جيش "الطريقة النقشبندية".. "الرقم المبهم في العراق"
مدخل
عاد جيش رجال الطريقة النقشبندية إلى تصدر المشهد العراقي مع سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" داعش" على أجزاء كبيرة من المناطق ذات الأغلبية السنية في العراق وخاصة محافظتي نينوي وصلاح الدين، فقدت تناولت وسائل الإعلام تقارير عدة عن وقوع اشتباكات بين رجال الطريقة النقشبندية وتنظيم "داعش" بعد مطالبة داعش لعناصر النقشبندية بتسليم أسلحتهم، والانضمام تحت لوائها؛ مما أدى لمقتل 8 عناصر من "داعش" و9 من النقشبنديين خلال تلك الاشتباكات.
حركة صوفية مقاومة
جيش رجال الطريقة النقشبندية، جماعة صوفية يقودها عزة إبراهيم الدوري الذي كان نائبا للرئيس السابق صدام حسين، نشطت بقوة في كركوك (شمال العراق) وتكريت معقل الرئيس الراحل صدام حسين، بالإضافة إلى ديالي وصلاح الدين.
والنقشبندية طريقة من الطرق الصوفية، سميت بذلك نسبة للشيخ محمد بهاء الدين النقشبندي المتوفى سنة (791هـ) سمي بـ(النقشبندي)؛ لأن لفظ الجلالة، كان وردًا له يردده في قلبه، ثم أصبح لا يفارق قلبه أبدا، فكأنه نقش على قلبه، ومعلوم أن (بند) تعني القلب في لغته غير العربية، فأصبح لفظ (نقشبندي) تعني النقش على القلب.
واتبع جيش النقشبندية منهجا أكثر تنظيماً ودقة في تمرده لمواجهة الاحتلال الأمريكيين وتقويض الحكومة في بغداد، وسط تكهن الكثيرين حول دور البعثيين السابقين في مثل تلك الشبكات، لا سيما تأثير "جيش رجال الطريقة النقشبندية" وقائدها ونائب الرئيس السابق لـ "مجلس قيادة الثورة" البعثية ورفيق الرئيس العراقي السابق صدام حسين عزت إبراهيم الدوري. وهذا النوع من التنبؤات ليس مجرد هذيان من السياسيين الشيعة الذين يسعون إلى تدعيم مؤهلاتهم المناهضة للبعثيين: فهناك مناقشات جدية داخل مجتمع المخابرات الأمريكي بشأن الدور المحتمل الذي قد يلعبه البعثيون السابقون في مستقبل السياسات العراقية- وعلى المدى القريب، تأثير الأفراد من استخبارات النظام السابق والعسكريين على تمرد السنة.
إن "جيش رجال الطريقة النقشبندية" هو حركة تمردية غامضة تشكلت في أواخر عام 2006 في المناطق التي شملت "المثلث الأمني الرئاسي" من عهد صدام، المحاط بالتاجي وبيجي وكركوك. وتشمل هذه المنطقة مسارح التمرد الرئيسية في العراق: "وادي نهر ديالي"، و"وادي نهر دجلة" وبحيرة حمرين وجبال حمرين، إلى جانب مناطق دعم المتمردين بين الموصل والشرقاط وكركوك. وتكريت هي إحدى قواعد القوة الرئيسية لـ "جيش رجال الطريقة النقشبندية".
تتألف من عرب وأكراد وتركمان ويتمتعون بدعم شعبي ويرفضون الدعم الخارجي ويعارضون استهداف المدنيين. وتندرج الجماعة ضمن إطار تحالف الأربعين فصيل مُسلح في جبهة "القيادة العليا للجهاد والتحرير"، والذي تأسس عام 2007 بزعامة عزة إبراهيم الدوري، الذي شارك في ثورة العشائر التي أطاحت بالمحافظات العراقية السنية سنة 2014.
منهج جيش الطريقة النقشبندية
جيش النقشبندية لم يكن معترفاً به على نطاق واسع أثناء السنوات الأولى من التمرد في 2003 إلى 2005.. لكن كانت هناك إشارات صغيرة عن استخدام الهوية النقشبندية كمبدأ تعبوي.. بدأت في الظهور عام 2005 عندما ظهرت كتائب تمرد في محافظتي الموصل وكركوك حاملة اسم الشيخ عبد القادر الكيلاني، مؤسس الطريقة القادرية في الصوفية المرتبطة بالنقشبندية.
منهج جيش النقشبندية على الآتي:
- الجهاد منطلق شرعي؛ إذ الجهاد من الواجبات الدينية وهو فرض عين بل وفرض الوقت المتقدم للعراقيين، لمواجه قوى الاحتلال للعراق.
- هدف العمليات العسكرية لجيش رجال النقشبندية قوات الاحتلال الأمريكي.
- لا يستهدف أي عراقي على اختلاف قومياته وأديانه ومذاهبه إلا من يقدم نفسه أمام جند الكفر في سوح الوغى ليعتدي على العراقيين ويحمي بصدره صدر سيده الكافر، أو في حال الدفاع عن النفس فهذا حق نحتفظ به.
- لا يكفر أي مسلم من أهل القبلة (أهل لا اله إلا الله) إلا وفق الثوابت الشرعية من الكتاب والسنة وإجماع المسلمين (أي إذا كفر كفرا بواحا)، وليس بالشبهات والأهواء وما اختُلِف فيه.
- تتعاون مع أي الفصائل المقاتلة (الجهادية) طالما أن جميع البنادق توجه إلى صدور الأعداء، وطالما تمسكت هذه الفصائل بالثوابت الشرعية والأجندة الوطنية.
- الاعتماد على الإمكانيات الذاتية والموارد الشخصية في تأمين متطلبات العمل القتالي (الجهادي)، إضافة إلى ما يمكن الحصول عليه من دعم "المسلمين والمؤمنين الصادقين" بما لا يتعارض مع الثوابت الشرعية والوطنية.
- اعتماد مبدأ الكتمان والسرية في تخطيط وتنفيذ العمليات القتالية، مع توثيقها تحريريا.
- عدم جواز التعامل مع المحتل سواء بالوظيفة أو البيع أو الشراء بصورة مباشرة أو غير مباشرة؛ لكون ذلك يدخل في باب إعانة الكافر المحتل وتحسين صورته القبيحة في أعين الناس.
- عدم الانخراط في لعبة العملية السياسية؛ لكونها باطلة شرعا وقانونا في ظل الاحتلال، ولا يجوز إجراء أي حوار أو لقاء أو مهادنة أو مفاوضة مع المحتل إلا من قبل السلطان الشرعي أو من يخوله.
- مواصل المعارك من أجل وحدة العراق أرضاً وشعباً؛ من أجل الحفاظ على هويته العربية والإسلامية، ورفض أي مشروع يهدف وينال من وحدة الأراضي العراقية، سواء منها الفدرالية أو غيرها من المسميات الأخرى التي تهدف لتقسيم بلاد الرافدين.
- القتال حتي تحرير آخر شبر من أرض العراق وإعادته إلى أهله وأمّته العربية.
يتخذ هذا الجيش كنماذج جهادية، ثورة السنوسيين في ليبيا، ورمزها الشيخ عمر المختار، وثورة الأمير عبد القادر الجزائري الحسني في الجزائر- شيخ الطريقة القادرية- ضد الفرنسيين وما تبعها من ثورات متتالية قام بها أتباع الطريقة القادرية من بعد نفيه إلى الشام، وأيضاً أحمد عرابي باشا الثائر المصري على الإنجليز، كان صوفيا على الطريقة اليافعية، وهناك مثال آخر هو الإمام شامل النقشبندي في داغستان والشيشان الذي ثار ضد روسيا القيصرية.
تأسيس جيش رجال الطريقة النقشبندية
بعد الاحتلال وفي الأسبوع الأول منه (الأسبوع الثالث من شهر أبريل عام 2003 ) اجتمع من رجال الطريقة كبارهم ووجهاؤهم من علماء الدين ومن العسكريين ومن الاختصاصات المختلفة الأخرى لمواجهة الاحتلال الأمريكي، وذلك بإحدى المناطق السنية بالعراق، وبعدها بأربع سنوات كان تشكيل الجيش بشكله الحالي والذي أدخلت عليه تعديلات عدة مع اتساع نفوذه وقوته.
عقب تنفيذ حكم الإعدام في الرئيس العراقي السابق صدام حسين في نهايات 2006 باسابيع قليلة برز تنظيم "جيش رجال الطريقة النقشبندية"، وتررد ان عزة إبراهيم الدوري الرجل الثاني إبان حكم صدام حسين والأمين العام الحالي لحزب البعث العربي الاشتراكي (قطر العراق)هو محرك وقائد هذا التنظيم، ويذهب بعض المراقبين إلى حد اعتبار التنظيم "ذراعا عسكريا لحزب البعث العراقي"، وينشط في محافظة ديالي ومناطق جنوب غرب كركوك ومحافظتي نينوي وصلاح الدين، شمال غرب العراق. ومن عام 2006 فصاعداً تعاقدت حركة "جيش رجال الطريقة النقشبندية" مع خدمات الكثير من الجماعات السنية المتمردة.
يقود حاليا الجيش عزة إبراهيم الدوري وكنيته الشيخ النقشبندي، والشيخ عبد الله مصطفى النقشبندي قائد، عبد الله إبراهيم محمد الجبوري مقاتل بارز، محمد أحمد سالم قائد، واثق علوان الأميري المنسق الإعلامي، عبد الماجد الحديثي ومهند محمد عبد الجبار الراوي.
وجيش رجال الطريقة النقشبندية هم الجناح العسكري، ويتكون بصورة رئيسية من البعثيين وضباط الجيش السابق، لكن الجماعة ترفض التفجيرات الانتحارية وتدين في بياناتها الهجمات ضد المدنيين وقوات الأمن العراقية، وتقول إن هدف عملياتها العسكرية هو مقاومة (الكافر المحتل- أفراداً وآلياتٍ ومعداتٍ وتجهيزاتٍ- أينما وجد على أرض العراق وفي سمائه وفي أي وقت)، مستخدمة في ذلك الهجمات بالعبوات الناسفة والقنابل الكبيرة. وكشفت قوات التحالف ليلة 27 سبتمبر 2011 مكان تدريب الجماعة النقشبندية الواقع في حدود ناحية تازة جنوب كركوك.
وقد كشف تقرير لمركز مكافحة الإرهاب في "ويست بوينت" في الولايات المتحدة الأمريكية عن أن الجماعة المسلحة استغلت مخاوف السنة من هيمنة الشيعة والانفصال الكردي لضم أكثر من 5 آلاف عنصر في الجماعة. كما أكد التقرير أن الجماعة ركزت على استخدام الإسلام السني كأداة تجنيد، ولتعزيز الوحدة بين الميليشيات، ويصدر عن الجيش مجلة تحت اسم (مجلة النقشبندية)، وله أيضاً موقع إلكتروني رسمي على شبكة الإنترنت يحمل اسمه.
هيكلة الجيش
يعتبر جيش رجال الطريقة النقشبندية تنظيما هرميا كلاسيكيا من الناحية العسكرية، بالرغم من اعتماده تكتيك "حرب العصابات" في القتال، ويتكون هيكله التنظيمي من هيئة شرعية تراقب عمل التنظيم من الناحية الشرعية، وهيئة أركان عامة تقود العمل العسكري يتزعمها "أمير الجيش" وتتألف من مجاميع وسرايا قتالية ومختصة بحسب أنواع الأسلحة، وهيئة إعلامية تقوم بتوثيق ونشر عمليات التنظيم العسكرية ونشر البيانات الصحافية وإدارة الموقع الإلكتروني للجماعة.
وتشير التقديرات غير الرسمية إلى أن الجماعة تضم ما يقرب من 5 آلاف شخص،
في السنوات الأولى من نشاطه بدأ جيش النقشبندية في شكل "مجاميع جهادية قتالية صغيرة (من 7 إلى 10مجاهدين)، ولكل مجموعة أميرها الميداني من أهل المنطقة وكل المجاميع في المنطقة يكون لها أميرـ وكل أمراء المناطق في كل محافظه لهم (أمير المحافظة)، وكافة أمراء المحافظات يرتبطون روحيا وعسكريا بأمير الجهاد العام وهو شيخ الطريقة النقشبندية المحمدية، الذي يعمل بإمرته مجلس قيادة العمليات، والذي يضم عددا من المجاهدين من ذوي الخبرة والاختصاص، كقادة ميدانيين لقواطع العمليات وكمستشارين عسكريين لإعداد الخطط والتدريب والتطوير والمتابعة".
يمتلك جيش الطريقة النقشبندية الكثير من الدبابات والصواريخ والسيارات المصفحة والسيارات الرباعية الدفع والأسلحة المتنوعة التي حصلت عليها من الجيش العراقي. وقادة عملياته الميدانية هم من ضباط الجيش العراقي السابق، ويملكون خبرة كبيرة في القتال والمناورة، وهو ما أسهم في طردهم للجيش العراقي واحتلال الموصل وصلاح الدين في يومين.
وبحسب قادة التنظيم فقد "بدأ كتنظيم روحي عقائدي إسلامي قبل الاحتلال، وما إن احتل البلد حتى تحول عملهم ونظامهم الروحي العبادي إلى نظام روحي عسكري جهادي، الغاية منه نصرة الدين وتحرير البلد".
نفذت المجاميع الجهادية نهجا قتاليا اعتمد مبدأ خوض حروب المدن والمعارك غير النظامية وتنفيذ عمليات كر وفر سريعة وخاطفة باستخدام الأسلحة الخفيفة والرشاشات المتوسطة والقناصات وقاذفات م/دب قصيرة المدى ( آر بي جي 7) والعبوات تجاه قوات العدو في معسكراته ودورياته الراجلة واليات ودبابات ودروع العدو أثناء تنقلها.
يتكون جيش النقشبندية من العسكريين من منتسبي الجيش العراقي في عهد صدام حسين، ومنهم الكثيرون من ذوي الرتب الرفيعة والشهادات العليا (الدكتوراه والماجستير) وفي مختلف الاختصاصات، فيهم الكثيرون من ذوي الاختصاصات الفنية والمهنية والحرفية من المدنيين والعسكريين.
وتحولت كل مجموعة صغيرة قاتلية إلى وحدة فرعية، وأصبح بالإمكان تنفيذ عمليات نوعية كبيرة بمستوى اللواء ضمن القاطع حيث تكامل الوحدات من حيث الأسلحة والأعداد يؤهلها للقيام بمثل هذه الواجبات وفق خطط تعبوية يتم إعدادها وتطويرها من قبل الآمرين وهيئات ركن الألوية.
وأصبح بالإمكان القيام بمناورات عسكرية ولمستوى الفرقة لحشد القطعات في أي قاطع للإسناد أو القيام بعمل مشترك ضمن قاطع آخر وفق خطط عملياتية يتم إعدادها وتطويرها من قبل هيئة ركن قيادة الجيش، بما يزيد من إمكانية تنفيذ عمليات جهادية كبيرة لمواجهة وإحباط خطط العدو لحشد قواته المهزومة للقيام بعمليات عسكرية، وطبقا لمقتضيات التخطيط السوقي لقيادة الجيش لإدارة العمل الجهادي.
اعتماد دراسات وخطط سوقية تعد من قبل هيئات الركن في مقر قيادة الجيش يجري تحديثها وتطويرها باستمرار في ضوء المتغيرات ومتطلبات العمل في كل مرحلة.
كما تم تشكيل مجاميع إطلاق هاونات (باختلاف أحجامها) ومجاميع إطلاق صواريخ أرض- أرض متخصصة تأخذ بكافة الأسباب التي يراها أهل الاختصاص واجبة للاستخدام السلاح الصاروخي من تدريب راقٍ ومعدات إطلاق دقيقةٍ لدك مقرات قوات الاحتلال الأمريكي.
كما شكل جيش النقشبندية التنظيمات التي تحقق الموازنة بين تنظيم تشكيلات الجيش النظامي والإمكانيات المتيسرة والواجبات المحتملة، وقد تم اعتماد تنظيم مقر قيادة جيش رجال الطريقة النقشبندية (حاليا بمستوى مقر فيلق عراقي)، وترتبط به آمريات قواطع عمليات في المحافظات وفي كل قاطع عمليات ترتبط عدة ألوية على غرار ألويه الجيش العراقي الباسل.
أهم قطاعات الجيش
هناك العديد من قطاعات الجيش النقشبندي بمختلف المحافظات، وخاصة ذات الغالبية السنية، ويأتي في مقدمتها قطاع شمال نينوي، قطاع جنوب نينوي، قطاع شمال الأنبار، قطاع شرق ديالي، قطاع جنوب ديالي، قطاع غرب التأميم، قطاع شرق بغداد، قطاع شرق صلاح الدين، وقطاع جنوب بغداد، وغيرها من قطاعات الجيش التي تقوم بالعديد من العمليات ضد رجال النظام الحاكم في العراق.
يتواجد جيش رجال الطريقة النقشبندية و"القيادة العليا للجهاد والتحرير" بأغلب المناطق السنية، بالحاجة إلى الوحدة بين الحركات السنية المتمردة. ففي يونيو عام 2009، صدر بيان يحتفي بانسحاب القوات الأمريكية من مدن العراق، شدد فيه عزت إبراهيم الدوري على هدف "وحدة المقاومة على أرض المعركة". وتقول حركة "جيش رجال الطريقة النقشبندية" إنها ستكون مستعدة للتفاوض على وقف إطلاق النار مع حكومة العراق والولايات المتحدة لكن فقط حالما يتم إرجاع الكثير من التغييرات التي طرأت في العراق منذ عام 2003 إلى طبيعتها ومنها الهدف المعلن بعيد المنال وهو عودة أكثر من 600,000 من أفراد الأمن لمراتبهم السابقة ونقض الاعتراف بجميع الأجهزة والقوانين الحكومية التي أُدخلت منذ بدء الاحتلال.
ومنذ البداية، يبدو أن حركة "جيش رجال الطريقة النقشبندية" قد صممت رسالتها الإستراتيجية ونشاطها العملياتي؛ ليكونا ذا جاذبية للسكان داخل مناطق عملياتها. ومع إشارة مهمة للقيم الإسلامية، ركزت منتجات الفيديو لحركة "جيش رجال الطريقة النقشبندية" وبصورة مستمرة- على قلق عموم السنة، مثل الخوف من حكومة شيعية في بغداد واقعة تحت نفوذ إيراني، ومخاوف من أنشطة كردية في المناطق المتنازع عليها (التي تطلق عليها حركة «جيش رجال الطريقة النقشبندية» "الأراضي المحتلة") والسخط العام ضد الفوضى والفساد الظاهر منذ نهاية حكم البعث.
عمليات جيش رجال الطريقة النقشبندية
تدل تكتيكات "جيش رجال الطريقة النقشبندية" وهيكله المحكم بشكل كبير- على أن البعثيين وأفراد الجيش والاستخبارات من عهد صدام هم من يديرون الحركة. ويصف أفراد الاستخبارات العسكرية الأمريكية "جيش رجال الطريقة النقشبندية" بأنه منظمة منضبطة تركز على انتقاء الأفراد المتميزين والتدريب والأمن العملياتي.
لقد أحدث "جيش رجال الطريقة النقشبندية" نهضة في نوعية هجمات المتمردين في مناطق مثل كركوك والحويجة وعبر أنحاء "وادي نهر دجلة"، رغم أنه يفترض بأن الحركة نشطة في جميع أنحاء البلاد؛ مما يشير بصورة متزايدة إلى استغلالها للشبكات البعثية.
فقد قام التنظيم بتبني العشرات من العمليات العسكرية ضد القوات الأمريكية قبل الانسحاب عام 2011 أبرزها:
1- استهداف مقر القوات الأمريكية في مبنى وزارة النفط وفندقي فلسطين ميريديان وعشتار والسفارة الإيطالية براجمات صواريخ.
2- عملية ضرب 100 هدف في بغداد بتوقيت واحد في ديسمبر 2003.
3- كما سبق للجماعة أن أعلنت مسئوليتها عن هجمات طالت قوات الأمن التابعة لحكومة المالكي.
4- قصف مؤتمر صحافي عقده رئيس الحكومة العراقي نوري المالكي والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في بغداد العام 2011.
5- تنفيذ المئات من العمليات القتالية ضد الاحتلال الأمريكي في العراق عام 2004.
6- زرع مئات من العبوات الناسفة بالعراق، فقد تم استهداف أرتال العدو في منطقة المدخل الشرقي لبغداد، والمنطقة السياحية، ومعسكرات الجيش الأمريكي في المزرعة بـ50 صاروخ كاتيوشا على المعسكر.
7- شن جيش رجال الطريقة النقشبندية هجوما مباغتا وشرسا في 24 أكتوبر 2014 بمحافظة نينوي على "قيادة عمليات نينوي". ولاذ بالفرار الكثير من عناصر تلك القوات؛ تاركين ورائهم "شرفهم العسكري: السلاح". وكذلك بزاتهم بمراتبها ورتبها، مختبئين باللباس المدني خشية المطارة من أشاوس المقاومة، متوارين هاربين بعيداً عن الأنظار، وهزت أصوات الانفجارات مدينة الموصل؛ مما دفع بأعداد كبيرة أخرى من العسكريين في مناطق "الجوسق" و"المستشفى" وغيرها إلى الهروب الفوري من ثكناتهم. كما تم تحرير عدداً لا بأس به من سجن الموصل.
ويأتي ضمن سلسلة الهجمات المتواصلة التي ينفذها جيش رجال الطريقة النقشبندية منذ "مجزرة الحويجة" في 21 أبريل 2013 وما تلاها من مجازر وجرائم في محافظات ديالي والأنبار ونينوي وبغداد.
واتهم جيش النقشبندية العناصر الميليشية المنضوية في قطاعات الجيش والشرطة الاتحادية، علاوة على قوات "سوات" هي التي ترتكب تلك المجازر الطائفية بحق أبناء العراق في المحافظات السنية؛ لذا أعلن الجيش النقشبندي وغيره من فصائل المقاومة الوطنية المسلحة- بأن تلك العناصر الميليشية المدمجة قد أصبحت أهدافاً مشروعة لكمائنهم وضرباتهم.
العلاقة مع " داعش" من التفاهم إلى الصدام:
أولا: مرحلة التفاهم
يبدو أن "جيش رجال الطريقة النقشبندية" يحافظ على علاقات جيدة مع "دولة العراق الإسلامية" وغيرها من الجماعات الإرهابية السلفية، باعتماده على مؤهلات الدوري الإسلامية، بما في ذلك حملته التي تعرف بـ "العودة إلى الإيمان" التي ظهرت خلال العقد الأخير من حكم البعث. وفي بعض الحالات، أدى ذلك إلى قيام "جيش رجال الطريقة النقشبندية" بشن هجمات نيابة عن "دولة العراق الإسلامية" أو السماح لـ "دولة العراق الإسلامية" بأن تحظى بنصيب الأسد من الإشادة نظير إسهاماتها (التي تكون عادة أموالاً أو مهاجمين انتحاريين)، وقد قام "جيش رجال الطريقة النقشبندية" بتسهيل حركة مقاتلي "داعش".
وفي الأشهر الأخيرة، بدا أن "جيش رجال الطريقة النقشبندية" قد لعب دوراً أكثر حزماً في العلاقة، وربما استغل ليس فقط وفاة كبار قادة "داعش"، وهما أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري، وإنما أيضاً إلقاء القبض في 3 مايو على "أبو عبد الله الشافعي"، زعيم جماعة أنصار الإسلام وقائد حركات التمرد الأطول خدمة في العراق، باستثناء الدوري نفسه.
واستخدم "جيش رجال الطريقة النقشبندية" حركة "داعش" كمقاول من الباطن، حيث يستغل قدرتها على تنفيذ هجمات انتحارية؛ من أجل شن حملة من الهجمات بالسيارات المفخخة ضد الخصوم السياسيين لعشيرة الدوري وضد قواعد "الأمن العراقية" في قاعدة الحركة في "وادي نهر دجلة". أما في مناطق "جيش رجال الطريقة النقشبندية"، فإن المقاتلين المتشددين الإسلاميين هم أكثر اندماجاً مع قوات المقاومة المناهضة للأكراد والأمريكان.
ثانيا: مرحلة الصدام
هذه العلاقة لم تستمر طويلا حيث وقعت اشتباكات بين تنظيمي "داعش" الجهادي و"جيش رجال الطريقة النقشبندية"، في الحويجة غرب كركوك، أدت إلى مقتل 17 مسلحا؛ وذلك إثر رفض عناصر "النقشبندية" تسليم أسلحتهم إلى تنظيم "داعش" الذي أصدر تعليمات بهذا الخصوص، وفرض على الجماعات المسلحة الأخرى مبايعته.
وأضاف المصدر أن "8 من عناصر داعش، و9 من عناصر النقشبندية قتلوا، خلال الاشتباكات التي حصلت بين الطرفين، في منطقة طار البغل، التابع لقضاء الحويجة غرب كركوك".
ووقعت الاشتباكات بعدما أحكم تنظيم داعش، المجموعة الجهادية المتطرفة الأقوى في العراق وسوريا، سيطرته بشكل تام وكامل على مناطق الحويجة، ونواحي الزاب والرياض والرشاد والعباسي والملتقى، ومناطق أخرى في قرية بشير وملا عبد الله، وجميعها تقع غرب وجنوب كركوك.
وقد همش التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة من شمال العراق- وحصل على مساندة التنظيمات البعثية و"النقشبندية" في بداية هجومه الكاسح- الجماعات المسلحة الأخرى؛ مما ولد سخطاً لديهم، بحسب المصدر الأمني.
ودخلت العلاقة بين الطرفين عقب هذه الاشتباكات مرحلة الصراع، وربما تصل إلى مرحلة العدواة، إذا لم تحدث أية تفاهمات بين الجانبين.
تمويل جيش النقشبندية
عزة الدوري مع شيخ الطريقة النقشبندية في الموصل
معظم المحللين يتفقون على أن "الحركة" ممولة تمويلاً جيداً نسبياً مقارنة بمعظم جماعات التمرد العراقية، واختلفت نظرتهم إلى مصادر التمويل كالتالي:
* التنظيم يستقي تمويله أساساً من خلال توزيع الأموال وفقاً للنموذج التنازلي من الأعلى إلى الأدنى.
* وربما يكون ابتزاز العقود والمشاريع التجارية على نطاق أكبر مصدراً [لهذا التمويل].
* ويبدو أن "الحركة" تستفيد من ضخ السيولة النقدية من جانب رموز قبلية رئيسية في العراق.
* كما أن شتات نظام صدام حسين يعتبر مصدراً إضافياً للعوائد وخاصة ضباط "الحرس الجمهوري" السابقين في الأردن، وعلى مستوى أقل من سوريا واليمن.
* كما أن الحملة الإعلامية النشطة لحركة "جيش رجال الطريقة النقشبندية" واستخدامها للأفكار الإسلامية قد سمح لـ "الحركة" بالاستحواذ على نصيب كبير من شريحة أكبر- وإن كانت تتراجع- من الإسهامات الخارجية، من "الجهاديين النظريين" في دول الخليج، الآتية إلى العراق.
- بعض مصادر تمويل جيش رجال الطريقة النقشبندية يأتي أن أجهزة المخابرات العربية وأبرزها "دائرة المخابرات العامة الأردنية" ربما تقوم برعاية روابط طويلة الأمد مع حركة "جيش رجال الطريقة النقشبندية" بغرض مواجهة النفوذ الإيراني في العراق.
من اعتصام الأنبار لمعركة الموصل
عقد عزة الدوري منذ أيام اجتماعا سريا للقيادة العليا للجهاد والتحرير حول سبل التعامل مع حكومة نوري المالكي، خاصة بعدما التقى الدوري بعض زعماء العشائر السنية في المحافظات التي تشهد احتجاجات مناهضة للمالكي "الشيعي".
غير أن ثمة خلافات حادة وقعت بين عزة الدوري والجناح العسكري لجيش رجال الطريقة النقشبندية، وهي أحد التشكيلات العسكرية التي تنضوي تحت لواء القيادة العليا للجهاد والتحرير.
فالجناح العسكري لجيش رجال الطريقة النقشبندية وعد بكفاح مسلح في وجه القوات العراقية التي تنوي استعمال القوى المسلحة ضد معتصمي الحويجة وكركوك والموصل والأنبار وباقي المناطق التي ترفض المالكي، ولكن الدوري رفض ذلك الآن متعللا برفض مماثل من قبل العشائر السنية التي التقاها، معتبرا أنه لم يتحين الوقت لذلك.
وقد انتهى الاجتماع السري بقيادة الدروي إلى وعد من قبل "جيش الطريقة النقشبندية" بإعلان خوض معارك مسلحة واسعة في وجه المالكي في شمال بغداد حتى الحويجة وكركوك..
وهو ما أجبر القوات العراقية إلى ضرب طوق أمني حول المعتصمين تحسبا لأية طارئ، كما قامت عناصر من الجيش العراقي، بأوامر مباشرة من المالكي بتنفيذ حملة اعتقالات واسعة بحق أبناء عشائرية في المحافظات المحتجة تربطها صلات بالقيادات الملتفة حول الدوري..
كما قامت السلطات العراقية بحيلة بعدما أشاعت قبل أيام أنها اعتقلت الدوري لإجباره على القيام بمحاولة الظهور لنفي ذلك؛ من أجل تحديد مكانه واعتقاله.
كشفت المعارك لدائرة الآن في العراق وخاصة في السن عن دور قوي لرجال الطريقة النقشبندية في إلحاق هزيمة بالجيش النظامي، رغم نسب الأمر إلى تنظيم "داعش".
يقول أبو ضياء أحد قادة الجيش: إن "معركة نينوي وسيطرة التنظيمات المسلحة عليها تأخرت ما يقارب تسعة شهور، إذ كانت ساعة الصفر لها يوم (5 أكتوبر 2013)، أي قبل عيد الأضحى الماضي بعشرة أيام، إلا أن الخلافات حول إستراتيجية إدارة المدينة (ورايتها) كانت سببا أساسيا بتأخر تلك المعركة".
وأضاف: إن "المعركة لم تكن بتنفيذ تنظيم داعش وحده، حيث اشتركت العديد من الفصائل (الإسلامية والوطنية) السنية فيها، مثل (رجال الطريقة النقشبندية، وأنصار السنة، وكتائب المصطفى، وبعض من قيادات الجيش الإسلامي في العراق، وكتائب الفاتحين، وجيش المجاهدين)، فضلاً عن تعاون عدد من شيوخ العشائر وعناصر حزب العودة وضباط من الجيش السابق وعناصر مدنية داخل دوائر الدولة".
القائد
عزة إبراهيم الدوري
عزة إبراهيم الدوري، من مواليد 1 يوليو 1942 ينتمي إلى عشيرة المواشط في مدينة الدور، وهي عشيرة عريقة يرجع نسبها إلى معاوية بن أبي سفيان وسميت العشيرة بالمواشط نسبة إلى الشيخ محمد المشط.
نشأ عزة إبراهيم الدوري في قضاء الدور في محافظة صلاح الدين. تربى تربية دينية ذات نزعة صوفية. دخل المدرسة وأتم التعليم الثانوي وانخرط في صفوف حزب البعث، وسرعان ما اشتهر وبرز في الحزب حتى أصبح عضوًا في القيادة القطرية للحزب.
تزوج عزة الدوري من خمس نساء، وله من الأبناء 11 ابنًا و13 بنتا. البكر أحمد، إبراهيم، علي، ومن النساء، الكبيرة هوازن، عبلة، حمراء. وقد اشتهر باسم أبو أحمد وأبو حمرة.
كان الرجل الثاني إبان حكم صدام حسين حيث شغل مركز نائب رئيس مجلس قيادة الثورة وقبلها عدة مناصب من بينها منصب وزير الداخلية ووزير الزراعة. بعد احتلال العراق اختفى عزة الدوري وأعلن حزب البعث العربي الاشتراكي (قطر العراق) أنه تسلم منصب الأمين العام للحزب خلفًا لصدام حسين بعد إعدامه. نسبت إليه تسجيلات صوتية في فترات مختلفة منذ ذلك الحين. ظهر في تسجيل مرئي يوم 7 نيسان 2012 بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي.
كان يشغل منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة إبان حكم الرئيس صدام حسين، وأنيطت به رتبة النائب العام لقائد القوات المسلحة بعد غزو الكويت، وكان وزيرًا للزراعة ووزيرًا للداخلية. وقد كان ملازماً لصدام مثل ظله منذ اندلاع ثورة 17 يوليو 1968 وحتى يوم أسر الرئيس صدام حسين.
الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح
أنيطت به مهمة القيادة العسكرية للمنطقة الشمالية قبيل الغزو الأمريكي للعراق في أبريل 2003. ولدى اندلاع حرب الخليج عام 1991 نقلت عنه صحيفة نيويورك تايمز تحذيره للأكراد من إثارة أية متاعب للحكم في بغداد.
كان المفاوض الرئيسي مع الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح من الكويت لحل المشاكل الحدودية، والتي أدت إلى الحرب بين البلدين، وجرت تلك المفاوضات برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود. وكان الوحيد من زعماء العرب الذي قام بمحاولة إصلاح البين عندما حصل الخلاف بين العقيد القذافي والأمير عبد الله ولي عهد السعودية في قمة لبنان العربية.
بعد عملية الغزو الأمريكي للعراق اختفى عزة الدوري وقامت القوات المسلحة الأمريكية برصد عشرة ملايين دولار لمن يتقدم بأي معلومات تقود إلى اعتقاله أو قتله. فقامت القوات المسلحة الأمريكية بوضع صورته على كرت ضمن مجموعة أوراق لعب لأهم المطلوبين من قبلها، حيث كان المطلوب السادس للقوات الأمريكية.
نسب له الإشراف على الكثير من العمليات المسلحة، كما نسبت له مجموعة من التصريحات التي تدعو قطاعات مختلفة من الشعب العراقي لمقاومة الأمريكيين. أعلن حزب البعث العراقي نبأ وفاته في 11 نوفمبر 2005 ولكن الحزب نفى ذلك لاحقا، كما زعم أنه تقلد منصب الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي- القطر العراقي بعد صدام حسين. وفي أواخر سنة 2009 زعم أنه قام بتشكيل جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني المكونة من تحالف القيادة العليا للجهاد والتحرير وجبهة الجهاد والخلاص الوطني.
ظهر تسجيل صوتي منسوب إليه في 31- 7- 2010 يدلي فيه خطابا بمناسبة ثورة 17- 30 يونيه 1968 التي وصل من خلالها حزب البعث العربي الاشتراكي إلى الحكم في العراق، وكان عزة إبراهيم أحد أهم المشاركين في تلك الثورة. كما تم بث تسجيل مرئي يعزى له يوم 7 أبريل 2012 في ذكرى تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي ويتحدث فيه عن إيران وتدخلاتها بالعراق ويؤكد أن حرب حزب البعث أصبحت ضد إيران ونفوذها في العراق، كما أكد أن حزب البعث مع الثورة السورية. فيما ظهر في تسجيل مرئي آخر يوم 5 يناير 2013 بثته قناة العربية أعلن فيه أن حزب البعث يؤيد الاحتجاجات العراقية 2013 في الأنبار والمدن السنية الأخرى.
تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)
ورصدت الولايات المتحدة الأمريكية عشرة ملايين دولار لمعلومات تقود إلى اعتقال أو قتل عزة الدوري، في إشاعة الفوضى التي يشهدها العراق حاليًا.
وأشار موقع "بيزنس انسيدر" الأمريكي، إلى أنَّ أحداث الموصل قادتها مجموعات ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) متحالفة مع نخب وضباط رفيعي المستوى تابعين للبعثي- العراقي عزة الدوري، الرجل الثاني في عهد صدام حسين. ولفت إلى أنَّ "عزة الدوري" شغل مركز نائب رئيس مجلس قيادة الثورة وقبلها عدة مناصب من بينها منصب وزير الداخلية، بعد احتلال العراق اختفى الدوري وأعلن حزب البعث العربي الاشتراكي أنه تسلم منصب الأمين العام للحزب خلفا لصدام حسين بعد إعدامه.
وذكرت تقارير إعلامية أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أقدم في إجراء مستعجل على تغيير أفراد طاقم حمايته، بعد الرسالة التي تلقاها على هاتفه الشخصي المحمول من نائب الرئيس العراقي السابق عزة إبراهيم الدوري.
وكان الدوري قد أرسل رسالة نصية على هاتف المالكي المحمول تعهد بموجبها بإعدام المالكي في الفترة القريبة المقبلة، حتى قبل العيد المقبل، كما نصح المالكي بأن ترتدى البزة العسكرية من دون شارة الأركان حتى يتم إعدام شنقا وليس رميا بالرصاص.
وتعد هذه الحادثة تحديا كبيرا للمالكي وأجهزته الأمنية وتشكل اختراقا واضحا للدائرة المحيطة بالمالكي، الذي أخفق لمرات عديدة في اعتقال الدوري، الذي سبق له وأن قام بجولات ميدانية عدة في العاصمة بغداد وعدد من المحافظات.
وتوقعت تقارير إعلامية أن يكون هناك خطابا متلفزا مرتقبا لـ"عزة الدوري" نائب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، سوف يعلن خلاله أنه الرئيس الشرعي لجمهورية العراق، جاء ذلك عقب ترأسه اجتماعا فجر هذا اليوم ضم أكثر من 50 قياديا من ضباط الجيش العراقي السابق وعددا من ممثلي المجلس العسكري والسياسي وقادة جميع الفصائل الذين وصفهم بـ"المجاهدين" المتواجدين في ساحة النزال.
الخلاصة
يعتبر جيش رجال الطريقة النقشبندية من المكونات المبهة داخل تركيبة الجماعات المسلحة في العراق، فهو ذات أجندة وطنية، تم تأسيسيه من أجل تحرير التراب العراقي من القوات المحتلة الأمريكية، ونابع من جماعة صوفية لها أتباعها على مستوى العالم، وهو ما يضعه خارج إطار الجماعات المسلحة التي خرجت من عباءة تنظيم القاعدة، أو تنتمي فكريا إلى جماعة الإخوان الإرهابية.
وبات مستقبل جيش رجال الطريقة النقشبندية، على المحك في ظل تواجد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" داعش" والذي أدى إلى رفع درجة الخطر من قبل عدد من أطياف الشعب العراقي، والنظام الحاكم في العراق، ودول الجوار وذات المصالح بالعراق.
فالتجييش الآن لحرب ضد "داعش" يعتبر امتحانا قويا لقوة رجال النقشبندية في الخروج منتصرا أو بأقل الخسائر من ورطة " داعش".