حوار صريح جداً مع ليبرمان عن عرب الداخل وأبو مازن والتسويةجي بي سي نيوز - : أجرى راديو إسرائيل الأربعاء اللقاء التالي مع وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان وقد رصدته جي بي سي نيوز في القدس المحتلة وتاليا ترجمته :
س- هل شاهدت الخطاب الذي ألقاه أبو مازن بمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة ياسر عرفات؟
ج- يمكنني القول أن الجميع بدءا من رئيس الحكومة وحتى وسائل الإعلام يدركون ما كان حزب إسرائيل بيتنا يوضحه منذ سنوات طويلة: أبو مازن ليس شريكا في السلام، فهو يعمل من أجل إثارة الإرهاب السياسي والتحريض، ولا شك أن تحريضه أخطر من تحريض حركة حماس. أما المسألة الثانية فهي العرب في إسرائيل، فلا يمكننا أن نضع هذه المشكلة تحت البساط، يجب التحدث حول ذلك ومعالجته. وأنا واثق من أن الاقتراح الذي قدمناه والذي ينص على أن أية تسوية سياسية يجب أن تتضمن وادي عارة والمثلث كله ينتقل إلى السلطة الفلسطينية. ولا شك أن كل من سمع أبو مازن يدرك مدى صحة هاتين المسألتين. فمن المستحيل أن نتوصل معه إلى أية اتفاقيات، خصوصا وأنه لا يمثل أحدا، فهو يرجئ الانتخابات للسلطة الفلسطينية، لذا فإننا سنجري محادثات مع الزعيم الفلسطيني الشرعي إذا كان منطقيا وعاقلا.
س- وإذا تم انتخاب شخص أكثر سوءا من أبو مازن، ما العمل؟
ج- في هذه الحالة سنخرب المفاوضات بكاملها، فلسنا ملزمين بإدارة مفاوضات مع أبو مازن والذي لا هدف له – مثله مثل عرفات – سوى تدمير دولة إسرائيل، والتحريض، وإثارة المجتمع الدولي ضدنا، وأبو مازن لا يتمتع بأية حقوق أو شرعية على الصعيد القانوني ولا وفقا حتى للقانون الفلسطيني، كما يجب أن ندرك أنه لا يفتش عن السلام أو التسوية، وكل ما يهمه هو إلحاق الأضرار بإسرائيل واليهود.
س- ألا تريدون أن يعود إلى غزة وينظم الوضع هناك؟
ج- كان هناك من أراد أن يعود إلى غزة، لكن وعلى ضوء العلاقات بين حماس وفتح وعلى ضوء الخطاب الأخير الذي ألقاه، فإن كل هذا التفكير ما هو سوى مجرد وهم. الوضع لن يسير على ما يرام، ومثلما نرى ما يحدث في سيناء، فإن الضلع الثالث الهام في الاتفاقية، فإن الوضع على ضوء ما يحدث في سيناء سيكون أكثر تعقيدا.
س- لقد اقترح لك أبو مازن في خطابه العودة إلى روسيا، بماذا ترد عليه؟
ج- ما قاله هو اتجاه لا سامي واضح بإعادة اليهود إلى روسيا وفرنسا وغيره من حيث جاءوا إلى هنا، لكن ما قاله لا يوجد فيه جديد، لكنني أقول: يجب علينا أن نكف عن التحدث بلغة الأحلام، ويجب أن نرى الواقع ونعمل وفقا له، يجب أن نكون واقعيين، لا يجب علينا التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، بل لاتفاق إقليمي مع جميع الدول العربية ولتسوية مسألة العرب في إسرائيل، ومن ضمنه التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين.
س- هل تعتقد أن هناك من بين الدول العربية من ستوافق على نقل فلسطينيين إلى الدول العربية مثلما تقترح؟
ج- لا شك أنه حينما نصر على أن هذه الخطوة يجب أن تكون جزءا من الاتفاقية، فسوف ننقل ببساطة حدود المناطق التي سنحددها ولن تكون تلك المناطق أراض فارغة، بل ستشمل المثلث كله ووادي عارة والسكان الذين تظاهروا في الآونة الأخيرة وأطلقوا الهتافات ضد دولة إسرائيل، وأنا أعتقد أنهم يرغبون في أن يصبحوا مواطني الدولة الفلسطينية حيث سيحظون هناك إلى قدر أكبر من حرية التعبير والديمقراطية والتأمين الصحي، والتأمين القومي وتأمين البطالة، وباقي المزايا التي يتمتعون بها في إسرائيل.
س- أنت تعارض رئيس الحكومة الذي قال للعرب في إسرائيل أمس: أنتم مواطنون في إسرائيل، ومتساوون في الحقوق والواجبات؟
ج- هذا فقط خيار، وأنا لا أتحدث عن العربي الذي يرغب في أن يكون إسرائيليا مخلصا، لكن يتوجب عليه أن يدرك أنه سيكون مخلصا لجميع رموز إسرائيل: علمها ونشيدها الوطني، وأن يحتفل بيوم الاستقلال مثل كل إسرائيلي آخر، ولا يحول هذا اليوم إلى يوم نكبة، وعلى استعداد لأداء الخدمة في الجيش أو الخدمة الوطنية .
س- يعتزم أبو مازن التوجه قريبا إلى مجلس الأمن الدولي لمطالبته باتخاذ قرار بانسحاب إسرائيل من الضفة الغربية وإقامة دولة فلسطينية. هل تعتقد أن الأميركيين وعلى ضوء العلاقات المتوترة بين نتنياهو والرئيس أوباما، سيتخذون حق النقض الفيتو؟
ج- أنا لا أعتقد أن هناك من يرغب في إيصال الأمور إلى الفيتو الأميركي، لذا فإنني أعتقد أن صيغة ستطرح على أن تكون مقبولة على الولايات المتحدة مما يجعلها في غير حاجة لاستخدام الفيتو. وفي النهاية أرى أن علينا أن نطرح الخيار القائل: اتفاقية تسوية إقليمية وليست اتفاقية مع الفلسطينيين، وأنا أعرف أن الوزيرة تسيبي ليفني تقول: يجب التوصل أولا إلى تسوية مع الفلسطينيين، ودون ذلك لن يكون بالإمكان التوصل إلى تسوية إقليمية، لكنني أقول العكس تماما: الاتفاق مع الفلسطينيين مستحيل، وغير مجدِ ونحن لسنا في حاجة إليه.
س- ألا تعتقد أن إقامة الدولة الفلسطينية هو المفتاح لتحسين العلاقات مع الدول العربية؟ تذكر أننا في فترة أوسلو حينما توصلنا إلى اتفاق مع عرفات فتحت أبواب المغرب ودول الخليج أمامنا لفترة معينة؟
ج- ما كان على عهد اتفاقية أوسلو غير قائم الآن، فهناك الهجمات التي تشنها المنظمات الإسلامية المتطرفة على الدول العربية المعتدلة، لقد باتت الدول العربية المعتدلة تدرك أن العدو ليس إسرائيل واليهود والصهيونية، بل داعش وجبهة النصرة والإخوان المسلمين والقاعدة وغيره. لذا فإن الوضع أصبح مختلفا، ويجب علينا انتهازه.
س- هل سيزور وزير الخارجية الأميركي جون كيري إسرائيل في إطار زيارته اليوم للأردن، أم أنه سيجاوز إسرائيل؟
ج- لا أعرف أنه سيزور إسرائيل، فيجب أن نعرف أنه يتوجه إلى الشرق الأوسط في إطار تشكيل الائتلاف الأميركي ضد داعش والمنظمات الإسلامية، وهو لا يرغب في الخلط بين الأمور، لذا من المنطقي القول أنه لن يزور إسرائيل.
س- صديقك الرئيس الروسي بوتين على وشك إقامة ثمانية مفاعلات نووية إيرانية لأغراض السلام في هذا الوقت الحساس من المفاوضات بين إيران والدول الغربية، ألا يعتبر ذلك بمثابة صفعة للعالم كله، وبشكل خاص لإسرائيل ولك بشكل شخصي؟
ج- يجب أن نعرف أن هناك مفاعلا روسيا في إيران وهو مفاعل بوشهر، كما يبني الروس مفاعلا نوويا في تركيا. إن ما يجب أن يقلقنا في الوضع النووي الإيراني هو ما قاله رئيس وكالة الطاقة النووية الدولية من أن إيران ليست على استعداد للتعاون مع الوكالة في زيارة مفاعلات التجارب الإيرانية. ولا شك أن بناء الروس المفاعلات هو نبأ غير سار وسيحتاج إلى استيضاح.
( المصدر : جي بي سي نيوز - القدس المحتلة ) .