| خيري منصور أنا أو أنت !! - | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الإثنين 05 يونيو 2017, 10:34 am | |
| الندم العربي القادم !! لو قدم العرب لبعضهم واحدا بالألف من التنازلات التي يقدمونها لغيرهم خصوصا من القوى الاكثر نفوذا لربما تغيّر المشهد كليّا، فالضعف العربي من طرازغير مسبوق، لأنه مصنوع بالايدي العربية ذاتها وقد أدت ثقافة ظلم ذوي القربى الى قلب الاولويات رأسا على عقب، فلم يعد العربي كما قال ذات يوم هو وأخوه على ابن عمه وهو وابن عمه على الغريب، فهو الان مع الغرباء ضد اخيه وابن عمه وحتى اقاربه من الدرجة الرابعة، وقد يكون العربي هو الوحيد الذي انفرد بوصف الاقارب عقارب، وعليه ان يحذر من اللدغ، وكأن الجحور كلها آمنة باستثناء الجحر العربي ! لم يحدث من قبل ان انفقت امة كل هذا الوقت والجهد والمال في سبيل اضعاف ذاتها، وهي آخر من يعلم، بحيث يكون حاصل جمع الثروات والقوى والتعداد الديموغرافي صفرا وفق هذا الحاسوب الغبي، وما كُتب حتى الان من عناصر ومكونات ومقومات العرب المعاصرين يملأ مجلدات، لكن المسكوت عنه بل المحظور الاقتراب منه هو ما الذي فعلوه بهذه النعمة والحقيقة انهم حولوها الى نقمة، مثلما حولوا الفائض الى نقصان ومديونيات ، والامتياز الجيوبولتيكي في المواقع والثغور الى اعقاب آخيل ونقاط ضعف ! وحين نتحدث عن التنازلات البينية التي أصرّ العرب على عدم تقديمها لبعضهم وتبادلها فهي ليست تنازلات جذرية، سواء عن كيانات او هويات محلية، بل اقل من ذلك بكثير، لكن ما قاله الشاعر العربي ذات يوم وهو: قومي رؤوس كلهم أرأيت مزرعة بصل ؟ كان وعيا مبكرا ببلوغ النرجسية ذروتها، بحيث تطفو الهويات الفرعية على السطح، ويتغلب الخاص والشخصي على العام والوطني، وكأن الشعار غير المعلن والمتداول سرا هو ما قاله الشاعر الجاهلي عن الصّدر والقبر وما تورثته الاجيال عن منظومة مفاهيم تليق بالمتسولين فقط وخلاصتها أحييني اليوم وأمتني غدا .. اراهن على ان لحظة الندم والبكاء على الدم والدمع المسكوب لا الحليب كما يقول الانجليز قادمة، لكن بعد فوات الاوان !! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الأحد 11 يونيو 2017, 10:57 pm | |
| الأيدي النظيفة! هناك عناوين تستدعي على الفور نقيضها، فالاسود يستدعي الابيض كما يستدعي القبيح الجميل، لهذا احسست ان عنوان مسرحية شهيرة لجان بول سارتر هو الايدي القذرة يستدعي ما نسميه الايدي البيضاء او الايدي النظيفة، اما الايدي القذرة في تلك المسرحية فهي التي لا تجازف بالعمل السياسي الاشبه بالمصارعة الحرة، حيث لا حدود ولا ضوابط لأن هناك من يتصورون ان السياسة ببرغماتيتها وذرائعيتها لا تعرف المحظورات او المحرمات وغاياتها تبرر الوسائل حتى لو كانت جرائم وابادات وقبورا جماعية . وحين وصف ارسطو الانسان بأنه حيوان سياسي وليس ناطقا او ضاحكا فقط، فليس معنى هذا التعريف ان الانسان من حقه ان يفعل ما يشاء وان يتعامل مع الاخرين باعتبارهم اعداء مُحتملين الى ان يثبتوا براءتهم ! والايدي البيضاء او النظيفة هي تلك التي قررت منذ البداية ان لا تلطخ بالدماء، حتى لو احتال القاتل بارتداء القفاز الذي يخفي بصماته، فما من جريمة كاملة، حتى لو طوي الملف وسجلت الجريمة باسم مجهول، لهذا هناك جرائم اقترفت قبل عدة قرون وتم الكشف عنها الان بفضل تقدم العلوم وتنامي هاجس العدالة، فبعد موت نابليون منفيا في سانت هيلانة بزمن طويل اثبت العلماء انه مات مسموما بالزرنيخ من خلال فحص خصلة من شعره ثم العثور عليها . ان المسافة بين الايدي النظيفة والايدي القذرة هي ذاتها المسافة بين الادمي والوحش، والبشرية التي كدحت الاف الاعوام كي تتحرر من سطوة الغرائز وشريعة الكهف والغاب كان لا بد لها ان تنتهي الى منظومة مفاهيم وقيم تتطلب حراستها سهرا متواصلا، وتربويات اخلاقية رادعة! ولدينا من القرائن في مطالع هذه الالفية الثالثة ما نجزم بأن الوحش الهاجع في الانسان وجد من يوقظه ويشحذ انيابه ومخلبه، فالبناء سواء تعلق بالثقافات او بالمعمار صعب وباهظ التكلفة لكن الهدم والتدمير ميسوران لأي احمق، وهناك كتاب شهير للألماني ستيفان زفايج بعنوان بناة العالم عن رواد ساهموا في ترسيخ قيم الحضارة ولم يخطر ببال الرجل ان هذا القرن الجديد كان على موعد مع عنوان مضاد هو مدمرو العالم وهادموه! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الإثنين 12 يونيو 2017, 11:06 am | |
| أعلام التأزيم !! الاعلام شأن كل نشاط او حراك انساني ليس متجانسا، فمنه المسيّس والمسيّر والمؤدلج والغوبلزي نسبة الى غوبلز وزير الاعلام النازي، وقد يكون الاعلام النزيه او الموضوعي مطلبا عسير المنال في عالم مُتصارع، وكما ان المثقفين تبعا لما يقوله غرامشي يعبرون عن مصالح الفئات والطبقات التي ينتسبون اليها فإن الاعلامي ايضا كذلك، وان كان تعبيره اقرب الى المباشرة بسبب مهنته المرتبطة بالاحداث المتسارعة . لكن ما اعنيه باعلام التأزيم هو الاعلام الذي لا يطيق البطالة عن الحروب، فإن لم يجدها يسعى الى اختراعها لهذا فهو لا يحلل الازمات او يحاول البحث عن مخارج لانفراجها بدلا من انفجارها بقدر ما يتغذى من الازمات، لأن معجمه سلبي وله نزعة هجائية، وقد ادى فائض الفضائيات في العالم الى فائض ايضا في اعلام التأزيم، لأن البث على مدار الساعة وعلى امتداد الليل والنهار يتطلب مادة لملء الفراغ، وكأن التكرار الممل للكثير من البرامج لا يكفي ! اعلام التأزيم يصاب بالانيميا والذبول اذا لم تكن هناك صراعات دامية، لأن ثقافته ومرجعياته كلها ذات علاقة عضوية بالازمات وليس لديه ما يقوله في الظروف العادية، رغم ان ما يعج به هذا الكوكب من كوارث مناخية واقتصادية إضافة الى مليارات المتسولين والمشردين لا يصلح للمقاربات والمعالجات الساخنة، وقد عرف العرب في خمسينيات وستينيات القرن الماضي نمطا من هذا الإعلام الذي تحول احيانا الى صراع ديكة تنتف ريش بعضها وتنقر رؤوس بعضها حتى تنزف من الدم اكثر مما تنزف من الحبر ! الاعلام بحكم اشتقاقه اللغوي على الاقل له وظائف اخرى، وقد لا ينتظر الازمات كي يتغذى من نزيفها، لكن عصرنا الذي تراجعت فيه القيم والمفاهيم كلها لصالح السوق اصبح مجالا بالغ الحيوية لتجريب كل الاساليب بلا اية روادع، والحصيلة ركام من الهجاء المتبادل وحمولة من مفردات التخوين والتكفير والهجاء سيعاني منها جيل لا ناقة له ولا بعير في كل ازمات هذا الجيل ! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الأحد 18 يونيو 2017, 4:41 am | |
| العرب والأكورديون الأمريكي ! هناك من العرب الآن من يرقصون كالطائر الذبيح من شدة الألم، وهناك من استخفهم الطرب ورقصوا لكن بعيدا عن اقدامهم، وهناك ايضا من يرقصون التانغو مع انفسهم امام المرايا، اما الرقصة الرابعة فهي على ايقاع الاوكورديون الامريكي الذي يعتصر الخاصرتين معا، وان كان لا بد من تشبيه مع الاعتذار للموسيقى فهو كالمنشار الذي يأكل صاعدا وهابطا، وحكاية عزف الاوكورديون سياسيا رواها لكن باسلوب غير مباشر هنري كيسنجر حين ضغطت امريكا على العراق لفك الاشتباك بعد حرب اكتوبر، ثم ضغطت على الاكراد لكي تحلب الضرعين معا، حتى لو كان الحليب مشوبا بالنجيع، والنجيع في لغتنا هو الدم الذي يمتزج بالحليب . ومصطلحات من طراز المعايير المزدوجة والاحتواء المزدوج والعزف المزدوج ايضا ليست جديدة او طارئة، فالعرب طالما دفعوا اثمانا مضاعفة لما يتصورون انه انتصارات او مكاسب، لأنهم اشبه بعائلة ال بوربون الفرنسية التي قال عنها الشاعر جاك بريفير انها لم تتقن العد حتى العشرين وكان يقصد نهايتها بلويس التاسع عشر .. والحاسوب العربي ليس ذكيا على الاطلاق، لأن ما يسقط منه سهوا وعن سابق اصرار لا حدود له ، ولو احتكمنا للارقام وحدها لقلنا بمرارة ان الحاسوب الغبي حوّل النعمة الى نقمة والفائض الى مديونيات، والكثرة الى قلة والمزايا الى عيوب . كان بمقدور العرب المعاصرين تبعا للتقاويم فقط والمعصورين حتى آخر قطرة ان يشكلوا كتلة قومية ذات نفوذ على مستوى كوني، لكن رياضياتهم السياسية من طراز آخر، فهي تجيد الطرح والقسمة فقط ولا تجيد الجمع والضرب ! والراقصون على ايقاع الاوكورديون خاسرون حتما، لأن الجسد ينزف من الخاصرتين معا، وحبذا لو يزورون قبر امرىء القيس في جبل عسيب ليسألوا، فعنده لا عند جهينة الخبر اليقين !! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الإثنين 19 يونيو 2017, 2:51 pm | |
| ممحاة ترامب وقلم أوباما !! شاعت في مصر بعد رحيل عبد الناصر عبارة استيكة السادات، والاستيكة هي الممحاة، والمقصود بذلك ان السادات تعقّب كل ما انجزه عبد الناصر ليمحوه موقفا بعد آخر، ومحطة بعد أخرى، خصوصا بعد سياسة ما سمي الانفتاح التي شرعت ابواب الخصخصة وانهاء القطاع العام . وبعد رحيل اوباما على الطريقة الامريكية وهي انتهاء فترته الرئاسية وليس على الطريقة العربية وهي موت او قتل او نفي الرؤساء ، بدأ ترامب يستعمل الممحاة ايضا، بدءا من التأمين الصحي وما حاول اوباما انجازه على هذا الصعيد مرورا بالانسحاب من نادي المناخ الدولي وليس انتهاء بموقفه الان من كوبا، التي حاول سلفه اذابة الجليد معها . كوبا تعرضت لأكثر من ستة عقود كما تعرض كاسترو لمحاولات اغتيال تصل الى المئات، لأن فيدل نفسه اعترف بأنه شخصيا تعرض لأكثر من مئتي محاولة، وما تصور اوباما انه انجزه مع تلك الجزيرة التي لعبت دور البطولة في دراما امريكا اللاتينية اصبح الان في مهب الرياح، لأن ترامب يعود بعد عقود الى الخطاب الامريكي الواسبي المشحون بالتعالي والتجريم، فالمطلوب من القارة الساخنة ان تكون منجما لأمريكا، وان تبقى في النطاق المرسوم لها، لكن الكوبيين كما قال فيدل كاسترو ذات يوم تذوقوا مرارة قصب السكر، ولم يظفروا بحلاوته التي ظفر بها العالم كله، وذلك شأن معظم دول القارات الثلاث المنكوبة حيث تحولت النعمة فيها الى نقمة، بسبب الاطماع الكولونيالية . ممحاة ترامب تفترض ان كل ما انجزه اوباما كان بقلم رصاص، لذلك سهل عليه ان يمحوه، لكن الامريكيين الان ليسوا قطيعا متجانسا ، فهناك عصيان وتمرد شمل ثلاث ولايات مؤخرا خصوصا فيما يتعلق بالمناخ، والفارق بين استيكة السادات وممحاة ترامب ان الاول كان شريكا لعبد الناصر ومن رجاله ومن حُسبوا على ثورة يوليو . لكن ممحاة ترامب جمهورية وقلم اوباما ديموقراطي، وثمة ما يبرر الخصومة السياسية شرط ان لا تكون على حساب البلاد والعباد . والمشمولون بممحاة ترامب ليسوا امريكيين فقط، فهناك شعوب في آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية عليها ان تنتظر اعادة فتح الملفات التي ظنت انها ودعتها وطويت، ولو كانت امثالنا الشعبية قد ترجمت الى الانجليزية لقلنا للسيد ترامب ان النكاية بالخصم لا تبرر الاساءة للحليف !! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الأحد 02 يوليو 2017, 5:16 am | |
| زُرع في الصين !
اصبحت عبارة صنع في الصين تقليدية ولا تلفت اي انتباه، لأن العرب ذهبوا الى الصين ليس طلبا للعلم واستجابة لموعظة رسولية، بل لاستيراد كل شيء بدءا من الخيط وابرة الخياطة حتى الملابس الداخلية والخارجية وكل ما له صلة بالحياة المنزلية واليومية، لكن ما يحدث الان هو ان عبارة صنع في الصين اصبح زرع في الصين، وهناك فيلم عربي كوميدي عنوانه فول الصين العظيم، والصين تصنع للعرب حتى التحف الخشبية وكل ما له علاقة بالفولكلور، حتى بوصلة الصلاة وسجادتها تصنع هناك ! فهل من المعقول ان تمتلىء رفوف دكاكين القرى العربية بمعلبات الحمص والفول وورق العنب ؟ وهل اصاب الارض العقم واليباب فتصحرت ام ان التصحر زحف نحو العقل ذاته ؟ يبدو ان ثلث مليار عربي اصبحوا عاطلين عن كل شيء وليس العمل فقط، فهم متفرغون للثرثرة باهظة التكلفة عبر الهواتف، وللحروب التي يشنونها على بعضهم كما لو انهم لم يغادروا الجاهلية، فما تغير هو فقط اسماء القبائل . ما نرتديه ونستخدمه في بيوتنا صنع في الصين، وما نأكله زرع في الصين ايضا، فهل لو اغلق سور الصين العظيم نتحول الى ملايين من العراة والجياع ؟ ان اسوأ افرازات التخلف وسايكولوجيا القهر ان يتصور الجهلة بأن عقول الاخرين وسواعدهم سخرت لخدمته ومن اجل ملذاته، اما هو فأشبه بالدبور الذي لا يتقن غير مهنة النزو والانتحار ولا يفرز قطرة واحدة من العسل ! ما انفقه العرب خلال العقود الثلاثة الماضية على الاقل خارج مدار التنمية ولصالح ثقافة النميمة والثأرية كان يكفي؛ لأن متوسط دخل الفرد في بلادهم هو الاعلى في العالم، وان لا يكون بينهم امي واحد او مريض تحجز جثته بعد الوفاة في مشرحة المستشفى بانتظار تسديد الفاتورة !! في البداية كانت مرحلة صنع في الصين واعقبتها مرحلة اخرى هي زرع في الصين فهل تأتي مرحلة نصبح فيها صناعة صينية قابلة للكسر ؟؟!! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الأحد 09 يوليو 2017, 9:57 am | |
| إعلام جاهلي !! يقدم الاعلام العربي خصوصا بعد الانفجار الفضائي منجما للمشتغلين في علوم النفس والاجتماع والانثربولوجيا اضافة الى الطب النفسي، ونادرا ما يحدث ذلك في العالم كله، واذا صح ان الاعلام يعكس الواقع فإن لدينا الان صور اشعة تسمى شاشات ، تكشف وتفضح مختلف الاورام وحالات التدرّن، ولا ندري بأية معجزة حوّل سحرة الاعلام وحواة الميديا التنمية الى انيميا، والعار الى غار والعسل الى لسع، وما قرأناه خلال العقود الاربعة الماضية عن سايكولوجيا المقهورين والمهدورين والعالقين بالتاريخ كان مجرد فحص اولي في غرفة الطوارىء ، وهنا نحن بانتظار وصول الاخصائيين والجراحين لانقاذ الملايين الذين سقطوا سهوا من الجنس الآدمي ومن ضاعت اوطانهم بحادث سير كما قال الباقي درويش ! عيّنة واحدة تكفي لفحص الدم الذي تكسرت صفائحه كما تكسرت تضاريس العالم العربي واصبحت كسورا عشرية، ورغم ان الاطالس الجديدة لم تصدر بعد الا ان السائد الاعلامي يرسم خطوط طول وعرض طائفية ! ومن قالوا ان الاناء ينضح بما فيه كانوا على دراية بهذه الافرازات؛ لأن من يزرع الشوك لن يجني العنب، ومن يستحم في السراب سيعفّر جسده بالغبار كما تفعل الفيلة ! كم كان جدنا المعري الذي اعدم رمزيا وقطع رأس تمثاله محقا حين قال هذا ما جناه ابي عليّ وما جنيت على احد، فهل نصحو من سباتنا الكهفي ولو للحظة كي نرحم من جنينا عليهم من الابناء والاحفاد ! الاعلام العربي استحق بجدارة ارقى الجوائز؛ لأنه اجترح معجزة لم يجترحها سواه، وهي توظيف اهم منجزات التكنولوجيا لخدمة الخرافة والنميمة والهجاء وحذف الفارق اللفظي بين الاعلام والاعلان والسّعدان !!! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الثلاثاء 18 يوليو 2017, 7:39 am | |
| الهاربون من ذاكراتهم !! اقصى عقوبة تاريخية تلحق بأمة هي ان يكون رهانها الأخير على عدالة اعدائها، خصوصا اذا كانت تلك العدالة اقرب الى الشفقة التي يُنتجها فائض الانتصار والغنائم، والعرب الآن نموذج قد لا يكون مسبوقا في هذا السياق، فقد تولى المؤرخون اليهود الجدد او بعضهم على الاقل الدفاع عن الضحية الخرساء بعد ان اصبحت تكظم حتى الأنين، ومنذ مجزرتي الطنطورة ومسجد دهمش في اللد حتى ذكرى مجزرة دير ياسين هذا العام، قام مؤرخون وسينمائيون وباحثون من طراز شلومو ساند وفيليسيا لانجر والمخرجة شوشاني بالنيابة عن العرب في افتضاح المشروع الصهيوني الاستيطاني، وقدمت المخرجة شوشاني في فيلمها الأخير مشاهد عن مجزرة دير ياسين حيث راكم القتلة الضحايا واحرقوهم، لكن هذا الهولوكوست مسكوت عنه عربيا في زمن اصبح فيه الدم ماء والشقيق عدوا ! وقد يأتي يوم يزعج فيه بعض اليهود الذين اعلنوا العصيان على الصهيونية بعض العرب؛ لأنهم يفتحون ملفات طواها التناسي لا النسيان ! هكذا اصبح المطرود من الجغرافيا مهددا بالطرد من التاريخ؛ لأنه يشاهد مصيره وينظر اليه كما تفعل الخراف امام المسلخ، فهل سيصبح الصراع ذات يوم وبعد سقوط آخر ورقة عن العورة بين يهود متطرفين وآخرين معتدلين ! ويخرج العربي من الحلبة عائدا الى الصحراء بخفيّ حنين ؟ ان شرور البلايا لم تعد تضحكنا اما البكاء فقد ودعناه منذ جفّت قنواته . لقد اصبحت الذكريات عبئا على الهاربين من ماضيهم ومن انفسهم ايضا ، واذا كانت القوانين كما يقال لا ترحم الجاهلين بها فإن التاريخ ايضا لا يتسامح مع الجاهلين به؛ لأنهم يعيدون الاخطاء ذاتها ويلدغون من الجُحر ذاته الف مرة . والعزاء الباقي هو ان القضايا الكبرى التي يتخلى عنها ورثة الدم يتبناها مثقفون من مختلف ارجاء هذا الكوكب؛ لأن العدل كالظلم لا جنسية له !!! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الثلاثاء 25 يوليو 2017, 5:55 am | |
| الباحثون عن أنصار ! خيري منصور
كنت طفلا عندما شاهدت دموع ابي لأول مرة، وكان ذلك في الخمسينيات من القرن الماضي، وفي موسم الزيتون الذي يحتشد فيه عدد كبير من العاملين سواء في المعصرة او في فرز حب الزيتون، وحين فوجئت امي اكثر مني بدموع ابي سألته عن السبب، فأشار الى فتاة نحيلة كانت تعمل كالاخرين، وقال لأمي انه عرف بأنها من قرية قاقون التي دمّرت عام 1948 وشهدت معارك ضارية، واذكر كلمات ابي التي ردّ بها على امي كما لو انني اسمعها الآن، واحس بالزفير الذي يشحنها ، فقد قال انه لا يبكي على تلك الفتاة فقط بل على اصغر بناته وكانت تلعب مع الاطفال وهي تشعر بالامان تماما كما كانت تلك الفتاة تفعل في طفولتها قبل عام 1948. ومرت الايام والاعوام، لأسمع وانا طالب في القاهرة عام 1967 بعد حرب حزيران اذاعة لندن وهي تقول بأن سلطات الاحتلال تطلب من بعض المدن والقرى ومنها قريتي رفع الرايات البيضاء، عندئذ شعرت بالاختناق وتخيلت انني سوف اعود من القاهرة لأبحث بين الخيام عن اختي وسواها من ابناء عائلتي، لكن ما حدث وهو امر جلل، ان اخي الاكبر هدد كل افراد العائلة بسلاحه الذي فقد هدفه قائلا لهم انه سوف يفرغ ما فيه بمن يحاول الفرار او اللجوء الى اي مكان خارج الدار. وكان له الفضل في انني لم ابحث عن افراد عائلتي بين الخيام وادركت انه اعتبر من الدرس الاول عام 1948 حين عومل اللاجئون بشيء من القسوى حتى في ما تبقى من فلسطين، ولو توفر لكل الناس مثل ذلك الخيال الذي دفع ابي للبكاء على ابنته قبل وقوع الكارثة او لأخي الذي منع افراد الاسرة من مغادرة الدار لاختلف المشهد كثيرا . تذكرت دموع ابي وسلاح اخي الذي تحول هدفه وانا اشاهد ما يجري لللاجئين العرب وكيف يجازفون بأطفالهم وهم يركبون البحار بحثا عن انصار، اما الذي جرى للاجئين السوريين مؤخرا في لبنان، فهو ما لا يطيقه القلب، خصوصا منعهم من التحول ليلا بعد الساعة الثامنة او تسخيرهم للعمل مجانا يوما في الاسبوع . ان من فعل ذلك ليس لبنان الذي نعرف ونحب، ولا يمكن الحكم بالجملة على بلد وشعب؛ لأن هناك من خذلوا كرمه وتاريخه وانفتاح آفاقه في كل الازمنة !! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الأربعاء 26 يوليو 2017, 7:16 am | |
| أن تكون مقدسياً !! هذه فرضية عسيرة، وقد يتولى الخيال وحده تحقيقها لكن بشكل غائم وهلامي؛ لأن المقدسي الآن ليس فقط في عين العاصفة بل هو مئات الملايين من البشر الذين تكثفوا وتقطروا في عدد قليل من العرب والمسلمين نسبة الى تعدادهم الملياري، ونادرا ما تنوب قلة عزلاء عن كثرة مدججة بكل هذه الاسلحة، لكن هذا الزمن الذي لم يتوقعه اكثر الفلاسفة سوداوية واكثر من كتبوا عن الديستوبيا تشاؤما اضاف الى مستحيلات العرب الثلاثة عشرات المستحيلات، وما وصّف لما نحن عليه الآن ادق مما قاله ابن اياس في بدائع الزهور، فقد يأتي وقت نعجز فيه عن طرد ذبابة تحوم حول الانف او عن طرد افعى تقترب من مهد طفل نائم . وقد اصبحت مفردات من طراز التمسحة واللامبالاة والتّنبلة شاحبة وعاجزة عن وصف ما انتهى اليه الآدمي بعد ان تعرض لعدة قرون لنزع آدميته واعادتها الى ما قبل التاريخ وما قبل الكهف . ان تكون مقدسيا فإن المطلوب منك ان تتعدد في وحدتك وان يصبح الواحد آلافا وليس الفا فقط، لأن خلف الروم روم ولا يعرف المقدسي على اي جانبيه يميلُ.. هدموا بيته فتغطى بخيمة، وجوّعوه فلم يأكل بثدييه او بما يرطن به الاخرون من عبرنة منزوعة الفصاحة، وتشبث بالجمرة حتى وهي تحرق اللسان والقلب وليس الاصابع فقط، فهو حارس امين على ما تبقى وما من مقدسي قالت له امه الحوراء وهو يسلم مفاتيح المدينة : ابك مثل النساء مُلكا مضاعا . ما اقسى واصعب واشق واشرف وأنبل من ان تكون مقدسيا في لحظة ربما كانت الفارقة والفاصلة بين تاريخين وثقافتين ! تعدد ايها المقدسي في وحدتك فما اكثرك وما اقلّنا! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الأحد 30 يوليو 2017, 6:50 am | |
| الدولة والسراب !!بضعة اعوام فقط هي المسافة بين كتاب الصحفي الفرنسي بنيامين بارت « حلم رام الله « او السراب، وبين آخر عبارة اطلقها مندوب فرنسا في مجلس الامن . بارت وصف ادق التفاصيل حتى في الحياة اليومية للناس في رام الله وسجل ملاحظات تردد كثير من الصحفيين العرب في البوح بها، وكان الرجل قد مكث فترة من الوقت كمراسل صحفي تكفي لرصد ظواهر تتجاوز السياحي الى السياسي والسايكولوجي، وخلاصة ما قاله بنيامين بارت هو ان الدولة الفلسطينية ستبقى اقرب الى السراب اذا لم يتغير المشهد الاحتلالي وبالتحديد الخرائط الجديدة التي رسمها الاستيطان بالدبابة والجرافة معا . اما مندوب فرنسا في مجلس الامن فقد قال بالحرف الواحد ان بقاء الاستيطان على هذا النحو في الاراضي المحتلة يجعل من الدولة مجرد سراب ! اما العبارة التقليدية التي استخدمها فقهاء الدبلوماسية وخبراء الثورات المتقاعدين وهي دولة قابلة للحياة، فهي ذات دلالات واضحة، وتفرق بين دولة تولد ميّتة وغير قابلة للحياة وبين دولة تتوافر على عناصر البقاء والديمومة، رغم اننا نعتقد بأن الدول غير القابلة للحياة، ليست من تضاريس هذا الكوكب السياسية بل هي من ابتكار الخيال واحلام اليقظة، لكن لماذا استخدم صحفي ودبلوماسي فرنسيان مصطلح السراب ؟ ونحن العرب اولى باستخدام هذا المصلح الذي افرزته الصحراء، لكن الغرب طالما بحث بفضول استشراقي عن كلمات شبه سحرية ، فأطلق الفرنسيون على نوع من طائراتهم اسم ميراج وهو السراب، مثلما اطلق الامريكيون اسماء سيارات مأخوذة عن اساطير الهنود الحمر ومنها ثندر بيرد او طائر الرعد ! لقد بدأ الغرب يشعر بأن الاستيطان قضم مساحات كبيرة وخضراء من الاراضي الفلسطينية، وجاءت خرافة الاستحقاق الديموغرافي لتضاعف من هذا القضم والمقصود به تكاثر المستوطنين وتعدد اجيالهم ، وكأن الفلسطينيين اصحاب الارض توقفوا عن الانجاب واصابهم العقم، والحقيقة عكس ذلك تماما. اما اذا كان هناك اناس يصرون على ان يرووا ظمأهم ويتوضأوا ويغسلوا موتاهم من السراب فذلك شجن آخر . |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الإثنين 31 يوليو 2017, 4:01 am | |
| الضرب في الميت !!
حين أرى بعض الاعلاميين ومنهم مقدّمو برامج ومعلقون يضحكون ملء اشداقهم اتذكر مثلا شعبيا سمعته في طفولتي من احد فلآحي قريتي وأعف عن ذكره؛ لأنه ليس من عالم البشر بل من عالم الحيوان ! ان هؤلاء اشبه بحفار القبور الذي وصفه السيّاب في واحدة من اهم قصائد شعرنا العربي، فهو يتغذى من الموت وحين لا يموت احد يبقى صائما الى ان يفطر على جثّة ! ان ما يجري الان في عالمنا العربي كوميديا سوداء وملطخة بالدم، فلا دانتي اليجيري في كوميدياه الالهية ولا بلزاك في كوميدياه الارضية ولا جُحا نفسه بلغ خياله الى تُخوم هذا الواقع الذي نتنفس اكاسيده الخانقة على مدار الساعة . نشرة اخبار واحدة من اكثر القنوات تواضعا في التقنية والامكانات تكفي للجزم بأن الديستوبيا كما تخيلها اكثر الفلاسفة تشاؤما قد تحققت، فما هو الجحيم ان لم يكن هذا الموت من كل الجهات وهذا النزيف من كل الخاصرات وهذا التشريد الذي لم تتسع له بحار او يابسة ! بقدر ما يتجسد ذلك في اساليب التعامل معها، ولا اتصور ان هناك بشرا استخفوا بمستقبل احفادهم وقالوا ليأت من بعدنا الطوفان كما فعل عرب هذه الاونة الرمادية، فهل لم يعد يضر الشاة سلخها بعد ذبحها ؟ ام ان الغيبوبة القومية بلغت اقصى درجاتها ؟ ان عنصرا اساسيا من تربوياتنا العربية كما يجزم علماء نفس واجتماع ذوو باع طويل في هذا المجال هو الانانية البلهاء وتغليب الخاص على العام وعدم القدرة على التعامل مع المفاهيم المجردة؛ لأن ثقافة الشخصنة لا تتيح لضحاياها ان يروا أبعد من انوفهم او ظلالهم في احسن الاحوال ! فهل يستدعي كل هذا الدم وهذا الضياع وهذا الانتهاك الذي بلغ ما بعد النخاع قليلا من المبالاة ؟ ام ان ما قاله المتنبي عن الضرب في الموتى تحقق بعد قرون من رحيله ؟؟؟ |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الأحد 06 أغسطس 2017, 6:39 am | |
| زمن الكومبارس !!اتاح لي التجوال في هذا العالم الذي كان كبيرا وشاسعا ذات يوم واصبح صغيرا وضيقا في عصرنا، ان اجلس في مئات المقاهي خصوصا تلك التي جلس فيها فلاسفة وشعراء وفنانون بدءا من سارتر وكامو وهمنجواي ونجيب محفوظ وغيرهم، لكن اظرف مقهى قادتني اليه الصدفة اسم غريب هو مقهى بَعْرة، وقد عرفت فيما بعد ان الفنان الراحل رشدي اباظة اطلق هذا الاسم على المقهى بلا اية دلالة، وزبائن مقهى بعرة الذي يبقى مزدحما في النهار والليل هم من الكومبارس وما يسمى في ادبيات السينما الدوبليرات او الاشباه، وهناك من قضى عمره يقوم بأدوار لا تزيد عن دقيقة لمجرد انه يشبه احد النجوم، فيسقط عن الدرج نيابة عنه، والحكايات التي سمعتها من معظم هؤلاء قابلة للتحليل النفسي، فالكومبارس في الواقع يتحول الى بطل في غياب النجم ويقلده في حركاته واحيانا في اسلوب كلامه . وبعض هؤلاء الكومبارس لديهم قناعات بأنهم لم يصبحوا نجوما بسبب سوء الحظ او لتوفر فرص استثمرها غيرهم، وهناك بالتأكيد من يطعنون في سمعة النجوم سواء كانوا من الرجال او النساء ليبرروا عجزهم وبقاءهم على الهامش طيلة العمر. وللحظة تخيلت مقهى آخر زبائنه من كومبارس السياسة والصحافة والثقافة، لكن مثل هذا المقهى غير موجود في الواقع، وان كان موجودا لكن تحت اسماء اخرى . كومبارس السياسة ينتظر بفارغ الصبر موت البطل كي يتقمصه ويروي حكايات من الخيال يحقق خلالها ذاته وان بشكل زائف . ولا يختلف عنه كومبارس الثقافة فهو في حالة فرار دائم من المثقفين كي لا يكتشفوا حقيقته وبالتالي يسقط عنه القناع، ولم يحدث في اي عصر ان احتل الكومبارس دور البطل كما حدث في ايامنا؛ لأن المهمومين والموهوبين انصرفوا الى العزلة وشعروا بالغثيان من كل ما يحاصرهم من سطحية وتفاهة وحلّ مكانهم الموهومون الذين امتلكوا موهبة واحدة هي القدرة على المحاكاة بحيث يتفوقون على القردة في هذا المجال، لكن هذه المرحلة لن تدوم كسابقاتها في أزمنة الانحطاط وما ان يعود الكومبارس الى مقهى بعرة بانتظار دور الشبيه الذي لا يدوم اكثر من دقيقة !! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الإثنين 07 أغسطس 2017, 6:57 am | |
| إشفاق متبادل !
اصبحت مدمنا لمشاهدة قناة فضائية مُتخصصة في اعادة بث البرامج والافلام والحوارات بالابيض والاسود، وحين اشاهد ما فاتني اشعر بأنني اسدد مديونية ثقافية، ولو اتيح للأجيال الشابة ان تشاهد ما شاهده الاباء وحرم منه الابناء لأتاح لها ذلك فرصة المقارنة بين زمنين . مقدمو البرامج الذين تعيد هذه القناة بث ما قدموه قبل اكثر من نصف قرن وما بذلوه من جهد ووقت لم يكن في المكياج واستخدام الباروكات بقدر ما كان في تثقيف انفسهم ومتابعة ما ينشر من كتب في مختلف مجالات المعرفة، والمذيع او المذيعة التي حاورت عباس العقاد لثلاث ساعات بلا فواصل لا بد انهما احاطا بمعظم ما كتب العقاد، لهذا استمر الحوار دون ملل وبلا تثاؤب او شعور بضيق التنفس والغثيان . لم يكن المذيعون والمذيعات في ذلك الزمن نجوما يتبادلون الادوار مع ضيوفهم ولم يكن لديهم من الاجر ما يعادل عشرة اضعاف مرتب استاذ جامعي . احدى مقدمات البرامج في ذلك الزمن الذي قد لا يتكرر احضرت معها الى منزل طه حسين ابرز واشهر عشرة مثقفين في مصر، وحين شاهدت ذلك الحوار شعرت انه يعادل قراءة خمسة كتب على الاقل، ولم تكن المذيعة مستغرقة في تسبيل عينيها او اظهار ما تتيحه لها الشاشة من مفاتن، بل كانت حريصة على اقناع طه حسين وضيوفها بأنها جديرة بالمهنة التي تمارسها وليست طفيلية عليها او تسللت الى الشاشة بالواسطة سواء كانت من عشيق مُتنفذ او من جمال شكلها !! وكم اشعر بالاشفاق على جيل حرم من نعمة ذلك الزمن ونقمته ايضا، فمعظم ما نشر من كتب مؤلفة او مترجمة والآلاف منها نفد ولم تعد طباعته، ومعظم ما قدم من ندوات وبرامج حوارية اصبح طي النسيان، وقد يسخر البعض من هذا الاشفاق ويقولون العكس وهو انهم يشفقون على جيلنا الذي حرم من هذا الضجيج وهذه السطحية وهذه اللامبالاة !! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الأربعاء 09 أغسطس 2017, 8:01 am | |
| مفاهيم منتهية الصلاحية !!
مثلما انهى التاريخ عبر التطور صلاحية ادوات واجهزة في مختلف مجالات حياتنا، فإن هناك بالمقابل مناهج واساليب ومقاربات فكرية فقدت صلاحيتها، ومنها التوصيفات التقليدية الموروثة لنسيج المجتمع وطبقاته، فالفوضى والعشوائية التي شملت انماط الانتاج ادت الى ركام يصعب فرزه، وما يسمى التسلل الطبقي وما صاحبه من مُتغيرات جذرية اودى بالطبقة الوسطى وهي الحاضنة التاريخية للحراكات الفاعلة والقوى الناعمة، وعلى سبيل المثال يردد الكثيرون على نحو ببغاوي مقولات عن النظام السياسي والنظام الاحتماعي وغالبا ما يتجاهل البعض ما الحقه النظام الاجتماعي بنا من اعاقة للتطور سواء من خلال اعرافه وتقاليده او من خلال تحويل بعض المسلمات الى مقدسات يحظر الاقتراب منها رغم انها ارضية وليست من السماء، كالثأر وجرائم الشرف وما يماثلها. ان تبرئة النظام الاجتماعي من كل ما الحقه بنا وبثقافتنا هو مجرد هروب من سطوته وما يمكن ان يلحقه من عقاب واقصاء . وقد يكون ما عاناه المثقفون العرب من النظام الاجتماعي وما يمارسه من ضغوط لا يقل عن المعاناة الاخرى بالمعنى السياسي، فالمثقف العربي اصبح الوعي لديه اشبه بقبعة يرتديها او يخلعها تبعا للمناسبة، وفَهم القول المأثور وهو لكل مقام مقال كما يريد بحيث يصبح اميا ويتظاهر بالجهل كي يُقبل في النادي الاجتماعي ويتنازل عن وعيه من اجل التأقلم مع السّائد . والحكم على المثقف يخضع لمعايير المنظومة الاجتماعية، لهذا عليه ان يتنازل طواعية عن اختلافه كي يصبح فردا في قطيع ولا يتحول الى بعير اجرب في القافلة . والفصل المتعسف بين السياسي والاجتماعي يتجاهل ان لكل عقد اجتماعي طرفين، ومعظم المثقفين العرب الذين حوكموا بتهمة التكفير كان اول من تقدم ضدهم بالشكاوي افراد من عامة المجتمع، واحيانا استعدى النظام الاجتماعي النظام السياسي على المثقف الذي يملك وعيا مفارقا للسائد !! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الأربعاء 16 أغسطس 2017, 5:29 am | |
| يتقدمون في العمر فقط !! قبل نصف قرن وبعد ان اصبح التعليم مجانيا بفضل طه حسين الذي قال ان حق الناس في التعليم كحقهم في الماء والهواء كانت الاسرة التي لا ترسل ابنها الى المدرسة تدفع غرامة لكن العرب الذين لم يتقدموا في هذا الزمن الا في العمر اصبحوا يدفعون ثمن الماء والهواء، وهذا ما لم يخطر ببال عميد الادب العربي الذي شكر الله ذات يوم على كونه اعمى كي لا يرى بعض الوجوه ممن طالبوا بمحاكمته واعدامه لأنه تجرأ على التفكير والاجتهاد ! وهناك اقطار عربية منها العراق قطعت شوطا كبيرا في محو الامية، وكانت قاب مدرستين او ادنى من وداع آخر اميّ ! لكن ما جرى بعد ذلك، يعلمه الجميع وان كانوا يجهلون اسبابه، فهي ليست ما يتداوله الاعلام الداجن واللاحم والمسكوت عنه في عالمنا العربي اضعاف مساحة هذا العالم ! ان المفارقات في حياتنا لا حصر لها ، لكن هناك واحدة تدرج في العجائب، وهي ان التقدم في العلم وتزايد عدد الجامعات ادى الى تراجع الثقافة، فالامية الان تتطلب تعريفا غير ذلك التعريف التقليدي، لأنها متعددة الابعاد، فهناك امية سياسية وامية تربوية اضافة الى الامية المعرفية ! وقد يكون اهم اسهام للعرب في هذا العصر هو ما استحقوه من تكريم على براءة اختراع غير مسبوقة، وهي انتاج اسطورة مضادة للاسطورة الاغريقية التي تتحدث عن ميداس الذي كان يلامس التراب فيحوله الى ذهب، ولدينا الان ميداس يلامس الماس فيحوله الى فحم ويلامس الذهب فيحوله الى رمل . انها كيمياء قومية فريدة تتحول فيها وفي بوتقتها النعمة الى نقمة والفائض الى مديونية، والكثرة الى قلة والامتياز الجغرافي الى عقب آخيل ! لقد تعاملنا مع العلم كوسيلة وليس كغاية وحولناه الى نمط انتاج لهذا تتفاقم الامية كلما تعاظم التعليم !! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الأحد 20 أغسطس 2017, 9:00 am | |
| لم يسقط سهواً!!! لو ان العرب مارسوا واحدا بالالف او حتى بالمليون من المواقف الراديكالية التي مارسوها على بعضهم مع اعدائهم لما كان المشهد على ما هو عليه الآن، ولما بقي شبر واحد محتل من اراضيهم، لكنهم اسود على بعضهم ونعامات في حروبهم مع غزاتهم، وأبخل من ذلك الذي وصفه الشاعر حين قال لو استطاع لتنفس من منخر واحد على ذويهم واكرم من الطائي على اعدائهم، فقد يذبحون لهم الابناء اذا لم يجدوا فرسا، انها سايكولوجيا تحيّر علماء النفس جميعا، ولا ندري ما اذا كان لها صلة بالصحراء عديمة الابعاد كما قال القصيمي وعديمة التضاريس كما قال ثعلب الصحراء ! الامر يحتاج الى تأمل ودراسة والعيّنات المتوفرة حتى العشوائي منها يتيح للباحث ان يتوصل الى نتائج حاسمة! لقد كان العداء بين الطوائف والفصائل او الفسائل كما كان يسميها محمود درويش اشد ضراوة من اي عداء مع الخصوم، فهل هاجر ابناء انف الناقة من الالفية الاولى الى الثالثة وهل افنى عبس وذبيان عطر منشم وهو عطر الموتى كما وصفه زهير بن ابي سلمى ولم يتعلموا مما خبروا وذاقوا؟ ان اعادة هذا السايكولوجيا الى التخلف فقط بها الكثير من الاختزال، فهناك شعوب عديدة تعاني من هذا التخلف، لكن مرضاها لا يأكلون موتاهم، ولم يقولوا بلغاتهم ما معناه الاقارب عقارب ! ومن يرون في مثل هذا التأمل لظاهرة مزمنة في تاريخنا شيئا من الماسوشية او جلد الذات فهم إما لم يقرأوا تاريخهم او قرأوا الطافي على سطحه والمسموح بقراءته فقط، ولو اتسع لنا المقام لذكرنا من الامثلة ما يشيب له الرضيع ! ولهذه الظاهرة تجليات وانعكاسات على علاقاتنا وحياتنا اليومية، فالحب يعيش في مكان آخر، والتسامح استقال وتقاعد في كوكب لم يكتشف بعد ، فمن منا تعلم من الاخر كل هذا الثأر والبغضاء، نحن ام البعير؟ ولو احتكمنا الى الارقام فقط وقارنا اعداد من قتلهم العرب من بعضهم في نصف قرن بعدد من قتل الاعداء منهم لأصبح الامر لا يحتاج الى اي تعليق! فإلى متى هذا الانتحار القومي وهذا التآكل الوحشي وكيف يلعق الجرحى دماء بعضهم ؟؟ |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - السبت 09 سبتمبر 2017, 4:39 am | |
| كلاب الفوهرر
خيري منصورحين تساءل الكاتب والروائي غونتر غراس عن مصير كلاب الفوهرر المدللة، ترك للآخرين حصتهم من السؤال عن مصائر المقربين من هتلر، بدءا من الرقيب غوبلز وليس انتهاء بالدكتور مايلور مرورا بالجنرالات. فما أن يسقط نظام حتى يتساقط معه مدفوعو الأجر من المسبّحين بحمده، لكن الإضاءة كلها في مثل هذه المشاهد الدرامية تكون على السياسة ونادرا ما يتعقب الناس أخبار من كانوا نجوما ساطعة في ظلام الاستبداد، وهؤلاء الذين أطلق عليهم علي الوردي اسم وعّاظ السلاطين، هم بشكل أو بآخر كلاب الفوهرر، وغالبا ما تكون جدارتهم الوحيدة في الولاء، لأنهم ببغاوات تردد الصدى، فإن قيل لهم صباحا إن الارض كروية وتدور طبلوا لهذه الحقيقة الفيزيائية، وإن قيل لهم مساء إنها مستطيلة أو شبه منحرف وواقفة مكانها زمّروا، لأن الأهم بالنسبة إليهم هو القائل لا المقول، وذلك من صميم ما سماه الأنثروبولوجست بيير كلاستر نفوذ الكلام، حيث تنسب الأهمية لمصدر الكلام وليس لمنطقه، وعلى الرغم من أن وعّاظ السلاطين أو الزمارين كما تسميهم فرانسيس سوندرز في كتابها من «دفع للزمار» عن الثقافة في الحرب الباردة، يدركون أن مصائرهم لن تكون استثناء من مصائر سلالتهم عبر مختلف العصور، إلا أنهم يعصبون عيونهم عن الحقيقة، ويحاولون قدر المستطاع الادخار وتقليد البعير في تربية وتنمية سنام ينفعهم في الأعوام العجاف، وهم يصابون بالعمى لفرط إحساسهم بعدم الاستحقاق، وتلك حالة تحدث عنها برنارد شو في مقدمة إحدى مسرحياته، وخلاصتها أن من يشعر باللااستحقاق يكون فاقدا للمناعة بكل أبعادها النفسية والأخلاقية والثقافية، لأنه يدرك أن ما ظفر به ليس من حقه، وأن ما تقاضاه من ثمن هو مقابل تحوله إلى ببغاء، أو رجل اسمه نعم. وقد تكون مثل هذه الظواهر الثقافية عامة وعابرة للأزمنة والأمكنة، لكنها في عالمنا العربي ذات تجليات من طراز غير مسبوق، لأن تغليب الولاء على الكفاءة أحدث خللا بنيويا وجذريا في معادلة الإبداع، وتصور البعض من الموهومين أن فرصتهم الوحيدة للثأر لأنفسهم من الموهوبين هي تحولهم إلى أدوات وقفازات وملاقط بأيدي الجلادين، وبدلا من أن يشعر هؤلاء بالخجل مما يمارسون تأخذهم العزة بالآثام كلها وليس بأثم واحد، ويتمادون في إنكار الواقع وإسقاط تفكيرهم الرغائبي عليه، فلا يرون غير ما يريدون رؤيته ولا يسمعون غير صدى صوت السيد أو ولي النعمة الذي في إحدى يديه عصا غليظة أو مسدس وفي الأخرى حزمة جزر وليست جزرة واحدة. أتساءل أحيانا باندهاش كيف لم تستوقف الأحداث الجسام التي عصفت بالواقع العربي تلك السلالة، بحيث تتأمل مصيرها ولو لدقيقة واحدة، خصوصا بعد أن شاهدنا بأم العين من كان يعطي وهو يتسول، ومن كان مطاعا وهو مطيع ومن كان رقما صعبا يتحول إلى صفر. لقد كتب الكثير عن محاصيل الشقاء والحصاد المر للاستبداد في تاريخنا، بدءا من ابن خلدون حتى عبد الرحمن الكواكبي، لكن نادرا ما كان للثقافة باعتبارها الضحية الكبرى نصيب في هذه التراجيديا، ربما لأنها مهمشة أساسا أو غير معترف بجدواها، بالقدر الذي يبرر الكشف عن الخسائر الناجمة عن توظيفها المعكوس، بحيث تصبح طريقا معبدا إلى العبودية، بدلا من أن تكون طريقا وعرا إلى الحرية! بالطبع لا أحد يعرف مصير كلاب الفوهرر المدللة وذات الرتب العسكرية، تماما كما أننا لا نعرف مصير الموظف المتخصص في العناية بأحذية رئيس مخلوع أو مقتول، لكننا نعرف إلى حد ما مصائر وعّاظ هؤلاء الذين احترفوا تبرير الخطايا وتمرير قطيع من الفيلة من ثقب أبرة، وإذا كان بعض هؤلاء قد ظلوا على قيد الحياة فذلك لكي يتاح للناس أن يعاقبوهم على كل ما اقترفوا، سواء بالتجاهل أو التهميش أو الاعتذار، وإعادة الاعتبار لمن كانوا من ضحاياهم لبعض الوقت. تلك السلالة لم تتلقح، رغم أنها لدغت من الجحور ذاتها مليون مرة، لأنها لا ترى أبعد من ظلها ولا نقول أنفها لأنه مجدوع، لهذا تتكرر التراجيديا على نحو كوميدي، ولو شئت الاقتراب أكثر لتساءلت أين ذهبت أطنان الورق الملوث بالمدائح؟ وأين هو أرشيف السادة الذين لم يثقوا بغير الدببة التي حرست نومهم وحين حام الذباب على أنوفهم رموها بالحجارة التي شجّت رؤوسهم ولاذ الذباب بالفرار؟ سواء كان اسمهم كلاب الفوهرر أم تنابلة السلطان أم الوعاظ، فإن المسمى يبقى واحدا، وهو ثأر الولاء الأعمى من الكفاءة البصيرة، كم خسرت ثقافتنا العربية نتيجة الإصابة الوبائية بهذا الداء، وهل لدينا أمصال تكفي لتلقيحنا ضد التكرار؟ ٭ كاتب أردني |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الأحد 17 سبتمبر 2017, 9:07 am | |
| مفارقة صحراوية !!
ثبت بمرور الوقت وتعاقب التجارب ان العربي راديكالي لا يساوم اذا كانت الخصومة مع ذوي القربى، وهناك وقائع لحفظ بعضها عن ظهر قدم وليس ظهر قلب عن شقيق قتل شقيقه من اجل شبر من الارض او ان هناك عائلتين امتد الثأر بينهما لعقود بسبب خلاف على موقع بئر ماء، وقد لا يكون هذا غريبا ومفاجئا لمن قرأ ما سمي في تاريخنا ايام العرب وهي ايام عجاف، وقد وقعت حروب بين الاعراب لمجرد ان احدهم مدّ إحدى ساقيه في الطريق وتحدى من يرتطم بها، او لأن فرسا سبقت حصانا في مبارزة، وأذكر للمثال فقط ان اهم وأقدم شاعر عربي هو امرىء القيس طلّق زوجته ام جندب؛ لأنها قارنت بين وصفه لفرسه ووصف شاعر آخر لحصانه، ولم يذكر لنا المؤرخون ان حاتم الطائي ذبح فرسه لأخيه او لجيرانه، بل لضيف مجهول الجهة التي جاء منها. بالطبع نذهب الى ما ذهب اليه المستشرقون في توصيف السايكولوجيا العربية وما فعلته الصحراء عديمة الابعاد بانسان كان ولاؤه المطلق للعشب والماء حيثما وجدا، لهذا اصبحت اللحظة الطللية من مكونات هذا الكائن المهاجر على الدوام، وانا شخصيا اصدرت قبل اعوام كتابا من مئات الصفحات بعنوان الاستشراق والوعي السالب أرد به على اطروحات المستشرقين الذي قال بعضهم ان العقل العربي ينتمي الى ما قبل المنطق وقال آخرون ان الدماغ العربي يشبه ثمرة الصبير، اما احد الجنرالات الفرنسيين فقد ذهب الى ما هو ابعد وقال اذا طبخ دماغان احدهما عربي والاخر اوروبي فان الحساء سوف يتجمع حول كل منهما بطريقة مختلفة، لكن ذلك كله لا يحول دون اندهاشي احيانا من راديكالية العربي وصلابة موقفه واستماتته اذا تعلق الامر بالخصومة مع اخيه او جاره او ابن عمه، لكنه متسامح مع العدو الذي انتهك عرضه وسرق ارضه ودنس مقدّسه وحاول طرده من الجغرافيا والتاريخ معا! اعترف بأنني لم اجد حتى الان تفسيرا لهذه المفارقة، ولا اظن ان بيت شعر واحد قاله لبيد بين ربيعة يكفي لتبديد العجب، اللهم الا اذا كان هابيل وقابيل توأمين عربيين يتقنان لغة السيف والضاد! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الثلاثاء 19 سبتمبر 2017, 6:23 am | |
| اسرائيلستان !!
المشهد الذي انغرز في عيوننا كالشوك ونحن نرى اعلام اسرائيل تخفق في سماء كردستان قبل ان يحدث الاستفتاء وتصبح دولة، اعادنا الى الماضي بكل ما تعج به الذاكرة من اشباح، وبالتحديد ما قاله هنري كيسنجر في مذكراته عن استخدام الورقة الكردية للضغط على الدولة العراقية خصوصا بعد عام 1973وقبول العراق بما سمي فك الاشتباك ! والسؤال هو كيف وجدت النجمة السداسية مكانا في ذلك الفضاء، وهل هو استفتاء حول استقلال كردستان ام اسرائيلستان ؟ للوهلة الاولى بدت المسيرات كما لو انها في تل ابيب او حيفا المحتلة، اما الهتافات فلم نسمعها جيدا ولو سمعناها لكنا بحاجة الى من يترجمها فوريا الى العربية . ان كل ما اعقب احتلال العراق منذ اربعة عشر عاما هي في عمرها الحقيقي اربعة عشر قرنا هو من محاصيله، بل من اهدافه، وبرايمر الذي سمي حاكما مدنيا اول ما جرب خبرته فيه هو الجيش العراقي، وحلّه ذلك الجيش الذي حارب في معارك العرب كلها، وتحتفظ الجغرافيا الفلسطينية المقدسة له بمقبرة يحرسها التين والزيتون والزيزفون ! كان تشطير العراق واعادة رسم تضاريسه وخطوط طوله وعرضه طائفيا وعرقيا وجهويا هو رهان الاحتلال، حتى قبل حدوثه بربع قرن، ويمكن لمن نجوا من الزهايمر السياسي العودة الى تقارير بول فولفويتس عام 1979 عندما كان نائبا لوزير الدفاع الامريكي، فهل ما شاهدناه كان في كردستان ام في اسرائيلستان ؟ وهل هذا هو مشهد القطفة الاولى من حصاد الاستقلال ؟ ان وطنا يشغل ما يقارب العشرة بالمئة من هذا الكوكب وفيه خمسة بالمئة من سكانه لا يسمح له بالبقاء على قيد ذاكرته ووحدته ونشيده، لهذا كان لا بد من تحويله الى كسور عشرية وجمهوريات موز وجوافة ومطاط !! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الأربعاء 27 سبتمبر 2017, 5:07 am | |
| رهان الأمر الواقع !
عندما احتلت اسرائيل ضفة وهضبة وقطاعا وشبه جزيرة في حرب حزيران قبل نصف قرن راهنت على ما سماه البرزاني الامر الواقع، وهو ايضا يراهن بالاسلوب ذاته على الامر الواقع، وكانت ديّة الاحتلال معروفة مسبقا تماما كديّة الانفصال، فالشجب والاستنكار يعيشان في زمننا بضعة ايام فقط؛ لأننا نعيش كما قال الشاعر ناظم حكمت في وقت لا يذكر الناس فيه موتاهم اكثر من اسبوع، لكن ما هو التعريف الدقيق لعبارة الامر الواقع؟ هل هو الحصول على بوليصة تأمين سياسية ودولية من القوى الفاعلة ام اطمئنان لمواقف سريّة، تماما كما يفعل الاب الجائر وذو النفوذ حين ينهر ابنه المتطاول على الناس لكنه يشجعه سرا على المزيد من التمادي. والامر الواقع هو ما تنتهي اليه الامور بعد وقوع الفأس في الرأس، إذ لا يجدي البكاء على الحليب المسكوب كما يقول مثل انجليزي، هذا بالرغم من ان المسكوب في عالمنا العربي هو الدم والدموع! ان نظرية الرهان على الامر الواقع هي من صميم شريعة الغاب ولا تليق بأول شريعة في التاريخ صاحبها عراقي اسمه حمورابي! لكن التاريخ لا يكترث بمثل هذا الرهان؛ لأنه لو كان صحيحا لما انتهت امبراطوريات حكمت العالم او ما كان مكتشفا منه الى اطلال! ان كل محاولات البشر في الاصلاح والتطور والثورات هي مضادات للامر الواقع، وللمقولة الخرقاء ليس بالامكان افضل مما كان، فالاحتلال لن يدوم الى الابد، والانفصال ليس الفصل الختامي في الدراما العراقية، لهذا فالرهان يجب ان يكون على التغيير وضد الامر الواقع وليس عليه، واذا كان هناك قائمة سوداء لمحاصيل احتلال العراق والاهداف غير المعلنة له، ففي مقدمتها الانفصال وحرمان الرافدين من التيّار بعد ان يقسما بين الطوائف والاعراق في الجرار! والتاريخ لن يتوقف الليلة او غدا او حتى بعد الف عام، لهذا فالرهان على بقاء الحال محال!! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - السبت 30 سبتمبر 2017, 3:53 am | |
| زمن بلا أساطير خيري منصور Sep 30, 2017
هناك أزمنة ابتكر فيها الإنسان الأسطورة كالزمن الإغريقي، الذي يصعب فيه فك الاشتباك بين الميثولوجي والواقعي. ومقابل ذلك الزمن، هناك أزمنة عادت إلى الأسطورة باعتبارها الاحتياطي الذي يستدعى ليسد فراغا عميقا في الواقع، ومثال هذا الزمن القرن العشرون، الذي شهد إعادة إنتاج الأساطير أو الإحالة إليها، ففي قصيدة واحدة لأليوت هي «الأرض اليباب» ثمة عشرات الهوامش التي تحيل إلى الميثولوجيا، ومن أبرزها وربما أهمها أسطورة سيبيل، التي طلبت من الآلهة الاأدية، لكنها لم تطلب ديمومة الصبا، وحين بلغت الشيخوخة أصبحت تتمنى الموت. وشعرنا العربي الحديث، في الموجة التي أطلق عليها شعر التفعيلة كبديل للعمود، كان استخدام الأسطورة قاسما مشتركا بين الشعراء الرواد، بدءا من بدر شاكر السياب الذي تأثر بكتاب «الغصن الذهبي» لجيمس فريزر، وحاول تحديث وعصرنة بعض الأساطير سواء الإغريقية منها أو أساطير حضارة الرافدين، والسمة التي طغت في تلك المرحلة على توظيف الأسطورة في الشعر هي القيامة والانبعاث، التي تجسدت في الفتى أدونيس الذي استمدت الأرض خصبها وربيعها مما نزف من دمه. وبالطبع تفاوت استخدام وتوظيف الأساطير بين شاعر عربي وآخر، تبعا للموقف الأيديولوجي ومرجعيات الثقافة، فالشاعر خليل حاوي بهاجسه القومي اختار من الأساطير ما يكرس أطروحته القومية. أما عبد الصبور فقد اختار ما يتناغم مع هواجسه الميتافيزيقية حول سؤال الوجود والعدم. وذهب الشاعر علي أحمد سعيد إلى ما هو أبعد حين أطلق على نفسه اسم ادونيس، متجاوزا التقمص إلى الحلول، وإن كان السياب الأكثر تنوعا وبانورامية في استخدامه للميثولوجيا، لأن معاناته الجسدية أعطت سيزيف بعدا تاريخيا وواقعيا، وكذلك أشواقه للانعتاق من واقع بالغ القسوة، وجسد خذله في مُقتبل العمر. ولأن تلك الموجة الشعرية تزامنت مع هزيمة العرب في حرب عام 1948، التي انتهت باحتلال فلسطين، فقد جذبت أسطورة بنيلوب كثيرا من الشعراء الفلسطينيين، لأنها ذات صلة بالضياع وانتظار العودة، وما فات معظم هؤلاء الشعراء في هذه الأسطورة هو ما تنبه إليه الشاعر اليوناني حفيد الأسطورة الإغريقية يانيس ريتسوس، فقد قلب الأسطورة، وأعاد إبداعها بوعي فائق للزمن، وانتهى في قصيدته التي استلهمت بنيلوب إلى أن المرأة التي تنتظرعوليس الذي غيّبته البحار، أنكرته بعد عودته، لأنه لم يعد الرجل العاشق الذي تعلقت به، وأكثر من ذلك سخرت من شيخوخته وندمت على ما أضاعت من العشاق، وهي تنسج الطيور على مناديلها المبللة بالدمع، وتنتهي قصيدة ريتسوس بفرار تلك الطيور من خيوط الحرير إلى أشعة الشمس. وما يلفت الانتباه، هو انحسار هذه الظاهرة في شعرنا العربي خلال العقود الأربعة أو الخمسة الأخيرة، ونادرا ما نجد نصّا يستلهم أسطورة أو يحيل إليها، فهل حدث ذلك لأن الزمن الذي نموته أكثر مما نعيشه بلا أساطير وبلا أشواق للتحليق عاليا، والأرجح أنه زمن زواحفي يلتصق الإنسان فيه بالتراب، بعد أن فقد جناحيه وأصبح بيته هو قبره، كما هو الحال بالنسبة للسلحفاة. والأسطورة ليست كما يتصور البعض مرادفا للخرافة، أو مضادة للتاريخ إنها من صلب التاريخ، لكن على صعيد الممكن والقابل للتحقق، لهذا قال أرنست فيشر إن الخيال قد يكون واقعا بالغ التركيز، وقد عرّفها سيجموند فرويد وفقا لمنهجه ومعجمه النفسي بأنها، ترجمة مصعّدة للرغبة. وعرّفها يونغ بانها تعبير عن صراعات اللاوعي البشري، وحين نعيد قراءة أساطير مثل سيزيف وبروميثيوس وأيكاروس، نجد أنها تعبير عن عقاب أبدي لحق بالإنسان عندما بلغ رشده الآدمي وتمرد، وقد تكون اسطورة بروميثيوس هي الأوضح والأدق في التعبير عن هذا العصيان، فكل ما تعرض له من عقاب وهو نهش النسور لكبده العاري، كان بسبب اكتشافه لسرّ النار، والنار في سياق كهذا هي النور ذاته بكل ما يقبل من تأويلات. وهناك أسباب تاريخية وموضوعية لانجذاب الشعراء العرب من جيل الرواد للأسطورة، منها أن تلك الموجة من الحداثة في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي تزامنت كما قلنا من قبل مع حراكات وطنية وسياسية، منها ما يتعلق بالاستقلال، ومنها ما يعبر عن احتجاج أصيل على نظم مُستبدة، لهذا كان استخدام الأساطير ذات الصلة بالانبعاث والقيامة بمثابة استدعاء للاحتياطي القومي والإنساني. هناك إذن أزمنة تبتكر الأساطير مقابل أزمنة أخرى تعيد إنتاجها، لكن الزمن الرمادي الذي تضاءل فيه الآدمي وتشيّأ وحولته ثقافة الاستهلاك إلى إسفنجة لا حاجة به إلى الأساطير، أو حتى إلى الخيال ، لأن واقعيته الزواحفية قدمت الضرورة على الحرية، والرغيف على الوردة وأخيرا أصبح يعيش ليأكل فقط، والتاريخ قابل في بعض مراحله لأن يؤسطر، بحيث تجسد فيه الاستثناءات رموزا تصلح لكل أوان. لكن هناك فترات يصبح فيها الإنسان كالمنبت الذي لا تاريخا أبقى ولا أسطورة قطع، بحيث تصبح حدود قامته وملكوته بين قبعته أو كوفيته وحذائه.
٭ كاتب أردني |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الثلاثاء 03 أكتوبر 2017, 6:12 am | |
| المثقف الخائف!!قد نجد عشرات وربما مئات التعريفات للمثقف بمختلف اللغات، وان كانت التعريفات الاكثر تداولا تنسب الى فلاسفة ومفكرين من طراز غرامشي وسارتر وادوارد سعيد وآخرين، ورغم وفرة ما كتب عن المثقف العربي بدءا من اغترابه كالبعير الاجرب في بلاده حتى النهايات غير السعيدة التي نعرفها للكثير من المثقفين، الا ان هناك ظاهرة بقيت في نطاق المسكوت عنه هي ما يلازمه من خوف مزمن، غالبا ما يكون غامضا، وربما لهذا السبب قال العرب عن المشتغل في هذا الحقل ادركته المهنة، اي اهلكته، فهو يخاف من سطوة الاعراف والتقاليد ويتجنب قدر المستطاع اعشاش الدبابير ومن دسّ اصابعه ولُدغ مرة وتلقّح ضد اعادة اللدغ ! وهو يخاف من الفقر والبطالة والمرض اكثر من الاخرين؛ لأنه يستغرق على امتداد عمره في البحث عن مصادر المعرفة، وقد لا يجد الوقت الكافي لحماية شيخوخته من المهانة! اما الخوف الاكبر والاقدم فهو من خشية العقاب على ما يقترف من اختلاف، خصوصا اذا قدر له ان يقرأ مصائر المفكرين من اسلافه العرب والذين حاول هادي العلوي في كتابه عن تاريخ التعذيب ان يقدم عيّنات منهم! والسؤال هو كيف يمكن لخائف ان يبدع وان يحرر اصابعه من الرعشة التي تجعل جملته احيانا مبتدأ بلا خبر؟ اما الخوف الجديد الذي طرأ في زمن القطعنة والامتثال فهو من الاشباه الذين يحلون مكانه كقطعة غيار صينية قصيرة العمر، فالبدائل الآن متوفرة لكل شيء ولكل شخص؛ لأن المجتمعات الهاربة من مشاكلها والمتواطئة ضد نفسها والغارقة في محاكاة غيرها لا تحتاج الى مثقف عضوي اصيل، لأنه يزعجها كما يزعج الطبيب مريضه اذا قال له الحقيقة، والمطلوب على ما يبدو جرعات تخدير وليس علاجا جذريا، لهذا فالمثقف يكتب وهو خائف، واقصى تكريم يحلم به هو ان يترك لحاله!! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الأحد 08 أكتوبر 2017, 10:17 am | |
| العربي آخر من يعلم !!كان عنوان هذا المقال قبل ان أغيره «الرجل آخر من يعلم»، لكنني خشيت من انصراف الذهن تبعا لما يسمى المتواليات السماعية الى مثل بائس افرزته النميمة الجنسية وفائض الكبت وهو الزوج آخر من يعلم . العربي الذكر اخذته العزة بالاثم بحيث لا يتابع حراك النساء في بلاده كي لا يضطر الى الاعتراف والاعتذار، فما نسمعه ونشاهده ونقرأه لاكاديميات وبرلمانيات عربيات على قلة عددهن لا يعيد للمرأة اعتبارها فقط، بل يتمدد لاعادة الاعتبار الى الاب والاخ والزوج والابن والجار والزميل. وما حققته النساء اللواتي تفوقن في الاختبار لم يكن رغما عن الرجل فقط بل ايضا بالرغم من شجب واستنكار نساء اخريات من ضحايا العبودية والتهميش واللواتي صدّقن انهن ناقصات عقل ودين، وقد رصدت خلال اسبوع واحد فقط ما صدر عن برلمانيات عربيات وناشطات في المجالين السياسي والاجتماعي فوجدت انهن يتفوقن على ملايين الذكور ممن طبّل اباؤهم وزمرت ورقصت امهاتهم لأنهم لم يولدوا اناثا، والمرآة التي عانت لقرون وربما لألفيات من ثقافة الوأد الجسدي والعقلي شبّت عن الطوق والرجل آخر من يعلم . وقد يكون عدد النساء اللواتي كسرن الحواجز تباعا، قليلا اذا قورن بالنسبة الديموغرافية ، ولو اقتصرت نسبتهن على خمسة بالمئة فقط فهذا هو التعريف الدقيق لما يسمى الخميرة، فالحديقة تبدأ بشجرة وكذلك رحلة الالف ميل كما يقول الصينيون تبدأ بخطوة واحدة ، لهذا فالحبل على الجرار، وهذا ما تنبأ به فوكوياما حين كتب عن تأنيث التاريخ والمستقبل وهو اهم من كل ما كتبه عن النظام العالمي الجديد، فالتاريخ كان ذكوريا لأكثر من ستة الاف عام، وانتهى الامر الى ان الحروب والكوارث والثأرية والفساد كانت محاصيل ذكورية بامتياز. آن للعربي ان يعترف ويعتذر، كي لا تضطر المرأة الى تذكيره بأن للقط شاربين اطول من شاربيه!! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الأربعاء 18 أكتوبر 2017, 7:45 am | |
| [size=30]زفير التخلف !![/size]يكتب بعض العرب عن التخلف في بلادهم كما لو انهم مستشرقون، وتشغلهم الارقام والاحصاءات عن متوسط الدخل ومتوسط العمر ونسبة الامية، وهم ليسوا بحاجة الى كل ذلك رغم ضروراته الاكاديمية، اذ يكفي لواحد من هؤلاء ان يفتح نافذة الغرفة التي يكتب فيها حتى يلفحه زفير التخلف وهو زفير دونه زفير الضباع؛ لأن التخلف ليس موضعيا او بقعة هنا واخرى هناك، انه مبثوث في النسيج كله، وفي تفاصيل الحياة اليومية من الاستيقاظ حتى النوم، ولأن زفير التخلف سام؛ فالناس يستيقظون بعيون نصف مفتوحة ويستمر التثاؤب حتى الغروب، اما النوم فلا استغراق فيه؛ لأنه دائما على موعد مع الكوابيس.ان فحص عينة من التخلف يكفي للتأكد من ان اعراضه هي الانيميا الجسدية والذهنية، وضعف المناعة وسرعة العدوى، ويغفل هؤلاء الفقهاء مسألة بالغة الاهمية هي ان للتخلف كما التقدم قوانين نمو وتراكم وهو ليس متجانسا بين مجتمع وآخر، فهناك في العالم من يصفون الانسان بالتخلف اذا بصق على الرصيف او رمى علبة سجائر فارغة او ورقة من نافذة السيارة، وبالمقابل هناك من يلعنون التخلف علانية ويمارسونه سرا، فهم رغم حفظهم للقوانين يلجأون الى التقاليد والاعراف.ورغم عشقهم للنساء يئدون بناتهم وشقيقاتهم ثقافيا وانسانيا، فالوأد ليس جاهليا فقط او جسديا، وقد يكون الوأد المعنوي هو الاكثر فظاعة وفظاظة؛ لأنه يسجن الكائن داخل جسده ويعيش حياته في زنزانة من لحم وعظم!.التخلف خصوصا في عالمنا العربي ليس نادرا او يتطلب البحث عنه بالمجهر، انه ماثل بكامل رائحته وقسوته الوحشية في الشارع وعند اشارات المرور وفي طوابير الكاز والخبز عندما تكون هناك ازمات!والهروب من التخلف كما هو في الواقع الى الارقام والمقاربات الاحصائية به قدر كبير من التجريد ومحاولة تبرئة الذات من حصتها منه.والمفارقة هي ان تكون بعض الكتابات عن التخلف متخلفة، ففاقد الشيء لا يعطيه ولن يعطيه على الاطلاق!!. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الأحد 22 أكتوبر 2017, 6:53 am | |
| وميض في الرماد !!! حين كتب ابن سيار الى الخليفة يقول له: ارى خلل الرماد وميض جمر ويوشك ان يكون له ضِرام كان قد شم رائحة عن بُعد، وادرك ان القادم اسوأ تماما كما ابصرت زرقاء اليمامة عن بعد غزاة يختفون تحت اغصان الشجر! فأين ابن سيار الان ؟ والى اية عاصمة سيرسل برقيته الشعرية المشحونة بالنذير ؟ واين هن زرقاوات اليمامة والشام والكنانة ليرين عن بُعد غزاة يتصور العميان انهم اشجار تمشي. المثقف العربي الان باستثناءات تؤكد القاعدة القصديرية لا الذهبية، مستغرق في شجونه الصغرى، ومشتبك مع الرغيف والمأوى وقسط المدرسة وعلاج الام من امراض مزمنة، ولا وقت لديه كي يتخطى الدائرة الصغرى التي لا تزيد عن نقطة حبر سقطت سهوا من قلم غير محكم الاغلاق، كي يتساءل عن مصائر احفاده؛ لأنه مشغول بالابناء فقط، وقد يردد بينه وبين نفسه في لحظة يأس ليأت من بعدنا الطوفان! اننا رهائن لتربويات مضادة لكل ما هو عام ومستقبلي، فالامثال والمواعظ المتداولة شفويا تشحذ الانانية حتى التوحش، وتحول الافراد رغم تقاربهم المكاني الى جُزر متباعدة لا تصل بينها حتى القوارب الشراعية! ومن صدّق الموعظة الخرقاء القائلة ما حكّ جلدك مثل ظفرك سيكتشف بعد فوات الاوان ان اظافره منزوعة، وظهره العاري هدف سهل لكل السياط! اننا كعرب ندفع الان ثمن ما رضعناه من ثقافة تتأسس تعاليمها على ان الفرد محور الكون وان الاخرين اما اعداء او مشاريع اعداء، لهذا كثرت الامثال والمقولات المتداولة عن الرّيبة والاحتراز المفرط . ومن قالوا لنا ونحن اطفال ان آخرة الاخوة ان يكونوا جيرانا اخفوا عنا النصف الثاني من هذه المقولة، وهي ان آخرة ابناء العم والخال ان يكونوا اعداء، وهذا ما يفسر التآكل كبديل ادنى للتكامل، وما افرزته تربويات النميمة والشماتة والتلصص من ثقوب الابواب كان انكى واشد تنكيلا من السم الزعاف ! ولو شئت ان اختتم بمثال فليكن عن خروفين يشتبكان على عشبة في الطابور امام المسلخ!! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الثلاثاء 24 أكتوبر 2017, 9:25 am | |
| [size=30]اعتذار بعد أوانه !!![/size]الاشد وقعا على النفس من الظلم هو العدالة حين تتباطأ؛ لأنها عندئذ تتواطأ، ولا قيمة لها اذا اتت بعد فوات الاوان وهلاك الضحية، وما يشبه ذلك الى حدّ بعيد هو اعادة الاعتبار الى الانسان سواء كان مفكرا او مُصلحا او رائدا في اي ميدان بعد انقضاء الامر؛ لأنه عندئذ يشعر بألم يفوق المه وهو يعاني من الانكار والعقوق وربما لهذا السبب اعتذر برنارد شو عن قبول جائزة نوبل بعد ان بلغ ذروة الشيخوخة.اعادة الاعتبار هي بحد ذاتها اعتراف صريح بأن هناك اعتبارا سُلب من الانسان، وانه عومل على طريقة سنمّار رغم انه لا يملك السر الذي امتلكه سنمار وهو الآجرة التي اذا نزعت من المدماك الذي تقع فيه، انهار القصر على من فيه وما فيه!.والمثل الشعبي القائل فوق حقه دقّه، ينطبق وبجدارة على تعاملنا مع اناس رأوا ما لم نستطع رؤيته، ودقوا اجراس الخطر محذرين مما وقعنا فيه ، واعادة الاعتبار الى عالم او رائد ما كمدا لا تعيده الى الحياة سواء كان من طراز غاليليو وبرنو اللذين قالا بدوران الارض او من طراز الكواكبي الذي مات مسموما؛ لأنه افتضح الفساد والاستبداد امام كل العباد!.فإلى متى سنظل نصلب من يرون ابعد مما نرى ثم نعتذر لاحفادهم ؟ ولو شئت تقديم قائمة باسماء من علمونا الرماية ورميناهم وعلمونا القوافي وهجوناهم لما انتهيت؛ فتاريخنا وكذلك مقابرنا تعج بهؤلاء المغدورين، ويكفي ان نتذكر مصائر رواد النهضة العربية في القرن التاسع عشر فهم بين مطارد من الباب العالي الى مسموم الى منسيّ يعرف الناس انه مات من رائحة جسده التي تتسرب من شقوق الابواب والنوافذ!ان ديّة العالم او الرائد المغدور ليست اعتذارا الى ورثته او باقة ورد ذابلة على قبر تحول داخله الى رميم!شكرا لذلك البريطاني الذي قال ذات يوم: اتمنى ان اعيش بريطانيا واموت عربيا !!! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الإثنين 30 أكتوبر 2017, 6:48 am | |
| أفراد لا يقبلون الجمع!! في غياب السياق او النسق سواء سياسيا او ثقافيا تبطل مفاعيل الافراد رغم تفوق بعضهم، وامتلاكهم كل العناصر التي تؤهلهم لأن يلعبوا ادوارا مهمة في حياتنا، انهم قطرات ماء متباعدة، لا يحتشدون في تيار؛ لذا يذبلون داخل شرانقهم ويصابون بالاحباط، فأية رياضيات قومية او وطنية تلك التي تخصصت في القسمة وحرّمت الجمع، والفرد مهما بلغ من الحيوية والعبقرية يبقى عاجزا عن تحقيق هدف كبير، لأنه محكوم عليه بالعزف المنفرد على ناي شجي او ربابة وليس عضوا في اوركسترا تتناغم الآتها ويتكامل عازفوها في سيمفونية ! لكن لماذا يغيب السياق ؟ وهل الامر مجرد مصادفة ام هو نتاج ثقافة تضخمت فيها الذات الفردية حتى تسرطنت؟ ان التسرع بالاجابة على سؤال جذري كهذا لا بد ان يكون اختزاليا ويفوته الكثير، فالعمل الجماعي او ما يسمى روح الفريق لا ينشأ بمبادرة فردية او لمجرد الحلم بتحقيقه، وقد يكون اهم ما ينجزه مجتمع وهو يطمح الى التغيير والتطور هو ان يكون الحلم قاسما مشتركا بين افراده وهذا يتطلب قدرا من التجانس في الذاكرة والوعي، وهناك قصيدة يابانية مما يسميه اليابانيون شعر الهايكو من سطر واحد فقط، عن رجلين يجلسان وقد أدار كل منهما ظهره للاخر، فأحدهما ينظر الى البحر والاخر الى الجبل لكنهما يفكران معا ويحلمان معا! وفي عالمنا العربي هناك افراد لا يقلون في ابداعاتهم العلمية والثقافية عن اي افراد في هذا الكوكب ومنهم من نالوا اعترافا كونيا لكنهم غير قابلين للجمع، وحين يعودون الى بلدانهم رغبة منهم في خدمتها يصدمون ويهاجرون مرة اخرى الى حيث توجد سياقات تتسع لهم واوركسترا يعزفون فيها مع زملائهم بتناغم. وقد يكون ما كتبه هشام شرابي في كتابه الجمر والرماد مثالا مأساويا يجسد احباط المثقف العربي اذا قرر ان يخدم وطنه؛ لأنه سرعان ما يجد نفسه وعلمه يتيمين على موائد الأميين واللئام !! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الثلاثاء 31 أكتوبر 2017, 6:51 am | |
| [size=30]عُرقوب العرب وبلفور إسرائيل !![/size]لم يصبح اللورد بلفور في الذاكرة اليهودية عرقوبا يضرب به المثل في الكذب والادعاء والخذلان؛ لأنه وعد، وحكومته تعهدت بالتنفيذ، وها هو قرن يكتمل على ذلك الوعد الذي لم يجد له العرب حتى الان اسما دقيقا، فقد قالوا انه مشؤوم او ان من لا يملك اعطى لمن لا يستحق، والحقيقة اشد فظاعة وايلاما من كل ذلك، وقد تكون ذكرى الظهيرة السوداء لذلك الوعد مجرد يوم آخر في تقاويم عربية محجوزة في كل الشهور والايام لذكرى مآتم وانكسارات وانقسامات، فالتاريخ احيانا يخلق مفارقات تراجيدية ويحول المصادفات الى دروس بليغة وعِبر ومن امثلة ذلك رحيل عبد الناصر في اليوم ذاته الذي انتهت فيه الوحدة بين القاهرة ودمشق، بحيث يبدو الرجل كما لو انه مات مرتين!.لقد تلقى عرب القرن العشرين وعودا كثيرة من لوردات وجنرالات وتجار اسلحة وحروب، لكنها كانت على الدوام مع وقف التنفيذ واستخدمت للابتزاز واعتصار العرب حتى آخر قطرة، وقد يتصور الواقعيون جدا والاقرب في واقعيتهم الى الزواحف ان قرنا يكفي لتحويل اي طارىء او عجيب الى امر واقع، لهذا يحتفل اعداؤهم بذكرى ذلك الوعد وهم في ذروة الاشتباك ويأكلون لحم بعضهم احياء وموتى!.واذا استمر هذا الزهايمر السياسي يقضم الذاكرة العربية ومخزونها القومي فإن الجيل القادم قد يتصور ان اسم بلفور هو نوع من الشامبو او السيارات او المكانس الكهربائية؛ لأن رهان اسرائيل هو على النسيان، وقد اضاف العرب المعصورون لا المعاصرون الى النسيان تناسيا متعمدا يعفيهم من عبء حمولة الدم!.ان ذكرى ذلك الوعد الذي لم نجد له بعد اسما دقيقا يليق بما نتج عنه من قتل وتشريد الملايين تأتي مرة واحدة في القرن تبعا لطقوس المئويات، فماذا اعد عرب هذا القرن للرّد على وعد حاول حذفهم من التاريخ وطردهم من الجغرافيا؟الاجابة على سؤال كهذا تكفي لأن نتخيل ما الذي ستفعله اجيالنا القادمة بعد قرن آخر وفي مثل هذا اليوم!!!. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الأربعاء 01 نوفمبر 2017, 11:49 am | |
| تقارير عن الأنيميا العربية !! خيري منصور
حبذا لو تصنّف التقارير التي تقدم عن احوال العرب اليوم الى نوعين، تقارير عن التنمية واخرى عن
الانيميا بمختلف اشكالها، لأن المسكوت عنه في التشخيصات القومية والاممية ايضا هو النخاع والكلام كله
عن اللحم والعظم فقط، فالخلل ليس في انماط التفكير السائدة وما يصاحبها من انماط السلوك، لأن هذا كله
اشبه ببثور متقيحة على الجلد، والجرثومة في الداخل. ولا ادري من اين تعلمنا فلسفة تجنب ما يثير الصداع، وآثرنا السلامة، فالجميع يسيرون في الطرق المعبدة
والمطروقة منذ قرون، ونادرا ما يجازف احد باجتراح طريق غير معبد، او افق غير مسدود ! الارجح اننا اهتدينا الى وصفة نموذجية من محاصيل الشيزوفرينيا وادبياتها، وهي ان نقول في ثرثرتنا
اليومية الحقائق كما هي ثم نستبدلها تماما عندما نكتب او نتحدث في مناسبات، لهذا اقترح على الباحثين ان
يكملوا ما بدأه الراحل هشام شرابي في كتابه عن التاريخ الشفوي، عندما دوّن ما كان يقوله صالح برانسي
حارس الفولكلور الفلسطيني، ولو فعل الباحثون ذلك وسجلوا للناس ما كانوا يقولونه بعلم منهم وليس عن
طريق التلصص والنتصّت لحصلوا على حقائق تحجبها الكتابة، وكأن اللغة العربية الفصحى تحولت بفضل
الازدواجية السياسية والاجتماعية الى وسيلة لتعميق سوء التفاهم . وقد تسللت عدوى الشيزوفرينيا الى
النّخب، فاصبحت تتحدث بلغتين او خطابين واحيانا بثلاث او اربع لغات، على طريقة لكل مقام مقال! وقد يكون من الانفع والاجدى للناس ان يسمعوا ما يقوله المثقفون والنخبة السياسية في البيوت والمقاهي،
لأنه الحقيقة، اما عندما يكتبون او يخطبون فإنهم يمارسون ادوارا في حفلة تنكرية تتوارى فيها الوجوه خلف
الاقنعة. اخيرا قرأنا تقارير التنمية باكثر من لغة ومن اكثر من مصدر قومي واممي، لكننا بانتظار تقارير اخرى اكثر
جدية عن الانيميا وفيروسات تدمير المناعة والكذب المغطى باغلى وابلغ مساحيق التجميل!!. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الأحد 05 نوفمبر 2017, 9:59 am | |
| لكل زمان نساؤه !! خيري منصور
من قالوا ان لكل زمان دولة ورجالا تناسوا الاقنوم الاول في هذا الثالوث، وهو المرأة، فلكل زمن نساؤه
ايضا، وما كان لجداتنا ان يكن ما كنّ عليه لولا مجمل الاوضاع التي سادت في زمنهن، ومن يقارنون بهدف
المفاضلة الاجتماعية والاخلاقية بين زوجاتهم وامهاتهم، يتناسون ايضا ان من حق الزوجات ان يقارنّ
ويفاضلن بينهم وبين ابائهن واجدادهن، لأن مجرد الحنين الى الماضي قد يكون نوستالجيا، بحيث يصدّق
البعض تقسيم هزيود الشهير للازمنة بدءا من الذهبي حتى النحاسي مرورا بالفضي، والماضي ليس فردوسا
مفقودا لمجرد انه مضى، فالناس كانوا ايضا يجوعون ويتشردون ويمرضون واخرا يموتون، وقد يكون
الماضي في بعض وجوهه جذر الاستبداد الذي تفاقم وتكاثر في ايامنا ! وهناك عبارة دقيقة قالها انطون المقدسي ذات يوم وهو يقارن بين العربي الان والعربي في الماضي، سواء
كان البعيد او القريب، يقول المقدسي : كانت قامة العربي تعادل تماما قامته كانسان وباختصار كان كما هو
وليس مُستلبا او مغتربا عن ذاته بحيث يحاكي نموذجا معينا، لأنه بهذه المحاكاة التي تصل احيانا حدّ التقريد
يحاول ان يرمم النقص في قامته القومية، وقد سبقنا جميعا ابن خلدون حن توصل بتأملاته الى ان اسوأ ما
يمكن ان يحدث للمهزوم هو فقدان الثقة بالنفس بحيث ينظر الى من هزمه من الادنى الى الاعلى وبالتالي
يحاول تقليده لكن بلا جدوى! ان نساء من طراز كليوباترا ونفرتيتي وشجرة الدر وبلقيس وزنوبيا والخنساء لم يتخرجن من السوربون
وهارفارد وكامبريدج وسائر جامعات هذا العالم، كما ان افلاطون لم يضطر الى ان يزهو على زملائه في
اثينا بالدرجة العلمية التي نالها بامتياز ومرتبة الشرف، فهو لا يحتاج الى مراجع لأنه مرجع بحد ذاته، كما
ان اهم فناني عصر النهضة من عباقرة الرسم لم يكن في زمانهم معاهد او جامعات لتعليم الفن. اخيرا عبّر عن ذلك كله الشاعر الجزائري مالك حداد حين تساءل في احدى قصائده: من اي معهد
للموسقى تخرجت البلابل، وهل تطوي نوتات تحت اجنحتها؟؟. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الإثنين 06 نوفمبر 2017, 10:17 am | |
| عواصم العراق!!! خيري منصور
رغم انكشاف وافتضاح كل الذرائع الملفقة للحرب على العراق واحتلاله فإن الرهان هو على تقسيم العراق واعلان الطلاق بين التاريخ والجغرافيا بحيث علينا ان نصدق بأن دجلة والفرات يشتبكان ولا يلتقيان في شط العرب وان بغداد ليست عاصمة العراق من الالف الى القاف بل هي عاصمة اقليم من اقاليمه تبعا لتضاريس الطوائف، والمطلوب ان يكون للعراق عدة عواصم بدءا من اربيل وليس انتهاء بالبصرة، لكن ما حال دون ذلك وسيحول ايضا هو ان للعراق عواصم اخرى ليست مدنا بل هي موانع ومضادات تعصمه من التحول الى كسور عشرية طائفية وعرقية. والان على الجميع ممن يعنيهم العراق كشجن قومي وتراجيديا انسانية ان يعيدوا قراءة ما حدث خلال خمسة عشر عاما بأثر رجعي، ليتأكدوا اولا ان الولايات المتحدة ادخلت الى معجم السياسة مصطلحات جديدة مثلما حذفت مصطلحات اخرى، ومن المحذوف ما كان يسمى في هذا العالم السيادة الوطنية اما المضاف فهو الشرعية المستدركة، اي تلفيق اسباب للحرب بعد ان تضع اوزارها، ولعل هذا هو ما دفع عالم اجتماع فرنسي الى القول بأن حرب الخليج لم تقع لأنها وقعت على طريقة اصطياد النورس للسمكة فهو يصطادها ثم يراها! بغداد، الاسم الذي اشتق منه العرب فعل التبغدد بمعنى الرفاهية وسعة اليد لم يعِدها شوارتسكوف كما قال الى القرن التاسع عشر بمئة الف غارة، وهي عاصمة العراق الذي كان ذات يوم ارض السواد لا بمعنى الحداد بل لشدة خصبه واخضراره، لهذا هناك عواصم بمعنى موانع ومضادات قومية ووطنية وتاريخية وجغرافية تحول دون تحقيق الهدف من الاحتلال وهو تقسيم العراق الى خطوط طول وعرض طائفية وليس كما زعم القياصرة الانجلوساكسونيون الجدد من اجل الدمقرطة والتمدين!! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الثلاثاء 07 نوفمبر 2017, 10:42 am | |
| تيريزا الوجه الآخر !
احيانا تصبح اسماؤنا مضللة، وليس لنا منها نصيب، فالقبيح لا يصبح جميلا لمجرد انه يحمل اسما
مشتقا من الجمال وكذلك الطويل والكريم والشجاع ! ورئيسة وزراء بريطانيا؛ بريطانيا التي كانت ذات يوم امبراطورية ثم غابت عنها الشمس، لم تعتذر عن
وعد بلفور ولم تصمت ايضا وهذا اضعف الايمان، ومعنى ذلك ان الامر لو كان بيدها لأعطت وعودا
اخرى يحتل بموجبها الوطن العربي من الماء الى الماء... او بمعنى ادق من الدم الى الدم. انها ليست الام تيريزا، النموذج الانساني الارقى في عصرنا، فالسيدة الجليلة كرّست حياتها ومنحت
عمرها للاشقياء في القارات المنكوبة، وتذوقت اطعمة الفقراء واعترتها القشعريرة في اكواخهم
العارية، وانتقلت اليها العدوى من امراضهم، لكنها قبضت على الجمر وواصلت حتى الشيخوخة دورها
الادمي والحضاري، وكأنها تعتذر عن كل ما الحقه المستعمرون بضحاياهم، لهذا كانت الامومة وليست
الام فقط، وما من احد التقى بها الا وانحنى ليقبل يدها، مقابل تيريزا الام هناك تيريزا زوجة الاب
الانجلوساكسوني الذي اخذته العزة البيضاء بالاثم الاسود ولو صمتت حفيدة بلفور لكان ذلك اكرم لها
رغم ان الصمت في مثل هذه المواقف تواطؤ وقبول ومشاركة ! قرن من التهجير والتنكيل والاقتلاع من الجذور، ومشهد مئات الروايات والافلام التسجيلية والرصد
لأكبر تراجيديا في التاريخ المعاصر لم يغير من موقف الامبراطورية السابقة بحيث تعتذر لاستعادة
اعتبارها الاخلاقي. لكن بريطانيا شأن كل البلاد والعباد في هذا الكوكب ليست طوني بلير او انطوني ايدن او اللورد
كرومر او اللورد بلفور، انها بريطانيا شكسبير الذي ادرجه من ينعمون بوعد بلفور في قائمة اعداء
السامية بسبب مسرحيته تاجر البندقية ودور التاجر المرابي شايلوخ ! وهي بريطانيا هارولد بنتر الذي تظاهر تحت المطر وهو مريض احتجاجا على احتلال العراق،
وبريطانيا الفنانة ريدغرف التي سمت فلسطين باسمها، وبريطانيا غلاوي والاكاديميين الذين قاطعوا
اسرائيل، واخيرا بريطانيا من جاؤوا الى القدس على الاقدام ليعتذروا !! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الأربعاء 08 نوفمبر 2017, 9:54 am | |
| واقعنا العربي بين الهُواة والحُواة !!! خيري منصور
لا تليق التشخيصات المطبوخة على عجل والاشبه بوجبات الرصيف السريعة بما يجري الان في واقعنا
العربي، فنحن نعيش لحظة اشتباك نادرة في التاريخ بين تخلف مدجج بالمال والسلاح والاعلام وبين
تقدم شبه اعزل الا من رؤاه وبسالة من يبشرون به حتى وهم يقفون تحت قصف الطائرات وبين
الاطلال!. حبذا لو يتنحى الهواة والحواة والطبالون والزمارون عن المنصات الآن، بحيث يُتاح لمن يعملون
ويكدحون على الهامش بعيدا عن الزفّة ان يدلوا بدلائهم. واقع يعج بالتناقضات ويتحرك كبندول الساعة بين الماضي والمستقبل؛ لكن الحاضر الزئبقي ينزلق عن
كل الحواسيب وادوات الرصد ، فالعربي الان ليس هنا او هناك، وليس في الماضي تماما كما انه ليس
في الحاضر تماما، انه يعيش في اللحظة الفارقة بين المواطنين والرعايا وبين القبيلة والدولة وبين
الطائفة والوطن! واقع لا يليق به التسطيح الفضائي او قياس درجة حرارته ومستوى ضغطه بالاصابع المجردة، والمنوط
بهم مثل هذا الواجب الانساني والقومي يعيشون في عزلات اكاديمية، وهذه مناسبة لاستذكار ما قاله د .
مصطفى حجازي في كتابيه عن سايكولوجيا الانسان المهدور والمقهور والمغدور ايضا، وهو آفة
الاختزال وفقه التمرير لا التنوير، حيث يراد للضحية ان تكون خرساء وتفقد بلاغتها كي يتم الاستفراد
بها بصمت كما يستفرد ثعلب بدجاجة! والاسئلة الخاطئة لا يمكن الاجابة عليها الا بعد اعادة صياغتها، ولدينا الان من الاسئلة المتداولة ما
يحتاج بالفعل الى اعادة صياغة، تماما كما ان السخونة او الحمى قد تكون عابرة، لكنها قد تتسبب
بالتهاب السحايا واخيرا الموت! ومعظم ما يتم تداوله من التشخيصات والوصفات عبر الاعلام لا يرقى الى تعقيد الواقع واشتباكاته،
خصوصا بعد ان ثبت ميدانيا ان فائض الهوية هو تعبير عن نقصان المواطنة!!. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الأحد 19 نوفمبر 2017, 7:47 am | |
| [size=30]زواج الأضداد !![/size]أعادني تبادل العبارات شبه الهجائية بين الرئيس الأمريكي والرئيس الكوري الشمالي، إلى كتاب بعنوان الضحك للفيلسوف هنري برغسون، فهو يقول، إن أحد أسباب الضحك هو الخروج عن المألوف أو النسق، ويضرب مثلًا برجل وقور وأنيق يترنح ثم يسقط على الأرض؛ لأنه تورط بقشرة موز!.وفي حمى التصريحات الساخنة بل النووية يحدث ما يشبه ذلك، فالرئيس الكوري الشمالي يصف الرئيس الأمركي بأنه عجوز؛ تمامًا كما وصف رامسفيلد أوروبا بأنها القارة العجوز، ويرد الرئيس الأمريكي قائلًا : لا أريد وصفَك بأنك قصيرٌ وسمين!!.نادرًا ما قرأنا شيئًا كهذا في كتب التاريخ وسير الزعماء، ولم يحدث أن عيّر رئيس شاب رئيسًا بلغَ السبعين لمجرد أنه بلغها، ولم يقل قائدٌ لفخر الدين المعني أنه قصير بحيث اذا سقطت البيضة من جيب سترته لا تنكسر، ولم يقل ديغول إنه أهم من سلفه الفرنسي نابليون؛ لأنه أطول منه بما يقارب الذراع!!.ولا أظن أن هناك قائدًا أو مواطنًا عاديًا في العالم عيّر نلسون مانديلا بأنه بلغ التسعين؛ ولم يتردد في أن يرقص مع شعبه بقميصٍ زاهي الألوان، وعلى موسيقى أفريقية صاخبة!(...) ولقد صدق المتنبي حين قال، إن هناك ضحكًا كالبكاء، وكذلك فكري أباظة في كتابه الضاحك الباكي، فنحن نعيش زمنا تزاوجت فيه النقائض والأضداد وأنجبت مُسوخًا، وها نحن نقرأ على أحد غلافي علبة السجائر أن التدخين يقتل ويصيب الإنسان بتصلب الشرايين والسرطان، ثم نقرأ على الوجه الآخر وعدًا بالسعادة وتحقيق الأحلام اذا دخنّا نوعًا معيّنًا من التبغ!.ولم يحدث من قبلُ أن كان القضاة في عالم السياسة غرباء؛ كما هي الحالُ اليوم، أو أن الحامي هو الحرامي، ولم يحدث -أيضًا- أن ادّعى أحدٌ في الماضي أنه احتل بلدًا ليحرر شعبه، أو أحرق قرية كي ينقذ أهلها كما فعل ضابط أمريكي في الحرب الفيتنامية!!. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - السبت 25 نوفمبر 2017, 8:03 am | |
| حفيف الصفصاف في إحدى قصائده بعنوان «أغنية لباب توما» تمنى الشاعر محمد الماغوط لو أنه شجرة صفصاف قرب كنيسة أو حانة من الخشب، يرتادها المطر والغرباء، ولم يكن الماغوط أول شاعر تمنى استبدال آدميته بمخلوقات أو عناصر من الطبيعة، وسبقه إلى هذا التمني تميم بن مقبل الذي تمنى لو أنه حجر. وهناك من غير الشعراء أيضا من تمنوا الخلاص من سطوة الأنسنة والوعي كألبير كامو الذي قال لو أنه قطة أو شجرة لكان جزءا من عالم يحتج عليه بحيث يموت عندما يموت فقط، ولا يموت مرارا من خلال خياله. وبالمقابل هناك شعراء حاولوا أنسنة الجماد كالشاعر جيفيللك الذي اهتم بالاشياء وأوشك أن يكون شاعرها بامتياز، وكذلك الشاعر أدونيس الذي جعل للصخر أردافا وللتراب جدائل، وهناك مقولة لعبد الله بن محمد قد تختصر الغاية من حنين الآدمي إلى التشيؤ يقول فيها، إنه تمنى لو أنه شجرة تعضد، كي لا يرى ما يرى ولا يسمع ما يسمع، وهذا ايضا ما كرره على نحو آخر المؤرخ ابن الاثير الذي تمنى لو أنه لم يولد إنسانا كي يشاهد الكوارث التي حدثت في زمنه. وإذا كان الماغوط قد اختار الصفصاف من كل سلالات الشجر فذلك لأن هذه الشجرة اقترن اسمها بالحزن، ولها ظلال رومانسية وبالتالي فإن حفيفها الأخضر يرشح منه لون بنفسجي، وكما أن للبشر انفاسهم وإيقاعاتهم فإن لكل شجرة حفيفها، وما من حفيف للغابة كلها، هذا على الرغم من أن هناك أشجارا لا تستجيب للريح وليس لها حفيف إلا إذا كانت الريح إعصارا كالصبير في الواحة اللزجة الثقيلة وما يكسوها من أشواك، وقد فوجئت مؤخرا بما لم أكن أعرفه عن الصبير، فهو صحراوي يعاني شأن كل الكائنات الصحراوية من شحة الماء، لهذا فهو يختزنه في جذعه العريض، أما الاشواك فهي للدفاع عن هذا المخزون من الماء الذي إذا نضب تتوقف الحياة. لكن لماذا يضيق الإنسان أحيانا بآدميته ويرغب في استبدالها بما هو غير آدمي؟ وهل سبب ذلك فائض الوعي الذي لا يحتمل، وسؤال العدم والعبث الذي جسدته أسطورة سيزيف بحمل الصخرة صعودا وهبوطا إلى ما لا نهاية وبلا أي هدف؟ والأرجح أن الشعراء والمبدعين الذين بحثوا عن وسائل لتدمير الوعي واستمراء الغيبوبة، سواء بالمخدرات أو تشويش الحواس، كان هدفهم هو الهروب من سؤال الكينونة وعدم الاهتداء إلى هدف من وجودهم في هذا العالم الذي رأوه مجرد سديم أو فراغ سحيق بلا نهاية. وأعود إلى أمنية الماغوط بأن يصبح صفصافة، لأتساءل هل خطر بباله أن هذه الشجرة التي اقترن اسمها بالشّجن كانت ستنوب عنه في حفيف يرشح منه الحزن؟ أم أنه تصور في لحظة ما أن ينابيع الشعر تشمل حتى الشجر والحجر بما يتدفق منها؟ وإن الشعر ليس حكرا على البشر أو اللغات، أذكر أنه أجاب ذات يوم عن سؤال حول اختياره لقصيدة النثر شكلا للتعبير عن ذاته، فأجاب أنه وجد نفسه غريقا في البحر وكانت تطفو بجواره خشبة تشبث بها كي ينجو ويصل إلى الشاطئ ولم يكن لديه من فائض الوقت ما يدفعه إلى أن يتساءل عن هوية تلك الخشبة، وهل هي من زيتونة أو سنديانة، وكان بتلك الإجابة يدافع عن شعرية أصيلة لا تنمو في الأصص على شرفات المنازل، وليست كنبات الزينة المحروم من ضوء الشمس، وذكرني على الفور بما قاله الشاعر الجزائري مالك حداد حين سئل عن دراسته الأكاديمية حول الأدب والشعر، وهو إسألوا العصافير عن معاهد الموسيقى التي تخرجت منها، وابحثوا تحت أجنحتها عن النوتات التي تعزفها. إن للبشر حفيفا كما هو للشجر، لكنه غير مسموع أو مرئي، بل هو أشبه بالرائحة التي تفضح مصدرها، وتفاوت حفيف الشعراء بين الصفصاف والصبّير والسنديان والنخيل، وهذا هو الإيقاع السري الذي لم تدجنه بحور الخليل بن أحمد ولن تدجنه مطارحات علم الجمال والنقد حتى آخر زفير شعري على هذه الأرض. وقد تنبه نقاد العرب الأوائل إلى الفارق الجوهري والحاسم بين الشعر والنظم، لهذا لم يدرجوا ألفية بن مالك ومعلقة لبيد بن ربيعة في خانة واحدة، وفاضلوا أيضا بين قصيدة ندية وافرة الماء وقصيدة حجرية مسننة الأطراف وتجرح الأصابع التي تحاول لمسها، لهذا أضاف أحدهم إلى جناحي الشعر وهما الوزن والقافية نية الشعر، وهي التعبير المجازي عن هاجس الإبداع بمعزل عن الذاكرة، وأوصى الشعراء بأن يحفظوا كثيرا من الشعر من أجل نسيانه، وسيبقى تعريف الشعر منذ هوراس وامرئ القيس حتى ت. س. أليوت وييتس وهاوسمان محاولات محكومة بالفشل، لأنه ينشأ أثناء كتابته وليس قبلها، وهذا ما دفع سارتر إلى استثناء الشعراء من نظريته حول الالتزام في الأدب، مثلما استثنى ماركس الإغريق القدماء من نظريته التاريخية لأنهم يشكلون بكارة الإنسانية وكان يعيد قراءة أسخيلوس ويوريبيدس مُتناسيا أن أثينا كان سدس سكانها من العبيد. كاتب أردني
|
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الأحد 03 ديسمبر 2017, 5:37 am | |
| الفصل الأخير من الدراما الفلسطينية !من يفاجئهم الفصل ما قبل الاخير من الدراما الفلسطينية فئتان، الاولى حسمت امرها منذ البدء وقررت ان تعمل لمنفاها كمن يعيش ابدا، واختزلت الهوية الى فولكلور من طعام معين وثوب مطرز وقالت للفقراء اذهبوا انتم وربكم وقاتلوا، ثم قعدت حيث تعيش وتثرثر وتحول الاقصى الى صورة على الحائط، وناجي العلي الى سلسلة من ذهب . وهذه الفئة لم يخطر ببالها وهي تقيم اعراسا في عمان والقاهرة وبيروت وحتى في رام الله بتكلفة ملايين الدولارات، ان لمثل هذا الاستعراض اثارا لن تكون جانبية على الاطلاق .والفئة الثانية اقل استعراضا للهوية الفولكلورية واكثر وعيا بالتاريخ وانتماء الى مسقط الرأس راهنت على استمرارية الشعار القومي القائل بأن فلسطين هي قضية القضايا وانها القضية المركزية للعرب كلهم لكن هذه الفئة اركنت الى قناعاتها وكأنها من المسلمات والبديهيات، ولم تحاول افهام الرأي العام العربي ان الحروب التي خاضها العرب على امتداد اكثر من ستة عقود لم تكن من اجل فلسسطين فقط بل دفاعا عن امن قومي ضد التمدد الاسرائيلي من الناحيتين الكمية والكيفية، فاسرائيل الكبرى ليس شرطا ان تكون جغرافية ما دام النفوذ بكل ابعاده السياسية والاقتصادية والثقافية يقدم البديل، ويحل الاتساع العمودي مكان الاتساع الافقي !الفصل ما قبل الاخير من هذه الدراما يقدم قرائن يمكن لمن يستقرئها جيدا ان يتوقع الخاتمة وهي ليست سعيدة او مسكا بالنسبة للعرب كلهم وليس للفلسطينيين فقط، فالهوية القومية الان جريحة ونازفة وثمة محاولات لقضمها من عدة جهات، واذا قدر للعرب ان يستيقظوا من هذا السبات فإن ما سوف يذرفونه من دموع على الدم المسكوب وليس الحليب المسكوب كما يقول الانجليز سيأتي بعد فوات الاوان، ولا يليق بأمة تعدادها يزيد عن ثلث المليار وتمتد على قارتين ان يكون رهانها على البقاء قيد التاريخ اعواما او عقودا، وليسألوا اجدادهم الذين اورثوهم وطنا كبيرا عن مصير سعد بعد ان هلك سعيد !!! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الإثنين 04 ديسمبر 2017, 8:52 am | |
| صُراخ بلا صدى !! بعكس المثل القائل ان الجنازة حامية والميت كلب، فالجنازة الآن فقيرة وباردة، رغم ان الميت اسد او نمر، وكلاهما يرمز الى القوة والعنفوان، فما هو ميت او على الاقل في طور الاحتضار من حياتنا، هو منظومة قيم ومفاهيم عاشت قرونا وكان لها دور فاعل في الابقاء على الهوية، وعلى الجغرافيا ايضا، رغم كل ما سال عليها من لعاب الاباطرة والغزاة . ما يحدث الان باختصار هو ان بغاث الطير تستنسر، ومن كان يبحث له عن ملجأ في بلاد العرب اصبح صاحب الدار الآمر الناهي، وما كذّب الغطاسين ليس الماء كما جاء في الامثال بل الدمّ الذي نزف العرب منه خلال عقد واحد ما يكفي لأن يحملهم وبالتالي يطفون على سطحه! فبأية حواسيب غبية ومعجزات نادرة اصبح الاغنى هو الأفقر، والاقوى هو الاضعف، والاكثر هو الاقل؟ ان حاصل جمع امكانات العرب ماديا ومعنويا ومواقع استراتيجية وموروثا حضاريا يتفوق على اي حاصل جمع آخر في هذا الكون، وهذه ليست شوفينية، بل هي من صميم الواقع الذي يعترف به حتى الاعداء سرّا، لكنهم ينكرونه علانية. قبل سبعة عقود كنا بفلسطين واحدة موعودة بالتحرير، والان لدينا عدة فلسطينات مدرجة على القائمة في العالم العربي، الذي تجاوز عدد اللاجئين والمشردين فيه عدد اللاجئين الفلسطينيين عشرات الاضعاف! والقضية التي تحولت الى مطية ولم يبق حالم بسلطة لم يستخدمها او سمسار سلاح لم يستثمرها، اصبحت الان تعيش على راتب تقاعدي وقد تبحث بعد حين عن ملجأ للعجزة؛ لأن ابناءها ايضا تخلّوا عنها. وما يدهشنا ليس ما يحدث في هذا العالم العربي الذي كان ذات عروبة غاربة، وطنا عربيا بل اساليب التعامل مع ما يحدث؛ فاللامبالاة بلغت الذروة، والاب يصعد على جثة ابنه كي يطفو. فهل نلوم اعداءنا ام جيراننا ام اصهارنا ونحن الذين اشعلنا كل هذه النيران في بيوتنا!!. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الأحد 10 ديسمبر 2017, 9:11 am | |
| ثقافة اضعف الايمان !!
التقليل من شأن الرفض حتى لو كن ممنوعا من الصرف ومن الشجب، حتى لو بقي في نطاق اضعف الايمان له نتائج كارثية، منها غسل ذاكرة الاجيال ، والتواطؤ من خلال الصمت على ما يجري، واذا لم يكن هناك من عرب هذه الحقبة الرمادية من يقوى على تغيير الواقع باليد او حتى باللسان فإن ما تبقى هو القلب والوجدان، ومن يحاولون تسفيه الكتابة في الشجن الفلسطيني وهو اعمق الشجون القومية او السخرية من فعاليات رمزية لا يدركون بأنهم بذلك يقدمون تاريخهم لاعدائهم هدية بالمجان . وعلى سبيل المثال لم تفلح اطنان الورق التي كتبت عن بلفور في مئويته في حذفه او استبداله لكنها اتاحت للجيل العربي الراهن فرصة المعرفة وفهم هذا الوعد كما هو وليس كما يعاد انتاجه بهدف التضليل والتعمية وخلط الاوراق ! لكن الخلل في واقعنا العربي الناتح عن فائض الكلام ونقصان الفعل يدفع البعض الى اليأس من كل ما يقال وبتكرار يصل الى حد الاملال والارهاق العاطفي، والصهيونية قبل اعلان الدولة عام 1948 واحتلال فلسطين لجأت مرارا الى اضعف الايمان اذا اعتبرنا الكتابة والتبشير بفكرة ما حراكا رمزيا يندرج في خانة اضعف الايمان . ان كل كلمة تكتب الان او تبث عبر الفضائيات تتجاوز التذكير بما يهدده التناسي المقصود الى التوثيق، وفي غياب الشهود يعاد قتل الشهداء وهدر دمهم واسقاط الاهداف التي قضوا من اجلها ! انه اضعف الايمان ، بل اضعف المقاومة والرفض، لكن ما من سبيل آخر امام الذين تحولوا رغما عنهم من مواطنين الى رعايا ومن رعايا الى رهائن ، واذا كان واحد من ابرز مؤرخي عصرنا هو ارنولد توينبي قد اختصر اسرائيل بعبارة من كلمتين فقط هي انها خطأ تاريخي ، فإن هناك بالمقابل من رأوا انها جملة معترضة في كتاب الجغرافيا وندبة عميقة في تضاريس خريطة لم تكن مصادفة انها تشبه الخنجر الصخري ! وتسمية الغزال قردا او الذبابة نحلة لن يغيّر من الامر شيئا، والقدس من قافها الى سينها ومن سورها الى سرّتها عاصمة الابجدية وكل الناطقين بها!! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الأربعاء 13 ديسمبر 2017, 8:40 am | |
| صرخة مؤجّلة !!يوم استشهد شقيقي الأصغر في سهل البقاع عام الاجتياح عدت الى عمان من عاصمة عربية كنت اعيش فيها وفي العزاء فوجئت بأحد المعُزّين وهو يفتح لي ذراعيه ويقول : لقد نالها، نيّاله ... ونحن نحسده على ما ظفر به من استشهاد لم اتمالك نفسي امام الحاضرين وقلت له: دلني على من منعك من الظفر بهذا المصير كي اخلعه من جذور جسده ! واذا كان الاستشهاد بالنسبة لك ولأمثالك من الثرثارين وزبائن دور العزاء امنية وحلما فمن الذي يحرمكم من هذا الحلم ؟ وهل انتم اسرى في الزنازين ام ترزحون تحت اقامة جبرية ؟ ان من يلعن العرب كلهم ويقول انهم خانعون يستثني نفسه لاسباب نجهلها، ومن يدبّج المدائح والملاحم بالنضال ويتطاير رذاذ لعابه امام وجوهنا وهو يزبد ويرغي يتمنى لو استطاع ان يخبىء نفسه واولاده في قفص آمن ويجد من يقدم له العلف ! ومن غير المسموح به على الاطلاق بعد ان وقعت الفؤوس كلها في الرأس وبعد ان تجاوز سيل الدم الزبى ان يستمر ذلك الخطاب المجفف كالفسيخ، وان تبقى حليمة اسيرة عاداتها القديمة، ولو ترجم واحد بالمليون من الكلام الذي نسمعه على مدار الساعة الى فعل لما كانت الحال هي الحال . واذا كان القانون يعاقب اصحاب الشيكلات الكاذبة لأنها بلا رصيد حبذا لو ان هناك قوانين تعاقب من يوقعون شيكات سياسية ممنوعة من الصرف! لقد حفظنا الطقس المأتمي وما تكرره الندّابات المحترفات عن ظهر قدم وليس عن ظهر قلب، ومن يحسد الشهداء كما فعل صاحبنا مع شقيقي عليه ان يكف عن هذا الثّغاء والهذيان ومن ليس لديه خيل يهديها ولا مال فليصمت لإخفاء عورة لسانه !!! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - السبت 16 ديسمبر 2017, 4:55 am | |
| عاصمة التاريخ ومسقط الروح
خيري منصور تمر لحظات فارقة في التاريخ يصبح أي كلام أو كتابة خارج مجالها المغناطيسي ووهجها، بمثابة تواطؤ يهدف التهميش أو التناسي، أو التلاعب بقائمة الأولويات. من هذه اللحظات ما نعيشه الآن وهو أقسى اختبار سياسي، وأعسر اختبار أخلاقي للمثقف، إذا كان جديرا بهذه الصفة وليس طارئا، كما يحدث في الحفلات التنكرية التي تصهل فيها الفئران وتموء النمور وتدعي الأفاعي بأن فحيحها حفيف، وهي لحظات تتطلب فك اشتباك بين شفق لم تشرق فيه الشمس تماما، وغسق لم تغرب فيه تماما. فالقدس عاصمة التاريخ وسُرّة الجغرافيا وأعلى قمة في سلسلة جبال الميثولوجيا، وهي حجر المغناطيس الذي طالما اجتذب الأحداث مهما بلغت جسامتها لتصبح مجـــــرد برادة حـــديد! من لم يولد فيها ولم تكن مسقط رأسه عضـــويا هي مسقط روحه، ولكل حجر أو حصاة في سورها أو على طريق آلامها مسامات يرشح منها الدم، وفي كل زقاق من أزقتها صدى لخطوات رسولية، أما حفيف تينها وزيتونها فهو بالأبجدية الخالدة، العصية على العبرنة والاختطاف الذي يحترفه لصوص التاريخ وسدنة الطقوس في سوق الأساطير السوداء. ولم يحدث ذات سطو عليها أن حجبت رائحة البارود والدخان أريج البخور والبياض المضمخ بالبنفسج في نوار اللوز، وهي لم تقترض من قصيدة أو نشيد بقدر ما اقترض منها الإبداع شحنته الممهورة بمواعظ الجبال، وها هي في أحد مطالع ألفياتها العديدة تستولد المهد من خشب التابوت وتجترح أفقا لمن لامست أنوفهم آفاقا سدّها الغبار وما يثار من سجالات عقيمة لكي يحجب المشهد. وحين نكتب منها وليس عنها أو حولها فذلك مجرد محاولة يائسة لتسديد مديونية باهظة لأنها هي التي طالما كتبتنا، ومنحت آدميتنا المهدورة تساميها وما يليق بها من التراجيديا. قدرها كقدر المسك الذي تشتعل رائحته كلما تشظّى، وكقدر الليمونة التي ما أن تجرح حتى يسيل شذاها ليرضع منه الحجر. الكتابة بعيدا عنها الآن تتخطى التواطؤ إلى التحالف مع غزاتها، لأنها كما وصفها كاتب يهودي ممن تصفهم الصهيونية بالعقوق هو إسرائيل شامير خرجت من قمقم الأسطورة إلى التاريخ، ودون كيشوت سواء كان جنرالا أو حاخاما خدعه التابع سانشوا الذي كان يحترف اختراع أنباء عن انتصاراته على الخشب، فهي لم تعد عذراء الأيديولوجيا التي تشرنقت داخل الخرافة بل تزوجت وأنجبت ولها من أحفاد الأحفاد ما يكفي لإضافة سور من لحم بشري إلى جانب سورها الحجري، لكن السؤال الذي لا بد أن يتحول إلى جملة من المساءلات السياسية والثقافية والأخلاقية هو قدس من؟ قدس المقاول، أم المقاتل أم المقاوم أم المخاتل؟ قدس الصيرفي والسمسار؟ أم قدس الفادي الذي عبّد البحر بخطاه؟ إنها في زمن الشمس الداجنة التي رسمها بيكاسو داخل نيون أشبه باللحية، تصلح لأن تكون على وجه شيخ أو قسيس أو كلوشار أو دجال، ما دام الأمر مرتهنا للنوايا، لكنها بعيدة عن كرنفالات الفضاء المدجج بالحواة وصانعي الشربات من الفسيخ، كما يقول مثل شعبي مصري، لا تقبل أي تأويل يفرغها من الجوهر الخالد، وهي التي اتسعت لكل العقائد من قرآن وإنجيل وتوراة، كما يقول الصوفي ابن عربي عن قلبه، يجري الآن تضييقها وتعذيبها كما كان يفعل بروكوست الإغريقي قاطع الطريق بضحاياه بحيث يبتر سيقانها إذا فاضت عن مساحة سريره. تهويدها يعني باختصار اختطافها واختزالها وأخيرا تقويلها القسري وليس تأويلها الحضاري والإنساني، وما يتعرض له الآن شجرها وبشرها وحجرها من التنكيل هدفه أن تعترف بما لم تقترف، وبأنها هناك وليست هنا، لكنها تلقحت منذ فجرها ضد استحلالها بأمصال باسلة من رحيق شهدائها، ومن افتدوها لكي تبقى طافية ولا تغرق حتى لو كان ما تطفو عليه هو دماءهم، فما كان احتلالا أصبح الآن استحلالا، وما كان رهانا على الماضي أصبح رهانا على المستقبل، لأن ما يسعى إليه ثالوث التهويد والأسرلة والعبرنة هو التمدد لاحتلال المستقبل واستيطانه. فأي مفارقة تلك التي أعادت حمى الحياة إلى برودة الجثة؟ ومن لدغوا من ذبابة تسي تسي السياسية التي حطت على جثة نظم سياسية تعفنت ولم تدفن صحوا من سباتهم المزمن، فالقدس الآن قيامة للناس ومنهم الأحياء الموتى وقيمومة لكل ما كتب وإعادة سعاة البريد لأنهم لم يعثروا على المرسل إليه، إنها عاصمة التاريخ وسرّة الجغرافيا وما تبقى من رحيق!٭ كاتب أردني |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الإثنين 18 ديسمبر 2017, 1:36 am | |
| [size=30]محاكم لشهود الزور !![/size]حدث من قبل وسيظل يحدث الى الأبد، ان يتصور الفهلوي وسمسار الدمّ والخائن وبائع دم اخيه انهم الاذكى والامهر في الفرار وكأن لديهم طواقي اخفاء؛ لكن التاريخ كالقانون لا يعبأ بمن يجهلونه ويدفعون الثمن في النهاية بعد اضافة نسبة باهظة من ربا التاريخ.والاعوام العجاف التي مرّت بنا كعرب واصبح فيها كل شيء مباحا، اتاحت لكل ما كان مختبئا في الجحور ان يتسلل الى السطح، ولم يتردد هؤلاء في استباحة وتدنيس المقدس وتجاوز كل الخطوط الحمر حتى لو كانت مرسومة بالدم لا بالحبر. وكانت قضية القضايا كلها وتراجيديا عصرنا فلسطين من ضحايا تلك الفوضى، وضحايا السبات الحضاري وليس السياسي فقط الذي اوصل امّة الى الحضيض واصبحت امّة بعد ان فقدت الشدّة على حرف الميم!.وقد لا يعرف من خلطوا حابل الوطن بنابل النخاسة ان للتاريخ ايضا قيامته، وهي على الأغلب عاجلة وليست آجلة، وما حدث مؤخرا لقضية تثاءبت داخل تابوتها وكسرته وافزعت السائرين في جنازتها بحيث لاذوا من الجغرافيا والتاريخ معا الى العدم !الآن يقف في اقفاص الاتهام قطيع من اللصوص الذين كرهوا الشمس وعشقوا الظلام كي تستطيل ايديهم، والذين يحاكمونهم امام الملأ كله ليس قضاة بل اطفالا وارامل وشهداء، تقاضى هؤلاء اللصوص ثمن دمائهم في بورصة يصول ويجول فيها شهود الزور! والشعوب تستوحي حكمتها من خالقها لهذا فهي تمهل ولا تُهمل، ومن ظنّ انه نفذ بجلده وبما سرق سوف يتعثر بطلّه رغم افراطه في الحذر؛ لأنه المريب الذي يقول لسان حاله خذوني!.كانت الاعوام العجاف وفترة السبات القومي اختبارا سياسيا واخلاقيا، رسب فيه من لم يفرق بين الكرامة ونوع من الصابون وبين الراية والكفن، اما من مكثوا على قيد الهوية والنسب النبيل فقد حملوا ما تنوء به الجبال وتشبثوا بالجمر حتى احترقوا واضاؤا ولأجلهم اشرقت شمس هذا النهار!! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الأربعاء 20 ديسمبر 2017, 2:02 am | |
| سماء مرصّعة بالشهداء
لو ان حاسوبا ذكيا وأمينا احصى عدد الشهداء والمشردين والمحاصرين والمعاقين والاسرى بسبب جرحهم على امتداد قرن مضى في فلسطين، لكانت الحصيلة ان عدد هؤلاء يكفي نصابا جغرافيا لجمهورية الحجر الكريم الذي انتصر على خوذة الاسخريوطي، وما روى ثرى القدس من دماء الفلسطينيين والعرب على امتداد تاريخها يكفي لأن يكون نهرا نعرف منبعه جيدا لكننا لم نعثر حتى الان على المصبّ. سماؤها مرصعة بالشهداء وترابها ممهور بتواقيع اقدام غبار، قدم واحدة منها تكفي لأن تمحو ذلك التوقيع الاستعراضي والاستفزازي لامبراطور اخرق، توهم للحظة بأنه قادر على اطفاء الشمس بزفير انجلوساكسوني نووي، فلا ترمب ولا ظلاله وتوابعه وضواحي نيويورك النائية في الشرق الاوسط توقعوا رد فعل كالذي نراه ونسمعه على مدار الساعة، فالرجل ليس قارئا جيدا للتاريخ كما انه ليس من صانعيه الا في فترة رمادية اشبه بالقيلولة التاريخية. وقد اخطأ وورطه من همس بأذنه ان العروبة اشاعة، وان فلسطين صدّقت ان اسمها اسرائيل، وان الثورات تتقاعد وتتقاضى راتبا تقاعديا من سماسرة رأس المال المتوحش، وسأظل اكرر ان ضارة ترمب نافعة، وان المؤامرة التي اخفقت ستتحول الى رافعة؛ لأن جدلية التاريخ التي لا يعرفها احفاد المستوطنين وصيادو الاطفال من اعناقهم لا تقبل التدجين، وسنكرر ايضا ان من ليس لديه خيل يهديها ولا مال عليه ان يتنحى جانبا ويلوذ بالصمت؛ كي لا يعكر صفو النداء المقدس، فالابجدية كلها الآن مقدسية والعرب كلهم فلسطينيون والبعير تماوت ليخدع الغزاة لكنه لم يمت، وسماؤها مرصّعة بالشهداء! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الأحد 24 ديسمبر 2017, 5:29 am | |
| امريكا والاخرون !!اخيرا، اصبح هذا الكوكب مشطورا الى امريكا والاخرين، بحيث يصدق عليه الوصف الافلاطوني وهو البيضة المسلوقة التي تشطرها شعرة، وما كان ذات يوم يسمى ثنائية الجزرة والعصا اصبح الان العصا والعصا ايضا لأن الجزرة قضمها الحمار الامريكي لا القبرصي هذه المرة، ولم يحدث من قبل ان تحول امبراطور الى رئيس مافيا يهدد الدول الفقيرة بالمزيد من الافقار والحصار اذا فكرت للحظة بالدفاع عن سيادتها ضمن حدود القوانين والاعراف الدولية، ومثل هذا السلوك ما شأنه ان يلحق الاذى البالغ بأمريكا ذاتها لهذا فالامريكيون خصوصا من انتخبوا ترمب عليهم الان الدفاع عن بلادهم ضد اختطافها، وتحويلها من قوة عظمى الى عصابة . اما الدول التي توصف بأنها فقيرة وبحاجة الى معونات من الولايات المتحدة فإن على شعوبها ان تتمرد على ثنائية العقاب والثواب، وان تجوع ولا تأكل بثدييها وان تقول لا بملء الفم حتى لو كان بها خصاصة، لأن ما اعلنه ترمب من وعيد لمن لا يرددون كالببغاوات صدى صوته يجب ان تضع له حكومات وشعوب القارات الخمس حدا كي لا يتمادى ويصبح كلي القدرة وكل شيء بالنسبة اليه مباح في غياب التوازن والعدالة والحقوق ؟ ومن اختصروا ثنائية العصا والجزرة بكلمتين هما المنحة والمحنة عبروا بدقة عن هذه الازمة الكونية التي تسبب بها امبراطور الزمن الاخير والذي ورط بلاده بما لا تقوى على احتماله في المدى البعيد، لأنه عرضها لمساءلات قانونية واخلاقية، وظن انه بما اقترف من قرارات يميز نفسه عن كل سابقيه ولاحقيه ايضا . انها مناسبة اخرى للتذكير بأن صانعي التاريخ ليسوا دائما من الابطال والاذكياء ، وان للاغبياء والحمقى حصتهم من هذه الصناعة !! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الثلاثاء 26 ديسمبر 2017, 3:37 am | |
| الضحيّة الأبلغ والأبقى من جلادها !!كانت نقطة الخلاف الجذرية بين ما يقوله رواد الصهيونية عن التاريخ اليهودي وبين ما يقوله ماركس رغم يهوديته هو ان اليهود عاشوا بفضل التاريخ وليس رغمًا عنه، لهذا كان اليهود القابلون بالاندماج في المجتمعات التي يعيشون فيها ومنها روسيا يصنفون انفسهم بأنهم روسيون يهود وليس يهودا روسيين، ويضعون القومية قبل الدين، وهذا ما سعت الصهيونية بعد الثورة الفرنسية عام 1789 الى نفيه والعمل على النقيض منه لأنها جعلت من مقاومة اندماج اليهود اولوية ايديولوجية في مجمل نشاطها . ومن مفارقات التاريخ ان اليهود الذين عانوا من الاضطهاد اصبحوا تلاميذ نجباء لجلاديهم فأنتجوا يهودهم ايضا، وكذلك انتجوا الهولوكوست الفلسطيني الذي استمر على مدار قرن من الزمن ! والفارق بين الضحية البليغة والنبيلة وبين الضحية التي تتلمذ على جلاديها وتحاكيهم هو ان الضحية النبيلة تتمرد على تعاليم جلاديها ولا تصاب بالفيروس العنصري الخبيث، وحين نقرأ ما كتبه جدعون ليفي أخيرًا عن استباحة وانتهاك الطفولة في فلسطين وتحديدًا عن اعتقال عهد التميمي نجد ان هناك من اليهود من تمردوا على تعاليم جلاديهم واعترفوا بحق الضحية في المقاومة واعلان العصيان على الشروط الباهظة التي تحاصرهم، قال ليفي ان ما فعلته عهد التميمي هو انها اصابت دولة بالجنون، وقد تكون كلمة السُّعار هي الادق، فما يعيشه الاحتلال الان هو نوبة سعار وليس فقدان رشد لأنه لم يكن ذات يوم رشيدًا وهذه الصفة ليست من معجم الاحتلال وثقافة السطو ! وبالطبع يعاقب امثال ليفي وشاحاك وشلومو رايخ وساند بالنبذ ويتهمون بالعقوق الديني والوطني لتعاليم الصهيونية وهناك في علم النفس مرض اسمه الانكار يصاب به بعض الافراد ممن لا يريدون رؤية اي شيء لا يروق لهم ولا يسمعون الا صدى اصواتهم، لكن نادرا ما يصاب كيان بمثل هذا المرض، فالاحد عشر مليون فلسطيني في الوطن والمنافي حقيقة تاريخية وفيزيائية وفسيولوجية وهم الذين عاشوا رغما عن الصهيونية وبفضل تاريخهم وجغرافيتهم المقدسة ! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الأربعاء 27 ديسمبر 2017, 5:24 pm | |
| أيام العرب الثانية !!
الكاتب : خيري منصور لا بأس ان يعيد العرب او من لم تصله عدوى الامية منهم قراءة ما يسمى في ادبياتهم ايامهم الجاهلية، حين كان تبادل الهجاء والغزو وسائر محاصيل الوحشية هو البديل للقانون والشرائع في حياتهم، وما اختلف الان هو الادوات والاساليب اما الذهنية فهي ذاتها، وحروب من طراز البسوس وداحس والغبراء تستخدم فيها الان اسلحة غير السيف والرمح والدرع، ويتولى الهجاء بدلا من الشعراء فضائيات تستخدم آخر منجزات التكنولوجيا، وما يثير الدهشة الان هو غياب المتخصصين في علم النفس والاجتماع والانثربولوجيا رغم ان المشهد العربي يقدم لهم عيّنات نموذجية للتحليل والفحص ، ولم يبق امام العربي المتوتر بل الموتور الا ان يعلن الحرب على نفسه ، ولعله اعلنها منذ زمن بعيد ما دامت النفس امّارة بالسوء!
ما يجب تحليله والبحث عن جذوره هو هذا التشنج وغياب روح التسامح وثقافة الاعتذار، فما ان يرتطم كوز بجرّة حتى يتحطم الفخار كلّه ! فكيف وبأية معجزة تطور العرب شكليا والى حدّ يحذف الفروق بينهم وبين ارقى الشعوب لكنهم لم يغادروا المكونات الاولى وكأن الحداثة بكل ميادينها مجرد حفلة تنكرية استبدل فيها البعير بالطائرة والوأد الجسدي بالوأد النفسي والمعنوي، واخترعت مساحيق تجميل لاخفاء ندوب التخلف وتقرحاته وما يفرزه من قيح !
وقد استطاع الرّخام لفترة من الزمن اخفاء السخام، لكن الحقيقة سرعان ما نفضت عنها كل المساحيق وظهرت بكامل عُريها وهي ما نراه على مدار الساعة من انتحار قومي يحدث بالتقسيط ولم يظهر حتى الان من يستحق براءة اختراع وكل الجوائز في العالم لأنه قادر على كشف المستور وسر الخيمياء لا الكيمياء التي حوّلت الاغنى الى الافقر والاقوى الى الاضعف والاوسع الى الاضيق .
رحم الله نزار قباني الذي شمّ هذه الروائح عن بُعد عقود حين قال لبسنا قِشرة الحضارة والروح جاهلية !
هوامش على دفتر النكسة
أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمه
والكتبَ القديمه
أنعي لكم..
كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمه..
ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه
أنعي لكم.. أنعي لكم
نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه
2
مالحةٌ في فمِنا القصائد
مالحةٌ ضفائرُ النساء
والليلُ، والأستارُ، والمقاعد
مالحةٌ أمامنا الأشياء
3
يا وطني الحزين
حوّلتَني بلحظةٍ
من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين
لشاعرٍ يكتبُ بالسكين
4
لأنَّ ما نحسّهُ أكبرُ من أوراقنا
لا بدَّ أن نخجلَ من أشعارنا
5
إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ
لأننا ندخُلها..
بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ
بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ
لأننا ندخلها..
بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ
6
السرُّ في مأساتنا
صراخنا أضخمُ من أصواتنا
وسيفُنا أطولُ من قاماتنا
7
خلاصةُ القضيّهْ
توجزُ في عبارهْ
لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ
والروحُ جاهليّهْ...
8
بالنّايِ والمزمار..
لا يحدثُ انتصار
9
كلّفَنا ارتجالُنا
خمسينَ ألفَ خيمةٍ جديدهْ
10
لا تلعنوا السماءْ
إذا تخلّت عنكمُ..
لا تلعنوا الظروفْ
فالله يؤتي النصرَ من يشاءْ
وليس حدّاداً لديكم.. يصنعُ السيوفْ
11
يوجعُني أن أسمعَ الأنباءَ في الصباحْ
يوجعُني.. أن أسمعَ النُّباحْ..
12
ما دخلَ اليهودُ من حدودِنا
وإنما..
تسرّبوا كالنملِ.. من عيوبنا
13
خمسةُ آلافِ سنهْ..
ونحنُ في السردابْ
ذقوننا طويلةٌ
نقودنا مجهولةٌ
عيوننا مرافئُ الذبابْ
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تكسروا الأبوابْ
أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثوابْ
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تقرؤوا كتابْ..
أن تكتبوا كتابْ
أن تزرعوا الحروفَ، والرُّمانَ، والأعنابْ
أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ
فالناسُ يجهلونكم.. في خارجِ السردابْ
الناسُ يحسبونكم نوعاً من الذئابْ...
14
جلودُنا ميتةُ الإحساسْ
أرواحُنا تشكو منَ الإفلاسْ
أيامنا تدورُ بين الزارِ، والشطرنجِ، والنعاسْ
هل نحنُ "خيرُ أمةٍ قد أخرجت للناسْ" ؟...
15
كانَ بوسعِ نفطنا الدافقِ بالصحاري
أن يستحيلَ خنجراً..
من لهبٍ ونارِ..
لكنهُ..
واخجلةَ الأشرافِ من قريشٍ
وخجلةَ الأحرارِ من أوسٍ ومن نزارِ
يراقُ تحتَ أرجلِ الجواري...
16
نركضُ في الشوارعِ
نحملُ تحتَ إبطنا الحبالا..
نمارسُ السَحْلَ بلا تبصُّرٍ
نحطّمُ الزجاجَ والأقفالا..
نمدحُ كالضفادعِ
نشتمُ كالضفادعِ
نجعلُ من أقزامنا أبطالا..
نجعلُ من أشرافنا أنذالا..
نرتجلُ البطولةَ ارتجالا..
نقعدُ في الجوامعِ..
تنابلاً.. كُسالى
نشطرُ الأبياتَ، أو نؤلّفُ الأمثالا..
ونشحذُ النصرَ على عدوِّنا..
من عندهِ تعالى...
17
لو أحدٌ يمنحني الأمانْ..
لو كنتُ أستطيعُ أن أقابلَ السلطانْ
قلتُ لهُ: يا سيّدي السلطانْ
كلابكَ المفترساتُ مزّقت ردائي
ومخبروكَ دائماً ورائي..
عيونهم ورائي..
أنوفهم ورائي..
أقدامهم ورائي..
كالقدرِ المحتومِ، كالقضاءِ
يستجوبونَ زوجتي
ويكتبونَ عندهم..
أسماءَ أصدقائي..
يا حضرةَ السلطانْ
لأنني اقتربتُ من أسواركَ الصمَّاءِ
لأنني..
حاولتُ أن أكشفَ عن حزني.. وعن بلائي
ضُربتُ بالحذاءِ..
أرغمني جندُكَ أن آكُلَ من حذائي
يا سيّدي..
يا سيّدي السلطانْ
لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ
لأنَّ نصفَ شعبنا.. ليسَ لهُ لسانْ
ما قيمةُ الشعبِ الذي ليسَ لهُ لسانْ؟
لأنَّ نصفَ شعبنا..
محاصرٌ كالنملِ والجرذانْ..
في داخلِ الجدرانْ..
لو أحدٌ يمنحُني الأمانْ
من عسكرِ السلطانْ..
قُلتُ لهُ: لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ..
لأنكَ انفصلتَ عن قضيةِ الإنسانْ..
18
لو أننا لم ندفنِ الوحدةَ في الترابْ
لو لم نمزّقْ جسمَها الطَّريَّ بالحرابْ
لو بقيتْ في داخلِ العيونِ والأهدابْ
لما استباحتْ لحمَنا الكلابْ..
19
نريدُ جيلاً غاضباً..
نريدُ جيلاً يفلحُ الآفاقْ
وينكشُ التاريخَ من جذورهِ..
وينكشُ الفكرَ من الأعماقْ
نريدُ جيلاً قادماً..
مختلفَ الملامحْ..
لا يغفرُ الأخطاءَ.. لا يسامحْ..
لا ينحني..
لا يعرفُ النفاقْ..
نريدُ جيلاً..
رائداً..
عملاقْ..
20
يا أيُّها الأطفالْ..
من المحيطِ للخليجِ، أنتمُ سنابلُ الآمالْ
وأنتمُ الجيلُ الذي سيكسرُ الأغلالْ
ويقتلُ الأفيونَ في رؤوسنا..
ويقتلُ الخيالْ..
يا أيُها الأطفالُ أنتمْ –بعدُ- طيّبونْ
وطاهرونَ، كالندى والثلجِ، طاهرونْ
لا تقرؤوا عن جيلنا المهزومِ يا أطفالْ
فنحنُ خائبونْ..
ونحنُ، مثلَ قشرةِ البطيخِ، تافهونْ
ونحنُ منخورونَ.. منخورونَ.. كالنعالْ
لا تقرؤوا أخبارَنا
لا تقتفوا آثارنا
لا تقبلوا أفكارنا
فنحنُ جيلُ القيءِ، والزُّهريِّ، والسعالْ
ونحنُ جيلُ الدجْلِ، والرقصِ على الحبالْ
يا أيها الأطفالْ:
يا مطرَ الربيعِ.. يا سنابلَ الآمالْ
أنتمْ بذورُ الخصبِ في حياتنا العقيمهْ
وأنتمُ الجيلُ الذي سيهزمُ الهزيمهْ... |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - السبت 30 ديسمبر 2017, 12:00 pm | |
| أعوام سقطت سهوا خيري منصور
دأبت الصحافة العربية في مثل هذه الأيام من كل عام على رصد ما صدر من كتب وما دار من سجالات وحراكات ثقافية خلال عام مضى، وثمة الكثير من هذا الرصد يسقط سهوا، ليس بسبب وفرته وفائضه، بل لأن ما يطفو منه على السطح أضعاف الغاطس في محيط من الحبر. لكن نادرا ما كان هناك في المقابل تقليد مُضاد يتولاه الخيال وليس الذاكرة، بحيث يرصد غياب أنشطة وإبداعات تليق بهذه الدراما القومية، التي تلاشت فيها الهوامش بين العدل والاستبداد، وبين الحرية والاستعباد، ولم تعد هناك منطقة لمبو على غرار ما تخيله دانتي في كوميدياه الإلهية، بحيث أصبح التباطؤ في إبداء رأي بما يجري من دم ودمع تواطؤا، والحياد تأقلما ربويا مع واقع غاشم. وما أعنيه بالتأقلم الربوي هو إضافة نسبة من الخنوع والامتثال وهما بمثابة ربا سياسي وأخلاقي يتقاضاه شايلوك الثقافة المنزوعة النخاع، والداجنة في بيوت زجاجية، ما لم يصدر خلال السبع العجاف التي أتت على كثير من اليابس ولم يسلم منها قليل من الأخضر، هو الاستقراء المعمق لظواهر معقدة، تحالف فيها المكبوت النفسي والسياسي مع المكبوت الإثني، بحيث أضافت هذه الجغرافيا الجريحة والنازفة من كل تضاريسها إلى البوصلة جهة خامسة، وإلى الأسبوع يوما ثامنا، وأصبح لزاما على المثقف الذي ليس في فمه ماء أن يسمي الجاهل باسمه، حتى لو كان مدججا بجهل نووي، وأن يقول للغول عينك حمراء وللسلحفاة أنت قبر يسعى، ما لم يحدث خلال هذه الآونة، التي قد تستطيل وتتمدد لتصبح حقبة في التاريخ، هو عدم اكتشاف القابلة التي استبدلت الوليد فأصبح مجهول النسب، وهو أيضا عدم إسقاط القناع الربيعي الأخضر عن وجه خريفي شاحب، فالموجة عالية وعاتية، والطبل حجب أنين الناي، مثلما اختلط الأمر على العين الكليلة فلم تعد تدري ما إذا كان ما تراه غسقا أم شفقا. في الرصد التقليدي لثقافة عام مضى تذكر أسماء الراحلين بالمعنى العضوي للموت، لكن أسماء الاحياء الموتى الذين تأجل دفنهم، تبقى طيّ الكتمان لا النسيان، لهذا يبدو ما قاله الشاعر برتولد برخت ذات مذبحة وحين سال الدم في الشوارع كان بكل اللغات ولا يحتاج إلى ترجمة من الألمانية إلى العربية أو العبرية، وهو أين كان المثقفون والشعراء وما الذي كان يستغرقهم بعيدا عن ذلك الدم؟ إن ثقافة مصابة بالأنيميا الذهنية والارتهان لكل ما هو غريزي، ستكون مهمتها بالضرورة التسفيل لا التصعيد، وستفرز من شهود الزور أضعاف ما يمكن أن تفرزه من شهود الحق، لأنها عربة تجرها بغال الميديا إلى حيث لا تعلم. ما لم يحدث خلال عام مضى هو اجتراح كوة في هذه الآفاق التي سدّت، أو صيحة طفل في وجوه البالغين الحمقى الذين تنافسوا في وصف ثياب الإمبراطور، والحقيقة التي اكتشفها الطفل المعجزة، هي أن الامبراطور عار، وأن الفار الذي جازف بتعليق جرس في عنق القط نسي أن هناك ملايين القطط تتربص بالجحور وهي بلا أجراس. إن المسكوت عنه والمتواطأ عليه والساقط عمدا وليس سهوا خلال العام الذي مضى وما حبل به من مسوخ، هو بيت الداء وليس بيت القصيد، ما دام الثالوث المحظور يمارس نفوذه بكامل حريته وزواياه الحادة، قيض لها فقهاء لتدويرها، ثالوث الاستبداد والاستعباد والاستنقاع، هو مثلث برمودا الحقيقي والعضوي لا الفيزيائي، ابتلع عقولا وكفاءات ورؤى بدلا من الطائرات. إن انتظار إبداع أو ثقافة شاهدة وطليقة ومفارقة للسائد الداجن من واقع استنقع حتى طفت على سطحه الطحالب، هو اشبه بانتظار مُهر يولد من رحم عنزة، أو انتظار موسم العسل من الذباب الذي يرضع العفن من جيفة وليس من الرحيق. أليست مفارقة كبرى ونادرة أن يكتب الحطيئة شعرا حديثا عن حرب البسوس، وأن يتزوج داحس من الغبراء بعد أن سال دم القبائل حتى تجاوز الزبّى؟ كم نحن بحاجة إلى أعراف وتقاليد مضادة، نكتب من خلالها عن كل ما لم يكتب بعد وما لم يحدث بعد، وإلى أن نكتشف بأن للزجاجة نصفا ثالثا ولهذه الجغرافيا جهة خامسة، سنبقى نراوح مكاننا وننمو دائريا، بحيث نعود بعد كل جيل إلى أول السطر، فنحن أحوج إلى الكلام عما ينقصنا وليس عن الفائض المحفوظ عن ظهر قلب لدينا، بحيث أصبح قدرنا كتابة المكتوب وقراءة المقروء، ومن يضع ساقا في القرن التاسع عشر وساقا في القرن الواحد والعشرين، ويقرر المشي أو القفز، هو إما مجنون يهذي أو مهرج يستخف بعقول الناس، وربما لهذا السبب تحولت حداثوية الاتباعي إلى حفلة تنكرية، وظن الحطيئة أنه بارتداء ربطة العنق واستبدال الناقة بسيارة إنما يحرق قرونا ويقفز من ألفية إلى أخرى. أخيرا كانت وصية الشاعر لأحفاده أوصيكم بالمسألة، وكان يعني بها الكدية والتسول، وليس المسألة بالمعنى الشكسبيري الذي تتلخص فيه ثنائية الكينونة والعدم.
٭ كاتب أردني |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الأحد 31 ديسمبر 2017, 7:17 am | |
| هنري والخبر اليقين !! خيري منصور
قبل اكثر من اربعة عقود لم نصدّق ما قاله هنري كيسنجر عن ازدواجية الخطاب السياسي العربي، فما يقال وراء الكواليس ليس ما يردده الاعلام للاستهلاك المحلي واحيانا يكون العكس تماما، ومما قاله هنري ان فلسطين لم تكن اولوية في اي حوار كان طرفا فيه، وكان علينا ان نأخذ الحكمة ليس فقط من افواه المجانين بل من افواه الاعداء ايضا! وبالطبع كان هنري كيسنجر يهمس بآذان الساسة والجنرالات في اسرائيل، لهذا كانوا يواصلون استراتيجياتهم بعيدة المدى في التهويد بانتظار خريف قومي يتيح لهم الجهر بما كانوا يبطنون!. وحين لاحظ بعض المراقبين من العرب وغيرهم ايضا ان الحراكات التي عاشتها عدة اقطار عربية عام 1911 لم يكن لفلسطين فيها اي دور، كان محترفو التبرير والتزوير يردون عليهم قائلين ان فلسطين هي بوصلة هذه الحراكات، بل هي في الصميم من مفاعيلها، وبعد انقضاء السبع العجاف اتضح على نحو سافر ان ما جرى لم يكن لصالح فلسطين، بل هو بمثابة تمهيد للتهويد، واستكمال الوليمة السياسية التي يكون فيها الدم الفلسطيني الحساء، وكان اوسلو هو الذريعة التي اتاحت للنظام السياسي العربي ان يعلن براءته منها ويرفع شعار نرضى بما يرضى به الفلسطينيون، وكأن قضية بهذا الحجم وبكل حمولتها التاريخية هي مجرد خلاف على ارض متنازع عليها، وان المقدسات هي بيوت شخصية لأهل فلسطين يتصرفون بها متى يشاؤون. الان ندرك ان كيسنجر صدق حتى لو كذب على طريقة المنجمين، وان اربعة عقود من تهميش قضية طالما وصفت بأنها ام القضايا انتهت الى هذا المشهد الذي لم يتجرأ احد منا حتى الان على وصفه بما يستحق، واذا صحّ ان معرفة السبب تبطل العجب فإن لدى السيد هنري لا جهينة الخبر اليقين!. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الأحد 07 يناير 2018, 4:59 am | |
| حدود الترميز الوطني !! خيري منصور للترميز سواء تعلق بالأوطان والهويات وكل ما هو معنوي دوره ونفوذه إضافة الى ضرورته الوجدانية والتربوية، لكنه ما ان يتجاوز مساحته وحدوده حتى يهدد الفعل وينوب عنه، بحيث يتصور من يردد عبارة او يرسل رسالة عن موقف وطني انه قام بما عليه ان يقوم به، كأن يحرض ابناء الناس على العصيان والتمرد لكنه يخبىء ابناءه كي يضمن سلامتهم وقد سمعت حكاية ذات يوم عن فلسطيني قال فيها انه غامر بالذهاب من الكويت الى جنوب لبنان وتعرض لاخطار كثيرة، وكانت المفاجأة بالنسبة لي على الاقل ان كل تلك المغامرة كانت من اجل استعادة ابنه الذي التحق بالمقاومة! والآن بعد ان وقعت الفؤوس كلها في الرأس لم يعد لدينا من رفاهية الخيارات والتردد ما يبرر استمرار المجاملات والتواطؤ لهذا يجب التفريق بقوة بين مستويين للعمل الوطني، احدهما ميداني وفاعل وله ثمن، والاخر رمزي وتجريدي ومُعفى من اي ثمن. ولكي نصدق من يدعو شبابنا الى ممارسة دورهم التاريخ والوطني علينا ان نسأله عن ابنائه وهل هم في مخيمات الضفة وغزة ام في الولايات المتحدة وفي باريس ولندن والبورصات؟ ومن يريد من الآخرين ان يُسجنوا ويجوعوا وأخيرا يموتوا عليه ان يقدم لهم ولو عينة من ممارساته خصوصا اذا كان من الموسرين الذين لم يتذكروا في ذروة البذخ والسفاهة ابناء شهداء واسرى، والهوية بالنسبة اليهم اقرب الى الفولكلور او الحفلات الموسمية والاعراس! نعرف قيمة الترميز وفاعليته في الوجدان القومي، فالعلم الذي هو قطعة قماش يموت من اجله ملايين البشر لأنه يرمز الى الكرامة الوطنية والاستقلال، لكن مقابل الترميز هناك مساحة مهجورة هي مساحة الفعل والممارسة، وما يجري الآن في فلسطين ليس مجرد موجة او هبّة موسمية لأننا نقترب من ربع الساعة الذي يمتحن النوايا ويكشف المستور، وما كان متاحا من الرقص على حبال السيرك السياسي لم يعد متاحا الآن!! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خيري منصور أنا أو أنت !! - الأربعاء 10 يناير 2018, 9:02 am | |
| أعجب مديونية في التاريخ! خيري منصور
حين عشنا في مراهقتنا التجربة الاولى لانتخابات المجلس القروي، اوشكنا ان نصدق بأن النزاعات العائلية في قرانا هي بمستوى السجالات الايديولوجية والسياسية في الكونغرس، وكان بعض الناس يلتقطون مفردات من المذياع الخشبي، وكان الإعلام يتداولها عن ادبيات الحرب الباردة وثقافتها! لكن ما ان كبرنا وبدأنا ندرك الفارق بين الغدير والبحر، حتى اعدنا النظر بتلك الثقافة وكان لا بد لذلك من السفر والقراءة واكتشاف مساحات جديدة من التجارب والمعارف!. بعض الناس على ما يبدو يتوقفون عن النمو في مرحلة ما، قد تكون اشبه بطور العذراء في تطور الفراشة؛ لهذا لا يرون من كل هذا الكوكب وقاراته غير المشاهد الاولى التي مكثت في الذاكرة، وهذا يحدث ايضا لشبه مثقف يلفّق كتابا ولا يؤلفه؛ بحيث يتصور انه رابع ثالوث الفلسفة الاغريقي سقراط وافلاطون وارسطو، لهذا نصح احد المثقفين الفرنسيين ـ وهو ايضا اكاديمي مرموق ـ تلامذته قائلا لهم بعد ان يصدر احدكم كتابه الاول، عليه ان يذهب على الفور الى مكتبة عامة ليكتشف انه مجرد قطرة في محيط او زهرة في غابة، وبالتالي يصحو من غيبوبة الانتشاء بأنه اول من كتب! نعرف ان النسبية تتحكم بحياتنا ومعاييرنا؛ لكن هناك ثوابت وبديهيات لا تخضع للنسبية، فالماء مثلا مزيج من الاكسجين والهيدروجين وليس من حق احد ان يعلن اختلافه في الرأي حول هذه الحقيقة الفيزيائية ويحذف احد العنصرين او يضيف ثالثا ... ان مأساة التوقف عن النمو لا تقل في نتائجها الكارثية عن الجنون؛ لأن من يصاب بها لا يرى غير ما يريد رؤيته ولا يسمع غير صدى صوته، ولو قدّر له ان يشفى ويتعافى من هذا الشلل الذهني لوجد ان هناك مديونية هائلة من المعرفة بانتظار ان يُسددها اذا سمح له العمر بذلك!. |
|
| |
| خيري منصور أنا أو أنت !! - | |
|