ابني مشاغب ماذا أفعل
الطفل المشاغب المشاغبة والعناد صفة طبيعية لدى الأطفال، فالأطفال مولعون في اكتشاف العالم المحيط بهم، ويسعون إلى جمع المعلومات بشتّى الوسائل، ولا يوجد حدود لطرق اكتشافاتهم، وهنا واجب الوالدين، تعليم أبنائهم الطرق الصحيحة من الخاطئة، ولكن هناك الكثير من الآباء يواجهون صعوبة في التعامل مع أبنائهم المشاغبين، وتفشل كل وسائلهم في التواصل معهم، لكن هناك العديد من الطرق والوسائل التي تسهل على الوالدين التعامل مع طفلهم .
من هو الطفل المشاغب
يخلط معظم الآباء والأمهات بين المشاغبة وفرط الحركة والتي يُعبّر عنها بالمصطلح العلمي الـ(adhd)؛ وهي فرط بالحركة ونشاط الطفل مع تدنّي مستوى التركيز لديه، وعدم القدرة على الانتباه والتركيز فيما يتم تعليمه إياه سواءً أكان في مرحلة المدرسة أو ما زال في سن الحضانة، وهذه الحالة قد تستمرّ عند الأطفال حتى سن المراهقة، ويظهر ذلك من خلال تدني المستوى التعليمي للطفل على الرّغم من التيُقن من ذكائه وقدرته على التحصيل، ويمكن إيجاد العلاجات لهذه الحالة من خلال المتابعة من قبل الاختصاصيين. أمّا المشاغبة فتتمثل بتخريب أغراض الطفل لألعابه ومقتنيات المنزل أو إيذاء إخوته الأكبر أو الأصغر منه؛ فهذه من الأمور الطبيعية التي تحدث لجميع الأطفال في عمر السنتين، وهي من مراحل تطوّر ونمو الطفل؛ بحيث يُحاول الطفل إيجاد الطريقة الصحيّة التي تناسبه في توصيل بعض المعلومات للأهل، والاستقلال بشخصيّته بعيداً عن والديه، لهذا يكون دور الآباء في هذه المرحلة بغاية الأهميّة والحساسية من توجيه الطفل بشكل سليم، وكيفيّة توجيهه عندما يرغب بطلب ما.
. قواعد التعامل مع الطفل المشاغب
• يجب على الوالدين تحديد أسلوب معين للتعامل مع أطفالهم، وعليهم تحديد منظومة من القواعد تضمّ ما هو مسموح وما هو ممنوع، كما على الأبوين تحديد هذه المنظومة بالاتفاق المطلق بينهما، فلا يجوز أن يسمح الأب بأمر ما والأم ترفضه والعكس صحيح، فهذا الأسلوب من شأنه تشتيت أفكار الأطفال.
• إذا قام الطفل بعمل خطأ ما على الوالدين تطبيق معاقبته فوراً، وعدم التساهل وذلك حتى لا يتمادى الطفل في الخطأ.
• الطريقة المثلى للتعامل مع الأطفال المشاغبين هي الهدوء الممزوج بالحسم، ليفهم الطفل حدوده بشكل جيد.
• تحديد برنامج يومي ومحدد للطفل يقلل من حدوث الصدام بينه وبين والديه، فمثلاً تحديد مواعيد الاستيقاظ والنوم، مواعيد تناول الطعام والاستحمام.
نصائح للتعامل مع الطفل المشاغب
• الصراخ هو سبب من أسباب الخوف عند الطفل وعدم ثقته بنفسه، وكذلك الرهبة والمشاكل العقلية، لذلك يحذر على الوالدين الصراخ في وجوه أطفالهم، والتحدّث بصوت معتدل ومناسب للموضوع، هو أنجح في تعليم الطفل لخطئه.
• الطفل يستطيع فهم ما يقوله الكبار، إذا كان الكلام بلغة واضحة وبسيطة، لذلك على الوالدين النزول إلى مستوى عقول أطفالهم ومناقشتهم، بأسلوب واضح وسهل تتناسب مع قدراتهم العقلية ومستوى إدراكهم، ومحاولة تفسيرهم الأسباب التي تجعل من بعض الأمور خطأً.
• غالباً ما يثق الأطفال بوالديهم، ويتعلمون منهم الكثير من الصفات، لذلك على الوالدين الحرص على القيام بالأفعال الصحيحة واللائقة أمام أطفالهم.
يجب عدم استخدام أسلوب تخويف الأطفال بالخرافات والأساطير، فهذا الأسلوب ينعكس بشكل كبير على نفسية الطفل، وكذلك يفقد ثقته بوالديه إذا أخطأ ولم يحصل ما كانوا يتوعدونه به.
عدم نعت الطفل بذاته بالمشاغب أو السيء أو الغبي، وإنّما التحديد للطفل أنّ هذا السلوك هو مزعج ويُعبر عن المشاغبة، والتكلّم مع الطفل بشكل حازم وليس عنيف، وعند محاولة أحد الأبوين تغطية أخطاء الطفل أو التقليل من أهمية الموضوع الذي يمكن أن يتفاقم مستقبلاً
. التفاهم مع الطفل في كل مرة يُصدر فيها تصرفاً خاطئاً مع إخوته، والمحافظة على الهدوء الكامل للأعصاب؛ لأنّ الطفل لا يتقبل الكلام بشكل سريع ويلجأ للحيل والتهرب بعينيه وحركاته لشعوره بالذنب مرةً تلو الأخرى
. إجبار الطفل على الاعتذار في كل مرة يتصرّف بمشاغبة أو عصبية وصراخ، ولا تتوقعي من طفل بعمر السنتين أن يفي بوعده أو يلتزم بالاعتذار، وما تلبثي من إنهاء الكلام معه، إلاّ وأعاد نفس الخطأ، فلا تيأسي وأعيدي المحاولة مرّاتٍ عديدة حتى يفهم الطفل هذا الخطأ الذي يرتكبه.
تجنّب وضع العقاب والتهديدات من البداية، وإنما على الأهل احتواء الطفل، والاستماع إليه قدر الإمكان ومحاولة تفهمه، لأن كل تصرف ناتج له أسبابه حتى لو كان بسيطاً.
.تشجيع الطفل عند تعامله بشكل حسن وصحيح، وتقديم الهدايا البسيطة سواءً أكانت مادية أو معنوية. تجنب وضع الطفل بين أقرانه ومقارنتهم مع بعضهم البعض أو حتى بين الأخوة؛ فهذا يولّد الكثير من العدوانية والغيرة بينهم.