قراءة وإضاءة حول المعيار الشرعي رقم 18 بشأن القبض
بقلم: د. عبد الباري مشعل
1. يتناول هذا المقال المعيار الشرعي للقبض قراءة وإضاءة، ويتناول المعيار ستة بنود عدا مستند الأحكام الشرعية والتعريفات. وطبقا لنطاق المعيار يناقش المعيار القبض في العقود والقبض الحكمي وكيفية تحقق القبض في العقار والمنقول والمعين والموصوف في الذمة ومن يتحمل أعباء القبض وأهم تطبيقات القبض المعاصرة.
2. القراءة: القبض حيازة الشيء وما في حكمها بمقتضى العرف. ولهذا اختلف القبض في الأشياء بحسب اختلافها في نفسها وبحسب اختلاف أعراف الناس فيها. ويتحقق القبض الحقيقي في العقار بالتخلية والتمكين من التصرف. وفي المنقول بالتسلم الحسي. ويتم القبض الحكمي في المنقول المعين والموصوف في الذمة - بعد تعينه- بالتخلية بينه وبين المستحق على وجه يتمكن به من تسلمه من غير مانع ولو لم يحصل النقل والتحويل، سواء أكان مما يتناول باليد عادة أم كان مما يشترط فيه التوفية (الإفراز) بإحدى الوحدات القياسية العرفية: الكيل أو الوزن الذرع أو العد ونحوها، أم كان من السلع التي لا يعتبر فيها شيء من ذلك لعدم إمكانه أو مع إمكانه لكنه لم يراع فيه التقدير مثل بيع الجزاف.
3. الإضاءة: يتلخص لدي أن القبض أو الحيازة هي انتقال عهدة العين محل القبض ويحصل ذلك بالتعيين، والتخلية والتمكين من التصرف، ولو لم يحصل النقل او التحويل، ورغم أن المعيار قد نص على وسائل القبض أو الحيازة إلا أنه أهمل النص على الغرض الشرعي منهما تبعا للعقود وهو انتقال العهدة وتحمل الضمان بشرطه سواء أكانت يد القابض يد ضمان أم يد أمانة. فالمبيع بعد القبض من المشتري ينتقل ضمانه إلى المشتري، والوديعة بعد القبض من المستودع ينتقل ضمانها إلى المستودع في حال التعدي والتقصير.
4.القراءة: من القبض الحكمي: تسجيل رهن العقار والمنقول المتحرك مثل السيارات والقطارات والبواخر والطائرات في السجل المعتبر قانونًا. وقبض المستندات الصادرة باسم القابض أو المظهرة لصالحه إذا كان يحصل بها التعيين للسلع والبضائع والمعدات وتمكين القابض من التصرف بها مثل بوليصة الشحن وشهادات المخازن العمومية.
5.الإضاءة: هذه من الصور المعاصرة للقبض والحيازة فتحصل بالتسجيل القانوني، لكن لا يلزم التسجيل القانوني لتحقق ذلك بل يحصل بالتخلية أيضًا ويبقى التسجيل توثيقًا. ولكن في عمليات الاستيراد والتصدير والسلع الدولية أصبح القبض الحكمي بالوثائق هو الأصل لتعذر التخلية والتمكين بالمشاهدة.