منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 المسألة اليهودية والمسائل التي فجّرتها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75673
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

المسألة اليهودية والمسائل التي فجّرتها Empty
مُساهمةموضوع: المسألة اليهودية والمسائل التي فجّرتها   المسألة اليهودية والمسائل التي فجّرتها Emptyالأحد 27 أكتوبر 2024, 10:03 am

المسألة اليهودية والمسائل التي فجّرتها 50ea6662-27fa-454a-8303-fb91f20d63ab



المسألة اليهودية والمسائل التي فجّرتها F7b72044-b151-4e36-bdb5-f098872385d8



عندما فكّر آباء الحركة الصهيونية بإنشاء إسرائيل كان ظنّهم في ذلك أنهم يقومون بـ"حل" المسألة اليهودية في أوروبا، أي إيجاد حل لمشكلة لما يعرف باضطهاد اليهود، وربما لم يخطر في بال هؤلاء حينها، أن هذه الدولة، ستخلق معها عديدا من المسائل الأخرى، وضمنها: المسألة الإسرائيلية، التي تشمل اليهود في إسرائيل وخارجها. والمسألة الفلسطينية، المتعلقة بنكبة شعب فلسطين وحقوقه المشروعة. والمسألة التي تخصّ علاقة إسرائيل بمحيطها وعلاقة العرب بها. وأخيراً المسألة المرتبطة بكيفية إدراك العرب للغرب، والتوتّر الناشئ عن علاقة الغرب بإسرائيل، ودعمه لها.
هكذا، ومنذ البداية، وبدلاً من حلّ المسألة اليهودية في البلدان الأوروبية المعنيّة، وفي مواطن اليهود ذاتهم، ضمن إطار النضال الديمقراطي في تلك البلدان، كما كانت تدعو بعض النخب اليسارية والليبرالية اليهودية؛ قامت الحركة الصهيونية بقطع هذا المسار بادّعاء صوغ حلّ "قومي" لهذه المسألة يتمثّل باقتلاع، أو بنقل، اليهود من بلدانهم وتوطينهم في أراضي شعب آخر. وبهذا فقد تمّ استغلال الدين اليهودي في أغراض التعبئة، مع ترويج أساطير من مثل "شعب الله المختار" وعودة اليهود من "الدياسبورا" (الشتات) إلى "أرض الميعاد"، التي هي "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، بحسب الترويجات الصهيونية.
"
الوحدات البشرية التي تتطوّر إلى مرحلة "القومية" يلزمها عوامل أساسية، مثل الاشتراك في الثقافة والتاريخ والإقليم وطريقة العيش، ولكن اليهود جاؤوا من عشرات البلدان، على اختلاف لغاتها وثقافاتها وتواريخها وهوياتها
"
عدا عن تسبّبها باقتلاع اليهود من مواطنهم، ومجتمعاتهم، وثقافاتهم السابقة، فإن فكرة "القومية" اليهودية انطوت على تناقض بيّن، فالقومية مفهوم سياسي حديث يختلف عن الفكرة الدينية، وليس ثمة سابقة تتضمّن التطابق بين الدين والقومية في الديانات السماوية أو الأرضية. وحتى لو أخذنا الطابع الخاص للديانة اليهودية فإن الوحدات البشرية التي تتطوّر إلى مرحلة "القومية" يلزمها عوامل أساسية مثل الاشتراك في الثقافة والتاريخ والإقليم وطريقة العيش، في حين أن اليهود جاؤوا من عشرات البلدان، على اختلاف لغاتها وثقافاتها وتواريخها وهوياتها.
 
مع كل ذلك فقد صنّعت الصهيونية أو بالأحرى اخترعت (بحسب تعبير لشلومو ساند) نوعاً من رواية يهودية خاصّة تعتبر اليهود حالة استثنائية لبشر عاشوا رغماً عن التاريخ والجغرافيا، كأنهم خارج الزمان والمكان، وهو أمر ما كان يمكن ترويجه حتى بين اليهود أنفسهم لولا اتكاؤه على العقيدة، أو الأسطورة، الدينية.
وعموماً فقد تمكّنت إسرائيل، فيما بعد، بفضل ما تسميه "بوتقة الصهر" خاصّتها، المتمثّلة بإحياء اللغة العبرية والاستناد على سردية دينية للتاريخ؛ من إضفاء تبرير تاريخي وأخلاقي على قيامها، مع مؤسسات مثل: الجيش والجامعات والهستدروت والأحزاب والكيبوتزات والموشاف ومتحف "الهولوكوست" والصحف وغيرها، من تخليق مجتمع يعيد إنتاج ذاته، لا سيما بعد أن بات اليوم حوالي 70% من اليهود فيها من مواليدها.
المفارقة أن النجاح الذي حقّقته الصهيونية بإنشاء إسرائيل نجم عنه نفيها، فقد انتهى دور كيانات مثل "المنظمة الصهيونية" و"المؤتمر اليهودي العالمي" و"الوكالة اليهودية". وهذا ما عبّر عنه جدعون ليفي بالكلمات التالية: "الصهيونية صارت في الخامسة عشرة بعد المائة من العمر. وكان ينبغي أن تحال منذ وقت طويل إلى التقاعد… مثل عجوز انقضى زمانها… وبات عليها أن تنزل بكرامة عن منصّة التاريخ. وهذا الأمر يسري أضعافاً، إذا كانت الحركة حققت أهدافها وغدت مجرد جثة… ما هو دور الصهيونية وما تعريفها… تلك البسطة الفارغة كان ينبغي إغلاقها منذ وقت طويل، فالصهيونية إلى السلة والدفن… هكذا فإن الصهيونية غير ذات شأن.. لقد انتهى برنامج الصهيونية وبدأ برنامج النضال من أجل طابع الدولة وصورتها". (هآرتس 27/4/2012)
حقّاً لقد ذهبت الصهيونية (ككيانية سياسية) وباتت صنيعتها إسرائيل هي النتاج المتجسّد لحلّ المسألة اليهودية في أوروبا، لكن هذا "الحل" ولّد بدوره، كما ذكرنا، المسألة الإسرائيلية، التي لا تتعيّن مقابل الفلسطينيين أو الدول العربية، فقط، إذ إنها هنا تخصّ اليهود في إسرائيل، ومعنى وجود دولتهم، بغضّ النظر عن الجدل بشأن شرعيتها الأخلاقية والقانونية والتاريخية.
فبالنسبة إلى اليهود، بشكل عام، بات ثمة واقع من هوية إسرائيلية يجري تطويرها في مجتمع يعيش في إطار دولة متعيّنة، على التاريخ والثقافة والتاريخ والسياسة ونمط الحياة المشترك. وبديهي أن هذه الهوية تمايز بين يهود "اليشوف" (إسرائيل) ويهود "الدياسبورا" ("الشتات")، مما يفسّر الجدل الدائر بشأن من هو اليهودي (الديني أم العلماني)؟ وبشأن اعتبار أن اليهودي الحقيقي أو الصهيوني الحقيقي، والذي يحقّ له التقرير في شؤون إسرائيل، إنما هو اليهودي الإسرائيلي حصراً.
وهذا يشمل التطلّب من يهود الخارج الهجرة إلى إسرائيل لإثبات يهوديتهم أو تقديم الدعم لها، من دون التدخل في تقرير شؤونها؛ ويأتي ضمن ذلك، أيضاً، الجدل بشأن اعتبار إسرائيل مركزاً ليهود العالم أو أحد مراكزهم.
هكذا، وبدلاً من أن تتحوّل إسرائيل إلى دولة حلّ باتت دولة مشكلة، فهنا نشأت هوية إسرائيلية مدنية ومتجسّدة مقابل هوية يهودية دينية ومتخيّلة، وعابرة للحدود. وهذه الدولة بدلاً من أن تصبح الملاذ الآمن ليهود العالم، إذا بها أكثر مكان يشكّل خطراً على اليهود، بل إنها المكان الوحيد الذي يستعر فيه العداء لليهود لكونهم يهوداً، بسبب السياسات التي تنتهجها دولتهم. وهذه الدولة بدلاً من أن تحمي اليهود في العالم وتقدّم الدعم لهم باتت هي بمثابة عبء سياسي وأمني واقتصادي وأخلاقي عليهم، وعلى الدول التي تدعمهم.
"
فكرة إسرائيل ذاتها، ومآلات وجودها، باتت مطروحة اليوم للنقاش، وباتت موضع تشكّك رغم ما حققته من نجاحات خلال العقود الماضية، سياسياً واقتصادياً وتكنولوجياً
"
فوق كل ذلك فإن المسألة الإسرائيلية ناجمة أيضاً عن الإخفاق في إقامة دولة يهودية خالصة، إذ ظلت إسرائيل بمثابة دولة "ثنائية القومية" (مع وجود الفلسطينيين) والأنكى أنها لم تحافظ على كونها دولة ديمقراطية سليمة، بتمييزها ضد الفلسطينيين بسبب الدين. والمفارقة، أيضاً، أن تديين الصهيونية، بدل علمنتها، لم يؤثّر فقط في مفاقمة التمييز ضد الفلسطينيين وإنما أثّر أيضاً في التضييق على اليهود العلمانيين أنفسهم الذين باتوا يرون أنفسهم في دولة تبدو أكثر فأكثر دولة دينية أخرى.
هكذا فإن فكرة إسرائيل ذاتها، الدولة والمجتمع، ومآلات وجودها، باتت مطروحة اليوم على النقاش، وباتت موضع تشكّك، رغم ما حققته من نجاحات خلال العقود الماضية، سياسياً واقتصادياً وتكنولوجياً، وبالنسبة إلى عملية بناء الدولة والمجتمع، وذلك بالقياس إلى محيطها.
 
هذا يمكن التأكد منه من جدالات النخب الإسرائيلية ذاتها، فهذا مثلا جدعون ليفي يعتبر أن إسرائيل ما زالت تواجه الأسئلة التي طرحت عليها منذ قيامها: "هل يعلم أحد هل ستكون إسرائيل ديمقراطية بعد عشر سنين؟.. وهل ستكون علمانية أم تصبح دولة شريعة يهودية؟.. مدنية أم عسكرية؟ وهل يوجد فيها مجتمع أوروبي أم شرق أوسطي أم شكل آخر؟.. وماذا ستكون حدودها؟" (هآرتس، 15/4/2012).
المسألة الثانية المنبثقة عن قيام إسرائيل، هي المسألة الفلسطينية، وهذه تبدو متشعّبة وتتعلّق بالفلسطينيين الذين تشبّثوا بأراضيهم عند قيام إسرائيل (1948)، وباتوا يشكلون اليوم 24% من مواطنيها، فقد شكّل هؤلاء عامل كبح لإمكان تحوّل إسرائيل إلى دولة يهودية خاصة، كما أن نضالهم ضد التمييز ضدهم كشف حدود الديمقراطية الإسرائيلية وطابعها العنصري.
وثمة الفلسطينيون في الأراضي المحتلة (1967) الذين يعيشون في ظل الاحتلال الإسرائيلي، والذين تثير مقاومتهم تعاطف العالم، وتعرض إسرائيل باعتبارها دولة استعمارية وعنصرية ودينية. وفوق هذين ثمة قضية الفلسطينيين اللاجئين، التي تمثل عمود السردية الفلسطينية، حيث تشكّل قضية حقّ العودة عقبة رئيسة في إمكان تطبيع إسرائيل وجودها في المنطقة، أو بشأن إمكان عقد تسوية تختزل قضية فلسطين في الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967، وتستبعد قضية اللاجئين الذين تشكل روايتهم، وقضيتهم، أساس الهوية والوطنية الفلسطينية المعاصرة.
عدا ذلك ثمة المسألة الثالثة، وهي تمسّ علاقة إسرائيل بالمحيط العربي، ومدى قدرتها على تطبيع وجودها في هذه المنطقة. وبديهي أن إسرائيل التي تعتبر نفسها مجرد "غيتو" يهودي في الشرق الأوسط، والتي تصرّ على الاعتراف بها حصراً باعتبارها دولة يهودية، والتي تعتبر نفسها تنتمي للغرب، وأنها امتداد له في الشرق الأوسط، فإن هذه الدولة لا يمكن أن تتصالح مع المنطقة، أو أن تطبّع معها، لا سيما وهي تنتهج سياسات عدوانية وعنصرية واستعلائية، وضمنها احتكارها التسلّح النووي.
ولا شكّ في هذا المجال أن المسألة الفلسطينية تخصّ، أيضاً، البلدان العربية المستقبلة للاجئين، وهي بلدان لا يمكن أن تطبّع أو ترسّم تسوية مع إسرائيل، بدون تسوية وضع هؤلاء، سواء من منطلقات مبدئية أو من منطلقات مصلحية.
أما المسألة الرابعة الناجمة عن إقامة إسرائيل فتتعلق بإدراكات العرب للغرب، ذلك أن وجود إسرائيل بات يشكّل عبئاً سياسياً وأخلاقياً (عدا عن كونه عبئاً أمنياً واقتصادياً) على الدول الغربية، إذ لا يمكن النظر إلى الدول الغربية، من منظور معظم مواطني البلدان العربية، من دون الأخذ بالاعتبار الدعم الذي محضته هذه الدول لإسرائيل. وبديهي أن هذا الأمر يثقل على علاقات العرب بالغرب، ويحول دون تخليق علاقات سوية، أو سليمة، بينهما، بما في ذلك تشكيل إدراكات أكثر موضوعية عن الغرب يحتاجها العرب للمصالحة مع ذاتهم ومحيطهم وعصرهم.
عموماً، يبدو أن الواقع، والتاريخ، يعملان كل بطريقته الخاصة و"الماكرة"، بغضّ النظر عن إرادة إسرائيل، فهذه الدولة أخفقت في التحول إلى دولة يهودية خالصة، إذ ثمة اليوم وضع ثنائي "القومية"، يشقّ طريقه وإن ببطء وصعوبة في رحم الواقع المتشكّل بحكم القوة في فلسطين/إسرائيل، وإن في ظل علاقات هيمنة استعمارية وعنصرية. وعلى رغم أن إسرائيل تفضّل إنكار هذا الواقع، وترفض تنمية إدراكها بحقائقه ومتطلّباته، مثلما ترفض الاعتراف بمستحقاته، إلا أنه يقف أمامها في كل مرحلة، وعند كل محطّة، لا سيما مع إصرارها على استمرار الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية، وحؤولها دون تمكين الفلسطينيين من إقامة دولة مستقلة لهم.
"
إسرائيل لم تعد الدولة النموذج التي تسهر على رفاهية مواطنيها اليهود لجذب المهاجرين إليها، بخاصّة بعد أن أخذتها رياح النيوليبرالية المتوحّشة
"
من ناحية ثانية، فإن إسرائيل هذه، التي ظلّت تروّج لذاتها باعتبارها بمثابة "واحة" للحداثة والعلمانية، وبمثابة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، إذا بها اليوم تنكص إلى الخلف، وتبدو أكثر من أي وقت مضى، مجرد دولة دينية شرق أوسطية أخرى، وعلى شكل دولة عنصرية تميّز على أساس الدين، بحيث باتت دولة استعمارية وعنصرية ودينية، وكظاهرة رجعية في الشرق الأوسط، حتى في أنظار اليهود داخلها وخارجها.
وفي غضون ذلك فإن إسرائيل لم تعد الدولة النموذج التي تسهر على رفاهية مواطنيها اليهود لجذب المهاجرين إليها، بخاصّة بعد أن أخذتها رياح النيوليبرالية المتوحّشة، فخصخصت قطاعاتها العامة، وهمّشت مؤسساتها الكبرى (الهستدروت والكيوبوتزات والموشاف)، وقلّصت التقديمات الاجتماعية.
يبقى أن ثمة ملاحظة ختامية أساسية لا بد منها في هذا السياق، ومفادها، أن إسرائيل هذه تبدو قوية ومتغطرسة ومتجبّرة، فقط بسبب هشاشة وضع العربي، أي بسبب الأنظمة الاستبدادية والمتخلفة التي همّشت مجتمعاتها، وأخرجتها من السياسة، ومن معادلات موازين القوى في مواجهة إسرائيل. إزاء ذلك يبدو لزاماً علينا أن ننتظر كي نرى كيف ستبدو إسرائيل بعد التغيرات المحمولة على رياح الثورات الشعبية العربية، على علاتها ومشاكلها ونواقصها، إن لم يكن على المدى القريب، ففي المدى المتوسط.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75673
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

المسألة اليهودية والمسائل التي فجّرتها Empty
مُساهمةموضوع: رد: المسألة اليهودية والمسائل التي فجّرتها   المسألة اليهودية والمسائل التي فجّرتها Emptyالأحد 27 أكتوبر 2024, 10:05 am

المسألة اليهودية والمسائل التي فجّرتها BOOK-Template-40-1729493197

طرح كتاب الدكتور الحبيب شوباني أسئلة مفتاحية لفهم تاريخ ومآلات المسألة اليهودية في "عصر الطوفان"

المسألة اليهودية وحلول بديلة عن مأزق الحل الصهيوني
تزامنا مع الذكرى لأولى لبداية الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، صدر كتاب جديد للمؤلف المغربي والوزير والبرلماني السابق، الحبيب شوباني بعنوان: "المسألة اليهودية في عصر الطوفان: في بناء سردية المأزق الوجودي للحل الصهيوني للمسألة اليهودية".
ويعتبر المؤلف أن كتابه -الواقع في 284 صفحة، والصادر عن دار النشر الخيام- بحث علمي في تاريخ المسألة اليهودية؛ كقضية دينية وسياسية نشأت في المجتمعات المسيحية الأوروبية قبل مئات السنين، وتم تصديرها للحوض الحضاري الإسلامي في القرن الـ20 بعد عملية استئصال للمكون اليهودي من أوروبا واستزراعه في فلسطين، ضمن مخطط تنفيذ ما يعرف بالحل الصهيوني للمسألة اليهودية، الذي يقضي بإقامة دولة لليهود في فلسطين.

اقرأ أيضا

list of 2 itemslist 1 of 2

يحيى بن الوليد: السند الأكاديمي سر نجاح نص إدوارد سعيد

list 2 of 2

الصراع كجوهر الوجود.. ما الذي يخيف إسرائيل من فلسطين؟

end of list

بواعث التأليف

وشكل النقاش الذي فتح عقب عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على كافة المستويات بين عموم الناس والنخب، وكذلك واجب المساهمة في إشاعة الوعي العلمي بطبيعة "المسألة اليهودية" باعتبارها قضية دينية-سياسية في جوهرها وأُسُسِها، أوروبية-مسيحية-يهودية في تاريخ نشأتها وتشكُّلها وصيرورتها؛ أبرزَ البواعث الأساسية لتأليف الكتاب في ظل ضعف المعرفة بطبيعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط بين الكيان الصهيوني والعالم العربي والإسلامي في فلسطين.
ويوضح المُؤلِف أنه سعى لكشف مأزق وهم الصلاحية الأبدية لسردية "الحل الصهيوني للمسألة اليهودية"، خاصة بعد انفجار طوفان الأقصى وما أظهره من طاقة تحررية في وجه هذا الحل، أصابت أركان الأساطير الدينية والسياسية التي بني عليها بشروخ جسيمة.
المسألة اليهودية والمسائل التي فجّرتها Da1e191b-b053-49de-b21e-10939d49995fالسياسي والمؤلف المغربي الحبيب شوباني ناقش في كتابه الأخير اللمسألة اليهودية كقضية مزمنة ومعقدة (الجزيرة)
كما قصد المؤلف من عمله أن يكون رسالة خاصة لصفوة أهل الفكر والتأثير، وصناع القرار في الحوض العربي والإسلامي ولعموم عقلاء العالم وخاصة اليهود منهم، وخدمة ثقافية عمومية ميسرة تروم بناء واستيعاب سردية مُحيَّنة للمسألة اليهودية بصفتها قضية فكرية وسياسية ودينية وتاريخية مزمنة ومعقدة وجعلها في متناول أوسع جمهور قارئ ممكن.

مفاهيم مركزية وأسئلة مفتاحية

وسلَّط المؤلف الضوء على أهم المفاهيم المركزية في الكتاب، وشرحها ليتمكن القارئ من استيعابه بشكل سلس، فشرح مفهوم "المسألة اليهودية" أو "المشكلة اليهودية" و"الحل الصهيوني للمسألة اليهودية"، والفرق بين "الهولوكوست" و"المحرقة" و"المفهوم الإستراتيجي لطوفان الأقصى"، والمأزق الوجودي لـ"الحل الصهيوني للمسألة اليهودية" بعد طوفان الأقصى ومتابعة العالم لأخبار ومشاهد الإبادة الجارية في غزة عبر نقل مباشر بفضل الثورة الرقمية.
وقد أدى التقاسم اللحظي لملايين المشاهد الحية من "الهولوكوست الفلسطيني" إلى صناعة وجدان إنساني عالمي موحد وعابر للحدود والثقافات، وتوحيد مشاعر الذهول والاشمئزاز لدى شعوب العالم ضد ممارسات إسرائيل "النازية الجديدة"، بحسب وصفه، مما عولم المواجهة ضد إسرائيل، وأثار مخاوف الجماعات اليهودية عبر العالم على مستقبلها وأمنها جراء اقتران الصهيونية باليهودية في المخيال الجمعي العام لجل شعوب الأرض. لأن حرب الإبادة بغزة أثارت مخاوفها.



المؤلف، طرح أسئلة مفتاحية لفهم تاريخ ومآلات المسألة اليهودية في عصر الطوفان من قبيل: ما التمفصلات الأساسية في الصيرورة التاريخية للمسألة اليهودية؟ ولماذا نشأت؟ وتطورت في الفكر الغربي بوصفها مقولة سياسية ارتبط بالتاريخ المأساوي لليهود في أوروبا، وما أبرز معالم النصوص الأدبية والسياسية التي عكست الصيرورة التاريخية للمسألة اليهودية نحو اختراع "الحل الصهيوني" لها؟ ليكون حلا سحريا لدائها العضال بعد فشل حلول سابقة له، وما الأصول والجذور الدينية التي استمد منها الحل الصهيوني مشروعا لحل المسألة المذكورة، مادة وجوده وحيويته الفكرية والسياسية؟
ومن الأسئلة التي طرحها المؤلف كذلك؛ كيف نشأت الإٍرهاصات الأولى لـ"الحل الصهيوني للمسألة اليهودية" في تربة المعتقد المسيحي البروتستانتي، وولادة المسيحية الصهيونية قبل الصهيونية اليهودية، وكيف نشأت الأصول السياسية للحل الصهيوني من دعوة السياسي البريطاني كرومويل، ومن نحت المفكر النمساوي ناتان بيرنباوم لمصطلح الصهيونية، ومن تحرير ونشر كراسة "التحرير الذاتي" للطبيب الروسي ليون بينسكير، وهندسة المشروع الصهيوني في كتاب "دولة اليهود" للصحافي والمسرحي النمساوي ثيودور هرتزل.

تفكيك أسس وأساطير الحل الصهيوني للمسألة اليهودية

وفي سياق الإجابة على تلك الأسئلة، اعتمد المؤلف في مراجعه بشكل أساسي على مفكرين وكتاب وباحثين ومؤرخين ومفكرين غربيين جُلُّهم يهود، لدفع أي شبهة انزياح عاطفي وجداني في التعاطي مع موضوع كبير ومعقد وله تداعيات جسيمة على المنطقة.
اقتباس :
تطرق الكتاب للأساطير المؤسسة للحل الصهيوني للمسألة اليهودية وعددها 10؛ أبرزها أن "فلسطين كانت أرضا فارغة" وأسطورة "كان اليهود شعبا بلا أرض"، و"الصهيونية هي اليهودية"، و"الصهيونية ليست استعمارا" وتروج في الغرب على أنها حركة ليبرالية لتحرر وطني، وأسطورة "غادر الفلسطينيون أوطانهم طوعا عام 1948"
وتطرق المُؤلِّف لكيفية تفكيك أولئك المؤرخين والمفكرين لمادة الأسس الدينية والفكرية والسياسية للحل الصهيوني للمسألة اليهودية، وكيف كشفوا زيف سردية ذلك الحل ومحدودية صلاحيته الزمنية، وذهب إلى أن الأمر يتعلق بمشروع أيديولوجي استعماري، تغذى على أساطير دينية وسياسية ووظف فكرة "الوطن القومي لليهود" في سياق تحالف إمبريالي غربي صهيوني بغرض التخلص المزدوج من يهود أوروبا بإبعادهم عنها، وتفكيك الخلافة الإسلامية وتقاسم إرثها والهيمنة على شعوبها، بحسب الكتاب.



وفي هذا الإطار، تطرق الكتاب للأساطير المؤسسة للحل الصهيوني للمسألة اليهودية وعددها 10؛ أبرزها أن "فلسطين كانت أرضا فارغة" وأسطورة "كان اليهود شعبا بلا أرض"، و"الصهيونية هي اليهودية"، و"الصهيونية ليست استعمارا" وتروج في الغرب على أنها حركة ليبرالية لتحرر وطني، وأسطورة "غادر الفلسطينيون أوطانهم طوعا عام 1948″.
وفي حديثه عن الخلاصات الأساسية في بناء سردية المأزق الوجودي لـ"الحل الصهيوني للمسألة اليهودية".
وعرّج المؤلف على حقب (ثمانية) ومآزق الحلول الأوروبية للمسألة اليهودية منذ حقبة ما قبل ظهور حركة الإصلاح الديني البروتستانتي، مرورا بحقبة إنتاج الأدبيات المؤسسة للحل الصهيوني للمسألة اليهودية (1871-1897) وصولا إلى حقبة ما بعد علمية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي كانت لها نتائج كبيرة؛ من بينها تفكيك عدد من الثنائيات أو العلاقات والارتباطات من قبيل: الربط الأسطوري اللاهوتي الوظيفي بين الجماعات اليهودية المتعددة عبر العالم، وبين أسطورة الشعب اليهودي الخالص عرقيا، العلاقة بين "شعب يهودي بلا أرض" و"أرض الميعاد"، والعلاقة بين "الصهيونية " واليهودية "، لأن طوفان الأقصى أنتج خوفا إستراتيجيا غير مسبوق لدى يهود العالم الذين باتوا متوجسين من أخطار التطابق الانتحاري الحاصل بين المشروع الصهيوني وبين صورة الأفعال الهمجية والإرهابية التي تعممها وسائط الثورة الرقمية، وبطلها "النازي الجديد" صانع مشاهد الإبادة في غزة، بحسب الكتاب.

نتائج "طوفان الأقصى".. فشل وخوف إستراتيجي

يوجد منبع هذا الخوف الإستراتيجي في تداعيات ومآلات التحولات النفسية والثقافية العميقة، والواسعة الجارية في منظور الرأي العالم العالمي لدولة اليهود، التي تتصرف كدولة احتلال وفصل عنصري منهارة أخلاقيا.
ومما يؤشر على هذا التحول، كثافة مشاركة يهود الدول الغربية في الحراك الاحتجاجي العالمي ضد جرائم الإبادة في غزة وحرصهم على رفض لافتات تنص بشكل لافت على أن "الصهيونية ليست هي اليهودية"، ودعوة قادة الفكر والرأي اليهود إلى إنقاذ اليهودية كدين من خطر القرصنة والتوظيف السياسي من طرف تيار الصهيونية الدينية، وأبرز هؤلاء المفكرين؛ الحاخام الأميركي الشهير يعقوب شابيرو مؤلف كتاب "العربة الفارغة: رحلة الصهيونية من أزمة الهوية إلى سرقة الهوية" الصادر عام 2018.
اقتباس :
خلص المؤلف إلى فشل الحل الصهيوني للمسألة اليهودية، وانتهائه إلى مأزق وجودي بعدما نسف "طوفان الأقصى" فكرة "الوطن القومي اليهودي الآمن بقوة الردع والسيطرة العسكرية"، وتحويل معركة السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 فلسطين المحتلة إلى أخطر مكان على أمن اليهود في العالم
المسألة اليهودية والمسائل التي فجّرتها 00-1-1697294060عملية طوفان الأقصى أنتجت خوفا إستراتيجيا غير مسبوق لدى يهود العالم (مواقع التواصل)
وبعدما استعرض الكتاب نتائج "طوفان الأقصى"، وكيف أجهز إستراتيجيا وسياسيا ومجتمعيا على مرتكزات الخداع التفاوضي لأوسلو"، وفكك العلاقة بين "وعود السلم والازدهار الإقليمي" و"تكريس واقع الاحتلال بالإبادة والتطبيع"، وبين "التحالف الصهيوني الغربي" و"الحضارة اليهودية والمسيحية"؛ خلص إلى فشل الحل الصهيوني للمسألة اليهودية، وانتهائه إلى مأزق وجودي بعدما نسف "طوفان الأقصى" فكرة "الوطن القومي اليهودي الآمن بقوة الردع والسيطرة العسكرية"، وتحويل معركة السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 فلسطين المحتلة إلى أخطر مكان على أمن اليهود في العالم.
اقتباس :
اقترح المؤلف حلا للمسألة اليهودية وصفه بالحل الحضاري الإسلامي، واستعرض أسسه وخصائصه وآلياته، مبيّنا أن هذا الحل هو الكفيل بتحرير الشعب الفلسطيني من احتلال نظام الفصل العنصري الاستيطاني الصهيوني، وتحرير اليهود واليهودية من الصهيونية
وقد اقترح المؤلف -الحاصل على دكتوراه في القانون العام والعلوم السياسية- حلا للمسألة اليهودية وصفه بالحل الحضاري الإسلامي، واستعرض أسسه وخصائصه وآلياته، مبيّنا أن هذا الحل هو الكفيل بتحرير الشعب الفلسطيني من احتلال نظام الفصل العنصري الاستيطاني الصهيوني، وتحرير اليهود واليهودية من الصهيونية، وتحقيق تعارف عالمي إنساني جديد تستحقه البشرية التي تحتاج لبناء نظام دولي عادل يحررها من الهيمنة الغربية الفاقدة للقيم الأخلاقية والإنسانية النبيلة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
المسألة اليهودية والمسائل التي فجّرتها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  المسألة اليهودية
» المسألة اليهودية في الفكر الغربي
»  المسألة اليهودية وحلول بديلة عن مأزق الحل الصهيوني
» الدولة اليهودية والمشكلة اليهودية بقلم احادهاعام(*) سنة 1897
» د. إبراهيم بدران الرأي العام .... والمسائل المعلقة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: اعرف عدوك - أصول اليهود العرقية-
انتقل الى: