناهيك عن الاعتقاد بأن إلغاء الاتفاق سيكون سيئا للدولة. لا يمكن لإسرائيل أن تسمح لنفسها بهذا النشاط الفظ بشأن موضوع مثير للجدل، والذي يمكن أن يشعل حريقا، بل ويكلف ضحايا أمريكيين. وعود نتنياهو بأن هذه المواجهة تخدم المصالح الأمريكية، ستذكر الكثيرين بظهوره في الكونغرس في عام 2002، حين تحدث عن صناعة اسلحة نووية متقدمة في العراق، لم يكن لها أي وجود، ودعا إلى القضاء على نظام صدام حسين، ووعد بأن ذلك ستجلب الخلاص والشفاء للشرق الأوسط. في حينه كان مجرد مواطن مستقل، وتركت كلماته وصمة عار شخصية. اما الآن فهو رئيس وزراء، وإسرائيل كلها قد تدفع ثمن ثقته المفرطة بنفسه.
بشرى غزة
يكتب عودة بشارات، في "هآرتس"، انه من المؤسف أن المعلق أفيشاي بن حاييم، لم يفحص في إطار برنامجه "الحمض النووي اليهودي"، على القناة العاشرة، الحمض النووي لوزير الأمن أفيغدور ليبرمان. أستطيع أن أراهن أنه لن يكون حمض نووي يهودي ولا عربي، ولا حتى روسي. سيكون حمض نووي من الشر، إذا كان هناك شعب بهذا الاسم. لقد حان الوقت حقا لاختراع آلية لقياس درجة الشر الكامن في الحمض النووي بدلا من الإسناد العرقي. الحمض النووي العرقي يثير الغثيان، وخصوصا عندما يستخدم لتحديد من هم الأبناء (البيولوجيين بالطبع) الذين سيرثون "عقارات الآباء".
خلال كتابة هذه السطور، يوم أمس، كانت قد انقضت ستة أيام منذ بداية الإغلاق الذي فرضه ليبرمان على الأراضي المحتلة، الحمد لله، خمسة أيام أخرى، وينتهي الإغلاق الكبير. وعندها سيتم تجديد نشر الحواجز والفحص الأمني والغارات بقوة، في محاولة لسد الفجوة التي خلقتها أيام العطلة التي قضى خلالها السادة عطلاتهم بدون ازعاج.
من قال انه توجد عدالة في العالم؟ ليس هناك عدالة. هناك فقراء وهناك اغنياء، هناك اقوياء وهناك ضعفاء، هناك من يتواجدون في الأعلى، وهناك من يتواجدون في الأسفل. اذن، حين تكون في الأعلى، لا تطرح ادعاءات ضد أولئك الذين داسوا عليك عندما كنت في الأسفل. سوف يقولون لك: "يا حبوب، ها أنت في الأعلى، ولذلك قبل أن تعظنا على الأخلاق على ما فعلناه عندما كنا في الأعلى، حقق العدالة لأولئك الذين دفعتهم للتو الى القاع. فالاختبار هو في هذه اللحظة بالذات، عندما يمكنك أن تفعل شيئا، وليس عندما تستدير العجلة مرة أخرى، وتعيدك إلى الأسفل، لأن العجلة، مثل الحياة، لا تتوقف للحظة - مرة أنت فوق، ومرة أنت تحت.
ولكن الآن ايضا، حين يتواجد الفلسطينيون في الأسفل ويخضعون للحصار، لا يبدو أن الشمس تلاحظ بأن ليبرمان موجود، وتواصل الاشراق. والفلسطينيون، بصفاقتهم، مثل قاطرة فقدت الفرامل، يسارعون نحو الوحدة. وفي الحكومة اليمينية الإسرائيلية ينتفون شعرهم، وكل من يتواجد هناك يسارعون إلى تهديد الفلسطينيين لئلا يتوحدون، وفي الوقت نفسه يحرضون دول العالم على الخطوة الحتمية من اجل التوصل إلى اتفاق سلام.
وهكذا، مرة أخرى، بعد مرات كثيرة سابقة، تتعارض السياسة التي تتبعها إسرائيل مع مصالح شعوب المنطقة. فما هو الخطأ في سعي الشعب الفلسطيني الى لئم الانقسام، وبدلا من وجود قيادتين، تصبح له قيادة واحدة؟ كل جار جيد يصلي كي يحل السلام في بيت جاره. إلا في إسرائيل، ينظرون إلى كل سلام في بيت الجار على أنه قنبلة ذرية موقوتة. من تسبب له رفاهية الجار مشاعر الحزن، على غرار التاسع من آب (حسب التقويم العبري ذكرى خربا الهيكل – المترجم)، يجب عليه أن يفحص ما هو الخطأ لديه، ويجب عليه أن يقوم بإجراء حساب مع النفس، وكيف تولدت لديه مصلحة تتصادم مع مصالح جيرانه.
بشرى الوحدة القادمة من غزة هي أيضا بشرى للمجتمع الإسرائيلي العاقل. هكذا سيكون من الممكن التحدث مع قيادة فلسطينية واحدة، بدلا من التحدث مع جانب واحد والصراع مع الآخر. وإذا عدنا إلى السؤال اليهودي القديم: "هل هذا جيد لليهود؟" إذن الجواب بسيط: نعم، إنه جيد لليهود، لأنه جيد للفلسطينيين. وإذا كان جارك على خلاف مع نفسه، فهذا ليس جيدا بالنسبة لك ايضا. هذا أمر جيد بالنسبة لليهود، لأنه، بالإضافة إلى قيادة واحدة، تبذل جهود هائلة لتنفيذ مبدأ سلاح واحد.
إذا كان هناك رجال حكماء في القدس، هدفهم الوحيد هو أن تحقيق المنفعة لليهود، يجب عليهم المساعدة في إكمال المصالحة. وكما أن لدى إسرائيل مجموعة من الأهداف لإيذاء الفلسطينيين، فإن لديها أيضا مصرفا هائلا مع فرص لا حصر لها لمساعدتهم، مثل الجار الجيد. وبدلا من إهانة محمود عباس، الذي اتضح أنه ليس "منتوف الريش" ويمكنه تنفيذ خطة بعيدة المدى، كهذه، يجب على إسرائيل أن تدعم جهود المصالحة. وبدلا من وجه حصار ليبرمان، حان الوقت لإظهار وجه مشرق، يكون الحمض النووي فيه مليئا بالخير هذه المرة.
بعضها سيبقى هناك
يكتب الكسندر يعقوبسون، في "هآرتس"، ان بنيامين نتنياهو عاد وأعلن أنه لن يتم إخلاء أي مستوطنة. ويجري التعامل مع هذه الأمور على أنها تضع حدا لفكرة الدولتين، ولكن من الجدير الانتباه الى ما لم يقله نتنياهو. انه لم يقل ان جميع المستوطنات ستكون تحت السيادة الاسرائيلية او ان المستوطنات ستبقى تحت الحكم الاسرائيلي. ولم يقل أننا لن ننسحب أبدا من أجزاء وطننا في يهودا والسامرة. هل يمكن أن يكون المعنى الحقيقي لكلماته مختلفا عما يفترضه المؤيدون والمعارضون له؟
بطبيعة الحال، يجب أن نأخذ في الاعتبار إمكانية عدم وجود معنى واحد لتصريح نتنياهو، بل عدة معاني محتملة، وفي وقت لاحق، فقط، سيعتمد احدها كوقف "حقيقي". وسيجري ذلك بالتأكيد في ضوء الاعتبارات العليا المتمثلة في ضمان استمرار سلطته التي يعتبرها مصلحة وطنية حيوية. الفرضية الواردة أدناه هي واحدة المعاني المحتملة الحقيقية التي يمكن ان تكمن في إعلان نتنياهو أنه لن يتم إخلاء أي مستوطنة.
اذا قامت ادارة ترامب في الاشهر القليلة المقبلة بطرح الخطة السياسية التي تعمل عليها بجدية كبيرة، حسب ما قاله نتنياهو، فان رئيس الوزراء لن يرغب بالتأكيد برفضها بشكل قاطع. ففي كل ما يتعلق بعدم الرغبة في سماع "لا"، يعتبر الرئيس دونالد ترامب جدي جدا، أكثر بكثير من سلفه. ولا يمكن وصف خطة سلام أمريكية لا تتضمن كيانين سياسيين حتى نهر الأردن - إسرائيلي وفلسطيني.
لنفترض أن ترامب سيتجاهل مواقف وحساسيات الفلسطينيين والدول العربية المعتدلة، ولن يدعو الكيان الفلسطيني باسمه الصريح "دولة" (مدعيا أن القضية قابلة للتفاوض). ومع ذلك، فإن إنشاء مثل هذا الكيان يعني التقسيم الإقليمي. وإذا لم يتم اقتلاع أي مستوطنة، فإن ذلك يعني بالضرورة أن هناك مستوطنات ستبقى تحت الحكم الفلسطيني، لأن المستوطنات تنتشر في المنطقة بطريقة هدفها منع أي تقسيم.
وإذا قبل نتنياهو مثل هذه الخطة، فإنه سيتهم بالتأكيد من قبل اليمين الأيديولوجي، بخيانة وعوده، أو مجرد الخيانة. يمكن أن تكون إجابته كالتالي:
"لا يوجد هنا أي خرق لما وعدت به. منذ خطاب بار إيلان، أؤيد حل الدولتين، هل سمعني احد اتراجع عن ذلك؟ طبعا، يجب أن تكون الدولة الفلسطينية أقل من دولة بسبب القيود الأمنية، ولكن حتى الدولة الأقل من دولة ستكون لديها أراضي. في الآونة الأخيرة، قلت أيضا إنني لست مستعدا للالتزام بعبارة "الدولة" الدلالية، لأنه ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الدولة على الطريقة الإيرانية أو دولة مثل كوستاريكا. ربما لم تنتبهوا، ولكن كوستاريكا هي أيضا دولة، مع إقليم متواصل وشامل تحت سيادتها؛ صحيح، ليس لديها جيش. لقد شددت دائما على ضرورة منع وجود دولة ثنائية القومية. إذا كان هناك كيانان سياسيان، ولكن لن يتم اقتلاع أي مستوطنة، فإن الاستنتاج واضح: أي شخص يعيش خارج الحدود التي ستحدد في المفاوضات لن يضطر إلى المغادرة (وبالفعل، لماذا سيتم طرد شخص من بيته إذا كنا نتحدث عن السلام بين الشعبين؟)، وانما يمكنه البقاء في الأراضي الفلسطينية".
في الآونة الأخيرة، تبنى نتنياهو المطلب بأن تحتفظ إسرائيل في كل اتفاق بالمسؤولية الأمنية العليا حتى نهر الأردن. ظاهرا، هذا لا يعني فرض القيود على السيادة الفلسطينية، وإنما مطلبا بالسيادة الفعلية لإسرائيل. وهذا يترك الفلسطينيين أقل بكثير من كوستاريكا. ولكن من الممكن تفسير مصطلح "المسؤولية الأمنية العليا" بطرق مختلفة. هناك امر واحد مؤكد: أن اعتماد هذا الشعار سيجعل من السهل جدا على نتنياهو أن يدعي أنه لا يتخلى عن أمن اليهود الذين سيبقون تحت الحكم الفلسطيني، لأن المسؤولية الأمنية العليا ستبقى في ايدي إسرائيل.
هناك دلائل واضحة على أن نتنياهو يدرس هذه الفكرة، بما في ذلك المعرفة التي لم يتم نفيها، بأنه طرحها بالفعل في المفاوضات مع جون كيري. وهذا لا يعني بالضرورة أن نتنياهو يتوقع، أو يريد، أن تؤتي الفكرة ثمارها، ولكن أنصار المستوطنات يجب أن يعرفوا أن مقولة " لن يتم اقتلاع أي مستوطنة"، لا توضح حتى الآن في أي دولة سيكونون.
سورية: مصالح وخطوط حمراء
يكتب يوآب ليمور، في "يسرائيل هيوم"، انه يمكن الافتراض بأنه كانت لدى إسرائيل مبررات وجيهة لعدم مهاجمة محرقة الجثث في سجن صيدنايا في دمشق، التي اخفى فيها نظام الأسد جثث السجناء الذين قتلهم: وعلى عكس نقل الأسلحة المتقدمة إلى حزب الله، لا يوجد في المحرقة أي تهديد لإسرائيل.
هذه مسألة أخلاقية بحتة. لقد نشأت دولة إسرائيل من رماد الملايين الذين تم حرق جثثهم في المحرقة. أولئك الذين أقسموا أن ذلك "لن يتكرر أبدا" لا يمكن أن يقفوا مكتوفي الأيدي بينما تم في سورية، على بعد بضعة عشرات من الكيلومترات، استخدام المحرقة مرة اخرى لتمويه آثار الجرائم ضد الإنسانية.
لقد كشفت وزارة الخارجية الاميركية في واشنطن، بشكل مخطط، المعلومات عن المحرقة. الأميركيون، الذين كانوا يعرفون أن السوريين سيسارعون الى الإنكار، نشروا صور الأقمار الصناعية للمحرقة، التي تثبت الجريمة، جنبا إلى جنب مع تقييم الفظائع المرتكبة هناك.
لم يكن المقصود بأن يكون الاستنتاج المطلوب بالكلمات ولكن في الأفعال. إذا كانت الولايات المتحدة مقتنعة بالمعلومات التي نشرتها، فسيتعين عليها مهاجمة المرفق وتدميره، ولكن بدلا من ذلك دفع الأمريكيون هذه المسألة إلى عتبة روسيا – صاحبة البيت الحقيقي في سورية - مطالبين بأن تعمل على هذه المسألة.
من الصعب فهم السلوك الأمريكي: ليس هكذا تتصرف من تدعي انها تقود العالم وتحدد قواعد أخلاقية له. ومن ناحية أخرى، يمكن العثور على الاتساق في واشنطن: حتى عندما كشفت إسرائيل عن استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية ضد خصومه، فعلت الولايات المتحدة كل ما هو ممكن لعدم مواجهة المشكلة.
وفقط، عندما قتل أكثر من 1000 مدني في هجوم كيميائي في ضواحي دمشق في عام 2013، اضطرت الإدارة الى العمل. وقادت تهديداتها بالهجوم، الأسد الى التخلي عن ترسانته الكيميائية، باستثناء بقايا قدرات. وعندما استخدمت هذه القدرات في وقت سابق من هذا العام، تحركت الإدارة مرة أخرى - وهذه المرة بالوسائل العسكرية. وتم اطلاق العشرات من صواريخ كروز لتحديد خط احمر واضح للأسد او كما تعرفه الادارة في واشنطن- هناك اعمال "لا يمكن ان يتجاهلها العالم المتحضر".
هذا التعريف ينطوي على نفاق غير ضئيل. في الحرب الأهلية في سورية، قتل حوالي 600 ألف شخص حتى الآن. وجرح الملايين. وتم تدمير حوالى نصف المنازل، واصبح اكثر من 30 في المائة لاجئين. وهذا الأمر لم يهم العالم حقا، حتى بدأت  قضية اللاجئين بالانزلاق إلى أوروبا. ولو لم يبدأ داعش بشن هجمات في الغرب، لبقيت الحرب قضية سورية داخلية.
كان من المفترض أن تكون المحرقة بمثابة خط أحمر. الدرس المستفاد من الحرب العالمية الثانية لا يزال طازجا جدا، يصرخ عاليا - وكان المطلوب اتخاذ إجراءات. ليس فقط من جانب الولايات المتحدة؛ فأوروبا أظهرت مرة أخرى مدى الفجوة الكبيرة بين الكلام والعمل، وبالنسبة لروسيا والصين ليس هناك ما يقال، فهما تتعاملان مع سورية كمصلحة تجارية، وليس كبشر.
وهذا يعيد الكرة مرة أخرى إلى إسرائيل. لقد كان الموقف السائد في إسرائيل خلال سنوات الحرب في سورية هو أنها ليست شأننا: طالما أنهم يقتلون بعضهم البعض، فانهم لا يقتلوننا. من حيث المبدأ، هذا النهج صحيح ويترك إسرائيل خارج دائرة الأعمال العدائية؛ ولكن، أخلاقيا، يعتبر إشكاليا، لأنها هي أيضا، تغض النظر عن الفظائع.
تحت ذريعة الخوف من التصعيد، امتنعت إسرائيل عن التصرف في مسائل لا تتصل مباشرة بأمنها. وهذا مشروع، بطبيعة الحال، ولكنه يترك شعورا بعدم الارتياح. بعد كل شيء، لا تزال الفظائع متواصلة في سورية كأنها لا شيء، وفي الغرب (وهنا أيضا)، كل شيء يعتبر مجرد كلام.
المهم انه "ليس مسلما"
يكتب بن درور يميني في "يديعوت احرونوت": "من صحيفة نيويورك تايمز إلى العديد من الصحف ووسائل الإعلام في العالم، وحتى في إسرائيل، سمع تنفس الصعداء في الأسبوع الماضي، والذي كان مصحوبا أيضا بالسخرية من اليمين السياسي: إنه ليس مسلما! واوو. لقد اتضح أنه تم ارتكاب عملية القتل الجماعي في لاس فيغاس من قبل "مجرد" مجنون، ستيفن بادوك، وليس هناك حاجة لأن يكون جهاديا من اجل تنفيذ مذبحة لا تعرف الرحمة.
الكثير من الناس مشغولون بالاعتذار بلا توقف. لقد قفزوا على الـ "غير مسلم" كأنهم عثروا على غنيمة. هذا دليل على عدم وجود صلة بين المسلمين والذبح. انهم على حق. لكن ضحكهم الساخر يكشف عن شيء أعمق بكثير. انهم مصابون بالعمى. الشخص الذي يقفز مغتبطا عندما يقوم "غير مسلم" بارتكاب مجزرة عادة ما يبقى صامتا عندما يرتكب مسلم مجزرة. يجب النظر إلى الواقع كما هو، بدون نظارات من "اليمين" أو "اليسار" التي تشوش ليس فقط الرؤية ولكن التفكير، أيضا.
أولا، في كل شهر، في السنوات الأخيرة، يقتل ما بين ألف وألفي شخص من قبل منظمات الجهاد. هؤلاء ليسوا قتلى حروب. إنها مجرد أعمال إرهابية فقط. وسائل الإعلام الغربية لا تبلغ عن معظمهم، لأنه ليس مثيرا للاهتمام قتل ثلاثة أو خمسة أو عشرات في نيجيريا أو الصومال أو أفغانستان أو باكستان. قبل اسابيع ليست كثيرة، نفذت امرأتان مسلمتان عملية انتحارية في سوق مزدحم بالقرب من مخيم للاجئين في نيجيريا. جميع الضحايا كانوا من المسلمين. ولامس عدد التقارير في وسائل الإعلام الغربية الصفر تقريبا.
ثانيا، في بعض المراحل كانت المسيحية أشد قتلا من الإسلام، وحتى لو حاول الإسلام، فإنه لن يصل إلى الفظائع التي ارتكبت، على سبيل المثال، في الحروب الصليبية. لقد ارتكبت مذابح بلا رحمة ضد مجتمعات يهودية بأكملها. وتم اشعال النيران في الكنس اليهودي مع روادها. وخلال حرب الثلاثين عاما، في المعركة الدامية بين الفصائل المسيحية المتنافسة، ذبح المسيحيون بعضهم البعض بكميات تجارية يبدو الصراع بين الشيعة والسنة مقارنة بها وكأنه لعبة للأطفال. المسألة هي أن المسيحية تخلت عن صناعة الدم. اما الإسلام فأبعد ما يكون عن الفطام.
ثالثا، كما كان معظم ضحايا القتل المسيحي في ذلك الوقت من المسيحيين، هكذا غالبية ضحايا المسلمين اليوم، الأغلبية المطلقة، هم من المسلمين. لا تشكل الهجمات الإرهابية في الغرب سوى نسبة قليلة من الإرهاب اليومي الذي يعاني منه المسلمون أنفسهم: ففي عام 2016، قتل 21.245 شخصا، غالبيتهم العظمى من المسلمين. وكان اسوأ حادث ارهابي في الغرب في نيس عندما سافرت شاحنة في يوم الباستيل نحو حشد من المحتفلين. 
رابعا، مع كل عدم الاحترام للمجنون من لاس فيغاس، يجب أن نتذكر ما قاله مسلم شجاع، عبد الرحمن الرشيد، المحرر السابق لـ "الشرق الأوسط": "ليس كل المسلمين إرهابيين، لكن معظم العمليات الارهابية يرتكبها مسلمون. لقد كتب هذا في عام 2004. ومنذ ذلك الحين، ازداد الوضع سوءا.
خامسا، يمكن الافتراض بأن الكثير من المسلمين يعرفون أنه في كل مكان يرفع فيه الإسلام الراديكالي رأسه، سواء في المجتمعات الغربية أو في البلدان الإسلامية، فإن الدمار والاضطهاد والدمار هي النتيجة الحتمية. المشكلة ليست مجرد إرهاب. بل هي أيضا قمع النساء وعزلهن، التي تركت المسلمين في المؤخرة. الشجعان من بينهم يخرجون لخوض معركة مفتوحة. ولكن القوى المتقدمة، عادة ما تدير ظهورها لهم. ففي نهاية الأمر، يرفضون المشاركة في حملة الكراهية ضد الغرب أو الصهيونية. لذلك، لا يستحقون الدعم.
من المشكوك فيه انه كان هناك شخص يميني واحد اعرب عن خيبة أمله لأن القاتل من لاس فيغاس كان غير مسلم. ولكن من الواضح تماما أن تنهد الصعداء من قبل بعض اليساريين يشهد على شيء أكثر خطورة. لأنه في الوقت الذي يتواصل فيه تدفق كمية كبيرة من الاموال من المملكة العربية السعودية وقطر لتمويل المساجد والأئمة الراديكاليين، وحين تعطي القوى المتقدمة تفسيرات ومبررات للجهاد، ويعبر المتعصبون من بينهم عن التعاطف مع حماس وحزب الله، وعندما يتلخص الدعم بين المسلمين للجهاد أو فرض الشريعة الإسلامية، في الدول الإسلامية وفي الغرب، بنسبة مئوية الإجمالية ليست صغيرة، فانه يمكن للجهاد مواصلة الاعتماد على حماقة قوى التقدم. سيكونون هناك دائما من اجل تخدير الاوضاع. وسوف يكونون هناك دائما للقول أنه لا توجد مشكلة. ومثل هذه المشاكل تنطوي على ميول غريبة. كلما تم تجاهلها، كلما تم الغوص في الإنكار، فإنها تصبح اكبر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالأحد 15 أكتوبر 2017, 3:25 pm

15.10.2017


مقالات
 
عناق الدب النووي
تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، انه على الرغم من اعلان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أن ايران لا تنتهك الاتفاق النووي "من الناحية الفنية"، أعلن الرئيس دونالد ترامب يوم الجمعة أن إيران انتهكت الاتفاق عدة مرات وأنه لا ينوي التوقيع على تثبيته. ويعتقد ترامب، مثله مثل بنيامين نتنياهو، أن الاتفاق سيئ "ويسمح لإيران بمواصلة أجزاء معينة من برنامجها النووي". ومثل نتنياهو يخشى من "أن يتمكنوا بعد عدة سنوات من تسريع تطوير الأسلحة النووية".
باستثناء إسرائيل والمملكة العربية السعودية، اللتين أعربتا عن تأييدهما لترامب، أعرب العالم عن تحفظه وتخوفه. لقد ختم ترامب خطابه بتحذير من انه "اذا لم تتوصل الادارة الى حل مع الكونغرس ومع حلفائه فان الاتفاق سينتهي". وذكرته وزيرة الخارجية الاوروبية فدريكا موغريني انه" لا يمكن لأي دولة ان تنهي الاتفاق مع ايران". وقالت روسيا ان ايران تنفذ التزاماتها. وادعت بريطانيا والمانيا وفرنسا ان الحفاظ على الاتفاق يعتبر مصلحة مشتركة، وطلبت من الولايات المتحدة اعادة النظر في التأثيرات المحتملة لخرق الاتفاق على امن الولايات المتحدة وحلفائها.
النضال ضد الاتفاق النووي يعتبر أولوية عليا لدى نتنياهو منذ سنوات. ويبدو أن ترامب على وشك أن يفعل ما طلبه  نتنياهو منه ومن العالم في مناسبات لا حصر لها، ومن على منصة الأمم المتحدة الشهر الماضي: تغيير الاتفاق أو إلغائه. في التزامه بأهدافه، كان نتنياهو مستعدا للمخاطرة بنفسه وبإسرائيل بنشاط دبلوماسي نشط، وهو أمر يمكن للكثيرين أن يفسروه على أنه نشاط محموم جدا، في حالة حدوث حرب.
هذه مقامرة خطيرة في ضوء الواقع غير المسبوق في واشنطن. لقد كشف السيناتور الجمهوري بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، الاسبوع الماضي، ان تيلرسون والجنرالين جون كيلي وجيمس ماتيس، ينشغلون معظم الوقت في كبح الرئيس، الذي قد يؤدي سلوكه الى حرب عالمية ثالثة، وان الكثير من اعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين يعتقدون مثله، لكنهم يتخوفون من اعلان موقفهم. لا يستطيع هؤلاء، ولا قادة العالم ولا نتنياهو التنبؤ بشكل سلوك ترامب في حال وقوع صدام مع الإيرانيين. لقد اكد ترامب في خطابه ان اسرائيل والولايات المتحدة هما هدفا للكراهية الايرانية وتهديداتها.
إن الاحتضان الأمريكي الذي يرضي نتنياهو وحكومته قد يتحول إلى عناق دب. عندما يجر ترامب إسرائيل معه الى الخندق، فإنه يعرضها للخطر أيضا. لقد كان أكبر إنجاز لإسرائيل هو إسهامها في تعبئة تحالف دولي ضد إيران، والذي حقق الاتفاق. الآن ينظر إلى إسرائيل على أنها تفكك الائتلاف ويمكن لها الوقوف امام حوض مكسور، عندما ستطلب مرة أخرى المساعدة من المجتمع الدولي.
يجب التحدث مع ايران.
يكتب امير اورن، في "هآرتس" ان لاري ديفيد، يستعطف "اية الله العزيز" في مسودة البرقية التي بدأ بكتابتها، ومن ثم اخفاها وانتقل الى الحديث عبر تطبيق "سكايب" مع القنصل الايراني العام في لوس انجلوس، في اطار احدى حلقات برنامجه. لقد تورط ديفيد مع جوليات من طهران، وفزعه اصبح متعة للمشاهدين.
ليس هناك ما يجعل بنيامين نتنياهو يصاب بالذعر أو التضرع. فإسرائيل دولة قوية لا يوجد مثلها من حولها، وهي تتمتع بالقوة المقبولة وبقوة أخرى. لديها غواصات تحت الماء و "اف 35" في السماء، وصواريخ مضادة للصواريخ لاعتراض التهديدات البعيدة ومخابرات خارقة، ووحدات خاصة، وتحالفات استراتيجية، واقتصاد متقدم وميزانية أمن كبيرة، ولكنها ترضع تبرعا سنويا يبلغ حوالي 4 مليارات دولار. ومن موقع القوة هذا، لا يمكن لها التحدث مع نظام آية الله فحسب، بل هذا واجب تخونه قيادتها، حين تكتفي برسم إيران كأنها الشيطان الكبير، كاريكاتير مثل تلك القنبلة في الأمم المتحدة، نتنياهو كبطل للرسوم المتحركة، كابتن إسرائيل (وأمامه، كمشرفة على الطعام الحلال على المقعد المعد للوفد – امرأته الخارقة).
في خطابه الذي ألقاه امس الأول، فجر دونالد ترامب أمل نتانياهو الأخير في استخلاص أزمة طارئة مع إيران من الرئيس الأمريكي، الأكثر فشلا في كل العصور. لقد اعترف ترامب ان "ما تم عمله لا يمكن استرداده"؛ كل ما تبقى هو تفاصيل وكونغرس معادي له. خبير الصفقات، في نظره، الذي تذمر من أن إدارة أوباما "دفعت كل شيء مقدما"، انحنى امام الحقيقة الأساسية للدبلوماسية: استمرارية حكومية في احترام الاتفاقيات.
لقد تعلم نتنياهو هذا الدرس على جلده، عندما لم يجرؤ على إلغاء اتفاقات أوسلو، (أ) و (ب)، التي قادتها حكومة رابين على الرغم من معارضة حزبه، وانما حاول فقط المناورة داخل الإطار. فهو الذي أعطى الخليل للفلسطينيين. وكان من المريح له جدا التحدث ضد أوسلو، وأن يعد خلال الانتخابات بتحسينه، والتعايش معه عندما وصل إلى السلطة.
قبل أسبوع نشرت قوات اليابسة الأمريكية نسخة محدثة، غير سرية، لـ"دليل الميدان 3.0 "- الكتاب الأساسي لعقيدتها الحربية. يبدو أن قارئها المستهدف، إذا كلف نفسه وقرأ أكثر من 140 حرفا، هو ترامب. لقد عرض الكتاب تصورات خطيرة للمواجهات العسكرية مع روسيا والصين وكوريا الشمالية او إيران. لم يعد هناك أعداء بحجم حركة طالبان، وانما معارك متواصلة ومعارك صعبة للفرق العسكرية – منذ الآن عادت التشكيلات الأساسية بدلا من الوية الجيش أيام أفغانستان والعراق – بل حتى القوى الموحدة بمستوى فيلق وصاعدا، على غرار الحرب العالمية الثانية، مع آلاف القتلى الأمريكيين كل أسبوع. الانتصارات المجيدة التي يهذي بها ترامب لن تكون قصيرة ورخيصة. الضباط الكبار يسعون إلى ردع الرئيس ومنع تحول أوهامه الى تعليمات ملزمة. لديهم حلفاء في الكونغرس، في برلين، في لندن، وفي تل أبيب، إن لم يكن في القدس.
يجب أن تسعى السياسة الإسرائيلية الرصينة إلى إجراء حوار عملي، خفي في البداية، مع آية الله. لقد تذكر احد ضباط الاستخبارات الكبار في الجيش الاسرائيلي، هكذا عبثا، مؤخرا، ان المرشد الاعلى علي خامنئي، كان رئيس ايران في الثمانينيات، سنوات قضية ايران- كونتراس والاتصالات الامنية الاخرى بين تل ابيب وطهران. الرئيس الحالي، حسن روحاني، يواجه بشجاعة الحرس الثوري. لا يبقى أي عداء الى الأبد. لقد تم طرد الشاه المكروه، صديق إسرائيل المشروط، منذ أربعة عقود؛ هذا لا يهم الجيل الجديد. من أجل تبديد التعبيرات العملية للعداء، وإيجاد مساحات من الاتفاق والمنفعة المتبادلة، هناك حاجة إلى قنوات. البدائل ليست ناقصة. في الأمم المتحدة، بين السفراء، تحت إشراف الأمين العام؛ أو في كاليفورنيا، بين منظمة المهاجرين من فارس وبين والقنصل، محاور لاري ديفيد، والأكثر مطلوبا - من خلال الصديق المشترك لبيبي وروحاني، فلاديمير بوتين. هذا ليس أكثر خياليا مما كانت عليه في حينه عمليات جس النبض الأولية مع أنور السادات وياسر عرفات.
ترامب وايران: اصرار استراتيجي وحذر تكتيكي
يكتب البروفيسور ابراهام بن تسفي، في "يسرائيل هيوم" انه على النقيض من استراتيجية الكبح التي بلورها الرئيس ترامب في مسألة كوريا الشمالية، التي يحمل تهديدها طابعا عاما في الأساس، فإن المبدأ الذي أطلقه، امس الأول، بشأن السند الإيراني لمحور الشر، يتميز بدرجة أكبر من التحديد والوضوح للخطوط الحمراء، التي سيجر تجاوزها من قبل ايران (وبات يجر) عقابا أمريكيا.
هذا هو مزيج أصلي من الاصرار الاستراتيجي والحذر التكتيكي. ويستند الاصرار الاستراتيجي إلى الالتزام غير المشروط بمواجهة إيران عند الضرورة، سواء بسبب الانتهاكات المستمرة للبنود الرئيسية لاتفاق فيينا لعام 2015 أو على خلفية أنشطتها الإقليمية (بما في ذلك الصواريخ الباليستية والتخريب ودعم الحركات الإرهابية).
وفي الوقت نفسه، يتضمن المبدأ أيضا بعدا من الحذر التكتيكي الذي يستند إلى الاعتراف بأن هذه المواجهة ليست بالضرورة فورية، شاملة وحتمية. وبعبارة أخرى، يحدد البيت الأبيض مخططا تدريجيا، لا يزال يسمح للرئيس روحاني بملاذ للهرب قبل لحظة الحقيقة إذا غير نهجه. وعلى هذه الخلفية، على الرغم من أن "مبدأ ترامب" يتحدى طابع وطريقة تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران، إلا أن واشنطن تواصل العمل في إطاره، في محاولة لصياغة بعض التعديلات - على أمل أن يفرض لهب السيف الدوار تأثيره الكابح على نظام آيات الله. ولذلك، فإن حقيقة امتناع ترامب عن المصادقة على الاتفاق لا يعني بالضرورة أنه قرر الانسحاب منه نهائيا.
مع ذلك، وعلى الرغم من أن الرئيس قرر عدم تحطيم قواعد اللعبة، فإن مبدأه يتضمن بعض السندات الرادعة القوية. وأولها وهو علامة على التلميح بالقادم وبيان نوايا، يكمن في مجموعة العقوبات العينية التي فرضتها الادارة الان على الحرس الثوري. وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن نضيف الخطوات التي بادر اليها البنتاجون بالفعل، والتي تهدف إلى إحباط النشاط الإيراني التخريبي في المنطقة قدر الإمكان.
ويرتكز السد المركزي الثاني على إنشاء آلية عقاب مفصلة ومنظمة. وإذا وافق الكونغرس على هذه الآلية، فإنها ستسمح بفرض مجموعة كاملة من العقوبات الفورية على إيران كلما ثبت أنها عبرت إحدى العتبات (على سبيل المثال، في سياق تطوير نظامها الصاروخي الباليستي)، الذي سيعرف بأنه خط أحمر.
ووفقا لتصريحات ترامب، إذا امتنع الكابيتول عن سن "قانون الخطوط الحمراء" خلال الشهرين المقبلين، فسيعتبر الأمر نهاية للاتفاق، مع كل الآثار المترتبة عليه. وفي هذا الصدد، تواجه إيران الان تحديا أمريكيا ثلاثيا: الخطوات التي اتخذت بالفعل ضدها كجزء من المبدأ، تشريع جديد، وإمكانية أن لا يسمح الكونغرس بهذا التشريع، الأمر الذي سيؤدي بالولايات المتحدة إلى التخلي عن اتفاق فيينا. اذن، بدأت ساعة الرمل بالعمل، وانتقلت الطابة، بضربة واحدة، إلى الملعب الإيراني.
نظرية المراحل لدى حماس
يكتب البروفيسور أيال زيسر، في "يسرائيل هيوم" ان اتفاق المصالحة "التاريخي" بين حماس والسلطة الفلسطينية، وهو الثالث في العقد الماضي، الذي تم توقيعه في القاهرة الأسبوع الماضي، قوبل بصمت صارخ وحظي بتجاهل شبه تام - أولا بين الفلسطينيين أنفسهم - وكأنها ليست "مصالحة تاريخية"، يمكن ان تفتح صفحة جديدة وواعدة في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية.
من المحتمل أن تكون الأحداث الدرامية الأخرى، مثل البطاقة الصفراء التي اشهرها الرئيس ترامب لإيران يوم الجمعة، قد دفعت المصالحة من العناوين الرئيسية. ولكن يبدو أن غياب أي رد على الاتفاق يظهر أكثر من أي أمر آخر، انه لا يأخذه احد على محمل الجد، والأهم من ذلك أنه لا أحد يصدق بأنه سيتحقق. وفي افضل الأحوال ينظر الفلسطينيون إليه على أنه نوع من ترتيبات العمل المؤقت والمريح، ولكن أيضا المحدود في مضامينه، والذي يمكن للجانبين الاستفادة منه دون المخاطرة أو دفع ثمن.
بالنسبة لحماس، هذا إنجاز ينقذها من محنتها. وتماما، بالمناسبة، كما انقذت اتفاقات أوسلو التي أبرمت في أيلول 1993، عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية من الباب الموصد والعزلة في أعقاب حرب الخليج. وفي نهاية الأمر، سيتم الحفاظ على سيطرة حماس الفعلية على قطاع غزة واستمرارها – ولكن ذلك سيكون تحت ستار الاحترام والشرعية التي سيمنحها لها الوجود الرمزي والمحدود للسلطة الفلسطينية، لا سيما على المعابر الحدودية.
الجميع يشيرون إلى خطر تحول حماس الى توأم حزب الله في لبنان، الذي يعمل تحت رعاية الحكومة في بيروت. وللتذكير فقط، جاء من واشنطن انه تم دعوة رئيس اركان الجيش اللبناني الى الولايات المتحدة كضيف على وزارة الدفاع الامريكية، كما يليق بمن ترضى عنه الولايات المتحدة. وفي هذه الاثناء، سارعت وزارة الخارجية الأمريكي للدفاع عن الجيش اللبناني في مواجهة غضب وزير الأمن أفيغدور ليبرمان الذي ادعى مؤخرا أن هذا الجيش يتعاون مع حزب الله، وأن هذين أصبحا في الواقع وحدة واحدة.
ولكن يبدو أن حماس تمضي في اعقاب منظمة التحرير الفلسطينية التي تبنت في الستينيات "نظرية المراحل"، وهو مصطلح مستعار من المنظمات الماركسية الثورية التي نشطت في العالم آنذاك، ويعني ان هناك مراحل على درب الثورة، تتطلب كل منها طريقة مختلفة للتكيف، بل حتى تبني سياسة معتدلة وعملية، إذا تطلب الواقع ذلك - شريطة الحفاظ على الالتزام بالهدف النهائي.
في إسرائيل هناك الكثير من الذين يريدون النظر الى الاتفاق كنزول لحماس عن شجرة الكفاح من أجل تدمير إسرائيل، ولكن تجدر الإشارة إلى أن حماس تصر في الوقت الحالي على أنها لا تزال ملتزمة، على الرغم من الاتفاق، بهذا الهدف النهائي. ومن ناحية أخرى، ليس لدى أبو مازن ما يخسره. لقد اصبح مرة أخرى ذا صلة، بل يعزز نفسه في نظر حكومة ترامب التي تريد التحرك نحو "صفقة القرن"، وهي اتفاقية السلام التاريخية التي تعتزم الادارة فرضها على إسرائيل والفلسطينيين.
لقد تصرفت إسرائيل بحكمة في عدم التسرع بالوقوف في وجه مصر وواشنطن، عرابا الاتفاق. وتأمل القاهرة النجاح في جذب حماس، خطوة بعد خطوة، من خلال توفير المنافع الاقتصادية لسكان قطاع غزة، ولكن أيضا من خلال الضغط عليها للتخلي عن أصولها. اما واشنطن فتأمل بأن ينجح أبو مازن في النهاية في السيطرة على قطاع غزة بطريقة أو بأخرى. وفي نهاية الأمر، يتأثرون في الولايات المتحدة البعيدة، بالتصريحات غالبا، ويميلون الى تجاهل التفاصيل والواقع على الأرض. ولكن قصر النظر في الولايات المتحدة وعدم رغبتها في التعامل مع الواقع على الأرض هي التي مكنت حماس منذ البداية، من التنافس والفوز في الانتخابات الفلسطينية عام 2006 وبعد ذلك الاستيلاء على غزة.
يلعب بالنار
يكتب ناحوم برنياع، في "يديعوت احرونوت"، ان اسرائيل تعلمت على مر السنين، كيفية التعامل مع الإدارات الأمريكية الناقدة وتحييد انتقادها. دونالد ترامب يعرض امام إسرائيل تحديا جديدا - التعامل مع رئيس أمريكي يكرر دون تحفظ جميع مزاعم إسرائيل. في خطابه يوم الجمعة، منحنا ترامب احتضانا شجاعا في كل ما يتعلق بإيران. والتحدي هو منع تحول احتضانه لنا الى عناق الدب.
ما الذي تريد إسرائيل حدوثه بعد الخطاب؟ ما هي مصلحتها؟ الرأي الذي تم صياغته في قيادة الجهاز الامني يقول التالي، تقريبا: الاتفاق النووي الموقع مع إيران هو أمر سيء بالنسبة لإسرائيل، ولكن طالما كانت إيران تنفذه لن تكون التهديدات فورية. الاتفاق يمنح الغرب فترة 13 عاما منذ الآن لوقف المشروع النووي.
إن التهديد الإيراني لإسرائيل يركز حاليا على مسألتين لا يشملهما الاتفاق النووي - التقدم الإيراني في تطوير صواريخ أرض - أرض دقيقة، وترسيخ إيران في الأراضي السورية والعراقية واليمنية. والقلق ازاء هاتين المسألتين لا يخص إسرائيل فحسب. فالدول السنية في المنطقة - السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، وفي ظروف معينة، تركيا أيضا – تشعر بقلق اكبر. وتخشى دول الاتحاد الأوروبي من أن يؤدي تطوير الصواريخ الإيرانية الدقيقة إلى تهديد أوروبا مباشرة؛ كما يمكن للسيطرة الإيرانية على سورية أن تجلب موجة متجددة من اللاجئين السنة من سورية.
وتشارك في هذا القلق، ايضا، مؤسسة الدفاع الأمريكية. ولم يكن من قبيل المصادفة أن ترامب ذكر إيران وكوريا الشمالية في نفس واحد.
في هذين الموضوعين - الصواريخ والتوسع - هناك اجماع شبه عالمي. حتى روسيا التي تتعاون حاليا مع إيران في سورية، لا تسارع لرؤية الهيمنة الإيرانية في المنطقة.
علاوة على ذلك، فإن الجهاز الأمني الإسرائيلي لا يعتبر إيران كتلة واحدة. فهناك أجندة لدى الحرس الثوري، يعتبر قائد القوات الإيرانية في سورية، قاسم سليماني، الممثل البارز لها. وطموحه هو الوصول إلى سلسلة متواصلة من السيطرة الإيرانية من طهران وحتى البحر.
ولدى الرئيس روحاني طموحات أخرى: انه يتطلع لتحسين الحالة الاقتصادية. لقد استثمرت إيران أكثر من مليار دولار سنويا في سورية، كما تم استثمار 800 مليون دولار سنويا في حزب الله. وقتل المئات من الضباط والجنود الايرانيين في الحرب.
الجهاز الامني مقتنع بأنه في غضون شهرين أو ثلاثة أشهر، سيتم القضاء على آخر بؤر داعش في سورية. ووفقا للتقديرات الإسرائيلية، تقدر أضرار الحرب بنحو 280 مليار دولار. ويطالب الرئيس روحاني بحصة كبيرة من الأموال التي سيتم تحويلها لإعادة بناء الدولة. كما أن له مصلحة في دخول إيران إلى احتياطات النفط السورية. كما تتوقع روسيا الحصول على شريحة من الاقتصاد السوري. ويقوم الأسد حاليا بالمناورة بين الراعيين، بقدر كبير من الموهبة. الإسرائيليون، الذين احتقروه في بداية الحرب الأهلية، تعلموا كيف يقدرونه من جديد.
ويكمن اهتمام روحاني الرئيسي في توسيع العلاقات الاقتصادية الايرانية مع العالم. ولذلك، فإنه يمتنع عن الانحراف عن أي بند من الاتفاق النووي. وقد اعترف ترامب بذلك في خطابه. واتهم ايران بانتهاك "روح" الاتفاق وليس بانتهاك الاتفاق.
استنتاج الجهاز الأمني في إسرائيل واضح: ليس هناك مكان الآن لإلغاء الاتفاق. يجب استخدام الضغط الأمريكي لإبقاء التهديد الصاروخي بعيدا، وتخفيف التوسع الإيراني في المنطقة. وسيكون هذا الضغط متماشيا مع مصالح روحاني ومؤيديه، ومع مصالح جميع القوى العظمى، بما فيها روسيا. ويمكن لإسرائيل أن تسهم بدورها – بل انها تسهم بالفعل، سواء من خلال عشرات الهجمات التي شنتها هذا العام، وفقا لمصادر أجنبية، على المستودعات الإيرانية في سورية، أو، وربما هذا هو الأهم، في تأثيرها على واشنطن.
كل ما يقال هنا يتعارض ظاهريا مع سياسة الحكومة الإسرائيلية. نتنياهو يدعو في خطاباته الى الغاء الاتفاق النووي من جانب واحد. ولكن التناقض واضح ظاهرا فقط. لا يمكن استبعاد إمكانية أن يعرض نتنياهو الحد الأقصى من المطالب، في سبيل تحسين نتائج الحد الأدنى. وهو يدرك، أيضا، أنه من المستحيل إلغاء اتفاق دولي دون سبب حقيقي ودون موافقة البلدان الأخرى التي وقعت عليه.
والسؤال هو الى أين يقود ترامب - إذا كان يعرف الى أين يقود. كما هو الحال في الأزمة مع كوريا الشمالية، يخلق ترامب في خطابه انذارا. وهو يوجه الإنذار إلى الدولتين المتمردتين، ولكن أيضا ازاء حلفائه في الناتو، وممثلي حزبه في الكونغرس، بل الكونغرس بأكمله. هذه مقامرة يمكن أن تنتهي بكارثة - أو حرب، أو فقدان المصداقية الأمريكية.
المنتقدون لترامب في واشنطن، بما في ذلك منتقديه في قيادة الحزب الجمهوري يقولون "إنه رجل خطير". الخوف من قيام ترامب باتخاذ قرار غير موزون، كبير جدا الى حد أنهم يحاولون الآن طرح مشروع قانون في الكونغرس من شأنه أن ينتزع من الرئيس صلاحية استخدام الأسلحة النووية بقرار شخصي. وبعبارة أخرى، يحاول خصومه في الكونغرس انتزاع المفتاح الأحمر منه.
ومن ناحية أخرى، فإن محاولة ترامب تصحيح الأخطاء التاريخية التي ارتكبت في موضوع النظام في بيونغ يانغ ونظام طهران تحظى بتقدير كبير. لقد تم وضع المسدس على الطاولة. ولا أحد يعرف كيف سيتم استخدامه- ولا حتى دونالد ترامب.
يستعد لتفجير اقليمي
يكتب اليكس فيشمان، في "يديعوت احرونوت"، انهم في إسرائيل، لم ينتظروا "لائحة الاتهام" التي طرحها الرئيس ترامب ضد إيران. فقد سبق وطلب وزير الأمن ليبرمان، هذه السنة، مبلغا إضافيا قدره 4.5 مليار شيكل لموازنة الأمن، التي ستخصص الغالبية العظمى منها لإعادة تمويل استعدادات المؤسسة الامنية لليوم الذي ستصبح فيه إيران نووية.
لقد قدر الجيش في عام 2015 أن الاتفاق مع إيران فتح امامه "فرصة سانحة" للاستثمار في قواته البرية المهملة ورفع القدم عن دواسة بناء القوة الاستراتيجية ضد إيران. وفي عام 2017، تقوم إسرائيل بانعطاف حاد الى الوراء، بل ان الجيش تلقى، عمليا، توجيهات من القيادة السياسية: تم اغلاق نافذة الفرص. لن نغير خطة العمل التي بنيناها، وانما سنضيف المال للجيش من أجل زيادة الاستعدادات للمواجهة مع إيران.
خطاب ترامب ساهم فقط في تضخيم الإدراك بأن المنطقة سوف تنفجر، أسرع مما كان متوقعا. والواقع أن تأثير هذا الخطاب بات يثير موجات في المنطقة ويدخل الأنظمة في حالة من التوتر واجواء المواجهة. فالبنوك الكبرى في العالم، على سبيل المثال، تكهنت، قبل بضعة أسابيع، بما سيقوله ترامب، وكان التأثير على الاقتصاد الإيراني فوري: ركود اقتصادي مرة أخرى، لأن المستثمرين الكبار يخشون العمل في دولة على وشك المواجهة. وبات يظهر داخل إيران، التوتر الواضح بين الكتلة "المعتدلة" بقيادة روحاني وظريف، مقابل رجال الحرس الثوري الذين ادعوا طوال الوقت انه أنه لا ينبغي التخلي عن الأسلحة النووية. الى أين ستؤدي الاضطرابات داخل إيران؟ هذا غير واضح. فالأزمة لا تزال في مهدها.
وتميل إسرائيل والعالم إلى الاستهتار بخطاب ترامب لأنه لم يعلن بحزم أنه سيلغي الاتفاق. لكن ترامب لم يلغه عمدا. لقد استخدم التهديد بإلغاء الاتفاق كسوط للكونغرس وللشراكة الأوروبية الغربية في الاتفاق، لكي يدعموا تغيير السياسة تجاه إيران. وإذا لم يتعاونوا- فسوف يسحب سوط إلغاء الاتفاق الذي يخيف الأوروبيين جدا.
في "لائحة الاتهام" التي نشرها الرئيس عن ايران، هناك الكثير من عدم الدقة، والتي قفز المعلقون الاوروبيون عليها من اجل احراج ترامب. لكن هذا لا يغير حقيقة أن مطالبه من الإيرانيين واضحة: فهو لن يقبل حقيقة أنه عندما تنتهي الاتفاقية، ستكون إيران قادرة على السباق نحو التسلح النووي. وباستثناء الاتفاق النووي، يعرض ترامب سياسة أمريكية محدثة تجاه إيران، تتضمن طلبا بالحد من مشروع الصواريخ الباليستية. لقد ادعى رجال الحرس الثوري علنا أنهم حصلوا "بالغمز" خلال المفاوضات مع الأمريكيين حول الاتفاق النووي، على تصريح بإنتاج صواريخ يصل مداها إلى 2000 كيلومتر. ترامب يريد وقف هذه "الغمزات". وهناك قضية أخرى في سياسة ترامب تجاه إيران، هي انتشار الإرهاب: فهو يطالب بوقف النشاط الإرهابي في الشرق الأوسط من قبل الحرس الثوري وحزب الله وحماس.
من أجل تحقيق السياسة الأمريكية الجديدة، يحتاج الرئيس إلى تعاون من قبل الكونغرس والأوروبيين. ولكن الأوروبيين غير راغبين في التعاون مع أي تحرك يمكن أن يؤدي إلى إنهاء الاتفاق مع إيران وتجديد التهديد النووي. والإيرانيون يعرفون كيف يلعبون في هذا الملعب بشكل جيد: لقد أعلن الرئيس روحاني، أمس، أن الرد الإيراني سيتمثل في زيادة إنتاج الصواريخ. هذا ليس مناقضا للاتفاق، وهم بذلك كمن يقولون: "دعنا نراك يا ترامب، ماذا ستفعل لنا؟" كما أن الكونغرس لا يعتزم جعل حياة ترامب سهلة عندما سيطلب موافقته على فرض وزيادة العقوبات على الحرس الثوري والحكومة الإيرانية.
الاختبار الحقيقي لترامب يكمن في التنفيذ: حتى الآن لم يتميز الرئيس في الوفاء بالتزاماته. اضف الى ذلك، ان هناك عقبات دبلوماسية وسياسية في الداخل والخارج يمكن أن تؤدي إلى إلغاء تصريحاته. ولكن حتى لو لم يخرج أي شيء عملي من هذا الخطاب، فإن الهيكل الهش للهدوء المحيط بالاتفاق النووي، الذي يقوم على المصالح المتضاربة، تعرض للتقويض. إن إيران ستزيد من استفزاز ترامب من أجل فحصه وردعه عن مواصلة الخطوات المعادية. عدم قدرة الرئيس على التعامل مع كوريا الشمالية يشجع الإيرانيين على تحديه. وهذه هي بالضبط الوصفة التي يمكن أن تؤدي إلى عدم الاستقرار وإلى التوتر الأمني والتصعيد العسكري والانفجار الإقليمي.
ظل البرغوثي
تكتب سمدار بيري، في "يديعوت احرونوت"، انه لم يتم كشف تفاصيل السيناريو الذي يجري طهوه على لهب منخفض، من وراء الكواليس، وكل شيء يعتمد على كل شيء: اذا نجح اتفاق المصالحة بين فتح وحماس، سيتم الاعلان عن انتخابات للبرلمان الموحد، وستليها مباشرة الانتخابات الرئاسية. من ناحية، "وعدت" حماس وزير المخابرات المصري، بأنها لن تطرح مرشحا للرئاسة. ومن ناحية أخرى، تبدو فرص فوز عباس ضئيلة. كما تلقى أبو مازن تلميحا قويا بأن لا يحاول فرض نفسه، في هذا الجيل الكبير.
صديقي القديم في غزة، أستاذ العلوم السياسية محمد أبو سعدة، يعرض رواية للزيارة السرية التي قام بها وفد اسرائيلي الى القاهرة، في الأسبوع الماضي، حسب ما نشرته وسائل الإعلام الأجنبية، بالتوازي مع جهود المصالحة الفلسطينية. وقال إن الإسرائيليين دخلوا، أيضا، إلى مقر المخابرات المصرية. ووفقا لرواية صديقي من غزة، فقد جاء الإسرائيليون لمطالبة الوسيط المصري بدمج تحرير سراح المدنيين وجثث الجنديين الإسرائيليين. ليس سرا أنهم لن يرجعون بدون صفقة. حاليا، لا توجد قائمة بالأسماء، ولكن هناك تقديرات شاملة بأن السعر لن يكون منخفضا. ووفقا لمعلومات صديقي الغزي، فقد وعد زعيم حماس يحيى سنوار المحامية فدوى البرغوثي، زوجة مروان البرغوثي، بأنه لن يتم اغلاق أي صفقة مع إسرائيل هذه المرة من دون الإفراج عن مروان. ويجب ان نذكر بأن أبو مازن لا يصر على البرغوثي، ونتنياهو لا يبحث عن شريك "مع دماء على يديه".
لقد كشف استطلاع للرأي أجراه مدير المركز الفلسطيني للبحوث في رام الله، الأستاذ خليل الشقاقي، أن 67٪ من 1270 مستطلعا، من مختلف الفئات العمرية في الضفة الغربية وقطاع غزة، يريدون من محمود عباس الذهاب الى بيته، في حين أن 31٪ فقط راضون عن أدائه. لو جرت الانتخابات الرئاسية الفلسطينية غدا، لحصل إسماعيل هنية من حماس، على 50 في المئة وأبو مازن على 42 في المئة فقط. كما يظهر هذا الاستطلاع، الانقسام داخل فتح. فالمنافسين المتماثلين مع ابو مازن، ماجد فرج وجبريل الرجوب، لا ينجحان برفع نسبة التأييد لهما.
ولكن اذا نافس البرغوثي على الرئاسة فسيحصل على 59٪، بينما يحصل اسماعيل هنية على 36٪. وللتعزيز، تم طرح سؤال عن الانتخابات البرلمانية. حركة فتح كانت ستحقق أغلبية، بشرط أن يبتعد أبو مازن عن الحياة السياسية. الغضب على أبو مازن لم يتبدد، حتى بعد اتفاق المصالحة: في رام الله يشعرون بالإحباط بسبب ابتعاده عن الحياة اليومية وغياب التواصل مع الجيل الشاب. وفي غزة يبرز الغضب الكبير عليه بسبب رفضه، الان ايضا، دفع فواتير الكهرباء، وبسبب خفض رواتب آلاف الموظفين، وبسبب المحنة التي سببها لعشرات الآلاف.
ويعرض استطلاع رأي مواز، في مركز القدس، صورة مشابهة: البرغوثي، إذا تم اطلاق سراحه، يتقدم بشكل كبير على جميع منافسيه. وبالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن آثار محمد دحلان، الذي جندته المخابرات المصرية لصالح اتفاق المصالحة، فان فرص فوزه في الانتخابات الرئاسية مخزية. فلدى خليل الشقاقي يصل الى المركز السادس، وفي استطلاع مركز القدس، لا يحصل الا على 1.5 في المئة.
بعد مهرجان العناق وتصوير الكاميرات، يبقى الجدول الزمني سائلا. لقد اعلن ابو مازن في مقابلة مع التلفزيون المصري انه ليس في عجلة من امره. وعلى الرغم من الاعلان في غزة بان ابو مازن سيصل "في زيارة تاريخية" الشهر المقبل، فانه لم تصدر اي دعوة ولم يتم تحديد موعد او القيام باي استعدادات. بل حتى لم يتم تعليق صور أبو مازن في الساحة، هناك صور الرئيس المصري، فقط. وحتى إذا وصل للزيارة فعلا، فإن أبو مازن يعرف أنه يجب إلغاء العقوبات ومنح الحياة لمليوني شخص، وضمان فتح غزة أخيرا على العالم الكبير. قلنا أن أبو مازن ليس في عجلة من أمره؟ البرغوثي ليس في رأسه، وهو لا يريد دحلان من حوله. أبو مازن يعلم أنه حتى إذا قام بزيارة أخيرة إلى غزة، خالي الوفاض، فسيتم رجمه بالحجارة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالجمعة 20 أكتوبر 2017, 11:39 am

20.10.2017



أبرز ما تناولته الصحافة العبرية20/10/2017


مقالات
يجب نسيان غاندي
تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، انه قبل ستة عشر عاما، في أكتوبر 2001، اغتيل عضو الكنيست رحبعام زئيفي على أيدي فلسطينيين في فندق في القدس. وكان ذلك قبل ساعات قليلة من دخول استقالته من حكومة اريئيل شارون حيز النفاذ. لقد كان زئيفي بلطجيا في حياته السياسية والشخصية. وترأس حزبا عنصريا يمينيا متطرفا دعا إلى طرد الفلسطينيين، وهدد الصحفيين، وتعاون مع المجرمين، ويدعى أنه هاجم النساء وتهرب من العقاب بفضل تساهل الشرطة.
وعلى الرغم من ذلك، تم اهانة الكنيست من خلال سن قانون خاص يشرع أحداث وميزانيات رسمية - في معظمها لصالح المستوطنين - للتخليد الزائف لصورته. وتحولت متنزهات، وشوارع، وجسر، وبارك، ومرصد، وميدان، وحديقة عامة، بل حتى معسكر للجيش الى نصب تذكارية لتراث مشكوك فيه. وحتى بعد أن قدم برنامج "عوفدا" (حقيقة) شهادات حول الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها بحق نساء بشكل متسلسل، وترهيبه لمنتقديه بمساعدة المجرمين، وحتى بعد إعلان العديد من أعضاء الكنيست أنهم سيعملون على إلغاء قانون إحياء ذكراه بواسطة ميزانيات حكومية، الا ان هذا لم يحدث.
اليوم، وكما في كل سنة، كان من المفروض أن يحيي الجهاز التعليمي يوم الذكرى لرحبعام زئيفي. ولكن هذه المرة، وخلافا لما حدث في السنوات السابقة، احتج الآباء والمعلمون في تل أبيب على التقليد المرفوض، وقرر مدراء المدارس عدم اقامة نشاطات لإحياء ذكراه في المؤسسات التعليمية، على الرغم من أن تعميم مدير عام وزارة التربية والتعليم يحدد أنه يجب على المعلمين تكريس بعض الدروس في هذا اليوم لذكرى زئيفي.
وهذا تطور مشجع وجدير بالثناء، يدل على ما يمكن للمواطنين القيام به للتعبير عن احتجاجهم على إصرار الكنيست على مواصلة تذكر وترسيخ إرث رجل يستحق كل إدانة. يجب تقدير مدراء المدارس الذين لا يستسلمون، ويعلنون ان "واجب احياء الذكرى هو قرار لا يريده الجمهور ولا يمكن التسليم به" (كما قال مدير المدرسة الثانوية في تل أبيب ناتي شتيرن)، أو يقترحون بدائل منطقية اكثر: "أود أن أقترح على المدراء احياء يوم الذكرى، ولكن من خلال التركيز على سلوك غاندي: الفاشية والعنصرية والمضايقات الجنسية. من المهم إظهار كيف تنمو الاعشاب الضارة في المجتمع الإسرائيلي، لكي تتاح الفرصة للتنديد بها" (كما قال مدير مدرسة هرتسليا زئيف دغاني).
الدولة التي تختار تجاهل الوصمة الأخلاقية التي ترفرف مثل العلم الأسود فوقه، تجبر الآباء والمعلمين ومدراء المدارس على المبادرة بأنفسهم الى وقف التلقين السياسي الذي يطبق على اولادهم. من المحظور الانصياع لكل نزوة خاطئة لسلطة فقدت ضميرها. من المفضل شطب إرث غاندي او ادانته، وبالتأكيد ليس توريثه لأجيال المستقبل.
في الطريق الى نزع الشرعية
يكتب دان مرجليت، في "هآرتس" ان الهجوم الغاضب الذي شنه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على مفوض الشرطة روني الشيخ، يشبه، ظاهرا، الاعتراف غير المقصود، بالشبهات المنسوبة اليه، لأنه لو كان يعتقد انه "لم يكن هناك أي شيء لأنه لا يوجد شيء"، لما كان قد هاجم مفوض الشرطة بلهجة ذات رائحة اجرامية، بل كان سيحثه مع المستشار القانوني على الإسراع بالتحقيق من أجل إثبات براءته.
لسوء حظه، لم يتمكن نتنياهو من ردع الشيخ. فالمفوض العام لا يفقد اعصابه، وهو محصن امام نيران الكلمات. وفي معركة التشنج، خرج نتنياهو خاسرا، خاصة وانه لا يوجد اساس لادعاءاته بالتسريب من التحقيقات معه. فمستشار المفوض العام،  ليؤور حوريف، لم يتم اشراكه في سرية التحقيقات، ولذلك فانه ليس لديه ما يسربه، وفي الأساس، وعلى وجه الخصوص - لم يتم نشر أي معلومات سرية. لقد طرح الصحافي موشي نوسبوم تقييما مطلوبا للحالة، قال خلاله انه سيتم استدعاء نتنياهو للتحقيق. هذا كل شيء. ومع ذلك، لو كنت مكان الشيخ لكنت قد طلبت من حوريف الخضوع لاختبار كشف الكذب من اجل منع الافتراء.
وقد اضيفت الى اعتراف نتنياهو غير المقصود، شهادة داعمة. فالليكود، الذى اصبح محظيته السياسية، استجاب لنزوته بالموافقة في اقرب وقت ممكن على سن قانون يحظر التحقيق مع رئيس الوزراء خلال فترة ولايته. سيقولون للجمهور إن القانون لن يسري على نتنياهو نفسه – لكن هذا ذر للرمال في العيون. فإذا استجاب الائتلاف للإملاء، فسوف يقوم نتنياهو بتبكير موعد الانتخابات الى منتصف عام 2018، وإذا فاز بها، سيعتبر رئيسا جديدا للوزراء، وسيطبق عليه القانون الجديد. ويشهد هذا السلوك، أيضا، على حقيقة أن رئيس الوزراء لا يثق بتصريحه الرهيب بأنه لن يكون هناك شيء. الشمبانيا والسيجار ومحادثاته في ملف 2000 والغواصات من ألمانيا ومآثره في وسائل الإعلام هي مواد تثير الشبهات، وهو يضغط لكي يتم التحفظ عليها من دون أن يطالب بتقديم الحساب.
هناك جانب دراماتيكي في صراعه الدؤوب للتخلص من اذرع القانون، وبالطبع ينطوي ايضا على مسألة هامة بالنسبة للجمهور. ولا شك أن هذه مسألة هامة جدا. ولكن، الأهم من ذلك، هو إعادة تصميم خصائص الحكومة. رئيس الوزراء وضابطي العمليات لديه لشؤون القانون، وزيرة القضاء اييلت شكيد ووزير السياحة ياريف ليفين، يخلقان طابعا حكوميا غامضا. احدى السمات البارزة للأنظمة المظلمة هي عدم وجود قانون موحد. بل ليس هناك حتى قانون موحد سيئ. إن إرادة الزعيم هي القانون، ووفقا لإرادته، يمكن للتغييرات ان تحرف وتهز القانون من جانب إلى آخر وفقا لما يريحه.
نتنياهو يريد في الوزارات الحكومية شخصيات تقول له نعم. ولذلك، يعمل على إلغاء اختيار المرشحين الكبار للخدمة العامة عن طريق المناقصات، التي توفر فرصا متساوية لكل مرشح، لصالح التعيينات التعسفية للناشطين الحزبيين. الادعاء بأن ذلك سيحسن الحكم لا أساس له من الصحة. العكس هو الصحيح. المدراء العامون للوزارات الحكومية لن يتمكنوا من القيام بأي شيء ضد هذا التعيين السياسي، الذي لن يعمل بشكل صحيح. فهو محصن برعاية الانتخابات التمهيدية.
مثال آخر على الانحراف الحكومي المتفشي، يكمن في حالة منظمة "يكسرون الصمت". على الرغم من النجاح السياسي الذي حققه في العالم، لم يتمكن نتنياهو من اقناع الحكومات الصديقة بوقف دعم هذه المنظمة. صحيح، وأنا أيضا أعتقد، أنها منظمة مخطئة وضالة وضارة، ولكن نواياها إيجابية، ومن الضروري مجادلتها دون إنكار لحريتها. لكن هذا ليس لدى نتنياهو! هذه هي إرادة الزعيم، وبالتالي ستقوم الكنيست بدهس المنظمة بواسطة القانون.
يعتقد نتنياهو أن سلطته ستبقى إلى الأبد. مؤيدوه الأكثر ذكاء منه، الذين انتهكوا منذ فترة طويلة الميثاق الاجتماعي الذي طرحه جان جاك روسو كمطلب ملح لإقامة دولة سليمة، هم بكل بساطة ساخرون، في حين أن مؤيديه الجاهلين يتحدثون باسم الأغلبية دون فهم حدود السلطة المفروضة عليها. ومع ذلك، فإن حكومته تعمق نزع الشرعية الذي تسببه لنفسها  في إسرائيل والعالم. ويتضح أن من يتحدث طوال الوقت باسم اليهودية، نسي أنها تدعو الى كبح الغريزة.
غباي لا يأخذ حزبه في الاعتبار
يكتب يعقوب احيمئير، في "يسرائيل هيوم" ان حزب العمل وشقيقه التوأم، المعسكر الصهيوني، انتخبا رئيسا، زعيما، غريبا بعض الشيء: آفي غباي لا يشبه أي زعيم سياسي ناشط في إسرائيل اليوم: إنه ليس "مقلدا" أو "نسخة" لأي من الشخصيات البارزة في معرض الشخصيات السياسية لدينا. انه يختلف كثيرا الى حد وجود من يشككون بفرصه في وراثة بنيامين نتنياهو وإحداث انقلاب في الانتخابات المقبلة، وفي رأيي أنه مختلف جدا، "مختلف" كثيرا الى حد اثارة الشك في أنه لن يكون، وربما لم يعد، مقبولا على اولئك الذي يفترض أن يكونوا المساعدين له، المؤيدين الاكثر موالين له، أعضاء كتلة المعسكر الصهيوني.
اكتب ما يلي على أساس معرفة طفيفة بغباي، في محاولة لمعرفة نواياه استنادا إلى تصريحات يدلى بها في مختلف الدوائر (اعتراف: الموقع أدناه ليس واحدا من المصوتين لحزبه). لعل أهم مقولة خرجت من فم غباي، هي التي تشكل، في مفهوم معين، مفتاحا لتحليل شخصيته كرجل سياسي. والقصد ما قاله في مقابلة مع القناة الثانية بأنه لا ينبغي إخلاء المستوطنات في يهودا والسامرة لأغراض سلمية. في هذه المقولة، الذي تسببت بعاصفة كبيرة، وكأن غباي ضرب بمطرقة بلاغية تزن 5 كيلوغرامات، على رؤوس الكثير من المعلقين والصحفيين وكتاب المقالات، الذين نجحوا بغرس مقولة في رؤوس الاسرائيليين، مفادها ان شرط التوصل إلى اتفاق السلام هو الاستعداد لاقتلاع مستوطنات. وبعبارة أخرى، لا توجد فرصة للسلام الإسرائيلي - الفلسطيني إذا لم يتم اقتلاع المستوطنين اليهود في يهودا والسامرة، بآلافهم، بل ربما بمئات الآلاف. وغباي، لسذاجته، ولكن بمنطقه الصحي حسب رأيه، يسأل لماذا يجب في عهد السلام انزال الاقتلاع على السكان.
غباي يحطم هذا المفهوم. في اكثر من مرة، يقول رئيس حزب العمل ببراءة انه ليس "رجلا سياسيا". وبالفعل، لقد قال الحقيقة: فلو لعب لسنوات طويلة على الحلبة السياسية، ولو تآكلت هناك شخصيته وجربت المناورات السياسية القبيحة في الكنيست، على سبيل المثال، لكان من المشكوك فيه انه سيقل كزعيم لحزب العمل ما قاله حول مسألة يهودا والسامرة. لو كان أكثر انخراطا في الساحة السياسية، لما كان هناك أي شك في أنه سيتلوى فقط، كما هو معتاد، أو يتكيف مع طابع شعارات المفهوم، ولصاغ نفسه بالكلمات البالية المعتادة "السلام يحتم الاخلاء".
لا يساورني أدنى شك في أن غباي، في تصريحه هذا، ألحق الضرر بنفسه بين أعضاء الكنيست في كتلته. وكانت أول من أبدت تحفظات على تصريحه، النائب تسيبي ليفني، ولكن يبدو أن الشعور بالصدمة، مع معيار من الخرس، اصاب الكثيرين من أعضاء الكتلة. وربما قد بدأوا بالفعل بشحذ سكاكينهم لقطع الرأس السياسي للزعيم المنتخب حديثا، كما هو معتاد في هذا المعسكر. من المناسب متابعة تصريحات آفي غباي. من يدري، ربما في صياغاته في الأيام المقبلة، يكون قادرا على نيل المحبة، حتى من قبل معظم أعضاء كتلته. وإذا نجح، سيفهم أعضاء المعسكر الصهيوني أنهم اختاروا بالفعل قائدا من نوع مختلف جدا. و كلمة أخرى أو اثنتين – نتنياهو من خلفك.
آلية التدمير الذاتي للإرهاب
يكتب يتسحاق بن يسرائيل، في "يديعوت احرونوت" انه مع سقوط مدينة الرقة، عاصمة الدولة الإسلامية في سورية، يبدو أن منظمة داعش الإرهابية تقترب من نهايتها. ولذلك، وعشية التدمير (شبه الكامل) لداعش، بات من الممكن استخلاص درس عالمي هام فيما يتعلق بفعالية الإرهاب: والمقصود ظاهرة تدمير نفسه.
داعش هي حركة جديدة نسبيا. تعود جذورها الى الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 وانهيار الجيش العراقي. فقد قام بعض رجال الجيش سابقا، بإحياء فكرة قديمة: ليست الفكرة الأصلية للإخوان المسلمين، التي تهدف الى تطهير الأرض التي كانت في الماضي اسلامية، من العناصر "الصليبية"، وإنما إنشاء دولة شريعة إسلامية.
ومثل العديد من المنظمات السابقة، استخدمت داعش ادوات الإرهاب بشكل مكثف. إن سلاح الإرهاب، كما يوحي اسمه، يهدف إلى زرع الخوف في صفوف العدو وإجباره على تغيير سلوكه لصالح الرؤية الجديدة. وكل الوسائل تصبح متاحة ومشروعة لتحقيق هذا الغرض، وخاصة اصابة المدنيين غير المقاتلين. والأعداء هم "الكفار"، بطبيعة الحال، وعلى رأسهم الكفار "المحليين" - المسلمين السنة الذين لا يتبعون قوانين الشريعة كما هي. وبعدهم يأتي الشيعة، وفقط في نهاية القائمة المسيحيين واليهود.
في البداية، بدا أن الفكرة تكتسب شعبية في جميع أنحاء العالم الإسلامي: لقد نجحت المنظمة في إنشاء دولة شريعة إسلامية في أجزاء من العراق وسورية، وأقيمت فروع (الوية) لها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتدفق المتطوعون حتى من أوروبا وأمريكا، وانضموا إليها.
ولكن اليوم، بعد أقل من أربع سنوات علىن إنشائها رسميا، لا يكاد يذكر أي شيء من هذا: لقد تم القضاء على الدولة الإسلامية، وقتل معظم مقاتلي داعش أو هربوا، وأصبح النشاط الإرهابي للمنظمة مشابها لنشاط العشرات من المنظمات الأخرى. وبالطبع لم يتم القضاء على فكرة الدعوى - الأفكار لا يمكن القضاء عليها - ولكن الدولة الإسلامية انتهت تقريبا.
لماذا حدث ذلك؟ هناك العديد من الأسباب، بطبيعة الحال، ولكن الرئيسي هو بسيط: لقد تجند العالم كله لمهمة القضاء على داعش. تم تشكيل ائتلاف كان شركاؤه الرئيسيون هم الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون - روسيا والصين والدول العربية السنية - كلهم تجندوا لتصفية المنظمة. ويطرح السؤال، اذن: لماذا لم يحدث ذلك مع منظمات إرهابية أخرى؟
أحد الأسباب الرئيسية لذلك هو نجاح داعش في توزيع مقاطع الفيديو الإرهابية على الشبكات: لقد سعت المنظمة الى التخويف - ونجحت بشكل يفوق المتوقع. وكانت النتيجة أن العالم تخوف جدا، الى حد لم يتبق لديه سوى خيار التجند وتصفية داعش، في وقت تسبب فيه كل حادث إرهابي بانضمام المزيد من البلدان إلى التحالف ضد التنظيم. ويكمن في هذا تأكيد لقاعدة قديمة صاغها الاستراتيجي الشهير كارل فون كلاوسفيتز (لقد تحدث عن حرب العصابات، ولكن الدرس مشابه): أولئك الذين يستخدمون هذه الأساليب يجب أن لا يبالغوا ويهددوا كثيرا. لماذا؟ لأنه بطبيعة الامور يكون الجانب الثاني اقوى، وهذا سيجعله يمارس كل قوته. وهذا ما حدث لداعش، وهذا ما يحدث طوال سنوات في إسرائيل امام الإرهاب الفلسطيني، الذي تسبب فقط في زيادة عدد الإسرائيليين الذين اصبحت مواقفهم متطرفة ضد الفلسطينيين.
ولذلك، فإن الإرهاب هو في نهاية المطاف استراتيجية غير فعالة، بل غبية. يمكن أن تزعج وتؤلم، ولكن عندما تجتاز نقطة معينة، فإنها تقوم في الواقع بتفعيل آلية للتدمير الذاتي وتقوض هدفها الخاص.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالأربعاء 01 نوفمبر 2017, 12:00 pm

هل سنعود إلى حق العودة؟

هآرتس

شلومو زاند  31/10/2017

لقد كتب الكثير عن حق عودة الفلسطينيين. وما تم نشره مؤخرا حول هذا الموضوع من قبل بنيامين بيغين 

واوري أفنيري لا يضيف الكثير على ما نعرفه ("هآرتس"، 9/10، "موقع هآرتس"، 17/10). الجانب 

الايجابي الوحيد للعودة إلى هذا الجدل الآن هو أن هذا الأمر يذكرنا مرة اخرى بأنه خلافا لما يحاول اليسار 

اقناعنا به، فإن اساس النزاع ليس في حرب الأيام الستة، أيضا لو أن بداية حله وجدت ربما في نتائج هذه 

الحرب.
لن أكون مخطئا في أن أضيف القليل من الكلمات على هذا النقاش القائم، لو لم أشعر بالضيق وعدم الراحة. 

من خلال قراءة المقالين المذكورين أعلاه شعرت بأنه رغم نزاهة الكاتبين غير المشكوك فيهما، بالذات 

بيغين، الذي لا يتم اتهامي بالتقارب الفكري معه أكثر من أفنيري، الذي تماثلي السياسي والشعوري معه هو 

كبير جدا. الكاتبان يتفقان على أن الفلسطينيين يتمسكون بحق العودة. 
الأول يعتقد أن هذا الموقف يستبعد أي امكانية لمصالحة حقيقية بين المجموعتين السكانيتين في البلاد، وبين 

مطلبين للسيادة الذاتية. والثاني يفترض أن الموافقة على حق العودة لا تعارض تماما امكانية تحقيق السلام 

والاعتراف المتبادل. لماذا؟ لأن أفنيري يعرف وهو على يقين بأن اغلبية اللاجئين واحفادهم لا يرغبون في 

العودة، وأنهم يفضلون الحصول على التعويضات. للأسف، بيغين المتشائم على حق وأفنيري المتفائل مضلل، 

مثلما اعتاد اليسار أن يفعل منذ سنوات طويلة. 
بيغين لا يرى في رفض تام لحق العودة وتجاهله موقفا غير أخلاقي أو لا إنساني. لقد رضع منذ صغره 

الجملة التي قالها والده وهي أننا عدنا إلى هنا "بحق القوة، بل بقوة الحق". هذه البلاد تعود لليهود الذين 

تاقوا اليها مدة ألفي سنة، وفي الفرصة الأولى قاموا بعمل التفافة كاملة وعادوا اليها. لذلك، من الأفضل عدم 

اشاعة الأوهام، ليس هناك أي سبب لأن يقوم العرب المحليون بنسيان هذه البلاد بعد سبعين سنة أو حتى بعد 

سبعمائة سنة. لا يوجد اتفاق سلام، بل جدار حديدي كبير، أو على الاقل قبب حديدية صغيرة، ستدافع عن 

دولة إسرائيل إلى أبد الآبدين.
أفنيري في المقابل، منذ ترك الايتسل في الاربعينيات، تبنى تدريجيا اخلاق عالمية أكثر بقليل. إن التمسك 

بتقليص عدم العدالة في العالم يسري أيضا على النشاط القومي. وهو جزء لا يتجزأ من العمل السياسي في 

كل صراع. والعدل الانساني يجب أن يتحقق أيضا في منطقتنا. يستحق العرب الذين طردوا أو هربوا خوفا 

من المعارك، حق العودة إلى منازلهم.
يوم الخميس القريب ستصادف الذكرى المئوية لوعد بلفور. في هذه المناسبة من الجدير تذكير القراء أنه في 

1917 كان يعيش في فلسطين 700 ألف عربي وحوالي 60 ألف يهودي (نصفهم كانوا مناهضين 

للصهيونية). هل هذه الارض تعود إلى من يسكنون فيها أو من يحلمون بالاستيطان فيها؟ كل واحد منا يمكنه 

الحكم، هل على ضوء تناسب القوى الديمغرافي هذا، كان التصريح الكولونيالي البريطاني وفيا لأي نوع من 

العدل العالمي، ولو نسبيا.
بيغين الابن، بالضبط مثل بيغين الأب، يخطئ عندما يفترض أن حلم اليهود كان العودة إلى "وطنهم الاول"، 

دائما وإلى الأبد. ليس فقط أن الألفي سنة هي فترة طويلة بشكل خاص، التي كانت فيها فرص كثيرة للهجرة 

إلى هذا المكان، بل انه من بداية المذابح في الثمانينيات من القرن التاسع عشر وحتى 1924، عندما تم 

اغلاق ابواب الولايات المتحدة أمام المهاجرين من اوروبا الشرقية، وصل إلى شواطئ البلاد الموعودة اكثر 

من مليوني يهودي، في حين أنه إلى كنعان القديمة هاجر أقل من 100 ألف. 
الاغلبية الساحقة من اليهود العلمانيين لم تجد أي اهتمام في دول الشرق الاوسط، في حين أنه كان محظور 

على اليهود المتزمتين، حسب التلمود، الهجرة الجماعية إلى الارض المقدسة. أحد الدلائل على أن بيغين 

الأب وبيغين الابن كانا مخطئين بخصوص العلاقة مع "الوطن"، نشهده في ايامنا هذه. لا يوجد مكان في 

العالم لا يستطيع اليهود الهجرة منه إلى إسرائيل، ورغم ذلك في 2017 فإن الهجرة إلى إسرائيل سلبية. لو 

أن الادارة الأميركية لم تخضع لإسرائيل، فإن يعقوب كدمي، رئيس منظمة "نتيف"، حسب شهادته، لم يكن 

باستطاعته القيام بالتلاعب الكبير الذي جلب إلى هنا بالخداع حوالي مليون مهاجر من الاتحاد السوفييتي 

السابق.
أفنيري مخطئ في تقديره بأن اللاجئين الفلسطينيين واحفادهم لا يريدون العودة إلى بلادهم، في الوقت الذي 

يعطى لهم فيه هذا الحق. من المعقول الافتراض أن المهاجرين إلى كندا، الولايات المتحدة وأوروبا، وربما 

أيضا الذين أسسوا حياتهم بشكل جيد في الأردن أو دول الخليج، سيفضلون الحصول على التعويضات. ولكن 

هل ملايين اللاجئين الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين في سورية ولبنان وغزة لا يريدون تحقيق حقهم في 

العودة، المقدس في نظر أفنيري، والعودة إلى منازلهم واراضيهم؟ هل هؤلاء المكتظون في مخيم جباليا 

للاجئين في غزة، والذين يمكنهم أن يشاهدوا بعيونهم ارضهم التي سلبت منهم بعد سنتين من حرب 1948 

(لقد تم وضعهم، هم أو والديهم، في شاحنات في المجدل وطردوا من بيوتهم في 1950)، سيتنازلون عما زال 

يعتبر في نظرهم كأملاك لهم؟ 
أنا لا أفهم كيف أن العرب الذين كانوا يعيشون في اراضي الشيخ مونس (واحدة من القرى التي على 

أنقاضها أقيمت تل أبيب- الترجمة)، وهو المكان الذي اعيش فيه الآن، سيفضلون التنازل عنها. لا، يا بنيامين 

بيغين، فالجدار الحديدي لن يحميك طوال الوقت، ومن يعيش على حد السيف فقط سيسقط مهما طال الزمن 

بالسيف. لا، يا أوري أفنيري، القسم الاكبر من اللاجئين واحفادهم لن يتنازلوا بإرادتهم وبحسن نية عن حق 

العودة، اذا اعطي لهم هذا الحق. من غير المنطقي الاعتراف بالحق فقط بسبب توقع أنه لن يتم تطبيقه. يجب 

أن نكون مستقيمين وأن نعترف بأن هذا الحق مناقض للطابع الثقافي واللغوي السائد في إسرائيل، وحتى 

لمجرد وجودها. والاعتراف به لا يقربنا من السلام.
ولكن، كما يجب التنازل عن حق العودة، ومن اجل العدل، تقليصه إلى حق الهجرة إلى إسرائيل فقط لليهود 

المطاردين، بسبب اصلهم أو معتقداتهم، هكذا فإن رفض حق العودة يجب أن يكون مقترنا باعتراف قاطع 

بالملكية التاريخية للفلسطينيين على جزء من الاراضي التي يقيم عليها الإسرائيليون اليهود منذ النكبة. ان 

حقهم في املاكهم واراضيهم ما زال محفوظا لهم، كما هو محفوظ لكل صاحب ملك هدم بيته، وليس هناك أي 

امكانية لبنائه من جديد. هؤلاء الذين دمروا البيت يجب عليهم الاعتراف بالظلم الذي تسببوا به، وتعويض 

اصحابه بكل وسيلة ممكنة، سواء من ناحية مادية أو من ناحية رمزية. 
بدون مشروع تاريخي من هذا النوع، من شأنه ان يتضمن مثلا اعادة عدد من اللاجئين، من البائسين جدا، 

والذين ما زالوا يعيشون في المخيمات في لبنان، فإن الانسحاب من المناطق المحتلة لن يؤدي بالفلسطينيين 

إلى التوقيع على انتهاء الصراع وانتهاء المطالب. نعم، من وراء 1967 تقف 1948، فقط ادراك ذلك 

والربط الشجاع بينهما ربما يمكن الإسرائيليين من الاستمرار في الوجود في المستقبل القريب في الشرق 

الاوسط.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالأحد 05 نوفمبر 2017, 10:30 am

هآرتس: ارتياح بعد تفكيك حماس مواقعها قرب معبر بيت حانون

 تل أبيب: ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم السبت، أن الأهالي في قطاع غزة يعربون عن رضاهم 

لما قامت به حركة حماس مؤخرا من تفكيك لمواقعها العسكرية شمال القطاع لا سيما بالقرب من معبر بيت 

حانون (ايرز).
وفككت حركة حماس الاربعاء منشآتها على المعابر التي تربط بين قطاع غزة وكل من مصر واسرائيل 

وانسحب موظفوها من هذه المعابر التي تسلمها موظفون من السلطة، ووقع ممثلون عن الحركتين في حفل 

رسمي على اتفاق التسلم والتسليم. وتشكل هذه الخطوة اختبارا لاتفاق المصالحة الفلسطينية الذي أبرم 

الشهر الماضي في القاهرة.
وقالت ان اتفاق المصالحة الفلسطينية بدأ يؤتي أوكله في هذا الجانب، ويعتبر معبر بيت حانون - ايرز 

الممر الوحيد الذي يمكن أهل قطاع غزة من تجاوز الحدود نحو إسرائيل مشيا على الاقدام. ونقلت 

الصحيفة تصريحات أحد المواطنين "كل شيء الآن على ما يرام، لم يقم أي أحد باستجوابي أو ايقافي".
ورصدت الصحيفة حركة المرور عبر المنفذ المؤدي لإسرائيل عند ساعات الفجر الأولى وقالت ان الحركة 

كانت تمر بشكل سلس مع تواجد عدد قليل من المواطنين، وتعتبر هذه المرة الأولى التي يتمكن فيها اهل 

غزة من المرور عبر المعبر الإسرائيلي بدون أن يتم استجوابهم من قبل قوات الأمن التابعة لحركة حماس، 

بعدما تم الاتفاق التذي بموجبه سلمت حماس سلطة المعابر للسلطة الفلسطينية.
مع مرور الوقت بدأت تتقاطر الأفواج الى المعبر الإسرائيلي ومع الساعة التاسعة صباحا بدأ يمر "التجار" 

الى إسرائيل، ويطلق على المعبر الإسرائيلي ايرز "النقطة44"، ولا يسمح لكل مواطن الوصول الى 

إسرائيل الا بتصريح خاص اما تصريح تجارة او من أجل استمرار علاج الحالات المستعصية أو لإجراء 

عمليات معقدة لا يمكن تنفيذها داخل مستشفيات القطاع وبذلك بعد مصادقة وزارة الصحة التابعة للسلطة 

الفلسطينية.
أغلب سيارات الأجرة التي تنتظر أهل غزة في الجانب الإسرائيلي يقدمون من مدينة رهط، وهي أكبر مدينة 

عربية في جنوب اسرائيل على مقربة من قطاع غزة، ويقومون بتوصيلهم اما الى المشافي او لاماكن 

التجارة في مركز وشمال إسرائيل ومن ثم يعودون بهم الى المعبر، وهم يعبرون عن ارتياحهم لعودة الحياة 

الى المعبر من اجل كسب لقمة عيشهم.
لكن هل هي الصورة وردية إلى هذا الحد؟ فتسليم حماس معابر قطاع غزة تعتبر خطوة أولى على طريق 

محفوف بالتحديات الكثيرة. ويرى محللون أن تسليم حركة حماس معابر قطاع غزة الى السلطة الفلسطينية 

خطوة أولى تؤكد رغبتها بالمضي في المصالحة مع حركة فتح حتى النهاية، وإن كانت طريق هذه 

المصالحة لا تزال مزروعة بالتحديات.
ويعاني القطاع من أزمات حادة في قطاعات الكهرباء والمياه والصحة والتلوث البيئي، الى جانب مشاكل 

البطالة التي تتجاوز الـ 40% والفقر المدقع الذي يطال شرائح واسعة من سكانه المليونين. وتسيطر حركة 

حماس على القطاع منذ 2007 بعد ان طردت حركة فتح منه إثر اشتباكات دامية.
قطاع غزة معبر رفح بين غزة ومصر، تم تصويره في 1 نوفمبر 2017 حيث تم تسليمه من حماس إلى 

السلطة الفلسطينية
وتحاصر اسرائيل القطاع منذ عشر سنوات.
وجاء تسليم المعابر ثمرة للقاءات بين فتح وحماس كان آخرها مساء الثلاثاء بحضور مسؤولين أمنيين 

كبيرين مصريين في غزة استمر حتى فجر الأربعاء. ويفترض أن تستكمل السلطة تسلم إدارة القطاع بحلول 

الأول من كانون الاول/ديسمبر، ما يعني، أن الاوضاع "المأساوية" في القطاع أصبحت "مسؤولية الرئيس 

عباس".
ونص اتفاق المصالحة الذي وقع في 12 تشرين الأول/اكتوبر على تسلم السلطة ادارة القطاع، وعلى 

تشكيل حكومة وفاق وطني جديدة وبدء التحضير لانتخابات، وترافق مع وعود بوقف التدابير العقابية تجاه 

غزة، لكنه لم يتطرق بوضوح إلى الترسانة العسكرية الضخمة التي تملكها حماس والتي استخدمتها في 

ثلاث حروب خلال السنوات العشر الأخيرة، ضد إسرائيل. وأعلنت إسرائيل انها لن تعترف بأي حكومة 

يوجد فيها ممثلون لحماس ما لم تتخل هذه الاخيرة عن سلاحها وتعترف بإسرائيل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالثلاثاء 14 نوفمبر 2017, 8:36 am

الحرب التي لا مناص منها بمبادرة السعودية

«السعودية فساد له مملكة... اعتادت أن تشتري بأموال النفط كل شيء.. وسائل الإعلام والمثقفين ومحطات التلفزة... فهل ستقوم بشراء حرب؟»

صحف عبرية



Nov 14, 2017

صحف عبريه - صفحة 5 13qpt963
على خلفية القصص؛ أن مؤسس المملكة العربية السعودية، الأمير عبد العزيز (ابن سعود) كان معتادا على الحصول على مبلغ شهري من بريطانيا، فإنه من المضحك أن نسمع الآن بأن ولي العهد الشاب، محمد بن سلمان، يلقي بعشرات الأشخاص من العائلة المالكة ورجال آخرين رفيعي المستوى في السجن بتهمة الفساد. إن هذه المملكة قامت على قاعدة الرشوة، في كل مكان يتفجر نبع من الفساد، قرب كل بئر نفط هناك نبع للرشوة. هذه ليست مملكة فيها فساد ـ السعودية بإدارة مؤدبة من العائلة المالكة هي فساد له مملكة.
السعودية تعمل الآن بهدف أن تصبح دولة عظمى إقليمية لها أسنان موجهة نحو الداخل والخارج. في المقابل، كثيرون ما زالوا يعتبرون السعوديين عملاء لأمريكا، وهذه مقاربة سطحية، لأنه يوجد للسعوديين مصالح عالمية، وهم مستعدون للمحاربة من أجلها. عندما لا يكون لديك مال، فأنت تشعر بأن الوطن هو وطنك، وعندما يصبح معك مليون دولار، فأنت تحاول الموازنة بين مصلحة المال ومصلحة الوطن. ولكن عندما يصبح معك مليار دولار فإن وطنك هو حسابك البنكي، سواء في بنك سويسري أو في ملاذ ضريبي في جزر «العذراء».
لذلك فإن تفاخر شخصيات رفيعة إسرائيلية بخصوص العلاقات مع المملكة الظلامية هذه يثير الاشمئزاز. في الوقت الذي ينتقدون فيه الفلسطينيين، وأحيانا بحق، على ظواهر غير ديمقراطية فإن الإسرائيليين يعانقون أمّ المظالم كلها. إن أموال النفط ما زالت هي الوسيلة الأهم لمحاولة امتلاك كل ما هو مهم في العالم العربي، بدءًا من المثقفين والزعماء وحتى الصحف ومحطات التلفزة وشبكة الإنترنت.
النفط السعودي أصبح وسيلة لقمع الثقافة التقدمية، المس بتحسين مكانة المرأة، وفوق كل ذلك، أداة لدعم توجهات أصولية، بدءًا بإنشاء الإخوان المسلمين في مصر وحتى تأسيس القاعدة ومنظمات قاتلة أخرى. وكل ذلك بمباركة وتأييد الغرب المتنور.
بنيامين نتنياهو أيضا يعشق السعودية. فهو يشيد بتحسين العلاقة مع السعودية، التي تثير كلمات مثل «حقوق الإنسان» القشعريرة في زعمائها. على خلفية الفساد الشامل في السعودية، يبدو أن هناك وجهًا آخر لتشجيع نتنياهو: لقد سبق وشجع أيضا ونستون تشرتشل الأسطوري. السعوديون وتشرتشل هما وجهان لقطعة النقد نفسها، تشرتشل كان في جانب متلقي الهدايا، والسعوديون الآن يجسدون الجانب الذي يقدم الهدايا. عندما تزوج تشرتشل، حسب كاتب سيرته، السير مارتن غلبر، قدم له السير آرمست كاسل 500 جنيه هدية زواج ساذجة. وقد عرف تشرتشل كيف يستمتع بسخاء الأثرياء، الذين قدموا له أماكن استجمام وخدمات مالية لا بأس بها. يمكن تفهم انفعال نتنياهو من تشرتشل، إنه فقط في هذا المجال يمكننا القول إنه يوجد لنتنياهو شخصية تشرتشلية تماما. كيف يتطور الناس. لِمَ يبقى الشخص على الجانب الآخر من الطاولة، الجانب المتلقي، في الوقت الذي هو فيه الحاكم الذي يمكنه فعل أي شيء، والذي حسب ما قاله عضو الكنيست دافيد أمسالم، يجب أن يحصل على أعلى راتب من بين العاملين في المملكة؟ ولِمَ فقط من بين الموظفين؟ لِمَ ليس من بين كل رعايا المملكة؟ الوضع في السعودية يسحر كل زعيم طموح.
ولكن في هذه الأثناء الترجمة على الأرض إشكالية. لقد سارع نتنياهو إلى إعلان أن استقالة رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري هي «نداء للاستيقاظ» من أجل اتخاذ خطوات ضد عدوانية إيران. الآن تبين أن العدوانيين هم بالضبط حلفاؤه السعوديون الذين يسجنون رئيس حكومة دولة أجنبية خلافا لقواعد الدبلوماسية المتبعة في العالم. شخصيات كبيرة في إسرائيل يتم التحقيق معهم الآن بتهمة أنه مقابل تلقي رشوة ببضعة ملايين بائسة قاموا بترجيح كفة مناقصة شراء الغواصات. وإذا كان الأمر كذلك، فهل مقابل بضع مليارات يجدر شن حرب لمصلحة السعوديين؟ حرب لا مناص منها كما هو معروف.

عودة بشارات
هآرتس ـ 13/11/2017
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالسبت 25 نوفمبر 2017, 9:21 am

هآرتس: تهديدات إسرائيل ضد القوات الإيرانية في سوريا "هراء"!

 تل أبيب: قال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هرئيل، اليوم الجمعة، أن "الحرب في سوريا لم تنته مع استمرار سقوط قتلى من المدنيين السوريين، بأعداد ليست قليلة، في الوقت الذي استقبل فيه رئيسهم، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مشيرا إلى أن الكثير من تنظيمات المعارضة لم تُلقِ سلاحها".
وقالت "هآرتس"، أنه في الوقت الذي احتفى فيه زعماء روسيا وإيران وتركيا والنظام السوري "بالانتصار"، تعتبر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، بحسب محللين عسكريين، أن الحرب في سوريا لم تنتهِ بعد وأن الضربة الكبيرة التي تم توجيهها إلى تنظيم "داعش" الإرهابي أدت إلى هزيمه جغرافية وطرده من المواقع التي سيطر عليها، لكن ذلك لا يعني انتهاء فكر هذا التنظيم، الذي ما زال قادرا على استهداف مدنيين خصوصا في أي مكان في العالم.
وتابع هرئيل، إن الجيش زعم ان إسرائيل تعارض محاولات إيران لممارسة ضغوط على الأسد كي يسمح لهم بإقامة قاعدة جوية وميناء بحري على شواطئ البحر المتوسط في شمال سورية.
وأضاف وزير الجيش افيجدور ليبرمان أنه "لا يمكننا القبول بذلك"، لكنه تهرب من الإجابة على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل سترد بشكل عنيف على وجود قواعد إيرانية برية في سوريا، واكتفى ليبرمان بالقول إن "هذه قواعد برية سوريا جرى تحسينها ولا يوجد فيها إيرانيون حتى الآن وتم تنفيذ كل ما ينبغي فعله".
وأفاد هرئيل، أن "المشكلة هي أن تكرار تهديدات كهذه من دون شن عملية عسكرية يمكن أن يُفسر في المنطقة على أنه مظاهر ضعف وتصريحات فارغة، بينما تطبيق التحذيرات قد يؤدي بسهولة كبيرة إلى تدهور الوضع على طول الحدود مع سورية ولبنان إلى مواجهة عسكرية واسعة، وليس مؤكدا أن إسرائيل جاهزة لخوضها".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالجمعة 01 ديسمبر 2017, 9:29 am

أخطأنا مع سوريا… حان الوقت للتعديل
آجلا أم عاجلا سيتعين علينا أن نرفع عن مواطني إسرائيل تهديد «حزب الله» في الجبهة الشمالية
صحف عبرية
Dec 01, 2017

حتى قبل ثلاث سنوات كان لا يزال ممكنا العمل على إزاحة بشار الأسد عن الحكم، مع احتمال كبير أن تكون مثل هذه العملية مقصرة، بل وربما منهية للحرب في سوريا، منقذة حياة عشرات آلاف الناس ومقلصة أزمة اللاجئين الذين يغرقون العالم الغربي. مثل هذه المبادرة في ذاك الحين كانت بيقين عال ستمنع الواقع المتحقق في سوريا هذه الأيام بتأثير من إيران. أما إسرائيل فقررت ألا تفعل شيئا، وأن تنظر من بعيد إلى الفظائع التي نفذت في سوريا. برأيي كان هذا خطأ.
صحيح حتى نهاية 2017 فإن نافذة الفرص للتدخل في سوريا وإزاحة الأسد قد أغلقت، حاليا على الأقل. والآن علينا أن نركز أساس الجهود على الفعل الدبلوماسي مع رئيسي الولايات المتحدة وروسيا، ومن خلالهما إيضاح الخطوط الحمر لإسرائيل والمطالبة بإبعاد الإيرانيين وحزب الله شرقا إلى طريق السويداء ـ دمشق ومن خارج هضبة الجولان. الآن، مطلوب من أصحاب القرار ومن واضعي السياسة تفكير إبداعي ومبادرة ـ وإلا، مثلما يحصل في هذه اللحظة فإن جهات أخرى هي التي ستصمم الواقع الإقليمي والواقع الأمني والسياسي على حدودنا الشمالية. إذا لم نبادر، فإن هذا ما سيحصل. إمكانية أخرى، مثلا، هي مبادرة إسرائيلية لاعتراف دُولي بسيادتها في هضبة الجولان شرطا لكل تقدم في المسار الفلسطيني.
ثمة جهات تعتقد أن عدم الفعل وانعدام المبادرة هما خطة عمل. أنا أعارض هذا النهج. في 1995، حين كنت قائد المنطقة الشمالية، في ذروة القتال ضد حزب الله وبعد عدم المصادقة على مخططاتي لتحقيق النصر على حزب الله، توصلت إلى الاستنتاج بأنه يجب إعداد خطة تنفيذية وسياسية للخروج من لبنان. وسمح لي رئيس الأركان في حينه، الراحل امنون ليبكن شاحك بأن أعرض موقفي وخطتي على رئيس الوزراء اسحق رابين. كل هيئة الأركان عارضت، مستندة إلى تقدير شعبة الاستخبارات وشعبة التخطيط اللتين اعتقدتا بأن استمرار الوجود في منطقة الحزام الأمني في جنوب لبنان هي أفضل الشرور وأنه ليس صحيحا الخروج من هذه المنطقة من دون اتفاق مع الرئيس السوري حافظ الأسد. أما الآن فأعتقد خلاف ذلك. أعتقد أن من الأصح الدفاع عن إسرائيل من الحدود الدولية، وقدرت بأنه لن يكون ممكنا تحقيق اتفاق مع الأسد. أما رأيي فلم يؤخذ به. وعلى عدم الفعل دفعنا خمس سنوات أخرى من الحرب القاسية والخسائر بالأرواح، إلى أن تبنى رئيس الوزراء في حينه ايهود باراك توصيتي وأخرج الجيش الإسرائيلي من لبنان.
إن الجبهة الشمالية المتبلورة أمام ناظرينا هذه الأيام تمثل تحديا أمنيا مركبا لإسرائيل. صحيح أن حزب الله ضعف جدا في الحرب السورية، وقتل آلاف من مقاتليه في المعارك وأصيب ألاف آخرون وخرجوا من دائرة القتال، ولكن عندما تنتهي الحرب في سوريا سيعود حزب الله إلى الديار في لبنان بينما تعلم جنوده وقادته تجربة قتالية وتدربوا، ليعود ليهدد إسرائيل مع مخزون من عشرات آلاف الصواريخ التي تستهدف المس بمواطنيها. هل ستختار إسرائيل هذه المرة أيضا عدم الفعل وتسمح لحزب الله بالانتعاش واختيار الزمن المناسب من ناحيته للحرب المقبلة؟ هل سنسمح لإيران وللأسد بتصميم الواقع الأمني على الحدود الشمالية؟
شيء واحد واضح منذ الآن، آجلا أم عاجلا سيتعين علينا أن نرفع عن مواطني إسرائيل تهديد حزب الله. لا مفر من الاستعداد بجذرية لهزيمة حزب الله في هجوم قصير من عدة أيام. أعرف أن هذا ممكنا وأن الجيش الإسرائيلي قادر على عمل ذلك: فالاستعداد، الجاهزية والتحضير لاستخدام القوة هي أيضا الردع الأفضل، وعليه فإنها أيضا الأداة الأنجع لتقليص احتمال الحرب. السؤال المطروح هو هل الحكومة الحالية قادرة على العمل بالمبادرة والشجاعة اللازمتين؟ حتى الآن ثبت أن شكل عملها هو إحداث الكثير من الضجيج والقليل من الأفعال.

عميرام لفين
يديعوت 30/11/2017
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالأربعاء 13 ديسمبر 2017, 9:05 am

من الذي سيدافع عن الأسد؟ بانسحاب روسيا من سورية

هآرتس
تسفي بارئيل   12/12/2017

"الاصدقاء والوطن بانتظاركم"، هذا ما أعلنه بوتين لجنوده في قاعدة سلاح الجو الروسية في شمال سورية. هذه بشرى ممتازة  للجنود والمستشارين والطيارين الذين "أنهوا مهمة محاربة الإرهاب في سورية"، كما قال بوتين – فقط لم يزل غير معروف لهؤلاء الجنود متى يجب عليهم حزم أمتعتهم، وكم بالضبط سيغادرون الدولة. هل ينوي بوتين سحب قواته كجزء من الجهود السياسية التي تجري في هذه الايام في جنيف، أو أنه سيبقيها في سورية إلى حين اتضاح نتائج المحادثات التي انسحب منها ممثلو النظام وعادوا اليها مرة اخرى في يوم الاحد؟ سؤال حاسم آخر هو هل روسيا ستنسحب من الاشراف على المناطق الآمنة في جنوب سورية ووسطها، أو أن هذه المهمات ستستمر حسب المخطط الذي اتفق عليه مع الولايات المتحدة وايران وتركيا.
إن اعلان بوتين لا يبين بالتفصيل شروط سحب القوات ولا حجم الانسحاب ولا موعده، وهكذا يمكن التقدير أن النية ليست ترك الساحة السورية نهائيا، بل تقليص بصورة جزئية الوجود الروسي. المناطق الحاسمة مثل المناطق الامنية والنشطة في الحدود الشرقية للدولة سيتواصل عملها كالمعتاد. 
في يوم الخميس القادم يتوقع أن يعقد في الاستانا، عاصمة كازاخستان، منتدى النقاش حول المناطق الآمنة من اجل البحث في تنفيذ الاشراف وتوزيع المسؤولية بين روسيا وايران وتركيا. على خلفية اعلان بوتين سيكون هذا لقاء يجب أن يهم جدا إسرائيل، لأنها تتوقع رؤية اذا كان الرئيس الروسي سينجح في إقناع الإيرانيين بابعاد قواته عميقا نحو الشرق في جنوب سورية. إلى أبعد من 25 كم. تركيا من جانبها تنتظر موافقة روسية لتمكين قواتها من تعميق سيطرتها على شمال الدولة لكبح توسع منطقة السيطرة الكردية، الامر الذي يتوقع بحثه أيضا في مؤتمر الاستانا.
إن تعهد بوتين بضرب المنظمات الإرهابية اذا رفعت رأسها يوضح أنه لا ينوي ترك الساحة العسكرية، أو تغيير الاستراتيجية التي اتبعها حتى الآن وغير ميزان القوى لصالح الأسد. ولكن الانسحاب – حتى لو جزئيا – سيضع في يده شرعية للمطالبة بأن تترك كل القوات الاجنبية سورية. إن نيته ستكون بالأساس موجهة نحو القوات الأميركية والتركية التي لا تحظى بشرعية مثل القوات الروسية والإيرانية التي "تم استدعاءها" من قبل الأسد، كما أوضح قبل نحو اسبوعين وزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف. إن تأييد هذا يمكن ايجاده في الصيغة التي اختارها بوتين والتي تقول إن القوات الروسية نجحت في هزيمة معظم قوات داعش، لهذا لم يعد للولايات المتحدة التي بررت تدخلها العسكري في سورية لمحاربة داعش، ما تفعله في الدولة. 
لقد رد البنتاغون بشك وأعلن أن "اعلان روسيا عن سحب قواتها لا يتلاءم دائما مع تقليص القوات، ولا يغير سلم أولويات الولايات  المتحدة في سورية". ولكن كان للولايات المتحدة حتى الآن فقط هدف معلن واحد لتدخلها في سورية وهو القضاء على داعش. بعد أن أعلن رئيس الحكومة العراقي في الاسبوع الماضي أن داعش هزم في بلاده، وضمت روسيا إلى ما حدث في العراق النجاح في سورية، فليس من الواضح ما الذي قصدته ادارة ترامب عندما تحدثت عن سلم الأولويات في سورية. 
إن نجاح روسيا، التي بالتأكيد ستلعب دورا مهما في المعركة الانتخابية للرئاسة التي ستجرى في شهر آذار القادم، لم يتم التعبير عنه فقط بصورة غيرت ميزان القوى في صالح الأسد. هي تظهر بصورة بارزة بشكل خاص بكونها أبعدت الولايات المتحدة عن الساحة، وادارة نسيج مركب من عدة حالات لوقف اطلاق النار المحلي التي مكنت في النهاية من اقامة المناطق الآمنة. ولكن هذا الانجاز يصعب أن يبقى قائما بدون مظلة عسكرية تشرف من جانب على منع الهجمات في المناطق الآمنة، ومن الجانب الآخر تواصل القتال ضد معارضي النظام المصنفة كمنظمات إرهابية. من اجل تحقيق هذين الهدفين يحتاج النظام إلى قوات روسية هامة، واساسا إلى سلاح الجو الروسي. 
إن انسحاب القوات الروسية أيضا حتى لو كان كبيرا ونفذ قريبا، فإنه يبقي وبشدة مسألة التدخل العسكري الايراني في الدولة. الافتراض الاساسي الإسرائيلي والأميركي هو أن ايران ستسعى إلى استغلال انسحاب القوات الروسية من اجل تعزيز وجودها في الدولة، عن طريق زيادة عدد القواعد العسكرية وارسال عدد كبير من المقاتلين. ولكن ليس هذا هو السيناريو الوحيد المحتمل. روسيا وايران لا تديران لعبة حاصلها صفر في سورية. وهما لا تتنافسان على قلب الأسد، المرتبط بهما بصورة مطلقة. 
في كل اتفاق سياسي على مستقبل سورية، فإن مكان الطاغية السوري سيكون مضمونا على الاقل في المدى القصير، والسؤال هو كيف سيتم تقسيم "الغنائم" الاقتصادية والسياسية بين روسيا وايران. اذا لم تتمكن أي واحدة منهما من ابعاد الاخرى عن الساحة، وهناك مصالح لهما في استقرار الدولة وانشاء دولة كانتونات. إن تحقيق هذه المصالح مرتبط بالتفاهمات التي سيتم التوصل اليها بين روسيا وايران، وليس بصراع عسكري على سيطرة جغرافية تقتضي تعزيز القوات في سورية لفترة زمنية طويلة، وهو وضع ليست أي واحدة منهما معنية به، كما أنه توجد لهما تجربة في تحقيق التأثير في دول اخرى بوسائل اقتصادية وسياسية وليس عسكرية بالضرورة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالأربعاء 13 ديسمبر 2017, 9:05 am

أميركا والشرق الأوسط: في الداخل أم في الخارج؟

يديعوت أحرونوت

نداف ايال  12/12/2017

ثمة سلسلة من المسلمات في الشرق الأوسط الآن، وهي ثورية حقا. تعالوا نحصي بعض منها. في سورية انتصر الأسد في الحرب على حراب الروس والايرانيين. وهاتان القوتان العظميان ستديران الدولة وحكم الأسد مستقر. بوتين دخل إلى الشرق الاوسط بشكل عميق بينما الولايات المتحدة تواصل انسحابها وانعزالها عن المنطقة. 
هذه الاقوال تستقبل في الجمهور وفي وسائل الإعلام كتشخيص واقعي للوضع الشرق أوسطي، ولكن زيارة إلى واشنطن تجسد بان الأمور تبدو من هناك مختلفة تماما. فقد شرعت الولايات المتحدة في الاسابيع الاخيرة بهجوم مضاد من الاستعراضات الصحفية، التي غايتها الايضاح للعرب، للروس، للإيرانيين وكذا للإسرائيليين بان أميركا لا تنثني. وقال لي مصدر رفيع المستوى في الادارة الأميركية مؤخرا أن الادعاء بانتصار الأسد في الحرب السورية هو "احبولة اعلامية" من الروس فقط. 
"70 في المائة من احتياطات الغاز والنفط السورية توجد في المناطق التي يسيطر عليها الثوار"، قال المسؤول. وأضاف بان أجزاء مهمة من سورية توجد تحت السيطرة الفاعلة لقوات سورية الديمقراطية، وهو تحالف من الثوار السنة والمقاتلين الاكراد. وأشار إلى أن "الحرب ضد داعش هي الاخرى لم تنته. وعليه فإن الولايات المتحدة ستواصل العمل في سورية". ولم يقصد فقط العمل من الجو، بل مئات عديدة من "المستشارين العسكريين" الأميركيين الذين في الميدان ويساعدون الثوار. 
ونقلت استعراضات صحفية من هذا النوع ليس فقط من الموقع ادناه بل ولسلسلة طويلة من الجهات الدولية والإسرائيلية – وليس فقط الصحافيين. وهدفها الايضاح بانه رغم أن بوتين يحاول خلق الانطباع بان الحرب في سورية انتهت، فإن الوضع على الارض بعيد عن أن يكون موحدا أو متواصلا، وان أميركا لن تترك الساحة لحسم موسكو لمستقبل نظام الأسد. وأضاف المصدر الأميركي رفيع المستوى بان مسيرة جنيف للمحادثات على مستقبل سورية هي "المسار الوحيد للتقدم". واوضح بان هذه ستنتهي بانتخابات حرة، يشارك فيها كل اللاجئين السوريين الذين هاجروا من بلادهم. 
أجدني ملزما بان أقول انه كان من الصعب علي أن اصدق اني اسمع هذه الاقوال، ولكن هذا لم يكن هزلا. فقد صادق الرئيس على هذه السياسة، كما تقول محافل في واشنطن. وهذه لم تؤثر على نحو خاص على الرئيس الروسي، الذي أجرى امس ظهور ضيافة على الارض السورية كالسيد الذي يصل إلى عزبته. إذا كان بوتين يلعب لعب العلاقات العامة بالفعل، فإنه يقوم بعمل ممتاز.
في الأيام الاخيرة لم تصدر مرة اخرى بيانات عن التعاون الروسي- الإيراني- التركي في محاولة للحديث والقرار في الوضع ما بعد الحرب في سورية. اضافة إلى ذلك، علم أن المصريين يوشكون على التوقيع مع موسكو على اتفاق بقيمة عشرات مليارات الدولارات لشراء مفاعل نووي لإنتاج الكهرباء. لقد دعمت مصر من الولايات المتحدة لسنوات طويلة، ولكن قبل اسبوعين نشر أن المصريين وقعوا على عقد مع موسكو يسمح لسلاح الجو الروسي باستخدام مطاراتهم العسكرية. اذا ما حصل شيء كهذا بالفعل، فإنه سيمنح روسيا ذراعا استراتيجية إلى داخل افريقيا. ويقول مصدر أميركي رفيع المستوى (آخر) هذه الامور: لن يحصل. تحدث معنا عندما ترى طائرة روسية تقلع من مطار مصري عسكري. 
إذن ما هي 

هل الولايات المتحدة تنسحب من المنطقة وتتركها لرحمة الروس، أم أن وسائل الاعلام في الغرب تقع ضحية مناورة روسية ذكية- في الوقت الذي بقي الأميركيون ويواصلون الاستثمار في ذخائرهم الاستراتيجية؟ هذا سؤال كبير ولكن جوابا واحدا لازما: لا يهم ما هي النية الأميركية الداخلية في الشرق الاوسط ملزمة بأن تجد لها تعبيرا خارجيا. لا يكفي أن يكون الأميركيون هنا، يجب ان يشعر الناس بهم وبتصميمهم. والتصميم الأميركي لن يقاس باستعراضات كبار المسؤولين الصحفية بل بتصريحات وبأفعال واضحة من الرئيس، مثل ذاك الهجوم في سورية بعد هجمة الغاز الفتاكة التي قام بها الأسد. فقط ترامب يمكنه أن يدعي بحزم القول الأميركي انهم يبقون في المنطقة بقوة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالثلاثاء 19 ديسمبر 2017, 12:32 pm

إنه الاعتراف وليس العقار يا غبي

يديعوت أحرونوت

كله ضحك، ولكن مع حلول سنة على أدائه اليمين القانونية، يثبت دونالد ترامب رئاسته. في طريقه 

الأعوج، وبدعم من الحزب الجمهوري، ينجح ترامب في تنفيذ سلسلة من الوعود في حملته 

الانتخابية: تغيير تشكيلة المحكمة العليا، القيود على الهجرة، تقليص الانظمة الإدارية، الإصلاح 

الضريبي الذي يحسن أساسا للقطاع التجاري والعشرية العليا والاعتراف بالقدس كعاصمة إسرائيل، 

بما في ذلك هذا الأسبوع في الاماكن المقدسة لليهودية في البلدة القديمة. 
لقد كان القانون للاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، والذي أقر في الكونغرس الأميركي في 

1995، عليلا منذ البداية. فقد أمر القانون الإدارة بالاعتراف بالقدس كعاصمة إسرائيل وطلب اقامة 

السفارة الأميركية فيها "في موعد لا يتجاوز 31 أيار 1999". وتضمن القانون عقوبات مالية تفرض 

على مخططات البناء والترميمات في المؤسسات الدبلوماسية خارج الولايات المتحدة، إذا لم تستكمل 

اقامة السفارة في موعدها.
لقد خلق القانون مشكلة. فالصلاحيات الحصرية لإدارة السياسة الأميركية الخارجية، بما في ذلك 

الاعتراف بالسيادة على الارض ومكان مدينة عاصمة أي دولة كانت، ممنوحة بقوة الدستور 

والتفسيرات للرئيس حصريا. يمكن للكونغرس أن يوصي، لا يمكنه أن يأمر الرئيس في كيفية 

التصرف. ومن اجل انقاذ القانون أضيفت اليه مادة تعيد صلاحيات القرار إلى الرئيس: ابتداء من 

تشرين الأول 1998، قيل فيه إن من حق الرئيس أن يؤجل اقامة السفارة في القدس لفترة حتى ستة 

أشهر، شريطة أن يتوصل إلى الاستنتاج "بوجوب اضطرار لتأخير اقامتها (السفارة) للدفاع عن 

المصالح الأمنية القومية للولايات المتحدة".
وكما هو معروف، فإن كل الرؤساء منذئذ وحتى اليوم وقعوا كل نصف سنة على وثيقة تسمى "القول 

الرئاسي"، الذي كتب فيها بالفعل بأن اقامة السفارة في القدس في هذا الوقت تعرض للخطر 

المصالح القومية – الأمنية الأميركية. كما أن التوقيع أزال أيضا التهديدات المالية على وزارة 

الخارجية. ووقع الرؤساء الأميركيون على الوثيقة لاعتبارات سياسية، ولكن ليس أقل من ذلك لأن 

أحدا منهم ما كان يمكنه أن يسلم بتدخل الكونغرس الفظ في سياستهم الخارجية، فما بالك العمل 

بموجبه.
ولكن ماذا؟ تلك المادة إياها في القانون التي تسمح بتأخير تطبيقه، لا تتناول على الاطلاق الاعتراف 

بالقدس كعاصمة إسرائيل. فالرؤساء الذين سبقوا ترامب أيضا كان بوسعهم أن يفعلوا بالضبط ما 

يفعله هو: التوقيع على التأخير نصف السنوي في تنفيذ القانون على الارض، وفي نفس الوقت التوقيع 

على اعتراف رئاسي يعترف بالقدس كعاصمة إسرائيل. أما هم فقد قالوا غير ذلك.
وماذا يساوي الاعتراف بدون نقل السفارة؟ كل شيء. فالعقار ليس هو ما يقرر الأمر. صحيح أنه 

دارج أن تقام السفارات في عواصم الدول، ولكن هذا هو عرف ليس أكثر. فمثلا، حتى قطع العلاقات 

الدبلوماسية في 1967 كانت سفارة الاتحاد السوفييتي في إسرائيل في رمات غان؛ هذا لم يجعل 

رمات غان عاصمة إسرائيل ولا حتى في نظر السوفييت. أما إعلان ترامب الموقع بالاعتراف 

بالقدس كعاصمة إسرائيل فيثبت مكانة كهذه في كل المنظومة الفيدرالية الأميركية – وهذا هو 

التغيير الدراماتيكي، دون صلة بالمكان المادي للسفارة. فوزير الخارجية ومساعدوه يمكنهم أن 

يتملصوا من مسألة موعد التغيير في وثائق الدولة الرسمية، ولكنه لا بد سيأتي، وقريبا.
حين تبدأ القدس في الظهور كعاصمة إسرائيل في منشورات الادارة أميركية ومؤسساتها، فإن الاتحاد 

الأوروبي أيضا سيكون مطالبا بأن يقرر ما هي عاصمة إسرائيل. وألا يكتفي، مثلما هو الحال الآن، 

بالقول إن القدس ليست كذلك. هذا يشرح الغضب الدبلوماسي في أوروبا على إعلان ترامب: فلا 

يوجد شيء كريه أكثر من قبل وزارات الخارجية في الاتحاد الأوروبي من قرارات ايجابية في مسائل 

الشرق الاوسط.
من السابق لأوانه أن نخمن كيف سيؤثر إعلان ترامب على المسيرة السياسية العالقة. فمنذ بدايتها 

اتفق المشاركون فيها على أن يبقى موضوع القدس والاماكن المقدسة فيها إلى النهاية، بصفته حبة 

الجوزة الأكثر صلابة أمام محاولة كسرها. أما ترامب فيقلب الترتيب؛ اعلاناته المباشرة وغير 

المباشرة تضع مسألة القدس كلها كنقطة بدء للمفاوضات. من يدري، لعل هذه هي "نقطة 

ارخميدس"، التي منها سيكون ممكنا انقاذ كل المسيرة من الوحل الشال. ونأمل ألا يكون العكس





ترامب يفاجئ العالم ويكشف كيف خدع إسرائيل بعد اول يوم من إعترافه بالقدس عاصمة لليهود



عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الثلاثاء 19 ديسمبر 2017, 12:40 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالثلاثاء 19 ديسمبر 2017, 12:33 pm

الاحتمال الأخير لإسرائيل

هآرتس
دمتري شومسكي وإيلانا هميرمان

إذا تمت الموافقة على اقتراح القانون الجديد الذي يدعو إلى فرض عقوبة مدتها سبع سنوات سجن 

على نشطاء حركة مقاطعة إسرائيل ومنتجاتها بتهمة التسبب بالضرر للدولة ولعلاقاتها الدولية، 

فسيكون ذلك خطوة كبيرة في الانقلاب التشريعي الذي تقوم به حكومة اليمين الوطني في السنوات 

الاخيرة.
هذا الانقلاب يتقدم بسرعة كبيرة برعاية احتيال لا مثيل له: كأن النضال من اجل حقوق الانسان (

ليس الاخلال بها) يمكن اعتباره ضررا للدولة، وكأن الدولة والسياسة والمواطنة والايديولوجيا هي 

كتلة واحدة متجانسة، وكأنه لم يتم خلق ايديولوجيات تسببت بدمار الدول التي أعطي فيها الحكم 

لمؤيديها.
مع ذلك ربما يختفي هنا بصيص أمل: هذا القانون للدفاع عن الاحتلال يمكن أن يقرب نهاية القمع 

المدني والاستعباد القومي للشعب الفلسطيني على يد إسرائيل، ومعه احتمال – ربما الاخير – 

التعايش بسلام بين الشعبين.
محاكمة نشطاء مقاطعة إسرائيل المحتلة والاستيطانية، ستتحول بسرعة إلى محاكمة استعراضية، 

وهكذا سيتم حل العقدة الاخيرة في قناع الديمقراطية البالية التي ما زالت إسرائيل تنجح في التفاخر 

بها في الداخل والخارج، رغم حكمها العسكري والمدني لمليوني شخص منذ خمسين سنة. 
عند حدوث ذلك سيزيد تشابه إسرائيل من ناحية حكمها الداخلي مع الاتحاد السوفييتي وعدد من 

الديكتاتوريات الشيوعية بعد الستالينية في أوروبا الشرقية والتي طاردت واعتقلت معارضي النظام 

في الداخل بتهمة التسبب بـ"الضرر للدولة". في اعقاب مطاردة المعارضين في الاتحاد السوفييتي 

استخدم عليه ضغط متزايد من قبل المجتمع الدولي، ونهايته التي أثمرت. بذلك يوجد احتمال أنه كلما 

زاد عدد مقاطعي الاحتلال والمحتل في داخل إسرائيل الذين ستتم محاكمتهم وسجنهم، فإن هذه 

العملية ستتم أيضا بشأن نظام الاحتلال الإسرائيلي.
هل المبادرون إلى سن قانون المقاطعة الواسع ليس لديهم فهم سياسي إلى درجة انهم لا يلاحظون 

آلية "البومرينغ" (الفعل المرتد على صاحبه) الذي يكمن في مشروع قرارهم؟ هل هم لا يدركون أنه 

كلما زادت مطاردتهم للإسرائيليين الذين يناضلون ضد اخلال الدولة بحقوق الانسان –إلى درجة 

سجنهم– فانهم بهذا يقربون اليوم الذي سيطرد فيه المجتمع الدولي دولتهم من عائلة الدول 

الديمقراطية؟ ألا يعرفون أن هذا يقرب نهاية عهد الاحتلال والاستيطان؟ يبدو أن من يسعون إلى 

سن القانون ضد المقاطعة لا يخشون من البومرينغ السياسي، هذا لأنهم يعتمدون على جبن معارضي 

الاحتلال والمشروع الصهيوني. 
إنهم يعتقدون أن العقوبات القانونية ستردعهم من استخدام الدعوة إلى مقاطعة الاحتلال في اطار 

نضالهم. نحن الموقعون أعلاه، استنادا إلى تجربتنا، نقول لهم إنهم مخطئون. لأننا قبل سنتين ونصف 

بادرنا إلى التوقيع على عريضة لمواطنين إسرائيليين يطلبون من المجتمع الدولي بفرض مقاطعة 

اقتصادية وثقافية على مشروع الاستيطان في المناطق المحتلة في العام 1967. وخلال أقل من شهر 

وقع عليها اكثر من 1500 شخص من مواطني إسرائيل وكانوا على استعداد لخرق القانون.
في هذه الاثناء وعلى خلفية شحذ أدوات ائتلاف الانتحار الوطني ضد من يعارضون الاحتلال 

والاستيطان، يجب العودة إلى تلك الدعوة بشكل أكثر اصرارا. يجب تأسيس حركة مدنية إسرائيلية 

تتوجه بشكل علني ومستمر إلى المجتمع الدولي من أجل الدعوة إلى تفعيل قرار مجلس الامن التابع 

للأمم المتحدة رقم 2334 ضد الاستيطان من شهر كانون الاول 2016.
يجب استخدام ضغط سياسي واقتصادي وثقافي على إسرائيل، بما في ذلك مقاطعة مشروع 

الاستيطان ومن يتعاونون معه من اجل اجبارها على اخلاء مواطنيها من الضفة الغربية. لا يوجد 

هناك نضال مدني غير عنيف ومناسب وعملي أكثر من ذلك. فقط عندما نبدأ نحن الإسرائيليين 

والإسرائيليات، الشركاء والمسؤولين عن استمرار الاحتلال، بدفع الثمن الفعلي عن استمراره سنقدم 

لإسرائيل احتمال أن تكون دولة عقلانية وسليمة، لها حدود سياسية وأخلاقية معترف بها من قبل 

القانون الدولي. وبدون ذلك لن يكون لنا أمن أو سلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالأربعاء 20 ديسمبر 2017, 4:14 am

أنت تعيش في سجن حتى لو كان المفتاح معك
جدار الفصل يفصل عائلتين والحل الذي قدمته الدَّولة هو نفق بكلفة بضعة ملايين من الشواقل
صحف عبرية
Dec 20, 2017

صحف عبريه - صفحة 5 19qpt963

قبل نحو أسبوعين قامت قوات الأمن بإغلاق البوابة الحديدية الكبيرة التي تفصل بين عائلة حجاجلة وقرية الولجة في جنوب القدس. جنود حرس الحدود سلموا رب العائلة عمر مفتاحا إلكترونيا مثل الذي يستخدم لفتح السيارة، الذي يمكن بوساطته أيضا فتح البوابة. تخيّلوا، إذا أردت الخروج وزوجتي كانت عند الجارة، فكيف سأخرج من البيت؟ وإذا كنت في العمل كيف سيخرج باقي أفراد العائلة؟ سأل الأب.
عائلة حجاجلة هي العائلة الوحيدة في القرية التي تعيش في الجانب الإسرائيلي من جدار الفصل. على مدى سنوات حاولت الدَّولة جعلهم يتركون المكان، لكنهم تمسكوا به. قبل أربع سنوات، من خلال التماس لمحكمة العدل العليا تم التوصل إلى اتفاق بين العائلة ووزارة الدفاع يقضي ببناء نفق للعائلة بتكلفة 4 ملايين شيقل، يمر من تحت الجدار والشارع الأمني. داخل النفق بنيت البوابة الحديدية الكبيرة التي هي طريق الدخول الوحيدة إلى البيت. برغم أن هذا المعبر غير مريح، حتى قبل أسبوعين كان مفتوحا. انظروا كيف تقوم الدولة بحبس العائلة في بيتها في الجانب الإسرائيلي.
ولكن الآن مع استكمال أعمال بناء الجدار حول القرية أصبحت القيود التي جاءت في الاتفاق بين العائلة والدولة سارية المفعول. مثلا، اضطر عمر حجاجلة إلى الموافقة على أن «دخول أي شخص آخر (ضيف) من خلال البوابة إلى البيت يحتاج إلى تقديم طلب مسبق لإدارة التنسيق والارتباط، قبل 48 ساعة، تتم المصادقة عليه حسب المصادقات الأمنية العادية». إضافة إلى ذلك تعهد حجاجلة بأن لا يكون أكثر من عشرة ضيوف في بيته معا. وأن لا يأتي ضيف بعد منتصف الليل، وأن لا يستطيع النوم في البيت وأن لا يتم نقل أي بضائع عبر البوابة. حسب الاتفاق، في حالة خرقه من قبل العائلة، سيتم «إلغاء إمكانية فتح البوابة ذاتيا، وبدل ذلك سيتم فتحها ثلاث مرات في اليوم لمدة ساعة في كل مرة ويكون العبور فيها خاضع للفحص الأمني في كل مرة».
بعد ثلاثة أيام من إغلاق البوابة في المرة الأولى، تعطلت البوابة ولم تفتح. «قمت بالاتصال مع أخي الذي يعرف هذه الأمور، وأخذت صندوق العدة وأصلحتها، ولو كنت انتظرت مجيئهم لكنت انتظرت حتى الآن. هذا ليس خطأ بل هو أمر متعمد، يريدون إخراجنا»، قال حجاجلة، وهو على قناعة بأن الدولة تريد تنغيص حياته كي ينكسر ويترك البيت. قبل ست سنوات أجهضت زوجته في شهرها الثامن بعد مواجهة قرب البيت. وفي السنة ذاتها أصيب ابنه في رأسه في مظاهرة محلية. وبموازاة ذلك طلبوا منه هدم البيت بزعم أنه بني من دون ترخيص، لكن تمت تبرئته بسبب التقادم.
مؤخرا ومع استكمال بناء الجدار حول الولجة تم تقديم دعوى جديدة ضده. في هذه المرة ادعت الدولة (بوساطة اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء) أن مخالفة البناء صحيح أنها تقادمت، إلا أن مجرد السكن في البيت يشكل مخالفة استخدام مبنى غير قانوني. إضافة إلى ذلك طلبوا منه هدم إضافات على البيت منها قن للدجاج وبئر ماء ومرحاض. «القن يتكون من أربعة أعمدة خشبية وضع فوقها صفيح، المرحاض مساحته متر مربع. ما الذي يريدونه؟ كل هذا سياسة. هم يريدون طردنا من هنا»، قال حجاجلة. لقد قلت للعقيد عوفر هندي (رئيس إدارة خط التماس) قم بدفني، فأنا لن أترك هذا المكان حتى لو سكنت في مغارة.
ممر تحت أرضي آخر بني لجاره أحمد برغوث، الذي يوجد بيته على بعد أمتار من الجدار في الجانب الفلسطيني. وأرضه وقبر والديه في الجانب الإسرائيلي. في أثناء إقامة الجدار وضعت له بوابة صغيرة تحته من خلالها كان يمكنه الذهاب إلى أرضه وقبر والديه. «حتى الآن لم يضعوا القفل، لكنهم أكدوا لي أنهم سيعطونني مفتاحا. قلت لهم، إذا لم أحصل على المفتاح فأنا سأكسر القفل. أنت تسكن في بيتك وتشعر بأنك في سجن»، قال أحمد.

يمكن المرور من خلال الالتفاف

تبرير الدولة لبناء الجدار حول قرية الولجة، مثلما هي الحال في أي مكان آخر، هو أن هذا هو المسار الناجع من ناحية أمنية، لكن في هذا التبرير هناك ثغرة. عمليا، ثغرتان: هناك فتحتان كبيرتان في الجدار، إحداهما بعرض 250 متر والأخرى بعرض 20 كم. وهما لا يتوقع إغلاقهما في السنوات القريبة.
في شمال بيت عائلة حجاجلة هناك فتحة بعرض 250 متر، قرب دير الكريمزان، بعد إلغاء محكمة العدل العليا مسار الجدار السابق الذي أضر بالدير. وتعهدت الدولة بتقديم مسار جديد، لكنه لم يقدم إلى الآن. في الجانب الغربي للقرية الجدار مفتوح على طول بضعة كيلومترات.
المسار الحالي لا يحقق هدفه الأساسي: أن يحيط بكل الولجة، وذلك بسبب مشكلة جيولوجية غريبة بسبب هبوط الأرض إلى أسفل في أعقاب شق الطريق الالتفافي الذي يتجاوز بيت لحم. في أثناء شق هذا الطريق في 1995 في غرب الولجة لم يتم فحص طبيعة الأرض في المكان. والنتيجة هي انهيار الجبل وحدوث تصدعات عميقة في الأرض. حتى أنه ظهر نبع جديد في تلك المنطقة بسبب التغيرات الجيولوجية. وزارة الدفاع عرفت عن المشكلة منذ سنوات، إلا أنهم برغم ذلك دافعوا بحماسة عن مسار الجدار هذا. الدولة رفضت المسار الذي عرضه السكان والذي مر قرب الخط الأخضر ولم يكن بفصل بين القرية وأراضيها.
الدلائل كلها تشير إلى أن جهاز الأمن كذب على المحكمة وأخفى عنها أن مسار الجدار الذي تريده غير قابل للبناء»، قال افيف سترسكي، وهو نشيط مقدسي وباحث في جمعية «مدينة الشعوب». «لو تم تقديم المعلومات حول الشكوك في حينه، لكانت المحكمة ستقرر أن المسار البديل الذي عرضه السكان أفضل من كل النواحي. احتمال واحد هو أنه من أجل السيطرة على ألف دونم من أراضي الولجة فإن جهاز الأمن مستعد للمس بأمن مواطني إسرائيل»، أضاف. «احتمال آخر هو أن الادعاءات الأمنية التي استخدموها لتبرير بناء الجدار في المسار الذي أضر بشكل كبير بسكان القرية ومشهد القدس، هي ادعاءات مرفوضة. في هذه الأثناء لا يوجد أي تبرير لقطع شارع حيوي بين الولجة وبيت جالا والتنكيل بعائلة حجاجلة. في حين أنهم في الجانب الآخر من القرية ليست هناك نية لاستكمال الجدار والطريق إلى القدس ما زالت مفتوحة».
حسب أقوال مصدر مطلع، فإن بناء الجدار في هذه المنطقة بحاجة إلى استثمارات كبيرة من أجل التغلب على المشكلة. في الوقت الحالي تم وقف بناء الجدار في المنطقة. والدليل على أن الجدار لا يتوقع استكماله قريبا هو أنه تم وضع بوابة كبيرة في طرف حدود العمل على طول الجدار. الثغرة في الجدار في المنطقة اتسعت بضعة كيلومترات نحو الجنوب، حيث توجد قرية بتير إلى الجنوب من الولجة، التي تعهد جهاز الأمن للمحكمة العليا بأن لا يقوم ببناء الجدار قبل نشر إعلان رسمي عنه يمكن السكان من الالتماس مرة أخرى ضد إقامة الجدار. وذلك بسبب حساسية المشهد الطبيعي والبيئي لبناء الجدار على حساب السلاسل الجبلية القديمة.
النتيجة هي أن وزارة الدفاع أقامت في الأشهر الأخيرة جدارا على طول 3 كم حول الولجة. هذا الجدار يفصل القرية عن الأراضي الزراعية ويمس بعائلات مثل عائلة حجاجلة، لكن من جانبي الجدار ما زالت فتحة ستبقى مفتوحة في المستقبل القريب. لذلك ربما أن تفسير بناء الجدار يجب البحث عنه في مكان آخر مثل إقامة المتنزه البلدي الكبير في القدس الذي يمتد من الوادي إلى حدود القرية. جزء كبير من المتنزه في هذه المنطقة سيكون على المساحات الزراعية المفتوحة لسكان الولجة. النبع الكبير في هذه المساحة، عين حمية، تم تأهيله في السنوات الأخيرة وسيتم افتتاحه قريبا أمام الجمهور كمقدمة للمتنزه. أيضا الحاجز في المنطقة يتوقع أن ينتقل، بحيث أن النبع سينتقل من الجانب الفلسطيني إلى الجانب الإسرائيلي.
عندما توجد ميزانيات يقومون بالبناء. الجدار في الولجة قبيح بشكل خاص، حتى موازنة مع الجدار في مناطق أخرى على طول خط التماس. الحديث يدور عن جدار حديدي بارتفاع نحو 8 أمتار، توضع عليه أسلاك شائكة، خلافا للجدار في مناطق أخرى في البلاد، هو ليس جدارا إلكترونيا، لذلك كانت حاجة إلى جدار مرتفع. في وزارة الدفاع يشرحون أنه في الأصل كانت نية لإقامة جدار اسمنتي في هذه المنطقة، لكن على خلفية طلب سلطة الطبيعة والحدائق تم استبداله بجدار عادي. فعليا الجدار مغلق تماما، مثل الجدار الاسمنتي ويمكن رؤيته من بعيد وهو يسيء بصورة كبيرة للمنظر الطبيعي.
«جهاز الأمن ادعى دائما أنه يجب الحفاظ على مبدأ أن الجدار يجب أن يكون متواصلا»، قال مصدر حكومي مطلع عن الموضوع، «الآن كيف يمكن فهم لِمَ قاموا ببناء الجدار إذا كان كل شيء مفتوحا. كل هذا المشروع يدار بالطريقة الحالية بسبب أن الجدار تحول ليكون نوعا من الطيار الآلي لجهاز الأمن. من يديرون المشروع هم البيروقراطيون والمقاولون. عندما توجد ميزانيات يقومون بالبناء وعندما لا توجد يتوقفون».
في هذه الأثناء كل خروج من البيت يحتاج من عائلة حجاجلة أن تتدبر أمورها لوجستيا بحيث ينتقل المفتاح الإلكتروني من شخص إلى آخر في العائلة. «أنت تعيش في سجن حتى لو كان لديك مفتاح»، قال حجاجلة.
رد من وزارة الدفاع: «مسار الجدار في بيت جالا اقترب من الاستكمال وفقا لقرار محكمة العدل العليا، الحاجة إلى السيطرة والرقابة على الداخلين إلى بيت عمر حجاجلة هو ضرورة أمنية وفقا للاتفاق الذي صادقت عليه المحكمة العليا. إذا طلب عمر مفتاحا إلكترونيا آخر فسيتم فحص هذا الطلب بشكل إيجابي، اعتمادا على التزامه بتطبيق الاتفاق الذي وقع معه فيما يتعلق بدخول فلسطينيين إلى بيته.
«بخصوص المقطع الغربي من المسار، فإن هذا المقطع يقتضي حلا هندسيا يختلف عن باقي المسار، لذلك، بسبب الأولويات الأمنية في الميزانية، فإنه في هذه المرحلة لن يتم تنفيذ هذا المقطع. السيطرة الأمنية على هذا المقطع ستتم بصورة أخرى، يتم تنفيذها بقرار من المستوى السياسي بخصوص مسار بتير. الثغرة التي بقيت في الجدار شرق الدير هي طبقا لقرار محكمة العدل العليا، وأيضا هذه الفتحة توجد تحت سيطرة جهاز الأمن. جهاز الأمن خاضع لقرارات محكمة العدل العليا ويطبقها بحذافيرها من خلال تحليل جميع التهديدات والمواقف الأمنية البديلة المناسبة».
فيما يتعلق بشكل الجدار، قيل إنه «كانت النية إقامة سور، لكن في إطار النقاشات في محكمة العدل العليا وبالتنسيق مع سلطة الحدائق وافقنا على عدم بناء السور، وبدلا منه إقامة جدار أمني أكثر نجاعة من الجدار العادي».

نير حسون
هآرتس 19/12/2017
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالإثنين 05 فبراير 2018, 9:26 am

كيف تجاهلت واشنطن أكراد سوريا؟
إذا ما تمكنوا من الصمود وصد القوات التركية فقد ترتفع قيمتهم في نظر الأمريكيين والروس
صحف عبرية
Feb 05, 2018

التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو. في لقائهما، وضع الزعيمان أساسا آخر في مبنى العلاقات المتوثقة بين الدولتين. فالحوار والكيمياء بين الزعيمين ساعد إسرائيل على تحقيق مصالحها الأمنية حيال الجبهة الشمالية، برغم «الحلف الثلاثي» ـ التدخل العسكري الروسي في سوريا الذي يجري بمساعدة إيران ومنظمة حزب الله.
لقد جرى لقاء نتنياهو وبوتين في الوقت الذي عقد فيه الروس في سوشي ـ منزل الاستجمام المحبوب من بوتين ـ المؤتمر الروسي العام، كمسمار آخر في نعش الثورة السورية. وتجدر الإشارة إلى أن معسكر الثوار في سوريا قاطَع الحدث، ولكن هذا لم يغير للروس الكثير. ففي ختام المداولات في سوشي، اتفق على تشكيل لجنة لصياغة دستور سوري جديد، وكأن غياب الدستور هو الذي شكل مصدر مشاكل سوريا. ولكن لا قلق، فبشار الأسد يمكنه أن ينتخب نفسه رئيسا حتى حسب الدستور السوري الجديد.
غير أنه مثلما في الماضي، الأقوال في جهة والواقع على الأرض في جهة أخرى. في سوريا نفسها فتحت جبهة قتال جديدة، هذه المرة بين الأتراك والأكراد. فقد بدأ الجيش التركي حملة «غصن الزيتون»، التي لا تستهدف جلب البشرى في أن الطوفان بات خلفنا مثلما في قصة نوح والغراب، بل تصفية الأمل الكردي في حكم ذاتي في القسم الشمالي من سوريا.
يتبين اردوغان مرة أخرى كقوي على الضعفاء، وفي كل الأحوال فإن تطلع الأكراد يعنيه كما يعنيه ثلج العام الماضي. والعطف يبقيه للفلسطينيين وبينما الأكراد هم في نظره إرهابيون، فإنه يعانق حماس بحرارة.
في الثلاث سنوات الأخيرة قاتل الأكراد في سوريا حرب الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش. فهم الذين احتلوا منه عاصمته، الرقة، واسقطوا – إلى جانب إخوانهم في العراق ـ الخلافة التي أقامها في المنطقة. والمساعدة الجوية التي تلقوها، مثلما هو أيضا السلاح الذي منحه لهم الأمريكيون، كانت المفتاح المهم في الطريق للنصر. ولكن على الأرض كان المقاتلون الأكراد هم الذين هزموا جهاديي داعش.
والآن، حين جاءت لحظة وجبة النصر، يتبين للأكراد أنهم دعوا إلى الحفلة ليس كأحد المحتفلين بل كإحدى الوجبات في قائمة الطعام. لقد كان الأكراد جيدين بما يكفي كي تلقي بهم واشنطن إلى المعركة ضد داعش، ولكن من اللحظة التي انتهت فيها الحرب بالنصر، فإنهم أصبحوا بلا فائدة بل وعبء، ومن هنا الاستعداد للتخلص منهم أو ببساطة تجاهلهم وتركهم لمصيرهم. لا شك أن الأكراد يتبينون كالحلقة الضعيفة في لعبة الشرق الأوسط وبالأساس كمن أحد ليس مستعدا لمساعدتهم. في واقع الأمر، من خلف الأكراد تقف الولايات المتحدة غير أن هذه تظهر كنمر من ورق او كمن تكون حساباتها الباردة من الربح والخسارة هي دوافعها، ولهذا فإنها لا تتردد في التخلص من ذخر زائد في اللحظة التي تنخفض فيها قيمته. هكذا براك اوباما مع حسني مبارك في كانون الثاني 2011 وهكذا الآن ترامب مع الأكراد.
يُخيَّل أن الأسد هو الرابح الأكبر من الورطة في شمال سوريا. فالمواجهة التركية الكردية تسمح له أن يقضم بمواظبة كل المناطق المحمية التي أعلن عنها الروس والأمريكيون بصخب قبل بضعة أشهر فقط. هذه المناطق كان يفترض أن تتمتع بالحماية من جيش الأسد، ولكن الاتفاقات هي شيء والواقع في سوريا شيء آخر تماما. وفي كل الاحوال، بالنسبة لموسكو والأسد أيضًا، ينبغي احترام الاتفاقات طالما كانت تخدم مصالحك؛ فالاتفاقات تُنوّم الخصم، وتسمح لك أن تستعد لتوقع الضربة الحاسمة في الطريق للنصر.
من شأن الأكراد أن يتبينوا أن الأقوياء فقط هم من يبقون في منطقتنا، وفقط لمن هو قوي وقادر على أن يدافع عن نفسه مضمونة المساعدة من الخارج. إذا ما تمكنوا من الصمود وضد القوات التركية، فقد ترتفع قيمتهم في نظر الأمريكيين بل والروس أيضا، وربما، الامر الذي لا يبدو أنه سيحصل، فحتى أوروبا ستستيقظ.

ايال زيسر
اسرائيل اليوم 4/2/2018
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صحف عبريه - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحف عبريه   صحف عبريه - صفحة 5 Emptyالثلاثاء 06 فبراير 2018, 9:31 am

إجابة متلعثمة للاجئ فلسطيني:
 جدعون ليفي


يبدو لي أنه كان يرتجف عندما طلب السماح له بالكلام، كان يبدو هائجا، وهو فقط أراد أن يسأل «كيف تشعر وأنت تعيش على أرضنا وداخل بيوتنا؟». وكان هو الوحيد في الغرفة الذي وضع الكوفية على كتفه، وهو صاحب شركة أردنية للعلاقات العامة، وقد ظهر الشيب في شعره. لقد تردد المنظمون في دعوته. فهو معروف كمتطرف، وقد سررت بمجيئه. وقد قال إنه لم يلتق مع أي إسرائيلي في حياته. زوجته لم تحضر معه لأنها لم تستطع ذلك .

غرفة الضيوف الواسعة في الشقة في حي الرابية في عمان الغربية كانت مليئة في مساء يوم الثلاثاء الماضي باللاجئين الذين ولدوا في الضفة الأخرى للنهر. هم يلتقون مرة في الأسبوع، وفي كل مرة في بيت آخر، هم برجوازيون من أبناء الجيل الثالث ويشيخون بهدوء في المنفى، عدد منهم طردوا أو هربوا من بلادهم وهم أطفال في 1948، وآخرون اضطروا لعمل ذلك في 1967. وقد تدبروا أمورهم منذ ذلك الحين، هم أثرياء وأصحاب مهن، عدد منهم يقرأون «هآرتس» بالإنكليزية، معظمهم تجاوزوا الماضي ومضوا إلى الأمام، لكن أحدا منهم لم ينس وربما أيضا لم يغفر. في إسرائيل لم يعرفوا في أي يوم قوة هذه المشاعر وكم هي عميقة في تجذرها. يمكن اتهام الفلسطينيين بالتمرغ في ماضيهم، يمكن أنه كان لهم دور في تقرير مصيرهم، لكن لا يمكن تجاهل مشاعرهم.

لا يوجد مكان لمقاربات تاريخية: تصعب مقاربة تجريد السكان الأصليين من الملكية قبل مئات السنين بسلب بني البشر الذين ما زالوا يذكرون البيت الذي يسكن فيه الآن غرباء، في حين أن يهود أوروبا ويهود الدول العربية حصلوا على وطن جديد وعدد منهم تم تعويضهم. حول هذه المقاربة المشوهة بحفنة المستوطنين الذين تم إخلاؤهم ليس هناك معنى للحديث الزائد.

السؤال الذي طرح في صالون شقة الرسام الوطني الفلسطيني إسماعيل شموط المتوفى وأرملته الرسامة تمام الأكحل دوى بين جدران البيت المغطى بالرسومات. للحظة تكشف السؤال الأساسي: كيف يمكن العيش على الأرض التي سلبت من آخرين. صمت محزن ساد الغرفة. كان هناك من شعروا بعدم الراحة: ليس من الجميل إحراج الضيف بهذا الشكل.

من المشكوك فيه أن تكون هناك إجابة. يجب الاعتراف بذلك. لليمينيين والوطنيين والعنصريين ومن يؤمنون بأن هذه البلاد تعود لليهود، لأن إبراهيم تجول فيها واشترى مغارة فيها، أو أن الله تعهد بأعطائها، ليس هناك مشكلة في الإجابة. يمكن الادعاء أيضا أن اليهود دائما حلموا بالبلاد، لكن هناك حقيقة أبدية هي أنهم لم يستوطنوا فيها بصورة جماعية. يمكن القول وعن حق أنه لم يكن لليهود مكان يهربون إليه من الكارثة، لكن تلك ليست إجابات بالنسبة للرسامة الأكحل، التي طردتها رسامة إسرائيلية سكنت في بيت طفولتها في يافا القديمة ولم تسمح لها حتى بزيارته فيما بعد.

السائل زاد حدة السؤال: «أريد أن أعرف كيف تشعر وأنت تعيش في إسرائيل». أجبت بأنني أشعر بمشاعر ذنب عميقة جدا تُجاه أبناء شعبه وأيضا بمشاعر خجل، ليس فقط عن 1948، بل أساسا عن كل ما حدث هنا، وواصل الخط الفكري المباشر لسلب 1948، والذي لم يتوقف في أي يوم. بعد ذلك حدثته عن والدي الذي جاء في سفينة للمهاجرين سرا عن طريق البحر وعن والدتي التي سافرت في قطار هجرة الشباب إلى البلاد. لم يكن لديهما مكان يهربان إليه إلا هذه الأرض التي لم تكن في حينه أرضهما، وبالنسبة لي الآن ليس هناك مكان أذهب إليه، لأن هذه البلاد هي الآن أيضا بلادي. «لكنك الآن تسبح في كل صباح في بركة توجد على أرض ليست لك»، واصل سؤاله، لكنني صمَتُّ.

ليس هناك في الحقيقة ما أرد به عليه. بالنسبة لهم هذه أرضهم التي أخذت منهم بالقوة، ولا توجد طريقة لنفي ذلك. ظل أخلاقي ثقيل يلف إقامة الدولة. أيضا حتى لو كانت غير قابلة للمنع وحتى لو كانت على حق. يجب علينا التعايش مع هذه الحقيقة. في الأساس يجب أن نستنتج الاستنتاج الوحيد الذي يصرخ من حقيقة أن الفلسطينيين يستحقون التعويض عن الظلم على شكل فتح صفحة جديدة تقوم على المساواة في هذه البلاد.

هآرتس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
صحف عبريه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 5 من اصل 5انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5
 مواضيع مماثلة
-
» صحف عبريه
» صحف عبريه
» صحف عبريه بعد اعتراف ترامب بالقدس 2018

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: احداث ما بعد النكبة-
انتقل الى: