[rtl]خمسة أسباب تمنع الأردن الدخول بحرب برية في سوريا[/rtl] [rtl]2/9/2015 12:29:00 PM[/rtl] عمّان- محمد كامل
بالتأكيد حظيت الدولة وجهاتها الرسمية بدعم غير مسبوق في الحرب على "الإرهاب" بعد قضية الطيار معاذ الكساسبة الذي أعدمه تنظيم الدولة حرقا بعد أن كان هنالك من يعارض انخراط الأردن في تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، وبخاصة الدخول في حرب برية سواء في العراق أو سوريا.
على ذلك فإن وتيرة الحديث عن محاولة القضاء على المجموعات المتشددة ومحاربتها في عقر دارها بدأت تزيد في الخطاب الرسمي وبتأييد شعبي بسبب التعاطف مع الطيار الذي كانت نهاية حياته مؤلمة وغير متوقعة.
المسألة أصبحت قرارا سياديا بتأكيد القوات المسلحة نفسها في مؤتمر صحفي كان يعلن فيه قائد سلاح الجو الملكي اللواء الركن الطيار منصور الجبور "إننا مصممون على مسح هذه العصابة الإرهابية حتى يتحقق الهدف الذي نسعى إليه"، وإن "الأيام القليلة المقبلة ستشهد تكثيفا في الطلعات الجوية لدك معاقل العصابة الإرهابية والقضاء عليها"، بعد أن كشف أن المقاتلات الأردنية دمرت خلال الأيام الثلاثة الماضية 56 هدفا لتنظيم الدولة، تضمنت مراكز تدريب ومستودعات أسلحة وذخائر ووقود وثكنات لهذا التنظيم الإرهابي.
ونقل ألن لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن التحالف يقوم بدعم العشائر العراقية الآن، وإن قوات التحالف تجهز 12 لواء عراقيا تدريبا وتسليحا، تمهيدا للحملة البرية.
بيد أن هنالك محاذير وأسبابا تمنع الأردن من الانخراط في حرب برية وتحديدا في سوريا التي يسيطر التنظيم على ما نسبته 40 في المائة منها، رغم إعلان منسق التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الجنرال جون ألن أن هجوما بريا سيبدأ قريبا ضد تنظيم "داعش"، تقوده قوات عربية عراقية بإسناد من دول التحالف، ألمح إلى أهمية وجود شريك في سوريا مثل الذي في العراق.
الأردن يمكن أن يكون الشريك في سوريا ما كشف عنه معلق شؤون الشرق الأوسط في القناة الثانية في التلفزيون "الإسرائيلي" إهود يعاري بإمكانية تسليح الثوار المعتدلين وتدريبهم في جنوب سوريا، إذ توفر هذه المنطقة مساحات للتدريب وعددا كبيرا من المقاتلين غير الإسلاميين، بالإضافة إلى المجموعات القبلية المسلحة في منطقة اللجاة، بحسب يعاري.
"ومن الناحية العسكرية، قد تستطيع جماعات الثوار المعتدلة ربط مدينة درعا على الحدود الأردنية مع القنيطرة على الحدود الإسرائيلية عبر السيطرة على الطريق السريع الرئيسي الجنوبي المؤدي إلى دمشق، وإذا تمّت دراسة هذا "الخيار الجنوبي" بشكل جدّي، من المهم جداً الحصول على مساعدة الأردن".
لكن تبقى المخاطر قائمة ويمكن تلخيصها في خمسة أسباب:
السيادة السورية: الملك عبد الله الثاني أكد أكثر من مرة وفي اجتماعات عدة مغلقة ومفتوحة تأييده للحل السلمي في سوريا في إشارة إلى عدم التدخل في السيادة السورية وهو قرار معلن منذ بداية الحملة على "الإرهاب".
جدوى القصف الجوي: الأردن يمكن أن يكتفي بالقصف الجوي وتكثيف الغارات في المرحلة المقبلة وهو ما أكدته القوات المسلحة في المؤتمر الصحفي، وإن كان هنالك حاجة لدعم في السلاح أو العتاد فإن الإمارات أرسلت إلى إحدى قواعد سلاح الجو الملكي الاردني سرب من الطائرات المقاتلة "ف 16 " ويمكن أن تحذو حذوها دول أخرى.
لا يوجد شريك: منسق التحالف ألن وردا على سؤال قال "لدينا شريك في العراق وليس لدينا شريك في سوريا في حربنا على الإرهاب"، ونفى أن يكون هناك تغيير في إستراتيجية التحالف، أي أن عدم وجود شريك على الأرض مثل العشائر العراقية التي لديها صلات وثيقة مع الأردن سيجعل من المهمة مستحيلة.
العمليات النوعية: الأردن يمكن أن يخوض عمليات نوعية وقصيرة المدى باستهداف قيادات في تنظيم الدولة وكان له تجربة ناجحة عندما لعب دورًا رئيسًا في مساعدة المخابرات الأمريكية في مطاردة وقتل أبي مصعب الزرقاوي، الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق، وفقا لمسؤولين أمريكيين وأردنيين سابقين أكدوا أنه ينظر إلى المخابرات الأردنية بأنها الأكثر كفاءة والأقرب إلى منظمات الاستخبارات الأميركية.
خسائر متوقعة "غير شعبية": إذا تعرضت القوات الأردنية إلى مكروه أو خسائر غير متوقعة فإن ذلك يمكن أن يفتح الباب مجددا على جدل حول فيما إذا كانت هذه الحرب حربنا، أم أنها ليست كذلك، وهو آخر ما ترغب بسماعه الجهات الرسمية بعد أن قررت فتح حرب يمكن أن تمتد لسنوات في حملة عرفتها بأنها ضد "الإرهاب".
(البوصلة)