هذا العريس مرفوض.. والسبب مهنته
الدستور -رنا حداد
نظرة مجتمعية، ما زالت قائمة، رغم الحرب التي تشن على « ثقافة العيب»، والمناداة بـــ «الشغل مش عيب « عوضا عنها.
كل مهنة مصدر رزق هي مهنة شريفة، نظريا، ويختلف الحال على ارض الواقع، سيما ان تقدم صاحبها لطلب عروس.
مهنة شريك المستقبل، هل مازالت شرطا وقيدا لاتمام عملية الارتباط وتأسيس اسرة؟
في الاستطلاع التالي اراء اكدت انه من الصعب جدا قبول شريك بمهنة بسيطة ودخل متدني، وعلى طرف آخر، تبين ان مهنا معينة قد وضعت اصحابها على القائمة السوداء رغم الدخل المادي المرتفع والسبب طبيعة هذا العمل.
آراء مثيرة للجدل وردود قوية في هذه السطور.
لا للسباك والميكانيكي
ترفض نادين الارتباط بسائق تكسي، حتى لو كان يملك السيارة التي يعمل عليها، ومن وجهة نظرها فهذا رفض قطعي، وله اسبابه من وجهة نظرها.
تقول»طبيعة العمل وساعات الدوام، كما ان رفض المجتمع امور تجعلني ارفض، وبدون رتوش او مجاملات نحن نعيش في مجتمع فيه «الربستيج» عامل مهم جدا، بحسب كلماتها.
وتزيد» لست وحدي، هناك كثيرات قد يحملن وجهة نظري، فمهن محددة قد يحكم على اصحابها ايضا بفقر الثقافة والتعليم».
وتؤيدها في طرحها العشرينية «سماح»، والتي ترفض هي الاخرى، الارتباط بــ «سباك» او «كهربائي» او «عامل صيانة».
تقول «حاليا الجميع ينظر الى الامور المادية للعريس، ولكن التدقيق على المهنة ايضا يأخذ من تفكير الفتاة حيزا، فالبعض لا يحبذ مهن مثل التي ذكرت، حتى ولو كان المردود المادي فعليا لها اعلى من غيرها».
رفضت معلم بسبب
تقليدية المهنة
ولانها تكره التقليدية، رفضت العريس الذي يمتهن مهنة التعليم. وجهة نظر «سمر»، تفيد بأن يومه ومستقبله واحد، اذا لا أمل من تحسن الحالة المادية او المعيشية والاجتماعية».
وتزيد «اسمع العديد من الشكاوي بخصوص من يمتهن هذا المجال، ومنها الدخل المادي البسيط، وكذلك الروتين القاتل».
فيما أكدت ايضا رفضها للارتباط بعامل بناء، او صاحب مهنة حرة كالنجار او الحداد، باعتبار اصحاب هذه المهن دائمو الانشغال والبعد عن المنزل، بالترافق مع عدم قبول المجتمع لزواج صاحبة شهادة من غير متعلم».
الكوافير وطبيب النساء
ترفض سناء، العريس الذي يمتهن تجميل النساء، بمعنى «كوافير ستاتي» ، تقول،» لا احتمل ان يتعامل زوجي مع نساء كثيرات».
«نعم، بدافع الغيرة»، هذا الرفض، وتوضح، «فهذه المهنة تحتاج الى كثر من المجاملات والتعامل الدائم مع نساء اخريات، وهذا الامر مرفوض تماما من جهتي».
تقول «لا يهمني المال والحسب، بقدر راحة البال، ومن هذا المنطلق وكوني شديدة الغيرة، ارغب بزوج وفائه لامرأة واحدة، ولا يرى سواها».
تقول ايضا « أن كثرة احتكاك بعض أصحاب المهن بالنساء، قد تجعلهم أزواجاً متعبين، ما يقلل نسبة وفائهم لزوجة واحدة».
ولا ترغب العشرينية «غيداء» الارتباط بطبيب نسائية او جراح تجميل من ذات المنطلق.
ترى غيداء، ان مهن الزوج التي تتطلب الاحتكاك بالجنس اللطيف قد تعكر صفو العلاقة الزوجية اذ لابد من مقارنات ومجاملات، لذا تفضل أن يكون شريك حياتها يمارس مهنة إدارية أو هندسية لا يتخللها احتكاك مفرط بالجنس اللطيف»بحسب كلماتها.
وترفض والدة غيداء من جانبها ارتباط ابنتها بـــ «أصحاب مهن تقتضي طبيعة عملهم تغيّبهم الدائم عن البيت والأسرة».وفق قولها.
تقول «هؤلاء ينشغلون وبالتالي يرمون أعباء الحياة والأولاد على عاتق الزوجة في الكثير من الأحيان، وعلى العموم تصبح الحياة الاسرية والاجتماعية بشكل عام غير مستقرة وطبيعة العلاقة بين الطرفين متوترة أيضاً».
لا لمهن السفر والمبيت خارج المنزل
ليست المهنة او المسمى الوظيفي، ما قد يضعك عزيزي الرجل، في قائمة المرفوضين كأزواج وعرسان، بل مقتضيات مهنتك، فهناك نساء ايضا لا يحبذن الارتباط برجل يسافر كثيرا، او يغيب بصورة دائمة عن منزله وزوجته.
تقول «فرح»المهنة، بحد ذاتها لا تعد مقياسا لضمان الوفاء، وجمالية العلاقة والزواج، الا انها قد تشكل لدى البعض صمام امان، يمنحها الشعور بالاطمئنان، بعيدا عن الشعور بالغيرة أو الخوف».
وتؤكد «شخصيا ارفض تحمل المسؤوليات وحدي، لذا لا اقبل بزوج تقتضي طبيعة عمله السفر الدائم، او التواجد لفترات طويلة خارج المنزل، وبعيدا عن بيته وعائلته».
قبل المسميات الوظيفية
يختلف الوضع تماما عندما تسأل سيدة عاشت الواقع مثلا وتزوجت من طيار.تقول تماره عايش، «تقبلت فكرة الزواج منذ البداية، فأنا كنت اتابع تعليمي العالي بعد المرحلة الجامعية الاولى، ومن ثم اصبحت لدي مشاغل كثيرة ومنها عملي الخاص».
وتزيد»ان كنا سنرفض هذا بسبب عمله، وذاك بسبب مقتضيات عمله فمن سيتزوج اذا؟ الحياة تحتاج الى تعاون وتنازلات والاهم من كل هذه الطروحات توفير استقرار مادي واجتماعي للاسرة وافرادها وهذا يتحقق بالتضامن فيما بين مونات الاسرة».
وتؤكد» من المخجل ان ارفض شخص بسبب مهنته، لابد وان تكون النظرة اعمق، هناك اخلاق، ودين وتعامل، تسبق مسميات وظيفية».
الارتباط ليس بالمهنة بل بالأخلاق
«هي تريد طبيبا او مهندسا»، هذه اجابة رائد سمير، الذي أكد رفض بعض الفتيات الارتباط بأصحاب مهن حرة.
يقول « المهم هو الرزق الحلال، هذا يرضي بنت الحلال، التي لا تهتم لبرستيج ووضع اجتماعي، من وجهة نظري».
رائد شاب اسس محلا تجاريا صغيرا ويمتهن «التبليط والصيانة العامة» ، والى جانب هذا هو يحمل الشهادة الجامعية الاولى، يؤكد «ربما مهنتي قد تضعني ضمن قائمة العرسان غير المرغوبين أو المحتاجين الى تفكير أكثر من غيرهم، الا انني اكسب قوتي بكدي، وبالطبع سأكون لمن تقبل بي بلا رتوش او مسميات وظيفية خير حافظ، وزوج».
تقول اخصائية العلاقات الاسرية والاجتماعية سيرين نوفل، رفض المهنة شيء ورفض صاحبها شيء اخر.
الاصل بالارتباط بحسب نوفل «شخصية الانسان ، قيمه ، مبادئه، وهذه تحتاج الى اكثر من لقب او مسمى وظيفي يسبق اسمه ويحدد قبوله من رفضه».
وتزيد»لماذا لا ترفض السيدات بائه المجوهرات ويملن الى رفض بائع ادوات منزلية مثلا، هذا التناقض الواضح سببه، المظاهر والماديات التي باتت تسيطر على تفكير الناس، بعيدا عن الجوهر».
وتنوه «في موضوع الارتباط، وتكوين حياة مشتركة واسرة لابد من النظر الى الجوهر اولا ، والمخاوف الاخرى لا مبرر لها فيما بعد، الاختيار لابد وان يكون على اساس صاحب الشخصية الواضحة والملتزمة مهنياً وأخلاقياً بغض النظر عن نوع مهنته.